- عربي - نصوص الآيات عثماني : وَهُوَ ٱلَّذِى جَعَلَكُمْ خَلَٰٓئِفَ ٱلْأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍۢ دَرَجَٰتٍۢ لِّيَبْلُوَكُمْ فِى مَآ ءَاتَىٰكُمْ ۗ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ ٱلْعِقَابِ وَإِنَّهُۥ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌۢ
- عربى - نصوص الآيات : وهو الذي جعلكم خلائف الأرض ورفع بعضكم فوق بعض درجات ليبلوكم في ما آتاكم ۗ إن ربك سريع العقاب وإنه لغفور رحيم
- عربى - التفسير الميسر : والله سبحانه هو الذي جعلكم تخلفون من سبقكم في الأرض بعد أن أهلكهم الله، واستخلفكم فيها؛ لتعمروها بعدهم بطاعة ربكم، ورفع بعضكم في الرزق والقوة فوق بعض درجات، ليبلوكم فيما أعطاكم من نعمه، فيظهر للناس الشاكر من غيره. إن ربك سريع العقاب لمن كفر به وعصاه، وإنه لغفور لمن آمن به وعمل صالحا وتاب من الموبقات، رحيم به، والغفور والرحيم اسمان كريمان من أسماء الله الحسنى.
- السعدى : وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ الْأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ ۗ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ
{ وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ الْأَرْضِ } أي: يخلف بعضكم بعضا، واستخلفكم الله في الأرض، وسخَّر لكم جميع ما فيها، وابتلاكم، لينظر كيف تعملون. { وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ } في القوة والعافية، والرزق والخَلْق والخُلُق. { لِيَبْلُوَكُمْ فِيمَا آتَاكُمْ } فتفاوتت أعمالكم. { إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ } لمن عصاه وكذّب بآياته { وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ } لمن آمن به وعمل صالحا، وتاب من الموبقات. آخر تفسير سورة الأنعام، فلله الحمد والثناء وصلى الله وسلم على نبينا محمد [وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين] .
- الوسيط لطنطاوي : وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ الْأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ ۗ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ
ثم ختمت السورة بهذه الآية وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلائِفَ الْأَرْضِ أى: خلائف القرون الماضية، فأورثكم أرضهم لتخلفوهم فيها وتعمروها بعدهم.
وخلائف: جمع خليفة، وكل من جاء بعد من مضى فهو خليفة، لأنه يخلفه.
وقوله: وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجاتٍ أى: فاوت بينكم في الأرزاق والأخلاق والمحاسن والمساوئ والمناظر والأشكال والألوان وغير ذلك.
ثم بين- سبحانه- العلة في ذلك فقال: لِيَبْلُوَكُمْ فِي ما آتاكُمْ أى: ليختبركم في الذي أنعم به عليكم، يختبر الغنى في غناه ويسأله عن شكره، ويختبر الفقير في فقره ويسأله عن صبره.
وفي الحديث الشريف الذي رواه الإمام مسلم عن أبى سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن الدنيا حلوة خضرة. وإن الله مستخلفكم فيها فناظر كيف تعملون، فاتقوا الدنيا واتقوا النساء، فإن أول فتنة بنى إسرائيل كانت في النساء» .
ثم رهب- سبحانه- من معصيته، ورغب في طاعته فقال. إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقابِ لمن عصاه وخالف رسله. وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ لمن أطاعه واتبع سبيل المؤمنين الصادقين.
أما بعد: فهذه هي سورة الأنعام التي عالجت من مبدئها إلى نهايتها قضية العقيدة بكل مقوماتها علاجا قويا حكيما يهدى إلى الرشد لمن عنده الاستعداد لذلك، والتي طوفت بالنفس البشرية في الكون كله لترشدها إلى خلق هذا الكون، وتجعلها تستجيب له وتنتفع بما منحها من نعم، والتي كشفت عن مواطن الشرك ومظاهره في كل مظانه ومكانه. لتدمغه وتدحضه وتخلص النفس البشرية والحياة الإنسانية من أمراضه وأدرانه.
تلك هي سورة الأنعام التي نزلت مشيعة بالملإ العظيم من الملائكة وذلك تفسير تحليلي لها، لا نزعم أننا استقصينا فيه كل ما يتعلق بهذه السورة الكريمة، من توجيهات وهدايات، وإنما هو قبسات من نور القرآن الكريم، نرجو الله أن ينفع به، وأن يجعله خالصا لوجهه الكريم.
رَبَّنا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
- البغوى : وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ الْأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ ۗ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ
( وهو الذي جعلكم خلائف الأرض ) يعني : أهلك أهل القرون الماضية وأورثكم الأرض يا أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - من بعدهم ، فجعلكم خلائف منهم فيها تخلفونهم فيها وتعمرونها بعدهم ، والخلائف جمع خليفة كالوصائف جمع وصيفة ، وكل من جاء بعد من مضى فهو خليفة لأنه يخلفه . ( ورفع بعضكم فوق بعض درجات ) أي : خالف بين أحوالكم فجعل بعضكم فوق بعض في الخلق والرزق والمعاش والقوة والفضل ، ( ليبلوكم في ما آتاكم ) ليختبركم فيما رزقكم ، يعني : يبتلي الغني والفقير والشريف والوضيع والحر والعبد ، ليظهر منكم ما يكون عليه من الثواب والعقاب ، ( إن ربك سريع العقاب ) لأن ما هو آت فهو سريع قريب ، قيل : هو الهلاك في الدنيا ، ( وإنه لغفور رحيم ) قال عطاء : سريع العقاب لأعدائه غفور لأوليائه رحيم بهم .
- ابن كثير : وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ الْأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ ۗ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ
يقول تعالى : ( وهو الذي جعلكم خلائف الأرض ) أي : جعلكم تعمرون الأرض جيلا بعد جيل ، وقرنا بعد قرن ، وخلفا بعد سلف . قاله ابن زيد وغيره ، كما قال : ( ولو نشاء لجعلنا منكم ملائكة في الأرض يخلفون ) [ الزخرف : 60 ] ، وكقوله تعالى : ( ويجعلكم خلفاء الأرض ) [ النمل : 62 ] ، وقوله ( إني جاعل في الأرض خليفة ) [ البقرة : 30 ] ، وقوله ( عسى ربكم أن يهلك عدوكم ويستخلفكم في الأرض فينظر كيف تعملون ) [ الأعراف : 129 ] .
وقوله : ( ورفع بعضكم فوق بعض درجات ) أي : فاوت بينكم في الأرزاق والأخلاق ، والمحاسن والمساوئ ، والمناظر والأشكال والألوان ، وله الحكمة في ذلك ، كقوله : ( نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات ليتخذ بعضهم بعضا سخريا ) [ الزخرف : 32 ] ، وقوله تعالى : ( انظر كيف فضلنا بعضهم على بعض وللآخرة أكبر درجات وأكبر تفضيلا ) [ الإسراء : 21 ] .
وقوله : ( ليبلوكم في ما آتاكم ) أي ليختبركم في الذي أنعم به عليكم وامتحنكم به ، ليختبر الغني في غناه ويسأله عن شكره ، والفقير في فقره ويسأله عن صبره .
وقد روى مسلم في صحيحه ، من حديث أبي نضرة ، عن أبي سعيد الخدري ، رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الدنيا حلوة خضرة وإن الله مستخلفكم فيها لينظر كيف تعملون ، فاتقوا الدنيا ، واتقوا النساء ، فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء "
وقوله : ( إن ربك سريع العقاب وإنه لغفور رحيم ) ترهيب وترغيب ، أن حسابه وعقابه سريع ممن عصاه وخالف رسله ( وإنه لغفور رحيم ) لمن والاه واتبع رسله فيما جاءوا به من خير وطلب .
وقال محمد بن إسحاق : يرحم العباد على ما فيهم . رواه ابن أبي حاتم .
وكثيرا ما يقرن تعالى في القرآن بين هاتين الصفتين ، كما قال تعالى : وقوله : ( نبئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم وأن عذابي هو العذاب الأليم ) [ الحجر : 49 ، 50 ] ، وقوله : ( وإن ربك لذو مغفرة للناس على ظلمهم وإن ربك لشديد العقاب ) [ الرعد : 6 ] وغير ذلك من الآيات المشتملة على الترغيب والترهيب ، فتارة يدعو عباده إليه بالرغبة وصفة الجنة والترغيب فيما لديه ، وتارة يدعوهم إليه بالرهبة وذكر النار وأنكالها وعذابها والقيامة وأهوالها ، وتارة بهذا وبهذا لينجع في كل بحسبه . جعلنا الله ممن أطاعه فيما أمر ، وترك ما عنه نهى وزجر ، وصدقه فيما أخبر ، إنه قريب مجيب سميع الدعاء ، جواد كريم وهاب .
وقد قال الإمام أحمد : حدثنا عبد الرحمن ، حدثنا زهير ، عن العلاء ، عن أبيه ، عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لو يعلم المؤمن ما عند الله من العقوبة ما طمع بالجنة أحد ، ولو يعلم الكافر ما عند الله من الرحمة ما قنط من الجنة أحد ، خلق الله مائة رحمة فوضع واحدة بين خلقه يتراحمون بها ، وعند الله تسعة وتسعون "
ورواه الترمذي ، عن قتيبة ، عن عبد العزيز الدراوردي ، عن العلاء به . وقال : حسن صحيح . ورواه مسلم عن يحيى بن يحيى وقتيبة وعلي بن حجر ، ثلاثتهم عن إسماعيل بن جعفر ، عن العلاء .
آخر تفسير سورة الأنعام ولله الحمد والمنة.
- القرطبى : وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ الْأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ ۗ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ
قوله تعالى وهو الذي جعلكم خلائف الأرض ورفع بعضكم فوق بعض درجات ليبلوكم في ما آتاكم إن ربك سريع العقاب وإنه لغفور رحيم
قوله تعالى وهو الذي جعلكم خلائف الأرض خلائف جمع خليفة ، ككرائم جمع كريمة . وكل من جاء بعد من مضى فهو خليفة . أي جعلكم خلفا للأمم الماضية والقرون السالفة . قال الشماخ : تصيبهم وتخطئني المنايا وأخلف في ربوع عن ربوع
ورفع بعضكم فوق بعض في الخلق والرزق والقوة والبسطة والفضل والعلم .
درجات نصب بإسقاط الخافض ، أي إلى درجات .
ليبلوكم في ما آتاكم نصب بلام كي . والابتلاء الاختبار ; أي ليظهر منكم ما يكون غايته الثواب والعقاب . ولم يزل بعلمه غنيا ; فابتلى الموسر بالغنى وطلب منه الشكر ، وابتلى المعسر بالفقر وطلب منه الصبر . ويقال : ليبلوكم أي بعضكم ببعض . كما قال : وجعلنا بعضكم لبعض فتنة على ما يأتي بيانه . ثم خوفهم فقال : إن ربك سريع العقاب لمن عصاه .
وإنه لغفور رحيم لمن أطاعه . وقال : سريع العقاب مع وصفه سبحانه بالإمهال ، ومع أن عقاب النار في الآخرة ; لأن كل آت قريب ; فهو سريع على هذا . كما قال تعالى : وما أمر الساعة إلا كلمح البصر أو هو أقرب . وقال يرونه بعيدا ونراه قريبا . ويكون أيضا سريع العقاب لمن استحقه في دار الدنيا ; فيكون تحذيرا لمواقع الخطيئة على هذه الجهة . والله أعلم .
تمت سورة الأنعام بحمد الله تعالى وصلواته على محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا
- الطبرى : وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ الْأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ ۗ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ
القول في تأويل قوله : وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلائِفَ الأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ
قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم وأمته: والله الذي جعلكم، أيها الناس، (خلائفَ الأرض)، بأن أهلك مَنْ كان قبلكم من القرون والأمم الخالية, واستخلفكم، فجعلكم خلائف منهم في الأرض, تخلفونهم فيها, وتعمرُونها بعدَهم .
* * *
و " الخلائف " جمع " خليفة ", كما " الوصائف " جمع " وصيفة ", وهي من قول القائل: " خَلَف فلان فلانًا في داره يخلُفه خِلافة، فهو خليفة فيها ", (88) كما قال الشماخ:
تُصِيبُهُـــمُ وَتُخْـــطِئُنِي المَنَايــا
وَأَخْــلُفُ فِـي رُبُـوعٍ عَـنْ رُبُـوعِ (89)
وذلك كما:-
14308- حدثني الحسين قال، حدثنا أحمد بن مفضل قال، حدثنا أسباط, عن السدي: (وهو الذي جعلكم خلائف الأرض)، قال: أما " خلائف الأرض "، فأهلك القرون واستخلفنا فيها بعدهم .
* * *
وأما قوله: (ورفع بعضكم فوق بعض درجات)، فإنه يقول: وخالف بين أحوالكم, فجعل بعضكم فوق بعض, بأن رفع هذا على هذا، بما بسط لهذا من الرزق ففضّله بما أعطاه من المال والغِنى، على هذا الفقير فيما خوَّله من أسباب الدنيا, وهذا على هذا بما أعطاه من الأيْد والقوة على هذا الضعيف الواهن القُوى, فخالف بينهم بأن رفع من درجة هذا على درجة هذا، وخفض من درجة هذا عن درجة هذا . (90) وذلك كالذي:-
14309- حدثني محمد بن الحسين قال، حدثنا أحمد بن المفضل قال، حدثنا أسباط, عن السدي: (ورفع بعضكم فوق بعض درجات)، يقول: في الرزق .
* * *
وأما قوله: (ليبلوكم في ما آتاكم)، فإنه يعني: ليختبركم فيما خوَّلكم من فضله ومنحكم من رزقه, (91) فيعلم المطيع له منكم فيما أمره به ونهاه عنه، والعاصي؛ ومن المؤدِّي مما آتاه الحق الذي أمره بأدائه منه، والمفرِّط في أدائه .
* * *
القول في تأويل قوله : إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (165)
قال أبو جعفر: يقول جل ثناؤه لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: " إن ربك "، يا محمد، لسريع العقاب لمن أسخطه بارتكابه معاصيه، وخلافه أمره فيما أمره به ونهاه, ولمن ابتلى منه فيما منحه من فضله وطَوْله, تولِّيًا وإدبارًا عنه, مع إنعامه عليه، وتمكينه إياه في الأرض, كما فعل بالقرون السالفة =(وإنه لغفور) ، يقول: وإنه لساتر ذنوبَ مَنْ ابتلى منه إقبالا إليه بالطاعة عند ابتلائه إياه بنعمة, واختباره إياه بأمره ونهيه, فمغطٍّ عليه فيها، وتارك فضيحته بها في موقف الحساب =(رحيم) بتركه عقوبته على سالف ذنوبه التي سلفت بينه وبينه، إذ تاب وأناب إليه قبل لقائه ومصيره إليه. (92)
* * *
آخر تفسير سورة الأنعام
----------------------
الهوامش :
(88) انظر تفسير (( الخليفة )) فيما سلف 1 : 449 - 453 .
(89) ديوانه 58 ، ومجاز القرآن لأبي عبيدة 1 : 209 ، واللسان ( ربع ) ، من قصيدته التي قالها لامرأته عائشة ، وكانت تلومه على طول تعهده ماله ، أولها :
أَعَــائِشَ ، مَــا لِقَـوْمِكِ لا أَرَاهُـمْ
يُضِيعُــونَ الهِجَــانَ مَـعَ المُضِيـعِ
يقول : لها تلوميني على إصلاح مالي ، فمالي أرى قومك يقترون على أنفسهم ، ولا يهلكون أموالهم في الكرم والسخاء ؟ ثم يقول لها بعد أبيات :
لَمَــالُ الْمَــرْءِ يُصْلِحُــهُ فَيُغْنِـي
مَفَــاقِرَهُ ، أَعَــفُّ مِــنَ القُنُـوعِ
و (( القنوع )) ، السؤال . وقوله : (( وأخلف في ربوع ... )) ، (( الربوع )) جمع (( ربع وهو جماعة الناس الذين ينزلون (( ربعا )) يسكنونه ، يقول : أبقي في قوم بعد قوم . وعندي أن هذا البيت قلق في قصيدة الشماخ ، سقط قبله شيء من شعره .
(90) انظر تفسير (( الدرجة )) فيما سلف ص : 25 ، تعليق : 3 ، والمراجع هناك .
(91) انظر تفسير (( الابتلاء )) فيما سلف 10 : 582 ، تعليق : 1 والمراجع هناك .
= تفسير (( الإيتاء )) فيما سلف من فهارس اللغة ( أتى ) .
(92) انظر تفسير ألفاظ هذه الآية فيما سلف من فهارس اللغة .
* * *
عند هذا الموضع انتهى جزء من التقسيم القديم الذي نقلته عنه نسختنا ، وفيها ما نصه :
(( آخر تفسير سورة الأنعام والحمد لله كما هو أهله ، وصلى الله على سيدنا محمد وآله يتلوه تفسير السورة التي يذكر فيها الأعراف )) .
- ابن عاشور : وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ الْأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ ۗ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ
يَظهر أنّ هذا دليل على إمكان البعث ، وعلى وقوعه ، لأنّ الذي جعل بعض الأجيال خلائف لما سبَقَها ، فعمَروا الأرض جيلاً بعد جيل ، لا يُعجزه أن يحشرها جميعاً بعد انقضاء عالم حياتها الأولى . ثمّ إنّ الذي دبَّر ذلك وأتقنه لا يليق به أن لا يقيم بينهم ميزان الجزاء على ما صنعوا في الحياة الأولى لئلا يذهب المعتدون والظّالمون فائزين بما جنوا ، وإذا كان يقيم ميزان الجزاء على الظّالمين فكيف يترك إثابة المحسنين ، وقد أشار إلى الشقّ الأول قوله : { وهو الذي جعلكم خلائف الأرض } ، وأشار إلى الشقّ الثّاني قوله : { ورفع بعضكم فوق بعض درجات ليبلونكم في ما آتاكم }.ولذلك أعقبه بتذييله : { إن ربك سريع العقاب وإنه لغفور رحيم }.
فالخطابُ موجَّه إلى المشركين الذين أمِر الرّسولُ عليه الصلاة والسلام بأن يقول لهم : { أغير الله أبغي رباً } [ الأنعام : 164 ] ؛ وذلك يذكّر بأنَّهم سيصيرون إلى ما صار إليه أولئك . فموقع هذه عقب قوله : { ثم إلى ربكم مرجعكم } [ الأنعام : 164 ] تذكير بالنّعمة ، بعد الإنذار بسلبها ، وتحريض على تدارك ما فات ، وهو يفتح أعينهم للنّظر في عواقب الأمم وانقراضها وبقائها .
ويجوز أن يكون الخطاب للرّسول عليه الصّلاة والسّلام والأمّة الإسلاميّة ، وتكون الإضافة على معنى اللام ، أي جعلكم خلائف الأمم التي ملكتْ الأرض فأنتم خلائفُ للأرض ، فتكون بشارة للأمّة بأنَّها آخر الأمم المجعولة من الله لتعمير الأرض . والمراد : الأمم ذوات الشّرائع الإلهيّة وأياً ما كان فهو تذكير بعظيم صنع الله ومنّته لاستدعاء الشّكر والتّحذير من الكفر .
والخلائف : جمع خليفة ، والخليفة : اسم لما يُخلف به شيء ، أي يجعل خلفاً عنه ، أي عوضَه ، يقال : خليفة وخِلْفة ، فهو فَعيل بمعنى مفعول ، وظهرت فيه التّاء لأنَّهم لما صيّروه اسماً قطعوه عن موصوفه .
وإضافته إلى الأرض على معنى ( في ) على لوجه الأوّل ، وهو كون الخَطاب للمشركين ، أي خلائف فيها ، أي خلف بكم أمماً مضت قبلكم كما قال تعالى حكاية عن الرّسل في مخاطبة أقوامهم : { واذكروا إذ جعلكم خلفاء من بعد قوم نوح } [ الأعراف : 69 ] { واذكروا إذ جعلكم خلفاء من بعد عاد } [ الأعراف : 74 ] { عسى ربكم أن يهلك عدوكم ويستخلفكم في الأرض فينظر كيف تعملون } [ الأعراف : 129 ]. والإضافة على معنى اللام على الوجه الثّاني وهو كون الخطاب للمسلمين .
وفي هذا أيضاً تذكير بنعمة تتضمّن عبرة وموعظة : وذلك أنَّه لمّا جعلهم خلائف غيرهم فقد أنشأهم وأوجدهم على حين أعدم غيرهم ، فهذه نعمة ، لأنَّه لو قدّر بقاء الأمم التي قبلها لما وُجد هؤلاء .
وعطْف قوله : { ورفع بعضكم فوق بعض درجات } يجري على الاحتمالين في المخاطب بقوله : { جعلكم خلائف الأرض } فهو أيضاً عبرة وعِظة ، لعدم الاغترار بالقوّة والرّفعة ، ولجعل ذلك وسيلة لشكر تلك النّعمة والسّعي في زيادة الفضل لمن قصّر عنها والرّفق بالضّعيف وإنصاف المظلوم .
ولذلك عقّبه بقوله : { ليبلونكم ما آتاكم } أي ليَخْبُركم فيما أنعم به عليكم من درجات النّعم حتّى يظهر للنّاس كيف يضع أهل النّعمة أنفسهم في مواضعها اللائقة بها وهي المعبّر عنها بالدّرجات . والدّرجات مستعارة لتفاوت النّعم . وهي استعارة مبنيّة على تشبيه المعقول بالمحسوس لتقريبه .
والإيتاء مستعار لتكوين الرّفعة في أربابها تشبيهاً للتكوين بإعطاء المعطي شيئاً لغيره .
والبلْو : الاختبار ، وقد تقدّم عند قوله تعالى : { ولنبلونّكم بشيء من الخوف والجوع } [ البقرة : 155 ]. والمراد به ظهور موازين العقول في الانتفاع والنّفع بمواهب الله فيها وما يسرّه لها من الملائمات والمساعدات ، فالله يعلم مراتب النّاس ، ولكن سمّى ذلك بَلْوى لأنَّها لا تظهر للعيان إلاّ بعد العمل ، أي ليعلمه الله علم الواقعات بعد أن كان يعلمه علم المقدرات ، فهذا موقع لام التّعليل ، وقريب منه قول إياس بن قبيصَة الطائي
: ... وأقبلتُ والخطيّ يخطر بيننا
لأعلم مَنْ جَبانها مِن شُجاعها ... وجملة : { إن ربك سريع العقاب وإنه لغفور رحيم } تذييل للكلام وإيذان بأنّ المقصود منه العمل والامتثال فلذلك جمع هنا بين صفة { سريع العقاب } وصفة { لغفور } ليناسب جميع ما حوته هذه السّورة .
واستعيرت السّرعة لعدم التردّد ولتمام المقدرة على العقاب ، لأنّ شأن المتردّد أو العاجز أن يتريّث وأن يخشى غائلة المعاقَب ، فالمراد سريع العقاب في يوم العقاب ، وليس المراد سريعه من الآن حتّى يؤوّل بمعنى : كلّ آت قريب ، إذ لا موقع له هنا .
ومن لطائف القرآن الاقتصار في وصف ( سريع العقاب ) على موكِّد واحد ، وتعزيز وصف ( الغفور الرحيم ) بمؤكدات ثلاثة وهي إنّ ، ولام الابتداء ، والتّوكيد اللّفظي؛ لأنّ ( الرّحيم ) يؤكِّد معنى ( الغفور ) : ليُطمئِن أهل العمل الصّالح إلى مغفرة الله ورحمته ، وليَسْتَدعي أهلَ الإعراض والصدوف ، إلى الإقلاع عمّا هم فيه .
- إعراب القرآن : وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ الْأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ ۗ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ
«
وَ هُوَ» ضمير رفع منفصل في محل رفع مبتدأ. «الَّذِي» اسم موصول خبره والجملة معطوفة. «جَعَلَكُمْ» فعل ماض فاعله مستتر والكاف مفعوله الأول و«خَلائِفَ» مفعوله الثاني. «الْأَرْضِ» مضاف إليه مجرور. «وَرَفَعَ» فعل ماض تعلق به الظرف «فَوْقَ» «بَعْضَكُمْ» مفعوله و«بَعْضٍ» مضاف إليه «دَرَجاتٍ» منصوب بنزع الخافض إلى درجات «لِيَبْلُوَكُمْ» فعل مضارع منصوب بأن المضمرة بعد لام التعليل والكاف مفعوله وفاعله ضمير مستتر والميم علامة جمع الذكور. والمصدر المؤول من أن والفعل في محل جر باللام ، والجار والمجرور متعلقان بالفعل يبلوكم. «فِي ما» ما موصولية مجرورة متعلقان بالفعل «آتاكُمْ» فعل ماض مبني على الفتحة المقدرة على الألف والكاف مفعوله والفاعل هو والجملة صلة الموصول لا محل لها. «إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقابِ» إن واسمها وخبرها والجملة مستأنفة لا محل لها وجملة «وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ» معطوفة.
- English - Sahih International : And it is He who has made you successors upon the earth and has raised some of you above others in degrees [of rank] that He may try you through what He has given you Indeed your Lord is swift in penalty; but indeed He is Forgiving and Merciful
- English - Tafheem -Maududi : وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ الْأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ ۗ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ(6:165) For He it is Who has appointed you vicegerent over the earth, and has exalted some of you over others in rank that He may try you in what He has bestowed is upon you. *146 Indeed your Lord is swift in retribution, and He is certainly AllForgiving, All-Compassionate.
- Français - Hamidullah : C'est Lui qui a fait de vous les successeurs sur terre et qui vous a élevés en rangs les uns au-dessus des autres afin de vous éprouver en ce qu'Il vous a donné Vraiment ton Seigneur est prompt en punition Il est aussi Pardonneur et Miséricordieux
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Er ist es Der euch zu Nachfolgern auf der Erde gemacht und die einen von euch über die anderen um Rangstufen erhöht hat damit Er euch mit dem was Er euch gegeben hat prüfe Gewiß dein Herr ist schnell im Bestrafen aber Er ist auch wahrlich Allvergebend und Barmherzig
- Spanish - Cortes : Él es Quien os ha hecho sucesores en la tierra y Quien os ha distinguido en categoría a unos sobre otros para probaros en lo que os ha dado Tu Señor es rápido en castigar pero también es indulgente misericordioso
- Português - El Hayek : Ele foi Quem vos designou legatários na terra e vos elevou uns sobre outros em hierarquia para testarvos com tudoquanto vos agraciou Teu Senhor é Destro no castigo conquanto seja Indulgente Misericordiosíssimo
- Россию - Кулиев : Он - Тот Кто сделал вас преемниками на земле и возвысил одних из вас над другими по степеням чтобы испытать вас тем что Он даровал вам Воистину твой Господь скор в наказании Воистину Он - Прощающий Милосердный
- Кулиев -ас-Саади : وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ الْأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ ۗ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ
Он - Тот, Кто сделал вас преемниками на земле и возвысил одних из вас над другими по степеням, чтобы испытать вас тем, что Он даровал вам. Воистину, твой Господь скор в наказании. Воистину, Он - Прощающий, Милосердный.Аллах сделал так, что одни из вас приходят на смену другим. Он сделал вас наместниками на земле и подчинил вам этот мир, чтобы подвергнуть вас испытанию и увидеть, как вы будете поступать. Он возвысил одних из вас над другими по силе, здоровью, богатству, внешней красоте и нравственному облику, дабы испытать вас тем, что вам даровано. Вы совершаете разные деяния, и Аллах будет скор в наказании тех, кто грешил и считал ложью Его знамения. А тех, кто уверовал в Него, поступал праведно и раскаивался в тяжких прегрешениях, Он непременно простит и помилует.
- Turkish - Diyanet Isleri : Verdikleriyle denemek için sizi yeryüzünün halifeleri kılan ve kiminizi kiminize derecelerle üstün yapan O'dur Doğrusu Rabbinin cezalandırması süratlidir Şüphesiz O bağışlar merhamet eder
- Italiano - Piccardo : Egli è Colui Che vi ha costituiti eredi della terra e vi ha elevato di livello gli uni sugli altri per provarvi in quel che vi ha dato In verità il tuo Signore è rapido al castigo in verità è perdonatore misericordioso
- كوردى - برهان محمد أمين : خوا ههر ئهو زاتهیه که ئێوهی کردووه بهجێنشینی گهلانی ڕابووردوو لهم زهویهدا چهندهها پلهوپایهی ههندێکتانی بهسهر ههندێکی ترتاندا بهرز کردۆتهوه له ڕووی زانستی یان سامان یان هێز هید بۆ ئهوهی تاقیتان بکاتهوه بهوهی که پێی بهخشیوون دڵنیاش به که پهروهردگاری تۆ له تۆڵهسهندنهوهدا خێرایه لهوانهی کهله تاقی کردنهوهکهدا دهرناچن بێگومان ئهو زاته لێخۆش بووه و میهرهبانیشه بۆ سهرفرازان
- اردو - جالندربرى : اور وہی تو ہے جس نے زمین میں تم کو اپنا نائب بنایا اور ایک کے دوسرے پر درجے بلند کئے تاکہ جو کچھ اس نے تمہیں بخشا ہے اس میں تمہاری ازمائش ہے بےشک تمہارا پروردگار جلد عذاب دینے والا ہے اور بےشک وہ بخشنے والا مہربان بھی ہے
- Bosanski - Korkut : On čini da jedni druge na Zemlji smjenjujete i On vas po položaju jedne iznad drugih uzdiže da bi vas iskušao u onome što vam daje Gospodar tvoj zaista brzo kažnjava ali On doista i prašta i samilostan je"
- Swedish - Bernström : Det är Han som har låtit er ta jorden i besittning och som har höjt några av er några steg över de andra för att pröva er genom det som Han har skänkt er Din Herre är snar att straffa men Han är helt visst [också] ständigt förlåtande barmhärtig
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Dan Dialah yang menjadikan kamu penguasapenguasa di bumi dan Dia meninggikan sebahagian kamu atas sebahagian yang lain beberapa derajat untuk mengujimu tentang apa yang diberikanNya kepadamu Sesungguhnya Tuhanmu amat cepat siksaanNya dan sesungguhnya Dia Maha Pengampun lagi Maha Penyayang
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ الْأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ ۗ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ
(Dan Dialah yang menjadikan kamu penguasa-penguasa di bumi) jamak dari kata khalifah; yakni sebagian di antara kamu mengganti sebagian lainnya di dalam masalah kekhalifahan ini (dan Dia meninggikan sebagian kamu atas sebagian yang lain beberapa derajat) dengan harta benda, kedudukan dan lain sebagainya (untuk mengujimu) untuk mencobamu (tentang apa yang diberikan kepadamu) artinya Dia memberi kamu agar jelas siapakah di antara kamu yang taat dan siapakah yang maksiat. (Sesungguhnya Tuhanmu itu adalah amat cepat siksaan-Nya) terhadap orang-orang yang berbuat maksiat kepada-Nya (dan sesungguhnya Dia Maha Pengampun) terhadap orang-orang mukmin (lagi Maha Penyayang.") terhadap mereka.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : তিনিই তোমাদেরকে পৃথিবীতে প্রতিনিধি করেছেন এবং একে অন্যের উপর মর্যাদা সমুন্নত করেছেন যাতে তোমাদের কে এ বিষয়ে পরীক্ষা করেন যা তোমাদেরকে দিয়েছেন। আপনার প্রতিপালক দ্রুত শাস্তি দাতা এবং তিনি অত্যন্ত ক্ষমাশীল দয়ালু।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : அவன் தான் உங்களைப் பூமியில் பின்தோன்றல்களாக ஆக்கினான்; அவன் உங்களுக்குக் கொடுத்துள்ளவற்றில் உங்களைச் சோதிப்பதற்காக உங்களில் சிலரைச் சிலரைவிடப் பதவிகளில் உயர்த்தினான் நிச்சயமாக உம் இறைவன் தண்டிப்பதில் விரைவானவன் மேலும் அவன் நிச்சயமாக மன்னிப்பவன்; மிக்க கருணையுடயவன்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : และพระองค์นั้นคือผู้ที่ทรงให้พวกเจ้าเป็นผู้สืบแทนในแผ่นดิน และได้ทรงเทิดบางคนของพวกเจ้าเหนือกว่าอีกบางคนหลายขั้น เพื่อที่พระองค์จะทรงทดสอบพวกเจ้าในสิ่งที่พระองค์ได้ทรงประทานแก่พวกเจ้า แท้จริงพระเจ้าของเจ้านั้น เป็นผู้รวดเร็วในการลงโทษและแท้จริงพระองค์นั้นเป็นผู้ทรงอภัยโทษผู้ทรงเอ็นดูเมตตา
- Uzbek - Мухаммад Содик : У сизларни ер юзида халифалар қилган ва Ўзи берган нарсаларда сизни синаш учун баъзингизнинг даражасини баъзингиздан устун қилган зотдир Албатта Роббинг иқоби тез зотдир Ва албатта у мағфират қилувчи ва раҳмлидир деб айт
- 中国语文 - Ma Jian : 他以你们为大地的代治者,并使你们中的一部分人超越另一部分人若干级,以便他考验你们如何享受他赏赐你们的恩典。你的主确是刑罚神速的,他确是至赦的,确是至慈的。
- Melayu - Basmeih : Dan Dia lah yang menjadikan kamu khalifah di bumi dan meninggikan setengah kamu atas setengahnya yang lain beberapa darjat kerana Ia hendak menguji kamu pada apa yang telah dikurniakanNya kepada kamu Sesungguhnya Tuhanmu amatlah cepat azab seksaNya dan sesungguhnya Ia Maha Pengampun lagi Maha Mengasihani
- Somali - Abduh : Eebana waa kan idinka Yeelay kuwo Dhulka u Hadhay Qaarkiinna qaar ka sara mariyey Darajooyin inuu idinku Imtixaamo wuxuu idin siiyay Eebana waa Deg degtaa Ciqaabtiisu waana Dambi Dhaafe Naxariista
- Hausa - Gumi : "Kuma Shĩ ne wanda Ya sanya ku mãsu maye wa jũnaga ƙasa Kuma Ya ɗaukaka sãshenku bisa ga sãshe da darajõji; dõmin Ya jarraba ku a cikin abin da Ya bã ku" Lalle ne Ubangijinka Mai gaggãwar uƙkũba ne kuma lalle ne Shi haƙĩƙa Mai gãfara ne Mai jin ƙai
- Swahili - Al-Barwani : Naye ndiye aliye kufanyeni makhalifa wa duniani na amewanyanyua baadhi yenu juu ya wengine daraja kubwa kubwa ili akujaribuni kwa hayo aliyo kupeni Hakika Mola Mlezi wako ni Mwepesi wa kuadhibu na hakika Yeye ni Mwenye kusamehe Mwenye kurehemu
- Shqiptar - Efendi Nahi : Ai bën që ta ndërroni njëritjetrin në Tokë dhe Ai ju ngritë nëpër pozita disa nga ju mbi të tjerët për t’ju provuar për atë që ju ka dhënë Me të vërtetë Zoti yt është i shpejtë në dënim por me të vërtetë është edhe falës e mëshirues
- فارسى - آیتی : اوست خدايى كه شما را خليفگان زمين كرد، و بعضى را بر بعض ديگر به درجاتى برترى داد، تا شما را در چيزى كه عطايتان كرده است بيازمايد. هر آينه پروردگارت زود كيفر مىدهد و او آمرزنده و مهربان است.
- tajeki - Оятӣ : Ӯст Худое, ки шуморо халифагони замин кард ва баъзеро бар баъзи дигар ба дараҷаҳо бартарӣ дод, то шуморо дар чизе, ки атоятон кардааст, биёзмояд. Албатта Парвардигорат зуд ҷазо медиҳад ва Ӯ бахшояндаву меҳрубон аст!
- Uyghur - محمد صالح : اﷲ سىلەرنى (ئۆتكەنكى ئۈممەتلەرنىڭ) ئورۇنباسارلىرى قىلدى، اﷲ سىلەرنى بەرگەن نېمىتىگە شۈكۈر قىلسۇن دەپ، بەزىڭلارنى بەزىڭلاردىن بىر قانچە دەرىجە يۇقىرى قىلدى، پەرۋەردىگارىڭ (ئاسىيلىق قىلغۇچىلاردىن) ئەلۋەتتە تېز ھېساب ئالغۇچىدۇر، (ئىتائەت قىلغۇچىلارنى) ئەلۋەتتە مەغپىرەت قىلغۇچىدۇر، (ئۇلارغا) ناھايىتى مېھرىباندۇر
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : നിങ്ങളെ ഭൂമിയില് പ്രതിനിധികളാക്കിയത് അവനാണ്. നിങ്ങളില് ചിലരെ മറ്റു ചിലരെക്കാള് ഉന്നത പദവികളിലേക്ക് ഉയര്ത്തിയതും അവന് തന്നെ. നിങ്ങള്ക്ക് അവന് നല്കിയ കഴിവില് നിങ്ങളെ പരീക്ഷിക്കാനാണിത്. സംശയമില്ല; നിന്റെ നാഥന് വേഗം ശിക്ഷാ നടപടി സ്വീകരിക്കുന്നവനാണ്. ഒപ്പം ഏറെ പൊറുക്കുന്നവനും ദയാപരനും തന്നെ.
- عربى - التفسير الميسر : والله سبحانه هو الذي جعلكم تخلفون من سبقكم في الارض بعد ان اهلكهم الله واستخلفكم فيها لتعمروها بعدهم بطاعه ربكم ورفع بعضكم في الرزق والقوه فوق بعض درجات ليبلوكم فيما اعطاكم من نعمه فيظهر للناس الشاكر من غيره ان ربك سريع العقاب لمن كفر به وعصاه وانه لغفور لمن امن به وعمل صالحا وتاب من الموبقات رحيم به والغفور والرحيم اسمان كريمان من اسماء الله الحسنى
*146). This statement embodies three important truths: First, that human beings as such are vicegerents of God on earth, so that God has entrusted them with many things and endowed them with the power to use them. Second, it is God Himself Who has created differences of rank among His vicegerents. The trust placed in some is more than that of others. Some men have been granted control of more resources than others. Some are more gifted in respect of their abilities. Likewise, some human beings have been placed under the trust of others. Third, all this is indeed designed to test man. The entire life. of man is in fact, a vast examination wherein man is being tested about the trust he has received from God: how sensitive he is to that trust, to what extent he lives up to it, and to what extent he proves to be competent with it. What position man will be able to attain in the Next Life depends on the result of this test.