- عربي - نصوص الآيات عثماني : ٱتَّبِعُواْ مَآ أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُواْ مِن دُونِهِۦٓ أَوْلِيَآءَ ۗ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ
- عربى - نصوص الآيات : اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه أولياء ۗ قليلا ما تذكرون
- عربى - التفسير الميسر : اتبعوا -أيها الناس- ما أُنزل إليكم من ربكم من الكتاب والسنة بامتثال الأوامر واجتناب النواهي، ولا تتبعوا من دون الله أولياء كالشياطين والأحبار والرهبان. إنكم قليلا ما تتعظون، وتعتبرون، فترجعون إلى الحق.
- السعدى : اتَّبِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ ۗ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ
ثم خاطب اللّه العباد، وألفتهم إلى الكتاب فقال: { اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ } أي: الكتاب الذي أريد إنزاله لأجلكم، وهو: { مِنْ رَبِّكُمْ } الذي يريد أن يتم تربيته لكم، فأنزل عليكم هذا الكتاب الذي، إن اتبعتموه، كملت تربيتكم، وتمت عليكم النعمة، وهديتم لأحسن الأعمال والأخلاق ومعاليها { وَلَا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ } أي: تتولونهم، وتتبعون أهواءهم، وتتركون لأجلها الحق. { قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ } فلو تذكرتم وعرفتم المصلحة، لما آثرتم الضار على النافع، والعدو على الوليِّ.
- الوسيط لطنطاوي : اتَّبِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ ۗ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ
ثم أمر القرآن الناس باتباع تعاليم الإسلام التي جاء بها محمد صلى الله عليه وسلم فقال: اتَّبِعُوا ما أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِياءَ، قَلِيلًا ما تَذَكَّرُونَ.
أى: اتبعوا أيها الناس ملة الإسلام وأحلوا حلاله، وحرموا حرامه، وامتثلوا أوامره، واجتنبوا نواهيه، لأن الذي أنزل عليكم هذه الشريعة هو ربكم الذي هو خالقكم ومربيكم ومدبر أموركم والعليم بما فيه مصلحتكم وحذار من أن تتركوا شريعة الإسلام التي تدعوكم إلى إفراد الله بالعبودية، وتتخذوا معه شركاء يزينون لكم الأباطيل، ويصرفونكم عن دينه القويم فالآية الكريمة كلام مستأنف خوطب به كافة المكلفين لحضهم على إفراد الله بالعبودية، ونهيهم عن اتباع أحد من الخلق فيما يتعلق بالأمور الدينية التي وضحتها الشريعة الإسلامية.
وقوله- تعالى-: قَلِيلًا ما تَذَكَّرُونَ معناه: تذكرا قليلا تتذكرون، أو زمنا قليلا تتذكرون فهو منصوب على أنه نعت لمصدر محذوف أو لظرف زمان محذوف. وما مزيدة لتأكيد القلة.
- البغوى : اتَّبِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ ۗ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ
( اتبعوا ) أي : وقل لهم اتبعوا : ( ما أنزل إليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه أولياء ) أي : لا تتخذوا غيره أولياء تطيعونهم في معصية الله تعالى ، ( قليلا ما تذكرون ) تتعظون . وقرأ ابن عامر : " يتذكرون " بالياء والتاء .
- ابن كثير : اتَّبِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ ۗ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ
ثم قال تعالى مخاطبا للعالم : ( اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم ) أي : اقتفوا آثار النبي الأمي الذي جاءكم بكتاب أنزل إليكم من رب كل شيء ومليكه ، ( ولا تتبعوا من دونه أولياء ) أي : لا تخرجوا عما جاءكم به الرسول إلى غيره ، فتكونوا قد عدلتم عن حكم الله إلى حكم غيره .
( قليلا ما تذكرون ) كقوله : ( وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين ) [ يوسف : 103 ] . وقوله : ( وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله ) [ الأنعام : 116 ] وقوله : ( وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون ) [ يوسف : 106 ] .
- القرطبى : اتَّبِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ ۗ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ
قوله تعالى اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه أولياء قليلا ما تذكرون
فيه مسألتان :
الأولى : قوله تعالى اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم يعني الكتاب والسنة . قال الله تعالى : وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا . وقالت فرقة : هذا أمر يعم النبي صلى الله عليه وسلم وأمته . والظاهر أنه أمر لجميع الناس دونه . أي اتبعوا ملة الإسلام والقرآن ، وأحلوا حلاله وحرموا حرامه ، وامتثلوا أمره ، واجتنبوا نهيه . ودلت الآية على ترك اتباع الآراء مع وجود النص .
الثانية قوله تعالى ولا تتبعوا من دونه أولياء من دونه من غيره . والهاء تعود على الرب سبحانه ، والمعنى : لا تعبدوا معه غيره ، ولا تتخذوا من عدل عن دين الله وليا . وكل من رضي مذهبا فأهل ذلك المذهب أولياؤه . وروي عن مالك بن دينار أنه قرأ ( ولا تبتغوا من دونه أولياء ) أي ولا تطلبوا . ولم ينصرف أولياء لأن فيه ألف التأنيث . وقيل : تعود على ما من قوله : اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم .
قليلا ما تذكرون ما زائدة . وقيل : تكون مع الفعل مصدرا .
- الطبرى : اتَّبِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ ۗ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ
القول في تأويل قوله : اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلا مَا تَذَكَّرُونَ (3)
قال أبو جعفر: يقول جل ثناؤه لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: قل، يا محمد، لهؤلاء المشركين من قومك الذين يعبدون الأوثان والأصنام: اتبعوا، أيها الناس، ما جاءكم من عند ربكم بالبينات والهدى, واعملوا بما أمركم به ربكم, ولا تتبعوا شيئًا من دونه = يعني: شيئًا غير ما أنـزل إليكم ربكم. يقول: لا تتبعوا أمر أوليائكم الذين يأمرونكم بالشرك بالله وعبادة الأوثان, فإنهم يضلونكم ولا يهدونكم.
* * *
فإن قال قائل: وكيف قلت: " معنى الكلام: قل اتبعوا ", وليس في الكلام موجودًا ذكرُ القول؟
قيل: إنه وإن لم يكن مذكورًا صريحًا, فإن في الكلام دلالة عليه, وذلك قوله: فَلا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ لِتُنْذِرَ بِهِ , ففي قوله: " لتنذر به "، الأمر بالإنذار, وفي الأمر بالإنذار، الأمرُ بالقول، لأن الإنذار قول. فكأن معنى الكلام: أنذر القومَ وقل لهم: اتبعوا ما أنـزل إليكم من ربكم.
ولو قيل معناه: لتنذر به وتذكر به المؤمنين فتقول لهم: اتبعوا ما أنـزل إليكم = كان غير مدفوع.
* * *
وقد كان بعض أهل العربية يقول: قوله: (اتبعوا)، خطاب للنبيّ صلى الله عليه وسلم , ومعناه: كتاب أنـزل إليك, فلا يكن في صدرك حرج منه, اتبع ما أنـزل إليك من ربك = ويرى أن ذلك نظير قول الله: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ [سورة الطلاق: 1]، إذ ابتدأ خطابَ النبي صلى الله عليه وسلم , ثم جعل الفعل للجميع, إذ كان أمر الله نبيه بأمرٍ، أمرًا منه لجميع أمته, كما يقال للرجل يُفْرَد بالخطاب والمراد به هو وجماعة أتباعه أو عشيرته وقبيلته: " أما تتقون الله، أما تستحيون من الله!"، ونحو ذلك من الكلام. (5)
وذلك وإن كان وجهًا غير مدفوع, فالقولُ الذي اخترناه أولى بمعنى الكلام، لدلالة الظاهر الذي وصفنا عليه.
* * *
وقوله: (قَلِيلا مَا تَذَكَّرُونَ)، يقول: قليلا ما تتعظون وتعتبرون فتراجعون الحق. (6)
------------------
الهوامش :
(5) انظر معاني القرآن للفراء 1 : 371 ، فهذه مقالته .
(6) انظر تفسير (( التذكر )) فيما سلف 11 : 489 ، تعليق 3 ، والمراجع هناك .
- ابن عاشور : اتَّبِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ ۗ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ
بيان لجملة : { لتنذر به } [ الأعراف : 2 ] بقرينة تذييلها بقوله : قليلاً ما تذكرون . فالخطاب موجّه للمشركين ويندرج فيه المسلمون بالأولى ، فبعد أن نوّه الله بالكتاب المنزّل إلى الرّسول صلى الله عليه وسلم وبيّن أن حكمة إنزاله للإنذار والذّكرى ، أمر النّاس أن يتّبعوا ما أنزل إليهم ، كلٌ يتبع ما هو به أعلق ، والمشركون أنزل إليهم الزّجر عن الشّرك والاحتجاج على ضلالهم ، والمسلمون أنزل إليهم الأمر والنّهي والتّكليف ، فكلٌ مأمور باتّباع ما أنزل إليه ، والمقصود الأجْدَر هم المشركون تعريضاً بأنّهم كفروا بنعمة ربّهم ، فوصْفُ ( الرب ) هنا دون اسم الجلالة : للتّذكير بوجوب اتّباع أمره ، لأنّ وصف الربوبيّة يقتضي الامتثال لأوامره ، ونهاهم عن اتّباع أوليائهم الذين جعلوهم آلهة دونه ، والموجه إليهم النّهي هم المشركون بقرينة قوله : { قليلاً ما تذكرون }.
والاتِّباع حقيقته المشي وراء ماششٍ ، فمعناه يقتضي ذاتين : تابعاً ومتوبعاً ، يقال : اتَّبع وتَبِع ، ويستعار للعمل بأمر الآمر نحو : { ما منعك إذ رأيتهم ضلوا أن لا تتبعني أفعصيت أمري } [ طه : 92 ، 93 ] وهو استعارة تمثيليّة مبنيّة على تشبيه حالتين ، ويستعار للاقتداء بسيرة أو قَوْل نحو : { ولا تَتّبعوا خطوات الشيطان } [ البقرة : 168 ] وهو استعارة مصرّحة تنبني على تشبيه المحسوس بالمعقول مثل قوله تعالى : { إن أتَّبِع إلاّ مَا يُوحى إليّ } [ الأنعام : 50 ] ، ومنه قوله هنا : { اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم }.
والمراد بما أنزل هو الكتاب المذكور بقوله : { كتاب أنزل إليك } [ الأعراف : 2 ].
وقوله : { ولا تتبعوا من دونه أولياء } تصريح بما تضمّنه : { اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم } لأنّ فيما أنزل إليهم من ربّهم أنّ الله إلهٌ واحد لا شريك له ، وأنّه الولي ، وأنّ الذين اتَّخذوا من دونه أولياء اللَّهُ حفيظ عليهم ، أي مجازيهم لا يخفى عليه فعلَهم ، وغيرَ ذلك من آي القرآن؛ والمقصود من هذا النّهي تأكيد مقتضى الأمر باتّباع ما أنزل إليهم اهتماماً بهذا الجانب ممّا أنزل إليهم ، وتسجيلاً على المشركين ، وقطعاً لمعاذيرهم أن يقولوا إنّنا اتَّبعنا ما أنزل إلينا ، وما نرى أولياءنا إلاّ شفعاءَ لنا عند الله فما نعبدهم إلاّ ليقرّبونا إلى الله زلفى ، فإنّهم كانوا يموهون بمثل ذلك ، ألا ترى أنّهم كانوا يقولون في تلبيتهم : «لبّيك لا شريك لك إلاّ شريكاً هو لك تملكه وما ملك» فموقع قوله : { اتبعوا ما أنزل إليكم } موقع الفَصل الجامع من الحد ، وموقع { ولا تتبعوا } موقع الفصل المانع في الحَدّ .
والأولياء جمع ولي ، وهو المُوالي ، أي الملازم والمعاون ، فيطلق على النّاصر ، والحليف ، والصاحب الصّادق المودّة ، واستعير هنا للمعبود وللإله : لأنّ العبادة أقوى أحوال الموالاة ، قال تعالى : { أم اتّخذوا من دونه أولياء فالله هو الولي } [ الشورى : 9 ] وقد تقدّم عند قوله تعالى : { قل أغير الله أتّخذ ولياً } في سورة الأنعام ( 14 ) ، وهذا هو المراد هنا .
والاتّباع في قوله : ولا تتبعوا من دونه أولياء } يجوز أن يكون مستعملاً في المعنى الذي استعمل فيه الاتّباع في قوله : { اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم } وذلك على تقدير : لا تتّبعوا ما يأتيكم من أولياء دون الله ، فإن المشركين ينسبون ما هم عليه من الدّيانة الضّالة إلى الآلهة الباطلة ، أو إلى سدنة الآلهة وكُهّانها ، كما تقدّم عند قوله تعالى :
{ وكذلك زَيّن لكثير من المشركين قتلَ أولادهم شركاؤهم } [ الأنعام : 137 ] ، وقوله : { فقالوا هذا لله بزعمهم وهذا لشركائنا } كما في سورة الأنعام ( 136 ) ، وعلى تلك الاعتبارات يجري التّقدير في قوله : أولياء } أي لا تمتثلوا للأولياء أو أمرهم أو لدعاة الأولياء وسدنتهم .
ويجوز أن يكون الاتّباع مستعاراً للطّلب والاتّخاذ ، أي ولا تتّخذوا أولياء غيره نحو قولهم : هو يتّبع زلة فلان . وفي الحديث : « يتّبع بها شَعَف الجبال ومواقعَ القطر » أي يتطلبها .
و ( مِنْ ) في قوله : { من دونه } ابتدائيّة ، و ( دون ) ظرف للمكان المجاوز المنفصل ، وقد جرّ بمن الجارة للظروف ، وهو استعارة للترك والإعراض . والمجرور في موضع الحال من فاعل { تتّبعوا } ، أي لا تتّبعوا أولياء متّخذينَها دونه ، فإنّ المشركين وإن كانوا قد اعترفوا لله بالإلهيّة واتبعوا أمره بزعمهم في كثير من أعمالهم : كالحج ومناسكه ، والحَلِف باسمه ، فهم أيضاً اتّبعوا الأصنام بعبادتها أو نسبةِ الدّين إليها ، فكلّ عمل تقرّبوا به إلى الأصنام ، وكلّ عمل عملوه امتثالا لأمر ينسب إلى الأصنام ، فهم عند عمله يكونون متّبعين اتِّباعاً فيه اعراض عن الله وترك للتّقرب إليه ، فيكون اتّباعاً من دون الله ، فيدخل في النّهي ، وبهذا النّهي قد سُدت عليهم أبواب الشّرك وتأويلاته كقولهم : { ما نعبدهم إلاّ ليقرّبونا إلى الله زلفى } [ الزمر : 3 ] فقد جاء قوله : { ولا تتبعوا من دونه أولياء } في أعلى درجة من الايجاز واستيعاب المقصود .
وأفاد مجموع قوله : { اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه أولياء } مفاد صيغة قصر ، كأنّه قال : لا تتّبعوا إلاّ ما أمر به ربّكم ، أي دون ما يأمركم به أولياؤكم ، فعُدل عن طريق القصر لتكون جملة : { ولا تتبعوا من دونه أولياء } مستقلّة صريحة الدّلالة اهتماماً بمضمونها على نحو قول السَّمَوْأل أوْ الحَارثي :
تَسيِلُ على حد الظُّبات نفوسنا ... وليست على غير الظبَات تسيل
وجملة : { قليلاً ما تذكرون } هي في موضع الحال من { لا تَتَّبعوا } ، وهي حال سببيّة وكاشفة لصاحبها ، وليست مقيِّدَة للنّهي : لظهور أنّ المتّبعين أولياءَ من دون الله ليسوا إلاّ قليلي التذكر . ويجوز جعل الجملة اعتراضاً تذييلياً . ولفظ ( قليلاً ) يجوز أن يحمل على حقيقته لأنّهم قد يتذكّرون ثمّ يعرضون عن التّذكّر في أكثر أحوالهم فهم في غفلة معرضون ، ويجوز أن يكون ( قليلاً ) مستعاراً لمعنى النّفي والعدم على وجه التّلميح كقوله تعالى : { فقليلاً ما يؤمنون } [ البقرة : 88 ] ( فإنّ الإيمان لا يوصف بالقلّة والكثرة ).
والتّذكّر مصدر الذّكر بضمّ الذال وهو حضور الصورة في الذّهن .
وقليل مستعمل في العدم على طريقة التّهكّم بالمضيع للأمر النّافع يقال له : إنّك قليل الإتيان بالأمر النّافع ، تنبيهاً له على خطئه ، وإنّه إن كان في ذلك تفريط فلا ينبغي أن يتجاوز حدّ التّقليل دون التّضييع له كلّه .
و ( ما ) مصدريّة والتّقدير : قليلاً تَذَكُّركم ، ويجوز أن يكون { قليلاً } صفة مصدر محذوف دلّ عليه { تذكرون } و ( ما ) مزيدة لتوكيد القلّة ، أي نوع قلّة ضعيف ، نحو قوله تعالى : { أنْ يضرِبَ مثلا مَّا } [ البقرة : 26 ]. وتقدّم القول في نظيره عند قوله تعالى : { فقليلاً ما يؤمنون } في سورة البقرة ( 88 ). والمعنى : لو تذكّرتم لما اتّبعتم من دونه أولياء ولما احتجتم إلى النّهي عن أن تتّبعوا من دونه أولياء ، وهذا نداء على إضاعتهم النّظر والاستدلال في صفات الله وفي نقائص أوليائهم المزعومين .
وقرأ الجمهور : { ما تذّكرون } بفوقية واحدة وتشديد الذال على أنّ أصله تَتَذكّرون بتاءين فوقيتين فقلبت ثانيتُهما ذالاً لتقارب مخرجيهما ليتأتى تخفيفه بالإدغام .
وقرأه حمزة ، والكسائي ، وحفص عن عاصم ، وخلف بتخفيف الذال على حذف إحدى التاءين اختصاراً . وقرأه ابن عامر : { يتذكّرون } بتحتيّة في أوّله ثمّ فوقيّة ، والضّمير عائد إلى المشركين على طريقة الالتفات من الخطاب إلى الغيبة ، أعرض عنهم ووجَّه الكلام على غيرهم من السّامعين : إلى النّبيء صلى الله عليه وسلم والمسلمين .
- إعراب القرآن : اتَّبِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ ۗ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ
«اتَّبِعُوا» فعل أمر مبني على حذف النون والواو فاعله واسم الموصول «ما» مفعوله. «إِلَيْكُمْ» متعلقان بأنزل. «مِنْ رَبِّكُمْ» متعلقان بمحذوف حال من نائب فاعل الفعل المبني للمجهول أنزل ، والجملة صلة الموصول لا محل لها «وَلا تَتَّبِعُوا» مضارع مجزوم بحذف النون ، والواو فاعل ، ولا ناهية جازمة. «مِنْ دُونِهِ» متعلقان بالفعل قبلهما أو بمحذوف حال من أولياء كان صفة له فلما تقدم صار حالا. «أَوْلِياءَ» مفعول به «قَلِيلًا» صفة لمصدر محذوف ، أو لظرف محذوف أي تذكرا أو زمنا قليلا. «ما تَذَكَّرُونَ» مضارع مرفوع بثبوت النون ، والواو فاعل وما زائدة. والجملة تعليلية لا محل لها من الإعراب.
- English - Sahih International : Follow [O mankind] what has been revealed to you from your Lord and do not follow other than Him any allies Little do you remember
- English - Tafheem -Maududi : اتَّبِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ ۗ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ(7:3) [0 men!] Follow what has been revealed to you from your Lord and follow no masters other than Him. *4 Little are you admonished.
- Français - Hamidullah : Suivez ce qui vous a été descendu venant de votre Seigneur et ne suivez pas d'autres alliés que Lui Mais vous vous souvenez peu
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Folgt dem was zu euch von eurem Herrn herabgesandt worden ist und folgt außer Ihm keinen anderen Schutzherren Wie wenig ihr bedenkt
- Spanish - Cortes : ¡Seguid lo que vuestro Señor os ha revelado y no sigáis a otros amigos en lugar de seguirle a Él ¡Qué poco os dejáis amonestar
- Português - El Hayek : Segui o que vos foi revelado por vosso Senhor e não sigais outros protetores em lugar d'Ele Quão pouco meditais
- Россию - Кулиев : Следуйте за тем что ниспослано вам от вашего Господа и не следуйте за иными помощниками помимо Него Как же мало вы поминаете назидание
- Кулиев -ас-Саади : اتَّبِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ ۗ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ
Следуйте за тем, что ниспослано вам от вашего Господа, и не следуйте за иными помощниками, помимо Него. Как же мало вы поминаете назидание!Руководствуйтесь Писанием, которое было ниспослано ради вас. Ваш Господь пожелал ниспослать его, дабы завершить оказанную вам милость. И если теперь, когда оно ниспослано, вы будете следовать его заповедям, то насладитесь величайшей милостью своего Господа и станете на путь праведных деяний и превосходного нрава. Не признавайте своими возлюбленными и покровителями кого-либо, помимо Него, не потакайте их желаниям и не отказывайтесь ради них от истины. Но как же редко вы прислушиваетесь к наставлениям! А если бы вы прислушались к ним и поняли, что может принести вам пользу, то не стали бы отдавать предпочтение тому, что причиняет вред, и отказываться от того, что приносит пользу. Вы не стали бы отдавать предпочтение врагу перед благодетелем.
- Turkish - Diyanet Isleri : Rabbinizden size indirilen Kitap'a uyun O'ndan başka dostlar edinerek onlara uymayın Pek az öğüt dinliyorsunuz
- Italiano - Piccardo : Seguite quello che vi è stato rivelato dal vostro Signore e non abbiate altri patroni che Lui Quanto poco ve ne ricordate
- كوردى - برهان محمد أمين : خهڵکینه شوێنی ئهو بهرنامهیه بکهون که لهلایهن پهروهردگارتانهوه بۆتان هێنراوهته خوارهوه جگه لهو زاته شوێنی هیچ پشتیوان و خۆشهویستێکی تر مهکهون کهم یاداوهری و پهند وهردهگرن و بیردهکهنهوه
- اردو - جالندربرى : لوگو جو کتاب تم پر تمہارے پروردگار کے ہاں نازل ہوئی ہے اس کی پیروی کرو اور اس کے سوا اور رفیقوں کی پیروی نہ کرو اور تم کم ہی نصیحت قبول کرتے ہو
- Bosanski - Korkut : Slijedite ono što vam se od Gospodara vašeg objavljuje i ne uzimajte pored Njega nekog drugog kao zaštitnika – A kako vi malo pouku primate
- Swedish - Bernström : "Följ det som har uppenbarats för er av er Herre och följ inte [andra som ni har tagit till] beskyddare i Hans ställe" Men det är sällan ni ägnar någon eftertanke [åt Våra varningar]
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Ikutilah apa yang diturunkan kepadamu dari Tuhanmu dan janganlah kamu mengikuti pemimpinpemimpin selainNya Amat sedikitlah kamu mengambil pelajaran daripadanya
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : اتَّبِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ ۗ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ
Katakanlah kepada mereka, (Ikutilah apa yang diturunkan kepadamu dari Tuhanmu) yakni Alquran (dan janganlah kamu mengikuti) maksudnya jangan kamu menjadikan (selain-Nya) selain Allah, (sebagai pemimpin-pemimpin) yang kamu taati untuk berbuat maksiat kepada Allah swt. (Amat sedikitlah kamu mengambil pelajaran) dengan memakai ta atau ya; yakni mengambil pelajaran darinya. Lafal tadzakkaruun dibaca dengan mengidgamkan ta asal ke dalam dzal. Menurut suatu qiraat dibaca tadzkuruun. Sedangkan huruf maa adalah tambahan, yang diadakan untuk mengukuhkan makna sedikit, sehingga artinya menjadi amat sedikit.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : তোমরা অনুসরণ কর যা তোমাদের প্রতি পালকের পক্ষ থেকে অবতীর্ণ হয়েছে এবং আল্লাহকে বাদ দিয়ে অন্য সাথীদের অনুসরণ করো না।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : மனிதர்களே உங்கள் இறைவனிடமிருந்து உங்களுக்கு இறக்கப்பட்டதைப் பின்பற்றுங்கள்; அவனையன்றி வேறெவரையும் பாதுகாவலர்களாக்கி கொண்டு அவர்களை பின்பற்றாதீர்கள்; நீங்கள் சொற்பமாகவே நல்லுணர்வு பெறுகிறீர்கள்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : พวกเจ้าจงปฏิบัติตามสิ่งที่ถูกประทานลงมาแก่พวกเจ้าจากพระเจ้าของพวกเจ้าเถิด และอย่าปฏิบัติตามบรรดาผู้คุ้มครองใดๆ อื่นจากพระองค์ ส่วนน้อยจากพวกเจ้าเท่านั้นแหละที่จะรำลึก
- Uzbek - Мухаммад Содик : Сизларга Роббингиздан нозил қилинган нарсага эргашинглар Ундан бошқа валийдўстларга эргашманглар Жуда оз эслайсизлар
- 中国语文 - Ma Jian : 你们当遵循从你们的主降示的经典,你们不要舍真主而顺从许多保佑者。你们很少觉悟。
- Melayu - Basmeih : Katakanlah kepada mereka wahai Muhammad "Turutlah apa yang telah diturunkan kepada kamu dari Tuhan kamu dan janganlah kamu menurut pemimpinpemimpin yang lain dari Allah; tetapi sayang amatlah sedikit kamu mengambil peringatan"
- Somali - Abduh : Raaca waxa Laydiinka soo Dejiyey Xagga Eebe hana Raacina wax ka soo hadhay oo Awliyo ah Gargaara ah yaraana intaad Waantoobaysaan
- Hausa - Gumi : Ku bi abin da aka saukar zuwa gare ku daga Ubangijinku kuma kada ku dinga bin wasu majiɓinta baicinSa Kaɗan ƙwarai kuke tunãwa
- Swahili - Al-Barwani : Fuateni mliyo teremshiwa kutoka kwa Mola Mlezi wenu wala msifuate rafiki au walinzi wengine badala yake Ni machache mnayo yakumbuka
- Shqiptar - Efendi Nahi : Ndiqnie atë që u është zbritur nga Zoti juaj e mos ndiqni tjetër mbrojtës përpos Tij Pak po i pranoni këshillat ju
- فارسى - آیتی : از آنچه از جانب پروردگارتان برايتان نازل شده است پيروى كنيد و سواى او، از خدايان ديگر متابعت مكنيد. شما چه اندك پند مىپذيريد.
- tajeki - Оятӣ : Ба он чӣ аз ҷониби Парвардигоратон бароятон нозил шудааст, пайравӣ кунед ва ғайри Ӯ аз худоёни дигар пайравӣ макунед! Шумо чӣ андак пандмегиред!
- Uyghur - محمد صالح : (ئى ئىنسانلار!) سىلەر پەرۋەردىگارىڭلار تەرىپىدىن سىلەرگە نازىل قىلىنغان كىتابقا (يەنى قۇرئانغا) ئەگىشىڭلار، اﷲ نى قويۇپ، (جىنلاردىن ۋە ئىنسانلاردىن بولغان، سىلەرنى ئازدۇرىدىغان) دوستلارغا ئەگەشمەڭلار، سىلەر ۋەز - نەسىھەتنى ئاز قوبۇل قىلىسىلەر
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : നിങ്ങളുടെ നാഥനില്നിന്ന് നിങ്ങള്ക്കിറക്കിയതിനെ പിന്പറ്റുക. അവനെ കൂടാതെ മറ്റു രക്ഷകരെ പിന്തുടരരുത്. നിങ്ങള് വളരെ കുറച്ചേ ആലോചിച്ചറിയുന്നുള്ളൂ.
- عربى - التفسير الميسر : اتبعوا ايها الناس ما انزل اليكم من ربكم من الكتاب والسنه بامتثال الاوامر واجتناب النواهي ولا تتبعوا من دون الله اولياء كالشياطين والاحبار والرهبان انكم قليلا ما تتعظون وتعتبرون فترجعون الى الحق
*4). The central theme of the whole surah, and of the present discourse, is the guidance which man needs in order to live a wholesome life, the knowledge which he requires in order to understand the reality of the universe and his own being and the purpose of his existence; the principles which he needs to serve as the basis for morality and social life as well as culture and civilization. In this regard man should look to God alone and follow exclusively, the Guidance which He has communicated to mankind through His Messenger. To look to anyone other than God is dangerous for it has always spelled disaster in the past, and will always spell disaster in the future. In this verse the word awliya' (masters) refers to those whom one follows, regardless of whether one idolizes or curses them, and whether one acknowledges their patronship or strongly, denies it. For further explanation see Tafhim al-Qur'an, al-Shurai 42, n.6.