- عربي - نصوص الآيات عثماني : وَٱلْبَلَدُ ٱلطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُۥ بِإِذْنِ رَبِّهِۦ ۖ وَٱلَّذِى خَبُثَ لَا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِدًا ۚ كَذَٰلِكَ نُصَرِّفُ ٱلْءَايَٰتِ لِقَوْمٍۢ يَشْكُرُونَ
- عربى - نصوص الآيات : والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه ۖ والذي خبث لا يخرج إلا نكدا ۚ كذلك نصرف الآيات لقوم يشكرون
- عربى - التفسير الميسر : والأرض النقية إذا نزل عليها المطر تُخْرج نباتًا -بإذن الله ومشيئته- طيبًا ميسرًا، وكذلك المؤمن إذا نزلت عليه آيات الله انتفع بها، وأثمرت فيه حياة صالحة، أما الأرض السَّبِخة الرديئة فإنها لا تُخرج النبات إلا عسرًا رديئا لا نفع فيه، ولا تُخرج نباتًا طيبًا، وكذلك الكافر لا ينتفع بآيات الله. مثل ذلك التنويع البديع في البيان نُنوِّع الحجج والبراهين لإثبات الحق لأناس يشكرون نعم الله، ويطيعونه.
- السعدى : وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ ۖ وَالَّذِي خَبُثَ لَا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِدًا ۚ كَذَٰلِكَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَشْكُرُونَ
ثم ذكر تفاوت الأراضي، التي ينزل عليها المطر، فقال: { وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ } أي: طيب التربة والمادة، إذا نزل عليه مطر { يَخْرُجُ نَبَاتُهُ } الذي هو مستعد له { بِإِذْنِ رَبِّهِ } أي: بإرادة اللّه ومشيئته، فليست الأسباب مستقلة بوجود الأشياء، حتى يأذن اللّه بذلك. { وَالَّذِي خَبُثَ } من الأراضي { لَا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِدًا } أي: إلا نباتا خاسا لا نفع فيه ولا بركة. { كَذَلِكَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَشْكُرُونَ } أي: ننوعها ونبينها ونضرب فيها الأمثال ونسوقها لقوم يشكرون اللّه بالاعتراف بنعمه، والإقرار بها، وصرفها في مرضاة اللّه، فهم الذين ينتفعون بما فصل اللّه في كتابه من الأحكام والمطالب الإلهية، لأنهم يرونها من أكبر النعم الواصلة إليهم من ربهم، فيتلقونها مفتقرين إليها فرحين بها، فيتدبرونها ويتأملونها، فيبين لهم من معانيها بحسب استعدادهم، وهذا مثال للقلوب حين ينزل عليها الوحي الذي هو مادة الحياة، كما أن الغيث مادة الحيا، فإن القلوب الطيبة حين يجيئها الوحي، تقبله وتعلمه وتنبت بحسب طيب أصلها، وحسن عنصرها. وأما القلوب الخبيثة التي لا خير فيها، فإذا جاءها الوحي لم يجد محلا قابلا، بل يجدها غافلة معرضة، أو معارضة، فيكون كالمطر الذي يمر على السباخ والرمال والصخور، فلا يؤثر فيها شيئا، وهذا كقوله تعالى: { أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَدًا رَابِيًا } الآيات.
- الوسيط لطنطاوي : وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ ۖ وَالَّذِي خَبُثَ لَا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِدًا ۚ كَذَٰلِكَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَشْكُرُونَ
وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَباتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِداً.
أصل النكد: العسر القليل الذي لا يخرج إلا بعناء ومشقة. يقال: نكد عيشه ينكد، اشتد وعسر. ونكدت البئر: قل ماؤها، ومنه: رجل نكد، ونكد وأنكد، شؤم عسر. وهم أنكاد ومناكيد.
وقال في اللسان: والنكد: قلة العطاء، قال الشاعر:
لا تنجز الوعد إن وعدت وإن ... أعطيت، أعطيت تافها نكدا
أى: عطاء قليلا لا جدوى منه.
والمعنى: أن الأرض الكريمة التربة يخرج نباتها وافيا حسنا غزير النفع بمشيئة الله وتيسيره، والذي خبث من الأرض كالسبخة منها لا يخرج نباته إلا قليلا عديم الفائدة.
فالأول: مثل ضربه الله للمؤمن يقول: هو طيب وعمله طيب.
والثاني: مثل للكافر، يقول: هو خبيث وعمله خبيث، وفيهما بيان أن القرآن يثمر في القلوب التي تشبه الأرض الطيبة التربة، ولا يثمر في القلوب التي تشبه الأرض الرديئة السبخة.
ونكدا منصوب على أنه حال أو على أنه نعت لمصدر محذوف والتقدير: والذي خبث لا يخرج إلا خروجا نكدا.
قال صاحب الكشاف: «وهذا مثل لمن ينجح فيه الوعظ والتذكير من المكلفين، ولمن لا يؤثر فيه شيء من ذلك. وعن مجاهد: آدم وذريته منهم خبيث وطيب. وعن قتادة: المؤمن سمع كتاب الله فوعاه بعقله وانتفع به، كالأرض الطيبة أصابها الغيث فأنبتت. والكافر بخلاف ذلك. وهذا التمثيل واقع على أثر ذكر المطر. وإنزاله بالبلد الميت، وإخراج الثمرات به على طريق الاستطراد» .
وقريب من معنى الآية الكريمة ما رواه الشيخان عن أبى موسى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل الغيث الكثير أصاب أرضا، فكانت منها نقية قبلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثير، وكانت منها أجادب أمسكت الماء فنفع الله بها الناس فشربوا وسقوا وزرعوا، وأصاب منها طائفة أخرى إنما هي قيعان لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ، فذلك مثل من فقه في دين الله ونفعه ما بعثني الله به فعلم وعلم، ومثل من لم يرفع بذلك رأسا ولم يقبل هدى الله الذي أرسلت به» .
وقوله: كَذلِكَ نُصَرِّفُ الْآياتِ لِقَوْمٍ يَشْكُرُونَ أصل التصريف: تبديل حال بحال ومنه تصريف الرياح. والآيات: الدلائل الدالة على قدرة الله.
أى: مثل ذلك التصريف البديع والتنويع الحكيم نصرف الآيات الدالة على علمنا وحكمتنا ورحمتنا بالإتيان بها على أنواع جلية واضحة لقوم يشكرون نعمنا، باستعمالها فيما خلقت له، فيستحقون مزيدنا منها وإثابتنا عليها.
وعبر هنا بالشكر لأن هذه الآية موضوعها الاهتداء بالعلم والعمل والإرشاد، بينما عبر في الآية السابقة عليها بالتذكر لأن موضوعها يتعلق بالاعتبار والاستدلال على قدرة الله- تعالى- في إحياء الموتى.
وإلى هنا تكون السورة الكريمة قد حدثتنا- من بين ما حدثتنا- عن عظمة القرآن الكريم وعن وجوب اتباعه، وعن قصة آدم وما فيها من عبر وعظات، وعما أحله الله وحرمه، وعما يدور بين أهل النار من مجادلات واتهامات، وعن العاقبة الطيبة التي أعدها الله للصالحين من عباده، وعن المحاورات التي تدور بينهم وبين أهل النار، ثم عن مظاهر قدرة الله، وأدلة وحدانيته.
وبعد كل ذلك تبدأ السورة جولة جديدة مع الأمم الخالية، والقرى المهلكة التي جاء ذكرها في مطلعها.
وَكَمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها فَجاءَها بَأْسُنا بَياتاً أَوْ هُمْ قائِلُونَ.
فتحدثنا السورة الكريمة عن مصارع قوم نوح، وقوم هود، وقوم صالح، وقوم لوط، وقوم شعيب، ثم حديثا مستفيضا عن قصة موسى مع فرعون ومع بنى إسرائيل.
وقد تكلم الإمام الرازي عن فوائد مجيء قصص هؤلاء الأنبياء مع أقوامهم في هذه السورة بعد أن تحدثت عن أدلة توحيده وربوبيته- سبحانه- فقال: اعلم أنه- تعالى- لما ذكر في تقرير المبدأ والمعاد دلائل ظاهرة، وبينات قاهرة، وبراهين باهرة أتبعها بذكر قصص الأنبياء وفيه فوائد:
أحدها: التنبيه على أن إعراض الناس عن قبول هذه الدلائل والبينات. ليس من خواص قوم النبي صلى الله عليه وسلم بل هذه العادة المذمومة كانت حاصلة في جميع الأمم السالفة، والمصيبة إذا عمت خفت، فكان ذكر قصصهم، وحكاية إصرارهم وعنادهم، يفيد تسلية للنبي صلى الله عليه وسلم وتخفيف ذلك على قلبه.
ثانيها: أنه- تعالى- يحكى في هذه القصص أن عاقبة أمر أولئك المنكرين كان إلى اللعن في الدنيا، والخسارة في الآخرة، وعاقبة أمر المحقين إلى الدولة في الدنيا، والسعادة في الآخرة، وذلك يقوى قلوب المحقين، ويكسر قلوب المبطلين.
وثالثها: التنبيه على أنه- تعالى- وإن كان يمهل هؤلاء المبطلين، ولكنه لا يمهلهم، بل ينتقم منهم على أكمل الوجوه.
ورابعها: بيان أن هذه القصص دالة على نبوة محمد صلى الله عليه وسلم لأنه كان أميّا. وما طالع كتابا ولا تتلمذ على أستاذ. فإذا ذكر هذه القصص على هذا الوجه من غير تحريف ولا خطأ دل ذلك على أنه إنما عرفها بالوحي من الله- تعالى-» .
والآن فلنستمع بتدبر واعتبار إلى السورة الكريمة وهي تحدثنا عن قصة نوح مع قومه فتقول:
- البغوى : وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ ۖ وَالَّذِي خَبُثَ لَا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِدًا ۚ كَذَٰلِكَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَشْكُرُونَ
قوله - عز وجل - : ( والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه ) هذا مثل ضربه الله - عز وجل - للمؤمن والكافر فمثل المؤمن مثل البلد الطيب ، يصيبه المطر فيخرج نباته بإذن ربه ، ( والذي خبث ) يريد الأرض السبخة التي ( لا يخرج ) نباتها ، ( إلا نكدا ) قرأ أبو جعفر بفتح الكاف ، وقرأ الآخرون بكسرها ، أي : عسرا قليلا بعناء ومشقة .
فالأول : مثل المؤمن الذي إذا سمع القرآن وعاه وعقله وانتفع به ، والثاني : مثل الكافر الذي يسمع القرآن فلا يؤثر فيه ، كالبلد الخبيث الذي لا يتبين أثر المطر فيه ( كذلك نصرف الآيات ) نبينها ، ( لقوم يشكرون )
أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي أنبأنا أحمد بن عبد الله النعيمي أنبأنا محمد بن يوسف حدثنا محمد بن إسماعيل حدثنا محمد بن العلاء حدثنا حماد بن أسامة عن يزيد بن عبد الله عن أبي بردة عن أبي موسى رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل الغيث الكثير أصاب أرضا فكانت منها طائفة طيبة قبلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثير ، وكانت منها أجادب أمسكت الماء فنفع الله بها الناس فشربوا وسقوا وزرعوا ، وأصاب منها طائفة أخرى إنما هي قيعان لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ فذلك مثل من فقه في دين الله ونفعه ما بعثني الله به فعلم وعلم ، ومثل من لم يرفع بذلك رأسا ولم يقبل هدى الله الذي أرسلت به " .
- ابن كثير : وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ ۖ وَالَّذِي خَبُثَ لَا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِدًا ۚ كَذَٰلِكَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَشْكُرُونَ
وقوله : ( والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه ) أي : والأرض الطيبة يخرج نباتها سريعا حسنا ، كما قال : ( فتقبلها ربها بقبول حسن وأنبتها نباتا حسنا ) [ آل عمران : 37 ] .
( والذي خبث لا يخرج إلا نكدا ) قال مجاهد وغيره : كالسباخ ونحوها .
وقال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس في الآية : هذا مثل ضربه الله للمؤمن والكافر .
وقال البخاري : حدثنا محمد بن العلاء ، حدثنا حماد بن أسامة عن بريد بن عبد الله ، عن أبي بردة ، عن أبي موسى ، رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم ، كمثل الغيث الكثير أصاب أرضا ، فكانت منها نقية قبلت الماء ، فأنبتت الكلأ والعشب الكثير . وكانت منها أجادب أمسكت الماء ، فنفع الله بها الناس ، فشربوا وسقوا وزرعوا . وأصاب منها طائفة أخرى ، إنما هي قيعان لا تمسك ماء ولا تنبت فذلك مثل من فقه في دين الله ونفعه ما بعثني الله به ، فعلم وعلم ، ومثل من لم يرفع بذلك رأسا . ولم يقبل هدى الله الذي أرسلت به " .
رواه مسلم والنسائي من طرق ، عن أبي أسامة حماد بن أسامة ، به
- القرطبى : وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ ۖ وَالَّذِي خَبُثَ لَا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِدًا ۚ كَذَٰلِكَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَشْكُرُونَ
قوله تعالى والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه والذي خبث لا يخرج إلا نكدا كذلك نصرف الآيات لقوم يشكرون
قوله تعالى والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه والذي خبث لا يخرج إلا نكدا أي التربة الطيبة . والخبيث الذي في تربته حجارة أو شوك ; عن الحسن . وقيل : معناه التشبيه ، شبه تعالى السريع الفهم بالبلد الطيب ، والبليد بالذي خبث ; عن النحاس . وقيل : هذا مثل للقلوب ; فقلب يقبل الوعظ والذكرى ، وقلب فاسق ينبو عن ذلك ; قاله الحسن أيضا . وقال قتادة : مثل للمؤمن يعمل محتسبا متطوعا ، والمنافق غير محتسب ; قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : والذي نفسي بيده لو يعلم أحدهم أنه يجد عظما سمينا أو مرماتين حسنتين لشهد العشاء .
نكدا نصب على الحال ، وهو العسر الممتنع من إعطاء الخير . وهذا تمثيل . قال مجاهد : يعني أن في بني آدم الطيب والخبيث . وقرأ طلحة ( إلا نكدا ) حذف الكسرة لثقلها . وقرأ ابن القعقاع ( نكدا ) بفتح الكاف ، فهو مصدر بمعنى ذا نكد . كما قال :
فإنما هي إقبال وإدبار
وقيل : نكدا بنصب الكاف وخفضها بمعنى ; كالدنف والدنف ، لغتان .
كذلك نصرف الآيات أي كما صرفنا من الآيات ، وهي الحجج والدلالات ، في إبطال الشرك ; كذلك نصرف الآيات في كل ما يحتاج إليه الناس .
لقوم يشكرون وخص الشاكرين لأنهم المنتفعون بذلك .
- الطبرى : وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ ۖ وَالَّذِي خَبُثَ لَا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِدًا ۚ كَذَٰلِكَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَشْكُرُونَ
القول في تأويل قوله : وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لا يَخْرُجُ إِلا نَكِدًا كَذَلِكَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَشْكُرُونَ (58)
قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: والبلدُ الطيبة تربته، العذبةُ مشاربه، يخرج نباته إذا أنـزل الله الغيث وأرسل عليه الحيا، بإذنه، طيبًا ثمرُه في حينه ووقته. والذي خَبُث فردؤت تربته، وملحت مشاربه، لا يخرج نباته إلا نكدًا =
= يقول: إلا عَسِرًا في شدة، كما قال الشاعر: (1)
لا تُنْجِــزُ الوعْـدَ, إِنْ وَعَـدْتَ, وإن
أَعْطَيْــتَ أَعْطَيْــتَ تَافِهًــا نَكِـدَا (2)
يعني بـ" التافه "، القليل، وبـ" النكد " العسر. يقال منه: " نكِد يَنْكَد نكَدًا، ونَكْدًا = فهو نَكَدٌ ونَكِدٌ"، والنُّكْد، المصدر. ومن أمثالهم: " نَكْدًا وجحدًا "،" ونُكدًا وجُحْدا ". و " الجحد "، الشدة والضيق. ويقال: " إذا شُفِه وسئل: (3) قد نَكَدوه ينكَدُونه نَكْدًا "، كما قال الشاعر: (4)
وَأَعْـــطِ مَــا أَعْطَيْتَــهُ طَيِّبًــا
لا خَــيْرَ فِــي المَنْكُــودِ والنَّـاكِدِ (5)
* * *
واختلفت القرأة في قراءة ذلك.
فقرأه بعض أهل المدينة: ( إلا نَكَدًا ) ، بفتح الكاف.
* * *
وقرأه بعض الكوفيين بسكون الكاف: ( نَكْدًا ).
* * *
وخالفهما بعد سائر القرأة في الأمصار، فقرؤوه: ( إلا نَكِدًا )، بكسر الكاف.
* * *
كأن من قرأه: " نكَدًا " بنصب الكاف أراد المصدر.
وكأنّ من قرأه بسكون الكاف أراد كسرها، فسكنها على لغة من قال: " هذه فِخْذ وكِبْد "، وكان الذي يجب عليه إذا أراد ذلك أن يكسر " النون " من " نكد " حتى يكون قد أصاب القياس.
* * *
قال أبو جعفر: والصواب من القراءة في ذلك عندنا، قراءةُ من قرأهُ: ( نَكِدًا )، بفتح " النون " وكسر " الكاف "، لإجماع الحجة من قرأة الأمصار عليه.
* * *
وقوله: " كذلك نصرف الآيات لقوم يشكرون " ، يقول: كذلك: نُبين آية بعد آية، وندلي بحجة بعد حجة، ونضرب مثلا بعد مثل، (6) لقوم يشكرون الله على إنعامه عليهم بالهداية، وتبصيره إياهم سبيل أهل الضلالة، باتباعهم ما أمرَهم باتباعه، وتجنُّبهم ما أمرهم بتجنبه من سبل الضلالة. وهذا مثل ضرَبه الله للمؤمن والكافر، فالبلد الطيب الذي يخرج نباته بإذن ربه، مثل للمؤمن = والذي خَبُث فلا يخرج نباته إلا نكدًا، مثلٌ للكافر.
* * *
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
14786 - حدثني المثنى قال، حدثنا عبد الله بن صالح قال، حدثني معاوية بن صالح، عن علي، عن ابن عباس قوله: " والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه والذي خبث لا يخرج إلا نكدًا " ، فهذا مثل ضربه الله للمؤمن. يقول: هو طيب، وعمله طيب، كما البلد الطيب ثمره طيب. ثم ضرب مثلَ الكافر كالبلدة السَّبِخة المالحة التي يخرج منها النـز (7) فالكافر هو الخبيث، وعمله خبيث.
14787 - حدثني محمد بن عمرو قال، حدثنا أبو عاصم قال، حدثنا عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قول الله: " والبلد الطيب " ، و " الذي خبث " قال: كل ذلك من الأرض السِّباخ وغيرها، مثل آدم وذريته، فيهم طيب وخبيث.
14788 - حدثني المثنى قال، حدثنا أبو حذيفة قال، حدثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، بنحوه.
14789 - حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال، حدثنا محمد بن ثور، عن معمر، عن قتادة: " والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه والذي خبث لا يخرج إلا نكدًا " ، قال: هذا مثل ضربه الله في الكافر والمؤمن.
14790 - حدثني محمد بن الحسين قال، حدثني أحمد = يعني ابن المفضل = قال، حدثنا أسباط، عن السدي: " والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه والذي خبث " ، هي السبخة لا يخرج نباتها إلا نكدًا = و " النكد "، الشيء القليل الذي لا ينفع. فكذلك القلوب لما نـزل القرآن، فالقلب المؤمن لما دخله القرآن آمن به وثبت الإيمان فيه، والقلب الكافر لما دخله القرآن لم يتعلق منه بشيء ينفعه، ولم يثبت فيه من الإيمان شيء إلا ما لا ينفع، كما لم يُخْرِج هذا البلد إلا ما لا ينفع من النبات.
14791 - حدثني الحارث قال، حدثنا عبد العزيز قال، حدثنا أبو سعد، عن مجاهد: " والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه والذي خبث لا يخرج إلا نكدًا " ، قال: الطيب ينفعه المطر فينبت،" والذي خبث " السباخُ، لا ينفعه المطر، لا يخرج نباته إلا نكدًا. قال: هذا مثل ضربه الله لآدم وذريته كلهم، إنما خلقوا من نفس واحدة، فمنهم من آمن بالله وكتابه، فطابَ. ومنهم من كفر بالله وكتابه، فخَبُث.
---------------------
الهوامش :
(1) م أعرف قائله.
(2) مجاز القرآن لأبي عبيدة 1: 217 ولسان العرب (تفه).
(3) "شفه الرجل" (بالبناء للمجهول) ، إذا كثر سؤال الناس إياه فأعطى حتى نفد ما عنده فأفنى ماله."فهو مشفوه" ومثله"منكود ، ومثمود ، ومعروك ، ومعجوز ، ومصفوف ، ومكثور عليه". ويقال: "ماء مشفوه" ، كثير الشاربة ، وكذلك الماء والطعام.
(4) م أعرف قائله.
(5) اللسان (نكد) ، وقد ذكرت البيت آنفًا 1: 442 ، تعليق: 1
(6) انظر تفسير"التصريف" فيما سلف 3: 275 ، 276/ 11: 356 ، 433/ 12: 25
= وتفسير"الآية" فيما سلف من فهارس اللغة (أيي).
(7) في المطبوعة: "التي تخرج منها البركة" ، زاد"لا" ، وليست في المخطوطة اتباعًا لما في الدر 3: 93. وفي المخطوطة مثلها أنه كتب"النزله" غير المنقوطة. وهو غير مفهوم إذا قرئ: "تخرج منها البركة". وصفة الأرض"السبخة" أنها أرض ذات ملح ونز ، وهو الماء تتحلب عنه الأرض ، فيصير مناقع. ومن أجل ذلك صار راجحًا عندي أن ما أثبته هو الصواب ، وأن ما في المخطوطة من فعل الناسخ.
- ابن عاشور : وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ ۖ وَالَّذِي خَبُثَ لَا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِدًا ۚ كَذَٰلِكَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَشْكُرُونَ
جملة معترضة بين جملة : { كذلك نخرج الموتى } [ الأعراف : 57 ] وبين جملة : { لقد أرسلنا نوحاً } [ الأعراف : 59 ] تتضمّن تفصيلاً لمضمون جملة : { فأخرجنا به من كل الثمرات } [ الأعراف : 57 ] إذ قد بيّن فيها اختلاف حال البلد الذي يصيبه ماء السّحاب ، دعا إلى هذا التّفصيل أنّه لما مُثِّل إخراج ثمرات الأرض بإخراج المَوتى منها يوم البعث تذكيراً بذلك للمؤمنين ، وإبطالاً لإحالة البعث عند المشركين ، مُثل هنا باختلاف حال إخراج النّبات من الأرض اختلافُ حال النّاس الأحياءِ في الانتفاع برحمة هُدى الله ، فموقع قوله : { والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه } كموقع قوله : { كذلك نخرج الموتى } [ الأعراف : 57 ] ولذلك ذُيل هذا بقوله : { كذلك نصرف الأيات لقوم يشكرون } كما ذيل ما قبله بقوله : { كذلك نخرج الموتى لعلكم تذكرون } [ الأعراف : 57 ].
والمعنى : كذلك نخرج الموتى وكذلك ينتفع برحمة الهَدْي من خُلقت فطرته طيّبة قابلة للهُدى كالبلد الطّيّب ينتفع بالمطر ، ويحرم من الانتفاع بالهدى من خلقت فطرته خبيثة كالأرض الخبيثة لا تنتفع بالمطر فلا تنبت نباتاً نافعاً ، فالمقصود من هذه الآية التّمثيل ، وليسَ المقصود مجرّد تفصيل أحوال الأرض بعد نزول المطر ، لأنّ الغرض المسوق له الكلام يجمع أمرين : العبرةَ بصنع الله ، والموعظَة بما يماثل أحواله . فالمعنى : كما أنّ البلد الطّيّب يَخرج نباته سريعاً بَهِجاً عند نزول المطر ، والبلد الخبيثَ لا يكاد ينبت فإن أنبت أخرج نبْتاً خبيثاً لا خير فيه .
والطيب وصف على وزن فَيْعِل وهي صيغة تدلّ على قوّة الوصف في الموصوف مثل : قيّم ، وهو المتّصف بالطِّيببِ ، وقد تقدّم تفسير الطيب عند قوله تعالى : { قل أحلّ لكم الطّيّباتُ } في سورة المائدة ( 4 ) ، وعند قوله : { يأيّها النّاس كلوا ممّا في الأرض حلالاً طيِّباً } في سورة البقرة ( 168 ).
والبلد الطّيب الأرضُ الموصوفة بالطِّيببِ ، وطيبها زكاء تربتها وملاءمتها لإخراج النّبات الصّالح وللزّرع والغرس النّافع وهي الأرض النّقيّه .
والذي خبث ضدّ الطَّيب .
وقوله : { بإذن ربه } في موضع الحال من { نباته } والإذن : الأمر ، والمراد به أمر العناية به كقوله : { لِمَا خلقتُ بيَدَيّ } [ ص : 75 ] ليدلّ على تشريف ذلك النّبات ، فهو في معنى الوصف بالزّكاء ، والمعنى : البلد الطَّيب يخرج نباته طيّباً زكياً مثلَه ، وقد أشار إلى طيب نباته بأنّ خروجه بإذن ربّه ، فأريد بهذا الإذن إذنٌ خاص هو إذن عناية وتكريم ، وليس المراد إذن التّقدير والتّكوين فإنّ ذلك إذن معروف لا يتعلّق الغرض ببَيانه في مثل هذا المقام .
{ والذي خبث } حملهُ جميع المفسّرين على أنّه وصف للبلد ، أي البلد الذي خبث وهو مقابل البلد الطّيب ، وفسّروه بالأرض التي لا تنبت إلاّ نباتاً لا ينفع ، ولا يسرع إنباتها ، مثل السّباخ ، وحملوا ضمير يَخْرج على أنّه عائد للنّبات ، وجعلوا تقدير الكلام : والذي خبث لا ( يخرج ) نباتُه إلاّ نَكِداً ، فحُذف المضاف في التّقدير ، وهو نبات ، وأقيم المضاف إليه مقامه ، وهو ضمير البلد الذي خبث ، المستترُ في فعل يخرج .
والذي يظهر لي : أن يكون { الذي } صادقاً على نبات الأرض ، والمعنى : والنّبت الذي خبث لا يخرج إلاّ نَكِداً ، ويكون في الكلام احتباك إذ لم يذكر وصف الطّيب بعد نبات البلد الطّيب ، ولم تذكر الأرض الخبيثة قبل ذكر النّبات الخبيث ، لدلالة كِلا الضدّين على الآخر . والتّقدير : والبلد الطّيب يخرج نباته طيّباً بإذْن ربّه ، والنّبات الذي خبث يخرج نكداً من البلد الخبيث ، وهذا صنع دقيق لا يهمل في الكلام البليغ .
وقرأ الجميع { لا يَخْرُج } بفتح التّحتيّة وضمّ الراء إلاّ ابنَ وردان عن أبي جعفر قرأ بضمّ التّحتيّة وكسر الرّاء على خلاف المشهور عنه ، وقيل إنّ نسبة هذا لابن وردان توهم .
والنّكد وصف من النكَد بفتح الكاف وهو مصدر نَكِدَ الشّيءُ إذا كان غير صالح يَجُرّ على مستعمله شراً . وقرأ أبو جعفر { إلا نكداً } ، بفتح الكاف .
وفي تفصيل معنى الآية جاء الحديث الصّحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنّه قال : « مثَلُ ما بَعثني الله به من الهُدى والعلم كمثل الغيث الكثير أصاب أرضاً فكان منها نَقِيَّةٌ قبِلَتْ الماءَ فأنبتت الكلأ والعُشْب الكثيرَ ، وكانت منها أجَادِبُ أمسكت الماء فنفع بها الله النّاسَ فشربوا وسَقَوا وزرعوا ، وأصاب طائفة أخرى إنّما هي قِيعَانٌ لا تُمْسك ماء ولا تنبتُ كَلأ فذلك مثَل مَن فَقُه في دين الله ونفعه ما بعثني اللَّهُ به فَعَلِمَ وَعَلَّمَ ، ومَثَل من لم يَرْفَعْ لِذلك رأساً ولم يَقْبَل هُدَى اللَّهِ الذي أُرْسِلْتُ به » . والإشارة بقوله : { كذلك نصرف الأيات } إلى تفنّن الاستدلال بالدّلائل الدّالة على عظيم القدرة المقتضية الوحدانيّة ، والدّالة أيضاً على وقوع البعث بعد الموت ، والدّالة على اختلاف قابليّة النّاس للهدى والانتفاع به بالاستدلال الواضححِ البيّن المقِرّب في جميع ذلك ، فذلك تصريف أي تنويع وتفنين للآيات أي الدّلائل .
والمراد بالقوم الذين يشكرون : المؤمنون : تنبيهاً على أنّهم مورد التّمثيل بالبلد الطّيب ، وأنّ غيرهم مورد التّمثيل بالبلد الخبيث ، وهذا كقوله تعالى : { وتلك الأمثال نضربها للنّاس وما يعقلها إلاّ العالِمُون } [ العنكبوت : 43 ].
- إعراب القرآن : وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ ۖ وَالَّذِي خَبُثَ لَا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِدًا ۚ كَذَٰلِكَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَشْكُرُونَ
«وَالْبَلَدُ» مبتدأ. «الطَّيِّبُ» صفة. «يَخْرُجُ نَباتُهُ» فعل مضارع وفاعل والجملة في محل رفع خبر المبتدأ.
«بِإِذْنِ» متعلقان بمحذوف صفة لمفعول به محذوف يخرج طيبا بإذن اللّه. «رَبِّهِ» مضاف إليه. والجملة الاسمية والبلد ... مستأنفة. «وَالَّذِي» اسم موصول مبتدأ وجملة «لا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِداً» خبره وجملة «خَبُثَ» صلة الموصول لا محل لها. «إِلَّا» أداة حصر «نَكِداً» حال. «كَذلِكَ نُصَرِّفُ الْآياتِ» تقدم إعرابها وجملة «يَشْكُرُونَ» في محل جر صفة لقوم. والجار والمجرور لقوم متعلقان بنصرّف.
- English - Sahih International : And the good land - its vegetation emerges by permission of its Lord; but that which is bad - nothing emerges except sparsely with difficulty Thus do We diversify the signs for a people who are grateful
- English - Tafheem -Maududi : وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ ۖ وَالَّذِي خَبُثَ لَا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِدًا ۚ كَذَٰلِكَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَشْكُرُونَ(7:58) As for the good land, vegetation comes forth in abundance by the command of its Lord, whereas from the bad land, only poor vegetation comes forth. *46 Thus do We expound Our signs in diverse ways for a people who are grateful.
- Français - Hamidullah : Le bon pays sa végétation pousse avec la grâce de son Seigneur; quant au mauvais pays sa végétation ne sort qu'insuffisamment et difficilement Ainsi déployons-Nous les enseignements pour des gens reconnaissants
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Und aus dem guten Land kommt sein Pflanzenwuchs mit Allahs Erlaubnis hervor aus dem schlechten Land jedoch kommt nur Kümmerliches hervor So legen Wir die Zeichen verschiedenartig dar für Leute die dankbar sind
- Spanish - Cortes : La vegetación de un país bueno sale con la ayuda de su Señor mientras que de un país malo sale pero escasa Así explicamos los signos a gente que agradece
- Português - El Hayek : Da terra fértil brota a vegetação com o beneplácito do seu Senhor; da estéril porém nada brota senão escassamente Assim elucidamos os versículos para os agradecidos
- Россию - Кулиев : На хорошей земле растения растут по воле ее Господа а на плохой земле они растут с трудом Так Мы разъясняем знамения для благодарных людей
- Кулиев -ас-Саади : وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ ۖ وَالَّذِي خَبُثَ لَا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِدًا ۚ كَذَٰلِكَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَشْكُرُونَ
На хорошей земле растения растут по воле ее Господа, а на плохой земле они растут с трудом. Так Мы разъясняем знамения для благодарных людей.Всевышний поведал о той разнице, которая существует между разными участками земли, несмотря на то, что на каждый из них выпадают дожди. Если дождь выпадает на плодородную и благодатную почву, то на ней быстро произрастают разные растения. Происходит это по воле Аллаха, поскольку вселенские законы действуют не самостоятельно, а с Его дозволения. Если же дождь выпадает на бесплодную землю, то на ней произрастает лишь скудная растительность, не приносящая пользы и добра. Так Аллах разъясняет Свои знамения для благодарных людей. Он ниспосылает знамения, разъясняет их смысл и приводит притчи, предназначенные для людей, признающих Его милость и расходующих дарованные им блага в надежде снискать Его благосклонность. Они извлекают выгоду из предписаний, которые Он разъяснил в Писании, поскольку считают коранические аяты величайшей милостью, которой их одарил Господь. Они осознают собственную нужду в коранических откровениях, радуются им и размышляют над их смыслом, который открывается им в зависимости от того, насколько хорошо они подготовлены к этому. В этом аяте сердца сравниваются с землей. Они озаряются Откровением, которое является источником жизни, подобно тому, как земля орошается дождевой водой, которая также является источником жизни. Если Откровение нисходит на доброе сердце, то оно принимает его, изучает его и приносит плоды, которые зависят от того, насколько совершенной и прекрасной является почва, на которую попало Откровение. Если же оно нисходит на скверное сердце, в котором нет добра, то сердце не принимает его, пренебрегает им, отворачивается от него или даже сопротивляется ему. И пользы от этого бывает не больше, чем пользы от дождя, выпавшего на навоз, гальку или каменную скалу. Всевышний сказал: «Он ниспосылает с неба воду, и долины наполняются потоками в соответствии с их размерами. Поток несет пену, поднявшуюся на поверхность. Подобная же пена появляется на том, что раскаляют в огне для изготовления украшений или утвари. Такими притчами Аллах разъясняет истину и ложь. Пена будет выброшена, а то, что приносит людям пользу, останется в земле. Такие притчи приводит Аллах» (13:17).
- Turkish - Diyanet Isleri : İyi toprak Rabbinin izniyle bitki verir çorak toprak kavruk bitki çıkarır Şükredecek millet için böylece ayetleri yerli yerince açıklarız
- Italiano - Piccardo : Nelle buone terre crescono piante in quantità per volontà del loro Signore in quelle cattive non spuntano che a stento Così spieghiamo i nostri segni per il popolo che si dimostra riconoscente
- كوردى - برهان محمد أمين : وڵاتی بهپیت و چاک و ئاوهدان دارو درهخت و ڕووهکی تێدا دهڕوێت بهفهرمانی پهروهردگاری ئهوهش که زۆنگ و پیس و بێ کهڵک بێت شتی بێ سوود و بێ فهڕ نهبێت هیچی لێ پهیدا نابێت ئا بهو شێوهیه بهڵگهو نیشانهی جۆراوجۆر دههێنینهوه بۆ کهسانێک که دڵسۆزن و سوپاسی خوا دهکهن
- اردو - جالندربرى : جو زمین پاکیزہ ہے اس میں سے سبزہ بھی پروردگار کے حکم سے نفیس ہی نکلتا ہے اور جو خراب ہے اس میں جو کچھ ہے ناقص ہوتا ہے۔ اسی طرح ہم ایتوں کو شکرگزار لوگوں کے لئے پھیر پھیر کر بیان کرتے ہیں
- Bosanski - Korkut : U plodnom predjelu raste bilje voljom Gospodara njegova a u neplodnom tek s mukom Eto tako Mi na razne načine ponavljamo dokaze ljudima koji zahvaljuju
- Swedish - Bernström : Ur den goda jorden spirar med dess Herres vilja [rik] växtlighet men den magra bär inte skörd annat än med stor möda Så förtydligar Vi budskapen för de tacksamma
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Dan tanah yang baik tanamantanamannya tumbuh subur dengan seizin Allah; dan tanah yang tidak subur tanamantanamannya hanya tumbuh merana Demikianlah Kami mengulangi tandatanda kebesaran Kami bagi orangorang yang bersyukur
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ ۖ وَالَّذِي خَبُثَ لَا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِدًا ۚ كَذَٰلِكَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَشْكُرُونَ
(Dan tanah yang baik) yang subur tanahnya (tanaman-tanamannya tumbuh subur) tumbuh dengan baik (dengan seizin Tuhannya) hal ini merupakan perumpamaan bagi orang mukmin yang mau mendengar petuah/nasihat kemudian ia mengambil manfaat dari nasihat itu (dan tanah yang tidak subur) jelek tanahnya (tidaklah mengeluarkan) tanamannya (kecuali tumbuh merana) sulit dan susah tumbuhnya. Hal ini merupakan perumpamaan bagi orang yang kafir. (Demikianlah) seperti apa yang telah Kami jelaskan (Kami menjelaskan) menerangkan (ayat-ayat Kami kepada orang-orang yang bersyukur) terhadap Allah, kemudian mereka mau beriman kepada-Nya.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : যে শহর উৎকৃষ্ট তার ফসল তার প্রতিপালকের নির্দেশে উৎপন্ন হয় এবং যা নিকৃষ্ট তাতে অল্পই ফসল উৎপন্ন হয়। এমনিভাবে আমি আয়াতসমূহ ঘুরিয়ে ফিরিয়ে বর্ণনা করি কৃতজ্ঞ সম্প্রদায়ের জন্যে।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : ஒரே விதமான மழையைக் கொண்டே வளமான பூமி தன் இறைவன் கட்டளையைக் கொண்டு செழுமையாகப் பயிர் பச்சைகளை வெளிப்படுத்துகிறது ஆனால் கெட்ட களர் நிலம் சொற்பமான விளைச்சலையே வெளிப்படுத்துகிறது நன்றி செலுத்தும் மக்களுக்கு இவ்வாறே நாம் வசனங்களை விவரிக்கின்றோம்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : “และเมืองที่ดี นั้นพืชของมันจะงอกออกมา ด้วยอนุมัติแห่งพระเจ้าของมัน และเมืองที่ไม่ดีนั้นพืชของมันจะไม่ออกนอกจากในสภาพแกร็น ในทำนองนั้นแหละ เราจะแจกแจงบรรดาโองการทั้งหลายแก่กลุ่มชนที่ขอบคุณ”
- Uzbek - Мухаммад Содик : Пок юртнинг набототи Роббининг изни ила чиқадир Нопок бўлгани эса фақат қийинчилик ила чиқадир Шукр келтирган қавмлар учун оятларимизни шундай хилмахил баён қилурмиз Юқоридаги оятда бўлгани каби ушбу ояти каримада ҳам жуда катта ва нозик қиёс бор Қуръони Карим оятларида Пайғамбаримизнинг с а в ҳадиси шарифларида пок ва саҳий қалб тоза ва сермаҳсул ерга–тупроққа қиёс этилади Нопок ва ифлос қалб эса ғажд ва маҳсулсиз ерга ўхшатилади Покиза заминдан яхши маҳсуллар етишиб чиққанидек пок ва саҳий қалбда ҳам иймон ихлос етук мафкура ва эзгу ниятлар яшайди Уларнинг меваси Аллоҳ рози бўладиган амаллардангина иборат бўлади Нопок ва нобоп ердан бир ҳосилнинг униб чиқиши машаққат бўлганидек нопок қалбдан ҳам яхшилик чиқиши қийин Чиркин қалбдан чиқса ҳам фақат ёмонлик чиқади
- 中国语文 - Ma Jian : 肥沃的地方的植物,奉真主的命令而生长,瘠薄的地方的植物,出得很少,我这样为感激的民众阐述-切迹象。
- Melayu - Basmeih : Dan negeri yang baik tanahnya tanamantanamannya tumbuh subur dengan izin Allah; dan negeri yang tidak baik tanahnya tidak tumbuh tanamannya melainkan dengan keadaan bantut Demikianlah Kami menerangkan tandatanda kemurahan dan kekuasaan Kami dengan berbagai cara bagi orangorang yang mahu bersyukur
- Somali - Abduh : Dhulka Fiican wuxuu ku soo baxaa Doogiisu idinka Eebe midka Xunna waxaan Dhib ahayn kuma soo baxo saasaan ugu Caddaynaa Aayaadka Ciddii ku Shukrin Eebe
- Hausa - Gumi : Kuma gari mai kyau tsirinsa yanã fita da iznin Ubangijinsa kuma wanda ya mũnana tsirinsa bã ya fita fãce da wahala; kamar wannan ne Muka sarrafa ãyõyi dõmin mutãne waɗanda suke gõdẽwa
- Swahili - Al-Barwani : Na ardhi njema yenye udongo wa rutba hutoa mimea yenye kukua vizuri yenye uhai kwa idhini ya Mola Mlezi wake Na ardhi mbaya haitoi ila mimea michache isiyo na faida tena kwa shida Na hivyo ndivyo tunavyo zipambanua Ishara Aya kwa watu wanao shukuru
- Shqiptar - Efendi Nahi : Toka e mirë i jep frutet me lejën e Zotit të saj e ajo tokë që është e ligë jep vetëm me mund Që kështu Na në mënyrë të ndryshme ua shpjegojmë dokumentet Tona popullit mirënjohës
- فارسى - آیتی : و سرزمين خوب گياه آن به فرمان پروردگارش مىرويد، و زمين بد جز اندك گياهى از آن پديد نمىآيد. براى مردمى كه سپاس مىگويند آيات خدا را اينچنين گونهگون بيان مىكنيم.
- tajeki - Оятӣ : Ва сарзамини хуб — гиёҳи он ба фармони Парвардигораш мерӯяд ва замини бад — ҷуз андак гиёҳе аз он падид намеояд. Барои мардуме, ки шукр мегӯянд, сети Худоро инчунин гуногун баён мекунем?
- Uyghur - محمد صالح : مۇنبەت يەرنىڭ گىياھسى اﷲ نىڭ ئىزنى بىلەن تولۇق ئۈنىدۇ (بۇ ۋەز - نەسىھەتكە قۇلاق سېلىپ، ئۇنىڭدىن پايدىلىنىدىغان مۆمىننىڭ مىسالىدۇر)، ناچار يەرنىڭ گىياھسى ئاز ئۆسىدۇ (بۇ ۋەز - نەسىھەتتىن پايدىلانمايدىغان كاپىرنىڭ مىسالىدۇر)، شۈكۈر قىلىدىغان قەۋم ئۈچۈن ئايەتلىرىمىزنى مۇشۇنداق شەكىللەردە بايان قىلىمىز
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : നല്ല പ്രദേശത്തെ സസ്യങ്ങള് അതിന്റെ നാഥന്റെ അനുമതിയോടെ കിളുര്ത്തുവരുന്നു. എന്നാല് ചീത്തമണ്ണില് വളരെക്കുറച്ചല്ലാതെ സസ്യങ്ങള് മുളച്ചുവരില്ല. ഇവ്വിധം നന്ദിയുള്ള ജനത്തിന് നാം പ്രമാണങ്ങള് പലവിധം വിവരിച്ചുകൊടുക്കുന്നു.
- عربى - التفسير الميسر : والارض النقيه اذا نزل عليها المطر تخرج نباتا باذن الله ومشيئته طيبا ميسرا وكذلك المومن اذا نزلت عليه ايات الله انتفع بها واثمرت فيه حياه صالحه اما الارض السبخه الرديئه فانها لا تخرج النبات الا عسرا رديئا لا نفع فيه ولا تخرج نباتا طيبا وكذلك الكافر لا ينتفع بايات الله مثل ذلك التنويع البديع في البيان ننوع الحجج والبراهين لاثبات الحق لاناس يشكرون نعم الله ويطيعونه
*46). It is necessary to grasp the subtle point made here in order to appreciate the full purport of what is being said. The reference to rain and its advantages is intended to bring into focus God's power, and to affirm life after death. Moreover, it is also intended to draw attention in allegorical, albeit graphic, terms to the blessings of prophethood, and how it helps men to distinguish between good and evil, between pure and impure. The intimation of Divine Guidance through the Prophets is compared to the movement of winds, the appearance of rain-laden clouds, and the fall of life-sustaining raindrops. In the same way as rainfall causes dead earth to be revived and makes the hidden treasures of life burst forth from its womb, so the impact of the teachings of the Prophets also brings dead humanity back to life, causing the hidden goodness in men to burst forth.
This allegory also hints at another important fact. In the same way that only fertile soil profits from rainfall, so only men of a righteous nature can profit from the blessings of prophethood. As for the wicked, they are like wasteland. Rainfall can cause such a land to bring forth only thorny bushes and cacti. Similarly, when the wicked come into contact with the teaching of the Prophets, the hidden evils of their nature come into full play.
This allegory is followed by a well-sustained account with illustrations from history showing that whenever the Prophets preach their Message, men Split into two camps. The righteous receive the blessings of prophethood and flourish, bringing forth the fruit of their goodness. As for the wicked, once the criterion provided by the Prophets is applied their impurities are fully exposed. This enables human society to purge itself of impurities in the same way as the goldsmith purges precious metals of alloy.