- عربي - نصوص الآيات عثماني : أُوْلَٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ هَدَى ٱللَّهُ ۖ فَبِهُدَىٰهُمُ ٱقْتَدِهْ ۗ قُل لَّآ أَسْـَٔلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا ۖ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَىٰ لِلْعَٰلَمِينَ
- عربى - نصوص الآيات : أولئك الذين هدى الله ۖ فبهداهم اقتده ۗ قل لا أسألكم عليه أجرا ۖ إن هو إلا ذكرى للعالمين
- عربى - التفسير الميسر : أولئك الأنبياء المذكورون هم الذين وفقهم الله تعالى لدينه الحق، فاتبع هداهم -أيها الرسول- واسلك سبيلهم. قل للمشركين: لا أطلب منكم على تبليغ الإسلام عوضًا من الدنيا، إنْ أجري إلا على الله، وما الإسلام إلا دعوة جميع الناس إلى الطريق المستقيم وتذكير لكم ولكل مَن كان مثلكم، ممن هو مقيم على باطل، لعلكم تتذكرون به ما ينفعكم.
- السعدى : أُولَٰئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ ۖ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ ۗ قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا ۖ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَىٰ لِلْعَالَمِينَ
{ أُولَئِكَ } المذكورون { الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهِ } أي: امش -أيها الرسول الكريم- خلف هؤلاء الأنبياء الأخيار، واتبع ملتهم وقد امتثل صلى الله عليه وسلم، فاهتدى بهدي الرسل قبله، وجمع كل كمال فيهم. فاجتمعت لديه فضائل وخصائص، فاق بها جميع العالمين، وكان سيد المرسلين، وإمام المتقين، صلوات الله وسلامه عليه وعليهم أجمعين، وبهذا الملحظ، استدل بهذه من استدل من الصحابة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أفضل الرسل كلهم. { قُلْ } للذين أعرضوا عن دعوتك: { لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا } أي: لا أطلب منكم مغرما ومالا، جزاء عن إبلاغي إياكم، ودعوتي لكم فيكون من أسباب امتناعكم، إن أجري إلا على الله. { إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ } يتذكرون به ما ينفعهم، فيفعلونه، وما يضرهم، فيذرونه، ويتذكرون به معرفة ربهم بأسمائه وأوصافه. ويتذكرون به الأخلاق الحميدة، والطرق الموصلة إليها، والأخلاق الرذيلة، والطرق المفضية إليها، فإذا كان ذكرى للعالمين، كان أعظم نعمة أنعم الله بها عليهم، فعليهم قبولها والشكر عليها.
- الوسيط لطنطاوي : أُولَٰئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ ۖ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ ۗ قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا ۖ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَىٰ لِلْعَالَمِينَ
ثم قال- تعالى- أُولئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُداهُمُ اقْتَدِهْ أى: أولئك الأنبياء الذين ذكرناهم لك- يا محمد- هم الذين هديناهم إلى الحق وإلى الطريق المستقيم فبهداهم، أى:
فبطريقتهم في الإيمان بالله وفي تمسكهم بمكارم الأخلاق كن مقتديا ومتأسيا.
والمقصود إنما هو التأسى بهم في أصول الدين، أما الفروع القابلة للنسخ فإنهم يختلفون فيها ويجوز عدم الاقتداء بهم بالنسبة لها قال- تعالى- لِكُلٍّ جَعَلْنا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهاجاً.
وتكرير اسم الإشارة لتأكيد تمييز المشار إليه، ولما يقتضيه للتكرير من الاهتمام بالخبر. وفي قوله فَبِهُداهُمُ اقْتَدِهْ تعريض بالمشركين إذ أن النبي صلى الله عليه وسلم ما جاء إلا على سنة الرسل كلهم وأنه ما كان بدعا منهم، أما هم فقد اختلقوا لأنفسهم عبادات ما أنزل الله بها من سلطان.
ثم ختم الله- تعالى- هذا السياق بقوله: قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً أى: قل أيها الرسول الكريم لمن بعثت إليهم لا أطلب منكم على ما أدعوكم إليه من خير وما أبلغكم إياه من قرآن أجرا قليلا أو كثيرا.
إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرى لِلْعالَمِينَ أى: ما هذا القرآن إلا تذكيرا وموعظة للناس أجمعين في كل زمان ومكان.
قال بعضهم: وفي الآية دليل على أنه صلى الله عليه وسلم كان مبعوثا إلى الجن والإنس وأن دعوته قد عمت جميع الخلائق.
وبعد أن بين- سبحانه- ما دار بين إبراهيم وقومه من مجالات تتعلق بإثبات وحدانية الله، وإبطال الشرك، وحكى جانبا من النعم التي أنعم بها على خليله وعلى كل من سار على نهجه، وأخبر بأن هذا القرآن ما هو إلا تذكير للعالمين وأن المذكر به- لا يريد منهم أجرا على تبليغه، بعد كل ذلك أخذ القرآن في الرد على منكري نزول الكتب السماوية وفي بيان عاقبتهم الوخيمة بسبب هذا الجحود فقال- تعالى-:
- البغوى : أُولَٰئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ ۖ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ ۗ قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا ۖ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَىٰ لِلْعَالَمِينَ
( أولئك الذين هدى الله ) أي : هداهم الله ، ( فبهداهم ) فبسنتهم وسيرتهم ، ( اقتده ) الهاء فيها هاء الوقف ، وحذف حمزة والكسائي الهاء في الوصل ، والباقون بإثباتها وصلا ووقفا ، وقرأ ابن عامر : " اقتده " بإشباع الهاء كسرا ( قل لا أسألكم عليه أجرا إن هو ) ما هو ، ( إلا ذكرى ) أي : تذكرة وعظة ، ( للعالمين )
- ابن كثير : أُولَٰئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ ۖ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ ۗ قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا ۖ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَىٰ لِلْعَالَمِينَ
ثم قال تعالى مخاطبا عبده ورسوله محمدا - صلى الله عليه وسلم - : ( أولئك ) يعني : الأنبياء المذكورين مع من أضيف إليهم من الآباء والذرية والإخوان وهم الأشباه ( الذين هدى الله ) أي : هم أهل الهداية لا غيرهم ( فبهداهم اقتده ) أي : اقتد واتبع . وإذا كان هذا أمرا للرسول - صلى الله عليه وسلم - ، فأمته تبع له فيما يشرعه [ لهم ] ويأمرهم به .
قال البخاري عند هذه الآية : حدثنا إبراهيم بن موسى ، أخبرنا هشام ، أن ابن جريج أخبرهم قال : أخبرني سليمان الأحول أن مجاهدا أخبره ، أنه سأل ابن عباس : أفي ( ص ) سجدة؟ فقال : نعم ، ثم تلا ( ووهبنا له إسحاق ) إلى قوله : ( فبهداهم اقتده ) ثم قال : هو منهم - زاد يزيد بن هارون ومحمد بن عبيد وسهل بن يوسف ، عن العوام ، عن مجاهد قال : قلت لابن عباس ، فقال : نبيكم - صلى الله عليه وسلم - ممن أمر أن يقتدي بهم
وقوله : ( قل لا أسألكم عليه أجرا ) أي : لا أطلب منكم على إبلاغي إياكم هذا القرآن ) أجرا ) أي : أجرة ، ولا أريد منكم شيئا ( إن هو إلا ذكرى للعالمين ) أي : يتذكرون به فيرشدوا من العمى إلى الهدى ، ومن الغي إلى الرشاد ، ومن الكفر إلى الإيمان .
- القرطبى : أُولَٰئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ ۖ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ ۗ قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا ۖ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَىٰ لِلْعَالَمِينَ
قوله تعالى أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده
فيه مسألتان :
الأولى قوله تعالى : فبهداهم اقتده الاقتداء طلب موافقة الغير في فعله . فقيل : المعنى اصبر كما صبروا . وقيل : معنى فبهداهم اقتده التوحيد ، والشرائع مختلفة . وقد احتج بعض العلماء بهذه الآية على وجوب اتباع شرائع الأنبياء فيما عدم فيه النص ; كما في صحيح مسلم وغيره : أن أخت الربيع أم حارثة جرحت إنسانا فاختصموا إلى النبي صلى الله عليه وسلم ; فقال رسول الله صلى الله وعليه وسلم : القصاص القصاص . فقالت أم الربيع : يا رسول الله أيقتص من فلانة ؟ والله لا يقتص منها . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : سبحان الله يا أم الربيع القصاص كتاب الله . قالت : والله لا يقتص منها أبدا . قال : فما زالت حتى قبلوا الدية . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن من عباد الله من لو أقسم على الله لأبره . فأحال رسول الله صلى الله عليه وسلم على قوله : وكتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس الآية . وليس في كتاب الله تعالى نص على القصاص في السن إلا في هذه الآية ; وهي خبر عن شرع التوراة ومع ذلك فحكم بها وأحال عليها . وإلى هذا ذهب معظم أصحاب مالك وأصحاب الشافعي ، وأنه يجب العمل بما وجد منها . قال ابن بكير : وهو الذي تقتضيه أصول مالك وخالف في ذلك كثير من أصحاب مالك وأصحاب الشافعي والمعتزلة ; لقوله تعالى : لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا . وهذا لا حجة فيه ; لأنه يحتمل التقييد إلا فيما قص عليكم من الأخبار عنهم مما لم يأت في كتابكم . وفي صحيح البخاري عن العوام قال : سألت مجاهدا عن سجدة " ص " فقال : سألت ابن عباس عن سجدة " ص " فقال : أوتقرأ ومن ذريته داود وسليمان إلى قوله أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده ؟ وكان داود عليه السلام ممن أمر نبيكم صلى الله عليه وسلم بالاقتداء به .
الثانية : قرأ حمزة والكسائي " اقتد قل " بغير هاء في الوصل . وقرأ ابن عامر " اقتدهي قل " . قال النحاس : وهذا لحن ; لأن الهاء لبيان الحركة في الوقف وليست بهاء إضمار ولا بعدها واو ولا ياء ، وكذلك أيضا لا يجوز " فبهداهم اقتد قل " . ومن اجتنب اللحن واتبع السواد قرأ " فبهداهم اقتده " فوقف ولم يصل ; لأنه إن وصل بالهاء لحن وإن حذفها خالف السواد . وقرأ الجمهور بالهاء في الوصل على نية الوقف وعلى نية الإدراج اتباعا لثباتها في الخط . وقرأ ابن عياش وهشام " اقتده قل " بكسر الهاء ، وهو غلط لا يجوز في العربية .
قوله تعالى قل لا أسألكم عليه أجرا أي جعلا على القرآن .
إن هو أي القرآن .
إلا ذكرى للعالمين أي هو موعظة للخلق . وأضاف الهداية إليهم فقال : " فبهداهم اقتده " لوقوع الهداية بهم . وقال : ذلك هدى الله لأنه الخالق للهداية .
- الطبرى : أُولَٰئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ ۖ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ ۗ قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا ۖ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَىٰ لِلْعَالَمِينَ
القول في تأويل قوله : أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهِ
قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: " أولئك "، هؤلاء القوم الذين وكلنا بآياتنا وليسوا بها بكافرين, هم الذين هداهم الله لدينه الحق, وحفظ ما وكلوا بحفظه من آيات كتابه، والقيام بحدوده، واتباع حلاله وحرامه، والعمل بما فيه من أمر الله، والانتهاء عما فيه من نهيه, فوفقهم جل ثناؤه لذلك =" فبهداهم اقتده "، يقول تعالى ذكره: فبالعمل الذي عملوا، والمنهاج الذي سلكوا، وبالهدى الذي هديناهم، والتوفيق الذي وفقناهم =" اقتده "، يا محمد، أي: فاعمل، وخذ به واسلكه, فإنه عمل لله فيه رضًا، ومنهاجٌ من سلكه اهتدى.
* * *
وهذا التأويل على مذهب من تأوّل قوله: فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَيْسُوا بِهَا بِكَافِرِينَ ، أنهم الأنبياء المسمون في الآيات المتقدمة. وهو القول الذي اخترناه في تأويل ذلك.
* * *
وأما على تأويل من تأول ذلك: أن القوم الذين وكّلوا بها هم أهل المدينة = أو: أنهم هم الملائكة = فإنهم جعلوا قوله: فَإِنْ يَكْفُرْ بِهَا هَؤُلاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَيْسُوا بِهَا بِكَافِرِينَ ، اعتراضًا بين الكلامين, ثم ردّوا قوله: "
أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده "، على قوله: " أولئك الذين آتيناهم الكتاب والحكم والنبوّة ".* ذكر من قال ذلك:
13531 - حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج, عن ابن جريج قوله: وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ إلى قوله: "
أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده "، يا محمد .13532- حدثني يونس قال، أخبرنا ابن وهب قال، قال ابن زيد في قوله: "
أولئك الذين هدى الله "، يا محمد," فبهداهم اقتده "، ولا تقتد بهؤلاء.13533 - حدثني محمد بن الحسين قال، حدثني أحمد بن المفضل قال، حدثنا أسباط, عن السدي قال: ثم رجع إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "
أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده " .13534 - حدثنا علي بن داود قال، حدثنا عبد الله بن صالح قال، حدثني معاوية بن صالح, عن علي بن أبي طلحة, عن ابن عباس قال: ثم قال في الأنبياء الذين سماهم في هذه الآية: "
فبهداهم اقتده ".* * *
ومعنى: "
الاقتداء " في كلام العرب، بالرجل: اتباع أثره، والأخذ بهديه. يقال: " فلان يقدو فلانًا "، إذا نحا نحوه، واتبع أثره," قِدَة، وقُدوة وقِدوة وقِدْيَة ". (64)* * *
القول في تأويل قوله : قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ هُوَ إِلا ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ (90)
قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: "
قل " لهؤلاء الذين أمرتك أن تذكّرهم بآياتي، أن تبسَل نفس بما كسبت، من مشركي قومك يا محمد: " لا أسألكم "، على تذكيري إياكم، والهدى الذي أدعوكم إليه، والقرآن الذي جئتكم به, عوضًا أعتاضه منكم عليه، وأجرًا آخذه منكم, (65) وما ذلك مني إلا تذكير لكم، ولكل من كان مثلكم ممن هو مقيم على باطل، بَأسَ الله أن يَحُلّ بكم، وسَخَطه أن ينـزل بكم على شرككم به وكفركم = وإنذارٌ لجميعكم بين يدي عذاب شديد, لتذكروا وتنـزجروا. (66)* * *
------------------
الهوامش :
(64) في المطبوعة: "
كتب مكان"وقدية""وقدوة" ، وهو خطأ صرف ، خالف ما في المخطوطة وهو الصواب.(65) انظر تفسير"
الأجر فيما سلف من فهارس اللغة (أجر).(66) انظر تفسير"ذكرى" فيما سلف ص: 439.
- ابن عاشور : أُولَٰئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ ۖ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ ۗ قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا ۖ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَىٰ لِلْعَالَمِينَ
جملة ابتدائية قصد من استئنافها استقلالها للاهتمام بمضمونها ، ولأنّها وقعت موقع التّكرير لمضمون الجملتين اللّتين قبلها : جملة { وهديناهم إلى صراط مستقيم } [ الأنعام : 87 ] وجملة { أولئك الذّين آتيناهم الكتاب والحكم والنبوءة } [ الأنعام : 89 ]. وحقّ التكرير أن يكون مفصولاً ، وليبنى عليها التّفريع في قوله : { فبهداهم اقتده }.والمشار إليهم باسم الإشارة هم المشار إليهم بقوله { أولئك الّذين آتيناهم الكتاب والحكم والنّبوءة } [ الأنعام : 89 ] فإنّهم الّذين أمر نبيّنا صلى الله عليه وسلم بالاقتداء بهداهم . وتكرير اسم الإشارة لتأكيد تمييز المشار إليه ولما يقتضيه التكرير من الاهتمام بالخبر .
وأفاد تعريف المسند والمسند إليه قصر جنس الّذين هداهم الله على المذكورين تفصيلاً وإجمالاً ، لأنّ المهديين من البشر لا يعدون أن يكونوا أولئك المسمّين ومن آبائهم وذرياتهم وإخوانهم ، فإنّ من آبائهم آدم وهو الأب الجامع للبشر كلّهم ، فأريد بالهدى هدى البشر ، أي الصرف عن الضلالة ، فالقصر حقيقي . ولا نظر لصلاح الملائكة لأنّه صلاح جبليّ . وعدل عن ضمير المتكلّم إلى اسم الجلالة الظاهر لقَرْن هذا الخبر بالمهابة والجلالة .
وقوله : { فبهداهم اقتده } تفريع على كمال ذلك الهُدَى ، وتخلُّص إلى ذكر حظّ محمدّ صلى الله عليه وسلم من هُدى الله بعد أن قُدّم قبله مُسْهَبُ ذكر الأنبياء وهديهم إشارة إلى علوّ منزلة محمّد صلى الله عليه وسلم وأنّها منزلة جديدة بالتّخصيص بالذكر حيث لم يذكر مع الأنبياء المتقدّمين ، وأنّه جمَعَ هُدى الأوّلين ، وأكملت له الفضائل ، وجُمع له ما تفرّق من الخصائص والمزايا العظيمة . وفي إفراده بالذكر وترك عدّه مع الأوّلين رمز بديع إلى فذاذته وتفرّد مقداره ، ورَعْي بديع لحال مجيء رسالته بعد مرور تلك العصور المتباعدة أو المتجاورة ، ولذلك قُدّم المجرور وهو { بهداهم } على عامله ، للاهتمام بذلك الهدى لأنّه هو منزلتك الجامعة للفضائل والمزايا ، فلا يليق به الاقتداء بهُدى هو دون هُداهم . ولأجل هذا لم يسبق للنّبيء صلى الله عليه وسلم اقتداء بأحد ممّن تحنّفوا في الجاهليّة أو تنصَّروا أو تهوّدوا . فقد لقي النّبيء صلى الله عليه وسلم زيدَ بن عَمْرو بن نُفَيْللٍ قبل النّبوءة في بَلْدَح وعَرض عليه أن يأكل معه من سُفْرته ، فقال زيد « { إنِّي لا آكل ممّا تذبحون على أنصابكم توهّماً منه أنّ النبي يدين بدين الجاهليّة ، وألهم الله محمّداً السكوت عن إجابته إلهاماً لحفظ السِرّ المدَّخر فلم يقل له إنّي لا أذبح على نُصُب . ولقي ورقةَ بن نوفل غير مرّة بمكّة . ولَقِي بَحيرا الرّاهبَ . ولم يقتد بأحد من أولئك وبقي على الفطرة إلى أن جاءته الرّسالة .
والاقتداء افتعال من القُدوةَ بضمّ القاف وكسرها وقياسه على الإسوة يقتضي أنّ الكسر فيه أشهر . وقال في المصباح }
: الضمّ أكثر . ووقع في «المقامات» للحريري «وقدوة الشحَّاذين» فضُبط بالضمّ .وذكره الواسطي في إشرح ألفاظ المقامات» في القاف المضمومة ، وروى فيه فتح القاف أيضاً ، وهو نادر . والقدوة هو الّذي يَعمل غيرُه مثل عمله ، ولا يعرف له في اللّغة فعل مجرّد فلم يسمع إلاّ اقتدى . وكأنّهم اعتبروا القدوة اسماً جامداً واشتقّوا منه الافتعال للدّلالة على التّكلّف كما اشتقّوا من اسم الخريف اخترف ، ومن الأسوة ائْتسى ، وكما اشتقّوا من اسم النمر تَنَمَّر ، ومن الحجَر تحجَّر . وقد تستعمل القدوة اسم مصدر لاقتدى . يقال : لي في فلان قُدوة كما في قوله تعالى : { لقد كان لكم فيهم أسوة حسنة } [ الممتحنة : 6 ].
وفي قوله : { فبهداهم اقتده } تعريض للمشركين بأنّ محمّداً صلى الله عليه وسلم ما جاء إلاّ على سنّة الرّسل كلّهم وأنّه ما كان بدعاً من الرّسل .
وأمْرُ النّبيء صلى الله عليه وسلم بالاقتداء بهُداهم يؤذن بأنّ الله زوى إليه كلّ فضيلة من فضائلهم الّتي اختصّ كلّ واحد بها سواء ما اتّفق منه واتّحد ، أو اختلف وافترق ، فإنّما يقتدي بما أطلعه الله عليه من فضائل الرّسل وسيرهم ، وهو الخُلُق الموصوف بالعظيم في قوله تعالى : { وإنّك لعلى خلق عظيم } [ القلم : 4 ].
ويشمل هداهم ما كان منه راجعاً إلى أصول الشّرائع ، وما كان منه راجعاً إلى زكاء النّفس وحسن الخُلق . وأمّا مَا كان منه تفاريع عن ذلك وأحكاماً جزئيّة من كلّ ما أبلغه الله إيّاه بالوحي ولم يأمره باتّباعه في الإسلام ولا بيّن له نسخه ، فقد اختلف علماؤنا في أنّ الشّرائع الإلهيّة السّابقة هل تعتبر أحكامها من شريعة الإسلام إذا أبلغها الله إلى الرّسول صلى الله عليه وسلم ولم يجعل في شريعته ما ينسخها .
وأرى أنّ أصل الاستدلال لهذا أنّ الله تعالى إذا ذكر في كتابه أو أوحى إلى رسوله عليه الصلاة والسلام حكاية حكم من الشرائع السابقة في مقام التّنويه بذلك والامتنان ولم يقارنه ما يدلّ على أنّه شُرِع للتّشديد على أصحابه عقوبة لهم ، ولا ما يدلّ على عدم العمل به ، فإنّ ذلك يدلّ على أنّ الله تعالى يريد من المسلمين العمل بمثله إذا لم يكن من أحكام الإسلام ما يخالفه ولا من أصوله ما يأباه ، مثل أصل التّيسير ولا يقتضي القياسُ على حكم إسلامي ما يناقض حكماً من شرائع مَن قَبلنا . ولا حجّة في الآيات الّتي فيها أمرُ النّبيء صلى الله عليه وسلم باتّباع مَن قبله مثل هذه الآية ، ومثل قوله تعالى : { ثمّ أوحينا إليك أن اتّبِعْ ملّة إبراهيم حنيفاً } [ النحل : 123 ] ومثل قوله تعالى : { شَرع لكم من الدّين ما وصّى به نوحاً والذي أوحينا إليك وما وصّينا به إبراهيم وموسى وعيسى } [ الشورى : 13 ] ، لأنّ المقصود من ذلك أصول الدّيانة وأسس التّشريع الّتي لا تختلف فيها الشّرائع ، فمن استدلّ بقوله تعالى : { فبهداهم اقتده } فاستدلاله ضعيف . قال الغزالي في «المستصفى» «أراد بالهُدى التّوحيد ودلالةَ الأدلّة العقليّة على الوحدانيّة والصّفات لأنّه تعالى أمره بالاقتداء بهداهم فلو كان المراد بالهدى شرائعهم لكان أمراً بشرائع مختلفة وناسخة ومنسوخة فدلّ أنّه أراد الهدى المشترك بين جميعهم» اه .
ومعنى هذا أنّ الآية لا تقوم حجّة على المخالف فلا مانع من أن يكون فيها استئناس لمن رأى حجّيّة شرع من قبلنا على الصّفات الّتي ذكرتُها آنفاً . وفي «صحيح البخاري» في تفسير سورة ( ص ) عن العَوّام قال : سألت مجاهداً عن سجدة ص فقال : سألت ابن عبّاس من أين سجدتَ ( أي من أيّ دليل أخذت أن تسجد في هذه الآية ، يريد أنّها حكاية عن سجود داوود وليس فيها صيغة أمر بالسجود ) فقال : «أوَمَا تقرأ { أولئك الّذين هدى الله فبهداهم اقتده } فكان داوود ممّن أمر نبيئُكم أن يقتدِي به فسجدها داوود فسجدها رسول الله» .
والمذاهب في هذه المسألة أربعة : المذهب الأوّل : مذهب مالك فيما حكاه ابن بكير وعبدُ الوهّاب والقرافي ونسبوه إلى أكثر أصحاب مالك : أنّ شرائع من قبلنا تكون أحكاماً لنا ، لأنّ الله أبلغها إلينا . والحجّة على ذلك ما ثبت في الصحاح من أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم في قضية الرُّبَيْععِ بنتتِ النضر حين كسَرَتْ ثنيّة جاريةٍ عمداً أنْ تُكْسر ثنيّتها فراجعتْه أمّها وقالت : واللّهِ لا تُكْسَر ثنيّةُ الرّبيع فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم " كتابُ الله القصاص " ، وليس في كتاب الله حكم القصاص في السنّ إلاّ ما حكاه عن شرع التّوراة بقوله { وكتبنا عليهم فيها أنّ النّفس بالنّفس إلى قوله والسنّ بالسنّ } [ المائدة : 45 ]. وما في «الموطأ» أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : من نسي الصلاة فليصلّها إذا ذكرها فإنّ الله تعالى يقول في كتابه : { أقِمْ الصّلاة لذِكْري } [ طه : 14 ] وإنّما قاله الله حكاية عن خِطابه لموسى عليه السلام ، وبظاهر هذه الآية لأنّ الهدى مصدر مضاف فظاهره العموم ، ولا يُسلّم كونُ السياق مخصّصاً له كما ذهب إليه الغزالي . ونقل علماء المالكية عن أصحاب أبي حنيفة مثلَ هذا . وكذلك نقل عنهم ابنُ حزم في كتابه «الإعراب في الحيرَة والالتباس الواقعين في مذاهب أهل الرأي والقياس» . وفي «توضيح» صدر الشريعة حكايتُه عن جماعة من أصحابهم ولم يُعيّنه . ونقله القرطبي عن كثير من أصحاب الشافعي . وهو منقول في كتب الحنفيّة عن عامّة أصحاب الشّافعي .
المذهب الثّاني : ذهب أكثر الشّافعيّة والظاهرية : أنّ شرع من قبلنا ليس شرعاً لنا . واحتجّوا بقوله تعالى : { لكُللٍ جعلنا منكم شِرْعَةً ومنهاجاً } [ المائدة : 48 ]. ونسب القرطبي هذا القول للكثير من أصحاب مالك وأصحاب الشّافعي . وفي «توضيح» صدر الشّريعة نسبة مثل هذا القول لجماعة من أصحابهم .
الثالث : إنّما يلزم الاقتداء بشرع إبراهيم عليه السلام لقوله تعالى : { ثمّ أوحينا إليك أن اتَّبِعْ ملّة إبراهيم حَنيفاً } [ النحل : 123 ]. ولم أقف على تعيين من نسب إليه هذا القول .
الرّابع : لا يلزم إلاّ اتّباع شريعة عيسى لأنّها آخر الشّرائع نَسخت ما قبلها . ولم أقف على تعيين صاحب هذا القول . قال ابن رشد في «المقدّمات» : وهذا أضعف الأقوال .
والهاء في قوله : { اقتده } ساكنة عند جمهور القرّاء ، فهي هاء السكت الّتي تُجلب عند الوقف على الفعل المعتلّ اللاّم إذا حذفت لامَه للجازم ، وهي تثبت في الوقف وتحذف في الوصل ، وقد ثبتت في المصحف لأنّهم كانوا يكتبون أواخر الكلم على مراعاة حال الوقف . وقد أثبتها جمهور القرّاء في الوصل ، وذلك من إجراء الوصل مجرى الوقف وهو وارد في الكلام الفصيح . والأحسن للقارىء أن يقف عليها جرياً على الأفصح ، فجمهور القرّاء أثبتوها ساكنة ما عدا رواية هشام عن ابن عامر فقد حرّكها بالكسر ، ووجَّه أبو عليّ الفارسي هذه القراءة بأنّها تجعل الهاء ضمير مصدر «اقْتد» ، أي اقتد الاقتداء ، وليست هاء السكت ، فهي كالهاء في قوله تعالى : { عذاباً لا أعذّبُه أحداً من العالمين } [ المائدة : 115 ] أي لا أعذّب ذلك العذاب أحداً . وقرأ حمزة ، والكسائي ، وخَلف ، بحذف الهاء في حالة الوصل على القياس الغالب .
{ قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِنْ هُوَ إِلاَّ ذكرى للعالمين }.
استئناف عُقّب به ذلك البيانُ العظيم الجامع لأحوال كثير من الأمم . والإيماءُ إلى نبوءة جمع من الأنبياء والصّالحين ، وبيان طريقة الجدل في تأييد الدّين ، وأنّه ما جاء إلاّ كما جاءت مِلل تلك الرّسل ، فلذلك ذيَّله الله بأمر رسوله أن يُذكِّر قومه بأنّه يذكِّرُهم . كما ذكَّرتْ الرّسلُ أقوامهم ، وأنّه ما جاء إلاّ بالنّصح لهم كما جاءت الرّسل . وافتتح الكلام بفعل { قل } للتّنبيه على أهميّته كما تقدّم في هذه السّورة غير مرّة . وقُدّم ذلك بقوله : { لا أسألكم عليه أجراً } أي لست طالبَ نفع لنفسي على إبلاغ القرآن ، ليكون ذلك تنبيهاً للاستدلال على صدقه لأنّه لو كان يريد لنفسه نفعاً لصانعهم ووافقهم . قال في «الكشاف» في سورة هود ( 51 ) عند قوله تعالى حكاية من هود { يا قوم لا أسألكم عليه أجراً إنْ أجريَ إلاّ على الّذي فطَرنيَ أفَلا تعقلون } ما من رسول إلاّ واجه قومه بهذا القول لأنّ شأنهم النّصيحة والنّصيحة لا يمحّصها ولا يمحِّضُها إلاّ حَسم المطامع وما دام يتوهّم شيء منها لم تنفع ولم تنجع اه .
قلت : وحكى الله عن نوح مثل هذا في قوله في سورة [ هود : 29 ] { ويَا قوم لا أسألكم عليه مَالاً إنْ أجريَ إلاّ على الله } وقال لرسوله أيضاً في سورة [ الشّورى : 23 ] { قل لا أسألكم عليه أجراً إلاّ المودّة في القربى . فليس المقصود من قوله : لا أسألكم عليه أجراً } ردّ اعتقاد معتقد أو نفي تهمة قيلت ولكن المقصود به الاعتبار ولفت النّظر إلى محض نصح الرّسول صلى الله عليه وسلم في رسالته وأنّها لنفع النّاس لا يجرّ منها نفعاً إلى نفسه .
والضمير في قوله : { عليه } وقوله : { إن هو } راجع إلى معروف في الأذهان؛ فإنّ معرفة المقصود من الضمير مغنية عن ذكر المعاد مثل قوله تعالى : { حتّى توارتْ بالحجاب } [ ص : 32 ] ، وكما في حديث عُمر في خبر إيلاء النّبيء صلى الله عليه وسلم « فنزل صاحبي الأنصاري يوم نوبته فضرب بأبي ضرباً شديداً فقال : أثمّ هو » ألخ . والتّقدير : لا أسألكم على التّبليغ أو الدّعاء أجراً وما دعائي وتبليغي إلاّ ذِكْرى بالقرآن وغيره من الأقوال .
والذّكرى اسم مصدر الذِكر بالكسر ، وهو ضدّ النّسيان ، وتقدّم آنفاً . والمُراد بها هنا ذكر التّوحيد والبعث والثّواب والعقاب .
وجَعَل الدّعوة ذكرى للعالمين ، لأنّ دعوته صلى الله عليه وسلم عامّة لسائر النّاس . وقد أشعر هذا بأنّ انتفاء سؤال الأجر عليه لسببين : أحدهما : أنّه ذِكرى لهم ونصح لنفعهم فليس محتاجاً لِجَزاءٍ منهم ، ثانيهما : أنّه ذكرى لغيرهم من النّاس وليس خاصّاً بهم .
- إعراب القرآن : أُولَٰئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ ۖ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ ۗ قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا ۖ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَىٰ لِلْعَالَمِينَ
«أُولئِكَ الَّذِينَ» مبتدأ وخبر كالآية السابقة والجملة مستأنفة لا محل لها «هَدَى اللَّهُ» فعل ماض وفاعل والجملة صلة الموصول لا محل لها والعائد محذوف والتقدير هداهم اللّه. «فَبِهُداهُمُ» الفاء هي الفصيحة ، والجار والمجرور متعلقان بالفعل اقتده بعدهما «اقْتَدِهْ» فعل أمر مبني على حذف حرف العلة ، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت ، والهاء للسكت ، والجملة لا محل لها جواب شرط مقدر إذا كان الأمر كما ذكر فاقتد بهم. «قُلْ» فعل أمر والفاعل أنت والجملة مستأنفة «لا أَسْئَلُكُمْ» فعل مضارع فاعله أنا والكاف مفعوله الأول ، ولا نافية لا عمل لها ، والجملة مقول القول «عَلَيْهِ» متعلقان بمحذوف حال من
«أَجْراً» و«أَجْراً» مفعوله الثاني. «إِنْ» النافية «هُوَ» ضمير رفع منفصل في محل رفع مبتدأ «إِلَّا» أداة حصر «ذِكْرى » خبر «لِلْعالَمِينَ» متعلقان بذكرى ، والجملة الاسمية مستأنفة لا محل لها.
- English - Sahih International : Those are the ones whom Allah has guided so from their guidance take an example Say "I ask of you for this message no payment It is not but a reminder for the worlds"
- English - Tafheem -Maududi : أُولَٰئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ ۖ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ ۗ قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا ۖ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَىٰ لِلْعَالَمِينَ(6:90) (O Muhammad!) Those are the ones Allah guided to the right way. Follow, then, their way, and say: 'I ask of you no reward (for carrying on this mission); it is merely an admonition to all mankind.'
- Français - Hamidullah : Voilà ceux qu'Allah a guidés suis donc leur direction Dis Je ne vous demande pas pour cela de salaire Ce n'est qu'un rappel à l'intention de tout l'univers
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Das sind diejenigen die Allah rechtgeleitet hat So nimm ihre Rechtleitung zum Vorbild Sag Ich verlange von euch keinen Lohn dafür Es ist nur eine Ermahnung für die Weltenbewohner
- Spanish - Cortes : A éstos ha dirigido Alá ¡Sigue pues su Dirección Di No os pido salario a cambio No es más que una Amonestación dirigida a todo el mundo
- Português - El Hayek : São aqueles que Deus iluminou Toma pois seu exemplo Dizelhes Não vos exijo recompensa alguma por isto Ele oAlcorão não é mais do que uma mensagem para a humanidade
- Россию - Кулиев : Это - те кого Аллах повел прямым путем Следуй же их прямым путем Скажи Я не прошу у вас вознаграждения за него Это не что иное как Напоминание для миров
- Кулиев -ас-Саади : أُولَٰئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ ۖ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ ۗ قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا ۖ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَىٰ لِلْعَالَمِينَ
Это - те, кого Аллах повел прямым путем. Следуй же их прямым путем. Скажи: «Я не прошу у вас вознаграждения за него. Это не что иное, как Напоминание для миров».Благородному Посланнику, да благословит его Аллах и приветствует, было велено следовать путем других славных пророков, и он выполнил этот приказ. Он последовал примеру своих предшественников, которые обладали самыми прекрасными качествами. Он объединил в себе эти качества и достоинства и благодаря этому превзошел остальные творения. Он стал господином посланников и вождем богобоязненных рабов. Мир и благословение Аллаха ему и всем остальным Его посланникам! Опираясь на такие рассуждения, некоторые сподвижники утверждали, что Пророк Мухаммад, да благословит его Аллах и приветствует, был лучшим среди посланников Аллаха. Затем посланнику Аллаха было велено сказать тем, кто отвернулся от его призыва: «Я не обременяю вас материальными обязательствами и не прошу вас одарить меня богатством за то, что проповедую среди вас и довожу до вашего сведения Откровение. Если бы я поступал так, то у вас было бы основание не следовать за мной. Однако я прошу вознаграждения только от Аллаха. Я передаю вам Напоминание, из которого вы можете узнать то, что приносит вам пользу, и то, что причиняет вам вред. Благодаря этому вы можете совершать правильные поступки и остерегаться грехов. Вы можете познать своего Господа посредством Его имен и качеств, узнать о праведной морали и том, как можно обрести ее, а также о дурных качествах и путях, которые приводят к ним. И если мои проповеди являются напоминанием для творений и величайшей милостью, которую Аллах оказал Своим рабам, то вы обязаны принять их и возблагодарить Его за них».
- Turkish - Diyanet Isleri : İşte bunlar Allah'ın doğru yola eriştirdikleridir onların yoluna uy "Sizden buna karşılık bir ücret istemem bu sadece herkes için bir hatırlatmadır" de
- Italiano - Piccardo : Essi sono coloro che Allah ha guidato attieniti alla loro guida Di' “Non vi chiedo compenso per questo Non è che un monito rivolto al creato”
- كوردى - برهان محمد أمين : ئهو ناوبراوانه ئهو کهسانهن که خوا بهتایبهت هیدایهت و ڕینموویی کردوون تۆش ئهی محمد صلى الله عليه وسلم ئهی ئیماندار شوێنی هیدایهت و ڕێنموویی ئهوانه بکهوه ههروهها بهو خهڵکه بڵێ که من هیج جۆره کرێ و پاداشتێکتان لهسهر ڕێنموویی لێ داوا ناکهم ئهم قورئان و بهرنامهیهش که به مندا ڕهوانهکراوه تهنها یادخهرهوهیه بۆ ههموو خهڵکی سهر ئهم زهویه
- اردو - جالندربرى : یہ وہ لوگ ہیں جن کو خدا نے ہدایت دی تھی تو تم انہیں کی ہدایت کی پیروی کرو۔ کہہ دو کہ میں تم سے اس قران کا صلہ نہیں مانگتا۔ یہ تو جہان کے لوگوں کے لئےمحض نصیحت ہے
- Bosanski - Korkut : Njih je Allah uputio zato slijedi njihov Pravi put Reci "Ja od vas ne tražim nagradu za Kur'an on je samo pouka svjetovima"
- Swedish - Bernström : åt dem som Gud vägledde Följ deras exempel [Muhammad] och säg "Jag begär inte ersättning av er för detta [budskap]; det är ingenting mindre än en påminnelse till alla folk"
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Mereka itulah orangorang yang telah diberi petunjuk oleh Allah maka ikutilah petunjuk mereka Katakanlah "Aku tidak meminta upah kepadamu dalam menyampaikan AlQuran" AlQuran itu tidak lain hanyalah peringatan untuk seluruh ummat
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : أُولَٰئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ ۖ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ ۗ قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا ۖ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَىٰ لِلْعَالَمِينَ
(Mereka itulah orang-orang yang mendapat petunjuk) yaitu mereka yang mendapat hidayah (Allah, maka petunjuk mereka) jalan mereka seperti mentauhidkan Allah dan bersabar (ikutilah) dengan ha saktah baik dibaca wakaf maupun washal akan tetapi menurut suatu qiraat dibaca tanpa ha saktah jika dibaca washal/dibaca langsung (katakanlah) kepada penduduk Mekah ("Aku tidak meminta kepadamu dalam menyampaikannya) dimaksud menyampaikan Alquran (suatu upah pun.") yang kamu berikan upah itu kepadaku (tidak lain ia itu) Alquran itu (hanyalah peringatan) nasihat (untuk segala umat) mencakup umat manusia dan umat jin.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : এরা এমন ছিল যাদেরকে আল্লাহ পথ প্রদর্শন করেছিলেন। অতএব আপনিও তাদের পথ অনুসরণ করুন। আপনি বলে দিনঃ আমি তোমাদের কাছে এর জন্যে কোন পারিশ্রমিক চাই না। এটি সারা বিশ্বের জন্যে একটি উপদেশমাত্র।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : இவர்கள் யாவரையும் அல்லாஹ் நேர்வழியில் செலுத்தினான்; ஆதலால் இவர்களுடைய நேர்வழியையே நீரும் பின்பற்றுவீராக "இதற்காக நாம் உங்களிடம் எவ்வித பிரதிபலனையும் கேட்கவில்லை இது இக்குர்ஆன் உலக மக்கள் யாவருக்கும் நல்லுபதேசமேயன்றி வேறில்லை" என்றுங் கூறுவீராக
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : ชนเหล่านี้ คือผู้ที่อัลลอฮ์ได้ทรงแนะนำของพวกเขา เจ้า จงเจริญรอยตามเถิด จงกล่าวเถิด มุฮัมมัด ว่าฉันจะไม่ขอต่อพวกท่านซึ่งค่าจ้างใด ๆ ในการให้ ศรัทธาต่ออัลกุรอาน อัลกุรอานนั้น มิใช่อะไรอื่นนอกจากคำตักเตือนสำหรับประชาชาติทั้งหลายเท่านั้น
- Uzbek - Мухаммад Содик : Ана ўшалар Аллоҳ ҳидоят қилган зотлардир Бас уларнинг ҳидоятига эргаш Мен сизлардан бунинг учун ҳақ сўрамайман У оламлар учун эслатмадан иборат холос деб айт Зикр қилинган Пайғамбарлар а с Аллоҳ ҳидоят қилган зотлардир Аллоҳдан келган ҳидоят эса доимо эргашиш зарур бўлган нарсадир Пайғамбаримиз с а в иқтидо қилишлари лозим ҳидоят ҳам шу ҳидоятдир Кишилар даъват қилинадиган ҳидоят ҳам шу
- 中国语文 - Ma Jian : 这等人,是真主引导的人,你应当效法他们走正道。你说:我不为这部经典而向你们索取报酬,这部经典是全世界的教训。
- Melayu - Basmeih : Mereka Nabinabi itulah orangorang yang telah diberi petunjuk oleh Allah maka turutlah olehmu wahai Muhammad akan petunjuk mereka; Katakanlah "Aku tidak meminta upah kepada kamu mengenai petunjuk AlQuran yang aku sampaikan itu AlQuran itu tidak lain hanyalah peringatan bagi penduduk alam seluruhnya
- Somali - Abduh : Kuwuas Nabiyada waeye kuwu Eebe hasiuusniyey ee Hanuunkouda kit dayo waxaadssa Dhahdaa ldirna warsananyc LJjuuro eewaauunwaanada caalsmka
- Hausa - Gumi : Waɗancan ne Allah Ya shiryar sabõda haka ka yi kõyi da shiryarsu Ka ce "Ba ni tambayar ku wata ijãra Shĩ Alƙur'ãni bai zama ba fãce tunãtarwa ga tãlikai"
- Swahili - Al-Barwani : Hao ndio ambao Mwenyezi Mungu amewahidi Basi fuata hidaya yao Sema Mimi sikuombeni ujira Haya hayakuwa ila ni mawaidha kwa walimwengu wote
- Shqiptar - Efendi Nahi : Këta janë ata pejgamberët e përmendur të cilët Perëndia i ka udhëzuar në rrugën e drejtë andaj edhe Ti o Muhammed ndiqe rrugën e tyre Thuaj “Unë nuk kërkoj nga ju për Shpaljen e Kur’anit kurrfarë shpërblimi Se ai është vetëm këshillë për gjithë njerëzimin”
- فارسى - آیتی : اينان كسانى هستند كه خدا هدايتشان كرده است، پس به روش ايشان اقتدا كن. بگو: در برابر آن هيچ پاداشى از شما نمىطلبم، اين كتاب جز اندرزى براى مردم جهان نيست.
- tajeki - Оятӣ : Инҳо касоне ҳастанд, ки Худо ҳидояташон кардааст пас ба равиши онҳо пайравӣ кун. Бигӯ; «Дар баробари он ҳеҷ музде аз шумо наметалабам, ин китоб ҷуз панде барои мардуми ҷаҳон пест».
- Uyghur - محمد صالح : ئەنە شۇلار (يەنى مەزكۇر پەيغەمبەرلەر) اﷲ ھىدايەت قىلغان كىشىلەردۇر، ئۇلارنىڭ يولىغا ئەگەشكىن، (ئى مۇھەممەد! قەۋمىڭگە) ئېيتقىنكى، «قۇرئاننى تەبلىغ قىلغانلىقىمغا سىلەردىن ھېچقانداق ھەق تەلەپ قىلمايمەن، قۇرئان پەقەت پۈتۈن جاھان ئەھلى ئۈچۈن ۋەز - نەسىھەتتۇر»
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : അവരെതന്നെയാണ് അല്ലാഹു നേര്വഴിയിലാക്കിയത്. അതിനാല് അവരുടെ സത്യപാത നീയും പിന്തുടരുക. പറയുക: “ഇതിന്റെ പേരിലൊരു പ്രതിഫലവും ഞാന് നിങ്ങളോടാവശ്യപ്പെടുന്നില്ല. ഇത് ലോകര്ക്കാകമാനമുള്ള ഉദ്ബോധനമല്ലാതൊന്നുമല്ല.”
- عربى - التفسير الميسر : اولئك الانبياء المذكورون هم الذين وفقهم الله تعالى لدينه الحق فاتبع هداهم ايها الرسول واسلك سبيلهم قل للمشركين لا اطلب منكم على تبليغ الاسلام عوضا من الدنيا ان اجري الا على الله وما الاسلام الا دعوه جميع الناس الى الطريق المستقيم وتذكير لكم ولكل من كان مثلكم ممن هو مقيم على باطل لعلكم تتذكرون به ما ينفعكم