- عربي - نصوص الآيات عثماني : وَإِلَىٰ مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا ۗ قَالَ يَٰقَوْمِ ٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُۥ ۖ قَدْ جَآءَتْكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ ۖ فَأَوْفُواْ ٱلْكَيْلَ وَٱلْمِيزَانَ وَلَا تَبْخَسُواْ ٱلنَّاسَ أَشْيَآءَهُمْ وَلَا تُفْسِدُواْ فِى ٱلْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَٰحِهَا ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ
- عربى - نصوص الآيات : وإلى مدين أخاهم شعيبا ۗ قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره ۖ قد جاءتكم بينة من ربكم ۖ فأوفوا الكيل والميزان ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها ۚ ذلكم خير لكم إن كنتم مؤمنين
- عربى - التفسير الميسر : ولقد أرسلنا إلى قبيلة "مدين" أخاهم شعيبًا عليه السلام، فقال لهم: يا قوم اعبدوا الله وحده لا شريك له؛ ليس لكم مِن إله يستحق العبادة غيره جل وعلا فأخلصوا له العبادة، قد جاءكم برهان من ربكم على صِدْق ما أدعوكم إليه، فأدوا للناس حقوقهم بإيفاء الكيل والميزان، ولا تنقصوهم حقوقهم فتظلموهم، ولا تفسدوا في الأرض -بالكفر والظلم- بعد إصلاحها بشرائع الأنبياء السابقين عليهم السلام. ذلك الذي دعوتكم إليه خير لكم في دنياكم وأخراكم، إن كنتم مصدقيَّ فيما دعوتكم إليه، عاملين بشرع الله.
- السعدى : وَإِلَىٰ مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا ۗ قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُ ۖ قَدْ جَاءَتْكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ ۖ فَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ
أي: { و ْ} أرسلنا إلى القبيلة المعروفة بمدين { أَخَاهُمْ ْ} في النسب { شُعَيْبًا ْ} يدعوهم إلى عبادة اللّه وحده لا شريك له، ويأمرهم بإيفاء المكيال والميزان، وأن لا يبخسوا الناس أشياءهم، وأن لا يعثوا في الأرض مفسدين، بالإكثار من عمل المعاصي، ولهذا قال: { وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ْ} فإن ترك المعاصي امتثالا لأمر اللّه وتقربا إليه خير، وأنفع للعبد من ارتكابها الموجب لسخط الجبار، وعذاب النار.
- الوسيط لطنطاوي : وَإِلَىٰ مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا ۗ قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُ ۖ قَدْ جَاءَتْكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ ۖ فَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ
وقوله: وَإِلى مَدْيَنَ أَخاهُمْ شُعَيْباً قالَ يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ أى:
وأرسلنا إلى مدين أخاهم شعيبا. ومدين اسم للقبيلة التي تنسب إلى مدين بن إبراهيم- عليه السلام- وكانوا يسكنون في المنطقة التي تسمى معان بين حدود الحجاز والشام، وهم أصحاب الأيكة- والأيكة: منطقة مليئة بالشجر كانت مجاورة لقرية معان، وكان يسكنها بعض الناس فأرسل الله شعيبا إليهم جميعا.
وشعيب هو ابن ميكيل بن يشجر بن مدين بن إبراهيم فهو أخوهم في النسب وكان النبي صلّى الله عليه وسلّم إذا ذكر شعيب قال: «ذلك خطيب الأنبياء لحسن مراجعته لقومه، وقوة حجته.
وكان قومه أهل كفر وبخس للمكيال والميزان فدعاهم إلى توحيد الله- تعالى- ونهاهم عن الخيانة وسوء الأخلاق.
وعن السدى وعكرمة: أن شعيبا أرسل إلى أمتين: أهل مدين الذين أهلكوا بالصيحة،وأصحاب الأيكة الذين أخذهم الله بعذاب يوم الظلة، وأنه لم يبعث نبي مرتين إلا شعيب- عليه السلام-.
ولكن المحققين من العلماء اختاروا أنهما أمة واحدة فأهل مدين هم أصحاب الأيكة أخذتهم الرجفة والصيحة وعذاب يوم الظلة- أى السحابة-، وأن كل عذاب كان كالمقدمة للآخر.
وبعد أن دعاهم إلى وحدانية الله شأن جميع الرسل في بدء دعوتهم قال لهم: قَدْ جاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ أى: قد جاءتكم معجزة شاهدة بصحة نبوتي توجب عليكم الإيمان بي والأخذ بما آمركم به والانتهاء عما أنهاكم عنه.
قال صاحب الكشاف: فإن قلت: ما كانت معجزته؟ قلت: قد وقع العلم بأنه كانت له معجزة لقوله: قَدْ جاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ، ولأنه لا بد لمدعي النبوة من معجزة تشهد له وتصدقه وإلا لم تصح دعواه، وكان متنبئا لا نبيا، غير أن معجزته لم تذكر في القرآن كما لم تذكر معجزات نبينا صلّى الله عليه وسلّم فيه .
ثم أخذ في نهيهم عن أبرز المنكرات التي كانت متفشية فيهم فقال- كما حكى القرآن عنه-:
فَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزانَ الكيل والميزان مصدران أريد بهما ما يكال وما يوزن به، كالعيش بمعنى ما يعاش به. أو المكيل والموزون.
أى: فأتموا الكيل والميزان للناس بحيث يعطى صاحب الحق حقه من غير نقصان، ويأخذ صاحب الحق حقه من غير طلب الزيادة.
وَلا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْياءَهُمْ أى: ولا تنقصوهم حقوقهم بتطفيف الكيل ونقص الوزن فيما يجرى بينكم وبينهم من معاملات.
يقال: بخسه حقه يبخسه إذا نقصه إياه. وظلمه فيه «وتبخسوا» تعدى إلى مفعولين أولهما الناس والثاني أشياءهم.
وفائدة التصريح بالنهى عن النقص بعد الأمر بالإيفاء، تأكيد ذلك الأمر وبيان قبح ضده.
قال الآلوسى: وقد يراد بالأشياء الحقوق مطلقا فإنهم كانوا مكاسين لا يدعون شيئا إلا مكسوة. وقد جاء عن ابن عباس أنهم كانوا قوما طغاة بغاة يجلسون على الطريق فيبخسون الناس أموالهم. قيل ويدخل في ذلك بخس الرجل حقه من حسن المعاملة والتوقير اللائق به وبيان فضله على ما هو عليه للسائل عنه. وكثير ممن ينتسب إلى أهل العلم اليوم مبتلون بهذا البخس، وليتهم قنعوا به بل جمعوا «حشفا وسوء كيلة» فإنا لله وإنا إليه راجعون ثم نهاهم عن الإفساد بوجه عام فقال: وَلا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِها أى:
لا تفسدوا في الأرض بما ترتكبون فيها من ظلم وبغى، وكفر وعصيان، بعد أن أصلح أمرها وأمر أهلها الأنبياء وأتباعهم الصالحون الذين يعدلون في معاملاتهم ويلتزمون الحق في كل تصرفاتهم.
ثم ختمت الآية بتلك الجملة الكريمة التي استجاش بها شعيب مشاعر الإيمان في نفوس قومه حيث قال لهم: ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ.
أى: ذلكم الذي آمركم به وأنهاكم عنه خير لكم في الحال والمآل فبادروا إلى الاستجابة لي إن كنتم مصدقين قولي، ومنتفعين بالهدايات التي جئت بها إليكم من ربكم.
فاسم الإشارة ذلِكُمْ يعود إلى ما ذكر من الأمر بالوفاء في الكيل والميزان والنهى عن بخس الناس أشياءهم وعن الإفساد في الأرض.
- البغوى : وَإِلَىٰ مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا ۗ قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُ ۖ قَدْ جَاءَتْكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ ۖ فَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ
قوله تعالى : ( وإلى مدين أخاهم شعيبا ) أي : وأرسلنا إلى ولد مدين - وهو مدين بن إبراهيم خليل الرحمن عليه السلام - وهم أصحاب الأيكة : أخاهم شعيبا في النسب لا في الدين . قال عطاء : هو شعيب بن توبة بن مدين بن إبراهيم . وقال ابن إسحاق : هو شعيب بن ميكائيل بن يسخر بن مدين بن إبراهيم ، وأم ميكائيل بنت لوط . وقيل : هو شعيب بن يثرون بن مدين وكان شعيب أعمى وكان يقال له خطيب الأنبياء لحسن مراجعته قومه ، وكان قومه أهل كفر وبخس للمكيال والميزان .
( قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره قد جاءتكم بينة من ربكم ) فإن قيل : ما معنى قوله تعالى : " قد جاءتكم بينة من ربكم " ولم تكن لهم آية؟ .
قيل : قد كانت لهم آية إلا أنها لم تذكر ، وليست كل الآيات مذكورة في القرآن .
وقيل : أراد بالبينة مجيء شعيب .
( فأوفوا الكيل ) أتموا الكيل ، ( والميزان ولا تبخسوا الناس أشياءهم ) لا تظلموا الناس حقوقهم ولا تنقصوهم إياها ، ( ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها ) أي : ببعث الرسل والأمر بالعدل ، وكل نبي بعث إلى قوم فهو صلاحهم ، ( ذلكم ) الذي ذكرت لكم وأمرتكم به ، ( خير لكم إن كنتم مؤمنين ) مصدقين بما أقول .
- ابن كثير : وَإِلَىٰ مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا ۗ قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُ ۖ قَدْ جَاءَتْكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ ۖ فَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ
قال محمد بن إسحاق : هم من سلالة " مدين بن إبراهيم " . وشعيب هو ابن ميكيل بن يشجر قال : واسمه بالسريانية : " يثرون " .
قلت : وتطلق مدين على القبيلة ، وعلى المدينة ، وهي التي بقرب " معان " من طريق الحجاز ، قال الله تعالى : ( ولما ورد ماء مدين وجد عليه أمة من الناس يسقون ) [ القصص : 23 ] وهم أصحاب الأيكة ، كما سنذكره إن شاء الله ، وبه الثقة .
( قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره ) هذه دعوة الرسل كلهم ، ( قد جاءتكم بينة من ربكم ) أي : قد أقام الله الحجج والبينات على صدق ما جئتكم به . ثم وعظهم في معاملتهم الناس بأن يوفوا المكيال والميزان ، ولا يبخسوا الناس أشياءهم ، أي : لا يخونوا الناس في أموالهم ويأخذوها على وجه البخس ، وهو نقص المكيال والميزان خفية وتدليسا ، كما قال تعالى : ( ويل للمطففين [ الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون ليوم عظيم يوم يقوم الناس ] لرب العالمين ) [ المطففين : 1 - 6 ] وهذا تهديد شديد ، ووعيد أكيد ، نسأل الله العافية منه .
ثم قال تعالى إخبارا عن شعيب ، الذي يقال له : " خطيب الأنبياء " ، لفصاحة عبارته ، وجزالة موعظته .
- القرطبى : وَإِلَىٰ مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا ۗ قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُ ۖ قَدْ جَاءَتْكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ ۖ فَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ
قوله تعالى وإلى مدين قيل في مدين : اسم بلد وقطر . وقيل : اسم قبيلة كما يقال : بكر وتميم . وقيل : هم من ولد مدين بن إبراهيم الخليل عليه السلام . فمن رأى أن مدين اسم رجل لم يصرفه ; لأنه معرفة أعجمي . ومن رآه اسما للقبيلة أو الأرض فهو أحرى بألا يصرفه . قال المهدوي : ويروى أنه كان ابن بنت لوط . وقال مكي : كان زوج بنت لوط . واختلف في نسبه ; فقال عطاء وابن إسحاق وغيرهما : وشعيب هو ابن ميكيل بن يشجر بن مدين بن إبراهيم عليه السلام . وكان اسمه بالسريانية بيروت . وأمه ميكائيل بنت لوط . وزعم الشرقي بن القطامي أن شعيبا ابن عيفاء بن يوبب بن مدين بن إبراهيم . وزعم ابن سمعان أن شعيبا ابن جزى بن يشجر بن لاوى بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم . وشعيب تصغير شعب أو شعب . وقال قتادة : هو شعيب بن يوبب . وقيل : شعيب بن صفوان بن عيفاء بن ثابت بن مدين بن إبراهيم . والله أعلم . وكان أعمى ; و لذلك قال قومه : وإنا لنراك فينا ضعيفا وكان يقال له : خطيب الأنبياء لحسن مراجعته قومه . وكان قومه أهل كفر بالله وبخس للمكيال والميزان .
قد جاءتكم بينة من ربكم أي بيان ، وهو مجيء شعيب بالرسالة . ولم يذكر له معجزة في القرآن . وقيل : معجزته فيما ذكر الكسائي في قصص الأنبياء .
قوله تعالى ولا تبخسوا الناس أشياءهم البخس النقص . وهو يكون في السلعة بالتعييب والتزهيد فيها ، أو المخادعة عن القيمة ، والاحتيال في التزيد في الكيل والنقصان منه . وكل ذلك من أكل المال بالباطل ، وذلك منهي عنه في الأمم المتقدمة والسالفة على ألسنة الرسل صلوات الله وسلامه على جميعهم وحسبنا الله ونعم الوكيل .
قوله تعالى ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها عطف على ولا تبخسوا وهو لفظ يعم دقيق الفساد وجليله . قال ابن عباس : كانت الأرض قبل أن يبعث الله شعيبا رسولا يعمل فيها بالمعاصي وتستحل فيها المحارم وتسفك فيها الدماء . قال : فذلك فسادها . فلما بعث الله شعيبا ودعاهم إلى الله صلحت الأرض . وكل نبي بعث إلى قومه فهو صلاحهم .
- الطبرى : وَإِلَىٰ مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا ۗ قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُ ۖ قَدْ جَاءَتْكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ ۖ فَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ
القول في تأويل قوله : وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ وَلا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (85)
قال أبو جعفر : يقول تعالى ذكره: وأرسلنا إلى ولد مدين= و " مدين " ، هم ولدُه مديان بن إبراهيم خليل الرحمن، (10) فيما:-
14840-حدثنا به ابن حميد قال، حدثنا سلمة، عن ابن إسحاق.
* * *
فإن كان الأمر كما قال: فـ" مدين " ، قبيلة كَتميم.
=وزعم أيضًا ابن إسحاق: أن شعيبًا الذي ذكر الله أنه أرسله إليهم ، من ولد مدين هذا، وأنه " شعيب بن ميكيل بن يشجر " ، قال: واسمه بالسريانية ،" يثرون ". (11)
* * *
قال أبو جعفر : فتأويل الكلام= على ما قاله ابن إسحاق: ولقد أرسلنا إلى ولد مدين ، أخاهم شعيب بن ميكيل، يدعوهم إلى طاعة الله ، والانتهاء إلى أمره، وترك السعي في الأرض بالفساد ، والصدِّ عن سبيله، فقال لهم شعيب: يا قوم ، اعبدوا الله وحده لا شريك له، ما لكم من إله يستوجب عليكم العبادة غير الإله الذي خلقكم ، وبيده نفعكم وضركم=(قد جاءتكم بينة من ربكم ) ، يقول: قد جاءتكم علامة وحجة من الله بحقيقة ما أقول ، وصدق ما أدعوكم إليه (12) =(فأوفوا الكيل والميزان ) ، يقول: أتموا للناس حقوقهم بالكيل الذي تكيلون به ، وبالوزن الذي تزنون به (13) =(ولا تبخسوا الناس أشياءهم ) ، يقول ولا تظلموا الناس حقوقهم ، ولا تنقصوهم إياها. (14)
=ومن ذلك قولهم: " تَحْسَبُها حَمْقَاءَ وهي بَاخِسَةٌ" ، (15) بمعنى: ظالمة = ومنه قول الله: وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ ، [سورة يوسف: 20] ، يعني به: رديء.
* * *
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
14841-حدثني محمد بن الحسين قال، حدثنا أحمد بن المفضل قال، حدثنا أسباط، عن السدي، قوله: ( ولا تبخسوا الناس أشياءهم ) ، يقول: لا تظلموا الناس أشياءهم.
14842-حدثنا بشر بن معاذ قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد، عن قتادة: ( ولا تبخسوا الناس أشياءهم ) ، : قال: لا تظلموا الناس أشياءهم.
* * *
قوله: ( ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها ) ، يقول: ولا تعملوا في أرض الله بمعاصيه ، وما كنتم تعملونه قبل أن يبعث الله إليكم نبيه، من عبادة غير الله ، والإشراك به ، وبخس الناس في الكيل والوزن (16) =(بعد إصلاحها ) ، يقول: بعد أن قد أصلح الله الأرض بابتعاث النبي عليه السلام فيكم، ينهاكم عما لا يحل لكم ، وما يكرهه الله لكم (17) =(ذلكم خير لكم ) ، يقول: هذا الذي ذكرت لكم وأمرتكم به ، من إخلاص العبادة لله وحده لا شريك له ، وإيفاء الناس حقوقهم من الكيل والوزن ، وترك الفساد في الأرض، خيرٌ لكم في عاجل دنياكم وآجل آخرتكم عند الله يوم القيامة=(إن كنتم مؤمنين ) ، يقول: إن كنتم مصدقيَّ فيما أقول لكم ، وأؤدِّي إليكم عن الله من أمره ونهيه.
-------------------
الهوامش :
(10) في المطبوعة: "مدين بن إبراهيم" ، وأثبت ما في المخطوطة ، وهو مطابق لما في تاريخ الطبري 1: 159.
(11) ( 2 ) في المخطوطة : "يثروب" ، غير منقوطة ، بالباء ، وهذه أسماء لا أستطيع الآن ضبطها ، وانظر تاريخ الطبري 1: 167 ، والبداية والنهاية 1: 185.
(12) انظر تفسير"بينة" فيما سلف من فهارس اللغة (بين).
(13) انظر تفسير"إيفاء الكيل والميزان" فيما سلف ص224.
(14) انظر تفسير"البخس" فيما سلف 6: 56.
(15) هذا مثل ، انظر مجاز القرآن لأبي عبيدة 1: 83 ، 219 ، وأمثال الميداني 1: 108 ، وجمهرة الأمثال: 68 ، واللسان (بخس) ، وروايتهم: "وهي باخس" ، بمعنى: ذات بخس ، على النسب. يضرب المثل لمن يتباله وفيه دهاء. وذلك أن رجلا من بني العنبر بن عمرو بن تميم ، حاورته امرأة فحسبها حمقاء ، لا تعقل ، ولا تحفظ مالها. فقال لها: ألا أخلط مالي ومالك؟ يريد أن يخلط ثم يقاسمها ، فيأخذ الجيد ويدع لها الرديء. فلما فعل وجاء يقاسمها ، نازعته ، فلم يخلص منها حتى افتدى منها بما أرادت. فلما عوتب في اختداعه المرأة على ضعفها قال: "تحسبها حمقاء وهي باخس".
(16) انظر تفسير"الإفساد في الأرض" فيما سلف ص542 ، تعليق: 1 ، والمراجع هناك.
(17) انظر تفسير"الإصلاح" فيما سلف من فهارس اللغة (صلح).
- ابن عاشور : وَإِلَىٰ مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا ۗ قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُ ۖ قَدْ جَاءَتْكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ ۖ فَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ
تفسير صدر هذه الآية هو كتفسير نظيرها في قصّة ثمود ، سوى أنّ تجريد فعل { قال يا قوم } من الفاء هنا يترجّح أنّه للدّلالة على أنّ كلامه هذا ليس هو الذي فاتحهم به في ابتداء رسالته بل هو مِمّا خاطبهم به بعدَ أن دعاهم مِراراً ، وبعدَ أن آمنَ به مَن آمن منهم كما يأتي .
ومَدْيَن أمّة سُمّيت باسم جَدّها مَدْيَنَ بننِ إبراهيم الخليللِ عليه السّلام ، من زوجه الثّالثة التي تزوّجها في آخر عُمره وهي سرية اسمُها قَطُورَا . وتزوّج مَدْيَنُ ابنةَ لوط عليه السّلام وولد له أبناء : هم ( عيفة ) و ( عفر ) و ( حنوك ) و ( أبيداع ) و ( ألْدَعة ) وقد أسكنهم إبراهيم عليه السّلام في ديارهم ، وسطاً بين مسكن ابنه إسماعيل عليه السّلام ومسكن ابنه إسحاق عليه السّلام ، ومن ذرّيتهم تفرّعت بطون مَدْين ، وكانوا يعدّون نحو خمسة وعشرين ألفاً ، ومواطنهم بين الحجاز وخليج العقبة بقرب ساحل البحر الأحمر ، وقاعدة بلادهم ( وَجّ ) على البحر الأحمر وتنتهي أرضهم من الشّمال إلى حدود مَعان من بلاد الشّام ، وإلى نحو تبوك من الحجاز ، وتسمّى بلادهم ( الأيْكَة ). ويقال : إنّ الأيكة هي ( تبوك ) فعلى هذا هي من بلاد مَدين ، وكانت بلادهم قرى وبوادي ، وكان شعيب عليه السّلام من القرية وهي ( الأيْكَة ) ، وقد تَعرّبوا بمجاورة الأمم العربيّة وكانوا في مدّة شعيب عليه السّلام تحت ملوك مصر ، وقد اكتسبوا بمجاورة قبائل العرب ومخالطتهم لكونهم في طريق مصر ، عربيّة فأصبحوا في عداد العرب المستعربة ، مثل بني إسماعيل عليه السّلام ، وقد كان شاعر في الجاهلية يعرف بأبي الهَمَيْسَع هو من شعراء مَدْيَن وهو القائل :
إن تَمْنَعِي صَوْبَككِ صوب المدمع ... يجْري على الخدّ كضئب الثَّغْثَع
من طَمْحَةٍ صبيرُها جَحْلَنْجَعِ ... ويقال : إنّ الخطّ العربي أوّل ما ظهر في مدْين .
وشعيب عليه السّلام هو رسولٌ لأهل مدين ، وهو من أنفسهم ، اسمُه في العربيّه شُعيب عليه السّلام واسمه في التّوراة : ( يَثْرُون ) ويسمّى أيضاً ( رَعْوَئِيلَ ) وهو ابن ( نويلى أو نويب ) بن ( رَعْويل ) بن ( عيفا ) بن ( مدين ). وكان موسى عليه السّلام لمّا خرج من مصر نزل بلاد مديَن وزوّجَه شعيبٌ ابنتَه المسمّاة ( صَفورَه ) وأقام موسى عليه السّلام عنده عشر سنين أجيراً .
وقد خبط في نسب مدين ونسب شُعيب عليه السّلام جمع عظيم من المفسّرين والمؤرّخين ، فما وجدتَ ممّا يخالف هذا فانبذه . وعَدّ الصفدي شعيباً في العِميان ، ولم أقف على ذلك في الكتب المعتمدة . وقد ابتدأ الدّعوة بالإيمان لأنّ به صلاح الاعتقاد والقلب ، وإزالة الزّيف من العقل .
وبيِّنة شعيب عليه السّلام التي جاءت في كلامه : يجوز أن تكون أطلقت على الآية لمعجزة أظهرها لقومه عَرفوها ولم يذكرها القرآن ، كما قال ذلك المفسّرون ، والأظهر عندي أن يكون المراد بالبيّنة حجّة أقامها على بطلان ما هم عليه من الشّرك وسوء الفعل ، وعجزوا عن مجادلته فيها ، فقامت عليهم الحجّة مثل المجادلة التي حكيت في سورة هود فتكون البيّنة أطلقت على ما يُبيّن صدق الدّعوى ، لا على خصوص خارق العادة ، أو أن يكون أراد بالبيّنة ما أشار إليه بقوله : { فاصبروا حتى يحكم الله بيننا } أي يكون أنذرهم بعذاب يحلّ بهم إن لم يؤمنوا ، كما قال في الآية الأخرى
{ فأسقط علينا كِسْفا من السّماء إن كنت من الصّادقين } [ الشعراء : 187 ] فيكون التّعبير بالماضي في قوله : { قد جاءتكم } مراداً به المستقبل القريب ، تنبيهاً على تحقيق وقوعه ، أو أن يكون عَرض عليهم أن يظهر لهم آية ، أي معجزة ليؤمنوا ، فلم يسألوها وبادروا بالتّكذيب ، فيكون المعنى مثلَ ما حكاه الله تعالى عن موسى عليه السّلام : { قد جئتكم ببينة من ربّكم فأرسل معي بني إسرائيل قال إن كنتَ جئتَ بآية فأتتِ بها } [ الأعراف : 105 ، 106 ] الآية ، فيكون معنى : { قد جاءتكم } قد أعِدّت لأنّ تجيئكم إذا كنتم تؤمنون عند مجيئها .
والفاء في قوله : { فأوفوا الكيل والميزان } للتّفريع على مضمون معنى { بينة } لأنّ البيّنة تدلّ على صدقه ، فلمّا قام الدّليل على صدقه وكان قد أمرهم بالتّوحيد بادىء بدء ، لما فيه من صلاح القلب ، شرع يأمرهم بالشّرائع من الأعمال بعد الإيمان ، كما دلّ عليه قوله الآتي : { إن كنتم مؤمنين } فتلك دعوة لمن آمن من قومه بأن يكملوا إيمانهم بالتزام الشّرائع الفرعيّة ، وإبلاغٌ لمن لم يؤمن بما يلزمهم بعد الإيمان بالله وحده . وفي دعوة شعيب عليه السّلام قومه إلى الأعمال الفرعيّة بعد أن استقرت الدّعوة إلى التّوحيد ما يؤذن بأنّ البشر في ذلك العصر قد تطوّرت نفوسهم تطوّراً هيّأهم لقبول الشّرائع الفرعيّة ، فإنّ دعوة شعيب عليه السّلام كانت أوسع من دعوة الرّسل من قبله هودٍ وصالححٍ عليهم السّلام إذ كان فيها تشريع أحكام فرعيّة وقد كان عصر شعيب عليه السّلام قد أظَلّ عَصْرَ موسى عليه السّلام الذي جاء بشريعة عظيمة ماسّةٍ نواحيَ الحياة كُلَّها .
والبخس فسّروه بالنّقص ، وزاد الرّاغب في «المفردات» قيداً ، فقال : نقص الشّيء على سبيل الظلم ، وأحسن ما رأيت في تفسيره قول أبي بكر بن العربي في «أحكام القرآن» : «البخس في لسان العرب هو النّقص بالتعييب والتّزهيد أو المخادعة عن القيمة أو الاحتيال في التزيد في الكيل والنّقصان منه» فلنبن على أساس كلامه فنقول : البخس هو إنقاص شيء من صفة أو مقدار هو حقيق بكماللٍ في نوعه . ففيه معنى الظلم والتّحيّل ، وقد ذكر ابن سيدة في «المخصص» البَخس في باب الذهاب بحقّ الإنسان ، ولكنّه عندما ذكره وقع فيما وقع فيه غيره من مدوّني اللّغة ، فالبَخس حدث يتّصف به فاعل وليس صفة للشّيء المبْخوس في ذاته ، إلاّ بمعنى الوصف بالمصدر ، كما قال تعالى : { وشَرَوه بثمنٍ بَخس }
[ يوسف : 20 ] أي دون قيمة أمثاله ، ( أي تساهل بائعوه في ثمنه لأنّهم حصّلوه بغير عوض ولا كلفة ). وأعلم أنّه قد يكون البَخس متعلّقاً بالكمّية كما يقول المشتري : هذا النِّحْي لا يزن أكثر من عشرة أرطال ، وهو يعلم أنّ مثله يزن اثني عشر رطلاً ، أوْ يقولُ : ليس على هذا النّخل أكثر من عشرة قناطير تمراً في حين أنّه يعلم أنّه يبلغ عشرين قنطاراً ، وقد يكون متعلّقاً بالصّفة كما يقول : هذا البعير شَرود وهو من الرّواحل ، ويكون طريق البَخس قولاً ، كما مثَّلنا ، وفعلاً كما يكون من بذل ثمننٍ رخيصصٍ في شيء من شأنه أن يباع غالياً ، والمقصود من البَخس أن ينتفع البَاخس الرّاغب في السّلعة المبْخوسة بأنْ يصرف النَّاس عن الرّغبة فيها فتبقى كَلاَّ على جالبها فيضطرّ إلى بيعها بثمن زهيد ، وقد يقصد منه إلقاء الشكّ في نفس جالب السّلعة بأنّ سلعته هي دون ما هو رائج بين النّاس ، فيدخله اليأس من فوائد نتاجه فتكسل الهِمَم .
وما وقع في «اللّسان» من معاني البَخس : أنّه الخسيس فلعلّ ذلك على ضرب من المجاز أو التّوسّع ، وبهذا تعلم أنّ البَخس هو بمعنى النّقص الذي هو فعل الفاعل بالمفعول ، لا النّقص الذي هو صفة الشّيء النّاقص ، فهو أخص من النّقص في الاستعمال ، وهو أخص منه في المعنى أيضاً .
ثمّ إنّ حقّ فعله أن يتعدّى إلى مفعول واحد ، كقوله تعالى : { ولا يبْخس منه شيئاً } [ البقرة : 282 ] فإذا عُدّي إلى مفعولين كما في قوله هنا : { ولا تبْخسوا النّاس أشياءهم } فذلك على معنى التّحويل لتحصيل الإجمال ثمّ التّفصيل ، وأصل الكلام : «ولا تبْخسوا أشياءَ النّاس» فيكون قوله : { أشياءهم } بدل اشتمال من قوله : { الناس } وعلى هذا فلو بني فعل { بخس } للمجهول لقلت بُخِس فلان شيئُه برفع فلان ورفع شيئه . وقد جعله أبو البقاء مفعولاً ثانياً ، فعلى إعرابه لو بني الفعل للمجهول لبَقي ( أشياءهم ) منصوباً . وعلى إعرابنا لو بني الفعل للمجهول لصار أشياؤُهم مرفوعاً على البدليّة من النّاس ، وبهذا تَعلم أنّ بيْن البَخس والتَّطفيف فرقاً قد خفي على كثير .
وحاصل ما أمر به شعيب عليه السّلام قومَه ، بعد الأمر بالتّوحيد ينحصر في ثلاثة أصول : هي حفظ حقوق المعاملة الماليّة ، وحفظ نظام الأمّة ومصالحها ، وحفظُ حقوق حرّية الاستهداء .
فالأوّل قوله : { فأوفوا الكيل والميزان ولا تبخسوا الناس أشياءهم } فإيفاء الكيل والميزان يرجع إلى حفظ حقوق المشترين ، لأنّ الكائل أو الوازن هو البائع ، وهو الذي يحمله حبّ الاستفضال على تطْفيف الكيل أو الوزن ، ليكون باع الشّيءَ النّاقص بثمن الشّيء الوافي ، كما يحسبه المشتري .
وأمّا النَّهي عن بخس النّاس أشياءهم فيرجع إلى حفظ حقوق البائع لأنّ المشتري هو الذي يبْخس شيء البائع ليهيّئه لقبول الغبن في ثمن شيئه ، وكلا هذين الأمرين حيلة وخداع لتحصيل ربح من المال .
والكيل مصدر ، ويطلق على ما يكال به ، وهو المِكيال كقوله تعالى : { ونزداد كيل بعير } [ يوسف : 65 ] وهو المراد هنا : لمقابلته بالميزان ، ولقوله في الآية الأخرى : { ولا تنقصوا المكيال والميزان } [ هود : 84 ] ومعنى . إيفاء المكيال والميزان أن تكون آلة الكيل وآلة الوزن بمقدار ما يقدّر بها من الأشياء المقدّرة . وإنَّما خَصّ هذين التحيلين بالأمر والنّهي المذكورين : لأنَّهما كانا شائعين عند مَدْيَن ، ولأنّ التّحيلات في المعاملة الماليّة تنحصر فيهما إذ كان التّعامل بين أهل البوادي منحصراً في المبادلات بأعيان الأشياءِ : عرْضاً وطَلَباً .
وبهذا يَظهر أنّ النّهي في قوله : { ولا تبخسوا النّاس أشياءَهم } أفاد معنى غير الذي أفاده الأمر في قوله : { فأوفوا الكيل والميزان }. وليس ذلك النّهي جارياً مجرى العلّة للأمر ، أو التّأكيد لمضمونه ، كما فسّر به بعض المفسّرين .
وما جاء في هذا التّشريع هو أصل من أصول رواج المعاملة بين الأمّة لأنّ المعاملات تعتمد الثّقة المتبادَلة بين الأمّة ، وإنَّما تحصل بشيوع الأمانة فيها ، فإذا حصل ذلك نشط النّاس للتّعامل فالمُنتج يزداد إنتاجاً وعَرْضاً في الأسواق ، والطَّالبُ من تاجر أو مُستهلك يُقبِل على الأسواق آمِناً لا يخشى غبناً ولا خديعة ولا خِلابة ، فتتوفّر السّلع في الأمّة ، وتستغني عن اجتلاب أقواتها وحاجياتها وتحسينياتها ، فيقوم نَماء المدينة والحضارة على أساس متين ، ويَعيش النّاس في رخاء وتحابب وتآخ ، وبضد ذلك يختلّ حال الأمّة بمقدار تفشي ضدّ ذلك .
وقوله : { ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها } هذا الأصل الثّاني من أصول دعوة شعيب عليه السّلام للنّهي عن كلّ ما يفضي إلى إفساد ما هو على حالة الصّلاح في الأرض . وقد تقدّم القول في نظير هذا التّركيب عند قوله تعالى : { ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها وادعوه خوفاً وطمعاً } في أوائل هذه السّورة ( 56 ).
والإشارة { بذلكم } إلى مجموع ما تضمّنه كلامه ، أي ذلك المذكورُ ، ولذا أفرد اسم الإشارة . والمذكور : هو عبادة الله وحده ، وإيفاءُ الكيل والميزان ، وتجنب بخس أشياء النّاس ، وتجنبُ الفساد في الأرض . وقد أخبر عنه بأنّه خير لَهم ، أي نفع وصلاح تنتظم به أمورهم كقوله تعالى : { والبدن جعلناها لكم من شعائر الله لكم فيها خير } [ الحج : 36 ]. وإنّما كان ما ذُكر خيراً : لأنّه يوجب هناء العيش واستقرار الأمن وصفاءَ الودّ بين الأمّة وزوال الإحَن المفضية إلى الخصومات والمقاتلات ، فإذا تمّ ذلك كثرت الأمّة وعزّت وهابها أعداؤُها وحسنت أحدوثتها وكثر مالها بسبب رغبة النّاس في التّجارة والزّراعة لأمْن صاحب المال من ابتزاز ماله . وفيه خير الآخرة لأنّ ذلك إنْ فعلوه امتثالاً لأمر الله تعالى بواسطة رسوله أكسبهم رضى الله ، فنجَوْا من العذاب ، وسكنوا دار الثّواب ، فالتّنكير في قوله : { خير } للتعظيم والكمال لأنّه جامعُ خيري الدّنيا والآخرة .
وقوله : { إن كنتم مؤمنين } شرط مُقَيِّد لقوله : { ذلكم خير لكم } والمؤمنون لقب للمتّصفين بالإيمان بالله وحده ، كما هو مصطلح الشّرائع وحملُ المؤمنين على المصدّقين لقوله ، ونصحه ، وأمانته : حملٌ على ما يأبَاه السّياق ، بل المعنى ، أنّه يكون خيراً إن كنتم مؤمنين بالله وحدَه ، فهو رجوع إلى الدّعوة للتّوحيد بمنزلة ردّ العجز على الصّدر في كلامه ، ومعناه أنّ حصول الخير من الأشياء المشارِ إليها لا يكون إلاّ مع الإيمان ، لأنّهم إذا فعلوها وهم مشركون لم يحصل منها الخير لأنّ مفاسد الشّرك تُفسد ما في الأفعال من الخَير ، أمّا في الآخرة فظاهر ، وأمَّا في الدّنيا فإنّ الشّرك يدعو إلى أضداد تلك الفضائل كما قال الله تعالى :
{ وما زَادوهم غَيْر تَتَبيب } [ هود : 101 ] أو يدعو إلى مفاسد لا يَظهر معها نفع تلك المصالح . والحاصل أنّ المراد بالتّقييد نفي الخير الكامل عن تلك الأعمال الصّالحة إن لم يكن فاعلوها مؤمنين بالله حقّ الإيمان ، وهذا كقوله تعالى : { فَكّ رقبة أو إطعام في يوم ذي مسغبة يتيماً ذا مَقْرَبة أو مسكيناً ذا مَتْرَبة ثمّ كَان من الذين آمنوا } [ البلد : 13 17 ] وتأويل الآية بغير هذا عدول بها عَن مهيع الوضوح .
- إعراب القرآن : وَإِلَىٰ مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا ۗ قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُ ۖ قَدْ جَاءَتْكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ ۖ فَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ
«وَإِلى مَدْيَنَ» مدين اسم مجرور بالفتحة نيابة عن الكسرة ، اسم علم أعجمي ، والجار والمجرور متعلقان بالفعل المحذوف أرسلنا. «أَخاهُمْ» مفعول به منصوب بالألف لأنه من الأسماء الخمسة. والهاء ضمير متصل في محل جر بالإضافة والميم علامة جمع الذكور. «شُعَيْباً» بدل منصوب ، والجملة معطوفة. «قالَ يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ» تقدم نظيرها في الآية 59 «قَدْ جاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ» فعل ماض ومفعوله وفاعله. «مِنْ رَبِّكُمْ» متعلقان بمحذوف صفة من بينة. «فَأَوْفُوا الْكَيْلَ» فعل أمر وفاعله ومفعوله والفاء هي الفصيحة ، والجملة لا محل لها جواب شرط غير جازم. «وَلا تَبْخَسُوا» مضارع مجزوم بلا والواو فاعل و«النَّاسَ» مفعول به أول «أَشْياءَهُمْ» مفعول به ثان والجملة معطوفة. «وَلا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ» لا ناهية وفعل مضارع مجزوم «بَعْدَ» ظرف زمان متعلق بتفسدوا. «إِصْلاحِها» مضاف إليه «ذلِكُمْ» اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ ، واللام للبعد والكاف للخطاب. «خَيْرٌ» خبر و«لَكُمْ» متعلقان بخير ، والجملة الاسمية استئنافية لا محل لها. «إِنْ» حرف شرط جازم ، «كُنْتُمْ» فعل ماض ناقص والتاء اسمها. «مُؤْمِنِينَ» خبرها منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه جمع مذكر سالم.
و الجملة استئنافية. وجواب الشرط محذوف دل عليه ما قبله.
- English - Sahih International : And to [the people of] Madyan [We sent] their brother Shu'ayb He said "O my people worship Allah; you have no deity other than Him There has come to you clear evidence from your Lord So fulfill the measure and weight and do not deprive people of their due and cause not corruption upon the earth after its reformation That is better for you if you should be believers
- English - Tafheem -Maududi : وَإِلَىٰ مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا ۗ قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُ ۖ قَدْ جَاءَتْكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ ۖ فَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ(7:85) And to Midian *69 We sent forth their brother Shu'ayb He exhorted them: O my people! Serve Allah, you have no god but Him. Indeed a clear proof has come to you from your Lord. So give just weight and measure and diminish not to men their things ' *70 and make no mischief on the earth after it has been set in good order. *71 That is to your own good, if you truly believe . *72
- Français - Hamidullah : Et aux Madyan leur frère Chu'aïb O mon peuple dit-il adorez Allah Pour vous pas d'autre divinité que Lui Une preuve vous est venue de votre Seigneur Donnez donc la pleine mesure et le poids et ne donnez pas aux gens moins que ce qui leur est dû Et ne commettez pas de la corruption sur la terre après sa réforme Ce sera mieux pour vous si vous êtes croyants
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Und Wir sandten zu Madyan ihren Bruder Su'aib Er sagte "O mein Volk dient Allah Keinen Gott habt ihr außer Ihm Nun ist ein klarer Beweis von eurem Herrn zu euch gekommen; so gebt volles Maß und Gewicht und schmälert den Menschen nicht ihre Sachen und stiftet auf der Erde nicht Unheil nachdem sie in Ordnung gebracht worden ist Das ist besser für euch wenn ihr gläubig seid
- Spanish - Cortes : Y a los madianitas su hermano Suayb Dijo ¡Pueblo ¡Servid a Alá No tenéis a ningún otro dios que a Él Os ha venido de vuestro Señor una prueba ¡Dad la medida y el peso justos no defraudéis a los hombres en sus bienes ¡No corrompáis en la tierra después de reformada Eso es mejor para vosotros si es que sois creyentes
- Português - El Hayek : E aos medianitas enviamos seu irmão Xuaib que lhes disse Ó povo meu adorai a Deus porque não tereis outradivindade além d'Ele Já vos chegou uma evidência do vosso Senhor Sede leais na medida e no peso Não defraudeis opróximo e não causeis corrupção na terra depois de ela haver sido pacificada Isso será melhor para vós se sois fiéis
- Россию - Кулиев : Мы отправили к мадьянитам их брата Шуейба Он сказал О мой народ Поклоняйтесь Аллаху ибо нет у вас другого божества кроме Него К вам явилось ясное знамение от вашего Господа Наполняйте же меру и весы сполна не придерживайте имущества людей и не распространяйте нечестия на земле после того как на ней наведен порядок Так лучше для вас если только вы являетесь верующими
- Кулиев -ас-Саади : وَإِلَىٰ مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا ۗ قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُ ۖ قَدْ جَاءَتْكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ ۖ فَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ
Мы отправили к мадьянитам их брата Шуейба. Он сказал: «О мой народ! Поклоняйтесь Аллаху, ибо нет у вас другого божества, кроме Него. К вам явилось ясное знамение от вашего Господа. Наполняйте же меру и весы сполна, не придерживайте имущества людей и не распространяйте нечестия на земле после того, как на ней наведен порядок.Так лучше для вас, если только вы являетесь верующими. Мадьян - некогда известное племя, к которому Аллах отправил их родственника Шуейба. Он призвал их поклоняться одному Аллаху, не приобщая сотоварищей к Нему, не обвешивать и не обмеривать людей при торговле, не удерживать имущество, по праву принадлежащее другим людям, и не распространять на земле нечестие, совершая грехи и преступления. Если человек отказывается от грехов, повинуясь воле Аллаха и стремясь приблизиться к Нему, то это приносит ему намного больше пользы, нежели совершение грехов, навлекающее на раба гнев Всемогущего Господа и обрекающее его на наказание в Адском пламени.
- Turkish - Diyanet Isleri : Medyen halkına da kardeşleri Şuayb'ı gönderdik onlara şöyle dedi "Ey milletim Allah'a kulluk edin O'ndan başka tanrınız yoktur Rabbinizden size bir belge geldi Ölçü ve tartıyı tam yapın insanların eşyasını eksik vermeyin düzelttikten sonra yeryüzünde bozgunculuk etmeyin; inanıyorsanız bilin ki bunlar sizin için hayırlıdır"
- Italiano - Piccardo : Agli abitanti di Madyan [inviammo] il loro fratello Shuayb Disse “O popol mio adorate Allah Per voi non c'è altro dio che Lui Vi è giunta una prova da parte del vostro Signore Riempite la misura e date il giusto peso e non danneggiate gli uomini nei loro beni Non corrompete la terra dopo che Allah la creò pura ciò è meglio per voi se siete credenti
- كوردى - برهان محمد أمين : بۆ هۆزی مهدیهنیش شعیبی برایانمان نارد ئهویش پێی وتن ئهی قهوم و هۆزو گهلم تهنها خوا بپهرستن چونکه جگه لهو زاته خوایهکی ترتان نیه ئهوهته بهڕاستی بهڵگهو نیشانهی ڕوونتان لهلایهن پهروهردگارتانهوه بۆ هاتووه کهوابوو له کێشانه و پێوانهدا فێڵ و تهڵهکه مهکهن و مافی خۆی بدهنێ شتی خهڵکی سووک مهکهن و بێ نرخ تهماشای مهکهن تۆوی فهساد و تاوانباری و گوناه له زهویدا مهچێنن دوای چاکساز بوونی ئهوانه چاکتره بۆتان ئهگهر ئێوه باوهڕدارن
- اردو - جالندربرى : اور مدین کی طرف ان کے بھائی شعیب کو بھیجا۔ تو انہوں نے کہا کہ قوم خدا ہی کی عبادت کرو اس کے سوا تمہارا کوئی معبود نہیں۔ تمہارے پاس تمہارے پروردگار کی طرف سے نشانی اچکی ہے تو تم ناپ تول پوری کیا کرو اور لوگوں کو چیزیں کم نہ دیا کرو۔ اور زمین میں اصلاح کے بعد خرابی نہ کرو۔ اگر تم صاحب ایمان ہو تو سمجھ لو کہ یہ بات تمہارے حق میں بہتر ہے
- Bosanski - Korkut : A Medjenu – njegova brata Šuajba "O narode moj" – govorio je on – "Allahu se klanjajte vi drugog boga osim njega nemate Dolazi vam jasan dokaz od Gospodara vašeg zato pravo na litri i na kantaru mjerite i ljudima stvari njihove ne zakidajte i red na Zemlji ne remetite kad je već na njoj uspostavljen red To je bolje za vas ako vjerujete
- Swedish - Bernström : OCH TILL [folket i] Madyan [sände Vi] deras broder Shu`ayb Och han sade "Dyrka Gud mitt folk ni har ingen annan gud än Honom Ni har fått ett klart vittnesbörd från er Herre Mät och väg därför med fulla mått [i allt vad ni företar er] och inkräkta inte i något avseende på andras rätt Och stör inte ordningen och sprid inte sedefördärv på jorden sedan allt där har ställts till rätta Detta är för ert väl om ni är troende
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Dan Kami telah mengutus kepada penduduk Madyan saudara mereka Syu'aib Ia berkata "Hai kaumku sembahlah Allah sekalikali tidak ada Tuhan bagimu selainNya Sesungguhnya telah datang kepadamu bukti yang nyata dari Tuhanmu Maka sempurnakanlah takaran dan timbangan dan janganlah kamu kurangkan bagi manusia barangbarang takaran dan timbangannya dan janganlah kamu membuat kerusakan di muka bumi sesudah Tuhan memperbaikinya Yang demikian itu lebih baik bagimu jika betulbetul kamu orangorang yang beriman"
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : وَإِلَىٰ مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا ۗ قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُ ۖ قَدْ جَاءَتْكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ ۖ فَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ
(Dan) Kami telah mengutus (kepada penduduk Madyan saudara mereka Syuaib. Ia berkata, "Hai kaumku, sembahlah Allah, sekali-kali tidak ada Tuhan bagimu selain-Nya. Sesungguhnya telah datang kepadamu bukti yang nyata) yakni mukjizat (dari Tuhanmu) yang membenarkan kerasulanku (Maka sempurnakanlah) genapkanlah (takaran dan timbangan dan janganlah kamu kurangkan) maksudnya menekorkan (bagi manusia barang-barang takaran dan timbangan mereka dan janganlah kamu membuat kerusakan di muka bumi) dengan kekafiran dan maksiat-maksiat (sesudah Tuhan memperbaikinya) dengan mengutus rasul-rasul-Nya (Yang demikian itu) yang telah disebutkan itu (lebih baik bagimu jika betul-betul kamu orang-orang yang beriman) yang menghendaki keimanan, maka bersegeralah kamu kepada keimanan.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : আমি মাদইয়ানের প্রতি তাদের ভাই শোয়ায়েবকে প্রেরণ করেছি। সে বললঃ হে আমার সম্প্রদায় তোমরা আল্লাহর এবাদত কর। তিনি ব্যতীত তোমাদের কোন উপাস্য নেই। তোমাদের কাছে তোমাদের প্রতিপালকের পক্ষ থেকে প্রমাণ এসে গেছে। অতএব তোমরা মাপ ও ওজন পূর্ন কর এবং মানুষকে তাদের দ্রব্যদি কম দিয়ো না এবং ভুপৃষ্টের সংস্কার সাধন করার পর তাতে অনর্থ সৃষ্টি করো না। এই হল তোমাদের জন্যে কল্যাণকর যদি তোমরা বিশ্বাসী হও।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : மத்யன் நகரவாசிகளிடம் அவர்களுடை சகோதரராகிய ஷுஐபை நம் தூதராக அனுப்பிவைத்தோம் அவர் தம் கூட்டத்தாரை நோக்கி "என் சமூகத்தார்களே அல்லாஹ்வையே வணங்குங்கள்; அவனன்றி உங்களுக்கு வேறு நாயனில்லை நிச்சயமாக உங்களுக்கு உங்கள் இறைவனிடமிருந்து ஒரு தெளிவான அத்தாட்சி வந்துள்ளது அளவை முழுமையாக அளந்து எடையைச் சரியாக நிறுத்துக் கொடுங்கள் மனிதர்களுக்கு அவர்களுக்கு உரிய பொருட்களை கொடுப்பதில் குறைத்து விடாதீர்கள்; பூமியில் சீர் திருத்தம் ஏற்பட்ட பின்னர் அதில் குழப்பம் உண்டாக்காதீர்கள் நீங்கள் முஃமின்களாக இருந்தால் இதுவே உங்களுக்கு நன்மையாக இருக்கும்" என்று கூறினார்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : “และยังประชาชาติมัดยันนั้น เราได้ส่งชุอัยบ์ ซึ่งเป็นพี่น้องของพวกเขาไป เขากล่าวว่าโอ้ประชาชาติของฉัน จงเคารพสักการะอัลลอฮ์เถิด ไม่มีสิ่งใดที่ควรได้รับการเคารพสักการะสำหรับพวกท่านอีแล้วอื่นจากพระองค์ แท้จริงหลักฐานอันชัดเจนจากพระเจ้าของพวกท่านนั้นได้มายังพวกท่านแล้ว ดังนั้นจงให้ครบเต็มซึ่งเครื่องตวงและเครื่องชั่งเถิด และจงอย่าให้ขาดแก่เพื่อมนุษย์ซึ่งบรรดาสิ่งของของพวกเขา หลังจากที่มีการแก้ไขมันแล้ว นั่นแหละเป็นสิ่งที่ดียิ่งแก่พวกท่านหากพวกท่านเป็นผู้ศรัทธา”
- Uzbek - Мухаммад Содик : Ва Мадянга ўз биродарлари Шуайбни юбордик У Эй қавмим Аллоҳга ибодат қилинг Сизга Ундан ўзга илоҳ йўқ Батаҳқиқ сизга Роббингиздан ҳужжат келди Бас ўлчов ва тарозуни тўлиқ адо этинг одамларнинг нарсаларидан камитиб қолманг ва ер юзида унинг ислоҳидан кейин бузғунчилик қилманг Агар мўмин бўлсангиз шундай қилмоғингиз ўзингиз учун яхшидир
- 中国语文 - Ma Jian : (我确已派遣)麦德彦人的弟兄舒阿卜去教化他们说:我的宗族啊!你们要崇拜真主,除他之外,绝无应受你们崇拜的。从你们的主发出的明证,确已来临你们了,你们当使用充足的斗和秤,不要克扣别人所应得的货物。在改善地方之后,你们不要在地方上作恶,这对你们是更好的,如果你们是信道者。
- Melayu - Basmeih : Dan kepada penduduk Madyan Kami utuskan saudara mereka Nabi Syuaib Ia berkata "Wahai kaum sembahlah kamu akan Allah sebenarnya tiada Tuhan bagi kamu selain daripadaNya Sesungguhnya telah datang kepada kamu keterangan yang nyata dari Tuhan kamu Oleh itu sempurnakanlah sukatan dan timbangan dan janganlah kamu kurangkan bagi manusia akan bendabenda dan perkaraperkara yang menjadi haknya; dan janganlah kamu berbuat kerosakan di muka bumi sesudah Allah menjadikannya makmur teratur dengan sebaikbaiknya Yang demikian itu lebih baik bagi kamu jika betul kamu orangorang yang beriman
- Somali - Abduh : Madyanna waxaan u Diray Walaalkood Nabi Shucayb wuxuuna yidhi Qoomkayow Caabuda Eebe idiinma sugna Eebe ka soo hadhaye waxaa idiinka Timid Xagga Eebe Xujee Dhammaystirana Miisidda iyo Miisaanka hana ka Nusqaaminina Dadka waxooda hana Fasaadinina Dhulka wanaajin kadib saasaa idiin khayr roon haddaad Mu'miniin tihiin
- Hausa - Gumi : Kuma zuwa Madayana ɗan'uwansu Shu'aibu ya ce "Ya mutãnena Ku bauta wa Allah; bã ku da wani abin bauta wa waninSa Lalle ne wata hujja bayyananniya daga Ubangijinku tã zõ muku Sai ku cika mũdu da sikeli kumakada ku nakasa wa mutãne kãyansu kuma kada ku yi fasãdi a cikin ƙasa a bãyan gyaranta Wannan ne mafi alhẽri a gare ku idan kun kasance mũminai"
- Swahili - Al-Barwani : Na kwa watu wa Madyana tulimtuma ndugu yao Shua'ib Akasema Enyi watu wangu Muabuduni Mwenyezi Mungu Hamna mungu mwengine isipo kuwa Yeye Imekwisha kufikieni hoja wazi kutoka kwa Mola Mlezi wenu Basi timizeni sawasawa vipimo na mizani wala msiwapunje watu vitu vyao wala msifanye uharibifu katika nchi baada ya kuwa imekwisha tengenea Hivi ndivyo bora kwenu ikiwa nyinyi ni Waumini
- Shqiptar - Efendi Nahi : Dhe Na ia dërguam popullit të Medjenit vëllain e tyre – Shuajbin e ai tha “O populli im Adhuronie Perëndinë Ju nuk keni zot tjetër përveç Tij Madje me të vërtetë ju ka ardhur argument nga Zoti juaj Plotësoni matjen dhe peshimin e mos iu cungoni njerëzve sendet Mos bëni ngatërresa në Tokë pasi në të është vënë rregull Kjo është më mirë për ju nëse jeni besimtarë
- فارسى - آیتی : و بر مردم مدين برادرشان شعيب را فرستاديم. گفت: اى قوم من، اللّه را بپرستيد، شما را خدايى جز او نيست، از جانب پروردگارتان نشانهاى روشن آمده است. پيمانه و ترازو را تمام ادا كنيد و به مردم كم مفروشيد و از آن پس كه زمين به صلاح آمده است در آن فساد مكنيد، كه اگر ايمان آوردهايد، اين برايتان بهتر است.
- tajeki - Оятӣ : Ва бар мардуми Мадян бародарашон Шуъайбро фирестодем. Гуфт: «Эй қавми ман, Оллоҳро бипарастед, шуморо худое ҷуз Ӯ нест. Аз ҷониби Парвардигоратон нишонае равшан омадааст. Паймонаву тарозуро расо адо кунед ва ба мардум кам мафурӯшед ва аз он пас, ки замин ба салоҳ омадааст, дар он фасод макунед, ки агар имон овардаед, ин бароятон беҳтар аст!
- Uyghur - محمد صالح : مەديەن (خەلقىگە) ئۇلارنىڭ قېرىندىشى شۇئەيبنى (پەيغەمبەر قىلىپ ئەۋەتتۇق)، ئۇ (ئۆز قەۋمىگە) ئېيتتى: «ئى قەۋمىم! اﷲ قا ئىبادەت قىلىڭلار، سىلەرگە اﷲ تىن باشقا ھېچ مەبۇد (بەرھەق) يوقتۇر. سىلەرگە پەرۋەردىگارىڭلاردىن ھەقىقەتەن (مېنىڭ راستلىقىمنى ئىسپاتلايدىغان) مۆجىزە كەلدى، ئۆلچەمنى ۋە تارازىنى توغرىلاڭلار، كىشىلەرنىڭ نەرسىلىرىنى كەم بەرمەڭلار. (اﷲ پەيغەمبەرلەرنى ئەۋەتىپ) زېمىننى تۈزىگەندىن كېيىن، زېمىندا (گۇناھلار قىلىپ) بۇزغۇنچىلىق قىلماڭلار، ئەگەر مۆمىن بولساڭلار، ئەنە شۇ سىلەر ئۈچۈن ياخشىدۇر
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : മദ്യന് ജനതയിലേക്ക് അവരുടെ സഹോദരന് ശുഐബിനെ നാം നിയോഗിച്ചു. അദ്ദേഹം പറഞ്ഞു: "എന്റെ ജനമേ, നിങ്ങള് അല്ലാഹുവിന് വഴിപ്പെടുക. നിങ്ങള്ക്ക് അവനല്ലാതെ ദൈവമില്ല. നിങ്ങള്ക്ക് നിങ്ങളുടെ നാഥനില് നിന്ന് വ്യക്തമായ തെളിവ് വന്നെത്തിയിട്ടുണ്ട്. അതിനാല് നിങ്ങള് അളത്തത്തിലും തൂക്കത്തിലും കൃത്യത പാലിക്കുക. ജനങ്ങള്ക്ക് അവരുടെ സാധനങ്ങളില് കുറവ് വരുത്തരുത്. ഭൂമിയെ യഥാവിധി ചിട്ടപ്പെടുത്തിവെച്ചിരിക്കെ നിങ്ങളതില് നാശമുണ്ടാക്കരുത്. നിങ്ങള് സത്യവിശ്വാസികളെങ്കില് അതാണ് നിങ്ങള്ക്കുത്തമം.”
- عربى - التفسير الميسر : ولقد ارسلنا الى قبيله "مدين" اخاهم شعيبا عليه السلام فقال لهم يا قوم اعبدوا الله وحده لا شريك له ليس لكم من اله يستحق العباده غيره جل وعلا فاخلصوا له العباده قد جاءكم برهان من ربكم على صدق ما ادعوكم اليه فادوا للناس حقوقهم بايفاء الكيل والميزان ولا تنقصوهم حقوقهم فتظلموهم ولا تفسدوا في الارض بالكفر والظلم بعد اصلاحها بشرائع الانبياء السابقين عليهم السلام ذلك الذي دعوتكم اليه خير لكم في دنياكم واخراكم ان كنتم مصدقي فيما دعوتكم اليه عاملين بشرع الله
*69). The territory of Madyan (Midian) lay to the north-west of Hijaz and south of Palestine on the coast of the Red Sea and the Gulf of Aqaba, and part of the territory stretched to the northern border of the Sinai Peninsula. The Midianites and their towns were situated at the crossroads of the trade routes from Yemen through Makka and Yanbu' to Syria along the Red Sea coast, and from Iraq to Egypt. Midian was, therefore, quite well known to the Arabs. In fact it persisted in their memory long after its destruction for the Arab trade caravans en route to Syria and Egypt passed through territories which were full of the ruins of their monuments.
Another point worth noting about the people of Midian is that they were reckoned to be descendants of Midyan, a son of the Prophet Abraharn born of his third wife, Qatura. According to a custom of the time, persons who attached themselves to a notable family were gradually counted as members of that family, as the descendants of that family's ancestor. It is for this reason that a large majority of Arabs were called the descendants of Ismai'l. Likewise those who embraced faith at the hands of Ya'qab's sons bore the general name 'the People of Israel'. Now, since the inhabitants of Midian owed allegiance to Midyan, son of Abraham, they were referred to as the descendants of Midyan and their territory was called Midian.
In view of this it should not be thought that the Prophet Shu'ayb invited them, for the first time, to follow Divine Guidance. At the time of the advent of Shu'ayb their state was no different from that of the Israelites at the time of the advent of Moses. They too were originally a Muslim people who had subsequently moved far away from Islam. For six to seven centuries they lived amongst a people who were steeped in polytheism and moral corruption, and this led to their contamination with polytheism and moral corruption. Despite their deviation and corruption, however, they claimed to be the followers of the true faith, and were proud of their religious identification.
*70). This shows that the people of Midian suffered from two major ailments - polytheism and dishonesty in business. Shu'ayb devoted his efforts to purging them of those evils.
*71). The import of this statement has been explained earlier in notes 44-5 above. In his exhortations to his people, Shu'ayb emphasized that they should not allow the order of life, established by the previous Prophets on the foundations of true faith and sound morals, to be corrupted by false beliefs and moral depravity.
*72). This clearly shows that the people concerned claimed to be believers, as we have already pointed out. In fact, they were originally Muslims who had drifted away from Islam, who had become enmeshed in a range of evils. They not only professed to be believers, but took great pride in being so. (See n. 69 above - Ed. ) Shu'ayb made this fact the starting-point of his preaching. He told them that if they indeed were believers they should live up to that fact; they should consider their salvation to lie in practising goodness and virtue, honesty and integrity; and they should distinguish between good and evil on the basis of the standards followed by righteous people rather than of those who believed neither in God nor in the Hereafter.