- عربي - نصوص الآيات عثماني : وَهُوَ ٱلَّذِى خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضَ بِٱلْحَقِّ ۖ وَيَوْمَ يَقُولُ كُن فَيَكُونُ ۚ قَوْلُهُ ٱلْحَقُّ ۚ وَلَهُ ٱلْمُلْكُ يَوْمَ يُنفَخُ فِى ٱلصُّورِ ۚ عَٰلِمُ ٱلْغَيْبِ وَٱلشَّهَٰدَةِ ۚ وَهُوَ ٱلْحَكِيمُ ٱلْخَبِيرُ
- عربى - نصوص الآيات : وهو الذي خلق السماوات والأرض بالحق ۖ ويوم يقول كن فيكون ۚ قوله الحق ۚ وله الملك يوم ينفخ في الصور ۚ عالم الغيب والشهادة ۚ وهو الحكيم الخبير
- عربى - التفسير الميسر : والله سبحانه هو الذي خلق السموات والأرض بالحق، واذكر -أيها الرسول- يوم القيامة إذ يقول الله: "كن"، فيكون عن أمره كلمح البصر أو هو أقرب، قوله هو الحق الكامل، وله الملك سبحانه وحده، يوم ينفخ المَلَك في "القرن" النفخة الثانية التي تكون بها عودة الأرواح إلى الأجسام. وهو سبحانه الذي يعلم ما غاب عن حواسكم -أيها الناس - وما تشاهدونه، وهو الحكيم الذي يضع الأمور في مواضعها، الخبير بأمور خلقه. والله تعالى هو الذي يختص بهذه الأمور وغيرها بدءًا ونهاية، نشأة ومصيرًا، وهو وحده الذي يجب على العباد الانقياد لشرعه، والتسليم لحكمه، والتطلع لرضوانه ومغفرته.
- السعدى : وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ ۖ وَيَوْمَ يَقُولُ كُن فَيَكُونُ ۚ قَوْلُهُ الْحَقُّ ۚ وَلَهُ الْمُلْكُ يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ ۚ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ ۚ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ
{ وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ } ليأمر العباد وينهاهم، ويثيبهم ويعاقبهم، { وَيَوْمَ يَقُولُ كُنْ فَيَكُونُ قَوْلُهُ الْحَقُّ } الذي لا مرية فيه ولا مثنوية، ولا يقول شيئا عبثا { وَلَهُ الْمُلْكُ يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ } أي: يوم القيامة، خصه بالذكر –مع أنه مالك كل شيء- لأنه تنقطع فيه الأملاك، فلا يبقى ملك إلا الله الواحد القهار. { عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ } الذي له الحكمة التامة، والنعمة السابغة، والإحسان العظيم، والعلم المحيط بالسرائر والبواطن والخفايا، لا إله إلا هو، ولا رب سواه.
- الوسيط لطنطاوي : وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ ۖ وَيَوْمَ يَقُولُ كُن فَيَكُونُ ۚ قَوْلُهُ الْحَقُّ ۚ وَلَهُ الْمُلْكُ يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ ۚ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ ۚ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ
وقوله وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ معطوف على قوله وَهُوَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ.
قال الآلوسى: «ولعله أريد بخلقهما خلق ما فيهما- أيضا- وعدم التصريح بذلك لظهور اشتمالهما على جميع العلويات والسفليات.
وقوله «بالحق» متعلق بمحذوف وقع حالا من فاعل «خلق» أى: قائما بالحق، وجوز أن يكون صفة لمصدر الفعل المؤكد أى: خلقا متلبسا بالحق» .
والحق في الأصل مصدر حق إذا ثبت، ثم صار اسما للأمر الثابت الذي لا ينكر، وهو ضد الباطل.
وقوله وَيَوْمَ يَقُولُ كُنْ فَيَكُونُ قَوْلُهُ الْحَقُّ أى: وقضاؤه المعروف بالحقيقة كائن، حين يقول- سبحانه- لشيء من الأشياء «كن فيكون» ذلك الشيء ويحدث.
ويَوْمَ خبر مقدم، وقَوْلُهُ مبتدأ مؤخر، والْحَقُّ صفته.
والجملة الكريمة بيان لقدرته- تعالى- على حشر المخلوقات بكون مراده لا يتخلف عن أمره، وإن قوله هو النافذ وأمره هو الواقع قال- تعالى- إِنَّما أَمْرُهُ إِذا أَرادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ.
وفي قوله قَوْلُهُ الْحَقُّ صيغة قصر للمبالغة أى: هو الحق الكامل، لأن أقوال غيره وإن كان فيها كثير من الحق فهي معرضة للخطأ وما كان فيها غير معرض للخطأ فهو من وحى الله أو من نعمته بالعقل والإصابة للحق.
وقوله وَلَهُ الْمُلْكُ يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ أى: أن الملك لله تعالى وحده في ذلك اليوم فلا ملك لأحد سواه.
قال أبو السعود: «وتقييد اختصاص الملك له- تعالى- بذلك اليوم مع عموم الاختصاص لجميع الأوقات لغاية ظهور ذلك بانقطاع العلائق المجازية الكائنة في الدنيا المصححة للملكية المجازية في الجملة، فهو كقوله- تعالى- لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْواحِدِ الْقَهَّارِ وقوله: الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمنِ.
المراد «بالصور» القرن الذي ينفخ فيه الملك نفخة الصعق والموت، ونفخة البعث والنشور والله أعلم بحقيقته.
وروى الإمام أحمد عن عبد الله بن عمرو قال: إن أعرابيا سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الصور فقال:
«قرن ينفخ فيه» رواه أبو داود والترمذي والحاكم عنه أيضا.
وقيل المراد بالصور هنا جمع صورة والمراد بها الأبدان أى: يوم ينفخ في صور الموجودات فتعود إلى الحياة.
ثم ختمت الآية بما يدل على سعة علم الله- تعالى- وعظم إتقانه في صنعه فقال- تعالى-: عالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ.
الغيب. ما غاب عن الناس فلم يدركوه. الشهادة: ضد الغيب وهي الأمور التي يشاهدها الناس ويتوصلون إلى علمها.
وصفة الْحَكِيمُ تجمع إتقان الصنع فدل على عظم القدرة مع تعلق العلم بالمصنوعات.
وصفة الْخَبِيرُ تجمع العلم بالمعلومات ظاهرها وخفيها.
أى: فهو- سبحانه- وحده العالم بأحوال جميع الموجودات ما غاب منها وما هو مشاهد، وهو ذو الحكمة في جميع أفعاله والعالم بالأمور الجلية والخفية.
وبعد أن ساق القرآن ألوانا من الأدلة على وحدانية الله وسعة علمه وقدرته أخذ في التدليل على بطلان الشرك وإثبات التوحيد عن طريق القصة، فحكى لنا جانبا مما قاله إبراهيم لأبيه وقومه فقال- تعالى-:
- البغوى : وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ ۖ وَيَوْمَ يَقُولُ كُن فَيَكُونُ ۚ قَوْلُهُ الْحَقُّ ۚ وَلَهُ الْمُلْكُ يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ ۚ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ ۚ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ
( وهو الذي خلق السموات والأرض بالحق ) قيل : الباء بمعنى اللام ، أي : إظهارا للحق لأنه جعل صنعه دليلا على وحدانيته ، ( ويوم يقول كن فيكون ) قيل : هو راجع إلى خلق السموات والأرض والخلق بمعنى : القضاء والتقدير ، أي كل شيء قضاه وقدره قال له : كن ، فيكون .
وقيل : يرجع إلى القيامة ، يدل على سرعة أمر البعث والساعة ، كأنه قال : ويوم يقول للخلق : موتوا فيموتون ، وقوموا فيقومون ، ( قوله الحق ) أي : الصدق الواقع لا محالة ، يريد أن ما وعده حق كائن ، ( وله الملك يوم ينفخ في الصور ) يعني : ملك الملوك يومئذ زائل ، كقوله : " مالك يوم الدين " ، وكما قال : " والأمر يومئذ لله " ، والأمر له في كل وقت ، ولكن لا أمر في ذلك اليوم لأحد مع أمر الله ، والصور : قرن ينفخ فيه ، قال مجاهد : كهيئة البوق ، وقيل : هو بلغة أهل اليمن ، وقال أبو عبيدة : الصور هو الصور وهو جمع الصورة ، وهو قول الحسن : والأول أصح .
والدليل عليه ما أخبرنا محمد بن عبد الله [ بن أبي توبة أنا أبو طاهر المحاربي أنا محمد بن يعقوب الكسائي أنا أبو عبد الله ] بن محمود أنا إبراهيم بن عبد الله الخلال أنا عبد الله بن المبارك عن سليمان التيمي عن أسلم عن بشر بن شغاف عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : ما الصور؟ قال : " قرن ينفخ فيه " .
أخبرنا أحمد بن عبد الله الصالحي أنا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي أنا أبو عبد الله بن محمد بن عبد الله الصفار أنا أحمد بن محمد بن عيسى البرتي أنا أبو حذيفة أنا سفيان عن الأعمش عن عطية بن سعد العوفي عن أبي سعيد الخدري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " كيف أنعم وصاحب الصور قد التقمه ، وأصغى سمعه وحنى جبهته ينتظر متى يؤمر " ؟ فقالوا : يا رسول الله وما تأمرنا؟ قال : " قولوا حسبنا الله ونعم الوكيل " .
وقال أبو العلاء عن عطية : متى يؤمر بالنفخ فينفخ .
( عالم الغيب والشهادة ) يعلم ما غاب عن العباد وما يشاهدونه ، لا يغيب عن علمه شيء ، ( وهو الحكيم الخبير ) .
- ابن كثير : وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ ۖ وَيَوْمَ يَقُولُ كُن فَيَكُونُ ۚ قَوْلُهُ الْحَقُّ ۚ وَلَهُ الْمُلْكُ يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ ۚ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ ۚ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ
( وهو الذي خلق السماوات والأرض بالحق ) أي : بالعدل ، فهو خالقهما ومالكهما ، والمدبر لهما ولمن فيهما .
وقوله : ( ويوم يقول كن فيكون ) يعني : يوم القيامة ، الذي يقول الله : ( كن ) فيكون عن أمره كلمح البصر ، أو هو أقرب .
( ويوم ) منصوب إما على العطف على قوله : ( واتقوه ) وتقديره : واتقوا يوم يقول كن فيكون ، وإما على قوله : ( خلق السماوات والأرض ) أي : وخلق يوم يقول كن فيكون . فذكر بدء الخلق وإعادته ، وهذا مناسب . وإما على إضمار فعل تقديره : واذكر يوم يقول كن فيكون .
وقوله : ( قوله الحق وله الملك ) جملتان محلهما الجر ، على أنهما صفتان لرب العالمين .
وقوله : ( يوم ينفخ في الصور ) يحتمل أن يكون بدلا من قوله : ( ويوم يقول كن فيكون ) ( يوم ينفخ في الصور ) ويحتمل أن يكون ظرفا لقوله : ( وله الملك يوم ينفخ في الصور ) كقوله ( لمن الملك اليوم لله الواحد القهار ) [ غافر : 16 ] ، وكقوله ( الملك يومئذ الحق للرحمن وكان يوما على الكافرين عسيرا ) [ الفرقان : 26 ] ، وما أشبه ذلك .
واختلف المفسرون في قوله : ( يوم ينفخ في الصور ) فقال بعضهم : المراد بالصور هاهنا جمع " صورة " أي : يوم ينفخ فيها فتحيا .
قال ابن جرير : كما يقال سور - لسور البلد هو جمع سورة . والصحيح أن المراد بالصور : " القرن " الذي ينفخ فيه إسرافيل - عليه السلام - ، قال ابن جرير : والصواب عندنا ما تظاهرت به الأخبار عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : " إن إسرافيل قد التقم الصور وحنى جبهته ، ينتظر متى يؤمر فينفخ " .
وقال الإمام أحمد : حدثنا إسماعيل ، حدثنا سليمان التيمي ، عن أسلم العجلي ، عن بشر بن شغاف عن عبد الله بن عمرو قال : قال أعرابي : يا رسول الله ، ما الصور؟ قال : " قرن ينفخ فيه .
وقد روينا حديث الصور بطوله ، من طريق الحافظ أبي القاسم الطبراني ، في كتابه "
الطوالات " قال : حدثنا أحمد بن الحسن المصري الأيلي ، حدثنا أبو عاصم النبيل ، حدثنا إسماعيل بن رافع ، عن محمد بن زياد ، عن محمد بن كعب القرظي عن أبي هريرة ، - رضي الله عنه - قال : حدثنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وهو في طائفة من أصحابه ، فقال : " إن الله لما فرغ من خلق السموات والأرض ، خلق الصور فأعطاه إسرافيل فهو واضعه على فيه ، شاخصا بصره إلى العرش ، ينتظر متى يؤمر " . قلت : يا رسول الله ، وما الصور؟ قال " القرن " . قلت : كيف هو؟ قال : " عظيم ، والذي بعثني بالحق ، إن عظم دارة فيه كعرض السموات والأرض . ينفخ فيه ثلاث نفخات : النفخة الأولى نفخة الفزع ، والثانية نفخة الصعق ، والثالثة نفخة القيام لرب العالمين . يأمر الله تعالى إسرافيل بالنفخة الأولى ، فيقول . انفخ ، فينفخ نفخة الفزع ، فيفزع أهل السموات [ وأهل ] الأرض إلا من شاء الله . ويأمره فيديمها ويطيلها ولا يفتر ، وهي كقول الله : ( وما ينظر هؤلاء إلا صيحة واحدة ما لها من فواق ) ، فيسير الله الجبال فتمر مر السحاب ، فتكون سرابا " .ثم ترتج الأرض بأهلها رجة فتكون كالسفينة المرمية في البحر ، تضربها الأمواج ، تكفأ بأهلها كالقنديل المعلق بالعرش ، ترجرجه الرياح ، وهي التي يقول ( يوم ترجف الراجفة تتبعها الرادفة قلوب يومئذ واجفة ) [ النازعات : 6 - 8 ] ، فيميد الناس على ظهرها ، وتذهل المراضع ، وتضع الحوامل ، وتشيب الولدان ، وتطير الشياطين هاربة من الفزع ، حتى تأتي الأقطار ، فتأتيها الملائكة فتضرب وجوهها ، فترجع ، ويولي الناس مدبرين ما لهم من أمر الله من عاصم ، ينادي بعضهم بعضا ، وهو الذي يقول الله تعالى : ( يوم التناد ) [ غافر : 32 ] .
فبينما هم على ذلك ، إذ تصدعت الأرض من قطر إلى قطر ، فرأوا أمرا عظيما لم يروا مثله ، وأخذهم لذلك من الكرب والهول ما الله به عليم ، ثم نظروا إلى السماء ، فإذا هي كالمهل ، ثم انشقت فانتشرت نجومها ، وانخسف شمسها وقمرها . قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : "
الأموات لا يعلمون بشيء من ذلك " قال أبو هريرة : يا رسول الله ، من استثنى الله ، عز وجل ، حين يقول : ( ففزع من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله ) [ النمل : 87 ] ، قال : " أولئك الشهداء ، وإنما يصل الفزع إلى الأحياء ، وهم أحياء عند الله يرزقون ، وقاهم الله فزع ذلك اليوم ، وآمنهم منه ، وهو عذاب الله يبعثه على شرار خلقه " ، قال : وهو الذي يقول الله ، عز وجل : ( يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد ) [ الحج : 1 ، 2 ] فيكونون في ذلك العذاب ما شاء الله ، إلا أنه يطول .ثم يأمر الله إسرافيل بنفخة الصعق ، فينفخ نفخة الصعق ، فيصعق أهل السموات [ وأهل ] الأرض إلا من شاء الله ، فإذا هم قد خمدوا ، وجاء ملك الموت إلى الجبار ، عز وجل ، فيقول : يا رب ، قد مات أهل السموات والأرض إلا من شئت . فيقول الله - وهو أعلم بمن بقي - : فمن بقي؟ فيقول : يا رب ، بقيت أنت الحي الذي لا تموت ، وبقيت حملة العرش ، وبقي جبريل وميكائيل وبقيت أنا . فيقول الله ، عز وجل : ليمت جبريل وميكائيل . فينطق الله العرش فيقول : يا رب ، يموت جبريل وميكائيل !! فيقول : اسكت ، فإني كتبت الموت على كل من كان تحت عرشي ، فيموتان . ثم يأتي ملك الموت إلى الجبار [ عز وجل ] فيقول يا رب ، قد مات جبريل وميكائيل . فيقول الله [ عز وجل ] - وهو أعلم بمن بقي - : فمن تبقى؟ فيقول : بقيت أنت الحي الذي لا تموت ، وبقيت حملة عرشك ، وبقيت أنا . فيقول الله ، [ عز وجل ] ليمت حملة عرشي . فيموتوا ، ويأمر الله العرش . فيقبض الصور منإسرافيل ثم يأتي ملك الموت فيقول : يا رب ، قد مات حملة عرشك . فيقول الله - وهو أعلم بمن بقي - : : فمن بقي؟ فيقول : يا رب ، بقيت أنت الحي الذي لا تموت ، وبقيت أنا . فيقول الله [ عز وجل ] أنت خلق من خلقي ، خلقتك لما رأيت ، فمت . فيموت . فإذا لم يبق إلا الله الواحد القهار الأحد [ الصمد ] الذي لم يلد ولم يولد ، كان آخرا كما كان أولا طوى السموات والأرض طي السجل للكتب ثم دحاهما ثم يلقفهما ثلاث مرات ، ثم يقول : أنا الجبار ، أنا الجبار ، أنا الجبار ثلاثا . ثم هتف بصوته : ( لمن الملك اليوم ) ثلاث مرات ، فلا يجيبه أحد ، ثم يقول لنفسه : ( لله الواحد القهار ) [ غافر : 16 ] ، يقول الله : ( يوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات ) [ إبراهيم : 48 ] ، فيبسطهما ويسطحهما ، ثم يمدهما مد الأديم العكاظي ( لا ترى فيها عوجا ولا أمتا ) [ طه : 107 ] .
ثم يزجر الله الخلق زجرة ، فإذا هم في هذه الأرض المبدلة مثل ما كانوا فيها من الأولى ، من كان في بطنها كان في بطنها ، ومن كان على ظهرها كان على ظهرها ، ثم ينزل الله [ عز وجل ] عليهم ماء من تحت العرش ، ثم يأمر الله السماء أن تمطر ، فتمطر أربعين يوما ، حتى يكون الماء فوقهم اثني عشر ذراعا ، ثم يأمر الله الأجساد أن تنبت فتنبت كنبات الطراثيث - أو : كنبات البقل - حتى إذا تكاملت أجسادهم فكانت كما كانت ، قال الله ، عز وجل : ليحيا حملة عرشي ، فيحيون . ويأمر الله إسرافيل فيأخذ الصور ، فيضعه على فيه ، ثم يقول : ليحيا جبريل وميكائيل فيحيان ، ثم يدعو الله الأرواح فيؤتى بها تتوهج أرواح المسلمين نورا ، وأرواح الكافرين ظلمة ، فيقبضها جميعا ثم يلقيها في الصور .
ثم يأمر الله إسرافيل أن ينفخ نفخة البعث ، فينفخ نفخة البعث ، فتخرج الأرواح كأنها النحل قد ملأت ما بين السماء والأرض ، فيقول [ الله ] وعزتي وجلالي ، ليرجعن كل روح إلى جسده ، فتدخل الأرواح في الأرض إلى الأجساد ، فتدخل في الخياشيم ، ثم تمشي في الأجساد كما يمشي السم في اللديغ ، ثم تنشق الأرض عنكم وأنا أول من تنشق الأرض عنه ، فتخرجون سراعا إلى ربكم تنسلون ( مهطعين إلى الداع يقول الكافرون هذا يوم عسر ) [ القمر : 8 ] حفاة عراة [ غلفا ] غرلا فتقفون موقفا واحدا مقداره سبعون عاما ، لا ينظر إليكم ولا يقضى بينكم ، فتبكون حتى تنقطع الدموع ، ثم تدمعون دما وتعرقون حتى يلجمكم العرق ، أو يبلغ الأذقان ، وتقولون من يشفع لنا إلى ربنا فيقضي بيننا؟ فتقولون من أحق بذلك من أبيكم آدم خلقه الله بيده ، ونفخ فيه من روحه ، وكلمه قبلا؟ فيأتون آدم فيطلبون ذلك إليه فيأبى ، ويقول : ما أنا بصاحب ذلك . فيستقرءون الأنبياء نبيا نبيا ، كلما جاءوا نبيا ، أبى عليهم "
. قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " حتى يأتوني ، فأنطلق إلى الفحص فأخر ساجدا " قال أبو هريرة : يا رسول الله ، وما الفحص؟ قال : " قدام العرش حتى يبعث الله إلي ملكا فيأخذ بعضدي ، ويرفعني ، فيقول لي : يا محمد فأقول : نعم يا رب . فيقول الله ، عز وجل : ما شأنك؟ وهو أعلم ، فأقول : يا رب ، وعدتني الشفاعة فشفعني في خلقك ، فاقض بينهم . قال [ الله ] قد شفعتك ، أنا آتيكم أقضي بينكم " .قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " فأرجع فأقف مع الناس ، فبينما نحن وقوف ، إذ سمعنا حسا من السماء شديدا ، فهالنا فنزل أهل السماء الدنيا بمثلي من في الأرض من الجن والإنس ، حتى إذا دنوا من الأرض ، أشرقت الأرض بنورهم ، وأخذوا مصافهم ، وقلنا لهم : أفيكم ربنا؟ قالوا : لا وهو آت .
ثم ينزل [ من ] أهل السماء الثانية بمثلي من نزل من الملائكة ، وبمثلي من فيها من الجن والإنس ، حتى إذا دنوا من الأرض ، أشرقت الأرض بنورهم ، وأخذوا مصافهم ، وقلنا لهم : أفيكم ربنا؟ فيقولون : لا وهو آت .
ثم ينزلون على قدر ذلك من التضعيف ، حتى ينزل الجبار ، عز وجل ، في ظلل من الغمام والملائكة ، فيحمل عرشه يومئذ ثمانية - وهم اليوم أربعة - أقدامهم في تخوم الأرض السفلى والأرض والسموات إلى حجزتهم والعرش على مناكبهم ، لهم زجل في تسبيحهم ، يقولون : سبحان ذي العرش والجبروت ، سبحان ذي الملك والملكوت ، سبحان الحي الذي لا يموت ، سبحان الذي يميت الخلائق ولا يموت ، سبوح قدوس قدوس قدوس ، سبحان ربنا الأعلى ، رب الملائكة والروح ، سبحان ربنا الأعلى ، الذي يميت الخلائق ولا يموت ، فيضع الله كرسيه حيث يشاء من أرضه ، ثم يهتف بصوته يا معشر الجن والإنس ، إني قد أنصت لكم منذ خلقتكم إلى يومكم هذا ، أسمع قولكم وأبصر أعمالكم ، فأنصتوا إلي ، فإنما هي أعمالكم وصحفكم تقرأ عليكم ، فمن وجد خيرا فليحمد الله ، ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه .
ثم يأمر الله جهنم ، فيخرج منها عنق [ مظلم ] ساطع ، ثم يقول : ( ألم أعهد إليكم يا بني آدم أن لا تعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبين وأن اعبدوني هذا صراط مستقيم ولقد أضل منكم جبلا كثيرا أفلم تكونوا تعقلون هذه جهنم التي كنتم توعدون ) - أو : بها تكذبون - شك أبو عاصم - ( وامتازوا اليوم أيها المجرمون ) [ يس : 60 - 64 ] فيميز الله الناس وتجثو الأمم . يقول الله تعالى : ( وترى كل أمة جاثية كل أمة تدعى إلى كتابها اليوم تجزون ما كنتم تعملون ) [ الجاثية : 28 ] فيقضي الله ، عز وجل ، بين خلقه ، إلا الثقلين الجن والإنس ، فيقضي بين الوحش والبهائم ، حتى إنه ليقضي للجماء من ذات القرن ، فإذا فرغ من ذلك ، فلم تبق تبعة عند واحدة للأخرى قال الله [ لها ] كوني ترابا . فعند ذلك يقول الكافر : ( يا ليتني كنت ترابا ) [ النبأ : 40 ]
ثم يقضي الله [ عز وجل ] بين العباد ، فكان أول ما يقضي فيه الدماء ، ويأتي كل قتيل في سبيل الله ، عز وجل ، ويأمر الله [ عز وجل ] كل قتيل فيحمل رأسه تشخب أوداجه يقول : يا رب ، فيم قتلني هذا؟ فيقول - وهو أعلم - : فيم قتلتهم؟ فيقول : قتلتهم لتكون العزة لك . فيقول الله له : صدقت . فيجعل الله وجهه مثل نور الشمس ، ثم تمر به الملائكة إلى الجنة .
ويأتي كل من قتل على غير ذلك يحمل رأسه وتشخب أوداجه ، فيقول : يا رب ، [ فيم ] قتلني هذا؟ فيقول - وهو أعلم - : لم قتلتهم؟ فيقول : يا رب ، قتلتهم لتكون العزة لك ولي . فيقول : تعست . ثم لا تبقى نفس قتلها إلا قتل بها ، ولا مظلمة ظلمها إلا أخذ بها ، وكان في مشيئة الله إن شاء عذبه ، وإن شاء رحمه .
ثم يقضي الله تعالى بين من بقي من خلقه حتى لا تبقى مظلمة لأحد عند أحد إلا أخذها [ الله ] للمظلوم من الظالم ، حتى إنه ليكلف شائب اللبن بالماء ثم يبيعه أن يخلص اللبن من الماء .
فإذا فرغ الله من ذلك ، ناد مناد يسمع الخلائق كلهم : ألا ليلحق كل قوم بآلهتهم وما كانوا يعبدون من دون الله . فلا يبقى أحد عبد من دون الله إلا مثلت له آلهته بين يديه ، ويجعل يومئذ ملك من الملائكة على صورة عزير ، ويجعل ملك من الملائكة على صورة عيسى ابن مريم . ثم يتبع هذا اليهود وهذا النصارى ، ثم قادتهم آلهتهم إلى النار ، وهو الذي يقول [ تعالى ] ( لو كان هؤلاء آلهة ما وردوها وكل فيها خالدون ) [ الأنبياء : 99 ] .
فإذا لم يبق إلا المؤمنون فيهم المنافقون ، جاءهم الله فيما شاء من هيئته ، فقال : يا أيها الناس ، ذهب الناس فالحقوا بآلهتكم وما كنتم تعبدون . فيقولون : والله ما لنا إله إلا الله ، وما كنا نعبد غيره ، فينصرف عنهم ، وهو الله الذي يأتيهم فيمكث ما شاء الله أن يمكث ، ثم يأتيهم فيقول : يا أيها الناس ، ذهب الناس فالحقوا بآلهتكم وما كنتم تعبدون . فيقولون : والله ما لنا إله إلا الله وما كنا نعبد غيره ، فيكشف لهم عن ساقه ، ويتجلى لهم من عظمته ما يعرفون أنه ربهم ، فيخرون سجدا على وجوههم ، ويخر كل منافق على قفاه ، ويجعل الله أصلابهم كصياصي البقر . ثم يأذن الله لهم فيرفعون ، ويضرب الله الصراط بين ظهراني جهنم كحد الشفرة - أو : كحد السيف - عليه كلاليب وخطاطيف وحسك كحسك السعدان ، دون جسر دحض مزلة ، فيمرون كطرف العين ، أو كلمح البرق ، أو كمر الريح ، أو كجياد الخيل ، أو كجياد الركاب ، أو كجياد الرجال . فناج سالم ، وناج مخدوش ، ومكردس على وجهه في جهنم .
فإذا أفضى أهل الجنة إلى الجنة ، قالوا : من يشفع لنا إلى ربنا فندخل الجنة؟ فيقولون : من أحق بذلك من أبيكم آدم - عليه السلام - ، خلقه الله بيده ، ونفخ فيه من روحه ، وكلمه قبلا؟ فيأتون آدم فيطلبون ذلك إليه ، فيذكر ذنبا ويقول : ما أنا بصاحب ذلك ، ولكن عليكم بنوح فإنه أول رسل الله . فيؤتى نوح فيطلب ذلك إليه ، فيذكر ذنبا ويقول : ما أنا بصاحب ذلك ، ويقول عليكم بإبراهيم فإن الله اتخذه خليلا . فيؤتى إبراهيم فيطلب ذلك إليه ، فيذكر ذنبا ويقول : ما أنا بصاحب ذلك ، ويقول : عليكم بموسى فإن الله قربه نجيا ، وكلمه وأنزل عليه التوراة . فيؤتى موسى فيطلب ذلك إليه ، فيذكر ذنبا ويقول : لست بصاحب ذلك ، ولكن عليكم بروح الله وكلمته عيسى ابن مريم .
فيؤتى عيسى ابن مريم ، فيطلب ذلك إليه ، فيقول : ما أنا بصاحبكم ، ولكن عليكم بمحمد " . قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " فيأتوني - ولي عند ربي ثلاث شفاعات [ وعدنهن ] - فأنطلق فآتي الجنة ، فآخذ بحلقة الباب ، فأستفتح فيفتح لي ، فأحيى ويرحب بي . فإذا دخلت الجنة فنظرت إلى ربي خررت ساجدا ، فيأذن الله لي من حمده وتمجيده بشيء ما أذن به لأحد من خلقه ، ثم يقول : ارفع رأسك يا محمد واشفع تشفع ، وسل تعطه . فإذا رفعت رأسي يقول الله - وهو أعلم - : ما شأنك؟ فأقول : يا رب ، وعدتني الشفاعة ، فشفعني في أهل الجنة فيدخلون الجنة ، فيقول الله : قد شفعتك وقد أذنت لهم في دخول الجنة " .
وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : " والذي نفسي بيده ، ما أنتم في الدنيا بأعرف بأزواجكم ومساكنكم من أهل الجنة بأزواجهم ومساكنهم ، فيدخل كل رجل منهم على اثنتين وسبعين زوجة ، سبعين مما ينشئ الله ، عز وجل ، وثنتين آدميتين من ولد آدم لهما فضل على من أنشأ الله ، لعبادتهما الله في الدنيا . فيدخل على الأولى في غرفة من ياقوتة ، على سرير من ذهب مكلل باللؤلؤ ، عليها سبعون زوجا من سندس وإستبرق ، ثم إنه يضع يده بين كتفيها ، ثم ينظر إلى يده من صدرها ، ومن وراء ثيابها وجلدها ولحمها ، وإنه لينظر إلى مخ ساقها كما ينظر أحدكم إلى السلك في قصبة الياقوت ، كبدها له مرآة ، وكبده لها مرآة . فبينا هو عندها لا يملها ولا تمله ، ما يأتيها من مرة إلا وجدها عذراء ، ما يفتر ذكره ، وما تشتكي قبلها . فبينا هو كذلك إذ نودي : إنا قد عرفنا أنك لا تمل ولا تمل ، إلا أنه لا مني ولا منية إلا أن لك أزواجا غيرها . فيخرج فيأتيهن واحدة واحدة ، كلما أتى واحدة [ له ] قالت : له والله ما أرى في الجنة شيئا أحسن منك ، ولا في الجنة شيء أحب إلي منك .
وإذا وقع أهل النار في النار ، وقع فيها خلق من خلق ربك أوبقتهم أعمالهم ، فمنهم من تأخذ النار قدميه لا تجاوز ذلك ، ومنهم من تأخذه إلى أنصاف ساقيه ، ومنهم من تأخذه إلى ركبتيه ، ومنهم من تأخذه إلى حقويه ، ومنهم من تأخذ جسده كله ، إلا وجهه حرم الله صورته عليها " . قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " فأقول يا رب ، من وقع في النار من أمتي . فيقول : أخرجوا من عرفتم ، فيخرج أولئك حتى لا يبقى منهم أحد . ثم يأذن الله في الشفاعة فلا يبقى نبي ولا شهيد إلا شفع ، فيقول الله : أخرجوا من وجدتم في قلبه زنة الدينار إيمانا . فيخرج أولئك حتى لا يبقى منهم أحد ، ثم يشفع الله فيقول : أخرجوا من [ وجدتم ] في قلبه إيمانا ثلثي دينار . ثم يقول : ثلث دينار . ثم يقول : ربع دينار . ثم يقول : قيراطا . ثم يقول : حبة من خردل . فيخرج أولئك حتى لا يبقى منهم أحد ، وحتى لا يبقى في النار من عمل لله خيرا قط ، ولا يبقى أحد له شفاعة إلا شفع ، حتى إن إبليس ليتطاول مما يرى من رحمة الله رجاء أن يشفع له ، ثم يقول : بقيت وأنا أرحم الراحمين . فيدخل يده في جهنم فيخرج منها ما لا يحصيه غيره ، كأنهم حمم ، فيلقون على نهر يقال له : نهر الحيوان ، فينبتون كما تنبت الحبة في حميل السيل ما يلقى الشمس منها أخيضر ، وما يلي الظل منها أصيفر ، فينبتون كنبات الطراثيث ، حتى يكونوا أمثال الذر ، مكتوب في رقابهم : " الجهنميون عتقاء الرحمن " ، يعرفهم أهل الجنة بذلك الكتاب ، ما عملوا خيرا لله قط ، فيمكثون في الجنة ما شاء الله ، وذلك الكتاب في رقابهم ، ثم يقولون : ربنا امح عنا هذا الكتاب ، فيمحوه الله ، عز وجل ، عنهم " .
هذا حديث [ مشهور ] وهو غريب جدا ، ولبعضه شواهد في الأحاديث المتفرقة وفي بعض ألفاظه نكارة . تفرد به إسماعيل بن رافع قاص أهل المدينة ، وقد اختلف فيه ، فمنهم من وثقه ، ومنهم من ضعفه ، ونص على نكارة حديثه غير واحد من الأئمة كأحمد بن حنبل وأبي حاتم الرازي وعمرو بن علي الفلاس ، ومنهم من قال فيه : هو متروك . وقال ابن عدي : أحاديثه كلها فيها نظر إلا أنه يكتب حديثه في جملة الضعفاء .
قلت : وقد اختلف عليه في إسناد هذا الحديث على وجوه كثيرة ، قد أفردتها في جزء على حدة . وأما سياقه ، فغريب جدا ، ويقال : إنه جمعه من أحاديث كثيرة ، وجعله سياقا واحدا ، فأنكر عليه بسبب ذلك . وسمعت شيخنا الحافظ أبا الحجاج المزي يقول : إنه رأى للوليد بن مسلم مصنفا قد جمع فيه كل الشواهد لبعض مفردات هذا الحديث ، فالله أعلم .
- القرطبى : وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ ۖ وَيَوْمَ يَقُولُ كُن فَيَكُونُ ۚ قَوْلُهُ الْحَقُّ ۚ وَلَهُ الْمُلْكُ يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ ۚ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ ۚ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ
قوله تعالى وهو الذي إليه تحشرون ابتداء وخبر .
وكذا وهو الذي خلق السماوات والأرض أي فهو الذي يجب أن يعبد لا الأصنام .
ومعنى بالحق أي بكلمة الحق . يعني قوله كن .
قوله تعالى ويوم يقول كن فيكون أي واذكر يوم يقول كن . أو اتقوا يوم يقول كن . أو قدر يوم يقول كن . وقيل : هو عطف على الهاء في قوله : واتقوه قال الفراء : كن فيكون يقال : إنه للصور خاصة ; أي ويوم يقول للصور كن فيكون . وقيل : المعنى فيكون جميع ما أراد من موت الناس وحياتهم وعلى هذين التأويلين يكون قوله الحق وله الملك ابتداء وخبرا . وقيل : إن قوله تعالى : " قوله " رفع ب " يكون " أي فيكون ما يأمر به . والحق من نعته . ويكون التمام على هذا فيكون قوله الحق . وقرأ ابن عامر " فيكون " بالنصب ، وهو إشارة إلى سرعة الحساب والبعث . وقد تقدم في [ البقرة ] القول فيه مستوفى .
قوله تعالى يوم ينفخ في الصور أي وله الملك يوم ينفخ في الصور . أو وله الحق يوم ينفخ في الصور . وقيل : هو بدل من يوم يقول . والصور قرن من نور ينفخ فيه ، النفخة الأولى للفناء والثانية للإنشاء . وليس جمع صورة كما زعم بعضهم ; أي ينفخ في صور الموتى على ما نبينه . روى مسلم من حديث عبد الله بن عمرو . . . ثم ينفخ في الصور فلا يسمعه أحد إلا أصغى ليتا ورفع ليتا ، قال : وأول من يسمعه رجل يلوط حوض إبله ، قال : فيصعق ويصعق الناس ثم يرسل الله - أو قال ينزل الله - مطرا كأنه الطل فتنبت منه أجساد الناس ثم ينفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون وذكر الحديث . وكذا في التنزيل ثم نفخ فيه أخرى ولم يقل فيها ; فعلم أنه ليس جمع الصورة . والأمم مجمعة على أن الذي ينفخ في الصور إسرافيل عليه السلام . قال أبو الهيثم : من أنكر أن يكون الصور قرنا فهو كمن ينكر العرش والميزان والصراط ، وطلب لها تأويلات . قال ابن فارس : الصور الذي في الحديث كالقرن ينفخ فيه ، والصور جمع صورة . وقال الجوهري : الصور القرن . قال الراجز : لقد نطحناهم غداة الجمعين نطحا شديدا لا كنطح الصورين ومنه قوله : ويوم ينفخ في الصور . قال الكلبي : لا أدري ما هو الصور . ويقال : هو جمع صورة مثل بسرة وبسر ; أي ينفخ في صور الموتى والأرواح . وقرأ الحسن " يوم ينفخ في الصور " و " الصور " بكسر الصاد لغة في الصور جمع صورة والجمع صوار ، وصيار - بالياء - لغة فيه . وقال عمرو بن عبيد : قرأ عياض يوم ينفخ في الصور فهذا يعني به الخلق . والله أعلم . قلت : وممن قال إن المراد بالصور في هذه الآية جمع صورة أبو عبيدة . وهذا وإن كان محتملا فهو مردود بما ذكرناه من الكتاب والسنة . وأيضا لا ينفخ في الصور للبعث مرتين ; بل ينفخ فيه مرة واحدة ; فإسرافيل عليه السلام ينفخ في الصور الذي هو القرن والله عز وجل يحيي الصور . وفي التنزيل فنفخنا فيه من روحنا .
قوله تعالى عالم الغيب والشهادة وهو الحكيم الخبير برفع عالم صفة ل " الذي " ; أي وهو الذي خلق السماوات والأرض عالم الغيب . ويجوز أن يرتفع على إضمار المبتدأ . وقد روي عن بعضهم أنه قرأ " ينفخ " فيجوز أن يكون الفاعل عالم الغيب ; لأنه إذا كان النفخ فيه بأمر الله عز وجل كان منسوبا إلى الله تعالى . ويجوز أن يكون ارتفع عالم حملا على المعنى ; كما أنشد سيبويه : ليبك يزيد ضارع لخصومة وقرأ الحسن والأعمش " عالم " بالخفض على البدل من الهاء التي في له .
- الطبرى : وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ ۖ وَيَوْمَ يَقُولُ كُن فَيَكُونُ ۚ قَوْلُهُ الْحَقُّ ۚ وَلَهُ الْمُلْكُ يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ ۚ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ ۚ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ
القول في تأويل قوله : وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحَقِّ وَيَوْمَ يَقُولُ كُنْ فَيَكُونُ قَوْلُهُ الْحَقُّ وَلَهُ الْمُلْكُ يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ (73)
قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: قل، يا محمد، لهؤلاء العادلين بربهم الأنداد, الداعيك إلى عبادة الأوثان: " أمرنا لنسلم لرب العالمين، الذي خلق السماوات والأرض بالحق, لا من لا ينفع ولا يضر، ولا يسمع ولا يبصر ".
* * *
واختلف أهل التأويل في تأويل قوله: " بالحق ".
فقال بعضهم: معنى ذلك، وهو الذي خلق السماوات والأرض حقًّا وصوابًا, لا باطلا وخطأ, كما قال تعالى ذكره: وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلا [سورة ص: 27] . قالوا: وأدخلت فيه " الباء " و " الألف واللام ", كما تفعل العرب في نظائر ذلك فتقول: " فلان يقول بالحق ", بمعنى: أنه يقول الحق. قالوا: ولا شيء في" قوله بالحق " غير إصابته الصواب فيه = لا أنّ" الحق " معنى غير " القول " , وإنما هو صفةٌ للقول، إذا كان بها القول، كان القائل موصوفًا بالقول بالحق، وبقول الحق. قالوا: فكذلك خلق السماوات والأرض، حكمة من حكم الله, فالله موصوف بالحكمة في خلقهما وخلق ما سواهما من سائر خلقه = لا أنّ ذلك حقٌّ سوى خَلْقِهما خَلَقَهما به. (36)
* * *
وقال آخرون: معنى ذلك: خلق السماوات والأرض بكلامه وقوله لهما: اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا ، [سورة فصلت: 11] . قالوا: فالحق، في هذا الموضع معنيّ به: كلامه. واستشهدوا لقيلهم ذلك بقوله: " ويوم يقول كن فيكون قوله الحق "،" الحق " هو قوله وكلامه. (37) قالوا: والله خلق الأشياء بكلامه وقيله، فما خلق به الأشياء فغير الأشياء المخلوقة. (38) قالوا: فإذْ كان ذلك كذلك, وجب أن يكون كلام الله الذي خلق به الخلق غيرَ مخلوق.
* * *
وأما قوله: " ويوم يقول كن فيكون "، فإن أهل العربية اختلفوا في العامل في" يوم يقول "، وفي معنى ذلك.
فقال بعض نحويي البصرة: " اليوم " مضاف إلى " يقول كن فيكون ". (39) قال: وهو نصب، وليس له خبر ظاهر, والله أعلم, وهو على ما فسرت لك = كأنه يعني بذلك أن نصبه على: واذكر يوم يقول كن فيكون. قال: وكذلك: " يوم ينفخ في الصور "، قال: وقال بعضهم: يوم ينفخ في الصور عالم الغيب والشهادة. (40)
* * *
وقال بعضهم: " يقول كن فيكون " للصور خاصة (41) = فمعنى الكلام على تأويلهم: يوم يقول للصور كن فيكون، قوله الحق يوم ينفخ فيه عالم الغيب والشهادة = فيكون " القول " حينئذ مرفوعًا ب " الحق " و " الحق " ب " القول " ، وقوله: " يوم يقول كن فيكون "، و " يوم ينفخ في الصور "، صلة " الحق ".
* * *
وقال آخرون: بل قوله: " كن فيكون "، معنيٌّ به كل ما كان الله مُعِيده في الآخرة بعد إفنائه، ومنشئه بعد إعدامه = فالكلام على مذهب هؤلاء، متناهٍ عند قوله: " كن فيكون "، وقوله: " قوله الحق "، خبر مبتدأ = وتأويله: وهو الذي خلق السماوات والأرض بالحق, ويوم يقول للأشياء كن فيكون خلقهما بالحق بعد فنائهما. ثم ابتدأ الخبر عن قوله ووعده خلقَه أنه معيدهما بعد فنائهما عن أنه حق فقال: قوله هذا، الحقّ الذي لا شك فيه. وأخبر أن له الملك يوم ينفخ في الصور = ف يوم ينفخ في الصور "، يكون على هذا التأويل من صلة " الملك ".
وقد يجوز على هذا التأويل أن يكون قوله: "
يوم ينفخ في الصور " من صلة " الحق ".* * *
وقال آخرون: بل معنى الكلام: ويوم يقول لما فني: "
كن "، فيكون قوله الحق, فجعل " القول " مرفوعًا بقوله " ويوم يقول كن فيكون "، وجعل قوله: " كن فيكون "، للقول محلا وقوله: " يوم ينفخ في الصور "، من صلة " الحق " = كأنه وجه تأويل ذلك إلى: ويومئذ قوله الحق يوم ينفخ في الصور. وإن جعل على هذا التأويل " يوم ينفخ في الصور " بيانًا عن اليوم الأول, كان وجهًا صحيحًا. ولو جعل قوله: " قوله الحق "، مرفوعًا بقوله: " يوم ينفخ في الصور "، وقوله: " يوم ينفخ في الصور "، محلا وقوله: " ويوم يقول كن فيكون " من صلته، كان جائزًا.* * *
قال أبو جعفر: والصواب من القول في ذلك عندي أن يقال: إن الله تعالى ذكره أخبرَ أنه المنفرد بخلق السماوات والأرض دون كل ما سواه, معرِّفًا من أشرك به من خلقه جهلَه في عبادة الأوثان والأصنام، وخطأ ما هم عليه مقيمون من عبادة ما لا يضر ولا ينفع، ولا يقدر على اجتلاب نفع إلى نفسه، ولا دفع ضر عنها = ومحتجًّا عليهم في إنكارهم البعثَ بعد الممات والثوابَ والعقاب، بقدرته على ابتداع ذلك ابتداءً, وأن الذي ابتدع ذلك غير متعذر عليه إفناؤه ثم إعادته بعد إفنائه, فقال: "
وهو الذي خلق "، أيها العادلون بربهم من لا ينفع ولا يضر ولا يقدر على شيء =" السماوات والأرض بالحق ", حجة على خلقه, ليعرفوا بها صانعها، وليستدلُّوا بها على عظيم قدرته وسلطانه, فيخلصوا له العبادة =" ويوم يقول كن فيكون "، يقول: ويوم يقول حين تبدل الأرض غير الأرض والسماوات كذلك: " كن فيكون ", كما شاء تعالى ذكره, فتكون الأرض غير الأرض = ويكون [الكلام] عند قوله: " كن فيكون " متناهيًا. (42)وإذا كان كذلك معناه، وجب أن يكون في الكلام محذوفٌ يدلّ عليه الظاهر, ويكون معنى الكلام: ويوم يقول كذلك: "
كن فيكون " تبدل [السماوات والأرض] غير السماوات والأرض. (43) ويدلّ على ذلك قوله: " وهو الذي خلق السماوات والأرض بالحق "، ثم ابتدأ الخبر عن القول فقال: " قوله الحق "، بمعنى وعدُه هذا الذي وَعدَ تعالى ذكره، من تبديله السماوات والأرض غير الأرض والسماوات, الحقُّ الذي لا شك فيه =" وله الملك يوم ينفخ في الصور "، فيكون قوله: " يوم ينفخ في الصور "، من صلة " الملك " = ويكون معنى الكلام: ولله الملك يومئذ، لأن النفخة الثانية في الصور حال تبديل الله السماوات والأرض غيرهما.وجائز أن يكون "
القول " أعنى: " قوله الحق "، = مرفوعًا بقوله: " ويوم يقول كن فيكون ", ويكون قوله: " كن فيكون " محلا للقول مرافعًا، فيكون تأويل الكلام: وهو الذي خلق السماوات والأرض بالحق, ويوم يبدلها غير السماوات والأرض، فيقول لذلك: " كن فيكون "،" قوله الحق ".* * *
وأما قوله: "
وله الملك يوم ينفخ في الصور "، فإنه خُصّ بالخبر عن ملكه يومئذ, وإن كان الملك له خالصًا في كل وقت في الدنيا والآخرة، لأنه عنى تعالى ذكره أنه لا منازع له فيه يومئذ ولا مدّعي له, وأنه المنفرد به دون كل من كان ينازعه فيه في الدنيا من الجبابرة، فأذعن جميعهم يومئذ له به, وعلموا أنهم كانوا من دعواهم في الدنيا في باطل.* * *
واختلف في معنى "
الصور " في هذا الموضع.فقال بعضهم: هو قرن ينفخ فيه نفختان: إحداهما لفناء من كان حيًّا على الأرض, والثانية لنشر كل مَيْتٍ. واعتلوا لقولهم ذلك بقوله: وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ إِلا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ [سورة الزمر : 68] ، وبالخبر الذي روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال إذ سئل عن الصور: هو قرن يُنفخ فيه. (44)
* * *
وقال آخرون: "
الصور " في هذا الموضع جمع " صورة "، ينفخ فيها روحها فتحيا, كقولهم: (45) " سور " لسور المدينة, وهو جمع " سورة ", كما قال جرير:سُورُ الْمَدِينَةِ وَالْجِبَالُ الْخُشَّعَ (46)
* * *
والعرب تقول: "
نفخ في الصور " و " نفخ الصور "، ومن قولهم: " نفخ الصور " (47)قول الشاعر: (48)
لَـوْلا ابْـنُ جَـعْدَةَ لَـمْ تُفْتَحْ قُهُنْدُزُكُمْ
وَلا خُرَاسَـانَ حَـتَّى يُنْفَـخَ الصُّـورُ (49)
قال أبو جعفر: والصواب من القول في ذلك عندنا، ما تظاهرت به الأخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم, أنه قال: "
إن إسرافيلَ قد التقم الصور وحنى جبهته، ينتظر متى يؤمر فينفخ "، (50) وأنه قال: " الصور قرن ينفخ فيه ". (51)* * *
وذكر عن ابن عباس أنه كان يقول في قوله: "
يوم ينفخ في الصور عالم الغيب والشهادة "، يعني: أن عالم الغيب والشهادة، هو الذي ينفخ في الصور.13432 - حدثني به المثنى قال، حدثنا عبدالله بن صالح قال، حدثنا معاوية, عن علي بن أبي طلحة, عن ابن عباس في قوله: "
عالم الغيب والشهادة "، يعني: أنّ عالم الغيب والشهادة هو الذي ينفخ في الصور .* * *
= فكأن ابن عباس تأوّل في ذلك أن قوله: "
عالم الغيب والشهادة "، اسم الفاعل الذي لم يسمَّ في قوله: " يوم ينفخ في الصور "، وأن معنى الكلام: يوم ينفخ الله في الصور، عالم الغيب والشهادة. كما تقول العرب: " أُكلَ طعامك، عبدُ الله ", فتظهر اسم الآكل بعد أن قد جرى الخبر بما لم يسم آكله. وذلك وإن كان وجهًا غير مدفوع, فإن أحسن من ذلك أن يكون قوله: " عالم الغيب والشهادة "، مرفوعًا على أنه نعت ل " الذي"، في قوله: " وهو الذي خلق السماوات والأرض بالحق " .* * *
وروي عنه أيضًا أنه كان يقول: "
الصور " في هذا الموضع، النفخة الأولى.13433 - حدثني محمد بن سعد قال، حدثني أبي قال، حدثني عمي قال، حدثني أبي, عن أبيه, عن ابن عباس قوله: "
يوم ينفخ في الصور عالم الغيب والشهادة "، يعني بالصور: النفخة الأولى, ألم تسمع أنه يقول: وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ إِلا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى يعني الثانية فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ [سورة الزمر: 68].* * *
ويعني بقوله: "
عالم الغيب والشهادة " ، عالم ما تعاينون: أيها الناس, فتشاهدونه, (52) وما يغيب عن حواسكم وأبصاركم فلا تحسونه ولا تبصرونه (53) =" وهو الحكيم "، في تدبيره وتصريفه خلقه من حال الوجود إلى العدم, ثم من حال العدم والفناء إلى الوجود, ثم في مجازاتهم بما يجازيهم به من ثواب أو عقاب (54) =" الخبير "، بكل ما يعملونه ويكسبونه من حسن وسيئ, حافظ ذلك عليهم ليحازيهم على كل ذلك. (55) يقول تعالى ذكره: فاحذروا، أيها العادلون بربكم، عقابَه, فإنه عليم بكل ما تأتون وتذرون, وهو لكم من وراء الجزاء على ما تعملون.* * *
---------------
الهوامش :
(36) في المطبوعة: "
سوى خلقهما به" ، أساء وحذف وبدل وأفسد الكلام ، ثم ضبط"سوى" فعلا بتشديد الواو ، وجعل"خلقهما به" مصدرًا منصوبًا بالفعل. وهو فساد وخطل.والصواب ما في المخطوطة: "
سوى" (بكسر السين) بمعنى"غير" و"خلقهما" الأولى مصدر مضاف مجرور ، و"خلقهما به" فعل ماض. وهذا حق المعنى وصوابه. وهذا من عبث الناشرين والمصححين ، يستعيذ المرء من مثله ، فإنه ناقض للأمانة أولا ، ولمعاني العقل والفقه بعد ذلك.(37) هذه العبارة فيها في المخطوطة سقط وتكرار ، والذي في المطبوعة أشبه بالصواب.
(38) كانت هذه العبارة في المطبوعة: "
كما خلق به الأشياء غير المخلوقة" ، وهو كلام ساقط جدًا ، فاسد المعنى بل هو غاية في فساد المعنى. والذي في المخطوطة: "مما خلق به الأشياء بغير الأشياء المخلوقة" ، وهي محرفة ، صواب قراءتها ما أثبت ، يدل على ذلك الجملة الآتية. ويعني أن الذي خلق به الأشياء - هو غير الأشياء المخلوقة ، وإذا كان غيرها ، فهو غير مخلوق.(39) في المخطوطة: "
مضاف إلى كن فيكون" ، والصواب ما في المطبوعة.(40) هذه الجملة الأخيرة لم أعرف لها هنا موقعًا ، ولكني تركتها على حالها. وهي منقطعة عما بعدها بلا شك ، فإن الذي يليها هو مقالة الفراء من الكوفيين. وأخشى أن يكون سقط من الكلام شيء.
(41) هذه مقالة الفراء في معاني القرآن 1: 340.
(42) في المطبوعة: "
فتكون الأرض غير الأرض عند قوله: كن فيكون ، متناهيًا" ، وهي كلام سقيم ، أسقط من المخطوطة: "ويكون" ، هي ثابتة فيها ، ولكن أسقط الناسخ ما وضعته بين القوسين ، وبذلك استقامت العبارة. وهذا بين من السياق.(43) ما بين القوسين زيادة لا بد منها ، وفي المخطوطة: "
تبدله" مكان"تبدل" والصواب ما في المطبوعة. والناسخ في هذا الموضع قد أسقط الكلام وأفسده.(44) رواه أحمد في مسند عبد الله بن عمرو رقم: 6507 ، وانظر تعليق أخي السيد أحمد عليه.
ورواه أبو داود في سننه 4: 326 ، رقم: 326 من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص ، والترمذي في باب"
ما جاء في الصور" ، وقال: "هذا حديث حسن صحيح". ورواه الحاكم في المستدرك 4: 560 ، وقال: "حديث صحيح الإسناد ، ولم يخرجاه" ، ووافقه الذهبي. و"القرن" ، البوق يتخذ من القرون ، ينفخ فيه.(45) في المطبوعة والمخطوطة: "
لقولهم" ، والصواب بالكاف كما أثبته.(46) مضى تخريجه وتمامه فيما سلف 2: 17 ، 242.
(47) انظر تفسير"
نفخ" فيما سلف 6: 426 ، 427.(48) لم أعرف قائله.
(49) معاني القرآن للفراء 1: 340 ، نسب قريش: 345 ، المعرب للجواليقي: 267 اللسان (صور). و"
ابن جعدة" ، هو: "عبد الله بن جعدة بن هبيرة المخزومي" ، وكان أبوه"جعدة بن هبيرة" على خراسان ، ولاه علي بن أبي طالب. و"القهندز" (بضم القاف والهاء وسكون النون ، وضم الدال). من لغة أهل خراسان ، يعنون بها: الحصن أو القلعة.(50) رواه الترمذي في باب"
ما جاء في الصور" ، وفي أول تفسير سورة الزمر وذكره ابن كثير في تفسيره 3: 337 ، ثم قال: "رواه مسلم في صحيحه" ، ولم أستطع أن أعرف مكانه في صحيح مسلم.(51) انظر التعليق السالف ص: 462 ، تعليق: 1
(52) انظر تفسير"
الشهادة" فيما سلف من فهارس اللغة (شهد).(53) انظر تفسير"
الغيب" فيما سلف ص: 402 ، تعليق: 2 ، والمراجع هناك.(54) انظر تفسير"
الحكيم" فيما سلف من فهارس اللغة (حكم).(55) انظر تفسير"
الخبير" فيما سلف من فهارس اللغة (خبر). - ابن عاشور : وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ ۖ وَيَوْمَ يَقُولُ كُن فَيَكُونُ ۚ قَوْلُهُ الْحَقُّ ۚ وَلَهُ الْمُلْكُ يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ ۚ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ ۚ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ
وجملة : { وهو الذي خلق السماوات } عطف على { وهو الذي إليه تحشرون } ، والقصر حقيقي إذ ليس ثم ردّ اعتقاد لأنّ المشركين يعترفون بأنّ الله هو الخالق للأشياء التي في السماء والأرض كما قدّمناه في أول السورة . فالمقصود الاستدلال بالقصر على أنَّه هو المستحقّ للعبادة لأنّ الخلائق عبيده كقوله تعالى : { أفمن يخلق كمن لا يخلق أفلا تذكّرون } [ النحل : 17 ].
والباء من قوله : { بالحقّ } للملابسة ، والمجرور متعلّق ب { خلَق } أو في موضع الحال من الضمير .
والحقّ في الأصل مصدر ( حقّ ) إذا ثبت ، ثم صار اسماً للأمر الثاتب الذي لا يُنكر من إطلاق المصدر وإرادة اسم الفاعل مثل فلان عَدْل . والحقّ ضدّ الباطل . فالباطل اسم لضدّ ما يسمَّى به الحقّ فيطلق الحقّ إطلاقاً شائعاً على الفعل أو القول الذي هو عَدل وإعطاء المستحقّ ما يستحقّه ، وهو حينئذٍ مرادف العدل ويقابله الباطل فيرادفُ الجَور والظلم ، ويطلق الحق على الفعل أو القول السديد الصالح البالغ حدّ الإتقان والصواب ، ويرادف الحكمة والحقيقة ، ويقابله الباطل فيرادف العبث واللعبَ . والحقّ في هذه الآية بالمعنى الثاني ، كما في قوله تعالى : { ما خلقناهما إلاّ بالحقّ } [ الدخان : 39 ] بعد قوله : { وما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما لاعبين } [ الدخان : 38 ] وكقوله : { ويتفكرون في خلق السماوات والأرض ربّنا ما خلقت هذا باطلاً } [ آل عمران : 191 ]. فالله تعالى أخرج السماوات والأرض وما فيهنّ من العَدم إلى الوجود لِحكم عظيمة وأودع في جميع المخلوقات قُوى وخصائص تصدر بسببها الآثار المخلوقة هي لها ورتَّبها على نُظم عجيبة تحفظ أنواعها وتُبرز ما خُلقت لأجله ، وأعظمها خَلق الإنسان وخَلْق العقل فيه والعلم ، وفي هذا تمهيد لإثبات الجزاء إذ لو أهملت أعمال المكلّفين لكان ذلك نقصاناً من الحقّ الذي خُلقت السماوات والأرض ملابِسة له ، فعُقّب بقوله : { ويوم يقول كن فيكون قوله الحقّ }.
وجملة : { ويوم يقول كن فيكون قوله الحقّ } معطوفة على التي قبلها لمناسبة ملابسة الحقّ لأفعاله تعالى فبُينت ملابسة الحقّ لأمره تعالى الدّال عليه { يقول }.والمراد ب { يومَ يقول كن } يوم البعث ، لقوله بعده : { يوم يُنفخ في الصور }.
وقد أشكل نظم قوله : { ويوم يقول كن فيكون قوله الحقّ } ، وذهب فيه المفسّرون طرائق . والوجه أنّ قوله { ويوم يقول كن فيكون } ظرف وقع خبره مقدّماً للاهتمام به ، والمبتدأ هو { قوله } ويكون { الحق } صفة للمتبدأ . وأصل التركيب : وقوله الحقّ يومَ يقول : كن فيكون . ونكتة الاهتمام بتقديم الظرف الردّ على المشركين المنكرين وقوع هذا التكوين بعد العدم .
ووصف القول بأنَّه الحقّ للردّ على المشركين أيضاً . وهذا القول هو عين المقول لِفعل { يقول كن } ، وحُذف المقول له { كن } لظهوره من المقام ، أي يقول لغير الموجود الكائن : كُن . وقوله : { فيكون } اعتراض ، أي يقول لمّا أراد تكوينه ( كن ) فيوجد المقولُ له { كُن } عقِب أمر التكوين .
والمعنى أنَّه أنشأ خلق السماوات والأرض بالحقّ ، وأنّه يعيد الخلق الذي بدأه بقول حقّ ، فلا يخلو شيء من تكوينه الأول ولا من تكوينه الثاني عن الحقّ . ويتضمَّن أنّه قول مستقبل ، وهو الخلق الثاني المقابل للخلق الأول ، ولذلك أتي بكلمة { يوم } للإشارة إلى أنَّه تكوين خاصّ مقدّر له يوم معيّن .
وفي قوله : { قولُه الحقّ } صيغة قصر للمبالغة ، أي هو الحقّ الكامل لأنّ أقوال غيره وإن كان فيها كثير من الحقّ فهي معرّضة للخطأ وما كان فيها غيرَ معرض للخطأ فهو من وحي الله أو من نعمته بالعقل والإصابة ، فذلك اعتداد بأنَّه راجع إلى فضل الله . ونظير هذا قول النبي صلى الله عليه وسلم في دعائه : « قولك الحقّ ووعدك الحقّ » . والمراد بالقول كلّ ما يدلّ على مراد الله تعالى وقضائه في يوم الحشر ، وهو يوم يقول كن ، من أمرِ تكوين ، أو أمر ثواب ، أو عقاب ، أو خبر بما اكتسبه الناس من صالح الأعمال وأضدادها ، فكلّ ذلك من قول الله في ذلك اليوم وهو حقّ . وخصّ من بين الأقوال أمرُ التكوين لما اقتضاه التقديم من تخصيصه بالذكر كما علمت .
وللمفسّرين في إعراب هذه الآية وإقامة المعنى من ذلك مسالك أخرى غير جارية على السبل الواضحة .
وقوله { وله الملك يوم ينفخ في الصور } جملة مستقلّة وانتظامها كانتظام جملة { ويوم يقول كن فيكون قوله الحقّ } إلاّ أنّ في تقديم المسند إليه على المسند قصر المسند إليه على المسند ، أي المُلك مقصور على الكَون له لا لغيْره لردّ ما عسى أن يطمع فيه المشركون من مشاركة أصنامهم يومئذٍ في التصرفّ والقضاء . والمقصود من هذا الظرف تهويل ذلك اليوم .
والنفخ في الصور مَثَل ضُرب للأمر التكويني بحياة الأموات الذي يعُمّ سائر الأموات ، فيحيون به ويحضرون للحشر كما يحضر الجيش بنفخ الأبواق ودَقّ الطبول .
والصّور : البُوق . وورد في الحديث : « أن المَلَك الموكَّل بنفخ الصور هو إسرافيل ، ولا يَعلم كنه هذا النفخ إلاّ الله تعالى » ويومُ النَّفخ في الصّور هو يومَ يقُول : كن فيكون ، ولكنَّه عبَّر عنه هنا ب { يوم ينفخ في الصور } لإفادة هذا الحال العجيب ، ولأنّ اليوم لمّا جعل ظرفاً للقول عُرّفَ بالإضافة إلى جملة { يقول كن فيكون }.ولمَّا جعل اليوم ظرفاً للمُلك ناسب أن يعرّف اليوم بما هو من شعار المُلك والجند .
وقد انتصب { يوم ينفخ } على الظرفية ، والعامل فيه للاستقرار الذي في قوله { وله الملك }.ويجوز أن يجعل بدلاً من { يومَ يقول كُن فيكون }.ويجعل { وله الملك } عطفاً على { قوله الحقّ } على أنّ الجميع جملة واحدة .
وعن ابن عبّاس : الصور هنا جمع صُورة ، أي ينفخ في صُوَر الموجودات .
ولما انتهى المقصود من الإخبار عن شؤون من شأن الله تعالى أتبع بصفات تشير إلى المحاسبة على كلّ جليل ودقيق ظاهر وباطن بقوله : { عالم الغيب والشهادة }.
وجاء أسلوب الكلام على طريقة حذف المخبَر عنه في مقام تَقَدُّم صفاته . فحذْف المسند إليه في مثله تبع لطريقة الاستعمال في تعقيب الأخبار بخبر أعظم منها يجعل فيه المخبر عنه مسنداً إليه ويلتزم حذفه . وقد تقدّم بيانه عند قوله تعالى : { مقامُ إبراهيم } في سورة [ آل عمران : 97 ] ، فلذلك قال هنا عالم الغيب } فحذف المسند إليه ثم لم يحذف المسند إليه في قوله : { وهو الحَكِيم الخبير }.
والغيب : ما هو غائب . وقد تقدّم بيانه عند قوله تعالى : { الذين يؤمنون بالغيب } في سورة [ البقرة : 3 ] ، وعند قوله { وعنده مفاتح الغيب } في هذه السورة [ 59 ].
والشهادة : ضدّ الغيب ، وهي الأمور التي يشاهدها الناس ويتوصّلون إلى علمها يقال : شَهِد ، بمعنى حضر ، وضدّه غَاب ، ولا تخرج الموجودات عن الاتّصاف بهذين الوصفين ، فكأنَّه قيل : العالم بأحوال جميع الموجودات . والتعريف في الغيب والشهادة } للاستغراق ، أي عالم كلّ غيب وكلّ شهادة .
وقوله : { وهو الحكيم الخبير } عطف على قوله : { عالم الغيب }.وصفة { الحكيم } تجمع إتقان الصنع فتدلّ على عظم القدرة مع تعلّق العلم بالمصنوعات . وصفة { الخبير } تجمع العلم بالمعلومات ظاهرها وخفيّها . فكانت الصفتان كالفذلكة لقوله : { وهو الذي خلق السماوات والأرض بالحقّ } ولقوله { عالم الغيب والشهادة }.
- إعراب القرآن : وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ ۖ وَيَوْمَ يَقُولُ كُن فَيَكُونُ ۚ قَوْلُهُ الْحَقُّ ۚ وَلَهُ الْمُلْكُ يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ ۚ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ ۚ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ
«وَهُوَ الَّذِي» مبتدأ وخبر والجملة مستأنفة ، وجملة «خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ» صلة الموصول «بِالْحَقِّ» متعلقان بمحذوف حال خلق السموات مقدرا بالحق «وَيَوْمَ» ظرف زمان متعلق بالفعل المحذوف «اذكر» والجملة الفعلية مستأنفة ، وجملة «يَقُولُ» في محل جر بالإضافة. «كُنْ» فعل أمر تام وفاعله ضمير مستتر تقديره أنت يرجع إلى كل ما خلق اللّه. «فَيَكُونُ» فعل مضارع تام معطوف على الفعل كن قبله ، والجملتان مقول القول. «قَوْلُهُ الْحَقُّ» مبتدأ وخبر والجملة مستأنفة «وَلَهُ» جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ «الْمُلْكُ». والجملة معطوفة «يَوْمَ» ظرف زمان بدل من يوم يقول قبله منصوب بالفتحة مثله «يُنْفَخُ» مضارع مبني للمجهول والجار والمجرور «فِي الصُّورِ» نائب فاعل والجملة في محل جر بالإضافة. «عالِمُ» خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو عالم «الْغَيْبِ» مضاف إليه «وَالشَّهادَةِ» عطف والجملة مستأنفة. «وَهُوَ الْحَكِيمُ» مبتدأ وخبر والجملة معطوفة «الْخَبِيرُ» خبر ثان مرفوع.
- English - Sahih International : And it is He who created the heavens and earth in truth And the day He says "Be" and it is His word is the truth And His is the dominion [on] the Day the Horn is blown [He is] Knower of the unseen and the witnessed; and He is the Wise the Acquainted
- English - Tafheem -Maududi : وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ ۖ وَيَوْمَ يَقُولُ كُن فَيَكُونُ ۚ قَوْلُهُ الْحَقُّ ۚ وَلَهُ الْمُلْكُ يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ ۚ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ ۚ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ(6:73) And He it is Who has created the heavens and the earth in truth; *46 and the very day He will say: "Be!" (resurrection) there will be. His word is the Truth and His will be the dominion *47 on the day when the-Trumpet is blown. *48 He knows all that lies beyond the reach of human perception as well as all that is visible to man; *49 He is the All-Wise, the All-Aware.'
- Français - Hamidullah : Et c'est Lui qui a créé les cieux et la terre en toute vérité Et le jour où Il dit Sois Cela est Sa parole est la vérité A Lui [seul] la royauté le jour où l'on soufflera dans la Trompe C'est Lui le Connaisseur de ce qui est voilé et de ce qui est manifeste Et c'est Lui le Sage et le Parfaitement Connaisseur
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Und Er ist es Der die Himmel und die Erde in Wahrheit erschaffen hat Und an dem Tag da Er sagt "Sei" da wird es sein Sein Wort ist die Wahrheit Und Er hat die Herrschaft an dem Tag da ins Horn geblasen wird Er ist der Kenner des Verborgenen und des Offenbaren und Er ist der Allweise und Allkundige
- Spanish - Cortes : Es Él Quien ha creado con un fin los cielos y la tierra El día que dice ¡Sé es Su palabra es la Verdad Suyo será el dominio el día que se toque la trompeta El Conocedor de lo oculto y de lo patente Él es el Sabio el Bien Informado
- Português - El Hayek : Foi Ele Quem em verdade criou os céus e a terra; e o dia em que disser Seja será Sua palavra é a única verídica; d'Ele será o Reino no dia em que a trombeta soar Ele é Conhecedor do cognoscível e do incognoscível e Ele é oOnisciente o Prudentíssimo
- Россию - Кулиев : Он - Тот Кто сотворил небеса и землю ради истины В тот день Он скажет Будь - и это сбудется Его Слово есть истина Ему одному будет принадлежать власть в тот день когда подуют в Рог Он знает сокровенное и явное и Он - Мудрый Ведающий
- Кулиев -ас-Саади : وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ ۖ وَيَوْمَ يَقُولُ كُن فَيَكُونُ ۚ قَوْلُهُ الْحَقُّ ۚ وَلَهُ الْمُلْكُ يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ ۚ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ ۚ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ
Он - Тот, Кто сотворил небеса и землю ради истины. В тот день Он скажет: «Будь!» - и это сбудется. Его Слово есть истина. Ему одному будет принадлежать власть в тот день, когда подуют в Рог. Он знает сокровенное и явное, и Он - Мудрый, Ведающий.Аллах сотворил небеса и землю ради истины, дабы ниспослать Своим рабам повеления и запреты, вознаградить одних и наказать других. Его слово - истина, в которой нельзя усомниться и которую невозможно понять двусмысленно. Он ничего не говорит понапрасну и ради забавы. Ему одному будет принадлежать власть в День воскресения. Безусловно, Аллах владеет всем сущим во все времена, однако Он особо отметил День воскресения, потому что в этот день все творения лишатся былой власти, и Всемогущий Аллах останется Единственным Властелином Вселенной. Он ведает обо всем сокровенном и явном и обладает совершенной мудростью, безграничной милостью, великой добродетелью и всеобъемлющим знанием обо всех тайнах и секретах. Он является Единственным Богом и Господом.
- Turkish - Diyanet Isleri : Gökleri ve yeri gerçekle yaratan O'dur ki "Ol" dediği gün an hemen olur; sözü gerçektir Sura üfleneceği gün hükümranlık O'nundur Görülmeyeni de görüleni de bilir O Hakim'dir haberdardır
- Italiano - Piccardo : Egli è Colui Che ha creato i cieli e la terra secondo verità Nel giorno in cui dice “Sii” è l'essere La Sua parola è verità A Lui [solo] apparterrà la sovranità nel Giorno in cui sarà soffiato nella Tromba Egli è il Conoscitore del palese e dell'invisibile Egli è il Saggio il Ben Informato [“nel Giorno in cui sarà soffiato nella Tromba” il Giorno della Resurrezione in cui la Tromba o il Corno suonerà per scandire le fasi di quelle ore di angoscia che precederanno il Giudizio divino vedi XXXIX 6869]
- كوردى - برهان محمد أمين : ههر ئهو زاته ئاسمانهکان و زهوی لهسهر بنچینهو بناغهی حهق و ڕاستی دروست کردووه ههر ڕۆژێک ههر کاتێک فهرمان به نهمان و لهناوچوونی بدات بێ دواکهوتن پێش دێت فهرمان و گوفتاری ئهوزاته ههمیشه ڕاست و بهجێیه و ئهنجامدراوه لهو ڕۆژهی فوو دهکرێت به صوردا دهسهڵات تهنها بۆ خوایه ههر ئهو زانای نهێنی و ئاشکرایه ههر ئهویش خوایهکی دانا و ئاگایه به ههموو بهدیهێنراوهکانی
- اردو - جالندربرى : اور وہی تو ہے جس نے اسمانوں اور زمین کو تدبیر سے پیدا کیا ہے۔ اور جس دن وہ فرمائے گا کہ ہو جا تو حشر برپا ہوجائے گا ۔ اس کا ارشاد برحق ہے۔ اور جس دن صور پھونکا جائے گا اس دن اسی کی بادشاہت ہوگی۔ وہی پوشیدہ اور ظاہر سب کا جاننے والا ہے اور وہی دانا اور خبردار ہے
- Bosanski - Korkut : i On je Taj koji je nebesa i Zemlju mudro stvorio čim On za nešto rekne 'Budi' – ono biva; riječ Njegova je Istina; samo će On imati vlast na Dan kad se u rog puhne; On zna nevidljivi i vidljivi svijet i On je Mudri i Sveznajući"
- Swedish - Bernström : Det är Han som har skapat himlarna och jorden i enlighet med en plan och ett syfte och när Han säger [till något] "Var" är det Hans ord är sanning Den dag då det skall stötas i basunen skall [det stå klart för alla att] herraväldet är Hans Han känner allt det som är dolt för människor och det som de kan bevittna Han är den Vise Den som är underrättad om allt
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Dan Dialah yang menciptakan langit dan bumi dengan benar Dan benarlah perkataanNya di waktu Dia mengatakan "Jadilah lalu terjadilah" dan di tanganNyalah segala kekuasaan di waktu sangkakala ditiup Dia mengetahui yang ghaib dan yang nampak Dan Dialah Yang Maha Bijaksana lagi Maha Mengetahui
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ ۖ وَيَوْمَ يَقُولُ كُن فَيَكُونُ ۚ قَوْلُهُ الْحَقُّ ۚ وَلَهُ الْمُلْكُ يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ ۚ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ ۚ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ
(Dan Dialah yang menciptakan langit dan bumi dengan benar.) dengan secara hak (Dan) ingatlah (di waktu Dia mengatakan) kepada sesuatu ("Jadilah," lalu terjadilah) pada hari kiamat Allah mengatakan kepada makhluk semua, "Bangkitlah kamu," lalu bangkitlah mereka (yakni perkataan-Nya yang benar) benar terjadi dan sudah pasti (dan di tangan-Nyalah segala kekuasaan di waktu sangkakala ditiup) pada masa malaikat Israfil meniup sangkakalanya yang kedua pada waktu itu tidak ada kekuasaan selain dari kekuasaan-Nya. Pada waktu itu kekuasaan hanya milik-Nya. (Dia mengetahui yang gaib dan yang tampak) apa-apa yang gaib dan apa-apa yang nyata. (Dan Dialah Yang Maha Bijaksana) dalam mengatur makhluk-Nya (lagi Maha Waspada) terhadap rahasia segala sesuatu sama halnya dengan lahiriahnya.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : তিনিই সঠিকভাবে নভোমন্ডল সৃষ্টি করেছেন। যেদিন তিনি বলবেনঃ হয়ে যা অতঃপর হয়ে যাবে। তাঁর কথা সত্য। যেদিন শিঙ্গায় ফুৎকার করা হবে সেদিন তাঁরই আধিপত্য হবে। তিনি অদৃশ্য বিষয়ে এবং প্রত্যক্ষ বিষয়ে জ্ঞাত। তিনিই প্রজ্ঞাময় সর্বজ্ঞ।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : அவன் தான் வானங்களையும் பூமியையும் உண்மையாகவே படைத்தான்; அவன் "ஆகுக" என்று சொல்லும் நாளில் அது உடனே ஆகிவிடும் அவனுடைய வாக்கு உண்மையானது எக்காளம் ஸூர் ஊதப்படும் நாளில் ஆட்சி அதிகாரம் அவனுடையதாகவே இருக்கும்; அவன் மறைவானவற்றையும் பகிரங்கமானவற்றையும் அறிந்தவனாக இருக்கிறான்; அவனே பூரண ஞானமுடையோன்; யாவற்றையும் நன்கறிந்தோன்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : และพระองค์คือ ผู้ที่ทรงสร้างบรรดาชั้นฟ้า และแผ่นดินด้วยความจริง และวันที่ พระองค์ตรัสว่า เจ้าจงเป็นขึ้น แล้วมันก็จะเป็นขึ้น พระดำรัสของพระองค์คือความจริง และอำนาจทั้งหลายนั้นเป็นของพระองค์ ในวันที่จะถูกเป่าเข้าไปในแตร พระผู้ทรงรอบรู้ในสิ่งเร้นลับ และในสิ่งเปิดเผย และพระองค์คือผู้ทรงปรีชาญาณ ผู้ทรงรอบรู้อย่างละเอียดถี่ถ้วน
- Uzbek - Мухаммад Содик : У осмонлару ерни ҳақ ила яратган зотдир Бўл деган куни бўладир Унинг гапи ҳақдир Дуд чалинадиган куни мулк Уникидир У ғайбни ҳам шоҳидни ҳам билувчи зотдир Ва У ҳакийм ва хабардор Зотдир Аллоҳ таоло бутун борлиқни жумладан осмонлару ерни ҳақ ила яратган Зот Бу масала–ҳақ Бошқа гапсўз ёки тахминлар ҳаммаси бекор Ушбуларни яратган Зот учун қиёматни қоим қилиб ҳамма одамларни ўз ҳузурида жамлаб ҳисобкитоб қилиши ва мукофот ёки жазо бериши жуда ҳам осондир Яъни қиёмат куни Дуд сурнайга ўхшаб чалинадиган асбоб бўлиб ўша асбобни Исрофил а с чалганларидан сўнг қиёмат қоим бўлади Шунинг учун ҳам қиёмат куни дуд чалинадиган кун деб ҳам номланади
- 中国语文 - Ma Jian : 他就是本真理而创造天地的。在那日,他说'有',世界就有了。他的话就是真理。吹号角之日,国权只是他的。他知道幽明,他是至睿的,是彻知的。
- Melayu - Basmeih : Dan Dia lah yang menciptakan langit dan bumi dengan tujuan yang benar dan Dia lah juga pada masa hendak menjadikan sesuatu berfirman "Jadilah" lalu terjadilah ia FirmanNya itu adalah benar Dan bagiNyalah kuasa pemerintahan pada hari ditiupkan sangkakala Ia yang mengetahui segala yang ghaib dan yang nyata dan Dia lah Yang Maha Bijaksana lagi Maha mendalam pengetahuanNya
- Somali - Abduh : Waana kan Eebe u Abuuray Samooyinka iyo Dhulka Xaq Maalinta uu Dhihi Ahow wuu ahaan waxaasu Hadalkiisu waa Xaq wuxuuna Leeyahay Xukunka Maalinta la Afuufi Suurka waana Ogyahay wax Maqan la arkayn iyo waxa Joogaba waana Falsame Xeel Dheer
- Hausa - Gumi : Kuma Shĩ ne wanda Ya halitta sammai da ƙasa da mulkinSa kuma a Rãnar da Yake cẽwa "Ka kasance" sai abu ya yi ta kasancẽwa MaganarSa ce gaskiya kuma gare Shi mulki yake a Rãnar da ake bũsa a cikin ƙaho Masanin fake da bayyane ne Kuma Shi ne Mai hikima Masani
- Swahili - Al-Barwani : Naye ndiye aliye ziumba mbingu na ardhi kwa Haki Na anaposema Kuwa Basi huwa Kauli yake ni Haki Na ufalme wote ni wake Siku litapo pulizwa barugumu Mjuzi wa yaliyo fichikana na yanayo onekana Naye ndiye Mwenye hikima na Mwenye khabari
- Shqiptar - Efendi Nahi : Dhe Ai është ai i cili i krijoi qiejt dhe tokën me të rë të vërtetën Dhe kur Ai thotë “Bëhu” ajo bëhet; fjala e Tij është e Vërtetë dhe Atij i përket pushteti i asaj Dite kur fryhet në Sur Ai e di botën e padukshme dhe të dukshme dhe Ai është i Plotëfuqishëm dhe i Gjithëdijshëm
- فارسى - آیتی : و اوست آنكه آسمانها و زمين را به حق بيافريد. و روزى كه بگويد: موجود شو، پس موجود مىشود. گفتار او حق است. و در آن روز كه در صور دميده شود فرمانروايى از آن اوست. داناى نهان و آشكار است و او حكيم و آگاه است.
- tajeki - Оятӣ : Ва Ӯст, он ки осмонҳову заминро ба ҳақ биёфарид. Ва рӯзе, ки бигӯяд;. «Мавҷуд шав», пас мавҷуд мешавад. Гуфтори Ӯ хақ аст. Ва дар он рӯз, ки дар сур дамида шавад, фармонравоӣ аз они Ӯст. Донои ниҳону ошкор аст ва Ӯ ҳакиму огоҳ аст!
- Uyghur - محمد صالح : اﷲ ئاسمانلارنى، زېمىننى ھېكمەت بىلەن ياراتتى، اﷲ (بىرەر شەيئىگە) «ۋۇجۇدقا كەل» دېسە (دەرھال) ۋۇجۇدقا كېلىدىغان كۈندىكى (يەنى قىيامەت كۈنىدىكى) ئازابتىن قورقۇڭلار. اﷲ نىڭ سۆزى ھەقتۇر، سۇر چېلىنىدىغان كۈندىكى (يەنى قىيامەت كۈنىدىكى) پادىشاھلىق اﷲ قا خاستۇر، اﷲ يوشۇرۇن ۋە ئاشكارا نەرسىلەرنى بىلگۈچىدۇر، اﷲ ھېكمەت بىلەن ئىش قىلغۇچىدۇر، (بەندىلىرىنىڭ ئەھۋالىدىن) خەۋەرداردۇر
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : അവനാണ് ആകാശഭൂമികളെ യാഥാര്ഥ്യ നിഷ്ഠമായി സൃഷ്ടിച്ചവന്. അവന് “ഉണ്ടാവുക” എന്നു പറയുംനാള് അതു സംഭവിക്കുക തന്നെ ചെയ്യും. അവന്റെ വചനം സത്യമാകുന്നു. കാഹളത്തില് ഊതുംനാള് സര്വാധിപത്യം അവനുമാത്രമായിരിക്കും. ദൃശ്യവും അദൃശ്യവും നന്നായറിയുന്നവനാണവന്. അവന് യുക്തിമാനും സൂക്ഷ്മജ്ഞനുമാണ്.
- عربى - التفسير الميسر : والله سبحانه هو الذي خلق السموات والارض بالحق واذكر ايها الرسول يوم القيامه اذ يقول الله "كن" فيكون عن امره كلمح البصر او هو اقرب قوله هو الحق الكامل وله الملك سبحانه وحده يوم ينفخ الملك في "القرن" النفخه الثانيه التي تكون بها عوده الارواح الى الاجسام وهو سبحانه الذي يعلم ما غاب عن حواسكم ايها الناس وما تشاهدونه وهو الحكيم الذي يضع الامور في مواضعها الخبير بامور خلقه والله تعالى هو الذي يختص بهذه الامور وغيرها بدءا ونهايه نشاه ومصيرا وهو وحده الذي يجب على العباد الانقياد لشرعه والتسليم لحكمه والتطلع لرضوانه ومغفرته
*46). It has been asserted again and again in the Qur'an that God created the heavens and the earth 'in truth'. This covers a wide range of meanings:
First, that the heavens and the earth have not been created just for the fun of it. This existence is not a theatrical play. This world is not a child's toy with which to amuse oneself as long as one wishes before crushing it to bits and throwing it away. Creation is rather an act of great seriousness. A great objective motivates it, and a wise purpose underlies it. Hence, after the lapse of a certain stage it is necessary for the Creator to take full account of the work that has been done and to use those results as the basis for the next stage. This is stated at various places in the Qur'an in the following manner:
Our Lord, You did not create this in vain (Surah Al 'Imran 3:191).
And We did not create the heavens and the earth and whatever lies in between them playfully (Surah Al-Anbiya' 21:16).
And did you think that We created you out of play and that you will not be brought back to Us? (Surah al-Mu'minun 23:115).
Second, it means that God has created this entire system of the universe on solid foundations of truth. The whole of the universe is based on justice, wisdom and truth. Hence, there is no scope in thesystem for falsehood to take root and prosper. The phenomenon of the prosperity of falsehood which we observe, is to be ascribed to the will of God, Who grants the followers of falsehood the opportunity, if they so wish, to expend their efforts in promoting unrighteousness, injustice and untruth. In the end, however, the earth wfll throw up all the seeds of untruth that have been sown, and in the final reckoning every follower of falsehood will see that the efforts he devoted to cultivating and watering this pernicious tree have all gone to waste.
Third, it means that God has founded the universe on the basis of right, and it is on the ground of being its Creator that He governs it. His command in the universe is supreme since He alone has the right to govern it, the universe being nothing but His creation. If anyone else's commands seem to be carried out in this world, this should not cause any misunderstanding. For in reality the will of no one prevails, and cannot prevail in the universe, for no one has any right to enforce his will.
*47). This does not mean that the present dominion is not His. The purpose of this statement is rather to stress that when the veil which keeps things covered during the present phase of existence is lifted and the Truth becomes fully manifest, it will become quite clear that all those who seemed or were considered to possess power and authority are absolutely powerless, and that the true dominion belongs to the One True God Who created the universe.
*48). In what manner the Trumpet will be blown is difficult for us to grasp.What we know through the Qur'an is that on the Day of Judgement the Trumpet will be blown on God's command, whereupon all will die. Then after an indefinite period of time - a period that is known to God alone - the second Trumpet will be blown, whereupon all people of all epochs will be resurrected and will find themselves on the Plane of the Congregation.
Thus, when the first Trumpet is blown the entire order of the universe will be disrupted, while on the blowing of the second Trumpet a fresh order will be established, in a new form and with a new set of laws governing it.
*49). Ghayb signifies all that is hidden from, and is beyond the ken of man's knowledge. Shahadah, as opposed to ghayb, signifies that which is manifest and thus can be known to man.