- عربي - نصوص الآيات عثماني : قُلْ أَنَدْعُواْ مِن دُونِ ٱللَّهِ مَا لَا يَنفَعُنَا وَلَا يَضُرُّنَا وَنُرَدُّ عَلَىٰٓ أَعْقَابِنَا بَعْدَ إِذْ هَدَىٰنَا ٱللَّهُ كَٱلَّذِى ٱسْتَهْوَتْهُ ٱلشَّيَٰطِينُ فِى ٱلْأَرْضِ حَيْرَانَ لَهُۥٓ أَصْحَٰبٌ يَدْعُونَهُۥٓ إِلَى ٱلْهُدَى ٱئْتِنَا ۗ قُلْ إِنَّ هُدَى ٱللَّهِ هُوَ ٱلْهُدَىٰ ۖ وَأُمِرْنَا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ ٱلْعَٰلَمِينَ
- عربى - نصوص الآيات : قل أندعو من دون الله ما لا ينفعنا ولا يضرنا ونرد على أعقابنا بعد إذ هدانا الله كالذي استهوته الشياطين في الأرض حيران له أصحاب يدعونه إلى الهدى ائتنا ۗ قل إن هدى الله هو الهدى ۖ وأمرنا لنسلم لرب العالمين
- عربى - التفسير الميسر : قل -أيها الرسول- لهؤلاء المشركين: أنعبد من دون الله تعالى أوثانًا لا تنفع ولا تضر؟ ونرجع إلى الكفر بعد هداية الله تعالى لنا إلى الإسلام، فنشبه -في رجوعنا إلى الكفر- مَن فسد عقله باستهواء الشياطين له، فَضَلَّ في الأرض، وله رفقة عقلاء مؤمنون يدعونه إلى الطريق الصحيح الذي هم عليه فيأبى. قل -أيها الرسول- لهؤلاء المشركين: إنَّ هدى الله الذي بعثني به هو الهدى الحق، وأُمِرنا جميعًا لنسلم لله تعالى رب العالمين بعبادته وحده لا شريك له، فهو رب كل شيء ومالكه.
- السعدى : قُلْ أَنَدْعُو مِن دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنفَعُنَا وَلَا يَضُرُّنَا وَنُرَدُّ عَلَىٰ أَعْقَابِنَا بَعْدَ إِذْ هَدَانَا اللَّهُ كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّيَاطِينُ فِي الْأَرْضِ حَيْرَانَ لَهُ أَصْحَابٌ يَدْعُونَهُ إِلَى الْهُدَى ائْتِنَا ۗ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَىٰ ۖ وَأُمِرْنَا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ
{ قُلْ } يا أيها الرسول للمشركين بالله، الداعين معه غيره، الذين يدعونكم إلى دينهم، مبينا وشارحا لوصف آلهتهم، التي يكتفي العاقل بذكر وصفها، عن النهي عنها، فإن كل عاقل إذا تصور مذهب المشركين جزم ببطلانه، قبل أن تقام البراهين على ذلك، فقال: { أَنَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُنَا وَلَا يَضُرُّنَا } وهذا وصف، يدخل فيه كل مَن عُبِد مِنْ دون الله، فإنه لا ينفع ولا يضر، وليس له من الأمر شيء، إن الأمر إلا لله. { وَنُرَدُّ عَلَى أَعْقَابِنَا بَعْدَ إِذْ هَدَانَا اللَّهُ } أي: وننقلب بعد هداية الله لنا إلى الضلال، ومن الرشد إلى الغي، ومن الصراط الموصل إلى جنات النعيم، إلى الطرق التي تفضي بسالكها إلى العذاب الأليم. فهذه حال لا يرتضيها ذو رشد، وصاحبها { كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّيَاطِينُ فِي الْأَرْضِ } أي: أضلته وتيهته عن طريقه ومنهجه له الموصل إلى مقصده. فبقي { حَيْرَانَ لَهُ أَصْحَابٌ يَدْعُونَهُ إِلَى الْهُدَى } والشياطين يدعونه إلى الردى، فبقي بين الداعيين حائرا وهذه حال الناس كلهم، إلا من عصمه الله تعالى، فإنهم يجدون فيهم جواذب ودواعي متعارضة، دواعي الرسالة والعقل الصحيح، والفطرة المستقيمة { يَدْعُونَهُ إِلَى الْهُدَى } والصعود إلى أعلى عليين. ودواعي الشيطان، ومن سلك مسلكه، والنفس الأمارة بالسوء، يدعونه إلى الضلال، والنزول إلى أسفل سافلين، فمن الناس من يكون مع داعي الهدى، في أموره كلها أو أغلبها، ومنهم من بالعكس من ذلك. ومنهم من يتساوى لديه الداعيان، ويتعارض عنده الجاذبان، وفي هذا الموضع، تعرف أهل السعادة من أهل الشقاوة. وقوله: { قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى } أي: ليس الهدى إلا الطريق التي شرعها الله على لسان رسوله، وما عداه، فهو ضلال وردى وهلاك. { وَأُمِرْنَا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ } بأن ننقاد لتوحيده، ونستسلم لأوامره ونواهيه، وندخل تحت عبوديته، فإن هذا أفضل نعمة أنعم الله بها على العباد، وأكمل تربية أوصلها إليهم.
- الوسيط لطنطاوي : قُلْ أَنَدْعُو مِن دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنفَعُنَا وَلَا يَضُرُّنَا وَنُرَدُّ عَلَىٰ أَعْقَابِنَا بَعْدَ إِذْ هَدَانَا اللَّهُ كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّيَاطِينُ فِي الْأَرْضِ حَيْرَانَ لَهُ أَصْحَابٌ يَدْعُونَهُ إِلَى الْهُدَى ائْتِنَا ۗ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَىٰ ۖ وَأُمِرْنَا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ
ثم ساق القرآن صورة منفرة للشرك والمشركين تدعو المؤمنين إلى أن يزدادوا إيمانا على إيمانهم فقال- تعالى-: قُلْ أَنَدْعُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ ما لا يَنْفَعُنا وَلا يَضُرُّنا.
قال ابن كثير: قال السدى: قال المشركون للمؤمنين اتبعوا سبيلنا واتركوا دين محمد صلى الله عليه وسلم فأنزل الله- عز وجل- قُلْ أَنَدْعُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ ما لا يَنْفَعُنا وَلا يَضُرُّنا وَنُرَدُّ عَلى أَعْقابِنا .
والمعنى: قل يا محمد أو أيها العاقل لهؤلاء المشركين الذين يحاولون رد المسلمين عن الإسلام، قل لهم: أنعبد من دون الله مالا يقدر على نفعنا إن دعوناه ولا على ضرنا إن تركناه وَنُرَدُّ عَلى أَعْقابِنا أى نرجع إلى الشرك الذي كنا فيه، بعد أن هدانا الله إلى الإسلام وأنقذنا من الكفر والضلال. يقال لمن رد عن حاجته ولم يظفر بها: قد رد على عقبيه.
والاستفهام في الآية الكريمة للإنكار والنفي، وجيء بنون المتكلم ومعه غيره، لأن الكلام مع الرسول صلى الله عليه وسلم عن نفسه وعن المسلمين كلهم.
والمراد بما لا ينفع ولا يضر: تلك الأصنام فإنها مشاهد عدم نفعها وعجزها عن الضر، ولو كانت تستطيع الضر لأضرت بالمسلمين لأنهم خلعوا عبادتها، وسفهوا أتباعها، وأعلنوا حقارتها.
وجملة وَنُرَدُّ عَلى أَعْقابِنا معطوفة على نَدْعُوا و «على» داخلة في حيز الإنكار والنفي.
والتعبير عن الشرك بالرد على الأعقاب لزيادة تقبيحه بتصويره ما هو علم في القبح مع ما فيه من الإشارة إلى أن الشرك حالة قد تركت ونبذت وراء الظهر، ومن المستحيل أن يرجع إليها من ذاق حلاوة الإيمان.
وحرف عَلى في قوله وَنُرَدُّ عَلى أَعْقابِنا للاستعلاء، أى رجع على طريق هي جهة عقبه أى مؤخر قدمه كما يقال: رجع وراءه ثم استعمل هذا التعبير في التمثيل للتلبس بحالة ذميمة كان قد فارقها صاحبها ثم عاد إليها وتلبس بها.
وفي الحديث الشريف «اللهم أمض لأصحابى هجرتهم ولا تردهم على أعقابهم» .
ثم ساق القرآن صورة مؤثرة دقيقة للضلالة والحيرة التي تناسب من يشرك بعد التوحيد فقال: كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّياطِينُ فِي الْأَرْضِ حَيْرانَ لَهُ أَصْحابٌ يَدْعُونَهُ إِلَى الْهُدَى ائْتِنا.
اسْتَهْوَتْهُ الشَّياطِينُ أى استغوته وزينت هواه ودعته إليه، والعرب تقول: استهوته الشياطين، لمن اختطف الجن عقله فسيرته كما تريد دون أن يعرف له وجهة في الأرض.
والمعنى: قل يا محمد لهؤلاء المشركين: أتريدون منا أن نعود إلى الكفر بعد أن نجانا الله منه فيكون مثلنا كمثل الذي ذهبت به مردة الشياطين فألقته في صحراء مقفرة وتركته تائها ضالا عن الطريق القويم ولا يدرى ماذا يصنع وله أصحاب يدعونه إلى الطريق المستقيم قائلين له: ائتنا لكي تنجو من الهلاك ولكنه لحيرته وضلاله لا يجيبهم ولا يأتيهم.
قال الإمام ابن كثير عند تفسيره لهذه الآية: «إن مثل من يكفر بالله بعد إيمانه كمثل رجل خرج مع قوم على الطريق فضل الطريق فحيرته الشياطين واستهوته في الأرض وأصحابه على الطريق فجعلوا يدعونه إليهم ويقولون: ائتنا فإنا على الطريق فأبى أن يأتيهم، فذلك مثل من يتبعهم بعد المعرفة بمحمد صلى الله عليه وسلم. ومحمد صلى الله عليه وسلم هو الذي يدعو إلى الطريق، والطريق هو الإسلام» .
ثم أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن يرد على الكفار بما يخرس ألسنتهم فقال:
قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدى وَأُمِرْنا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ الْعالَمِينَ أى: قل يا محمد لهؤلاء المشركين إن هدى الله الذي أرسلت به رسله هو الهدى وحده وما وراءه ضلال وخذلان، وأمرنا لنسلم وجوهنا لله رب العالمين.
قال صاحب الكشاف: فإن قلت: فما محل الكاف في قوله «كالذي استهوته» قلت:
النصب على الحال من الضمير في نُرَدُّ عَلى أَعْقابِنا أى: أننكص مشبهين من استهوته الشياطين؟ فإن قلت ما معنى اسْتَهْوَتْهُ؟ قلت هو استفعال من هوى في الأرض أى ذهب فيها، كأن معناه: طلبت هويه وحرصت عليه، فإن قلت: فما محل أمرنا؟ قلت: النصب عطفا على محل قوله: إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدى على أنهما مقولان كأنه قيل: قل هذا القول وقل أمرنا لنسلم .
- البغوى : قُلْ أَنَدْعُو مِن دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنفَعُنَا وَلَا يَضُرُّنَا وَنُرَدُّ عَلَىٰ أَعْقَابِنَا بَعْدَ إِذْ هَدَانَا اللَّهُ كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّيَاطِينُ فِي الْأَرْضِ حَيْرَانَ لَهُ أَصْحَابٌ يَدْعُونَهُ إِلَى الْهُدَى ائْتِنَا ۗ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَىٰ ۖ وَأُمِرْنَا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ
( قل أندعو من دون الله ما لا ينفعنا ) إن عبدناه ، ( ولا يضرنا ) إن تركناه ، يعني : الأصنام ليس إليها نفع ولا ضر ، ( ونرد على أعقابنا ) إلى الشرك [ مرتدين ] ( بعد إذ هدانا الله كالذي استهوته الشياطين في الأرض ) ، أي : يكون مثلنا كمثل الذي استهوته الشياطين ، أي : أضلته ، ( حيران ) قال ابن عباس : كالذي استهوته الغيلان في المهامة فأضلوه فهو حائر بائر ، والحيران : المتردد في الأمر ، لا يهتدي إلى مخرج منه ، ( له أصحاب يدعونه إلى الهدى ائتنا ) هذا مثل ضربه الله تعالى لمن يدعو إلى الآلهة ولمن يدعو إلى الله تعالى ، كمثل رجل في رفقة ضل به الغول عن الطريق يدعوه أصحابه من أهل الرفقة هلم إلى الطريق ، ويدعوه الغول [ هلم ] فيبقى حيران لا يدري أين يذهب ، فإن أجاب الغول انطلق به حتى يلقيه إلى الهلكة ، وإن أجاب من يدعوه إلى الطريق اهتدى .
( قل إن هدى الله هو الهدى ) يزجر عن عبادة الأصنام ، كأنه يقول : لا تفعل ذلك فإن الهدى هدى الله ، لا هدى غيره ، ( وأمرنا لنسلم ) أي : أن نسلم ، ( لرب العالمين ) والعرب تقول : أمرتك لتفعل وأن تفعل وبأن تفعل .
- ابن كثير : قُلْ أَنَدْعُو مِن دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنفَعُنَا وَلَا يَضُرُّنَا وَنُرَدُّ عَلَىٰ أَعْقَابِنَا بَعْدَ إِذْ هَدَانَا اللَّهُ كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّيَاطِينُ فِي الْأَرْضِ حَيْرَانَ لَهُ أَصْحَابٌ يَدْعُونَهُ إِلَى الْهُدَى ائْتِنَا ۗ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَىٰ ۖ وَأُمِرْنَا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ
قال السدي : قال المشركون للمؤمنين : اتبعوا سبيلنا ، واتركوا دين محمد فأنزل الله ، عز وجل : ( قل أندعو من دون الله ما لا ينفعنا ولا يضرنا ونرد على أعقابنا ) أي : في الكفر ( بعد إذ هدانا الله ) فيكون مثلنا مثل الذي ( استهوته الشياطين في الأرض [ حيران ] ) يقول : مثلكم ، إن كفرتم بعد الإيمان ، كمثل رجل كان مع قوم على الطريق ، فضل الطريق ، فحيرته الشياطين ، واستهوته في الأرض ، وأصحابه على الطريق ، فجعلوا يدعونه إليهم يقولون : " ائتنا فإنا على الطريق " ، فأبى أن يأتيهم . فذلك مثل من يتبعهم بعد المعرفة بمحمد - صلى الله عليه وسلم - ومحمد هو الذي يدعو إلى الطريق ، والطريق هو الإسلام . رواه ابن جرير .
وقال قتادة : ( استهوته الشياطين في الأرض ) أضلته في الأرض ، يعني : استهوته مثل قوله : ( تهوي إليهم ) [ إبراهيم : 37 ] .
وقال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس في قوله : ( قل أندعو من دون الله ما لا ينفعنا ولا يضرنا ) الآية . هذا مثل ضربه الله للآلهة ومن يدعو إليها ، والدعاة الذين يدعون إلى الله ، عز وجل ، كمثل رجل ضل عن طريق تائها ضالا إذ ناداه مناد : " يا فلان بن فلان ، هلم إلى الطريق " ، وله أصحاب يدعونه : " يا فلان ، هلم إلى الطريق " ، فإن اتبع الداعي الأول ، انطلق به حتى يلقيه إلى الهلكة وإن أجاب من يدعوه إلى الهدى ، اهتدى إلى الطريق . وهذه الداعية التي تدعو في البرية من الغيلان ، يقول : مثل من يعبد هذه الآلهة من دون الله ، فإنه يرى أنه في شيء حتى يأتيه الموت ، فيستقبل الهلكة والندامة . وقوله : ( كالذي استهوته الشياطين في الأرض ) هم " الغيلان " ، يدعونه باسمه واسم أبيه وجده ، فيتبعها وهو يرى أنه في شيء ، فيصبح وقد ألقته في هلكة ، وربما أكلته - أو تلقيه في مضلة من الأرض ، يهلك فيها عطشا ، فهذا مثل من أجاب الآلهة التي تعبد من دون الله ، عز وجل . رواه ابن جرير .
وقال ابن أبي نجيح عن مجاهد : ( كالذي استهوته الشياطين في الأرض حيران ) قال : رجل حيران يدعوه أصحابه إلى الطريق ، وذلك مثل من يضل بعد أن هدي .
وقال العوفي عن ابن عباس قوله : ( كالذي استهوته الشياطين في الأرض حيران ) هو الذي لا يستجيب لهدى الله ، وهو رجل أطاع الشيطان ، وعمل في الأرض بالمعصية ، وجار عن الحق وضل عنه ، وله أصحاب يدعونه إلى الهدى ، ويزعمون أن الذي يأمرونه به هدى ، يقول الله ذلك لأوليائهم من الإنس ، يقول [ الله ] ( إن هدى الله هو الهدى ) والضلال ما يدعو إليه الجن . رواه ابن جرير ، ثم قال : وهذا يقتضي أن أصحابه يدعونه إلى الضلال ، ويزعمون أنه هدى . قالت : وهذا خلاف ظاهر الآية ; فإن الله أخبر أن أصحابه يدعونه إلى الهدى ، فغير جائز أن يكون ضلالا وقد أخبر الله أنه هدى .
وهو كما قال ابن جرير ، وكان سياق الآية يقتضي أن هذا الذي استهوته الشياطين في الأرض حيران ، وهو منصوب على الحال ، أي : في حال حيرته وضلاله وجهله وجه المحجة ، وله أصحاب على المحجة سائرون ، فجعلوا يدعونه إليهم وإلى الذهاب معهم على الطريقة المثلى . وتقدير الكلام : فيأبى عليهم ولا يلتفت إليهم ، ولو شاء الله لهداه ، ولرد به إلى الطريق ; ولهذا قال : ( قل إن هدى الله هو الهدى ) كما قال : ( ومن يهد الله فما له من مضل ) [ الزمر : 37 ] ، وقال : ( إن تحرص على هداهم فإن الله لا يهدي من يضل وما لهم من ناصرين ) [ النحل : 37 ] ، وقوله ( وأمرنا لنسلم لرب العالمين ) أي : نخلص له العبادة وحده لا شريك له .
- القرطبى : قُلْ أَنَدْعُو مِن دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنفَعُنَا وَلَا يَضُرُّنَا وَنُرَدُّ عَلَىٰ أَعْقَابِنَا بَعْدَ إِذْ هَدَانَا اللَّهُ كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّيَاطِينُ فِي الْأَرْضِ حَيْرَانَ لَهُ أَصْحَابٌ يَدْعُونَهُ إِلَى الْهُدَى ائْتِنَا ۗ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَىٰ ۖ وَأُمِرْنَا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ
قل أندعو من دون الله ما لا ينفعنا ولا يضرنا ونرد على أعقابنا بعد إذ هدانا الله كالذي استهوته الشياطين في الأرض حيران له أصحاب يدعونه إلى الهدى ائتنا قل إن هدى الله هو الهدى وأمرنا لنسلم لرب العالمين
قوله تعالى : قل أندعو من دون الله ما لا ينفعنا أي ما لا ينفعنا إن دعوناه .
ولا يضرنا إن تركناه ; يريد الأصنام .
ونرد على أعقابنا بعد إذ هدانا الله أي نرجع إلى الضلالة بعد الهدى . وواحد الأعقاب عقب وهو مؤنث ، وتصغيره عقيبة . يقال : رجع فلان على عقبيه ، إذا أدبر . قال أبو عبيدة : يقال لمن رد عن حاجته ولم يظفر بها : قد رد على عقبيه . وقال المبرد : معناه تعقب بالشر بعد الخير . وأصله من العاقبة والعقبى وهما ما كان تاليا للشيء واجبا أن يتبعه ; ومنه والعاقبة للمتقين ومنه عقب الرجل . ومنه العقوبة ، لأنها تالية للذنب ، وعنه تكون .
قوله تعالى : " كالذي " الكاف في موضع نصب نعت لمصدر محذوف .
استهوته الشياطين في الأرض حيران أي استغوته وزينت له هواه ودعته إليه . يقال : هوى يهوي إلى الشيء أسرع إليه . وقال الزجاج : هو من هوى يهوى ، من هوى النفس ; أي زين له الشيطان هواه . وقراءة الجماعة استهوته أي هوت به ، على تأنيث الجماعة . وقرأ حمزة " استهواه الشياطين " على تذكير الجمع . وروي عن ابن مسعود " استهواه الشيطان " وروي عن الحسن ، وهو كذلك في حرف أبي . ومعنى ائتنا تابعنا . وفي قراءة عبد الله أيضا " يدعونه إلى الهدى بينا " . وعن الحسن أيضا " استهوته الشياطون " . حيران نصب على الحال ، ولم ينصرف لأن أنثاه حيرى كسكران وسكرى وغضبان وغضبى . والحيران هو الذي لا يهتدي لجهة أمره . وقد حار يحار حيرا وحيرة وحيرورة ، أي تردد . وبه سمي الماء المستنقع الذي لا منفذ له حائرا ، والجمع حوران . والحائر الموضع الذي يتحير فيه الماء . قال الشاعر : تخطو على برديتين غذاهما غدق بساحة حائر يعبوب قال ابن عباس : أي مثل عابد الصنم مثل من دعاه الغول فيتبعه فيصبح وقد ألقته في مضلة ومهلكة ; فهو حائر في تلك المهامه . وقال في رواية أبي صالح : نزلت في عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق ، كان يدعو أباه إلى الكفر وأبواه يدعوانه إلى الإسلام . والمسلمون له أصحاب يدعونه إلى الهدى ائتنا قل إن هدى الله هو الهدى فيأبى . قال أبو عمر : أمه أم رومان بنت الحارث بن غنم الكنانية ; فهو شقيق عائشة . وشهد عبد الرحمن بن أبي بكر بدرا وأحدا مع قومه وهو كافر ، ودعا إلى البراز فقام إليه أبوه ليبارزه فذكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له متعني بنفسك . ثم أسلم وحسن إسلامه ، وصحب النبي صلى الله عليه وسلم في هدنة الحديبية . هذا قول أهل السير . قالوا : كان اسمه عبد الكعبة فغير رسول الله صلى الله عليه وسلم اسمه عبد الرحمن ، وكان أسن ولد أبي بكر . ويقال : إنه لم يدرك النبي صلى الله عليه وسلم أربعة ولاء - أب وبنوه - إلا أبا قحافة وابنه أبا بكر وابنه عبد الرحمن بن أبي بكر وابنه أبا عتيق محمد بن عبد الرحمن . والله أعلم .
قوله تعالى وأمرنا لنسلم لرب العالمين .
- الطبرى : قُلْ أَنَدْعُو مِن دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنفَعُنَا وَلَا يَضُرُّنَا وَنُرَدُّ عَلَىٰ أَعْقَابِنَا بَعْدَ إِذْ هَدَانَا اللَّهُ كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّيَاطِينُ فِي الْأَرْضِ حَيْرَانَ لَهُ أَصْحَابٌ يَدْعُونَهُ إِلَى الْهُدَى ائْتِنَا ۗ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَىٰ ۖ وَأُمِرْنَا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ
القول في تأويل قوله : قُلْ أَنَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَنْفَعُنَا وَلا يَضُرُّنَا وَنُرَدُّ عَلَى أَعْقَابِنَا بَعْدَ إِذْ هَدَانَا اللَّهُ كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّيَاطِينُ فِي الأَرْضِ حَيْرَانَ لَهُ أَصْحَابٌ يَدْعُونَهُ إِلَى الْهُدَى ائْتِنَا
قال أبو جعفر: وهذا تنبيه من الله تعالى ذكره نبيه صلى الله عليه وسلم على حجته على مشركي قومه من عبدة الأوثان. يقول له تعالى ذكره: قل، يا محمد، لهؤلاء العادلين بربهم الأوثانَ والأنداد، والآمرين لك باتباع دينهم وعبادة الأصنام معهم: أندعو من دون الله حجرًا أو خشبًا لا يقدر على نفعنا أو ضرنا, فنخصه بالعبادة دون الله, وندع عبادة الذي بيده الضر والنفع والحياة والموت, إن كنتم تعقلون فتميزون بين الخير والشر؟ فلا شك أنكم تعلمون أن خدمة ما يرتجى نفعه ويرهب ضره، أحق وأولى من خدمة من لا يرجى نفعه ولا يخشى ضره!
* * *
=" ونرد على أعقابنا "، يقول: ونرد إلى أدبارنا، فنرجع القهقري خلفنا، لم نظفر بحاجتنا.
* * *
وقد بينا معنى: "
الرد على العقب ", وأن العرب تقول لكل طالب حاجة لم يظفر بها: " رد على عقبيه "، فيما مضى، بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع. (24)* * *
وإنما يراد به في هذا الموضع: ونرد من الإسلام إلى الكفر ="
بعد إذ هدانا الله، فوفقنا له, فيكون مثلنا في ذلك مثل الرجل الذي استتبعه الشيطان، يهوي في الأرض حيران.* * *
وقوله: " استهوته "،" استفعلته ", من قول القائل: " هوى فلان إلى كذا يهوي إليه ", ومن قول الله تعالى ذكره: فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ ، [سورة إبراهيم: 37] ، بمعنى: تنـزع إليهم وتريدهم.
* * *
وأما " حيران "، فإنه " فعلان " من قول القائل: " قد حار فلان في الطريق، فهو يَحَار فيه حَيرة وحَيَرَانًا وَحيرُورة ", (25) وذلك إذ ضل فلم يهتد للمحجَّة.
=" له أصحاب يدعونه إلى الهدى ", يقول: لهذا الحيران الذي قد استهوته الشياطين في الأرض، أصحابٌ على المحجة واستقامة السبيل, يدعونه إلى المحجة لطريق الهدى الذي هم عليه, يقولون له : ائتنا.
* * *
وترك إجراء " حيران ", لأنه " فعلان ", وكل اسم كان على " فعلان " مما أنثاه " فعلى " فإنه لا يجري في كلام العرب في معرفة ولا نكرة.
* * *
قال أبو جعفر: وهذا مثل ضربه الله تعالى ذكره لمن كفَر بالله بعد إيمانه، فاتبع الشياطين، من أهل الشرك بالله = وأصحابه الذين كانوا أصحابه في حال إسلامه، المقيمون على الدين الحق، يدعونه إلى الهدى الذي هم عليه مقيمون، والصواب الذي هم به متمسكون, وهو له مفارق وعنه زائل, يقولون له: " ائتنا فكن معنا على استقامة وهدى "! وهو يأبى ذلك, ويتبع دواعي الشيطان، ويعبد الآلهة والأوثان.
* * *
وبمثل الذي قلنا في ذلك قال جماعة من أهل التأويل, وخالف في ذلك جماعة.
* ذكر من قال ذلك مثل ما قلنا:
13422 - حدثني محمد بن الحسين قال، حدثنا أحمد بن المفضل قال، حدثنا أسباط, عن السدي: " قل أندعو من دون الله ما لا ينفعنا ولا يضرنا ونردّ على أعقابنا بعد إذ هدانا الله كالذي استهوته الشياطين في الأرض حيران له أصحاب يدعونه إلى الهدى ائتنا "، قال: قال المشركون للمؤمنين: اتبعوا سبيلنا, واتركوا دين محمد = صلى الله عليه وسلم. فقال الله تعالى ذكره: " قل أندعو من دون الله ما لا ينفعنا ولا يضرنا "، هذه الآلهة =" ونردّ على أعقابنا بعد إذ هدانا الله ", فيكون مثلنا كمثل الذي استهوته الشياطين في الأرض، يقول: مثلكم إن كفرتم بعد الإيمان، كمثل رجل كان مع قوم على الطريق, فضلّ الطريق, فحيرته الشياطين، واستهوته في الأرض, وأصحابه على الطريق، فجعلوا يدعونه إليهم, يقولون: " ائتنا، فإنا على الطريق ", فأبى أن يأتيهم. فذلك مثل من يتبعكم بعد المعرفة بمحمد, ومحمد الذي يدعو إلى الطريق, والطريق هو الإسلام.
13423 - حدثني المثنى قال، حدثنا أبو صالح قال، حدثني معاوية, عن علي بن أبي طلحة, عن ابن عباس قوله: " أندعو من دون الله ما لا ينفعنا ولا يضرنا ونرد على أعقابنا "، قال: هذا مثل ضربه الله للآلهة ومن يدعو إليها، وللدعاة الذين يدعونَ إلى الله, كمثل رجل ضل عن الطريق تائهًا ضالا (26) إذ ناداه مناد: " يا فلان بن فلان، هلمّ إلى الطريق "، وله أصحاب يدعونه: " يا فلان، هلم إلى الطريق " ! فإن اتبع الداعي الأول انطلق به حتى يلقيه في الهلكة, وإن أجاب من يدعوه إلى الهدى اهتدى إلى الطريق. وهذه الداعية التي تدعو في البرية من الغيلان. يقول: مثل من يعبد هؤلاء الآلهة من دون الله, فإنه يرى أنه في شيء حتى يأتيه الموت، فيستقبل الهلكة والندامة. وقوله: " كالذي استهوته الشياطين في الأرض "، وهم " الغيلان " يدعونه باسمه واسم أبيه واسم جده, فيتبعها، فيرى أنه في شيء، فيصبح وقد ألقته في الهلكة، وربما أكلته = أو تلقيه في مضلّة من الأرض يهلك فيها عطشًا. فهذا مثل من أجاب الآلهة التي تُعبد من دون الله عز وجل.
13424 - حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال، حدثنا محمد بن ثور قال، حدثنا معمر, عن قتادة: " استهوته الشياطين في الأرض "، قال: أضلته في الأرض حيران.
13425 - حدثني محمد بن عمرو قال، حدثنا أبو عاصم قال، حدثنا عيسى, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد في قوله: " ما لا ينفعنا ولا يضرنا "، قال: الأوثان .
13426 - حدثني محمد بن عمرو قال، حدثنا أبو عاصم قال، حدثنا عيسى = وحدثني المثنى قال، حدثنا أبو حذيفة قال، حدثنا شبل = عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد في قول الله تعالى ذكره: " استهوته الشياطين في الأرض حيران "، قال: رجل حيران يدعوه أصحابه إلى الطريق, فذلك مثل من يضلّ بعد إذ هدي. (27)
13427- حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال، حدثنا محمد بن ثور, عن معمر قال، حدثنا رجل, عن مجاهد قال،" حيران "، هذا مثل ضربه الله للكافر, يقول: الكافر حيران، يدعوه المسلم إلى الهدى فلا يجيب.
13428 - حدثنا بشر قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد, عن قتادة قوله: " قل أندعو من دون الله ما لا ينفعنا ولا يضرنا "، حتى بلغ لِنُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ ، علمها الله محمدًا وأصحابه، يخاصمون بها أهلَ الضلالة.
* * *
وقال آخرون في تأويل ذلك، بما:-
13429 - حدثني به محمد بن سعد قال، حدثني أبي قال، حدثني عمي قال، حدثني أبي, عن أبيه, عن ابن عباس قوله: " كالذي استهوته الشياطين في الأرض حيران له أصحاب يدعونه إلى الهدى "، فهو الرجل الذي لا يستجيب لهدى الله, وهو رجل أطاعَ الشيطان، وعمل في الأرض بالمعصية، وحار عن الحقّ وضل عنه, وله أصحاب يدعونه إلى الهدى، ويزعمون أن الذي يأمرونه هدًى. يقول الله ذلك لأوليائهم من الإنس: إن الهدى هدى الله, والضلالة ما تدعو إليه الجنّ.
* * *
فكأنّ ابن عباس = على هذه الرواية = يرى أن أصحاب هذا الحيران الذين يدعونه إنما يدعونه إلى الضلال، ويزعمون أنّ ذلك هدى, وأنّ الله أكذبهم بقوله: قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى ، لا ما يدعوه إليه أصحابه.
وهذا تأويل له وجه، لو لم يكن الله سمى الذي دعا الحيرانَ إليه أصحابه " هدى ", وكان الخبر بذلك عن أصحابه الدعاة له إلى ما دعوه إليه: أنهم هم الذين سموه, ولكن الله سماه " هدى ", وأخبر عن أصحاب الحيران أنهم يدعونه إليه. وغير جائز أن يسمي الله " الضلال " هدى، لأن ذلك كذب, وغير جائز وصف الله بالكذب، لأن ذلك وصفه بما ليس من صفته. وإنما كان يجوز توجيه ذلك إلى الصواب، لو كان ذلك خبرًا من الله عن الداعي الحيران أنهم قالوا له: " تعال إلى الهدى "، فأما وهو قائل: " يدعونه إلى الهدى ", فغير جائز أن يكون ذلك، وهم كانوا يدعونه إلى الضلال.
* * *
وأما قوله: " ائتنا "، فإن معناه: يقولون: ائتنا، هلم إلينا = فحذف " القول "، لدلالة الكلام عليه.
* * *
وذكر عن ابن مسعود أنه كان يقرأ ذلك: (يَدْعُونَهُ إلَى الهُدَى بَيِّنًا) .
13430 - حدثنا بذلك ابن وكيع قال، حدثنا غندر, عن شعبة, عن أبي إسحاق قال: في قراءة عبد الله: (يَدْعُونَهُ إلَى الهُدَى بَيِّنًا).
13431 - حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج, عن ابن جريج قال، أخبرني عبد الله بن كثير، أنه سمع مجاهدًا يقول: في قراءة ابن مسعود: (لَهُ أَصْحَابٌ يَدْعُونَهُ إلَى الهُدَى بَيِّنًا) ، قال: " الهدى " الطريق, أنه بين.
* * *
وإذا قرئ ذلك كذلك, كان " البين " من صفة " الهدى ", ويكون نصب " البين " على القطع من " الهدى ", (28) كأنه قيل: يدعونه إلى الهدى البين, ثم نصب " البين " لما حذفت " الألف واللام " , وصار نكرة من صفة المعرفة.
* * *
وهذه القراءة التي ذكرناها عن ابن مسعود تؤيد قول من قال: " الهدى " في هذا الموضع، هو الهدى على الحقيقة.
* * *
القول في تأويل قوله : قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَأُمِرْنَا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (71)
قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: قل، يا محمد، لهؤلاء العادلين بربهم الأوثان، القائلين لأصحابك: " اتبعوا سبيلنا ولنحمل خطاياكم، فإنا على هدى " =: ليس الأمر كما زعمتم =" إن هدى الله هو الهدى "، يقول: إن طريق الله الذي بينه لنا وأوضحه، وسبيلنا الذي أمرنا بلزومه، ودينه الذي شرعه لنا فبينه, هو الهدى والاستقامة التي لا شك فيها, لا عبادة الأوثان والأصنام التي لا تضر ولا تنفع, فلا نترك الحق ونتبع الباطل =" وأمرنا لنسلم لرب العالمين "، يقول: وأمرَنا ربنا وربّ كل شيء تعالى وجهه, (29) لنسلم له، لنخضع له بالذلة والطاعة والعبودية, فنخلص ذلك له دون ما سواه من الأنداد والآلهة.
* * *
وقد بينا معنى " الإسلام " بشواهده فيما مضى من كتابنا، بما أغنى عن إعادته. (30)
* * *
وقيل: " وأمرنا لنسلم "، بمعنى: وأمرنا كي نسلم, وأن نسلم لرب العالمين = لأن العرب تضع " كي" و " اللام " التي بمعنى " كي"، مكان " أن " و " أن " مكانها .
--------------------------
الهوامش :
(24) انظر تفسير"الرد على الأعقاب" فيما سلف 3: 163 ، ومجاز القرآن لأبي عبيدة 1: 196.
(25) "حيرورة" ، مصدر مثل"صيرورة" ، ولم تذكره كتب اللغة ، فهذا مما يستفاد من أبي جعفر ، ويزاد على كتب اللغة.
(26) قوله"تائهًا ضالا" ، ساقطة من المطبوعة ، ثابتة في المخطوطة.
(27) في المطبوعة: "كذلك مثل" ، وفي المخطوطة: "لذلك مثل . . ." ، والصواب ما أثبت.
(28) انظر تفسير"القطع" فيما سلف من فهارس المصطلحات ، وهذا بيان صريح أن"القطع" هو النكرة إذا صار صفة لمعرفة.
(29) انظر تفسير"العالمين" فيما سلف من فهارس اللغة (علم).
(30) انظر تفسير"الإسلام" فيما سلف من فهارس اللغة (سلم).
- ابن عاشور : قُلْ أَنَدْعُو مِن دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنفَعُنَا وَلَا يَضُرُّنَا وَنُرَدُّ عَلَىٰ أَعْقَابِنَا بَعْدَ إِذْ هَدَانَا اللَّهُ كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّيَاطِينُ فِي الْأَرْضِ حَيْرَانَ لَهُ أَصْحَابٌ يَدْعُونَهُ إِلَى الْهُدَى ائْتِنَا ۗ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَىٰ ۖ وَأُمِرْنَا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ
استئناف ابتدائي لتأييس المشركين من ارتداد بعض المسلمين عن الدين ، فقد كان المشركون يحاولون ارتداد بعض قرابتهم أو من لهم به صلة . كما ورد في خبر سعيد بن زيد وما لَقي من عُمر بن الخطاب . وقد روي أنّ عبد الرحمان بن أبي بكر الصديق دعا أباه إلى عبادة الأصنام ، وأنّ الآية نزلت في ذلك ، ومعنى ذلك أنّ الآية نزلت مشيرة إلى ذلك وغيره وإلاّ فإنّ سورة الأنعام نزلت جملة واحدة . وحاول المشركون صرف النبي صلى الله عليه وسلم عن الدعوة إلى الإسلام وهم يُرْضُونه بما أحبّ كما ورد في خبر أبي طالب .
والاستفهام إنكار وتأييس ، وجيء بنون المتكلّم ومعه غيره لأنّ الكلام من الرسول صلى الله عليه وسلم عن نفسه وعن المسلمين كلّهم . و { من دون الله } متعلّق ب { ندعوا }.والمراد بما لا ينفع ولا يضرّ الأصنامُ ، فإنَّها حجارة مشاهد عدمُ نفعها وعجزُها عن الضرّ ، ولو كانت تستطيع الضرّ لأضرّت بالمسلمين لأنَّهم خلعوا عبادتها وسفَّهوا أتباعها وأعلنوا حقارتها ، فلمَّا جعلوا عدَم النفع ولا الضرّ علَّة لنفي عبادة الأصنام فقد كنّوا بذلك عن عبادتهم النافع الضارّ وهو الله سبحانه .
وقوله : { ونُردّ على أعقابنا } عطف على { ندعوا } فهو داخل في حيّز الإنكار . والردّ : الإرجاع إلى المكان الذي يؤتى منه ، كقوله تعالى : { رُدّوها عليّ } [ ص : 33 ].
والأعقاب جمع عَقِب وهي مؤخّر القدم . وعقب كلّ شيء طَرفه وآخره ويقال : رجع على عَقِبه وعلى عَقِبَيْه ونكص على عقبيه بمعنى رجع إلى المكان الذي جاء منه لأنَّه كان جاعلاً إيَّاه وراءه فرَجَع .
وحرف ( على ) فيه للاستعلاء ، أي رجع على طريق جهة عقبه ، كما يقال : رجع وراءه ، ثم استعمل تمثيلاً شائعاً في التَّلبّس بحالة ذميمة كان فارقها صاحبُها ثم عاد إليها وتلبّس بها ، وذلك أنّ الخارج إلى سفر أو حاجة فإنَّما يمشي إلى غرض يريده فهو يمشي القُدُمية فإذا رجع قبل الوصول إلى غرضه فقد أضاع مشيَه؛ فيمثّل حاله بحال من رجع على عقبيه . وفي الحديث : « اللهمّ أمْض لأصحابي هِجْرتهم ولا تَرُدّهم على أعقابهم » فكذلك في الآية هو تمثيل لحال المرتدّ إلى الشرك بعد أن أسلَم بحال من خرج في مهمّ فرجع على عقبيه ولم يقض ما خرج له . وهذا أبلغ في تمثيل سوء الحالة من أن يُقال : ونرجعُ إلى الكفر بعد الإيمان .
وقد أضيف ( بعد ) إلى { إذْ هدانا } وكلاهما اسم زمان ، فإنّ ( بعد ) يدلّ على الزمان المتأخِّر عن شيء كقوله : { ومن بعد صلاة العشاء } [ النور : 58 ] و ( إذا ) يدلّ على زمان معرّف بشيء ، ف ( إذا ) اسم زمن متصرّف مراد به الزمان وليس مفعولاً فيه . والمعنى بعدَ الزمن الذي هدانا الله فيه ، ونظيره
{ ربّنا لا تُزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا } في سورة [ آل عمران : 8 ].
ارتقى في تمثيل حالهم لو فُرض رجوعهم على أعقابهم بتمثيل آخر أدقّ ، بقوله : { كالذي استهوته الشياطين في الأرض } ، وهو تمثيل بهيئة متخيّلة مبنيّة على اعتقاد المخاطبين في أحوال الممسُوسينَ . فالكاف في موضع الحال من الضمير في { نُردّ على أعقابنا } ، أي حال كوننا مشْبهينَ للذي استهوته الشياطين فهذه الحال مؤكّدة لما في { نردّ على أعقابنا } من معنى التَمثيل بالمرتدّ على أعقابه .
والاستهواء استفعال ، أي طلب هَوى المرء ومحبّتِه ، أي استجلاب هَوى المرء إلى شيء يحاوله المستجلِب . وقرّبه أبو علي الفارسي بمعنى همزة التعدية . فقال : استهواه بمعنى أهواه مثل استزلّ بمعنى أزلّ . ووقع في «الكشَّاف» أنَّه استفعال من هَوَى في الأرض إذا ذهب فيها ، ولا يعرف هذا المعنى من كلام أئمَّة اللغة ولِم يذكره هو في «الأساس» مع كونه ذكر { كالذي استهوته الشياطين } ولم ينبِّه على هذا مَن جاء بعده .
والعرب يقولون : استهوته الشياطين ، إذا اختطفت الجنّ عقله فسيَّرتْه كما تريد . وذلك قريب من قولهم : سَحَرتْه ، وهم يعتقدون أنّ الغيلان هي سحرة الجنْ ، وتسمَّى السعالي أيضاً ، واحدتُها سَعْلاة ، ويقولون أيضاً : استهامته الجنّ إذا طلبت هُيامه بطاعتها .
وقوله : { في الأرض } متعلّق ب { استهوته } ، لأنَّه يتضمَّن معنى ذهبت به وضلّ في الأرض . وذلك لأنّ الحالة التي تتوهَّمها العرب استهواء الجنّ يصاحبها التوحّش وذهاب المجنون على وجهه في الأرض راكباً رأسه لا ينتصح لأحد ، كما وقع لكثير من مجانينهم ومَن يزعمون أنّ الجنّ اختطفتهم . ومن أشهرهم عَمْرو بن عَدي الأيادي اللخمي ابن أخت جُذيمة بن مالك ملك الحيرة . وجوّز بعضهم أن يكون { في الأرض } متعلِّقاً ب { حَيْران } ، وهو بعيد لعدم وجود مقتض لتقديم المعمول .
و { حَيْرانَ } حال من { الذي استهوتْه } ، وهو وصف من الحَيْرة ، وهي عدم الاهتداء إلى السبيل . يقال : حارَ يحَار إذ تاهَ في الأرض فلم يعلم الطريق . وتطلق مجازاً على التردّد في الأمر بحيث لا يعلم مخرجه ، وانتصب { حيران } على الحال من { الذي }.
وجملة : { له أصحاب } حال ثانية ، أي له رفقة معه حين أصابه استهواء الجنّ . فجملة { يدعونه } صفة ل { أصحاب }.
والدعاء : القول الدالّ على طلب عمل من المخاطب . والهدى : ضدّ الضلال . أي يدعونه إلى ما فيه هدَاه . وإيثارُ لفظ { الهُدى } هنا لما فيه من المناسبة للحالة المشبَّهة . ففي هذا اللفظ تجريد للتمثيلية كقوله تعالى : { فلمّا أضاءت ما حوله ذهب الله بنورهم } في سورة [ البقرة : 17 ]. ولذلك كان لتعقيبه بقوله : قل إنّ هدى الله هو الهدى } وقع بديع . وجوّز في «الكشاف» أن يكون الهدى مستعاراً للطريق المستقيم .
وجملة : { ائتنا } بيان ل { يدعونه إلى الهدى } لأنّ الدعاء فيه معنى القول . فصحّ أن يبيّن بما يقولونه إذا دعَوه ، ولكونها بياناً فُصلت عن التي قبلها ، وإنَّما احتاج إلى بيان الدعاء إلى الهدى لتمكِين التمثيل من ذهن السامع ، لأنّ المجنون لا يخاطب بصريح المقصد فلا يدعى إلى الهدى بما يَفهم منه أنَّه ضالّ لأنّ من خُلق المجانين العناد والمكابرة ، فلذلك يدعونه بما يفهم منه رغبتُهم في صحبته ومحبتُهم إيَّاه ، فيقولون : ايتنا ، حتَّى إذا تمكَّنوا منه أوثقوه وعادوا به إلى بيته .
وقد شبّهت بهذا التمثيل العجيب حالة من فُرض ارتدادُه إلى ضلالة الشرك بعد هدى الإسلام لدعوة المشركين إيَّاه وتركه أصحابه المسلمين الذين يصدّونه عنه ، بحَال الذي فسد عقله باستهواء من الشياطين والجنّ ، فتاه في الأرض بعد أن كان عاقلاً عارفاً بمسالكها ، وترك رفقته العقلاء يدعونه إلى موافقتهم ، وهذا التركيب البديع صالح للتفكيك بأن يشبّه كل جزء من أجزاء الهيئة المشبّهة بجزء من أجزاء الهيئة المشبّهة بها ، بأن يشبه الارتداد بعد الإيمان بذهاب عقل المجنون ، ويشبّه الكفر بالهُيام في الأرض ، ويشبّه المشركون الذين دعَوْهم إلى الارتداد بالشياطين وتُشَبّه دعوة الله الناس للإيمان ونزولُ الملائكة بوحيه بالأصحاب الذين يدعون إلى الهدى . وعلى هذا التفسير يكون { الذي } صادقاً على غير معيّن ، فهو بمنزلة المعرّف بلام الجنس . وروي عن ابن عباس أنّ الآية نزلت في عبد الرحمان بن أبي بكر الصدّيق حين كان كافراً وكان أبوه وأمّه يدعوانه إلى الإسلام فيأبى ، وقد أسلم في صلح الحديبية وحسن إسلامه .
- إعراب القرآن : قُلْ أَنَدْعُو مِن دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنفَعُنَا وَلَا يَضُرُّنَا وَنُرَدُّ عَلَىٰ أَعْقَابِنَا بَعْدَ إِذْ هَدَانَا اللَّهُ كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّيَاطِينُ فِي الْأَرْضِ حَيْرَانَ لَهُ أَصْحَابٌ يَدْعُونَهُ إِلَى الْهُدَى ائْتِنَا ۗ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَىٰ ۖ وَأُمِرْنَا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ
«قُلْ» الجملة مستأنفة «أَنَدْعُوا مِنْ دُونِ» فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الواو للثقل ، تعلق به الجار والمجرور والهمزة للاستفهام «اللَّهِ» لفظ الجلالة مضاف إليه «ما» اسم موصول في محل نصب مفعول به «لا يَنْفَعُنا» فعل مضارع ونا مفعوله وفاعله مستتر والجملة صلة الموصول لا محل لها «وَلا يَضُرُّنا» عطف ، وجملة أتدعو مقول القول ، «وَنُرَدُّ عَلى أَعْقابِنا» مضارع مبني للمجهول ، تعلق به الجار والمجرور ونائب الفاعل نحن والجملة معطوفة على جملة «أَنَدْعُوا». «بَعْدَ» ظرف زمان متعلق بنرد. «إِذْ» ظرف لما مضى من الزمن ، مبني على السكون في محل جر بالإضافة «هَدانَا اللَّهُ» فعل ماض ومفعوله ولفظ الجلالة فاعله ، والجملة في محل جر بالإضافة «كَالَّذِي» الكاف اسم بمعنى مثل صفة لمفعول مطلق محذوف نرد ردا مثل رد الذي استهوته الشياطين ، واسم الموصول في محل جر بالإضافة أو الكاف حرف جر واسم الموصول في محل جر بحرف الجر ، وهما متعلقان بمحذوف صفة المفعول المطلق. «اسْتَهْوَتْهُ الشَّياطِينُ» فعل ماض مبني على الفتحة المقدرة على الألف المحذوفة والتاء للتأنيث ، والهاء مفعول به ، والشياطين فاعل ، والجملة صلة الموصول لا محل لها «فِي الْأَرْضِ» متعلقان بحال محذوفة «حَيْرانَ» حال «لَهُ» متعلقان بخبر مقدم «أَصْحابٌ» مبتدأ مؤخر والجملة الاسمية مستأنفة لا محل لها ، والجملة الفعلية «يَدْعُونَهُ إِلَى الْهُدَى» في محل رفع صفة أصحاب. «ائْتِنا» فعل أمر مبني على حذف حرف العلة من آخره لأنه معتل الآخر أتى وفاعله ضمير مستتر تقديره أنت ، ونا مفعوله ، والجملة مقول القول لفعل محذوف تقديره يقولون ائتنا ، والجملة المقدرة حالية وجملة «قُلْ» بعدها مستأنفة لا محل لها «إِنَّ هُدَى اللَّهِ» إن واسمها واللّه لفظ الجلالة مضاف إليه «هُوَ» ضمير رفع منفصل في محل رفع مبتدأ «الْهُدَى» خبره ، والجملة الاسمية «هُوَ الْهُدى » في محل رفع خبر إن ، وجملة إن هدى اللّه مقول القول. «وَأُمِرْنا» فعل ماض مبني للمجهول مبني على السكون ، ونا ضمير متصل في محل رفع نائب فاعل ، والجملة معطوفة على جملة إن هدى اللّه «لِنُسْلِمَ» مضارع منصوب بأن
المضمرة بعد لام التعليل ، والمصدر المؤول من أن والفعل في محل جر باللام والجار والمجرور متعلقان بالفعل وأمرنا ، أمرنا بالإسلام لرب العالمين. «لِرَبِّ» متعلقان بالفعل نسلم «الْعالَمِينَ» مضاف إليه مجرور بالياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم.
- English - Sahih International : Say "Shall we invoke instead of Allah that which neither benefits us nor harms us and be turned back on our heels after Allah has guided us [We would then be] like one whom the devils enticed [to wander] upon the earth confused [while] he has companions inviting him to guidance [calling] 'Come to us' " Say "Indeed the guidance of Allah is the [only] guidance; and we have been commanded to submit to the Lord of the worlds
- English - Tafheem -Maududi : قُلْ أَنَدْعُو مِن دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنفَعُنَا وَلَا يَضُرُّنَا وَنُرَدُّ عَلَىٰ أَعْقَابِنَا بَعْدَ إِذْ هَدَانَا اللَّهُ كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّيَاطِينُ فِي الْأَرْضِ حَيْرَانَ لَهُ أَصْحَابٌ يَدْعُونَهُ إِلَى الْهُدَى ائْتِنَا ۗ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَىٰ ۖ وَأُمِرْنَا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ(6:71) Ask them (0 Muharnmad!): "Shall we invoke, apart from Allah, something that can neither benefit nor harm us, and thus be turned back on our heels after Allah has guided us? Like the one whom the evil ones have lured into bewilderment in the earth, even though he has friends who call him to true guidance saying: "Come to us." Say: "Surely Allah's guidance is the only true guidance, and we have been commanded to submit ourselves to the Lord of the entire universe,
- Français - Hamidullah : Dis Invoquerons-nous au lieu d'Allah ce qui ne peut nous profiter ni nous nuire Et reviendrons-nous sur nos talons après qu'Allah nous a guidés comme quelqu'un que les diables ont séduit et qui erre perplexe sur la terre bien que des amis l'appellent vers le droit chemin lui disant - Viens à nous Dis Le vrai chemin c'est le chemin d'Allah Et il nous a été commandé de nous soumettre au Seigneur de l'Univers
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Sag Sollen wir anstatt Allahs anrufen was uns nicht nützt und nicht schadet und auf unseren Fersen kehrtmachen nachdem Allah uns rechtgeleitet hat wie derjenige den die Teufel auf der Erde verführt haben so daß er verwirrt ist Er hat Gefährten die ihn zur Rechtleitung einladen "Komm zu uns" Sag Gewiß Allahs Rechtleitung ist die wahre Rechtleitung Und uns wurde befohlen uns dem Herrn der Weltenbewohner zu ergeben
- Spanish - Cortes : Di ¿Invocaremos en lugar de invocar a Alá lo que no puede aprovecharnos ni dañarnos ¿Volveremos sobre nuestros pasos después de habernos dirigido Alá Como aquél a quien los demonios han seducido y va desorientado por la tierra Sus compañeros le llaman invitándole a la Dirección ¡Ven a nosotros Di La dirección de Alá es la Dirección Hemos recibido la orden de someternos al Señor del universo
- Português - El Hayek : Perguntalhes Devemos acaso invocar em vez de Deus a quem não pode beneficiarnos nem prejudicarnos Devemos depois de Deus nos haver iluminado voltarnos sobre os nossos calcanhares como o fez aquele a quem osdemônios fascinaram e deixaram aturdido na terra apesar de Ter amigos que lhe indicavam a verdadeira senda dizendolhes Vinde a nós Dize A orientação de Deus é a verdadeira Orientação e foinos ordenado submeternos aoSenhor do Universo
- Россию - Кулиев : Скажи Разве мы станем поклоняться помимо Аллаха тому что не приносит нам пользы и не причиняет вреда Разве мы обратимся вспять после того как Аллах наставил нас на прямой путь подобно тому кого дьяволы на земле обольстили и привели в замешательство чьи товарищи призывают его на прямой путь Иди к нам Скажи Путь Аллаха - единственно верный путь и нам велено покориться Господу миров
- Кулиев -ас-Саади : قُلْ أَنَدْعُو مِن دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنفَعُنَا وَلَا يَضُرُّنَا وَنُرَدُّ عَلَىٰ أَعْقَابِنَا بَعْدَ إِذْ هَدَانَا اللَّهُ كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّيَاطِينُ فِي الْأَرْضِ حَيْرَانَ لَهُ أَصْحَابٌ يَدْعُونَهُ إِلَى الْهُدَى ائْتِنَا ۗ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَىٰ ۖ وَأُمِرْنَا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ
Скажи: «Разве мы станем поклоняться помимо Аллаха тому, что не приносит нам пользы и не причиняет вреда? Разве мы обратимся вспять после того, как Аллах наставил нас на прямой путь, подобно тому, кого дьяволы на земле обольстили и привели в замешательство, чьи товарищи призывают его на прямой путь: “Иди к нам”?» Скажи: «Путь Аллаха - единственно верный путь, и нам велено покориться Господу миров.О Посланник! Многобожники, приобщающие сотоварищей к Аллаху и молящиеся вместо него другим божествам, призывают вас обратиться в их религию и разъясняют вам качества своих богов. А ведь одного упоминания о них достаточно, чтобы благоразумный человек отказался поклоняться им. Благоразумному человеку достаточно просто ознакомиться с воззрениями многобожников, чтобы убедиться в их порочности еще до того, как он получит неопровержимые доказательства этого. Неужели они полагают, что вы станете поклоняться помимо Аллаха тем, кто не способен помочь или навредить вам? Эти качества присущи любому творению, которому поклоняются вместо Аллаха, потому что творения не способны самостоятельно приносить пользу или причинять вред. Они не распоряжаются происходящим во Вселенной, поскольку власть целиком принадлежит одному Аллаху. Неужели они думают, что вы обратитесь вспять после того, как Он наставил вас на прямой путь? Неужели они думают, что вы откажетесь от верного руководства ради заблуждения и свернете с пути, ведущего в Райские сады блаженства ради того, чтобы следовать путями, ведущими к мучительному наказанию? Здравомыслящий человек никогда не довольствуется таким выбором, потому что сделавший его оказывается в положении того, кого дьяволы на земле ввели в заблуждение, сбили с прямого пути и отдалили от желанной цели, кто пребывает в замешательстве, оказавшись между проповедниками добра и зла. Так можно охарактеризовать положение всех людей, кроме тех, кого уберег Всевышний Аллах, потому что люди всегда испытывают противоречивые влечения и находятся под воздействием разных сил. С одной стороны, они испытывают влияние пророческого послания, здравого разума и непорочного естества, которые призывают их следовать прямым путем и взойти на большие высоты. С другой стороны, они подвержены влиянию сатаны, его последователей и порывов своей души, повелевающей творить зло. Эти факторы подталкивают человека к заблуждению и увлекают его на самое дно Преисподней. Среди людей есть такие, которые всегда - или в большинстве случаев - прислушиваются к призывам тех, кто указывает им на прямой путь. Среди них есть такие, которые поступают противоположным образом. Есть и такие, которые прислушиваются к обоим призывам и одинаково подвержены этим двум противоречивым влечениям. Только пользуясь этим мерилом, можно распознать счастливых праведников и несчастных грешников. Аллах отметил, что единственным верным руководством является путь, который Он узаконил устами Своего посланника, да благословит его Аллах и приветствует, поскольку все остальные дороги ведут к заблуждению и погибели. Мусульманам велено исповедовать единобожие, придерживаться религиозных повелений и запретов и поклоняться своему Господу. Поистине, это - проявление величайшей милости и самой совершенной заботы Аллаха по отношению к рабам.
- Turkish - Diyanet Isleri : De ki "Arkadaşları bize gel diye doğru yola çağırırken şeytanların yeryüzünde şaşırttıkları bir kimse gibi geriye mi dönelim Allah bizi doğru yola eriştirdikten sonra bize faydası olmayan zarar da veremeyen Allah'tan başka şeylere mi yalvaralım" De ki "Doğru yol ancak Allah'ın yoludur Alemlerin Rabbine teslim olarak namaz kılın Allah'tan sakının diye emrolunduk" Kendisine toplanacağınız O'dur
- Italiano - Piccardo : Di' “Invocheremo in luogo di Allah qualcuno che non può né favorirci né nuocerci Volgeremo le spalle dopo che Allah ci ha guidato come colui che viene indotto a vagabondare sulla terra dai dèmoni mentre i suoi compagni lo richiamano sulla giusta pista [gridandogli] Vieni con noi"” Di' “La vera guida Sì è la guida di Allah Ci è stato ordinato di sottometterci al Signore dei mondi
- كوردى - برهان محمد أمين : پێیان بڵێ ئایا ڕهوایه پهرستن و هاناو هاوار بۆ کهسێک یان بۆ شتێک بهرین که نه دهتوانێت قازانجمان پێبگهیهنێت نه زیان ئایا ڕاسته پاشگهز بکرێینهوه دوای ئهوهی خوا هیدایهتی داین ئێمه وهکو ئهو کهسه بین که شهیتانهکان دهستیان لێوهشاند بێت و شێتیان کردبێت بهسهر زهویدا سهرگهردان بسوڕێتهوه و چهند هاوهڵێکی دڵسۆزی ههبێت بانگی بکهن بۆ ڕێبازی هیدایهت و بهسۆزهوه پێی بڵێن وهره بۆ لای ئێمه ئهی محمد صلى الله عليه وسلم ئهی ئیماندار تۆ بڵێ بهڕاستی من دڵنیام که ههر ڕێنموویی خوا ئاینی ئیسلام ڕێنموویی تهواوه ئێمه فهرمانمان پێدراوه که تهسلیم و فهرمانبهرداری پهروهردگاری جیهانیان ببین بهقسهی شهیتانهکان نهکهین
- اردو - جالندربرى : کہو۔ کیا ہم خدا کے سوا ایسی چیز کو پکاریں جو نہ ہمارا بھلا کرسکے نہ برا۔ اور جب ہم کو خدا نے سیدھا رستہ دکھا دیا تو کیا ہم الٹے پاوں پھر جائیں پھر ہماری ایسی مثال ہو جیسے کسی کو جنات نے جنگل میں بھلا دیا ہو اور وہ حیران ہو رہا ہو اور اس کے کچھ رفیق ہوں جو اس کو رستے کی طرف بلائیں کہ ہمارے پاس چلا ا۔ کہہ دو کہ رستہ تو وہی ہے جو خدا نے بتایا ہے۔ اور ہمیں تو یہ حکم ملا ہے کہ ہم خدائے رب العالمین کے فرمانبردار ہوں
- Bosanski - Korkut : Reci "Zar da se pored Allaha klanjamo onima koji nam ne mogu nikakvu korist pribaviti ni neku štetu otkloniti pa da budemo vraćeni stopama našim – a Allah nas je već uputio – i da budemo kao onaj koga su na Zemlji šejtani zaveli pa ništa ne zna a koga drugovi njegovi zovu na Pravi put 'Hodi nama'" Reci "Allahov put je – jedini Pravi put i nama je naređeno da Gospodara svjetova slušamo
- Swedish - Bernström : Säg ”Skulle vi istället för Gud åkalla vad som varken kan gagna eller skada oss och låta oss förmås att vända om sedan Gud lett oss på rätt väg [Vi skulle då] likna den som faller offer för djävulska frestelser på jorden och strövar hit och dit helt förvirrad [trots att] vännerna ropar honom tillbaka till den raka vägen 'Kom med oss'” Säg ”Guds ledning är den [sanna] ledningen och vi har blivit befallda att underkasta oss världarnas Herre
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Katakanlah "Apakah kita akan menyeru selain daripada Allah sesuatu yang tidak dapat mendatangkan kemanfaatan kepada kita dan tidak pula mendatangkan kemudharatan kepada kita dan apakah kita akan kembali ke belakang sesudah Allah memberi petunjuk kepada kita seperti orang yang telah disesatkan oleh syaitan di pesawangan yang menakutkan; dalam keadaan bingung dia mempunyai kawankawan yang memanggilnya kepada jalan yang lurus dengan mengatakan "Marilah ikuti kami" Katakanlah "Sesungguhnya petunjuk Allah itulah yang sebenarnya petunjuk; dan kita disuruh agar menyerahkan diri kepada Tuhan semesta alam
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : قُلْ أَنَدْعُو مِن دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنفَعُنَا وَلَا يَضُرُّنَا وَنُرَدُّ عَلَىٰ أَعْقَابِنَا بَعْدَ إِذْ هَدَانَا اللَّهُ كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّيَاطِينُ فِي الْأَرْضِ حَيْرَانَ لَهُ أَصْحَابٌ يَدْعُونَهُ إِلَى الْهُدَى ائْتِنَا ۗ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَىٰ ۖ وَأُمِرْنَا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ
(Katakanlah, "Apakah kita akan menyeru) apakah kita akan menyembah (selain daripada Allah sesuatu yang tidak dapat mendatangkan kemanfaatan kepada kita) karena menyembahnya (dan tidak pula mendatangkan kemudaratan kepada kita) oleh sebab tidak menyembahnya; yang dimaksud adalah berhala-berhala (dan apakah kita akan dikembalikan ke belakang) dikembalikan kepada kemusyrikan (sesudah Allah memberi petunjuk kepada kita) kepada agama Islam (seperti orang yang digoda) yang disesatkan (oleh setan dipesawangan yang menakutkan dalam keadaan bingung) bingung tidak tahu jalan yang akan ditempuhnya; Lafal ini menjadi hal bagi dhamir ha (dia mempunyai kawan-kawan) teman-teman (yang memanggilnya ke jalan yang lurus) artinya mereka bermaksud memberikan petunjuk jalan yang benar kepadanya kemudian berkata kepadanya: (Marilah ikuti kami.") akan tetapi ia tidak mengikuti ajakan mereka sehingga binasalah ia dalam kesesatan. Istifham/kata tanya di sini bermakna ingkar dan kalimat yang ada tasybihnya adalah menjadi hal bagi dhamir yang terdapat di dalam Lafal nuraddu (Katakanlah, "Sesungguhnya petunjuk Allah) yakni agama Islam (ialah sebenar-benar petunjuk) dan yang selain petunjuk-Nya adalah kesesatan belaka (dan kita disuruh agar menyerahkan diri) diperintahkan agar kita berserah diri (kepada Tuhan semesta alam).
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : আপনি বলে দিনঃ আমরা কি আল্লাহ ব্যতীত এমন বস্তুকে আহবান করব যে আমাদের উপকার করতে পারে না এবং ক্ষতিও করতে পারে না এবং আমরা কি পশ্চাৎপদে ফিরে যাব এরপর যে আল্লাহ আমাদেরকে পথ প্রদর্শন করেছেন ঐ ব্যক্তির মত যাকে শয়তানরা বনভুমিতে বিপথগামী করে দিয়েছেসে উদভ্রান্ত হয়ে ঘোরাফেরা করছে। তার সহচররা তাকে পথের দিকে ডেকে বলছেঃ আস আমাদের কাছে। আপনি বলে দিনঃ নিশ্চয় আল্লাহর পথই সুপথ। আমরা আদিষ্ট হয়েছি যাতে স্বীয় পালনকর্তা আজ্ঞাবহ হয়ে যাই।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : நபியே நீர் கூறும்; "நமக்கு யாதொரு நன்மையும் தீமையும் செய்ய இயலாத அல்லாஹ் அல்லாதவற்றையா நாம் அழைப்போம் அல்லாஹ் நமக்கு நேர் வழி காட்டியபின்னரும் நாம் வழிதவறி நம் பின்புறமே திருப்பப்பட்டுவிடுவோமா அவ்வாறாயின் ஒருவனுக்கு நண்பர்கள் இருந்து அவனை அவர்கள் "எங்கள் இடம் வந்து விடு" என நேர்வழி காட்டி அழைத்துக் கொண்டிருக்கும் போது ஷைத்தான் அவனை வழிதவறச் செய்ததால் பூமியிலே தட்டழிந்து திரிகிறானே அவனைப் போன்று ஆகிவிடுவோம்" இன்னும் கூறும்; "நிச்சயமாக அல்லாஹ் காட்டும் நேர்வழியே நேர் வழியாகும்; அகிலங்களின் இறைவனுக்கே வழிபடுமாறு நாங்கள் ஏவப்பட்டுள்ளோம்"
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : จงกล่าวเถิด มุฮัมมัด ว่า เราจะวิงวอนขอต่อสิ่งที่ไม่ให้คุณแก่เราได้ และไม่ให้โทษแก่เราได้อื่นจากอัลลอฮ์กระนั้นหรือ และเราก็จะถูกให้หันส้นเท้าของเรากลับ หลังจากที่อัลลอฮ์ได้ทรงแนะนำเราแล้ว ดั่งผู้ที่พวกชัยฏอนได้ทำให้เขาหลงไปในแผ่นดินในสภาพที่งงงวย ซึ่งเขามีเพื่อน ๆ เรียกร้องเขาให้ไปสู่คำแนะนำที่ถูกต้อง ว่า จงหาพวกเราเถิด จงกล่าวเถิดมุฮัมมัดว่าแท้จริงคำแนะนำของอัลลอฮ์เท่านั้นคือคำแนะนำ และพวกเราได้รับบัญชาให้เราสวามิภักดิ์แด่พระผู้เป็นเจ้าแห่งสากลโลกเท่านั้น
- Uzbek - Мухаммад Содик : Сен Аллоҳни қўйиб на фойда на зарар бера олмайдиган нарсаларга ибодат қиламизми Худди оғайнилари бу ёққа кел деб ҳидоятга чақириб турган бўлса ҳам шайтон адаштириб ер юзида ҳайрон бўлиб қолганга ўхшаб Аллоҳ бизни ҳидоятга солгандан кейин орқамизга қайтамизми деб айт Сен Албатта Аллоҳнинг ҳидояти ҳақиқий ҳидоятдир Оламларнинг Роббига таслим бўлишга амр қилинганмиз деб айт Булар эътиқодда ибодатда ихлосда таслимда розилик тилашда ва амрни адо этишда турли нарса ва шахсларни Аллоҳга шерик қиладиганларга айтиладиган гаплардир Бу хитоб уларнинг виждон ва ақлларига очиқчасига мурожаатдир
- 中国语文 - Ma Jian : 你说:难道我们舍真主而祈祷那对于我们既无福又无祸的东西吗?在真主引导我们之后,我们背叛正道,犹如在迷惑的情状下被恶魔引诱到无人烟的地方的人一样吗?他有些朋友,叫他来遵循正道,说:你到我们这里来吧!(他不听从,以致毁灭。)你说:真主的引导,才是正导。我们奉命归顺全世界的主。
- Melayu - Basmeih : Katakanlah "Patutkah kita menyeru serta menyembah yang lain dari Allah sesuatu yang tidak dapat memberi manfaat kepada kita dan tidak dapat mendatangkan mudarat kepada kita; dan patutkah kita dikembalikan undur ke belakang menjadi kafir musyrik setelah kita diberi hidayah petunjuk oleh Allah dengan ugama Islam seperti orang yang telah disesatkan oleh Syaitansyaitan di bumi di tempat yang lengang dalam keadaan bingung sedang ia pula mempunyai sahabatsahabat yang mengajaknya ke jalan yang lurus dengan berkata kepadanya "Marilah bersamasama kami "Katakanlah "Sesungguhnya petunjuk Allah itulah sebenarbenar petunjuk dan kita diperintahkan supaya berserah diri kepada Tuhan yang memelihara dan mentadbirkan sekalian alam"
- Somali - Abduh : Waxaad Dhahdaa ma Caabudaynaa Eebe ka sokow waxaan na Anfacayn nana Dhibayn oo Dib naloo Celin Gaalnimo inta Eebe Hanuuniyey ka Dib Sida kan ay ku Wareerisay Dhumisay Shayaadiintu Dhulka Isagoo Saaxiibbo ugu Yeedhi Hanuunka leh oo ku Leh noo Kaalay waxaad Dhahdaa Hanuunka Eebe unbaa Hanuun ah waxaana Nala Faray inaan u Hogaansanno Eebaha Caalamka
- Hausa - Gumi : Ka ce "Shin zã mu yi kiran abin da bã ya amfãninmu baicin Allah kuma bã ya cũtar damu kuma a mayar da mu a kan dugãduganmu a bayan Allah Yã shiryar da mu kamar wanda shaiɗãnu suka kãyar da shi a cikin ƙasa yanã mai ɗĩmuwa yanã da abõkaisunã kiran sa zuwa ga shiriya 'Ka zo mana'" Kace "Lalle ne shiriyar Allah ita ce shiriya Kuma an umurce mu mu sallama wa Ubangijin tãlikai"
- Swahili - Al-Barwani : Sema Je tumuombe asiye kuwa Mwenyezi Mungu ambae hatufai wala hatudhuru na turejee nyuma baada ya Mwenyezi Mungu kwisha tuhidi Tuwe kama ambao mashet'ani wamempumbaza katika ardhi amebabaika Anao marafiki wanao mwita ende kwenye uwongofu wakimwambia Njoo kwetu Sema Hakika uwongofu wa Mwenyezi Mungu ndio Uwongofu Nasi tumeamrishwa tusilimu kwa Mola Mlezi wa viumbe vyote
- Shqiptar - Efendi Nahi : Thuaj “A ta adhurojmë dike tjetër përveç Perëndisë atë që nuk na sjell dobi as dëm e të kthehemi kah thëmbrat tona në humbje pasi që Perëndia na udhëzoi në rrugë të drejtë E të bëhemi si ai që e kanë trullosur djajtë në Tokë e ai mbeti i humbur; e të cilin shokët e tij e thirrin në rrugën e drejtë “Eja tek ne” E ai nuk përgjigjet Thuaj “Rruga e Perëndisë – është e vetmja rrugë e drejtë dhe neve jemi të urdhëruar t’i bindemi Zotit të gjithësisë”
- فارسى - آیتی : بگو: آيا سواى اللّه كسى را بخوانيم كه نه ما را سود مىدهد و نه زيان مىرساند؟ و آيا پس از آنكه خدا ما را هدايت كرده است، همانند آن كس كه شيطان گمراهش ساخته و حيران بر روى زمين رهايش كرده، از دين بازگرديم؟ او را يارانى است كه به هدايت ندايش مىدهند كه نزد ما بازگرد. بگو: هدايتى كه از سوى خدا باشد، هدايت واقعى است. و به ما فرمان رسيده كه در برابر پروردگار جهانيان تسليم شويم.
- tajeki - Оятӣ : Бигӯ: «Оё ғайри Оллоҳ касеро бихонем, ки на моро нафъ медиҳад ва на зиён мерасонад? Ва оё пас аз он ки Худо моро ҳидоят кардааст, монанди он кас, ки шайтон гумроҳаш сохта ва ҳайрон бар рӯи замин раҳояш карда, аз дин бозгардем? Ӯро ёронест, ки ба ҳидоят нидояш медиҳанд, ки назди мо бозгард». Бигӯ: «Ҳидояте, ки аз сӯи Худо бошад, ҳидояти воқеъист. Ва ба мо фармон расида, ки дар баробари Парвардигори ҷаҳониён таслем шавем».
- Uyghur - محمد صالح : (ئى مۇھەممەد! ئۇلارغا) ئېيتقىنكى، بىز اﷲ نى قويۇپ، بىزگە پايدا - زىيان يەتكۈزەلمەيدىغان بۇتلارغا ئىبادەت قىلامدۇق؟ بىزنى اﷲ ھىدايەت قىلغاندىن كېيىن، ئارقىمىزغا چېكىنەمدۇق؟ (يەنى مۇرتەد بولامدۇق؟) (مۇبادا بىز شۇنداق قىلىدىغان بولساق، مۇنداق) بىر ئادەمگە: شەيتانلار ئۇنى بىر چۆلگە باشلاپ بارغان، (چۆلدە ئۇ) تېڭىرقاپ قالغان، دوستلىرى ئۇنى بېرى كەل دەپ توغرا يولغا چاقىرىۋاتقان (ئۇ چاقىرىقنى قوبۇل قىلماي ئاخىر ھالاك بولغان ئادەمگە) ئوخشاپ قالىمىز. (بۇ كۇففارلارغا) ئېيتقىنكى، اﷲ نىڭ ھىدايىتى ھەقىقەتەن ھەقىقىي ھىدايەتتۇر، بىز ئالەملەرنىڭ پەرۋەردىگارىغا بويسۇنۇشقا بۇيرۇلدۇق
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : ചോദിക്കുക: അല്ലാഹുവെക്കൂടാതെ, ഞങ്ങള്ക്കു ഗുണമോ ദോഷമോ വരുത്താനാവാത്തവയെ ഞങ്ങള് വിളിച്ചു പ്രാര്ഥിക്കുകയോ? അങ്ങനെ, അല്ലാഹു ഞങ്ങളെ നേര്വഴിയിലാക്കിയ ശേഷം വീണ്ടും പിറകോട്ട് തിരിച്ചുപോവുകയോ? പിശാചിനാല് വഴിപിഴച്ച് ഭൂമിയില് പരിഭ്രാന്തനായി അലയുന്നവനെപ്പോലെ ആവുകയോ? അവന് ചില കൂട്ടുകാരുണ്ട്. അവര് “ഇങ്ങോട്ടുവരൂ” എന്നു പറഞ്ഞ് നേര്വഴിയിലേക്ക് അവനെ ക്ഷണിക്കുന്നു. പറയുക: തീര്ച്ചയായും അല്ലാഹുവിന്റെ മാര്ഗദര്ശനമാണ് യഥാര്ഥ വഴികാട്ടി. പ്രപഞ്ചനാഥന്ന് വഴിപ്പെടാന് ഞങ്ങളോട് കല്പിച്ചിരിക്കുന്നു.
- عربى - التفسير الميسر : قل ايها الرسول لهولاء المشركين انعبد من دون الله تعالى اوثانا لا تنفع ولا تضر ونرجع الى الكفر بعد هدايه الله تعالى لنا الى الاسلام فنشبه في رجوعنا الى الكفر من فسد عقله باستهواء الشياطين له فضل في الارض وله رفقه عقلاء مومنون يدعونه الى الطريق الصحيح الذي هم عليه فيابى قل ايها الرسول لهولاء المشركين ان هدى الله الذي بعثني به هو الهدى الحق وامرنا جميعا لنسلم لله تعالى رب العالمين بعبادته وحده لا شريك له فهو رب كل شيء ومالكه