- عربي - نصوص الآيات عثماني : إِنِّى وَجَّهْتُ وَجْهِىَ لِلَّذِى فَطَرَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضَ حَنِيفًا ۖ وَمَآ أَنَا۠ مِنَ ٱلْمُشْرِكِينَ
- عربى - نصوص الآيات : إني وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفا ۖ وما أنا من المشركين
- عربى - التفسير الميسر : إني توجَّهت بوجهي في العبادة لله عز وجل وحده، فهو الذي خلق السموات والأرض، مائلا عن الشرك إلى التوحيد، وما أنا من المشركين مع الله غيره.
- السعدى : إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا ۖ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ
{ إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا } أي: لله وحده، مقبلا عليه، معرضا عن من سواه. { وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ } فتبرأ من الشرك، وأذعن بالتوحيد، وأقام على ذلك البرهان [وهذا الذي ذكرنا في تفسير هذه الآيات، هو الصواب، وهو أن المقام مقام مناظرة، من إبراهيم لقومه، وبيان بطلان إلهية هذه الأجرام العلوية وغيرها. وأما من قال: إنه مقام نظر في حال طفوليته، فليس عليه دليل]
- الوسيط لطنطاوي : إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا ۖ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ
ثم ختم إبراهيم هذا الترقي في الاستدلال على وحدانية الله بقوله- كما حكى القرآن عنه-: إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفاً أى: إنى صرفت وجهى وقلبي في المحبة والعبادة لله الذي أوجد وأنشأ السموات والأرض على غير مثال سابق.
ومعنى حَنِيفاً مائلا عن الأديان الباطلة والعقائد الزائفة كلها إلى الدين الحق، وهو- أى حنيفا- حال من ضمير المتكلم في وَجَّهْتُ.
وقوله وَما أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ أى: وما أنا من الذين يشركون مع الله آلهة أخرى لا في أقوالهم ولا في أفعالهم. وقد أفادت هذه الجملة التأكيد لجملة إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ.. إلخ.
وبذلك يكون إبراهيم- عليه السلام- قد أقام الأدلة الحكيمة والبراهين الساطعة على وحدانية الله- تعالى- وسفه المعبودات الباطلة وعابديها.
ثم بين- سبحانه- بعض ما دار بين إبراهيم وبين قومه من مجادلات ومخاصمات فقال:
- البغوى : إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا ۖ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ
" إني وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفاً وما أنا من المشركين ".
- ابن كثير : إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا ۖ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ
( إني وجهت وجهي ) أي أخلصت ديني وأفردت عبادتي ( للذي فطر السماوات والأرض ) أي : خلقهما وابتدعهما على غير مثال سبق . ) حنيفا ) أي في حال كوني حنيفا ، أي : مائلا عن الشرك إلى التوحيد ; ولهذا قال : ( وما أنا من المشركين )
وقد اختلف المفسرون في هذا المقام ، هل هو مقام نظر أو مناظرة؟ فروى ابن جرير من طريق علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس ما يقتضي أنه مقام نظر ، واختاره ابن جرير مستدلا بقوله : ( لئن لم يهدني ربي [ لأكونن من القوم الضالين ] )
وقال محمد بن إسحاق : قال ذلك حين خرج من السرب الذي ولدته فيه أمه ، حين تخوفت عليه النمرود بن كنعان ، لما أن قد أخبر بوجود مولود يكون ذهاب ملكك على يديه ، فأمر بقتل الغلمان عامئذ . فلما حملت أم إبراهيم به وحان وضعها ، ذهبت به إلى سرب ظاهر البلد ، فولدت فيه إبراهيم وتركته هناك . وذكر أشياء من خوارق العادات ، كما ذكرها غيره من المفسرين من السلف والخلف .
والحق أن إبراهيم عليه الصلاة والسلام ، كان في هذا المقام مناظرا لقومه ، مبينا لهم بطلان ما كانوا عليه من عبادة الهياكل والأصنام ، فبين في المقام الأول مع أبيه خطأهم في عبادة الأصنام الأرضية ، التي هي على صورة الملائكة السماوية ، ليشفعوا لهم إلى الخالق العظيم الذين هم عند أنفسهم أحقر من أن يعبدوه ، وإنما يتوسلون إليه بعبادة ملائكته ، ليشفعوا لهم عنده في الرزق والنصر ، وغير ذلك مما يحتاجون إليه . وبين في هذا المقام خطأهم وضلالهم في عبادة الهياكل ، وهي الكواكب السيارة السبعة المتحيرة ، وهي : القمر ، وعطارد ، والزهرة ، والشمس ، والمريخ ، والمشترى ، وزحل ، وأشدهن إضاءة وأشرقهن عندهم الشمس ، ثم القمر ، ثم الزهرة . فبين أولا أن هذه الزهرة لا تصلح للإلهية ; لأنها مسخرة مقدرة بسير معين ، لا تزيغ عنه يمينا ولا شمالا ولا تملك لنفسها تصرفا ، بل هي جرم من الأجرام خلقها الله منيرة ، لما له في ذلك من الحكم العظيمة ، وهي تطلع من المشرق ، ثم تسير فيما بينه وبين المغرب حتى تغيب عن الأبصار فيه ، ثم تبدو في الليلة القابلة على هذا المنوال . ومثل هذه لا تصلح للإلهية . ثم انتقل إلى القمر . فبين فيه مثل ما بين في النجم .
ثم انتقل إلى الشمس كذلك . فلما انتفت الإلهية عن هذه الأجرام الثلاثة التي هي أنور ما تقع عليه الأبصار ، وتحقق ذلك بالدليل القاطع ( قال يا قوم إني بريء مما تشركون ) أي : أنا بريء من عبادتهن وموالاتهن ، فإن كانت آلهة ، فكيدوني بها جميعا ثم لا تنظرون ( إني وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفا وما أنا من المشركين ) أي : إنما أعبد خالق هذه الأشياء ومخترعها ومسخرها ومقدرها ومدبرها ، الذي بيده ملكوت كل شيء ، وخالق كل شيء وربه ومليكه وإلهه ، كما قال تعالى : ( إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يغشي الليل النهار يطلبه حثيثا والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين ) [ الأعراف : 54 ] وكيف يجوز أن يكون إبراهيم [ الخليل ] ناظرا في هذا المقام ، وهو الذي قال الله في حقه : ( ولقد آتينا إبراهيم رشده من قبل وكنا به عالمين إذ قال لأبيه وقومه ما هذه التماثيل التي أنتم لها عاكفون ) الآيات [ الأنبياء : 51 ، 52 ] ، وقال تعالى : ( إن إبراهيم كان أمة قانتا لله حنيفا ولم يك من المشركين شاكرا لأنعمه اجتباه وهداه إلى صراط مستقيم وآتيناه في الدنيا حسنة وإنه في الآخرة لمن الصالحين ثم أوحينا إليك أن اتبع ملة إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين ) [ النحل : 120 - 123 ] ، وقال تعالى : ( قل إنني هداني ربي إلى صراط مستقيم دينا قيما ملة إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين ) [ الأنعام : 161 ] .
وقد ثبت في الصحيحين ، عن أبي هريرة ، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : " كل مولود يولد على الفطرة " وفي صحيح مسلم ، عن عياض بن حماد ; أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " قال الله : إني خلقت عبادي حنفاء " وقال الله في كتابه العزيز : ( فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ) [ الروم : 30 ] ، وقال تعالى : ( وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى ) [ الأعراف : 172 ] ومعناه على أحد القولين ، كقوله : ( فطرة الله التي فطر الناس عليها ) كما سيأتي بيانه .
فإذا كان هذا في حق سائر الخليقة ، فكيف يكون إبراهيم الخليل - الذي جعله الله ( أمة قانتا لله حنيفا ولم يك من المشركين ) [ النحل : 120 ] ناظرا في هذا المقام ؟! بل هو أولى الناس بالفطرة السليمة ، والسجية المستقيمة بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بلا شك ولا ريب . ومما يؤيد أنه كان في هذا المقام مناظرا لقومه فيما كانوا فيه من الشرك لا ناظرا قوله تعالى
- القرطبى : إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا ۖ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ
قوله تعالى إني وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفا وما أنا من المشركين قوله تعالى إني وجهت وجهي أي قصدت بعبادتي وتوحيدي الله عز وجل وحده . وذكر الوجه لأنه أظهر ما يعرف به الإنسان صاحبه . حنيفا مائلا إلى الحق .
وما أنا من المشركين اسم " ما " وخبرها . وإذا وقفت قلت : أنا ، زدت الألف لبيان الحركة ، وهي اللغة الفصيحة . وقال الأخفش : ومن العرب من يقول : " أن " وقال الكسائي : ومن العرب من يقول : " أنه " ثلاث لغات . وفي الوصل أيضا ثلاث لغات : أن تحذف الألف في الإدراج ; لأنها زائدة لبيان الحركة في الوقف . ومن العرب من يثبت الألف في الوصل ; كما قال الشاعر : أنا سيف العشيرة فاعرفوني وهي لغة بعض بني قيس وربيعة ; عن الفراء . ومن العرب من يقول في الوصل : آن فعلت ، مثل عان فعلت ; حكاه الكسائي عن بعض قضاعة .
- الطبرى : إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا ۖ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ
القول في تأويل قوله : إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (79)
قال أبو جعفر: وهذا خبر من الله تعالى ذكره عن خليله إبراهيم عليه السلام: أنه لما تبيّن له الحق وعرَفه, شهد شهادةَ الحقّ, وأظهر خلاف قومِه أهلِ الباطل وأهلِ الشرك بالله، ولم يأخذه في الله لومة لائم, ولم يستوحش من قِيل الحقِّ والثبات عليه, مع خلاف جميع قومه لقوله، وإنكارهم إياه عليه, وقال لهم: " يا قوم إنّي بريء مما تشركون " مع الله الذي خلقني وخلقكم في عبادته من آلهتكم وأصنامكم, (69) إني وجهت وجهي في عبادتي إلى الذي خلق السماوات والأرض, الدائم الذي يبقى ولا يفنى، ويُحْيي ويميت = لا إلى الذي يفنى ولا يبقى، ويزول ولا يدوم، ولا يضر ولا ينفع.
ثم أخبرهم تعالى ذكره: أن توجيهه وجهه لعبادته، بإخلاص العبادة له، والاستقامة في ذلك لربه على ما يحبُّ من التوحيد, لا على الوجه الذي يوجَّه له وَجْهه من ليس بحنيف, ولكنه به مشرك, (70) إذ كان توجيه الوجه على غير التحنُّف غير نافع موجِّهه، (71) بل ضارّه ومهلكه =" وما أنا من المشركين "، ولست منكم ، أي : لست ممن يدين دينكم، ويتّبع ملّتكم أيُّها المشركون.
* * *
وبنحو الذي قلنا في ذلك كان ابن زيد يقول:
13465م - حدثني يونس قال، أخبرنا ابن وهب قال، قال ابن زيد في قول قوم إبراهيم لإبراهيم: تركت عبادة هذه؟ فقال: "
إني وجّهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض "، فقالوا: ما جئت بشيء! ونحن نعبده ونتوجّهه! فقال : لا حنيفًا!! قال: مخلصًا, لا أشركه كما تُشْركون.-------------------
الهوامش :
(69) انظر تفسير"
فطر" فيما سلف ص: 283 ، 284.(70) انظر تفسير"
الحنيف" فيما سلف 3: 104 - 108 ، 6 494 ، 9 : 250.(71) في المطبوعة: "
إذا كان توجيه الوجه لا على التحنيف" ، وفي المخطوطة: " . . . توجيه الوجه على التحنف" ، والصواب ما أثبت. - ابن عاشور : إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا ۖ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ
وجملة { إنّي وجَّهْت وَجْهِي } بمنزلة بدل الاشتمال من جملة { إنِّي بريء ممّا تشركون } ، لأنّ البراءة من الإشراك تشتمل على توجيه الوجه إلى الله ، وهو إفراده بالعبادة . والوجه في قوله : { وجهي }.و { وجّهت } مشتقّ من الجهة والوجهة ، أي صرفته إلى جهة ، أي جعلت كذا جهة له يقصدها . يقال : وجَّهه فتوجّه إلى كذا إذا ذهب إليه . ويقال للمكان المقصود وجهة بكسر الواو ، وكأنَّهم صاغوه على زنة الهيئة من الوَجه لأنّ القاصد إلى مكان يقصده من نحو وجهه ، وفعلوه على زنة الفعلة بكسر الفاء لأنّ قاصد المكان بوجهه تَحْصُل هيئة في وجهه وهي هيئة العزم وتحديقُ النظر . فمعنى { وجَّهت وجهي } صرفتُه وأدرته . وهذا تمثيل : شبّهت حالة إعراضه عن الأصنام وقصده إلى إفراد الله تعالى بالعبادة بمن استقبل بوجهه شيئاً وقصده وانصرف عن غيره .
وأتي بالموصول في قوله : { للذي فطر السماوات والأرض } ليومىء إلى علّة توجّهه إلى عبادته ، لأنّ الكواكب من موجودات السماء ، والأصنامَ من موجودات الأرض فهي مفطورة لله تعالى .
وفعل ( وجَّه ) يتعدّى إلى المكان المقصود بإلى ، وقد يتعدّى باللام إذا أريد أنَّه انصرف لأجل ذلك الشيء ، فيحسن ذلك إذا كان الشيء المقصود مراعى إرضاؤه وطاعته كما تقول : توجّهت للحبيب ، ولذلك اختير تعدّيه هنا باللام ، لأنّ في هذا التوجّه إرضاء وطاعة .
وفَطَر : خلَق ، وأصل الفَطْر الشقّ . يقال فطر فطوراً إذا شقّ قال تعالى { فارجع البصر هل تَرى من فُطُور } [ الملك : 3 ] أي اختلال ، شُبّه الخلْق بصناعة الجلد ونحوه ، فإنّ الصانع يشقّ الشيء قبل أن يصنعه ، وهذا كما يقال : الفَتق والفَلْق ، فأطلق الفَطر على إيجاد الشيء وإبداعه على هيئة تؤهّل للفعل .
و { حنيفاً } حال من ضمير المتكلّم في { وجهتُ }.وتقدّم بيان ذلك عند قوله تعالى : { قل بل ملّة إبراهيم حنيفاً } في سورة [ البقرة : 135 ].
وجملة : وما أنا من المشركين } عطف على الحال ، نفَى عن نفسه أن يكون متَّصلاً بالمشركين وفي عدادهم .
فلما تبرّأ من أصنامهم تبرّأ من القوم ، وقد جمعهما أيضاً في سورة [ الممتحنة : 4 ] إذ قال { إنّا بُرَآء منكم وممّا تعبدون من دون الله }
وأفادت جملة { وما أنا من المشركين } تأكيداً لجملة { إنِّي وجّهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفاً } ، وإنَّما عطفت لأنَّها قصد منها التبرّىء من أن يكون من المشركين .
وهذا قد جرينا فيه على أنّ قول إبراهيم لمّا رأى النيّرات { هذا ربِّي } هو مناظرة لقومه واستدراج لهم ، وأنّه كان موقناً بنفي إلهيتها ، وهو المناسب لصفة النبوءة أن يكون أوحى إليه ببطلان الإشراك وبالحجج التي احتجّ بها على قومه . ومن المفسّرين من قال : إنّ كلامه ذلك كان نظراً واستدلالاً في نفسه لقوله : { لئن لم يهدني ربِّي } ، فإنَّه يُشعر بأنّه في ضلال لأنَّه طلب هداية بصيغة الاستقبال أي لأجل أداة الشرط ، وليس هذا بمتعيّن لأنَّه قد يقوله لتنبيه قومه إلى أنّ لهم ربَّا بيده الهداية ، كما بيّنّاه في موضعه ، فيكون كلامه مستعملاً في التعريض . على أنَّه قد يكون أيضاً مراداً به الدوام على الهداية والزيادة فيها ، على أنَّه قد يكون أراد الهداية إلى إقامة الحجّة حتَّى لا يتغلّب عليه قومه .
فإذا بنينا على أنّ ذلك كان استدلالاً في نفسه قبل الجزم بالتوحيد فإنّ ذلك كان بإلهام من الله تعالى ، فيكون قوله : { وكذلك نري إبراهيم ملكوت السماوات والأرض } [ الأنعام : 75 ] معناه نريه ما فيها من الدلائل على وجود الصانع ووحدانيته قبل أن نُوحي إليه ، ويكون قوله : { رأى كوكباً } بمعنى نظر في السماء فرأى هذا الكوكب ولم يكن نظر في ذلك من قبل ، ويكون قوله : { قال هذا ربِّي } قولاً في نفسه على نحو ما يتحدّث به المفكِّر في نفسه ، وهو حديث النفس ، كقول النابغة في كلب صيد
: ... قالتْ له النفس إنِّي لا أرى طمعاً
وإنّ مولاك لم يسلَمْ ولم يَصد ... وقول العَجّاج في ثور وحشي :
ثم انثنى وقال في التفكير ... إنّ الحياة اليوم في الكُرور
وقوله : { هذا ربِّي } وقوله : { لا أحبّ الآفلين ، } وقوله : { لئِن لم يهدني ربِّي } كلّ ذلك مستعمل في حقائقه من الاعتقاد الحقيقي . وقوله : { قال يا قوم } هو ابتداء خطابه لقومه بعد أن ظهر الحقّ له فأعلن بمخالفته قومه حينئذٍ .
- إعراب القرآن : إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا ۖ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ
«إِنِّي» إن واسمها «وَجَّهْتُ» فعل ماض وفاعل «وَجْهِيَ» مفعول به منصوب بالفتحة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم ، والياء ضمير متصل في محل جر بالإضافة «لِلَّذِي» متعلقان بالفعل قبلهما «فَطَرَ السَّماواتِ» فعل ماض ومفعوله والجملة صلة الموصول لا محل لها «وَالْأَرْضَ» عطف «حَنِيفاً» حال منصوبة «وَما» الواو عاطفة ، ما نافية لا عمل لها أو ما الحجازية التي تعمل عمل ليس «أَنَا» ضمير رفع منفصل في محل رفع مبتدأ «مِنَ الْمُشْرِكِينَ» متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ ، هذا على الوجه الأول في إعراب ما ، والجملة معطوفة ، وجملة «إِنِّي» مستأنفة لا محل لها ، والجملة الفعلية «وَجَّهْتُ» في محل رفع خبر إن.
- English - Sahih International : Indeed I have turned my face toward He who created the heavens and the earth inclining toward truth and I am not of those who associate others with Allah"
- English - Tafheem -Maududi : إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا ۖ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ(6:79) Behold, 1 have turned my face in exclusive devotion to the One Who originated the heavens and the earth, and 1 am certainly not one of those who associate others with Allah in His divinity.'
- Français - Hamidullah : Je tourne mon visage exclusivement vers Celui qui a créé à partir du néant les cieux et la terre; et je ne suis point de ceux qui Lui donnent des associés
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Ich wende mein Gesicht Dem zu Der die Himmel und die Erde erschaffen hat als Anhänger des rechten Glaubens und ich gehöre nicht zu den Götzendienern
- Spanish - Cortes : Vuelvo mi rostro como hanif hacia Quien ha creado los cielos y la tierra Y no soy asociador
- Português - El Hayek : Eu me consagro a Quem criou os céus e a terra; sou monoteísta e não me conto entre os idólatras
- Россию - Кулиев : Я искренне обратил свой лик к Тому Кто сотворил небеса и землю и Я не принадлежу к многобожникам
- Кулиев -ас-Саади : إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا ۖ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ
Я искренне обратил свой лик к Тому, Кто сотворил небеса и землю, и Я не принадлежу к многобожникам!»Увидев восходящее солнце, Ибрахим сказал: «Вот мой Господь! Оно больше звезд и луны». Однако вскоре солнце закатилось, и он отличил прямой путь от заблуждения. Он заявил: «О мой народ! Я не имею отношения к тому, чему вы поклоняетесь вместо Аллаха, потому что о порочности ваших поступков свидетельствуют ясные и убедительные доказательства. Я решил искренне поклоняться Ему одному и отвернулся от всех остальных богов. Я не имею никакого отношения к язычеству и многобожию». Он отрекся от многобожия, обратился в религию единобожия и обосновал свое решение доказательствами. Упомянутое нами толкование этого и предыдущих аятов является самым достоверным. В них говорилось о том, как Ибрахим препирался со своими соплеменниками, разъясняя им порочность поклонения небесным светилам и другим творениям. И хотя некоторые толкователи считали, что в них упоминаются размышления Ибрахима, когда он был ребенком, это мнение не подтверждается достоверными свидетельствами.
- Turkish - Diyanet Isleri : "Doğrusu ben yüzümü gökleri ve yeri yaratana doğruya yönelerek çevirdim ben ortak koşanlardan değilim"
- Italiano - Piccardo : In tutta sincerità rivolgo il mio volto verso Colui Che ha creato i cieli e la terra e non sono tra coloro che associano”
- كوردى - برهان محمد أمين : بهڕاستی من ڕووی خۆم و دڵم له پهرستندا کردۆته ئهو زاتهی ئاسمانهکان و زهوی فهراههم هێناوه لهکاتێکدا ڕووم لههیچ شتێکی ترناکهم بهدڵئارامی تهواویشهوه دهڵیم که ههرگیز من له ڕیزی موشریک و هاوهڵگهراندانیم
- اردو - جالندربرى : میں نے سب سے یکسو ہو کر اپنے تئیں اسی ذات کی طرف متوجہ کیا جس نے اسمانوں اور زمین کو پیدا کیا ہے اور میں مشرکوں میں سے نہیں ہوں
- Bosanski - Korkut : Ja okrećem lice svoje kao pravi vjernik prema Onome koji je nebesa i Zemlju stvorio ja nisam od onih koji Njemu druge ravnim smatraju"
- Swedish - Bernström : Jag har i sökandet efter sanningen funnit den rena ursprungliga tron vänt mig ifrån allt falskt och [vänt mig] till Den som har skapat himlarna och jorden och jag ägnar inte avgudar min dyrkan"
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Sesungguhnya aku menghadapkan diriku kepada Rabb yang menciptakan langit dan bumi dengan cenderung kepada agama yang benar dan aku bukanlah termasuk orangorang yang mempersekutukan Tuhan
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا ۖ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ
("Sesungguhnya aku menghadapkan diriku) aku menghadapkan diri dengan beribadah (kepada Tuhan yang telah menciptakan) yang telah mewujudkan (langit dan bumi) yaitu Allah swt. (dengan cenderung) meninggalkan semua agama untuk memeluk agama yang benar (dan aku bukanlah termasuk orang-orang yang mempersekutukan.") Allah.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : আমি এক মুখী হয়ে স্বীয় আনন ঐ সত্তার দিকে করেছি যিনি নভোমন্ডল ও ভুমন্ডল সৃষ্টি করেছেন এবং আমি মুশরেক নই।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : "வானங்களையும் பூமியையும் படைத்தவன் பக்கமே நான் உறுதியாக என் முகத்தைத் திருப்பிக் கொண்டேன்; நான் முஷ்ரிக்கானவனாக இணைவைப் போரில் ஒருவனாக இருக்க மாட்டேன்" என்று கூறினார்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : แท้จริงข้าพระองค์ขอผินหน้าของข้าพระองค์แด่ผู้ที่สร้างบรรดาชั้นฟ้า และแผ่นดินในฐานะผู้ใฝ่หาความจริง ผู้สวามิภักดิ์และข้าพระองค์มิใช่คนหนึ่งในหมู่ผู้ให้มีภาคีขึ้น
- Uzbek - Мухаммад Содик : Албатта мен юзимни осмонлару ерни яратган Зотга тўғри йўлга мойил бўлган ҳолимда юзлантирдим ва мен мушриклардан эмасман Бу иқрор Иброҳимнинг а с мушрик қавмдан ажралиб ёлғиз Аллоҳ таолога осмонлару ерни яратган Зотга мушриклар унга ширк келтираётган бут ва санамлар ойу юлдузлар ва қуёшни яратган Зотнинг ўзигагина юзланганини эълон қилишларидир У кишининг бу юзланишлари –ушбу йўллари миллатлари ҳанифлик деб номланади Бу дегани–фақат тўғриликка мойил бўлиш юзланиш йўл тутиш деганидир
- 中国语文 - Ma Jian : 我确已崇正地专向天地的创造者,我不是以物配主的人。
- Melayu - Basmeih : "Sesungguhnya aku hadapkan muka dan diriku kepada Allah yang menciptakan langit dan bumi sedang aku tetap di atas dasar tauhid dan bukanlah aku dari orangorang yang menyekutukan Allah dengan sesuatu yang lain"
- Somali - Abduh : Anugu waxaan u Jeediyey Wajigayga Eebaha Abuuray Samooyinka iyo Dhulka anoo Toosan oon ka mid ahayn Gaalada
- Hausa - Gumi : "Lalle ne nĩ na fuskantar da fuskata ga wanda Ya ƙãga halittar sammai da ƙasa inã mai karkata zuwa ga gaskiya kuma bã ni cikin mãsu shirki"
- Swahili - Al-Barwani : Hakika mimi nimeuelekeza uso wangu sawa sawa kwa aliye ziumba mbingu na ardhi wala mimi si miongoni mwa washirikina
- Shqiptar - Efendi Nahi : Unë e kthej fytyrën time kah Ai që i ka krijuar qiejt dhe Tokën duke qenë besimtarë i vërtetë dhe unë nuk jam nga ata që i bëjnë shok Perëndisë”
- فارسى - آیتی : من از روى اخلاص روى به سوى كسى آوردم كه آسمانها و زمين را آفريده است، و من از مشركان نيستم.
- tajeki - Оятӣ : Ман аз рӯи ихлос рӯй ба сӯи касе овардам, ки осмонҳову заминро офарида аст ва ман аз мушрикон нестам».
- Uyghur - محمد صالح : مەن ھەقىقەتەن، باتىل دىنلاردىن ھەق دىنغا بۇرۇلۇپ، ئاسمانلارنى، زېمىننى ياراتقان زاتقا يۈزلەندىم، مەن مۇشرىكلاردىن ئەمەسمەن»
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : "തീര്ച്ചയായും ഞാന് നേര്വഴിയിലുറച്ചുനിന്നുകൊണ്ട് എന്റെ മുഖം ആകാശഭൂമികളെ സൃഷ്ടിച്ചവനിലേക്ക് തിരിച്ചിരിക്കുന്നു. ഞാനൊരിക്കലും ബഹുദൈവ വിശ്വാസികളില് പെട്ടവനല്ല; തീര്ച്ച.”
- عربى - التفسير الميسر : اني توجهت بوجهي في العباده لله عز وجل وحده فهو الذي خلق السموات والارض مائلا عن الشرك الى التوحيد وما انا من المشركين مع الله غيره