- عربي - نصوص الآيات عثماني : وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ ٱفْتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِبًا أَوْ قَالَ أُوحِىَ إِلَىَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَىْءٌ وَمَن قَالَ سَأُنزِلُ مِثْلَ مَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ ۗ وَلَوْ تَرَىٰٓ إِذِ ٱلظَّٰلِمُونَ فِى غَمَرَٰتِ ٱلْمَوْتِ وَٱلْمَلَٰٓئِكَةُ بَاسِطُوٓاْ أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوٓاْ أَنفُسَكُمُ ۖ ٱلْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ ٱلْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى ٱللَّهِ غَيْرَ ٱلْحَقِّ وَكُنتُمْ عَنْ ءَايَٰتِهِۦ تَسْتَكْبِرُونَ
- عربى - نصوص الآيات : ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو قال أوحي إلي ولم يوح إليه شيء ومن قال سأنزل مثل ما أنزل الله ۗ ولو ترى إذ الظالمون في غمرات الموت والملائكة باسطو أيديهم أخرجوا أنفسكم ۖ اليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تقولون على الله غير الحق وكنتم عن آياته تستكبرون
- عربى - التفسير الميسر : ومَن أشدُّ ظلمَّا ممَّن اختلق على الله تعالى قولا كذبًا، فادعى أنه لم يبعث رسولا من البشر، أو ادعى كذبًا أن الله أوحى إليه ولم يُوحِ إليه شيئًا، أو ادَّعى أنه قادر على أن يُنْزل مثل ما أنزل الله من القرآن؟ ولو أنك أبصرت -أيها الرسول- هؤلاء المتجاوزين الحدَّ وهم في أهوال الموت لرأيت أمرًا هائلا والملائكة الذين يقبضون أرواحهم باسطو أيديهم بالعذاب قائلين لهم: أخرجوا أنفسكم، اليوم تهانون غاية الإهانة، كما كنتم تكذبون على الله، وتستكبرون عن اتباع آياته والانقياد لرسله.
- السعدى : وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَن قَالَ سَأُنزِلُ مِثْلَ مَا أَنزَلَ اللَّهُ ۗ وَلَوْ تَرَىٰ إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنفُسَكُمُ ۖ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ
يقول تعالى: لا أحد أعظم ظلما، ولا أكبر جرما، ممن كذب [على] الله.بأن نسب إلى الله قولا أو حكما وهو تعالى بريء منه، وإنما كان هذا أظلم الخلق، لأن فيه من الكذب، وتغيير الأديان أصولها، وفروعها، ونسبة ذلك إلى الله -ما هو من أكبر المفاسد. ويدخل في ذلك، ادعاء النبوة، وأن الله يوحي إليه، وهو كاذب في ذلك، فإنه - مع كذبه على الله، وجرأته على عظمته وسلطانه- يوجب على الخلق أن يتبعوه، ويجاهدهم على ذلك، ويستحل دماء من خالفه وأموالهم. ويدخل في هذه الآية، كل من ادعى النبوة، كمسيلمة الكذاب والأسود العنسي والمختار، وغيرهم ممن اتصف بهذا الوصف. { وَمَنْ قَالَ سَأُنْزِلُ مِثْلَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ ْ} أي: ومن أظلم ممن زعم. أنه يقدر على ما يقدر الله عليه ويجاري الله في أحكامه، ويشرع من الشرائع، كما شرعه الله. ويدخل في هذا، كل من يزعم أنه يقدر على معارضة القرآن، وأنه في إمكانه أن يأتي بمثله. وأي: ظلم أعظم من دعوى الفقير العاجز بالذات، الناقص من كل وجه، مشاركةَ القوي الغني، الذي له الكمال المطلق، من جميع الوجوه، في ذاته وأسمائه وصفاته؟" ولما ذم الظالمين، ذكر ما أعد لهم من العقوبة في حال الاحتضار، ويوم القيامة فقال: { وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ ْ} أي: شدائده وأهواله الفظيعة، وكُرَبه الشنيعة –لرأيت أمرا هائلا، وحالة لا يقدر الواصف أن يصفها. { وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ ْ} إلى أولئك الظالمين المحتضرين بالضرب والعذاب، يقولون لهم عند منازعة أرواحهم وقلقها، وتعصيها للخروج من الأبدان: { أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ ْ} أي: العذاب الشديد، الذي يهينكم ويذلكم والجزاء من جنس العمل، فإن هذا العذاب { بِمَا كُنْتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ْ} من كذبكم عليه، وردكم للحق، الذي جاءت به الرسل. { وَكُنْتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ ْ} أي: تَرَفَّعون عن الانقياد لها، والاستسلام لأحكامها. وفي هذا دليل على عذاب البرزخ ونعيمه، فإن هذا الخطاب، والعذاب الموجه إليهم، إنما هو عند الاحتضار وقبيل الموت وبعده. وفيه دليل، على أن الروح جسم، يدخل ويخرج، ويخاطب، ويساكن الجسد، ويفارقه، فهذه حالهم في البرزخ. وأما يوم القيامة، فإنهم إذا وردوها، وردوها مفلسين فرادى بلا أهل ولا مال، ولا أولاد ولا جنود، ولا أنصار، كما خلقهم الله أول مرة، عارين من كل شيء. فإن الأشياء، إنما تتمول وتحصل بعد ذلك، بأسبابها، التي هي أسبابها، وفي ذلك اليوم تنقطع جميع الأمور، التي كانت مع العبد في الدنيا، سوى العمل الصالح والعمل السيء، الذي هو مادة الدار الآخرة، الذي تنشأ عنه، ويكون حسنها وقبحها، وسرورها وغمومها، وعذابها ونعيمها، بحسب الأعمال. فهي التي تنفع أو تضر، وتسوء أو تسر، وما سواها من الأهل والولد، والمال والأنصار، فعواري خارجية، وأوصاف زائلة، وأحوال حائلة
- الوسيط لطنطاوي : وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَن قَالَ سَأُنزِلُ مِثْلَ مَا أَنزَلَ اللَّهُ ۗ وَلَوْ تَرَىٰ إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنفُسَكُمُ ۖ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ
وبعد أن بين- سبحانه- مزايا هذا القرآن أتبع ذلك ببيان عاقبة الذين يفترون الكذب على الله- تعالى-، وصور أحوالهم عند النزع الأخير وعند ما يقفون أمام ربهم للحساب بصورة ترتجف لها الأفئدة فقال- تعالى-:
وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللَّهِ كَذِباً أَوْ قالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ.
والمعنى لا أحد أشد ظلما ممن اختلق الكذب على الله فجعل له شركاء من خلقه، وأنكر ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم من هدايات، وحلل وحرم بهواه ما لم يأذن به الله.
والاستفهام إنكارى فهو في معنى النفي. ومَنْ اسم موصول والمراد به الجنس. أى:
كل من افترى على الله كذبا، وليس المراد فردا معينا.
أَوْ قالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ أى: قال بأن الله أوحى إلى بالرسالة أو النبوة مع أنه كاذب في دعواه، فإن الله ما أوحى إليه شيئا، وهذا يصدق على ما ادعاه مسيلمة الكذاب والأسود العنسي من أنهما نبيان يوحى إليهما. ويصدق- أيضا- على كل مدع للوحى والنبوة في كل زمان ومكان.
وهذه الجملة الكريمة معطوفة على صلة مَنْ من عطف الخاص على العام، لأن هذا القول هو نوع من أنواع افتراء الكذب.
وَمَنْ قالَ سَأُنْزِلُ مِثْلَ ما أَنْزَلَ اللَّهُ أى: ولا أحد أظلم- أيضا- ممن قال بأنى قادر على أن أنزل قرآنا مثل الذي أنزله الله كالذين حكى القرآن عنهم قوله: وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُنا قالُوا قَدْ سَمِعْنا لَوْ نَشاءُ لَقُلْنا مِثْلَ هذا إِنْ هذا إِلَّا أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ.
وبذلك نرى أن الآية الكريمة قد توعدت بأشد ألوان الوعيد كل مفتر على الله الكذب، وكل مدع أنه يوحى إليه شيء وكل من زعم أنه في قدرته أن يأتى بقرآن مثل هذا القرآن كما حدث من النضر بن الحارث وعبد الله بن سعد بن أبى سرح.
ثم بين- سبحانه- مصير كل ظالم أثيم فقال: وَلَوْ تَرى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَراتِ الْمَوْتِ أى: ولو ترى أيها الرسول الكريم أو أيها العاقل حالة أولئك الظالمين وهم في غمرات الموت أى: في شدائده وكرباته وسكراته لرأيت شيئا فظيعا هائلا ترتعد منه الأبدان، فجواب الشرط محذوف.
والغمرات: جمع غمرة وهي الشدة. وأصلها الشيء الذي يغمر الأشياء فيغطيها، يقال غمره الماء إذا علاه وستره ثم استعمل في الشدائد والمكاره.
وتقييد الرؤية بهذا الوقت لإفادة أنه ليس المراد مجرد الرؤية، بل المراد رؤيتهم على حال فظيعة عند كل ناظر.
وقوله وَالْمَلائِكَةُ باسِطُوا أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ أى والملائكة الموكلون بقبض أرواحهم باسطوا أيديهم إليهم بالإماتة والعذاب قائلين لهم على سبيل التوبيخ والزجر: أخرجوا إلينا أرواحكم من أجسادكم.
والأمر هنا للتعجيز أى: أخرجوا أنفسكم من هذا العذاب إن استطعتم إلى ذلك سبيلا.
قال الآلوسى: وذهب بعضهم إلى أن هذا تمثيل لفعل الملائكة في قبض أرواح الظلمة بفعل الغريم الملح يبسط يده إلى من عليه الحق ويعنف عليه في المطالبة ولا يمهله ويقول له: أخرج مالي عليك الساعة ولا أبرح مكاني حتى انتزعه منك . وفي الكشاف: أنه كناية عن العنف في السياق والإلحاح والتشديد في الإزهاق من غير تنفيس وإمهال ولا بسط ولا قول حقيقة هناك واستظهر ابن المنير أنهم يفعلون معهم هذه الأمور حقيقة على الصور المحكية وإذا أمكن البقاء على الحقيقة فلا معدل عنها» .
ولعل مما يؤيد قول ابن المنير في تعليقه على ما قال صاحب الكشاف ما جاء في آية أخرى وهي قوله- تعالى- وَلَوْ تَرى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبارَهُمْ .
وقوله: الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذابَ الْهُونِ بِما كُنْتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنْتُمْ عَنْ آياتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ هذا القول من تتمة ما تقوله الملائكة لأولئك الظالمين.
أى: تقول لهم أخرجوا أنفسكم، اليوم تلقون عذاب الذل والهوان لا بظلم من الرحمن، وإنما بسبب أنكم كنتم في دنياكم تفترون على الله الكذب، وبسبب أنكم كنتم معرضين عن آياته، مستكبرين عنها ولا تتأملون فيها، ولا تعتبرون بها.
والمراد باليوم مطلق الزمن لا اليوم المتعارف عليه، وهو إما حين الموت أو ما يشمله وما بعده.
والهون معناه: الهوان والذل، وفسره صاحب الكشاف، بالهوان الشديد وقال: «وإضافة العذاب إليه كقولك، رجل سوء يريد العراقة في الهوان والتمكن فيه» .
- البغوى : وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَن قَالَ سَأُنزِلُ مِثْلَ مَا أَنزَلَ اللَّهُ ۗ وَلَوْ تَرَىٰ إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنفُسَكُمُ ۖ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ
قوله عز وجل : ( ومن أظلم ممن افترى ) أي : اختلق ( على الله كذبا ) فزعم أن الله تعالى بعثه نبيا ، ( أو قال أوحي إلي ولم يوح إليه شيء ) قال قتادة : نزلت في مسيلمة الكذاب الحنفي ، وكان يسجع ويتكهن ، فادعى النبوة وزعم أن الله أوحى إليه ، وكان قد أرسل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم رسولين ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لهما : أتشهدان أن مسيلمة نبي؟ قالا : نعم ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " لولا أن الرسل لا تقتل لضربت أعناقكما " .
أخبرنا حسان بن سعيد المنيعي أنا أبو طاهر الزيادي أنا أبو بكر محمد بن الحسين القطان أنا أحمد بن يوسف السلمي أنا عبد الرزاق أنا معمر عن همام بن منبه أنا أبو هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " بينا أنا نائم إذ أتيت خزائن الأرض فوضع في يدي سواران من ذهب ، فكبرا علي وأهماني فأوحي إلي أن انفخهما ، فنفختهما فذهبا ، فأولتهما الكذابين اللذين أنا بينهما : صاحب صنعاء وصاحب اليمامة " أراد بصاحب صنعاء الأسود العنسي وبصاحب اليمامة مسيلمة الكذاب . .
قوله تعالى : ( ومن قال سأنزل مثل ما أنزل الله ) قيل : نزلت في عبد الله بن سعد بن أبي سرح وكان قد أسلم وكان يكتب للنبي صلى الله عليه وسلم وكان إذ أملى عليه : سميعا بصيرا ، كتب عليما حكيما ، وإذا قال : عليما حكيما ، كتب : غفورا رحيما ، فلما نزلت : " ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين " ( المؤمنون ، 12 ) أملاها عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فعجب عبد الله من تفصيل خلق الإنسان ، فقال : تبارك الله أحسن الخالقين ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : اكتبها فهكذا نزلت ، فشك عبد الله ، وقال : لئن كان محمد صادقا فقد أوحي إلي كما أوحي إليه ، فارتد عن الإسلام ولحق بالمشركين ، ثم رجع عبد الله إلى الإسلام قبل فتح مكة إذ نزل النبي صلى الله عليه وسلم بمر الظهران .
وقال ابن عباس : قوله ( ومن قال سأنزل مثل ما أنزل الله ) يريد المستهزئين ، وهو جواب لقولهم : ( لو نشاء لقلنا مثل هذا )
قوله عز وجل : ( ولو ترى ) يا محمد ، ( إذ الظالمون في غمرات الموت ) سكراته وهي جمع غمرة ، وغمرة كل شيء : معظمه ، وأصلها : الشيء الذي [ يعم ] الأشياء فيغطيها ، ثم وضعت في موضع الشدائد والمكاره ، ( والملائكة باسطو أيديهم ) بالعذاب والضرب ، يضربون وجوههم وأدبارهم ، وقيل بقبض الأرواح ، ( أخرجوا ) أي : يقولون أخرجوا ، ( أنفسكم ) أي : أرواحكم كرها ، لأن نفس المؤمن تنشط للقاء ربها ، والجواب محذوف ، يعني : لو تراهم في هذه الحال لرأيت عجبا ، ( اليوم تجزون عذاب الهون ) أي : الهوان ، ( بما كنتم تقولون على الله غير الحق وكنتم عن آياته تستكبرون ) تتعظمون عن الإيمان بالقرآن ولا تصدقونه .
- ابن كثير : وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَن قَالَ سَأُنزِلُ مِثْلَ مَا أَنزَلَ اللَّهُ ۗ وَلَوْ تَرَىٰ إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنفُسَكُمُ ۖ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ
يقول تعالى : ( ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا ) أي : لا أحد أظلم ممن كذب على الله ، فجعل له شريكا أو ولدا ، أو ادعى أن الله أرسله إلى الناس ولم يكن أرسله; ولهذا قال تعالى : ( أو قال أوحي إلي ولم يوح إليه شيء )
قال عكرمة وقتادة : نزلت في مسيلمة الكذاب لعنه الله .
( ومن قال سأنزل مثل ما أنزل الله ) يعني : ومن ادعى أنه يعارض ما جاء من عند الله من الوحي مما يفتريه من القول ، كما قال تعالى : ( وإذا تتلى عليهم آياتنا قالوا قد سمعنا لو نشاء لقلنا مثل هذا إن هذا إلا أساطير الأولين ) [ الأنفال : 31 ] ، قال الله : ( ولو ترى إذ الظالمون في غمرات الموت ) أي : في سكراته وغمراته وكرباته ، ( والملائكة باسطو أيديهم ) أي : بالضرب كما قال : ( لئن بسطت إلي يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي إليك لأقتلك ) الآية [ المائدة : 28 ] ، وقال : ( ويبسطوا إليكم أيديهم وألسنتهم بالسوء ) الآية [ الممتحنة : 2 ] .
وقال الضحاك ، وأبو صالح : ( باسطو أيديهم ) أي : بالعذاب . وكما قال تعالى ( ولو ترى إذ يتوفى الذين كفروا الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم ) [ الأنفال : 50 ] ; ولهذا قال : ( والملائكة باسطو أيديهم ) أي : بالضرب لهم حتى تخرج أنفسهم من أجسادهم; ولهذا يقولون لهم : ( أخرجوا أنفسكم ) وذلك أن الكافر إذا احتضر بشرته الملائكة بالعذاب والنكال ، والأغلال والسلاسل ، والجحيم والحميم ، وغضب الرحمن الرحيم ، فتتفرق روحه في جسده ، وتعصى وتأبى الخروج ، فتضربهم الملائكة حتى تخرج أرواحهم من أجسادهم ، قائلين لهم : ( أخرجوا أنفسكم اليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تقولون على الله غير الحق وكنتم عن آياته تستكبرون ) أي : اليوم تهانون غاية الإهانة ، كما كنتم تكذبون على الله ، وتستكبرون عن اتباع آياته ، والانقياد لرسله .
وقد وردت أحاديث متواترة في كيفية احتضار المؤمن والكافر ، وهي مقررة عند قوله تعالى : ( يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ) [ إبراهيم : 27 ] .
وقد ذكر ابن مردويه هاهنا حديثا مطولا جدا من طريق غريبة ، عن الضحاك ، عن ابن عباس مرفوعا ، فالله أعلم .
- القرطبى : وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَن قَالَ سَأُنزِلُ مِثْلَ مَا أَنزَلَ اللَّهُ ۗ وَلَوْ تَرَىٰ إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنفُسَكُمُ ۖ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ
قوله : ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو قال أوحي إلي ولم يوح إليه شيء ومن قال سأنزل مثل ما أنزل الله ولو ترى إذ الظالمون في غمرات الموت والملائكة باسطو أيديهم أخرجوا أنفسكم اليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تقولون على الله غير الحق وكنتم عن آياته تستكبرون
قوله تعالى ومن أظلم ابتداء وخبر ; أي لا أحد أظلم ممن افترى أي اختلق .
أو قال أوحي إلي فزعم أنه نبي
ولم يوح إليه شيء نزلت في رحمان اليمامة والأسود العنسي وسجاح زوج مسيلمة ; كلهم تنبأ وزعم أن الله قد أوحى إليه . قال قتادة : بلغنا أن الله أنزل هذا في مسيلمة ; وقاله ابن عباس . قلت : ومن هذا النمط من أعرض عن الفقه والسنن وما كان عليه السلف من السنن فيقول : وقع في خاطري كذا ، أو أخبرني قلبي بكذا ; فيحكمون بما يقع في قلوبهم ويغلب عليهم من خواطرهم ، ويزعمون أن ذلك لصفائها من الأكدار وخلوها من الأغيار ، فتتجلى لهم العلوم الإلهية والحقائق الربانية ، فيقفون على أسرار الكليات ويعلمون أحكام الجزئيات فيستغنون بها عن أحكام الشرائع الكليات ، ويقولون : هذه الأحكام الشرعية العامة ، إنما يحكم بها على الأغبياء والعامة ، وأما الأولياء وأهل الخصوص ، فلا يحتاجون لتلك النصوص . وقد جاء فيما ينقلون : استفت قلبك وإن أفتاك المفتون ; ويستدلون على هذا بالخضر ; وأنه استغنى بما تجلى له من تلك العلوم ، عما كان عند موسى من تلك الفهوم . وهذا القول زندقة وكفر ، يقتل قائله ولا يستتاب ، ولا يحتاج معه إلى سؤال ولا جواب ; فإنه يلزم منه هد الأحكام وإثبات أنبياء بعد نبينا صلى الله عليه وسلم . وسيأتي لهذا المعنى في " الكهف " مزيد بيان إن شاء الله تعالى .
قوله تعالى : ومن قال سأنزل مثل ما أنزل الله " من " في موضع خفض ; أي ومن أظلم ممن قال سأنزل ، والمراد عبد الله بن أبي سرح الذي كان يكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم ارتد ولحق بالمشركين . وسبب ذلك فيما ذكر المفسرون أنه لما نزلت الآية التي في " المؤمنون " : ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين دعاه النبي صلى الله عليه وسلم فأملاها عليه ; فلما انتهى إلى قوله ثم أنشأناه خلقا آخر عجب عبد الله في تفصيل خلق الإنسان فقال : فتبارك الله أحسن الخالقين . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : وهكذا أنزلت علي فشك عبد الله حينئذ وقال : لئن كان محمد صادقا لقد أوحي إلي كما أوحي إليه ، ولئن كان كاذبا لقد قلت كما قال . فارتد عن الإسلام ولحق بالمشركين ، فذلك قوله : ومن قال سأنزل مثل ما أنزل الله رواه الكلبي عن ابن عباس . وذكره محمد بن إسحاق قال حدثني شرحبيل قال : نزلت في عبد الله بن سعد بن أبي سرح ومن قال سأنزل مثل ما أنزل الله ارتد عن الإسلام ، فلما دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة أمر بقتله وقتل عبد الله بن خطل ومقيس بن صبابة ولو وجدوا تحت أستار الكعبة ، ففر عبد الله بن أبي سرح إلى عثمان رضي الله عنه ، وكان أخاه من الرضاعة ، أرضعت أمه عثمان ، فغيبه عثمان حتى أتى به رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ما اطمأن أهل مكة فاستأمنه له ; فصمت رسول الله صلى الله عليه وسلم طويلا ثم قال : نعم . فلما انصرف عثمان قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما صمت إلا ليقوم إليه بعضكم فيضرب عنقه . فقال رجل من الأنصار : فهلا أومأت إلي يا رسول الله ؟ فقال : إن النبي لا ينبغي أن تكون له خائنة الأعين . قال أبو عمر : وأسلم عبد الله بن سعد بن أبي سرح أيام الفتح فحسن إسلامه ، ولم يظهر منه ما ينكر عليه بعد ذلك . وهو أحد النجباء العقلاء الكرماء منقريش ، وفارس بني عامر بن لؤي المعدود فيهم ، ثم ولاه عثمان بعد ذلك مصر سنة خمس وعشرين . وفتح على يديه إفريقية سنة سبع وعشرين ، وغزا منها الأساود من أرض النوبة سنة إحدى وثلاثين ، وهو هادنهم الهدنة الباقية إلى اليوم . وغزا الصواري من أرض الروم سنة أربع وثلاثين ; فلما رجع من وفاداته منعه ابن أبي حذيفة من دخول الفسطاط ، فمضى إلى عسقلان ، فأقام فيها حتى قتل عثمان رضي الله عنه . وقيل : بل أقام بالرملة حتى مات فارا من الفتنة . ودعا ربه فقال : اللهم اجعل خاتمة عملي صلاة الصبح ; فتوضأ ثم صلى فقرأ في الركعة الأولى بأم القرآن والعاديات ، وفي الثانية بأم القرآن وسورة ، ثم سلم عن يمينه ، ثم ذهب يسلم عن يساره فقبض الله روحه . ذكر ذلك كله يزيد بن أبي حبيب وغيره . ولم يبايع لعلي ولا لمعاوية رضي الله عنهما . وكانت وفاته قبل اجتماع الناس على معاوية . وقيل : إنه توفي بإفريقية . والصحيح أنه توفي بعسقلان سنة ست أو سبع وثلاثين . وقيل : سنة ست وثلاثين . وروى حفص بن عمر عن الحكم بن أبان عن عكرمة أن هذه الآية نزلت في النضر بن الحارث ; لأنه عارض القرآن فقال : والطاحنات طحنا . والعاجنات عجنا . فالخابزات خبزا . فاللاقمات لقما .
قوله تعالى ولو ترى إذ الظالمون في غمرات الموت أي شدائده وسكراته . والغمرة الشدة ; وأصلها الشيء الذي يغمر الأشياء فيغطيها . ومنه غمره الماء . ثم وضعت في معنى الشدائد والمكاره . ومنه غمرات الحرب . قال الجوهري : والغمرة الشدة ، والجمع غمر مثل نوبة ونوب . قال القطامي يصف سفينة نوح عليه السلام :
وحان لتالك الغمر انحسار
وغمرات الموت شدائده .
والملائكة باسطو أيديهم ابتداء وخبر . والأصل باسطون . قيل : بالعذاب ومطارق الحديد ; عن الحسن والضحاك . وقيل : لقبض أرواحهم ; وفي التنزيل : ولو ترى إذ يتوفى الذين كفروا الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم فجمعت هذه الآية القولين . يقال : بسط إليه يده بالمكروه .
أخرجوا أنفسكم أي خلصوها من العذاب إن أمكنكم ، وهو توبيخ . وقيل : أخرجوها كرها ; لأن روح المؤمن تنشط للخروج للقاء ربه ، وروح الكافر تنتزع انتزاعا شديدا ، ويقال : أيتها النفس الخبيثة اخرجي ساخطة مسخوطا عليك إلى عذاب الله وهوانه ; كذا جاء في حديث أبي هريرة وغيره . وقد أتينا عليه في كتاب " التذكرة " والحمد لله . وقيل : هو بمنزلة قول القائل لمن يعذبه : لأذيقنك العذاب ولأخرجن نفسك ; وذلك لأنهم لا يخرجون أنفسهم بل يقبضها ملك الموت وأعوانه . وقيل : يقال هذا للكفار وهم في النار . والجواب محذوف لعظم الأمر ; أي ولو رأيت الظالمين في هذه الحال لرأيت عذابا عظيما . والهون والهوان سواء .
تستكبرون أي تتعظمون وتأنفون عن قبول آياته .
- الطبرى : وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَن قَالَ سَأُنزِلُ مِثْلَ مَا أَنزَلَ اللَّهُ ۗ وَلَوْ تَرَىٰ إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنفُسَكُمُ ۖ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ
القول في تأويل قوله : وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَنْ قَالَ سَأُنْزِلُ مِثْلَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ
قال أبو جعفر: يعني جل ذكره بقوله: " ومن أظلم ممن افترى على الله كذبًا "، ومن أخطأ قولا وأجهل فعلا =" ممن افترى على الله كذبًا ", يعني: ممن اختلق على الله كذبًا, (30) فادعى عليه أنه بعثه نبيًّا وأرسله نذيرًا, وهو في دعواه مبطل، وفي قيله كاذب.
* * *
وهذا تسفيهٌ من الله لمشركي العرب، وتجهيلٌ منه لهم، في معارضة عبد الله بن سعد بن أبي سرح، والحنفيِّ مسيلمة، لنبي الله صلى الله عليه وسلم، بدعوى أحدهما النبوّة، ودعوى الآخر أنه قد جاء بمثل ما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم = ونفْيٌ منه عن نبيه محمد صلى الله عليه وسلم اختلاقَ الكذب عليه ودعوى الباطل.
* * *
وقد اختلف أهل التأويل في ذلك.
فقال بعضهم فيه نحو الذي قلنا فيه.
* ذكر من قال ذلك:
13555 - حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين, قال حدثني حجاج, عن ابن جريج, عن عكرمة قوله: "
ومن أظلم ممن افترى على الله كذبًا أو قال أوحي إليّ ولم يوح إليه شيء "، قال: نـزلت في مسيلمة أخي بني عدي بن حنيفة، فيما كان يسجع ويتكهن به =" ومن قال سأنـزل مثل ما أنـزل الله "، نـزلت في عبد الله بن سعد بن أبي سرح, أخي بني عامر بن لؤي, كان كتب للنبي صلى الله عليه وسلم, (31) وكان فيما يملي" عَزِيزٌ حَكِيمٌ", فيكتب " غَفُورٌ رَحِيمٌ", فيغيره, ثم يقرأ عليه " كذا وكذا "، لما حوَّل, فيقول: " نعم، سواءٌ". فرجع عن الإسلام ولحق بقريش وقال لهم: لقد كان ينـزل عليه " عَزِيزٌ حَكِيمٌ" فأحوِّله، ثم أقرأ ما كتبت, (32) فيقول: " نعم سواء " ! ثم رجع إلى الإسلام قبل فتح مكة, إذ نـزل النبي صلى الله عليه وسلم بمرّ. (33)* * *
وقال بعضهم: بل نـزل ذلك في عبد الله بن سعد خاصة .
* ذكر من قال ذلك:
13556 - حدثني محمد بن الحسين قال، حدثنا أحمد بن المفضل قال: حدثنا أسباط, عن السدي: "
ومن أظلم ممن افترى على الله كذبًا أو قال أوحي إليّ ولم يوحَ إليه شيء " إلى قوله: تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ . قال: نـزلت في عبد الله بن سعد بن أبي سرح، أسلم, وكان يكتب للنبي صلى الله عليه وسلم, فكان إذا أملى عليه: " سميعًا عليمًا ", كتب هو: " عليمًا حكيمًا "، وإذا قال: " عليمًا حكيمًا " كتب: " سميعًا عليمًا "، فشكّ وكفر, وقال: إن كان محمد يوحى إليه فقد أوحي إليّ, وإن كان الله ينـزله فقد أنـزلت مثل ما أنـزل الله ! قال محمد: " سميعًا عليمًا " فقلت أنا: " عليمًا حكيمًا " ! فلحق بالمشركين, ووشى بعمار وجبير عند ابن الحضرمي، أو لبني عبد الدار. فأخذوهم فعُذِّبوا حتى كفروا، وجُدِعت أذن عمار يومئذ. (34) فانطلق عمار إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره بما لقي، والذي أعطاهم من الكفر, فأبى النبي صلى الله عليه وسلم أن يتولاه, فأنـزل الله في شأن ابن أبي سرح وعمار وأصحابه: مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا [سورة النحل :106] ، فالذي أكره: عمار وأصحابه = والذي شرح بالكفر صدرًا، فهو ابن أبي سرح. (35)* * *
وقال آخرون: بل القائل: "
أوحي إلي ولم يوح إليه شيء "، مسيلمة الكذاب.* ذكر من قال ذلك:
13557 - حدثنا بشر بن معاذ قال، حدثنا يزيد بن زريع قال، حدثنا سعيد, عن قتادة قوله: "
أو قال أوحي إليّ ولم يوح إليه شيء ومن قال سأنـزل مثل ما أنـزل الله "، ذكر لنا أن هذه الآية نـزلت في مسيلمة. ذكر لنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال: رأيت فيما يرى النائم كأنّ في يديّ سوارين من ذهب, فكبرا عليّ وأهمّاني, (36) فأوحى إليّ: أن انفخهما, فنفختهما فطارا, فأوَّلتهما في منامي الكذَّابين اللذين أنا بينهما، كذّاب اليمامةِ مُسيلمة, وكذّاب صنعاء العنسي. وكان يقال له: " الأسود ". (37)13558 - حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال، حدثنا محمد بن ثور, عن معمر, عن قتادة قال: "
أوحي إليّ ولم يوح إليه شيء "، قال: نـزلت في مسيلمة.13559- حدثنا الحسن بن يحيى قال، أخبرنا عبد الرزاق قال، أخبرنا معمر, عن قتادة = وزاد فيه: وأخبرني الزهري: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "
بينا أنا نائم رأيتُ في يديّ سوارين من ذهب, فكبر ذلك عليّ, فأوحي إلي أن انفخهما, فنفخهما فطارا, فأوّلت ذلك كذاب اليمامة وكذاب صنعاء العنسي. (38)* * *
قال أبو جعفر: وأولى الأقوال في ذلك عندي بالصواب أن يقال: إن الله قال: " ومن أظلم ممن افترى على الله كذبًا أو قال أوحي إليّ ولم يوح إليه شيء "، ولا تمانُع بين علماء الأمة أن ابن أبي سرح كان ممن قال: " إني قد قلت مثل ما قال محمد ", وأنه ارتدّ عن إسلامه ولحق بالمشركين، فكان لا شك بذلك من قيله مفتريًا كذبًا. وكذلك لا خلاف بين الجميع أن مسيلمة والعنسيّ الكذابين، ادّعيا على الله كذبًا. أنه بعثهما نبيين, وقال كل واحد منهما إنّ الله أوحى إليه، وهو كاذب في قيله. فإذ كان ذلك كذلك, فقد دخل في هذه الآية كل من كان مختلقًا على الله كذبًا، وقائلا في ذلك الزمان وفي غيره: " أوحى الله إلي", وهو في قيله كاذب، لم يوح الله إليه شيئًا. فأما التنـزيل، فإنه جائز أن يكون نـزل بسبب بعضهم = وجائز أن يكون نـزل بسبب جميعهم = وجائز أن يكون عني به جميعُ المشركين من العرب = إذ كان قائلو ذلك منهم، فلم يغيّروه. فعيّرهم الله بذلك، وتوعّدهم بالعقوبة على تركهم نكيرَ ذلك، ومع تركهم نكيرَه هم بنبيه محمد صلى الله عليه وسلم مكذبون, ولنبوّته جاحدون, ولآيات كتاب الله وتنـزيله دافعون, فقال لهم جل ثناؤه: " ومن أظلم ممن ادّعى عليّ النبوّة كاذبًا "، وقال: " أوحي إلي"، ولم يوح إليه شيء، ومع ذلك يقول: مَا أَنْـزَلَ اللَّهُ عَلَى بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ ، فينقض قولَه بقوله, ويكذب بالذي تحققه, وينفي ما يثبته. وذلك إذا تدبره العاقلُ الأريب علم أن فاعله من عقله عديم .
* * *
وقد روي عن ابن عباس أنه كان يقول في قوله: " ومن قال سأنـزل مثل ما أنـزل الله "، ما:-
3560 - حدثني محمد بن سعد قال، حدثني أبي قال، حدثني عمي قال، حدثني أبي، عن أبيه, عن ابن عباس قوله: " ومن قال سأنـزل مثل ما أنـزل الله "، قال: زعم أنه لو شاء قال مثله = يعني الشعر .
* * *
فكأنّ ابن عباس في تأويله هذا على ما تأوّله، يوجِّه معنى قول قائل: " سأنـزل مثل ما أنـزل الله ", إلي: سأنـزل مثل ما قال الله من الشعر. وكذلك تأوّله السدي. وقد ذكرنا الرواية عنه قبل فيما مضى. (39)
* * *
القول في تأويل قوله : وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ
قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: ولو ترى، يا محمد، حين يغمر الموت بسكراته هؤلاء الظالمين العادلين بربهم الآلهة والأنداد, والقائلين: مَا أَنْـزَلَ اللَّهُ عَلَى بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ , والمفترين على الله كذبًا، الزاعمين أنّ الله أوحى إليه ولم يوحَ إليه شيء, والقائلين: سَأُنْـزِلُ مِثْلَ مَا أَنْـزَلَ اللَّهُ ، (40) فتعاينهم وقد غشيتهم سكرات الموت, ونـزل بهم أمر الله, وحان فناء آجالهم, والملائكة باسطو أيديهم يضربون وجوههم وأدبارهم, كما قال جل ثناؤه: فَكَيْفَ إِذَا تَوَفَّتْهُمُ الْمَلائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ * ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ [سورة محمد : 27 ، 28] . يقولون لهم: أخرجوا أنفسكم.
و " الغمرات " جمع " غمرة ", و " غمرة كل شيء "، كثرته ومعظمه, وأصله الشيء الذي يغمر الأشياء فيغطيها, ومنه قول الشاعر: (41)
وَهَــلْ يُنْجِــي مِـنَ الْغَمَـرَاتِ إلا
بُرَاكَـــاءُ القِتَـــالِ أوِ الفِــرَارُ (42)
* * *
وروي عن ابن عباس في ذلك, ما:-
13561 - حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج, عن ابن جريج قال، قال ابن عباس: قوله: " ولو ترى إذ الظالمون في غمرات الموت "، قال: سكرات الموت.
13562 - حدثت عن الحسين بن الفرج قال، سمعت أبا معاذ قال، حدثنا عبيد بن سليمان قال، سمعت الضحاك يقول في قوله: " في غمرات الموت "، يعني سكرات الموت.
* * *
وأما " بسط الملائكة أيديها "، (43) فإنه مدُّها. (44)
* * *
ثم اختلف أهل التأويل في سبب بسطها أيديها عند ذلك.
فقال بعضهم بنحو الذي قلنا في ذلك.
* ذكر من قال ذلك:
13563 - حدثني المثنى قال، حدثنا عبد الله بن صالح قال، حدثني معاوية بن صالح, عن علي بن أبي طلحة, عن ابن عباس قوله: " ولو ترى إذ الظالمون في غمرات الموت والملائكة باسطو أيديهم "، قال: هذا عند الموت،" والبسط"، الضرب، يضربون وجوههم وأدبارهم .
13564 - حدثني محمد بن سعد قال، حدثني أبي, قال حدثني عمي قال، حدثني أبي, عن أبيه, عن ابن عباس قوله: " ولو ترى إذ الظالمون في غمرات الموت والملائكة باسطو أيديهم "، يقول: " الملائكة باسطو أيديهم "، يضربون وجوههم وأدبارهم = والظالمون في غمرات الموت, وملك الموت يتوفّاهم.
13565 - حدثني محمد بن الحسين قال، حدثنا أحمد بن المفضل قال، حدثنا أسباط, عن السدي: " والملائكة باسطو أيديهم "، يضربونهم .
* * *
وقال آخرون: بل بسطها أيديها بالعذاب.
* ذكر من قال ذلك :
13566 - حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا أبو خالد الأحمر, عن جويبر, عن الضحاك: " والملائكة باسطو أيديهم "، قال : بالعذاب.
13567 - حدثني المثنى قال، حدثنا إسحاق قال، حدثنا عبد الله بن الزبير, عن ابن عيينة, عن إسماعيل بن أبي خالد, عن أبي صالح: " والملائكة باسطو أيديهم "، بالعذاب.
* * *
وكان بعض نحويي الكوفيين يتأوّل ذلك بمعنى: باسطو أيديهم بإخراج أنفسهم. (45)
* * *
فإن قال قائل: ما وجه قوله: " أخرجوا أنفسكم "، ونفوس بني آدم إنما يخرجها من أبدان أهلها رب العالمين؟ فكيف خوطب هؤلاء الكفار, وأمروا في حال الموت بإخراج أنفسهم؟ فإن كان ذلك كذلك، فقد وجب أن يكون بنو آدم هم يقبضون أنفس أجسامهم!
قيل: إن معنى ذلك بخلاف الذي [إليه] ذهبت (46) وإنما ذلك أمرٌ من الله على ألسن رُسله الذين يقبضون أرواحَ هؤلاء القوم من أجسامهم, بأداء ما أسكنها ربها من الأرواح إليه، وتسليمها إلى رسله الذين يتوفَّونها.
* * *
القول في تأويل قوله : الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنْتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ (93)
قال أبو جعفر: وهذا خبر من الله جل ثناؤه عما تقولُ رسل الله التي تقبض أرواحَ هؤلاء الكفار لها, (47) يخبر عنها أنها تقول لأجسامها ولأصحابها: أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ ، إلى سخط الله ولعنته, فإنكم اليوم تُثابون على كفركم بالله, (48) وقيلكم عليه الباطل, وزعمكم أن الله أوحى إليكم ولم يوحَ إليكم شيئًا, وإنكاركم أن يكون الله أنـزل على بشر شيئًا, (49) واستكباركم عن الخضوع لأمر الله وأمر رسوله، والانقياد لطاعته =" عذابَ الهون "، وهو عذاب جهنم الذي يُهينُهم فيذلّهم, حتى يعرفوا صَغَار أنفسهم وذِلَّتَها، كما:-
13568 - حدثني محمد بن الحسين قال، حدثنا أحمد بن المفضل قال، حدثنا أسباط, عن السدي: أما " عذاب الهون "، فالذي يهينهم.
13569 - حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج, عن ابن جريج: " اليوم تجزون عذاب الهون "، قال: عذاب الهون، في الآخرة = بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ .
* * *
والعرب إذا أرادت ب " الْهُونِ" معنى " الهوان "، ضمت " الهاء ", وإذا أرادت به الرفق والدَّعَة وخفة المؤونة، فتحت " الهاء ", (50) فقالوا: هو " قليل هَوْن المؤونة "، ومنه قول الله: الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْنًا [سورة الفرقان : 63] ، يعني: بالرفق والسكينة والوقار، ومنه قول جندل بن المثنَّى الطُّهويّ: (51)
وَنَقْــضَ أَيْــامٍ نَقَضْــنَ أَسْــرَهُ
هَوْنًــا وَأَلْقَــى كُـلُّ شَـيْخٍ فَخـرَهُ (52)
ومنه قول الآخر: (53)
هَوْنَكُمَــا لا يَـرُدُّ الدَّهْـرُ مـا فَاتَـا
لا تَهْلِكَـا أَسَـفًا فِـي إِثْـرِ مَـنْ مَاتَا (54)
يريد: أرْوِدا. (55) وقد حكي فتح " الهاء " في ذلك بمعنى " الهوان "، واستشهدوا على ذلك ببيت عامر بن جُوَين: (56)
يُهِيـنُ النفُــوسَ, وَهَــوْنُ النُّفُــو
سِ عِنْـدَ الكَرِيهَـــةِ أَغْلَى لَهَــا (57)
والمعروف من كلامهم، ضمُّ" الهاء " منه، إذا كان بمعنى الهوان والذل, كما قال ذو الإصبع العدواني:
اذْهَــبْ إلَيْـكَ فَمَـا أُمِّـي بِرَاعِيَـةٍ
تَرْعَى الْمَخَاضَ وَلا أُغْضِي عَلَى الهُونِ (58)
يعني: على الهوان = وإذا كان بمعنى الرفق، ففتْحُها.
--------------------------------
الهوامش :
(30) انظر تفسير"الافتراء" فيما سلف ص: 296 ، تعليق: 2 ، والمراجع هناك.
(31) في المطبوعة: "كان يكتب للنبي . . ." ، والصواب الجيد ما في المخطوطة.
(32) في المطبوعة: "ثم أقول لما أكتب" ، وفي المخطوطة: "ثم أقول أكتب" ، وفوق الكلام حرف (ط) من الناسخ ، دلالة على الخطأ ، وأنه خطأ قديم في النسخة التي نقل عنها. ورجحت قراءتها كما أثبت ، وهو سياق الكلام.
(33) "مر" ، هي"مر الظهران".
(34) "جدعت أذنه" ، قطعت ، وكان يقال له"الأجدع" ، انظر ابن سعد 3: 181.
وكان في المطبوعة والمخطوطة: "وجدع أذن عمار" ، ذهب إلى تذكير"الأذن" ، والصواب تأنيثها ، لم يذكروا فيها تذكيرًا فيما أعلم. وهذا خبر غريب وقد روى ابن سعد في الطبقات 3: 181 عن ابن عمر: "رأيت عمار بن ياسر يوم اليمامة ، على صخرة قد أشرف يصيح: يا معشر المسلمين! أمن الجنة تفرون؟ أنا عمار بن ياسر ، هلموا إلي! = وأنا أنظر إلى أذنه قد قطعت ، فهي تذبذب ، وهو يقاتل أشد القتال".
ثم قال: "قال: شعبة: لم ندر أنها أصيبت باليمامة". فهذا خبر آخر ، والمشهور من خبره أنها أصيبت مع النبي صلى الله عليه وسلم. كأن ذلك كان في بعض الغزوات.
(35) الأثر: 13556 - كان حق هذا الخبر أن يذكر في تفسير آية"سورة النحل" ، لبيان أنها نزلت أيضًا في"عبد الله بن سعد بن أبي سرح" ، ولكن أبا جعفر لم يفعل ، وذلك دلالة أخرى قاطعة على اختصاره تفسيره.
(36) في المخطوطة: "فأهمني" ، وعلى الكلمة حرف (ط) دلالة على الخطأ ، والصواب ما في المطبوعة ، موافقًا لرواية البخاري ومسلم.
(37) الأثر: 13557 - خبر الرؤيا ، رواه البخاري (الفتح 8: 69 ، 70) ، ومسلم في صحيحه: 15: 34.
(38) الأثر: 13559 - انظر التعليق على رقم: 13557.
(39) لم يذكر"الشعر" في خبر السدي السالف رقم: 13556 ، ولعل أبا جعفر نسي أن يكتبه ، أو لعله أراد أن ذلك مروي في خبر السدي السالف وإن كان لم يذكره هناك.
(40) هكذا جاء على الجمع في المخطوطة أيضًا"والمفترين . . . الزاعمين . . . والقائلين" ، والسياق يقتضي الإفراد ، ولكني تركته على حاله ، لظهور معناه ، وإن كنت أرجح أن الصواب: "والمفتري على الله كذبًا الزاعم أن الله أوحى إليه ولم يوح إليه شيء ، والقائل: سأنزل مثل ما أنزل الله".
(41) هو بشر بن أبي حازم.
(42) شرح المفضليات: 677 ، النقائض: 423 ، الأغاني 13: 137 ، ديوان الخنساء: 216 ، واللسان (برك) ، وغيرها. وهذا البيت آخر قصيدة في المفضليات ، وروايته: "ولا ينجي". و"البراكاء" (بفتح الباء وضمها): الثبات في ساحة الحرب ، والجد في القتال ، وهو من"البروك" ، يبرك المقاتل في مكانه ، أي: يثبت. وكان في المطبوعة: "تراك للقتال" ، وهو خطأ صرف. وفي المخطوطة: "براكا للقتال" ، وهو أيضًا خطأ.
(43) في المطبوعة: "أيديهم" ، وأثبت ما في المخطوطة ، وهو صواب محض.
(44) انظر تفسير"بسط الأيدي" فيما سلف 10: 100 ، 213.
(45) هو الفراء في معاني القرآن 1: 345.
(46) الزيادة بين القوسين يقتضيها السياق.
(47) قوله: "لها" ، أي للكفار.
(48) انظر تفسير"الجزاء" فيما سلف من فهارس اللغة (جزي).
(49) في المطبوعة والمخطوطة: "وإنذاركم أن يكون الله أنزل على بشر شيئًا" ، وهو لا معنى له ، وإنما هو تحريف من الناسخ ، والصواب ما أثبت.
(50) انظر مجاز القرآن لأبي عبيدة 1: 200.
(51) في المطبوعة والمخطوطة: "المثني بن جندل الطهوي" وهو خطأ صرف ، وإنما هو"جندل بن المثني الطهوي" ، وهو شاعر إسلامي راجز ، كان يهاجي الراعي. انظر سمط اللآلى ص: 644 ، وغيره.
(52) لم أعثر على الرجز ، وإن كنت أذكره. و"الأسر" : القوة. وقوله: "ألقى كل شيخ فخره" ، كناية عن عجز الشيخ إذا بلغ السن.
(53) هو ذو جدن الحميري ، ويقال هو: "علقمة بن شراحيل بن مرثد الحميري".
(54) سيرة ابن هشام 1: 39 ، تاريخ الطبري 2: 107 ، الأغاني 16: 70 ، معجم ما استعجم: 1398 ، ومعجم البلدان (بينون) و(سلحون) واللسان (هون) ، وبعد البيت:
أبَعْــدَ بَيْنُــونَ لاَ عَيْــنٌ وَلاَ أثَـرٌ
وَبَعْـدَ سَـلْحُونَ يَبْنِي النَّـاس أبْيَاتَـا
وَبَعْــدَ حِــمْيَرَ إذْ شَـالَتْ نعَـامَتُهُمْ
حَــتَّهُمُ غَيْـبُ هَـذَا الدَّهْـرِ حتَّاتَـا
و"بينون" ، و"سلحون" ، و"غمدان" من حصون اليمن التي هدمها أرياط الحبشي ، في غزوة اليمن ، فذكرها ذو جدن ، يأسى على ما دخل أهل حمير من الذل والهوان.
(55) في المطبوعة: "رودا" ، وهو خطأ ، صوابه من المخطوطة. و"الإرواد" ، الإمهال والرفق ، والتأني ، ومنه قيل: "رويدك" ، أي: أمهل ، وتأن ، وترفق.
(56) هكذا قال أبو جعفر ، والمشهور أنه للخنساء ، وهو في شعرها ، وبعض أبيات قصيدة الخنساء ، تروى لعامر بن جوين الطائي ، فلعل هذا مما يروى له من شعرها. أو لعله من شعر عامر بن جوين ، وروى للخنساء.
(57) ديوان الخنساء: 215 ، والأغاني 13: 136 ، والنقائض: 423 ، واللسان (هون). وروايتهم جميعًا"يوم الكريهة أبقى لها". وفي المطبوعة: "أعلى" ، والصواب من المخطوطة.
(58) شرح المفضليات: 323 ، وما بعدها ، والأمالي 1: 256 ، واللسان (هون) ، وغيرها كثير. وقد جاء أبو جعفر برواية لم تذكر إلا في اللسان ، عن ابن بري ، وأما رواية الرواة ، فهي:
عَنِّــي إلَيْــكَ فَمَـا أُمِّـي بِرَاعِيَـةٍ
تَـرْعَى المَخَـاضَ، وَلا رأيـي بمَغْبُونِ
إِنِّــــي أَبِـــيٌّ ذُو مُحَافَظَـــةٍ
وَابــنُ أَبِــيٍّ أَبِــيٍّ مِـنْ أَبِيِّيـنِ
لا يُخْـرِجُ القَسْـرُ مِنِّـي غَـيْرَ مَا بِيَةٍ
وَلا أَلِيــنُ لِمَــنْ لا يَبْتَغِـي لِينِـي
عَـفٌّ نَـدُودٌ، إذَا مَـا خِـفْتُ مِـنْ بَلَدٍ
هُونًـا، فَلَسْـتُ بوَقَّـافٍ عَـلَى الهُونِ
فالشاهد في البيت الأخير
- ابن عاشور : وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَن قَالَ سَأُنزِلُ مِثْلَ مَا أَنزَلَ اللَّهُ ۗ وَلَوْ تَرَىٰ إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنفُسَكُمُ ۖ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ
لمّا تقضّى إبطال ما زعموه من نفي الإرسال والإنزال والوحي ، النّاشيءُ عن مقالهم الباطل ، إذ قالوا { ما أنزل الله على بشر من شيء } [ الأنعام : 91 ] ، وعقّب ذلك بإثبات ما لأجله جحدوا إرسال الرّسل وإنزال الوحي على بشر ، وهو إثبات أنّ هذا الكتاب منزّل من الله ، عُقّب بعد ذلك بإبطال ما اختلقه المشركون من الشّرائع الضّالة في أحوالهم الّتي شرعها لهم عَمْرو بن لُحَيّ من عبادة الأصنام ، وزعمهم أنّهم شفعاءُ لهم عند الله ، وما يستتبع ذلك من البحيرة ، والسّائبة ، وما لم يذكر اسم الله عليه من الذبائح ، وغير ذلك . فهم ينفون الرّسالة تارة في حين أنّهم يزعمون أنّ الله أمرهم بأشياء فكيف بلَغهم ما أمرهم الله به في زعمهم ، وهم قد قالوا : { ما أنزل الله على بشر من شيء } [ الأنعام : 91 ]. فلزمهم أنّهم قد كذَبوا على الله فيما زعموا أنّ الله أمرهم به لأنّهم عطّلوا طريق وصول مراد الله إلى خلقه وهو طريق الرّسالة فجاءوا بأعجب مقالة .
وذكر من استخفّوا بالقرآن فقال بعضهم : أنا أوحيَ إليّ ، وقال بعضهم : أنا أقول مثلَ قول القرآن ، فيكون المراد بقوله : { ومن أظلم ممَّن افترى على الله كذباً } تسفيه عقائد أهل الشّرك والضّلالة منهم على اختلافها واضطرابها . ويجوز أن يكون المراد مع ذلك تنزيه النّبيء صلى الله عليه وسلم عمّا رموه به من الكذب على الله حين قالوا : { ما أنزل الله على بشر من شيء } [ الأنعام : 91 ] لأنّ الّذي يعلم أنّه لا ظلم أعظم من الافتراء على الله وادّعاءِ الوحي باطلاً لا يُقدم على ذلك ، فيكون من ناحية قول هرقل لأبي سفيان «وسألتُك هل كنتم تتّهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال فذكَرْتَ أنّ لا ، فقد أعرِفُ أنّه لم يكن ليَذَر الكذب على النّاس ويكذب على الله» .
والاستفهام إنكاري فهو في معنى النّفي ، أي لا أحد أظلم من هؤلاء أصحاب هذه الصّلات . ومساقه هنا مساق التّعريض بأنّهم الكاذبون إبطالاً لتكذيبهم إنزال الكتاب ، وهو تكذيب دلّ عليه مفهوم قوله : { والّذين يؤمنون بالآخرة يؤمنون به } [ الأنعام : 92 ] لاقتضائه أنّ الّذين لا يؤمنون بالآخرة وهم المشركون يكذّبون به؛ ومنهم الذّي قال : أوحي إليّ؛ ومنهم الّذي قال : سأنزل مثل ما أنزل الله؛ ومنهم من افترى على الله كذباً فيما زعموا أنّ الله أمرهم بخصال جاهليتهم . ومثل هذا التّعريض قوله تعالى في سورة [ العقود : 60 ] { قل هل أنبّئكم بشرّ من ذلك مثوبة عند الله من لعنه الله وغضب عليه } الآية عقب قوله : { يأيّها الّذين آمنُوا لاَ تَتَّخذُوا الَّذين اتَّخذوا دِينكم هُزؤاً ولعباً من الَّذين أوتوا الكتاب من قبلكم والكفّار أولياء } [ المائدة : 57 ] الآية .
وتقدّم القول في { ومَنْ أظلم } عند قوله تعالى : { ومن أظلم ممّن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه }
في سورة البقرة : 114 ].
وافتراء : الاختلاق ، وتقدّم في قوله تعالى : { ولكن الّذين كفروا يفترون على الله الكذب } في سورة [ العقود : 103 ].
ومَن } موصولة مراد به الجنس ، أي كلّ من افترى أو قال ، وليس المراد فرداً معيّناً ، فالّذين افتروا على الله كذباً هم المشركون لأنهم حلّلوا وحرّموا بهواهم وزعموا أنّ الله أمرهم بذلك ، وأثبتوا لله شفعاء عنده كذباً .
و { أوْ قال أوحي إليّ } عطف على صلة { مَن } ، أي كلّ من ادّعى النّبوءة كذباً ، ولم يزل الرّسل يحذّرون النّاس من الّذين يدّعون النّبوءة كذباً كما قدّمته . روي أنّ المقصود بهذا مسيلمة متنبّىء أهل اليمامة ، قاله ابن عبّاس وقتادة وعكرمة . وهذا يقتضي أن يكون مسيلمة قد ادّعى النّبوءة قبل هجرة النّبيء صلى الله عليه وسلم إلى المدينة لأنّ السّورة مكّية . والصّواب أنّ مسيلمة لم يدع النّبوءة إلاّ بعد أن وفد على النّبيء صلى الله عليه وسلم في قومه بني حنيفة بالمدينة سنة تسع طامعاً في أن يجعل له رسول الله صلى الله عليه وسلم الأمرَ بعده فلمّا رجع خائباً ادّعى النّبوءة في قومه .
وفي «تفسير» ابن عطيّة أنّ المراد بهذه الآية مع مسيلمة الأسودُ العَنْسِي المتنبّىء بصنعاء . وهذا لم يقله غير ابن عطيّة . وإنّما ذكرَ الطّبري الأسود تنظيراً مع مسيلمة فإنّ الأسود العنْسي ما ادّعى النّبوءة إلاّ في آخر حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم والوجه أنّ المقصود العموم ولا يضرّه انحصار ذلك في فرد أو فردين في وقت مَّا وانطباق الآية عليه .
وأمّا { من قال سأنزل مثل ما أنزل الله } ، فقال الواحدي في «أسباب النّزول» ، عن ابن عبّاس وعكرمة : أنّها نزلت في عبد الله بن سعد بن أبي سرح العامري وكان قد أسلم بمكّة ، وكان يكتب الوحي للنّبيء صلى الله عليه وسلم ثمّ ارتدّ وقال : أنا أقول مثل ما أنزل الله ، استهزاء ، وهذا أيضاً لا ينثلج له الصّدر لأنّ عبد الله بن أبي سرح ارتدّ بعد الهجرة ولحق بمكّة وهذه السّورة مكّية . وذكر القرطبي عن عكرمة ، وابنُ عطيّة عن الزّهراوي والمهدوي أنّها : نزلت في النضر بن الحارث كان يقول : أنا أعارض القرآن . وحفظوا له أقوالاً ، وذلك على سبيل الاستهزاء . وقد رووا أنّ أحداً من المشركين قال : إنّما هو قول شاعر وإنّي سأنزل مثله؛ وكان هذا قد تكرّر من المشركين كما أشار إليه القرآن ، فالوجه أنّ المراد بالموصول العموم ليشمل كلّ من صدر منه هذا القول ومن يتابعهم عليه في المستقبل .
وقولهم : { مثلَ ما أنزل الله إمّا أن يكونوا قالوا هذه العبارة سخرية كما قالوا : يأيّها الّذي نُزّلَ عليه الذّكْر إنّك لمجنون } [ الحجر : 6 ] ، وإمّا أن يكون حكاية من الله تعالى بالمعنى ، أي قال سأنزل مثل هذا الكلام ، فعبَّر الله عنه بقوله : { ما أنزل الله } كقوله :
{ وقولِهم إنَّا قتلْنا المسيحَ عيسى ابن مريم رسولَ الله } [ النساء : 157 ].
{ ه4س6ش93ن23/ن49--&;وَلَوْ ترى إِذِ الظالمون فِى غَمَرَاتِ الموت والملائكة باسطوا أَيْدِيهِمْ أخرجوا أَنفُسَكُمُ اليوم تُجْزَوْنَ عَذَابَ الهون بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى الله غَيْرَ الحق وَكُنتُمْ عَنْ ءاياته تَسْتَكْبِرُونَ }.
عُطِفت جملة : { ولو ترى إذ الظّالمون في غمرات الموت } على جملة : { ومن أظلم ممّن افترى على الله كذباً } لأنّ هذه وعيد بعقاب لأولئك الظّالمين المفترين على الله والقائلين «أوحي إلينا» والقائلين { سأنزل مثل ما أنزل الله }.
ف { الظّالمون } في قوله : { ولو ترى إذ الظالمون في غمرات الموت } يشمل أولئك ويشمل جميع الظّالمين المشركين ، ولذلك فالتّعريف في { الظّالمون } تعريفُ الجنس المفيد للاستغراق . والخطاب في { تَرى } للرّسول صلى الله عليه وسلم أو كلّ من تتأتَّى منه الرّؤية فلا يختصّ به مخاطب . ثمّ الرّؤية المفروضة يجوز أن يُراد بها رؤية البصر إذا كان الحال المحكي من أحوال يوم القيامة ، وأن تكون عِلميّة إذا كانت الحالة المحكيّة من أحوال النّزع وقبض أرواحهم عند الموت .
ومفعول { ترى } محذوف دلّ عليه الظّرف المضاف . والتّقدير : ولو ترى الظّالمين إذ هم في غمرات الموت ، أي وقْتهم في غمرات الموت ، ويجوز جعل ( إذْ ) اسماً مجرّداً عن الظرفيّة فيكون هو المفعول كما في قوله تعالى : { واذكروا إذْ كنتم قليلاً } [ الأعراف : 86 ] فيكون التّقدير ، ولو ترى زمَنَ الظّالمون في غمرات الموت . ويتعيّن على هذا الاعتبار جعل الرّؤية عِلميّة لأنّ الزّمن لا يُرى .
والمقصود من هذا الشّرط تهويل هذا الحال ، ولذلك حذف جواب ( لو ) كما هو الشّأن في مقام التّهويل . ونظائرُه كثيرة في القرآن . والتّقدير : لرأيت أمراً عظيماً .
والغمرة بفتح الغين ما يغمُر ، أي يَغُمّ من الماء فلا يترك للمغمور مخلصاً . وشاعت استعارتها للشدّة تشبيهاً بالشدّة الحاصلة للغريق حين يغمره الوادي أو السّيل حتّى صارت الغمرة حقيقة عرفيّة في الشدّة الشّديدة .
وجَمْع الغمرات يجوز أن يكون لتعدّد الغمرات بعدد الظّالمين فتكون صيغة الجمع مستعملة في حقيقتها . ويجوز أن يكون لقصد المبالغة في تهويل ما يصيبهم بأنّه أصناف من الشّدائد هي لتعدّد أشكالها وأحوالها لا يعبّر عنها باسم مفرد . فيجوز أن يكون هذا وعيداً بعذاب يلقونه في الدّنيا في وقت النّزع . ولمّا كان للموت سكرات جعلت غمرةُ الموت غمَرات .
و ( في ) للظرفيّة المجازيّة للدّلالة على شدّة ملابسة الغمرات لهم حتّى كأنّها ظرف يحويهم ويحيط بهم . فالموت على هذا الوجه مستعمل في معناه الحقيقي وغمراتُه هي آلام النّزع .
وتكون جملة : { أخرجوا أنفسكم } حكاية قول الملائكة لهم عند قبض أرواحهم . فيكون إطلاقُ الغمرات مجازاً مفرداً ويكون الموت حقيقة . ومعنى بسط اليد تمثيلاً للشدّة في انتزاع أرواحهم ولا بسط ولا أيديَ . والأنفس بمعنى الأرْواح ، أي أخرجوا أرْواحكم من أجسادكم ، أي هاتوا أرواحكم ، والأمر للإهانة والإرْهاق إغلاظاً في قبض أرواحهم ولا يتركون لهم راحة ولا يعاملونهم بلين ، وفيه إشارة إلى أنّهم يجْزعون فلا يلفظون أرواحهم وهو على هذا الوجه وعيد بالآلام عند النّزع جزاءاً في الدّنيا على شركهم ، وقد كان المشركون في شكّ من البعث فتُوعِّدُوا بما لا شكّ فيه ، وهو حال قبض الأرواح بأنّ الله يسلّط عليهم ملائكة تقبض أرواحهم بشدّة وعنف وتذيقهم عذاباً في ذلك .
وذلك الوعيد يقع في نفوسهم موقعاً عظيماً لأنّهم كانوا يخافون شدائد النّزع وهو كقوله تعالى : { ولو ترى إذ يتوفّى الَّذين كفروا الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم } [ الأنفال : 50 ] الآية ، وقول { أخرجوا أنفسكم } على هذا صادر من الملائكة .
ويجوز أن يكون هذا وعيداً بما يلاقيه المشركون من شدائد العذاب يوم القيامة لمناسبة قوله بعد { ولقد جئتمونا فُرادى } [ الأنعام : 94 ] ؛ فغمرات الموت تمثيل لحالهم يوم الحشر في منازعة الشّدائد وأهوال القيامة بحال منهم في غمرات الموت وشدائد النّزع فالموت تمثيل وليس بحقيقة . والمقصود من التّمثيل تقريب الحالة وإلاّ فإنّ أهوالهم يومئذٍ أشدّ من غمرات الموت ولكن لا يوجد في المتعارف ما هو أقصى من هذا التّمثيل دلالة على هول الألم . وهذا كما يقال : وجدت ألَم الموت ، وقول أبي قتادة في وقعة حُنَين : «فَضمَّنِي ضَمَّة وَجَدْتُ منها ريحَ الموت» ، وقول الحارث بن هشام المخزومي
: ... وشَمِمْتُ ريحَ المَوْت من تِلْقائِهم
في مَأزِققٍ والخيلُ لَمْ تَتَبَدّدِ ... وجملة : { والملائكةُ باسطوا أيديهم } حال ، أي والملائكة مَادّونَ أيديهم إلى المشركين ليقبضوا عليهم ويدفعوهم إلى الحساب على الوجه الثّاني ، أو ليقبضوا أرواحهم على الوجه الأوّل ، فيكون بسط الأيدي حقيقة بأن تتشكّل الملائكة لهم في أشكال في صورة الآدميين . ويجوز أن يكون بسط الأيدي كناية عن المَسّ والإيلام ، كقوله : { لئن بسطتَ إليّ يدَك لتقتلني } [ المائدة : 28 ].
وجملة : { أخرجوا أنفسكم } مقول لقوللٍ محذوف . وحذف القول في مثله شائع ، والقول على هذا من جانب الله تعالى . والتّقدير : نقول لهم : أخرجوا أنفسكم والأنفس بمعنى الذوات . والأمر للتعجيز ، أي أخرجوا أنفسكم من هذا العذاب إن استطعتم ، والإخراج مجاز في الإنقاذ والإنجاء لأنّ هذا الحال قبلَ دخولهم النّار . ويجوز إبْقاء الإخراج على حقيقته إن كان هذا الحال واقعاً في حين دخولهم النّار .
والتّعريف في { اليوم } للعهد وهو يوم القيامة الّذي فيه هذا القول ، وإطلاق اليوم عليه مشهور ، فإنْ حُمل الغمرات على النّزع عند الموت فاليوم مستعمل في الوقت ، أي وقت قبض أرواحهم .
وجملة : { اليوم تجزون } إلخ استئنافُ وعيد ، فُصلت للاستقلال والاهتمام ، وهي من قول الملائكة . و { تُجْزَوْن } تعْطَوْن جزاء ، والجزاء هو عِوض العمل وما يقابَل به من أجر أو عقوبة . قال تعالى : { جَزاء وفاقاً } [ النبأ : 26 ] ، وفي المثل : المرء مَجْزِيّ بما صَنَع إنْ خيراً فخير وإنْ شرّاً فشرّ . يقال : جزَاه يجزيه فهو جاز . وهو يتعدّى بنفسه إلى الشّيء المعطَى جزاء ، ويتعدّى بالباء إلى الشّيء المكافَأ عنه ، كما في هذه الآية .
ولذلك كانت الباء في قوله تعالى في سورة [ يونس : 27 ] { والَّذين كسبوا السيّئات جزاء سيّئة بمثلها } مُتؤوّلاً على معنى الإضافة البيانيّة . أي جزاء هو سيّئة ، وأنّ مجرور الباء هو السيّئة المجزى عنها ، كما اختاره ابن جني . وقال الأخفش : الباء فيه زائدة لقوله تعالى : { وجزاء سيئة سيّئة مثلها } [ الشورى : 40 ]. ويقال : جازى بصيغة المفاعلة . قال الرّاغب : ولم يجيء في القرآن : جَازى .
والهُون : الهَوَان ، وهو الذّلّ . وفسّره الزّجاج بالهوان الشّديد ، وتبعه صاحب «الكشاف» ، ولم يقله غيرهما من علماء اللّغة . وكلام أهل اللّغة يقتضي أنّ الهُون مرادف الهوان ، وقد قرأ ابن مسعود { اليوم تجزون عذاب الهَوَان }.وإضافة العذاب إلى الهون لإفادة ما تقتضيه الإضافة من معنى الاختصاص والمِلك ، أي العذاب المتمكّن في الهُون المُلازم له .
والباء في قوله : { بما كنتم تقولون } باء العوض لتعديّة فعل { تُجزون } إلى المجزي عنه . ويجوز جَعل الباء للسببيّة ، أي تجزون عذاب الهون بسبب قولكم ، ويعلم أنّ الجزاء على ذلك ، و ( ما ) مصدريّة . ثمّ إن كان هذا القول صادراً من جانب الله تعالى فذكر اسم الجلالة من الإظهار في مقام الإضمار لقصد التّهويل . والأصل بما كنتم تقولون عليّ .
وضُمّن { تقولون } معنى تَكْذِبون ، فعُلّق به قوله : { على الله } ، فعلم أنّ هذا القول كذب على الله كقوله تعالى : { ولو تَقوّل علينا بعض الأقاويل } [ الحاقة : 44 ] الآية ، وبذلك يصحّ تنزيل فعل { تقولون } منزلة اللازم فلا يقدّر له مفعول لأنّ المراد به أنّهم يكذبون ، ويصحّ جعل غير الحقّ مفعولاً ل { تقولون } ، وغير الحقّ هو الباطل ، ولا تكون نسبته إلى الله إلاّ كذباً .
وشمل { ما كنتم تقولون } الأقوالَ الثّلاثة المتقدّمة في قوله { ومن أظلم ممّن افترى على الله كذباً إلى قوله مثلَ ما أنزل الله } وغيرَها .
و { غير الحقّ } حال من ( ما ) الموصولة أو صفة لمفعول مطلق أو هو المفعول به ل { تقولون }.
وقوله : { وكنتم عن آياته } عطف على { كنتم تقولون } ، أي وباستكباركم عن آياته . والاستكبار : الإعراض في قلّة اكتراث ، فبهذا المعنى يتعدّى إلى الآيات ، أو أريد من الآيات التأمّل فيها فيكون الاستكبار على حقيقته ، أي تستكبرون عن التدبّر في الآيات وترون أنفسكم أعظم من صاحب تلك الآيات .
وجواب ( لو ) محذوف لقصد التّهويل . والمعنى : لرأيتَ أمراً مُفْظعاً . وحَذْفُ جواب ( لو ) في مثل هذا المقام شائع في القرآن . وتقدّم عند قوله تعالى : { ولو ترى الّذين ظلموا إذ يرون العذاب } في سورة [ البقرة : 165 ].
- إعراب القرآن : وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَن قَالَ سَأُنزِلُ مِثْلَ مَا أَنزَلَ اللَّهُ ۗ وَلَوْ تَرَىٰ إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنفُسَكُمُ ۖ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ
«وَمَنْ» اسم استفهام في محل رفع مبتدأ «أَظْلَمُ» خبره والجملة استئنافية لا محل لها «مِمَّنِ» اسم موصول في محل جر بحرف الجر ، والجار والمجرور متعلقان باسم التفضيل أظلم «افْتَرى عَلَى اللَّهِ كَذِباً» فعل ماض تعلق به الجار والمجرور وكذبا مفعوله والفاعل ضمير مستتر تقديره هو. والجملة صلة الموصول لا محل لها. «أَوْ قالَ» الجملة معطوفة «أُوحِيَ إِلَيَّ» فعل ماض مبني للمجهول والجار والمجرور نائب فاعل والجملة مقول القول «وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْ ءٌ» فعل مضارع مبني للمجهول مجزوم بحذف حرف العلة ، وقد تعلق به الجار والمجرور وشيء نائب فاعله ، والجملة في محل نصب حال. «وَمَنْ قالَ» عطف على ممن أي وممن قال «سَأُنْزِلُ مِثْلَ» فعل مضارع ومفعوله والسين للاستقبال والجملة مقول القول «ما» اسم موصول في محل جر بالإضافة «أَنْزَلَ اللَّهُ» فعل ماض ولفظ الجلالة فاعل والجملة صلة الموصول لا محل لها والعائد محذوف تقديره أنزله اللّه. «وَلَوْ تَرى » الواو استئنافية ، لو حرف شرط غير جازم «إِذِ» ظرف لما مضى من الزمن متعلق بالفعل ترى «الظَّالِمُونَ» مبتدأ مرفوع بالواو «فِي غَمَراتِ الْمَوْتِ» متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ وخبر لو محذوف التقدير : ولو تراهم إذ الظالمون في غمرات الموت لرأيت أمرا فظيعا «وَالْمَلائِكَةُ» مبتدأ مرفوع والواو حالية «باسِطُوا» خبر مرفوع بالواو «أَيْدِيهِمْ» مضاف إليه مجرور بالكسرة المقدرة على الياء للثقل ، والجملة في محل نصب حال. «أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ» فعل أمر وفاعل ومفعول به والجملة مقول لقول محذوف أي يقولون لهم «الْيَوْمَ» ظرف زمان متعلق بالفعل تجزون بعده ، أو بالفعل أخرجوا قبله «تُجْزَوْنَ عَذابَ» فعل مضارع مبني للمجهول والواو نائب فاعله وعذاب مفعوله والجملة في محل جر بالإضافة «الْهُونِ» مضاف إليه «بِما كُنْتُمْ تَقُولُونَ» ما مصدرية وهي مؤولة مع الفعل الناقص بعدها بمصدر في محل جر بالباء أي تجزون عذاب الهون بسبب قولكم «عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ»
«غَيْرَ» مفعول به. «وَكُنْتُمْ» فعل ماض ناقص والتاء اسمها والجملة معطوفة على ما قبلها «عَنْ آياتِهِ» متعلقان بالفعل تستكبرون وجملة «تَسْتَكْبِرُونَ» في محل نصب خبر الفعل الناقص ومثلها جملة «تَقُولُونَ».
- English - Sahih International : And who is more unjust than one who invents a lie about Allah or says "It has been inspired to me" while nothing has been inspired to him and one who says "I will reveal [something] like what Allah revealed" And if you could but see when the wrongdoers are in the overwhelming pangs of death while the angels extend their hands [saying] "Discharge your souls Today you will be awarded the punishment of [extreme] humiliation for what you used to say against Allah other than the truth and [that] you were toward His verses being arrogant"
- English - Tafheem -Maududi : وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَن قَالَ سَأُنزِلُ مِثْلَ مَا أَنزَلَ اللَّهُ ۗ وَلَوْ تَرَىٰ إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنفُسَكُمُ ۖ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ(6:93) Who can be more unjust than he who places a lie on Allah and who says: 'Revelation has come to me' when in fact nothing was revealed to him, and who says: 'I will produce the like of what Allah has revealed?' If you could but see the wrongdoers in the agonies of death, and the angels stretching out their hands (saying): 'Yield up your souls! Today you will be recompensed with the chastisement of humiliation for the lie you spoke concerning Allah, and for you waxing proud against His signs.'
- Français - Hamidullah : Et quel pire injuste que celui qui fabrique un mensonge contre Allah ou qui dit Révélation m'a été faite quand rien ne lui a été révélé De même celui qui dit Je vais faire descendre quelque chose de semblable à ce qu'Allah a fait descendre Si tu voyais les injustes lorsqu'ils seront dans les affres de la mort et que les Anges leur tendront les mains disant Laissez sortir vos âmes Aujourd'hui vous allez être récompensés par le châtiment de l'humiliation pour ce que vous disiez sur Allah d'autre que la vérité et parce que vous vous détourniez orgueilleusement de Ses enseignements
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Und wer ist ungerechter als wer gegen Allah eine Lüge ersinnt oder sagt "Mir ist Offenbarung eingegeben worden" während ihm überhaupt nichts eingegeben worden ist und wer sagt "Ich werde hinabsenden gleich dem was Allah hinabgesandt hat" Und wenn du sehen würdest wie sich die Ungerechten in den Fluten des Todes befinden und die Engel ihre Hände ausstrecken "Gebt eure Seelen heraus Heute wird euch mit der schmählichen Strafe vergolten daß ihr stets über Allah die Unwahrheit gesagt habt und euch gegenüber Seinen Zeichen hochmütig zu verhalten pflegtet"
- Spanish - Cortes : ¿Hay alguien que sea más impío que quien inventa una mentira contra Alá o quien dice He recibido una revelación siendo así que no se le ha revelado nada o quien dice Yo puedo revelar otro tanto de lo que Alá ha revelado Si pudieras ver cuando estén los impíos en su agonía y los ángeles extiendan las manos ¡Entregad vuestras almas Hoy se os va a retribuir con un castigo degradante por haber dicho falsedades contra Alá y por haberos desviado altivamente de Sus signos
- Português - El Hayek : Haverá alguém mais iníquo do que quem forja mentiras acerca de Deus ou do que quem diz Sou inspirado quandonada lhe foi inspirado E que diz Eu posso revelar algo igual ao que Deus revelou Ah se pudesses ver os iníquos naagonia da morte quando os anjos com mãos estendidas lhes disserem Entregainos vossas almas Hoje servosá infligidodo castigo afrontoso por haverdes dito inverdades acerca de Deus e por vos haverdes ensoberbecido perante os Seusversículos
- Россию - Кулиев : Кто может быть несправедливее того кто возводит навет на Аллаха или говорит Мне дано откровение - хотя никакого откровения ему не дано или говорит Я ниспошлю подобное тому что ниспослал Аллах Если бы ты видел беззаконников когда они оказываются в предсмертной агонии и ангелы простирают к ним свои руки Отдайте свои души Сегодня вам воздадут унизительными мучениями за то что вы говорили об Аллахе неправду и превозносились над Его знамениями
- Кулиев -ас-Саади : وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَن قَالَ سَأُنزِلُ مِثْلَ مَا أَنزَلَ اللَّهُ ۗ وَلَوْ تَرَىٰ إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنفُسَكُمُ ۖ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ
Кто может быть несправедливее того, кто возводит навет на Аллаха или говорит: «Мне дано откровение», - хотя никакого откровения ему не дано, или говорит: «Я ниспошлю подобное тому, что ниспослал Аллах»? Если бы ты видел беззаконников, когда они оказываются в предсмертной агонии, и ангелы простирают к ним свои руки: «Отдайте свои души! Сегодня вам воздадут унизительными мучениями за то, что вы говорили об Аллахе неправду и превозносились над Его знамениями».Самые великие беззаконники и преступники - это лжецы, возводящие навет на Аллаха. Они приписывают Ему слова и повеления, которых Он никогда не говорил. Они - самые несправедливые среди людей, потому что они искажают основные и второстепенные положения религии и лгут от имени Аллаха, нанося другим огромный ущерб. К ним относятся лжепророки, лживо заявляющие, что им ниспосылается Откровение. Они не только пытаются оболгать Аллаха, но и покушаются на Его власть и могущество, поскольку обязывают людей следовать за ними, сражаются со своими противниками и позволяют себе проливать кровь и присваивать чужое имущество. Этот аят распространяется на лжеца Мусейлиму, аль-Асвада аль-Анси, аль-Мухтара и других лжепророков. Величайшими беззаконниками являются и те, которые заявляют, что они способны совершить то, что совершает Аллах. Они посягают на Его право издавать законы и придумывают свои собственные законы и положения. Ими также являются нечестивцы, полагающие, что они способны опровергнуть Священный Коран и сочинить нечто подобное. Что может быть более чудовищной несправедливостью, чем посягательство беспомощного творения, имеющего множество недостатков, на права Могущественного и Богатого Господа, обладающего абсолютным совершенством, а также безупречными именами и качествами?!! После порицания несправедливых беззаконников Аллах упомянул о наказании, которое ожидает их в момент расставания с мирской жизнью и после наступления Дня воскресения. Когда они оказываются в предсмертной агонии, их поражают отвратительные муки и ужасная скорбь. Происходящее с ними представляет собой ужасную картину, которую невозможно передать на словах. Ангелы протягивают к ним руки, нанося им тяжелые удары и причиняя им страдания. Их души пытаются сопротивляться и не желают покидать тела, и тогда ангелы говорят им: «Выходите к нам! Сегодня вас подвергнут суровому наказанию, которое станет для вас позором и унижением. Божье воздаяние соответствует совершенным вами злодеяниям. Вы будете наказаны за то, что говорили об Аллахе неправду и отвергали истину, которую проповедовали посланники. Вы превозносились над Его знамениями и надменно отказывались выполнять Его повеления». Этот аят свидетельствует об истинности наказания и блаженства в промежуточном мире (барзахе), потому что ангелы сообщают нечестивцам о наказании в момент расставания с жизнью и сразу после смерти. Наказание и блаженство начинаются сразу после смерти и продолжаются до наступления Судного дня. Из этого аята также следует, что душа имеет форму и способна перемещаться и разговаривать, поселяться в теле и покидать его.
- Turkish - Diyanet Isleri : Allah'a karşı yalan uydurandan veya kendisine bir şey vahyedilmemişken "Bana vahyolundu Allah'ın indirdiği gibi ben de indireceğim" diyenden daha zalim kim olabilir Bu zalimleri can çekişirlerken melekler ellerini uzatmış "Canlarınızı verin bugün Allah'a karşı haksız yere söylediklerinizden O'nun ayetlerine büyüklük taslamanızdan ötürü alçaltıcı azabla cezalandırılacaksınız" derken bir görsen
- Italiano - Piccardo : Chi è peggior prevaricatore di colui che inventa menzogne contro Allah e dice “Ho ricevuto un'ispirazione” quando invece non gli è stato ispirato nulla O colui che dice “Farò scendere qualcosa di simile a quello che Allah ha rivelato” Se vedessi gli ingiusti negli spasimi della morte quando gli angeli stenderanno le mani su di loro [e diranno] “Rigettate le vostre anime Oggi sarete compensati con un castigo umiliante per aver mentito contro Allah e per esservi allontanati pieni di orgoglio dai Suoi segni”
- كوردى - برهان محمد أمين : کێ لهوه ستهمکارتره که درۆ بۆ خوا ههڵبهستێت و یاخود بڵێت منیش وهحی و نیگام بۆ هاتووه له ڕاستیشدا هیچی بۆ نههاتبێت ههروهها ئهو کهسهش که وتویهتی منیش وهک قورئان کتێبێک دادهبهزێنم وهک خوا دایبهزاندوه خۆ ئهگهر ئهو ستهمکارانه ببینی چۆن له ئێش و ئازاری سهرهمهرگدا گیرێکیان خواردووه فریشتهکانیش دهستیان لێدهکهنهوه و لێیان دهدهن و پێیان دهڵێن ئادهی گیانتان بدهن بهدهستهوه دهی ڕۆحتان دهرکهن ئهمڕۆ له تۆڵهی خوا نهناسیتاندا سزاو ئهشکهنجهی ڕیسوایی و شهرمهزاری دهدرێن چونکه شتی ناحهقتان بهدهم خواوه ههڵدهبهست و خۆتان بهگهوره دهزانی له بهرامبهر ئایهت و فهرمانهکانی خوادا و لووت بهرزیتان نهیدههێشت باوهڕی پێ بهێنن
- اردو - جالندربرى : اور اس سے بڑھ کر ظالم کون ہوگا جو خدا پر جھوٹ افتراء کرے۔ یا یہ کہے کہ مجھ پر وحی ائی ہے حالانکہ اس پر کچھ بھی وحی نہ ائی ہو اور جو یہ کہے کہ جس طرح کی کتاب خدا نے نازل کی ہے اس طرح کی میں بھی بنا لیتا ہوں۔ اور کاش تم ان ظالم یعنی مشرک لوگوں کو اس وقت دیکھو جب موت کی سختیوں میں مبتلا ہوں اور فرشتے ان کی طرف عذاب کے لئے ہاتھ بڑھا رہے ہوں کہ نکالو اپنی جانیں۔ اج تم کو ذلت کے عذاب کی سزا دی جائے گی اس لئے کہ تم خدا پر جھوٹ بولا کرتے تھے اور اس کی ایتوں سے سرکشی کرتے تھے
- Bosanski - Korkut : Ko je nepravedniji od onoga koji laži o Allahu iznosi ili koji govori "Objavljuje mi se" – a ništa mu se ne objavljuje ili koji kaže "I ja ću reći isto onako kao što Allah objavljuje" A da ti je vidjeti nevjernike u smrtnim mukama kada meleki budu ispružili ruke svoje prema njima "Spasite se ako možete Od sada ćete neizdržljivom kaznom biti kažnjavani zato što ste na Allaha ono što nije istina iznosili i što ste se prema dokazima Njegovim oholo ponašali"
- Swedish - Bernström : Vem är mer orättfärdig än den som sätter ihop lögner om Gud eller säger "För mig har uppenbarats" trots att ingenting har uppenbarats för honom eller den som säger "Jag skall uppenbara motstycket till det som Gud har uppenbarat" Om du kunde se de orättfärdiga när de ligger för döden och änglarna sträcker ut händerna [mot dem och ropar] "Låt själen fara I dag skall ni få lida ett förnedrande straff för de lögner ni yttrade om Gud och för att ni av högmod vägrade att lyssna till Hans budskap"
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Dan siapakah yang lebih zalim daripada orang yang membuat kedustaan terhadap Allah atau yang berkata "Telah diwahyukan kepada saya" padahal tidak ada diwahyukan sesuatupun kepadanya dan orang yang berkata "Saya akan menurunkan seperti apa yang diturunkan Allah" Alangkah dahsyatnya sekiranya kamu melihat di waktu orangorang yang zalim berada dalam tekanan sakratul maut sedang para malaikat memukul dengan tangannya sambil berkata "Keluarkanlah nyawamu" Di hari ini kamu dibalas dengan siksa yang sangat menghinakan karena kamu selalu mengatakan terhadap Allah perkataan yang tidak benar dan karena kamu selalu menyombongkan diri terhadap ayatayatNya
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَن قَالَ سَأُنزِلُ مِثْلَ مَا أَنزَلَ اللَّهُ ۗ وَلَوْ تَرَىٰ إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنفُسَكُمُ ۖ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ
(Dan siapakah) maksudnya tidak ada seorang pun (yang lebih lalim daripada orang yang membuat kedustaan terhadap Allah) dengan mengaku menjadi seorang nabi padahal tidak ada yang mengangkatnya menjadi nabi (atau yang berkata, "Telah diwahyukan kepada saya," padahal tidak ada diwahyukan sesuatu pun kepadanya) ayat ini diturunkan berkenaan dengan sikap Musailamah si pendusta itu (dan) lebih aniaya daripada (orang yang berkata, "Saya akan menurunkan seperti apa yang diturunkan Allah") mereka adalah orang-orang yang memperolok-olokkan Alquran; mereka mengatakan, bahwa andaikata kami suka niscaya kami pun dapat membuat kata-kata seperti Alquran (dan sekiranya engkau melihat) wahai Muhammad (tatkala orang-orang lalim) yang telah disebutkan tadi (berada dalam sekarat) yaitu sedang menghadapi kematiannya (yakni maut sedangkan para malaikat memukul dengan tangannya) kepada mereka seraya menyiksa lalu para malaikat itu berkata dengan kasar kepada mereka ("Keluarkanlah nyawamu,") kepada kami untuk kami cabut. (Di hari ini kamu dibalas dengan siksaan yang sangat menghinakan) sangat merendahkan (karena kamu selalu mengatakan terhadap Allah perkataan yang tidak benar) dengan mengaku menjadi nabi dan berpura-pura diberi wahyu padahal dusta (dan karena kamu selalu menyombongkan diri terhadap ayat-ayat-Nya) kamu merasa tinggi diri tidak mau beriman kepada ayat-ayat-Nya. Jawab dari huruf lau ialah: niscaya engkau akan melihat peristiwa yang mengerikan.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : ঐ ব্যক্তির চাইতে বড় জালেম কে হবে যে আল্লাহর প্রতি মিথ্যা আরোপ করে অথবা বলেঃ আমার প্রতি ওহী অবতীর্ণ হয়েছে। অথচ তার প্রতি কোন ওহী আসেনি এবং যে দাবী করে যে আমিও নাযিল করে দেখাচ্ছি যেমন আল্লাহ নাযিল করেছেন। যদি আপনি দেখেন যখন জালেমরা মৃত্যু যন্ত্রণায় থাকে এবং ফেরেশতারা স্বীয় হস্ত প্রসারিত করে বলে বের কর স্বীয় আত্মা অদ্য তোমাদেরকে অবমাননাকর শাস্তি প্রদান করা হবে। কারণ তোমরা আল্লাহর উপর অসত্য বলতে এবং তাঁর আয়াত সমূহ থেকে অহংকার করতে।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : அல்லாஹ்வின் மீது பொய்க் கற்பனை செய்பவன் அல்லது வஹீயின் மூலம் தனக்கு ஒன்றுமே அறிவிக்கப்படாமலிருக்க "எனக்கு வஹீ வந்தது" என்று கூறுபவன்; அல்லது "அல்லாஹ் இறக்கிவைத்த இவ்வேதத்தைப் போல் நானும் இறக்கிவைப்பேன்" என்று கூறுபவன் ஆகிய இவர்களை விடப் பெரிய அநியாயக்காரன் யார் இருக்க முடியும் இந்த அநியாயக்காரர்கள் மரண வேதனையில் இருக்கும் போது நீங்கள் அவர்களைப் பார்த்தால் மலக்குகள் தம் கைகளை நீட்டி இவர்களிடம் "உங்களுடைய உயிர்களை வெளியேற்றுங்கள்; இன்றைய தினம் நீங்கள் இழிவுதரும் வேதனையைக் கூலியாகக் கொடுக்கப்படுவீர்கள் ஏனெனில் நீங்கள் உண்மையல்லாததை அல்லாஹ்வின் மீது கூறிக் கொண்டிருந்தீர்கள்; இன்னும் அவனுடைய வசனங்களை நம்பாது நிராகரித்துப் பெருமையடித்துக் கொண்டிருந்தீர்கள்" என்று கூறுவதை நீர் காண்பீர்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : และใครเล่าคือ ผู้อธรรมยิ่งกว่าผู้ที่อุปโลกน์ความเท็จให้แก่อัลลอฮ์ หรือกล่าวว่าได้ถูกประทานโองการแก่ฉัน ทั้ง ๆ ที่มิได้มีสิ่งใดถูกประทานให้เป็นโองการแก่เขา และผู้ที่กล่าวว่า ฉันจะให้ลงมาเช่นเดียวกับสิ่งที่อัลลอฮ์ให้ลงมา และหากเจ้าจะได้เห็นขณะที่บรรดาผู้เอธรรมอยู่ในภาวะคับขันแห่งความตาย และมลาอิกะฮ์ กำลังแบมือของพวกเขาโดยกล่าวว่าจงให้ชีวิตของพวกท่านออกมา วันนี้พสกท่านจะได้รับการตอบแทน ซึ่งโทษแห่งการต่ำต้อย เนื่องจากที่พวกท่านกล่าวให้ร้ายแก่อัลลอฮโดยปราศจากความจริง และเนื่องจากการที่พวกท่านแสดงยะโสต่อบรรดาโองการของพระองค์
- Uzbek - Мухаммад Содик : Аллоҳга нисбатан ёлғон тўқиган ёки унга ҳеч нарса ваҳий қилинмаса ҳам менга ваҳий келди деган ёхуд Аллоҳ нозил қилган нарсага ўхшаш нарсани мен ҳам нозил қиламан деган кимсадан ҳам золимроқ кимса борми Золимларнинг ўлим талвасаси пайтларини фаришталарнинг уларга қўл чўзиб Жонингизни чиқаринг Бугунги кунда Аллоҳга нисбатан ноҳақ гап айтганларингиз учун ва Унинг оятларидан мутакаббирлик қилиб юрганингиз учун хорлик азоби ила жазоланурсиз дегандаги ҳолларини кўрсанг эди Кофир мушриклар Пайғамбарни а с инкор қилиб у зотга қўяётган айблар ғоят катта айблардир Бундай ишлар Аллоҳнинг маҳбуб Пайғамбаридан содир бўлиши асло мумкин эмас Агар фаразан кимдир бундай зулмни қиладиган бўлса албатта жазосини тортади ва тезда фош бўлади Тарих бунинг кўпига гувоҳ Пайғамбаримизнинг с а в даврларида Мусайламатул каззоб унинг хотини Сажоҳ бинти алҲорис ва алАсвад алАнасийлар шундай даъво билан чиқдилар Аммо тезда шарманда бўлдилар Бундай кишилар энг золим кишилар ҳисобланадилар Уларнинг кимлигини ояти каримадаги таърифдан ҳам билиб олиш мумкин
- 中国语文 - Ma Jian : 假借真主的名义而造谣的,自称奉到启示,其实,没有奉到任何启示的人,或妄言要像真主那样降示天经的人,这等人谁比他们还不义呢?不义的人正在临死的苦痛中,众天神伸著手说:你们拿出你们的灵魂吧!今天你们要受辱刑的报酬,因为你们假借真主的名义而造谣,并藐视他的迹象。那时,假若你看见他们的情状,。
- Melayu - Basmeih : Dan siapakah yang lebih zalim daripada orang yang merekareka perkara yang dusta terhadap Allah atau orang yang berkata "Telah diberi wahyu kepadaku" padahal tidak diberikan sesuatu wahyupunr kepadanya; dan orang yang berkata "Aku akan menurunkan seperti apa yang diturunkan Allah" Dan sungguh ngeri sekiranya engkau melihat ketika orangorang yang zalim itu dalam penderitaan "sakratulmaut" ketika hendak putus nyawa sedang malaikatmalaikat pula menghulurkan tangan mereka memukul dan menyeksa orangorang itu sambil berkata dengan menengking dan mengejek "Keluarkanlah nyawa kamu dari tubuh kamu sendiri; pada hari ini kamu dibalas dengan azab seksa yang menghina kamu sehinahinanya disebabkan apa yang telah kamu katakan terhadap Allah dengan tidak benar dan kamu pula menolak dengan sombong takbur akan ayatayat keteranganNya"
- Somali - Abduh : Yaa ka Dambi Radon Cid ku Been Abuuratay Eaba ama Yidhi waa Lay Wanyaoday Isagoon Ion Waxyoonin Waxba iyo Ckldii Dhahda waxaan son Dejin waxa Eebe soo Dejiyey no kale Haddaad Araglo markay Daalmiintu Sakaraadka Geerida ko Suganyihiin Malaa'igtuna ku Ehihi Iyagoo ku Taogi Gacmaha Bixiya Naftiina Maanta waxaa laydinku Ahaal maria Cadaab Dulli ah waxaad ku Dhahayseen Eebe Xaqdarro ood Ahaydeen kuwu Iska Wayneeya Aayadkiisa Waxaad aski lahayd wax Wayn
- Hausa - Gumi : Kuma wãne ne mafi zãlunci daga wanda ya ƙirƙira ƙarya ga Allah kõ kuwa ya ce "An yi wahayi zuwa gare ni" alhãli kuwa ba a yi wahayin kõme ba zuwa gare shi da wanda ya ce "zan saukar da misãlin abin da Allah Ya saukar" Kuma dã kã gani a lõkacin da azzãlumai suke cikin mãyen mutuwa kuma malã'iku sunã mãsu shimfiɗa hannuwansu sunã ce musu "Ku fitar da kanku; a yau anã sãka muku da azãbar wulãƙanci sabõda abin da kuka kasance kunã faɗa wanin gaskiya ga Allah kuma kun kasance daga ãyõyinSa kunã yin girman kai"
- Swahili - Al-Barwani : Nani dhaalimu mkubwa kuliko yule anaye mzuliya uwongo Mwenyezi Mungu au anaye sema Mimi nimeletewa wahyi; na hali hakuletewa wahyi wowote Na yule anaye sema Nitateremsha kama alivyo teremsha Mwenyezi Mungu Na lau ungeli waona madhaalimu wanavyo kuwa katika mahangaiko ya mauti na Malaika wamewanyooshea mikono wakiwambia Zitoeni roho zenu Leo mtalipwa adhabu ya fedheha kwa sababu ya mliyo kuwa mkiyasema juu ya Mwenyezi Mungu yasiyo ya haki na mlivyo kuwa mkizifanyia kiburi Ishara zake
- Shqiptar - Efendi Nahi : Kush është më zullumqar i madh se ai që trillon gënjeshtra për Perëndinë ose që thotë “Mua më është shpallur” por asgjë nuk iu ka shpallur atij Dhe ai që thotë “Unë do ta shpalli të njëjtën gjë çka ka shpallur Perëndia” Ah T’i shohësh zullumqarët kur janë në mundimet e vdekjes e engjëjt zgjasin duart për t’ua marrë shpirtin duke thënë “Mirrni shpirtërat tuaj” Sot ju do ndëshkoheni me dënim të poshtëruar për shkak të pavërtetave që i keni thënë për Perëndinë dhe që jeni krenuar duke mos besuar versetet e Tij
- فارسى - آیتی : كيست ستمكارتر از آن كس كه به خدا دروغ بست يا گفت كه به من وحى شده و حال آنكه به او هيچ چيز وحى نشده بود و آن كس كه گفت: من نيز همانند آياتى كه خدا نازل كرده است، نازل خواهم كرد؟ اگر ببينى آنگاه كه اين ستمكاران در سكرات مرگ گرفتارند و ملائكه بر آنها دست گشودهاند كه: جان خويش بيرون كنيد، امروز شما را به عذابى خواركننده عذاب مىكنند، و اين به كيفر آن است كه درباره خدا به ناحق سخن مىگفتيد و از آيات او سرپيچى مىكرديد.
- tajeki - Оятӣ : Кист ситамкортар аз он кас, ки ба Худо дурӯғ баст ё гуфт, ки ба ман ваҳй шуда ва ҳол он ки ба ӯ ҳеҷ чиз ваҳй нашуда буд ва он кас, ки гуфт: «Ман низ монанди оёте, ки Худо нозил кардаст, нозил хоҳам кард?» Агар бубинӣ, он гоҳ, ки ин ситамкорон дар сакароти марг гирифторанд ва малоика бар онҳо даст кушодаанд, ки ҷони хеш берун кунед, имрӯз шуморо ба азобе хоркунанда азоб мекунанд ва ин ба ҷазои он аст, ки дар бораи Худо ба ноҳақ сухан мегуфтед ва аз оёти Ӯ сарпечӣ мекардед.
- Uyghur - محمد صالح : اﷲ قا يالغان چاپلىغان ياكى ئۆزىگە ھېچ نەرسە ۋەھىيى قىلىنمىغان تۇرۇقلۇق، ماڭا ۋەھىيى قىلىندى دېگەن، ياكى اﷲ نازىل قىلغاندەك مەنمۇ كىتاب نازىل قىلالايمەن دېگەن كىشىلەردىنمۇ زالىم كىشىلەر بارمۇ؟ (ئى مۇھەممەد!) زالىملارنى سەكراتقا چۈشكەن ۋاقىتلىرىدا كۆرسەڭ (ئەلۋەتتە، قورقۇنچلۇق ھالىنى كۆرۈسەن)، پەرىشتىلەر (يەنى ئازاب پەرىشتىلىرى) قوللىرىنى سوزۇپ: «سىلەر جانلىرىڭلارنى چىقىرىڭلار! سىلەر اﷲ توغرىسىدا ھەقسىز سۆزلەرنى قىلغانلىقىڭلار (يەنى ئىختىرا قىلغانلىقىڭلار، شېرىك كەلتۈرگەنلىكىڭلار، بالا نىسبەتەن بەرگەنلىكىڭلار) ۋە اﷲ نىڭ ئايەتلىرىنى مەنسىتمىگەنلىكىڭلار ئۈچۈن، بۈگۈن خورلىغۇچى ئازاب بىلەن جازالىنىسىلەر» دەيدۇ
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : അല്ലാഹുവിന്റെ പേരില് കള്ളം കെട്ടിയുണ്ടാക്കുകയോ; ഒരു ദിവ്യസന്ദേശവും ലഭിക്കാതെ, തനിക്ക് ദിവ്യബോധനം ലഭിച്ചിരിക്കുന്നുവെന്ന് വാദിക്കുകയോ, അല്ലാഹു അവതരിപ്പിച്ചതുപോലുള്ളത് താനും അവതരിപ്പിക്കുമെന്ന് വീമ്പ് പറയുകയോ ചെയ്തവനെക്കാള് വലിയ അക്രമി ആരുണ്ട്? ആ അക്രമികള് മരണവെപ്രാളത്തിലകപ്പെടുമ്പോള് മലക്കുകള് കൈനീട്ടിക്കൊണ്ട് ഇങ്ങനെ പറയുന്നു: "നിങ്ങള് നിങ്ങളുടെ ആത്മാക്കളെ പുറത്തേക്ക് തള്ളുക; നിങ്ങള് അല്ലാഹുവിന്റെ പേരില് സത്യവിരുദ്ധമായത് പ്രചരിപ്പിച്ചു. അവന്റെ പ്രമാണങ്ങളെ അഹങ്കാരത്തോടെ തള്ളിക്കളഞ്ഞു. അതിനാല് നിങ്ങള്ക്കു നന്നെ നിന്ദ്യമായ ശിക്ഷയുണ്ട്.” ഇതൊക്കെയും നിനക്ക് കാണാന് കഴിഞ്ഞിരുന്നെങ്കില്!
- عربى - التفسير الميسر : ومن اشد ظلما ممن اختلق على الله تعالى قولا كذبا فادعى انه لم يبعث رسولا من البشر او ادعى كذبا ان الله اوحى اليه ولم يوح اليه شيئا او ادعى انه قادر على ان ينزل مثل ما انزل الله من القران ولو انك ابصرت ايها الرسول هولاء المتجاوزين الحد وهم في اهوال الموت لرايت امرا هائلا والملائكه الذين يقبضون ارواحهم باسطو ايديهم بالعذاب قائلين لهم اخرجوا انفسكم اليوم تهانون غايه الاهانه كما كنتم تكذبون على الله وتستكبرون عن اتباع اياته والانقياد لرسله