- عربي - نصوص الآيات عثماني : إِنَّ ٱلَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِى شَىْءٍ ۚ إِنَّمَآ أَمْرُهُمْ إِلَى ٱللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ
- عربى - نصوص الآيات : إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء ۚ إنما أمرهم إلى الله ثم ينبئهم بما كانوا يفعلون
- عربى - التفسير الميسر : إن الذين فرقوا دينهم بعد ما كانوا مجتمعين على توحيد الله والعمل بشرعه، فأصبحوا فرقا وأحزابا، إنك -أيها الرسول- بريء منهم، إنما حكمهم إلى الله تعالى، ثم يخبرهم بأعمالهم، فيجازي من تاب منهم وأحسن بإحسانه، ويعاقب المسيء بإساءته.
- السعدى : إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ ۚ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ
يتوعد تعالى الذين فرقوا دينهم، أي: شتتوه وتفرقوا فيه، وكلٌّ أخذ لنفسه نصيبا من الأسماء التي لا تفيد الإنسان في دينه شيئا، كاليهودية والنصرانية والمجوسية. أو لا يكمل بها إيمانه، بأن يأخذ من الشريعة شيئا ويجعله دينه، ويدع مثله، أو ما هو أولى منه، كما هو حال أهل الفرقة من أهل البدع والضلال والمفرقين للأُمة. ودلت الآية الكريمة أن الدين يأمر بالاجتماع والائتلاف، وينهى عن التفرق والاختلاف في أهل الدين، وفي سائر مسائله الأصولية والفروعية. وأمره أن يتبرأ ممن فرقوا دينهم فقال: { لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ } أي لست منهم وليسوا منك، لأنهم خالفوك وعاندوك. { إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ } يردون إليه فيجازيهم بأعمالهم { ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ }
- الوسيط لطنطاوي : إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ ۚ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ
ثم بين- سبحانه- أحوال الفرق الضالة بوجه عام فقال: إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكانُوا شِيَعاً لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ.
أى: إن الذين فرقوا دينهم بأن اختلفوا فيه مع وحدته في نفسه فجعلوه أهواء متفرقة، ومذاهب متباينة: وَكانُوا شِيَعاً أى فرقا ونحلا تتبع كل فرقة إماما لها على حسب أهوائها ومتعها ومنافعها بدون نظر إلى الحق.
وقوله: قُلِ انْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ تهديد لهم. أى: قل يا محمد لهؤلاء الكافرين: انتظروا ما تنتظرونه من إتيان أحد الأمور الثلاثة لتروا أى شيء تنتظرون، فإنا منتظرون معكم لنشاهد ما يحل بكم من سوء العاقبة.
ثم بين- سبحانه- أحوال الفرق الضالة بوجه عام فقال: إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكانُوا شِيَعاً لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ.
أى: إن الذين فرقوا دينهم بأن اختلفوا فيه مع وحدته في نفسه فجعلوه أهواء متفرقة، ومذاهب متباينة: وَكانُوا شِيَعاً أى فرقا ونحلا تتبع كل فرقة إماما لها على حسب أهوائها ومتعها ومنافعها بدون نظر إلى الحق.
وقوله: لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ أى: أنت برىء منهم محمى الجناب عن مذاهبهم الباطلة، وفرقهم الضالة. أو لست من هدايتهم إلى التوحيد في شيء إذ هم قد انطمست قلوبهم فأصبحوا لا يستجيبون لمن يدعوهم إلى الهدى.
وقوله: إِنَّما أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ تعليل للنفي المذكور قبله أى: هو يتولى وحده أمرهم جميعا، ويدبره حسب ما تقتضيه حكمته، فلا تذهب نفسك عليهم حسرات إن الله عليم بما يصنعون» .
وقوله: ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِما كانُوا يَفْعَلُونَ أى: ثم يخبرهم يوم القيامة بما كانوا يفعلونه في الدنيا من آثام وسيئات، ويعاقبهم على ذلك بما يستحقونه من عقوبات.
والآية الكريمة عامة في كل من فارق تعاليم الإسلام سواء أكان مشركا أم كتابيا، ويندرج فيها أصحاب الفرق الباطلة والمذاهب الفاسدة في كل زمان ومكان، كالقاديانية، والباطنية، والبهائية، وغير ذلك من أصحاب الأهواء والبدع والضلالات.
قال ابن كثير: «والظاهر أن الآية عامة في كل من فارق دين الله وكان مخالفا له، فإن الله بعث رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله، وشرعه واحد لا اختلاف فيه ولا افتراق.
فمن اختلف فيه وَكانُوا شِيَعاً أى: فرقا كأهل الأهواء والملل والنحل والضلالات، فإن الله قد برأ رسوله منهم. وهذه الآية كقوله تعالى: شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ ما وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ. الآية.
وفي الحديث: «نحن معاشر الأنبياء أولاد علات. ديننا واحد» فهذا هو الصراط المستقيم، وهو ما جاءت به الرسل من عبادة الله وحده والتمسك بشريعة الرسول المتأخر، وما خالف ذلك فضلالات وجهالات وآراء وأهواء، والرسل برآء منها كما قال- تعالى- لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ .
- البغوى : إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ ۚ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ
قوله - عز وجل - : ( إن الذين فرقوا دينهم ) قرأ حمزة والكسائي : " فارقوا " ، بالألف هاهنا وفي سورة الروم ، أي : خرجوا من دينهم وتركوه وقرأ الآخرون : " فرقوا " مشددا ، أي : جعلوا دين الله وهو واحد - دين إبراهيم عليه السلام الحنيفية - أديانا مختلفة ، فتهود قوم وتنصر قوم ، يدل عليه قوله - عز وجل - : ( وكانوا شيعا ) أي : صاروا فرقا مختلفة وهم اليهود والنصارى في قول مجاهد وقتادة والسدي .
وقيل : هم أصحاب البدع والشبهات من هذه الأمة . وروي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لعائشة : " يا عائشة إن الذين فارقوا دينهم وكانوا شيعا هم أصحاب البدع والشبهات من هذه الأمة " .
حدثنا أبو الفضل زياد بن محمد بن زياد الحنفي أنا أبو محمد عبد الرحمن بن أحمد بن محمد الأنصاري أنا أبو عبد الله محمد بن عقيل بن الأزهري بن عقيل الفقيه البلخي أنا الرمادي أحمد بن منصور أنا الضحاك بن مخلد أنا ثور بن يزيد أنا خالد بن معدان عن عبد الرحمن بن عمرو السلمي عن العرباض بن سارية قال : " صلى بنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الصبح فوعظنا موعظة بليغة ذرفت منها العيون ، ووجلت منها القلوب ، وقال قائل : يا رسول الله كأنها موعظة مودع فأوصنا : فقال : " أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن كان عبدا حبشيا ، فإن من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا ، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين ، عضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور ، فإن كل بدعة ضلالة " .
وروي عن عبد الله بن عمر قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : "
إن بني إسرائيل تفرقت على اثنين وسبعين فرقة ، وتفرقت أمتي على ثلاث وسبعين ملة ، كلهم في النار إلا واحدة " ، قالوا : من هي يا رسول الله؟ قال : " ما أنا عليه وأصحابي " .قال عبد الله بن مسعود : "
فإن أحسن الحديث كتاب الله ، وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها " . ورواه جابر مرفوعا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .قوله - عز وجل - : ( لست منهم في شيء ) قيل : لست من قتالهم في شيء ، نسختها آية القتال وهذا على قول من يقول : المراد في الآية اليهود والنصارى ، ومن قال : أراد بالآية أهل الأهواء قال : المراد من قوله : "
لست منهم في شيء " أي أنت منهم بريء وهم منك برآء ، تقول العرب : إن فعلت كذا فلست مني ولست منك أي : كل واحد منا بريء من صاحبه ، ( إنما أمرهم إلى الله ) يعني : في الجزاء والمكافآت ، ( ثم ينبئهم بما كانوا يفعلون ) إذا وردوا للقيامة . - ابن كثير : إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ ۚ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ
قال مجاهد ، وقتادة ، والضحاك ، والسدي : نزلت هذه الآية في اليهود والنصارى .
وقال العوفي ، عن ابن عباس في قوله : ( إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا ) وذلك أن اليهود والنصارى اختلفوا قبل أن يبعث محمد صلى الله عليه وسلم ، فتفرقوا . فلما بعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم أنزل : ( إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء ) الآية .
وقال ابن جرير : حدثني سعد بن عمرو السكوني ، حدثنا بقية بن الوليد : كتب إلي عباد بن كثير ، حدثني ليث ، عن طاوس ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن في هذه الأمة ( الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء ) وليسوا منك ، هم أهل البدع ، وأهل الشبهات ، وأهل الضلالة ، من هذه الأمة "
لكن هذا الإسناد لا يصح ، فإن عباد بن كثير متروك الحديث ، ولم يختلق هذا الحديث ، ولكنه وهم في رفعه . فإنه رواه سفيان الثوري ، عن ليث - وهو ابن أبي سليم - عن طاوس ، عن أبي هريرة ، في قوله : ( إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا ) قال : نزلت في هذه الأمة .
وقال أبو غالب ، عن أبي أمامة ، في قوله : ( إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا ) قال : هم الخوارج . وروي عنه مرفوعا ، ولا يصح .
وقال شعبة ، عن مجالد ، عن الشعبي ، عن شريح ، عن عمر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعائشة : ( إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا ) قال : " هم أصحاب البدع " .
وهذا رواه ابن مردويه ، وهو غريب أيضا ولا يصح رفعه .
والظاهر أن الآية عامة في كل من فارق دين الله وكان مخالفا له ، فإن الله بعث رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ، وشرعه واحد لا اختلاف فيه ولا افتراق ، فمن اختلف فيه ( وكانوا شيعا ) أي : فرقا كأهل الملل والنحل - وهي الأهواء والضلالات - فالله قد برأ رسوله مما هم فيه . وهذه الآية كقوله تعالى : ( شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه ) الآية [ الشورى : 13 ] ، وفي الحديث : " نحن معاشر الأنبياء أولاد علات ، ديننا واحد "
فهذا هو الصراط المستقيم ، وهو ما جاءت به الرسل ، من عبادة الله وحده لا شريك له ، والتمسك بشريعة الرسول المتأخر ، وما خالف ذلك فضلالات وجهالات وآراء وأهواء ، الرسل برآء منها ، كما قال : ( لست منهم في شيء ) .
وقوله : ( إنما أمرهم إلى الله ثم ينبئهم بما كانوا يفعلون ) كقوله ( إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئين والنصارى والمجوس والذين أشركوا إن الله يفصل بينهم يوم القيامة إن الله على كل شيء شهيد ) [ الحج : 17 ] ، ثم بين فضله يوم القيامة في حكمه وعدله فقال :
- القرطبى : إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ ۚ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ
قوله تعالى إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء إنما أمرهم إلى الله ثم ينبئهم بما كانوا يفعلون
قوله تعالى إن الذين فرقوا دينهم قرأه حمزة والكسائي ( فارقوا ) بالألف ، وهي قراءة علي بن أبي طالب كرم الله وجهه ; من المفارقة والفراق . على معنى أنهم تركوا دينهم وخرجوا عنه . وكان علي يقول : والله ما فرقوه ولكن فارقوه . وقرأ الباقون بالتشديد ; إلا النخعي فإنه قرأ ( فرقوا ) مخففا ; أي آمنوا ببعض وكفروا ببعض . والمراد اليهود والنصارى في قول مجاهد وقتادة والسدي والضحاك . وقد وصفوا بالتفرق ; قال الله تعالى : وما تفرق الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءتهم البينة . وقال : ويريدون أن يفرقوا بين الله ورسله . وقيل : عنى المشركين ، عبد بعضهم الصنم وبعضهم الملائكة . وقيل : الآية عامة في جميع الكفار . وكل من ابتدع وجاء بما لم يأمر الله عز وجل به فقد فرق دينه . وروى أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذه الآية إن الذين فرقوا دينهم هم أهل البدع والشبهات ، وأهل الضلالة من هذه الأمة . وروى بقية بن الوليد حدثنا شعبة بن الحجاج حدثنا مجالد عن الشعبي عن شريح عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعائشة : إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا إنما هم أصحاب البدع وأصحاب الأهواء وأصحاب الضلالة من هذه الأمة ، يا عائشة إن لكل صاحب ذنب توبة غير أصحاب البدع وأصحاب الأهواء ليس لهم توبة وأنا بريء منهم وهم منا برآء . وروى ليث بن أبي سليم عن طاوس عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ ( إن الذين فارقوا دينهم ) .
ومعنى شيعا فرقا وأحزابا . وكل قوم أمرهم واحد يتبع بعضهم رأي بعض فهم شيع .
لست منهم في شيء فأوجب براءته منهم ; وهو كقوله عليه السلام : من غشنا فليس منا أي نحن برآء منه . وقال الشاعر :
إذا حاولت في أسد فجورا فإني لست منك ولست مني
أي أنا أبرأ منك . وموضع في شيء نصب على الحال من المضمر الذي في الخبر ; قاله أبو علي . وقال الفراء هو على حذف مضاف . المعنى : لست من عقابهم في شيء ، وإنما عليك الإنذار .
إنما أمرهم إلى الله تعزية للنبي صلى الله عليه وسلم .
- الطبرى : إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ ۚ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ
القول في تأويل قوله تعالى : إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ (159)
قال أبو جعفر: اختلف القرأة في قراءة قوله: (فرقوا) .
فروي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه, ما:
14252- حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا أبي, عن سفيان, عن أبي إسحاق, عن عمرو بن دينار, أن عليًّا رضي الله عنه قرأ: " إنَّ الَّذِينَ فَارَقُوا دِينَهُمْ" .
14253- حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا جرير قال، قال حمزة الزيات: قرأها علي رضي الله عنه: " فَارَقُوا دِينَهُمْ" .
14254- . . . وقال، حدثنا الحسن بن علي, عن سفيان, عن قتادة: " فَارَقُوا دِينَهُمْ".
* * *
وكأن عليًّا ذهب بقوله: " فارقوا دينهم "، خرجوا فارتدوا عنه، من " المفارقة ".
* * *
وقرأ ذلك عبد الله بن مسعود, كما:-
14255- حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا يحيى بن رافع, عن زهير قال، حدثنا أبو إسحاق أن عبد الله كان يقرؤها: (فَرَّقوا دِينَهُمْ) .
* * *
وعلى هذه القراءة = أعني قراءة عبد الله = قرأة المدينة والبصرة وعامة قرأة الكوفيين . وكأنّ عبد الله تأوّل بقراءته ذلك كذلك: أن دين الله واحد, وهو دين إبراهيم الحنيفية المسلمة, ففرّق ذلك اليهود والنصارى, فتهوّد قومٌ وتنصَّر آخرون, فجعلوه شيعًا متفرقة .
* * *
قال أبو جعفر: والصواب من القول في ذلك أن يقال: إنهما قراءتان معروفتان, قد قرأت بكل واحدة منهما أئمة من القرأة, وهما متفقتا المعنى غير مختلفتيه . وذلك أن كل ضالّ فلدينه مفارق, وقد فرَّق الأحزابُ دينَ الله الذي ارتضاه لعباده, فتهود بعض وتنصر آخرون, وتمجس بعض. وذلك هو " التفريق " بعينه، ومصير أهله شيعًا متفرقين غير مجتمعين, فهم لدين الله الحقِّ مفارقون، وله مفرِّقون. (52) فبأيِّ ذلك قرأ القارئ فهو للحق مصيب, غير أني أختار القراءة بالذي عليه عُظْم القرأة, وذلك تشديد " الراء " من " فرقوا " .
* * *
ثم اختلف أهل التأويل في المعنيين بقوله: (إن الذين فرّقوا دينهم).
فقال بعضهم: عنى بذلك اليهود والنصارى .
* ذكر من قال ذلك:
14256- حدثنا محمد بن عمرو قال، حدثنا أبو عاصم قال، حدثنا عيسى, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد في قول الله: (وكانوا شيعًا)، قال: يهود .
14257- حدثني المثنى قال، حدثنا أبو حذيفة قال، حدثنا شبل, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد, بنحوه .
14258- حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال، حدثنا محمد بن ثور, عن معمر, عن قتادة: (فرقوا دينهم)، قال: هم اليهود والنصارى.
14259- حدثنا بشر قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد, عن قتادة قوله: (إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعًا)، من اليهود والنصارى.
14260- حدثني محمد بن الحسين قال، حدثنا أحمد بن المفضل قال، حدثنا أسباط, عن السدي: (إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعًا لست منهم في شيء)، هؤلاء اليهود والنصارى . وأما قوله: (فارقوا دينهم)، فيقول: تركوا دينهم وكانوا شيعًا . (53)
14261- حدثني محمد بن سعد قال، حدثني أبي قال، حدثني عمي قال، حدثني أبي, عن أبيه, عن ابن عباس قوله: (إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعًا)، وذلك أن اليهود والنصارى اختلفوا قبل أن يبعث محمد، فتفرقوا. فلما بعث محمد أنـزل الله: (إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعًا لست منهم في شيء) .
14262- حدثت عن الحسين بن الفرج قال، سمعت أبا معاذ يقول، أخبرنا عبيد بن سليمان قال، سمعت الضحاك يقول في قوله: (إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعًا)، يعني اليهود والنصارى .
14263- حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا حسين بن علي, عن شيبان, عن قتادة: " فارقوا دينهم "، قال: هم اليهود والنصارى .
* * *
وقال آخرون: عنى بذلك أهلَ البدع من هذه الأمة، الذين اتبعوا متشابه القرآن دون محكمه .
* ذكر من قال ذلك:
14264- حدثنا محمد بن بشار قال، حدثنا عبد الرحمن قال، حدثنا سفيان, عن ليث, عن طاوس, عن أبي هريرة قال: (إن الذين فرقوا دينهم)، قال: نـزلت هذه الآية في هذه الأمة . (54)
14265- حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا أبي, عن سفيان, عن ليث, عن طاوس, عن أبي هريرة: (إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعًا)، قال: هم أهل الصلاة . (55)
14266- حدثني سعيد بن عمرو السكوني قال، حدثنا بقية بن الوليد قال: كتب إليّ عباد بن كثير قال، حدثني ليث, عن طاوس, عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، في هذه الآية: إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعًا لست منهم في شيء)، وليسوا منك, هم أهل البدع، وأهل الشبهات، وأهل الضلالة من هذه الأمة . (56)
* * *
قال أبو جعفر: والصواب من القول في ذلك عندي أن يقال: إن الله أخبر نبيه صلى الله عليه وسلم أنه بريء ممن فارق دينه الحق وفرقه, وكانوا فرقًا فيه وأحزابًا شيعًا, وأنه ليس منهم. ولا هم منه، لأن دينه الذي بعثه الله به هو الإسلام، دين إبراهيم الحنيفية، كما قال له ربه وأمره أن يقول: قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ [سورة الأنعام: 161].
فكان من فارق دينه الذي بعث به صلى الله عليه وسلم من مشرك ووثنيّ ويهودي ونصرانيّ ومتحنِّف مبتدع قد ابتدع في الدين ما ضلّ به عن الصراط المستقيم والدين القيم ملة إبراهيم المسلم, فهو بريء من محمد صلى الله عليه وسلم، ومحمد منه بريء, وهو داخل في عموم قوله: (إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعًا لست منهم في شيء) .
* * *
وأما قوله: (لست منهم في شيء إنما أمرهم إلى الله)، فإن أهل التأويل اختلفوا في تأويله.
فقال بعضهم: نـزلت هذه الآية على نبيّ الله بالأمر بترك قتال المشركين قبل وُجوب فرض قتالهم, ثم نسخها الأمر بقتالهم في" سورة براءة ", وذلك قوله: فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ .[ سورة التوبة: 5].
* ذكر من قال ذلك:
14267- حدثني محمد بن الحسين قال، حدثنا أحمد بن المفضل قال، حدثنا أسباط, عن السدي قوله: (لست منهم في شيء إنما أمرهم إلى الله)، لم يؤمر بقتالهم, ثم نسخت, فأمر بقتالهم في" سورة براءة " .
* * *
وقال آخرون: بل نـزلت على النبي صلى الله عليه وسلم إعلامًا من الله له أنَّ من أمته من يُحْدث بعده في دينه. وليست بمنسوخة, لأنها خبرٌ لا أمر, والنسخ إنما يكون في الأمر والنهي .
* ذكر من قال ذلك:
14268- حدثنا أبو كريب قال، حدثنا ابن إدريس قال، أخبرنا مالك بن مغول, عن علي بن الأقمر, عن أبي الأحوص, أنه تلا هذه الآية: (إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعًا لست منهم في شيء)، ثم يقول: بريء نبيكم صلى الله عليه وسلم منهم . (57)
14269- حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا أبي وابن إدريس وأبو أسامة ويحيى بن آدم, عن مالك بن مغول, بنحوه .
14270- حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثنا شجاع أبو بدر, عن عمرو بن قيس الملائي قال، قالت أم سلمة: ليتّق امرؤ أن لا يكون من رسول الله صلى الله عليه وسلم في شيء ! ثم قرأت: (إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعًا لست منهم في شيء) = قال عمرو بن قيس: قالها مُرَّة الطيِّب، وتلا هذه الآية . (58)
* * *
قال أبو جعفر: والصواب من القول في ذلك أن يقال: إن قوله: (لست منهم في شيء)، إعلام من الله نبيَّه محمدًا صلى الله عليه وسلم أنه من مبتدعة أمته الملحدة في دينه بريء, ومن الأحزاب من مشركي قومه، ومن اليهود والنصارى . وليس في إعلامه ذلك ما يوجب أن يكون نهاه عن قتالهم, لأنه غير محال أن في الكلام: " لست من دين اليهود والنصارى في شيء فقاتلهم. فإن أمرهم إلى الله في أن يتفضل على من شاء منهم فيتوب عليه, ويهلك من أراد إهلاكه منهم كافرًا فيقبض روحه, أو يقتله بيدك على كفره, ثم ينبئهم بما كانوا يفعلون عند مقدَمهم عليه ". وإذ كان غير مستحيل اجتماع الأمر بقتالهم, وقوله: (لست منهم في شيء إنما أمرهم إلى الله)، ولم يكن في الآية دليلٌ واضح على أنها منسوخة، ولا ورد بأنها منسوخة عن الرسول خبرٌ = كان غير جائز أن يُقْضَى عليها بأنها منسوخة، حتى تقوم حجةٌ موجبةٌ صحةَ القول بذلك، لما قد بينا من أن المنسوخ هو ما لم يجز اجتماعه وناسخه في حال واحدة، في كتابنا كتاب: " اللطيف عن أصول الأحكام " . (59)
* * *
وأما قوله: (إنما أمرهم إلى الله)، فإنه يقول: أنا الذي إليَّ أمر هؤلاء المشركين الذين فارقوا دينهم وكانوا شيعًا, والمبتدعة من أمتك الذين ضلوا عن سبيلك, دونك ودون كل أحد. إما بالعقوبة إن أقاموا على ضلالتهم وفُرْقتهم دينهم فأهلكهم بها, وإما بالعفو عنهم بالتوبة عليهم والتفضل مني عليهم =(ثم ينبئهم بما كانوا يفعلون)، (60) يقول: ثم أخبرهم في الآخرة عند ورودهم عليَّ يوم القيامة بما كانوا يفعلون، فأجازي كلا منهم بما كانوا في الدنيا يفعلون, المحسنَ منهم بالإحسان، والمسيء بالإساءة . ثم أخبر جل ثناؤه ما مبلغ جزائه من جازى منهم بالإحسان أو بالإساءة فقال: مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلا يُجْزَى إِلا مِثْلَهَا وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ .
--------------------
الهوامش :
(51) في المطبوعة : (( لا ينفع كافرًا )) بغير واو ، والسياق يقتضي إثباتها .
(52) انظر تفسير (( الشيع )) فيما سلف 11 : 419 .
(53) في المطبوعة والمخطوطة : (( فرقوا )) في الموضعين ، والتفسير في الأثر ، يوجب أن تكون (( فارقوا )) كما أثبتها .
(54) الأثران : 14264 ، 14265 - إسنادهما صحيح إلى أبي هريرة ، موقوفًا ، وانظر التعليق على الأثر التالي .
(55) كان في المطبوعة : (( هم أهل الضلالة )) ، كما سيأتي في الأثر التالي ، غير أن المخطوطة واضحة هنا (( أهل الصلاة )) ، فأثبتها كما هي ، لأنها صحيحة المعنى ، أي أنها نزلت في المؤمنين من أهل القبلة .
(56) الأثر : 14266 - (( سعيد بن عمرو السكوني )) شيخ الطبري ، مضى برقم : 5563 ، 6521 .
و (( بقية بن الوليد الحمصي )) ، ثقة ، نعوا عليه بالتدليس ، مضى برقم : 152 ، 5563 ، 6521 ، 6899 ، 9224 .
و (( عباد بن كثير الرملي الفلسطيني )) ، ضعيف الحديث . مترجم في التهذيب ، وابن أبي حاتم 3 / 1 / 85 .
وهذا الخبر مرفوعًا لا يصح ، وهو ضعيف الإسناد . قال ابن كثير في تفسيره 3 : 438 : (( لكن هذا إسناد لا يصح ، فإن عباد بن كثير متروك الحديث . ولم يختلق هذا الحديث ، ولكنه وهم في رفعه ، فإنه رواه سفيان الثوري عن ليث = وهو ابن أبي سليم = عن طاوس ، عن ابي هريرة في هذه الآية أنه قال : نزلت في هذه الأمة )) .
ولكن خرجه الهيثمي في مجمع الزوائد 7 : 22 ، 23 ، ثم قال : (( رواه الطبراني في الأوسط ، ورجاله رجال الصحيح ، غير معلل بن نفيل ، وهو ثقة )) . وهكذا في مجمع الزوائد (( معلل بن نفيل )) ، وهو محرف بلا شك .
(57) الأثر : 14268 - (( مالك بن مغول البجلي ) ، ثقة : مضى برقم : 5431 ، 10872 و (( علي بن الأقمر الهمداني )) ، روى له الجماعة ، مضى برقم 11941 . وهو إسناد صحيح .
(58) الأثر : 14270 - (( شجاع ، أبو بدر )) ، هو (( شجاع بن الوليد بن قيس السكوبي )) ثقة صدوق . روى عنه أحمد . مترجم في التهذيب .
(( عمرو بن قيس الملائي )) . ثقة مضى مرارًا آخرها : 9646 .
وهذا إسناد منقطع ، (( عمرو بن قيس )) لم يدرك أم سلمة .
أما خبر (( مرة الطيب )) فهو (( مرة بن سراحيل الهمداني )) ، مضى مرارًا . آخرها : 7539 وروايته هذه أيضًا منقطعة . لأنه لم يدرك .
وخرج السيوطي في الدر المنثور 3 : 63 ، خبر أم سلمة . ونسبة إلى ابن منيع في مسنده وأبي الشيخ ، وخرج خبر مرة الطيب ، ونسبه إلى ابن أبي حاتم .
(59) انظر ما سلف في (( الناسخ والمنسوخ )) 10: 333 تعليق: 1 والمراجع هناك واسم كتاب أبي جعفر هو ما أثبت ، ما ورد في 5 : 414 ، وكان هنا في المخطوطة والمطبوعة (( اللطيف عن أصول الأحكام )) ، وهو لا يستقيم .
(60) انظر تفسير (( النبأ )) فيما سلف ص : 37 ، تعليق : 4 ، والمراجع هناك .
- ابن عاشور : إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ ۚ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ
استئناف جاء عقب الوعيد كالنّتيجة والفذلكة ، لأنّ الله لما قال لرسوله صلى الله عليه وسلم { قل انتظروا إنا منتظرون } [ الأنعام : 158 ] أعقب ذلك بأنّ الفريقين متباينان مُتجافيان في مدّة الانتظار .
وجيء بالموصوليّة لتعريف المسند إليه لإفادة تحقّق معنى الصّلة فيهم ، لأنَّها تناسب التّنفير من الاتّصال بهم ، لأنّ شأن الدّين أن يكون عقيدة واحدة وأعمالاً واحدة ، والتّفرّق في أصوله ينافي وحدته ، ولذلك لم يزل علماء الإسلام يبْذلون وسعهم لاستنباط مراد الله من الأمّة ، ويعلمون أنّ الحقّ واحدٌ وأنّ الله كلّف العلماء بإصابته وجعل للمصيب أجرين ولمن أخطأه مع استفراغ الوسع أجراً واحداً ، وذلك أجر على بذل الوسع في طلبه فإنّ بذل الوسع في ذلك يوشك أن يُبلِّغ المقصود . فالمراد ب { الذين فرّقوا دينهم } قال ابن عبّاس : هم المشركون ، لأنَّهم لم يَتّفقوا على صورة واحدة في الدين ، فقد عبدت القبائل أصناماً مختلفة ، وكان بعض العرب يعبدون الملائكة ، وبعضهم يعبد الشّمس ، وبعضهم يعبد القمر ، وكانوا يجعلون لكلّ صنم عبادة تخالف عبادة غيره .
ويجوز أن يراد : أنَّهم كانوا على الحنيفيّة ، وهي دين التّوحيد لجميعهم ، ففرّقوا وجعلوا آلهة عباداتها مختلفة الصّور . وأمّا كونهم كانوا شيعاً فلأنّ كلّ قبيلة كانت تنتصر لصنمها ، وتزعم أنّه ينصرهم على عُبَّاد غيره كما قال ضِرار بن الخطّاب الفهري
: ... وفَرّت ثقيفٌ إلى لاتها
بمنقلَب الخائب الخاسر ... ومعنى : { لست منهم في شيء } أنّك لا صلة بينك وبينهم . فحرف ( مِن ) اتّصالية . وأصلها ( من ) الابتدائيّة .
و { شيء } اسم جنس بمعنى موجود فنفيه يفيد نفي جميع ما يوجد من الاتّصال ، وتقدّم عند قوله تعالى : { ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء } في سورة آل عمران ( 28 ) ، وقوله : { لستم على شيء } في سورة المائدة ( 68 ).
ولمّا دلّت على التبرّي منهم وعدم مخالطتهم ، كان الكلام مثار سؤال سائل يقول : أعلى الرّسول أن يتولّى جَزاءهم على سُوء عملهم ، فلذلك جاء الاستئناف بقوله : إنما أمرهم إلى الله } فهو استئناف بياني ، وصيغة القصر لقلب اعتقاد السائل المتردّد ، أي إنَّما أمرهم إلى الله لا إلى الرّسول صلى الله عليه وسلم ولا إلى غيره ، وهذا إنذار شديد ، والمراد بأمرهم : عملهم الذي استحقوا به الجزاء والعقوبة . و ( إلى ) مستعمل في الانتهاء المجازي : شبّه أمرهم بالضالّة التي تركها النّاس فسارت حتّى انتهت إلى مراحها ، فإنّ الخلق كلّهم عبيد الله وإليه يرجعون ، والله يمهلهم ثمّ يأخذهم بعذاب من عنده أو بأيدي المؤمنين حين يأذن لرسوله صلى الله عليه وسلم بقتالهم كما قال تعالى : { فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين يغشى الناس هذا عذاب أليم ربَّنا اكشف عنا العذاب إنَّا مؤمنون أنى لهم الذكرى وقد جاءهم رسول مبين ثم تولوا عنه وقالوا معلَّم مجنون إنَّا كاشفوا العذاب قليلاً إنّكم عائدون يوم نبطش البطشة الكبرى إنا منتقمون }
[ الدخان : 10 ، 16 ]. والبطشة الكبرى هي بطشة يوم بدر .
وقوله : { ثم ينبئهم بما كانوا يفعلون } ( ثمّ ) فيه للتّرتيب الرُّتبي مع إفادة المهلة ، أي يبقى أمرهم إلى الله مدّة . وذلك هو الإمهال والإملاء لهم ، ثمّ يعاقبهم ، فأطلق الإنباء على العقاب ، لأنَّه إن كان العقاب عقاب الآخرة فهو يتقدّمه الحساب ، وفيه إنباء الجاني بجنايته وبأنَّه مأخوذ بها ، فإطلاق الإنباء عليه حقيقة مراد معها لازمه على وجه الكناية ، وإن كان العقاب عقاب الدّنيا فإطلاق الإنباء عليه مجاز ، لأنّه إذا نزل بهم العذاب بعد الوعيد عَلموا أنَّه العقاب الموعود به ، فكَانَ حصول ذلك العلم لهم عند وقوعه شَبيهاً بحصول العلم الحاصل عن الإخبار فأطلق عليه الإنباء ، فيكون قوله : { ينبئهم } بمعنى يعاقبهم بما كانوا يفعلون .
ووصف المشركين بأنَّهم فَرّقوا دينهم وكانوا شيعاً : يؤذن بأنَّه وصف شنيع ، إذ ما وصفهم الله به إلاّ في سياق الذم ، فيؤذن ذلك بأنّ الله يحذّر المسلمين من أن يكونوا في دينهم كما كان المشركون في دينهم ، ولذلك قال تعالى : { شَرَع لكم من الدين ما وصى به نوحاً والذي أوحينا إليك إلى قوله أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه } [ الشورى : 13 ].
وتفريق دين الإسلام هو تفريق أصوله بعد اجتماعها ، كما فعل بعض العرب من منعهم الزّكاة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أبو بكر رضي الله عنه : لأقاتلنّ من فرّق بين الصّلاة والزّكاة . وأمّا تفريق الآراء في التّعليلات والتَّبيينات فلا بأس به ، وهو من النّظر في الدّين : مثل الاختلاف في أدلّة الصّفات ، وفي تحقيق معانيها ، مع الاتّفاق على إثباتها . وكذلك تفريق الفُروع : كتفريق فروع الفقه بالخلاف بين الفقهاء ، مع الإتّفاق على صفة العمل وعلى ما به صحة الأعمال وفسادها . كالاختلاف في حقيقة الفرض والواجب . والحاصلُ أنّ كلّ تفريق لا يُكفِّر به بعض الفرق بعضاً ، ولا يفضي إلى تقاتل وفتن ، فهو تفريق نظر واستدلال وتطلّب للحقّ بقدر الطّاقة وكلّ تفريق يفضي بأصحابه إلى تكفير بعضهم بعضاً ، ومقاتلة بعضهم بعضاً في أمر الدّين ، فهو ممّا حذّر الله منه ، وأمّا ما كان بين المسلمين نزاعاً على المُلك والدّنيا فليس تفريقاً في الدّين ، ولكنّه من الأحوال التي لا تسلم منها الجماعات .
وقرأه الجمهور : { فَرّقوا } بتشديد الراء وقرأه حمزة ، والكسائي : { فَارَقوا } بألف بعد الفاء أي تركوا دينهم ، أي تركوا ما كان ديناً لهم ، أي لجميع العرب ، وهو الحنيفية فنبذوها وجعلوها عدّة نحل . ومآل القراءتين واحد .
- إعراب القرآن : إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ ۚ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ
«إِنَّ» حرف مشبه بالفعل «الَّذِينَ» اسم موصول في محل نصب اسم إن. «فَرَّقُوا دِينَهُمْ» فعل ماض وفاعل ومفعول به والجملة في محل رفع خبر إن «وَكانُوا شِيَعاً» كان واسمها وخبرها والجملة معطوفة. «لَسْتَ» فعل ماض ناقص والتاء اسمها. «مِنْهُمْ» متعلقان بمحذوف خبر ليس وكذلك الجار والمجرور «فِي شَيْ ءٍ» متعلقان به أيضا. «إِنَّما» كافة ومكفوفة. «أَمْرُهُمْ» مبتدأ «إِلَى اللَّهِ» متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ ، والجملة الاسمية مستأنفة لا محل لها. «ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ» فعل مضارع والهاء مفعوله وفاعله هو «بِما» الباء حرف جر. «ما» مصدرية. «كانُوا» كان والواو اسمها وجملة «يَفْعَلُونَ» خبرها. والمصدر المؤول من ما والفعل في محل جر بحرف الجر ، والجار والمجرور متعلقان بالفعل ينبئهم. وجملة ينبئهم معطوفة.
- English - Sahih International : Indeed those who have divided their religion and become sects - you [O Muhammad] are not [associated] with them in anything Their affair is only [left] to Allah; then He will inform them about what they used to do
- English - Tafheem -Maududi : إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ ۚ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ(6:159) Surely you have nothing to do with those who have made divisions in their religion and become factions. *141 Their matter is with Allah and He will indeed tell them (in time) what they have been doing.
- Français - Hamidullah : Ceux qui émiettent leur religion et se divisent en sectes de ceux-là tu n'es responsable en rien leur sort ne dépend que d'Allah Puis Il les informera de ce qu'ils faisaient
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Gewiß mit denjenigen die ihre Religion spalteten und zu Lagern geworden sind hast du nichts gemein Ihre Angelegenheit steht allein bei Allah Hierauf wird Er ihnen kundtun was sie zu tun pflegten
- Spanish - Cortes : En cuanto a los que han escindido su religión en sectas es asunto que no te incumbe Su suerte está sólo en manos de Alá Luego ya les informará Él de lo que hacían
- Português - El Hayek : Não és responsável por aqueles que dividem a sua religião e formam seitas porque sua questão depende só de Deus oQual logo os inteirará de tudo quanto houverem feito
- Россию - Кулиев : Ты не имеешь никакого отношения к тем которые раскололи свою религию и разделились на секты Их дело находится у Аллаха и позднее Он сообщит им о том что они совершали
- Кулиев -ас-Саади : إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ ۚ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ
Ты не имеешь никакого отношения к тем, которые раскололи свою религию и разделились на секты. Их дело находится у Аллаха, и позднее Он сообщит им о том, что они совершали.Всевышний пригрозил тем, кто придерживается разных вероисповеданий и придумывает для себя соответствующие названия. Они называют себя последователями иудаизма, христианства или зороастризма, хотя это не приносит пользы их набожности. Аллах также пригрозил тем, чья вера несовершенна, потому что они принимают часть шариата, делают ее своей религией и отбрасывают его другую часть, которая может быть гораздо более важной. Именно так поступают приверженцы разных религиозных толков, исповедующие ересь и заблуждение и вносящие раскол в ряды мусульман. Этот прекрасный аят свидетельствует о том, что мусульманская вера повелевает людям объединиться и запрещает распадаться на секты и впадать в противоречия по основным и второстепенным вопросам религии. Именно поэтому Аллах повелел Своему посланнику, да благословит его Аллах и приветствует, отречься от всех, кто вносит раскол в ряды мусульман. Пророк Мухаммад, да благословит его Аллах и приветствует, не имел ничего общего с такими людьми, и они не имеют ничего общего с ним, потому что они ослушались его и воспротивились ему. Они непременно вернутся к Аллаху, Который воздаст им по заслугам и сообщит им обо всем, что они совершали.
- Turkish - Diyanet Isleri : Fırka fırka olup dinlerini parçalayanlarla senin hiçbir ilişiğin olamaz Onların işi Allah'a kalmıştır yaptıklarını onlara sonra bildirecektir
- Italiano - Piccardo : Tu non sei responsabile di coloro che hanno fatto scismi nella loro religione e hanno formato delle sette La loro sorte appartiene ad Allah Li informerà di quello che hanno fatto
- كوردى - برهان محمد أمين : بهڕاستی ئهوانهی ئاینهکهیان بهش بهش کردو بوونه دهسته دهسته و پارچه پارچه بڕوایان بهههندێکی قورئان ههیه و ههندێکی تری پشت گوێ دهخهن ئهوه له هیچ شتێکدا تۆ لهوان نیت بهڵکو تۆ لهوان بهریت بهڕاستی ئهوانه کاروباریان بۆ لای خوایه و تۆڵهی لادانیان لێدهسێنێتهوه لهوهودوا ههواڵی ههموو ئهو کارو کردهوانهیان پێ دهدات که ئهنجامی دهدهن
- اردو - جالندربرى : جن لوگوں نے اپنے دین میں بہت سے رستے نکالے اور کئی کئی فرقے ہو گئے ان سے تم کو کچھ کام نہیں ان کا کام خدا کے حوالے پھر جو کچھ وہ کرتے رہے ہیں وہ ان کو سب بتائے گا
- Bosanski - Korkut : Tebe se ništa ne tiču oni koji su vjeru svoju raskomadali i u stranke se podijelili Allah će se za njih pobrinuti On će ih o onome što su radili obavijestiti
- Swedish - Bernström : DU HAR inte ansvar för dem som ger upphov till splittring i sin religion och bildar sekter Ingen utom Gud skall döma dem och då skall Han låta dem veta vad deras handlingar [var värda]
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Sesungguhnya orangorang yang memecah belah agamaNya dan mereka menjadi bergolongan tidak ada sedikitpun tanggung jawabmu kepada mereka Sesungguhnya urusan mereka hanyalah terserah kepada Allah kemudian Allah akan memberitahukan kepada mereka apa yang telah mereka perbuat
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ ۚ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ
(Sesungguhnya orang-orang yang memecah belah agamanya) oleh sebab mereka bercerai-berai di dalamnya, yaitu mereka mengambil sebagian peraturannya dan meninggalkan sebagian lainnya (dan mereka menjadi berpuak-puak) menjadi bersekte-sekte dan masalah agama. Menurut suatu qiraat artinya mereka berpecah-belah dan meninggalkan agamanya yang harus mereka peluk, mereka adalah orang-orang Yahudi dan Nasrani (tidak ada sedikit pun tanggung jawabmu terhadap mereka) janganlah engkau menghalang-halangi mereka. (Sesungguhnya urusan mereka hanyalah terserah kepada Allah) Dialah yang mengurusnya (kemudian Allah memberitahukan kepada mereka) di akhirat kelak (apa yang telah mereka perbuat) Allah memberikan balasan kepada mereka. Ayat ini telah dinasakh dengan turunnya ayat saif/ayat yang memerintahkan berperang.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : নিশ্চয় যারা স্বীয় ধর্মকে খন্ডবিখন্ড করেছে এবং অনেক দল হয়ে গেছে তাদের সাথে আপনার কোন সম্পর্ক নেই। তাদের ব্যাপার আল্লাহ তা'আয়ালার নিকট সমর্পিত। অতঃপর তিনি বলে দেবেন যা কিছু তারা করে থাকে।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : நிச்சயமாக எவர்கள் தங்களுடைய மார்க்கத்தை தம் விருப்பப்படி பலவாறாகப் பிரித்து பல பிரிவினர்களாகப் பிரிந்து விட்டனரோ அவர்களுடன் நபியே உமக்கு எவ்வித சம்பந்தமுமில்லை அவர்களுடைய விஷயமெல்லாம் அல்லாஹ்விடமே உள்ளது அவர்கள் செய்து கொண்டிருந்தவற்றைப் பற்றி முடிவில் அவனே அவர்களுக்கு அறிவிப்பான்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : แท้จริงบรรดาผู้ที่แบ่งแยกศาสนาของพวกเขา และพวกเขาได้กลายเป็นนิกายต่าง ๆ นั้นเจ้า มุฮัมมัด หาใช่อยู่ในพวกเขาแต่อย่างใดไม่แท้จริงเรื่องราวของพวกเขานั้น ย่อมไปสู่อัลลอฮ์แล้วพระองค์จะทรงแจ้งแก่พวกเขาในสิ่งที่พวกเขากระทำกัน
- Uzbek - Мухаммад Содик : Динларини тафриқа қилиб ўзлари гуруҳбозлик қилганлар билан ҳеч бир алоқанг йўқ Албатта уларнинг иши Аллоҳнинг Ўзига ҳавола Сўнгра қилган ишларининг хабарини берур Дунёда турли динларни тутганлар динига тафриқа тушганлар кўп Шу билан бирга ўзлари турли гуруҳларга фирқаларга бўлиниб олиб тарафкашлик қилиб юрганлар ҳам кўп Лекин сенинг улар билан ҳеч қандай алоқанг йўқ Сенинг Аллоҳ ҳузуридан келган ва унинг ҳузурида мақбул дининг бор
- 中国语文 - Ma Jian : 分离自己的宗教而各成宗派的人,你与他们毫无关系;他们的事,只归真主。然后,他将把他们的行为告诉他们。
- Melayu - Basmeih : Bahawasanya orangorang yang menceraiberaikan ugama mereka dengan perselisihanperselisihan yang berdasarkan hawa nafsu dan mereka menjadi berpuakpuak tiadalah engkau terkait sedikitpun dalam perbuatan mereka Sesungguhnya perkara mereka hanya terserah kepada Allah Kemudian Ia akan menerangkan kepada mereka pada hari kiamat kelak apa yang telah mereka lakukan dan membalasnya
- Somali - Abduh : Kuwa ku kala tagay Diintooda oo noqday Kooxo ka mid ma tahid Amarkoodana Eebe umbaa iska leh markaasuu uga warrami waxay Falayeen
- Hausa - Gumi : Lalle ne waɗanda suka rarraba addininsu kuma suka kasance ƙungiyãƙungiyã kai ba ka zama daga gare su ba a cikin kõme abin sani kawai al'amarinsu zuwa ga Allah yake Sa'an nan Ya bã su lãbãri game da abin da suka kasance sunã aikatãwa
- Swahili - Al-Barwani : Hakika walio igawa Dini yao na wakawa makundi makundi huna ukhusiano nao wowote Bila ya shaka shauri yao iko kwa Mwenyezi Mungu; kisha atawaambia yale waliyo kuwa wakiyatenda
- Shqiptar - Efendi Nahi : Me të vërtetë ti s’ke asgjë me ata që e përndajnë fenë e tyre dhe shndërrohen në grupe Te Perëndia është puna e tyre e Ai do t’i informojë ata për atë që kanë punuar
- فارسى - آیتی : تو را با آنها كه دين خويش فرقهفرقه كردند و دستهدسته شدند، كارى نيست. كار آنها با خداست. و خدا آنان را به كارهايى كه مىكردند آگاه مىسازد.
- tajeki - Оятӣ : Туро бо онҳо, ки дини хеш фирқа-фирқа карданд ва даста-даста шуданд, коре нест. Кори онҳо бо Худост. Ва Худо ононро ба корҳое, ки мекарданд, огоҳ месозад.
- Uyghur - محمد صالح : دىنىدا بۆلگۈنچىلىك قىلىپ تۈرلۈك پىرقىلەرگە ئايرىلغانلاردىن سەن ئادا - جۇداسەن؛ ئۇلارنىڭ ئىشى پەقەت اﷲ غىلا خاستۇر (يەنى اﷲ نىڭ باشقۇرۇشىدىدۇر)، كېيىن (يەنى ئاخىرەتتە) اﷲ ئۇلارنىڭ قىلمىشلىرىنى ئۆزىگە ئېيتىپ بېرىدۇ
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : നാം ഇറക്കിയ അനുഗൃഹീതമായ വേദപുസ്തകമാണിത്. അതിനാല് നിങ്ങളിതിനെ പിന്പറ്റുക. ഭക്തരാവുകയും ചെയ്യുക. നിങ്ങള് കാരുണ്യത്തിനര്ഹരായേക്കാം.
- عربى - التفسير الميسر : ان الذين فرقوا دينهم بعد ما كانوا مجتمعين على توحيد الله والعمل بشرعه فاصبحوا فرقا واحزابا انك ايها الرسول بريء منهم انما حكمهم الى الله تعالى ثم يخبرهم باعمالهم فيجازي من تاب منهم واحسن باحسانه ويعاقب المسيء باساءته
*141). This is addressed to the Prophet (peace be on him) and through him to all followers of the true faith. The import of this statement is that true faith has always consisted, and still consists, in recognizing the One True God as one's God and Lord; in associating none with God in His divinity - neither in respect of His essence, nor of His attributes, nor of His claims upon His creatures; in believing in the Hereafter and hence considering oneself answerable before God; and in living according to those principles and values which have been communicated by God to mankind through His Prophets and Books. This was the religion entrusted to man at the beginning of human life. The religions which emerged later stemmed from the perverted ingenuity of man, from his baser lusts, and from an exaggerated sense of devotion to venerable personalities. Such factors corrupted the original religion and overlaid it with harmful innovations. Hence, people modified and distorted the original beliefs by mixing them with products of their conjecture and philosophical thinking. More and more innovations were added to the original laws of the true religion. Putting aside the Law of God, men set themselves up as their own law-makers, indulged in hair-splitting elaborations, and exaggerated the importance of disagreements in minor legal problems. They showed excessive veneration for some Prophets of God and some standard-bearers of the true religion, and directed their rancour and hatred against the others. Thus there emerged innumerable religions and sects, the birth of each leading to the fragmentation of humanity into an ever-increasing number of mutually hostile groups. Anyone who decides to follow the true religion must therefore cut himself off from all factions and chart an independent course.