- عربي - نصوص الآيات عثماني : وَجَعَلُواْ لِلَّهِ مِمَّا ذَرَأَ مِنَ ٱلْحَرْثِ وَٱلْأَنْعَٰمِ نَصِيبًا فَقَالُواْ هَٰذَا لِلَّهِ بِزَعْمِهِمْ وَهَٰذَا لِشُرَكَآئِنَا ۖ فَمَا كَانَ لِشُرَكَآئِهِمْ فَلَا يَصِلُ إِلَى ٱللَّهِ ۖ وَمَا كَانَ لِلَّهِ فَهُوَ يَصِلُ إِلَىٰ شُرَكَآئِهِمْ ۗ سَآءَ مَا يَحْكُمُونَ
- عربى - نصوص الآيات : وجعلوا لله مما ذرأ من الحرث والأنعام نصيبا فقالوا هذا لله بزعمهم وهذا لشركائنا ۖ فما كان لشركائهم فلا يصل إلى الله ۖ وما كان لله فهو يصل إلى شركائهم ۗ ساء ما يحكمون
- عربى - التفسير الميسر : وجعل المشركون لله -جلَّ وعلا- جزءًا مما خلق من الزروع والثمار والأنعام يقدمونه للضيوف والمساكين، وجعلوا قسمًا آخر من هذه الأشياء لشركائهم من الأوثان والأنصاب، فما كان مخصصًا لشركائهم فإنه يصل إليها وحدها، ولا يصل إلى الله، وما كان مخصصا لله تعالى فإنه يصل إلى شركائهم. بئس حكم القوم وقسمتهم.
- السعدى : وَجَعَلُوا لِلَّهِ مِمَّا ذَرَأَ مِنَ الْحَرْثِ وَالْأَنْعَامِ نَصِيبًا فَقَالُوا هَٰذَا لِلَّهِ بِزَعْمِهِمْ وَهَٰذَا لِشُرَكَائِنَا ۖ فَمَا كَانَ لِشُرَكَائِهِمْ فَلَا يَصِلُ إِلَى اللَّهِ ۖ وَمَا كَانَ لِلَّهِ فَهُوَ يَصِلُ إِلَىٰ شُرَكَائِهِمْ ۗ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ
يخبر تعالى، عمَّا عليه المشركون المكذبون للنبي صلى الله عليه وسلم، من سفاهة العقل، وخفة الأحلام، والجهل البليغ، وعدَّد تبارك وتعالى شيئا من خرافاتهم، لينبه بذلك على ضلالهم والحذر منهم، وأن معارضة أمثال هؤلاء السفهاء للحق الذي جاء به الرسول، لا تقدح فيه أصلا، فإنهم لا أهلية لهم في مقابلة الحق، فذكر من ذلك أنهم { جعلوا لِلَّهِ مِمَّا ذَرَأَ مِنَ الْحَرْثِ وَالْأَنْعَامِ نَصِيبًا } ولشركائهم من ذلك نصيبا، والحال أن الله تعالى هو الذي ذرأه للعباد، وأوجده رزقا، فجمعوا بين محذورين محظورين، بل ثلاثة محاذير، منَّتهم على الله، في جعلهم له نصيبا، مع اعتقادهم أن ذلك منهم تبرع، وإشراك الشركاء الذين لم يرزقوهم، ولم يوجدوا لهم شيئا في ذلك، وحكمهم الجائر في أن ما كان لله لم يبالوا به، ولم يهتموا، ولو كان واصلا إلى الشركاء، وما كان لشركائهم اعتنوا به واحتفظوا به ولم يصل إلى الله منه شيء، وذلك أنهم إذا حصل لهم -من زروعهم وثمارهم وأنعامهم، التي أوجدها الله لهم- شيء، جعلوه قسمين: قسمًا قالوا: هذا لله بقولهم وزعمهم، وإلا فالله لا يقبل إلا ما كان خالصا لوجهه، ولا يقبل عمل مَن أشرك به. وقسمًا جعلوه حصة شركائهم من الأوثان والأنداد. فإن وصل شيء مما جعلوه لله، واختلط بما جعلوه لغيره، لم يبالوا بذلك، وقالوا: الله غني عنه، فلا يردونه، وإن وصل شيء مما جعلوه لآلهتهم إلى ما جعلوه لله، ردوه إلى محله، وقالوا: إنها فقيرة، لا بد من رد نصيبها. فهل أسوأ من هذا الحكم. وأظلم؟" حيث جعلوا ما للمخلوق، يجتهد فيه وينصح ويحفظ، أكثر مما يفعل بحق الله. ويحتمل أن تأويل الآية الكريمة، ما ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال عن الله تعالى أنه قال: "أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من أشرك معي شيئا تركته وشركه". وأن معنى الآية أن ما جعلوه وتقربوا به لأوثانهم، فهو تقرب خالص لغير الله، ليس لله منه شيء، وما جعلوه لله -على زعمهم- فإنه لا يصل إليه لكونه شركًا، بل يكون حظ الشركاء والأنداد، لأن الله غني عنه، لا يقبل العمل الذي أُشرِك به معه أحد من الخلق.
- الوسيط لطنطاوي : وَجَعَلُوا لِلَّهِ مِمَّا ذَرَأَ مِنَ الْحَرْثِ وَالْأَنْعَامِ نَصِيبًا فَقَالُوا هَٰذَا لِلَّهِ بِزَعْمِهِمْ وَهَٰذَا لِشُرَكَائِنَا ۖ فَمَا كَانَ لِشُرَكَائِهِمْ فَلَا يَصِلُ إِلَى اللَّهِ ۖ وَمَا كَانَ لِلَّهِ فَهُوَ يَصِلُ إِلَىٰ شُرَكَائِهِمْ ۗ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ
لقد حكت هذه الآيات الكريمة بعض الرذائل التي كانت متفشية في المجتمع الجاهلى، أما الرذيلة الأولى فملخصها أنهم كانوا يجعلون من زروعهم وأنعامهم وسائر أموالهم نصيبا لله ونصيبا لأوثانهم، فيشركونها في أموالهم فما كان لله صرفوه إلى الضيفان والمساكين، وما كان للأوثان أنفقوه عليها وعلى سدنتها فإذا رأوا ما جعلوه لله أزكى بدلوه بما للأوثان، وإذا رأوا ما جعلوه للأوثان أزكى تركوه لها.
استمع إلى القرآن وهو يقص ذلك بأسلوبه الحكيم فيقول: وَجَعَلُوا لِلَّهِ مِمَّا ذَرَأَ مِنَ الْحَرْثِ وَالْأَنْعامِ نَصِيباً.
«ذرأ» بمعنى خلق يقال: ذرأ الله الخلق يذرؤهم ذرءا أى: خلقهم وأوجدهم وقيل: الذرأ الخلق على وجه الاختراع.
أى: وجعل هؤلاء المشركون مما خلقه الله- تعالى- من الزروع والأنعام نصيبا لله يعطونه للمساكين وللضيوف وغيرهم، وجعلوا لأصنامهم نصيبا آخر يقدمونه لسدنتها، وإنما لم يذكر النصيب الذي جعلوه لأصنامهم اكتفاء بدلالة ما بعده وهو قوله: فَقالُوا هذا لِلَّهِ بِزَعْمِهِمْ وَهذا لِشُرَكائِنا.
أى: فقالوا في القسم الأول: هذا لله نتقرب به إليه.
وقالوا في الثاني: وهذا لشركائنا نتوسل به إليها.
وقوله- تعالى- في القسم الأول هذا لِلَّهِ بِزَعْمِهِمْ أى: بتقولهم ووضعهم الذي لا علم لهم به ولا هدى.
قال الجمل: ومن المعلوم أن الزعم هو الكذب، وإنما نسبوا للكذب في هذه المقالة مع أن كل شيء لله، لأن هذا الجعل لم يأمرهم به الله وإنما هو مجرد اختراع منهم.
وقال أبو السعود: وإنما قيد الأول بالزعم للتنبيه على أنه في الحقيقة جعل لله- تعالى- غير مستتبع لشيء من الثواب كالتطوعات التي يبتغى بها وجه الله- لا لما قيل من أنه للتنبيه على أن ذلك مما اخترعوه، فإن ذلك مستفاد من الجعل ولذلك لم يقيد به الثاني، ويجوز أن يكون ذلك تمهيدا لما بعده على معنى أن قولهم هذا لله مجرد زعم منهم لا يعملون بمقتضاه الذي هو اختصاصه- تعالى- به.
ثم فصل- سبحانه- ما كانوا يعملونه بالنسبة للقسمة فقال: فَما كانَ لِشُرَكائِهِمْ فَلا يَصِلُ إِلَى اللَّهِ، وَما كانَ لِلَّهِ فَهُوَ يَصِلُ إِلى شُرَكائِهِمْ.
أى: فما كان من هذه الزروع والأنعام من القسم الذي يتقرب به إلى شركائهم، فإنهم يحرمون الضيفان والمساكين منه ولا يصل إلى الله منه شيء، وما كان منها من القسم الذي يتقرب به إلى الله عن طريق إكرام الضيف والصدقة، فإنهم يجورون عليه ويأخذون منه ما يعطونه لسدنة الأصنام وخدامها.
فهم يجعلون قسم الأصنام لسدنتها وأتباعها وحدهم، بينما القسم الذي جعلوه لله بزعمهم ينتقصونه ويضعون الكثير منه في غير موضعه، ويقولون: إن الله غنى وإن آلهتنا محتاجة.
وقد عقب القرآن على هذه القسمة الجائرة بقوله: ساءَ ما يَحْكُمُونَ أى: ساء وقبح حكمهم وقسمتهم حيث آثروا مخلوقا عاجزا عن كل شيء، على خالق قادر على كل شيء، فهم بجانب عملهم الفاسد من أساسه لم يعدلوا في القسمة.
هذه هي الرذيلة الأولى من رذائلهم، أما الرذيلة الثانية فهي أن كثيرا منهم كانوا يقتلون أولادهم، ويئدون بناتهم لأسباب لا تمت إلى العقل السليم بصلة وقد حكى القرآن ذلك في قوله.
- البغوى : وَجَعَلُوا لِلَّهِ مِمَّا ذَرَأَ مِنَ الْحَرْثِ وَالْأَنْعَامِ نَصِيبًا فَقَالُوا هَٰذَا لِلَّهِ بِزَعْمِهِمْ وَهَٰذَا لِشُرَكَائِنَا ۖ فَمَا كَانَ لِشُرَكَائِهِمْ فَلَا يَصِلُ إِلَى اللَّهِ ۖ وَمَا كَانَ لِلَّهِ فَهُوَ يَصِلُ إِلَىٰ شُرَكَائِهِمْ ۗ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ
قوله - عز وجل - : ( وجعلوا لله مما ذرأ من الحرث والأنعام نصيبا ) الآية ، كان المشركون يجعلون لله من حروثهم وأنعامهم وثمارهم وسائر أموالهم نصيبا ، وللأوثان نصيبا فما جعلوه لله صرفوه إلى الضيفان والمساكين ، وما جعلوه للأصنام أنفقوه على الأصنام وخدمها ، فإن سقط شيء مما جعلوه لله تعالى في نصيب الأوثان تركوه وقالوا : إن الله غني عن هذا ، وإن سقط شيء من نصيب الأصنام فيما جعلوه لله ردوه إلى الأوثان ، وقالوا : إنها محتاجة ، وكان إذا هلك أو انتقص شيء مما جعلوه لله لم يبالوا به ، وإذا هلك أو انتقص شيء مما جعلوا للأصنام جبروه بما جعلوه لله ، فذلك قوله تعالى ( وجعلوا لله مما ذرأ ) خلق ( من الحرث والأنعام نصيبا ) وفيه اختصار مجازه : وجعلوا لله نصيبا ولشركائهم نصيبا .
( فقالوا هذا لله بزعمهم ) قرأ الكسائي ( بزعمهم ) بضم الزاي ، والباقون بفتحها ، وهما لغتان ، وهو القول من غير حقيقة ، ( وهذا لشركائنا ) يعني الأوثان ، ( فما كان لشركائهم فلا يصل إلى الله وما كان لله فهو يصل إلى شركائهم ) ومعناه : ما قلنا أنهم كانوا يتمون ما جعلوه للأوثان مما جعلوه لله ، ولا يتمون ما جعلوه لله مما جعلوه للأوثان . وقال قتادة كانوا إذا أصابتهم سنة استعانوا بما جزءوا لله وأكلوا منه ووفروا ما جزءوا لشركائهم ولم يأكلوا منه شيئا ( ساء ما يحكمون ) أي : بئس ما يصنعون .
- ابن كثير : وَجَعَلُوا لِلَّهِ مِمَّا ذَرَأَ مِنَ الْحَرْثِ وَالْأَنْعَامِ نَصِيبًا فَقَالُوا هَٰذَا لِلَّهِ بِزَعْمِهِمْ وَهَٰذَا لِشُرَكَائِنَا ۖ فَمَا كَانَ لِشُرَكَائِهِمْ فَلَا يَصِلُ إِلَى اللَّهِ ۖ وَمَا كَانَ لِلَّهِ فَهُوَ يَصِلُ إِلَىٰ شُرَكَائِهِمْ ۗ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ
هذا ذم وتوبيخ من الله للمشركين الذين ابتدعوا بدعا وكفرا وشركا ، وجعلوا لله جزءا من خلقه ، وهو خالق كل شيء سبحانه وتعالى عما يشركون; ولهذا قال تعالى : ( وجعلوا لله مما ذرأ ) أي : مما خلق وبرأ ( من الحرث ) أي : من الزروع والثمار ( والأنعام نصيبا ) أي : جزءا وقسما ، ( فقالوا هذا لله بزعمهم وهذا لشركائنا ) .
وقوله : ( فما كان لشركائهم فلا يصل إلى الله وما كان لله فهو يصل إلى شركائهم ) قال علي بن أبي طلحة ، والعوفي ، عن ابن عباس ; أنه قال في تفسير هذه الآية : إن أعداء الله كانوا إذا حرثوا حرثا ، أو كانت لهم ثمرة ، جعلوا لله منه جزءا وللوثن جزءا ، فما كان من حرث أو ثمرة أو شيء من نصيب الأوثان حفظوه وأحصوه . وإن سقط منه شيء فيما سمي للصمد ردوه إلى ما جعلوه للوثن . وإن سبقهم الماء الذي جعلوه للوثن . فسقى شيئا جعلوه لله ؛ جعلوا ذلك للوثن . وإن سقط شيء من الحرث والثمرة الذي جعلوه لله ، فاختلط بالذي جعلوه للوثن ، قالوا : هذا فقير . ولم يردوه إلى ما جعلوه لله . وإن سبقهم الماء الذي جعلوه لله . فسقى ما سمي للوثن تركوه للوثن ، وكانوا يحرمون من أموالهم البحيرة والسائبة والوصيلة والحام ، فيجعلونه للأوثان ، ويزعمون أنهم يحرمونه لله ، فقال الله عز وجل ( وجعلوا لله مما ذرأ من الحرث والأنعام نصيبا ) الآية .
وهكذا قال مجاهد ، وقتادة ، والسدي ، وغير واحد .
وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم في تفسيره : كل شيء جعلوه لله من ذبح يذبحونه ، لا يأكلونه أبدا حتى يذكروا معه أسماء الآلهة . وما كان للآلهة لم يذكروا اسم الله معه ، وقرأ الآية حتى بلغ : ( ساء ما يحكمون ) أي : ساء ما يقسمون ، فإنهم أخطئوا أولا في القسمة ، فإن الله تعالى هو رب كل شيء ومليكه وخالقه ، وله الملك ، وكل شيء له وفي تصرفه وتحت قدرته ومشيئته ، لا إله غيره ، ولا رب سواه . ثم لما قسموا فيما زعموا لم يحفظوا القسمة التي هي فاسدة ، بل جاروا فيها ، كما قال تعالى : ( ويجعلون لله البنات سبحانه ولهم ما يشتهون ) [ النحل : 57 ] ، وقال تعالى : ( وجعلوا له من عباده جزءا إن الإنسان لكفور مبين ) [ الزخرف : 15 ] ، وقال تعالى : ( ألكم الذكر وله الأنثى تلك إذا قسمة ضيزى ) [ النجم : 21 ، 22 ] .
- القرطبى : وَجَعَلُوا لِلَّهِ مِمَّا ذَرَأَ مِنَ الْحَرْثِ وَالْأَنْعَامِ نَصِيبًا فَقَالُوا هَٰذَا لِلَّهِ بِزَعْمِهِمْ وَهَٰذَا لِشُرَكَائِنَا ۖ فَمَا كَانَ لِشُرَكَائِهِمْ فَلَا يَصِلُ إِلَى اللَّهِ ۖ وَمَا كَانَ لِلَّهِ فَهُوَ يَصِلُ إِلَىٰ شُرَكَائِهِمْ ۗ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ
قوله تعالى وجعلوا لله مما ذرأ من الحرث والأنعام نصيبا فقالوا هذا لله بزعمهم وهذا لشركائنا فما كان لشركائهم فلا يصل إلى الله وما كان لله فهو يصل إلى شركائهم ساء ما يحكمون
قوله تعالى وجعلوا لله مما ذرأ من الحرث والأنعام نصيبا فيه مسألة واحدة :
ويقال : ذرأ يذرأ ذرءا ، أي خلق . وفي الكلام حذف واختصار ، وهو وجعلوا لأصنامهم نصيبا ; دل عليه ما بعده . وكان هذا مما زينه الشيطان وسوله لهم ، حتى صرفوا من مالهم طائفة إلى الله بزعمهم وطائفة إلى أصنامهم ; قاله ابن عباس والحسن ومجاهد وقتادة . والمعنى متقارب . جعلوا لله جزءا ولشركائهم جزءا ، فإذا ذهب ما لشركائهم بالإنفاق عليها وعلى سدنتها عوضوا منه ما لله ، وإذا ذهب ما لله بالإنقاق على الضيفان والمساكين لم يعوضوا منه شيئا ، وقالوا : الله مستغن عنه وشركاؤنا فقراء . وكان هذا من جهالاتهم وبزعمهم . والزعم الكذب . قال شريح القاضي : إن لكل شيء كنية وكنية الكذب : زعموا . وكانوا يكذبون في هذه الأشياء لأنه لم ينزل بذلك شرع . وروى سعيد بن جبير عن ابن عباس أنه قال : من أراد أن يعلم جهل العرب فليقرأ ما فوق الثلاثين والمائة من سورة الأنعام إلى قوله : قد خسر الذين قتلوا أولادهم سفها بغير علم . قال ابن العربي : وهذا الذي قاله كلام صحيح ، فإنها تصرفت بعقولها العاجزة في تنويع الحلال والحرام سفاهة بغير معرفة ولا عدل ، والذي تصرفت بالجهل فيه من اتخاذ الآلهة أعظم جهلا وأكبر جرما ; فإن الاعتداء على الله تعالى أعظم من الاعتداء على المخلوقات . والدليل في أن الله واحد في ذاته واحد في صفاته واحد في مخلوقاته أبين وأوضح من الدليل على أن هذا حلال وهذا حرام . وقد روي أن رجلا قال لعمرو بن العاص : إنكم على كمال عقولكم ووفور أحلامكم عبدتم الحجر ! فقال عمرو : تلك عقول كادها باريها . فهذا الذي أخبر الله سبحانه من سخافة العرب وجهلها أمر أذهبه الإسلام ، وأبطله الله ببعثه الرسول عليه السلام . فكان من الظاهر لنا أن نميته حتى لا يظهر ، وننساه حتى لا يذكر ; إلا أن ربنا تبارك وتعالى ذكره بنصه وأورده بشرحه ، كما ذكر كفر الكافرين به . وكانت الحكمة في ذلك - والله أعلم - أن قضاءه قد سبق ، وحكمه قد نفذ بأن الكفر والتخليط لا ينقطعان إلى يوم القيامة . وقرأ يحيى بن وثاب والسلمي والأعمش والكسائي " بزعمهم " بضم الزاي . والباقون بفتحها ، وهما لغتان .
فما كان لشركائهم فلا يصل إلى الله أي إلى المساكين . ساء ما يحكمون أي ساء الحكم حكمهم . قال ابن زيد : كانوا إذا ذبحوا ما لله ذكروا عليه اسم الأوثان ، وإذا ذبحوا ما لأوثانهم لم يذكروا عليه اسم الله ، فهذا معنى فما كان لشركائهم فلا يصل إلى الله . فكان تركهم لذكر الله مذموما منهم وكان داخلا في ترك أكل ما لم يذكر اسم الله عليه .
- الطبرى : وَجَعَلُوا لِلَّهِ مِمَّا ذَرَأَ مِنَ الْحَرْثِ وَالْأَنْعَامِ نَصِيبًا فَقَالُوا هَٰذَا لِلَّهِ بِزَعْمِهِمْ وَهَٰذَا لِشُرَكَائِنَا ۖ فَمَا كَانَ لِشُرَكَائِهِمْ فَلَا يَصِلُ إِلَى اللَّهِ ۖ وَمَا كَانَ لِلَّهِ فَهُوَ يَصِلُ إِلَىٰ شُرَكَائِهِمْ ۗ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ
القول في تأويل قوله : وَجَعَلُوا لِلَّهِ مِمَّا ذَرَأَ مِنَ الْحَرْثِ وَالأَنْعَامِ نَصِيبًا فَقَالُوا هَذَا لِلَّهِ بِزَعْمِهِمْ وَهَذَا لِشُرَكَائِنَا فَمَا كَانَ لِشُرَكَائِهِمْ فَلا يَصِلُ إِلَى اللَّهِ وَمَا كَانَ لِلَّهِ فَهُوَ يَصِلُ إِلَى شُرَكَائِهِمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ (136)
قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: وجعل هؤلاء العادلون بربهم الأوثانَ والأصنام لربهم =(مما ذرأ) خالقهم, يعني: مما خلق من الحرث والأنعام.
* * *
يقال منه: " ذرأ الله الخلق يذرؤهم ذَرْءًا، وذَرْوًا "، (15) إذا خَلَقهم .
* * *
=" نصيبًا "، يعني قسمًا وجزءًا . (16)
* * *
ثم اختلف أهل التأويل في صفة النصيب الذي جعلوا لله، والذي جعلوه لشركائهم من الأوثان والشيطان.
فقال بعضهم: كان ذلك جزءًا من حُروثهم وأنعامهم يُفْرِزُونه لهذا، (17) وجزءًا آخر لهذا .
* ذكر من قال ذلك:
13899- حدثني إسحاق بن إبراهيم بن حبيب بن الشهيد قال، حدثنا عتاب بن بشير, عن خصيف, عن عكرمة عن ابن عباس (فما كان لشركائهم فلا يصل إلى الله)، الآية, قال: كانوا إذا أدخلوا الطعام فجعلوه حُزَمًا، جعلوا منها لله سَهْمًا، وسهمًا لآلهتهم. وكان إذا هبت الريح من نحو الذي جعلوه لآلهتهم إلى الذي جعلوه لله، ردُّوه إلى الذي جعلوه لآلهتهم. وإذا هبت الريح من نحو الذي جعلوه لله إلى الذي جعلوه لآلهتهم، أقرُّوه ولم يردُّوه. فذلك قوله: (سَاءَ ما يحكمون) .
13900- حدثني المثنى قال، حدثنا أبو صالح قال، حدثني معاوية بن صالح, عن علي بن أبي طلحة, عن ابن عباس في قوله: (وجعلوا لله مما ذرأ من الحرث والأنعام نصيبًا فقالوا هذا لله بزعمهم وهذا لشركائنا)، قال: جعلوا لله من ثمراتهم وما لهم نصيبًا، وللشيطان والأوثان نصيبًا. فإن سقط من ثمرة ما جَعَلوا لله في نصيب الشيطان تركوه ، وإن سقط مما جعلوه للشيطان في نصيب الله التقَطُوه وحفظُوه وردُّوه إلى نصيب الشيطان ، وإن انفجر من سِقْي ما جعلوه لله في نصيب الشيطان تركوه، (18) وإن انفجر من سِقْي ما جعلوه للشيطان في نصيب الله سدُّوه. فهذا ما جعلوا من الحروث وسِقْي الماء . وأما ما جعلوا للشيطان من الأنعام فهو قول الله: مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلا سَائِبَةٍ وَلا وَصِيلَةٍ وَلا حَامٍ ، [سورة المائدة: 103] .
13901- حدثني محمد بن سعد قال، حدثني أبي قال، حدثني عمي قال، حدثني أبي عن أبيه, عن ابن عباس قوله: (وجعلوا لله مما ذرأ من الحرث والأنعام نصيبًا فقالوا هذا لله بزعمهم)، الآية, وذلك أن أعداءَ الله كانوا إذا احترثُوا حرثًا، أو كانت لهم ثمرة, جعلوا لله منها جزءًا وللوَثَن جزءًا, فما كان من حرث أو ثمرة أو شيء من نصيب الأوثان حفظوه وأحصوه. فإن سقط منه شيء فيما سُمِّي لله ردُّوه إلى ما جعلوا للوثن. وإن سبقهم الماء إلى الذي جعلوه للوثن، فسقى شيئًا جعلوه لله. جعلوا ذلك للوثن, وإن سقط شيء من الحرث والثمرة التي جعلوا لله. فاختلط بالذي جعلوا للوثن, قالوا: "
هذا فقير "! ولم يردوه إلى ما جعلوا لله . وإن سبقهم الماء الذي جعلوا لله فسقى ما سُمِّي للوثن، تركوه للوثن . وكانوا يحرِّمون من أنعامهم البَحيرة والسائبة والوصيلةَ والحام, فيجعلونه للأوثان, ويزعمون أنهم يحرّمونه لله. فقال الله في ذلك: (وجعلوا لله مما ذرأ من الحرث والأنعام نصيبًا)، الآية .13902- حدثنا محمد بن عمرو قال، حدثنا أبو عاصم قال، حدثنا عيسى, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد في قول الله: (وجعلوا لله مما ذرأ من الحرث والأنعام نصيبًا)، قال: يسمون لله جزءًا من الحرث، ولشركائهم وأوثانهم جزءًا ، فما ذهبت به الريح مما سمّوا لله إلى جزء أوثانهم تركوه, وما ذهب من جزء أوثانهم إلى جزء الله ردُّوه، وقالوا: "
الله عن هذا غنيّ" ! و " الأنعام " السائبة والبحيرة التي سمُّوا .13903- حدثني المثنى قال، حدثنا أبو حذيفة قال، حدثنا شبل, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد, نحوه .
13904- حدثنا بشر قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد, عن قتادة قوله: (وجعلوا لله مما ذرأ من الحرث والأنعام نصيبًا)، الآية, عمَدَ ناس من أهل الضلالة فجزَّءوا من حروثهم ومواشيهم جزءًا لله وجزءًا لشركائهم . وكانوا إذا خالط شيء مما جزّءوا لله فيما جزءوا لشركائهم خلَّوه. فإذا خالط شيء مما جزءوا لشركائهم فيما جزءوا لله ردّوه على شركائهم . وكانوا إذا أصابتهم السَّنةُ استعانوا بما جزءوا لله، وأقرُّوا ما جزءوا لشركائهم ، قال الله: (ساء ما يحكمون) .
13905- حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال، حدثنا محمد بن ثور, عن معمر, عن قتادة: (وجعلوا لله مما ذرأ من الحرث والأنعام نصيبًا)، قال: كانوا يجزئون من أموالهم شيئًا, فيقولون: "
هذا لله, وهذا للأصنام "، التي يعبدون . فإذا ذهب بعيرٌ مما جعلوا لشركائهم، (19) فخالط ما جعلوا لله ردُّوه. وإن ذهب مما جعلوه لله فخالط شيئًا مما جعلوه لشركائهم تركوه . وإن أصابتهم سنة, أكلوا ما جعلوا لله، وتركوا ما جعلوا لشركائهم, فقال الله: (ساء ما يحكمون) .13906- حدثني محمد بن الحسين قال، حدثنا أحمد بن المفضل قال، حدثنا أسباط, عن السدي: (وجعلوا لله مما ذرأ من الحرث والأنعام نصيبًا) إلى (يحكمون)، قال: كانوا يقسمون من أموالهم قِسْمًا فيجعلونه لله, ويزرعون زَرْعًا فيجعلونه لله, ويجعلون لآلهتهم مثل ذلك. فما خرج للآلهة أنفقوه عليها, وما خرج لله تصدقوا به . فإذا هلك الذي يصنعون لشركائهم، وكثر الذي لله قالوا: "
ليس بُدٌّ لآلهتنا من نفقة " ، وأخذوا الذي لله فأنفقوه على آلهتهم. وإذا أجدب الذي لله، وكثر الذي لآلهتهم, قالوا: " لو شاء أزكى الذي له " ! فلا يردُّون عليه شيئًا مما للآلهة . قال الله: لو كانوا صادقين فيما قسموا، لبئس إذًا ما حكموا: أن يأخذوا مني ولا يعطوني . فذلك حين يقول: (ساء ما يحكمون).* * *
وقال آخرون: "
النصيب " الذي كانوا يجعلونه لله فكان يصل منه إلى شركائهم: أنهم كانوا لا يأكلون ما ذبحوا لله حتى يسمّوا الآلهة, وكانوا ما ذبحوه للآلهة يأكلونه ولا يسمون الله عليه .* ذكر من قال ذلك:
13907- حدثني يونس بن عبد الأعلى قال، أخبرنا ابن وهب قال، قال ابن زيد في قوله: (وجعلوا لله مما ذرأ من الحرث والأنعام نصيبًا) حتى بلغ: (وما كان لله فهو يصل إلى شركائهم)، قال: كل شيء جعلوه لله من ذِبْح يذبحونه، (20) لا يأكلونه أبدًا حتى يذكروا معه أسماء الآلهة. وما كان للآلهة لم يذكروا اسمَ الله معه ، وقرأ الآية حتى بلغ: (ساء ما يحكمون) .
* * *
قال أبو جعفر: وأولى التأويلين بالآية ما قال ابن عباس ومَنْ قال بمثل قوله في ذلك, لأن الله جل ثناؤه أخبر أنهم جعلوا لله من حرثهم وأنعامهم قسمًا مقدرُا, فقالوا: "
هذا لله " وجعلوا مثله لشركائهم, وهم أوثانهم، بإجماع من أهل التأويل عليه, فقالوا: " هذا لشركائنا " = وإن نصيب شركائهم لا يصل منه إلى الله, بمعنى: لا يصل إلى نصيب الله, وما كان لله وصَل إلى نصيب شركائهم . فلو كان وصول ذلك بالتسمية وترك التسمية, كان أعيان ما أخبر الله عنه أنه لم يصل، جائزًا أن تكون قد وصلت, وما أخبر عنه أنه قد وصل، لم يصل. وذلك خلاف ما دلّ عليه ظاهر الكلام، لأن الذبيحتين تُذبح إحداهما لله، والأخرى للآلهة, جائز أن تكون لحومهما قد اختلطت، وخلطوها إذ كان المكروه عندهم تسمية الله على ما كان مذبوحًا للآلهة، دون اختلاط الأعيان واتصال بعضها ببعض .* * *
وأما قوله : (ساء ما يحكمون)، فإنه خبر من الله جل ثناؤه عن فعل هؤلاء المشركين الذين وصف صفتهم . يقول جل ثناؤه: وقد أساؤوا في حكمهم، (21) إذ أخذوا من نصيبي لشركائهم، ولم يعطوني من نصيب شركائهم . وإنما عنى بذلك تعالى ذكره الخبرَ عن جهلهم وضلالتهم، وذهابهم عن سبيل الحق، بأنهم لم يرضوا أن عدلوا بمن خلقهم وغذاهم، وأنعم عليهم بالنعم التي لا تحصى، ما لا يضرهم ولا ينفعهم, حتى فضّلوه في أقسامهم عند أنفسهم بالقَسْم عليه .
----------------------
الهوامش :
(15) في المخطوطة أيضًا (( وذروا )) ، كأنه يعني تسهيل الهمزة ، ولم أجد ذكر ذلك في مصادر هذا الفعل ، ولا أظنه أراد : (( وذروءًا )) ، فإن أحدًا لم يذكر ذلك .
(16) انظر تفسير (( نصيب )) فيما سلف 9 : 324 ، تعليق : 1 ، والمراجع هناك .
(17) في المطبوعة : (( يقرونه )) ، وفي المخطوطة : (( يفررون )) غير تامة النقط ، وصواب قراءتها ما أثبت . (( فرزت الشيء )) و (( أفرزته )) ، إذا عزلته عن غيره ، ومزته . و (( الفِرْز)) ( بكسر فسكون ) : النصيب المفروز لصاحبه ، واحدًا كل أو اثنين .
(18) (( السقي )) ( بكسر السين وسكون القاف ) : والشرب ( بكسر فسكون ) ، وهو مورد الماء كالجدول ، يسقى به الزرع .
(19) في المطبوعة : (( فإذا ذهب مما جعلوا )) غير ما كان في المخطوطة لغير طائل .
(20) (( الذبح )) ( بكسر فسكون ) ، هو (( الذبيح )) ، و (( المذبوح )) ، وهو كل ما أعد للذبح من الأضاحي ، وغيرها من الحيوان .
(21) انظر تفسير (( ساء )) فيما سلف من فهارس اللغة ( سوأ ) = وتفسير (( يحكم )) فيما سلف من فهارس اللغة ( حكم ) .
- ابن عاشور : وَجَعَلُوا لِلَّهِ مِمَّا ذَرَأَ مِنَ الْحَرْثِ وَالْأَنْعَامِ نَصِيبًا فَقَالُوا هَٰذَا لِلَّهِ بِزَعْمِهِمْ وَهَٰذَا لِشُرَكَائِنَا ۖ فَمَا كَانَ لِشُرَكَائِهِمْ فَلَا يَصِلُ إِلَى اللَّهِ ۖ وَمَا كَانَ لِلَّهِ فَهُوَ يَصِلُ إِلَىٰ شُرَكَائِهِمْ ۗ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ
عَطفٌ على نظائره ممّا حكيت فيه أقوالهم وأعمالهم من قوله : { وما قدروا الله حقّ قدره إذ قالوا ما أنزل اللَّه على بشر من شيء } [ الأنعام : 91 ] وقوله : { وجعلوا لله شركاء الجنّ } [ الأنعام : 100 ] وقوله : { وأقسموا بالله جَهد أيمانهم لئن جاءتهم آية ليؤمنُنّ بها } [ الأنعام : 109 ] وقوله : { وإذا جاءتهم آية قالوا لن نؤمن حتى نؤتى مثل ما أوتي رسل الله } [ الأنعام : 124 ] وما تخلّل ذلك فهو إبطال لأقوالهم ، ورد لمذاهبهم ، وتمثيلات ونظائر ، فضمير الجماعة يعود على المشركين الّذين هم غرض الكلام من أوّل السّورة من قوله : { ثم الذين كفروا بربّهم يعدلون } [ الأنعام : 1 ]. وهذا ابتداءُ بيان تشريعاتهم الباطلة ، وأوّلُها مَا جعلوه حقّاً عليهم في أموالهم للأصنام : ممّا يشبه الصّدقات الواجبة ، وإنَّما كانوا يوجبونها على أنفسهم بالالتزام مثل النّذور ، أو بتعيين من الّذين يشرعون لهم كما سيأتي .
والجعل هنا معناه الصّرف والتّقسيم ، كما في قول عمر في قضيّة : ما أفاء الله على رسوله صلى الله عليه وسلم المختصم فيها العبّاس وعليّ رضي الله عنهم «فيجعَلُه رسولُ اللَّه مجعل ماللِ اللَّه» أي يضعه ويصرفه ، وحقيقة معنى الجعل هو التّصيير ، فكما جاء صيّر لمعان مجازية ، كذلك جاء ( جعل ) ، فمعنى { وجعلوا لله } : صرفوا ووضعوا لله ، أي عيّنوا له نصيباً ، لأنّ في التّعيين تصييراً تقديرياً ونقلاً . وكَذلِك قول النّبي صلى الله عليه وسلم في حديث أبي طلحةَ : " أرى أن تجعلَها في الأقربِين " أي أن تصرفها إليهم ، و { جعل } هذا يتعدّى إلى مفعول واحد ، وهذه التّعدية هي أكثر أحوال تعديته ، حتّى أنّ تعديته إلى مفعولين إنَّما ما في الحقيقة مفعولٌ وحالٌ منه .
ومعنى : { ذرأ } أنشأ شيئاً وكثّره . فأطلق على الإنماء لأنّ إنشاء شيء تكثير وإنماء . و { ممّا ذرأ } متعلّق ب { جَعلوا } ، و { من } تبعيضية ، فهو في معنى المفعول ، و { مَا } موصولة ، والإتيان بالموصول لأجل دلالة صلته على تسفيه آرائهم ، إذ ملَّكوا الله بعض مَلْكه ، لأنّ ما ذرأه هو مِلْكُه ، وهو حقيق به بلا جَعْل منهم .
واختيار فعل : { ذرأ } هنا لأنّه الّذي يدلّ على المعنى المراد ، إذ المقصود بيان شرائعهم الفاسدة في نتائج أموالهم . ثمّ سيبيّن شرعهم في أصول أموالهم في قوله : { وقالوا هذه أنعام وحرث حجر } [ الأنعام : 138 ] الآية .
و { من الحرث والأنعام } بيان { ما } الموصولة . والحرثُ مراد به الزّرع والشّجر ، وهو في الأصل من إطلاق المصدر على اسم المفعول ، ثمّ شاع ذلك الإطلاق حتّى صار الحرث حقيقة عرفية في الجنّات والمزارع ، قال تعالى : { أن اغْدُوا على حرثكم إن كنتم صارمين } [ القلم : 22 ].
والنّصيب : الحظ والقِسْم وتقدّم في قوله تعالى : { أولئك لهم نصيب ممّا كسبوا } في سورة البقرة ( 202 ) ، والتّقدير : جعلوا لله نصيباً ولغيره نصيباً آخر ، وفهم من السّياق أنّ النّصيب الآخر لآلهتهم . وقد أفصح عنه في التّفريع بقوله : فقالوا هذا لله بزعمهم وهذا لشركائنا }.
والإشارتان إلى النّصيب المعيّن لله والنّصيب المعيّن للشركاء ، واسما الإشارة مشار بكلّ واحد منهما إلى أحد النّصيبين على الإجمال إذ لا غرض في المقام في تعيين ما جعلوه لله وما جعلوه لشركائهم .
والزّعم : الاعتقاد الفاسد ، أو القريب من الخطأ ، كما تقدّم عند قوله تعالى : { ألم تر إلى الذين يزعمون أنّهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك في سورة النساء ( 60 ) ، وهو مثلّث الزاي ، والمشهور فيه فتح الزاي ، ومثله الرّغم بالرّاء مثلّث الراء . «
وقرأ الجمهور بفتح الزاي وقرأه الكسائي بضمّ الزاي ويتعلّق قولهم : بزعمهم } ب { قالوا } وجُعل قوله : { بزعمهم } موالياً لبعض مقول القول ليكون متّصلاً بما جعلوه لله فيرتَّبُ التّعجيب من حكمهم بأنّ ما كان لله يصل إلى شركائهم ، أي ما اكتفوا بزعمهم الباطل حتّى نكلوا عنه وأشركوا شركاؤهم فيماجعلوه لله بزعمهم .
والباء الداخلة على { بزعمهم } إمّا بمعنى { مِن } أي ، قالوا ذلك بألسنتهم ، وأعلنوا به قولاً ناشئاً عن الزعم ، أي الاعتقاد الباطل ، وإمّا للسببيّة ، أي قالوا ذلك بسبب أنّهم زعموا . ومحلّ الزّعم هو ما اقتضته القسمة بين الله وبين الآلهة ، وإلاّ فإنّ القول بأنّه ملك لله قول حقّ ، لكنّهم لما قالوه على معنى تعيين حقّ الله في ذلك النّصيب دون نصيب آخر . كان قولهم زعماً باطلاً .
والشّركاء هنا جمع شريك ، أي شريك الله سبحانه في الإلهية ، ولمّا شاع ذلك عندهم صار كالعَلم بالغلبة ، فلذلك استغنى عن الإضافة إلى ما فيه المعنى المشتقّ منه أعني الشّركة ثمّ لأجل غلبته في هذا المعنى صار بمنزلة اللّقب ، فلذلك أضافوه إلى ضميرهم ، فقالوا : لشركائنا ، إضافة معنوية لا لفظيّة ، أي للشّركاء الّذين يُعرفون بنا . قال ابن عبَّاس وأصحابه : كان المشركون يجعلون لله من حروثهم ( يعني زرعهم وشجرهم ) وأنعامهم نصيباً وللأوثان نصيباً فما كان للأصنام أنفقوه عليها وما كان لله أطعموه الضيفان والمساكين ولا يأكلون منه البتة .
وكانوا يجعلون البَحيرة والسائبة والوصيلة والحامي للأصنام . وذكر ابن إسحاق : أنّ ( خَوْلاَن ) كان لهم صنم اسمه ( عَمّ أنَس ) يقسمون له من أنعامهم وحروثهم قِسَما بينه وبين الله ، فما دخل في حق ( عَمّ أنس ) من حَقّ الله الّذي سَمَّوه له تركوه للصّنم وما دخل في حقّ الله من حقّ ( عَمّ أنس ) ردّوه عليه ، ومنهم بطن يقال لهم ( الأدِيم ) قال : وفيهم نزل قوله تعالى : وجعلوا لله مما ذرأ الآية .
وقوله : { فما كان لشركائهم فلا يصل إلى الله وما كان لله فهو يصل إلى شركائهم }.قال ابن عبّاس وقتادة : كانوا إذا جمعوا الزرع فهبت الرّيح فحملت من الّذي لله إلى الّذي لشركائهم أقَرّوه وقالوا : إنّ الله غنيّ عنه ، وإذا حملت من الّذي لشركائهم إلى الّذي للَّهِ ردّوه ، وإذا هلك ما لأصنامهم بقحط أخذوا بدله ممّا لله ، ولا يفعلون ذلك فيما لله ، وإذا انفجر من سقي ما جعلوه لله فساح إلى ما للّذي للأصنام تركوه وإذا انفجر من سقي ما للأصنام فدخل في زرع الّذي لله سَدّوه .
وكانوا إذا أصابتهم سَنَةٌ استعانوا بما جعلوه لله فأنفقوه على أنفسهم وأقرّوا ما جعلوه لشركائهم للشركاء ، وإذا هلك الّذي جعلوه للأصنام وكثر الّذي جعلوه لله قالوا : ليس لآلهتنا بدّ من نفقة وأخذوا الّذي جعلوه لله فأنفقوه عليها ، وإذا أجدب الّذي لله وكثر الّذي لآلهتهم قالوا : لو شاء الله أزكى الّذي له فلا يردّون على ما جعلوه لله شيئاً ممّا لآلهتهم ، فقوله : { فلا يصل إلى الله } مبالغة في صونه من أن يعطى لما لله لأنَّه إذا كان لا يصل فهو لا يُتْرك إذا وَصل بالأوْلى .
وعدّي { يصل } إلى اسم الجلالة وإلى اسم شركائهم . والمراد لا يصل إلى النّصيب المجعول لله أو إلى لشركائهم لأنَّهم لما جعلوا نصيباً لله ونصيباً لشركائهم فقد استشعروا ذلك النّصيب محوزاً لمن جُعل إليه وفي حرزه فكأنّه وصل إلى ذاته .
وجملة : { ساء ما يحكمون } استئناف لإنشاء ذمّ شرائعهم . وساء هنا بمعنى بِئس : و { مَا هي فاعل ساء } وهي موصولة وصلتها { يحكمون } ، وحذف العائد المنصوب ، وحذف المخصوص بالذّم لدلالة : { جعلوا } عليه ، أي : ساء ما يحكمون جَعْلُهم ، وسمَّاه حكماً تهكّما ، لأنَّهم نصبوا أنفسهم لتعيين الحقوق ، ففَصَلوا بحكمهم حقّ الله من حقّ الأصنام ، ثمّ أباحوا أن تأخذ الأصنام حقّ الله ولا يَأخذ الله حقّ الأصنام ، فكان حكماً باطلاً كقوله : { أفحكم الجاهليّة يبغون } [ المائدة : 50 ].
- إعراب القرآن : وَجَعَلُوا لِلَّهِ مِمَّا ذَرَأَ مِنَ الْحَرْثِ وَالْأَنْعَامِ نَصِيبًا فَقَالُوا هَٰذَا لِلَّهِ بِزَعْمِهِمْ وَهَٰذَا لِشُرَكَائِنَا ۖ فَمَا كَانَ لِشُرَكَائِهِمْ فَلَا يَصِلُ إِلَى اللَّهِ ۖ وَمَا كَانَ لِلَّهِ فَهُوَ يَصِلُ إِلَىٰ شُرَكَائِهِمْ ۗ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ
«وَجَعَلُوا لِلَّهِ» فعل ماض تعلق به الجار والمجرور والواو فاعله والجملة مستأنفة. «مِمَّا» متعلقان بمحذوف حال من نصيبا ، لتقدمه عليه. «ذَرَأَ» فعل ماض والجملة صلة الموصول لا محل لها. «مِنَ الْحَرْثِ» متعلقان بمحذوف حال من «وَالْأَنْعامِ» عطف «نَصِيباً» أيضا. «فَقالُوا» الجملة معطوفة. «هذا» اسم الإشارة مبتدأ «لِلَّهِ» متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ هذا وكذلك الجار والمجرور «بِزَعْمِهِمْ» ومثلها «هذا لِشُرَكائِنا». «فَما كانَ»
الفاء حرف تفريع. ما اسم موصول مبتدأ. كان فعل ماض ناقص واسمها ضمير مستتر. «لِشُرَكائِهِمْ» متعلقان بمحذوف خبر كان. «فَلا» الفاء رابطة لجواب الشرط لما في الموصول من معنى
الشرط. لا نافية وجملة «لا يَصِلُ إِلَى اللَّهِ» في محل رفع خبر إن. «وَما كانَ لِلَّهِ فَهُوَ يَصِلُ إِلى شُرَكائِهِمْ» جملة يصل إلى شركائهم في محل رفع خبر المبتدأ هو. «ساءَ» فعل ماض جامد لإنشاء الذم.
«ما» اسم موصول مبني على السكون في محل رفع فاعل. أو بمعنى شيء مبنية على السكون في محل نصب على التمييز والفاعل ضمير مستتر والتقدير ساء الحكم حكما حكمهم. وجملة المضارع «يَحْكُمُونَ» صلة الموصول أو صفة ما.
- English - Sahih International : And the polytheists assign to Allah from that which He created of crops and livestock a share and say "This is for Allah" by their claim "and this is for our partners [associated with Him]" But what is for their "partners" does not reach Allah while what is for Allah - this reaches their "partners" Evil is that which they rule
- English - Tafheem -Maududi : وَجَعَلُوا لِلَّهِ مِمَّا ذَرَأَ مِنَ الْحَرْثِ وَالْأَنْعَامِ نَصِيبًا فَقَالُوا هَٰذَا لِلَّهِ بِزَعْمِهِمْ وَهَٰذَا لِشُرَكَائِنَا ۖ فَمَا كَانَ لِشُرَكَائِهِمْ فَلَا يَصِلُ إِلَى اللَّهِ ۖ وَمَا كَانَ لِلَّهِ فَهُوَ يَصِلُ إِلَىٰ شُرَكَائِهِمْ ۗ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ(6:136) They *104 assign to Allah a portion out of the produce and cattle that He has created, saying out of their fancy: 'This is for Allah' - so they deem -'and this is for the associates (of Allah) whom we have contrived.' *105 Then, the portion assigned to the beings whom they have set up as associates (of Allah) does not reach Allah, but the portion assigned to Allah reaches the beings they set up as associates (of Allah)! *106Indeed evil is what they decide!
- Français - Hamidullah : Et ils assignent à Allah une part de ce qu'Il a Lui-même créé en fait de récoltes et de bestiaux et ils disent Ceci est à Allah - selon leur prétention - et ceci à nos divinités Mais ce qui est pour leurs divinités ne parvient pas à Allah tandis que ce qui est pour Allah parvient à leurs divinités Comme leur jugement est mauvais
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Und sie haben Allah mit dem was Er an Früchten auf den Saatfeldern und Vieh wachsen läßt einen Anteil bestimmt Und sie sagen "Dies ist für Allah" - so behaupten sie - "Und dies ist für unsere Teilhaber" Was nun für ihre Teilhaber bestimmt ist gelangt nicht zu Allah was aber für Allah bestimmt ist gelangt zu ihren Teilhabern Wie böse ist was sie urteilen
- Spanish - Cortes : Reservan a Alá una parte de la cosecha y de los rebaños que Él ha hecho crecer Y dicen Esto es para Alá -eso pretenden- y esto para nuestros asociados Pero lo que es para quienes ellos asocian no llega a Alá y lo que es para Alá llega a quienes ellos asocian ¡Qué mal juzgan
- Português - El Hayek : Do que Deus tem produzido em abundância quanto às semeaduras e ao gado eles Lhe destinam um quinhão dizem segundo as suas fantasias Isto é para Deus e aquilo é para os nossos parceiros Porém o que destinaram a seus parceirosjamais chegará a Deus; e o destinado a Deus chegará aos seus supostos parceiros Que péssimo é o que julgam
- Россию - Кулиев : Они предназначают Аллаху долю того что Он вырастил из посевов и скота и по своему разумению говорят Это - Аллаху а это - сотоварищам То что предназначено сотоварищам не попадает Аллаху а то что предназначено Аллаху попадает сотоварищам Скверно то что они решают
- Кулиев -ас-Саади : وَجَعَلُوا لِلَّهِ مِمَّا ذَرَأَ مِنَ الْحَرْثِ وَالْأَنْعَامِ نَصِيبًا فَقَالُوا هَٰذَا لِلَّهِ بِزَعْمِهِمْ وَهَٰذَا لِشُرَكَائِنَا ۖ فَمَا كَانَ لِشُرَكَائِهِمْ فَلَا يَصِلُ إِلَى اللَّهِ ۖ وَمَا كَانَ لِلَّهِ فَهُوَ يَصِلُ إِلَىٰ شُرَكَائِهِمْ ۗ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ
Они предназначают Аллаху долю того, что Он вырастил из посевов и скота, и по своему разумению говорят: «Это - Аллаху, а это - сотоварищам». То, что предназначено сотоварищам, не попадает Аллаху, а то, что предназначено Аллаху, попадает сотоварищам. Скверно то, что они решают!Всевышний сообщил о поступках язычников, отвергавших Пророка Мухаммада, да благословит его Аллах и приветствует, и эти поступки свидетельствуют об их глупости, легкомыслии и величайшем невежестве. Всеблагой и Всевышний Аллах перечислил некоторые из них, чтобы подчеркнуть их заблуждение, предостеречь от них людей и разъяснить, что противостояние таких глупцов истине, принесенной Божьим посланником, да благословит его Аллах и приветствует, никоим образом не умаляет ее значения. Они вообще не заслуживают того, чтобы ради их слов отказывались от истины. Они предназначали часть посевов и скота Аллаху, а часть - своим божествам, хотя Всевышний Аллах один сотворил для Своих рабов скотину и наделил их пропитанием. Поступая так, язычники совершали сразу два, даже три, опасных прегрешения. Во-первых, они считали, что оказывают милость Аллаху, когда предназначают Ему долю из посевов и скота, потому что подобные пожертвования, по их мнению, были необязательной милостыней. Во-вторых, они приобщали к Нему сотоварищей, которые не одаряли их пропитанием и не принимали участия в сотворении их посевов и скотины. В-третьих, они поступали несправедливо, не придавая особого значения той доле, которая предназначалась Аллаху. Они могли даже распределить ее между своими богами. В то же время они пеклись о той доле, которая доставалась их божествам. Они тщательно сберегали ее и никогда не отдавали даже части ее Аллаху. Когда язычники собирали урожай зерновых и фруктов и получали приплод домашней скотины, которыми их одарял Господь, они делили эти блага на две части. Одну часть они предназначали Аллаху, полагая, что Он принимает от них такие пожертвования, - но ведь Он принимает только те пожертвования, которые сделаны искренне ради Него, и отвергает деяния тех, кто приобщает к Нему сотоварищей. Вторую часть они предназначали своим идолам и истуканам. Если часть того, что они отводили Аллаху, смешивалась с тем, что они предназначали своим богам, они не возвращали это в долю, предназначенную Аллаху. Не придавая этому особого значения, они говорили: «Аллах не нуждается в этом!» Если же часть того, что они посвящали своим богам, смешивалась с тем, что они предназначали Аллаху, то они возвращали ее обратно и говорили: «Наши боги бедны, и мы должны вернуть им их долю!» Насколько же отвратительными и несправедливыми были суждения людей, которые относились к пожертвованиям, посвященным творениям, с большей старательностью, искренностью и заботливостью, чем к пожертвованиям, которые были посвящены Аллаху! Существует мнение, что толкованием этого прекрасного аята является достоверный хадис о том, что Всевышний Аллах сказал: «Я меньше всего нуждаюсь в том, чтобы ко Мне приобщали сотоварищей. Если кто-нибудь станет приобщать ко Мне сотоварищей, то Я оставлю его и его многобожие». Смысл этого аята в том, что посредством пожертвований, которые предназначались идолам, язычники всей душой пытались приблизиться к ним, и поэтому они не доходили до Аллаха. Пожертвования, которые язычники предназначали Аллаху, тоже не доходили до Него и доставались языческим богам, потому что Он не нуждается в подобных пожертвованиях и не принимает деяния тех, кто приобщает к Нему сотоварищей.
- Turkish - Diyanet Isleri : Kendi zanlarına göre "Bu Allah'ındır bu da putlarımızındır" diyerek Allah'ın yarattığı hayvanlar ve ekinlerden pay ayırdılar Putları için ayırdıkları Allah için verilmez ama Allah için ayırdıkları putlarına verilirdi; ne kötü hüküm veriyorlardı
- Italiano - Piccardo : E attribuiscono ad Allah una parte di quello che Lui ha prodotto dai campi e dai greggi e dicono “Questo per Allah secondo le loro pretese e questo per i nostri soci” Ma quello che è per gli dèi non giunge ad Allah e invece quello che è per Allah giunge ai loro dèi Quale sciagurato giudizio [Gli arabi pagani destinavano parte del prodotto dei loro campi e dei loro greggi al Dio Allah in cui vagamente credevano e un'altra parte agli dèi tribali considerati numi tutelari del loro clan e più “vicini” alle loro necessità Quando il raccolto andava a male o i greggi erano razziati o accadeva qualcosa che diminuiva la quota sacrificale veniva prelevato sulla parte del Dio per compensare quella degli dèi È in questo senso che va inteso “quello che è per Allah giunge ai loro soci”]
- كوردى - برهان محمد أمين : ئهو هاوهڵگهرو نهفامانه ههندێک لهوهی که خوا دروستی کردووه له بهرو بوومی کشتوکاڵ و ماڵاتیان کردووه به بهشی خواو وتویانه ئهمه بهشی خوایه بهخهیاڵی خۆیان ههندێکی تریشیان جیا کردۆتهوه و وتویانه ئهمهش بۆ بتهکانمانه جا ئهوهی بۆ بتهکانیان بڕیاریان داوه ئهوه بهخوا ناگات واته قبوڵ و پهسهند نیه ئهوهش که بهخهیاڵی ئهوان بۆ خوا بڕیاریانداوه ئهوه دهگهیشته لای بتهکان و بۆ ئهوان بوو ئای که دادوهریهکی خراپ و نادروست دهکهن
- اردو - جالندربرى : اور یہ لوگ خدا ہی کی پیدا کی ہوئی چیزوں یعنی کھیتی اور چوپایوں میں خدا کا بھی ایک حصہ مقرر کرتے ہیں اور اپنے خیال باطل سے کہتے ہیں کہ یہ حصہ تو خدا کا اور یہ ہمارے شریکوں یعنی بتوں کا تو جو حصہ ان کے شریکوں کا ہوتا ہے وہ تو خدا کی طرف نہیں جا سکتا اور جو حصہ خدا کا ہوتا ہے وہ ان کے شریکوں کی طرف جا سکتا ہے یہ کیسا برا انصاف ہے
- Bosanski - Korkut : Oni određuju za Allaha dio ljetine i dio stoke koju je On stvorio pa govore "Ovo je za Allaha" – tvrde oni – "a ovo za božanstva naša" Međutim ono što je namijenjeno božanstvima njihovim ne stiže Allahu dok ono što je određeno za Allaha stiže božanstvima njihovim Kako ružno oni sude
- Swedish - Bernström : AV GRÖDAN som Gud låter mogna och av boskapen som Han låter föröka sig tar de undan en del åt Gud och säger "Detta tillhör Gud" det påstår de "och detta är Guds medhjälpares [andel]" Men det som är avsett för Guds [förmenta] medhjälpare når inte Gud och det som är avsett för Gud kommer medhjälparna till godo; hur dåligt är inte deras omdöme
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Dan mereka memperuntukkan bagi Allah satu bagian dari tanaman dan ternak yang telah diciptakan Allah lalu mereka berkata sesuai dengan persangkaan mereka "Ini untuk Allah dan ini untuk berhalaberhala kami" Maka sajisajian yang diperuntukkan bagi berhalaberhala mereka tidak sampai kepada Allah; dan sajisajian yang diperuntukkan bagi Allah maka sajian itu sampai kepada berhalaberhala mereka Amat buruklah ketetapan mereka itu
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : وَجَعَلُوا لِلَّهِ مِمَّا ذَرَأَ مِنَ الْحَرْثِ وَالْأَنْعَامِ نَصِيبًا فَقَالُوا هَٰذَا لِلَّهِ بِزَعْمِهِمْ وَهَٰذَا لِشُرَكَائِنَا ۖ فَمَا كَانَ لِشُرَكَائِهِمْ فَلَا يَصِلُ إِلَى اللَّهِ ۖ وَمَا كَانَ لِلَّهِ فَهُوَ يَصِلُ إِلَىٰ شُرَكَائِهِمْ ۗ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ
(Dan mereka memperuntukkan) orang-orang kafir Mekah (bagi Allah satu bagian dari apa yang telah diciptakan)-Nya (yaitu berupa tanaman) hasil lahan (dan ternak sebagai bagian) yang mereka infakkan untuk tamu-tamu dan orang-orang miskin dan juga satu bagian lainnya untuk sesembahan-sesembahan mereka yang mereka berikan kepada para juru kuncinya (lalu mereka berkata sesuai dengan prasangka mereka, "Ini untuk Allah) dengan dibaca fatah dan damah huruf zai-nya (dan ini untuk berhala-berhala kami.") maksudnya apabila ada sesuatu yang terjatuh dari bagian untuk sesembahan mereka, mereka berani mengambilnya kembali. Tetapi apabila ada sesuatu yang terjatuh, dari bagian untuk Allah mereka membiarkannya kemudian mereka berkata, "Sesungguhnya Allah tidak membutuhkan ini." Demikianlah sebagaimana yang diungkapkan dalam firman-Nya berikut ini: (Maka sajian-sajian yang diperuntukkan bagi berhala-berhala mereka tidak sampai kepada Allah) (dan sajian-sajian yang diperuntukkan bagi Allah, maka sajian itu sampai kepada berhala-berhala mereka. Amat buruklah) amat jeleklah (apa yang mereka tetapkan) yakni keputusan hukum mereka itu.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : আল্লাহ যেসব শস্যক্ষেত্র ও জীবজন্তু সৃষ্টি করেছেন সেগুলো থেকে তারা এক অংশ আল্লাহর জন্য নির্ধারণ করে অতঃপর নিজ ধারণা অনুসারে বলে এটা আল্লাহর এবং এটা আমাদের অংশীদারদের। অতঃপর যে অংশ তাদের অংশীদারদের তা তো আল্লাহর দিকে পৌঁছে না এবং যা আল্লাহর তা তাদের উপাস্যদের দিকে পৌছে যায়। তাদের বিচার কতই না মন্দ।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : அல்லாஹ் உண்டாக்கிய விளைச்சலிலிருந்தும் கால்நடைகளிலிருந்தும் அல்லாஹ்வுக்கென ஒரு பாகத்தை ஏற்படுத்தினார்கள்; இன்னும் அவர்களின் எண்ணப்படி இது அல்லாஹ்வுக்கு என்றும் இது எங்களுடைய இணை தெய்வங்களுக்கு என்றும் சொல்கிறார்கள் அவர்கள் தங்கள் தெய்வங்களுக்கென்று குறிப்பிட்ட பாகத்தில் எதுவும் அல்லாஹ்வுக்குச் சேர்வதில்லை அல்லாஹ்வுக்கு ஆகியிருப்பது அவர்கள் தெய்வங்களுக்குச் சேரும் என்றும் சொல்கிறார்கள் அவர்கள் செய்யும் இம்முடிவு மிகவும் கெட்டதாகும்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : และพวกเขาได้ให้มีส่วนหนึ่งสำหรับอัลลอฮ์ ซึ่งสิ่งที่พระองค์ได้บังเกิดขึ้นอันได้แก่พืชและปศุสัตว์ โดยที่พวกเขากล่าวว่า นี้สำหรับอัลลอฮ์ตามการอ้างของพวกเขา และนี้สำหรับบรรดาภาคีของพวกเรา แล้วส่วนที่เป็นของบรรดาภาคีแห่งพวกเขานั้นก็จะไม่ถึงอัลลอฮ์ แต่ส่วนที่เป็นของอัลลอฮ์นั้นจะถึงบรรดาภาคีของพวกเขา ช่างชั่วช้าแท้ ๆ สิ่งที่พวกเขาตัดสินกัน
- Uzbek - Мухаммад Содик : Улар Аллоҳга Унинг Ўзи яратган экинлар ва чорвалардан насиба ажратдилар ва ўзларича Бу Аллоҳга бу эса бутларимизга дедилар Бас бутларига бўлган нарса Аллоҳга етмас Аллоҳга бўлган нарса эса бутларига етадир Чиқарган ҳукмлари қандай ҳам ёмона Араб мушриклари экинлардан чорва ҳайвонларидан Аллоҳга насиба ажратиш одатлари бор эди Шу билан бирга бутларига ҳам ўша экинлардан ва чорва ҳайвонларидан насиба ажратар эдилар Агар Аллоҳга ажратган нарсалари бутларига ажратган нарсаларига қўшилиб кетса майли деб қўяр эдилар Аммо бутларига ажратган насибадан Аллоҳга ажратилганига қўшилиб кетса Аллоҳ бунга муҳтож эмас деб қайтариб олишарди Бу иш аслида мантиқсиз қўполроқ қилиб айтадиган бўлсак ахмоқона иш эди
- 中国语文 - Ma Jian : 他们把真主所创造的农产和牲畜,一份供献真主,(一份供献偶像),他们妄言:这是真主的,这是我们的配主的。供献他们的配主的,不能拨归真主;供献真主的,却可以拨归他们的配主。他们的决定真恶劣!
- Melayu - Basmeih : Dan mereka orangorang musyrik memperuntukkan dari hasil tanaman dan binatangbinatang ternak yang diciptakan oleh Allah itu sebahagian bagi Allah dan sebahagian lagi untuk berhalaberhala mereka lalu mereka berkata Ini untuk Allah menurut anggapan mereka dan ini untuk berhalaberhala kami" Kemudian apa yang telah ditentukan untuk berhalaberhala mereka maka ia tidak sampai kepada Allah kerana mereka tidak membelanjakannya pada jalan Allah dan apa yang telah ditentukan untuk Allah sampai pula kepada berhalaberhala mereka kerana mereka membelanjakannya pada jalan itu Amatlah jahatnya apa yang mereka hukumkan itu
- Somali - Abduh : Waxay uga yeeleen Eebe wuxuu Abuuray oo Beero iyo Xoola ah qayb waxayna Dheheen kan Eebaa iska leh Sheegashadooda kanna waxaa iska leh Shurukadanada Sanamyda waxa Sanamyadu ma Gaadho Eebe waxa Eebana wuxuu Gaadhaa Sanamyadooda waxaa Xun waxay Xukumeen
- Hausa - Gumi : Kuma sun sanya wani rabõ ga Allah daga abin da Ya halitta daga shũka da dabbõbi sai suka ce "Wannan na Allah ne" da riyãwarsu "Kuma wannan na abũbuwan shirkinmu ne" Sa'an nan
- Swahili - Al-Barwani : Na wamemwekea sehemu Mwenyezi Mungu katika mimea na wanyama alio umba nao husema Hii ni sehemu ya Mwenyezi Mungu kwa madai yao na hii ni ya miungu tunao washirikisha Basi vile walivyo wakusudia miungu yao havimfikii Mwenyezi Mungu na vilivyo kuwa vya Mwenyezi Mungu huwafikia miungu yao Ni uovu kabisa hayo wanayo yahukumu
- Shqiptar - Efendi Nahi : Ata mohuesit kanë caktuar pjesë nga të lashtat dhe kafshët shtëpiake të cilat i ka krijuar Ai Zoti dhe thonë sipas hamendjes së tyre “Kjo është për Perëndinë e kjo është për putat tona” Mirëpo ajo pjsë që është për putat e tyre nuk arrin nuk jepen te Zoti kurse ajo që ata e kanë caktuar për Perëndinë – ajo arrinë jipet te putat e tyre Sa gjykim të shëmtuar bëjnë ata
- فارسى - آیتی : براى خدا از كشتهها و چارپايانى كه آفريده است نصيبى معين كردند و به خيال خود گفتند كه اين از آن خداست و اين از آن بتان ماست. پس آنچه از آن بتانشان بود به خدا نمىرسيد، و آنچه از آن خدا بود به بتانشان مىرسيد. به گونهاى بد داورى مىكردند.
- tajeki - Оятӣ : Барои Худо аз киштаҳову чорпоёне, ки офаридааст, насибе муъайян карданд ва ба хаёли худ гуфтанд, ки ин аз они Худост ва ин аз они бутони мост. Пас он чӣ аз они бутонашон буд, ба Худо намерасид ва он чӣ аз они Худо буд, ба бутонашон мерасид. Ба тарзе бад доварӣ мекарданд.
- Uyghur - محمد صالح : مۇشرىكلار اﷲ ياراتقان ئېكىنلەردىن ۋە چاھار پايلاردىن (يەنى تۆگە، كالا، قويلاردىن) اﷲ ئۈچۈن بىر ھەسسە (بۇتلىرى ئۈچۈن بىر ھەسسە) ئايرىپ قويۇپ، ئۆز گۇمانلىرىچە (ھېچقانداق دەلىلسىزلا): «بۇ اﷲ ئۈچۈندۇر، بۇ مەبۇدلىرىمىز ئۈچۈندۇر» دېدى. بۇتلىرىنىڭ نېسىۋېسىدىن اﷲ نىڭكىگە قوشۇشقا بولمايتتى، اﷲ نىڭ نېسىۋېسىدىن بۇتلىرىنىڭكىگە قوشۇشقا بولاتتى (مۇشرىكلار اﷲ قا ئاتىغان ھەسسىسىدىن بۇتلارغا ئاتىغان ھەسسىسىگە بىرەر نەرسە قوشۇلۇپ قالسا، ئۇنى بۇتلىرىنىڭ ھەسسىسى ئىچىدە قالدۇراتتى ۋە اﷲ باي، بۇنىڭغا موھتاج ئەمەس، دەيتتى. بۇتلىرىغا ئاتىغان ھەسسىسىدىن اﷲ قا ئاتىغان ھەسسىسىگە بىرەر نەرسە قوشۇلۇپ قالسا، ئۇنى بۇتلىرىنىڭ ھەسسىسىگە قايتۇرۇۋېتەتتى). ئۇلارنىڭ قارارى نېمىدېگەن قەبىھ!
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : അല്ലാഹുതന്നെ സൃഷ്ടിച്ചുണ്ടാക്കിയ വിളകളില്നിന്നും കാലികളില്നിന്നും ഒരു വിഹിതം അവരവന് നിശ്ചയിച്ചുകൊടുത്തിരിക്കുന്നു. എന്നിട്ടവര് കെട്ടിച്ചമച്ച് പറയുന്നു: "ഇത് അല്ലാഹുവിനുള്ളതാണ്. ഇത് തങ്ങള് പങ്കാളികളാക്കിവെച്ച ദൈവങ്ങള്ക്കും.” അതോടൊപ്പം അവരുടെ പങ്കാളികള്ക്കുള്ളതൊന്നും അല്ലാഹുവിലേക്കെത്തിച്ചേരുകയില്ല. അല്ലാഹുവിനുള്ളതോ അവരുടെ പങ്കാളികള്ക്കെത്തിച്ചേരുകയും ചെയ്യും. അവരുടെ തീരുമാനം എത്ര ചീത്ത!
- عربى - التفسير الميسر : وجعل المشركون لله جل وعلا جزءا مما خلق من الزروع والثمار والانعام يقدمونه للضيوف والمساكين وجعلوا قسما اخر من هذه الاشياء لشركائهم من الاوثان والانصاب فما كان مخصصا لشركائهم فانه يصل اليها وحدها ولا يصل الى الله وما كان مخصصا لله تعالى فانه يصل الى شركائهم بئس حكم القوم وقسمتهم
*104). There now follows an elucidation of the 'ignorance' which those people-insistently clung to, and which they were not prepared to forsake. They are also told about that major 'wrong' which, if not abandoned, will bar their way to salvation.
*105). They themselves acknowledged that the earth belongs to God, and that it is He Who causes the vegetation to grow. They also affirmed that God is the creator of the animals which were yoked to their service. They believed, however, that the grace of God for them was the outcome of the blessing and benediction of the angels, jinn, heavenly stars, spirits of their pious ancestors and so on, who cared for their well-being and were their patrons. They therefore used to make a two-fold division of their harvest and livestock offerings. One part was devoted to God in recognition of their gratitude to Him for having granted them farms and animals, while the rest was devoted to the household gods of either their family or tribes in order to ensure their continuing grace and benediction.
First, God censures them for this iniquity and asks them - since all those animals were created and had been granted to them by God alone - what justification there is for making offerings to others. Is it not sheer ingratitude to ascribe the acts of benevolence and grace of the true Benefactor to the intercession of others, and to associate them with God in thanksgiving? Second, they are censured indirectly for assigning quite an arbitrary share in their offerings to God, as if they themselves were the law-maker who could ascribe shares to God and others as they wished. To God alone belong all the bounties He has given man, and only His Law should therefore determine what part of those bounties should be offered to Him in thanksgiving and how the remaining should be spent. Hence even if they spend something in the way of Allah, for the poor and the deprived, but according to their own will, that does not deserve to be accepted by Him.
*106). This is subtle sarcasm at the trickery to which the polytheists resorted while dividing the offerings between God and the partners whom they had set up with Him. By one device and another they increased the share of the false deities, which only showed that their heart lay with those sham partners of God rather than with Him.
It is instructive to recall those tricks. If, while they were apportioning God's share of cereals and fruits, anything belonging to His share fell out of its place, it used to be added to the portion earmarked for the share of God's partners. On the contrary, if any part of the, partners' share fell out or got mixed up with the portion earmarked for God, they were most careful to return it to where it belonged. Whenever they were criticized for this, they had a number of interesting apologies to offer. They said, for instance, that being the Creator, God is Self-Sufficient and hence He does not care if His portion is in some way reduced. As for the 'partners', they were not after all self-sufficient and would therefore take them to task for the slightest diminution in their share.
In order to grasp what lay at the root of these superstitions, it is essential to know that the portion which these ignorant people earmarked for God was devoted to helping the indigent, the poor, travellers, orphans and so on. On the other hand, the portion earmarked for offerings to the partners' actually went either directly to the coffers of the priestly class or was offered at the shrines and thus ultimately reached the priests and caretakers of those shrines. Over the course of centuries these selfish religious leaders had impressed upon those simple-minded people that there was no harm in God's share being reduced, but that of God's dear ones, far from being diminished, should be increased.