- عربي - نصوص الآيات عثماني : فَأَنجَيْنَٰهُ وَٱلَّذِينَ مَعَهُۥ بِرَحْمَةٍۢ مِّنَّا وَقَطَعْنَا دَابِرَ ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِـَٔايَٰتِنَا ۖ وَمَا كَانُواْ مُؤْمِنِينَ
- عربى - نصوص الآيات : فأنجيناه والذين معه برحمة منا وقطعنا دابر الذين كذبوا بآياتنا ۖ وما كانوا مؤمنين
- عربى - التفسير الميسر : فوقع عذاب الله بإرسال الريح الشديدة عليهم، فأنجى الله هودًا والذين آمنوا معه برحمة عظيمة منه تعالى، وأهلك الكفار من قومه جميعا ودمَّرهم عن آخرهم، وما كانوا مؤمنين لجمعهم بين التكذيب بآيات الله وترك العمل الصالح.
- السعدى : فَأَنجَيْنَاهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِّنَّا وَقَطَعْنَا دَابِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا ۖ وَمَا كَانُوا مُؤْمِنِينَ
{ فَأَنْجَيْنَاهُ } أي: هودا { وَالَّذِينَ } آمنوا { مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا } فإنه الذي هداهم للإيمان، وجعل إيمانهم سببا ينالون به رحمته فأنجاهم برحمته، { وَقَطَعْنَا دَابِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا } أي: استأصلناهم بالعذاب الشديد الذي لم يبق منهم أحدا، وسلط اللّه عليهم الريح العقيم، ما تذر من شيء أتت عليه إلا جعلته كالرميم، فأهلكوا فأصبحوا لا يرى إلا مساكنهم، فانظر كيف كان عاقبة المنذرين الذين أقيمت عليهم الحجج، فلم ينقادوا لها، وأمروا بالإيمان فلم يؤمنوا فكان عاقبتهم الهلاك، والخزي والفضيحة. { وَأُتْبِعُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا إِنَّ عَادًا كَفَرُوا رَبَّهُمْ أَلَا بُعْدًا لِعَادٍ قَوْمِ هُودٍ } وقال هنا { وَقَطَعْنَا دَابِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَمَا كَانُوا مُؤْمِنِينَ } بوجه من الوجوه، بل وصفهم التكذيب والعناد، ونعتهم الكبر والفساد.
- الوسيط لطنطاوي : فَأَنجَيْنَاهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِّنَّا وَقَطَعْنَا دَابِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا ۖ وَمَا كَانُوا مُؤْمِنِينَ
ولم يطل انتظار هود عليهم، فقد حل بهم العقاب الذي توعدهم به سريعا ولذا قال- تعالى-: فَأَنْجَيْناهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا الفاء فصيحة. أى: فوقع ما وقع فأنجينا هودا والذين اتبعوه في عقيدته برحمة عظيمة منا لا يقدر عليها غيرنا.
وَقَطَعْنا دابِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا أى: استأصلناهم عن آخرهم بالريح العقيم التي ما تَذَرُ مِنْ شَيْءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ إِلَّا جَعَلَتْهُ كَالرَّمِيمِ.
فقطع الدابر كناية عن الاستئصال والإهلاك للجميع يقال قطع الله دابره أى: أذهب أصله.
وقوله: وَما كانُوا مُؤْمِنِينَ عطف على كَذَّبُوا داخل معه حكم الصلة أى: أصروا على الكفر والتكذيب ولم يرجعوا عن ذلك أصلا.
قال صاحب الكشاف: فإن قلت: ما فائدة نفى الإيمان عنهم في قوله: وَما كانُوا مُؤْمِنِينَ مع إثبات التكذيب بآيات الله؟ قلت: هو تعريض بمن آمن منهم- كمرثد بن سعد- ومن نجا مع هود- عليه السلام- كأنه قال: وقطعنا دابر الذين كذبوا منهم، ولم يكونوا مثل من آمن منهم ليؤذن أن الهلاك للمكذبين ونجى الله المؤمنين» .
وهكذا طويت صفحة أخرى من صحائف المكذبين، وتحقق النذير في قوم هود كما تحقق قبل ذلك في قوم نوح.
ثم قصت علينا السورة بعد ذلك قصة صالح- عليه السلام- مع قومه فقالت:
- البغوى : فَأَنجَيْنَاهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِّنَّا وَقَطَعْنَا دَابِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا ۖ وَمَا كَانُوا مُؤْمِنِينَ
( فأنجيناه ) يعني هودا عند نزول العذاب ، ( والذين معه برحمة منا وقطعنا دابر الذين كذبوا بآياتنا ) أي : استأصلناهم وأهلكناهم عن آخرهم ، ( وما كانوا مؤمنين )
وكانت قصة عاد على ما ذكر محمد بن إسحاق وغيره : أنهم كانوا قوما ينزلون اليمن وكانت مساكنهم بالأحقاف ، وهي رمال بين عمان وحضرموت ، وكانوا قد فشوا في الأرض كلها وقهروا أهلها بفضل قوتهم التي آتاهم الله - عز وجل - ، وكانوا أصحاب أوثان يعبدونها ، صنم يقال له صدى ، وصنم يقال له صمود ، وصنم يقال له الهباء ، فبعث الله إليهم هودا نبيا ، وهو من أوسطهم نسبا وأفضلهم حسبا ، فأمرهم أن يوحدوا الله ويكفوا عن ظلم الناس ولم يأمرهم بغير ذلك ، فكذبوه فقالوا من أشد منا قوة فبنوا المصانع وبطشوا بطشة الجبارين ، فلما فعلوا ذلك أمسك الله عنهم المطر ثلاث سنين حتى جهدهم ذلك .
وكان الناس في ذلك الزمان إذا نزل بهم بلاء فطلبوا الفرج كانت طلبتهم إلى الله - عز وجل - عند بيته الحرام بمكة مسلمهم ومشركهم ، فيجتمع بمكة ناس كثير شتى ، مختلفة أديانهم وكلهم معظم لمكة ، وأهل مكة يومئذ العماليق سموا عماليق ، لأن أباهم عمليق بن لاذا بن سام بن نوح ، وكان سيد العماليق إذ ذاك بمكة رجل يقال له معاوية بن بكر وكانت أم معاوية كلهدة بنت الخيبري رجل من عاد ، فلما قحط المطر عن عاد وجهدوا قالوا جهزوا وافدا منكم إلى مكة فليستسقوا لكم ، فبعثوا قيل بن عنز ولقيم بن هزال من هزيل ، وعقيل بن صندين بن عاد الأكبر ، ومرثد بن سعد بن عفير وكان مسلما يكتم إسلامه ، وجلهمة بن الخيبري خال معاوية بن بكر ، ثم بعثوا لقمان بن عاد الأصغر بن صندين بن عاد الأكبر ، فانطلق كل رجل من هؤلاء ومعه رهط من قومه حتى بلغ عدد وفدهم سبعين رجلا .
فلما قدموا مكة نزلوا على معاوية بن بكر وهو بظاهر مكة خارجا من الحرم ، فأنزلهم وأكرمهم وكانوا أخواله وأصهاره فأقاموا عنده شهرا يشربون الخمر وتغنيهم الجرادتان ، قينتان لمعاوية بن بكر ، وكان مسيرهم شهرا ومقامهم شهرا فلما رأى معاوية بن بكر طول مقامهم وقد بعثهم قومهم يتغوثون بهم من البلاء الذي أصابهم شق ذلك عليه ، وقال هلك أخوالي وأصهاري وهؤلاء مقيمون عندي وهم ضيفي ، والله ما أدري كيف أصنع بهم ، أستحي أن آمرهم بالخروج إلى ما بعثوا إليه ، فيظنون أنه ضيق مني بمقامهم عندي ، وقد هلك من وراءهم من قومهم جهدا وعطشا ، فشكا ذلك من أمرهم إلى قينتيه الجرادتين ، فقالتا : قل شعرا نغنيهم به ، لا يدرون من قاله ، لعل ذلك أن يحركهم ، فقال معاوية بن بكر :
ألا يا قيل ويحك قم فهينم لعل الله يسقينا غماما فيسقي أرض عاد إن عادا
قد أمسوا لا يبينون الكلاما من العطش الشديد فليس نرجو
به الشيخ الكبير ولا الغلاما وقد كانت نساؤهم بخير
فقد أمست نساؤهم أيامى وإن الوحش تأتيهم جهارا
فلا تخشى لعادي سهاما وأنتم هاهنا فيما اشتهيتم
نهاركمو وليلكمو التماما فقبح وفدكم من وفد قوم
ولا لقوا التحية والسلاما
فلما غنتهم الجرادتان هذا قال بعضهم لبعض : يا قوم إنما بعثكم قومكم يتغوثون بكم من البلاء الذي نزل بهم ، وقد أبطأتم عليهم ، فادخلوا هذا الحرم فاستسقوا لقومكم ، فقال مرثد بن سعد بن عفير ، وكان قد آمن بهود سرا : إنكم والله لا تسقون بدعائكم ، ولكن إن أطعتم نبيكم وأنبتم إلى ربكم سقيتم ، فأظهر إسلامه عند ذلك وقال :
عصت عاد رسولهم فأمسوا عطاشا ما تبلهم السماء
لهم صنم يقال له صمود يقابله صداء والهباء
فبصرنا الرسول سبيل رشد فأبصرنا الهدى وجلى العماء
وإن إله هود هو إلهي على الله التوكل والرجاء
فقالوا لمعاوية بن بكر : احبس عنا مرثد بن سعد فلا يقدمن معنا مكة ، فإنه قد اتبع دين هود ، وترك ديننا ، ثم خرجوا إلى مكة يستسقون لعاد ، فلما ولوا إلى مكة خرج مرثد بن سعد من منزل معاوية حتى أدركهم قبل أن يدعوا الله بشيء مما خرجوا له ، فلما انتهى إليهم قام يدعو الله ، وبها وفد عاد يدعون ، فقال : اللهم أعطني سؤلي وحدي ولا تدخلني في شيء مما يدعوك به وفد عاد ، وكان قيل بن عنز رأس وفد عاد ، فقال وفد عاد : اللهم أعط قيلا ما سألك واجعل سؤلنا مع سؤله .
وكان قد تخلف عن وفد عاد - حين دعوا - لقمان بن عاد ، وكان سيد عاد ، حتى إذا فرغوا من دعوتهم قام ، فقال : اللهم إني جئتك وحدي في حاجتي فأعطني سؤلي ، وسأل الله طول العمر فعمر عمر سبعة أنسر ، وقال قيل بن عنز حين دعا : يا إلهنا إن كان هود صادقا فاسقنا فإنا قد هلكنا ، فأنشأ الله سحائب ثلاثا بيضاء وحمراء وسوداء ، ثم ناداه مناد من السحايب يا قيل اختر لنفسك وقومك من هذه السحائب ما شئت فقال قيل : اخترت السحابة السوداء فإنها أكثر السحاب ماء فناداه مناد : اخترت رمادا رمددا لا تبقي من آل عاد أحدا ، وساق الله سبحانه وتعالى السحابة السوداء التي اختارها قيل بما فيها من النقمة إلى عاد حتى خرجت عليهم من واد لهم يقال له " المغيث " فلما رأوها استبشروا وقالوا : هذا عارض ممطرنا ، يقول الله تعالى : ( بل هو ما استعجلتم به ريح فيها عذاب أليم تدمر كل شيء بأمر ربها ) ( الأحقاف - 24 - 25 ) أي : كل شيء مرت به .
وكان أول من أبصر ما فيها وعرف أنها ريح مهلكة امرأة من عاد يقال لها مهدد ، فلما تبينت ما فيها صحت ثم صعقت ، فلما أفاقت قالوا لها : ماذا رأيت؟ قالت : رأيت الريح فيها كشهب النار أمامها رجال يقودونها ، فسخرها الله عليهم سبع ليال وثمانية أيام حسوما ، فلم تدع من آل عاد أحدا إلا هلك ، واعتزل هود ومن معه من المؤمنين في حظيرة ما يصيبه هو ومن معه من الريح إلا ما تلين عليه الجلود وتلذ الأنفس ، وإنها لتمر من عاد بالظعن فتحملهم بين السماء والأرض وتدمغهم بالحجارة ، وخرج وفد عاد من مكة حتى مروا بمعاوية بن بكر فنزلوا عليها فبينما هم عنده إذ أقبل رجل على ناقة في ليلة مقمرة مساء ثالثة من مصاب عاد فأخبرهم الخبر ، فقالوا له فأين فارقت هودا وأصحابه؟ فقال : فارقتهم بساحل البحر فكأنهم شكوا فيما حدثهم به ، فقالت هزيلة بنت بكر : صدق ورب مكة .
وذكروا أن مرثد بن سعد ولقمان بن عاد ، وقيل بن عنز حين دعوا بمكة ، قيل لهم : قد أعطيتكم مناكم فاختاروا لأنفسكم ، إلا أنه لا سبيل إلى الخلود ، ولا بد من الموت ، فقال مرثد : اللهم أعطني صدقا وبرا فأعطي ذلك ، وقال لقمان : أعطني يا رب عمرا ، فقيل له : اختر ، فاختار عمر سبعة أنسر ، فكان يأخذ الفرخ حين يخرج من بيضته فيأخذ الذكر منها لقوته ، حتى إذا مات أخذ غيره فلم يزل يفعل ذلك حتى أتى على السابع ، وكان كل نسر يعيش ثمانين سنة ، وكان آخرها لبد فلما مات لبد مات لقمان معه .
وأما قيل فإنه قال : أختار أن يصيبني ما أصاب قومي فقيل له : إن الهلاك ، فقال : لا أبالي لا حاجة لي في البقاء بعدهم ، فأصابه الذي أصاب عادا من العذاب فهلك .
قال السدي : بعث الله على عاد الريح العقيم فلما دنت منهم نظروا إلى الإبل والرجال ، تطير بهم الريح بين السماء والأرض ، فلما رأوها تبادروا البيوت فدخلوها وأغلقوا أبوابهم ، فجاءت الريح فقلعت أبوابهم فدخلت عليهم فأهلكتهم فيها ، ثم أخرجتهم من البيوت ، فلما أهلكهم الله أرسل عليهم طيرا سوداء فنقلتهم إلى البحر فألقتهم فيه .
وروي أن الله - عز وجل - أمر الريح فأهالت عليهم الرمال ، فكانوا تحت الرمل سبع ليال وثمانية أيام لهم أنين تحت الرمل ، ثم أمر الريح فكشفت عنهم الرمال فاحتملتهم فرمت بهم في البحر ولم تخرج ريح قط إلا بمكيال إلا يومئذ فإنها عتت على الخزنة فغلبتهم فلم يعلموا كم كان مكيالها .
وفي الحديث : " إنها خرجت عليهم على قدر خرق الخاتم " وروي عن علي رضي الله عنه : أن قبر هود عليه السلام بحضرموت في كثيب أحمر . وقال عبد الرحمن بن سابط : بين الركن والمقام وزمزم قبر تسعة وتسعين نبيا ، وإن قبر هود وشعيب وصالح وإسماعيل عليهم السلام في تلك البقعة . ويروى : أن النبي من الأنبياء إذا هلك قومه جاء هو والصالحون معه إلى مكة يعبدون الله فيها حتى يموتوا .
- ابن كثير : فَأَنجَيْنَاهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِّنَّا وَقَطَعْنَا دَابِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا ۖ وَمَا كَانُوا مُؤْمِنِينَ
( فأنجيناه والذين معه برحمة منا وقطعنا دابر الذين كذبوا بآياتنا وما كانوا مؤمنين )
وقد ذكر الله ، سبحانه ، صفة إهلاكهم في أماكن أخر من القرآن ، بأنه أرسل عليهم الريح العقيم ، ما تذر من شيء أتت عليه إلا جعلته كالرميم ، كما قال في الآية الأخرى : ( وأما عاد فأهلكوا بريح صرصر عاتية سخرها عليهم سبع ليال وثمانية أيام حسوما فترى القوم فيها صرعى كأنهم أعجاز نخل خاوية فهل ترى لهم من باقية ) [ الحاقة : 6 - 8 ] لما تمردوا وعتوا أهلكهم الله بريح عاتية ، فكانت تحمل الرجل منهم فترفعه في الهواء ثم تنكسه على أم رأسه فتثلغ رأسه حتى تبينه من جثته ; ولهذا قال : ( كأنهم أعجاز نخل خاوية )
وقال محمد بن إسحاق : كانوا يسكنون باليمن من عمان وحضرموت ، وكانوا مع ذلك قد فشوا في الأرض وقهروا أهلها ، بفضل قوتهم التي آتاهم الله ، وكانوا أصحاب أوثان يعبدونها من دون الله ، فبعث الله إليهم هودا ، عليه السلام ، وهو من أوسطهم نسبا ، وأفضلهم موضعا ، فأمرهم أن يوحدوا الله ولا يجعلوا معه إلها غيره ، وأن يكفوا عن ظلم الناس ، فأبوا عليه وكذبوه ، وقالوا : من أشد منا قوة ؟ واتبعه منهم ناس ، وهم يسير مكتتمون بإيمانهم ، فلما عتت عاد على الله وكذبوا نبيه ، وأكثروا في الأرض الفساد وتجبروا ، وبنوا بكل ريع آية عبثا بغير نفع ، كلمهمهود فقال : ( أتبنون بكل ريع آية تعبثون وتتخذون مصانع لعلكم تخلدون وإذا بطشتم بطشتم جبارين فاتقوا الله وأطيعون ) [ الشعراء : 128 - 131 ] ( قالوا يا هود ما جئتنا ببينة وما نحن بتاركي آلهتنا عن قولك وما نحن لك بمؤمنين . إن نقول إلا اعتراك بعض آلهتنا بسوء ) أي : بجنون ( قال إني أشهد الله واشهدوا أني بريء مما تشركون من دونه فكيدوني جميعا ثم لا تنظرون إني توكلت على الله ربي وربكم ما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها إن ربي على صراط مستقيم ) [ هود : 53 - 56 ]
قال محمد بن إسحاق : فلما أبوا إلا الكفر به ، أمسك الله عنهم القطر ثلاث سنين ، فيما يزعمون ، حتى جهدهم ذلك ، قال : وكان الناس إذا جهدهم أمر في ذلك الزمان ، فطلبوا من الله الفرج فيه ، إنما يطلبونه بحرمة ومكان بيته ، وكان معروفا عند الملل وبه العماليق مقيمون ، وهم من سلالة عمليق بن لاوذ بن سام بن نوح ، وكان سيدهم إذ ذاك رجلا يقال له : " معاوية بن بكر " ، وكانت له أم من قوم عاد ، واسمها كلهدة ابنة الخيبري ، قال : فبعثت عاد وفدا قريبا من سبعين رجلا إلى الحرم ، ليستسقوا لهم عند الحرم ، فمروا بمعاوية بن بكر بظاهر مكة فنزلوا عليه ، فأقاموا عنده شهرا يشربون الخمر وتغنيهم الجرادتان - قينتان لمعاوية - وكانوا قد وصلوا إليه في شهر ، فلما طال مقامهم عنده وأخذته شفقة على قومه ، واستحيا منهم أن يأمرهم بالانصراف ، عمل شعرا يعرض لهم بالانصراف ، وأمر القينتين أن تغنياهم به ، فقال :
ألا يا قيل ويحك قم فهينم لعل الله يصبحنا غماما فيسقي أرض عاد إن عادا
قد امسوا لا يبينون الكلاما من العطش الشديد فليس نرجو
به الشيخ الكبير ولا الغلاما وقد كانت نساؤهم بخير
فقد أمست نساؤهم عيامى وإن الوحش تأتيهم جهارا
ولا تخشى لعادي سهاما وأنتم هاهنا فيما اشتهيتم
نهاركم وليلكم التماما فقبح وفدكم من وفد قوم
ولا لقوا التحية والسلاما
قال : فعند ذلك تنبه القوم لما جاءوا له ، فنهضوا إلى الحرم ، ودعوا لقومهم فدعا داعيهم ، وهو : " قيل بن عنز " فأنشأ الله سحابات ثلاثا : بيضاء ، وسوداء ، وحمراء ، ثم ناداه مناد من السماء : " اختر لنفسك - أو : - لقومك من هذا السحاب " ، فقال : " اخترت هذه السحابة السوداء ، فإنها أكثر السحاب ماء " فناداه مناد : اخترت رمادا رمددا ، لا تبقي من عاد أحدا ، لا والدا تترك ولا ولدا ، إلا جعلته همدا ، إلا بني اللوذية المهندا قال : وبنو اللوذية : بطن من عاد مقيمون بمكة ، فلم يصبهم ما أصاب قومهم - قال : وهم من بقي من أنسالهم وذراريهم عاد الآخرة - قال : وساق الله السحابة السوداء ، فيما يذكرون ، التي اختارها " قيل بن عنز " بما فيها من النقمة إلى عاد ، حتى تخرج عليهم من واد يقال له : " المغيث " ، فلما رأوها استبشروا ، وقالوا : ( هذا عارض ممطرنا ) يقول : ( بل هو ما استعجلتم به ريح فيها عذاب أليم تدمر كل شيء بأمر ربها ) [ الأحقاف : 24 ، 25 ] أي : تهلك كل شيء مرت به ، فكان أول من أبصر ما فيها وعرف أنها ريح ، فيما يذكرون ، امرأة من عاد يقال لها : مهدد فلما تبينت ما فيها صاحت ، ثم صعقت . فلما أفاقت قالوا : ما رأيت يا مهدد ؟ قالت ريحا فيها شهب النار ، أمامها رجال يقودونها . فسخرها الله عليهم سبع ليال وثمانية أيام حسوما ، كما قال الله . و " الحسوم " : الدائمة - فلم تدع من عاد أحدا إلا هلك واعتزل هود ، عليه السلام ، فيما ذكر لي ، ومن معه من المؤمنين في حظيرة ، ما يصيبه ومن معه إلا ما تلين عليه الجلود ، وتلتذ الأنفس ، وإنها لتمر على عاد بالطعن ما بين السماء والأرض ، وتدمغهم بالحجارة .
وذكر تمام القصة بطولها ، وهو سياق غريب فيه فوائد كثيرة ، وقد قال الله تعالى : ( ولما جاء أمرنا نجينا هودا والذين آمنوا معه برحمة منا ونجيناهم من عذاب غليظ ) [ هود : 58 ]
وقد ورد في الحديث الذي رواه الإمام أحمد في مسنده قريب مما أورده محمد بن إسحاق بن يسار ، رحمه الله .
قال الإمام أحمد : حدثنا زيد بن الحباب ، حدثني أبو المنذر سلام بن سليمان النحوي ، حدثنا عاصم بن أبي النجود ، عن أبي وائل ، عن الحارث البكري قال : خرجت أشكو العلاء بن الحضرمي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فمررت بالربذة فإذا عجوز من بني تميم منقطع بها ، فقالت لي : يا عبد الله ، إن لي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حاجة ، فهل أنت مبلغي إليه ؟ قال : فحملتها فأتيت المدينة ، فإذا المسجد غاص بأهله ، وإذا راية سوداء تخفق ، وإذا بلال متقلد بسيف بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقلت : ما شأن الناس ؟ فقالوا : يريد أن يبعث عمرو بن العاص وجها . قال : فجلست ، فدخل منزله - أو قال رحله فاستأذنت عليه ، فأذن لي ، فدخلت فسلمت ، قال : هل بينكم وبين تميم شيء ؟ قلت : نعم ، وكانت لنا الدبرة عليهم ، ومررت بعجوز من بني تميم منقطع بها ، فسألتني أن أحملها إليك ، وها هي بالباب . فأذن لها ، فدخلت ، فقلت : يا رسول الله ، إن رأيت أن تجعل بيننا وبين تميم حاجزا ، فاجعل الدهناء . فحميت العجوز واستوفزت ، فقالت : يا رسول الله ، فإلى أين يضطر مضطرك ؟ قال : قلت : إن مثلي مثل ما قال الأول : " معزى حملت حتفها " ، حملت هذه ولا أشعر أنها كانت لي خصما ، أعوذ بالله وبرسوله أن أكون كوافد عاد ! قال : هيه ، وما وافد عاد ؟ - وهو أعلم بالحديث منه ، ولكن يستطعمه - قلت : إن عادا قحطوا فبعثوا وافدا لهم يقال له : " قيل " ، فمر بمعاوية بن بكر ، فأقام عنده شهرا يسقيه الخمر وتغنيه جاريتان ، يقال لهما : " الجرادتان " ، فلما مضى الشهر خرج إلى جبال مهرة ، فقال : اللهم إنك تعلم أني لم أجئ إلى مريض فأداويه ، ولا إلى أسير فأفاديه . اللهم اسق عادا ما كنت تسقيه ، فمرت به سحابات سود ، فنودي : منها " اختر " . فأومأ إلى سحابة منها سوداء ، فنودي منها : " خذها رمادا رمددا ، لا تبقي من عاد أحدا " . قال : فما بلغني أنه بعث عليهم من الريح إلا قدر ما يجري في خاتمي هذا ، حتى ، هلكوا - قال أبو وائل : وصدق - قال : وكانت المرأة والرجل إذا بعثوا وافدا لهم قالوا : " لا تكن كوافد عاد " .
هكذا رواه الإمام أحمد في المسند ، ورواه الترمذي ، عن عبد بن حميد ، عن زيد بن الحباب ، به نحوه : ورواه النسائي من حديث سلام بن أبي المنذر . عن عاصم - وهو ابن بهدلة - ومن طريقه رواه ابن ماجه أيضا ، عن أبي وائل ، عن الحارث بن حسان البكري ، به . ورواه ابن جرير عن أبي كريب عن زيد بن حباب ، به . ووقع عنده : " عن الحارث بن يزيد البكري " فذكره ، ورواه أيضا عن أبي كريب ، عن أبي بكر بن عياش ، عن عاصم ، عن الحارث بن يزيد البكري ، فذكره ولم أر في النسخة " أبا وائل " ، والله أعلم .
- القرطبى : فَأَنجَيْنَاهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِّنَّا وَقَطَعْنَا دَابِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا ۖ وَمَا كَانُوا مُؤْمِنِينَ
" دابر " آخر .
وقد تقدم أي لم يبق لهم بقية .
- الطبرى : فَأَنجَيْنَاهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِّنَّا وَقَطَعْنَا دَابِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا ۖ وَمَا كَانُوا مُؤْمِنِينَ
القول في تأويل قوله : فَأَنْجَيْنَاهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَقَطَعْنَا دَابِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَمَا كَانُوا مُؤْمِنِينَ (72)
قال أبو جعفر : يقول تعالى ذكره: فأنجينا نوحًا والذين معه من أتباعه على الإيمان به والتصديق به وبما دعَا إليه ، من توحيد الله ، وهجر الآلهة والأوثان=( برحمة منّا وقطعنا دابر الذين كذبوا بآياتنا )يقول: وأهلكنا الذين كذَّبوا من قوم هود بحججنا جميعًا عن آخرهم، فلم نبق منهم أحدًا ، كما:-
14809-حدثني يونس قال، أخبرنا ابن وهب قال، قال ابن زيد، في قوله: ( وقطعنا دابرَ الذين كذبوا بآياتنا )قال: استأصلناهم.
* * *
وقد بينا فيما مضى معنى قوله: فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا [الأنعام: 45 ] ، بشواهده ، بما أغنى عن إعادته. (81)
* * *
=(وما كانوا مؤمنين )يقول: لم يكونوا مصَدّقين بالله ولا برسوله هود.
--------------------
الهوامش :
(81) انظر تفسير"قطع دابرهم" فيما سلف 11: 363 ، 364.
- ابن عاشور : فَأَنجَيْنَاهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِّنَّا وَقَطَعْنَا دَابِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا ۖ وَمَا كَانُوا مُؤْمِنِينَ
الفاء للتّعقيب : أي فعجّل الله استيصال عاد ونجَّى هوداً والذين معه أي المؤمنين من قومه ، فالمعقّب به هو قطع دابر عاد ، وكان مقتضى الظّاهر أن يكون النّظم هكذا : فقطعْنا دابر الذين كذّبوا إلخ ونجينا هوداً إلخ ، ولكن جرى النّظم على خلاف مقتضى الظّاهر للاهتمام بتعجيل الإخبار بنجاة هود ومن آمَن معه ، على نحو ما قرّرتُه في قوله تعالى : { فكذّبوه فأنجيناه والذين معه في الفلك وأغرقنا الذين كذّبوا بآياتنا } [ الأعراف : 64 ] في قصّة نوح المتقدّمة ، وكذلك القول في تعريف الموصوليّة في قوله : { والذين معه }. والّذين معه هم من آمن به من قومه ، فالمعيّة هي المصاحبة في الدّين ، وهي معيّة مجازيّة ، قيل إنّ الله تعالى أمر هوداً ومن معه بالهجرة إلى مكّة قبل أن يحلّ العذاب بعادٍ ، وإنّه توفي هنالك ودفن في الحِجْر ولا أحسب هذا ثابتاً لأنّ مكّة إنّما بناها إبراهيم وظاهر القرآن في سورة هود أنّ بين عاد وإبراهيم زمناً طويلاً لأنّه حكى عن شعيب قولَه لقومه : { أنْ يصيبكم مثلُ ما أصاب قوم نوح أو قوم هود أو قوم صالح وما قومُ لوط منكم ببعيد } [ هود : 89 ] فهو ظاهر في أنّ عاداً وثموداً كانوا بعيدين من زمن شعيب وأنّ قوم لوط غير بعيدين ، والبعد مراد به بعد الزّمان ، لأنّ أمكنة الجميع متقاربة ، وكان لوط في زمن إبراهيم فالأولى أن لا نعين كيفية إنجاء هود ومن معه . والأظهر أنّها بالأمر بالهجرة إلى مكان بعيد عن العذاب ، وروي عن عليّ أنّ قَبْر هود بحضر موت وهذا أقرب .
وقوله : { برحمة منا } الباء فيه للسّببيّة ، وتنكير { رحمة } للتّعظيم ، وكذلك وصفها بأنّها من الله للدّلالة على كمالها ، و ( من ) للابتداء ، ويجوز أن تكون الباءُ للمصاحبة ، أي : فأنجيناه ورحمناه ، فكانت الرّحمَة مصاحبة لهم إذ كانوا بمحلّ اللّطف والرّفق حيثما حَلّوا إلى انقضاء آجالهم ، وموقع ( مِنَّا ) على هذا الوجه موقع رشيق جدّا يؤذن بأن الرّحمة غير منقطعة عنهم كقوله { فإنّك بأعيننا } [ الطور : 48 ].
وتفسير قوله : { وقطعنا دابر الذين كذبوا } نظير قوله تعالى : { فقُطع دابر القوم الذين ظلموا } في سورة الأنعام ( 45 ) ، وقد أرسل عليهم الرّيح الدّبُور فأفناهم جميعاً ولم يبق منهم أحد . والظّاهر أنّ الذين أنجاهم الله منهم لم يكن لهم نسل . وأمّا الآية فلا تقتضي إلاّ انقراض نسل الذين كذّبوا ونزل بهم العذاب والتّعريف بطريق الموصوليه تقدّم في قوله : { وأغرقنا الذين كذّبوا بآياتنا } [ الأعراف : 64 ] في قصّة نوح آنفاً ، فهو للإيماء إلى وجه بناء الخبر وهو قطع دابرهم .
{ وما كانوا مؤمنين } عطف على { كذّبوا } فهو من الصّلة ، وفائدة عطفه الإشارة إلى أن كلتا الصّلتين موجب لقطع دابرهم : وهما التّكذيب والإشراك ، تعريضاً بمشركي قريش ، ولِموعظتهم ذكرت هذه القصص . وقد كان ما حَلّ بعاد من الاستيصال تطهيراً أوّل لبلاد العرب من الشّرك ، وقطعاً لدابر الضّلال منها في أوّل عصور عمرانها ، أعداداً لما أراد الله تعالى من انبثاق نور الدّعوة المحمّديّة فيها .
- إعراب القرآن : فَأَنجَيْنَاهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِّنَّا وَقَطَعْنَا دَابِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا ۖ وَمَا كَانُوا مُؤْمِنِينَ
«فَأَنْجَيْناهُ» فعل ماض مبني على السكون ، ونا فاعله والهاء مفعوله والجملة مستأنفة بعد الفاء ، «وَالَّذِينَ» اسم موصول معطوف على الضمير المنصوب. «مَعَهُ» ظرف مكان متعلق بمحذوف صلة الموصول والتقدير والذين آمنوا معه. والهاء في محل جر بالإضافة. «بِرَحْمَةٍ» متعلقان بالفعل أنجينا. «مِنَّا» متعلقان بمحذوف صفة لرحمة. «وَقَطَعْنا» فعل ماض وفاعله «دابِرَ» مفعوله والجملة معطوفة ، «الَّذِينَ» اسم موصول في محل جر بالإضافة. «كَذَّبُوا» فعل ماض تعلق به الجار والمجرور بعده «بِآياتِنا» والواو فاعله ، والجملة صلة الموصول ... «وَما كانُوا مُؤْمِنِينَ» كان واسمها وخبرها وما نافية والجملة مستأنفة لا محل لها.
- English - Sahih International : So We saved him and those with him by mercy from Us And We eliminated those who denied Our signs and they were not [at all] believers
- English - Tafheem -Maududi : فَأَنجَيْنَاهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِّنَّا وَقَطَعْنَا دَابِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا ۖ وَمَا كَانُوا مُؤْمِنِينَ(7:72) Then We delivered Hud and his companions by Our mercy, and We utterly cut off the last remnant of those who called the lie to Our signs and would not believe. *56
- Français - Hamidullah : Or Nous l'avons sauvé lui et ceux qui étaient avec lui par miséricorde de Notre part et Nous avons exterminé ceux qui traitaient de mensonges Nos enseignements et qui n'étaient pas croyants
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Da retteten Wir ihn und diejenigen die mit ihm waren durch Barmherzigkeit von Uns Aber Wir schnitten die Rückkehr derer die Unsere Zeichen für Lüge erklärten ab und sie waren nicht gläubig"
- Spanish - Cortes : Así pues salvamos a él y a los que con él estaban por una misericordia venida de Nosotros Y extirpamos a quienes habían desmentido Nuestros signos y no eran creyentes
- Português - El Hayek : Salvamolo e a quem com ele estava mercê de Nossa misericórdia e extirpamos aqueles que desmentiram Nossosversículos porque não eram fiéis
- Россию - Кулиев : Мы спасли его и тех кто был с ним по Своей милости и искоренили тех которые сочли ложью Наши знамения и не стали верующими
- Кулиев -ас-Саади : فَأَنجَيْنَاهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِّنَّا وَقَطَعْنَا دَابِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا ۖ وَمَا كَانُوا مُؤْمِنِينَ
Мы спасли его и тех, кто был с ним, по Своей милости и искоренили тех, которые сочли ложью Наши знамения и не стали верующими.Аллах по Своей милости спас Худа и тех, кто уверовал вместе с ним. Он помог им обрести веру, и благодаря ней они обрели Его милость и спасение. Неверующие же, которые сочли ложью Его знамения, были искоренены. Их постигло суровое наказание, избежать которого не удалось никому из них. Аллах наслал на них бесплодный ветер, который превращал в прах все на своем пути. Неверующие были погублены, и на утро в их поселениях не осталось ничего, кроме пустых жилищ. Посмотри же, каким был конец тех, кого увещевали! До них донесли истину, но они отказались покориться ей. Им было велено уверовать, но они отказались, и поэтому их концом стали погибель, позор и бесчестие! Всевышний сказал: «Проклятие будет преследовать их как в этом мире, так и в День воскресения. Воистину, адиты не уверовали в своего Господа. Да сгинут адиты, народ Худа!» (11:60). В этой суре Аллах также сообщил, что адиты категорически отказались уверовать и заслужили называться неверующими упрямцами и надменными нечестивцами.
- Turkish - Diyanet Isleri : Biz rahmetimizle Hud'u ve beraberinde bulunanları kurtardık ayetlerimizi yalan sayarak inanmayanların kökünü kestik
- Italiano - Piccardo : Abbiamo salvato lui e coloro che erano con lui per Nostra misericordia e cancellato anche le traccedi coloro che smentivano i Nostri segni e non credevano
- كوردى - برهان محمد أمين : ئینجا دوای دابهزینی خهشمی خوایی هودو ئهو ئیماندارانهی لهگهڵی بوون بهرهحمهتێکی تایبهتی خۆمان ڕزگارمان کردن ئهوانهش که ئایهت و ههڕهشهکانی ئێمهیان بهدرۆ دهزانی دوابڕاومان کردن و ئهوانهش باوهڕدار نهبوون به مژدهکانمان
- اردو - جالندربرى : پھر ہم نے ہود کو اور جو لوگ ان کے ساتھ تھے ان کو نجات بخشی اور جنہوں نے ہماری ایتوں کو جھٹلایا تھا ان کی جڑ کاٹ دی اور وہ ایمان لانے والے تھے ہی نہیں
- Bosanski - Korkut : I Mi smo iz milosti Naše njega i one koji su bili uz njega spasili a do posljednjeg istrijebili one koji dokaze Naše nisu priznavali i koji nisu vjerovali
- Swedish - Bernström : Och i Vår nåd räddade vi honom och dem som var med honom men dem som avvisade Våra budskap som lögn och förkastade tron lät Vi förgås till sista man
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Maka kami selamatkan Hud beserta orangorang yang bersamanya dengan rahmat yang besar dari Kami dan Kami tumpas orangorang yang mendustakan ayatayat Kami dan tiadalah mereka orangorang yang beriman
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : فَأَنجَيْنَاهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِّنَّا وَقَطَعْنَا دَابِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا ۖ وَمَا كَانُوا مُؤْمِنِينَ
(Maka Kami selamatkan dia) Hud (beserta orang-orang yang bersamanya) dari kalangan orang-orang yang beriman (dengan rahmat yang besar dari Kami dan Kami tumpas) kaumnya itu (orang-orang yang mendustakan ayat-ayat Kami) Kami habiskan mereka dengan akar-akarnya (dan tiadalah mereka orang-orang yang beriman) diathafkan kepada lafal kadzdzabuu.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : অনন্তর আমি তাকে ও তার সঙ্গীদেরকে স্বীয় অনুগ্রহে রক্ষা করলাম এবং যারা আমার আয়াতসমূহে মিথ্যারোপ করত তাদের মূল কেটে দিলাম। তারা মান্যকারী ছিল না।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : ஆகவே நாம் அவரையும் அவருடன் இருந்தவர்களையும் நம்முடைய அருளைக்கொண்டு காப்பற்றினோம்; நம் வசனங்களைப் பொய்யெனக்கூறி நம்பிக்கை கொள்ளாமல் இருந்தவர்களை நாம் வேரறுத்து விட்டோம்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : “แล้วเราได้ช่วยเขา และบรรดาผู้ที่ร่วมอยู่กับเขาให้รอดพ้น ด้วยความเอ็นดูเมตตาจากเรา แลเราได้ตัดขาด ซึ่งคนสุดท้ายของบรรดาผู้ที่ปฏิเสธโองการทั้งหลายของเรา และมิเคยปรากฏว่าพวกเขาเป็นผู้ศรัทธา”
- Uzbek - Мухаммад Содик : Бас унга ва у билан бирга бўлганларга Ўз раҳматимиз ила нажот бердик ва оятларимизни ёлғонга чиқарганларнинг кетларини уздик Улар мўмин эмас эдилар Мазкур баҳснинг оқибатида Биз Ҳудга а с ва у зот билан бўлган мўминларга нажот бердик Улар Аллоҳ юборган балоофатлардан омонда бўлдилар Яъни батамом ҳалокатга гирифтор қилдик Уларнинг Муғайс деб аталгувчи водийлари узра узоқ муддат давом этган қурғоқчиликдан сўнг бир булут намоён бўлди Од қавми мана шу келаётган булут бизга ёмғир ёғади деб шод бўлишди Аммо орзиқиб кутилган булут етиб келганида ундан қаттиқ шамол уфурилиб барчаларини ҳалок қилди Улардан бирортаси омон қолмай кетлари узулди
- 中国语文 - Ma Jian : 我以我的慈恩拯救了他和他的同道,而灭绝了那些否认我的迹象,并且不信道的人。
- Melayu - Basmeih : Maka Kami selamatkan dia dan orangorang yang bersamanya dengan rahmat dari Kami dan Kami binasakan serta putuskan keturunan orangorang yang mendustakan ayatayat Kami dan mereka bukanlah orangorang yang beriman
- Somali - Abduh : Markaasaan Korinay isaga iyo Intii la jirtay Naxariistanada Darteed waxaana Goynay Cidhibta kuwa Beeniyey Aayaadkanaga mana ayan rumayn Xaqa
- Hausa - Gumi : To sai Muka tsĩrar da shi shĩ da waɗanda suke tãre da shi sabõda wata rahama daga gare Mu kuma Muka katse ƙarshen waɗanda suka ƙaryata game da ãyõyinMu kuma ba su kasance mũminaiba
- Swahili - Al-Barwani : Basi tukamwokoa yeye na walio kuwa pamoja naye kwa rehema zetu na tukakata mizizi ya wale walio zikanusha Ishara zetu na hawakuwa wenye kuamini
- Shqiptar - Efendi Nahi : Dhe Ne e shpëtuam atë dhe ata që ishin me të me mëshirën Tonë E i shfarosëm të gjithë ata që i përgënjeshtruan argumentet Tona dhe nuk besuan
- فارسى - آیتی : هود و همراهانش را به پايمردى رحمت خويش رهانيديم و كسانى را كه آيات ما را تكذيب كردند و ايمان نياورده بودند از ريشه بركنديم.
- tajeki - Оятӣ : Ҳуд ва ҳамроҳонашро ба фазлу раҳмати хеш раҳонидем ва касонеро, ки оёти Моро дурӯғ бароварданд ва имон наёварда буданд, аз реша баркандем.
- Uyghur - محمد صالح : بىز ھۇدنى ۋە ئۇنىڭ بىلەن بىللە بولغۇچىلارنى (يەنى مۆمىنلەرنى) رەھمىتىمىز بىلەن قۇتقۇزدۇق، بىزنىڭ ئايەتلىرىمىزنى ئىنكار قىلغانلارنى تەلتۆكۈس ھالاك قىلدۇق، ئۇلار ئىمان ئېيتمىغان ئىدى
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : അങ്ങനെ നാം നമ്മുടെ കാരുണ്യത്താല് ഹൂദിനേയും അദ്ദേഹത്തിന്റെ കൂടെയുള്ളവരെയും രക്ഷപ്പെടുത്തി. നമ്മുടെ പ്രമാണങ്ങളെ കള്ളമാക്കിത്തള്ളിയവരെ മുരടോടെ മുറിച്ചുമാറ്റുകയും ചെയ്തു. അവര് സത്യവിശ്വാസികളായിരുന്നില്ല.
- عربى - التفسير الميسر : فوقع عذاب الله بارسال الريح الشديده عليهم فانجى الله هودا والذين امنوا معه برحمه عظيمه منه تعالى واهلك الكفار من قومه جميعا ودمرهم عن اخرهم وما كانوا مومنين لجمعهم بين التكذيب بايات الله وترك العمل الصالح
*56). The Qur'an informs us that God brought about the total extermination of the 'Ad, a fact borne out by both Arabian historical traditions and recent archaeological discoveries. The 'Ad were so totally destroyed and their monuments so completely effaced that the Arab historians refer to them as one of the umam ba'idah (extinct peoples) of Arabia. The Arab tradition also affirms that the only people belonging to the 'Ad who survived were the followers of the Prophet Hud. These survivors are known as the Second 'Ad ('Ad Thaniyah). The Hisn al-Ghurib inscriptions referred to earlier (n. 51 above) are among the remaining monuments of these people. One inscription, which is generally considered to date from the eighteenth century B.C., as deciphered by the experts, contains the following sentences:
We have lived for a long time in this fort in full glory, free of all want. Our canals were always full to the brim with water . . . Our rulers were kings who were far removed from evil ideas, who dealt sternly with mischief-makers and governed us according to the Law of Hud. Their edicts were recorded in a book. We believed in miracles and resurrection.
The above account fully corroborates the Qur'anic statement that it was only the companions of Hud who survived and inherited the glory and prosperity of the 'Ad.