- عربي - نصوص الآيات عثماني : وَنَزَعْنَا مَا فِى صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّۢ تَجْرِى مِن تَحْتِهِمُ ٱلْأَنْهَٰرُ ۖ وَقَالُواْ ٱلْحَمْدُ لِلَّهِ ٱلَّذِى هَدَىٰنَا لِهَٰذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِىَ لَوْلَآ أَنْ هَدَىٰنَا ٱللَّهُ ۖ لَقَدْ جَآءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِٱلْحَقِّ ۖ وَنُودُوٓاْ أَن تِلْكُمُ ٱلْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ
- عربى - نصوص الآيات : ونزعنا ما في صدورهم من غل تجري من تحتهم الأنهار ۖ وقالوا الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله ۖ لقد جاءت رسل ربنا بالحق ۖ ونودوا أن تلكم الجنة أورثتموها بما كنتم تعملون
- عربى - التفسير الميسر : وأذهب الله تعالى ما في صدور أهل الجنة من حقد وضغائن، ومن كمال نعيمهم أن الأنهار تجري في الجنة من تحتهم. وقال أهل الجنة حينما دخلوها: الحمد لله الذي وفَّقنا للعمل الصالح الذي أكسبنا ما نحن فيه من النعيم، وما كنا لنوفَّق إلى سلوك الطريق المستقيم لولا أَنْ هدانا الله سبحانه لسلوك هذا الطريق، ووفَّقنا للثبات عليه، لقد جاءت رسل ربنا بالحق من الإخبار بوعد أهل طاعته ووعيد أهل معصيته، ونُودوا تهنئة لهم وإكرامًا: أن تلكم الجنة أورثكم الله إياها برحمته، وبما قدَّمتموه من الإيمان والعمل الصالح.
- السعدى : وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ ۖ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَٰذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ ۖ لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ ۖ وَنُودُوا أَن تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ
{ وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ ْ} وهذا من كرمه وإحسانه على أهل الجنة، أن الغل الذي كان موجودا في قلوبهم، والتنافس الذي بينهم، أن اللّه يقلعه ويزيله حتى يكونوا إخوانا متحابين، وأخلاء متصافين. قال تعالى: { وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ ْ} ويخلق اللّه لهم من الكرامة ما به يحصل لكل واحد منهم الغبطة والسرور، ويرى أنه لا فوق ما هو فيه من النعيم نعيم. فبهذا يأمنون من التحاسد والتباغض، لأنه قد فقدت أسبابه. وقوله: { تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ ْ} أي: يفجرونها تفجيرا، حيث شاءوا، وأين أرادوا، إن شاءوا في خلال القصور، أو في تلك الغرف العاليات، أو في رياض الجنات، من تحت تلك الحدائق الزاهرات. أنهار تجري في غير أخدود، وخيرات ليس لها حد محدود { و ْ} لهذا لما رأوا ما أنعم اللّه عليهم وأكرمهم به { وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا ْ} بأن من علينا وأوحى إلى قلوبنا، فآمنت به، وانقادت للأعمال الموصلة إلى هذه الدار، وحفظ اللّه علينا إيماننا وأعمالنا، حتى أوصلنا بها إلى هذه الدار، فنعم الرب الكريم، الذي ابتدأنا بالنعم، وأسدى من النعم الظاهرة والباطنة ما لا يحصيه المحصون، ولا يعده العادون، { وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ ْ} أي: ليس في نفوسنا قابلية للهدى، لولا أنه تعالى منَّ بهدايته واتباع رسله. { لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ ْ} أي: حين كانوا يتمتعون بالنعيم الذي أخبرت به الرسل، وصار حق يقين لهم بعد أن كان علم يقين [لهم]، قالوا لقد تحققنا، ورأينا ما وعدتنا به الرسل، وأن جميع ما جاءوا به حق اليقين، لا مرية فيه ولا إشكال، { وَنُودُوا ْ} تهنئة لهم، وإكراما، وتحية واحتراما، { أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا ْ} أي: كنتم الوارثين لها، وصارت إقطاعا لكم، إذ كان إقطاع الكفار النار، أورثتموها { بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ْ} قال بعض السلف: أهل الجنة نجوا من النار بعفو اللّه، وأدخلوا الجنة برحمة اللّه، واقتسموا المنازل وورثوها بالأعمال الصالحة وهي من رحمته، بل من أعلى أنواع رحمته.
- الوسيط لطنطاوي : وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ ۖ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَٰذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ ۖ لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ ۖ وَنُودُوا أَن تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ
ثم بين- سبحانه- ما هم عليه في الجنة من صفاء نفسي ونقاء قلبي فقال- تعالى-:
وَنَزَعْنا ما فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهارُ أى: قلعنا ما في قلوبهم من تحاقد وعداوات في الدنيا، فهم يدخلون الجنة بقلوب سليمة، زاخرة بالتواد والتعاطف حالة كونهم تجرى من تحتهم الأنهار فيرونها وهم في غرفات قصورهم فيزداد سرورهم وحبورهم.
وَقالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدانا لِهذا وَما كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدانَا اللَّهُ. أى: قالوا شاكرين لله أنعمه ومننه: الحمد لله الذي هدانا في الدنيا إلى الإيمان والعمل الصالح، وأعطانا في الآخرة هذا النعيم الجزيل، وما كنا لنهتدي إلى ما نحن فيه من نعيم لولا أن هدانا الله إليه بفضله وتوفيقه. وجواب لولا محذوف لدلالة ما قبله عليه، والتقدير: ولولا هداية الله موجودة ما اهتدينا.
وقوله: لَقَدْ جاءَتْ رُسُلُ رَبِّنا بِالْحَقِّ جملة قسمية، أى: والله لقد جاءت رسل ربنا في الدنيا بالحق، لأن ما أخبرونا به قد وجدنا مصداقه في الآخرة.
وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوها بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ أى: ونودوا من قبل الخالق- عز وجل- بأن قيل لهم: تلكم هي الجنة التي كانت الرسل تعدكم بها في الدنيا قد أورثكم الله إياها بسبب ما قدمتموه من عمل صالح.
فالآية الكريمة صريحة في أن الجنة قد ظفر بها المؤمنون بسبب أعمالهم الصالحة.
فإن قيل: إن هناك أحاديث صحيحة تصرح بأن دخول الجنة ليس بالعمل وإنما بفضل الله،ومن ذلك ما جاء في الصحيحين عن أبى هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لن يدخل أحدا عمله الجنة، قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: ولا أنا إلا أن يتغمدني الله بفضله ورحمته» .
فالجواب على ذلك أنه لا تنافى في الحقيقة، لأن المراد أن العمل لا يوجب دخول الجنة، بل الدخول بمحض فضل الله، والعمل سبب عادى ظاهرى. وتوضيحه أن الأعمال مهما عظمت فهي ثمن ضئيل بالنسبة لعظمة دخول الجنة، فإن النعمة الأخروية سلعة غالية جدا فمثل هذه المقابلة كمثل من يبيع قصورا شاهقة وضياعا واسعة بدرهم واحد.
فإقبال البائع على هذه المبادلة ليس للمساواة بين العمل ونعمة الجنة، بل لتفضله على المشترى ورحمته به، فمن رحمته بعباده المؤمنين أن جعل بعض أعمالهم الفانية وأموالهم الزائلة ثمنا لنعيم لا يبلى، ولذلك قال ابن عباس عند ما قرأ قوله- تعالى-: إِنَّ اللَّهَ اشْتَرى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ: نعمت الصفقة، أنفس هو خالقها وأموال هو رازقها ثم يمنحنا عليها الجنة.
على أنه- سبحانه- هو المتفضل في الحقيقة بالثمن والمثمن جميعا. لا جرم كان دخول الجنة بفضله- سبحانه- وهو الموفق للعمل والمعين عليه.
ويمكن أن يجاب- أيضا- بأن الفوز بالجنة ونعيمها إنما هو بفضل الله والعمل جميعا، فقوله: وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوها بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ أى: مع فضل الله- تعالى-، وإنما لم يذكر ذلك لئلا يتكلوا. وقوله صلى الله عليه وسلم: «لن يدخل أحدا عمله الجنة..» أى مجردا من فضل الله، وإنما اقتصر على هذا لئلا يغتروا.
هذا أصح الآراء في الجمع بين الآية والحديث، وهناك آراء أخرى لم نذكرها لضعفها.
وبعد هذه الموازنة بين مصير الكافرين ومصير المؤمنين، بدأ القرآن يسوق لنا مشهدا آخر من الحوار الذي يدور يوم القيامة بين أصحاب الجنة وأصحاب النار.
استمع إلى سورة الأعراف وهي تحكى لنا هذا المشهد المؤثر بأسلوبها العجيب فتقول:
- البغوى : وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ ۖ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَٰذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ ۖ لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ ۖ وَنُودُوا أَن تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ
( ونزعنا ) وأخرجنا ، ( ما في صدورهم من غل ) من غش وعداوة كانت بينهم في الدنيا فجعلناهم إخوانا على سرر متقابلين لا يحسد بعضهم بعضا على شيء خص الله به بعضهم . ( تجري من تحتهم الأنهار ) روى الحسن عن علي رضي الله عنه قال : فينا والله أهل بدر نزلت : ( ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابلين ) .
وقال علي رضي الله عنه أيضا : إني لأرجو أن أكون أنا وعثمان وطلحة والزبير من الذين قال لهم الله - عز وجل - : ( ونزعنا ما في صدورهم من غل )
أخبرنا عبد الواحد المليحي أنبأنا أحمد بن عبد الله النعيمي أنبأنا محمد بن يوسف حدثنا محمد بن إسماعيل حدثنا الصلت بن محمد حدثنا يزيد بن زريع حدثنا سعيد عن قتادة عن أبي المتوكل الناجي عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " يخلص المؤمنون من النار ، فيحبسون على قنطرة بين الجنة والنار ، فيقتص لبعضهم من بعض مظالم كانت بينهم في الدنيا ، حتى إذا هذبوا ونقوا أذن لهم في دخول الجنة ، فوالذي نفس محمد بيده لأحدهم أهدى بمنزله في الجنة منه بمنزله كان في الدنيا " .
وقال السدي في هذه الآية : إن أهل الجنة إذا سيقوا إلى الجنة وجدوا عند بابها شجرة ، في أصل ساقها عينان ، فشربوا من إحداهما ، فينزع ما في صدورهم من غل ، فهو الشراب الطهور ، واغتسلوا من الأخرى فجرت عليهم نضرة النعيم فلن يشعثوا ولن يسحنوا بعدها أبدا ، أي إلى هذا ، يعني طريق الجنة .
وقال سفيان الثوري : معناه هدانا لعمل هذا ثوابه ، ( وما كنا ) قرأ ابن عامر : " ما كنا " بلا واو ، ( لنهتدي لولا أن هدانا الله لقد جاءت رسل ربنا بالحق ) هذا قول أهل الجنة حين رأوا ما وعدهم الرسل عيانا ، ( ونودوا أن تلكم الجنة أورثتموها بما كنتم تعملون ) قيل : هذا النداء إذا رأوا الجنة من بعيد نودوا أن تلكم الجنة .
وقيل : هذا النداء يكون في الجنة .
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أبي توبة الخطيب أنبأنا أبو طاهر محمد بن الحارث أنبأنا محمد بن يعقوب الكسائي أنبأنا عبد الله بن محمد أنبأنا إبراهيم بن عبد الله الخلال حدثنا عبد الله بن المبارك عن سفيان عن أبي إسحاق عن الأغر عن أبي سعيد وعن أبي هريرة قالا ينادي مناد : إن لكم أن تصحوا فلا تسقموا أبدا ، وإن لكم أن تحيوا فلا تموتوا أبدا ، وإن لكم أن تشبوا فلا تهرموا أبدا ، وإن لكم أن تنعموا فلا تبأسوا أبدا ، فذلك قوله : " ونودوا أن تلكم الجنة أورثتموها بما كنتم تعملون " ، هذا حديث صحيح أخرجه مسلم بن الحجاج عن إسحاق بن إبراهيم وعبد الرحمن بن حميد عن عبد الرزاق عن سفيان الثوري بهذا الإسناد مرفوعا . وروي عن أبي هريرة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " ما من أحد إلا وله منزله في الجنة ومنزله في النار ، فأما الكافر فإنه يرث المؤمن منزله من النار ، والمؤمن يرث الكافر منزله من الجنة " .
- ابن كثير : وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ ۖ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَٰذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ ۖ لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ ۖ وَنُودُوا أَن تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ
وقال السدي في قوله : ( ونزعنا ما في صدورهم من غل تجري من تحتهم الأنهار ) الآية : إن أهل الجنة إذا سبقوا إلى الجنة فبلغوا ، وجدوا عند بابها شجرة في أصل ساقها عينان ، فشربوا من إحداهما ، فينزع ما في صدورهم من غل ، فهو " الشراب الطهور " ، واغتسلوا من الأخرى ، فجرت عليهم " نضرة النعيم " فلم يشعثوا ولم يشحبوا بعدها أبدا .
وقد روى أبو إسحاق ، عن عاصم ، عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب نحوا من ذلك كما سيأتي في قوله تعالى : ( وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمرا ) [ الزمر : 73 ] إن شاء الله ، وبه الثقة وعليه التكلان .
وقال قتادة : قال علي ، رضي الله عنه : إني لأرجو أن أكون أنا وعثمان وطلحة والزبير من الذين قال الله تعالى فيهم : ( ونزعنا ما في صدورهم من غل ) رواه ابن جرير .
وقال عبد الرزاق : أخبرنا ابن عيينة ، عن إسرائيل قال : سمعت الحسن يقول : قال علي : فينا والله أهل بدر نزلت : ( ونزعنا ما في صدورهم من غل ) .
وروى النسائي وابن مردويه - واللفظ له - من حديث أبي بكر بن عياش ، عن الأعمش ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " كل أهل الجنة يرى مقعده من النار فيقول : لولا أن الله هداني ، فيكون له شكرا . وكل أهل النار يرى مقعده من الجنة فيقول : لو أن الله هداني ، فيكون له حسرة "
ولهذا لما أورثوا مقاعد أهل النار من الجنة نودوا : ( أن تلكم الجنة أورثتموها بما كنتم تعملون ) أي : بسبب أعمالكم نالتكم الرحمة فدخلتم الجنة ، وتبوأتم منازلكم بحسب أعمالكم . وإنما وجب الحمل على هذا لما ثبت في الصحيحين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : " واعلموا أن أحدكم لن يدخله عمله الجنة " قالوا : ولا أنت يا رسول الله؟ قال : " ولا أنا ، إلا أن يتغمدني الله برحمة منه وفضل "
- القرطبى : وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ ۖ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَٰذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ ۖ لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ ۖ وَنُودُوا أَن تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ
قوله تعالى ونزعنا ما في صدورهم من غل تجري من تحتهم الأنهار وقالوا الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله لقد جاءت رسل ربنا بالحق ونودوا أن تلكم الجنة أورثتموها بما كنتم تعملون
ذكر الله عز وجل فيما ينعم به على أهل الجنة نزع الغل من صدورهم . والنزع : الاستخراج . والغل : الحقد الكامن في الصدر . والجمع غلال . أي أذهبنا في الجنة ما كان في قلوبهم من الغل في الدنيا . قال النبي صلى الله عليه وسلم : الغل على باب الجنة كمبارك الإبل قد نزعه الله من قلوب المؤمنين . وروي عن علي رضي الله عنه أنه قال : أرجو أن أكون أنا وعثمان وطلحة والزبير من الذين قال الله تعالى فيهم : ونزعنا ما في صدورهم من غل . وقيل : نزع الغل في الجنة ألا يحسد بعضهم بعضا في تفاضل منازلهم . وقد قيل : إن ذلك يكون عن شراب الجنة ، ولهذا قال : وسقاهم ربهم شرابا طهورا أي يطهر الأوضار من الصدور ; على ما يأتي بيانه في سورة " الإنسان " و " الزمر " إن شاء الله تعالى .
وقالوا الحمد لله الذي هدانا لهذا أي لهذا الثواب ; بأن أرشدنا وخلق لنا الهداية . وهذا رد على القدرية .
وما كنا قراءة ابن عامر بإسقاط الواو . والباقون بإثباتها .
لنهتدي لام كي .
لولا أن هدانا الله في موضع رفع .
ونودوا أصله . نوديوا أن في موضع نصب مخففة من الثقيلة ; أي بأنه
تلكم الجنة وقد تكون تفسيرا لما نودوا به ; لأن النداء قول ; فلا يكون لها موضع . أي قيل لهم : تلكم الجنة لأنهم وعدوا بها في الدنيا ; أي قيل لهم : هذه تلكم الجنة التي وعدتم بها ، أو يقال ذلك قبل الدخول حين عاينوها من بعد . وقيل : تلكم بمعنى هذه .
أورثتموها بما كنتم تعملون أي ورثتم منازلها بعملكم ، ودخولكم إياها برحمة الله وفضله . كما قال : ذلك الفضل من الله . وقال : فسيدخلهم في رحمة منه وفضل . وفي صحيح مسلم : لن يدخل أحدا منكم عمله الجنة قالوا : ولا أنت يا رسول الله ؟ قال : ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمة منه وفضل . وفي غير الصحيح : ليس من كافر ولا مؤمن إلا وله في الجنة والنار منزل ; فإذا دخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار رفعت الجنة لأهل النار فنظروا إلى منازلهم فيها ، فقيل لهم : هذه منازلكم لو عملتم بطاعة الله . ثم يقال : يا أهل الجنة رثوهم بما كنتم تعملون ; فتقسم بين أهل الجنة منازلهم قلت : وفي صحيح مسلم : لا يموت رجل مسلم إلا أدخل الله مكانه في النار يهوديا أو نصرانيا . فهذا أيضا ميراث ; نعم بفضله من شاء وعذب بعدله من شاء . وبالجملة فالجنة ومنازلها لا تنال إلا برحمته ; فإذا دخلوها بأعمالهم فقد ورثوها برحمته ، ودخلوها برحمته ; إذ أعمالهم رحمة منه لهم وتفضل عليهم . وقرئ أورثتموها من غير إدغام . وقرئ بإدغام التاء في الثاء .
- الطبرى : وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ ۖ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَٰذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ ۖ لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ ۖ وَنُودُوا أَن تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ
القول في تأويل قوله : وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الأَنْهَارُ
قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: وأذهبنا من صدور هؤلاء الذين وَصَف صفتهم، وأخبر أنهم أصحاب الجنة, ما فيها من حقد وغِمْرٍ وعَداوة كان من بعضهم في الدنيا على بعض, (43) فجعلهم في الجنة إذا أدخلهموها على سُرُر متقابلين, لا يحسد بعضهم بعضًا على شيء خصَّ الله به بعضهم وفضّله من كرامته عليه, تجري من تحتهم أنهار الجنة.
* * *
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
14658- حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا أبو خالد الأحمر, عن جويبر, عن الضحاك: (ونـزعنا ما في صدورهم من غل)، قال: العداوة.
14659- حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا حميد بن عبد الرحمن, عن سعيد بن بشير, عن قتادة: (ونـزعنا ما في صدورهم من غل)، قال: هي الإحَن.
14660 - حدثنا ابن حميد قال، حدثنا ابن المبارك, عن ابن عيينة, عن إسرائيل أبي موسى, عن الحسن, عن علي قال: فينا والله أهلَ بدر نـزلت: وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ [سورة الحجر: 47].
14661- حدثنا الحسن بن يحيى قال، أخبرنا عبد الرزاق قال، أخبرنا ابن عيينة, عن إسرائيل قال: سمعته يقول: قال علي عليه السلام: فينا والله أهلَ بدر نـزلت: وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ
14662- حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال، حدثنا محمد بن ثور, عن معمر, عن قتادة قال: قال علي رضي الله عنه: إني لأرجو أن أكون أنا وعثمان وطلحة والزبير، من الذين قال الله تعالى فيهم: ( وَنـزعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ )، رضوان الله عليهم.
14663- حدثني محمد بن الحسين قال، حدثنا أحمد بن المفضل قال، حدثنا أسباط, عن السدي: ( ونـزعنا ما في صدورهم من غل تجري من تحتهم الأنهار)، قال: إن أهل الجنة إذا سيقوا إلى الجنة فبلغوا, وجدوا عند بابها شجرة في أصل ساقها عينان, فشربوا من إحداهما, فينـزع ما في صدورهم من غِلّ, فهو " الشراب الطهور "، واغتسلوا من الأخرى, فجرت عليهم " نَضْرة النعيم ", فلم يشعَثُوا ولم يتَّسخوا بعدها أبدًا.
14664- حدثني يعقوب بن إبراهيم قال، حدثنا ابن علية, عن الجريري, عن أبي نضرة قال، يحبس أهل الجنة دون الجنة حتى يقضى لبعضهم من بعض, حتى يدخلوا الجنة حين يدخلونها ولا يطلب أحدٌ منهم أحدًا بقلامة ظُفُرٍ ظلمها إياه. ويحبس أهل النار دون النار حتى يقضى لبعضهم من بعض, فيدخلون النار حين يدخلونها ولا يطلب أحدٌ منهم أحدًا بقُلامة ظفر ظلمها إياه. (44)
* * *
القول في تأويل قوله : وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ
قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: وقال هؤلاء الذين وصف جل ثناؤه، وهم الذين آمنوا وعملوا الصالحات، حين أدخلوا الجنة, ورأوا ما أكرمهم الله به من كرامته, وما صرف عنهم من العذاب المهين الذي ابتلي به أهل النار بكفرهم بربهم، وتكذيبهم رُسله: (الحمد لله الذي هدانا لهذا)، يقول: الحمد لله الذي وفقنا للعمل الذي أكسبنا هذا الذي نحن فيه من كرامة الله وفضله، وصرف عذابه عنا =(وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله)، يقول: وما كنا لنرشد لذلك، لولا أن أرشدنا الله له ووفقنا بمنّه وطَوْله، كما:-
14665- حدثنا أبو هشام الرفاعي قال، حدثنا أبو بكر بن عياش قال، حدثنا الأعمش, عن أبي صالح, عن [أبي سعيد] قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كل أهل النار يرى منـزله من الجنة, فيقولون: لَوْ هَدَانَا اللَّهُ , فتكون عليهم حسرة. وكل أهل الجنة يرى منـزله من النار, فيقولون: " لولا أن هدانا الله "! فهذا شكرهم. (45)
14666- حدثنا محمد بن المثنى قال، حدثنا محمد بن جعفر قال، حدثنا شعبة قال، سمعت أبا إسحاق يحدِّث عن عاصم بن ضمرة, عن علي قال، ذكر عمر = لشيء لا أحفظه = , ثم ذكر الجنة فقال: يدخلون، فإذا شجرة يخرج من تحت ساقها عينان. قال: فيغتسلون من إحداهما, فتجري عليهم نضرة النعيم, فلا تشعَث أشعارهم ولا تغبرُّ أبشارهم. ويشربون من الأخرى, فيخرج كل قذًى وقذر وبأس في بطونهم. (46) قال، ثم يفتح لهم باب الجنة, فيقال لهم: سَلامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ ، قال: فتستقبلهم الوِلدان, فيحفّون بهم كما تحفّ الولدان بالحميم إذا جاء من غيبته. (47) ثم يأتون فيبشرون أزواجهم, فيسمونهم بأسمائهم وأسماء آبائهم. فيقلن: أنت رأيته! قال: فيستخفهنَّ الفرَح, قال: فيجئن حتى يقفن على أُسْكُفَّة الباب. (48) قال: فيجيئون فيدخلون, فإذا أسُّ بيوتهم بِجَندل اللؤلؤ, وإذا صُرُوح صفر وخضر وحمر ومن كل لون, وسُرُر مرفوعة, وأكواب موضوعة, ونمارق مصفوفة, وزرِابيُّ مبثوثة. فلولا أن الله قدَّرها، لالْتُمِعَتْ أبصارهم مما يرون فيها. (49) فيعانقون الأزواج, ويقعدون على السرر, ويقولون: (الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله لقد جاءت رسل ربنا بالحق)، الآية. (50)
* * *
القول في تأويل قوله : لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (43)
قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره مخبرًا عن هؤلاء الذين آمنوا وعملوا الصالحات أنهم يقولون عند دخولهم الجنة، ورؤيتهم كرامة الله التي أكرمهم بها, وهو أنّ أعداء الله في النار: والله لقد جاءتنا في الدنيا، وهؤلاء الذين في النار، رسل ربنا بالحق من الأخبار عن وعد الله أهلَ طاعته والإيمان به وبرسله، ووعيده أهلَ معاصيه والكفر به.
* * *
وأما قوله: (ونودوا أن تلكم الجنة أورثتموها بما كنتم تعملون)، فإن معناه: ونادى منادٍ هؤلاء الذين وصف الله صفتهم، وأخبر عما أعدّ لهم من كرامته: أنْ يا هؤلاء، هذه تلكم الجنة التي كانت رسلي في الدنيا تخبركم عنها, أورَثكموها الله عن الذين كذبوا رسله, لتصديقكم إياهم وطاعتكم ربكم. وذلك هو معنى قوله: (بما كنتم تعملون) .
* * *
وبنحو ما قلنا في تأويل ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
14667- حدثني محمد بن الحسين قال، حدثنا أحمد بن المفضل قال، حدثنا أسباط, عن السدي: (ونودوا أن تلكم الجنة أورثتموها بما كنتم تعملون)، قال: ليس من كافر ولا مؤمن إلا وله في الجنة والنار منـزل، فإذا دخل أهل الجنة الجنةَ، وأهل النار النارَ, ودخلوا منازلهم, رفعت الجنة لأهل النار فنظروا إلى منازلهم فيها, فقيل لهم: " هذه منازلكم لو عملتم بطاعة الله ", ثم يقال: " يا أهل الجنة، رِثُوهم بما كنتم تعملون "، فتُقْسم بين أهل الجنة منازلهم.
14668- حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا عمرو بن سعد أبو داود الحفري, [عن سعيد بن بكير], عن سفيان الثوري, عن أبي إسحاق, عن الأغرّ: (ونودوا أن تلكم الجنة أورثتموها بما كنتم تعملون)، قال: نودوا أنْ صِحُّوا فلا تسقموا، واخلُدوا فلا تموتوا، وانعموا فلا تَبْأسوا. (51)
14669- حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا قبيصة, عن سفيان, عن أبي إسحاق, عن الأغر, عن أبي سعيد: (ونودوا أن تلكم الجنة)، الآية, قال: ينادي منادٍ: أن لكم أنْ تصحُّوا فلا تسقموا أبدًا. (52)
* * *
واختلف أهل العربية في" أنْ" التي مع " تلكم ".
فقال بعض نحويي البصرة: هي" أنّ" الثقيلة، خففت وأضمر فيها, ولا يستقيم أن تجعلها الخفيفة، لأن بعدها اسمًا, والخفيفة لا تليها الأسماء, وقد قال الشاعر: (53)
فِـي فِتْيَـةٍ كَسُـيُوفِ الهِنْـد, قَدْ عَلِمُوا
أنْ هَـالِكٌ كُـلُّ مَـنْ يَحْـفَى وَيَنْتَعِـلُ (54)
وقال آخر: (55)
أُكَاشِـــرُهُ وَأَعْلَـــمُ أَنْ كِلانَـــا
عَـلَى مَـا سَـاءَ صَاحِبَـهُ حَـرِيصُ (56)
قال: فمعناه: أنه كِلانا. قال: ويكون كقوله: أَنْ قَدْ وَجَدْنَا ، في موضع " أي"؛ وقوله: أَنْ أَقِيمُوا ، [سورة الشورى: 13]، ولا تكون " أن " التي تعمل في الأفعال, لأنك تقول: " غاظني أن قام ", و " أن ذهب ", فتقع على الأفعال، وإن كانت لا تعمل فيها. وفي كتاب الله: وَانْطَلَقَ الْمَلأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا [سورة ص: 6]، أي: امشوا.
* * *
وأنكر ذلك من قوله هذا بعض أهل الكوفة, فقال: غير جائز أن يكون مع " أن " في هذا الموضع " هاء " مضمرة, لأن " أن " دخلت في الكلام لتَقِيَ ما بعدها. قال: " وأن " هذه التي مع " تلكم " هي الدائرة التي يقع فيها ما ضارع الحكاية, وليس بلفظ الحكاية, نحو: " ناديت أنك قائم," و " أنْ زيد قائم " و " أنْ قمت ", فتلي كلَّ الكلام, وجعلت " أن " وقاية, لأن النداء يقع على ما بعده, وسلم ما بعد " أن " كما سلم ما بعد " القول ". ألا ترى أنك تقول: " قلت: زيد قائم ", و " قلت: قام ", فتليها ما شئت من الكلام؟ فلما كان النداء بمعنى " الظن " وما أشبهه من " القول " سلم ما بعد " أن ", ودخلت " أن " وقاية. قال: وأما " أي"، فإنها لا تكون على " أن " لا يكون " أي" جواب الكلام, و " أن " تكفي من الاسم.
-------------------
الهوامش :
(43) (( الغمر )) ( بكسر فسكون ) و (( الغمر )) ( بفتحتين ) : الحقد الذي يغمر القلب .
(44) الأثر : 14664 - (( الجريري )) ، (( سعيد بن إياس الجريري )) ، مضى برقم : 196 . و (( أبو نضرة )) ، هو (( المنذر بن مالك بن قطعة العبدي )) ، روى عن علي . مضى برقم : 6337 .
(45) الأثر : 14665 - جاء هكذا في المخطوطة والمطبوعة : (( عن أبي سعيد )) ، يعني أبا سعيد الخدري .
وكأنه خطأ لا شك فيه ، فإني لم أجد الخبر في حديث أبي سعيد ، ولأن هذا الخبر معروف في حديث أبي هريرة ، وبذلك خرجه السيوطي في الدر المنثور 3 : 85 ، فقال : (( أخرج النسائي ، وابن أبي الدنيا ، وابن جرير في ذكر الموت ، وابن مردويه عن أبي هريرة )) ، وساق الخبر . وذكره ابن كثير في تفسيره 3 : 477 ، فقال : (( روى النسائي وابن مردويه ، واللفظ له ، من حديث أبي بكر بن عياش ، عن الأعمش ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة )) ، وساق الخبر . وخرجه الهيثمي في مجمع الزوائد 10 : 399 فقال : (( عن أبي هريرة ، قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم )) ، وساق الخبر بنحوه من طريقين ، ثم قال : (( رواه كله أحمد ، ورجال الرواية الولى رجال الصحيح )) ، ولم أعرف مكانه من المسند .
فهذا كله يوشك أن يقطع بأن ما في المطبوعة والمخطوطة من قوله : (( عن أبي سعيد )) ، خطأ ، صوابه : (( عن أبي هريرة )) ، ولذلك وضعته بين القوسين .
(46) في المطبوعة : (( قذى وقذر أو شيء في بطونهم )) ، وفي المخطوطة : (( أوس )) ، غير منقوطة وفوقها حرف ( ط ) دلالة على الشك والخطأ . وأثبت الصواب من حادي الأرواح لابن القيم ، والدر المنثور .
(47) (( الحميم )) ، ذو القرابة القريب الذي تحبه وتهتم لأمره .
(48) (( أسكفة الباب )) ( بضم الهمزة ، وسكون السين ، وضم الكاف ، بعدها فاء مشددة مفتوحة ) : عتبة الباب التي يوطأ عليها .
(49) (( التمع الشيء )) اختلسه وذهب به . و (( التمع بصره )) باليناء بالمجهول ، اختلس واختطف فلا يكاد يبصره . ويقال مثله (( التمع لونه )) ، ذهب وتغير .
(50) الأثر : 14666 - (( عاصم بن ضمرة السلولي )) ، وثقه ابن سعد وابن المديني ، والعجلي ، وقال النسائي : (( ليس به بأس )) . ولكن الجوزجاني وابن عدي ضعفاه ، وقال ابن أبي حاتم : (( كان رديء الحفظ ، فاحش الخطأ ، على أنه أحسن حالا - يعني الأعور )) . مترجم في التهذيب ، وابن أبي حاتم 3 / 1 / 345 ، وميزان الاعتدال 2 : 3 .
وهذا الخبر ، ذكره ابن القيم في حادي الأرواح ( إعلام الموقعين ) 1 : 233 مطولا ، فقال : (( وقال عدي بن الجعد في الجعديات : أنبأنا زهير بن معاوية ، عن أبي إسحاق ، عن عاصم بن ضمرة ، عن علي قال )) وليس فيه ذكر (( عمر )) .
ثم وجدت أبا جعفر قد رواه في تفسيره ( 24 : 24 ، بولاق ) ، من طريق مجاهد بن موسى ، عن يزيد ، عن شريك بن عبد الله ، عن أبي إسحاق ، عن عاصم بن ضمرة ، عن علي ، بنحوه .
ثم رواه بعد من طريق أبي إسحاق ، عن الحارث الأعور ، عن علي ، بنحوه .
وخرجه السيوطي في الدر المنثور 5 : 342 ، ونسبه إلى ابن المبارك في الزهد ، وعبد الرازق ، وابن أبي شيبة ، وابن راهويه ، وعبد بن حميد ، وابن أبي الدنيا في صفة الجنة ، والبيهقي في البعث ، والضياء في المختارة ، ولم ينسبه لابن جرير . وساقه مطولا.
وساقه ابن كثير في تفسيره 7 : 273 ، من تفسير ابن أبي حاتم ، عن أبيه ، عن أبي غسان مالك بن إسماعيل ، عن إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن عاصم بن ضمرة ، عن علي بن أبي طالب ، بنحوه .
وليس في هذه جميعًا ذكر (( عمر )) ، فقوله : (( قال ذكر عمر ، لشيء لا أحفظه )) غريب جدًا لم أعرف تأويله ، ولا ما فيه من تحريف ، إلا أن يكون : (( قال غندر ، لشيء لا أحفظه )) و (( غندر )) هو (( محمد بن جعفر )) الراوي عن شعبة ، فيكون قوله (( قال غندر )) من قول (( محمد بن المثنى )) ، والله أعلم .
(51) الأثر : 14668 - (( عمر بن سعد )) ، (( أبو داود الحفري )) ، ثقة . مضى رقم : 863 ، وهو يروي عن (( سفيان الثوري )) ، ولكن جاء هنا (( سعيد بن بكير )) .
وأما (( سعيد بن بكير )) ، فهو في المطبوعة (( سعد بن بكر )) ، وأثبت ما في المخطوطة . ولست أدري من يكون ؟ أو عن أي شيء هو محرف .
و (( الأغر )) هو (( الأغر )) ، أبو مسلم المدني ، روى عن أبي هريرة وأبي سعيد ، وكانا اشتركا في عتقه . روى عنه أبو إسحاق السبيعي ، تابعي ثقة . مترجم في التهذيب ، والكبير 1 /2 / 44 ، وابن أبي حاتم 1 / 1 / 308 .
وهذا الخبر رواه مسلم في صحيحه 17 : 174 ، من طريق عبد الرازق ، عن الثوري ، عن أبي إسحاق ، عن الأغر ، عن أبي سعيد الخدري ، وأبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، مطولا ، بنحوه . وسيأتي مختصرًا في الذي يليه .
(52) الأثر : 14669 - هذا مختصر حديث مسلم ( 17 : 174 ) الذي خرجته في التعليق السالف .
(53) هو الأعشى .
(54) ديوانه : 45 ، سيبويه 1 : 282 ، 440 ، 480 /2 : 123 ، أمالي ابن الشجري 2 : 2 ، الإنصاف : 89 ، والخزانة 3 : 547 / 4 : 356 ، وشرح شواهد العيني ( بهامش الخزانة ) 2 : 287 ، وغيرها .
وهذا البيت أنشده سيبويه ، وتبعه النحاة في كتبهم ، وهو بيت ملفق من بيتين ، يقول الأعشى في قصيدته المشهورة :
إمَّــا تَرَيْنَــا حُفَــاةً لا نِعَـالَ لَنَـا
إِنَّــا كَــذَلِكَ مَـا تَحْـفَى ونَنْتَعِـلُ
فَقَــدْ أُخَــالِسُ رَبَّ البَيْـتِ غَفْلَتُـهُ
وَقَــدْ يُحَـاذِرُ مِنِّـي ثُـمَّ مَـا يَئِـلُ
وَقَــدْ أَقُـودُ الصِّبَـا يَوْمًـا فَيَتْبَعُنِـي
وَقَـدْ يُصَـاحِبْنِي ذُو الشِّـرَّةِ الغَـزِلُ
وَقَــدْ غَـدَوْتُ إلَـى الحَـانُوتِ يَتْبَعُنِي
شَـاوٍ مِشَـلٌ شَـلُولٌ شُلْشُـلٌ شَـوِلُ
فِـي فِتْيَـةٍ كَسُـيُوفِ الهِنْـد، قَدْ عَلِمُوا
أَنْ لَيْسَ يَـدْفَعُ عَـنْ ذِي الحِيلَة الحيَلُ
نــازَعْتُهُمْ قُضُـبَ الرَّيْحَـانِ مُتَّـكِئًـا
وَقَهْــوَةً مُــزَّةً رَواوُوقُهـا خَـضِلُ
لا يَسْــتَفِيقُونَ مِنْهَـا وَهْـيَ رَاهِنَـةٌ
إِلا بِهَــاتِ ، وَإنْ عَلُّـوا وإنْ نَهِلُـوا
(55) لم أعرف قائله .
(56) سيبويه 1 : 440 ، الإنصاف لابن الأنباري : 89 ، 183 ، وأمالي ابن الشجري 1 : 188 ، وغيرها وقوله : (( أكاشره )) : أضاحكه .
- ابن عاشور : وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ ۖ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَٰذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ ۖ لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ ۖ وَنُودُوا أَن تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ
انتساق النّظم يقتضي أن تكون جملة : { تجري من تحتهم الأنهار } حالاً من الضّمير في قوله : { هم فيها خالدون } [ الأعراف : 42 ] ، وتكونَ جملة : { ونزعنا } مُعترضة بين جملة : { أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون } [ الأعراف : 42 ] ، وجملة : { وقالوا الحمد لله } إلخ ، اعترضاً بُيِّنَ به حال نفوسهم في المعاملة في الجنّة ، ليقابِل الاعتراض الذي أُدمِج في أثناءِ وصف عذاب أهل النّار ، والمبيّن به حال نفوسهم في المعاملة بقوله : { كلما دخلت أمة لعنت أختها } [ الأعراف : 38 ].
والتّعبير عن المستقبل بلفظ الماضي للتّنبيه على تحقّق وقوعه ، أي : وننزع ما في صدورهم من غِل ، وهو تعبير معروف في القرآن كقوله تعالى : { أتى أمر الله } [ النحل : 1 ].
والنّزْع حقيقته قلع الشّيء من موضعه وقد تقدّم عند قوله تعالى : { وتنزع الملك ممن تشاء } في آل عمران ( 26 ) ، ونَزْع الغِل من قلوب أهل الجنّة : هو إزالة ما كان في قلوبهم في الدّنيا من الغِلّ عند تلقي ما يسوء من الغَيْر ، بحيث طَهّر الله نفوسهم في حياتها الثّانية عن الانفعال بالخواطر الشرّية التي منها الغِلّ ، فزال ما كان في قلوبهم من غِلّ بعضهم من بعض في الدّنيا ، أي أزال ما كان حاصلاً من غلّ وأزال طباع الغلّ التي في النّفوس البشريّة بحيث لا يخطر في نفوسهم .
والغِلّ : الحقد والإحْنَة والضِغْن ، التي تحصل في النّفس عند إدراك ما يسوؤها من عمل غيرها ، وليس الحسد من الغِلّ بل هو إحساس باطني آخر .
وجملة : تجري من تحتهم الأنهار } في موضع الحال ، أي هم في أمكنة عالية تشرف على أنهار الجنّة .
وجملة : { وقالوا الحمد لله } معطوفة على جملة : { أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون } [ الأعراف : 42 ].
والتّعبير بالماضي مراد به المستقبل أيضاً كما في قوله : { ونزعنا } وهذا القول يحتمل أن يكونوا يقولونه في خاصتهم ونفوسهم ، على معنى التّقرب إلى الله بحمده ، ويحتمل أن يكونوا يقولونه بينهم في مجامعهم .
والإشارة في قولهم : { لهذا } إلى جميع ما هو حاضر من النّعيم في وقت ذلك الحمد ، والهداية له هي الإرشاد إلى أسبابه ، وهي الإيمان والعمل الصّالح ، كما دلّ عليه قوله : { والذين آمنوا وعملوا الصالحات } [ الأعراف : 42 ] ، وقال تعالى : { يهديهم ربهم بإيمانهم } [ يونس : 9 ] الآية ، وجعل الهداية لنفس النّعيم لأنّ الدّلالة على ما يوصل إلى الشّيء إنّما هي هداية لأجل ذلك الشّيء ، وتقدّم الكلام على فعل الهداية وتعديته في سورة الفاتحة ( 6 ).
والمراد بهَدْي الله تعالى إياهم إرساله محمّداً صلى الله عليه وسلم إليهم فأيقظهم من غفلتهم فاتَّبعوه ، ولم يعاندوا ، ولم يستكبروا ، ودلّ عليه قولهم : { لقد جاءت رسل ربنا بالحق } مع ما يسّر الله لهم من قبولهم الدّعوة وامتثالهم الأمر ، فإنّه من تمام المنّة المحمود عليها ، وهذا التّيسير هو الذي حُرّمه المكذّبون المستكبرون لأجل ابتدائهم بالتّكذيب والاستكبار ، دون النّر والاعتبار .
وجملة { وما كنا لنهتدي } في موضع الحال من الضّمير المنصوب ، أي هدانا في هذه الحال حال بعدنا عن الاهتداء ، وذلك ممّا يؤذن بكبر منّة الله تعالى عليهم ، وبتعظيم حمدهم وتجزيله ، ولذلك جاءوا بجملة الحمد مشتملة على أقصى ما تشتمل عليه من الخصائص التي تقدّم بيانها في سورة الفاتحة ( 6 ).
ودلّ قوله : { وما كنا لنهتدي } على بعد حالهم السّالفة عن الاهتداء ، كما أفاده نفي الكَون مع لام الجحود ، حسبما تقدّم عند قوله تعالى : { ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوءة } الآية في سورة آل عمران ( 79 ) ، فإنّهم كانوا منغمسين في ضلالات قديمة قد رسخت في أنفسهم ، فأمّا قادتهم فقد زيّنها الشّيطان لهم حتى اعتقدوها وسنّوها لمن بعدهم ، وأمّا دَهْمَاؤُهم وأخلافهم فقد رأوا قدوتهم على تلك الضّلالات . وتأصّلت فيهم ، فما كان من السّهل اهتداؤُهم ، لولا أنْ هداهم الله ببعثة الرّسل وسياستهم في دعوتهم ، وأن قذف في قلوبهم قبول الدّعوة .
ولذلك عقبوا تحميدهم وثناءهم على الله بقولهم : لقد جاءت رسل ربنا بالحقّ } فتلك جملة مستأنفة ، استئنافاً ابتدائياً ، لصدورها عن ابتهاج نفوسهم واغتباطهم بما جاءتهم به الرّسل ، فجعلوا يتذكّرون أسباب هدايتهم ويعتبرون بذلك ويغتبطون . تلذذاً بالتّكلّم به ، لأن تذكّر الأمر المحبوب والحديثَ عنه ممّا تلذّ به النّفوس ، مع قصد الثّناء على الرّسل .
وتأكيد الفعل بلام القسم وبقَدْ ، مع أنهم غير منكرين لمجيء الرسل : إما لأنّه كناية عن الإعجاب بمطابقة ما وعدهم به الرّسل من النّعيم لما وجدوه مثل قوله تعالى : { وفيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين } [ الزخرف : 71 ] وقول النّبي صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى : « أعددت » . وإمّا لأنّهم أرادوا بقولهم هذا الثّناء على الرّسل والشّهادة بصدقهم جمعاً مع الثّناء على الله ، فأتَوا بالخبر في صورة الشّهادة المؤكّدة التي لا تردّد فيها .
وقرأ ابن عامر : { ما كنّا لنهتدي } بدون واو قبل ( ما ) وكذلك كتبت في المصحف الإمام الموجّه إلى الشّام ، وعلى هذه القراءة تكون هذه الجملة مفصولة عن التي قبلها ، على اعتبار كونها كالتّعليل للحمد ، والتّنويه بأنّه حمد عظيم على نعمة عظيمة ، كما تقدّم بيانه .
وجملة : { ونودوا } معطوفة على جملة : { وقالوا } فتكون حالاً أيضاً ، لأنّ هذا النّداء جواب لثنائهم ، يدلّ على قبول ما أثْنَوا به ، وعلى رضى الله عنهم ، والنّداء من قبل الله ، ولذلك بُني فعله إلى المجهول لظهور المقصود . والنّداء إعلان الخطاب ، وهو أصل حقيقته في اللّغة ، ويطلق النّداء غالباً على دعاء أحد ليقبل بذاته أو بفهمه لسماع كلام ، ولو لم يكن برفع صوت : { إذ نادى ربَّه نداء خفياً } [ مريم : 3 ] ولهذا المعنى حروف خاصة تدلّ عليه في العربيّه ، وتقدّم عند قوله تعالى : { وناداهما ربهما } في هذه السّورة ( 22 ).
و ( أنْ ) تفسير { لنودوا } ، لأنّ النّداء فيه معنى القول . والإشارة إلى الجنّة ب { تلكم } ، الذي حقّه أن يستعمل في المشار إليه البعيد ، مع أنّ الجنّة حاضرة بين يديهم ، لقصد رفعة شأنها وتعظيم المنّة بها .
والإرث حقيقته مصير مال الميت إلى أقرب النّاس إليه ، ويقال : أورثَ الميّت أقرباءه ماله ، بمعنى جعلهم يرثونه عنه ، لأنّه لما لم يصرفه عنهم بالوصيّة لغيره فقد تركه لهم ، ويطلق مجازاً على مصير شيء إلى حد بدون عوض ولا غصب تشبيهاً بإرث الميّت ، فمعنى قوله : { أورثتموها } أعطيتموها عطيّة هنيئة لا تعب فيها ولا منازعة .
والباء في قوله : { بما كنتم تعملون } سببيّة أي بسبب أعمالكم ، وهي الإيمان والعمل الصّالح ، وهذا الكلام ثناء عليهم بأنّ الله شكر لهم أعمالهم ، فأعطاهم هذا النّعيم الخالد لأجل أعمالهم ، وأنّهم لما عملوا ما عملوه من العمل ما كانوا ينوون بعملهم إلا السّلامة من غضب ربّهم وتطلبَ مرضاته شكراً له على نعمائه ، وما كانوا يمُتون بأن توصلهم أعمالهم إلى ما نالوه ، وذلك لا ينافي الطّمع في ثوابه والنّجاة من عقابه ، وقد دلّ على ذلك الجمعُ بين { أورثتموها } وبين باء السّببيّة .
فالإيراث دلّ على أنّها عطيّة بدون قصد تعاوُضضٍ ولا تعاقُد ، وأنّها فضلٌ محض من الله تعالى ، لأنّ إيمان العبد بربّه وطاعته إياه لا يوجب عقلاً ولا عدْلاً إلاّ نجاتَه من العقاب الذي من شأنه أن يترتّب على الكفران والعصيان ، وإلاّ حُصولَ رضى ربّه عنه ، ولا يوجب جزاء ولا عطاء ، لأنّ شكر المنعم واجب ، فهذا الجزاء وعظمته مجرّد فضل من الرّب على عبده شكراً لإيمانه به وطاعته ، ولكن لما كان سبب هذا الشّكر عند الرّب الشّاكر هو عمل عبده بما أمره به ، وقد تفضّل الله به فوعد به من قبللِ حصوله . فمن العجب قول المعتزلة بوجوب الثّواب عقلاً ، ولعلّهم أوقعهم فيه اشتباه حصول الثّواب بالسّلامة من العقاب ، مع أنّ الواسطة بين الحالين بيّنة لأولي الألباب . وهذا أحسن ممّا يطيل به أصحابنا معهم في الجواب .
وباء السّببيّة اقتضت الذي أعطاهم منازل الجنّة أراد به شكر أعمالهم وثوابها من غير قصد تعاوض ولا تقابل فجعلها كالشيء الذي استحقّه العامل عوضاً عن عمله فاستعار لها باء السّببيّة .
- إعراب القرآن : وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ ۖ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَٰذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ ۖ لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ ۖ وَنُودُوا أَن تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ
«وَنَزَعْنا» فعل ماض وفاعله. «ما» اسم موصول في محل نصب مفعول به «فِي صُدُورِهِمْ» متعلقان بمحذوف صلة الموصول. «مِنْ غِلٍّ» متعلقان بمحذوف حال. والجملة معطوفة. «تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهارُ» فعل مضارع تعلق به الجار والمجرور والأنهار فاعله والجملة في محل نصب حال. «وَقالُوا» الجملة معطوفة «الْحَمْدُ» مبتدأ. «لِلَّهِ» متعلقان بمحذوف خبره والجملة مقول القول. «الَّذِي» اسم موصول في محل جر صفة. «هَدانا» فعل ماض مبني على الفتحة المقدرة على الألف للتعذر ، وفاعله هو ونا مفعوله «لِهذا» متعلقان بهدانا. «وَما» ما نافية والواو استئنافية. «كُنَّا» كان ونا اسمها. «لِنَهْتَدِيَ» اللام
لام الجحود ، نهتدي منصوب بأن المضمرة بعد لام الجحود ، والمصدر المؤول من أن والفعل بعدها في محل جر باللام ، والجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبر وما كنا ميسرين للاهتداء والجملة مستأنفة.
«لَوْ لا» حرف شرط غير جازم. «أَنْ» حرف مصدري ونصب. «هَدانَا اللَّهُ» فعل ماض ومفعوله ولفظ الجلالة فاعله والمصدر المؤول من أن والفعل في محل رفع مبتدأ والخبر محذوف بعد لولا لولا هداية اللّه موجودة ... «لَقَدْ» اللام واقعة في جواب القسم. قد حرف تحقيق «جاءَتْ رُسُلُ رَبِّنا» فعل ماض وفاعله ومضاف إليه «بِالْحَقِّ» متعلقان بمحذوف حال والجملة لا محل لها جواب القسم المقدر.
«وَنُودُوا» فعل ماض مبني للمجهول مبني على الضم والواو نائب فاعل «أَنْ» مفسرة أو مخففة من أن.
«تِلْكُمُ» اسم إشارة مبني على الكسر في محل رفع مبتدأ. واللام للبعد والكاف حرف خطاب والميم للجمع. «الْجَنَّةُ» بدل أو خبر وجملة «أُورِثْتُمُوها» في محل نصب حال فإن أعربت الجنة بدلا فجملة أورثتموها خبر المبتدأ «أُورِثْتُمُوها» فعل ماض مبني للمجهول مبني على السكون لاتصاله بتاء الفاعل ، والتاء نائب فاعل ، والميم علامة جمع الذكور ، والواو لإشباع الضمة ، وها مفعول به. «بِما» ما موصولة ومتعلقان بالفعل «كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ» كان والتاء اسمها والجملة خبرها.
- English - Sahih International : And We will have removed whatever is within their breasts of resentment [while] flowing beneath them are rivers And they will say "Praise to Allah who has guided us to this; and we would never have been guided if Allah had not guided us Certainly the messengers of our Lord had come with the truth" And they will be called "This is Paradise which you have been made to inherit for what you used to do"
- English - Tafheem -Maududi : وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ ۖ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَٰذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ ۖ لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ ۖ وَنُودُوا أَن تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ(7:43) We shall strip away all rancour from their hearts, *32 and rivers shall flow beneath them, and they shall say: 'All praise be to Allah Who has guided us on to this. Had it not been for Allah Who granted us guidance, we would not be on the Right Path. Surely the Messengers of our Lord did indeed come down with truth.' Then a voice will cry out to them: 'This is the Paradise which you are made to inherit as a reward for your deeds.' *33
- Français - Hamidullah : Et Nous enlèverons toute la rancune de leurs poitrines sous eux couleront les ruisseaux et ils diront Louange à Allah qui nous a guidés à ceci Nous n'aurions pas été guidés si Allah ne nous avait pas guidés Les messagers de notre Seigneur sont venus avec la vérité Et on leur proclamera Voilà le Paradis qui vous a été donné en héritage pour ce que vous faisiez
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Und Wir nehmen weg was in ihren Brüsten an Groll ist Unter ihnen strömen Flüsse Und sie sagen "Alles Lob gehört Allah Der uns hierher geleitet hat Wir hätten unmöglich die Rechtleitung gefunden wenn uns Allah nicht rechtgeleitet hätte Die Gesandten unseres Herrn sind wirklich mit der Wahrheit gekommen" Und es wird ihnen zugerufen "Siehe das ist der Paradiesgarten Er ist euch zum Erbe gegeben worden für das was ihr zu tun pflegtet"
- Spanish - Cortes : Extirparemos el rencor que quede en sus pechos Fluirán arroyos a sus pies Dirán ¡Alabado sea Alá Que nos ha dirigido acá No habríamos sido bien dirigidos si no nos hubiera dirigido Alá Los enviados de nuestro Señor bien que trajeron la Verdad Y se les llamará Éste es el Jardín Lo habéis heredado en premio a vuestras obras
- Português - El Hayek : Extinguiremos todo o rancor de seus corações A seus pés correrão os rios e dirão Louvado seja Deus que nosencaminhou até aqui; jamais teríamos podido encaminharnos se Ele não nos tivesse encaminhado Os mensageiros de nossoSenhor nos apresentaram a verdade Então serlhesá dito Eis o Paraíso que herdastes em recompensa pelos que fizestes
- Россию - Кулиев : Мы исторгнем из их сердец злобу и под ними будут протекать реки Они скажут Хвала Аллаху Который привел нас к этому Мы не последовали бы прямым путем если бы Аллах не наставил нас И посланники Господа нашего принесли истину Им будет возвещено Вот Рай который вы унаследовали за то что совершали
- Кулиев -ас-Саади : وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ ۖ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَٰذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ ۖ لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ ۖ وَنُودُوا أَن تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ
Мы исторгнем из их сердец злобу, и под ними будут протекать реки. Они скажут: «Хвала Аллаху, Который привел нас к этому! Мы не последовали бы прямым путем, если бы Аллах не наставил нас. И посланники Господа нашего принесли истину». Им будет возвещено: «Вот Рай, который вы унаследовали за то, что совершали».Это откровение свидетельствует о милости Аллаха по отношению к обитателям Рая. Он очистит их сердца от злобы и желания опередить других, благодаря чему они станут братьями, возлюбившими друг друга чистой и искренней любовью. Всевышний сказал: «Мы исторгнем из их сердец злобу, и они, как братья, будут лежать на ложах, обратившись лицом друг к другу» (15:47). Аллах проявит к обитателям Рая такую милость, что каждый из них будет радоваться своему благоденствию и считать, что более прекрасного блаженства просто не существует. Обитатели Рая будут избавлены от взаимной зависти и неприязни, потому что для этого не будет никаких причин. Вокруг них будут течь ручьи, которые они будут направлять, куда пожелают. Если они захотят, то направят их между своими дворцами, а если захотят, то направят их прямо в высокие горницы и удивительные сады. Это - ручьи, не нуждающиеся в руслах, и удовольствия, не знающие границ. Когда праведники воочию увидят прелести, которыми их облагодетельствует Аллах, они воскликнут: «Хвала Аллаху, Который привел нас к этому блаженству. Он смилостивился над нами и наполнил наши сердца верой, благодаря чему мы стали совершать дела, которые привели нас в эту обитель. Он сохранил для нас нашу веру и наши благодеяния и помог нам достичь этой цели. Как же прекрасен Великодушный Господь, одаривший нас зримыми и незримыми благами, которые невозможно пересчитать или исчислить! Если бы Он не наставил нас на прямой путь, то мы не смогли бы пройти им самостоятельно. Наших способностей не хватило бы для того, чтобы удержаться на нем, и мы справились с этим только благодаря тому, что Он одарил нас верным руководством и помог нам последовать путем посланников. Божьи посланники действительно проповедовали истину». Наслаждаясь райскими благами, о которых пророчествовали посланники, праведники обретут высшую убежденность. Они твердо знали о том, что слова посланников были истинны, но теперь они смогут почувствовать это на себе. Они скажут: «Мы увидели и лишний раз убедились в правдивости всего, что было обещано посланниками. Мы убедились в том, что их слова - непреложная истина, в которой нельзя усомниться или запутаться». И тогда они услышат почтительные слова приветствия: «Вот Рай, который вы унаследовали! Эти земли стали вашими владениями, а обителью неверующих стала Преисподняя. Вы заслужили эти угодья благодаря своим праведным делам». Один из праведных богословов сказал: «Обитатели Рая спасутся от Ада благодаря прощению Аллаха, войдут в Рай благодаря Его милости, но поделят и унаследуют владения благодаря своим праведным деяниям. Все это будет проявлением милости Аллаха. Более того, это будет величайшим проявлением Его милости».
- Turkish - Diyanet Isleri : Cennette altlarından ırmaklar akarken gönüllerinden kini çıkarıp atarız "Bizi buraya eriştiren Allah'a hamdolsun Eğer Allah bizi doğru yola iletmeseydi biz doğru yolu bulamazdık And olsun ki Rabbimizin peygamberleri bize gerçeği getirmiştir" derler Onlara "İşlediğinize karşılık işte mirasçısı olduğunuz cennet" diye seslenilir
- Italiano - Piccardo : Cancelleremo il rancore dai loro petti mentre ai loro piedi scorreranno i ruscelli e diranno “La lode [appartiene] ad Allah Che ci ha guidati a ciò Non saremmo stati guidati se Allah non ci avesse guidato I messaggeri del nostro Signore sono venuti con la verità” Verrà affermato a gran voce “Ecco il Giardino vi è dato in eredità per quello che avete fatto”
- كوردى - برهان محمد أمين : ههر له دهروازهی بهههشتدا ههرچی بوغزو کینهیهک له دڵ و دهروون و سینهیاندا بوو ئێمه دامان ڕێی تا به سینهیهکی ساف و دڵ و دهروونێکی بێگهردهوه بچنه ناو بهههشتهوه کهچهندهها ڕووبار بهژێر درهختهکانیداو به بهردهم کۆشکهکانیدا ڕهوان و جاری دهبێت ئهوسا ئیتر ههمووان بهیهک دهنگ و یهک ئاواز دهڵێن سوپاس و ستایش بۆ ئهو خوایهی که هیدایهت و ڕێنموویی کردین بۆ ئهم جێگهو ڕێگه خۆشه ئهگهر ئهو خوایه هیدایهت و ڕێنموویی نهکردینایه ههرگیز ڕێگای هیدایهتمان نهدهزانی و ئهم پاداشتهمان وهرنهدهگرت سوێند بهخوا بهڕاستی پێغهمبهرانی پهروهردگارمان به حهق و ڕاستیهوه هاتن ئهوسا بانگیان لێکرا ئهوه ئهو بهههشتهیه که پێتان دراوه بههۆی ئهو کارو کردهوانه که ئهنجامتان دهدا
- اردو - جالندربرى : اور جو کینے ان کے دلوں میں ہوں گے ہم سب نکال ڈالیں گے۔ ان کے محلوں کے نیچے نہریں بہہ رہی ہوں گی اور کہیں گے کہ خدا کا شکر ہے جس نے ہم کو یہاں کا راستہ دکھایا اور اگر خدا ہم کو رستہ نہ دکھاتا تو ہم رستہ نہ پا سکتے۔ بےشک ہمارا پروردگار کے رسول حق بات لے کر ائے تھے اور اس روز منادی کر دی جائے گی کہ تم ان اعمال کے صلے میں جو دنیا میں کرتے تھے اس بہشت کے وارث بنا دیئے گئے ہو
- Bosanski - Korkut : Iz njihovih grudi ćemo zlobu odstraniti; ispred njih će rijeke teći i oni će govoriti "Hvaljen neka je Allah koji nas je na Pravi put uputio; mi ne bismo na Pravome putu bili da nas Allah nije uputio poslanici Gospodara našeg su zaista istinu donosili" i njima će se doviknuti "Taj Džennet ste u nasljedstvo dobili za ono što ste činili"
- Swedish - Bernström : Vi skall rensa bort ur deras hjärtan [alla rester av gammalt] agg Medan bäckar porlar framför deras fötter skall de höja sin röst [i bön] "Vi lovar och prisar Gud som har fört oss hit Utan Guds vägledning skulle Vi inte ha funnit vägen Vår Herres sändebud gav oss sanningen" Och [änglarna] skall säga "Detta är paradiset arvet som har tillfallit er [som lön] för era handlingar"
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Dan Kami cabut segala macam dendam yang berada di dalam dada mereka; mengalir di bawah mereka sungaisungai dan mereka berkata "Segala puji bagi Allah yang telah menunjuki kami kepada surga ini Dan kami sekalikali tidak akan mendapat petunjuk kalau Allah tidak memberi kami petunjuk Sesungguhnya telah datang rasulrasul Tuhan kami membawa kebenaran" Dan diserukan kepada mereka "ltulah surga yang diwariskan kepadamu disebabkan apa yang dahulu kamu kerjakan"
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ ۖ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَٰذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ ۖ لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ ۖ وَنُودُوا أَن تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ
(Dan Kami cabut segala macam dendam yang berada di dalam dada mereka) perasaan dengki yang pernah ada sewaktu mereka hidup di alam dunia (mengalir di bawah mereka) di bawah gedung-gedung tempat tinggal mereka (sungai-sungai dan mereka berkata,) tatkala mereka mulai menetap di tempat tinggal masing-masing ("Segala puji bagi Allah yang telah menunjuki kami kepada surga ini) yakni amal perbuatan yang balasannya adalah hal ini (Dan kami sekali-kali tidak akan mendapat petunjuk kalau Allah tidak memberi kami petunjuk) di sini membuang jawabnya laula, hal itu bisa diketahui karena ada tanda sebelumnya yang menunjukkan kepadanya. (Sesungguhnya telah datang rasul-rasul Tuhan kami, membawa kebenaran." Dan diserukan kepada mereka bahwasanya) dengan anna yang ditakhfifkan, yakni annahuu. Atau dapat juga berasal dari an mufassirah (itulah surga yang diwariskan kepadamu, disebabkan apa yang dahulu kamu kerjakan).
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : তাদের অন্তরে যা কিছু দুঃখ ছিল আমি তা বের করে দেব। তাদের তলদেশ দিয়ে নির্ঝরণী প্রবাহিত হবে। তারা বলবেঃ আল্লাহ শোকর যিনি আমাদেরকে এ পর্যন্ত পৌছিয়েছেন। আমরা কখনও পথ পেতাম না যদি আল্লাহ আমাদেরকে পথ প্রদর্শন না করতেন। আমাদের প্রতিপালকের রসূল আমাদের কাছে সত্যকথা নিয়ে এসেছিলেন। আওয়াজ আসবেঃ এটি জান্নাত। তোমরা এর উত্তরাধিকারী হলে তোমাদের কর্মের প্রতিদানে।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : தவிர இவ்வுலகில் ஒருவர் மீது ஒருவர் கொண்டிருந்த குரோதத்தையும் அவர்களுடைய இதயங்களிலிருந்து நீக்கி விடுவோம்; அவர்களுக்கு அருகில் ஆறுகள் ஓடிக்கொண்டிருக்கும்; இன்னும் அவர்கள் கூறுவார்கள்; "இந்த பாக்கியத்தைப் பெறுவதற்குரிய நேர்வழியை எங்களுக்குக் காட்டிய அல்லாஹ்வுக்கே எல்லாப்புகழும் உரியதாகும்; அல்லாஹ் எங்களுக்கு நேர் வழி காட்டியிராவிட்டால் ஒருக்காலும் நாங்கள் நேர்வழி அடைந்திருக்கமாட்டோம் நிச்சயமாக எங்கள் இறைவனுடைய தூதர்கள் உண்மை மார்க்கத்தையே நம்மிடம் கொண்டு வந்தார்கள்" இதற்கு பதிலாக "பூமியில் நீங்கள் செய்து கொண்டிருந்த நன்மையான காரியங்களின் காரணமாகவே நீங்கள் இந்த சுவனபதியின் வாரிசுகளாக்கப்பட்டு இருக்கிறீர்கள்" என்று அழைக்கப்படுவார்கள்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : และเราได้ถอนออก ซึ่งการผูกใจเจ็บที่อยู่ในหัวอกของพวกเขา คือชาวสวรรค์ โดยมีบรรดาแม่น้ำไหลอยู่ภายใต้ของพวกเขา และพวกเขาได้กล่าวว่า การสรรเสริญทั้งหลายนั้นเป็นสิทธิของอัลลอฮ์ผู้ทรงแนะนำพวกเราให้ได้รับสิ่งนี้ และใช่ว่าพวกเราจะได้รับคำแนะนำก็หาไม่ หากว่าอัลลอฮ์ไม่ทรงแนะนำแก่พวกเรา แน่นอนบรรดาร่อซูลแห่งพระเจ้าของเรานั้นได้นำความจริงมา และพวกเราได้ถูกป่าวร้องว่า นั้นแหละคือสวนสวรรค์โดยที่พวกท่านได้รับมันไว้เป็นมรดก เนื่องด้วยสิ่งที่พวกเจ้าเคยกระทำกันไว้
- Uzbek - Мухаммад Содик : Ва кўксиларидаги ғиллу ғашларни чиқариб олдик остиларидан анҳорлар оқиб турибди Улар Бизни шунга ҳидоят қилган Аллоҳга ҳамдлар бўлсин агар Аллоҳ бизни ҳидоят қилмаганда ўзимиз йўл топа олмас эдик Роббимизнинг элчилари ҳақни келтирдилар дедилар Ва уларга Мана шу жаннатингизни қилган амалларингиз туфайли мерос қилиб олдингиз деб нидо қилинур
- 中国语文 - Ma Jian : 我将拔除他们心中的怨恨,他们将住在下临诸河的乐园,他们将说:一切赞颂,全归真主!他引导我们获此善报,假如真主没有引导我们,我们不致于遵循正道。我们的主的众使者,确已昭示了真理。或者将大声地对他们说:这就是你们因自己的行为而得继承的乐园。
- Melayu - Basmeih : Dan Kami cabutkan segala dendam dan hasad dengki dari hati mereka di dalam Syurga yang mengalir beberapa sungai di bawah tempat masingmasing dan mereka pula bersyukur dengan berkata "Segala puji tertentu bagi Allah yang telah memberi hidayah petunjuk untuk mendapat nikmatnikmat ini padahal Kami tidak sekalikali akan memperoleh petunjuk kalau Allah tidak memimpin kami dengan taufiqNya; sesungguhnya telah datang Rasulrasul Tuhan kami dengan membawa kebenaran" Dan mereka diseru "Itulah Syurga yang diberikan kamu mewarisinya dengan sebab apa yang kamu telah kerjakan"
- Somali - Abduh : Waxaana ka Siibnaa waxa ku Jira Laabtooda oo Xasada waxaana Dareeri Hoostooda Wabiyadii waxayna Dhahaan Mahad waxaa Mudan Eebaha Nagu Hanuuniyey kan Wanaagga Maanaan hanuuneen haddaan Eebe na hanuunin waxay la Timid Rassuladii Eebaheen Xaq waxaana loogu Dhawaaqay Tiinani waa Jannadii Laydin Dhaxalsiiyey Camalkiinna Dartiis
- Hausa - Gumi : Kuma Muka fitar da abin da yake a cikin ƙirãzansu daga ƙiyayya ƙõramu sunã gudãna daga ƙarƙashinsu kuma suka ce "Gõdiya ta tabbata ga Allah wanda Ya shiryar da mu ga wannan Kuma ba mu kasance munã iya shiryuwa ba bã dõmin Allah Ya shiryar da mu ba Lalle ne haƙĩƙa Manzannin Ubangjinmu sun jẽ mana da gaskiya" Kuma aka kira su cẽwa "Waccan Aljlnna an gãdar da ku ita sabõda abin da kuka kasance kunã aikatãwa"
- Swahili - Al-Barwani : Na tutaondoa chuki vifuani mwao na mbele yao iwe inapita mito Na watasema Alhamdulillah Kuhimidiwa ni kwa Mwenyezi Mungu ambaye aliye tuhidi kufikia haya Wala hatukuwa wenye kuhidika wenyewe ingeli kuwa Mwenyezi Mungu hakutuhidi Hakika Mitume wa Mola wetu Mlezi walileta Haki Na watanadiwa kwamba Hiyo ndiyo Pepo mliyo rithishwa kwa sababu ya mliyo kuwa mkiyafanya
- Shqiptar - Efendi Nahi : Na nga krahërori i tyre do të zhgulim çdo urrejtje; e nën ta do të rrjedhin lumenjtë Dhe ata thonë “Qoftë lavdëruar Perëndia që na udhëzoi në këtë Ne nuk do të ishim udhëzuar sikur të mos na udhëzonte Perëndia Me të vërtetë të dërguarit e Zotit tonë e kanë sjellë të vërtetën” Dhe ata do të thërrasin “Ky është xhenneti që ju është dhënë në trashëgim për atë që keni punuar”
- فارسى - آیتی : و هرگونه كينهاى را از دلشان برمىكنيم. نهرها در زير پايشان جارى است. گويند: سپاس خدايى را كه ما را بدين راه رهبرى كرده و اگر ما را رهبرى نكرده بود، راه خويش نمىيافتيم. رسولان پروردگار ما به حق آمدند. و آنگاه ايشان را ندا دهند كه به پاداش كارهايى كه مىكرديد اين بهشت را به شما دادهاند.
- tajeki - Оятӣ : Ва ҳар гуна кинаеро аз дилашон бармеканем. Наҳрҳо дар зери пояшон ҷорист. Гӯянд: «Шукр Худоро, ки моро ба ин роҳ раҳбарӣ карда ва агар моро раҳбарӣ накарда буд, роҳи худ намеёфтем. Расулони Парвардигори мо ба ҳақ омаданд. Ва он гоҳ онҳоро овоз диҳанд, ки ба ивази корҳое, ки мекардед, ин биҳиштро ба шумо додаанд!»
- Uyghur - محمد صالح : ئۇلارنىڭ كۆڭۈللىرىدىكى ئۆچمەنلىكلىرىنى ئېلىپ تاشلىدۇق (يەنى جەننەتكە كىرگەنلەر ئارىسىدا ئۆزئارا ئاغرىق - ئاداۋەت بولمايدۇ). ئۇلارنىڭ (سارايلىرى) ئاستىدىن (جەننەتنىڭ) ئۆستەڭلىرى ئېقىپ تۇرىدۇ، ئۇلار: «جىمى ھەمدۇسانا بىزنى بۇ (نېمەتلەرنى ھاسىل قىلىشقا) يېتەكلىگەن اﷲ قا بولسۇنكى، اﷲ بىزنى يېتەكلىمىگەن بولسا، توغرا يول تاپمىغان بولاتتۇق، پەرۋەردىگارىمىزنىڭ پەيغەمبەرلىرى بىزگە ھەقنى ئېلىپ كەلدى›› دەيدۇ، ئۇلارغا: «قىلغان ئەمەلىڭلار ئۈچۈن سىلەرگە بېرىلگەن جەننەت مانا مۇشۇ›› دەپ نىدا قىلىنىدۇ (يەنى پەرىشتىلەر شۇنداق دەپ نىدا قىلىدۇ)
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : അവരുടെ മനസ്സുകളിലെ പകയെ നാം തുടച്ചുമാറ്റും. അവരുടെ താഴ്ഭാഗത്തൂടെ അരുവികളൊഴുകിക്കൊണ്ടിരിക്കും. അപ്പോള് അവരിങ്ങനെ പറയും: "ഞങ്ങളെ ഇവിടേക്ക് നയിച്ച അല്ലാഹുവിന് സ്തുതി. അല്ലാഹു ഞങ്ങളെ നേര്വഴിയിലാക്കിയില്ലായിരുന്നെങ്കില് ഞങ്ങളൊരിക്കലും സന്മാര്ഗം പ്രാപിക്കുമായിരുന്നില്ല. ഞങ്ങളുടെ നാഥന്റെ ദൂതന്മാര് സത്യസന്ദേശവുമായി എത്തിയവരായിരുന്നു.” അപ്പോള് അവരോടിങ്ങനെ വിളിച്ചുപറയും: "ഇതാ നിങ്ങള്ക്കുള്ള സ്വര്ഗം. നിങ്ങള് പ്രവര്ത്തിച്ചിരുന്നതിന്റെ ഫലമായി നിങ്ങളിതിന്റെ അവകാശികളായിത്തീര്ന്നിരിക്കുന്നു.”
- عربى - التفسير الميسر : واذهب الله تعالى ما في صدور اهل الجنه من حقد وضغائن ومن كمال نعيمهم ان الانهار تجري في الجنه من تحتهم وقال اهل الجنه حينما دخلوها الحمد لله الذي وفقنا للعمل الصالح الذي اكسبنا ما نحن فيه من النعيم وما كنا لنوفق الى سلوك الطريق المستقيم لولا ان هدانا الله سبحانه لسلوك هذا الطريق ووفقنا للثبات عليه لقد جاءت رسل ربنا بالحق من الاخبار بوعد اهل طاعته ووعيد اهل معصيته ونودوا تهنئه لهم واكراما ان تلكم الجنه اورثكم الله اياها برحمته وبما قدمتموه من الايمان والعمل الصالح
*32). If there develops any rancour or ill-will among good people during the course of their worldly lives, such rancour and will be removed in the Hereafter. Their hearts will be purged of all hostile feelings and they will enter Paradise as cordial friends. They will not feel envious towards those who had formerly been opposed or hostile to them that they share with them the bounties of Paradise. Significantly, 'Ali once recited this very verse and remarked: 'I wish that I and 'Uthman and Talhah and al-Zubayr will be among those about whom God has said: "And We shall take away all rancour from their hearts" ' (verse 43). (See Qurtubi's comments on verse 43 - Ed.)
Reflection on the verse leads one to conclude that out of His mercy, God will first purge the righteous of their blemishes. This will be done before admitting them to Paradise. Thus they will enter Paradise in a state of untainted purity.
*33). This refers to something of a fine and delicate character that will take place in Paradise. Instead of boasting about their virtuous deeds which led them to Paradise, the righteous will thank and praise God profusely and acknowledge His grace and mercy without which they could never have entered Paradise. On the other hand, God will not impress His bounty upon the righteous; He will rather emphasize that Paradise is granted to them by way of compensation for their righteous conduct, that it is the fruit of their hard labour; that it is not like the crumbs of charity but a fair recompense for their striving. The subtlety involved here is further brought into relief by the fact that the above response will not be made by God. It will rather be just announced to them.
What is said above about the Hereafter may be discerned in the attitude of the righteous in the world itself. The wicked and arrogant ones take great pride in their worldly attainments and ascribe them to their own efforts. They firmly, believe that what they have achieved is the fruit of their labour. Swaved by such notions, they continue to act even more haughtily. Conversely the righteous look upon all the bounties which they receive as favours from God. Accordingly, they thank and praise Him out of gratitude. The more they are lavished with worldly favours, the more humble and generous they become. Moreover, they do not suffer from the illusion that their righteousness will certainly earn them their salvation. On the contrary, they consistently repent over their lapses and earnestly turn to God in the hope that He will pardon them out of His grace and mercy. They are always fearful of God's reckoning lest their evil deeds are found to outweigh their good deeds. According to a tradition the Prophet (peace he on him) said: 'Know well that none will he able to enter Paradise by dint of his good deeds.' When asked if that would apply to him as well, the Prophet (peace he on him) replied: 'Yes, in my case as well; unless God covers me with His mercy and favour.' (Bukhari, Kitab al-Riqaq, 'Bab al-Qasd wa a Mudawamah ala al-Amal' - Ed.)