- عربي - نصوص الآيات عثماني : وَهُوَ ٱلَّذِى يُرْسِلُ ٱلرِّيَٰحَ بُشْرًۢا بَيْنَ يَدَىْ رَحْمَتِهِۦ ۖ حَتَّىٰٓ إِذَآ أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَالًا سُقْنَٰهُ لِبَلَدٍۢ مَّيِّتٍۢ فَأَنزَلْنَا بِهِ ٱلْمَآءَ فَأَخْرَجْنَا بِهِۦ مِن كُلِّ ٱلثَّمَرَٰتِ ۚ كَذَٰلِكَ نُخْرِجُ ٱلْمَوْتَىٰ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ
- عربى - نصوص الآيات : وهو الذي يرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته ۖ حتى إذا أقلت سحابا ثقالا سقناه لبلد ميت فأنزلنا به الماء فأخرجنا به من كل الثمرات ۚ كذلك نخرج الموتى لعلكم تذكرون
- عربى - التفسير الميسر : والله تعالى هو الذي يرسل الرياح الطيبة اللينة مبشرات بالغيث الذي تثيره بإذن الله، فيستبشر الخلق برحمة الله، حتى إذا حملت الريح السحاب المحمل بالمطر ساقه الله بها لإحياء بلد، قد أجدبت أرضه، ويَبِست أشجاره وزرعه، فأنزل الله به المطر، فأخرج به الكلأ والأشجار والزروع، فعادت أشجاره محملة بأنواع الثمرات. كما نحيي هذا البلد الميت بالمطر نخرج الموتى من قبورهم أحياءً بعد فنائهم؛ لتتعظوا، فتستدلوا على توحيد الله وقدرته على البعث.
- السعدى : وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ ۖ حَتَّىٰ إِذَا أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَالًا سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَّيِّتٍ فَأَنزَلْنَا بِهِ الْمَاءَ فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ ۚ كَذَٰلِكَ نُخْرِجُ الْمَوْتَىٰ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ
يبين تعالى أثرا من آثار قدرته، ونفحة من نفحات رحمته فقال: { وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ } أي: الرياح المبشرات بالغيث، التي تثيره بإذن اللّه من الأرض، فيستبشر الخلق برحمة اللّه، وترتاح لها قلوبهم قبل نزوله. { حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ } الرياح { سَحَابًا ثِقَالًا } قد أثاره بعضها، وألفه ريح أخرى، وألحقه ريح أخرى { سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَيِّتٍ } قد كادت تهلك حيواناته، وكاد أهله أن ييأسوا من رحمة اللّه، { فَأَنْزَلْنَا بِهِ } أي: بذلك البلد الميت { الْمَاءُ } الغزير من ذلك السحاب وسخر اللّه له ريحا تدره وتفرقه بإذن اللّه. { فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ } فأصبحوا مستبشرين برحمة اللّه، راتعين بخير اللّه، وقوله: { كَذَلِكَ نُخْرِجُ الْمَوْتَى لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ } أي: كما أحيينا الأرض بعد موتها بالنبات، كذلك نخرج الموتى من قبورهم، بعد ما كانوا رفاتا متمزقين، وهذا استدلال واضح، فإنه لا فرق بين الأمرين، فمنكر البعث استبعادا له - مع أنه يرى ما هو نظيره - من باب العناد، وإنكار المحسوسات. وفي هذا الحث على التذكر والتفكر في آلاء اللّه والنظر إليها بعين الاعتبار والاستدلال، لا بعين الغفلة والإهمال.
- الوسيط لطنطاوي : وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ ۖ حَتَّىٰ إِذَا أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَالًا سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَّيِّتٍ فَأَنزَلْنَا بِهِ الْمَاءَ فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ ۚ كَذَٰلِكَ نُخْرِجُ الْمَوْتَىٰ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ
وقوله- تعالى-: وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّياحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ معطوف على ما سبق من قوله- تعالى-: إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ لبيان مظاهر قدرته ورحمته.
وقرأ حمزة والكسائي «الريح» بالإفراد:
وبُشْراً- بضم الباء فسكون الشين- مخفف وبُشْراً- بضمتين- جمع بشير كنذر ونذير، أى: مبشرات بنزول الغيث المستتبع لمنفعة الخلق.
وقرأ أهل المدينة والبصرة «نشرا» - بضم النون والشين- جمع نشور- كصبور وصبر- بمعنى ناشر من النشر ضد الطى، وفعول بمعنى فاعل يطرد جمعه.
وهناك قراءات أخرى غير ذلك.
والمعنى وهو- سبحانه- الذي يرسل الرياح مبشرات عباده بقرب نزول الغيث الذي به حياة الناس.
وقوله: بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ أى بين يدي المطر الذي هو من أبرز مظاهر رحمة الله بعباده.
قال تعالى: وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ ما قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ.
وقال تعالى: وَمِنْ آياتِهِ أَنْ يُرْسِلَ الرِّياحَ مُبَشِّراتٍ.
قال الإمام الرازي: وقوله: بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ من أحسن أنواع المجاز، والسبب في ذلك أن اليدين يستعملهما العرب في معنى التقدمة على سبيل المجاز. يقال: إن الفتن تحصل بين يدي الساعة يريدون قبيلها، كذلك مما حسن هذا المجاز أن يدي الإنسان متقدمة، فكل ما كان يتقدم شيئا يطلق عليه لفظ اليدين على سبيل المجاز لأجل هذه المشابهة، فلما كانت الرياح تتقدم المطر، لا جرم عبر عنه بهذا اللفظ» .
وقوله: حَتَّى إِذا أَقَلَّتْ سَحاباً ثِقالًا سُقْناهُ لِبَلَدٍ مَيِّتٍ حتى: غاية لقوله: يُرْسِلُ.
وأقلت: أى حملت. وحقيقة أقله وجده قليلا ثم استعمل بمعنى حمله. لأن الحامل لشيء يستقل ما يحمله بزعم أن ما يحمله قليل.
وسَحاباً أى: غيما، سمى بذلك لانسحابه في الهواء، وهو اسم جنس جمعى يفرق بينه وبين واحده بالتاء كتمر وتمرة، وهو يذكر ويؤنث ويفرد وصفه ويجمع.
وثِقالًا جمع ثقيلة من الثقل- كعنب- ضد الخفة. يقال: ثقل الشيء- ككرم- ثقلا وثقالة فهو ثقيل وهي ثقيلة.
والمعنى: أن الله- تعالى- هو الذي يرسل الرياح مبشرات بنزول الغيث، حتى إذا حملت الرياح سحابا ثقالا من كثرة ما فيها من الماء، سقناه- أى السحاب إلى «بلد ميت» أى إلى أرض لا نبات فيها ولا مرعى، فاهتزت وربت وأخرجت النبات والمرعى. فأطلق- سبحانه- الموت على الأرض التي لا نبات فيها، وأطلق الحياة على الأرض الزاخرة بالنبات والمرعى لأن حياتها بذلك.
قال- تعالى-: وَاللَّهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّياحَ فَتُثِيرُ سَحاباً فَسُقْناهُ إِلى بَلَدٍ مَيِّتٍ، فَأَحْيَيْنا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها كَذلِكَ النُّشُورُ .
وقوله: فَأَنْزَلْنا بِهِ الْماءَ أى: فأنزلنا في هذا البلد الميت الماء الذي يحمله السحاب. فالباء في بِهِ للظرفية.
وقيل إن الضمير في بِهِ للسحاب، أى: فأنزلنا بالسحاب الماء وعليه فتكون الباء للسببية.
وقوله: فَأَخْرَجْنا بِهِ مِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ أى: فأخرجنا بهذا الماء من كل أنواع الثمرات المعتادة في كل بلد، تخرج به على الوجه الذي أجرى الله العادة بها ودبرها.
فليس المراد أن كل بلد ميت تخرج منه جميع أنواع الثمار التي خلقها الله، متى نزل به الماء، وإنما المراد أن كل بلد تخرج منه الثمار التي تناسب تربته على حسب مشيئة الله وفضله وإحسانه، إذ من المشاهد أن البلاد تختلف أرضها فيما تخرجه، وهذا أدل على قدرة الله، وواسع رحمته.
وقوله: كَذلِكَ نُخْرِجُ الْمَوْتى لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ إشارة إلى إخراج الثمرات، أو إلى إحياء البلد الميت.
أى: مثل ما أحيينا الأرض بعد موتها وجعلناها زاخرة بأنواع الثمرات بسبب نزول الماء عليها، نخرج الموتى من الأرض ونبعثهم أحياء في اليوم الآخر لنحاسبهم على أعمالهم، فالتشبيه في مطلق الإخراج من العدم. وهذا رد على منكري البعث بدليل ملزم، لأن من قدر على إخراج النبات من الأرض بعد نزول الماء عليها، قادر- أيضا- على إخراج الموتى من قبورهم.
وقوله: لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ تذييل قصد به الحث على التدبر والتفكر، أى: لعلكم تذكرون وتعتبرون بما وصفنا لكم فيزول إنكاركم للبعث والحساب.
قال الشيخ القاسمى: «من أحكام الآية كما قال الجشمي: أنها تدل على عظم نعمة الله علينا بالمطر، وتدل على الحجاج في إحياء الموتى بإحياء الأرض بالنبات وتدل على أنه أراد من الجميع التذكر، وتدل على أنه أجرى العادة بإخراج النبات بالماء. وإلا فهو قادر على إخراجه من غير ماء فأجرى العادة على وجوه دبرها عليها على ما نشاهده، لضرب من المصلحة دينا ودنيا..» .
ثم ضرب- سبحانه- مثلا لاختلاف استعداد البشر للخير والشر فقال:
- البغوى : وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ ۖ حَتَّىٰ إِذَا أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَالًا سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَّيِّتٍ فَأَنزَلْنَا بِهِ الْمَاءَ فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ ۚ كَذَٰلِكَ نُخْرِجُ الْمَوْتَىٰ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ
قوله تعالى : ( وهو الذي يرسل الرياح بشرا ) قرأ عاصم " بشرا " بالباء وضمها وسكون الشين هاهنا وفي الفرقان وسورة النمل ، ويعني : أنها تبشر بالمطر بدليل قوله تعالى : ( الرياح مبشرات ) الروم - 46 ، وقرأ حمزة والكسائي " نشرا " بالنون وفتحها ، وهي الريح الطيبة اللينة ، قال الله تعالى : ( والناشرات نشرا ) المرسلات - 3 ، وقرأ ابن عامر بضم النون وسكون الشين ، وقرأ الآخرون بضم النون والشين ، جمع نشور ، مثل صبور وصبر ورسول ورسل ، أي : متفرقة وهي الرياح التي تهب من كل ناحية ( بين يدي رحمته ) أي : قدام المطر .
أخبرنا عبد الوهاب بن محمد الخطيب أنبأنا عبد العزيز بن أحمد الخلال أنبأنا أبو العباس الأصم أنبأنا الربيع أنبأنا الشافعي أنبأنا الثقة عن الزهري عن ثابت بن قيس عن أبي هريرة قال : أخذت الناس ريح بطريق مكة وعمر حاج فاشتدت ، فقال عمر رضي الله عنه لمن حوله : ما بلغكم في الريح فلم يرجعوا إليه شيئا ، فبلغني الذي سأل عمر عنه من أمر الريح فاستحثثت راحلتي حتى أدركت عمر رضي الله عنه ، وكنت في مؤخر الناس ، فقلت : يا أمير المؤمنين أخبرت أنك سألت عن الريح وإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : " الريح من روح الله تأتي بالرحمة وبالعذاب فلا تسبوها ، وسلوا الله من خيرها وتعوذوا به من شرها " ورواه عبد الرزاق عن معمر عن الزهري بإسناده .
( حتى إذا أقلت ) حملت الرياح ( سحابا ثقالا ) بالمطر ، ( سقناه ) ورد الكناية إلى السحاب ، ( لبلد ميت ) أي : إلى بلد ميت محتاج إلى الماء ، وقيل : معناه لإحياء بلد ميت لا نبات فيه ( فأنزلنا به ) أي : بالسحاب . وقيل : بذلك البلد الميت ( الماء ) يعني : المطر ، ( فأخرجنا به من كل الثمرات كذلك نخرج الموتى ) استدل بإحياء الأرض بعد موتها على إحياء الموتى ، ( لعلكم تذكرون ) قال أبو هريرة وابن عباس : إذا مات الناس كلهم في النفخة الأولى أرسل الله عليهم مطرا كمني الرجال من ماء تحت العرش يدعى ماء الحيوان ، فينبتون في قبورهم نبات الزرع حتى إذا استكملت أجسادهم نفخ فيهم الروح ، ثم يلقي عليهم النوم فينامون في قبورهم ، ثم يحشرون بالنفخة الثانية وهم يجدون طعم النوم في رءوسهم وأعينهم ، فعند ذلك يقولون : ( يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا ) يس - 52 .
- ابن كثير : وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ ۖ حَتَّىٰ إِذَا أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَالًا سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَّيِّتٍ فَأَنزَلْنَا بِهِ الْمَاءَ فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ ۚ كَذَٰلِكَ نُخْرِجُ الْمَوْتَىٰ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ
لما ذكر تعالى أنه خالق السماوات والأرض ، وأنه المتصرف الحاكم المدبر المسخر ، وأرشد إلى دعائه; لأنه على ما يشاء قادر - نبه تعالى على أنه الرزاق ، وأنه يعيد الموتى يوم القيامة فقال : " وهو الذي يرسل الرياح نشرا " أي : ناشرة بين يدي السحاب الحامل للمطر ، ومنهم من قرأ ) بشرا ) كقوله ( ومن آياته أن يرسل الرياح مبشرات ) [ الروم : 46 ] .
وقوله : ( بين يدي رحمته ) أي : بين يدي المطر ، كما قال : ( وهو الذي ينزل الغيث من بعد ما قنطوا وينشر رحمته وهو الولي الحميد ) [ الشورى : 28 ] وقال ( فانظر إلى أثر رحمة الله كيف يحيي الأرض بعد موتها إن ذلك لمحيي الموتى وهو على كل شيء قدير ) [ الروم : 50 ] .
وقوله : ( حتى إذا أقلت سحابا ثقالا ) أي : حملت الرياح سحابا ثقالا أي : من كثرة ما فيها من الماء ، تكون ثقيلة قريبة من الأرض مدلهمة ، كما قالزيد بن عمرو بن نفيل ، رحمه الله :
وأسلمت وجهي لمن أسلمت له المزن تحمل عذبا زلالا وأسلمت وجهي لمن أسلمت
له الأرض تحمل صخرا ثقالا .
وقوله : ( سقناه لبلد ميت ) أي : إلى أرض ميتة ، مجدبة لا نبات فيها ، كما قال تعالى : ( وآية لهم الأرض الميتة أحييناها وأخرجنا منها حبا فمنه يأكلون ) [ يس : 33 ] ; ولهذا قال : ( فأخرجنا به من كل الثمرات كذلك نخرج الموتى ) أي : كما أحيينا هذه الأرض بعد موتها ، كذلك نحيي الأجساد بعد صيرورتها رميما يوم القيامة ، ينزل الله ، سبحانه وتعالى ، ماء من السماء ، فتمطر الأرض أربعين يوما ، فتنبت منه الأجساد في قبورها كما ينبت الحب في الأرض . وهذا المعنى كثير في القرآن ، يضرب الله مثلا للقيامة بإحياء الأرض بعد موتها; ولهذا قال : ( لعلكم تذكرون ) .
- القرطبى : وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ ۖ حَتَّىٰ إِذَا أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَالًا سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَّيِّتٍ فَأَنزَلْنَا بِهِ الْمَاءَ فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ ۚ كَذَٰلِكَ نُخْرِجُ الْمَوْتَىٰ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ
قوله تعالى وهو الذي يرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته حتى إذا أقلت سحابا ثقالا سقناه لبلد ميت فأنزلنا به الماء فأخرجنا به من كل الثمرات كذلك نخرج الموتى لعلكم تذكرون
قوله تعالى وهو الذي يرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته عطف على قوله : يغشي الليل النهار . ذكر شيئا آخر من نعمه ، ودل على وحدانيته وثبوت إلهيته . وقد مضى الكلام في الريح في " البقرة " ورياح جمع كثرة وأرواح جمع قلة . وأصل ريح روح . وقد خطئ من قال في جمع القلة أرياح . بشرا فيه سبع قراءات : قرأ أهل الحرمين وأبو عمرو ( نشرا ) بضم النون والشين جمع ناشر على معنى النسب ، أي ذات نشر ; فهو مثل شاهد وشهد . ويجوز أن يكون جمع نشور كرسول ورسل . يقال : ريح النشور إذا أتت من ههنا وههنا . والنشور بمعنى المنشور ; كالركوب بمعنى المركوب . أي وهو الذي يرسل الرياح منشرة . وقرأ الحسن وقتادة ( نشرا ) بضم النون وإسكان الشين مخففا من نشر ; كما يقال : كتب ورسل . وقرأ الأعمش وحمزة ( نشرا ) بفتح النون وإسكان الشين على المصدر ، أعمل فيه معنى ما قبله ; كأنه قال : وهو الذي ينشر الرياح نشرا . نشرت الشيء فانتشر ، فكأنها كانت مطوية فنشرت عند الهبوب . ويجوز أن يكون مصدرا في موضع الحال من الرياح ; كأنه قال يرسل الرياح منشرة ، أي محيية ; من أنشر الله الميت فنشر ، كما تقول أتانا ركضا ، أي راكضا . وقد قيل : إن ( نشرا ) بالفتح من النشر الذي هو خلاف الطي على ما ذكرنا . كأن الريح في سكونها كالمطوية ثم ترسل من طيها ذلك فتصير كالمنفتحة . وقد فسره أبو عبيد بمعنى متفرقة في وجوهها ، على معنى ينشرها ههنا وههنا . وقرأ عاصم : بشرا بالباء وإسكان الشين والتنوين جمع بشير ، أي الرياح تبشر بالمطر . وشاهده قوله : ومن آياته أن يرسل الرياح مبشرات . وأصل الشين الضم ، لكن سكنت تخفيفا كرسل ورسل . وروي عنه ( بشرا ) بفتح الباء . قال النحاس : ويقرأ ( بشرا ) و " بشر " مصدر بشره يبشره بمعنى بشره " فهذه خمس قراءات . وقرأ محمد اليماني ( بشرى ) على وزن حبلى . وقراءة سابعة ( بشرى ) بضم الباء والشين .
قوله تعالى حتى إذا أقلت سحابا ثقالا السحاب يذكر ويؤنث . وكذا كل جمع بينه وبين واحدته هاء . ويجوز نعته بواحد فتقول : سحاب ثقيل وثقيلة . والمعنى : حملت الريح سحابا ثقالا بالماء ، أي أثقلت بحمله . يقال : أقل فلان الشيء أي حمله .
سقناه أي السحاب لبلد ميت أي ليس فيه نبات . يقال : سقته لبلد كذا وإلى بلد كذا . وقيل : لأجل بلد ميت ; فاللام لام أجل . والبلد كل موضع من الأرض عامر أو غير عامر خال أو مسكون . والبلدة والبلد واحد البلاد والبلدان . والبلد الأثر وجمعه أبلاد . قال الشاعر :
من بعد ما شمل البلى أبلادها
والبلد : أدحي النعام . يقال : هو أذل من بيضة البلد ، أي من بيضة النعام التي يتركها . والبلدة الأرض ; يقال : هذه بلدتنا كما يقال بحرتنا . والبلدة من منازل القمر ، وهي ستة أنجم من القوس تنزلها الشمس في أقصر يوم في السنة . والبلدة الصدر ; يقال : فلان واسع البلدة أي واسع الصدر قال الشاعر :
أنيخت فألقت بلدة فوق بلدة قليل بها الأصوات إلا بغامها
يقول : بركت الناقة فألقت صدرها على الأرض . والبلدة بفتح الباء وضمها : نقاوة ما بين الحاجبين ; فهما من الألفاظ المشتركة .
فأنزلنا به الماء أي بالبلد . وقيل : أنزلنا بالسحاب الماء ; لأن السحاب آلة لإنزال الماء . ويحتمل أن يكون المعنى فأنزلنا منه الماء ; كقوله : يشرب بها عباد الله أي منها .
فأخرجنا به من كل الثمرات كذلك نخرج الموتى لعلكم تذكرون الكاف في موضع نصب . أي مثل ذلك الإخراج نحيي الموتى . وخرج البيهقي وغيره عن أبي رزين العقيلي قال : قلت يا رسول الله ، كيف يعيد الله الخلق ، وما آية ذلك في خلقه ؟ قال : أما مررت بوادي قومك جدبا ثم مررت به يهتز خضرا ؟ قال : نعم ، قال : فتلك آية الله في خلقه . وقيل : وجه التشبيه أن إحياءهم من قبورهم يكون بمطر يبعثه الله على قبورهم ، فتنشق عنهم القبور ، ثم تعود إليهم الأرواح . وفي صحيح مسلم من حديث عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم ثم يرسل الله - أو قال ينزل الله - مطرا كأنه الطل فتنبت منه أجساد الناس ثم يقال يا أيها الناس هلموا إلى ربكم وقفوهم إنهم مسئولون . وذكر الحديث . وقد ذكرناه بكماله في كتاب "
التذكرة " والحمد لله . فدل على البعث والنشور ; وإلى الله ترجع الأمور . - الطبرى : وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ ۖ حَتَّىٰ إِذَا أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَالًا سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَّيِّتٍ فَأَنزَلْنَا بِهِ الْمَاءَ فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ ۚ كَذَٰلِكَ نُخْرِجُ الْمَوْتَىٰ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ
القول في تأويل قوله : وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَالا سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَنْزَلْنَا بِهِ الْمَاءَ فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ كَذَلِكَ نُخْرِجُ الْمَوْتَى لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (57)
قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: إن ربكم الله الذي خلق السموات والأرض والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره، هو الذي يرسل الرياح نشرًا بين يدي رحمته. (39)
* * *
و " النشر " بفتح " النون " وسكون " الشين "، في كلام العرب، من الرياح، الطيبة اللينة الهبوب، التي تنشئ السحاب. وكذلك كل ريح طيبة عندهم فهي" نشر "، ومنه قول امرئ القيس:
كَــأَنَّ المُــدَامَ وَصَــوْبَ الغَمَـامِ
وَرِيــحَ الخُــزَامَى وَنَشْـرَ القُطُـرْ (40)
* * *
وبهذه القراءة قرأ ذلك عامة قرأة الكوفيين، خلا عاصم بن أبي النجود، فإنه كان يقرؤه: " بشرًا " على اختلاف عنه فيه.
* * *
فروى ذلك بعضهم عنه: ( بُشْرًا )، بالباء وضمها، وسكون الشين.
وبعضهم، بالباء وضمها وضم الشين.
وكان يتأوّل في قراءته ذلك كذلك قوله: وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ يُرْسِلَ الرِّيَاحَ مُبَشِّرَاتٍ [ سورة الروم: 46 ] ، تبشر بالمطر، وأنه جمع " بشير " يبشر بالمطر، جُمِع " بُشُرًا "، كما يجمع " النذير "" نُذُرًا ". (41)
* * *
وأما قرأة المدينة وعامة المكيين والبصريين، فإنهم قرؤوا ذلك: ( وَهُوَ الَّذِي يُرْسِل الرِّيَاحَ نُشُرَا )، بضم "
النون "، و " الشين " بمعنى جمع " نَشور " جمع " نشرًا "، كما يجمع " الصبور "" صُبُرًا "، و " الشكور "" شُكُرًا ".* * *
وكان بعض أهل العلم بكلام العرب يقول: معناها إذا قرئت كذلك: أنها الريح التي تهبّ من كل ناحية، وتجيء من كل وجه. (42)
* * *
وكان بعضهم يقول: إذا قرئت بضم النون، فينبغي أن تسكن شينها، لأن ذلك لغة بمعنى "
النَّشْر " بالفتح. وقال: العرب تضم النون من " النُّشْر " أحيانًا، وتفتح أحيانًا بمعنى واحد. قال: فاختلاف القرأة في ذلك على قدر اختلافها في لغتها فيه. وكان يقول: هو نظير " الخَسْف " ،" والخُسْف " ، بفتح الخاء وضمها.* * *
قال أبو جعفر: والصواب من القول في ذلك أن يقال: إن قراءة من قرأ ذلك: ( نَشْرًا ) و ( نُشُرًا )، بفتح "
النون " وسكون " الشين " ، وبضم " النون " و " الشين " قراءتان مشهورتان في قرأة الأمصار.... ... .... ...... ..... ..... ...... ...... ...... ..... ..... ... ... ...... ..... ..... ... ... (43) .
فلا أحب القراءة بها، وإن كان لها معنى صحيح ووجه مفهوم في المعنى والإعراب، لما ذكرنا من العلة .
* * *
وأما قوله: "
بين يدي رحمته " ، فإنه يقول: قدام رحمته وأمامها.* * *
والعرب كذلك تقول لكل شيء حدث قدام شيء وأمامه: "
جاء بين يديه "، لأن ذلك من كلامهم جرى في أخبارهم عن بني آدم، وكثر استعماله فيهم، حتى قالوا ذلك في غير ابن آدم وما لا يَدَ له. (44)* * *
و "
الرحمة " التي ذكرها جل ثناؤه في هذا الموضع، المطر.* * *
فمعنى الكلام إذًا: والله الذي يرسل الرياح ليّنًا هبوبها، طيبًا نسيمها، أمام غيْثه الذي يسوقه بها إلى خلقه، فينشئ بها سحابًا ثقالا حتى إذا أقلتها = و "
الإقلال " بها، حملها، كما يقال: " استقلّ البعير بحمله "، و " أقله "، إذا حمله فقام به = ساقه الله لإحياء بلد ميت، قد تعفَّت مزارعه، ودَرَست مشاربه، وأجدب أهلُه، (45) فأنـزل به المطر، وأخرج به من كل الثمرات.* * *
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
14782 - حدثني محمد بن الحسين قال، حدثنا أحمد بن المفضل قال، حدثنا أسباط، عن السدي: "
وهو الذي يرسل الرياح نشرًا بين يدي رحمته " إلى قوله: " لعلكم تذكرون " ، قال: إن الله يرسل الريح فتأتي بالسحاب من بين الخافقين، طرف السماء والأرض من حيث يلتقيان، فيخرجه من ثَمَّ، ثم ينشره فيبسطه في السماء كيف يشاء، ثم يفتح أبواب السماء، فيسيل الماء على السحاب، ثم يمطر السحاب بعد ذلك. وأما " رحمته "، فهو المطر.* * *
وأما قوله: "
كذلك نخرج الموتى لعلكم تذكرون " ، فإنه يقول تعالى ذكره: كما نحيي هذا البلد الميت بما ننـزل به من الماء الذي ننـزله من السحاب، فنخرج به من الثمرات بعد موته وجدوبته وقُحُوط أهله، كذلك نخرج الموتى من قبورهم أحياءً بعد فنائهم ودروس آثارهم =" لعلكم تذكرون " ، يقول تعالى ذكرُه للمشركين به من عبدة الأصنام، المكذبين بالبعث بعد الممات، المنكرين للثواب والعقاب: ضربتُ لكم، أيها القوم، هذا المثل الذي ذكرت لكم: من إحياء البلد الميت بقَطْر المطر الذي يأتي به السحاب الذي تنشره الرياح التي وصفت صفتها، لتعتبروا فتذكروا وتعلموا أن مَنْ كان ذلك من قدرته، فيسيرٌ في قدرته إحياء الموتى بعد فنائها، وإعادتها خلقًا سويًّا بعد دُرُوسها. (46)* * *
وبنحو ما قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
14783 - حدثني محمد بن الحسين قال، حدثنا أحمد بن المفضل قال، حدثنا أسباط، عن السدي قوله: "
كذلك نخرج الموتى لعلكم تذكرون " ، وكذلك تخرجون، وكذلك النشور، كما نخرج الزرع بالماء.* * *
14784 - وقال أبو هريرة: إن الناس إذا ماتوا في النفخة الأولى، أمطر عليهم من ماء تحت العرش يُدعى "
ماء الحيوان " أربعين سنة، فينبتون كما ينبت الزرع من الماء. حتى إذا استكملت أجسادهم، نفخ فيهم الروح، ثم تُلْقى عليهم نَوْمة، فينامون في قبورهم. فإذا نفخ في الصور الثانية عاشوا، وهم يجدون طعم النوم في رؤوسهم وأعينهم، كما يجد النائم حين يستيقظ من نومه، فعند ذلك يقولون: يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا ، فناداهم المنادي: هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ [ سورة يس: 52 ]. (47)* * *
14785 - حدثني محمد بن عمرو قال، حدثنا أبو عاصم قال، حدثنا عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قول الله: "
كذلك نخرج الموتى " ، قال: إذا أراد الله أن يخرج الموتى، أمطر السماء حتى تتشقق عنهم الأرض، ثم يرسل الأرواح، فتعود كل روح إلى جسدها، فكذلك يحيي الله الموتى بالمطر كإحيائه الأرض.------------------
الهوامش :
(39) القراءة التي أثبتها أبو جعفر في تفسير الآية"
نشرا" ، ولكني أثبت في الآية قراءتنا في مصحفنا ، وسأثبتها في سائر المواضع بقراءة أبي جعفر بالنون.(40) ديوانه : 79 ، واللسان ( نشر ) من قصيدة له طويلة ، وهذا البيت في ذكر"
هو" صاحبته وهذا البيت في صفة رائحة ثغرها عند الصباح ، حين تتغير أفواه الناس ، يقول بعده:يُعَـــلُّ بِـــهِ بَـــرْدُ أَنْيَابِهَــا
إذَا طَـــرَّبَ الطَّــائِر المُسْــتَحِرْ
و"
القطر" (بضمتين): هو العود الذي يتبخر به. و"صوب الغمام" ، وقعه حيث يقع. و"يعل" يسقى بالمدام مرة بعد مرة. و"الطائر المستحر" ، الديك إذا صوت عند السحر. يصفها بطيب رائحة فمها ، حين تتغير الأفواه بعد النوم.(41) في المطبوعة: "
وأنه جمع بشير بشرًا ، كما يجمع النذير نذرًا" ، وأثبت ما في المخطوطة.(42) انظر مجاز القرآن لأبي عبيدة 1: 217.
(43) في موضع هذه النقط سقط لا شك فيه ، ذكر فيه العلة التي سيشير إليها بعد. ولم أستطع أن أجد نقلا عن أبي جعفر يهدي إلى ما يسد هذا الخرم.
(44) انظر تفسير: "
بين يديه " فيما سلف 6: 160 ، 438.(45) انظر تفسير"
ميت" و"موت الأرض" فيما سلف 3: 274/ 5: 446.(46) انظر تفسير"
التذكر" فيما سلف ص: 299 ، تعليق: 1 ، والمراجع هناك.(47) الأثر: 14784 - هذا الخبر عن أبي هريرة ، رواه بغير إسناد ، وكنت أظنه من رواية السدي في الأثر السالف ، ولكني شككت في ذلك ، فآثرت أن أضع له رقمًا مستقلا. وأيا ما كان ، فإني لم أجد نص هذا الخبر في شيء من مراجعي. وحديث أبي هريرة في البعث ، رواه مسلم في صحيحه 18: 91 ، قال:
"
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما بين النفختين أربعون . قالوا : يا أبا هريرة : أربعون يومًا ؟ قال : أَبَيْتُ . قالوا : أربعون شهرًا ؟ قال : أبيتُ . قالوا : أربعون سنة ؟ قال أبيتُ ، ثم ينزل الله من السماء ماءً فيَنْبُتُون كما يَنْبُتُ البَقْل . وَليس من الإنسانِ شيء إلا يَبْلَى ، إلا عظمًا واحدًا ، وهو عَجْبُ الذنب ، ومنه يُرَكَّبُ الخلقُ يوم القيامة". - ابن عاشور : وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ ۖ حَتَّىٰ إِذَا أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَالًا سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَّيِّتٍ فَأَنزَلْنَا بِهِ الْمَاءَ فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ ۚ كَذَٰلِكَ نُخْرِجُ الْمَوْتَىٰ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ
جملة : { وهو الذي يرسل الرياح } عطف على جملة : { يغشي الليل النهار } [ الأعراف : 54 ] وقد حصلت المناسبة بين آخر الجمل المعترضة وبين الجملة المعترض بينها وبين ما عُطفت عليه بأنّه لما ذكر قرب رحمته من المحسنين ذكَر بعضاً من رحمته العامة وهو المطر . فذِكر إرسال الرّياح هو المقصود الأهم لأنّه دليل على عظم القدرة والتّدبير ، ولذلك جعلناه معطوفاً على جملة : { يغشي الليل النهار } [ الأعراف : 54 ] أو على جملة : { ألا له الخلق والأمر } [ الأعراف : 54 ]. وذِكْر بعض الأحوال المقارنة لإرسال الرّياح يحصل منه إدماجُ الامتنان في الاستدلال وذلك لا يقتضي أنّ الرّياح لا ترسل إلاّ للتبشير بالمطر ، ولا أنّ المطر لا ينزل إلاّ عَقب إرسال الرّياح ، إذ ليس المقصود تعليم حوادث الجَو ، وإذ ليس في الكلام ما يقتضي انحصار الملازمة وفيه تعريض ببشارة المؤمنين بإغداق الغيث عليهم ونذارةِ المشركين بالقحط والجوع كقوله { وأن لو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماء غدقاً } [ الجن : 16 ] وقوله { فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين } [ الدخان : 10 ].
وأطلق الإرسال على الانتقال على وجه الاستعارة ، فإرسال الرّياح هبوبها من المكان الذي تهب فيه ووصولها ، وحَسَّن هذه الاستعارةَ أنّ الرّيح مسخّرة إلى المكان الذي يريد الله هبوبها فيه فشُبهت بالعاقل المرسَل إلى جهة مَّا ، ومن بدائع هذه الاستعارة أنّ الرّيح لا تفارق كُرَة الهواء كما تقدّم عند قوله تعالى : { إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس } الآية في سورة [ البقرة : 164 ]. فتصريفُ الرّياح من جهة إلى جهة أشبَهُ بالإرساللِ مِنْه بالإيجاد . والرّياح : جمع ريح ، وقد تقدّم في سورة البقرة .
وقرأ الجمهور : الرّياح } بصيغة الجمع وقرأ ابن كثير ، وحمزة ، والكسائي ، وخَلف : الرّيحَ بصيغة المفرد باعتبار الجنس ، فهو مساو لقراءة الجمع ، قال ابن عطيّة : من قرأ بصيغة الجمع فقراءته أسعد ، لأنّ الرّياح حيثما وقعت في القرآن فهي مقترنة بالرّحمة ، كقوله : { وأرسلنا الرياح لواقح } [ الحجر : 22 ] وأكثر ذكر الرّيح المفردة أن تكون مقترنة بالعذاب كقوله { ريح فيها عذاب أليم } [ الأحقاف : 24 ] ونحو ذلك . ومن قرأ بالإفراد فتقييدها بالنّشر يزيل الاشتراك أي الإيهام . والتّحقيق أنّ التّعبير بصيغة الجمع قد يراد به تعدّد المهابّ أو حصول الفترات في الهُبوب ، وأنّ الإفراد قد يراد به أنّها مدفوعة دفعة واحدة قويَّة لا فترة بين هبَاتها .
وقوله : { نشراً } قرأه نافع ، وأبو عمرو ، وابن كثير ، وأبو جعفر : نُشُراً بضمّ النّون والشّين على أنّه جمع نَشُور بفتح النّون كرَسُول ورُسُل ، وهو فعول بمعنى فاعل ، والنَّشور الرّياح الحيّة الطيّبة لأنّها تنثر السّحاب ، أي تبثُّه وتكثره في الجوّ ، كالشّيء المنشور ، ويجوز أن يكون فَعولاً بمعنى مفعول ، أي منشورة ، أي مبْثوثة في الجهات ، متفرّقة فيها ، لأنّ النّشر هو التّفريق في جهات كثيرة .
ومعنى ذلك أنّ ريح المَطر تكون ليّنة ، تجيء مرّة من الجنوب ومرّة من الشّمال ، وتتفرّق في الجهات حتّى ينشأ بها السّحاب ويتعدّد سحابات مبثوثة ، كما قال الكميت في السّحاب :
مَرَتْهُ الجَنُوبُ بِأنْفَاسِهَا ... وحَلَّتْ عَزَالِيَه الشَّمْأل
ومن أجل ذلك عبّر عنها بصيغة الجمع لتعدّد مهابِّها ، ولذلك لم تجمع فيما لا يحمد فيه تعود المهاب كقوله { وجرين بهم بريح طيبة } [ يونس : 22 ] من حيث جريُ السّفن إنّما جيّدُهُ بريح متّصلة .
وقرأه ابن عامر { نُشْراً } بضم النّون وسكون الشّين وهو تخفيف نُشُر الذي هو بضمّتين كما يقال : رُسْل في رُسُل . وقرأ حمزة ، والكسائي ، وخلف بفتح النّون ، وسكون الشّين على أنّه مصدر ، وانتصب إمّا على المفعولِية المطلقة لأنّه مرادف ل ( أرْسل ) بمعناه المجازي ، أي أرسلها إرسالاً أو نَشَرها نَشْراً ، وإمّا على الحال من الرّيح ، أي ناشرة أي السّحاب ، أو من الضّمير في ( أرسل ) أي أرسلها ناشِراً أي محيياً بها الأرض الميّتة ، أي محيياً بآثارها وهي الأمطار .
وقرأه عاصم بالباء الموحّدة في موضع النّون مضمومة وبسكون الشّين وبالتّنوين وهو تخفيف ( بُشراً ) بضمّهما على أنّه جمع بشير مثل نُذُر ونذير ، أي مبشّرة للنّاس باقتراب الغيث .
فحصل من مجموع هذه القراءات أنّ الرّياح تنشر السّحاب ، وأنّها تأتي من جهات مختلفة تتعاقب فيكون ذلك سبب امتلاء الأسحبة بالماء وأنّها تحيي الأرض بعد موتها ، وأنّها تبشّر النّاس بهبوبها ، فيدخل عليهم بها سرور .
وأصل معنى قولهم : بين يدي فلان ، أنّه يكون أمامه بقرب منه ( ولذلك قوبل بالخَلْف في قوله تعالى : { يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم } [ البقرة : 255 ] فقصد قائله الكناية عن الأمام ، وليس صريحاً ، حيث إنّ الأمام القريب أوسع من الكون بين اليدين ، ثمّ لِشُهْرة هذه الكناية وأغلبيَّة موافقتها للمعنى الصريح جُعلت كالصّريح ، وساغ أن تستعمل مجازاً في التّقدّم والسّبق القريب ، كقوله تعالى : { إن هو إلا نذير لكم بين يدي عذاب شديد } [ سبأ : 46 ] ، وفي تقدّم شيء على شيء مع قربه منه من غير أن يكون أمامه ومن غير أن يكون للمتقدّم عليه يَدَان . وهكذا استعماله في هذه الآية ، أي يرسل الرّياح سابقة رحمته .
والرّحمة هذه أريد بها المطر ، فهو من إطلاق المصدر على المفعول ، لأنّ الله يرحم به . والقرينة على المراد بقيّة الكلام ، وليست الرّحمة من أسماء المطر في كلام العرب فإنّ ذلك لم يثبت ، وإضافة الرّحمة إلى اسم الجلالة في هذه الآية تبعد دعوى من ادعاها من أسماء المطر . والمقصد الأوّل من قوله : { وهو الذي يرسل الرياح } تقريع المشركين وتفنِيد إشراكهم ، ويتبعه تذكير المؤمنين وإثارة اعتبارهم ، لأنّ الموصول دلّ على أنّ الصّلة معلومة الانتساب للموصول ، لأنّ المشركين يعلمون أنّ للرّياح مُصرّفاً وأنّ للمطر مُنْزلاً ، غير أنّهم يذهلون أو يتذاهلون عن تعيين ذلك الفاعل ، ولذلك يجيئون في الكلام بأفعال نزول المطر مبنيّة إلى المجهول غالباً ، فيقولون : مُطرنا بنَوْء الثّريا ويقولون : غِثْنَا مَا شِئْنَا .
مبنياً للمجهول أي أُغثنا ، فأخبر الله تعالى بأنّ فاعل تلك الأفعال هو الله ، وذلك بإسناد هذا الموصول إلى ضمير الجلالة في قوله : { وهو الذي يرسل الرياح } أي الذي علمتم أنّه يرسل الرّياح وينزل الماء ، هو اللَّهُ تعالى كقوله { أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى } [ البقرة : 16 ] ، فالخبر مسوق لتعيين صاحب هذه الصّلة . فهو بمنزلة الجواب عن استفهام مقصود منه طلب التّعيين في نحو قولهم : أرَاحل أنت أم ثاوٍ ، ولذلك لم يكن في هذا الإسناد قصر لأنّه لم يقصد به رد اعتقاد ، فإنّهم لم يكونوا يزعمون أنّ غير الله يرسل الرّياح ، ولكنّهم كانوا كمن يجهل ذلك من جهة إشراكهم معه غيرَه ، فروعي في هذا الإسناد حالُهم ابتداء ، ويَحصل رعي حال المؤمنين تبعاً ، لأنّ السّياق مناسب لمخاطبة الفريقين كما تقدّم في الآية السّابقة .
و { حتّى } ابتدائية وهي غاية لمضمون قوله : { بشرا بين يدي رحمته } ، الذي هو في معنى متقدّمة رحمتَه ، أي تتقدّمها مدّة وتنشر أسحبتها حتّى إذا أقلَّت سحاباً أنزلنا به الماء ، فإنزال الماء هو غاية تقدّم الرّياح وسبقها المطرَ ، وكانت الغاية مجزأة أجزاء فأوّلها مضمون قوله : { أقلت } أي الرّياحُ السّحابَ ، ثمّ مضمون قوله : { ثقالاً } ، ثم مضمون { سقناه } أي إلى البلد الذي أراد الله غيثه ، ثمّ أن يَنزل منه الماء . وكلّ ذلك غاية لتقدّم الرياح ، لأنّ المفرّع عن الغاية هو غاية .
الثّقال : البطيئة التّنقّل لما فيها من رطوبة الماء ، وهو البخار ، وهو السّحاب المرجوّ منه المطر ، ومن أحسن معاني أبي الطّيب قوله في : «حسن الاعتذار» :
ومِنَ الخَيْرِ بُطْءُ سَيْبِكَ عَنِّي ... أسْرَعُ السُّحْب في المَسير الجهَام
وطُوي بعضُ المغيَّا : وذلك أنّ الرّياح تُحرّك الأبْخِرَة التي على سطح الأرض ، وتُمِدّها برطوبات تسوقها إليها من الجهات الندِيَّة التي تمرّ عليها كالبحار والأنهار ، والبُحيرات والأراضين الندِيَّة ، ويجتمع بعض ذلك إلى بعض وهو المعبّر عنه بالإثارة في قوله تعالى : { فتثير سحاباً } [ الروم : 48 ] فإذا بلغ حدّ البُخارِيَّة رفعته الرّياح من سطح الأرض إلى الجوّ .
ومعنى { أقلت } ، حملت مشتق من القلّة لأنّ الحامل يَعُد محموله قليلاً فالهمزة فيه للجعل .
وإقلال الرّيح السّحاب هو أنّ الرّياح تمرّ على سطح الأرض فيتجمّع بها ما على السّطح من البخار ، وترفعه الرّياح إلى العلوّ في الجوّ ، حتّى يبلغ نقطة باردة في أعلى الجوّ ، فهنالك ينقبض البخار وتتجمّع أجزاؤه فيصير سحابات ، وكلّما انضمّت سحابة إلى أخرى حصلت منهما سحابة أثقلُ من إحداهما حينَ كانت منفصلة عن الأخرى ، فيقلّ انتشارها إلى أن تصير سحاباً عظيماً فيثقل ، فينماع ، ثمّ ينزل مطراً . وقد تبيّن أنّ المراد من قوله : { أقلت } غير المراد من قوله في الآية الأخرى { فتثير سحاباً } [ الروم : 48 ].
والسّحاب اسم جمع لسحابة فلذلك جاز اجراؤه على اعتبار التّذكير نظراً لتجرّد لفظه عن علامة التّأنيث ، وجاز اعتبار التّأنيث فيه نظراً لكونه في معنى الجمع ولهذه النّكتة وصف السّحاب في ابتداء إرساله بأنّها تثير ، ووصف بعد الغاية بأنّها ثقال ، وهذا من إعجاز القرآن العلمي ، وقد ورد الاعتبارَاننِ في هذه الآية فوُصِفَ السّحاب بقوله : { ثقالاً } اعتباراً بالجمع كما قال صلى الله عليه وسلم و
« رأيت بَقَراً تُذْبَح » وأعيد الضّمير إليه بالإفراد في قوله : { سقناه }.
وحقيقة السَّوْق أنّه تسيير مَا يمشي ومُسَيِّرُه وراءه يُزجيه ويَحثُّه ، وهو هنا مستعار لتسير السّحاب بأسبابه التي جعلها الله ، وقد يجعل تمثيلاً إذا رُوعي قوله : { أقلت سحاباً } أي : سقناه بتلك الرّيح إلى بلد ، فيكون تمثيلاً لحالة دفع الرّيح السّحاب بحالة سوق السّائق الدّابة .
واللاّم في قوله : { لبلد } لام العلّة ، أي لأجل بلد ميّت ، وفي هذه اللاّم دلالة على العناية الرّبانية بذلك البلد فلذلك عدل عن تعدية ( سقناه ) بحرف ( إلى ).
والبلد : السّاحة الواسعة من الأرض .
والميّت : مجاز أطلق على الجانب الذي انعدم منه النّبات ، وإسناد الموت المجازي إلى البلد هو أيضاً مجاز عقلي ، لأنّ الميّت إنّما هو نباتُه وثَمره ، كما دلّ عليه التّشبيه في قوله : { كذلك نخرج الموتى }.
والضّمير المجرور بالباء في قوله : فأخرجنا به يجوز أن يعود إلى البلد ، فيكون الباء بمعنى ( في ) ويجوز أن يعود إلى المَاء فيكون الباء للآلة .
والاستغراق في { كل الثمرات } استغراق حقيقي ، لأنّ البلد الميّت ليس معيّناً بل يشمل كلّ بلد ميّت ينزل عليه المطر ، فيحصل من جميع أفراد البلد الميّت جميع الثّمرات قد أخرجها الله بواسطة الماء ، والبلدُ الواحد يُخرج ثمراته المعتادة فيه ، فإذا نظرت إلى ذلك البلد خاصة فاجعل استغراق كلّ الثّمرات استغراقاً عرفياً ، أي من كلّ الثّمرات المعروفة في ذلك البلد وحرف ( من ) للتبعيض .
وجملة : { كذلك نخرج الموتى } معترضة استطراداً للموعظة والاستدلال على تقريب البعث الذي يستبعدونه ، والإشارة ب ( كذلك ) إلى الإخراج المتضمّن له فعل { فأخرجنا } باعتبار ما قبله من كون البلد ميّتاً ، ثمّ إحيائه أي إحياء ما فيه من أثر الزّرع والثّمر ، فوجه الشّبه هو إحياء بعد موت ، ولا شكّ أنّ لذلك الإحياء كيفيّة قدّرها الله وأجمل ذكرها لقصور الإفهام عن تصوّرها .
وجملة : { لعلكم تذكرون } مستأنفة ، والرّجاء ناشىء عن الجمل المتقدّمة من قوله : { وهو الذي يرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته } لأنّ المراد التذكّر الشّامل الذي يزيد المؤمن عبرة وإيماناً ، والذي من شأنه أن يقلع من المشرك اعتقادَ الشّرك ومن مُنكِرِ البعث إنكارَه .
وقرأ الجمهور { تذّكّرون } بتشديد الذال على إدغام التّاء الثّانية في الذّال بعد قلبها ذالاً ، وقرأ عاصم في رواية حفص { تَذَكَّرون } بتخفيف الذال على حذف إحدى التاءين .
- إعراب القرآن : وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ ۖ حَتَّىٰ إِذَا أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَالًا سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَّيِّتٍ فَأَنزَلْنَا بِهِ الْمَاءَ فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ ۚ كَذَٰلِكَ نُخْرِجُ الْمَوْتَىٰ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ
«وَهُوَ» ضمير رفع منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ ، واسم الموصول «الَّذِي» بعده خبره والجملة معطوفة. «يُرْسِلُ الرِّياحَ» فعل مضارع ومفعوله وفاعله هو «بُشْراً» حال والجملة صلة الموصول لا محل
لها. «بَيْنَ» ظرف مكان متعلق بيرسل. «يَدَيْ» مضاف إليه مجرور بالياء لأنه مثنى وحذفت النون للإضافة. و«رَحْمَتِهِ» مضاف إليه. «حَتَّى» حرف ابتداء. «إِذا» ظرفية شرطية. «أَقَلَّتْ سَحاباً» فعل ماض ومفعوله والتاء تاء التأنيث الساكنة و«ثِقالًا» صفة والجملة في محل جر بالإضافة «سُقْناهُ» فعل ماض وفاعله ومفعوله والجملة لا محل لها جواب شرط غير جازم. «لِبَلَدٍ» متعلقان بسقناه «مَيِّتٍ» صفة. «فَأَنْزَلْنا بِهِ الْماءَ» فعل ماض تعلق به الجار والمجرور ونا فاعله والماء مفعوله والجملة معطوفة. «فَأَخْرَجْنا بِهِ» ماض وفاعله وبه متعلقان بالفعل. «مِنْ كُلِّ» متعلقان بمفعول به محذوف أخرجنا أنواعا من كل «الثَّمَراتِ» «كَذلِكَ» جار ومجرور متعلقان بمحذوف صفة لمفعول مطلق محذوف «نُخْرِجُ الْمَوْتى » إخراجا مثل إخراج الثمر من الشجر الميت ... «لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ» لعل والكاف اسمها وجملة تذكرون خبرها وجملة لعلكم تذكرون تعليلية.
- English - Sahih International : And it is He who sends the winds as good tidings before His mercy until when they have carried heavy rainclouds We drive them to a dead land and We send down rain therein and bring forth thereby [some] of all the fruits Thus will We bring forth the dead; perhaps you may be reminded
- English - Tafheem -Maududi : وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ ۖ حَتَّىٰ إِذَا أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَالًا سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَّيِّتٍ فَأَنزَلْنَا بِهِ الْمَاءَ فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ ۚ كَذَٰلِكَ نُخْرِجُ الْمَوْتَىٰ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ(7:57) And it is He Who sends forth winds as glad tidings in advance of His Mercy, and when they have carried a heavy-laden cloud We drive it to a dead land, then We send down rain from it and bring forth therwith fruits of every kind. In this manner do We raise the dead that you may take heed.
- Français - Hamidullah : C'est Lui qui envoie les vents comme une annonce de Sa Miséricorde Puis lorsqu'ils transportent une nuée lourde Nous la dirigeons vers un pays mort [de sécheresse] puis Nous en faisons descendre l'eau ensuite Nous en faisons sortir toutes espèces de fruits Ainsi ferons-Nous sortir les morts Peut-être vous rappellerez-vous
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Und Er ist es Der die Winde als Frohboten Seiner Barmherzigkeit voraussendet bis daß wenn sie dann schwere Wolken herbeitragen Wir sie zu einem toten Land treiben dadurch Wasser hinabsenden und dann dadurch bedenken möget alle Früchte hervorbringen Ebenso bringen Wir dereinst die Toten hervor auf daß ihr bedenken möget
- Spanish - Cortes : Es Él quien envía los vientos como nuncios que preceden a Su misericordia Cuando están cargados de nubes pesadas las empujamos a un país muerto y hacemos que llueva en él y que salgan gracias al agua frutos de todas clases Así haremos salir a los muertos Quizás así os dejéis amonestar
- Português - El Hayek : Ele é Quem envia os ventos alvissareiros por Sua misericórdia portadores de densas nuvens que impulsiona até umacomarca árida e delas faz descer a água mediante a qual produzimos toda a classe de frutos Do mesmo modo ressuscitamosos mortos para que mediteis
- Россию - Кулиев : Он - Тот Кто направляет ветры добрыми вестниками Своей милости Когда же они приносят тяжелые облака Мы пригоняем их к мертвой земле проливаем воду и посредством этого взращиваем всевозможные плоды Таким же образом Мы воскрешаем мертвых Быть может вы помяните назидание
- Кулиев -ас-Саади : وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ ۖ حَتَّىٰ إِذَا أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَالًا سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَّيِّتٍ فَأَنزَلْنَا بِهِ الْمَاءَ فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ ۚ كَذَٰلِكَ نُخْرِجُ الْمَوْتَىٰ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ
Он - Тот, Кто направляет ветры добрыми вестниками Своей милости. Когда же они приносят тяжелые облака, Мы пригоняем их к мертвой земле, проливаем воду и посредством этого взращиваем всевозможные плоды. Таким же образом Мы воскрешаем мертвых. Быть может, вы помяните назидание.Всевышний сообщил об одном из проявлений Своего могущества и милосердия. Он сделал ветры добрыми вестниками Своей милости, поскольку они предвозвещают скорое выпадение дождя. По Его воле ветры гонят облака, и люди начинают радоваться Его милости еще до выпадения дождя. Одни ветры собирают облака, другие гонят их, а третьи превращают их в дождевые тучи. Когда же они оказываются над иссохшей землей, на которой почти не осталось живых тварей, обитатели которой уже готовы отчаяться в милости своего Господа, Он проливает на эту мертвую землю обильный дождь. При этом Он посылает ветры, которые с Его дозволения опустошают облака и разрывают их на клочья. Благодаря дождю на земле вырастают всевозможные плоды и фрукты, и люди получают возможность порадоваться милости Аллаха и насладиться Его щедротами. Он взращивает растения и оживляет ими иссохшую землю, и таким же образом Он воскресит покойников из могил после того, как их тела разложились и превратились в прах. Это - ясное доказательство истинности воскрешения, поскольку между упомянутыми двумя событиями нет большой разницы. И если человек считает воскрешение невероятным, будучи свидетелем того, как оживает мертвая земля, то он - всего лишь упорствующий упрямец, отрицающий очевидные факты. Поведав об этом, Всевышний Аллах призвал людей задумываться и размышлять над Его милостями, делать полезные выводы из происходящего вокруг и не относиться ко всему происходящему беспечно.
- Turkish - Diyanet Isleri : Rahmetinin önünde müjdeci olarak rüzgarları gönderen Allah'tır Rüzgarlar yağmur yüklü bulutları taşıdığında onu ölü bir memlekete gönderir su indirir ve onunla her türlü ürünü yetiştiririz; ölüleri de bunun gibi diriltip çıkarırız; belki bundan ibret alırsınız
- Italiano - Piccardo : Egli è Colui Che invia i venti annunciatori e precursori della Sua misericordia Quando poi recano una nuvola pesante la dirigiamo verso una terra morta e ne facciamo discendere l'acqua con la quale suscitiamo ogni tipo di frutti Così resusciteremo i morti Forse rifletterete [in proposito]
- كوردى - برهان محمد أمين : ههر ئهو خوایهیه که بای شهماڵ ههڵگری ههڵمی ئاو دهنێرێت لهکاتێکدا مژدهیه بۆ خهڵک لهنێوان دوودهستی ڕهحمهتی پهروهردگاردا ههتا وای لێدێت که ئهو بایه ههوری سهنگین ههڵدهگرێت ئهوسا دهینێرین بۆ ناوچهو وڵاتێکی مردوو جا بههۆی ئهو ئاوهوه ههرچی بهروبوومه دهری دههێنین جا ههر ئابهو شێوهیه مردووانیش لهناخی زهوی دهردههێنین و زیندوو دهکهینهوه بۆ ئهوهی یاداوهری وهربگرن
- اردو - جالندربرى : اور وہی تو ہے جو اپنی رحمت یعنی مینھ سے پہلے ہواوں کو خوشخبری بنا کر بھیجتا ہے۔ یہاں تک کہ جب وہ بھاری بھاری بادلوں کو اٹھا لاتی ہے تو ہم اس کو ایک مری ہوئی بستی کی طرف ہانک دیتے ہیں۔ پھر بادل سے مینھ برساتے ہیں۔ پھر مینھ سے ہر طرح کے پھل پیدا کرتے ہیں۔ اسی طرح ہم مردوں کو زمین سے زندہ کرکے باہر نکال لیں گے۔ یہ ایات اس لیے بیان کی جاتی ہیں تاکہ تم نصیحت پکڑو
- Bosanski - Korkut : On je Taj koji šalje vjetrove kao radosnu vijest milosti Svoje; a kad oni pokrenu teške oblake Mi ih prema mrtvom predjelu potjeramo pa na njega kišu spustimo i učinimo da uz njenu pomoć rastu plodovi svakovrsni; isto ćemo tako mrtve oživiti opametite se
- Swedish - Bernström : Och det är Han som sänder ut vindarna som varslar om Hans nåd; det regndigra moln de driver fram låter Vi komma in över dött land och så faller regnet med vilket Vi frambringar [växter som bär] frukt av många slag Så skall Vi låta de döda stiga fram [till nytt liv] kanske skall ni ägna eftertanke åt [detta]
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Dan Dialah yang meniupkan angin sebagai pembawa berita gembira sebelum kedatangan rahmatNya hujan; hingga apabila angin itu telah membawa awan mendung Kami halau ke suatu daerah yang tandus lalu Kami turunkan hujan di daerah itu maka Kami keluarkan dengan sebab hujan itu pelbagai macam buahbuahan Seperti itulah Kami membangkitkan orangorang yang telah mati mudahmudahan kamu mengambil pelajaran
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ ۖ حَتَّىٰ إِذَا أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَالًا سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَّيِّتٍ فَأَنزَلْنَا بِهِ الْمَاءَ فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ ۚ كَذَٰلِكَ نُخْرِجُ الْمَوْتَىٰ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ
(Dan Dialah yang meniupkan angin sebagai pembawa berita gembira sebelum kedatangan rahmat-Nya) yakni terpencar-pencar sebelum datangnya hujan. Menurut suatu qiraat dibaca dengan takhfif, yaitu syin disukunkan; dan menurut qiraat lainnya dengan disukunkan syinnya kemudian memakai nun yang difatahkan sebagai mashdar. Menurut qiraat lainnya lagi dengan disukunkan syinnya kemudian didamahkan huruf sebelumnya sebagai pengganti dari nun, yakni mubsyiran. Bentuk tunggal (dari yang pertama ialah nusyuurun seperti lafal rasuulun, sedangkan bentuk tunggal yang kedua ialah basyiirun (sehingga apabila angin itu membawa) maksudnya meniupkan (mendung yang tebal) yaitu hujan (Kami halau mendung itu) mega yang mengandung air hujan itu. Di dalam lafal ini terkandung makna iltifat `anil ghaibiyyah (ke suatu daerah yang tandus) daerah yang tidak ada tetumbuhannya guna menyuburkannya (lalu Kami turunkan di daerah itu) di kawasan tersebut (hujan, maka Kami keluarkan dengan sebab hujan itu berbagai macam buah-buahan. Seperti itulah) cara pengeluaran itulah (Kami membangkitkan orang-orang yang telah mati) dari kuburan mereka dengan menghidupkan mereka kembali (mudah-mudahan kamu mengambil pelajaran) kemudian kamu mau beriman.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : তিনিই বৃষ্টির পূর্বে সুসংবাদবাহী বায়ু পাঠিয়ে দেন। এমনকি যখন বায়ুরাশি পানিপূর্ন মেঘমালা বয়ে আনে তখন আমি এ মেঘমালাকে একটি মৃত শহরের দিকে হঁ্যাকিয়ে দেই। অতঃপর এ মেঘ থেকে বৃষ্টি ধারা বর্ষণ করি। অতঃপর পানি দ্বারা সব রকমের ফল উৎপন্ন করি। এমনি ভাবে মৃতদেরকে বের করবযাতে তোমরা চিন্তা কর।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : அவன் தான் தன்னுடைய அருள் மாரிக்கு முன் நற்செய்தியாக குளிர்ந்த காற்றுகளை அனுப்பிவைக்கிறான் அவை கனத்த மேகங்களைச் சுமக்கலானதும் நாம் அவற்றை இறந்து கிடக்கும் வரண்ட பூமியின் பக்கம் ஓட்டிச் சென்று அதிலிருந்து மழையைப் பொழியச் செய்கின்றோம்; பின்னர் அதைக் கொண்டு எல்லாவிதமான கனிவகை விளைச்சல்களையும் வெளிப்படுத்துகின்றோம் இவ்வாறே நாம் இறந்தவர்களையும் எழுப்புவோம் எனவே இவற்றை யெல்லாம் சிந்தித்து நீங்கள் நல்லுணர்வு பெறுவீர்களாக
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : “และพระองค์นั้นคือผู้ที่ทรงส่งลงมาเป็นข่าวดีเบื้องหน้าความเอ็นดูเมตตา ของพระองค์จนกระทั่งเมื่อมันได้แบกเมฆ อันหนักอึ้งไว้ เราก็นำมันไปสู่ เมืองที่แห้งแล้ง แล้วเราก็ให้น้ำหลั่งลงที่เมืองนั้น แล้วเราได้ให้ผลไม้ทุกชนิดออกมาด้วยน้ำนั้น ในทำนองนั้นแหละเราจะให้บรรดาผู้ที่ตายแล้วออกมา หวังว่าพวกเจ้าจะได้รำลึก”
- Uzbek - Мухаммад Содик : У Ўз раҳматидан олдин шамолларни хушхабар қилиб юборадиган Зотдир Қачонки улар оғир булутларни кўтариб келтиргач у ила ўлик юртни суғорамиз Ундан сув тушириб ўша ила турли мевалар чиқарамиз Ўликларни ҳам шундай қилиб чиқарамиз Шоядки эсласангизлар
- 中国语文 - Ma Jian : 他使风在他的慈恩之前作报喜者,直到它载了沉重的乌云,我就把云赶到一个已死的地方去,于是,从云中降下雨水,于是借雨水而造出各种果实我这样使死的复活以便你们觉悟。
- Melayu - Basmeih : Dan Dia lah Allah yang menghantarkan angin sebagai pembawa berita yang mengembirakan sebelum kedatangan rahmatnya iaitu hujan hingga apabila angin itu membawa awan mendung Kami halakan dia ke negeri yang mati ke daerah yang kering kontang lalu Kami turunkan hujan dengan awan itu kemudian Kami keluarkan dengan air hujan itu berbagaibagai jenis buahbuahan Demikianlah pula Kami mengeluarkan menghidupkan semula orangorang yang telah mati supaya kamu beringat mengambil pelajaran daripadanya
- Somali - Abduh : Eebe waa kan u dira Dabaysha Bishaaro Naxariistiisa Roobka Hortiisa markay Xambaarto Daruur Culusna waxaan u Kaxaynaa Dhul Dhintay Abaar waxaana ku Dejinaa Shubnaa Biyaha waxaana ku soo Bixinaa wixii Dhintay inaad Xussusataan
- Hausa - Gumi : Kuma Shĩ ne wanda Yake aika iskõki sunã bishãra gaba ga rahamarSa har idan sun ɗauki gizãgizai mãsu nauyi sai Mu kõra su ga wani gari matacce sa'an nan Mu saukar da ruwa gare shi sa'an nan Mu fitar game da shi daga dukkan 'ya'yan itĩce Kamar wancan ne Muke fitar da matattu; tsammãninku kunã tunãni
- Swahili - Al-Barwani : Na Yeye ndiye anaye peleka pepo za kuvuma kuwa ni bishara kabla ya kufika rehema yake Hata hizo pepo zinapo beba mawingu mazito tunayachunga mpaka kwenye nchi iliyo kufa Kisha tunateremsha kwayo maji ndio kama hivyo tukatolesha kila aina ya matunda Basi hali kadhaalika tunavyo wafufua wafu ili mpate kukumbuka
- Shqiptar - Efendi Nahi : Ai i dërgon erërat si lajme të gëzuara para mëshirës së Tij; e kur erërat lëvizin retë e rënda me shi Na i çojmë ato kah vendi i vdekur e lëshojmë shi në të dhe nxjerrim llojlloj frutash; po kështu do t’i ngjallim të vdekurit për të menduar ju
- فارسى - آیتی : و اوست كه پيشاپيش رحمت خود بادها را به بشارت مىفرستد. چون بادها ابرهاى گرانبار را بردارند، ما آن را به سرزمينهاى مرده روان سازيم و از آن باران مىفرستيم و به باران هر گونه ثمرهاى را مىرويانيم. مردگان را نيز اينچنين زنده مىگردانيم شايد پند گيريد.
- tajeki - Оятӣ : Ва Ӯст, ки пешопеши раҳмати худ бодҳоро хушхабар мефирстад. Чун бодҳо абрҳои гаронборро бардоранд, Мо онро ба сарзаминҳои мурда равон созем ва аз он борон мефиристем ва ба борон ҳар гуна меваҳоеро мерӯёнем. Мурдагонро низ инчунин зинда мегардонем, шояд панд гиред!
- Uyghur - محمد صالح : اﷲ نىڭ رەھمىتى (يەنى يامغۇر) مەيدانغا كېلىش ئالدىدا، اﷲ بېشارەتچى قىلىپ شاماللارنى ئەۋەتىدۇ، شاماللار ئېغىر بۇلۇتلارنى كۆتۈرگەن چاغدا، ئۇلارنى ئۆلۈك (يەنى قاغجىراپ كەتكەن گىياھسىز) جايلارغا سۈرىمىز، ئۇنىڭدىن يامغۇر ياغدۇرۇپ تۈرلۈك - تۈرلۈك مېۋىلەرنى چىقىرىمىز، ئىبرەت ئېلىشىڭلار ئۈچۈن (زېمىندىن مېۋىلەرنى چىقارغاندەك، قىيامەتتە) ئۆلۈكلەرنى قەبرىلىرىدىن چىقىرىمىز
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : തന്റെ അനുഗ്രഹത്തിന്റെ മുന്നോടിയായി സുവാര്ത്ത അറിയിക്കുന്ന കാറ്റുകളയക്കുന്നതും അവന് തന്നെ. അങ്ങനെ കാറ്റ് കനത്ത കാര്മേഘത്തെ വഹിച്ചുകഴിഞ്ഞാല് നാം ആ കാറ്റിനെ ഉണര്വറ്റുകിടക്കുന്ന ഏതെങ്കിലും നാട്ടിലേക്ക് നയിക്കുന്നു. അങ്ങനെ അതുവഴി നാം അവിടെ മഴ പെയ്യിക്കുന്നു. അതിലൂടെ എല്ലായിനം പഴങ്ങളും ഉല്പാദിപ്പിക്കുന്നു. അവ്വിധം നാം മരിച്ചവരെ ഉയിര്ത്തെഴുന്നേല്പിക്കും. നിങ്ങള് കാര്യബോധമുള്ളവരായേക്കാം.
- عربى - التفسير الميسر : والله تعالى هو الذي يرسل الرياح الطيبه اللينه مبشرات بالغيث الذي تثيره باذن الله فيستبشر الخلق برحمه الله حتى اذا حملت الريح السحاب المحمل بالمطر ساقه الله بها لاحياء بلد قد اجدبت ارضه ويبست اشجاره وزرعه فانزل الله به المطر فاخرج به الكلا والاشجار والزروع فعادت اشجاره محمله بانواع الثمرات كما نحيي هذا البلد الميت بالمطر نخرج الموتى من قبورهم احياء بعد فنائهم لتتعظوا فتستدلوا على توحيد الله وقدرته على البعث