- عربي - نصوص الآيات عثماني : وَرَبُّكَ ٱلْغَنِىُّ ذُو ٱلرَّحْمَةِ ۚ إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَسْتَخْلِفْ مِنۢ بَعْدِكُم مَّا يَشَآءُ كَمَآ أَنشَأَكُم مِّن ذُرِّيَّةِ قَوْمٍ ءَاخَرِينَ
- عربى - نصوص الآيات : وربك الغني ذو الرحمة ۚ إن يشأ يذهبكم ويستخلف من بعدكم ما يشاء كما أنشأكم من ذرية قوم آخرين
- عربى - التفسير الميسر : وربك -أيها الرسول- الذي أمر الناس بعبادته، هو الغني وحده، وكل خلقه محتاجون إليه، وهو سبحانه ذو الرحمة الواسعة، لو أراد لأهلككم، وأوجد قومًا غيركم يخلفونكم من بعد فنائكم، ويعملون بطاعته تعالى، كما أوجدكم من نسل قوم آخرين كانوا قبلكم.
- السعدى : وَرَبُّكَ الْغَنِيُّ ذُو الرَّحْمَةِ ۚ إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَسْتَخْلِفْ مِن بَعْدِكُم مَّا يَشَاءُ كَمَا أَنشَأَكُم مِّن ذُرِّيَّةِ قَوْمٍ آخَرِينَ
{ إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ } بالإهلاك { وَيَسْتَخْلِفْ مِنْ بَعْدِكُمْ مَا يَشَاءُ كَمَا أَنْشَأَكُمْ مِنْ ذُرِّيَّةِ قَوْمٍ آخَرِينَ } فإذا عرفتم بأنكم لا بد أن تنتقلوا من هذه الدار، كما انتقل غيركم، وترحلون منها وتخلونها لمن بعدكم، كما رحل عنها من قبلكم وخلوها لكم، فلم اتخذتموها قرارا؟ وتوطنتم بها ونسيتم، أنها دار ممر لا دار مقر. وأن أمامكم دارًا، هي الدار التي جمعت كل نعيم وسلمت من كل آفة ونقص؟ وهي الدار التي يسعى إليها الأولون والآخرون، ويرتحل نحوها السابقون واللاحقون، التي إذا وصلوها، فثَمَّ الخلود الدائم، والإقامة اللازمة، والغاية التي لا غاية وراءها، والمطلوب الذي ينتهي إليه كل مطلوب، والمرغوب الذي يضمحل دونه كل مرغوب، هنالك والله، ما تشتهيه الأنفس، وتلذ الأعين، ويتنافس فيه المتنافسون، من لذة الأرواح، وكثرة الأفراح، ونعيم الأبدان والقلوب، والقرب من علام الغيوب، فلله همة تعلقت بتلك الكرامات، وإرادة سمت إلى أعلى الدرجات" وما أبخس حظ من رضي بالدون، وأدنى همة من اختار صفقة المغبون" ولا يستبعد المعرض الغافل، سرعة الوصول إلى هذه الدار
- الوسيط لطنطاوي : وَرَبُّكَ الْغَنِيُّ ذُو الرَّحْمَةِ ۚ إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَسْتَخْلِفْ مِن بَعْدِكُم مَّا يَشَاءُ كَمَا أَنشَأَكُم مِّن ذُرِّيَّةِ قَوْمٍ آخَرِينَ
ثم صرح- سبحانه- بغناه عن كل عمل وعن كل عامل، وبأنه هو صاحب الرحمة الواسعة، والقدرة النافذة فقال: وَرَبُّكَ الْغَنِيُّ ذُو الرَّحْمَةِ.
أى: وربك يا محمد هو الغنى عن جميع خلقه من كل الوجوه، وهم الفقراء إليه في جميع أحوالهم، وهو وحده صاحب الرحمة الواسعة العامة التي شملت جميع خلقه.
والجملة الكريمة تفيد الحصر. وقوله: وربك مبتدأ، والغنى خبره، وقوله ذُو الرَّحْمَةِ خبر بعد خبر. وجوز أن يكون هو الخبر و «الغنى» صفة لربك.
وفي هذه الجملة تنبيه إلى أن ما سبق ذكره من إرسال الرسل وغيره، ليس لنفعه- سبحانه-، بل لترحمه على العباد، وتمهيد لقوله بعد ذلك. إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَسْتَخْلِفْ مِنْ بَعْدِكُمْ ما يَشاءُ أى: أنه- سبحانه- إن يشأ إذهابكم أيها الناس بالإهلاك لفعل ذلك فهو قدير على كل شيء وعلى أن ينشئ بعد إذهابكم ما يشاء من الخلق الذين يعملون بطاعته، ولا يكونون أمثالكم.
والكاف في قوله: كَما أَنْشَأَكُمْ مِنْ ذُرِّيَّةِ قَوْمٍ آخَرِينَ في موضع نصب والمعنى: إن الله- تعالى- قادر على أن يستخلف من بعدكم ما يشاء استخلافه مثل ما أنشأكم من ذرية قوم آخرين. ونظيره قوله- تعالى- إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ أَيُّهَا النَّاسُ وَيَأْتِ بِآخَرِينَ وَكانَ اللَّهُ عَلى ذلِكَ قَدِيراً وقوله يا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَراءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ وَما ذلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ.
- البغوى : وَرَبُّكَ الْغَنِيُّ ذُو الرَّحْمَةِ ۚ إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَسْتَخْلِفْ مِن بَعْدِكُم مَّا يَشَاءُ كَمَا أَنشَأَكُم مِّن ذُرِّيَّةِ قَوْمٍ آخَرِينَ
وربك الغني ) عن خلقه ، ( ذو الرحمة ) قال ابن عباس : ذو الرحمة بأوليائه وأهل طاعته ، وقال الكلبي : بخلقه ذو التجاوز . ( إن يشأ يذهبكم ) يهلككم ، وعيد لأهل مكة ، ( ويستخلف ) يخلق وينشئ ، ( من بعدكم ما يشاء ) خلقا غيركم أمثل وأطوع ، ( كما أنشأكم من ذرية قوم آخرين ) أي : آبائهم الماضين قرنا بعد قرن .
- ابن كثير : وَرَبُّكَ الْغَنِيُّ ذُو الرَّحْمَةِ ۚ إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَسْتَخْلِفْ مِن بَعْدِكُم مَّا يَشَاءُ كَمَا أَنشَأَكُم مِّن ذُرِّيَّةِ قَوْمٍ آخَرِينَ
يقول تعالى ) وربك ) يا محمد ) الغني ) أي : عن جميع خلقه من جميع الوجوه ، وهم الفقراء إليه في جميع أحوالهم ، ( ذو الرحمة ) أي : وهو مع ذلك رحيم بهم رءوف ، كما قال تعالى : ( إن الله بالناس لرءوف رحيم ) [ البقرة : 143 ] .
( إن يشأ يذهبكم ) أي : إذا خالفتم أمره ( ويستخلف من بعدكم ما يشاء ) أي : قوما آخرين ، أي : يعملون بطاعته ، ( كما أنشأكم من ذرية قوم آخرين ) أي : هو قادر على ذلك ، سهل عليه ، يسير لديه ، كما أذهب القرون الأول وأتى بالذي بعدها كذلك هو قادر على إذهاب هؤلاء والإتيان بآخرين ، كما قال تعالى : ( إن يشأ يذهبكم أيها الناس ويأت بآخرين وكان الله على ذلك قديرا ) [ النساء : 133 ] ، وقال تعالى : ( يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغني الحميد إن يشأ يذهبكم ويأت بخلق جديد وما ذلك على الله بعزيز ) [ فاطر : 15 - 17 ] ، وقال تعالى : ( والله الغني وأنتم الفقراء وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم ) [ محمد : 38 ] .
وقال محمد بن إسحاق ، عن يعقوب بن عتبة قال : سمعت أبان بن عثمان يقول في هذه الآية : ( كما أنشأكم من ذرية قوم آخرين ) الذرية : الأصل ، والذرية : النسل .
- القرطبى : وَرَبُّكَ الْغَنِيُّ ذُو الرَّحْمَةِ ۚ إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَسْتَخْلِفْ مِن بَعْدِكُم مَّا يَشَاءُ كَمَا أَنشَأَكُم مِّن ذُرِّيَّةِ قَوْمٍ آخَرِينَ
قوله تعالى وربك الغني ذو الرحمة إن يشأ يذهبكم ويستخلف من بعدكم ما يشاء كما أنشأكم من ذرية قوم آخرين
قوله تعالى وربك الغني أي عن خلقه وعن أعمالهم .
ذو الرحمة أي بأوليائه وأهل طاعته .
إن يشأ يذهبكم بالإماتة والاستئصال بالعذاب .
ويستخلف من بعدكم ما يشاء أي خلقا آخر أمثل منكم وأطوع .
كما أنشأكم من ذرية قوم آخرين والكاف في موضع نصب ، أي يستخلف من بعدكم ما يشاء استخلافا مثل ما أنشأكم ، ونظيره إن يشأ يذهبكم أيها الناس ويأت بآخرين و إن تتولوا يستبدل قوما غيركم . فالمعنى : يبدل غيركم مكانكم ، كما تقول : أعطيتك من دينارك ثوبا .
- الطبرى : وَرَبُّكَ الْغَنِيُّ ذُو الرَّحْمَةِ ۚ إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَسْتَخْلِفْ مِن بَعْدِكُم مَّا يَشَاءُ كَمَا أَنشَأَكُم مِّن ذُرِّيَّةِ قَوْمٍ آخَرِينَ
القول في تأويل قوله : وَرَبُّكَ الْغَنِيُّ ذُو الرَّحْمَةِ إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَسْتَخْلِفْ مِنْ بَعْدِكُمْ مَا يَشَاءُ كَمَا أَنْشَأَكُمْ مِنْ ذُرِّيَّةِ قَوْمٍ آخَرِينَ (133)
قال أبو جعفر: يقول جل ثناؤه: " وربك "، يا محمد، الذي أمر عباده بما أمرهم به، ونهاهم عما نهاهم عنه، وأثابهم على الطاعة، وعاقبهم على المعصية=" الغني"، عن عباده الذين أمرهم بما أمر، ونهاهم عما نهى, وعن أعمالهم وعبادتهم إياه, وهم المحتاجون إليه, لأنه بيده حياتهم ومماتهم، وأرزاقهم وأقواتهم، ونفعهم وضرهم. (2) يقول عز ذكره: فلم أخلقهم، يا محمد، ولم آمرهم بما أمرتهم به، وأنههم عما نهيتهم عنه, لحاجةٍ لي إليهم، ولا إلى أعمالهم, ولكن لأتفضَّل عليهم برحمتي، وأثيبهم على إحسانهم إن أحسنوا, فإني ذو الرَّأفة والرحمة . (3)
* * *
وأما قوله: (إن يشأ يذهبكم ويستخلف من بعدكم ما يشاء)، فإنه يقول: إن يشأ ربُّك، يا محمد، الذي خلق خلقه لغير حاجة منه إليهم وإلى طاعتهم إياه =(يذهبكم)، يقول: يهلك خلقه هؤلاء الذين خلقهم من ولد آدم (4) =(ويستخلف من بعدكم ما يشاء)، يقول: ويأت بخلق غيركم وأمم سواكم، يخلفونكم في الأرض ="
من بعدكم ", يعني: من بعد فنائكم وهلاككم =(كما أنشأكم من ذريَّة قوم آخرين)، كما أحدثكم وابتدعكم من بعد خلق آخرين كانوا قبلَكم .* * *
ومعنى "
مِنْ" في هذا الموضع التعقيب, كما يقال في الكلام: " أعطيتك من دينارك ثوبًا ", بمعنى: مكانَ الدينار ثوبًا, لا أن الثوب من الدينار بعضٌ, كذلك الذين خوطبوا بقوله: (كما أنشأكم)، لم يرد بإخبارهم هذا الخبر أنهم أنشئوا من أصلاب قوم آخرين, ولكن معنى ذلك ما ذكرنا من أنَّهم أنشئوا مكان خَلْقٍ خَلَف قوم آخرين قد هلكوا قبلهم .* * *
و "
الذرية "" الفُعْليّة "، من قول القائل: " ذرأ الله الخلق ", بمعنى خلقهم،" فهو يذرؤهم ", ثم ترك الهمزة فقيل: " ذرا الله ", ثم أخرج " الفُعْليّة " بغير همز، على مثال " العُبِّيَّة " . (5)* * *
وقد روي عن بعض المتقدمين أنه كان يقرأ: " مِنْ ذُرِّيئَةِ قَوْمٍ آخَرِينَ" على مثال " فُعِّيلة " . (6)
* * *
وعن آخر أنه كان يقرأ: " وَمِنْ ذِرِّيَّةِ"، على مثال " عِلِّيَّة " .
* * *
قال أبو جعفر: والقراءة التي عليها القرأة في الأمصار: (ذُرِّيَّةِ)، بضم الذال، وتشديد الياء، على مثال " عُبِّية " . (7)
* * *
وقد بينا اشتقاق ذلك فيما مضى قبل، بما أغنى عن إعادته ههنا . (8)
* * *
وأصل " الإنشاء "، الإحداث. يقال: " قد أنشأ فلان يحدِّث القوم ", بمعنى ابتدأ وأخذ فيه . (9)
-----------------------
الهوامش :
(2) انظر تفسير (( الغنى )) فيما سلف 5 : 521 ، 570 / 9 : 296 .
(3) انظر تفسير (( الرحمة )) فيما سلف من فهارس اللغة ( رحم ) .
(4) انظر تفسير (( الإذهاب )) فيما سلف 9 : 298 .
(5) في المطبوعة : (( العلية )) ، وهو خطأ ، لأن هذه بكسر العين . وفي المخطوطة : (( العلمه )) ، غير منقوطة ، واجتهدت قراءتها كذلك . وفي الحديث : (( إن الله وضع عنكم عبية الجاهلية وتعظمها بآبائها )) ، و (( العبية )) فخر الجاهلية وكبرها ونخوتها . يقال إنها من (( التعبية )) ، وقالوا بعضهم : هي (( فعولة )) ، وجائز أن تكون (( فعلية )) ، كما قال هذا القائل في (( ذرية )) ، وانظر مادة ( عبب ) في لسان العرب .
(6) كان في المخطوطة : (( من ذرية )) ، كما هي التلاوة السالفة ، ولكن ظاهر أن الذي في المطبوعة هو الصواب . لأن (( ذرية )) أصلها (( ذريئة )) ، من (( ذرأ الله الخلق )) ، فكان ينبغي أن تكون مهموزة ، فكثرت ، فأسقط الهمز ، وتركت العرب همزها . وانظر لسان العرب ( ذرأ ) .
(7) انظر التعليق السالف رقم : 1 ، وكان في المطبوعة هنا أيضًا (( علية )) ، ومثلها في المخطوطة ، والصواب الراجح ما أثبته .
(8) انظر تفسير (( الذرية )) فيما سلف 3 : 19 ، 73 / 5 : 543 / 6: 327 ، ولم يفسرها في هذه المواضع ، ثم فسرها في 6 : 362 / 8 : 19 / 11 : 507 .
(9) انظر تفسير (( الإنشاء )) فيما سلف : 11 : 263 ، 264 ، 562 .
- ابن عاشور : وَرَبُّكَ الْغَنِيُّ ذُو الرَّحْمَةِ ۚ إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَسْتَخْلِفْ مِن بَعْدِكُم مَّا يَشَاءُ كَمَا أَنشَأَكُم مِّن ذُرِّيَّةِ قَوْمٍ آخَرِينَ
{ وَرَبُّكَ الغنى ذُو الرحمة }.
عُطفْت جملة : { وربك الغني } على جملة : { وما ربُّك بغافل عمّا يعملون } [ الأنعام : 132 ] إخباراً عن علمه ورحمته على الخبر عن عمله ، وفي كلتا الجملتين وعيد ووعد ، وفي الجملة الثّانية كناية عن غناه تعالى عن إيمان المشركين وموالاتهم كما في قوله : { إن تكفروا فإنّ الله غنيّ عنكم } [ الزمر : 7 ] ، وكناية عن رحمته إذْ أمهل المشركين ولم يعجّل لهم العذاب ، كما قال : { وربُّك الغفور ذو الرّحمة لو يؤاخذهم بما كسبوا لعجّل لهم العذاب } في سورة الكهف ( 58 ).
وقوله : وربك } إظهار ، في مقام الإضمار ، ومقتضى الظاهر أن يقال : وهو الغنيّ ذو الرّحمة ، فخولف مقتضى الظاهر لما في اسم الربّ من دلالة على العناية بصلاح المربوب ، ولتكون الجملة مستقلّة بنفسها فتسير مسرى الأمثال والحِكَم ، وللتنويه بشأن النبي صلى الله عليه وسلم
والغنيّ : هو الّذي لا يحتاج إلى غيره ، والغنيّ الحقيقي هو الله تعالى لأنَّه لا يحتاج إلى غيره بحال ، وقد قال علماء الكلام : إنّ صفة الغِنَى الثّابتة لله تعالى يَشمل معناها وجوب الوجود ، لأنّ افتقار الممكن إلى الموجد المختارِ ، الّذي يرجح طَرف وجوده على طرف عدمه ، هو أشدّ الافتقار ، وأحسب أنّ معنى الغِنى لا يثبت في اللّغة للشّيء إلاّ باعتبار أنّه موجود فلا يشمل معْنى الغنى صفة الوجود في متعارف اللّغة . إلاّ أن يكون ذلك اصطلاحاً للمتكلّمين خاصّاً بمعنى الغِنى المطلق . وممّا يدلّ على ما قُلتهُ أنّ من أسمائه تعالى المغني ، ولم يُعتبر في معناه أنَّه موجد الموجودات . وتقدّم الكلام على معنى الغنيّ عند قوله تعالى : { إن يكن غنياً أو فقيراً } في سورة النّساء ( 135 ).
وتعريف المسند باللاّم مقتض تخصيصه بالمسند إليه ، أي قصر الغنى على الله ، وهو قصرٌ ادّعائي باعتبار أنّ غنى غير الله تعالى لمّا كان غنى ناقصاً نُزّل منزلة العدم ، أي ربّك الغنيّ لا غيره ، وغناه تعالى حقيقي . وذكر وصف الغنيّ هنا تمهيد للحكم الوارد عقبه ، وهو : إن يشأ يذهبكم } فهو من تقديم الدّليل بين يدي الدّعوى ، تذكيراً بتقريب حصول الجزم بالدّعوى .
و { ذو الرحمة } خبر ثان . وعدل عن أن يوصف بوصف الرّحيم إلى وصفه بأنّه : { ذو الرحمة } : لأنّ الغنيّ وصف ذاتي لله لا ينتفع الخلائق إلاّ بلوازم ذلك الوصف ، وهي جوده عليهم ، لأنَّه لا ينقص شيئاً من غناه ، بخلاف صفة الرّحمة فإنّ تعلّقها ينفع الخلائق ، فأوثرت بكلمة { ذو } لأنّ { ذو } كلمة يتوصّل بها إلى الوصف بالأجناس ، ومعناها صاحب ، وهي تشعر بقوّة أو وفرة ما تضاف إليه ، فلا يقال ذو إنصاف إلاّ لمن كان قوي الإنصاف ، ولا يقال ذُو مال لمن عنده مال قليل ، والمقصُود من الوصف بذي الرّحمة ، هنا تمهيد لمعنى الإمهال الّذي في قوله : { إن يشأ يذهبكم } ، أي فلا يقولنّ أحد لماذا لم يُذهب هؤلاء المكذّبين ، أي أنَّه لرحمته أمهلهم إعذاراً لهم .
{ إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَسْتَخْلِفْ مِن بَعْدِكُم مَّا يَشَآءُ كَمَآ أَنشَأَكُمْ مِّن ذُرِّيَّةِ قَوْمٍ ءَاخَرِينَ }.
استئناف لتهديد المشركين الّذين كانوا يكذّبون الإنذار بعذاب الإهلاك ، فيقولون : { متى هذا الفتح إن كنتم صادقين } [ السجدة : 28 ] وذلك ما يؤذن به قوله عقبه : { إنَّ مَا توعدون لآتتٍ وما أنتم بمعجزين } [ الأنعام : 134 ].
فالخطاب يجوز أن يكون للنبيء صلى الله عليه وسلم والمقصود منه التعريض بمن يغفل عن ذلك من المشركين ، ويجوز أن يكون إقبالاً على خطاب المشركين فيكون تهديداً صريحاً .
والمعنى : إن يشأ الله يعجّل بإفنائكم ويستخلفْ من بعدكم من يشاءُ ممّن يؤمن به كما قال : { وإن تَتَوَلَّوْا يستبدِلْ قوما غيرَكم ثمّ لا يَكونوا أمثالكم } [ محمد : 38 ] أي فما إمهاله إيَّاكم إلاّ لأنَّه الغنيّ ذو الرّحمة . وجملة الشّرط وجوابه خبرٌ ثالث عن المبتدأ . ومفعول : { يشأ } محذوف على طريقته المألوفة في حذف مفعول المشيئة .
والإذهاب مجاز في الإعدام كقوله : { وإنَّا على ذهاب به لقادرون } [ المؤمنون : 18 ].
والاستخلاف : جعل الخَلف عن الشّيء ، والخَلَف : العوض عن شيء فائت ، فالسّين والتّاء فيه للتّأكيد ، و { مَا } موصولة عامّة ، أي : ما يشاء من مؤمنين أو كافرين على ما تقتضيه حكمته ، وهذا تعريض بالاستئصال لأنّ ظاهر الضّمير يفيد العموم .
والتّشبيه في قوله : { كما أنشأكم من ذرية قوم آخرين } تشبيه في إنشاء موجودات بعد موجودات أخرى ، لا في كون المنشَئات مُخرجة من بقايا المعدومات ، ويجوز أن يكون التّشبيه في إنشاء موجودات من بقايا معدومات كما أنشأ البشر نشأة ثانية من ذرّية من أنجاهم الله في السّفينة مع نوح عليه السّلام ، فيكون الكلام تعريضاً بإهلاك المشركين ونجاة المؤمنين من العذاب .
وكاف التّشبيه في محلّ نصب نيابة عن المفعول المطلق ، لأنَّها وصف لمحذوف تقديره : استخلافاً كما أنشأكم ، فإنّ الإنشاء يصف كيفية الاستخلاف . و { مِنْ } ابتدائية ، ومعنى الذرّية واشتقاقها تقدّم عند قوله تعالى : { قال ومن ذريتي } في سورة البقرة ( 124 ).
ووصف قوم } ب { آخرين } للدّلالة على المغايرة ، أي قوم ليسوا من قبائل العرب ، وذلك تنبيه على عظيم قدرة الله تعالى أن ينشيء أقواماً من أقوام يخالفونهم في اللّغة والعوائد والمواطن ، وهذا كناية عن تباعد العصور ، وتسلسل المنشآت لأنّ الاختلاف بين الأصول والفروع لا يحدث إلاّ في أزمنة بعيدة ، فشتّان بين أحوال قوم نوح وبين أحوال العرب المخاطَبين ، وبين ذلك قرون مختلفة متباعدة .
- إعراب القرآن : وَرَبُّكَ الْغَنِيُّ ذُو الرَّحْمَةِ ۚ إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَسْتَخْلِفْ مِن بَعْدِكُم مَّا يَشَاءُ كَمَا أَنشَأَكُم مِّن ذُرِّيَّةِ قَوْمٍ آخَرِينَ
«وَرَبُّكَ» الواو استئنافية ، ربك مبتدأ. «الْغَنِيُّ» صفة أولى. «ذُو» صفة ثانية مرفوعة بالواو لأنها من الأسماء الخمسة. «الرَّحْمَةِ» مضاف إليه. «إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ» إن حرف شرط جازم ويشأ فعل الشرط ويذهبكم جوابه والجملة في محل رفع خبر المبتدأ. ويجوز أن يكون الغني خبر أول. ذو خبر ثان والجملة خبر ثالث. «وَيَسْتَخْلِفْ» الجملة معطوفة «مِنْ بَعْدِكُمْ» متعلقان بالفعل قبلهما «ما يَشاءُ» ما اسم موصول في محل نصب مفعول به والجملة معطوفة وجملة يشاء صلة الموصول لا محل لها. «كَما أَنْشَأَكُمْ»
الكاف حرف جر. ما مصدرية والمصدر المؤول من ما والفعل بعدها في محل جر بحرف الجر والجار والمجرور متعلقان بمحذوف نعت لمصدر محذوف. «مِنْ ذُرِّيَّةِ» متعلقان بالفعل «قَوْمٍ» مضاف إليه «آخَرِينَ» صفة مجرورة بالياء لأنها جمع مذكر سالم.
- English - Sahih International : And your Lord is the Free of need the possessor of mercy If He wills he can do away with you and give succession after you to whomever He wills just as He produced you from the descendants of another people
- English - Tafheem -Maududi : وَرَبُّكَ الْغَنِيُّ ذُو الرَّحْمَةِ ۚ إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَسْتَخْلِفْ مِن بَعْدِكُم مَّا يَشَاءُ كَمَا أَنشَأَكُم مِّن ذُرِّيَّةِ قَوْمٍ آخَرِينَ(6:133) Your Lord is Self-Sufficient, full of compassion. *101 If He wills, He can put you away and cause whomever He wills to succeed you just as He has produced you from the seed of another people.
- Français - Hamidullah : Ton Seigneur est le Suffisant à Soi-même le Détenteur de la miséricorde S'Il voulait Il vous ferait périr et mettrait à votre place qui Il veut de même qu'Il vous a créés d'une descendance d'un autre peuple
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Und dein Herr ist der Unbedürftige voll der Barmherzigkeit Wenn Er will läßt Er euch vergehen und nach euch folgen was Er will so wie Er euch aus der Nachkommenschaft anderer Leute entstehen ließ
- Spanish - Cortes : Tu Señor es Quien Se basta a Sí mismo el Dueño de la misericordia Si quisiera os retiraría y os sustituiría por quien Él quisiera igual que os ha suscitado a vosotros de la descendencia de otra gente
- Português - El Hayek : Teu Senhor é na Sua Opulência Misericordiosíssimo; e se Ele quisesse farvosia desaparecer e vos suplantaria poroutros tal como vos criou das gerações de outros povos
- Россию - Кулиев : Господь твой богат и обладает милостью Если Он пожелает то уничтожит вас и сделает вашими преемниками кого пожелает подобно тому как Он сотворил вас из потомства других людей
- Кулиев -ас-Саади : وَرَبُّكَ الْغَنِيُّ ذُو الرَّحْمَةِ ۚ إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَسْتَخْلِفْ مِن بَعْدِكُم مَّا يَشَاءُ كَمَا أَنشَأَكُم مِّن ذُرِّيَّةِ قَوْمٍ آخَرِينَ
Господь твой богат и обладает милостью. Если Он пожелает, то уничтожит вас и сделает вашими преемниками, кого пожелает, подобно тому, как Он сотворил вас из потомства других людей.- Turkish - Diyanet Isleri : Rabbin müstağni ve rahmet sahibidir Dilerse sizi başka bir milletin soyundan getirdiği gibi sizi yok eder dilediğini yerinize getirir
- Italiano - Piccardo : Il tuo Signore è Colui Che basta a Se stesso è il Detentore della misericordia Se volesse vi distruggerebbe e vi sostituirebbe come Lui vuole così come vi ha fatti discendere dalla posterità di un altro popolo
- كوردى - برهان محمد أمين : پهروهردگاری تۆ زۆر دهوڵهمهندو بێ نیازه ههروهها خاوهنی سۆزو میهرهبانیشه ئهگهر بیهوێت ئهوه ئێوه لادهبات و لهناوتان دهبات ههرچی و ههر کهسیشی مهبهست بێت دوای ئێوه جێنشینی دهکات ههر وهکو ئێوهی له نهوهی کهسانێکی تر هێنایه کایهوه
- اردو - جالندربرى : اور تمہارا پروردگار بےپروا اور صاحب رحمت ہے اگر چاہے تو اے بندوں تمہیں نابود کر دے اور تمہارے بعد جن لوگوں کو چاہے تمہارا جانشین بنا دے جیسا تم کو بھی دوسرے لوگوں کی نسل سے پیدا کیا ہے
- Bosanski - Korkut : Gospodar tvoj je neovisan i pun milosti Ako hoće vas će ukloniti i poslije vas one koje On hoće dovesti kao što je od potomstva drugih naroda vas stvorio
- Swedish - Bernström : Din Herre är Den som är sig själv nog all nåds och barmhärtighets källa Om det är Hans vilja skall Han låta er gå under och i ert ställe sätta dem Han vill liksom Han lät er stiga fram som avkomlingar av tidigare släkten
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Dan Tuhanmu Maha Kaya lagi mempunyai rahmat Jika Dia menghendaki niscaya Dia memusnahkan kamu dan menggantimu dengan siapa yang dikehendakiNya setelah kamu musnah sebagaimana Dia telah menjadikan kamu dari keturunan orangorang lain
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : وَرَبُّكَ الْغَنِيُّ ذُو الرَّحْمَةِ ۚ إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَسْتَخْلِفْ مِن بَعْدِكُم مَّا يَشَاءُ كَمَا أَنشَأَكُم مِّن ذُرِّيَّةِ قَوْمٍ آخَرِينَ
(Dan Tuhanmu Maha Kaya) tidak membutuhkan makhluk-Nya dan juga tidak membutuhkan ibadah mereka (lagi mempunyai rahmat. Jika Dia menghendaki niscaya Dia memusnahkan kamu) hai penduduk Mekah yakni membinasakan kalian (dan menggantimu dengan siapa yang dikehendaki-Nya setelah kamu musnah) di antara makhluk-Nya (sebagaimana Dia telah menjadikan kamu dari keturunan orang-orang lain) yang telah Dia memusnahkan akan tetapi Dia tetap membiarkan kamu sebagai rahmat atas kamu sekalian.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : আপনার প্রতিপালক অমুখাপেক্ষী করুণাময়। তিনি ইচ্ছা করলে তোমাদের সবাইকে উচ্ছেদ করে দিবেন এবং তোমাদের পর যাকে ইচ্ছা তোমাদের স্থলে অভিষিক্ত করবেন; যেমন তোমাদেরকে অন্য এক সম্প্রদায়ের বংশধর থেকে সৃষ্টি করেছেন।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : உம் இறைவன் தேவைகளற்றவன்; மிக்க கருணையுடையவன் அவன் நாடினால் உங்களைபோக்கி உங்களுக்கு பிறகு உங்களை அவன் இதர மக்களின் சந்ததியிலிருந்து உற்பத்தி செய்தது போன்றே தான் நாடியவரை உங்களுக்கு பதிலாக ஆக்கி விடுவான்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : และพระเจ้าของเจ้านั้นคือผู้ทรงมั่งมี ผู้ทรงเอ็นดูเมตตา หากพระองค์ทรงประสงค์พระองค์ก็จะทรงให้พวกเจ้าหมดสิ้นไป และจะทรงให้สืบ แทนจากพวกเจ้า ตามที่พระองค์ทรงประสงค์ดังที่ได้ทรงบังเกิดพวกเจ้ามาจากลูหลานของกลุ่มชนอื่น
- Uzbek - Мухаммад Содик : Ва Роббинг беҳожат ва раҳмат соҳиби бўлган зотдир Агар хоҳласа худди сизларни бошқа қавмлар зурриётидан пайдо қилганидек сизларни кетказиб ортингиздан нимани хоҳласа ўринбосар қилиб келтирадир Аллоҳ таоло раҳмат соҳиби бўлган зот Одамларнинг бу дунёда юришларининг ўзи ҳам Аллоҳнинг раҳматидан У Ўз раҳматини Ўзи хоҳлаган бандаларига беради Ҳозирги пайтда яшаб турган одамларни аввал ўтган кишилар зурриётидан пайдо қилганлиги ҳам ҳаммага маълум Яъни Аллоҳ Ўзи хоҳлаб шундай қилган Бандаларга ҳожатмандлигидан эмас Шунингдек ҳозирги авлод одамларига ҳам ҳеч қандай ҳожати йўқдир Агар Аллоҳ хоҳласа бу авлодни ҳам кўтариб йўқ қилиб ўрнига Ўзи хоҳлаган нарсани келтира олади Демак Аллоҳ бандаларга эмас бандалар Аллоҳга ҳожатманддирлар Улар ўзларининг дунёга келишларида Аллоҳга ҳожатманд бўлганлари каби бу дунёда яшашларида ҳам ҳар лаҳзада ҳар нарсада ҳожатманддирлар Аллоҳ эса Ўз раҳмати ила уларнинг ҳожатларини раво қилади Аллоҳнинг бандаларига нисбатан раҳматининг энг юқори чўққиси уларга Пайғамбарлари орқали дин–шариат юбориши Динга юрмаганлар ўша олий мақом неъматдан юз ўгирганлар бўладилар Ўзларига ёмонлик қиладилар Қиёматда ҳоллари ёмон бўлади
- 中国语文 - Ma Jian : 你的主是自足的,是仁慈的。如果他意欲,他就使你们消逝,而以他所意欲的人继承你们,犹如从别的民族的后裔中使你们兴起一样。
- Melayu - Basmeih : Dan Tuhanmu Maha Kaya lagi Melimpahlimpah rahmatNya Jika Ia kehendaki nescaya Ia binasakan kamu dan menggantikan sesudah binasanya kamu dengan sesiapa yang dikehendakiNya sebagaimana Ia telah menjadikan kamu dari keturunan kaum yang lain
- Somali - Abduh : Eebhaaana waa Hodan Naxriis badan Hadduu Doono wuu idin Baabi'in idinkuna Bedali Gadaashiin Ciduu Doono siduu iddinka Abuuray Faracii Qoom kale
- Hausa - Gumi : Kuma Ubangijinika Wadãtacce ne Ma'abũcin rahama Idan Yã so zai tafi da ku kuma Ya musanya daga bãyanku abin da Yake so kamar yadda Ya ƙãga halittarku daga zũriyar wasu mutãne na dabam
- Swahili - Al-Barwani : Na Mola wako Mlezi ndiye Mkwasi Mwenye rehema Akipenda atakuondoeni na awaweke wengine awapendao badala yenu kama vile alivyo kutoeni kutokana na uzazi wa watu wengine
- Shqiptar - Efendi Nahi : Zoti yt është i pasur dhe i mëshirshëm Nëse don ju zhdukë dhe sjellë pas jush çka të dojë ashtu si ju ka krijuar nga pasardhësit e popujve të tjerë
- فارسى - آیتی : و پروردگار تو بىنياز و مهربان است. و همچنان كه شما را از نسل مردمان ديگر بيافريده است، اگر بخواهد، شما را مىبرد و پس از شما، هر چه را كه بخواهد، جانشينتان مىسازد.
- tajeki - Оятӣ : Ва Парвардигори ту бениёзу меҳрубон аст. Ва ҳамчунон ки шуморо аз насли мардумони дигар биёфарида аст, агар бихоҳад, шуморо мебарад ва пас аз шумо ҳар чиро, ки бихоҳад, ҷонишинатон месозад.
- Uyghur - محمد صالح : پەرۋەردىگارىڭ (خالايىقتىن ۋە ئۇلارنىڭ ئىبادەتلىرىدىن) بىھاجەتتۇر، رەھمەت ئىگىسىدۇر. ئەگەر ئۇ خالىسا، سىلەرنى ھالاك قىلىپ، سىلەرنى باشقا بىر قەۋمنىڭ ئەۋلادىدىن پەيدا قىلغاندەك، سىلەرنىڭ ئورنۇڭلارغا ئۆزى خالىغان (ئىتائەتمەن) باشقا بىر قەۋمنى قويىدۇ
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : നിന്റെ നാഥന് സ്വയംപര്യാപ്തനാണ്. ഏറെ ദയാപരനും. അവനിച്ഛിക്കുന്നുവെങ്കില് നിങ്ങളെ നീക്കംചെയ്യുകയും നിങ്ങള്ക്കുശേഷം താനിച്ഛിക്കുന്നവരെ പകരം കൊണ്ടുവരികയും ചെയ്യും. മറ്റൊരു ജനതയുടെ വംശപരമ്പരയില്നിന്ന് നിങ്ങളെ അവന് ഉയര്ത്തിക്കൊണ്ടുവന്നപോലെ.
- عربى - التفسير الميسر : وربك ايها الرسول الذي امر الناس بعبادته هو الغني وحده وكل خلقه محتاجون اليه وهو سبحانه ذو الرحمه الواسعه لو اراد لاهلككم واوجد قوما غيركم يخلفونكم من بعد فنائكم ويعملون بطاعته تعالى كما اوجدكم من نسل قوم اخرين كانوا قبلكم
*101). The Qur'anic statement: 'Your Lord is Self-Sufficient' signifies that God is in need of nothing from anyone, that none of His interests will be jeopardized by disobedience to Him, and that no benefit will accrue to Him from obedience. Even if all human beings became disobedient, God's dominion will not shrink. Nor will His dominion expand if everybody were to become obedient and serve and worship Him as they ought to. God is dependent neither upon their show of veneration nor upon their offerings. He lavishes His limitless treasures on human beings and seeks nothing in return.
The other statement, namely that 'Your Lord is full of compassion', has been made here to emphasize two things. First, that when God urges human beings to follow the Right Way, and asks them not to do anything in conflict with Ultimate Reality, He does not do so because their good behaviour benefits Him or their misconduct harms Him. He does so because good conduct is beneficial to man himself, as evil conduct is harmful to him. Hence it is out of sheer benevolence that God urges man to develop righteous conduct, for it will raise him to great heights, and He urges him to avoid evil conduct because it will lead to his own degradation. Second, that God is not unduly stern in judging man. He gets no pleasure from punishing people. He is not on the look-out for slight lapses for which to convict and persecute people. God is highly compassionate towards all His creatures and governs with utmost mercy and benevolence, and the same characterizes His dealings with human beings as well. Hence, He constantly forgives the sins of people. Many disobey, indulge in sins, commit crimes, disregard God's commands, even though they are nourished by the sustenance He provides. God, nevertheless, continually treats them with forbearance and forgives them. Again and again, He grants them respite in order that they may take heed, understand things properly and reform themselves. Had He been excessively stern, He could even have obliterated them instantly and raised up another people. He could have put an end to humanity and brought into being an altogether different species of creation.