- عربي - نصوص الآيات عثماني : أَوَمَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَٰهُ وَجَعَلْنَا لَهُۥ نُورًا يَمْشِى بِهِۦ فِى ٱلنَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُۥ فِى ٱلظُّلُمَٰتِ لَيْسَ بِخَارِجٍۢ مِّنْهَا ۚ كَذَٰلِكَ زُيِّنَ لِلْكَٰفِرِينَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ
- عربى - نصوص الآيات : أومن كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها ۚ كذلك زين للكافرين ما كانوا يعملون
- عربى - التفسير الميسر : أوَمن كان ميتًا في الضلالة هالكا حائرا، فأحيينا قلبه بالإيمان، وهديناه له، ووفقناه لاتباع رسله، فأصبح يعيش في أنوار الهداية، كمن مثله في الجهالات والأهواء والضلالات المتفرقة، لا يهتدي إلى منفذ ولا مخلص له مما هو فيه؟ لا يستويان، وكما خذلتُ هذا الكافر الذي يجادلكم -أيها المؤمنون- فزيَّنْتُ له سوء عمله، فرآه حسنًا، زيَّنْتُ للجاحدين أعمالهم السيئة؛ ليستوجبوا بذلك العذاب.
- السعدى : أَوَمَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا ۚ كَذَٰلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ
يقول تعالى: { أَوَمَنْ كَانَ } من قبل هداية الله له { مَيْتًا } في ظلمات الكفر، والجهل، والمعاصي، { فَأَحْيَيْنَاهُ } بنور العلم والإيمان والطاعة، فصار يمشي بين الناس في النور، متبصرا في أموره، مهتديا لسبيله، عارفا للخير مؤثرا له، مجتهدا في تنفيذه في نفسه وغيره، عارفا بالشر مبغضا له، مجتهدا في تركه وإزالته عن نفسه وعن غيره. أفيستوي هذا بمن هو في الظلمات، ظلمات الجهل والغي، والكفر والمعاصي. { لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا } قد التبست عليه الطرق، وأظلمت عليه المسالك، فحضره الهم والغم والحزن والشقاء. فنبه تعالى العقول بما تدركه وتعرفه، أنه لا يستوي هذا ولا هذا كما لا يستوي الليل والنهار، والضياء والظلمة، والأحياء والأموات. فكأنه قيل: فكيف يؤثر من له أدنى مسكة من عقل، أن يكون بهذه الحالة، وأن يبقى في الظلمات متحيرا: فأجاب بأنه { زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } فلم يزل الشيطان يحسن لهم أعمالهم، ويزينها في قلوبهم، حتى استحسنوها ورأوها حقا. وصار ذلك عقيدة في قلوبهم، وصفة راسخة ملازمة لهم، فلذلك رضوا بما هم عليه من الشر والقبائح. وهؤلاء الذين في الظلمات يعمهون، وفي باطلهم يترددون، غير متساوين. فمنهم: القادة، والرؤساء، والمتبوعون، ومنهم: التابعون المرءوسون، والأولون، منهم الذين فازوا بأشقى الأحوال
- الوسيط لطنطاوي : أَوَمَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا ۚ كَذَٰلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ
ثم ضرب الله مثلا لحال المؤمن والكافر فقال:
أَوَمَنْ كانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْناهُ.
الهمزة للاستفهام الإنكارى، وهي داخلة على جملة محذوفة للعلم بها من الكلام السابق.
والتقدير: أأنتم أيها المؤمنون مثل أولئك المشركين الذين يجادلونكم بغير علم وهل يعقل أن من كان ميتا فأعطيناه الحياة وجعلنا له نورا عظيما يمشى به فيما بين الناس آمنا كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها.
فالآية الكريمة تمثيل بليغ للمؤمن والكافر لتنفير المسلمين عن طاعة المشركين بعد أن نهاهم صراحة عن طاعتهم قبل ذلك في قوله وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ.
فمثل المؤمن المهتدى إلى الحق كمن كان ميتا هالكا فأحياه الله وأعطاه نورا يستضيء به في مصالحه، ويهتدى به إلى طرقه. ومثل الكافر الضال كمن هو منغمس في الظلمات لا خلاص له منها فهو على الدوام متحير لا يهتدى فكيف يستويان؟.
والمراد بالنور: القرآن أو الإسلام، والمراد بالظلمات: الكفر والجهالة وعمى البصيرة. فهو كقوله- تعالى-: وَما يَسْتَوِي الْأَعْمى وَالْبَصِيرُ. وَلَا الظُّلُماتُ وَلَا النُّورُ. وَلَا الظِّلُّ وَلَا الْحَرُورُ، وَما يَسْتَوِي الْأَحْياءُ وَلَا الْأَمْواتُ.
وقوله: كَذلِكَ زُيِّنَ لِلْكافِرِينَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ أى: مثل ذلك التزيين الذي تضمنته الآية- وهو تزيين نور الهدى للمؤمنين وظلمات الشرك للضالين قد زين للكافرين ما كانوا يعملونه من الآثام كعداوة النبي صلى الله عليه وسلم وذبح القرابين لغير الله- تعالى- وتحليل الحرام، وتحريم الحلال وغير ذلك من المنكرات.
وجمهور المفسرين يرون أن المثل في الآية عام لكل مؤمن وكل كافر وقيل إن المراد بمن أحياه الله وهداه عمر بن الخطاب، والمراد بمن بقي في الظلمات ليس بخارج منها عمرو بن هشام،فقد أخرج ابن أبى الشيخ أن الآية نزلت فيهما، وقيل نزلت في عمار بن ياسر وأبى جهل، وقيل في حمزة وأبى جهل.
والذي نراه أن الآية عامة في كل من هداه الله إلى الإيمان بعد أن كان كافرا، وفي كل من بقي على ضلاله مؤثرا الكفر على الإيمان ويدخل في ذلك هؤلاء المذكورون دخولا أوليا.
ثم سلى الله- تعالى- نبيه صلى الله عليه وسلم ببيان أن المترفين في كل زمان ومكان هم أعداء الإصلاح، وأن ما لقيه صلى الله عليه وسلم من أكابر مكة ليس بدعا بل هو شيء رآه الأنبياء قبله على أيدى أمثال هؤلاء المترفين فقال- تعالى-:
- البغوى : أَوَمَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا ۚ كَذَٰلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ
قوله عز وجل : ( أومن كان ميتا فأحييناه ) قرأ نافع " ميتا " و ( لحم أخيه ميتا ) ( الحجرات ، 12 ) و ( الأرض الميتة أحييناها ) ( سورة يس ، 33 ) بالتشديد فيهن ، والآخرون بالتخفيف ( فأحييناه ) أي : كان ضالا فهديناه ، كان ميتا بالكفر فأحييناه بالإيمان ، ( وجعلنا له نورا ) يستضيء به ، ( يمشي به في الناس ) على قصد السبيل ، قيل : النور هو الإسلام ، لقوله تعالى " يخرجهم من الظلمات إلى النور " ( البقرة ، 257 ) ، وقال قتادة : هو كتاب الله بينة من الله مع المؤمن ، بها يعمل وبها يأخذ وإليها ينتهي ، ( كمن مثله في الظلمات ) المثل صلة ، أي : كمن هو في الظلمات ، ( ليس بخارج منها ) يعني : من ظلمة الكفر .
قيل : نزلت هذه الآية في رجلين بأعيانهما ، ثم اختلفوا فيهما ، قال ابن عباس : جعلنا له نورا ، يريد حمزة بن عبد المطلب ، كمن مثله في الظلمات يريد أبا جهل بن هشام ، وذلك أن أبا جهل رمى رسول الله صلى الله عليه وسلم بفرث ، فأخبر حمزة بما فعل أبو جهل وهو راجع من قنصه وبيده قوس ، وحمزة لم يؤمن بعد ، فأقبل غضبان حتى علا أبا جهل بالقوس وهو يتضرع إليه ، ويقول : يا أبا يعلى أما ترى ما جاء به؟ سفه عقولنا وسب آلهتنا وخالف آباءنا ، فقال حمزة : ومن أسفه منكم؟ تعبدون الحجارة من دون الله ، أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ، فأنزل الله هذه الآية .
وقال الضحاك : نزلت في عمر بن الخطاب وأبي جهل .
وقال عكرمة والكلبي : نزلت في عمار بن ياسر وأبي جهل .
( كذلك زين للكافرين ما كانوا يعملون ) من الكفر والمعصية ، قال ابن عباس : يريد زين لهم الشيطان عبادة الأصنام .
- ابن كثير : أَوَمَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا ۚ كَذَٰلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ
هذا مثل ضربه الله تعالى للمؤمن الذي كان ميتا ، أي : في الضلالة ، هالكا حائرا ، فأحياه الله ، أي : أحيا قلبه بالإيمان ، وهداه له ووفقه لاتباع رسله . ( وجعلنا له نورا يمشي به في الناس ) أي : يهتدي به كيف يسلك ، وكيف يتصرف به . والنور هو : القرآن ، كما رواه العوفي وابن أبي طلحة ، عن ابن عباس . وقال السدي : الإسلام . والكل صحيح .
( كمن مثله في الظلمات ) أي : الجهالات والأهواء والضلالات المتفرقة ، ( ليس بخارج منها ) أي : لا يهتدي إلى منفذ ، ولا مخلص مما هو فيه ، وفي مسند الإمام أحمد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : " إن الله خلق خلقه في ظلمة ثم رش عليهم من نوره فمن أصابه ذلك النور اهتدى ومن أخطأه ضل " كما قال تعالى : ( الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون ) [ البقرة : 257 ] . وكما قال تعالى : ( أفمن يمشي مكبا على وجهه أهدى أمن يمشي سويا على صراط مستقيم ) [ الملك : 22 ] ، وقال تعالى : ( مثل الفريقين كالأعمى والأصم والبصير والسميع هل يستويان مثلا أفلا تذكرون ) [ هود : 24 ] ، وقال تعالى : ( وما يستوي الأعمى والبصير ولا الظلمات ولا النور ولا الظل ولا الحرور وما يستوي الأحياء ولا الأموات إن الله يسمع من يشاء وما أنت بمسمع من في القبور إن أنت إلا نذير ) [ فاطر : 19 - 23 ] . والآيات في هذا كثيرة ، ووجه المناسبة في ضرب المثلين هاهنا بالنور والظلمات - ما تقدم في أول السورة : ( وجعل الظلمات والنور ) [ الأنعام : 1 ] .
وزعم بعضهم أن المراد بهذا المثل رجلان معينان ، فقيل : عمر بن الخطاب هو الذي كان ميتا فأحياه الله ، وجعل له نورا يمشي به في الناس . وقيل : عمار بن ياسر . وأما الذي في الظلمات ليس بخارج منها : أبو جهل عمرو بن هشام ، لعنه الله . والصحيح أن الآية عامة ، يدخل فيها كل مؤمن وكافر .
وقوله تعالى : ( كذلك زين للكافرين ما كانوا يعملون ) أي : حسنا لهم ما هم فيه من الجهالة والضلالة ، قدرا من الله وحكمة بالغة ، لا إله إلا هو ولا رب سواه .
وقوله تعالى "كذلك زين للكافرين ما كانوا يعملون" أي حسنا لهم ما كانوا فيه من الجهالة والضلالة قدرا من الله وحكمة بالغة لا إله إلا هو وحده لا شريك له.
- القرطبى : أَوَمَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا ۚ كَذَٰلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ
قوله تعالى أومن كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها كذلك زين للكافرين ما كانوا يعملون
قوله تعالى : أومن كان ميتا فأحييناه قرأ الجمهور بفتح الواو ، دخلت عليها همزة الاستفهام . وروى المسيبي عن نافع بن أبي نعيم " أومن كان " بإسكان الواو . قال النحاس : يجوز أن يكون محمولا على المعنى ، أي انظروا وتدبروا أغير الله أبتغي حكما . أومن كان ميتا فأحييناه قيل : معناه كان ميتا حين كان نطفة فأحييناه بنفخ الروح فيه ; حكاه ابن بحر . وقال ابن عباس : أومن كان كافرا فهديناه . نزلت في حمزة بن عبد المطلب وأبي جهل . وقال زيد بن أسلم والسدي : فأحييناه عمر رضي الله عنه . كمن مثله في الظلمات أبو جهل لعنه الله . والصحيح أنها عامة في كل مؤمن وكافر . وقيل : كان ميتا بالجهل فأحييناه بالعلم . وأنشد بعض أهل العلم ما يدل على صحة هذا التأويل لبعض شعراء البصرة :
وفي الجهل قبل الموت موت لأهله فأجسامهم قبل القبور قبور
وإن امرأ لم يحي بالعلم ميت فليس له حتى النشور نشور
والنور عبارة عن الهدى والإيمان . وقال الحسن : القرآن . وقيل : الحكمة . وقيل : هو النور المذكور في قوله : يسعى نورهم بين أيديهم وبأيمانهم وقوله : انظرونا نقتبس من نوركم .
يمشي به في الناس أي بالنور
كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها أي كمن هو ف " مثل " زائدة . تقول : أنا أكرم مثلك ; أي أكرمك . ومثله : فجزاء مثل ما قتل من النعم ليس كمثله شيء . وقيل : المعنى كمن مثله مثل من هو في الظلمات . والمثل والمثل واحد .
كذلك زين للكافرين ما كانوا يعملون أي زين لهم الشيطان عبادة الأصنام وأوهمهم أنهم أفضل من المسلمين .
- الطبرى : أَوَمَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا ۚ كَذَٰلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ
القول في تأويل قوله : أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا
قال أبو جعفر: وهذا الكلام من الله جلّ ثناؤه يدل على نهيه المؤمنين برسوله يومئذ عن طاعة بعض المشركين الذين جادلوهم في أكل الميتة، بما ذكرنا عنهم من جدالهم إياهم به, وأمره إياهم بطاعة مؤمن منهم كان كافرًا, فهداه جلّ ثناؤه لرشده، ووفقه للإيمان. فقال لهم: أطاعة من كان ميتًا, يقول: من كان كافرًا ؟ فجعله جل ثناؤه لانصرافه عن طاعته، وجهله بتوحيده وشرائع دينه، وتركه الأخذ بنصيبه من العمل لله بما يؤديه إلى نجاته, بمنـزلة " الميت " الذي لا ينفع نفسه بنافعة، ولا يدفع عنها من مكروه نازلة=(فأحييناه)، يقول: فهديناه للإسلام, فأنعشناه, فصار يعرف مضارّ نفسه ومنافعها, ويعمل في خلاصها من سَخَط الله وعقابه في معاده. فجعل إبصاره الحق تعالى ذكره بعد عَمَاه عنه، ومعرفته بوحدانيته وشرائع دينه بعد جهله بذلك، حياة وضياء يستضيء به فيمشي على قصد السبيل، ومنهج الطريق في الناس (33) =(كمن مثله في الظلمات)، لا يدري كيف يتوجه، وأي طريق يأخذ، لشدة ظلمة الليل وإضلاله الطريق. فكذلك هذا الكافر الضال في ظلمات الكفر، لا يبصر رشدًا ولا يعرف حقًّا, = يعني في ظلمات الكفر . يقول: أفَطَاعة هذا الذي هديناه للحق وبصَّرناه الرشاد، كطاعة من مثله مثل من هو في الظلمات متردّد، لا يعرف المخرج منها، في دعاء هذا إلى تحريم ما حرم الله، وتحليل ما أحل، وتحليل هذا ما حرم الله، وتحريمه ما أحلّ؟
* * *
وقد ذكر أن هذه الآية نـزلت في رجلين بأعيانهما معروفين: أحدهما مؤمن, والآخر كافر .
ثم اختلف أهل التأويل فيهما.
فقال بعضهم: أما الذي كان مَيْتًا فأحياه الله، فعمر بن الخطاب رضي الله عنه. وأما الذي مثله في الظلمات ليس بخارج منها، فأبو جهل بن هشام .
* ذكر من قال ذلك:
13836- حدثني المثنى قال، حدثنا إسحاق قال، أخبرنا سليمان بن أبي هوذة, عن شعيب السراج, عن أبي سنان عن الضحاك في قوله: (أو من كان ميتًا فأحييناه وجعلنا له نورًا يمشي به في الناس)، قال: عمر بن الخطاب رضي الله عنه =(كمن مثله في الظلمات)، قال: أبو جهل بن هشام . (34)
* * *
وقال آخرون: بل الميت الذي أحياه الله، عمار بن ياسر رحمة الله عليه. وأما الذي مثله في الظلمات ليس بخارج منها، فأبو جهل بن هشام .
* ذكر من قال ذلك:
13837- حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا سفيان بن عيينة, عن بشر بن تيم, عن رجل, عن عكرمة: (أو من كان ميتًا فأحييناه وجعلنا له نورًا يمشي به في الناس)، قال: نـزلت في عمار بن ياسر . (35)
13838- حدثني المثنى قال، حدثنا إسحاق قال، حدثنا عبد الله بن الزبير, عن ابن عيينة, عن بشر, عن تيم, عن عكرمة: (أو من كان ميتًا فأحييناه وجعلنا له نورًا يمشي به في الناس)، عمار بن ياسر =(كمن مثلة في الظلمات)، أبو جهل بن هشام . (36)
* * *
وبنحو الذي قلنا في الآية قال أهل التأويل .
* ذكر من قال ذلك:
13839- حدثني محمد بن عمرو قال، حدثنا أبو عاصم قال، حدثنا عيسى, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد في قول الله: (أو من كان ميتًا فأحييناه) قال: ضالا فهديناه=(وجعلنا له نورًا يمشي به في الناس) قال: هدى=(كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها)، قال: في الضلالة أبدًا .
13840- حدثني المثنى قال، حدثنا أبو حذيفة قال، حدثنا شبل, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد: (أو من كان ميتًا فأحييناه)، هديناه=(وجعلنا له نورًا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات) في الضلالة أبدًا .
13841- حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا أبي, عن سفيان, عن رجل, عن مجاهد: (أو من كان ميتًا فأحييناه)، قال: ضالا فهديناه .
13842- حدثني المثنى قال، حدثنا عبد الله بن صالح قال، حدثني معاوية, عن علي بن أبي طلحة, عن ابن عباس: (أو من كان ميتًا فأحييناه)، يعني: من كان كافرًا فهديناه=(وجعلنا له نورًا يمشي به في الناس)، يعني بالنور، القرآنَ، من صدَّق به وعمل به=(كمن مثله في الظلمات)، يعني: بالظلمات، الكفرَ والضلالة .
13843- حدثني محمد بن سعد قال، حدثني أبي قال، حدثني عمي قال، حدثني أبي, عن أبيه, عن ابن عباس قوله: ( أو من كان ميتًا فأحييناه وجعلنا له نورًا يمشي به في الناس )، يقول: الهدى=" يمشي به في الناس ", يقول: فهو الكافر يهديه الله للإسلام. يقول: كان مشركًا فهديناه=(كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها) .
13844- حدثنا بشر بن معاذ قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد, عن قتادة: (أو من كان ميتًا فأحييناه)، هذا المؤمن معه من الله نور وبيِّنة يعمل بها ويأخذ، وإليها ينتهي, كتابَ الله =(كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها)، وهذا مثل الكافر في الضلالة، متحير فيها متسكع, لا يجد مخرجًا ولا منفذًا .
13845- حدثني محمد بن الحسين قال، حدثنا أحمد بن مفضل قال، حدثنا أسباط عن السدي: (أو من كان ميتًا فأحييناه وجعلنا له نورًا يمشي به في الناس)، يقول: من كان كافرًا فجعلناه مسلمًا، وجعلنا له نورًا يمشي به في الناس، وهو الإسلام, يقول: هذا كمن هو في الظلمات, يعني: الشرك .
13846- حدثني يونس بن عبد الأعلى قال، أخبرنا ابن وهب قال، قال ابن زيد في قوله: (وجعلنا له نورًا يمشي به في الناس)، قال: الإسلام الذي هداه الله إليه =(كمن مثله في الظلمات)، ليس من أهل الإسلام . وقرأ: اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ، [سورة البقرة: 257]. قال: والنور يستضيء به ما في بيته ويبصره, وكذلك الذي آتاه الله هذا النور، يستضيء به في دينه ويعمل به في نوره، (37) كما يستضيء صاحب هذا السراج . قال: (كمن مثله في الظلمات)، لا يدري ما يأتي ولا ما يقع عليه .
* * *
القول في تأويل قوله : كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (122)
قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: كما خذلت هذا الكافر الذي يجادلكم = أيها المؤمنون بالله ورسوله، في أكل ما حرّمت عليكم من المطاعم = عن الحق, فزينت له سوءَ عمله فرآه حسنًا، ليستحق به ما أعددت له من أليم العقاب, كذلك زيَّنت لغيره ممن كان على مثل ما هو عليه من الكفر بالله وآياته، ما كانوا يعملون من معاصي الله, ليستوجبوا بذلك من فعلهم، ما لهم عند ربهم من النَّكال . (38)
* * *
قال أبو جعفر: وفي هذا أوضح البيان على تكذيب الله الزاعمين أن الله فوَّض الأمور إلى خلقه في أعمالهم، فلا صنع له في أفعالهم, (39) وأنه قد سوَّى بين جميعهم في الأسباب التي بها يصلون إلى الطاعة والمعصية. لأن ذلك لو كان كما قالوا, لكان قد زَيَّن لأنبيائه وأوليائه من الضلالة والكفر، نظيرَ ما زيَّن من ذلك لأعدائه وأهل الكفر به ، وزيّن لأهل الكفر به من الإيمان به، نظيرَ الذي زيّن منه لأنبيائه وأوليائه . وفي إخباره جل ثناؤه أنه زين لكل عامل منهم عمله، ما ينبئ عن تزيين الكفر والفسوق والعصيان, وخصّ أعداءه وأهل الكفر، بتزيين الكفر لهم والفسوق والعصيان, وكرّه إليهم الإيمان به والطاعة .
------------------
الهوامش :
(33) انظر تفسير (( الموت )) ، و (( الإحياء )) فيما سلف من فهارس اللغة ( موت ) و ( حيي ) .
(34) الأثر : 13836 - (( سليمان بن أبي هوذة )) ، روى عن حماد بن سلمة ، [وأبي هلال الراسبي ، وعمرو بن أبي قيس . لم يذكر فيه البخاري جرحًا . وقال أبو زرعة : (( صدوق لا بأس به )) . مترجم في الكبير 2 / 2 / 42 ، وابن أبي حاتم 2 / 1 / 148 .
وأما (( شعيب السراج )) ، فلم أجد له ذكرًا فيما بين يدي من الكتب
(35) الأثران : 13837 ، 13838 - (( بشر بن تيم بن مرة )) ، ويقال : (( بشير بن تيم بن مرة )) . وهو في الإسناد الأول ، بينه وبين عكرمة (( عن رجل )) . وقد قال البخاري في الكبير 1 / 2 /96 : (( بشير بن تيم بن مرة )) عن عكرمة ، قاله لنا الحميدي ، عن ابن عيينه . مرسل ، ولم يذكر فيه جرحًا ، وجعله (( بشيرًا )) وأما ابن أبي حاتم 1 / 1 / 372 فقد ترجمه في (( بشير )) ، كمثل ما قال البخاري ، ولم يذكر (( بشرا )) ، ولكنه ترجمه قبل 1 / 1 / 352 في (( بشر بن تيم )) وقال : (( مكي )) ، روى عنه ابن جريج ، وابن عيينة . سمعت أبي يقول ذلك . وابن عيينة يقول : (( بشير )) . ولكنه هنا في المخطوطة في الموضعين (( بشر بن تيم )) ، في رواية ابن عيينة يقول ، فتركت ما كان في المخطوطة على حاله ، لئلا يكون اختلافًا على ابن عيينة .
(36) الأثران : 13837 ، 13838 - (( بشر بن تيم بن مرة )) ، ويقال : (( بشير ابن تيم بن مرة )) . وهو في الإسناد الأول ، بينه وبين عكرمة (( عن رجل )) . وقد قال البخاري في الكبير 1 / 2 /96 : (( بشير بن تيم بن مرة )) عن عكرمة ، قاله لنا الحميدي ، عن ابن عيينه . مرسل ، ولم يذكر فيه جرحًا ، وجعله (( بشيرًا )) وأما ابن أبي حاتم 1 / 1 / 372 فقد ترجمه في (( بشير )) ، كمثل ما قال البخاري ، ولم يذكر (( بشرا )) ، ولكنه ترجمة قبل 1 / 1 / 352 في (( بشر بن تيم )) وقال : (( مكي )) ، روى عنه ابن جريج ، وابن عيينة . سمعت أبي يقول ذلك . وابن عيينة يقول : (( بشير )) . ولكنه هنا في المخطوطة في الموضعين (( بشر بن تيم )) ، في رواية ابن عيينة يقول ، فتركت ما كان في المخطوطة على حاله ، لئلا يكون اختلافًا على ابن عيينة .
(37) في المطبوعة : (( في فوره )) بالفاء ، والصواب ما في المخطوطة .
(38) انظر تفسير (( التزيين )) فيما سلف : ص : 37 ، تعليق : ص : 1 ، والمراجع هناك .
(39) (( التفويض ) ، هو زعم القدرية والمعتزلة والإمامية من أهل الفرق ، أن الأمر قد فوض إلى العبد ، فإرادته كافية في إيجاد فعله ، طاعة كان أو معصية ، وهو خالق أفعاله ، والاختيار ، ينفون أن تكون أفعال العباد من خلق الله . وانظر ما سلف 1 : 162 تعليق : 3 / 11 : 340 ، تعليق : 2 ، وانظر ما سيأتي ص : 108 ، تعليق : 1 .
- ابن عاشور : أَوَمَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا ۚ كَذَٰلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ
الواو في قوله : { أو من كان ميتاً } عاطفة لجملة الاستفهام على جملة : { وإن أطعتموهم إنَّكم لمشركون } [ الأنعام : 121 ] لتضمّن قوله : { وإن أطعتموهم } أنّ المجادلة ، المذكورة من قَبْلُ ، مجادلة في الدّين : بتحسين أحوال أهل الشّرك وتقبيح أحكام الإسلام الّتي منها : تحريم الميتة ، وتحريم ما ذُكر اسم غير الله عليه . فلمّا حَذر الله المسلمين من دسائس أولياء الشّياطين ومجادلتهم بقوله : { وإن أطعتموهم إنَّكم لمشركون } [ الأنعام : 121 ] أعقَب ذلك بتفظيع حال المشركين ، ووصَفَ حسن حالة المسلمين حين فارقوا الشّرك ، فجاء بتمثيلين للحالتين ، ونفَى مساواة إحداهما للأخرى : تنبيها على سوء أحوال أهل الشّرك وحسننِ حال أهل الإسلام .
والهمزة للاستفهام المستعمل في إنكار تَماثل الحالتين : فالحالة الأولى : حالة الّذين أسلموا بعد أن كانوا مشركين ، وهي المشبّهة بحال مَن كان ميّتاً مودَعاً في ظلمات ، فصار حيّاً في نورٍ واضححٍ ، وسار في الطّريق الموصّلة للمطلوب بين النّاس ، والحالة الثّانية : حالةُ المشرك وهي المشبّهة بحالة من هو في الظلمات ليس بخارج منها ، لأنَّه في ظلمات .
وفي الكلام إيجازُ حذففٍ ، في ثلاثة مواضع ، استغناء بالمذكور عن المحذوف : فقوله : { أو من كان ميتاً } معناه : أَحَال مَن كان ميّتاً ، أو صِفة مَن كان ميّتاً . وقوله : { وجعلنا له نوراً يمشي به في الناس } يدلّ على أنّ المشبّه به حال مَن كان ميّتاً في ظُلمات . وقوله : كمن مثله في الظلمات تقديره : كمن مثله مثَل ميّت فما صدْق ( مَن ) ميّت بدليل مقابلته بميّت في الحالة المشبّهة ، فيعلم أنّ جزء الهيئة المشبّهة هو الميّت لأنّ المشبّه والمشبّه به سواء في الحالة الأصليّة وهي حالة كون الفريقين مشركين . ولفظ ( مثَل ) بمعنى حالة . ونفيُ المشابهة هنا معناه نفي المساواة ، ونفي المساواة كناية عن تفضيل إحدى الحالتين على الأخرى تفضيلاً لا يلتبس ، فذلك معنى نفي المشابهة كقوله : { قل هل يستوي الأعمى والبصير أم هل تستوي الظّلمات والنّور } [ الرعد : 16 ] وقوله { أفمَن كان مؤمناً كَمَن كان فاسقاً لا يستوون } [ السجدة : 18 ]. والكاف في قوله : { كمن مثله في الظلمات } كاف التّشبيه ، وهو تشبيه منفي بالاستفهام الإنكاري .
والكلام جار على طريقة تمثيل حال من أسْلَم وتخلَّص من الشرك بحال من كان ميّتا فأُحْيِي ، وتمثيللِ حال من هو باق في الشرك بحال ميت باق في قبره . فتضمّنت جملة : { أو من كان ميتاً } إلى آخرها تمثيل الحالة الأولى ، وجملة : { كمن مثله في الظلمات } الخ تمثيلَ الحالة الثّانية ، فهما حالتان مشبّهتان ، وحالتان مشبَّهٌ بهما ، وحصل بذكر كاف التّشبيه وهمزة الاستفهام الإنكاري أنّ معنى الكلام نفي المشابهة بين من أسلم وبين من بَقي في الشرك . كما حصل من مجموع الجملتين : أنّ في نظم الكلام تشبيهين مركَّبين .
ولكنّ وجودَ كاف التّشبيه في قوله : { كمن مثله } مع عدم التّصريح بذكر المشبَّهَيْن في التّركيبين أثارَا شُبهة : في اعتبار هذين التّشبيهين أهو من قبيل التّشبيه التّمثيلي ، أم من قبيل الاستعارة التّمثيلية؛ فنحا القطب الرّازي في «شرح الكشاف» القبيلَ الأول ، ونحا التفتزاني القبيلَ الثّاني ، والأظهر ما نحاه التفتزاني : أنَّهما استعارتان تمثيليتان ، وأمّا كاف التّشبيه فهو متوجّه إلى المشابهة المنفيّة في مجموع الجملتين لا إلى مشابهة الحالين بالحالين ، فمورد كاف التّشبيه غير مورد تمثيل الحالين .
وبين الاعتبارين بون خفي .
والمراد : ب { الظّلمات } ظلمةُ القبر لمناسبته للميِّت ، وبقرينة ظاهر { في } من حقيقة الظرفية وظاهر حقيقة فعل الخروج .
ولقد جاء التّشبيه بديعاً : إذ جعل حال المسلم ، بعد أن صار إلى الإسلام ، بحال من كان عديم الخير ، عديم الإفادة كالميّت ، فإنّ الشرك يحول دون التّمييز بين الحقّ والباطل ، ويصرف صاحبه عن السّعي إلى ما فيه خيره ونجاته ، وهو في ظلمة لو أفاق لم يعرف أين ينصرف ، فإذا هداه الله إلى الإسلام تغيرّ حاله فصار يميّز بين الحقّ والباطل ، ويعلم الصّالح من الفاسد ، فصار كالحي وصار يسعى إلى ما فيه الصّلاح ، ويتنكّب عن سبيل الفساد ، فصار في نور يمشي به في النّاس . وقد تبيّن بهذا التّمثيل تفضيل أهل استقامة العقول على أضدادِهم .
والباء في قوله : { يمشي به } باء السّببيّة . والنّاس المصرح به في الهيئة المشبه بها هم الأحياء الّذين لا يخلو عنهم المجتمع الإنساني . والنّاس المقدّر في الهيئة المشبهة هم رفقاء المسلم من المسلمين . وقد جاء المركب التّمثيلي تاماً صالحاً لاعتبار تشبيه الهيئة بالهيئة ، ولاعتبار تشبيه كلّ جزء من أجزاء الهيئة المشبّهة بجزء من أجزاء الهيئة المشبّهِ بها ، كما قد علمته وذلك أعلى التّمثيل .
وجملة : { ليس بخارج منها } حال من الضّمير المجرور بإضافة ( مَثل ) ، أي ظلمات لا يرجى للواقع فيها تنوّر بنور ما دام في حالة الإشراك .
وجملة : { كذلك زين للكافرين ما كانوا يعملون } استئناف بياني ، لأنّ التّمثيل المذكور قبلها يثير في نفس السّامع سُؤالاً ، أن يقول : كيف رضوا لأنفسهم البقاء في هذه الضّلالات ، وكيف لم يشعروا بالبَون بين حالهم وحال الّذين أسلموا؛ فإذا كانوا قبل مجيء الإسلام في غفلة عن انحطاط حالهم في اعتقادهم وأعمالهم ، فكيف لمّا دعاهم الإسلام إلى الحقّ ونصب لهم الأدلَّة والبراهين بَقُوا في ضلالهم لم يقلعوا عنه وهمْ أهل عقول وفطنة فكان حقيقاً بأن يبيّن له السّبب في دوامهم على الضّلال ، وهو أنّ ما عملوه كان تزيّنه لهم الشّياطين ، هذا التّزيين العجيب ، الّذي لو أراد أحد تقريبه لم يجد ضلالاً مزيَّناً أوضح منه وأعجبَ فلا يشبَّه ضلالُهم إلاّ بنفسه على حدّ قولهم : ( والسّفاهة كاسمها ).
واسم الإشارة في قوله : { كذلك زين للكافرين } مشار به إلى التّزيين المأخوذ من فعل { زين } أي مثلَ ذلك التّزيين للكافرين العجيب كيداً ودِقَّةً زيّن لهؤلاء الكافرين أعمالهم على نحو ما تقدّم في قوله تعالى : { وكذلك جعلناكم أمّة وسطاً } في سورة البقرة ( 143 ).
وحُذف فاعل التّزيين فبني الفعل للمجهول : لأنّ المقصود وقوع التّزيين لا معرفة مَن أوقعه . والمزيّن شياطينهم وأولياؤهم ، كقوله : { وكذلك زَيَّن لكثير من المشركين قتلَ أولادهم شركاؤُهم } [ الأنعام : 137 ] ، ولأنّ الشّياطين من الإنس هم المباشرون للتّزيين ، وشياطين الجنّ هم المُسَوّلون المزيّنون . والمراد بالكافرين المشركون الّذين الكلام عليهم في الآيات السّابقة إلى قوله : { وإنّ الشّياطين لَيُوحون إلى أوليائهم ليجادلوكم } [ الأنعام : 121 ].
- إعراب القرآن : أَوَمَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا ۚ كَذَٰلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ
«أَوَمَنْ» الهمزة للاستفهام ، الواو حرف عطف. من اسم موصول مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. «كانَ مَيْتاً» كان وخبرها واسمها ضمير مستتر تقديره هو ، والجملة صلة الموصول لا محل لها.
«فَأَحْيَيْناهُ» فعل ماض مبني على السكون ونا فاعله ونورا مفعوله والفاء عاطفة فالجملة معطوفة «وَجَعَلْنا لَهُ نُوراً» فعل ماض تعلق به الجار والمجرور وفاعله ومفعوله ، والجملة معطوفة ، «يَمْشِي بِهِ» فعل مضارع تعلق به الجار والمجرور وفاعله ضمير مستتر «فِي النَّاسِ» متعلقان بالفعل قبلهما أو بمحذوف حال من الفاعل يمشي به مستنيرا في الناس. «كَمَنْ» الكاف حرف جر و«مَنْ» اسم موصول في محل جر بحرف الجر ، والجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ «مَنْ». «مَثَلُهُ» مبتدأ «فِي الظُّلُماتِ» متعلقان بمحذوف خبره ، والجملة صلة الموصول لا محل لها. «لَيْسَ بِخارِجٍ مِنْها» بخارج الباء حرف جر زائد ، خارج اسم مجرور لفظا منصوب محلا على أنه خبر ليس ، واسمها ضمير مستتر تقديره هو «مِنْها» متعلقان باسم الفاعل خارج ، والجملة في محل نصب حال من اسم الموصول. «كَذلِكَ» ذا اسم إشارة
__________
- English - Sahih International : And is one who was dead and We gave him life and made for him light by which to walk among the people like one who is in darkness never to emerge therefrom Thus it has been made pleasing to the disbelievers that which they were doing
- English - Tafheem -Maududi : أَوَمَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا ۚ كَذَٰلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ(6:122) He who was dead and whom We raised to life, *88 and We set a light for him to walk among men - is he like the one steeped in darkness out of which he does not come out? *89. Thus have their own doings been made to seem fair to the unbelievers. *90
- Français - Hamidullah : Est-ce que celui qui était mort et que Nous avons ramené à la vie et à qui Nous avons assigné une lumière grâce à laquelle il marche parmi les gens est pareil à celui qui est dans les ténèbres sans pouvoir en sortir Ainsi on a enjolivé aux mécréants ce qu'ils œuvrent
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Ist denn der der tot war und den Wir dann lebendig gemacht und dem Wir ein Licht gegeben haben worin er unter den Menschen geht wie einer dessen Gleichnis das jemandes ist der sich in Finsternissen befindet aus denen er nicht herauskommen kann So ist den Ungläubigen ausgeschmückt was sie zu tun pflegten
- Spanish - Cortes : El que estaba muerto y que luego hemos resucitado dándole una luz con la cual anda entre la gente ¿es igual que el que está entre tinieblas sin poder salir De este modo han sido engalanadas las obras de los infieles
- Português - El Hayek : Pode acaso equipararse aquele que estava morto e o reanimamos á vida guiandoo para a luz para conduzirse entreas pessoas àquele que vagueia nas trevas das quais não poderá sair Assim foram abrilhantadas as ações aos incrédulos
- Россию - Кулиев : Разве тот кто был мертвецом и Мы вернули его к жизни и наделили светом благодаря которому он ходит среди людей подобен тому кто находится во мраках и не может выйти из них Так неверующим представляется прекрасным то что они совершают
- Кулиев -ас-Саади : أَوَمَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا ۚ كَذَٰلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ
Разве тот, кто был мертвецом, и Мы вернули его к жизни и наделили светом, благодаря которому он ходит среди людей, подобен тому, кто находится во мраках и не может выйти из них? Так неверующим представляется прекрасным то, что они совершают.Среди людей есть такие, которые до наставления на прямой путь были подобны мертвецам и пребывали во мраках неверия, невежества и ослушания. Аллах вернул их к жизни светом знания, веры и покорности, и они стали жить среди людей при ярком свете, осознавая происходящее вокруг и верно следуя прямым путем. Они научились узнавать добро и отдавать ему предпочтение, изо всех сил стремятся обрести благо и помогают в этом окружающим. Кроме того, они научились узнавать зло, возненавидели его и усердно пытаются отдалить его от себя и от других. Разве они похожи на тех, кто окутан мраками невежества, заблуждения, неверия и ослушания, кто не видит ясной дороги и не может выбраться из такого положения, кто обречен на скорбь, печаль, тоску и несчастье? Всевышний подчеркнул разницу между этими людьми так, чтобы рабы могли понять и осознать ее. Безусловно, эти люди не похожи друг на друга, как не похожи ночь и день, свет и мгла, живые и мертвые. Как же может человек отдавать предпочтение неверию и пребывать в замешательстве во мраке невежества, если он обладает хотя бы малой толикой ума? Словно отвечая на этот вопрос, Аллах сообщил, что неверующим кажется прекрасным все, что они совершают. Сатана не перестает представлять им злодеяния в прекрасном свете до тех пор, пока они не сочтут эти поступки правильными и достойными. Постепенно эти воззрения укореняются в их сердцах и становятся их неотъемлемым качеством, и они начинают довольствоваться своими злыми и порочными поступками. Это - те самые люди, которые слепо блуждают во мраке, терзаясь лживыми сомнениями, и не могут найти прямой путь. Среди них есть вожди и старейшины, за которыми следуют остальные люди, а также простолюдины, которыми правят вожди. Некоторые из этих вождей - самые несчастные среди людей, и поэтому далее Всевышний Аллах сказал:
- Turkish - Diyanet Isleri : Ölü iken kalbini diriltip insanlar arasında yürürken önünü aydınlatacak bir nur verdiğimiz kimsenin durumu karanlıklarda kalıp çıkamayan kimsenin durumu gibi midir Kafirlere de işledikleri güzel gösterilmiştir
- Italiano - Piccardo : Forse colui che era morto e al quale abbiamo dato la vita affidandogli una luce per camminare tra gli uomini sarebbe uguale a chi è nelle tenebre senza poterne uscire Così sembrano graziose ai miscredenti le loro azioni
- كوردى - برهان محمد أمين : ئایا ئهو کهسهی که مردوو بوو بههۆی بێ باوهڕیهوه ئینجا بههۆی ئیمانهوه زیندوومان کردهوه و نوورو ڕوناکیهکمان بۆ ساز کرد له ژیانیدا که قورئانه لهناو خهڵکیدا پێی دهڕوات و ههڵس و کهوتی پێدهکات هاندهرێتی بۆ ههموو چاکهیهک و دهیگێڕێتهوه له ههموو خراپهیهک ئایا ئهو کهسه وهکو ئهوه وایه که لهناو تاریکیهکاندا گیری خواردوه و لێی دهرناچێت ههروهها ئا بهو شێوهیه که دهبینرێت ئهو کارو کردهوهی که دهیکهن بۆیان ڕازێنراوهتهوه
- اردو - جالندربرى : بھلا جو پہلے مردہ تھا پھر ہم نے اس کو زندہ کیا اور اس کے لیے روشنی کر دی جس کے ذریعے سے وہ لوگوں میں چلتا پھرتا ہے کہیں اس شخص جیسا ہو سکتا ہے جو اندھیرے میں پڑا ہوا ہو اور اس سے نکل ہی نہ سکے اسی طرح کافر جو عمل کر رہے ہیں وہ انہیں اچھے معلوم ہوتے ہیں
- Bosanski - Korkut : Zar je onaj koji je bio u zabludi a kome smo Mi dali život i svjetlo pomoću kojeg se među ljudima kreće kao onaj koji je u tminama iz kojih ne izlazi A nevjernicima se čini lijepim to što oni rade
- Swedish - Bernström : ÄR DÅ den som var [andligen] död och som Vi väckte till liv och skänkte ljus med vars hjälp han kan finna sin väg bland människorna att likställa med den som [omges av] djupt mörker varifrån han inte kan komma ut [Nej men] han liksom [andra] som förnekar sanningen har fått sina [onda] handlingar framställda i ett fördelaktigt ljus [och kommer därför som de inte ut ur mörkret]
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Dan apakah orang yang sudah mati kemudian dia Kami hidupkan dan Kami berikan kepadanya cahaya yang terang yang dengan cahaya itu dia dapat berjalan di tengahtengah masyarakat manusia serupa dengan orang yang keadaannya berada dalam gelap gulita yang sekalikali tidak dapat keluar dari padanya Demikianlah Kami jadikan orang yang kafir itu memandang baik apa yang telah mereka kerjakan
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : أَوَمَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا ۚ كَذَٰلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ
(Dan apakah yang sudah mati) oleh sebab kekafirannya (kemudian dia Kami hidupkan) dengan hidayah (dan Kami berikan kepadanya cahaya yang terang yang dengan cahaya itu dia dapat berjalan di tengah-tengah masyarakat manusia) dia dapat pula melihat perkara yang benar berkat cahaya itu dan dapat membedakannya daripada yang lainnya; yang dimaksud adalah keimanan (serupa dengan orang yang keadaannya) Lafal mitsl adalah tambahan, yakni sebagaimana seseorang (yang keadaannya dalam gelap-gulita yang sekali-kali tidak dapat keluar darinya) dimaksud orang kafir; sebagai jawabannya ialah tentu saja tidak. (Demikianlah) sebagaimana orang-orang mukmin dihiasi dengan keimanan (orang-orang kafir pun dihiasi pula dengan apa yang telah mereka kerjakan) berupa kekafiran dan maksiat-maksiat.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : আর যে মৃত ছিল অতঃপর আমি তাকে জীবিত করেছি এবং তাকে এমন একটি আলো দিয়েছি যা নিয়ে সে মানুষের মধ্যে চলাফেরা করে। সে কি ঐ ব্যক্তির সমতুল্য হতে পারে যে অন্ধকারে রয়েছেসেখান থেকে বের হতে পারছে না এমনিভাবে কাফেরদের দৃষ্টিতে তাদের কাজকর্মকে সুশোভিত করে দেয়া হয়েছে।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : மரணம் அடைந்த ஒருவனை நாம் உயிர்ப்பித்து எழுப்பினோம் இன்னும் அவனுக்கு ஓர் ஒளியையும் கொடுத்தோம் அதைக்கொண்டு அவன் மனிதர்களிடையே நடமாடுகிறான் மற்றொருவன் இருள்களில் சிக்கிக்கிடக்கிறான்; அதைவிட்டு அவன் வெளியேறவே முடியாது இவ்விருவரும் சமமாவாரா இவ்வாறு காஃபிர்களுக்கு அவர்கள் செய்யக்கூடிய பாவச்செயல்கள் அழகாக்கப்பட்டுள்ளன
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : และผู้ที่ตายแล้ว แล้วเราได้ให้เขามีชีวิตขึ้น และเราได้ให้แสงสว่าง แก่เขา ซึ่งเขาใช้แสงสว่างนั้นเดินไปในหมู่มนุษย์นั้น จะเหมือนกับผู้ที่อุปมาของเขาซึ่งอยู่ในบรรดาความมืดโดยที่มิใช่เป็นผู้ที่จะออกมาจากบรรดาความมืดเหล่านั้นได้กระนั้นหรือ ในทำนองนั้นแหละได้ถูกประดับให้สวยงาม แก่ผู้ปฏิเสธศรัทธาทั้งหลาย ซึ่งสิ่งที่พวกเขากระทำกันอยู่
- Uzbek - Мухаммад Содик : Аввал ўлик бўлган одамни тирилтириб унга одамлар орасида юрадиган нурни бериб қўйган бўлсак у билан зулматлар ичида ундан чиқа олмай юрувчи одам ўхшаш бўладими Шундай қилиб кофирларга қилаётган амаллари зийнатлаб кўрсатилди Бу ояти каримада кофир одам ўлик ҳисобида эканлиги таъкидланмоқда Аллоҳ таоло кимни иймонга ҳидоят этса ўша одамнинг мўмин бўлиши гўё ўликнинг қайта тирилишига тенглаштирилмоқда
- 中国语文 - Ma Jian : 一个人,原是死的,但我使他复活,并给他一道光明,带著在人间行走,难道他与那在重重黑暗中绝不走入光明的人是一样的吗?不信道的人,这样为他
- Melayu - Basmeih : Dan adakah orang yang mati hatinya dengan kufur kemudian Kami hidupkan dia semula dengan hidayah petunjuk dan Kami jadikan baginya cahaya iman yang menerangi sehingga dapatlah ia membezakan antara yang benar dengan yang salah dan dapatlah ia berjalan dengan suluhan cahaya itu dalam masyarakat manusia adakah orang yang demikian keadaannya sama seperti yang tinggal tetap di dalam gelapgelita kufur yang tidak dapat keluar sama sekali daripadanya Demikianlah sebagaimana iman itu diperlihatkan keelokannya kepada orangorang yang beriman diperlihatkan pula pada pandangan orangorang yang kafir itu akan keelokan apa yang mereka telah lakukan dari perbuatan kufur dan segala jenis maksiat
- Somali - Abduh : Cid mayd ahayd oon noolaynay oon u Yeellay Nuur uu ku Dhex socdo Dadka ma lamidbaa mid Mugdi ku Sugan oo ka baxayn Saasaana loogu Qurxiyey Gaalada waxay Falayeen
- Hausa - Gumi : Shin kuma wanda ya kasance matacce sa'an nan Muka rãyar da shi kuma Muka sanya wani haske dõminsa yanã tafiya da shi yanã zama kamar wanda misãlinsa yanã cikin duffai shĩ kuma ba mai fita ba daga gare su Kamar wancan ne aka ƙawãta wa kãfirai abin da suka kasance sunã aikatãwa
- Swahili - Al-Barwani : Je aliye kuwa maiti kisha tukamhuisha na tukamjaalia nuru inakwenda naye mbele za watu mfano wake ni kama aliyoko gizani akawa hata hawezi kutoka humo Kama hivyo makafiri wamepambiwa waliyo kuwa wakiyafanya
- Shqiptar - Efendi Nahi : A barazohet ai që është i vdekur i humbur e Ne e ngjallëm dhe i dhamë dritë me të cilën ecë në mesin e njerëzve me atë që është në errësirë e nuk mund të dalë prej saj Kështu mohuesve u janë zbukuruar ato vepra që kanë punuar
- فارسى - آیتی : آيا آن كس كه مرده بود و ما زندهاش ساختيم و نورى فراراهش داشتيم تا بدان در ميان مردم راه خود را بيابد، همانند كسى است كه به تاريكى گرفتار است و راه بيرونشدن را نمىداند؟ اعمال كافران، در نظرشان اينچنين آراسته گرديده است.
- tajeki - Оятӣ : Оё он касе, ки мурда буд ва Мо зиндааш сохтем ва нуре дар роҳаш доштем, то ба он дар миёни мардум роҳи худро биёбад, монанди касест, ки ба торикӣ гирифтор аст ва роҳи берун шуданро намедонад? Амалҳои кофирон дар назарашон инчунин ороста гардидааст!
- Uyghur - محمد صالح : ئەسلىدە ئۆلۈك (يەنى كاپىر) بولۇپ، بىز ئۇنى (يەنى ئۇنىڭ قەلبىنى ئىمان بىلەن) تىرىلدۈرگەن، بىز ئۇنىڭغا كىشىلەر ئارىسىدا ھىدايەت تېپىشقا نۇر بەرگەن بىر ئادەم زۇلمەتتە (يەنى كۇفرىنىڭ قاراڭغۇلۇقىدا) قالغان ۋە ئۇنىڭدىن قۇتۇلالمىغان بىر ئادەم بىلەن ئوخشاشمۇ؟ كاپىرلارغا ئۇلارنىڭ قىلمىشلىرى ئەنە شۇنداق چىرايلىق كۆرسىتىلدى
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : ഒരുവനു നാം ജീവനില്ലാത്ത അവസ്ഥയില് ജീവന് നല്കി. വെളിച്ചമേകുകയും ചെയ്തു. അതുമായി ജനങ്ങള്ക്കിടയിലൂടെ നടന്നുകൊണ്ടിരിക്കുന്ന അയാള്, പുറത്തു കടക്കാനാവാതെ കൂരിരുട്ടില്പെട്ടവനെപ്പോലെയാണോ? അവ്വിധം സത്യനിഷേധികള്ക്ക് തങ്ങളുടെ ചെയ്തികള് ചേതോഹരമായിത്തോന്നി.
- عربى - التفسير الميسر : اومن كان ميتا في الضلاله هالكا حائرا فاحيينا قلبه بالايمان وهديناه له ووفقناه لاتباع رسله فاصبح يعيش في انوار الهدايه كمن مثله في الجهالات والاهواء والضلالات المتفرقه لا يهتدي الى منفذ ولا مخلص له مما هو فيه لا يستويان وكما خذلت هذا الكافر الذي يجادلكم ايها المومنون فزينت له سوء عمله فراه حسنا زينت للجاحدين اعمالهم السيئه ليستوجبوا بذلك العذاب
*88). 'Death' signifies here the state of ignorance and lack of consciousness, whereas 'life' denotes the state of knowledge and true cognition, the state of awareness of Reality. He who cannot distinguish between right and wrong and does not know the Straight Way for human life, may be alive on the biological plane, but his essential humanity is not. He may be a living animal but is certainly not a living human being. A living human being is one who can distinguish right from wrong, good from evil, honesty from dishonesty.
*89). The question is: 'How can they expect one who has been able to attain genuine consciousness of his true human nature and who, by virtue of his knowledge of the Truth, can clearly discern the Straight Way among the numerous crooked ways, to live like those who lack true consciousness and go on stumbling in the darkness of ignorance and folly?'
*90). The law of God with regard to those to whom light is presented but who wilfully refuse to accept it, preferring to follow their crooked paths even after they have been invited to follow the Straight Way, is that in the course of time such people begin to cherish darkness, and to enjoy groping their way in the dark, stumbling and falling as they proceed. They tend to mistake cacti for orchids, thorns for roses. They find pleasure in every act of evil and corruption. They look forward to renewed experiences of corruption, hoping that where they were previously unsuccessful they will now find success.