- عربي - نصوص الآيات عثماني : قَالَ ٱدْخُلُواْ فِىٓ أُمَمٍۢ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُم مِّنَ ٱلْجِنِّ وَٱلْإِنسِ فِى ٱلنَّارِ ۖ كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَّعَنَتْ أُخْتَهَا ۖ حَتَّىٰٓ إِذَا ٱدَّارَكُواْ فِيهَا جَمِيعًا قَالَتْ أُخْرَىٰهُمْ لِأُولَىٰهُمْ رَبَّنَا هَٰٓؤُلَآءِ أَضَلُّونَا فَـَٔاتِهِمْ عَذَابًا ضِعْفًا مِّنَ ٱلنَّارِ ۖ قَالَ لِكُلٍّۢ ضِعْفٌ وَلَٰكِن لَّا تَعْلَمُونَ
- عربى - نصوص الآيات : قال ادخلوا في أمم قد خلت من قبلكم من الجن والإنس في النار ۖ كلما دخلت أمة لعنت أختها ۖ حتى إذا اداركوا فيها جميعا قالت أخراهم لأولاهم ربنا هؤلاء أضلونا فآتهم عذابا ضعفا من النار ۖ قال لكل ضعف ولكن لا تعلمون
- عربى - التفسير الميسر : قال الله تعالى -لهؤلاء المشركين المفترين-: ادخلوا النار في جملة جماعات من أمثالكم في الكفر، قد سلفت من قبلكم من الجن والإنس، كلما دخلت النارَ جماعةٌ من أهل ملة لعنت نظيرتها التي ضلَّتْ بالاقتداء بها، حتى إذا تلاحق في النار الأولون من أهل الملل الكافرة والآخرون منهم جميعًا، قال الآخرون المتبعون في الدنيا لقادتهم: ربنا هؤلاء هم الذين أضلونا عن الحق، فآتهم عذابًا مضاعفا من النار، قال الله تعالى: لكل ضعف، أي: لكل منكم ومنهم عذاب مضاعف من النار، ولكن لا تدركون أيها الأتباع ما لكل فريق منكم من العذاب والآلام.
- السعدى : قَالَ ادْخُلُوا فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُم مِّنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ فِي النَّارِ ۖ كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَّعَنَتْ أُخْتَهَا ۖ حَتَّىٰ إِذَا ادَّارَكُوا فِيهَا جَمِيعًا قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لِأُولَاهُمْ رَبَّنَا هَٰؤُلَاءِ أَضَلُّونَا فَآتِهِمْ عَذَابًا ضِعْفًا مِّنَ النَّارِ ۖ قَالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلَٰكِن لَّا تَعْلَمُونَ
فقالت لهم الملائكة { ادْخُلُوا فِي أُمَمٍ ْ} أي: في جملة أمم { قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ ْ} أي: مضوا على ما مضيتم عليه من الكفر والاستكبار، فاستحق الجميع الخزي والبوار، كلما دخلت أمة من الأمم العاتية النار { لَعَنَتْ أُخْتَهَا ْ} كما قال تعالى: { ويَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضًا ْ} { حَتَّى إِذَا ادَّارَكُوا فِيهَا جَمِيعًا ْ} أي: اجتمع في النار جميع أهلها، من الأولين والآخرين، والقادة والرؤساء والمقلدين الأتباع. { قَالَتْ أُخْرَاهُمْ ْ} أي: متأخروهم، المتبعون للرؤساء { لِأُولَاهُمْ ْ} أي: لرؤسائهم، شاكين إلى اللّه إضلالهم إياهم: { رَبَّنَا هَؤُلَاءِ أَضَلُّونَا فَآتِهِمْ عَذَابًا ضِعْفًا مِنَ النَّارِ ْ} أي: عذبهم عذابا مضاعفا لأنهم أضلونا، وزينوا لنا الأعمال الخبيثة. { قَالَ ْ} اللّه { لِكُلٍّ ْ} منكم { ضِعْفٌ ْ} ونصيب من العذاب.
- الوسيط لطنطاوي : قَالَ ادْخُلُوا فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُم مِّنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ فِي النَّارِ ۖ كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَّعَنَتْ أُخْتَهَا ۖ حَتَّىٰ إِذَا ادَّارَكُوا فِيهَا جَمِيعًا قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لِأُولَاهُمْ رَبَّنَا هَٰؤُلَاءِ أَضَلُّونَا فَآتِهِمْ عَذَابًا ضِعْفًا مِّنَ النَّارِ ۖ قَالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلَٰكِن لَّا تَعْلَمُونَ
أى: قال الله- تعالى- لأولئك المكذبين ادخلوا في ضمن أمم من الجن والإنس قد سبقتكم في الكفر، وشاركتكم في الضلالة.
ثم بين- سبحانه- بعض أحوالهم فقال: كُلَّما دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَعَنَتْ أُخْتَها أى: كلما دخلت أمة من أمم الكفر النار لعنت أختها في الدين والملة، فالأمة المتبوعة تلعن الأمة التابعة لأنها زادتها ضلالا، والأمة التابعة تلعن الأمة المتبوعة لأنها كانت سببا في عذابها.
ثم قال- تعالى-: حَتَّى إِذَا ادَّارَكُوا فِيها جَمِيعاً أى: حتى إذا ما اجتمعوا جميعا في النار الرؤساء والأتباع، والأغنياء، والفقراء، قالت أخراهم دخولا أو منزلة وهم الأتباع، لأولاهم دخولا أو منزلة وهم الزعماء والمتبوعين رَبَّنا هؤُلاءِ أَضَلُّونا فَآتِهِمْ عَذاباً ضِعْفاً مِنَ النَّارِ.
أى: قال الأتباع: يا ربنا هؤلاء الرؤساء هم السبب في ضلالنا وهلاكنا، فأذقهم ضعفا من عذاب النار لإضلالهم إيانا فضلا عن أنفسهم.
وهنا يأتيهم الجواب الذي يحمل لهم التهكم والسخرية، فيقول الله لهم: قالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلكِنْ لا تَعْلَمُونَ أى: لكل منكم ومنهم عذاب مضاعف من النار. أما أنتم فبسبب تقليدكم الأعمى، وأما هم فبسبب إضلالهم لكم ولغيركم، ولكنكم يا معشر المقلدين لا تعلمون ذلك لجهلكم وانطماس بصيرتكم.
- البغوى : قَالَ ادْخُلُوا فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُم مِّنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ فِي النَّارِ ۖ كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَّعَنَتْ أُخْتَهَا ۖ حَتَّىٰ إِذَا ادَّارَكُوا فِيهَا جَمِيعًا قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لِأُولَاهُمْ رَبَّنَا هَٰؤُلَاءِ أَضَلُّونَا فَآتِهِمْ عَذَابًا ضِعْفًا مِّنَ النَّارِ ۖ قَالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلَٰكِن لَّا تَعْلَمُونَ
( قال ادخلوا في أمم ) يعني : يقول الله لهم يوم القيامة ادخلوا في أمم ، أي : مع جماعات ، ( قد خلت ) مضت ، ( من قبلكم من الجن والإنس في النار ) يعني كفار الأمم الخالية ، ( كلما دخلت أمة لعنت أختها ) يريد أختها في الدين لا في النسب ، فتلعن اليهود اليهود والنصارى النصارى ، وكل فرقة تلعن أختها ويلعن الأتباع القادة ، ولم يقل أخاها لأنه عنى الأمة والجماعة ، ( حتى إذا اداركوا فيها ) أي : تداركوا وتلاحقوا واجتمعوا في النار ، ( جميعا قالت أخراهم ) قال مقاتل : يعني أخراهم دخولا النار وهم الأتباع ، ( لأولاهم ) أي : لأولاهم دخولا وهم القادة ، لأن القادة يدخلون النار أولا . وقال ابن عباس : يعني آخر كل أمة لأولاها ، وقال السدي : أهل آخر الزمان لأولاهم الذين شرعوا لهم ذلك الدين ، ( ربنا هؤلاء ) الذين ، ( أضلونا ) عن الهدى يعني القادة ( فآتهم عذابا ضعفا من النار ) أي : ضعف عليهم العذاب ، ( قال ) الله تعالى ، ( لكل ضعف ) يعني للقادة والأتباع ضعف من العذاب ، ( ولكن لا تعلمون ) ما لكل فريق منكم من العذاب .
قرأ الجمهور : " ولكن لا تعلمون " ، وقرأ أبو بكر " لا يعلمون " بالياء ، أي : لا يعلم الأتباع ما للقادة ولا القادة ما للأتباع .
- ابن كثير : قَالَ ادْخُلُوا فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُم مِّنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ فِي النَّارِ ۖ كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَّعَنَتْ أُخْتَهَا ۖ حَتَّىٰ إِذَا ادَّارَكُوا فِيهَا جَمِيعًا قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لِأُولَاهُمْ رَبَّنَا هَٰؤُلَاءِ أَضَلُّونَا فَآتِهِمْ عَذَابًا ضِعْفًا مِّنَ النَّارِ ۖ قَالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلَٰكِن لَّا تَعْلَمُونَ
يقول تعالى مخبرا عما يقوله لهؤلاء المشركين به ، المفترين عليه المكذبين بآياته : ( ادخلوا في أمم ) أي : من أشكالكم وعلى صفاتكم ، ( قد خلت من قبلكم ) أي : من الأمم السالفة الكافرة ، ( من الجن والإنس في النار ) يحتمل أن يكون بدلا من قوله : ( في أمم ) ويحتمل أن يكون ) في أمم ) أي : مع أمم .
وقوله : ( كلما دخلت أمة لعنت أختها ) كما قال الخليل ، عليه السلام : ( ثم يوم القيامة يكفر بعضكم ببعض ويلعن بعضكم بعضا ) الآية [ العنكبوت : 25 ] . وقوله تعالى : ( إذ تبرأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا ورأوا العذاب وتقطعت بهم الأسباب وقال الذين اتبعوا لو أن لنا كرة فنتبرأ منهم كما تبرءوا منا كذلك يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم وما هم بخارجين من النار ) [ البقرة : 166 ، 167 ] .
وقوله تعالى ( حتى إذا اداركوا فيها جميعا ) أي : اجتمعوا فيها كلهم ، ( قالت أخراهم لأولاهم ) أي : أخراهم دخولا - وهم الأتباع - لأولاهم - وهم المتبوعون - لأنهم أشد جرما من أتباعهم ، فدخلوا قبلهم ، فيشكوهم الأتباع إلى الله يوم القيامة; لأنهم هم الذين أضلوهم عن سواء السبيل ، فيقولون : ( ربنا هؤلاء أضلونا فآتهم عذابا ضعفا من النار ) أي : أضعف عليهم العقوبة ، كما قال تعالى : ( يوم تقلب وجوههم في النار يقولون يا ليتنا أطعنا الله وأطعنا الرسولا وقالوا ربنا إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيلا ربنا آتهم ضعفين من العذاب والعنهم لعنا كبيرا ) [ الأحزاب : 66 - 68 ] .
وقوله : ( قال لكل ضعف ولكن لا تعلمون ) أي : قد فعلنا ذلك وجازينا كلا بحسبه ، كما قال تعالى : ( الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله زدناهم عذابا فوق العذاب بما كانوا يفسدون ) [ النحل : 88 ] وقال تعالى : ( وليحملن أثقالهم وأثقالا مع أثقالهم وليسألن يوم القيامة عما كانوا يفترون ) [ العنكبوت : 13 ] وقال : ( ومن أوزار الذين يضلونهم بغير علم ألا ساء ما يزرون ) [ النحل : 25 ] .
- القرطبى : قَالَ ادْخُلُوا فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُم مِّنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ فِي النَّارِ ۖ كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَّعَنَتْ أُخْتَهَا ۖ حَتَّىٰ إِذَا ادَّارَكُوا فِيهَا جَمِيعًا قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لِأُولَاهُمْ رَبَّنَا هَٰؤُلَاءِ أَضَلُّونَا فَآتِهِمْ عَذَابًا ضِعْفًا مِّنَ النَّارِ ۖ قَالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلَٰكِن لَّا تَعْلَمُونَ
قوله : قال ادخلوا في أمم قد خلت من قبلكم من الجن والإنس في النار كلما دخلت أمة لعنت أختها حتى إذا اداركوا فيها جميعا قالت أخراهم لأولاهم ربنا هؤلاء أضلونا فآتهم عذابا ضعفا من النار قال لكل ضعف ولكن لا تعلمون
قوله تعالى قال ادخلوا في أمم قد خلت من قبلكم من الجن والإنس في النار أي مع أمم ; ف في بمعنى " مع " . وهذا لا يمتنع ; لأن قولك : زيد في القوم ، أي مع القوم . وقيل : هي على بابها ، أي ادخلوا في جملتهم . والقائل قيل هو الله عز وجل ، أي قال الله ادخلوا . وقيل : هو مالك خازن النار .
كلما دخلت أمة لعنت أختها أي التي سبقتها إلى النار ، وهي أختها في الدين والملة .
حتى إذا اداركوا فيها جميعا أي اجتمعوا . وقرأ الأعمش ( تداركوا ) وهو الأصل ، ثم وقع الإدغام فاحتيج إلى ألف الوصل . وحكاها المهدوي عن ابن مسعود . النحاس : وقرأ ابن مسعود ( حتى إذا ادركوا ) أي أدرك بعضهم بعضا . وعصمة عن أبي عمرو ( حتى إذا اداركوا ) بإثبات الألف على الجمع بين الساكنين . وحكى : هذان عبدا الله . وله ثلثا المال . وعن أبي عمرو أيضا : ( إذا إداركوا ) بقطع ألف الوصل ; فكأنه سكت على إذا للتذكر ، فلما طال سكوته قطع ألف الوصل ; كالمبتدئ بها . وقد جاء في الشعر قطع ألف الوصل نحو قول :
يا نفس صبرا كل حي لاقي وكل اثنين إلى إفتراق
وعن مجاهد وحميد بن قيس ( حتى إذ ادركوا ) بحذف ألف إذا لالتقاء الساكنين ، وحذف الألف التي بعد الدال .
جميعا نصب على الحال .
قالت أخراهم لأولاهم أي آخرهم دخولا وهم الأتباع لأولاهم وهم القادة ربنا هؤلاء أضلونا فآتهم عذابا ضعفا من النار فاللام في لأولاهم لام أجل ; لأنهم لم يخاطبوا أولاهم ولكن قالوا في حق أولاهم ربنا هؤلاء أضلونا . والضعف : المثل الزائد على مثله مرة أو مرات . وعن ابن مسعود أن الضعف ههنا الأفاعي والحيات . ونظير هذه الآية ربنا آتهم ضعفين من العذاب والعنهم لعنا كبيرا . وهناك يأتي ذكر الضعف بأبشع من هذا وما يترتب عليه من الأحكام ، إن شاء الله تعالى .
قال لكل ضعف أي للتابع والمتبوع .
( ولكن لا تعلمون ) على قراءة من قرأ بالياء ; أي لا يعلم كل فريق ما بالفريق الآخر ، إذ لو علم بعض من في النار أن عذاب أحد فوق عذابه لكان نوع سلوة له . وقيل : المعنى ولكن لا تعلمون بالتاء ، أي ولكن لا تعلمون أيها المخاطبون ما يجدون من العذاب . ويجوز أن يكون المعنى ولكن لا تعلمون يا أهل الدنيا مقدار ما هم فيه من العذاب .
- الطبرى : قَالَ ادْخُلُوا فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُم مِّنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ فِي النَّارِ ۖ كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَّعَنَتْ أُخْتَهَا ۖ حَتَّىٰ إِذَا ادَّارَكُوا فِيهَا جَمِيعًا قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لِأُولَاهُمْ رَبَّنَا هَٰؤُلَاءِ أَضَلُّونَا فَآتِهِمْ عَذَابًا ضِعْفًا مِّنَ النَّارِ ۖ قَالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلَٰكِن لَّا تَعْلَمُونَ
القول في تأويل قوله : قَالَ ادْخُلُوا فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ مِنَ الْجِنِّ وَالإِنْسِ فِي النَّارِ كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَعَنَتْ أُخْتَهَا
قال أبو جعفر: وهذا خبر من الله جل ثناؤه عن قيله لهؤلاء المفترين عليه، المكذبين آياته يوم القيامة. يقول تعالى ذكره: قال لهم حين وردوا عليه يوم القيامة، ادخلوا، أيها المفترون على ربكم، المكذبون رسله، في جماعات من ضُرَبائكم (1) =(قد خلت من قبلكم)، يقول: قد سلفت من قبلكم (2) =" من الجن والإنس في النار "، ومعنى ذلك: ادخلوا في أمم هي في النار، قد خلت من قبلكم من الجن والإنس = وإنما يعني بـ" الأمم "، الأحزابَ وأهلَ الملل الكافرة =(كلما دخلت أمة لعنت أختها)، يقول جل ثناؤه: كلما دخلت النارَ جماعةٌ من أهل ملة = لعنت أختها, يقول: شتمت الجماعة الأخرى من أهل ملتها، تبرِّيًا منها. (3)
وإنما عنى بـ"
الأخت "، الأخوة في الدين والملة، وقيل: " أختها "، ولم يقل: " أخاها ", لأنه عنى بها " أمة " وجماعة أخرى, كأنه قيل: كلما دخلت أمة لعنت أمة أخرى من أهل ملتها ودينها. (4)* * *
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
14592- حدثني محمد بن الحسين قال، حدثنا أحمد بن مفضل قال، حدثنا أسباط, عن السدي: (كلما دخلت أمة لعنت أختها)، يقول: كلما دخل أهل ملة لعنوا أصحابهم على ذلك الدين, (5) يلعن المشركون المشركين، واليهودُ اليهودَ، والنصارى النصارى، والصابئون الصابئين، والمجوسُ المجوسَ, تلعن الآخرةُ الأولى.
* * *
القول في تأويل قوله : حَتَّى إِذَا ادَّارَكُوا فِيهَا جَمِيعًا
قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: حتى إذا تداركت الأمم في النار جميعًا, يعني اجتمعت فيها.
* * *
يقال: "
قد ادَّاركوا "، و " تداركوا "، إذا اجتمعوا. (6)* * *
يقول: اجتمع فيها الأوَّلون من أهل الملل الكافرة والآخِرون منهم.
* * *
القول في تأويل قوله : قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لأُولاهُمْ رَبَّنَا هَؤُلاءِ أَضَلُّونَا فَآتِهِمْ عَذَابًا ضِعْفًا مِنَ النَّارِ قَالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلَكِنْ لا تَعْلَمُونَ (38)
قال أبو جعفر: وهذا خبر من الله جل ثناؤه عن محاورة الأحزاب من أهل الملل الكافرة في النار يوم القيامة. يقول الله تعالى ذكره: فإذا اجتمع أهل الملل الكافرة في النار فادّاركوا, قالت أخرى أهل كل ملة دخلت النار = الذين كانوا في الدنيا بعد أولى منهم تَقَدَّمتها وكانت لها سلفًا وإمامًا في الضلالة والكفر = لأولاها الذين كانوا قبلهم في الدنيا: ربنا هؤلاء أضلونا عن سبيلك، ودعونا إلى عبادة غيرك، وزيَّنوا لنا طاعة الشيطان, فآتهم اليوم من عذابك الضعفَ على عذابنا، كما:-
14593- حدثني محمد بن الحسين قال، حدثنا أحمد بن مفضل قال، حدثنا أسباط, عن السدي: "
قالت أخراهم "، الذين كانوا في آخر الزمان =" لأولاهم "، الذين شرعوا لهم ذلك الدين =(ربنا هؤلاء أضلونا فآتهم عذابًا ضعفًا من النار)* * *
وأما قوله: (قال لكل ضعف ولكن لا تعلمون)، فإنه خبر من الله عن جوابه لهم, يقول: قال الله للذين يدعونه فيقولون: "
ربنا هؤلاء أضلونا فآتهم عذابًا ضعفًا من النار " =: لكلكم, أوَّلكم وآخركم، وتابعوكم ومُتَّبَعوكم =" ضعف ", يقول: مكرر عليه العذاب.* * *
و "
ضعف الشيء "، مثله مرة.* * *
وكان مجاهد يقول في ذلك ما:-
14594- حدثني محمد بن عمرو قال، حدثنا أبو عاصم قال، حدثنا عيسى, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد في قول الله: (عذابًا ضعفًا من النار قال لكل ضعف)، مضعّف.
14595- حدثني المثنى قال، حدثنا أبو حذيفة قال، حدثنا شبل, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد, مثله.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
14596- حدثني محمد بن الحسين قال، حدثنا أحمد بن المفضل قال، حدثنا أسباط, عن السدي قال الله: (لكل ضعف)، للأولى، وللآخرة ضعف.
14597- حدثنا ابن بشار قال، حدثنا عبد الرحمن قال، حدثنا سفيان قال، حدثني غير واحد, عن السدي, عن مرة, عن عبد الله: (ضعفًا من النار)، قال: أفاعي.
14598- حدثني الحارث قال، حدثنا عبد العزيز قال، حدثنا سفيان, عن السدي, عن مرة, عن عبد الله: (فآتهم عذابًا ضعفًا من النار)، قال: حيّات وأفاعي.
* * *
وقيل: إن "
المضَعَّف "، في كلام العرب، ما كان ضعفين، (7) و " المضاعف "، ما كان أكثر من ذلك.* * *
وقوله: (ولكن لا تعلمون)، يقول: ولكنكم، يا معشر أهل النار, لا تعلمون ما قدْرُ ما أعدّ الله لكم من العذاب, فلذلك تسأل الضعفَ منه الأمةُ الكافرةُ الأخرى لأختها الأولى.
------------------
الهوامش :
(1) انظر تفسير (( أمة )) فيما سلف ص : 405 ، تعليق : 1 ، والمراجع هناك .
(2) انظر تفسير (( خلا )) فيما سلف 3 : 100 ، 128 / 4 : 289 / 7 : 228 .
(3) انظر تفسير (( اللعن )) فيما سلف 10 : 489 ، تعليق : 1 .
(4) انظر معاني القرآن للفراء 1 : 378 .
(5) في المطبوعة والمخطوطة : (( كلما دخلت أهل ملة )) ، والصواب ما أثبت .
(6) انظر مجاز القرآن لأبي عبيدة 1 : 214 ، وفي نصه زيادة حسنة : (( ويقال : تدارك لي عليه شيء ، أي اجتمع لي عنده شيء . وهو مدغم التاء في الدال ، فثقلت الدال )) .
(7) في المطبوعة : (( الضعف ، في كلام العرب )) ، والصواب من المخطوطة .
- ابن عاشور : قَالَ ادْخُلُوا فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُم مِّنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ فِي النَّارِ ۖ كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَّعَنَتْ أُخْتَهَا ۖ حَتَّىٰ إِذَا ادَّارَكُوا فِيهَا جَمِيعًا قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لِأُولَاهُمْ رَبَّنَا هَٰؤُلَاءِ أَضَلُّونَا فَآتِهِمْ عَذَابًا ضِعْفًا مِّنَ النَّارِ ۖ قَالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلَٰكِن لَّا تَعْلَمُونَ
فأمّا قوله : { قال ادخلوا في أمم } فهذا قول آخر ، ليس هو من المحاورة السّابقة ، لأنّه جاء بصيغة الإفراد ، والأقوالُ قبله مسندة إلى ضمائر الجمع ، فتعيّن أنّ ضمير ( قال ) عائد إلى الله تعالى بقرينة المقام ، لأنّ مثل هذا القول لا يصدر من أحد غير الله تعالى ، فهو استيناف كلام نشأ بمناسبة حكاية حال المشركين حينَ أوّل قدومهم على الحياة الآخرة ، وهي حالة وفاة الواحد منهم فيَكون خطاباً صدر من الله إليهم بواسطة أحد ملائكته ، أو بكلام سمعوه وعلموا أنّه من قِبَل الله تعالى بحيث يوقنون منه أنّهم داخلون إلى النار ، فيكون هذا من أشدّ ما يرون فيه مقعدهم من النّار عقوبة خاصّة بهم . والأمر مستعمل للوعيد فيتأخّر تنجيزه إلى يوم القيامة .
ويجوز أن يكون المحكي به ما يصدر من الله تعالى يوم القيامة من حكم عليهم بدخول النّار مع الأمم السّابقة ، فذُكر عقب حكاية حال قبض أرواحهم إكمالاً لذكر حال مصيرهم ، وتخلّصاً إلى وصف ما ينتظرهم من العذاب ولذكر أحوال غيرهم . وأيَّاً مّا كان فالإتيان بفعل القول ، بصيغه الماضي : للتنبيه على تحقيق وقوعه على خلاف مقتضى الظاهر .
ويجوز أن تكون جملة : { قال ادخلوا في أمم } في موضع عطف البيان لجملة { ينالهم نصيبهم من الكتاب } أي : قال الله فيما كتبه لهم { ادخلوا في أمم قد خلت من قبلكم }
[ الأعراف : 34 ] أي أمثالكم ، والتّعبير بفعل المضي جرَى على مقتضى الظّاهر .
والأمم جمع الأمّة بالمعنى الذي تقدّم في قوله : { ولكل أمة أجل }.
و ( في ) من قوله : { في أمم } للظّرفية المجازيّة ، وهي كونهم في حالة واحدة وحكممٍ واحد ، سواء دخلوا النّار في وسطهم أم دخلوا قبلهم أو بَعدهم ، وهي بمعنى ( مع ) في تفسير المعنى ، ونقل عن صاحب «الكشاف» أنه نظَّر ( في ) التي في هذه الآية بفي التي في قول عروة بن أذينة :
إنْ تَكُنْ عن حسن الصّنيعة مأفُو ... كاً ففي آخرينَ قد أُفِكُوا
ومعنى : { قد خلت } قد مضت وانقرضت قبلكم ، كما في قوله تعالى : { تلك أمة قد خلت } في سورة البقرة ( 134 ) ، يعني : أنّ حالهم كحال الأمم المكذّبين قبلَهم ، وهذا تذكير لهم بما حاق بأولئك الأمم من عذاب الدّنيا كقوله : { وتبين لكم كيف فعلنا بهم } [ إبراهيم : 45 ] وتعريض بالوعيد بأن يحل بهم مثل ذلك ، وتصريح بأنّهم في عذاب النّار سواء .
جملة : { كلما دخلت أمة لعنت أختها } مستأنفة استئنافاً ابتدائياً ، لوصف أحوالهم في النّار ، وتفظيعها للسّامع ، ليتّعظ أمثالهم ويستبشر المؤمنين بالسّلامة ممّا أصابهم فتكون جملة { حتى إذا اداركوا } داخلة في حيز الاستيناف .
ويجوز أن تكون جملة : { كلما دخلت أمة } معترضة بين جملة : { قال ادخلوا في أمم قد خلت من قبلكم من الجن والإنس في النار } وبين جملة : { حتى إذا أداركوا فيها } إلخ . على أن تكون جملة { حتى إذا اداركوا } مرتبطة بجملة { ادخلوا في أمم } بتقدير محذوف تقديره : فيدخلون حتّى إذا اداركوا .
و ( ما ) في قوله : { كلّما } ظرفية مصدريّة ، أي كلّ وقت دخول أمّة لعنت أختها . والتّقدير : لعنت كلّ أمّة منهم أختها في كلّ أوقات دخول الأمّة منهم ، فتفيد عموم الأزمنة .
و { أمّة } نكرة وقعت في حيز عموم الأزمنة ، فتفيد العموم ، أي كلّ أمة دخلت ، وكذلك : { أختَها } نكرة لأنّه مضاف إلى ضمير نكرة فلا يتعرّف فتفيد العموم أيضاً ، أي كل أمة تدخل تلعن كل أخت لها ، والمراد بأختها المماثِلة لها في الدّين الذي أوجب لها الدّخول في النّار ، كما يقال : هذه الأمّة أخت تلك الأمّة إذا اشتركتا في النّسب ، فيقال : بَكْر وأختها تغلب ، ومنه قول أبي الطبيّب :
وكطَسْم وأُخْتِها في البعاد ... يريد : كَطَسم وجَدِيس .
والمقام يعيّن جهة الأخوّة ، وسبَبُ اللّعن أنّ كل أمّة إنّما تدخل النّار بعد مناقشة الحساب ، والأمر بإدخالهم النّار ، وإنّما يقع ذلك بعد أن يتبيّن لهم أنّ ما كانوا عليه من الدّين هو ضلال وباطل ، وبذلك تقع في نفوسهم كراهية ما كانوا عليه ، لأنّ النّفوس تكره الضّلال والباطل بعد تبيُّنه ، ولأنّهم رأوا أن عاقبة ذلك كانت مجلبة العقاب لهم فيزدادون بذلك كراهيّة لدينهم ، فإذا دخلوا النّار فرأوا الأمم التي أدخلت النّار قبلهم علموا ، بوجه من وجوه العلم ، أنّهم أُدخلوا النّار بذلك السّبب فلعنوهم لكراهيّة دينهم ومن اتّبعوه .
وقيل : المراد بأختها أسلافها الذين أضلّوها .
وأفادت { كلّما } لما فيها من معنى التّوقيت : أنّ ذلك اللّعن يقع عند دخول الأمّة النّار ، فيتعيّن إذن أن يكون التّقدير : لعنت أختها السّابقة إياها في الدّخول في النّار ، فالأمّة التي تدخل النّار أوّل مرّة قبل غيرها من الأمم لا تَلْعن أختها ، ويعلم أنّها تلعن من يدخل بعدَها الثّانيةَ ، ومن بعدها بطريق الأوْلى ، أو ترُدّ اللّعن على كلّ أخت لاعنة . والمعنى : كلّما دخلت أمّة منهم بقرينة قوله : { لعنت أختها }.
و ( حتّى ) في قوله : { حتى إذا اداركوا } ابتدائيّة ، فهي جملة مستأنفة وقد تقدّم في الآية قبل هذه أن ( حتّى ) الابتدائيّة تفيد معنى التّسبّب ، أي تسبّب مضمون ما قبلها في مضمون ما بعدها ، فيجوز أن تكون مترتِبَة في المعنى على مضمون قوله : { قال أدخلوا في أمم قد خلت } إلخ ، ويجوز أن تكون مترتّبة على مضمون قوله : { كلما دخلت أمة لعنت أختها }.
و { اداركوا } أصله تَداركوا فقلبت التّاء دَالا ليتأتى إدغامها في الدّال للتّخفيف ، وسُكنت ليتحقّق معنى الإدغام المتحركين ، لثقل واجتلبت همزة الوصل لأجل الابتداء بالسّاكن ، وهذا قلْب ليس بمتعيّن ، وإنّما هو مستحسن ، وليس هو مثل قلب التّاء في ادّان وازْداد وادّكر : ومعناه : أدرك بعضهم بعضاً ، فصيغ من الإدراك وزن التّفاعل ، والمعنى : تلاحقوا واجتمعوا في النّار . وقوله : { جميعاً } حال من ضمير { اداركوا } لتحقيق استيعاب الاجتماع ، أي حتى إذا اجتمعت أمم الضّلال كلّها .
والمراد : ب { أخراهم } : الآخِرة في الرّتبة ، وهم الأتباع والرّعيّة من كلّ أمّة من تلك الأمم ، لأنّ كلّ أمّة في عصر لا تخلو من قادة ورَعاع ، والمراد بالأولى : الأولى في المرتبة والاعتبار ، وهم القادة والمتبوعون من كلّ أمّة أيضاً ، فالأخرى والأولى هنا صفتان جرتا على موصوفَين محذوفين ، أي أخرى الطّوائف لأولاهم ، وقيل : أريد بالأخرى المتأخّرة في الزّمان ، وبالأولى أسلافهم ، لأنّهم يقولون : { إنّا وجدنا آباءنا على أمة } [ الزخرف : 23 ]. وهذا لا يلائم ما يأتي بعده .
واللاّم في : { لأولاَهم } لام العلّة ، وليست اللاّم التي يتعدّى بها فعل القَول ، لأنّ قول الطائفة الأخيرة موجَّه إلى الله تعالى ، بصريح قولهم : { ربنا هؤلاء أضلونا } إلخ ، لا إلى الطّائفة الأولى ، فهي كاللاّم في قوله تعالى : { وقال الذين كفروا للذين آمنوا لو كان خيراً ما سبقونا إليه } [ الأحقاف : 11 ].
والضعف بكسر الضّاد المِثْل لمقدار الشّيء ، وهو من الألفاظ الدّالة على معنى نسبي يقتضي وجودَ معنى آخر ، كالزّوج والنِّصف ، ويختص بالمقدار والعدد ، هذا قول أبي عبيدة والزّجاج وأيمّة اللّغة ، وقد يستعمل فعله في مطلق التّكثير وذلك إذا أسند إلى ما لا يدخل تحت المقدار ، مثل العذاب في قوله تعالى : { يُضَاعَفْ له العذاب يوم القيامة } [ الفرقان : 69 ] وقوله { يضاعف لها العذاب ضعفين } [ الأحزاب : 30 ] أراد الكثرة القويّة فقولهم هنا { فآتهم عذاباً ضعفا } أي أعطهم عذاباً هو ضِعف عذاببٍ آخر ، فعُلم أنّه ، آتاهم عذاباً ، وهم سألوا زيادة قوّة فيه تبلغ ما يعادل قوّته ، ولذلك لما وصف بضعف علم أنّه مِثْلٌ لعذاببٍ حصل قبله إذ لا تقول : أكرمت فلان ضِعفاً ، إلاّ إذا كان إكرامك في مقابلة إكراممٍ آخر ، فأنت تزيده ، فهم سألوا لهم مضاعفة العذاب لأنّهم علموا أنّ الضّلال سبب العذاب ، فعلموا أنّ الذين شرعوا الضّلال هم أولى بعقوبة أشدّ من عقوبة الذين تقلّدوه واتبعوهم ، كما قال تعالى في الآية الآخرى :
{ يقول الذين استضعفوا للذين استكبروا لولا أنتم لكنا مؤمنين } [ سبأ : 31 ].
وفعل : { قال } حكاية لجواب الله إياهم عن سُؤالهم مضاعفةَ العذاب لقادتهم ، فلذلك فصل ولم يعطف جريا على طريقة حكاية الأقوال في المحاورات ، والتّنوينُ في قوله : { لكلّ } عوض عن المضاف إليه المحذوف ، والتّقدير : لكلّ أمّة ، أو لكلّ طائفة ضعف ، أي زيادة عذاب مثل العذاب الذي هي معذّبه أولَ الأمر ، فأمّا مضاعفة العذاب للقادة فلأنّهم سنّوا الضّلال أو أيّدوه ونصروه وذبّوا عنه بالتّمويه والمغالطات فأضلوا ، وأمّا مضاعفته للأتباع فلأنَهم ضلّوا بإضلال قادتهم ، ولأنّهم بطاعتهم العمياء لقادتهم ، وشكرهم إياهم على ما يرسمون لهم ، وإعطائِهم إياهم الأموال والرّشى ، يزيدونهم طغياناً وجراءة على الإضلال ويغرّونهم بالازدياد منه .
والاستدراك في قوله : { ولكن لا تعلمون } لرفع ما تُوهِمه التّسوية بين القادة والأتباع في مضاعفة العذاب : أنّ التّغليظ على الأتباع بلا موجب ، لأنّهم لولا القادة لما ضلّوا ، والمعنى : أنّكم لا تعلمون الحقائق ولا تشعرون بخفايا المعاني ، فلذلك ظننتم أنّ موجب مضاعفة العذاب لهم دونكم هو أنّهم علّموكم الضّلال ، ولو علمتم حقّ العلم لاطّلعتم على ما كان لطاعتكم إياهم من الأثر في إغرائهم بالازدياد من الإضلال . ومفعول { تعلمون } محذوف دلّ عليه قوله : { لكلٍ ضِعف } ، والتّقدير : لا تعلمون سبب تضعيف العذاب لكلّ من الطّائفتين ، يعني لا تعلمون سبب تضعيفه لكم لظهور أنّهم علموا سبب تضعيفه للذين أضلّوهم .
وقرأ الجمهور : { لا تَعلمون } بتاء الخطاب على أنّه من تمام ما خاطب الله به الأمّة الأخرى ، وقرأه أبو بكر عن عاصم بياء الغيبة فيكون بمنزلة التّذييل خطاباً لسامعي القرآن ، أي قال الله لهم ذلك وهم لا يَعلمون أنّ لكلّ ضعفاً فلذلك سألوا التّغليظ على القادة فأجيبوا بأنّ التّغليظ قد سُلّط على الفريقين .
- إعراب القرآن : قَالَ ادْخُلُوا فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُم مِّنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ فِي النَّارِ ۖ كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَّعَنَتْ أُخْتَهَا ۖ حَتَّىٰ إِذَا ادَّارَكُوا فِيهَا جَمِيعًا قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لِأُولَاهُمْ رَبَّنَا هَٰؤُلَاءِ أَضَلُّونَا فَآتِهِمْ عَذَابًا ضِعْفًا مِّنَ النَّارِ ۖ قَالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلَٰكِن لَّا تَعْلَمُونَ
«قالَ» الجملة مستأنفة «ادْخُلُوا» فعل أمر تعلق به الجار والمجرور «فِي أُمَمٍ» مبني على حذف النون والواو فاعله ، والجملة مقول القول. «قَدْ خَلَتْ» قد حرف تحقيق وفعل ماض تعلق به الجار والمجرور بعده ،
مبني على الفتحة المقدرة على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين ، والتاء للتأنيث والجملة في محل جر صفة لأمم. «مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ» متعلقان بمحذوف صفة لأمم. «فِي النَّارِ» متعلقان بالفعل ادخلوا «كُلَّما» ظرفية زمانية تفيد معنى الشرط ، وجملة «دَخَلَتْ أُمَّةٌ» في محل جر بالإضافة وجملة «لَعَنَتْ أُخْتَها» لا محل لها جواب شرط غير جازم ، «حَتَّى» حرف غاية وجر. «إِذَا» ظرفية شرطية غير جازمة.
«ادَّارَكُوا» فعل ماض مبني على الضم والواو فاعله. «فِيها» متعلقان باداركوا. «جَمِيعاً» حال والجملة في محل جر بالإضافة. «قالَتْ» فعل ماض. «أُخْراهُمْ» فاعل مرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر. هم ضمير متصل في محل جر بالإضافة. «لِأُولاهُمْ» اسم مجرور وعلامة جره الكسرة المقدرة على الألف للتعذر والجار والمجرور متعلقان بالفعل قالت. والجملة لا محل لها جواب شرط غير جازم.
«رَبَّنا» منادى مضاف منصوب ، ونا في محل جر بالإضافة. «هؤُلاءِ» اسم اشارة في محل رفع مبتدأ مبني على الكسرة. «أَضَلُّونا» فعل ماض وفاعله ومفعوله والجملة في محل رفع خبر المبتدأ. «فَآتِهِمْ» فعل دعاء مبني على حذف حرف العلة ، لأنه معتل الآخر ، والهاء مفعوله الأول والميم للجمع. والفاء قبله هي الفصيحة. «عَذاباً» مفعوله الثاني «ضِعْفاً» صفة لعذاب. «مِنَ النَّارِ» متعلقان بمحذوف صفة ثانية لعذاب ، وجملة «آتهم» لا محل لها جواب شرط مقدر. «قالَ» الجملة مستأنفة «لِكُلٍّ» متعلقان بمحذوف خبر مقدم للمبتدأ «ضِعْفٌ» والجملة مفعول به لقال «وَلكِنْ» حرف استدراك والواو حالية.
و جملة «لا تَعْلَمُونَ» في محل نصب حال.
- English - Sahih International : [Allah] will say "Enter among nations which had passed on before you of jinn and mankind into the Fire" Every time a nation enters it will curse its sister until when they have all overtaken one another therein the last of them will say about the first of them "Our Lord these had misled us so give them a double punishment of the Fire He will say "For each is double but you do not know"
- English - Tafheem -Maududi : قَالَ ادْخُلُوا فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُم مِّنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ فِي النَّارِ ۖ كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَّعَنَتْ أُخْتَهَا ۖ حَتَّىٰ إِذَا ادَّارَكُوا فِيهَا جَمِيعًا قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لِأُولَاهُمْ رَبَّنَا هَٰؤُلَاءِ أَضَلُّونَا فَآتِهِمْ عَذَابًا ضِعْفًا مِّنَ النَّارِ ۖ قَالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلَٰكِن لَّا تَعْلَمُونَ(7:38) Allah ivill say: 'Enter the fire of Hell and join the nations of jinn and men that have gone before You.' As a nation enters Hill, it will curse the one that went before it, and when all are gathered there, the last of them shall say of the first: 'Our Lord! These are the ones who led us astray. Let their torment be doubled in Hell-Fire.' He will answer: 'Each will have a doubled torment; although you do not know.' *30
- Français - Hamidullah : Entrez dans le Feu dira [Allah] parmi les djinns et les hommes des communautés qui vous ont précédés Chaque fois qu'une communauté entrera elle maudira celle qui l'aura précédée Puis lorsque tous s'y retrouveront la dernière fournée dira de la première O notre Seigneur Voilà ceux qui nous ont égarés donne-leur donc double châtiment du feu Il dira A chacun le double mais vous ne savez pas
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Er Allah sagt "Tretet ein unter Gemeinschaften von den Ginn und den Menschen die schon vor euch dahingegangen sind ins Höllenfeuer" Jedesmal wenn eine Gemeinschaft eintritt verflucht sie die vorhergehende' Wenn sie dann alle darin eingeholt werden sagt die letzte von ihnen in Bezug auf die erste "Unser Herr diese da haben uns in die Irre geführt So gib ihnen eine mehrfache Strafe vom Höllenfeuer" Er sagt "Jeder bekommt das Mehrfache aber ihr wißt es nicht"
- Spanish - Cortes : Dirá ¡Entrad en el Fuego a reuniros con las comunidades de genios y hombres que os han precedido Siempre que una comunidad entra maldice a su hermana Cuando al fin se encuentren allí todas la última en llegar dirá de la primera ¡Señor Éstos son quienes nos extraviaron Dóblales pues el castigo del Fuego Dirá Todos reciben el doble Pero vosotros no sabéis
- Português - El Hayek : Deus lhes dirá Entrai no inferno onde estão as gerações de gênios e humanos que vos precederam Cada vez que aíingressar uma geração abominará a geração congênere até que todas estejam ali recolhidas; então a última dirá acerca daprimeira Ó Senhor nosso eis aqui aqueles que nos desviaram; duplicalhes o castigo infernal Ele lhes dirá o dobro serápara todos; porém vós o ignorais
- Россию - Кулиев : Аллах скажет Войдите в Ад вместе с народами из числа людей и джиннов которые прожили до вас Каждый раз когда один народ будет входить туда он будет проклинать родственный ему народ Когда же они будут собраны там вместе то последние из них скажут о первых Господь наш Это они ввели нас в заблуждение Удвой же их мучения в Огне Он скажет Всем воздастся вдвойне но вы не знаете этого
- Кулиев -ас-Саади : قَالَ ادْخُلُوا فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُم مِّنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ فِي النَّارِ ۖ كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَّعَنَتْ أُخْتَهَا ۖ حَتَّىٰ إِذَا ادَّارَكُوا فِيهَا جَمِيعًا قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لِأُولَاهُمْ رَبَّنَا هَٰؤُلَاءِ أَضَلُّونَا فَآتِهِمْ عَذَابًا ضِعْفًا مِّنَ النَّارِ ۖ قَالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلَٰكِن لَّا تَعْلَمُونَ
Аллах скажет: «Войдите в Ад вместе с народами из числа людей и джиннов, которые прожили до вас». Каждый раз, когда один народ будет входить туда, он будет проклинать родственный ему народ. Когда же они будут собраны там вместе, то последние из них скажут о первых: «Господь наш! Это они ввели нас в заблуждение. Удвой же их мучения в Огне». Он скажет: «Всем воздастся вдвойне, но вы не знаете этого».Ангелы скажут неверующим: «Войдите в Преисподнюю вместе с людьми и джиннами, которые жили до вас. Вы совершали одинаковые поступки, исповедовали неверие и были высокомерны, и поэтому все вы заслужили позор, погибель и вечное наказание в Преисподней». Каждый раз, когда один народ будет попадать в Преисподнюю, он будет проклинать родственный ему народ. Всевышний сказал: «Вы стали поклоняться идолам вместо Аллаха только из-за любви (или ради любви) друг к другу в мирской жизни. Но потом, в День воскресения, одни из вас станут отвергать и проклинать других» (29:25). Наконец, все мученики Ада будут собраны там. Среди них будут представители первых и последних поколений, вожди и их покорные последователи. И тогда грешники, которые покорно следовали за своими вождями, станут жаловаться Аллаху на тех, кто ввел их в заблуждение: «Господь наш! Это они сбили нас с пути и приукрасили в наших глазах порочные злодеяния. Приумножь для них адское наказание!» Аллах же скажет: «Каждый из вас получит свою долю наказания!»
- Turkish - Diyanet Isleri : Allah " Sizden önce geçmiş cin ve insan ümmetleriyle beraber ateşe girin" der Her ümmet girdikçe kendi yoldaşına lanet eder Hepsi birbiri ardından cehennemde toplanınca sonrakiler öncekiler için "Rabbimiz Bizi sapıtanlar işte bunlardır onlara ateş azabını kat kat ver" derler Allah "Hepsinin kat kattır ama bilmezsiniz" der
- Italiano - Piccardo : “Entrate nel Fuoco dirà Allah assieme ai dèmoni e agli uomini delle comunità che vi precedettero” Ogni comunità che vi entrerà maledirà sua sorella Quando poi vi s'incontreranno tutte l'ultima dirà della prima “O nostro Signore Ecco quelli che ci hanno traviati da' loro un doppio castigo di fuoco” Lui dirà “Il doppio per tutti quanti ma voi non sapete”
- كوردى - برهان محمد أمين : ئهوسا خوا فهرمانیدا و فهرمووی ده بچنه ڕیزی ئهو کۆمهڵانهوه که پێش ئێوه ههبوون لهگومڕاکان لهدهستهی پهری و ئادهمیزادهکان لهناو دۆزهخدا ههر کاتێک ههر کۆمهڵ و دهستهیهک دهچنه ناوی نهفرین دهکهن له هاوئاین و هاو بیرانیان ههتا ئهو کاتهی ههموویان کۆ دهکرێنهوه و بهسهریهکدا دهدرێن له ناویدا شوێنکهوتهکان ڕوو بهگهورهکانیان دهڵێن پهروهردگارا ئا ئهوانه ئێمهیان گومڕاکرد ده تۆش لهناو دۆزهخدا سزای دوو بهرامبهریان بده خوای گهورهش فهرمووی بۆ ههموو لایهک سزاو تۆڵه دوو بهرامبهره بهڵام ئێوه پێی نازانن
- اردو - جالندربرى : تو خدا فرمائے گا کہ جنوں اور انسانوں کی جو جماعتیں تم سے پہلے ہو گزری ہیں ان کے ساتھ تم بھی داخل جہنم ہو جاو۔ جب ایک جماعت وہاں جا داخل ہو گئی تو اپنی مذہبی بہن یعنی اپنے جیسی دوسری جماعت پر لعنت کرے گی۔ یہاں تک کہ جب سب اس میں داخل ہو جائیں گے تو پچھلی جماعت پہلی کی نسبت کہے گی کہ اے پروردگار ان ہی لوگوں نے ہم کو گمراہ کیا تھا تو ان کو اتش جہنم کا دگنا عذاب دے۔ خدا فرمائے گا کہ تم سب کو دگنا عذاب دیا جائے گا مگر تم نہیں جانتے
- Bosanski - Korkut : "Ulazite u Džehennem s narodima sa džinima i ljudima koji su prije vas bili i nestali" – reći će On I kad god neki narod uđe proklinjat će onaj za kojim se u nevjerovanju poveo A kad se svi u njemu iskupe tada će običan puk reći o glavešinama svojim "Gospodaru naš ovi su nas u zabludu odveli zato im podaj dvostruku patnju u vatri" – "Za sve će biti dvostruka" – reći će On – "ali vi ne znate"
- Swedish - Bernström : [Och Gud] skall säga "Gå in med skaran av de osynliga väsen och människor som levde före er i [den eviga] Elden" Varje gång en skara går in [i Elden] förbannar de den föregående och när de alla har samlats där skall de sista säga om de första "Herre De ledde oss på avvägar; fördubbla deras straff i Elden" [Och] Han skall svara "Ni skall alla få dubbelt [straff] men [om detta] vet ni ingenting"
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Allah berfirman "Masuklah kamu sekalian ke dalam neraka bersama umatumat jin dan manusia yang telah terdahulu sebelum kamu Setiap suatu umat masuk ke dalam neraka dia mengutuk kawannya menyesatkannya; sehingga apabila mereka masuk semuanya berkatalah orangorang yang masuk kemudian di antara mereka kepada orangorang yang masuk terdahulu "Ya Tuhan kami mereka telah menyesatkan kami sebab itu datangkanlah kepada mereka siksaan yang berlipat ganda dari neraka" Allah berfirman "Masingmasing mendapat siksaan yang berlipat ganda akan tetapi kamu tidak mengetahui"
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : قَالَ ادْخُلُوا فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُم مِّنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ فِي النَّارِ ۖ كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَّعَنَتْ أُخْتَهَا ۖ حَتَّىٰ إِذَا ادَّارَكُوا فِيهَا جَمِيعًا قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لِأُولَاهُمْ رَبَّنَا هَٰؤُلَاءِ أَضَلُّونَا فَآتِهِمْ عَذَابًا ضِعْفًا مِّنَ النَّارِ ۖ قَالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلَٰكِن لَّا تَعْلَمُونَ
(Allah berfirman,) Maha Tinggi Allah; Dia berfirman kepada mereka kelak di hari kiamat ("Masuklah kamu sekalian ke dalam) golongan (umat-umat yang telah terdahulu sebelum kamu dari kalangan jin dan manusia ke dalam neraka") Jar dan majrurnya berta'alluq pada lafal udkhuluu. (Setiap umat yang masuk) ke dalam neraka (dia mengutuk kawannya) yang sebelumnya telah menyesatkannya (sehingga apabila mereka masuk) menyusul kawan-kawannya (ke dalam neraka semuanya, berkatalah orang-orang yang masuk kemudian) mereka adalah orang-orang yang hanya mengikuti (kepada orang-orang yang masuk terdahulu) maksudnya para penghulu mereka yang menjadi panutan ("Ya Tuhan kami, mereka telah menyesatkan kami, sebab itu datangkanlah kepada mereka siksaan yang berlipat ganda) yang berkali-kali lipat (dari neraka." Allah berfirman,) Maha Tinggi Allah ("Masing-masing) dari kamu dan dari mereka (mendapat siksaan yang berlipat ganda) maksudnya azab yang berlipat ganda (akan tetapi mereka tidak mengetahui.") dengan memakai ya dan ta; mereka tidak mengetahui siksaan apa yang diterima oleh masing-masing golongan.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : আল্লাহ বলবেনঃ তোমাদের পূর্বে জিন ও মানবের যেসব সম্প্রদায় চলে গেছে তাদের সাথে তোমরাও দোযখে যাও। যখন এক সম্প্রদায় প্রবেশ করবে; তখন অন্য সম্প্রদায়কে অভিসম্পাত করবে। এমনকি যখন তাতে সবাই পতিত হবে তখন পরবর্তীরা পূর্ববর্তীদের সম্পর্কে বলবেঃ হে আমাদের প্রতিপালক এরাই আমাদেরকে বিপথগামী করেছিল। অতএব আপনি তাদেরকে দ্বিগুণ শাস্তি দিন। আল্লাহ বলবেন প্রত্যেকেরই দ্বিগুণ; তোমরা জান না।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : அல்லாஹ் கூறுவான்; "ஜின்கள் மனிதர்கள் கூட்டத்தார்களிலிருந்து உங்களுக்கு முன் சென்றவர்களுடன் நீங்களும் நரக நெருப்பில் நுழையுங்கள்" ஒவ்வொரு கூட்டத்தாரும் நரகத்தில் நுழையும்போதெல்லாம் தங்களுக்கு முன் அங்கு வந்துள்ள தம் இனத்தாரைச் சபிப்பார்கள்; அவர்கள் யாவரும் நரகத்தையடைந்து விட்ட பின்னர் பின் வந்தவர்கள் முன் வந்தவர்களைப்பற்றி "எங்கள் இறைவனே இவர்கள் தான் எங்களை வழி கெடுத்தார்கள்; ஆதலால் இவர்களுக்கு நரகத்தில் இரு மடங்கு வேதனையைக் கொடு" என்று சொல்வார்கள் அவன் கூறுவான்; "உங்களில் ஒவ்வொருவருக்கும் இரட்டிப்பு வேதனை உண்டு ஆனால் நீங்கள் அதை அறியமாட்டீர்கள்"
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : พระองค์ตรัสว่า พวกเจ้าจงเข้าไปในหมู่ประชาชาติที่ได้ล่วงลับมาก่อนพวกเจ้าทั้งที่เป็นญิน บังเกิดมาจากไฟ และมนุษย์ ซึ่งอยู่ในไฟนรกนั้นเถิด ทุกครั้งที่มีกลุ่มชนหนึ่งเข้าไป พวกเขาก็สาปแช่งพี่น้องของพวกเขา จนกระทั่งเมื่อพวกเขาได้ไปทันกันในไฟนรกนั้นทั้งหมด แล้ว กลุ่มหลังสุดของพวก เขาก็กล่าวแก่กลุ่มแรกของพวกเขาว่า โอ้พระเจ้าของข้าพระองค์ ชนเหล่านี้แหละได้ทำให้พวกข้าพระองค์หลงผิด ดังนั้นโปรดได้ทรงนำมาแก่พวกเขา ซึ่งการลงโทษสองเท่าจากไฟนรกด้วยเถิด พระองค์ตรัสว่า แต่ละกลุ่มนั้นจะได้รับสองเท่า แต่ทว่าพวกเจ้าไม่รู้
- Uzbek - Мухаммад Содик : У зот Сиздан олдин ўтган жин ва инсдан бўлган умматлар билан дўзахга киринг дер Қачонки қайси бир уммат дўзахга кирса шеригини лаънатлар Бироқ у ерда ҳаммалари топишганларида кейингилари аввалгиларини маломат қилиб Эй Роббимиз бизни анавилар адаштирган эдилар Уларга дўзах азобини икки баробар қилиб бер дерлар У зот Ҳаммага ҳам икки баробар лекин билмассизлар дер Осий зот айнан ўз шеригига эргашиб оқибат ушбу балойи азимга гирифтор бўлди Шундай қилиб бирбирларини лаънатлаб биринкетин дўзахда топишадилар Ҳаммалари унда топишганда эса кейингилари аввалгиларини маломат қилиб Эй Роббимиз бизни анавилар адаштирган эдилар Уларга дўзах азобини икки баробар қилиб бер дерлар
- 中国语文 - Ma Jian : 真主将要说:你们同精灵和人类中以前逝去的各民族一起进入火狱吧。每当一个民族进火狱去,总要咒骂她的姐妹民族,直到他们统统到齐了。他们中后进的论及先进的说:我们的主啊!这等人曾使我们迷误,求你使他们受加倍的火刑。主说:个人都受加倍的火刑,但你们不知道。
- Melayu - Basmeih : Allah berfirman "Masuklah kamu ke dalam neraka bersamasama umatumat yang terdahulu daripada kamu dari jin dan manusia Tiaptiap satu umat yang masuk mengutuk akan saudaranya golongannya sendiri; hingga apabila mereka semua berhimpun di dalamnya berkatalah golongan yang akhir mengenai golongan yang pertama di antara mereka "Wahai Tuhan kami mereka inilah yang telah menyesatkan kami; oleh itu berilah kepada mereka azab seksa yang berlipat ganda dari azab neraka" Allah berfirman "Kamu masingmasing disediakan azab seksa yang berlipat ganda tetapi kamu tidak mengetahui"
- Somali - Abduh : Wuxuu Yidhi Eebe la gala Naarta Umado hortiin Tegay oo Jinni iyo Insiba leh markastooy Umadu Hasho waxay Laenadaa Walaasheed Saaxiibkeed markay isku haleelaan Dhammaantood Dhexdeedana waxay ku Dhahdaa Tan dambe wax Raaeda Tan hore la Raaco Eebow kuwanaa na Dhumiyey ee u Laablaab Cadaab Eebe wuxuu Odhan mid kasta waa loo Laablaabi mase Ogidin
- Hausa - Gumi : Ya ce "Ku shiga a cikin al'ummai waɗanda haƙĩƙa sun shige daga gabãninku daga aljannu da mutãne a cikin Wuta A kõ da yaushe wata al'umma ta shiga sai ta la'ani 'yar'uwarta har idan suka riski jũna a cikinta gabã ɗaya ta ƙarshensu ta ce wa ta farkonsu "Ya Ubangijinmu Waɗannan ne suka ɓatar da mu sai Ka kãwo musu azãba ninki daga wuta" Ya ce "Ga kõwane akwai ninki; kuma amma ba ku sani ba"
- Swahili - Al-Barwani : Mwenyezi Mungu atasema Ingieni Motoni pamoja na umma zilizo pita kabla yenu za majini na watu Kila utakapo ingia umma utawalaani wenzake Mpaka watakapo kusanyika wote humo wa mwisho wao watawasema wa mwanzo wao Mola wetu Mlezi Hawa ndio walio tupoteza; basi wape adhabu ya Motoni marudufu Atasema Itakuwa kwenu nyote marudufu lakini nyinyi hamjui tu
- Shqiptar - Efendi Nahi : Perëndia u thotë “Hyni në zjarr me popujt – xhindët dhe njerëzit – të cilët kanë qenë para jush Dhe kurdo që një popull hyn në zjarr e mallkon shokun tjetër E kur të tubohen të gjthë në të atëherë ai i fundit u thotë atyre të parëve “O Zoti ynë këta na kanë sjellë në humbje epju dënimin e dyfishtë të zjarrit” Perëndia u thotë “Për çdonjërin nga ju ka dënim të dyfishtë por ju nuk e dini”
- فارسى - آیتی : گويد: به ميان امتهايى كه پيش از شما بودهاند، از جن و انس، در آتش داخل شويد. هر امتى كه به آتش داخل شود امت همكيش خود را لعنت كند. تا چون همگى در آنجا گرد آيند، گروههايى كه پيرو بودهاند در باره گروههايى كه پيشوا بودهاند گويند: پروردگارا، اينان ما را گمراه كردند، دو چندان در آتش عذابشان كن. گويد: عذاب همه دوچندان است ولى شما نمىدانيد.
- tajeki - Оятӣ : Гӯяд: «Ба миёни умматҳое, ки пеш аз шумо будаанд, аз ҷинну инс дар оташ дохил шавед. Ҳар уммате, ки ба оташ дохил шавад, уммати ҳамдини худро лаънат кунад. То чун ҳамагӣ дар он ҷо гирд оянд, гурӯҳҳое, ки пайрав будаанд, дар бораи гурӯҳҳое, ки пешво будаанд, гӯянд: «Парвардигоро, инҳо моро гумроҳ карданд, дучандон дар оташ азобашон кун». Гӯяд: «Азоби ҳама дучандон аст, вале шумо намедонед!»
- Uyghur - محمد صالح : اﷲ (ئايەتلىرىنى ئىنكار قىلغانلارغا) ئېيتىدۇ: ‹‹سىلەردىن ئىلگىرى ئۆتكەن، جىنلاردىن ۋە ئىنسانلاردىن بولغان (كاپىر) ئۈممەتلەر بىلەن بىرلىكتە دوزاخقا كىرىڭلار››. ھەرقاچان بىر ئۈممەت دوزاخقا كىرىدىكەن، ئۇ ئۆزىدىن ئىلگىرىكى ئۈممەتكە (ئۇنىڭغا ئەگىشىپ گۇمراھ بولغانلىقى ئۈچۈن) لەنەت ئوقۇيدۇ. ئۇلارنىڭ ھەممىسى دوزاخقا كىرىپ بولۇپ جەملەشكەندە، ئۇلارنىڭ ئىچىدىكى كېيىن كىرگەنلەر (يەنى ئەگەشكۈچىلەر) ئىلگىرى كىرگەنلەرگە (يەنى باشلىقلىرىغا) قارىتىپ: ‹‹ئى پەرۋەردىگارىمىز! بۇلار بىزنى ئازدۇرغان. ئۇلارغا ئىككى ھەسسە دوزاخ ئازابى بەرگىن›› دەيدۇ اﷲ: ‹‹ھەممىگە ئىككى ھەسسە ئازاب بېرىلىدۇ، لېكىن سىلەر (ئازابنىڭ دەھشىتىنى) بىلمەيسىلەر›› دەيدۇ
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : അല്ലാഹു പറയും: നിങ്ങള്ക്കുമുമ്പെ കഴിഞ്ഞുപോയ ജിന്നുകളിലും മനുഷ്യരിലും പെട്ട സമൂഹങ്ങളോടൊപ്പം നിങ്ങളും നരകത്തീയില് പ്രവേശിക്കുക. ഓരോ സംഘവും അതില് പ്രവേശിക്കുമ്പോള് തങ്ങളുടെ മുന്ഗാമികളായ സംഘത്തെ ശപിച്ചുകൊണ്ടിരിക്കും. അങ്ങനെ അവരൊക്കെയും അവിടെ ഒരുമിച്ചുകൂടിയാല് അവരിലെ പിന്ഗാമികള് തങ്ങളുടെ മുന്ഗാമികളെക്കുറിച്ച് പറയും: "ഞങ്ങളുടെ നാഥാ! ഇവരാണ് ഞങ്ങളെ വഴി പിഴപ്പിച്ചത്. അതിനാല് ഇവര്ക്കു നീ ഇരട്ടി നരകശിക്ഷ നല്കേണമേ.” അല്ലാഹു അരുളും: "എല്ലാവര്ക്കും ഇരട്ടി ശിക്ഷയുണ്ട്. പക്ഷേ; നിങ്ങളറിയുന്നില്ലെന്നുമാത്രം.”
- عربى - التفسير الميسر : قال الله تعالى لهولاء المشركين المفترين ادخلوا النار في جمله جماعات من امثالكم في الكفر قد سلفت من قبلكم من الجن والانس كلما دخلت النار جماعه من اهل مله لعنت نظيرتها التي ضلت بالاقتداء بها حتى اذا تلاحق في النار الاولون من اهل الملل الكافره والاخرون منهم جميعا قال الاخرون المتبعون في الدنيا لقادتهم ربنا هولاء هم الذين اضلونا عن الحق فاتهم عذابا مضاعفا من النار قال الله تعالى لكل ضعف اي لكل منكم ومنهم عذاب مضاعف من النار ولكن لا تدركون ايها الاتباع ما لكل فريق منكم من العذاب والالام
*30). As it is, each group of people is followed, even as it is preceded, by others. A group which inherits an error of outlook and conduct from its predecessors passes on the same, in turn, to future generations. In addition, whereas a group owes its wrong-doing partly to the wrong-doing of its predecessors, it will also be held responsible for leaving behind an evil legacy for the future generations. The Qur'an, therefore, pronounces a double punishment on such a group: it will incur punishment for its own misdeeds and also for leaving behind such a legacy for the coming generations. A number of traditions elucidate this point. According to one such tradition the Prophet (peace be on him) said: 'He who introduces a misleading innovation which does not please God and His Messenger shall be held guilty for the sins of all those who follow that innovation without lessening in the least the burden [of sins] of those who followed the innovation,' (Cf. Ibn Majah, Muqaddimat Bab Man Ahya Sunnah qad umitat, where the words are slightly different - Ed.) According to another tradition, he said: 'The responsibility for all the murders committed in the world is shared by the first son of Adam [i.e. Cain] for he was the first to have innovated murder.' (See Bukhari, Kitab al-Jana'iz, Bab Qawlih 'alay al-Salam Yu'addhab al-Mayyit bi Ba'd Buka'i ahlih 'alayh - Ed.)
We thus know that the individual or group responsible for introducing a wrong idea or practice is not only responsible to the extent of those sins, but shares the responsibility of the sins of all those who are influenced by him. As long as the evil effects of that influence continue, their sins will be continually added to his account. This also shows that a person is not only accountable for the good or bad deeds that he commits. In fact he is also accountable for the influence of those deeds on others.
This may be illustrated by considering the case of someone who indulges in unlawful sex. All those whose bad examples, evil company, and inducements to evil caused a man to indulge in such an act have a share in the sin that he committed. The persons who influenced him in turn had been influenced by others. Were this chain of influence traced back to its ultimate origin, the blame would be fixed on the first person who demonstrated this unlawful way for satiating the sexual urge.
This does not detract from the fact that anyone who indulged in fornication is also accountable for the sin he committed. This is so because when he committed a sin he did so because he failed to make proper use of his capacity to distinguish between good and evil with which he had been endowed. He also did not pay due heed to the voice of his conscience, and mobilize the power of self-control given him. Nor did he benefit from the knowledge of good and evil transmitted to him by pious men nor was he inspired by the noble examples of the God-fearing. Nor did he learn any lesson from the evil consequences of sexual misconduct. Instead, he totally succumbed to blind sexual lust which sought gratification at all cost. This much relates to the responsibility of the person who indulged in sexual misconduct.
But there is another dimension of that person's evil conduct - his propagation of that same evil among others which ruined the lives of countless people belonging to his own generation and to the generations that follow. It is also possible that he might have been afflicted by some general disease which he then communicated to his own generation and also to the generations that followed. His sexual misconduct might also have given birth to illegitimate children, unjustly passing on the burden of their upbringing to others, and making his offspring - without any justification - co-sharers in the fortunes and even the inheritance of others. The wrong that is thus perpetrated persists for many generations. Likewise, it is also possible that the said criminal might, by his cunning, have led an innocent girl to sexually corrupt behaviour. That in turn is likely to awaken evil propensities in her which wreck the lives and homes of countless families, even generations. Also, by setting an evil example for his children, relatives, friends and the society at large a fornicator is likely to cast a bad influence on people around him and infect others with moral corruption. The evil consequences of such an act thus linger on for a long time. The moral corruption that ultimately, engulfs the society owes its origin to the person who initially introduced an evil. Justice, therefore, demands that such a culprit should also be held responsible for the subsequent evils which may be traced back to his initial act of corruption.
The same holds true for good deeds. The reward for the heritage of goodness left behind by our predecessors from the earliest times should inevitably go to the credit of those men of the past who have continually transmitted that heritage to posterity down to our own time. If our own generation takes good care of that heritage, enriches it and passes it on to the coming generation, it also deserves due reward for that. As long as our good acts leave a trace of good influence on history and continue to cast a good influence on people, mankind will reap the benefits of those acts.
This is the Qur'anic view of retribution. Every sensible person will agree that such a dispensation alone can ensure perfect justice. Appreciation of this concept should dispel the idea of those who believe that men can be fully rewarded or punished for their deeds within the confines of this worldly life. Likewise, such an appreciation should also dispel the views of those who believe that the transmigration of souls alone can ensure full justice to all men. Such people have blundered because they have neither grasped fully the nature and consequences of human acts nor the nature and requirements of perfect justice. It is obvious that the consequences of individuals' acts are not visible during their life-span - say sixty or seventy years or so. Instead, human activities, both good and evil, influence the lives of countless people belonging to countless generations. One cannot, therefore, be brought to justice during one's own lifetime, since only a small part of the consequences of those acts have yet come to the surface. Moreover, the limited possibilities available in the present world are quite inadequate for bringing people to justice. Just consider the hideous crime of someone who pushes us to a world war. As things stand, the catastrophic consequences of such a crime would affect the lives of billions of men through the ages. Is there any punishment - physical, spiritual or material - which can be deemed even remotely, proportionate to that crime? Likewise, no worldly reward, however valuable, can adequately recompense for the noble services rendered by a philanthropist which will benefit numerous people for thousands of years.
Having viewed the question from this angle. one readily, concludes that there must necessarily be life in the Hereafter such that full justice can be meted out to everyone. Here all human beings are brought together, their full records are made available, and the reckoning is made by God Himself Whose knowledge embraces literally everything. Additionally, men should be granted unlimited spans of life, and infinite possibilities should be made available for receiving compensation.
A little reflection on this will help us see how false the doctrine of the transmigration of souls is. Those who subscribe to this doctrine fail to realize that eternal life is needed to mete out recompense to people for the deeds they commit during their relatively brief spans of life. If one were to believe in the unending cycle of life and death it would become impossible to reward or punish anyone for his actions, for each span of life would go on accumulating endlessly. The arrears would never be cleared.