- عربي - نصوص الآيات عثماني : أَفَغَيْرَ ٱللَّهِ أَبْتَغِى حَكَمًا وَهُوَ ٱلَّذِىٓ أَنزَلَ إِلَيْكُمُ ٱلْكِتَٰبَ مُفَصَّلًا ۚ وَٱلَّذِينَ ءَاتَيْنَٰهُمُ ٱلْكِتَٰبَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُۥ مُنَزَّلٌ مِّن رَّبِّكَ بِٱلْحَقِّ ۖ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ ٱلْمُمْتَرِينَ
- عربى - نصوص الآيات : أفغير الله أبتغي حكما وهو الذي أنزل إليكم الكتاب مفصلا ۚ والذين آتيناهم الكتاب يعلمون أنه منزل من ربك بالحق ۖ فلا تكونن من الممترين
- عربى - التفسير الميسر : قل -أيها الرسول- لهؤلاء المشركين: أغير الله إلهي وإلهكم أطلب حَكَمًا بيني وبينكم، وهو سبحانه الذي أنزل إليكم القرآن مبينًا فيه الحكم فيما تختصمون فيه من أمري وأمركم؟ وبنو إسرائيل الذين آتاهم الله التوراة والإنجيل يعلمون علمًا يقينًا أن هذا القرآن منزل عليك -أيها الرسول- من ربك بالحق، فلا تكونن من الشاكِّين في شيء مما أوحينا إليك.
- السعدى : أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا ۚ وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِّن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ ۖ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ
أي: قل يا أيها الرسول { أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا } أحاكم إليه، وأتقيد بأوامره ونواهيه. فإن غير الله محكوم عليه لا حاكم. وكل تدبير وحكم للمخلوق فإنه مشتمل على النقص، والعيب، والجور، وإنما الذي يجب أن يتخذ حاكما، فهو الله وحده لا شريك له، الذي له الخلق والأمر. { الَّذِي أَنْزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا } أي: موضَّحا فيه الحلال والحرام، والأحكام الشرعية، وأصول الدين وفروعه، الذي لا بيان فوق بيانه، ولا برهان أجلى من برهانه، ولا أحسن منه حكما ولا أقوم قيلا، لأن أحكامه مشتملة على الحكمة والرحمة. وأهل الكتب السابقة، من اليهود والنصارى، يعترفون بذلك { ويَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ } ولهذا، تواطأت الإخبارات { فَلَا } تشُكَّنَّ في ذلك ولا { تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ }
- الوسيط لطنطاوي : أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا ۚ وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِّن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ ۖ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ
روى أن مشركي مكة قالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم اجعل بيننا حكما من أحبار اليهود أو من أساقفة النصارى ليخبرنا عنك بما في كتابهم من أمرك فنزل قوله- تعالى- أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَماً الآية .
وقوله: أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَماً كلام مستأنف على إرادة القول، والهمزة للإنكار، والفاء للعطف على مقدر يقتضيه المقام.
والحكم- بفتحتين- هو من يتحاكم إليه الناس ويرضون بحكمه، وقالوا: إنه أبلغ من الحاكم «وأدل على الرسوخ، كما أنه لا يطلق إلا على العادل وعلى من تكرر منه الحكم بخلاف الحاكم.
والمعنى: قل يا محمد لهؤلاء المشركين، أأميل إلى زخارف الشياطين، فأطلب معبودا سوى الله- تعالى- ليحكم بيني وبينكم، ويفصل المحق منها من المبطل.
وأسند صلى الله عليه وسلم الابتغاء لنفسه لا إلى المشركين، لإظهار كمال النصفة أو لمراعاة قولهم: اجعل بيننا وبينك حكما.
وغير مفعول لأبتغى وحَكَماً إما أن يكون حالا لغير أو تمييزا له. وجملة وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتابَ مُفَصَّلًا حالية مؤكدة للإنكار أى: أفغير الله أطلب من يحكم بيني وبينكم، والحال أنه- سبحانه- هو الذي أنزل إليكم الكتاب مفصلا، أى مبينا فيه الحق والباطل، والحلال والحرام، والخير والشر، وغير ذلك من الأحكام التي أنتم في حاجة إليها في دينكم ودنياكم، وأسند الإنزال إليهم لاستمالتهم نحو المنزل واستدعائهم إلى قبول حكمه، لأن من نزل الشيء من أجله، من الواجب عليه أن يتقبل حكمه.
ثم ساق- سبحانه- دليلا آخر على أن القرآن حق فقال: وَالَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ.
أى: والذين آتيناهم الكتاب أى التوراة والإنجيل من اليهود والنصارى يعلمون علم اليقين أن هذا القرآن منزل عليك من ربك بالحق. لأنهم يجدون في كتبهم البشارات التي تبشر بك، ولأن هذا القرآن الذي أنزله الله عليك مصدق لكتبهم ومهيمن عليها.
فهذه الجملة الكريمة تقرير لكون القرآن منزلا من عند الله، لأن الذين وثق بهم المشركون من علماء أهل الكتاب عالمون بحقيقته وأنه منزل من عند الله.
وقوله: فَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ أى: فلا تكونن من الشاكين في أن أهل الكتاب يعلمون أن القرآن منزل من عند ربك بالحق، لأن عدم اعتراف بعضهم بذلك مرده إلى الحسد والجحود، وهذا النهى إنما هو زيادة في التوكيد، وتثبيت لليقين، كي لا يجول في خاطره طائف من التردد في هذا اليقين.
قال ابن كثير: وهذا كقوله- تعالى- فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنا إِلَيْكَ فَسْئَلِ الَّذِينَ يَقْرَؤُنَ الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكَ لَقَدْ جاءَكَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلا تَكُونَنَّ مِنَ المُمْتَرِينَ قال: وهذا شرط، والشرط لا يقتضى وقوعه، ولهذا جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «لا أشك ولا أسأل» .
وقيل: الخطاب لكل من يتأتى له الخطاب على معنى أنه إذا تعاضدت الأدلة على صحته وصدقه فلا ينبغي أن يشك في ذلك أحد.
وقيل: الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم والمقصود أمته، لأنه صلى الله عليه وسلم حاشاه من الشك.
- البغوى : أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا ۚ وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِّن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ ۖ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ
قوله عز وجل : ( أفغير الله ) فيه إضمار أي : قل لهم يا محمد أفغير الله ، ( أبتغي ) أطلب ( حكما ) قاضيا بيني وبينكم ، وذلك أنهم كانوا يقولون للنبي صلى الله عليه وسلم : اجعل بيننا وبينك حكما فأجابهم به ، ( وهو الذي أنزل إليكم الكتاب مفصلا ) مبينا فيه أمره ونهيه ، يعني : القرآن ، وقيل : مفصلا أي خمسا خمسا وعشرا وعشرا ، كما قال : ( لنثبت به فؤادك ) ( الفرقان ، 32 ) ، ( والذين آتيناهم الكتاب ) يعني : علماء اليهود والنصارى الذين آتيناهم التوراة والإنجيل ، وقيل : هم مؤمنو أهل الكتاب ، وقال عطاء : هم رءوس أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، والمراد بالكتاب هو القرآن ، ( يعلمون أنه منزل ) يعني : القرآن ، قرأ ابن عامر [ وحفص ] " منزل " بالتشديد من التنزيل لأنه أنزل نجوما متفرقة ، وقرأ الآخرون بالتخفيف من الإنزال ، لقوله تعالى : " وهو الذي أنزل إليكم الكتاب " ، ( من ربك بالحق فلا تكونن من الممترين ) من الشاكين أنهم يعلمون ذلك .
- ابن كثير : أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا ۚ وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِّن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ ۖ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ
يقول الله تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم : قل لهؤلاء المشركين بالله الذين يعبدون غيره : ( أفغير الله أبتغي حكما ) أي : بيني وبينكم ، ( وهو الذي أنزل إليكم الكتاب مفصلا ) أي : مبينا ، ( والذين آتيناهم الكتاب ) أي : من اليهود والنصارى ، ( يعلمون أنه منزل من ربك بالحق ) ، أي : بما عندهم من البشارات بك من الأنبياء المتقدمين ، ( فلا تكونن من الممترين ) كقوله ( فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسأل الذين يقرءون الكتاب من قبلك لقد جاءك الحق من ربك فلا تكونن من الممترين ) [ يونس : 94 ] ، وهذا شرط ، والشرط لا يقتضي وقوعه; ولهذا جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : " لا أشك ولا أسأل "
- القرطبى : أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا ۚ وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِّن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ ۖ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ
قوله تعالى أفغير الله أبتغي حكما وهو الذي أنزل إليكم الكتاب مفصلا والذين آتيناهم الكتاب يعلمون أنه منزل من ربك بالحق فلا تكونن من الممترين
قوله تعالى أفغير الله أبتغي حكما " غير " نصب ب " أبتغي " . حكما نصب على البيان ، وإن شئت على الحال . والمعنى : أفغير الله أطلب لكم حاكما وهو كفاكم مئونة المسألة في الآيات بما أنزله إليكم من الكتاب المفصل ، أي المبين . ثم قيل : الحكم أبلغ من الحاكم ; إذ لا يستحق التسمية بحكم إلا من يحكم بالحق ، لأنها صفة تعظيم في مدح . والحاكم صفة جارية على الفعل ، فقد يسمى بها من يحكم بغير الحق .
والذين آتيناهم الكتاب يريد اليهود والنصارى . وقيل : من أسلم منهم كسلمان وصهيب وعبد الله بن سلام .
يعلمون أنه أي القرآن .
منزل من ربك بالحق أي أن كل ما فيه من الوعد والوعيد لحق .
فلا تكونن من الممترين أي من الشاكين في أنهم يعلمون أنه منزل من عند الله . وقال عطاء : الذين آتيناهم الكتاب وهم رؤساء أصحاب محمد عليه السلام : أبو بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم .
- الطبرى : أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا ۚ وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِّن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ ۖ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ
القول في تأويل قوله : أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلا
قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: قل لهؤلاء العادلين بالله الأوثان والأصنام, القائلين لك: " كفَّ عن آلهتنا، ونكف عن إلهك ": إن الله قد حكم عليّ بذكر آلهتكم بما يكون صدًّا عن عبادتها=(أفغير الله أبتغي حكمًا)، أي: قل: فليس لي أن أتعدَّى حكمه وأتجاوزه, لأنه لا حَكَم أعدل منه، ولا قائل أصدق منه (17) =(وهو الذي أنـزل إليكم الكتاب مفصلا) يعني القرآن=" مفصَّلا ", يعني: مبينًا فيه الحكم فيما تختصمون فيه من أمري وأمركم .
* * *
وقد بينا معنى: "
التفصيل "، فيما مضى قبل . (18)القول في تأويل قوله : وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ فَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ (114)
قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: إن أنكر هؤلاء العادلون بالله الأوثان من قومك توحيدَ الله, وأشركوا معه الأندادَ, وجحدوا ما أنـزلته إليك, وأنكروا أن يكون حقًا وكذَّبوا به = فالذين آتيناهم الكتاب ، وهو التوراة والإنجيل ، من بني إسرائيل=(يعلمون أنه منـزل من ربّك)، يعني: القرآن وما فيه =(بالحق) يقول: فصلا بين أهل الحق والباطل, يدلُّ على صدق الصادق في علم الله, (19) وكذبِ الكاذب المفتري عليه =(فلا تكونن من الممترين)، يقول: فلا تكونن، يا محمد، من الشاكين في حقيقة الأنباء التي جاءتك من الله في هذا الكتاب، وغيرِ ذلك مما تضمنه، لأن الذين آتيناهم الكتاب يعلمون أنَّه منـزل من ربك بالحق .
* * *
وقد بيَّنا فيما مضى ما وجه قوله: (فلا تكونن من الممترين)، بما أغنى عن إعادته، مع الرواية المروية فيه ، (20) وقد:
13788- حدثني المثنى قال، حدثنا إسحاق قال، حدثنا عبد الله بن أبي جعفر, عن أبيه, عن الربيع قوله: (فلا تكونن من الممترين)، يقول: لا تكونن في شك مما قصَصنا عليك .
---------------------
الهوامش :
(17) انظر تفسير (( الحكم )) فيما سلف من فهارس اللغة ( حكم ) .
(18) انظر تفسير (( التفصيل )) فيما سلف 11 : 394 .
(19) في المطبوعة : (( الصادق في علم الله )) ، وفي المخطوطة : (( الصادق علم الله )) ، والصواب ما أثبت .
(20) انظر تفسير (( الأمتراء )) فيما سلف 3 : 190 - 192 / 6 : 472 ، 473 / 11 : 260
- ابن عاشور : أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا ۚ وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِّن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ ۖ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ
استئناف بخطاب من الله تعالى إلى رسوله صلى الله عليه وسلم بتقدير الأمر بالقول بقرينة السّياق كما في قوله تعالى : { لا نفرّق بين أحد من رسله } [ البقرة : 285 ] أي يقولون . وقوله المتقدّم آنفاً { قد جاءكم بصائر من ربكم } [ الأنعام : 104 ] بعد أن أخبره عن تصاريف عناد المشركين ، وتكذيبهم . وتعنّتهم في طلب الآيات الخوارق ، إذ جعلوها حكَماً بينهم وبين الرّسول عليه الصلاة والسلام في صدق دعوته ، وبعد أن فضحهم الله بعداوتهم لرسوله عليه الصلاة والسلام ، وافترائهم عليه ، وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم بالإعراض عنهم وتركِهم وما يفترون ، وأعلمَه بأنَّه ما كلَّفه أن يكون وكيلاً لإيمانهم ، وبأنَّهم سيَرجعون إلى ربّهم فينبّئهم بما كانوا يعملون ، بعد ذلك كلّه لَقَّن الله رسوله صلى الله عليه وسلم أن يخاطبهم خطاباً كالجواب عن أقوالهم وتورّكاتهم ، فيفرّع عليها أنّه لا يطلب حاكماً بينه وبينهم غير الله تعالى ، الّذي إليه مرجعهم ، وأنهم إن طمعوا في غير ذلك منه فقد طمعوا منكراً ، فتقدير القول متعيّن لأنّ الكلام لا يناسب إلاّ أن يكون من قول النبي عليه الصلاة والسلام .
والفاء لتفريع الجواب عن مجموع أقوالهم ومقتَرحاتهم ، فهو من عطف التّلقين بالفاء : كما جاء بالواو في قوله تعالى : { قال إنّي جاعلك للنّاس إماماً قال ومن ذريّتي } [ البقرة : 124 ] ، ومنه بالفاء قوله في سورة الزمر ( 64 ) : { قل أفغيرَ اللَّه تأمرونيَ أعْبُد أيّها الجاهلون } فكأنّ المشركين دعوا النّبي إلى التّحاكم في شأن نبوءته بحكم ما اقترحوا عليه من الآيات ، فأجابهم بأنّه لا يضع دِين الله للتّحاكم ، ولذلك وقع الإنكار أن يحكِّم غير الله تعالى ، مع أنّ حكم الله ظاهر بإنزال الكتاب مفصّلا بالحقّ ، وبشهادة أهل الكتاب في نفوسهم ، ومن موجبات التّقديم كون المقدّم يتضمّن جواباً لردّ طلب طلبَه المخاطب ، كما أشار إليه صاحب الكشاف } في قوله تعالى : { قل أغير الله أبغي رباً في هذه السورة } [ الأنعام : 164 ]. والهمزة للاستفهام الإنكاري : أي إن ظننتم ذلك فقد ظننتم مُنكراً .
وتقديم { أفغير الله } على { أبتغي } لأنّ المفعول هو محلّ الإنكار . فهو الحقيق بموالاة همزة الاستفهام الإنكاري ، كما تقدّم في قوله تعالى : { قل أغير الله أتَّخذ وليّا } في هذه السورة ( 14 ).
والحَكَم : الحاكم المتخصّص بالحكم الَّذي لا ينقض حكمه ، فهو أخصّ من الحاكم ، ولذلك كان من أسمائه تعالى : الحَكَم ، ولم يكن منها : الحاكم . وانتصب حكما على الحال .
والمعنى : لا أطلب حكَماً بيني وبينكم غير الله الّذي حكم حُكمَه عليكم بأنَّكم أعداء مقترفون .
وتقدّم الكلام على الابتغاء عند قوله تعالى : { أفغيرَ دين الله يبغون } في سورة آل عمران ( 83 ).
وقوله : وهو الذي أنزل إليكم الكتاب مفصلاً } من تمام القول المأمور به . والواو للحال أي لا أعدل عن التّحاكم إليه . وقد فصّل حكمه بإنزال القرآن إليكم لتتدبّروه فتعلَموا منه صدقي ، وأنّ القرآن من عند الله .
وقد صيغت جملة الحال على الاسميّة المعرَّفةِ الجزأيْن لتفيد القصر مع إفادة أصل الخبر . فالمعنى : والحال أنّه أنزل إليكم الكتاب ولم ينزله غيره ، ونكتة ذلك أنّ في القرآن دلالة على أنّه من عند الله بما فيه من الإعجاز ، وبأُمِّيَّةِ المنزّل عليه . وأنّ فيه دلالة على صدق الرّسول عليه الصلاة والسلام تبعاً لثبوت كونه منزّلا من عند الله ، فإنَّه قد أخبر أنَّه أرسل محمّدا صلى الله عليه وسلم للنّاس كافَّة ، وفي تضاعيف حجج القرآن وأخباره دلالة على صدق من جاء به؛ فحصل بصوغ جملة الحال على صيغة القصر الدّلالة على الأمرين : أنَّه من عند الله ، والحكممِ للرسول عليه الصّلاة والسّلام بالصّدق .
والمراد بالكتاب القرآن ، والتعريف للعهد الحضوري ، والضمير في { إليكم } خطاب للمشركين ، فإنّ القرآن أُنزل إلى النّاس كلّهم للاهتداء به ، فكما قال الله : { بما أنزل إليك أنزله بعلمه } [ النساء : 166 ] قال : { يأيُّها النّاس قد جاءكم بُرْهان من ربّكم وأنزلنا إليكم نوراً مبيناً } [ النساء : 174 ] وفي قوله : { إليكم } هنا تسجيل عليهم بأنَّه قد بلّغهم فلا يستطيعون تجاهلاً .
والمفصّل المبيَّن . وقد تقدّم ذكر التّفصيل عند قوله تعالى : { وكذلك نفصّل الآيات ولتستبين سبيل المجرمين } في هذه السورة ( 55 ).
وجملة والذين أتيناهم الكتاب يعلمون أنه منزل } معطوفة على القول المحذوف ، فتكون استئنافاً مثله ، أو معطوفة على جملة { أفغير الله أبتغى } أو على جملة { وهو الذي أنزل إليكم الكتاب } ، فهو عطف تلقين عُطف به الكلام المنسوب إلى الله على الكلام المنسوب إلى النبي صلى الله عليه وسلم تعضيدا لما اشتمل عليه الكلام المنسوب إلى النبي صلى الله عليه وسلم من كون القرآن حقّاً ، وأنّه من عند الله .
والمراد بالَّذين آتاهم الله الكتابَ : أحبار اليهود ، لأنّ الكتاب هو التّوراة المعروف عند عامّة العرب ، وخاصّة أهلُ مكَّة ، لتردّد اليهود عليها في التّجارة . ولتردّد أهل مكّة على منازل اليهود بيَثرب وقُراها ولكون المقصود بهذا الحكم أحبارَ اليهود خاصّة قال : { آتيناهم الكتاب } ولم يقل : أهلُ الكتاب .
ومعنى علم الّذين أوتوا الكتاب بأنّ القرآن منزّل من الله : أنَّهم يجدونه مصدّقاً لما في كتابهم ، وهم يعلمون أنّ محمّداً صلى الله عليه وسلم لم يَدرس كتابهم على أحد منهم ، إذ لو درسه لشاع أمْرُه بينهم ، ولأعلنوا ذلك بين النّاس حين ظهور دعوته . وهم أحرص على ذلك ، ولم يَدّعوه . وعلمُهم بذلك لا يقتضي إسلامهم لأنّ العناد والحسد يصدّانهم عن ذلك . وقيل : المراد بالَّذين آتاهم الله الكتاب : مَن أسلموا من أحبار اليهود . مثل عبدا لله بن سلاَم . ومُخَيْرِيق ، فيكون الموصول في قوله : { والذين آتيناهم الكتاب } للعهد . وعن عطاء : { والذين آتيناهم الكتاب }.هم رؤساء أصحاب محمّد صلى الله عليه وسلم أبو بكر ، وعُمر ، وعثمانُ ، وعليّ . فيكون الكتابُ هو القرآن .
وضمير { أنَّه } عائد إلى الكتاب الّذي في قوله : { وهو الذي أنزل إليكم الكتاب } وهو القرآن .
والباء في قوله { بالحق } للملابسة ، أي ملابساً للحقّ . وهي ملابسة الدّالّ للمدلول ، لأنّ معانيه ، وأخباره ، ووعده ، ووعيده ، وكلّ ما اشتمل عليه ، حقّ .
وقرأ الجمهور { مُنْزَل } بتخفيف الزاي وقرأ ابن عامر وحفص بالتّشديد والمعنى متقارب أو متّحد ، كما تقدّم في قوله تعالى : { نزّل عليك الكتاب بالحقّ } في أوّل سورة آل عمران ( 3 ).
والخطاب في قوله : { فلا تكوننّ من الممترين } [ البقرة : 147 ] يحتمل أن يكون خطاباً للنبيء صلى الله عليه وسلم فيكون التّفريع على قوله : { يعلمون أنه منزل من ربك بالحق } أي فلا تكن من الممترين في أنَّهم يعلمون ذلك ، والمقصود تأكيد الخبر كقول القائل بعد الخبر : هذا مَا لا شكّ فيه ، فالامتراء المنفي هو الامتراء في أنّ أهل الكتاب يعلمون ذلك ، لأنّ غريباً اجتماعُ علمهم وكفرهم به ، ويجوز أن يكون خطابا لغير معيّن ، ليعمّ كلّ من يحتاج إلى مثل هذا الخطاب ، أي فلا تكوننّ أيُّها السّامع من الممترين ، أي الشّاكين في كون القرآن من عند الله ، فيكون التّفريع على قوله : { منزل من ربك بالحق } أي فهذا أمر قد اتّضح . فلا تكن من الممترين فيه . ويحتمل أن يكون المخاطب الرّسول عليه الصلاة والسلام ، والمقصود من الكلام المشركون الممترون ، على طريقة التّعريض ، كما يقال : ( إياكَ أعني واسمعي يا جارهْ ). ومنه قوله تعالى : { ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطنّ عملك } [ الزمر : 65 ]. وهذا الوجه هو أحسن الوجوه ، والتفريع فيه كما في الوجه الثّاني .
وعلى كلّ الوجوه كان حذف متعلّق الامتراء لظهوره من المقام تعويلاً على القرينة ، وإذ قد كانت هذه الوجوه الثّلاثة غير متعارضة ، صحّ أن يكون جميعها مقصوداً من الآية . لتذهب أفهام السامعين إلى ما تتوصّل إليه منها . وهذا فيما أرى من مقاصد إيجاز القرآن وهو معنى الكلام الجامع ، ويجيء مثله في آيات كثيرة ، وهو من خصائص القرآن .
- إعراب القرآن : أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا ۚ وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِّن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ ۖ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ
«أَفَغَيْرَ» الهمزة حرف استفهام. غير مفعول به مقدم والتقدير أأبتغي غير اللّه حكما؟ «اللَّهِ» لفظ الجلالة مضاف إليه. و«حَكَماً» تمييز أو حال. «أَبْتَغِي» مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء ، والجملة معطوفة بالفاء على جملة القول المقدرة قل لهم يا محمد أأجنح إلى زخارف القول فأبتغي حكما غير اللّه؟ «وَهُوَ الَّذِي» مبتدأ وخبر والواو حالية فالجملة في محل نصب حال. «أَنْزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتابَ» فعل ماض تعلق به الجار والمجرور ومفعوله والفاعل ضمير مستتر ، والجملة صلة الموصول لا محل لها «مُفَصَّلًا» حال «وَالَّذِينَ» اسم موصول مبتدأ وخبره جملة يعلمون. «آتَيْناهُمُ الْكِتابَ» فعل ماض ونا فاعله والهاء مفعوله الأول والكتاب مفعوله الثاني ، والجملة صلة الموصول لا محل لها. «يَعْلَمُونَ» مضارع والواو فاعله «أَنَّهُ مُنَزَّلٌ» أن واسمها وخبرها وقد سدت مسد مفعولي يعلمون «مِنْ رَبِّكَ» متعلقان بمنزل «بِالْحَقِّ» متعلقان بمحذوف حال من الضمير المستتر في اسم المفعول منزل. «فَلا تَكُونَنَّ» الفاء هي الفصيحة ، تكونن مضارع ناقص مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة في محل جزم بلا الناهية قبله. واسمها ضمير مستتر تقديره أنت «مِنَ الْمُمْتَرِينَ» جار ومجرور متلعقان بمحذوف خبر تكونن. والجملة لا محل لها جواب شرط مقدر إذا كان ذلك حاصلا فلا تكونن.
- English - Sahih International : [Say] "Then is it other than Allah I should seek as judge while it is He who has revealed to you the Book explained in detail" And those to whom We [previously] gave the Scripture know that it is sent down from your Lord in truth so never be among the doubters
- English - Tafheem -Maududi : أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا ۚ وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِّن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ ۖ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ(6:114) Shall I look upon anyone apart from Allah for judgement when it is He Who has revealed to you the Book in detail? *81 And those whom We gave the Book (before you) know that this (Book) has been revealed in truth by your Lord. Do not, then, be among the doubters. *82
- Français - Hamidullah : Chercherai-je un autre juge qu'Allah alors que c'est Lui qui a fait descendre vers vous ce Livre bien exposé Ceux auxquels Nous avons donné le Livre savent qu'il est descendu avec la vérité venant de ton Seigneur Ne sois donc point du nombre de ceux qui doutent
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Soll ich denn einen anderen Schiedsrichter als Allah begehren wo Er es doch ist der das Buch ausführlich dargelegt zu euch herabgesandt hat Diejenigen denen Wir die Schrift gaben wissen daß es von deinem Herrn mit der Wahrheit herabgesandt wurde So gehöre ja nicht zu den Zweiflern
- Spanish - Cortes : ¿Buscaré pues a otro diferente de Alá como juez siendo Él Quien os ha revelado la Escritura explicada detalladamente Aquéllos a quienes Nosotros hemos dado la Escritura saben bien que ha sido revelada por tu Señor con la Verdad ¡No seáis pues de los que dudan
- Português - El Hayek : Dize Poderia eu anelar outros árbitro que não fosse Deus quando foi Ele Quem vos revelou o Livro detalhado Aqueles a quem revelamos o Livro sabem que ele é uma revelação verdadeira que emana do teu Senhor Não sejas pois dos que duvidam
- Россию - Кулиев : Скажи Неужели я пожелаю иного судью помимо Аллаха в то время как Он ниспослал вам Писание подробно разъяснив его Те кому Мы даровали Писание знают что оно ниспослано от твоего Господа с истиной Посему не будь в числе тех кто сомневается
- Кулиев -ас-Саади : أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا ۚ وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِّن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ ۖ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ
Скажи: «Неужели я пожелаю иного судью, помимо Аллаха, в то время как Он ниспослал вам Писание, подробно разъяснив его?» Те, кому Мы даровали Писание, знают, что оно ниспослано от твоего Господа с истиной. Посему не будь в числе тех, кто сомневается.О Посланник! Неужели ты станешь обращаться на суд к творениям и руководствоваться их велениями и запретами, если они зависят от распоряжений Аллаха и не принимают никаких решений? Все распоряжения и законы, которые творения принимают самостоятельно, преисполнены недостатков и несправедливы, и поэтому люди обязаны обращаться на суд к Аллаху, Который создает творения и издает законы без каких-либо сотоварищей. Он ниспослал вам Писание и подробно разъяснил в нем запреты и позволения, шариатские предписания, а также основные и второстепенные вопросы религии. Его разъяснения являются самыми убедительными, Его доказательства - самыми ясными, Его предписания - самыми прекрасными, а Его слова - самыми правдивыми, потому что все Его законы и предписания преисполнены мудрости и милосердия. Иудеи и христиане, которым были дарованы предыдущие Небесные Писания, признают это и понимают, что Господь ниспослал Священное Писание ради истины. Между Небесными Откровениями нет разногласий, и вам не следует ни колебаться, ни сомневаться.
- Turkish - Diyanet Isleri : "Allah size Kitap'ı açık açık indirmişken O'ndan başka bir hakem mi isteyeyim" Kendilerine Kitap verdiklerimiz onun gerçekten Rableri katından indirilmiş olduğunu bilirler Öyleyse sen şüpheye düşenlerden olma
- Italiano - Piccardo : Dovrei forse eleggere altro giudice che Allah quando è Lui che ha fatto scendere per voi questo Libro spiegato esplicitamente E coloro ai quali abbiamo dato la Scrittura ben sanno che è stato rivelato in tutta verità da parte del tuo Signore Non essere dunque tra coloro che dubitano
- كوردى - برهان محمد أمين : ئایا ڕهوایه بۆ منی پێغهمبهر بۆ منی ئیماندار جگه له خوا کهسێکی تر بکهمه حهکهم و دادوهر لهکاتێکدا ئهو زاته کتێبی پیرۆزی خۆی که قورئانه بۆ دابهزاندوون که ههموو دروست و نادروستێکی تیادا جیاکردۆتهوه ئهوانهش که کتێبی ئاسمانیمان پێداون له گاورو جوو چاک دهزانن بهڕاستی ئهو قورئانه لهلایهن پهروهردگارتهوه بهڕاست و ڕهوا دابهزێنراوه کهوابوو ئیتر تۆ ههرگیز مهچۆره ڕیزی گوماندارو دوو دڵانهوه
- اردو - جالندربرى : کہو کیا میں خدا کے سوا اور منصف تلاش کروں حالانکہ اس نے تمہاری طرف واضع المطالب کتاب بھیجی ہے اور جن لوگوں کو ہم نے کتاب تورات دی ہے وہ جانتے ہیں کہ وہ تمہارے پروردگار کی طرف سے برحق نازل ہوئی ہے تو تم ہرگز شک کرنے والوں میں نہ ہونا
- Bosanski - Korkut : Zašto da pored Allaha tražim drugog sudiju kad vam On objavljuje Knjigu potanko A oni kojima smo Mi dali Knjigu dobro znaju da Kur'an objavljuje Gospodar tvoj istinito zato ti ne sumnjaj nikako
- Swedish - Bernström : [Säg Muhammad] "Skulle jag söka en annan domare än Gud som har uppenbarat Skriften för er där sanningen klart skiljs från lögnen" De som [tidigare] fick ta emot [Vår] uppenbarelse vet att [även] denna har sänts av din Herre och att den förmedlar sanningen Hys inte minsta tvivel om detta
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Maka patutkah aku mencari hakim selain daripada Allah padahal Dialah yang telah menurunkan kitab Al Quran kepadamu dengan terperinci Orangorang yang telah Kami datangkan kitab kepada mereka mereka mengetahui bahwa Al Quran itu diturunkan dari Tuhanmu dengan sebenarnya Maka janganlah kamu sekalikali termasuk orang yang raguragu
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا ۚ وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِّن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ ۖ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ
Ayat ini diturunkan tatkala mereka meminta kepada Nabi saw. agar menjadikan seorang hakim yang melerai antara dia dan mereka; katakanlah: (Maka patutkah aku meminta kepada selain Allah) aku mencari (sebagai hakim) yang melerai antara aku dan kamu (padahal Dialah yang telah menurunkan Alkitab kepadamu) yakni Alquran (dengan terinci) di dalamnya terkandung penjelasan yang memisahkan antara perkara yang hak dengan perkara yang batil. (Orang-orang yang telah Kami datangkan kitab kepada mereka) yaitu kitab Taurat seperti Abdullah bin Salam dan teman-temannya (mereka mengetahui bahwa Alquran itu diturunkan) dengan dibaca takhfif dan dibaca tasydid (dari Tuhanmu dengan sebenarnya. Maka janganlah kamu sekali-kali termasuk orang-orang yang ragu-ragu) sehingga menjadi orang-orang yang bimbang terhadap Alquran. Yang dimaksud dengan pernyataan ini adalah sebagai bukti kepada orang-orang kafir bahwa sesungguhnya Alquran itu adalah benar.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : তবে কি আমি আল্লাহ ব্যতীত অন্য কোন বিচারক অনুসন্ধান করব অথচ তিনিই তোমাদের প্রতি বিস্তারিত গ্রন্থ অবতীর্ন করেছেন আমি যাদেরকে গ্রন্থ প্রদান করেছি তারা নিশ্চিত জানে যে এটি আপনার প্রতি পালকের পক্ষ থেকে সত্যসহ অবর্তীর্ন হয়েছে। অতএব আপনি সংশয়কারীদের অন্তর্ভুক্ত হবেন না।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : நபியே கூறும்; "அல்லாஹ் அல்லாதவனையா தீர்ப்பளிக்கும் நீதிபதியாக நான் தேடுவேன் அவன்தான் உங்களுக்கு விரிவான விளக்கமான வேதத்தை இறக்கியுள்ளான்; எவர்களுக்கு நாம் வேதத்தைக் கொடுத்திருக்கின்றோமோ அவர்கள் நிச்சயமாக இது குர்ஆன் உம்முடைய இறைவனிடமிருந்து உண்மையாக இறக்கப்பட்டுள்ளது என்பதை நன்கு அறிவார்கள் எனவே நீர் சந்தேகம் கொள்பவர்களில் ஒருவராகி விடாதீர்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : อื่นจากอัลลอฮ์กระนั้นหรือ ที่ฉันจะแสวงหาผู้ชี้ขาด ทั้ง ๆ ที่พระองค์เป็นผู้ทรงประทานคัมภีร์ลงมาแก่พวกท่านในสภาพที่ถูกแจกแจงไว้อย่างละเอียด และบรรดาผุ้ที่เรา ได้ให้คัมภีร์แก่พวกเขา นั้น พวกเขารู้ดีว่า แท้จริงอัลลอฮ์นั้นถูกประทานลงมาจากพระเจ้าของเจ้า ด้วยความเป็นจริง เจ้าอย่าได้อยู่ในหมู่ผู้สงสัยเป็นอันขาด
- Uzbek - Мухаммад Содик : Аллоҳдан ўзгани ҳакам қилиб олайми Ҳолбуки У сизга китобни батафсил этиб нозил қилди Биз уларга китоб берганлар уни Роббингдан ҳақ ила нозил қилинганини биладилар Бас шак келтирувчилардан бўлма
- 中国语文 - Ma Jian : (你说):真主已降示你们详明的天经,难道我还要舍真主而别求判决者吗?蒙我赏赐经典的人,他们知道这是你的主降示的,包含真理的经典,故你绝不要犹豫。
- Melayu - Basmeih : Katakanlah wahai Muhammad "Patutkah aku terpedaya dengan katakata dusta Syaitansyaitan itu sehingga aku hendak mencari hakim selain dari Allah padahal Dia lah yang menurunkan kepada kamu kitab AlQuran yang jelas nyata kandungannya satu persatu tentang yang benar dan yang salah" Dan orangorang yang Kami berikan kitab mengetahui bahawa AlQuran itu adalah diturunkan dari Tuhanmu dengan sebenarbenarnya Oleh itu jangan sekalikali engkau menjadi salah seorang dari golongan yang raguragu
- Somali - Abduh : Ma Diinta Eebe waxaan ahayn yaan u Dooni Xaakim Isagoo idiin soo Dejiyey Kitaabka oo la Caddeeyey kuwaan Siinay Kitaabka waxay Ogyihiin in Quraanka laga soo Dejiyey Xagga Eebahaa ee ha Noqonin kuwa Shakiya
- Hausa - Gumi : Shin fa wanin Allah nake nẽma ya zama mai hukunci alhãli kuwa Shĩ ne wanda Ya saukar muku da Littãfi abin rabẽwadakidaki Kuma waɗanda Muka bai wa Littãfi sunã sanin cẽwa lalleshi Alƙur'ãni abin saukarwa ne daga Ubangijinka da gaskiya Sabõda haka kada ku kasance daga mãsu shakka
- Swahili - Al-Barwani : Je nimtafute hakimu ghairi ya Mwenyezi Mungu naye ndiye aliye kuteremshieni Kitabu kilicho elezwa waziwazi Na hao tulio wapa Kitabu wanajua ya kwamba kimeteremshwa na Mola wako Mlezi kwa Haki Basi usiwe katika wanao tia shaka
- Shqiptar - Efendi Nahi : Vallë të kërkojë tjetër arbitër përveç Perëndisë e Ai është që ju ka zbritur Librin Kur’anin e shpjegueshëm Atyre që Ne ua kemi dhënë Librin para jush e dinë se ai Kur’ani është me të vërtetë i zbritur nga Zoti yt Dhe kurrsesi mos u bënë nga ata që dyshojnë
- فارسى - آیتی : آيا داور ديگرى جز خدا طلب كنم و حال آنكه اوست كه اين كتاب روشن را بر شما نازل كرده است؟ و اهل كتاب مىدانند كه به حق از جانب پروردگارت نازل شده است. پس، از شكآورندگان مباش.
- tajeki - Оятӣ : Оё қозии дигаре ҷуз Худо талаб кунам ва ҳол ок ки Ӯст, ки ин китоби равшанро бар шумо нозил кардааст? Ва аҳли китоб медонанд, ки ба ҳақ аз ҷониби Парвардигорат нозил шудааст. Пас аз так оварандагон мабош!
- Uyghur - محمد صالح : (ئى مۇھەممەد! ئۇلارغا) ئېيتقىنكى، «اﷲ سىلەرگە روشەن كىتاب نازىل قىلغان تۇرسا، (ئارىمىزدىكى ئىختىلاپنى ھەل قىلىش ئۈچۈن) اﷲ تىن غەيرىي ھۆكۈم قىلغۇچىنى تەلەپ قىلامدىم؟» بىز كىتاب ئاتا قىلغانلار (يەنى يەھۇدىيلار ۋە ناسارالارنىڭ ئۆلىمالىرى) ئۇنىڭ (يەنى قۇرئاننىڭ) پەرۋەردىگارىڭ تەرىپىدىن نازىل قىلىنغان ھەق كىتاب ئىكەنلىكىنى بىلىدۇ، سەن ھەرگىزمۇ شەك قىلغۇچىلاردىن بولمىغىن
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : “കാര്യം ഇതായിരിക്കെ ഞാന് അല്ലാഹു അല്ലാത്ത മറ്റൊരു വിധി കര്ത്താവിനെ തേടുകയോ? അവനോ, വിശദവിവരങ്ങളടങ്ങിയ വേദപുസ്തകം നിങ്ങള്ക്ക് ഇറക്കിത്തന്നവനാണ്.” നാം നേരത്തെ വേദം നല്കിയവര്ക്കറിയാം, ഇത് നിന്റെ നാഥനില് നിന്ന് സത്യവുമായി അവതീര്ണമായതാണെന്ന്. അതിനാല് നീ ഒരിക്കലും സംശയാലുക്കളില് പെട്ടുപോകരുത്.
- عربى - التفسير الميسر : قل ايها الرسول لهولاء المشركين اغير الله الهي والهكم اطلب حكما بيني وبينكم وهو سبحانه الذي انزل اليكم القران مبينا فيه الحكم فيما تختصمون فيه من امري وامركم وبنو اسرائيل الذين اتاهم الله التوراه والانجيل يعلمون علما يقينا ان هذا القران منزل عليك ايها الرسول من ربك بالحق فلا تكونن من الشاكين في شيء مما اوحينا اليك
*81). The implied speaker in this sentence is the Prophet (peace be on him) and the words are addressed to the Muslims. The purpose of the sentence is to impress upon the Muslims that God has elucidated the relevant truths, and has also proclaimed that in their endeavour to make the Truth prevail they will have to follow the path of striving and struggle. The devotees of the Truth should, therefore, resort to those means which human beings normally employ for the successful achievement of their objectives rather than wait for any supernatural intervention that would enable them to achieve their mission without struggle and sacrifice. Moreover, since God Himself had chosen that human effort rather than supernatural intervention should lead to the prevalence of the Truth, who had the power to change this basic fact and bring about the victory of the Truth without any resort to human effort and sacrifice.
*82). This is no mere concoction designed to explain away the current problems. All those versed in the Scriptures, and possessing true understanding of the mission of the Prophets (peace be on them all), will confirm that everything in the Qur'an is perfectly true and in fact constitutes that eternal truth which cannot suffer any change or modification.