- عربي - نصوص الآيات عثماني : وَمِنْهُم مَّن يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ ۖ وَجَعَلْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِىٓ ءَاذَانِهِمْ وَقْرًا ۚ وَإِن يَرَوْاْ كُلَّ ءَايَةٍۢ لَّا يُؤْمِنُواْ بِهَا ۚ حَتَّىٰٓ إِذَا جَآءُوكَ يُجَٰدِلُونَكَ يَقُولُ ٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ إِنْ هَٰذَآ إِلَّآ أَسَٰطِيرُ ٱلْأَوَّلِينَ
- عربى - نصوص الآيات : ومنهم من يستمع إليك ۖ وجعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه وفي آذانهم وقرا ۚ وإن يروا كل آية لا يؤمنوا بها ۚ حتى إذا جاءوك يجادلونك يقول الذين كفروا إن هذا إلا أساطير الأولين
- عربى - التفسير الميسر : ومن هؤلاء المشركين من يستمع إليك القرآن -أيها الرسول-، فلا يصل إلى قلوبهم؛ لأنهم بسبب اتباعهم أهواءهم جعلنا على قلوبهم أغطية؛ لئلا يفقهوا القرآن، وجعلنا في آذانهم ثقلا وصممًا فلا تسمع ولا تعي شيئًا، وإن يروا الآيات الكثيرة الدالة على صدق محمد صلى الله عليه وسلم لا يصدقوا بها، حتى إذا جاؤوك -أيها الرسول- بعد معاينة الآيات الدالة على صدقك يخاصمونك: يقول الذين جحدوا آيات الله: ما هذا الذي نسمع إلا ما تناقله الأولون من حكايات لا حقيقة لها.
- السعدى : وَمِنْهُم مَّن يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ ۖ وَجَعَلْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا ۚ وَإِن يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَّا يُؤْمِنُوا بِهَا ۚ حَتَّىٰ إِذَا جَاءُوكَ يُجَادِلُونَكَ يَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَٰذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ
أي: ومن هؤلاء المشركين، قوم يحملهم بعضَ الأوقات، بعضُ الدواعي إلى الاستماع لما تقول، ولكنه استماع خال من قصد الحق واتباعه، ولهذا لا ينتفعون بذلك الاستماع، لعدم إرادتهم للخير { وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً } أي: أغطية وأغشية، لئلا يفقهوا كلام الله، فصان كلامه عن أمثال هؤلاء. { وَفِي آذَانِهِمْ } جعلنا { وَقْرًا } أي: صمما، فلا يستمعون ما ينفعهم. { وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا } وهذا غاية الظلم والعناد، أن الآيات البينات الدالة على الحق، لا ينقادون لها، ولا يصدقون بها، بل يجادلون بالباطل الحقَّ ليدحضوه. ولهذا قال: { حَتَّى إِذَا جَاءُوكَ يُجَادِلُونَكَ يَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ } أي: مأخوذ من صحف الأولين المسطورة، التي ليست عن الله، ولا عن رسله. وهذا من كفرهم، وإلا فكيف يكون هذا الكتاب الحاوي لأنباءالسابقين واللاحقين، والحقائق التي جاءت بها الأنبياء والمرسلون، والحق، والقسط، والعدل التام من كل وجه، أساطيرَ الأولين؟.
- الوسيط لطنطاوي : وَمِنْهُم مَّن يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ ۖ وَجَعَلْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا ۚ وَإِن يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَّا يُؤْمِنُوا بِهَا ۚ حَتَّىٰ إِذَا جَاءُوكَ يُجَادِلُونَكَ يَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَٰذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ
وبعد أن بين- سبحانه- أحوال الكفار في الآخرة أتبعه بما يوجب اليأس من إيمان بعضهم فقال: وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ، وَجَعَلْنا عَلى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذانِهِمْ وَقْراً.
قال ابن عباس: إن أبا سفيان بن حرب، والوليد بن المغيرة، والنضر بن الحارث، وعتبة وشيبة ابنا ربيعة، وأمية بن خلف. استمعوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقرأ القرآن، فقالوا للنضر: يا أبا قتيلة ما يقول محمد؟ فقال: والذي جعلها بيته ما أدرى ما يقول، إلا أنى أرى تحرك شفتيه يتكلم بشيء فما يقول إلا أساطير، مثل ما كنت أحدثكم عن القرون الماضية، وكان النضر كثير الحديث عن القرون الأولى وكان يحدث قريشا فيستملحون حديثه فأنزل الله هذه الآية» .
والأكنة: جمع كنان كغطاء وأغطية لفظا ومعنى والوقر- بالفتح- الثقل في السمع.
والمعنى: ومن هؤلاء المشركين يا محمد من يستمع إليك حين تقرأ القرآن وقد جعلنا- بسبب عنادهم وجحودهم- على قلوبهم أغطية تحول بينهم وبين فقهه، كما جعلنا في أسماعهم صمما يمنع من سماعه بتدبر وتعقل.
قال صاحب المنار: «وجعل الأكنة على القلوب والوقر في الآذان في الآية من تشبيه الحجب والموانع المعنوية بالحجب والموانع الحسية فإن القلب الذي لا يفقه الحديث ولا يتدبره كالوعاء الذي وضع عليه الكن أو الكنان وهو الغطاء حتى لا يدخل فيه شيء. والآذان التي لا تسمع الكلام سماع فهم وتدبر كالآذان المصابة بالثقل أو الصمم، لأن سمعها وعدمه سواء .
وقال بعض العلماء: «وهنا يسأل سائل: إذا كان منع الهداية من الله- تعالى- بالغشاوة على قلوبهم والختم عليها وبالوقر في آذانهم فلا يسمعون سماع تبصر فماذا يكون عليهم من تبعة يحاسبون عليها حسابا عسيرا بالعذاب الأليم؟
والجواب عن ذلك أن الله- سبحانه- يسير الأمور وفق حكمته العلياء فمن يسلك سبيل الهداية يرشده وينير طريقه ويثيبه، ومن يقصد إلى الغواية ويسير في طريقها تجيئه النذر تباعا إنذارا بعد إنذار، فإن أيقظت النذر ضميره وتكشفت العماية عن قلبه فقد اهتدى وآمن بعد كفر. ومن لم تجد فيه النذر المتتابعة ولم توقظ له ضميرا ولم تبصره من عمى فقد وضع الله- تعالى- على قلبه غشاوة وفي آذانه وقرا» .
ثم صور- سبحانه- عنادهم وإعراضهم عن الحق مهما وضحت براهينه فقال: وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لا يُؤْمِنُوا بِها.
أى: وإن يروا كل آية من الآيات الدالة على صحة نبوتك وصدق دعوتك فلن يؤمنوا بها لاستحواذ الغرور والعناد على قلوبهم.
والمراد من الرؤية هنا البصرية، ومن الآيات المعجزات الحسية كانشقاق القمر ونبع الماء من بين أصابعه الشريفة.
وهذه الجملة الكريمة المقصود بها ذمهم لعدم انتفاعهم بحاسة البصر بعد ذمهم لعدم انتفاعهم بعقولهم وأسماعهم.
وجيء بكلمة كُلَّ لعموم النفي، أى: أنهم لا يؤمنون بأية معجزة يرونها مهما وضحت براهينها، ومهما كانت دلالتها ظاهرة على صدق النبي صلى الله عليه وسلم.
ثم بين- سبحانه- ما كان يجرى منهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:
حَتَّى إِذا جاؤُكَ يُجادِلُونَكَ يَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هذا إِلَّا أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ.
الأساطير جمع إسطارة أو أسطورة ومعناها الخرافات والترهات.
أى: حتى إذا ما صاروا إليك أيها الرسول ليخاصموك وينازعوك في دعوتك فإنهم يقولون لك بسبب كفرهم وجحودهم، ما هذا القرآن الذي نسمعه منك إلا أقاصيص الأولين المشتملة على خرافاتهم وأوهامهم.
وفي قوله- تعالى- حَتَّى إِذا جاؤُكَ يُجادِلُونَكَ إشارة إلى أن مجيئهم لم يكن من أجل الوصول إلى الحق، وإنما كان من أجل المجادلة المتعنتة مع الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم.
- البغوى : وَمِنْهُم مَّن يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ ۖ وَجَعَلْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا ۚ وَإِن يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَّا يُؤْمِنُوا بِهَا ۚ حَتَّىٰ إِذَا جَاءُوكَ يُجَادِلُونَكَ يَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَٰذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ
قوله عز وجل : ( ومنهم من يستمع إليك ) الآية ، قال الكلبي : اجتمع أبو سفيان بن حرب وأبو جهل بن هشام والوليد بن المغيرة والنضر بن الحارث وعتبة وشيبة ابنا ربيعة وأمية وأبي ابنا خلف والحارث بن عامر ، يستمعون القرآن فقالوا للنضر : يا أبا قتيلة ما يقول محمد؟ قال : ما أدري ما يقول إلا أني أراه يحرك لسانه ويقول أساطير الأولين ، مثل ما كنت أحدثكم عن القرون الماضية ، وكان النضر كثير الحديث عن القرون وأخبارها . فقال أبو سفيان : إني أرى بعض ما يقول حقا ، فقال أبو جهل : كلا لا نقر بشيء من هذا ، وفي رواية : للموت أهون علينا من هذا ، فأنزل الله عز وجل : " ومنهم من يستمع إليك " وإلى كلامك ، ( وجعلنا على قلوبهم أكنة ) ، أغطية ، جمع كنان ، كالأعنة جمع عنان ، ( أن يفقهوه ) ، أن يعلموه ، قيل : معناه أن لا يفقهوه ، وقيل : كراهة أن يفقهوه ، ( وفي آذانهم وقرا ) ، صمما وثقلا هذا دليل على أن الله تعالى يقلب القلوب فيشرح بعضها للهدى ، ويجعل بعضها في أكنة فلا تفقه كلام الله ولا تؤمن ، ( وإن يروا كل آية ) ، من المعجزات والدلالات ، ( لا يؤمنوا بها حتى إذا جاءوك يجادلونك يقول الذين كفروا إن هذا إلا أساطير الأولين ) ، يعني : أحاديثهم وأقاصيصهم ، والأساطير جمع : أسطورة ، وإسطارة ، وقيل : هي الترهات والأباطيل ، وأصلها من سطرت ، أي : كتبت .
- ابن كثير : وَمِنْهُم مَّن يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ ۖ وَجَعَلْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا ۚ وَإِن يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَّا يُؤْمِنُوا بِهَا ۚ حَتَّىٰ إِذَا جَاءُوكَ يُجَادِلُونَكَ يَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَٰذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ
وقوله : ( ومنهم من يستمع إليك وجعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه وفي آذانهم وقرا وإن يروا كل آية لا يؤمنوا بها ) أي : يجيؤوك ليسمعوا قراءتك ، ولا تجزي عنهم شيئا ; لأن الله جعل ( على قلوبهم أكنة ) أي : أغطية لئلا يفقهوا القرآن ( وفي آذانهم وقرا ) أي : صمما عن السماع النافع ، فهم كما قال تعالى : ( ومثل الذين كفروا كمثل الذي ينعق بما لا يسمع إلا دعاء ونداء [ صم بكم عمي فهم لا يعقلون ] ) [ البقرة : 171 ] . وقوله : ( وإن يروا كل آية لا يؤمنوا بها ) أي : مهما رأوا من الآيات والدلالات والحجج البينات ، لا يؤمنوا بها . فلا فهم عندهم ولا إنصاف ، كما قال تعالى : ( ولو علم الله فيهم خيرا لأسمعهم [ ولو أسمعهم لتولوا وهم معرضون ] ) [ الأنفال : 23 ] .
وقوله : ( حتى إذا جاءوك يجادلونك ) أي يحاجونك ويناظرونك في الحق بالباطل ( يقول الذين كفروا إن هذا إلا أساطير الأولين ) أي : ما هذا الذي جئت به إلا مأخوذ من كتب الأوائل ومنقول عنهم .
- القرطبى : وَمِنْهُم مَّن يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ ۖ وَجَعَلْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا ۚ وَإِن يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَّا يُؤْمِنُوا بِهَا ۚ حَتَّىٰ إِذَا جَاءُوكَ يُجَادِلُونَكَ يَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَٰذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ
قوله تعالى : ومنهم من يستمع إليك وجعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه وفي آذانهم وقرا وإن يروا كل آية لا يؤمنوا بها حتى إذا جاءوك يجادلونك يقول الذين كفروا إن هذا إلا أساطير الأولين
قوله تعالى : ومنهم من يستمع إليك أفرد على اللفظ يعني المشركين كفار مكة . وجعلنا على قلوبهم أكنة أي : فعلنا ذلك بهم مجازاة على كفرهم . وليس المعنى أنهم لا يسمعون ولا يفقهون ، ولكن لما كانوا لا ينتفعون بما يسمعون ، ولا ينقادون إلى الحق كانوا بمنزلة من لا يسمع ولا يفهم . والأكنة الأغطية جمع كنان مثل الأسنة والسنان ، والأعنة والعنان . كننت الشيء في كنه إذا صنته فيه . وأكننت الشيء أخفيته . والكنانة معروفة . والكنة ( بفتح الكاف والنون ) امرأة أبيك ; ويقال : امرأة الابن أو الأخ ; لأنها في كنه . أن يفقهوه أي : يفهموه وهو في موضع نصب ; المعنى كراهية أن يفهموه ، أو لئلا يفهموه . وفي آذانهم وقرا عطف عليه أي : ثقلا ; يقال منه : وقرت أذنه ( بفتح الواو ) توقر وقرا أي : صمت ، وقياس مصدره التحريك إلا أنه جاء بالتسكين . وقد وقر الله أذنه يقرها وقرا ; يقال : اللهم قر أذنه . وحكى أبو زيد عن العرب : أذن موقورة على ما لم يسم فاعله ; فعلى هذا وقرت ( بضم الواو ) . وقرأ طلحة بن مصرف ( وقرا ) بكسر الواو ; أي : جعل في آذانهم ما سدها عن استماع القول على التشبيه بوقر البعير ، وهو مقدار ما يطيق أن يحمل ، والوقر الحمل ; يقال منه : نخلة موقر وموقرة إذا كانت ذات ثمر كثير . ورجل ذو قرة إذا كان وقورا بفتح الواو ; ويقال منه : وقر الرجل ( بضم القاف ) وقارا ، ووقر ( بفتح القاف ) أيضا .
قوله تعالى : وإن يروا كل آية لا يؤمنوا بها أخبر الله تعالى بعنادهم لأنهم لما رأوا القمر منشقا قالوا : سحر ; فأخبر الله عز وجل بردهم الآيات بغير حجة .
قوله تعالى : حتى إذا جاءوك يجادلونك مجادلتهم قولهم : تأكلون ما قتلتم ، ولا تأكلون ما قتل الله ; عن ابن عباس . يقول الذين كفروا يعني قريشا ; قال ابن عباس : قالوا للنضر بن الحارث : ما يقول محمد ؟ قال : أرى تحريك شفتيه وما يقول إلا أساطير الأولين ، مثل ما أحدثكم عن القرون الماضية ، وكان النضر صاحب قصص وأسفار ، فسمع أقاصيص في ديار العجم مثل قصة رستم واسفنديار فكان يحدثهم . وواحد الأساطير أسطار كأبيات وأباييت ; عن الزجاج . قال الأخفش : واحدها أسطورة كأحدوثة وأحاديث . أبو عبيدة : واحدها إسطارة . النحاس : واحدها أسطور مثل عثكول . ويقال : هو جمع أسطار ، وأسطار جمع سطر ; يقال : سطر وسطر . والسطر الشيء الممتد المؤلف كسطر الكتاب . القشيري : واحدها أسطير . وقيل : هو جمع لا واحد له كمذاكير وعباديد وأبابيل أي : ما سطره الأولون في الكتب . قال الجوهري وغيره : الأساطير الأباطيل والترهات .
قلت : أنشدني بعض أشياخي :
تطاول ليلي واعترتني وساوسي لآت أتى بالترهات الأباطيل
- الطبرى : وَمِنْهُم مَّن يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ ۖ وَجَعَلْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا ۚ وَإِن يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَّا يُؤْمِنُوا بِهَا ۚ حَتَّىٰ إِذَا جَاءُوكَ يُجَادِلُونَكَ يَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَٰذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ
القول في تأويل قوله : وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا
قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: ومن هؤلاء العادلين بربِّهم الأوثانَ والأصنامَ من قومك، يا محمد =" من يستمع إليك ", يقول: من يستمع القرآن منك, ويستمع ما تدعوه إليه من توحيد ربك، وأمره ونهيه, ولا يفقه ما تقول ولا يُوعِيه قلبَه, ولا يتدبره، ولا يصغي له سمعه، ليتفقهه فيفهم حجج الله عليه في تنـزيله الذي أنـزله عليك, إنما يسمع صوتك وقراءَتك وكلامك, ولا يعقل عنك ما تقول، لأن الله قد جعل على قلبه " أكنّة ".
* * *
= وهي جمع "
كنان "، وهو الغطاء، مثل: " سِنان "،" وأسنة ". يقال منه: " أكننت الشيءَ في نفسي " ، بالألف," وكننت الشيء "، إذا غطيته, (38) = ومن ذلك: بَيْضٌ مَكْنُونٌ ، [سورة الصافات: 49] ، وهو الغطاء, (39) ومنه قول الشاعر: (40)تَحْــــتَ عَيْــــنٍ, كِنَانُنَـــا
ظِــــلُّ بُــــرْدٍ مُرَحَّــــلُ (41)
يعني: غطاؤُهم الذي يكنُهم. (42)
* * *
="
وفي آذانهم وقرًا "، يقول تعالى ذكره: وجعل في آذانهم ثِقلا وصممًا عن فهم ما تتلو عليهم، والإصغاء لما تدعوهم إليه.* * *
والعرب تفتح "
الواو " من " الوَقْر " في الأذن، وهو الثقل فيها= وتكسرها في الحمل فتقول: " هو وِقْرُ الدابة ". ويقال من الحمل: " أوقرْتُ الدَّابة فهي مُوقَرة " = ومن السمع: " وَقَرْتُ سمعه فهو موقور ", ومنه قول الشاعر: (43)وَلِي هَامَةٌ قَدْ وَقَّر الضَّرْبُ سَمْعَهَا
وقد ذكر سماعًا منهم: "
وُقِرَتْ أذنه "، إذا ثقلت " فهي موقورة " =" وأوقرتِ النخلةُ، فهي مُوقِر " كما قيل: " امرأة طامث، وحائض ", لأنه لا حظّ فيه للمذكر. فإذا أريد أن الله أوقرها، قيل " مُوقَرةٌ".* * *
وقال تعالى ذكره: "
وجعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه " ، بمعنى: أن لا يفقهوه, كما قال: يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ أَنْ تَضِلُّوا [سورة النساء: 176] ، بمعنى: أن لا تضلوا, (44) لأن " الكنّ" إنما جعل على القلب، لئلا يفقهه، لا ليفقهه. (45)* * *
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
13152 - حدثنا الحسن بن يحيى قال، أخبرنا عبد الرزاق قال، أخبرنا معمر, عن قتادة: "
وجعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه وفي آذانهم وقرًا " ، قال: يسمعونه بآذانهم ولا يعون منه شيئًا, كمثل البهيمة التي تسمع النداء، ولا تدري ما يُقَال لها.13153 - حدثني محمد بن الحسين قال، حدثنا أحمد بن المفضل قال: حدثنا أسباط، عن السدي: "
وجعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه وفي آذانهم وقرًا " ، أما " أكنة "، فالغطاءُ أكنّ قلوبهم، لا يفقهون الحق =" وفي آذانهم وقرًا " ، قال: صمم .13154 - حدثني محمد بن عمرو قال، حدثنا أبو عاصم قال، حدثنا عيسى, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد في قول الله: "
ومنهم من يستمع إليك "، قال: قريش .13155 - حدثني المثنى قال، حدثنا حذيفة قال، حدثنا شبل, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد, مثله .
* * *
القول في تأويل قوله : وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لا يُؤْمِنُوا بِهَا حَتَّى إِذَا جَاءُوكَ يُجَادِلُونَكَ يَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلا أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ (25)
قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره : وإن ير هؤلاء العادلون بربهم الأوثان والأصنام, الذين جعلت على قلوبهم أكنة أن يفقهوا عنك ما يسمعون منك ="
كل آية " ، يقول: كل حجة وعلامة تدلُّ أهل الحجَا والفهم على توحيد الله وصدق قولك وحقيقة نبوتك (46) =" لا يؤمنوا بها " ، يقول: لا يصدّقون بها، ولا يقرّون بأنها دالّة على ما هي عليه دالة =" حتى إذا جاءوك يجادلونك " ، يقول: حتى إذا صاروا إليك بعد معاينتهم الآيات الدالة على حقيقة ما جئتهم به =" يجادلونك ", يقول: يخاصمونك (47) =" يقول الذين كفروا " ، يعنى بذلك: الذين جحدوا آيات الله وأنكروا حقيقتها, يقولون لنبيِّ الله صلى الله عليه وسلم إذا سمعوا حجج الله التي احتجَّ بها عليهم، وبيانَه الذي بيَّنه لهم =" إن هذا إلا أساطير الأوّلين " ، أي: ما هذا إلا أساطير الأوّلين.* * *
و "
الأساطير " جمع " إسْطارة " و " أُسطُورة " مثل " أفكوهة " و " أضحوكة " = وجائز أن يكون الواحد " أسطارًا " مثل " أبيات "، و " أبابيت "، و " أقوال وأقاويل ", (48) من قول الله تعالى ذكره: وَكِتَابٍ مَسْطُورٍ ، [سورة الطور: 2] . من: " سَطَرَ يَسْطُرُ سَطْرا ".* * *
فإذ كان من هذا: فإن تأويله: ما هذا إلا ما كتبه الأوَّلون.
* * *
وقد ذكر عن ابن عباس وغيره أنهم كانوا يتأوّلونه بهذا التأويل, ويقولون: معناه: إنْ هذا إلا أحاديث الأوّلين .
13156 - حدثني بذلك المثنى بن إبراهيم قال، حدثنا عبد الله بن صالح قال، حدثني معاوية, عن علي بن أبي طلحة, عن ابن عباس .
13157 - حدثني محمد بن الحسين قال، حدثنا أحمد بن مفضل قال، حدثنا أسباط, عن السدي, أمّا "
أساطير الأوّلين " ، فأسَاجيع الأولين. (49)* * *
وكان بعض أهل العلم = وهو أبو عبيدة معمر بن المثنى = بكلام العرب يقول: "
الإسطارةُ" لغةٌ، ومجازُها مجازُ الترهات. (50)* * *
وكان الأخفش يقول: قال بعضهم : واحده "
أسطورة ". وقال بعضهم: " إسطارة ". قال: ولا أراه إلا من الجمع الذي ليس له واحد, نحو " العباديد " (51) و " المَذَاكير "، و " الأبابيل ". (52) قال : وقال بعضهم: واحد " الأبابيل "،" إبِّيل "، وقال بعضهم: " إبَّوْل " مثل " عِجَّوْل ", (53) ولم أجد العرب تعرف له واحدًا, وإنما هو مثل " عباديد " لا واحد لها. وأما " الشَّماطيط"، فإنهم يزعمون أن واحده " شمطاط". (54) قال: وكل هذه لها واحد, إلا أنه لم يستعمل ولم يتكلم به, لأن هذا المثال لا يكون إلا جميعًا. (55) قال: وسمعت العرب الفصحاء تقول: " أرسل خيله أبابيل ", تريد جماعات, فلا تتكلم بها بواحدة. (56) وكانت مجادلتهم رسولَ الله صلى الله عليه وسلم التي ذكرها الله في هذه الآية، فيما ذُكِر, ما:-13158 - حدثني به محمد بن سعد قال، حدثني أبي قال، حدثني عمي قال، حدثني أبي, عن أبيه, عن ابن عباس قوله: "
حتى إذا جاءوك يجادلونك " الآية، قال: هم المشركون، يجادلون المسلمين في الذَّبيحة, يقولون: " أما ما ذبحتم وقتلتم فتأكلون, وأما ما قتل الله فلا تأكلون! وأنتم تتَّبعون أمرَ الله تعالى ذكره "! (57)------------------------
الهوامش :
(38) انظر ما سلف 5: 102 ، 103.
(39) الأجود أن يقال: "
وهو المغطى" ، وكأنه كان كذلك ، وكأن الذي في المطبوعة والمخطوطة تحريف. ولكن ربما عبر القدماء بمثل هذا التعبير ، ولذلك تركته على حاله. وقد قال الطبري في ج 5: 102 ، وذكر الآية: "أي: مخبوء".(40) هو عمر بن أبي ربيعة.
(41) ليس في ديوانه ، ولكنه من قصيدته التي في ديوانه: 125 - 126 ، وهو في الأغاني 1: 184 ، ومجاز القرآن لأبي عبيدة 1: 46 ، 188 ، واللسان (كنن) ، وغيرها. من أبياته التي أولها:
هَــــاجَ ذَا القَلَـــبَ مَـــنْزِلُ
دَارِسُ الآيِ مُحْـــــــــــوِلُ
وقبله في رواية أبي الفرج في أغانيه.
أرْسَــلَتْ تَسْـتَحِثّى وَتُفَـدِّي وتَعْـذُل
أَيُّنَـا بَـاتَ لَيْلَـةً بَيْـنَ غُصْنَيْنِ يُوبَلُ
وروايته للبيت:
تَحْــــتَ عَيْــــنٍ، يُكِنُّنَــــا
بُــــرْدُ عَصْــــبٍ مُهَلْهَـــل
ورواية ابن بري ، وصحح رواية أبي عبيدة وأبي جعفر:
تَحْــــتَ عَيْــــنٍ، كِنَانُنَـــا
بُــــرْدُ عَصْــــبٍ مُرَحَّـــلُ
"
العين" في البيت السحاب. و"المرحل من الثياب ، الذي عليه تصاوير الرحال.(42) انظر مجاز القرآن لأبي عبيدة 1 : 188 ، وهو شبيه بنص كلامه.
(43) لم أهتد إلى قائله ، وإن كنت أذكر أني قرأت هذا الشعر في مكان.
(44) انظر ما سلف 9: 445 ، 446.
(45) انظر تفسير"فقه" فيما سلف 8: 557.
(46) انظر تفسير"آية" فيما سلف من فهارس اللغة (أيي).
(47) انظر تفسير"جادل" فيما سلف 4: 141/9 : 190 ، 193.
(48) يعني بقوله: "أسطارًا" ، جمع"سطر" ، كما هو بين.
(49) "الأساجيع" جمع"أسجوعة": يراد به الكهان على هيئة كلامهم.
(50) في المطبوعة: "لغة ، الخرافات والترهات" غير ما في المخطوطة ، وهو نص أبي عبيدة في مجاز القرآن 1: 189. وهذا من سيئ العبث بالكتب!
(51) في المطبوعة: "عباييد" ، وهو صواب ، إلا أني أثبت ما في المخطوطة. يقال: "جاء القوم عباديد ، وعبابيد" ، أي متفرقون.
(52) "المذاكير" ، يقال في الفرد أيضًا. وفي الخبر أن عبدًا أبصر جارية لسيده ، فجب السيد مذاكيره = فاستعمله لرجل واحد ، وأراد به شيئه ، وما تعلق به.
و"أبابيل": جماعات من هنا ، وجماعات من هنا.
(53) يقال: "عجل" و"عجول" (بكسر العين ، وتشديد الجيم المفتوحة ، وسكون الواو): ولد البقرة ، وجمعه"عجاجيل".
(54) "شماميط": قطع متفرقة ، يقال: "ذهب القوم شماميط": إذا تفرقوا أرسالا.
(55) في المطبوعة: "جمعا" ، وأثبت ما في المخطوطة.
(56) في المطبوعة: "فلا تتكلم بها موحدة" ، وأثبت ما في المخطوطة ، وقد كرهت عبث الناشر بنص أبي جعفر!!
(57) عند هذا الموضع ، انتهى جزء من التقسيم القديم الذي نقلت منه نسختنا ، وفيها ما نصه:
"يتلوه القولُ في تأويل قوله
{وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَونَ عَنْهُ وَإنْ يُهْلِكُونَ}
{إلا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ}
وَصَلَّى اللهُ على مُحَمدٍ النبيِّ وَعَلى آلِهِ وَسَلّم كثيرًا الحمدُ للهِ ربِّ العالَمينِ" ثم يتلوه ما نصه: بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرحيمِ رَبِّ يَسِّرْ".رْ"
- ابن عاشور : وَمِنْهُم مَّن يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ ۖ وَجَعَلْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا ۚ وَإِن يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَّا يُؤْمِنُوا بِهَا ۚ حَتَّىٰ إِذَا جَاءُوكَ يُجَادِلُونَكَ يَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَٰذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ
عطف جملة ابتدائية على الجمل الابتدائية التي قبلها من قوله : { الذين خسروا أنفسهم فهم لا يؤمنون } [ الأنعام : 20 ].
والضمير المجرور ب { من } التبعيضية عائد إلى المشركين الذين الحديث معهم وعنهم ابتداء من قوله : { ثم الذين كفروا بربِّهم يعدلون } [ الأنعام : 1 ] ، أي ومن المشركين من يستمع إليك . وقد انتقل الكلام إلى أحواللِ خاصّة عقلائهم الذين يربأون بأنفسهم عن أن يقابلوا دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم بمثل ما يقابله به سفهاؤهم من الإعراض التامّ ، وقولِهم : { قلوبنا في أكنّة ممّا تدعونا إليه وفي آذاننا وقر ومن بيننا وبينك حجاب } [ فصلت : 5 ]. ولكن هؤلاء العقلاء يتظاهرون بالحلم والأناة والإنصاف ويخيّلون للدهماء أنّهم قادرون على مجادلة الرسول عليه الصلاة والسلام وإبطال حججه ثم ينهون الناس عن الإيمان . روى الواحدي عن ابن عبّاس أنّه سمّى من هؤلاء أبا سفيان بن حرب ، وعتبة وشيبة ابني ربيعة ، وأبا جهل ، والوليد بن المغيرة ، والنضر بن الحارث ، وأمية وأبيّا ابني خلف ، اجتمعوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم يستمعون القرآن فلمّا سمعوه قالوا للنضر : ما يقول محمد فقال : والذي جعلها بيته ( يعني الكعبة ) ما أدري ما يقول إلاّ أنِّي أرى تحرّك شفتيه فما يقول إلاّ أساطير الأولين مثل ما كنت أحدّثكم عن القرون الماضية . يعني أنّه قال ذلك مكابرة منه للحقّ وحسداً للرسول عليه الصلاة والسلام . وكان النضر كثير الحديث عن القرون الأولى . وكان يحدّث قريشاً عن أقاصيص العجم ، مثل قصة ( رستم ) و ( إسفنديار ) فيستملحون حديثه ، وكان صاحب أسفار إلى بلاد الفرس ، وكان النضر شديد البغضاء للرسول صلى الله عليه وسلم وهو الذي أهدر الرسول عليه الصلاة والسلام دمه فقتل يوم فتح مكّة . وروي أنّ أبا سفيان قال لهم : إنِّي لأراه حقّاً . فقال له أبو جهل : كلاّ . فوصف الله حالهم بهذه الآية . وقد نفع الله أبا سفيان بن حرب بكلمته هذه ، فأسلم هو دونهم ليلة فتح مكّة وثبتت له فضيلة الصحبة وصهر النبي صلى الله عليه وسلم ولزوجه هند بنت عتبة بن ربيعة .
و { الأكنّة } جمع كنان بكسر الكاف و ( أفعلة ) يتعيّن في ( فِعال ) المكسور الفاء إذا كان عينه ولامه مثلين . والكنان : الغطاء ، لأنّه يكنّ الشيء ، أي يستره . وهي هنا تخييل لأنّه شبَّهت قلوبهم في عدم خلوص الحقّ إليها بأشياء محجوبة عن شيء . وأثبتت لها الأكنّة تخييلاً ، وليس في قلب أحدهم شيء يشبه الكنان .
وأسند جعل تلك الحالة في قلوبهم إلى الله تعالى لأنّه خلقهم على هذه الخصلة الذميمة والتعقّل المنحرف ، فهم لهم عقول وإدراك لأنّهم كسائر البشر ، ولكن أهواءهم تخيّر لهم المنع من اتِّباع الحقّ ، فلذلك كانوا مخاطبين بالإيمان مع أنّ الله يعلم أنّهم لا يؤمنون إذ كانوا على تلك الصفة ، على أنّ خطاب التكليف عامّ لا تعيين فيه لأناس ولا استثناء فيه لأناس .
فالجعل بمعنى الخلق وليس للتحويل من حال إلى حال . وقد مات المسمّون كلّهم على الشرك عدا أبا سفيان فإنّه شهد حينئذٍ بأنّ ما سمعه حقّ ، فدلّت شهادته على سلامة قلبه من الكنان .
والضمير المنصوب في { أن يفقهوه } عائد إلى القرآن المفهوم من قوله { يستمع إليك }.وحذف حرف الجرّ . والتقدير : من أن يفقهوه ، ويتعلّق ب { أكنّة } لما فيه من معنى المنع ، أي أكنّة تمنع من أن يفهموا القرآن .
والوَقر بفتح الواو الصمم الشديد وفعله كوعد ووجد يستعمل قاصراً ، يقال : وقرت أذنه ، ومتعدّياً يقال : وقر الله أذنه فوقرت . والوقر مصدر غير قياسي ل ( وقرت ) أذنه ، لأنّ قياس مصدره تحريك القاف ، وهو قياسي ل ( وقر ) المتعدّي ، وهو مستعار لعدم فهم المسموعات . جعل عدم الفهم بمنزلة الصمم ولم يذكر للوقر متعلّق يدلّ على الممنوع بوقر آذانهم لظهور أنّه من أن يسمعوه ، لأنّ الوقر مؤذن بذلك ، ولأنّ المراد السمع المجازي وهو العلم بما تضمّنه المسموع .
وقوله : { على قلوبهم } ، وقوله : { في آذانهم } يتعلّقان بِ { جعلنا }.وقدّم كلّ منهما على مفْعول { جعلنا } للتنبيه على تعلّقه به من أول الأمر .
فإن قلت : هل تكون هاته الآية حجّة للذين قالوا من علمائنا : إنّ إعجاز القرآن بالصَّرْفة ، أي أعجز الله المشركين عن معارضته بأن صرفهم عن محاولة المعارضة لتقوم الحجّة عليهم ، فتكون الصرفة من جملة الأكنّة التي جعل الله على قلوبهم .
قلت : لم يحتجّ بهذه الآية أصحاب تلك المقالة لأنّك قد علمت أنّ الأكنّة تخييل وأنّ الوقر استعارة وأنّ قول النضر ( ما أدري ما أقول ) ، بُهتان ومكابرة ، ولذلك قال الله تعالى : { وإن يروا كلّ آية لا يؤمنوا بها }.
وكلمة { كلّ } هنا مستعملة في الكثرة مجازاً لتعذّر الحقيقة سواء كان التعذّر عقلاً كما في هذه الآية ، وقوله تعالى : { فلا تميلوا كلّ الميل } [ النساء : 129 ] ، وذلك أنّ الآيات تنحصر أفرادها لأنّها أفراد مقدّرة تظهر عند تكوينها إذ هي من جنس عامّ؛ أم كان التعذّر عادة كقول النابغة
بها كلّ ذيّال وخنساء ترعوي: ...
إلى كلّ رَجّاف من الرّمل فارد ... فإنّ العادة تحيل اجتماع جميع بقر الوحش في هذا الموضع .
فيتعذّر أن يرى القوم كلّ أفراد ما يصحّ أن يكون آية ، فلذلك كان المراد ب { كلّ } معنى الكثرة الكثيرة ، كما تقدّم في قوله تعالى : { ولئن أتيت الذين أوتوا الكتاب بكلّ آية } في سورة [ البقرة : 145 ].
و { حتى } حرف موضوع لإفادة الغاية ، أي أنّ ما بعدها غاية لما قبلها . وأصل { حتى } أن يكون حرف جرّ مثل ( إلى ) فيقع بعده اسم مفرد مدلوله غاية لما قبل ( حتّى ). وقد يعدل عن ذلك ويقع بعد ( حتّى ) جملة فتكون ( حتّى ) ابتدائية ، أي تؤذن بابتداء كلام مضمونه غاية لكلام قبل ( حتى ).
ولذلك قال ابن الحاجب في «الكافية» : إنّها تفيد السببية ، فليس المعنى أنّ استماعهم يمتدّ إلى وقت تجيئهم ولا أنّ جعل الأكنّة على قلوبهم والوقر في آذانهم يمتدّ إلى وقت مجيئهم ، بل المعنى أن يتسبّب على استماعهم بدون فهم . وجعل الوقر على آذانهم والأكنّة على قلوبهم أنّهم إذا جاءوك جادلوك .
وسمّيت { حتى } ابتدائية لأنّ ما بعدها في حكم كلام مستأنف استئنافاً ابتدائياً . ويأتي قريب من هذا عند قوله : { قد خسر الذين كذّبوا بلقاء الله حتّى إذا جاءتهم الساعة بغتة } في هذه السورة [ 31 ] ، وزيادة تحقيق لمعنى ( حتّى ) الابتدائية عند قوله تعالى : { فمن أظلم من افترى على الله كذباً إلى قوله حتى إذا جاءتهم رسلنا } الخ في سورة [ الأعراف : 37 ].
{ وإذا } شرطية ظرفية . و { جاءوك } شرطها ، وهو العامل فيها . وجملة { يجادلونك } حال مقدّرة من ضمير { جاءوك } أي جاءوك مجادلين ، أي مقدّرين المجادلة معك يظهرون لقومهم أنّهم أكفّاء لهذه المجادلة .
وجملة { يقول } جواب { إذا } ، وعدل عن الإضمار إلى الإظهار في قوله : { يقول الذين كفروا } لزيادة التسجيل عليهم بالكفر ، وأنّهم ما جاءوا طالبين الحقّ كما يدّعون ولكنّهم قد دخلوا بالكفر وخرجوا به فيقولون { إن هذا إلاّ أساطير الأولين } ، فهم قد عدلوا عن الجدل إلى المباهتة والمكابرة .
والأساطير جمع أسطورة بضم الهمزة وسكون السين وهي القصّة والخبر عن الماضين . والأظهر أنّ الأسطورة لفظ معرّب عن الرومية : أصله إسطوريَا بكسر الهمزة وهو القصّة . ويدلّ لذلك اختلاف العرب فيه ، فقالوا : أسطورة وأسطيرة وأسطور وأسطير ، كلّها بضم الهمزة وإسطارة وإسطار بكسر الهمزة . والاختلاف في حركات الكلمة الواحدة من جملة أمارات التعريب . ومن أقوالهم : «أعجميّ فالعب به ما شئْت» . وأحسن الألفاظ لها أسطُورة لأنّها تصادف صيغة تفيد معنى المفعول ، أي القصّة المسطورة . وتفيد الشهرة في مدلول مادّتها مثل الأعجوبة والأحدوثة والأكرومة . وقيل : الأساطير اسم جمع لا واحد له مثل أبابيل وعباديد وشَمَاطيط . وكان العرب يطلقونه على ما يتسامر الناس به من القصص والأخبار على اختلاف أحوالها من صدق وكذب . وقد كانوا لا يميِّزون بين التواريخ والقصص والخرافات فجميع ذلك مرمي بالكذب والمبالغة . فقولهم : { إن هذا إلاّ أساطير الأولين }.يحتمل أنّهم أرادوا نسبة أخبار القرآن إلى الكذب على ما تعارفوه من اعتقادهم في الأساطير . ويشتمل أنّهم أرادوا أنّ القرآن لا يخرج عن كونه مجموع قصص وأساطير ، يعنون أنّه لا يستحقّ أن يكون من عند الله لأنّهم لقصور أفهامهم أو لتجاهلهم يعرضون عن الاعتبار المقصود من تلك القصص ويأخذونها بمنزلة الخرافات التي يتسامر الناس بها لتقصير الوقت . وسيأتي في سورة الأنفال أنّ من قال ذلك النضرلآالحارث ، وأنّه كان يمثّل القرآن بأخبار ( رستم ) و ( اسفنديار ).
- إعراب القرآن : وَمِنْهُم مَّن يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ ۖ وَجَعَلْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا ۚ وَإِن يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَّا يُؤْمِنُوا بِهَا ۚ حَتَّىٰ إِذَا جَاءُوكَ يُجَادِلُونَكَ يَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَٰذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ
«وَمِنْهُمْ» الواو استئنافية منهم جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم «مَنْ» اسم موصول في محل رفع مبتدأ والجملة مستأنفة لا محل لها «يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ» فعل مضارع تعلق به الجار والمجرور والفاعل ضمير مستتر تقديره هو والجملة صلة الموصول لا محل لها «وَجَعَلْنا عَلى قُلُوبِهِمْ» فعل ماض تعلق به الجار والمجرور على قلوبهم إذا كانت جعلنا بمعنى أسدلنا ، وهما متعلقان بمحذوف مفعول به ثان إذا كانت جعلنا من أفعال التحويل التي تأخذ مفعولين أي : جعلنا أكنة ملقاة على قلوبهم. «أَنْ يَفْقَهُوهُ» أن حرف مصدري ونصب «يَفْقَهُوهُ» مضارع منصوب بحذف النون والواو فاعله والهاء مفعوله.
و المصدر المؤول من أن والفعل في محل جر بحرف جر لئلا يفقهوه. وقيل المصدر المؤول في محل نصب مفعول لأجله أي : لأجل كراهية فقهه ، على حذف مضاف ، وجملة «وَجَعَلْنا عَلى قُلُوبِهِمْ» معطوفة على الجملة الاسمية قبلها ، وجملة «جعلنا فِي آذانِهِمْ وَقْراً» المقدرة معطوفة عليها. «وَإِنْ» الواو استئنافية «أَنْ» حرف شرط جازم. «يَرَوْا كُلَّ» فعل الشرط المجزوم بحذف النون والواو فاعله وكل مفعوله والجملة مستأنفة «آيَةٍ» مضاف إليه. «لا يُؤْمِنُوا بِها» جواب الشرط المجزوم ، تعلق به الجار والمجرور ، ولا نافية لا محل لها والجملة لا محل لها جواب شرط لم يقترن بالفاء «حَتَّى» ابتدائية «إِذا» ظرفية شرطية غير جازمة «جاؤُكَ» فعل ماض وفاعل ومفعول به والجملة في محل جر بالإضافة «يُجادِلُونَكَ» الجملة الفعلية المؤلفة من الفعل المضارع والفاعل والمفعول به كذلك في محل نصب حال.
«يَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا» الذين اسم موصول في محل رفع فاعل للفعل قبله ، والجملة لا محل لها جواب شرط غير جازم وجملة كفروا صلة الموصول. «إِنْ هذا» إن نافية وذا اسم إشارة في محل رفع مبتدأ «إِلَّا» أداة حصر «أَساطِيرُ» خبر «الْأَوَّلِينَ» مضاف إليه مجرور بالياء. والجملة الاسمية مقول القول.
- English - Sahih International : And among them are those who listen to you but We have placed over their hearts coverings lest they understand it and in their ears deafness And if they should see every sign they will not believe in it Even when they come to you arguing with you those who disbelieve say "This is not but legends of the former peoples"
- English - Tafheem -Maududi : وَمِنْهُم مَّن يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ ۖ وَجَعَلْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا ۚ وَإِن يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَّا يُؤْمِنُوا بِهَا ۚ حَتَّىٰ إِذَا جَاءُوكَ يُجَادِلُونَكَ يَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَٰذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ(6:25) And of them there are some who appear to pay heed to you, but upon their hearts We have laid coverings so they understand it not; and in their ears, heaviness (so they hear not). *17 Even if they were to witness every sign, they would still not believe in it so much so that when they come to you, they dispute with you, those who disbelieve contend: 'This is nothing but fables of the ancient times.' *18
- Français - Hamidullah : Il en est parmi eux qui viennent t'écouter cependant que Nous avons entouré de voiles leurs cœurs qui les empêchent de comprendre le Coran et dans leurs oreilles est une lourdeur Quand même ils verraient toutes sortes de preuves ils n'y croiraient pas Et quand ils viennent disputer avec toi ceux qui ne croient pas disent alors Ce ne sont que des légendes des anciens
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Und unter ihnen gibt es manche die dir zuhören Aber Wir haben auf ihre Herzen Hüllen gelegt so daß sie ihn nicht verstehen und in ihre Ohren Schwerhörigkeit Auch wenn sie jedes Zeichen sähen glaubten sie nicht daran Wenn sie zu dir kommen um mit dir zu streiten sagen diejenigen die ungläubig sind "Das sind nur Fabeln der Früheren"
- Spanish - Cortes : Hay entre ellos quienes te escuchan pero hemos velado sus corazones y endurecido sus oídos para que no lo entiendan Aunque vieran toda clase de signos no creerían en ellos Hasta el punto de que cuando vienen a disputar contigo dicen los que no creen Éstas no son sino patrañas de los antiguos
- Português - El Hayek : Alguns deles te escutam; porém anuviamoslhes as mentes e ensurdecemoslhes os ouvidos; por isso não compreendem E mesmo quando virem qualquer sinal não crerão nele; e até quando vêm a ti vêm para refutarte; e os incrédulos dizem Isto não é mais do que fábulas dos primitivos
- Россию - Кулиев : Среди них есть такие которые слушают тебя но Мы накинули на их сердца покрывала чтобы они не могли понять его Коран и поразили их уши глухотой Какое бы знамение они ни увидели они все равно не уверуют в него и поэтому когда они приходят к тебе чтобы препираться с тобой неверующие говорят Это - всего лишь легенды древних народов
- Кулиев -ас-Саади : وَمِنْهُم مَّن يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ ۖ وَجَعَلْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا ۚ وَإِن يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَّا يُؤْمِنُوا بِهَا ۚ حَتَّىٰ إِذَا جَاءُوكَ يُجَادِلُونَكَ يَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَٰذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ
Среди них есть такие, которые слушают тебя, но Мы накинули на их сердца покрывала, чтобы они не могли понять его (Коран), и поразили их уши глухотой. Какое бы знамение они ни увидели, они все равно не уверуют в него, и поэтому, когда они приходят к тебе, чтобы препираться с тобой, неверующие говорят: «Это - всего лишь легенды древних народов».Среди многобожников есть такие, которые при некоторых обстоятельствах соглашаются послушать проповеди. Однако они не стремятся познать истину и покориться ей и не имеют добрых намерений, и поэтому выслушивание проповедей не приносит им пользы. Их сердца покрыты покрывалами, которые не позволяют им понять слова Аллаха и оберегают Его слова от подобных нечестивцев, а их уши поражены глухотой, которая не позволяет им услышать то, что может принести им пользу. Какое бы знамение они ни увидели, они все равно не обратятся в правоверных, потому что их несправедливость и упрямство достигли предела. Они не желают покоряться ясным знамениям, свидетельствующим об истине, и не признают их правдивости. Напротив, они продолжают отстаивать свои лживые воззрения в надежде опровергнуть истину. Они заявляют, что небесные откровения взяты из сказаний древних народов, которые были записаны людьми. Они не считают их словами Аллаха, переданными через Божьих посланников, и причина этого в их неверии. Разве Писание, которое содержит в себе вести о прошлом и будущем, которое разъясняет то, что принесли пророки и посланники, и проповедует истину, беспристрастность и абсолютную справедливость, может быть всего лишь сказаниями древних народов?!!
- Turkish - Diyanet Isleri : Onlardan seni dinleyenler vardır Kuran'ı anlarlar diye kalblerine örtüler kulaklarına da ağırlık koyduk Onlar her türlü mucizeyi görseler bile yine de ona inanmazlar nihayet sana geldiklerinde de seninle çekişirler İnkar edenler "Bu öncekilerin masallarından başka bir şey değildir" derler
- Italiano - Piccardo : C'è qualcuno di loro che viene ad ascoltarti ma Noi abbiamo sigillato i cuori loro e appesantito le loro orecchie sì che non possano comprendere Anche se vedessero ogni genere di segni non crederebbero Quando vengono a polemizzare con te coloro che non credono dicono “Non sono che favole degli antichi”
- كوردى - برهان محمد أمين : ههندێکیش لهو بێ باوهڕانه گوێت بۆ دهگرن لهکاتی خوێندنی قورئاندا بهڵام چونکه مهبهستیان نیه شوێن حهقیقهت بکهون ئێمه پهردهمان هێنا بهسهر دڵیاندا له تێگهیشتنیان بۆ قورئانهکه و گوێمان سهنگین و گران کردوون وهک ئهوه وایه که نهبیستن ئهگهر ههرچی نیشانهو بهڵگهیهکیش ههیه بیبینن ئهوان بڕوای پێناکهن ههتا کاتێکیش که دێن بۆ لات دهیکهنه موجادهلهو دهمهدهمێ سهرئهنجام خوانهناسان دهڵێن ئهم قورئانه هیچ نیه بێجگه له داستانی پێشینان نهبێت
- اردو - جالندربرى : اور ان میں بعض ایسے ہیں کہ تمہاری باتوں کی طرف کان رکھتے ہیں۔ اور ہم نے ان کے دلوں پر تو پردے ڈال دیئے ہیں کہ ان کو سمجھ نہ سکیں اور کانوں میں ثقل پیدا کردیا ہے کہ سن نہ سکیں اور اگر یہ تمام نشانیاں بھی دیکھ لیں تب بھی ان پر ایمان نہ لائیں۔ یہاں تک کہ جب تمہارے پاس تم سے بحث کرنے کو اتے ہیں تو جو کافر ہیں کہتے ہیں یہ قران اور کچھ بھی نہیں صرف پہلے لوگوں کی کہانیاں ہیں
- Bosanski - Korkut : Ima onih koji dolaze da te slušaju ali Mi smo na srca njihova zastore stavili da Kur'an ne bi razumjeli i gluhim ih učinili pa i ako bi sve dokaze vidjeli opet u njih ne bi povjerovali A kada ti dolaze da se s tobom raspravljaju govore oni koji ne vjeruju "To su samo izmišljotine naroda davnašnjih"
- Swedish - Bernström : Det finns de bland dem som [låtsas] lyssna till dig men Vi täcker över deras hjärtan så att de ingenting förstår och täpper till deras öron Även om de fick se alla tecken skulle de inte tro på dem; [ja det går] så långt att när de kommer och vill tvista med dig säger de "[Vad du berättar] är ingenting annat än sagor från förfädernas tid"
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Dan di antara mereka ada orang yang mendengarkani bacaanmu padahal Kami telah meletakkan tutupan di atas hati mereka sehingga mereka tidak memahaminya dan Kami letakkan sumbatan di telinganya Dan jikapun mereka melihat segala tanda kebenaran mereka tetap tidak mau beriman kepadanya Sehingga apabila mereka datang kepadamu untuk membantahmu orangorang kafir itu berkata "AlQuran ini tidak lain hanyalah dongengan orangorang dahulu"
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : وَمِنْهُم مَّن يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ ۖ وَجَعَلْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا ۚ وَإِن يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَّا يُؤْمِنُوا بِهَا ۚ حَتَّىٰ إِذَا جَاءُوكَ يُجَادِلُونَكَ يَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَٰذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ
(Dan di antara mereka ada orang-orang yang mau mendengarkanmu) apabila kamu membaca Alquran (padahal Kami telah menjadikan tutupan di atas hati mereka) penutup-penutup (agar mereka tidak memahaminya) supaya mereka tidak dapat memahami Alquran (dan di telinga mereka Kami letakkan sumbatan) sehingga mereka tuli tidak dapat mendengarnya, dengan pengertian pendengaran yang masuk di hati (Dan sekali pun mereka melihat segala tanda kebenaran, mereka tetap tidak mau beriman kepadanya. Sehingga apabila mereka datang kepadamu untuk membantahmu, orang-orang kafir itu berkata, "Tiadalah) tidak lain (ini) Alquran ini (kecuali dongengan) cerita-cerita bohong (orang orang dahulu.") sama seperti lelucon-lelucon dan legenda-legenda; asaathiir adalah bentuk jamak dari usthuurah.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : তাদের কেউ কেউ আপনার দিকে কান লাগিয়ে থাকে। আমি তাদের অন্তরের উপর আবরণ রেখে দিয়েছি যাতে একে না বুঝে এবং তাদের কানে বোঝা ভরে দিয়েছি। যদি তারা সব নিদর্শন অবলোকন করে তবুও সেগুলো বিশ্বাস করবে না। এমনকি তারা যখন আপনার কাছে ঝগড়া করতে আসে তখন কাফেররা বলেঃ এটি পুর্ববর্তীদের কিচ্ছাকাহিনী বৈ তো নয়।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : அவர்களில் சிலர் உம் பேச்சைக் கேட்பது போல் பாவனை செய்கின்றனர்; நாம் அவர்களுடைய உள்ளங்களில் அதை விளங்கிக் கொள்ளாது இருக்குமாறு திரைகளையும் இன்னும் அவர்கள் காதுகளில் செவிட்டுத் தன்மையும் ஏற்படுத்தினோம்; இன்னும் அவர்கள் எல்லா அத்தாட்சிகளையும் பார்த்தாலும் அவற்றை நம்பமாட்டார்கள்; இன்னும் இவர்கள் உம்மிடம் வந்தால் உம்மோடு வாதாடுவார்கள்; "இவையெல்லாம் முன்னோர்களுடைய கட்டுக் கதைகளேயன்றி வேறில்லை" என்று இந்நிராகரிப்போர் கூறுவார்கள்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : และในหมู่พวกเขานั้นมีผู้ที่สดับฟังเจ้าอยู่บ้าง แต่เราได้ให้มีสิ่งปิดกั้นอยู่บนหัวใจของพวกเขา ในการที่พวกเขาจะเข้าใจอัลกุรอาน และได้ให้ในหูของพวกเขามีความหนวกอยู่ด้วย และหากพวกเขาเห็นสัญญาณทุกอย่าง พวกเขาก็จะไม่ศรัทธาจนกระทั่งพวกเขาได้มาหาเจ้าก็ยังโต้เถียงกับเจ้า บรรดาผู้ที่ปฏิเสธศรัทธานั้นจะกล่าวว่า นี่ มิใช่อะไรอื่น นอกจากบรรดาสิ่งขีดเขียนอันไร้สาระของคนก่อน ๆ เท่านั้น นิยายโบราณ
- Uzbek - Мухаммад Содик : Улардан сенга қулоқ тутадиганлари ҳам бор Биз уни фаҳмламасликлари учун қалбларига парда ва қулоқларига тўсиқ қилиб қўйдик Барча оятларни кўрсалар ҳам улар иймон келтирмаслар Ҳатто олдингга сен билан тортишувга келганларида куфр келтирганлар Бу ўтганларнинг афсоналаридан бошқа нарса эмас дерлар
- 中国语文 - Ma Jian : 他们中有倾听你的,我在他们的心上加蒙蔽,以免他们了解《古兰经》。又在他们的耳中造重听。他们即使看见-切迹象,他们也不会确信。等到他们来和你辩论的时候,不信道的人说:这只是古人的神话。
- Melayu - Basmeih : Dan di antara mereka ada yang mendengarkanmu membaca AlQuran pada hal Kami telah jadikan tutupan berlapislapis atas hati mereka yang menghalang mereka daripada memahaminya dan Kami jadikan pada telinga mereka penyumbat yang menjadikan mereka pekak; dan kalaupun mereka melihat tiaptiap keterangan dan mukjizat yang membuktikan kebenaran Rasul mereka tidak juga akan beriman kepada keterangan itu; sehingga apabila mereka datang kepadamu sambil membantahmu berkatalah orangorang yang kafir itu "Ini tidak lain hanyalah ceritacerita dongeng orangorang dahulu"
- Somali - Abduh : Waxaa ka mida kuwo ku Dhagaysan waxaana yeellay Quluublooda Dabool inay kasaan Quraanka Dhagahoodana waxaan Yeellay Culays Hadday Arkaan Aayaad kasta ma Rumaynayaan Markay kuu Yimaaddaanna way kula Murmaan iyagoo dhihi kuwii Gaaloobay kani Quraanku ma aha waxaan warkii Kuwii Hore ahayn
- Hausa - Gumi : Kuma daga cikinsu akwai wanda yake saurãre gare ka Kuma Mun sanya abũbuwan rufi a kan zukãtansu dõmin kada su fahimcẽ shi kuma a cikin kunnuwansu Mun sanya wani nauyi Kuma idan sun ga kõwace ãyã bã zã su yi ĩmãni da ita ba har idan sunjẽ maka sunã jãyayya da kai waɗanda suka kãfirta sunã cẽwa "Wannan bai zama ba fãce tãtsũniyõyin mutãnen farko"
- Swahili - Al-Barwani : Na wapo miongoni mwao wanao kusikiliza; na tumezitia pazia nyoyo zao wasije kuyafahamu Na upo uziwi masikioni mwao na wakiona kila Ishara hawaiamini Hata wakikujia kwa kujadiliana nawe wanasema walio kufuru Hizi si chochote ila hadithi za watu wa kale
- Shqiptar - Efendi Nahi : Ka disa prej tyre që të dëgjojnë por Ne kemi vënë perde në zemrat e tyre për të mos e kuptuar atë e në veshët e tyre shurdhimin Edhe nëse e shohin çdo ajet ata nuk besojnë në to E kur të vijnë te ti për të polemizuar me ty thonë ata që nuk besojnë “Këto janë vetëm trillime të popujve të lashtë”
- فارسى - آیتی : بعضى از آنها به سخن تو گوش مىدهند ولى ما بر دلهايشان پردهها افكندهايم تا آن را درنيابند و گوشهايشان را سنگين كردهايم. و هر معجزهاى را كه بنگرند بدان ايمان نمىآورند. و چون نزد تو آيند، با تو به مجادله پردازند. كافران مىگويند كه اينها چيزى جز اساطير پيشينيان نيست.
- tajeki - Оятӣ : Баъзе аз онҳо ба сухани ту гӯш медиҳанд, вале Мо бар дилҳояшон пардаҳо афкандаем, то онро дарнаёбанд ва гушҳояшонро вазнин кардаем. Ва ҳар мӯъҷизаеро, ки бингаранд, ба он имон намеоваранд. Ва чун назди ту оянд, бо ту ба мунозара сар кунанд. Кофирон мегӯянд, ки инҳо чизе ҷуз афсонаҳои пешиниён нест.
- Uyghur - محمد صالح : (ئى مۇھەممەد!) ئۇلارنىڭ ئىچىدە (قۇرئان ئوقۇغان چېغىڭدا) ساڭا قۇلاق سالىدىغانلار بار، قۇرئاننى چۈشەنمەسلىكلىرى ئۈچۈن ئۇلارنىڭ دىللىرىنى پەردىلىدۇق، قۇلاقلىرىنى ئېغىر قىلدۇق. ئۇلار ھەممە مۆجىزىلەرنى كۆرگەن تەقدىردىمۇ ئۇنىڭغا ئىمان ئېيتمايدۇ. ھەتتا كاپىرلار سېنىڭ يېنىڭغا مۇنازىرىلىشىپ كەلگەندىمۇ: «بۇ پەقەت بۇرۇنقىلاردىن قالغان ئەپسانىلاردۇر» دەيدۇ
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : നീ പറയുന്നത് ശ്രദ്ധിച്ചുകേള്ക്കുന്നവരും അവരിലുണ്ട്. എങ്കിലും നാം അവരുടെ മനസ്സുകള്ക്ക് മറയിട്ടിരിക്കുന്നു. അതിനാല് അവരത് മനസ്സിലാക്കുന്നില്ല. അവരുടെ കാതുകള്ക്ക് നാം അടപ്പിട്ടിരിക്കുന്നു. എന്തൊക്കെ തെളിവുകള് കണ്ടാലും അവര് വിശ്വസിക്കുകയില്ല. എത്രത്തോളമെന്നാല് അവര് നിന്റെയടുത്ത് നിന്നോട് തര്ക്കിക്കാന് വന്നാല് അവരിലെ സത്യനിഷേധികള് പറയും: "ഇത് പൂര്വികരുടെ കെട്ടുകഥകളല്ലാതൊന്നുമല്ല.”
- عربى - التفسير الميسر : ومن هولاء المشركين من يستمع اليك القران ايها الرسول فلا يصل الى قلوبهم لانهم بسبب اتباعهم اهواءهم جعلنا على قلوبهم اغطيه لئلا يفقهوا القران وجعلنا في اذانهم ثقلا وصمما فلا تسمع ولا تعي شيئا وان يروا الايات الكثيره الداله على صدق محمد صلى الله عليه وسلم لا يصدقوا بها حتى اذا جاووك ايها الرسول بعد معاينه الايات الداله على صدقك يخاصمونك يقول الذين جحدوا ايات الله ما هذا الذي نسمع الا ما تناقله الاولون من حكايات لا حقيقه لها
*17). It is noteworthy that God attributes to Himself all that happens in the world as a result of the laws of nature. Since these laws were made by God Himself, the effects which result from their operation are also ultimately due to the will and permission of God. The refusal on the part of unbelievers to heed the call of the Truth even when it is clear and audible stems from their obstinacy, prejudice, mental rigidity and inertia. It is a law of nature that when a man is not prepared to rise above prejudice in his quest for the Truth, his heart closes to every truth which is opposed to his desires. We can describe this condition by saying that the heart of that person has become sealed and when God describes it He does so by saying that He had sealed the heart of the person concerned. The explanation of this Paradox is that whereas we describe merely an incident, God describes its ultimate cause.
*18). Whenever ignorant people are called to the Truth they are liable to say that there is nothing novel about it, that it is merely a repetition of things that have come down from the past, as if in their view every truth must be new, and whatever is old must of necessity be false, although Truth has always been one and the same and will remain so. All those who have come forward to lead people in the light of God-given knowledge have been preaching one and the same Truth from time immemorial, and all those who will benefit from this valuable source of human knowledge in the future are bound to repeat the same old truths. Novelties can be invented only by those who, being bereft of the light of Divine guidance, are incapable of perceiving the eternal Truth, preferring to weave altogether new ideas out of their imagination and to put them forward as truth.