- عربي - نصوص الآيات عثماني : إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ ٱلرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ ٱلنِّسَآءِ ۚ بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ
- عربى - نصوص الآيات : إنكم لتأتون الرجال شهوة من دون النساء ۚ بل أنتم قوم مسرفون
- عربى - التفسير الميسر : إنكم لتأتون الذكور في أدبارهم، شهوة منكم لذلك، غير مبالين بقبحها، تاركين الذي أحلَّه الله لكم من نسائكم، بل أنتم قوم متجاوزون لحدود الله في الإسراف. إن إتيان الذكور دون الإناث من الفواحش التي ابتدعها قوم لوط، ولم يسبقهم بها أحد من الخلق.
- السعدى : إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ النِّسَاءِ ۚ بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ
ثم بينها بقوله: { إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ ْ} أي: كيف تذرون النساء اللاتي خلقهن اللّه لكم، وفيهن المستمتع الموافق للشهوة والفطرة، وتقبلون على أدبار الرجال، التي هي غاية ما يكون في الشناعة والخبث، ومحل تخرج منه الأنتان والأخباث، التي يستحيي من ذكرها فضلا عن ملامستها وقربها، { بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ ْ} أي: متجاوزون لما حده اللّه متجرئون على محارمه.
- الوسيط لطنطاوي : إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ النِّسَاءِ ۚ بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ
ثم أضاف لوط إلى إنكاره على قومه إنكارا آخر وتوبيخا أشنع فقال: إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّساءِ.
أى: إنكم أيها القوم لممسوخون في طبائعكم حيث تأتون الرجال الذين خلقهم الله ليأتوا النساء، ولا حامل لكم على ذلك إلا مجرد الشهوة الخبيثة القذرة.
والإتيان: كناية عن الاستمتاع والجماع. من أتى المرأة إذا غشيها.
وفي إيراد لفظ الرِّجالَ دون الغلمان والمردان ونحوهما، مبالغة في التوبيخ والتقريع.
قال صاحب الكشاف: وشَهْوَةً مفعول له، أى للاشتهاء ولا حامل لكم عليه إلا مجرد الشهوة من غير داع آخر. ولا ذم أعظم منه، لأنه وصف لهم بالبهيمية، وأنه لا داعي لهم من جهة العقل البتة كطلب النسل ونحوه. أو حال بمعنى مشتهين تابعين للشهوة غير ملتفتين إلى السماحة» .
وقوله: مِنْ دُونِ النِّساءِ حال من الرجال أو من الواو في تأتون، أى: تأتون الرجال حالة كونكم تاركين النساء اللائي هن موضع الاشتهاء عند ذوى الطبائع السليمة، والأخلاق المستقيمة.
قال الجمل: وإنما ذمهم وعيرهم ووبخهم بهذا الفعل الخبيث، لأن الله- تعالى- خلق الإنسان وركب فيه شهوة النكاح لبقاء النسل وعمران الدنيا، وجعل النساء محلا للشهوة وموضعا للنسل. فإذا تركهن الإنسان وعدل عنهن إلى غيرهن من الرجال فقد أسرف وجاوز واعتدى، لأنه وضع الشيء في غير محله وموضعه الذي خلق له، لأن أدبار الرجال ليست محلا للولادة التي هي مقصودة بتلك الشهوة للإنسان» .
وقوله: بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ إضراب عن الإنكار إلى الاخبار عن الأسباب التي جعلتهم يرتكبون هذه القبائح، وهي أنهم قوم عادتهم الإسراف وتجاوز الحدود في كل شيء.
أى: أنتم أيها القوم لستم ممن يأتى الفاحشة مرة ثم يهجرها ويتوب إلى الله بل أنتم قوم مسرفون فيها وفي سائر أعمالكم، لا تقفون عند حد الاعتدال في عمل من الأعمال.
وقد حكى القرآن أن لوطا- عليه السلام- قال لهم في سورة العنكبوت: إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجالَ وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ، وَتَأْتُونَ فِي نادِيكُمُ الْمُنْكَرَ.
وقال لهم في سورة النمل: بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ عادُونَ أى: متجاوزون لحدود الفطرة وحدود الشريعة.
وقال لهم في سورة النمل: بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ وهو يشمل الجهل الذي هو ضد العلم، والجهل الذي هو بمعنى السفه والطيش.
ومجموع الآيات يدل على أنهم كانوا مصابين بفساد العقل، وانحطاط الخلق، وإيثار الغي والعدوان على الرشاد والتدبر.
- البغوى : إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ النِّسَاءِ ۚ بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ
( إنكم ) قرأ أهل المدينة وحفص ( إنكم ) بكسر الألف على الخبر ، وقرأ الآخرون على الاستئناف ، ( لتأتون الرجال ) في أدبارهم ، ( شهوة من دون النساء ) فسر تلك الفاحشة يعني أدبار الرجال أشهى عندكم من فروج النساء ، ( بل أنتم قوم مسرفون ) مجاوزون الحلال إلى الحرام .
قال محمد بن إسحاق : كانت لهم ثمار وقرى لم يكن في الأرض مثلها فقصدهم الناس فآذوهم ، فعرض لهم إبليس في صورة شيخ ، فقال : إن فعلتم بهم كذا نجوتم ، فأبوا فلما ألح عليهم الناس قصدوهم فأصابوهم غلمانا صباحا ، فأخذوهم وقهروهم على أنفسهم فأخبثوا واستحكم ذلك فيهم . قال الحسن : كانوا لا ينكحون إلا الغرباء .
وقال الكلبي : إن أول من عمل عمل قوم لوط إبليس ، لأن بلادهم أخصبت فانتجعها أهل البلدان ، أي : فتمثل لهم إبليس في صورة شاب ، ثم دعا إلى دبره ، فنكح في دبره ، فأمر الله تعالى السماء أن تحصبهم وأمر الأرض أن تخسف بهم .
- ابن كثير : إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ النِّسَاءِ ۚ بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ
أي : عدلتم عن النساء ، وما خلق لكم ربكم منهن إلى الرجال ، وهذا إسراف منكم وجهل ; لأنه وضع الشيء في غير محله ; ولهذا قال لهم في الآية الأخرى : ( [ قال ] هؤلاء بناتي إن كنتم فاعلين ) [ الحجر : 71 ] فأرشدهم إلى نسائهم ، فاعتذروا إليه بأنهم لا يشتهونهن ، ( قالوا لقد علمت ما لنا في بناتك من حق وإنك لتعلم ما نريد ) [ هود : 79 ] أي : لقد علمت أنه لا أرب لنا في النساء ، ولا إرادة ، وإنك لتعلم مرادنا من أضيافك .
وذكر المفسرون أن الرجال كانوا قد استغنى بعضهم ببعض ، وكذلك نساؤهم كن قد استغنى بعضهن ببعض أيضا .
- القرطبى : إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ النِّسَاءِ ۚ بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ
قوله تعالى إنكم لتأتون الرجال شهوة من دون النساء بل أنتم قوم مسرفون
قوله تعالى : إنكم قرأ نافع وحفص على الخبر بهمزة واحدة مكسورة ، تفسيرا للفاحشة المذكورة ، فلم يحسن إدخال الاستفهام عليه ; لأنه يقطع ما بعده مما قبله . وقرأ الباقون بهمزتين على لفظ الاستفهام الذي معناه التوبيخ ، وحسن ذلك ; لأن ما قبله بعده كلام مستقل . واختار الأول أبو عبيد والنسائي وغيرهما ; واحتجوا بقوله عز وجل : أفإن مت فهم الخالدون ولم يقل " أفهم " . وقال : أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ولم يقل أنقلبتم . وهذا من أقبح الغلط لأنهما شبها شيئين بما لا يشتبهان ; لأن الشرط وجوابه بمنزلة شيء واحد كالمبتدأ والخبر ; فلا يجوز أن يكون فيهما استفهامان . فلا يجوز : أفإن مت أفهم ، كما لا يجوز أزيد أمنطلق .
وقصة لوط عليه السلام فيها جملتان ، فلك أن تستفهم عن كل واحدة منهما . هذا قول الخليل وسيبويه ، واختاره النحاس ومكي وغيرهما .
شهوة نصب على المصدر ، أي تشتهونهم شهوة . ويجوز أن يكون مصدرا في موضع الحال . بل أنتم قوم مسرفون نظيره بل أنتم قوم عادون في جمعكم إلى الشرك هذه الفاحشة .
- الطبرى : إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ النِّسَاءِ ۚ بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ
القول في تأويل قوله : إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ (81)
قال أبو جعفر : يخبر بذلك تعالى ذكره عن لوط أنه قال لقومه، توبيخًا منه لهم على فعلهم: إنكم ، أيها القوم ، لتأتون الرجال في أدبارهم، شهوة منكم لذلك، من دون الذي أباحه الله لكم وأحلَّه من النساء=(بل أنتم قوم مسرفون ) ، يقول: إنكم لقوم تأتون ما حرَّم الله عليكم ، وتعصونه بفعلكم هذا.
* * *
وذلك هو " الإسراف " ، في هذا الموضع. (14)
* * *
و " الشهوة " ،" الفَعْلة "، وهي مصدر من قول القائل: " شَهَيتُ هذا الشيء أشهاه شهوة " ومن ذلك قول الشاعر: (15)
وأَشْـعَثَ يَشْهَى النَّوْمَ قُلْتُ لَهُ: ارْتَحِلْ!
إذَا مَـا النُّجُـومُ أَعْـرَضَتْ وَاسْبَطَرَّتِ (16)
فَقَــامَ يَجُـرُّ الـبُرْدَ , لَـوْ أَنَّ نَفْسَـهُ
يُقَـالُ لَـهُ : خُذْهَـا بِكَـفَّيْكَ! خَـرَّتِ (17)
------------------------
الهوامش:
(14) انظر تفسير"الإسراف" فيما سلف: ص: 395 ، تعليق: 2 ، والمراجع هناك.
(15) م أعرف قائله.
(16) البيت الأول في اللسان (شهى) ، ورواية اللسان: "واسْبَكَرَّتْ".
وقوله: "وأشعث" ، يعني رفيقه في السفر ، طال عليه السفر ، فاغبر رأسه ، وتفرق شعره من ترك الأدهان. و"اسبطرت النحوم" ، امتدت واستقامت وأسرعت في مسبحها. و"اسبكرت" ، مثلها.
(17) "خرت" ، أي سقطت وتقوضت وهوت ، وكان في المطبوعة: "جرت" بالجيم ، وهو خطأ صرف.
وهذا البيت الثاني ، ورد مثله في شعر الأخطل ، قال:
وَأَبْيَـضَ لا نَكْـسٍ وَلا وَاهِـنِ القُـوَى
سَـقَيْنَا ، إِذَا أُولَـى العَصَـافِيرِ صَرَّتِ
حَبَسْـتُ عَلَيْـهِ الكَـأْسَ غَـيْرَ بَطِيئَـةٍ
مِـنَ اللَّيْـلِ ، حَـتَّى هَرَّهَـا وَأَهَـرَّتِ
فَقَــامَ يَجُـرُّ الـبُرْدَ ، لَـوْ أَنَّ نَفْسَـهُ
بِكَفَّيْــهِ مِـــنْ رَدِّ الحُمَيَّـا لَخَـرَّتِ
وَأَدْبَـرَ ، لَوْ قِيلَ : اتَّقِ السَّيْفَ !لَمْ تُخَلْ
ذُؤَابَتُــهُ مِــنْ خَشْــيَةٍ إِقْشَـعَرَّتِ
- ابن عاشور : إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ النِّسَاءِ ۚ بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ
وجملة : { إنكم لتأتون الرجال } مبيّنة لجملة { أتأتون الفاحشة } ، والتّأكيد بإنّ واللاّم كناية عن التّوبيخ لأنّه مبني على تنزيلهم منزلة من ينكر ذلك لكونهم مسترسلون عليه غير سامعين لنهي النّاهي . والإتيان كناية عن عمل الفاحشة .
وقرأ نافع ، والكسائي ، وحفص عن عاصم ، وأبو جعفر : { إنكم } بهمزة واحدة مكسورة بصيغة الخبر ، فالبيان راجع إلى الشيء المنكَر بهمزة الإنكار في { أتأتون الفاحشة } ، وبه يعرف بيان الإنكار ، ويجوز اعتباره خبراً مستعملاً في التّوبيخ ، ويجوز تقدير همزة استفهام حذفت للتّخفيف ولدلالة ما قبلها عليها . وقرأه البقيّة : { أإنّكم } بهمزتين على صِيغة الاستفهام فالبيان للإنكار ، وبه يعرف بيان المنكرَ ، فالقراءتان مستويتان .
والشّهوة : الرّغبة في تحصيل شيء مرغوب ، وهي مصدر شَهِي كرضى ، جاء على صيغة الفَعْلة وليس مراداً به المرة .
وانتصب { شهوة } على المفعول لأجله . والمقصود من هذا المفعول تفظيع الفاحشة وفاعِليها بأنّهم يشتهون ما هو حقيق بأن يُكره ويستفظع .
وقوله : { من دون النساء } زيادة في التّفظيع وقطععِ للعذر في فعل هذه الفاحشة ، وليس قيداً للإنكار ، فليس إتيان الرّجال مع إتيان النّساء بأقلّ من الآخر فظاعة ، ولكن المراد أنّ إتيان الرّجال كلّه واقع في حالة من حقّها إتيان النّساء ، كما قال في الآية الأخرى : { وتذَرون ما خلق لكم ربّكم من أزواجكم } [ الشعراء : 166 ].
و { بل } للاضراب الانتقالي ، للانتقال من غرض الإنكار إلى غرض الذمّ والتّحقير والتّنبيه إلى حقيقة حالهم .
والإسراف مجاوزة العمل مقدار أمثاله في نوعه ، أي المُسرفون في الباطل والجرم ، وقد تقدّم عند قوله تعالى : { ولا تأكلوها إسرافاً } في سورة النّساء ( 6 ) وعند قوله تعالى : { ولا تسرفوا إنه لا يحبّ المسرفين } في سورة الأنعام ( 141 ).
ووصفُهم بالإسراف بطريق الجملة الاسميّة الدّالة على الثّبات ، أي أنتم قوم تمكَّن منهم الإسراف في الشّهوات فلذلك اشتهوا شهوة غريبة لما سئموا الشهوات المعتادة . وهذه شنشنة الاسترسال في الشّهوات حتّى يصبح المرء لا يشفي شهوته شيء ، ونحوه قوله عنهم في آية أخرى : { بل أنتم قوم عادون } [ الشعراء : 166 ].
ووجه تسمية هذا الفعل الشّنيع فاحشة وإسرافاً أنّه يشتمل على مفاسد كثيرة : منها استعمال الشّهوة الحيوانية المغروزة في غير ما غرزت عليه ، لأنّ الله خلق في الإنسان الشّهوة الحيوانيّة لإرادة بقاء النّوع بقانون التّناسل ، حتّى يكون الدّاعي إليه قهري ينسَاق إليه الإنسان بطبعه ، فقضاء تلك الشّهوة في غير الغرض الذي وضعها الله لأجله اعتداء على الفطرة وعلى النّوع ، ولأنّه يغير خصوصية الرُجلة بالنّسبة إلى المفعول به إذ يصير في غير المنزلة التي وضعه الله فيها بخلقته ، ولأنّ فيه امتهاناً محضاً للمفعول به إذ يُجعل آلة لقضاء شهوة غيره على خلاف ما وضع الله في نظام الذّكورة والأنوثة من قضاء الشّهوتين معاً ، ولأنّه مفض إلى قطع النّسل أو تقليله ، ولأنّ ذلك الفعل يجلب أضراراً للفاعل والمفعول بسبب استعمال محليّن في غير ما خلقا له .
وحدثت هذه الفاحشة بين المسلمين في خلافة أبي بكر من رجل يسمّى الفجَاءة ، كتب فيه خالد بن الوليد إلى أبي بكر الصّدّيق أنّه عمل عمل قوم لوط وإذ لم يُحفظ عن النّبيء صلى الله عليه وسلم فيها حدّ معروف جمع أبو بكر أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم واستشارهم فيه ، فقال عليّ : أرى أن يحرق بالنّار ، فاجتمع رأي الصّحابة على ذلك فكتب أبو بكر إلى خالد بن الوليد أن يحرقه فأحرقه ، وكذلك قضى ابن الزّبير في جماعة عملوا الفاحشة في زمانه ، وهشام بن الوليد ، وخالد القَسري بالعراق ، ولعلّه قيَاس على أنّ الله أمْطر عليهم ناراً كما سيأتي .
وقال مالك : يرجم الفاعل والمفعولُ به ، إذا أطاع الفاعلَ وكانا بالغين ، رَجْمَ الزّاني المحصن . سواء أُحصنا أم لم يُحصنا ، وقاس عقوبتهم على عقوبة الله لقوم لوط إذ أمطر عليهم حجارة ، والذي يؤخذ من مذهب مالك أنّه يجوز القياس على ما فعله الله تعالى في الدّنيا . وروي أنّه أخذ في زمان ابن الزّبير أربعةٌ عمِلوا عمل قوم لوط ، وقد أُحصنوا . فأمر بهم فأخرجوا من الحرم فرجموا بالحجارة حتّى ماتوا ، وعنده ابنُ عمر وابنُ عبّاس فلم ينكرا عليه .
وقال أبو حنيفة : يعزّر فاعله ولا يبلغ التّعزير حدّ الزّنى ، كذا عزا إليه القرطبي ، والذي في كتب الحنفيّة أنّ أبا حنيفة يرى فيه التّعزير إلاّ إذا تكرّر منه فيقتل ، وقال أبو يوسف ومحمّد : فيه حدّ الزّنى ، فإذا اعتاد ذلك ففيه التّعزير بالإحراق ، أو يهدم عليه جدار ، أو ينكس من مكان مرتفع ويتبع بالأحجار ، أو يسجن حتّى يموت أو يتوب . وذكر الغزنوي في «الحاوي» أنّ الأصح عن أبي يوسف ومحمّد التّعزير بالجلد ( أي دون تفصيل بين الاعتياد وغيره ) وسياق كلامهم التّسوية في العقوبة بين الفاعل والمفعول به .
وقال الشّافعي : يحدّ حدّ الزّاني : فإن كان محصناً فحدّ المحصن ، وإن كان غير محصن فحدّ غير المحصن . كذا حكاه القرطبي . وقال ابن هبيرة الحنبلي ، في كتاب «اختلاف الأيمّة» : إنّ للشّافعي قولين : أحدهما هذا ، والآخر أنّه يرجم بكلّ حال ، ولم يذكر له ترجيحاً ، وقال الغزالي ، في «الوجيز» : «للواط يوجب قتل الفاعل والمفعول على قول ، والرّجمَ بكلّ حال على قول ، والتّعزيرَ على قول ، وهو كالزّني على قول» وهذا كلام غير محرّر .
وفي كتاب «اختلاف الأيمّة» لابن هبيرة الحنبلي : أن أظهر الرّوايتين عن أحمد أنّ في اللّواط الرّجم بكلّ حال ، أي محصناً كان أو غير محصن ، وفي رواية عنه أنّه كالزّنى ، وقال ابن حزم ، في «المحلى» : إنّ مذهب داود وجميعَ أصحابه أنّ اللّوطي يجلد دون الحد ، ولم يصرّح ، فيما نقلوا عن أبي حنيفة وصاحبيْه ، ولا عن أحد ، ولا الشّافعي بمساواة الفاعل والمفعول به في الحكم إلاّ عند مالك ، ويؤخذ من حكاية ابن حزم في «المحلّى» : أنّ أصحاب المذاهب المختلفة في تعزير هذه الفاحشة لم يفرّقوا بين الفاعل والمفعول إلاّ قولاً شاذا لأحَدِ فقهاء الشّافعيّة رأى أنّ المفعول أغلظ عقوبة من الفاعل .
وروى أبو داود والتّرمذي ، عن عكرمة عن ابن عبّاس ، والتّرمذيُّ عن أبي هريرة ، وقال في إسناده ، مَقال عن النّبيء صلى الله عليه وسلم أنّه قال : " مَن وجدتموه يعمل عمل قوم لوط فاقتلوا الفاعل والمفعول به " وهو حديث غريب ( لم يرو عن غير عكرمة عن ابن عبّاس ) وقد علمت استشارة أبي بكر في هذه الجريمة ، ولو كان فيها سند صحيح لظهر يومئذ .
- إعراب القرآن : إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ النِّسَاءِ ۚ بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ
«إِنَّكُمْ» إن والكاف اسمها والميم للجمع. «لَتَأْتُونَ» مضارع مرفوع بثبوت النون والواو فاعله ، واللام هي المزحلقة. «الرِّجالَ» مفعول به والجملة في محل رفع خبر إن. «شَهْوَةً» مفعول لأجله منصوب أو حال «مِنْ دُونِ» متعلقان بمحذوف حال من الرجال. «النِّساءِ» مضاف إليه. «بَلْ» حرف إضراب.
«أَنْتُمْ» ضمير رفع منفصل في محل رفع مبتدأ. «قَوْمٌ» خبر ، «مُسْرِفُونَ» صفة مرفوعة بالواو ، والنون عوضا عن التنوين في الاسم المفرد. والجملة الاسمية مستأنفة.
- English - Sahih International : Indeed you approach men with desire instead of women Rather you are a transgressing people"
- English - Tafheem -Maududi : إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ النِّسَاءِ ۚ بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ(7:81) You approach men lustfully in place of women. You are a people who exceed all bounds.' *64
- Français - Hamidullah : Certes vous assouvissez vos désirs charnels avec les hommes au lieu des femmes Vous êtes bien un peuple outrancier
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Ihr laßt euch doch wahrlich in Begierde mit den Männern ein anstatt mit den Frauen Aber nein Ihr seid maßlose Leute
- Spanish - Cortes : Ciertamente por concupiscencia os llegáis a los hombres en lugar de llegaros a las mujeres ¡Sí sois un pueblo inmoderado
- Português - El Hayek : Acercandovos licenciosamente dos homens em vez das mulheres Realmente sois um povo transgressor
- Россию - Кулиев : В похотливом вожделении вы приходите к мужчинам вместо женщин Воистину вы - народ излишествующий
- Кулиев -ас-Саади : إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ النِّسَاءِ ۚ بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ
В похотливом вожделении вы приходите к мужчинам вместо женщин. Воистину, вы являетесь народом излишествующим».Почему вы отказываетесь от женщин, которых Аллах сотворил для вас? С ними вы можете удовлетворить свою страсть и получить удовольствие, соответствующее человеческой природе. Почему же вы жаждете вступить в половую близость с мужчинами через самый неприятный и грязный из органов, из которого выделяются зловонные и отвратительные испражнения? Воистину, люди стыдятся упоминать о нем, не говоря уже о том, чтобы прикасаться к нему или приближаться к нему подобным образом! Но ведь вы преступаете пределы, установленные Аллахом, и осмеливаетесь совершать дерзкие грехи.
- Turkish - Diyanet Isleri : Lut'u da gönderdik milletine "Dünyalarda hiç kimsenin sizden önce yapmadığı bir hayasızlığı mı yapıyorsunuz Siz kadınları bırakıp erkeklere yaklaşıyorsunuz doğrusu çok aşırı giden bir milletsiniz" dedi
- Italiano - Piccardo : Vi accostate con desiderio agli uomini piuttosto che alle donne Sì siete un popolo di trasgressori”
- كوردى - برهان محمد أمين : چونکه بهڕاستی ئێوه ئارهزووی جنسی خۆتان لهگهڵ پیاواندا ئهنجام دهدهن لهباتی ژنانی هاوسهرتان نهخێر ئێوه قهومێکی ناپوخت و سنوور بهزێن و زیادهڕهون
- اردو - جالندربرى : یعنی خواہش نفسانی پورا کرنے کے لیے عورتوں کو چھوڑ کر لونڈوں پر گرتے ہو۔ حقیقت یہ ہے کہ تم لوگ حد سے نکل جانے والے ہو
- Bosanski - Korkut : Vi sa strašću prilazite muškarcima umjesto ženama Ta vi ste narod koji sve granice zla prelazi"
- Swedish - Bernström : Ni går upptända av lust till män i stället för till kvinnor Nej ni driver verkligen era utsvävningar för långt
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Sesungguhnya kamu mendatangi lelaki untuk melepaskan nafsumu kepada mereka bukan kepada wanita malah kamu ini adalah kaum yang melampaui batas
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ النِّسَاءِ ۚ بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ
(Tiada lain kamu itu) dengan menetapkan dua hamzah yang ditashilkan nomor duanya serta memasukkan alif di antara keduanya, menurut dua bacaan (mendatangi lelaki untuk melepaskan nafsumu kepada mereka bukan kepada wanita, melainkan kamu itu adalah orang-orang yang melampaui batas) melewati batas kehalalan menuju kepada keharaman.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : তোমরা তো কামবশতঃ পুরুষদের কাছে গমন কর নারীদেরকে ছেড়ে। বরং তোমরা সীমা অতিক্রম করেছ।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : "மெய்யாகவே நீங்கள் பெண்களை விட்டு விட்டு ஆண்களிடம் காம இச்சையைத் தணித்துக் கொள்ள வருகிறீர்கள் நீங்கள் வரம்பு மீறும் சமூகத்தாராகவே இருக்கின்றீர்கள்"
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : “แท้จริงพวกท่านจะสมสู่เพศชายด้วยตัณหาราคะอื่นจากเพศหญิง ยิ่งกว่าพวกท่านยังเป็นพวกที่ละเมิดขอบเขตด้วย
- Uzbek - Мухаммад Содик : Албатта сизлар аёлларни қўйиб эркакларга шаҳват ила яқинлик қилмоқдасизлар Йўқ Сизлар исрофчи қавмсиз деганини эсла Лут а с қиссаларида у зот дафъатан ўз қавмларининг улкан қабиҳ ишлари–баччабозликларини қоралашга бошлайдилар Аллоҳ таоло инсонни эркак ва аёл жинсида яратди Ҳар бирига ўзига хос аъзолар ва хусусиятлар берди Аллоҳ таоло инсон зотини жинсий яқинлик йўли билан яратиб унинг насли покиза йўл билан кўпайиб туришини ирода ва ҳаётий зарурат қилди Бу йўлдан тажовуз қилганлар ва Аллоҳ иродасига зид бориб эркакларга шаҳват ила яқинлик қиладиганлар ақидаси бузуқ ва тубан кишилар ҳисобланадилар Шу боисдан мазкур қиссада худди шу фоҳишалик бош масала қилиб кўтарилади Бинобарин Лут а с бу ёруғ оламда ҳеч бир зот қилмаган улкан гуноҳга биринчи бўлиб қўл урган қавмларини Йўқ Сизлар исрофчи қавмсиз деб таърифламоқдалар
- 中国语文 - Ma Jian : 你们一定要舍妇女而以男人满足性欲,你们确是过分的民众。
- Melayu - Basmeih : "Sesungguhnya kamu mendatangi lelaki untuk memuaskan nafsu syahwat kamu dengan meninggalkan perempuan bahkan kamu ini adalah kaum yang melampaui batas"
- Somali - Abduh : Idinku waxaad u Tagaysaan Ragga Hunguriyeeyn Darteed Haweenka ka sokow waxaadse tihiin qoom Xad Gudbay
- Hausa - Gumi : "Lalle ne ku haƙĩƙa kunã jẽ wa maza da sha'awa baicin mata; Ã'a kũ mutãne ne maɓarnata"
- Swahili - Al-Barwani : Hivyo nyinyi mnawaingilia wanaume kwa matamanio mkwawacha wanawake Kumbe nyinyi ni watu wafujaji
- Shqiptar - Efendi Nahi : Ju me pasion epsh i çaseni meshkujve në vend të femrave Ju me të vërtetë jeni popull që e teproni me të këqia”
- فارسى - آیتی : شما به جاى زنان با مردان شهوت مىرانيد. شما مردمى تجاوزكار هستيد.
- tajeki - Оятӣ : Шумо ба ҷои занон бо мардон шаҳват меронед. Шумо мардуме таҷовузкор ҳастед».
- Uyghur - محمد صالح : سىلەر ھەقىقەتەن ئاياللارنى تاشلاپ قويۇپ، ئەرلەر بىلەن جىنسىي تەلىپىڭلارنى قاندۇرىسىلەر، سىلەر ھەقىقەتەن ھەددىدىن ئاشقۇچى قەۋمسىلەر»
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : "നിങ്ങള് സ്ത്രീകളെ ഒഴിവാക്കി ഭോഗേച്ഛയോടെ പുരുഷന്മാരെ സമീപിക്കുന്നു. അല്ല; നിങ്ങള് കൊടിയ അതിക്രമികള് തന്നെ.”
- عربى - التفسير الميسر : انكم لتاتون الذكور في ادبارهم شهوه منكم لذلك غير مبالين بقبحها تاركين الذي احله الله لكم من نسائكم بل انتم قوم متجاوزون لحدود الله في الاسراف ان اتيان الذكور دون الاناث من الفواحش التي ابتدعها قوم لوط ولم يسبقهم بها احد من الخلق
*64). The Qur'an refers elsewhere to the many evil deeds of the people of Lot. Here the Qur'an confines itself to mentioning that most ignominious of crimes which invited God's scourge upon them.
The hideous act of sodomy, for which the people of Lot earned notoriety, has no doubt been committed by perverts in all times. The Greeks philosophers had the distinction of glorifying it as a moral virtue. It was left, however, for the modern West to vigorously propagate sodomy so much so that it was declared legal by the legislatures of a few countries. All this has been done in the face of the obvious fact that this form of sexual intercourse is patently unnatural. God created distinctions between the sexes of all living beings for the purposes of reproduction and perpetuation of the species. As far as the human species is concerned, their creation into two sexes is related to another end as well: that the two should come together in order to bring into existence the family and establish human civilization. In view of this, not only were human beings divided into two sexes, but each sex was made attractive to the other. The physical structure and psychological make-up of each sex was shaped in keeping with the purpose of forging bonds of mutual cordiality between the members of the two sexes. The sexual act, which is intensely pleasurable is at once a factor leading to the fulfilment of nature's purposes as underlined by the sexual division of humankind as well as a reward for fulfilling these purposes.
Now, the crime of the person who commits sodomy in flagrant opposition to this scheme of things, is not limited to that act alone. In fact he commits along with it a number of other crimes. First, he wages war against his own nature, against his inherent psychological predilection. This causes a major disorder which leads to highly negative effects on the lives of both the parties involved in that unnatural act - effects which are physical, psychological as well as moral. Second, he acts dishonestly with nature since while he derives sexual pleasure he fails to fulfil the societal obligation of which this pleasure is a recompense. Third, such a person also acts dishonestly with human society. For, although he avails himself of the advantages offered by various social institutions, when he has an opportunity to act, he uses his abilities in a manner which not only fails to serve that society but which positively harms it. Apart from neglecting the abligations he owes to society, he renders himself incapable of serving the human race and his own family. He also produces effeminacy in at least one male and potentially pushes at least two females towards sexual corruption and moral depravity.