- عربي - نصوص الآيات عثماني : لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَىٰ قَوْمِهِۦ فَقَالَ يَٰقَوْمِ ٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُۥٓ إِنِّىٓ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍۢ
- عربى - نصوص الآيات : لقد أرسلنا نوحا إلى قومه فقال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره إني أخاف عليكم عذاب يوم عظيم
- عربى - التفسير الميسر : لقد بعثنا نوحًا إلى قومه؛ ليدعوهم إلى توحيد الله سبحانه وإخلاص العبادة له، فقال: يا قوم اعبدوا الله وحده، ليس لكم من إله يستحق العبادة غيره جل وعلا فأخلصوا له العبادة فإن لم تفعلوا وبقيتم على عبادة أوثانكم، فإنني أخاف أن يحلَّ عليكم عذاب يوم يعظم فيه بلاؤكم، وهو يوم القيامة.
- السعدى : لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَىٰ قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ
لما ذكر تعالى من أدلة توحيده جملة صالحة، أيد ذلك بذكر ما جرى للأنبياء الداعين إلى توحيده مع أممهم المنكرين لذلك، وكيف أيد اللّه أهل التوحيد، وأهلك من عاندهم ولم يَنْقَدْ لهم، وكيف اتفقت دعوة المرسلين على دين واحد ومعتقد واحد، فقال عن نوح - أول المرسلين -: { لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ } يدعوهم إلى عبادة اللّه وحده، حين كانوا يعبدون الأوثان { فَقَالَ } لهم: { يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ } أي: وحده { مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ } لأنه الخالق الرازق المدبِّر لجميع الأمور، وما سواه مخلوق مدبَّر، ليس له من الأمر شيء، ثم خوفهم إن لم يطيعوه عذاب اللّه، فقال: { إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ } وهذا من نصحه عليه الصلاة والسلام وشفقته عليهم، حيث خاف عليهم العذاب الأبدي، والشقاء السرمدي، كإخوانه من المرسلين الذين يشفقون على الخلق أعظم من شفقة آبائهم وأمهاتهم، فلما قال لهم هذه المقالة، ردوا عليه أقبح رد.
- الوسيط لطنطاوي : لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَىٰ قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ
تلك هي قصة نوح مع قومه كما وردت في هذه السورة، وقد وردت بصورة أكثر تفصيلا في سورة هود، والمؤمنون، ونوح وغيرها.
وقوله: لَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً إِلى قَوْمِهِ جواب قسم محذوف، أى: والله لقد أرسلنا نوحا إلى قومه والدليل على هذا القسم وجود لامه في بدء الجملة.
قال الآلوسى: «واطرد استعمال هذه اللام مع قد في الماضي- على ما قال الزمخشري- وقل الاكتفاء بها وحدها. والسر في ذلك أن الجملة القسمية لا تساق إلا تأكيدا للجملة المقسم عليها التي هي جوابها، فكانت مظنة لتوقع المخاطب حصول المقسم عليه، لأن القسم دل على الاهتمام فناسب ذلك إدخال قد» .
وينتهى نسب نوح- عليه السلام- إلى شيث بن آدم- عليه السلام- وقد ذكر نوح في القرآن في ثلاث وأربعين موضعا.
وقوم الرجل أقرباؤه الذين يجتمعون معه في جد واحد. وقد يقيم الرجل بين الأجانب فيسميهم قومه مجازا للمجاورة.
وكان قوم نوح يعبدون الأصنام فأرسل الله إليهم نوحا ليدلهم على طريق الرشاد.
قال ابن كثير: قال عبد الله بن عباس وغير واحد من علماء التفسير: كان أول ما عبدت الأصنام أن قوما صالحين ماتوا، فبنى قومهم عليهم مساجد، وصوروا صور أولئك الصالحين فيها ليتذكروا حالهم وعبادتهم فيتشبهوا بهم، فلما طال الزمان جعلوا أجسادا على تلك الصور، فلما تمادى الزمان عبدوا تلك الأصنام وسموها بأسماء أولئك الصالحين: ودا وسواعا ويغوث ويعوق ونسرا فلما تفاقم الأمر بعث الله- تعالى- رسوله نوحا فأمرهم بعبادة الله وحده لا شريك له» .
وقوله: فَقالَ يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ حكاية لما وجهه نوح لقومه من إرشادات، أى: قال لهم بتلطف وأدب تلك الكلمة التي وجهها كل رسول لمن أرسل إليهم:
اعبدوا الله وحده لا شريك له، فإنه هو المستحق للعبادة، أما سواه فلا يملك نفعا أو ضرا.
وكلمة غَيْرُهُ قرئت بالحركات الثلاث، بالرفع على أنها صفة لإله باعتبار محله الذي هو الرفع على الابتداء أو الفاعلية. وقرأ الكسائي بالجر باعتبار اللفظ، وقرئ بالنصب على الاستثناء بمعنى، ما لكم من إله إلا إياه.
ثم حكى القرآن أن نوحا حذر قومه من سوء عاقبة التكذيب، وأظهر لهم شفقته بهم وخوفه عليهم فقال: إِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ أى: إنى أخاف عليكم إذا ما سرتم في طريق الكفر والضلال وتركتم عبادة الله وحده عذاب يوم عظيم، ووصف اليوم بالعظم لبيان عظم ما يقع فيه ولتكميل الإنذار.
قال صاحب الكشاف: فإن قلت ما موقع الجملتين بعد قوله: اعْبُدُوا اللَّهَ قلت: الأولى- وهي ما لكم من إله غيره- بيان لوجه اختصاصه بالعبادة، والثانية وهي- إنى أخاف ...
إلخ- بيان الداعي إلى عبادته لأنه هو المحذور عقابه دون ما كانوا يعبدونه من دون الله. واليوم العظيم: يوم القيامة، أو يوم نزول العذاب بهم وهو الطوفان» .
بهذا الأسلوب المقنع المهذب دعا نوح قومه إلى وحدانية الله. فكيف كان ردهم عليه؟
- البغوى : لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَىٰ قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ
قوله تعالى : ( لقد أرسلنا نوحا إلى قومه ) وهو نوح بن لمك بن متوشلخ بن أخنوخ وهو إدريس ، وهو أول نبي بعث بعد إدريس ، وكان نجارا بعثه الله إلى قومه وهو ابن خمسين سنة . وقال ابن عباس : ابن أربعين سنة . وقيل : بعث وهو ابن مائتين وخمسين سنة . وقال مقاتل : ابن مائة سنة . وقال ابن عباس : سمي نوحا لكثرة ما ناح على نفسه .
واختلفوا في سبب نوحه فقال بعضهم : لدعوته على قومه بالهلاك ، وقيل : لمراجعته ربه في شأن ابنه كنعان . وقيل : لأنه مر بكلب مجذوم ، فقال : اخسأ يا قبيح فأوحى الله تعالى إليه : أعبتني أم عبت الكلب؟ ( فقال ) لقومه ، ( يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره ) قرأ أبو جعفر والكسائي ( من إله غيره ) بكسر الراء حيث كان ، على نعت الإله ، وافق حمزة في سورة فاطر : ( هل من خالق غير الله ) ( فاطر - 3 ) ، وقرأ الآخرون برفع الراء على التقديم ، تقديره : ما لكم غيره من إله ، ( إني أخاف عليكم ) إن لم تؤمنوا ، ( عذاب يوم عظيم )
- ابن كثير : لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَىٰ قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ
لما ذكر تعالى قصة آدم في أول السورة ، وما يتعلق بذلك وما يتصل به ، وفرغ منه ، شرع تعالى في ذكر قصص الأنبياء ، عليهم السلام ، الأول فالأول ، فابتدأ بذكر نوح ، عليه السلام ، فإنه أول رسول إلى أهل الأرض بعد آدم ، عليه السلام ، وهو : نوح بن لامك بن متوشلح بن خنوخ - وهو إدريس [ النبي ] عليه السلام - فيما ، يزعمون ، وهو أول من خط بالقلم - ابن برد بن مهليل بن قنين بن يانش بن شيث بن آدم ، عليه السلام .
هكذا نسبه محمد بن إسحاق وغير واحد من أئمة النسب ، قال محمد بن إسحاق : ولم يلق نبي من قومه من الأذى مثل نوح إلا نبي قتل .
وقال يزيد الرقاشي : إنما سمي نوحا لكثرة ما ناح على نفسه .
وقد كان بين آدم إلى زمن نوح ، عليهما السلام ، عشرة قرون ، كلهم على الإسلام قاله عبد الله بن عباس
قال عبد الله بن عباس وغير واحد من علماء التفسير : وكان أول ما عبدت الأصنام ، أن قوما صالحين ماتوا ، فبنى قومهم عليهم مساجد وصوروا صور أولئك فيها ، ليتذكروا حالهم وعبادتهم ، فيتشبهوا بهم . فلما طال الزمان ، جعلوا تلك الصور أجسادا على تلك الصور . فلما تمادى الزمان عبدوا تلك الأصنام وسموها بأسماء أولئك الصالحين " ودا وسواعا ويغوث ويعوق ونسرا " . فلما تفاقم الأمر بعث الله ، سبحانه وتعالى - وله الحمد والمنة - رسوله نوحا يأمرهم بعبادة الله وحده لا شريك له ، فقال : ( يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره إني أخاف عليكم عذاب يوم عظيم ) أي : من عذاب يوم القيامة إن لقيتم الله وأنتم مشركون به
- القرطبى : لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَىٰ قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ
قوله تعالى لقد أرسلنا نوحا إلى قومه فقال ياقوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره إني أخاف عليكم عذاب يوم عظيم
قوله تعالى لقد أرسلنا نوحا إلى قومه فقال يا قوم اعبدوا الله لما بين أنه الخالق القادر على الكمال ذكر أقاصيص الأمم وما فيها من تحذير الكفار . واللام في لقد للتأكيد المنبه على القسم . والفاء دالة على أن الثاني بعد الأول . يا قوم نداء مضاف . ويجوز يا قومي على الأصل . ونوح أول الرسل إلى الأرض بعد آدم عليهما السلام بتحريم البنات والأخوات والعمات والخالات . قال النحاس : وانصرف لأنه على ثلاثة أحرف . وقد يجوز أن يشتق من ناح ينوح ; وقد تقدم في " آل عمران " هذا المعنى وغيره فأغنى عن إعادته قال ابن العربي : ومن قال إن إدريس كان قبله من المؤرخين فقد وهم . والدليل على صحة وهمه الحديث الصحيح في الإسراء حين لقي النبي صلى الله عليه وسلم آدم وإدريس فقال له آدم : مرحبا بالنبي الصالح والابن الصالح . وقال له إدريس : مرحبا بالنبي الصالح والأخ الصالح . فلو كان إدريس أبا لنوح لقال مرحبا بالنبي الصالح والابن الصالح . فلما قال له والأخ الصالح دل ذلك على أنه يجتمع معه في نوح ، صلوات الله عليهم أجمعين . ولا كلام لمنصف بعد هذا .
قال القاضي عياض : وجاء جواب الآباء ههنا كنوح وإبراهيم وآدم مرحبا بالابن الصالح . وقال عن إدريس بالأخ الصالح كما ذكر عن موسى وعيسى ويوسف وهارون ويحيى ممن ليس بأب - باتفاق - للنبي صلى الله عليه وسلم . وقال المازري : قد ذكر المؤرخون أن إدريس جد نوح عليهما السلام . فإن قام الدليل على أن إدريس بعث أيضا لم يصح قول النسابين إنه قبل نوح ; لما أخبر عليه السلام من قول آدم إن نوحا أول رسول بعث ، وإن لم يقم دليل جاز ما قالوا وصح أن يحمل أن إدريس كان نبيا غير مرسل . قال القاضي عياض : قد يجمع بين هذا بأن يقال : اختص بعث نوح لأهل الأرض - كما قال في الحديث - كافة كنبينا عليه السلام . ويكون إدريس لقومه كموسى وهود وصالح ولوط وغيرهم . وقد استدل بعضهم على هذا بقوله تعالى : وإن إلياس لمن المرسلين إذ قال لقومه ألا تتقون . وقد قيل : إن إلياس هو إدريس . وقد قرئ ( سلام على إدراسين ) . قال القاضي عياض : وقد رأيت أبا الحسن بن بطال ذهب إلى أن آدم ليس برسول ; ليسلم من هذا الاعتراض . وحديث أبي ذر الطويل يدل على أن آدم وإدريس رسولان . قال ابن عطية : ويجمع ذلك بأن تكون بعثة نوح مشهورة لإصلاح الناس وحملهم بالعذاب والإهلاك على الإيمان ; فالمراد أنه أول نبي بعث على هذه الصفة . والله أعلم . وروي عن ابن عباس أن نوحا عليه السلام بعث وهو ابن أربعين سنة . قال الكلبي : بعد آدم بثمانمائة سنة . وقال ابن عباس : وبقي في قومه يدعوهم ألف سنة إلا خمسين عاما ; كما أخبر التنزيل . ثم عاش بعد الطوفان ستين سنة . حتى كثر الناس وفشوا . وقال وهب : بعث نوح وهو ابن خمسين سنة . وقال عون بن شداد : بعث نوح وهو ابن ثلاثمائة وخمسين سنة . وفي كثير من كتب الحديث : الترمذي وغيره أن جميع الخلق الآن من ذرية نوح عليه السلام . وذكر النقاش عن سليمان بن أرقم عن الزهري : أن العرب وفارس والروم وأهل الشام وأهل اليمن من ولد سام بن نوح . والسند والهند والزنج والحبشة والزط والنوبة ، وكل جلد أسود من ولد حام بن نوح . والترك وبربر ووراء الصين ويأجوج ومأجوج والصقالبة كلهم من ولد يافث بن نوح . والخلق كلهم ذرية نوح .
ما لكم من إله غيره إني أخاف عليكم عذاب يوم برفع غيره قراءة نافع وأبي عمرو وعاصم وحمزة . أي ما لكم إله غيره . نعت على الموضع . وقيل : " غير " بمعنى إلا ; أي ما لكم من إله إلا الله . قال أبو عمرو : ما أعرف الجر ولا النصب . وقرأ الكسائي بالخفض على الموضع . ويجوز النصب على الاستثناء ، وليس بكثير ; غير أن الكسائي والفراء أجازا نصب " غير " في كل موضع يحسن فيه " إلا " تم الكلام أو لم يتم . فأجازا : ما جاءني غيرك . قال الفراء : هي لغة بعض بني أسد وقضاعة . وأنشد :
لم يمنع الشرب منها غير أن هتفت حمامة في سحوق ذات أوقال
قال الكسائي : ولا يجوز جاءني غيرك ، في الإيجاب ; لأن " إلا " لا تقع هاهنا . قال النحاس : لا يجوز عند البصريين نصب " غير " إذا لم يتم الكلام . وذلك عندهم من أقبح اللحن .
- الطبرى : لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَىٰ قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ
القول في تأويل قوله : لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (59)
قال أبو جعفر: أقسم ربنا جل ثناؤه للمخاطبين بهذه الآية: أنه أرسل نوحًا إلى قومه، منذرَهم بأسَه، ومخوِّفَهم سَخَطه، على عبادتهم غيره، فقال لمن كفر منهم: يا قوم، اعبدوا الله الذي له العبادة، وذِلُّوا له بالطاعة، واخضعوا له بالاستكانة، ودعوا عبادة ما سواه من الأنداد والآلهة، فإنه ليس لكم معبودٌ يستوجب عليكم العبادةَ غيرُه، فإني أخاف عليكم إن لم تفعلوا ذلك " عذابَ يوم عظيم " ، يعني: عذابَ يوم يعظم فيه بلاؤكم بمجيئه إياكم بسخط ربِّكم.
* * *
وقد اختلفت القَرَأة في قراءة قوله: " غيره ".
فقرأ ذلك بعض أهل المدينة والكوفة: ( مَا لَكُمْ مِنْ إلَهٍ غَيْرِهِ )، بخفض " غير " على النعت لـ" إله ".
* * *
وقرأه جماعة من أهل المدينة والبصرة والكوفة: ( مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُه )، برفع " غير "، ردًّا لها على موضع " من "، لأن موضعها رفع، لو نـزعت من الكلام لكان الكلام رفعًا، وقيل: " ما لكم إله غيرُ الله ". (8) فالعرب [ لما وصفت من أن المعلوم بالكلام ] (9) أدخلت " من " فيه أو أخرجت، وأنها تدخلها أحيانًا في مثل هذا من الكلام، وتخرجها منه أحيانًا، تردّ ما نعتت به الاسم الذي عملت فيه على لفظه، فإذا خفضت، فعلى كلام واحد، لأنها نعت لـ" الإله ". وأما إذا رفعت، فعلى كلامين: " ما لكم غيره من إله "، وهذا قول يستضعفه أهل العربية.
------------------
الهوامش :
(8) انظر معاني القرآن للفراء 1: 382 ، 383.
(9) هكذا جاءت العبارة في المطبوعة والمخطوطة ، وفي الكلام سقط لا شك فيه ، لم أستطع أن أرده إلى أصله ، ولذلك وضعت هذه العبارة بين القوسين. والظاهر أن السقط طويل ، لأن أبا جعفر خالف هنا في هذا السياق ما درج عليه من ذكر أولي القراءتين بالصواب عنده.
- ابن عاشور : لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَىٰ قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ
استئناف انتقل به الغرض من إقامة الحجّة والمنّةِ ( المبتدئة بقوله تعالى : { ولقد مكناكم في الأرض } [ الأعراف : 10 ] ، وتنبيه أهل الضّلالة أنّهم غارقون في كيد الشّيطان ، الذي هو عدوّ نوعهم ، من قوله : { قال فبما أغويتني لأقعدن لهم صِراطك المستقيم إلى قوله : وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون } [ الأعراف : 16 33 ] ، ثمّ بالتّهديد بوصف عذاب الآخرة وأحوال النّاس فيه ، وما تخلّل ذلك من الأمثال والتّعريض ) ؛ إلى غرض الاعتبار والموعظة بما حلّ بالأمم الماضية . فهذا الاستئناف له مزيد اتّصال بقوله في أوائل السّورة [ 4 ] : { وكم من قرية أهلكناها } الآية ، وقد أفيض القول فيه في معظم السّورة وتَتْبَعُ هذا الاعتبار أغراضٌ أخرى : وهي تسلية الرّسول ، وتعليم أمّته بتاريخ الأمم التي قبلها من الأمم المرسل إليهم ، ليعلم المكذّبون من العرب أنّ لا غضاضة على محمّد ولا على رسالته من تكذيبهم ، ولا يجعله ذلك دون غيره من الرّسل ، بله أن يؤيّد زعمهم أنّه لو كان صادقاً في رسالته لأيَّده الله بعقاب مكذّيبه ( لما قالوا على سبيل التّهكّم أو الحجاج : اللّهمّ إن كان هذا هو الحقّ من عندك فأمطر علينا حجارة من السّماء أو ائتنا بعذاب أليم ). وليعلَمَ أهل الكتاب وغيرهم أنّ ما لقيه محمّد من قومه هو شنشنة أهل الشّقاوة تلقاء دعوة رسل الله . وأكّد هذا الخبر بلام القسم وحرف التّحقيق لأنّ الغرض من هذه الأخبار تنظير أحوال الأمم المكذّبة رسلَها بحال مشركي العرب في تكذيبهم رسالة محمّد .
وكثُر في الكلام اقترانُ جملة جواب القسم : بقَدْ } لأنّ القسم يُهيىء نفس السّامع لتوقع خبر مهم فيؤتى بقَد لأنّها تدلّ على تحقيق أمر متوقّع ، كما أثبته الخليل والزّمخشري ، والتّوقّع قد يكون توقعاً للمخبَر به ، وقد يكون توقعاً للخبر كما هنا .
وتقدّم التّعريف بنوح عند قوله تعالى { إنّ الله اصطفى آدم ونوحا } في سورة [ آل عمران : 33 ]. وكان قوم نوح يسكنون الجزيرة والعراق ، حسب ظن المؤرّخين . وعبر عنهم القرآن بطريق القومية المضافة إلى نوح إذ لم يكن لهم اسْم خاص من أسماء الأمم يعرفون به ، فالتّعريف بالإضافة هنا لأنّها أخصر طريق .
وعطف جملة فقال يا قوم } على جملة { أرسلنا } بالفاء إشعاراً بأنّ ذلك القول صدر منه بفور إرساله ، فهي مضمون ما أرسل به .
وخاطب نوح قومه كلّهم لأنّ الدّعوة لا تكون إلاّ عامة لهم ، وعبّر في ندائهم بوصف القوم لتذكيرهم بآصرة القرابة ، ليتحقّقوا أنّه ناصح ومريد خيرهم ومشفق عليهم ، وأضاف ( القوم ) إلى ضميره للتحبيب والتّرقيق لاستجلاب اهتدائهم .
وقوله لهم : { اعبدوا الله ما لكم من إله غيره } إبطال للحالة التي كانوا عليها ، وهي تحتمل أن تكون حالة شرك كحالة العرب ، وتحتمل أن تكون حالة وثنيّة باقتصارهم على عبادة لأصنام دون الله تعالى ، كحالة الصّابئه وقدماء اليونان ، وآيات القرآن صالحة للحالين ، والمنقول في القصص : أنّ قوم نوح كانوا مشركين ، وهو الذي يقتضيه ما في «صحيح البخاري» عن ابن عبّاس أنّ آلهة قوم نوح أسماء جماعة من صالحيهم فلمّا ماتُوا قال قومهم : لو اتَّخذنا في مجالسهم أنصاباً فاتّخَذوها وسمَّوْها بأسمائهم حتّى إذا هلك أولئك وتنسخ العلم عُبدت .
وظاهر ما في سورة نوح أنّهم كانوا لا يعبدون الله لقوله : { أن اعبدوا الله واتَّقُوه } [ نوح : 3 ] وظاهر ما في سورة فُصِّلت أنّهم يعترفون بالله لقولهم : { لو شاء ربّنا لأنزل ملائكة } [ فصلت : 14 ] مع احتمال أنّه خرج مخرج التّسليم الجدلي فإن كانوا مشركين كان أمرُه إياهم بعبادة الله مقيَّداً بمدلول قوله : { ما لكم من إله غيره } أي أفردوه بالعبادة ولا تشركوا معه الأصنام ، وإن كانوا مقتصرين على عبادة الأوثان كان قوله : { ما لكم من إله غيره } تعليلاً للاقبال على عبادة الله ، أي هو الإله لا أوثانُكم .
وجملة : { ما لكم من إله غيره } على الوجه الأوّل بيان للعبادة التي أمَرَهم بها ، أي أفردوه بالعبادة دون غيره ، إذ ليس غيره لكم بالإله .
وعلى الوجه الثّاني يكون استئنافاً بيانياً للأمر بالإقلاع عن عبادة غيره .
وقرأ الجمهور { غيرهُ } بالرّفع على الصّفة ( لإله ) باعتبار محلّه لأنّه في محلّ رفع إذ هو مبتدأ وإنّما جرّ لدخول حرف الجرّ الزائد ولا يُعتد بجرّه ، وقرأه الكسائي ، وأبو جعفر : بجرّ { غير } على النّعت للّفظ ( إلاه ) نظراً لحرف الجر الزّائد .
وجملة : { إني أخاف عليكم عذاب يوم } يجوز أن تكون في موقع التّعليل ، كما في «الكشاف» : أي لمضمون قوله : { ما لكم من إله غيره } كأنّه قيل : اتركوا عبادة غير الله خوفاً من عذاب يوم عظيم ، وبُني نظم الكلام على خوففِ المتكلّم عليهم ، دلالة على إمحاضه النّصح لهم وحرصه على سلامتهم ، حتّى جعل ما يُضر بهم كأنّه يُضِرّ به ، فهو يخافه كما يخافون على أنفسهم ، وذلك لأنّ قوله هذا كان في مبدأ خطابهم بما أرسل به ، ويحتمل أنّه قاله بعد أن ظَهر منهم التّكذيب : أي إن كنتم لا تخافون عذاباً فإنّي أخافه عليكم ، وهذا من رحمة الرّسل بقومهم .
وفعل الخوف يتعدّى بنفسه إلى الشّيء المخوف منه ، ويتعدّى إلى مفعول ثان بحرف ( على ) إذا كان الخوف من ضر يلحقُ غيرَ الخائف ، كما قال الأحوص :
فإذا تزول تزول على مُتَخَمِّطٍ ... تُخْشَى بوادِرُهُ على الأقران
ويجوز أن تكون مستأنفة ثانية بعد جملة { اعبدوا الله } لقصد الإرهاب والإنذار ، ونكتة بناءِ نظم الكلام على خوف المتكلّم عليهم هي هي .
والعذاب المخوف ويومه يحتمل أنّهما في الآخرة أو في الدّنيا ، والأظهر الأوّل لأنّ جوابهم بأنّه في ضلال مبين يشعر بأنّهم أحالوا الوحدانية وأحالوا البعث كما يدلّ عليه قوله في سورة [ نوح : 17 ، 18 ] : { والله أنبتكم من الأرض نباتا ثمّ يعيدكم فيها ويخرجكم إخراجاً } فحالهم كحال مشركي العرب لأنّ عبادة الأصنام تمحّض أهلها للاقتصار على أغراض الدّنيا .
- إعراب القرآن : لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَىٰ قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ
«لَقَدْ» اللام واقعة في جواب القسم المحذوف ، قد حرف تحقيق «أَرْسَلْنا نُوحاً» فعل ماض تعلق به الجار والمجرور «إِلى قَوْمِهِ» ونا فاعله ونوحا مفعوله والجملة مستأنفة. «فَقالَ» الجملة معطوفة «يا قَوْمِ» منادى مضاف منصوب بالفتحة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم المحذوفة للتخفيف ، والياء ضمير متصل في محل جر بالإضافة. «اعْبُدُوا اللَّهَ» فعل أمر مبني على حذف النون والواو فاعله ولفظ الجلالة مفعوله والجملة مقول القول. «ما» نافية لا عمل لها. «لَكُمْ» متعلقان بمحذوف خبر مقدم. «مِنْ» حرف جر زائد. «إِلهٍ» اسم مجرور لفظا مرفوع محلا مبتدأ «غَيْرُهُ» صفة إله على المحل مرفوعة بالضمة ، والجملة تعليلية لا محل لها من الإعراب. «إِنِّي» إن والياء اسمها. «أَخافُ عَلَيْكُمْ عَذابَ» فعل مضارع تعلق به الجار والمجرور وعذاب مفعوله. «يَوْمٍ» مضاف إليه. «عَظِيمٍ» صفة. والجملة في محل رفع خبر إن.
- English - Sahih International : We had certainly sent Noah to his people and he said "O my people worship Allah; you have no deity other than Him Indeed I fear for you the punishment of a tremendous Day
- English - Tafheem -Maududi : لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَىٰ قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ(7:59) Indeed We sent forth Noah to his people *47and he said: '0 my people! Serve Allah, you have no other god than Him *48Indeed I fear for you the chastisement of an awesome Day.'
- Français - Hamidullah : Nous avons envoyé Noé vers son peuple Il dit O mon peuple adorez Allah Pour vous pas d'autre divinité que Lui Je crains pour vous le châtiment d'un jour terrible
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Wir sandten doch bereits Nuh zu seinem Volk und da sagte er "O mein Volk dient Allah Keinen Gott habt ihr außer Ihm Gewiß ich fürchte für euch die Strafe eines gewaltigen Tages"
- Spanish - Cortes : Enviamos Noé a su pueblo Dijo ¡Pueblo ¡Servid a Alá No tenéis a ningún otro dios que a Él Temo por vosotros el castigo de un día terrible
- Português - El Hayek : Enviamos Noé ao seu povo ao qual disse Ó povo meu adorai a Deus porque não tereis outra divindade além d'Ele Temo por vós o castigo do dia aziago
- Россию - Кулиев : Мы послали Нуха Ноя к его народу и он сказал О мой народ Поклоняйтесь Аллаху ибо нет у вас другого божества кроме Него Я боюсь что вас постигнут мучения в Великий день
- Кулиев -ас-Саади : لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَىٰ قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ
Мы послали Нуха (Ноя) к его народу, и он сказал: «О мой народ! Поклоняйтесь Аллаху, ибо нет у вас другого божества, кроме Него. Я боюсь, что вас постигнут мучения в Великий день».Перечислив доводы, свидетельствующие об истинности единобожия, Всевышний Аллах усилил их повествованиями о том, что произошло между Божьими посланниками, которые призывали поклоняться одному Аллаху, и их неверующими народами. Он сообщил о том, как поддержал приверженцев единобожия и погубил упрямцев, отказавшихся повиноваться посланникам. Он поведал о том, что все Его посланники проповедовали одну религию и одинаковые воззрения. Пророк Нух был отправлен к его народу с повелением призвать людей к поклонению одному Аллаху и отречься от идолопоклонства. Он сказал: «О мои соплеменники! Поклоняйтесь только Аллаху - Единственному Творцу, Кормильцу и Правителю. Все остальные существа являются творениями, которые совершенно не обладают властью и подчинены Ему». Нух предостерег свой народ от наказания, которое постигает тех, кто отказывается повиноваться Аллаху. Это свидетельствовало о его искренности и сострадании. Он опасался, что его соплеменников постигнет вечное наказание и бесконечное несчастье. Так же поступали все остальные Божьи посланники, каждый из которых испытывал к людям больше сострадания, чем их собственные отцы и матери. Однако ответ неверующих соплеменников был ужасен и отвратителен.
- Turkish - Diyanet Isleri : And olsun ki Nuh'u milletine gönderdik "Ey milletim Allah'a kulluk edin O'ndan başka tanrınız yoktur; doğrusu sizin için büyük günün azabından korkuyorum" dedi
- Italiano - Piccardo : In verità mandammo Noè al suo popolo Disse “O popol mio adorate Allah Per voi non c'è altro dio che Lui Temo per voi il castigo di un Giorno terribile”
- كوردى - برهان محمد أمين : سوێند به خوا بهڕاستی ئێمه نوح مان ڕهوانه کرد بۆ سهر قهومهکهی جا ئهویش پێی وتن ئهی گهل و هۆزم ئێوه ههر خوا بپهرستن چونکه جگه لهو زاته خوایهکی ترتان نیه بهڕاستی من دهترسم لهرۆژێکی گهورهدا تووشی بهڵاو سزایهکی زۆر سهخت ببن
- اردو - جالندربرى : ہم نے نوح کو ان کی قوم کی طرف بھیجا تو انہوں نے ان سے کہا اے میری برادری کے لوگو خدا کی عبادت کرو اس کے سوا تمہارا کوئی معبود نہیں۔ مجھے تمہارے بارے میں بڑے دن کے عذاب کا بہت ہی ڈر ہے
- Bosanski - Korkut : Mi smo poslali Nuha narodu njegovu "O narode moj" – govorio je on – "Allahu se klanjajte vi drugog boga osim Njega nemate Ja se doista plašim za vas patnje na Velikom danu"
- Swedish - Bernström : SE VI sände Noa till hans folk och han sade "Dyrka Gud mitt folk ni har ingen annan gud än Honom Jag bävar för det straff [som annars skall drabba] er en Dag av svåraste vånda"
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Sesungguhnya Kami telah mengutus Nuh kepada kaumnya lalu ia berkata "Wahai kaumku sembahlah Allah sekalikali tak ada Tuhan bagimu selainNya" Sesungguhnya kalau kamu tidak menyembah Allah aku takut kamu akan ditimpa azab hari yang besar kiamat
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَىٰ قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ
(Sesungguhnya) merupakan jawab dari qasam/sumpah yang mahdzuf/tidak disebutkan. (Kami telah mengutus Nuh kepada kaumnya lalu ia berkata, "Wahai kaumku, sembahlah Allah, sekali-kali tak ada Tuhan bagimu selain-Nya.") dengan dibaca jar sebagai sifat dari lafal ilaahun, dan dibaca rafa' sebagai badal dari lafal ilaahun (Sesungguhnya aku takut kamu) jika kamu menyembah selain Allah (akan ditimpa azab yang besar) yakni azab pada hari kiamat.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : নিশ্চয় আমি নূহকে তার সম্প্রদায়ের প্রতি পাঠিয়েছি। সে বললঃ হে আমার সম্প্রদায় তোমরা আল্লাহর এবাদত কর। তিনি ব্যতীত তোমাদের কোন উপাস্য নেই। আমি তোমাদের জন্যে একটি মহাদিবসের শাস্তির আশঙ্কা করি।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : நிச்சயமாக நாம் நூஹை அவருடைய கூட்டத்தாரிடம் அனுப்பி வைத்தோம்; அவர்தம் கூட்டத்தாரிடம் "என் கூட்டத்தாரே அல்லாஹ்வையே வணங்குங்கள் உங்களுக்கு அவனன்றி வேறு நாயனில்லை நிச்சயமாக நான் உங்களுக்கு வர இருக்கும் மகத்தான ஒரு நாளின் வேதனைப்பற்றி அஞ்சுகிறேன் என்று கூறினார்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : “และแท้จริงเราได้ส่งนูฮ์ไปยังประชาชาติของเขา แล้วเขาได้กล่าวว่า โอ้ประชาชาติของฉันจงเคารพสักการะอัลลอฮ์เถิดไม่มีผู้ได้รับการเคารพสักการะใด ๆ สำหรับพวกท่านอีกแล้วอื่นจากพระองค์ แท้จริงฉันกลัวการลงโทษในวันอันยิ่งใหญ่จะประสบแก่พวกท่าน”
- Uzbek - Мухаммад Содик : Батаҳқиқ Биз Нуҳни ўз қавмига юбордик Бас у Эй қавмим Аллоҳга ибодат қилинглар Сизларга Ундан ўзга илоҳ йўқ Албатта мен сизларнинг буюк куннинг азобига гирифтор бўлишингиздан қўрқаман деди Аввалбошда Одамнинг а с қиссалари баён этилган эди Энди у зотнинг зурриётлари пушти камаридан яралган Нуҳнинг а с қиссалари келтирилмоқда
- 中国语文 - Ma Jian : 我确已派遣努哈去教化他的宗族,他说:我的宗族啊!你们要崇拜真主,除他之外,绝无应受你们崇拜的。我的确担心你们遭受重大日的刑罚。
- Melayu - Basmeih : Sesungguhnya Kami telah mengutuskan Nabi Nuh kepada kaumnya lalu berkatalah ia "Wahai kaumku Sembahlah kamu akan Allah sebenarnya tidak ada Tuhan bagi kamu selain daripadaNya Sesungguhnya aku bimbang kamu akan ditimpa azab hari yang besar hari kiamat"
- Somali - Abduh : Waxaan u Dirray Nabi Nuux Qoomkiisii wuxuuna ku Yidhi Qoomkayow Caabuda Eebe idiinma sugna Eebe ka soo hadhaye anugu waxaan idiinka Cabsan Cadaab Maalin Wayn
- Hausa - Gumi : Lalle ne haƙĩƙa Mun aika Nũhu zuwa ga mutãnẽnsa sai ya ce "Yã mutãnẽna Ku bauta waAllah Bã ku da wani abin bautãwa waninSa Lalle ne nĩ inã yimuku tsõron azãbar wani Yini mai girma"
- Swahili - Al-Barwani : Tulimpeleka Nuhu kwa kaumu yake naye akasema Enyi kaumu yangu Muabuduni Mwenyezi Mungu Nyinyi hamna Mungu ila Yeye Hakika mimi ninakukhofieni adhabu ya Siku iliyo kuu
- Shqiptar - Efendi Nahi : Na me të vërtetë ua kemi dërguar Nuhun popullit të tij i cili u tha “O populli im Adhuronie Perëndinë ju nuk keni zot tjetër përveç Tij – Unë frikësohem për ju nga dënimi në Ditën e madhe”
- فارسى - آیتی : نوح را بر قومش به رسالت فرستاديم. گفت: اى قوم من، اللّه را بپرستيد، شما را خدايى جز او نيست، من از عذاب روزى بزرگ بر شما بيمناكم.
- tajeki - Оятӣ : Нӯҳро бар қавмаш ба рисолат фиристодем. Гуфт: «Эй қавми ман, Оллоҳро бипарастед, шуморо Худое ҷуз Ӯ нест, ман аз азоби рӯзе бузург бар шумо метарсам».
- Uyghur - محمد صالح : شەك شۈبھىسىزكى، نۇھنى ئۆز قەۋمىگە پەيغەمبەر قىلىپ ئەۋەتتۇق، ئۇ: ‹‹ئى قەۋمىم! اﷲ قا ئىبادەت قىلىڭلار، سىلەرگە اﷲ تىن باشقا مەبۇد (بەرھەق) يوقتۇر، مەن ھەقىقەتەن سىلەرنىڭ بۈيۈك كۈننىڭ (يەنى قىيامەت كۈنىنىڭ) ئازابىغا قېلىشىڭلاردىن قورقىمەن›› دېدى
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : നൂഹിനെ നാം അദ്ദേഹത്തിന്റെ ജനതയിലേക്കയച്ചു. അപ്പോള് അദ്ദേഹം പറഞ്ഞു: "എന്റെ ജനമേ, നിങ്ങള് അല്ലാഹുവിന് വഴിപ്പെടുക. അവനല്ലാതെ നിങ്ങള്ക്കു ദൈവമില്ല. ഒരു ഭീകര നാളിലെ കൊടിയ ശിക്ഷ നിങ്ങളെ ബാധിക്കുമോയെന്ന് ഞാന് ഭയപ്പെടുന്നു.”
- عربى - التفسير الميسر : لقد بعثنا نوحا الى قومه ليدعوهم الى توحيد الله سبحانه واخلاص العباده له فقال يا قوم اعبدوا الله وحده ليس لكم من اله يستحق العباده غيره جل وعلا فاخلصوا له العباده فان لم تفعلوا وبقيتم على عباده اوثانكم فانني اخاف ان يحل عليكم عذاب يوم يعظم فيه بلاوكم وهو يوم القيامه
*47). This historical narrative opens with an account of the Prophet Noah and his people. For the people of Noah were the first to drift away from the right way of life which was followed by the Prophet Adarn and his descendants. God, therefore, sent Noah to guide and reform them.
In light of the Qur'anic allusions and Biblical statements it seems certain the people of Noah inhabited the land presently known as Iraq. This view is also supported by inscriptions of pre-Biblical times discovered in the course of archaeological excavations in Babylonia. Those inscriptions contain almost the same account which is recounted in the Qur'an and the Torah. The locale of the event is the vicinity of Mosul. Kurdish and Armenian traditions also corroborate this account insofar as they mention that it was in this area that Noah's Ark anchored. Some relies ascribed to Noah are still found in Jazirat Ibn 'Urnar, situated to the north of Mosul and on the frontiers of Armenia in the vicinity of the Ararat mountain mass. The inhabitants of Nakhichevan believe to this day that their town was founded by Noah.
Traditions similar to the story of Noah are also found in classical Greek Egyptian, Indian and Chinese literature. Moreover, stories of identical import have been popular since time immemorial in Burma, Malaya, the East Indies, Australia, New Guinea and various parts of Europe and America. This shows clearly that the event took place at some point in the dim past when men lived together in one region and it was after Noah's Flood that they dispersed to different parts of the world. This is why traditions of all nations mention the Flood of the early time. This is notwithstanding the fact that the actual event has increasingly been shrouded in mystery, and the authentic elements of the event overlaid with myth and legend.
*48). It is evident from the above verse and from other Qur'anic descriptions of the people of Noah that they were neither ignorant of, nor denied the existence of God, nor were they opposed to the idea of worshipping Him. Their real malady was polytheism. They had associated others with God in His godhead, and considered them akin to God in their claim that human beings should worship them as well. This basic error gave rise to a number of evils among them. There had arisen among them a class of people representing the false gods they themselves had contrived. Gradually this class of people virtually monopolized all religious, economic and political authority. This class also introduced a hierarchical structure of society which led to immense corruption and injustice. The moral degeneration which this system promoted sapped the roots of mankind's higher characteristics. When corruption reached a high peak, God sent Noah to improve the state of affairs. For long, Noah strove with patience and wisdom to bring about reform. All his efforts, however, were thwarted by the clergy which craftily kept people under its powerful hold. Eventually Noah prayed to God not to spare even a single unbeliever on the face of the earth, for they would go about misguiding human beings, and their progeny would likewise be wicked and ungrateful. (For a detailed discussion see Hud 11: 25-48, al-Shu'ara' 26: 105-22 and Nuh 71: 1-28.)