- عربي - نصوص الآيات عثماني : قُلْ يَٰقَوْمِ ٱعْمَلُواْ عَلَىٰ مَكَانَتِكُمْ إِنِّى عَامِلٌ ۖ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَن تَكُونُ لَهُۥ عَٰقِبَةُ ٱلدَّارِ ۗ إِنَّهُۥ لَا يُفْلِحُ ٱلظَّٰلِمُونَ
- عربى - نصوص الآيات : قل يا قوم اعملوا على مكانتكم إني عامل ۖ فسوف تعلمون من تكون له عاقبة الدار ۗ إنه لا يفلح الظالمون
- عربى - التفسير الميسر : قل -أيها الرسول-: يا قوم اعملوا على طريقتكم فإني عامل على طريقتي التي شرعها لي ربي جل وعلا فسوف تعلمون -عند حلول النقمة بكم- مَنِ الذي تكون له العاقبة الحسنة؟ إنه لا يفوز برضوان الله تعالى والجنة مَن تجاوز حده وظلم، فأشرك مع الله غيره.
- السعدى : قُلْ يَا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلَىٰ مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ ۖ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَن تَكُونُ لَهُ عَاقِبَةُ الدَّارِ ۗ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ
{ قُلْ } يا أيها الرسول لقومك إذا دعوتهم إلى الله، وبينت لهم ما لهم وما عليهم من حقوقه، فامتنعوا من الانقياد لأمره، واتبعوا أهواءهم، واستمروا على شركهم: { يَا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ } أي: على حالتكم التي أنتم عليها، ورضيتموها لأنفسكم. { إِنِّي عَامِلٌ } على أمر الله، ومتبع لمراضي الله. { فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ تَكُونُ لَهُ عَاقِبَةُ الدَّارِ } أنا أو أنتم، وهذا من الإنصاف بموضع عظيم، حيث بيَّن الأعمال وعامليها، وجعل الجزاء مقرونا بنظر البصير، ضاربا فيه صفحا عن التصريح الذي يغني عنه التلويح. وقد علم أن العاقبة الحسنة في الدنيا والآخرة للمتقين، وأن المؤمنين لهم عقبى الدار، وأن كل معرض عما جاءت به الرسل، عاقبته سوء وشر، ولهذا قال: { إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ } فكل ظالم، وإن تمتع في الدنيا بما تمتع به، فنهايته [فيه] الاضمحلال والتلف "إن الله ليملي للظالم، حتى إذا أخذه لم يفلته"
- الوسيط لطنطاوي : قُلْ يَا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلَىٰ مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ ۖ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَن تَكُونُ لَهُ عَاقِبَةُ الدَّارِ ۗ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ
ثم أمر الله- تعالى- نبيه صلى الله عليه وسلم أن ينفض يده من هؤلاء المشركين، وإن يتركهم لأنفسهم. وأن ينذرهم بسوء العاقبة إذا ما استمروا في كفرهم فقال- تعالى- قُلْ يا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلى مَكانَتِكُمْ إِنِّي عامِلٌ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ. مَنْ تَكُونُ لَهُ عاقِبَةُ الدَّارِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ.
أى: قل يا محمد لهؤلاء المصرين على كفرهم اعملوا على غاية تمكنكم من أمركم، وأقصى استطاعتكم. مصدر مكن- ككرم- مكانة، إذا تمكن أبلغ التمكن وأقواه، أو المعنى اعملوا على جهتكم واثبتوا على كفركم وحالتكم التي أنتم عليها من قولهم. مكان ومكانة كمقام ومقامة.
قال الزمخشري: يقال للرجل إذا أمر أن يثبت على حالة: مكانك يا فلان أى: أثبت على ما أنت عليه لا تنحرف عنه.
والأمر للتهديد والوعيد، وإظهار ما هو عليه صلى الله عليه وسلم في غاية التصلب في الدين، ونهاية الوثوق بأمره، وعدم المبالاة بأعدائه أصلا.
وقوله إِنِّي عامِلٌ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ أى: إنى عامل على مكانتى، ثابت على الإسلام لا أتزحزح عن الدعوة إليه، فسوف تعلمون بعد حين من تكون له العاقبة الحسنى في هذه الدنيا.
وقوله: فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ بجانب إفادته للإنذار، فيه إنصاف في المقال، وحسن أدب في الخطاب، حيث لم يقل- مثلا- العاقبة لنا، وإنما فوض الأمر إلى الله، فهو كقوله- تعالى- وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلى هُدىً أَوْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ وفيه تنبيه على وثوق المنذر بأنه على الحق.
قال الجمل- وسوف لتأكيد مضمون الجملة، وهذه الجملة. تعليل لما قبلها والعلم عرفان، ومن استفهامية معلقة لفعل العلم محلها الرفع على الابتداء وخبرها جملة تكون، وهي مع خبرها في محل نصب لسدها مسد مفعول تعلمون. أى: فسوف تعلمون أينا تكون له العاقبة الحسنى التي خلق الله هذه الدار لها، ويجوز أن تكون موصولة فيكون محلها النصب على أنها مفعول لتعلمون. أى: فسوف تعلمون الذي له عاقبة الدار» .
ثم ختمت الآية بقوله- تعالى- إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ أى: لن يظفروا بمطلوبهم بسبب ظلمهم، وقيل المراد بالظلم هنا الكفر، ووضع الظلم موضع الكفر، إيذانا بأن امتناع الفلاح يترتب على أى فرد كان من أفراد الظلم، فما ظنك بالكفر الذي هو أعظم أفراده.
قال ابن كثير، وقد أنجز الله موعوده لرسوله صلى الله عليه وسلم فمكن له في البلاد، وحكمه في نواصي مخالفيه من العباد، وفتح له مكة، وأظهره على من كذبه من قومه، واستقر أمره على سائر جزيرة العرب.، وكل ذلك في حياته، ثم فتحت الأقاليم والأمصار بعد وفاته. قال- تعالى- إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهادُ .
ثم تبدأ السورة بعد ذلك حديثا مستفيضا عن أوهام المشركين وجهالاتهم التي تتعلق بمآكلهم، ومشاربهم، ونذورهم، وذبائحهم، وعاداتهم البالية، وتقاليدهم الموروثة، فتناقشهم في كل ذلك مناقشة منطقية حكيمة، وترد عليهم فيما أحلوه وحرموه بدون علم ولا هدى ولا كتاب منير، وترشدهم إلى الطريق السليم الذي من الواجب عليهم أن يسلكوه. استمع إلى سورة الأنعام وهي تحكى كل ذلك في بضع عشرة آية بأسلوبها البليغ المؤثر فتقول:
- البغوى : قُلْ يَا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلَىٰ مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ ۖ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَن تَكُونُ لَهُ عَاقِبَةُ الدَّارِ ۗ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ
( قل ) يا محمد ( يا قوم اعملوا على مكانتكم ) قرأ أبو بكر عن عاصم ( مكاناتكم ) بالجمع حيث كان أي : على تمكنكم ، قال عطاء : على حالاتكم التي أنتم عليها . قال الزجاج : اعملوا على ما أنتم عليه . يقال للرجل إذا أمر أن يثبت على حالة : على مكانتك يا فلان ، أي : اثبت على ما أنت عليه ، وهذا أمر وعيد على المبالغة يقول : قل لهم : اعملوا على ما أنتم عاملون ، ( إني عامل ) ما أمرني به ربي - عز وجل - ، ( فسوف تعلمون من تكون له عاقبة الدار ) أي : الجنة ، قرأ حمزة والكسائي : يكون بالياء هنا وفي القصص ، وقرأ الآخرون بالتاء لتأنيث العاقبة ، ( إنه لا يفلح الظالمون ) قال ابن عباس : معناه لا يسعد من كفر بي وأشرك . قال الضحاك : لا يفوز .
- ابن كثير : قُلْ يَا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلَىٰ مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ ۖ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَن تَكُونُ لَهُ عَاقِبَةُ الدَّارِ ۗ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ
وقوله تعالى : ( قل يا قوم اعملوا على مكانتكم إني عامل فسوف تعلمون ) هذا تهديد شديد ، ووعيد أكيد ، أي : استمروا على طريقكم وناحيتكم إن كنتم تظنون أنكم على هدى ، فأنا مستمر على طريقتي ومنهجي ، كما قال تعالى : ( وقل للذين لا يؤمنون اعملوا على مكانتكم إنا عاملون وانتظروا إنا منتظرون ) [ هود : 121 ، 122 ] .
قال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس : ( على مكانتكم ) أي : ناحيتكم .
( فسوف تعلمون من تكون له عاقبة الدار إنه لا يفلح الظالمون ) أي : أتكون لي أو لكم وقد أنجز موعده له ، صلوات الله عليه ، فإنه تعالى مكن له في البلاد ، وحكمه في نواصي مخالفيه من العباد ، وفتح له مكة ، وأظهره على من كذبه من قومه وعاداه وناوأه ، واستقر أمره على سائر جزيرة العرب ، وكذلك اليمن والبحرين ، وكل ذلك في حياته . ثم فتحت الأمصار والأقاليم والرساتيق بعد وفاته في أيام خلفائه ، رضي الله عنهم أجمعين ، كما قال الله تعالى : ( كتب الله لأغلبن أنا ورسلي ) [ المجادلة : 20 ] ، وقال ( إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد يوم لا ينفع الظالمين معذرتهم ولهم اللعنة ولهم سوء الدار ) [ غافر : 51 ، 52 ] ، وقال تعالى : ( ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون ) [ الأنبياء : 105 ] ، وقال تعالى إخبارا عن رسله : ( فأوحى إليهم ربهم لنهلكن الظالمين ولنسكننكم الأرض من بعدهم ذلك لمن خاف مقامي وخاف وعيد ) [ إبراهيم : 13 ، 14 ] ، وقال تعالى : ( وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا ) الآية [ النور : 55 ] ، وقد فعل الله تعالى ذلك بهذه الأمة ، وله الحمد والمنة أولا وآخرا ، باطنا وظاهرا .
- القرطبى : قُلْ يَا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلَىٰ مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ ۖ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَن تَكُونُ لَهُ عَاقِبَةُ الدَّارِ ۗ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ
قوله تعالى قل يا قوم اعملوا على مكانتكم إني عامل فسوف تعلمون من تكون له عاقبة الدار إنه لا يفلح الظالمون
قوله تعالى قل ياقوم اعملوا على مكانتكم وقرأ أبو بكر بالجمع " مكاناتكم " . والمكانة الطريقة . والمعنى اثبتوا على ما أنتم عليه فأنا أثبت على ما أنا عليه . فإن قيل : كيف يجوز أن يؤمروا بالثبات على ما هم عليه وهم كفار . فالجواب أن هذا تهديد ; كما قال عز وجل : فليضحكوا قليلا وليبكوا كثيرا . ودل عليه فسوف تعلمون من تكون له عاقبة الدار أي العاقبة المحمودة التي يحمد صاحبها عليها ، أي من له النصر في دار الإسلام ، ومن له وراثة الأرض ، ومن له الدار الآخرة ، أي الجنة . قال الزجاج : مكانتكم تمكنكم في الدنيا . ابن عباس والحسن والنخعي : على ناحيتكم . القتبي : على موضعكم .
إني عامل على مكانتي ، فحذف لدلالة الحال عليه .
و ( من ) من قوله من تكون له عاقبة الدار في موضع نصب بمعنى الذي ; لوقوع العلم عليه . ويجوز أن تكون في موضع رفع ; لأن الاستفهام لا يعمل فيه ما قبله فيكون الفعل معلقا . أي تعلمون أينا تكون له عاقبة الدار ; كقوله : لنعلم أي الحزبين أحصى وقرأ حمزة والكسائي ( من يكون ) بالياء .
- الطبرى : قُلْ يَا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلَىٰ مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ ۖ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَن تَكُونُ لَهُ عَاقِبَةُ الدَّارِ ۗ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ
القول في تأويل قوله : قُلْ يَا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ
قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: " قل "، يا محمد، لقومك من قريش الذين يجعلون مع الله إلها آخر=: (اعملوا على مكانتكم)، يقول: اعملوا على حِيالكم وناحيتكم . كما:-
13898- حدثني علي بن داود قال، حدثنا عبد الله بن صالح قال، حدثني معاوية بن صالح, عن علي بن أبي طلحة, عن ابن عباس: (يا قوم اعملوا على مكانتكم)، يعني: على ناحيتكم .
* * *
يقال منه: " هو يعمل على مكانته، ومَكِينته " .
* * *
وقرأ ذلك بعض الكوفيين: " عَلَى مَكَانَاتِكُمْ"، على جمع " المكانة ".
* * *
قال أبو جعفر: والذي عليه قرأة الأمصار: (عَلَى مَكَانَتِكُمْ)، على التوحيد .
* * *
=(إني عامل)، يقول جل ثناؤه، لنبيه: قل لهم: اعملوا ما أنتم عاملون, فإني عامل ما أنا عامله مما أمرني به ربي =(فسوف تعلمون)، يقول: فسوف تعلمون عند نـزول نقمة الله بكم, أيُّنا كان المحقّ في عمله، والمصيب سبيلَ الرشاد, أنا أم أنتم.
وقوله تعالى ذكره لنبيه: قل لقومك: (يا قوم اعملوا على مكانتكم)، أمرٌ منه له بوعيدهم وتهدّدهم, لا إطلاقٌ لهم في عمل ما أرادُوا من معاصي الله .
* * *
القول في تأويل قوله : مَنْ تَكُونُ لَهُ عَاقِبَةُ الدَّارِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ (135)
قال أبو جعفر: يعني بقوله جل ثناؤه: (من تكون له عاقبة الدار)، فسوف تعلمون، أيها الكفرة بالله، عند معاينتكم العذابَ, مَن الذي تكون له عاقبة الدار منا ومنكم. (10) يقول: من الذي تُعْقبه دنياه ما هو خير له منها أو شر منها، (11) بما قدَّم فيها من صالح أعماله أو سَيّئها .
ثم ابتدأ الخبر جل ثناؤه فقال: (إنه لا يفلح الظالمون)، يقول: إنه لا ينجح ولا يفوز بحاجته عند الله مَنْ عمل بخلاف ما أمره الله به من العمل في الدنيا (12) = وذلك معنى: " ظلم الظالم "، في هذا الموضع . (13)
* * *
وفي" من " التي في قوله: (من تكون)، له وجهان من الإعراب:
= الرفع على الابتداء.
= والنصبُ بقوله: (تعلمون)، ولإعمال " العلم " فيه.
والرفع فيه أجود, لأن معناه: فسوف تعلمون أيُّنا له عاقبة الدار؟ فالابتداء في" من "، أصحُّ وأفصح من إعمال " العلم " فيه . (14)
* * *
---------------------
الهوامش :
(10) انظر تفسير (( العاقبة )) فيما سلف 11: 272 ، 273 .
(11) في المطبوعة : (( من الذي يعقب دنياه )) ، والذي في المخطوطة هو الصواب .
(12) انظر تفسير (( الفلاح )) فيما سلف 11 : 296 ، تعليق : 5 ، والمراجع هناك .
(13) انظر تفسير (( الظلم )) فيما سلف من فهارس اللغة ( ظلم ) .
(14) انظر معاني القرآن للفراء 1 : 355 .
- ابن عاشور : قُلْ يَا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلَىٰ مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ ۖ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَن تَكُونُ لَهُ عَاقِبَةُ الدَّارِ ۗ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ
استئناف ابتدائي بعد قوله : { إنَّ ما توعدون آتٍ } [ الأنعام : 134 ] فإنّ المقصود الأوّل منه هو وعيد المشركين ، كما مرّ ، فأعقبه بما تمحّض لوعيدهم : وهو الأمر المستعمل في الإنذار والتّهديد ، لِيُمْلِيَ لَهُمْ في ضلالهم إملاء يشعر ، في متعارف التّخاطُب ، بأنّ المأمور به ممّا يزيد المأمور استحقاقاً للعقوبة ، واقتراباً منها . أمر الله رسوله صلى الله عليه وسلم بأن يُناديهم ويُهَدّدهم . وأمر أن يبتدىء خطابهم بالنّداء للاهتمام بما سيقال لهم ، لأنّ النّداء يسترعي إسماع المنادَيْن ، وكان المنادي عنوانَ القوم لما يشعر به من أنّه قد رقّ لحالهم حين توعدهم بقوله : { إنَّ ما توعدون لآتتٍ وما أنتم بمعجزين } [ الأنعام : 134 ] لأنّ الشأن أنّه يحبّ لقومه ما يحبّ لنفسه .
والنّداء : للقوم المعاندين بقرينة المقام ، الدالّ على أنّ الأمر للتّهديد ، وأنّ عملهم مخالف لعمله ، لقوله : { اعملوا } مع قوله { إني عامل }.
فالأمر في قوله : { اعملوا } للتسوية والتخلية لإظهار اليأس من امتثالهم للنّصح بحيث يغيِّر ناصِحهم نُصحهم إلى الإطلاق لهم فيما يحبّون أن يفعلوا ، كقوله تعالى : { اعملوا ما شئتم } [ فصلت : 40 ] وهذا الاستعمال استعارة إذ يشبَّه المغضوب عليه المأيوس من ارعوائهِ بالمأمور بأن يَفعل ما كان يُنهى عنه ، فكأنّ ذلك المنهي صار واجباً ، وهذا تهكّم .
والمكانة : المَكان ، جاء على التّأنيث مثل ما جاء المقامة للمقام ، والدارةُ اسماً للدار ، والماءة للماءِ الذّي يُنزل حوله ، يقال : أهل الماء وأهل المَاءة . والمكانة هنا مستعارة للحالة الّتي تلبّس بها المرء ، تشبَّه الحالة في إحاطتها وتلبّس صاحبها بها بالمكان الّذي يحوي الشّيء ، كما تقدّم اطلاق الدّار آنفاً في قوله تعالى : { لهم دار السّلام } [ الأنعام : 127 ] ، أو تكون المكانة كناية عن الحالة لأنّ أحوال المرء تظهر في مكانه ومقرّه ، فلذلك يقال : «يا فلان على مَكانتك» أي أثبت على ما أنت عليه لا تنحرفْ عنه .
ومفعول { اعملوا } محذوف لأنّ الفعل نزّل منزلة اللاّزم ، أي اعملوا عملكم المألوف الّذي هو دأبكم ، وهو الإعراض والتّكذيب بالحقّ .
و { عَلَى } مستعملة في التمكّن على وجه الاستعارة التّبعيّة ، وهي مناسبة لاستعارة المكانة للحالة . لأنّ العلاوة تناسب المكان ، فهي ترشيح للاستعارة ، مستعار من ملائم المشبه به لملائم المشبه . والمعنى : الزموا حالكم فلا مَطمع لي في اتِّباعكم .
وقرأ الجمهور : { على مكانتكم } بالإفراد . وقرأه أبو بكر عن عاصم : { مَكانَاتِكم } جمعَ مكانة . والجمع باعتبار جمع المضاف إليه .
وجملة : { إني عامل } تعليل لمفاد التّسوية من الأمر في قوله : { اعملوا } أي لا يضرّني تصميمكم على ما أنتم عليه ، لكنّي مستمرّ على عملي ، أي أنِّي غير تارك لما أنا عليه من الإيمان والدّعاء إلى الله . وحذف متعلّق : { إني عامل } للتّعميم مع الاختصار ، وسيأتي تفصيله في نظيره من سورة الزمر .
ورُتِّب على عملهم وعَمَلِه الإنذارُ بالوعيد { فسوف تعلمون } بفاء التّفريع للدّلالة على أنّ هذا الوعيد متفرّع على ذلك التّهديد .
وحرف التّنفيس مراد منه تأكيد الوقوع لأنّ حرفَي التّنفيس يؤكّدان المستقبل كما تؤكّد ( قَدْ ) الماضي ، ولذلك قال سيبويه في الكلام على ( لَن ) : إنَّها لنفي سَيفعل ، فأخذ منه الزمخشري إفادتها تأكيد النّفي . وهذا صريح في التّهديد ، لأنّ إخبارهم بأنَّهم سيعلمون يفيد أنّه يعلم وقوع ذلك لا محالة ، وتصميمه على أنَّه عامل على مكانته ومخالف لعملهم يدلّ على أنّه موقن بحسن عقباه وسوء عقباهم ، ولولا ذلك لعَمِل عملهم ، لأنّ العاقل لا يرضى الضرّ لنفسه ، فدلّ قوله : { فسوف تعلمون } على أنّ علمهم يقع في المستقبل ، وأمّا هُو فَعَالِم من الآن ، ففيه كناية عن وثوقه بأنَّه مُحِقّ ، وأنَّهم مبطلون ، وسيجيء نظِير هذه الآية في قصّة شعيب من سورة هود .
وقوله : { من تكون له عاقبة الدار } استفهام ، وهو يُعلِّق فعل العِلم عن العمل ، فلا يعطَى مفعولين استغناء بمُفاد الاستفهام؛ إذ التّقديرُ : تعلمون أحدَنا تكون له عاقبة الدار . وموضع : { من } رفع على الابتداء ، وجملة : { تكون له عاقبة الدار } خبره .
والعاقبة ، في اللّغة : آخر الأمر ، وأثر عمل العامل ، فعاقبة كلّ شيء هي ما ينجلي عنه الشّيء ويظهرُ في آخره من أثر ونتيجة ، وتأنيثه على تأويل الحالة فلا يقال : عاقب الأمر ، ولكن عاقبة وعُقْبى .
وقد خصّص الاستعمال لفظ العاقبة بآخرة الأمر الحَسَنَةِ ، قال الراغب : العاقبة والعقبى يختصّان بالثّواب نحو { والعاقبة للمتّقين } [ الأعراف : 128 ] ، وبالإضافة قد يستعمل في العقوبة نحو { ثمّ كان عاقبة الّذين أساءوا السُّوأى } [ الروم : 10 ] وقَلّ من نبَّه على هذا ، وهو من تدقيقه ، وشواهدُه في القرآن كثيرة .
والدّار الموضع الّذي يحلّ به النّاس من أرض أو بناء ، وتقدّم آنفاً عند قوله تعالى : { لهم دار السّلام } [ الأنعام : 127 ] ، وتعريف الدّار هنا تعريف الجنس . فيجوز أن يكون لفظ { الدار } مطلقاً ، على المعنى الحقيقي ، فإضافةُ { عاقبة } إلى { الدار } إضافة حقيقية ، أي حُسن الأخارة الحاصلُ في الدّار ، وهي الفوز بالدّار ، والفلج في النّزاع عليها ، تشبيهاً بما كان العرب يتنازعون على المنازل والمَراعي ، وبذلك يكون قوله : { من تكون له عاقبة الدار } استعارة تمثيلية مكنية ، شُبّهت حالة المؤمنين الفائزين في عملهم ، مع حالة المشركين ، بحالة الغالب على امتلاك دار عَدُوّه ، وطُوي المركَّب الدالّ على الهيئة المشبَّه بها ، ورُمز إليه بذكر ما هو من رَوادفه ، وهو { عاقبة الدار } ، فإنّ التّمثيليّة تكون مصرّحة ، وتكون مكنية ، وإن لم يُقسِّمُوهَا إليهما ، لكنّه تقسيم لا محيص منه . ويجوز أن تكون { الدار } مستعارة للحالة الّتي استقرّ فيها أحد ، تشبيها للحالة بالمكان في الاحتواء ، فتكون إضافة عاقبَة إلى الدار إضافة بيانية ، أي العاقبة الحسنى الّتي هي حالُه ، فيكون الكلام استعارة مصرّحة .
ومن محاسنها هنا : أنّها بنت على استعارة المكانة للحالة في قوله : { اعملوا على مكانتكم } فصار المعنى : اعملوا في داركم ما أنتم عاملون فسوف تعلمون من تكون له عاقبة الدار .
وفي الكلام مع ذلك إيماء إلى أنّ عاقبة تلك الدار ، أي بلد مكة ، أن تكون للمسلمين ، كقوله تعالى : { أنّ الأرض يرثها عبادي الصّالحون } [ الأنبياء : 105 ] وقد فسّر قوله : { من تكون له عاقبة الدار } بغير هذا المعنى .
وقرأ الجمهور : { مَن تكون } بتاء فوقيّة وقرأه حمزة ، والكسائي ، بتحتيّة ، لأنّ تأنيث عاقبة غير حقيقي ، فلمّا وقع فاعلاً ظاهراً فيجوز فيه أن يقرن بعلامة التّأنيث وبدونها .
وجملة : { إنه لا يفلح الظالمون } تذييل للوعيد يتنزّل منزلة التّعليل ، أي لأنّه لا يفلح الظّالمون ، ستكون عقبى الدار للمسلمين ، لا لكم ، لأنّكم ظالمون .
والتّعريف في { الظالمون } للاستغراق ، فيشمل هؤلاء الظّالمين ابتداء ، والضّمير المجعول اسم ( إنّ ) ضميرُ الشأن تنبيها على الاهتمام بهذا الخبر وأنّه أمر عظيم .
- إعراب القرآن : قُلْ يَا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلَىٰ مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ ۖ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَن تَكُونُ لَهُ عَاقِبَةُ الدَّارِ ۗ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ
«قُلْ» فعل أمر والجملة مستأنفة لا محل لها. «يا قَوْمِ» منادى مضاف منصوب بالفتحة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم المحذوفة. «اعْمَلُوا» أمر وفاعله «عَلى مَكانَتِكُمْ» جار ومجرور متعلقان بالفعل اعملوا والجملة مقول القول في محل نصب ، «إِنِّي عامِلٌ» إن واسمها وخبرها والجملة تعليلية لما قبلها وجملة «فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ» أيضا تعليلية تؤكد ما قبلها ، والفاء قبلها حرف تعليل وسوف حرف استقبال. «مَنْ» اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به «تَكُونُ» الجملة صلة الموصول لا محل لها.
«لَهُ عاقِبَةُ» عاقبة اسم تكون مؤخر والجار والمجرور له متعلقان بمحذوف خبرها. «الدَّارِ» مضاف إليه.
«إِنَّهُ» إن والهاء اسمها وجملة «لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ» خبرها والجملة الاسمية مستأنفة.
- English - Sahih International : Say "O my people work according to your position; [for] indeed I am working And you are going to know who will have succession in the home Indeed the wrongdoers will not succeed
- English - Tafheem -Maududi : قُلْ يَا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلَىٰ مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ ۖ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَن تَكُونُ لَهُ عَاقِبَةُ الدَّارِ ۗ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ(6:135) Say (O Muhammad!): 'O people! Work in your place; and I too am at work. *103Soon you will know in whose favour the ultimate decision will be. Surely the wrong-doers will not prosper.'
- Français - Hamidullah : Dis O mon peuple Continuez à agir selon votre méthode; moi aussi j'agirai selon la mienne Ensuite vous saurez qui aura un meilleur sort dans l'au-delà Certes les injustes ne réussiront jamais
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Sag O mein Volk handelt nach eurer Stellung Ich werde ebenfalls so handeln Dann werdet ihr noch erfahren wem die letztendliche Wohnstätte gehören wird Gewiß den Ungerechten wird es nicht wohl ergehen
- Spanish - Cortes : Di ¡Pueblo ¡Obrad según vuestra situación Yo también obraré Pronto sabréis para quién será la Morada Postrera Los impíos no prosperarán
- Português - El Hayek : Dize Ó povo meu fazei tudo quanto puderdes que eu farei o mesmo Logo sabereis a quem corresponderá a últimamorada Por certo que os iníquos não prosperarão
- Россию - Кулиев : Скажи О мой народ Действуйте по своему усмотрению и я тоже буду действовать Вы узнаете кому достанется Последняя обитель Воистину не преуспеют беззаконники
- Кулиев -ас-Саади : قُلْ يَا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلَىٰ مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ ۖ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَن تَكُونُ لَهُ عَاقِبَةُ الدَّارِ ۗ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ
Скажи: «О мой народ! Действуйте по своему усмотрению, и я тоже буду действовать. Вы узнаете, кому достанется Последняя обитель. Воистину, не преуспеют беззаконники».О Посланник! Ты обратился к своим соплеменникам с проповедями и разъяснил им, что ожидает их впереди. Ты объяснил им, какие обязанности возложены на них, однако они отказались повиноваться тебе, предпочли потакать своим желаниям и не отказались от поклонения вымышленным богам. Посему скажи им: «О мои соплеменники! Поступайте, как знаете, и совершайте те поступки, которыми вы довольны. Я же буду выполнять повеления Аллаха и стремиться снискать Его довольство. Очень скоро вы узнаете, кому из нас достанется Последняя обитель». Это откровение свидетельствует о величайшей справедливости Аллаха, Который указал на различия между деяниями и теми, кто их совершает, и связал воздаяние с их справедливой оценкой. Он не стал высказываться однозначно там, где можно было ограничиться намеком, потому что совершенно ясно, что благой конец как при жизни на земле, так и после смерти ожидает только богобоязненных рабов. Последняя обитель достанется им одним, потому что каждого, кто отворачивается от проповедей посланников, ожидает дурной конец. Несправедливые люди никогда не обретут успеха, и даже если беззаконнику удается насладиться мирскими благами, его все равно постигнет погибель. Аллах предоставляет ему отсрочку, но когда Он однажды схватит его, ему уже не удастся выбраться из создавшегося положения.
- Turkish - Diyanet Isleri : De ki "Ey milletim Durumunuzun gerektirdiğini yapın doğrusu ben de yapacağım Sonucun kimin için hayırlı olacağını bileceksiniz Zulmedenler şüphesiz kurtulamazlar"
- Italiano - Piccardo : Di' “O popol mio agite per vostro conto anch'io agisco Ben presto saprete a chi appartiene la Dimora più elevata” Gli oppressori non prospereranno
- كوردى - برهان محمد أمين : ئهی محمد صلى الله عليه وسلم پێیان بڵی ئهی قهوم و هۆزم چیتان بۆ دهکرێت ئهنجامی بدهن لهسهر شێوازی خۆتان ئهوه بهڕاستی منیش بهردهوامم لهسهر کاری خۆم له ههوڵ و تێکۆشان بۆ هیدایهت و ئیمان چونکه لهئایندهدا دهزانن که سهئهنجامی ماڵی قیامهت بۆ کێ دهبێت دڵنیاش بن که ستهمکاران سهرفراز نابن
- اردو - جالندربرى : کہہ دو کہ لوگو تم اپنی جگہ عمل کئے جاو میں اپنی جگہ عمل کئے جاتا ہوں عنقریب تم کو معلوم ہو جائے گا کہ اخرت میں بہشت کس کا گھر ہوگا کچھ شک نہیں کہ مشرک نجات نہیں پانے کے
- Bosanski - Korkut : Reci "O narode moj činite sve što možete a činiću i ja; saznaćete vi već koga čeka sretan kraj" Nasilnici sigurno neće uspjeti
- Swedish - Bernström : Säg "Gör mitt folk vad som står i er makt [för att bekämpa tron]; jag skall göra mitt [för att befästa och utbreda den] Ni skall [en dag] få veta vem som hemför den slutliga segern Sannerligen skall det inte gå de orättfärdiga väl i händer"
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Katakanlah "Hai kaumku berbuatlah sepenuh kemampuanmu sesungguhnya akupun berbuat pula Kelak kamu akan mengetahui siapakah di antara kita yang akan memperoleh hasil yang baik di dunia ini Sesungguhnya orangorang yang zalim itu tidak akan mendapatkan keberuntungan
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : قُلْ يَا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلَىٰ مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ ۖ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَن تَكُونُ لَهُ عَاقِبَةُ الدَّارِ ۗ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ
(Katakanlah) kepada mereka ("Hai kaumku! Berbuatlah sepenuh kemampuanmu) sesuai dengan keadaanmu (sesungguhnya aku pun berbuat pula) sesuai dengan keadaanku. (Kelak kamu akan mengetahui siapakah di antara kita) man menjadi maushul dan menjadi maf`ul dari Lafal al-`ilm (yang akan memperoleh hasil yang baik dari dunia ini.") akibat yang dipuji di akhirat nanti, apakah kami atau kamu? (Sesungguhnya tidak akan mendapat keberuntungan) kebahagiaan (orang-orang yang lalim itu) yaitu orang-orang kafir.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : আপনি বলে দিনঃ হে আমার সম্প্রদায় তোমরা স্বস্থানে কাজ করে যাও আমিও কাজ করি। অচিরেই জানতে পারবে যে পরিণাম গৃহ কে লাভ করে। নিশ্চয় জালেমরা সুফলপ্রাপ্ত হবে না।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : நபியே நீர் கூறும்; "என்னுடைய கூட்டத்தாரே நீங்கள் உங்கள் நிலைமைக் கொப்ப காரியங்களைச் செய்து கொண்டிருங்கள்; நானும் காரியங்கள் செய்து கொண்டிருப்பவனே அப்பால் இவ்வுலகத்தின் இறுதி முடிவு யாருக்கு நலமாக இருக்கும் என்பதை நீங்கள் அறிந்து கொள்வீர்கள் நிச்சயமாக அநியாயக்காரர்கள் வெற்றிபெற மாட்டார்கள்"
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : จงกล่าวเถิดมุฮัมมัดว่า ประชาชาติของฉันทั้งหลาย จงปฏิบัติตามสภาพ ของพวกท่านเถิด แท้จริงฉันก็จะเป็นผู้ปฏิบัติด้วย และพวกท่านจะได้รู้ว่าใครกัน บั้นปลาย แห่งปรโลกจะเป็นของเขา แท้จริงบรรดาผู้อธรรมนั้นจะไม่ได้รับความสำเร็จ
- Uzbek - Мухаммад Содик : Сен Эй қавмим ўрнингизда амалингизни қилаверинг Мен ҳам амал қилувчиман Тезда охират ҳовлиси оқибати кимнинг фойдасига бўлишини биласиз Албатта золимлар нажот топмаслар деб айт
- 中国语文 - Ma Jian : 你说:我的宗族啊!你们当尽力而工作,我必定也要工作。你们将知道谁获后世的善果。不义的人,必定不会成功。
- Melayu - Basmeih : Katakanlah wahai Muhammad "Wahai kaumku yang masih kafir buatlah sedaya upaya kamu untuk menentang Islam sesungguhnya aku juga tetap beramal berusaha dengan bersungguhsungguh untuk mempertahankan Islam; kemudian kamu akan ketahui siapakah yang akan beroleh kebaikan dan kejayaan di dunia ini Sesungguhnya orangorang yang zalim itu tidak akan berjaya
- Somali - Abduh : Waxaad Dhahdaa Qommkayow ku Camal Fala Sidiinaas anna waan Camal faliye waxaadna Ogaan doontaan Cidday Cidhib Dambe u ahaatee mana Liibano Daalime
- Hausa - Gumi : Ka ce "Yã ku mutãnena Ku yi aiki a kan halinku lalle ne nĩ mai aiki ne sa'an nan da sannu zã ku san wanda ãƙibar gida zã ta kasance a gare shi Lalle ne shi azzãlumai bã zã su ci nasarã ba"
- Swahili - Al-Barwani : Sema Enyi watu wangu Fanyeni muwezayo na hakika mimi nafanya Mtakuja jua nani atakuwa na makaazi mema mwishoni Hakika madhaalimu hawatafanikiwa
- Shqiptar - Efendi Nahi : Thuaj “O populli im punoni në gjendjen tuaj e unë punojë në gjendjen time; e do ta dini se për këtë do të jetë fundi i mirë Me të vërtetë zullumqarët nuk do të shpëtojnë
- فارسى - آیتی : بگو: اى قوم من، هر چه از دستتان برمىآيد بكنيد كه من نيز مىكنم؛ به زودى خواهيد دانست كه پايان اين زندگى به سود كه خواهد بود، هر آينه ستمكاران رستگار نمىشوند.
- tajeki - Оятӣ : Бигӯ: «Эй қавми ман, ҳар чӣ аз дастатон бармеояд, бикунед, ки ман низ мекунам; ба зудӣ хоҳед донист, ки поёни ин зиндагӣ ба нафъи кӣ хоҳад буд, Албатта ситамкорон растагор намешаванд!»
- Uyghur - محمد صالح : (ئى مۇھەممەد! ئۇلارغا) ئېيتقىنكى، «ئى قەۋمىم! سىلەر كۈچۈڭلارنىڭ يېتىشىچە ئىشلەڭلار (يەنى كۇفرىڭلاردا چىڭ تۇرۇڭلار)، مەنمۇ چوقۇم كۈچۈمنىڭ يېتىشىچە ئىشلەيمەن (يەنى مەنمۇ ئۆز دەۋىتىمدە چىڭ تۇرىمەن). ئاخىرەتتە كىمنىڭ ئاقىۋېتى ياخشى بولىدىغانلىقىنى ئۇزۇنغا قالماي بىلىسىلەر، زالىملار ئەلۋەتتە مەقسىتىگە ئېرىشەلمەيدۇ»
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : പറയുക: എന്റെ ജനമേ, നിങ്ങള് നിങ്ങളുടെ നിലപാടനുസരിച്ച് പ്രവര്ത്തിച്ചുകൊള്ളുക; ഞാനും പ്രവര്ത്തിക്കാം. ഈ ലോകത്തിന്റെ ഒടുക്കം ആര്ക്കനുകൂലമായിരിക്കുമെന്ന് വഴിയെ നിങ്ങളറിയുക തന്നെ ചെയ്യും. ഒന്നു തീര്ച്ച; അക്രമികള് വിജയിക്കുകയില്ല.
- عربى - التفسير الميسر : قل ايها الرسول يا قوم اعملوا على طريقتكم فاني عامل على طريقتي التي شرعها لي ربي جل وعلا فسوف تعلمون عند حلول النقمه بكم من الذي تكون له العاقبه الحسنه انه لا يفوز برضوان الله تعالى والجنه من تجاوز حده وظلم فاشرك مع الله غيره
*103). If people prefer to ignore the Prophet's admonition and do not recant their misconduct, they are at liberty to follow their chosen path, but they should let the Prophet (peace be on him) follow his. The ultimate results of their conduct will, in due time, become evident to all - to the Prophet (peace be on him) as well as to his opponents.