- عربي - نصوص الآيات عثماني : قَدْ جَآءَكُم بَصَآئِرُ مِن رَّبِّكُمْ ۖ فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِۦ ۖ وَمَنْ عَمِىَ فَعَلَيْهَا ۚ وَمَآ أَنَا۠ عَلَيْكُم بِحَفِيظٍۢ
- عربى - نصوص الآيات : قد جاءكم بصائر من ربكم ۖ فمن أبصر فلنفسه ۖ ومن عمي فعليها ۚ وما أنا عليكم بحفيظ
- عربى - التفسير الميسر : قل -أيها الرسول- لهؤلاء المشركين: قد جاءتكم براهين ظاهرة تبصرون بها الهدى من الضلال، مما اشتمل عليها القرآن، وجاء بها الرسول عليه الصلاة والسلام، فمَن تبيَّن هذه البراهين وآمن بمدلولها فنَفْعُ ذلك لنفسه، ومَن لم يبصر الهدى بعد ظهور الحجة عليه فعلى نفسه جنى، وما أنا عليكم بحافظ أحصي أعمالكم، وإنما أنا مبلغ، والله يهدي مَن يشاء ويضل مَن يشاء وَفْق علمه وحكمته.
- السعدى : قَدْ جَاءَكُم بَصَائِرُ مِن رَّبِّكُمْ ۖ فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ ۖ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا ۚ وَمَا أَنَا عَلَيْكُم بِحَفِيظٍ
{ قَدْ جَاءَكُمْ بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ } لما بين تعالى من الآيات البينات، والأدلة الواضحات، الدالة على الحق في جميع المطالب والمقاصد، نبه العباد عليها، وأخبر أن هدايتهم وضدها لأنفسهم، فقال: { قَدْ جَاءَكُمْ بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ } أي: آيات تبين الحق، وتجعله للقلب بمنزلة الشمس للأبصار، لما اشتملت عليه من فصاحة اللفظ، وبيانه، ووضوحه، ومطابقته للمعاني الجليلة، والحقائق الجميلة، لأنها صادرة من الرب، الذي ربى خلقه، بصنوف نعمه الظاهرة والباطنة، التي من أفضلها وأجلها، تبيين الآيات، وتوضيح المشكلات. { فَمَنْ أَبْصَرَ } بتلك الآيات، مواقع العبرة، وعمل بمقتضاها { فَلِنَفْسِهِ } فإن الله هو الغني الحميد. { وَمَنْ عَمِيَ } بأن بُصِّر فلم يتبصر، وزُجِر فلم ينزجر، وبين له الحق، فما انقاد له ولا تواضع، فإنما عماه مضرته عليه. { وَمَا أَنَا } أي الرسول { عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ } أحفظ أعمالكم وأرقبها على الدوام إنما عليَّ البلاغ المبين وقد أديته، وبلغت ما أنزل الله إليَّ، فهذه وظيفتي، وما عدا ذلك فلست موظفا فيه
- الوسيط لطنطاوي : قَدْ جَاءَكُم بَصَائِرُ مِن رَّبِّكُمْ ۖ فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ ۖ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا ۚ وَمَا أَنَا عَلَيْكُم بِحَفِيظٍ
قوله قَدْ جاءَكُمْ بَصائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ البصائر: جمع بصيرة، وهي للقلب بمنزلة البصر للعين، فهي النور الذي يبصر به القلب، كما أن البصر هو النور الذي تبصر به العين.
والمراد بها آيات القرآن ودلائله التي يفرق بها بين الهدى والضلالة. أى: قد جاءكم أيها الناس من ربكم وخالقكم هذا القرآن بآياته وحججه وهداياته لكي تميزوا بين الحق والباطل، وتتبعوا الصراط المستقيم.
وإطلاق البصائر على هذه الآيات من إطلاق اسم المسبب على السبب.
وقوله: فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْها أى: فمن أبصر الحق وعلمه بواسطة تلك البصائر وآمن به فلنفسه أبصر وإياها نفع، ولسعادتها ما قدم من ألوان الخير، ومن عمى عن الحق وجهله بإعراضه عن هذه البصائر فعلى نفسه وحدها جنى وإياها ضرب العمى وهذا كقوله- تعالى-: إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَها وقوله: مَنْ عَمِلَ صالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَساءَ فَعَلَيْها.
واختتمت الآية بقوله وَما أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ أى: وما أنا عليكم برقيب أحصى عليكم أعمالكم، وأحفظكم من الضلال، وإنما أنا علىّ البلاغ والله وحده هو الذي يحصى عليكم أعمالكم ويجازيكم عليها بما تستحقون.
- البغوى : قَدْ جَاءَكُم بَصَائِرُ مِن رَّبِّكُمْ ۖ فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ ۖ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا ۚ وَمَا أَنَا عَلَيْكُم بِحَفِيظٍ
قوله عز وجل : ( قد جاءكم بصائر من ربكم ) يعني الحجج البينة التي تبصرون بها الهدى من الضلالة والحق من الباطل ، ( فمن أبصر فلنفسه ) أي : فمن عرفها وآمن بها فلنفسه عمل ، ونفعه له ، ( ومن عمي فعليها ) أي : من عمي عنها فلم يعرفها ولم يصدقها فعليها ، أي : فبنفسه ضر ، ووبال العمى عليه ، ( وما أنا عليكم بحفيظ ) برقيب أحصي عليكم أعمالكم ، إنما أنا رسول إليكم أبلغكم رسالات ربي وهو الحفيظ عليكم الذي لا يخفى عليه شيء من أفعالكم .
- ابن كثير : قَدْ جَاءَكُم بَصَائِرُ مِن رَّبِّكُمْ ۖ فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ ۖ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا ۚ وَمَا أَنَا عَلَيْكُم بِحَفِيظٍ
البصائر : هي البينات والحجج التي اشتمل عليها القرآن ، وما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم ( فمن أبصر فلنفسه ) مثل قوله : ( من اهتدى فإنما يهتدي لنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها ) [ الإسراء : 15 ] ; ولهذا قال : ( ومن عمي فعليها ) لما ذكر البصائر قال :
( ومن عمي فعليها ) أي : فإنما يعود وبال ذلك عليه ، كقوله : ( فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور ) [ الحج : 46 ] .
( وما أنا عليكم بحفيظ ) أي : بحافظ ولا رقيب ، بل أنا مبلغ والله يهدي من يشاء ويضل من يشاء .
- القرطبى : قَدْ جَاءَكُم بَصَائِرُ مِن رَّبِّكُمْ ۖ فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ ۖ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا ۚ وَمَا أَنَا عَلَيْكُم بِحَفِيظٍ
قوله تعالى قد جاءكم بصائر من ربكم فمن أبصر فلنفسه ومن عمي فعليها وما أنا عليكم بحفيظ .
قوله تعالى قد جاءكم بصائر من ربكم أي آيات وبراهين يبصر بها ويستدل ; جمع بصيرة وهي الدلالة . قال الشاعر :
جاءوا بصائرهم على أكتافهم وبصيرتي يعدو بها عتد وآي
يعني بالبصيرة الحجة البينة الظاهرة . ووصف الدلالة بالمجيء لتفخيم شأنها ; إذ كانت بمنزلة الغائب المتوقع حضوره للنفس ; كما يقال : جاءت العافية وقد انصرف المرض ، وأقبل السعود وأدبر النحوس .
فمن أبصر فلنفسه الإبصار : هو الإدراك بحاسة البصر ; أي فمن استدل وتعرف فنفسه نفع .
ومن عمي فعليها لم يستدل ، فصار بمنزلة الأعمى ; فعلى نفسه يعود ضرر عماه .
وما أنا عليكم بحفيظ أي لم أؤمر بحفظكم على أن تهلكوا أنفسكم . وقيل : أي لا أحفظكم من عذاب الله . وقيل : " بحفيظ " برقيب ; أحصي عليكم أعمالكم ، وإنما أنا رسول أبلغكم رسالات ربي ، وهو الحفيظ عليكم لا يخفى عليه شيء من أفعالكم . قال الزجاج : نزل هذا قبل فرض القتال ، ثم أمر أن يمنعهم بالسيف من عبادة الأوثان .
- الطبرى : قَدْ جَاءَكُم بَصَائِرُ مِن رَّبِّكُمْ ۖ فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ ۖ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا ۚ وَمَا أَنَا عَلَيْكُم بِحَفِيظٍ
القول في تأويل قوله تعالى : قَدْ جَاءَكُمْ بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ (104)
قال أبو جعفر: وهذا أمرٌ من الله جل ثناؤه نبيَّه محمدًا صلى الله عليه وسلم أن يقول لهؤلاء الذين نبَّههم بهذه الآيات من قوله: (22) إِنَّ اللَّهَ فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى إلى قوله: وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ على حججه عليهم, وعلى سائر خلقه معهم, (23) العادلين به الأوثان والأنداد, والمكذبين بالله ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم وما جاءهم من عند الله= قل لهم يا محمد: " قد جاءكم "، أيها العادلون بالله، والمكذبون رسوله=" بصائر من ربكم "، أي: ما تبصرون به الهدى من الضلال، والإيمان من الكفر .
* * *
= وهي جمع "
بصيرة ", ومنه قول الشاعر: (24)حَــمَلُوا بَصَـائِرَهُمْ عَـلَى أَكْتَـافِهِمْ
وَبَصِــيرَتِي يَعْـدُو بِهَـا عَتَـدٌ وَأَى (25)
يعني بالبصيرة: الحجة البينة الظاهرة ، (26) كما:-
13703- حدثني يونس قال، أخبرنا ابن وهب قال، قال ابن زيد, في قوله: "
قد جاءكم بصائر من ربكم " قال: " البصائر " الهدى، بصائر في قلوبهم لدينهم, وليست ببصائر الرؤوس . وقرأ: فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ [سورة الحج: 46] وقال: إنما الدين بصره وسمعه في هذا القلب . (27)13704- حدثنا بشر بن معاذ قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد, عن قتادة: "
قد جاءكم بصائر من ربكم "، أي بينة .وقوله: "
فمن أبصر فلنفسه " يقول: فمن تبين حجج الله وعرَفها وأقرَّ بها، وآمن بما دلّته عليه من توحيد الله وتصديق رسوله وما جاء به, فإنما أصاب حظ نفسه، ولنفسه عمل, وإياها بَغَى الخير=" ومن عمي فعليها "، يقول: ومن لم يستدلّ بها، ولم يصدق بما دلَّته عليه من الإيمان بالله ورسوله وتنـزيله, ولكنه عمي عن دلالتها التي تدل عليها, يقول: فنفسَه ضر، وإليها أساء لا إلى غيرها .* * *
وأما قوله: "
وما أنا عليكم بحفيظ "، يقول: وما أنا عليكم برقيب أحصي عليكم أعمالكم وأفعالكم, وإنما أنا رسول أبلغكم ما أرسلت به إليكم, والله الحفيظ عليكم، الذي لا يخفى عليه شيء من أعمالكم . (28)----------------------
الهوامش :
(22) في المطبوعة والمخطوطة : (( لهذه الآيات )) باللام ، وصواب السياق يقتضي ما أثبت .
(23) في المطبوعة (( وعلى تبيين خلقه معهم )) ، وهو كلام لا معنى له ، وهو في المخطوطة سيئ الكتابة ، وصواب قراءته ما أثبت . قوله : (( وعلى سائر خلقه معهم )) ، معطوف على قوله : (( عليهم )) قبله .
وقوله : (( على حججه )) ، السياق : (( أن يقول لهؤلاء الذين نبههم بهذه الآيات ... على حججه عليهم )).
وقوله بعد: (( العادلين به الأوثان )) ، صفة لقوله آنفًا (( أن يقول لهؤلاء الذين نبههم بهذه الآيات .. . ))
(24) هو الأسعر الجعفي .
(25) الأصمعيات : 23 ( وطبعة المعارف : 157 ) ، والوحشيات رقم : 58 ، المخصص 1 : 160 ، اللسان ( بصر ) ( عتد ) ( وأي ) . وغيرها كثير . وهي من قصيدة عير فيها إخوته لأبيه ، وذلك أن أباه قتل وهو غلام ، فأخذ إخوته لأبيه الدية فأكلوها ، فلما شب الأسعر ، أدرك بثأر أبيه ، وقال قبله :
ولقـد عَلِمْـتُ ، عَـلَى تَجَشُّمِيَ الرَّدَى
أَنَّ الحُـصُونَ الخَـيْلُ لا مَـدَرُ القُرَى
وفسر أصحاب اللغة (( البصيرة )) هنا بأنها الدم ما لم يسل ، يعني : دماءهم في أبدانهم ، يعير أخوته . وقال غيرهم : (( البصائر )) دم أبيهم ، يقول : تركوا دم أبيهم خلفهم ولم يثأروا به ، وطلبته أنا . و (( عتد )) ( بفتح العين ، وفتح التاء أو كسرها ) : الفرس الشديد التام الخلق ، السريع الوثبة ، المعد للجري ، ليس فيه اضطراب ولا رخاوة . و (( الوأي )) ، الفرس السريع الطويل المقتدر الخلق .
(26) انظر مجاز القرآن لأبي عبيدة 1 : 203
(27) (( الدين )) ( بتشديد الياء وكسرها ) : المتدين ، صاحب الدين .
(28) انظر تفسير (( الحفيظ )) فيما سلف 8 : 562 .
- ابن عاشور : قَدْ جَاءَكُم بَصَائِرُ مِن رَّبِّكُمْ ۖ فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ ۖ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا ۚ وَمَا أَنَا عَلَيْكُم بِحَفِيظٍ
هذا انتقال من محاجّة المشركين ، وإثبات الوحدانيّة لله بالربوبيّة من قوله : { إنّ الله فالق الحبّ والنَّوى إلى قوله وهو اللّطيف الخبير } [ الأنعام : 95 103 ]. فاستؤنف الكلام بتوجيه خطاببٍ للنّبيء عليه الصّلاة والسّلام مقوللٍ لفعللِ أمر بالقول في أوّل الجملة ، حُذف على الشّائع من حذف القول للقرينة في قوله : { وما أنا عليكم بحفيظ } [ الأنعام : 104 ]. ومناسبة وقوع هذا الاستئناف عقب الكلام المسوق إليهم من الله تعالى أنّه كالتّوقيف والشّرح والفذلكة للكلام السّابق فيقدر : قُل يا محمّد قد جاءكم بصائر .
وبصائر جمع بصيرة ، والبصيرة : العقل الّذي تظهر به المعاني والحقائق ، كما أنّ البصر إدراك العين الّذي تتجلّى به الأجسام ، وأطلقت البصائر على ما هو سبب فيها . وإسناد المجيء إلى البصائر استعارة للحصول في عقولهم ، شُبّه بمجيء شيء كان غائباً ، تنويهاً بشأن ما حصل عندهم بأنّه كالشّيء الغائب المتوقَّع مجيئه كقوله تعالى : { جاء الحقّ وزهق الباطل } [ الإسراء : 81 ]. وخلو فعل «جاء» عن علامة التّأنيث مع أنّ فاعله جمعُ مؤنّث لأنّ الفعل المسند إلى جمع تكسير مطلقاً أو جمع مؤنّث يجوز اقترانه بتاء التّأنيث وخلوُّه عنها .
و ( من ) ابتدائيّة تتعلّق ب«جاء» أو صفة ل { بصائر } ، وقد جعل خطاب الله بها بمنزلة ابتداء السّير من جَانبه تعالى ، وهو منزّه عن المكان والزّمان ، فالابتداء مجاز لغوي ، أو هو مجاز بالحذف بتقدير : مِن إرادةِ ربّكم . والمقصود التّنويه بهذه التّعاليم والذّكريات الّتي بها البصائر ، والحثّ على العمل بها ، لأنّها مسداة إليهم ممّن لا يقع في هديه خلل ولا خطأ ، مع ما في ذكر الربّ وإضافته من تربية المهابة وتقوية داعي العمل بهذه البصائر .
ولذلك فرّع عليه قوله : { فمن أبصر فلنفسه } ، أي فلا عذر لكم في الاستمرار على الضّلال بعد هذه البصائر ، ولا فائدة لغيركم فيها «فمن أبصر فلنفسه أبصر» ، أي من عَلِم الحقّ فقد عَلِم علماً ينفع نفسه ، { ومن عمي } أي ضلّ عن الحقّ فقد ضلّ ضَلالاً وزره على نفسه .
فاستعير الإبصار في قوله : { أبصر } للعلم بالحقّ والعمللِ به لأنّ المهتدي بهذا الهدي الواردِ من الله بمنزلة الّذي نُوّر له الطّريق بالبدر أو غيره ، فأبصره وسار فيه ، وبهذا الاعتبار يجوز أن يكون { أبصر } تمثيلاً موجزاً ضمّن فيه تشبيه هيئة المرشَد إلى الحقّ إذا عمِل بها أرشِد به ، بهيئة المبصر إذا انتفع ببصره .
واستعير العمى في قوله : { عَمِيَ } للمكابرة والاستمرار على الضّلال بعد حصول ما شأنه أن يُقلعه لأنّ المكابر بعد ذلك كالأعمى لا ينتفع بإنارة طريق ولا بهَدْي هاد خِرّيتتٍ . ويجوز اعتبار التمّثيليّة فيه أيضاً كاعتبارها في ضدّه السابق .
واستعمل اللاّم في الأوّل استعارة للنّفع لدلالتها على المِلك وإنّما يُملك الشّيءُ النّافعُ المدّخر للنّوائب ، واستعيرت ( على ) في الثّاني للضرّ والتّبعة لأنّ الشّيء الضّارّ ثقيل على صاحبه يكلّفه تَعباً وهو كالحِمل الموضوع على ظهره ، وهذا معروف في الكلام البليغ ، قال تعالى :
{ من عمل صالحاً فلنفسه } [ فصلت : 46 ] ، وقال { من اهتدى فإنّما يهتدي لنفسه ومن ضلّ فإنّما يضلّ عليها } [ الإسراء : 15 ] ، وقال { وليَحْمِلُنّ أثقالهم وأثقالاً مع أثقالهم } ، ولأجل ذلك سمّي الإثم وزراً كما تقدّم في قوله تعالى : { وهم يحملون أوزارهم على ظهورهم } [ الأنعام : 31 ] ، وقد جاء اللاّم في موضع ( على ) في بعض الآيات ، كقوله تعالى : { إنْ أحسنتم أحسنتم لأنفسكم وإن أسَأتم فلَهَا } [ الإسراء : 7 ].
وفي الآية محسّن جناس الاشتقاق بين «البصائر» و«أبصَر» ، وملاحظة مناسبة في الإبصار والبصائر . وفيها محسّن المطابقة بين قوله : { أبصر } و { عمي } ، وبين ( اللاّم ) و ( عَلى ).
ويتعلّق قوله : { لنفسه } بمحذوف دلّ عليه فعل الشّرط . وتقديره : فمن أبصر فلنفسه أبصر . واقترن الجواب بالفاء نظراً لصدره إذ كان اسماً مجروراً وهو غير صالح لأن يلي أداةَ الشّرط .
وإنّما نسج نظم الآية على هذا النّسْج للإيذان بأنّ { لنفسه } مقدّم في التّقدير على متعلّقه المحذوف . والتّقدير : فلنفسه أبصر ، ولولا قصد الإيذان بهذا التّقديم لقال : فمن أبصر أبصر لنفسه ، كما قال : { إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم } [ الإسراء : 7 ] والمقام يقتضي تقديم المعمول هنا ليفيد القصر ، أي فلنفسه أبصر لا لفائدة غيره ، لأنّهم كانوا يحسبون أنّهم يغيظون النّبيء صلى الله عليه وسلم بإعراضهم عن دعوته إيّاهم إلى الهدى ، وقرينة ذلك أن هذا الكلام مقول من النبي صلى الله عليه وسلم وقد أومأ إلى هذا صاحب «الكشاف» ، بخلاف آية { إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم } [ الإسراء : 7 ] ، فإنّها حكت كلاماً خُوطب به بنو إسرائيل من جانب الله تعالى وهم لا يتوهّمون أنّ إحسانهم ينفع الله أو إساءتهم تضرّ الله .
والكلام على قوله : { ومن عمي فعليها } نظير الكلام على قوله : { فمن أبصر فلنفسه }.وعُدّي فعل { عَمِيَ } بحرف ( على ) لأنّ العمى لمّا كان مجازاً كان ضُرّاً يقع على صاحبه .
وجملة : { وما أنا عليكم بحفيظ } تكميل لما تضمّنه قوله : { فمن أبصر فلنفسه ومن عمِي فعليها } ، أي فلا ينالني من ذلك شيء فلا يرجع لي نفعكم ولا يعود عليّ ضرّكم ولا أنا وكيل على نفعكم وتجنّب ضرّكم فلا تحسبُوا أنّكم حتّى تمكرون بي بالإعراض عن الهدى والاستمرار في الضّلال .
والحفيظ : الحارس ومن يُجعل إليه نظر غيره وحفظُه ، وهو بمنزلة الوكيل إلاّ أنّ الوكيل يكون مجعولاً له الحفظ من جانب الشيء المحفوظ ، والحفيظ أعمّ لأنّه يكون من جانبه ومن جانب مَواليه . وهذا قريب من معنى قوله { وكذّب به قومك وهو الحقّ قل لستُ عليكم بوكيل } [ الأنعام : 66 ].
والإتيان بالجملة الاسميّة هنا دقيق ، لأنّ الحفيظ وصف لا يُفيد غيرُه مُفادَه ، فلا يقوم مقامَه فعل حَفِظ ، فالحفيظ صفة مشبّهة يقدّر لها فِعْل منقول إلى فَعُل بضمّ العين لم يُنطق به مثل الرّحيم .
ولا يفيد تقديم المسند إليه في الجملة الاسميّة اختصاصاً خلافاً لما يوهمه ظاهر تفسير الزمخشري وإن كان العلامة التّفتزاني مال إليه ، وسكت عنه السيّد الجرجاني وهو وقوف مع الظّاهر . وتقديم { عليكم } على { بحفيظ } للاهتمام ولرعاية الفاصلة .
- إعراب القرآن : قَدْ جَاءَكُم بَصَائِرُ مِن رَّبِّكُمْ ۖ فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ ۖ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا ۚ وَمَا أَنَا عَلَيْكُم بِحَفِيظٍ
«قَدْ جاءَكُمْ بَصائِرُ» فعل ماض ومفعوله وفاعله و«قَدْ» حرف تحقيق «مِنْ رَبِّكُمْ» متعلقان بمحذوف صفة بصائر أو بالفعل ، والجملة مستأنفة لا محل لها. «فَمَنْ» من اسم شرط جازم مبني على السكون في محل رفع مبتدأ ، والفاء استئنافية «أَبْصَرَ» فعل ماض وهو في محل جزم فعل الشرط ، والجملة في محل رفع خبر المبتدأ «فَلِنَفْسِهِ» الجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبر لمبتدأ محذوف والتقدير فإبصاره
لنفسه ، والجملة الاسمية المقدرة في محل جزم جواب الشرط بعد الفاء الرابطة ، وجملة «من أبصر» مستأنفة لا محل لها. «وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْها» إعرابها كإعراب سابقتها ، والجملة معطوفة عليها. «وَما» ما الحجازية تعمل عمل ليس ، والواو استئنافية «أَنَا» ضمير رفع في محل رفع اسم ما «عَلَيْكُمْ» متعلقان بالخبر بعدهما «بِحَفِيظٍ» الباء حرف جر زائد «حفيظ» اسم مجرور لفظا منصوب محلا على أنه خبر ما ، والجملة مستأنفة لا محل لها.
- English - Sahih International : There has come to you enlightenment from your Lord So whoever will see does so for [the benefit of] his soul and whoever is blind [does harm] against it And [say] "I am not a guardian over you"
- English - Tafheem -Maududi : قَدْ جَاءَكُم بَصَائِرُ مِن رَّبِّكُمْ ۖ فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ ۖ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا ۚ وَمَا أَنَا عَلَيْكُم بِحَفِيظٍ(6:104) The lights of clear perception have now come to you from your Lord. Then, he who chooses to see clearly, does so for his own good; and he who chooses to remain blind, does so to his own harm. I am not your keeper. *69
- Français - Hamidullah : Certes il vous est parvenu des preuves évidentes de la part de votre Seigneur Donc quiconque voit clair c'est en sa faveur; et quiconque reste aveugle c'est à son détriment car je ne suis nullement chargé de votre sauvegarde
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Zu euch sind nunmehr einsicht bringende Zeichen von eurem Herrn gekommen Wer einsichtig wird der ist es zu seinem eigenen Vorteil und wer blind ist der ist es zu seinem eigenen Nachteil Und ich bin nicht Hüter über euch
- Spanish - Cortes : Habéis recibido intuiciones de vuestro Señor Quien ve claro ve en beneficio propio Quien está ciego lo está en detrimento propio Yo no soy vuestro custodio
- Português - El Hayek : Já vos chegaram as evidências do vosso Senhor Quem as observar será em benefício próprio; quem se obstinar emnegálas será igualmente em seu prejuízo e eu não sou vosso guardião
- Россию - Кулиев : Скажи К вам уже явились наглядные знамения от вашего Господа Кто узрел тот поступил во благо себе а кто был слепым тот навредил себе Я не являюсь вашим хранителем
- Кулиев -ас-Саади : قَدْ جَاءَكُم بَصَائِرُ مِن رَّبِّكُمْ ۖ فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ ۖ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا ۚ وَمَا أَنَا عَلَيْكُم بِحَفِيظٍ
Скажи: «К вам уже явились наглядные знамения от вашего Господа. Кто узрел, тот поступил во благо себе, а кто был слепым, тот навредил себе. Я не являюсь вашим хранителем».После разъяснения знамений и доводов, свидетельствующих об истинных ценностях и правильных устремлениях, Всевышний Аллах обратил внимание рабов на эти знамения и поведал о том, что пожинать плоды своих деяний будут только они сами. Коранические аяты наглядно разъясняют истину и позволяют сердцам разглядеть ее так же ясно, как взоры могут разглядеть солнце. А причина этого в том, что прекрасные и понятные слова откровения полностью раскрывают его истинный смысл и проливают свет на восхитительную истину. И этому не следует удивляться, ведь они ниспосланы Господом, одаряющим Свои творения многочисленными зримыми и незримыми благами. Разъяснение знамений и устранение любых неясностей тоже является одной из славных и прекрасных милостей Аллаха. Если человек извлек полезные уроки из Божьих знамений и поступал в соответствии с их требованиями, то он поступил во благо себе, потому что Аллах богат и достоин похвалы. Если же человек увидел знамения, но не постиг их смысла; услышал предостережение, но не принял его во внимание; и понял истину, но не смирился перед ней, то он навредил только самому себе. Пророку Мухаммаду, да благословит его Аллах и приветствует, не было поручено наблюдать за людьми и запоминать их деяния. В его обязанности входило разъяснить им истину, и он выполнил свои обязанности и донес до человечества ниспосланное ему Откровение. Ему было поручено только это, и он не будет нести ответственности за все остальное.
- Turkish - Diyanet Isleri : Doğrusu size Rabbiniz'den açık belgeler gelmiştir; kim görürse kendi lehine ve kim körlük ederse kendi aleyhinedir Ben sizin bekçiniz değilim
- Italiano - Piccardo : [Di' loro] “Da parte del vostro Signore vi sono giunti appelli alla lungimiranza Chi dunque vede chiaro è a suo vantaggio; chi resta cieco è a suo danno Io non sono il vostro custode”
- كوردى - برهان محمد أمين : بێگومان چهندهها بهڵگهی ڕووناکبیرتان له لایهن پهروهردگارتانهوه بۆ هاتووه جا ئهوهی خۆی ڕوناکبیر بکات و له ڕاستیهکان تێفکرێت و تێبگات و گۆڕانکاری له بیرو هۆش و ژیانیدا ئهنجام بدات ئهوه ههرخۆی قازانج دهکات ئهو کهسهی چاو دهنوقێنێت له ئاستی ڕوناکبیریه خواییهکاندا و لهڕاستی لادهدات ئهویش ههر لهسهر خۆی دهکهوێت و خۆی زهرهر دهکات و من واته پێغهمبهر صلى الله عليه وسلم بههیچ شێوهیهک چاودێر نیم بهسهرتانهوه
- اردو - جالندربرى : اے محمدﷺ ان سے کہہ دو کہ تمہارے پاس پروردگار کی طرف سے روشن دلیلیں پہنچ چکی ہیں تو جس نے ان کو انکھ کھول کر دیکھا اس نے اپنا بھلا کیا اور جو اندھا بنا رہا اس نے اپنے حق میں برا کیا۔ اور میں تمہارا نگہبان نہیں ہوں
- Bosanski - Korkut : "Od Gospodara vašeg dolaze vam dokazi pa onaj ko ih usvaja – u svoju korist to čini a onaj ko je slijep – na svoju štetu je slijep a ja nisam vaš čuvar"
- Swedish - Bernström : Ni har nu fått ta emot från er Herre en [uppenbarelse] som skall öppna era ögon för [sanningen] och den som vill se har [själv] gott av detta och den som vill [förbli] blind skadar ingen annan än sig själv Och [säg till dem som vill förbli blinda] "Jag har inte satts att vaka över er"
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Sesungguhnya telah datang dari Tuhanmu buktibukti yang terang; maka barangsiapa melihat kebenaran itu maka manfaatnya bagi dirinya sendiri; dan barangsiapa buta tidak melihat kebenaran itu maka kemudharatannya kembali kepadanya Dan aku Muhammad sekalikali bukanlah pemeliharamu
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : قَدْ جَاءَكُم بَصَائِرُ مِن رَّبِّكُمْ ۖ فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ ۖ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا ۚ وَمَا أَنَا عَلَيْكُم بِحَفِيظٍ
Katakanlah olehmu hai Muhammad kepada mereka (Sesungguhnya telah datang kepadamu bukti-bukti) hujah-hujah (dari Tuhanmu; maka siapa melihat) bukti-bukti kebenaran itu, lalu ia mau beriman kepadanya (maka manfaatnya bagi dirinya sendiri) sebab pahalanya dia sendirilah yang merasakannya sebagai imbalan dari maunya dia melihat bukti-bukti itu (dan siapa buta) tidak mau melihat kebenaran itu sehingga ia menjadi sesat (maka kemudaratannya kembali kepada dirinya) yakni malapetaka dari kesesatannya itu. (Dan aku, Muhammad, sekali-kali bukanlah pemeliharamu) yang selalu mengawasi amal perbuatanmu karena sesungguhnya aku ini hanyalah seorang pemberi peringatan.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : তোমাদের কাছে তোমাদের পালনকর্তার পক্ষ থেকে নিদর্শনাবলী এসে গেছে। অতএব যে প্রত্যক্ষ করবে সে নিজেরই উপকার করবে এবং যে অন্ধ হবে সে নিজেরই ক্ষতি করবে। আমি তোমাদের পর্যবেক্ষক নই।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : நிச்சயமாக உங்களுக்கு உங்கள் இறைவனிடமிருந்து ஆதாரங்கள் வந்துள்ளன எவர் அவற்றை கவனித்துப் பார்க்கிறாரோ அது அவருக்கே நன்மையாகும் எவர் அவற்றைப் பார்க்காது கண்ணை மூடிக்கொள்கிறாரோ அது அவருக்கே கேடாகும் 'நான் உங்களைக் காப்பவன் அல்ல' என்று நபியே நீர் கூறும்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : “แท้จริงบรรดาหลักฐานจากพระเจ้าของพวกเจ้านั้นได้มายังพวกเจ้าแล้ว ดังนั้น ผู้ใดมองเห็น ก็ย่อมได้แก่ตัวของเขา และผู้ใดมองไม่เห็น ก็ย่อมเป็นภัยแก่ตัวของเขา และฉันมิใช่เป็นผู้พิทักษ์รักษาพวกเจ้า
- Uzbek - Мухаммад Содик : Сизга Роббингиздан кўз очувчилар келди Кимки кўрса ўзига яхши Ким кўр бўлиб олса ўзига зарар Мен сизларга қўриқчи эмасман Биз кўз очувчилар деб таржима қилган сўз Қуръони Карим истилоҳида басоиру деб келган У басийра сўзининг жамъи бўлиб бир нарсани кўриб уни англаб етишга далолат қилувчи ҳодисага айтилади Аллоҳ Ўзининг биру борлигига Пайғамбарининг ва динининг ҳақлигига далолат қиладиган кўз очувчи нарсаларни юбориб қўйганини айтмоқда
- 中国语文 - Ma Jian : 从你们的主发出的许多明证,已降临你们;谁重视那些明证,谁自受其益;谁忽视那些明证,谁自受其害;我不是监护你们的。
- Melayu - Basmeih : Katakanlah wahai Muhammad "Sesungguhnya telah datang kepada kamu keteranganketerangan dalildalil dan bukti dari Tuhan kamu; oleh itu sesiapa melihat kebenaran itu serta menerimanya maka faedahnya terpulang kepada dirinya sendiri dan sesiapa buta dan enggan menerimanya maka bahayanya tertimpalah ke atas dirinya sendiri Dan tiadalah aku berkewajipan menjaga dan mengawasi kamu"
- Somali - Abduh : Waxaa idiin Yimid Idin soo Gaadhay Xujooyin Eebihiin ka yimid Ciddii Aragta ku Hanuunta Naftiisa umbuu wax u taray Cidii ka Indho Beeshana Naftiisuu Dhibay anna ma ihi mid idin ILaalin
- Hausa - Gumi : Lalle ne abũbuwan lũra sun je muku daga Ubangijinku to wanda ya kula to dõmin kansa kuma wanda ya makanta to laifi yanã a kansa kuma nĩ a kanku bã mai tsaro ba ne
- Swahili - Al-Barwani : Zimekwisha kukujieni hoja wazi kutoka kwa Mola wenu Mlezi Basi anaye ona ni kwa faida yake mwenyewe na anaye pofuka basi ni khasara yake Nami si mtunzaji wenu
- Shqiptar - Efendi Nahi : Me të vërtetë ju kanë ardhur juve nga Zoti juaj argumente të qarta; ai që i studjon ato i sjellë dobi vetes; e ai që nuk i vëren ato i bën dëm vetes Unë nuk jam rojtari juaj
- فارسى - آیتی : از سوى پروردگارتان براى شما نشانههاى روشن آمد. هر كه از روى بصيرت مىنگرد به سود اوست و هر كه چشم بصيرت برهم نهد به زيان اوست. و من نگهدارنده شما نيستم.
- tajeki - Оятӣ : Аз сӯи Парвардигоратон барои шумо нишонаҳои равшан омад. Ҳар кӣ аз рӯи ибрат менигарад, ба нафъи ӯст ва ҳар кӣ чашми ибрат барҳам пӯшад, ба зиёни ӯст. Ва ман нигоҳдорандаи шумо нестам!
- Uyghur - محمد صالح : (ئى پەيغەمبەر ئېيتقىنكى) سىلەرگە پەرۋەردىگارىڭلار تەرىپىدىن (ھىدايەتنى ئازغۇنلۇقتىن ئايرىپ كۆرسىتىدىغان) دەلىللەر كەلدى، كىمكى ھەقنى كۆرۈپ ئىمان ئېيتسا ئۆزىگە پايدا، كىمكى ئۇنىڭدىن كۆز يۇمىسا (يەنى باش تارتسا) ئۆزىگە زىيان. مەن سىلەرگە (ئەمەلىڭلارنى كۆزىتىپ تۇرىدىغان) كۆزەتچى ئەمەسمەن (پەقەت سىلەرنى ئاگاھلاندۇرغۇچى پەيغەمبەرمەن)
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : നിങ്ങളുടെ നാഥനില് നിന്ന് നിങ്ങള്ക്കിതാ ഉള്ക്കാഴ്ചതരുന്ന തെളിവുകള് വന്നെത്തിയിരിക്കുന്നു. ആരെങ്കിലും അത് കണ്ടറിയുന്നുവെങ്കില് അതിന്റെ ഗുണം അവന്നുതന്നെയാണ്. ആരെങ്കിലും അന്ധത നടിച്ചാല് അതിന്റെ ദോഷവും അവന്നു തന്നെ. ഞാന് നിങ്ങളുടെ സംരക്ഷണച്ചുമതല ഏറ്റെടുത്തവനൊന്നുമല്ല.
- عربى - التفسير الميسر : قل ايها الرسول لهولاء المشركين قد جاءتكم براهين ظاهره تبصرون بها الهدى من الضلال مما اشتمل عليها القران وجاء بها الرسول عليه الصلاه والسلام فمن تبين هذه البراهين وامن بمدلولها فنفع ذلك لنفسه ومن لم يبصر الهدى بعد ظهور الحجه عليه فعلى نفسه جنى وما انا عليكم بحافظ احصي اعمالكم وانما انا مبلغ والله يهدي من يشاء ويضل من يشاء وفق علمه وحكمته
*69). Even though this statement is from God, it is expressed through the mouth of the Prophet (peace be on him). We observe that in the Qur'an the speaker frequently changes - sometimes it is God Who is speaking, sometimes it is the angel who carries the revelation, and sometimes a group of angels; on some occasions it is the Prophet (peace be on him) who is speaking, while on others it is the men of faith. Likewise, those addressed by the Qur'an also change - sometimes it is the Prophet (peace be' on him); sometimes it is the men of faith; sometimes it is the People of the Book; sometimes it is the unbelievers and the polytheists; sometimes it is the Quraysh; sometimes it is the Arabs; and sometimes, mankind as a whole. Regardless of these changes, however, the content of the message always remains the same - it consists of God's guidance to mankind.
The statement 'I am not your keeper' signifies that the task of the Prophet is confined to carrying the light of true guidance to others, it is then up to them either to use it to perceive Reality for themselves or to keep their eyes closed. The Prophet (peace he on him) is not asked to compel those who deliberately kept their eyes shut to open them, forcing them to see what they did not wish to see.