- عربي - نصوص الآيات عثماني : سَأَصْرِفُ عَنْ ءَايَٰتِىَ ٱلَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِى ٱلْأَرْضِ بِغَيْرِ ٱلْحَقِّ وَإِن يَرَوْاْ كُلَّ ءَايَةٍۢ لَّا يُؤْمِنُواْ بِهَا وَإِن يَرَوْاْ سَبِيلَ ٱلرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِن يَرَوْاْ سَبِيلَ ٱلْغَىِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُواْ بِـَٔايَٰتِنَا وَكَانُواْ عَنْهَا غَٰفِلِينَ
- عربى - نصوص الآيات : سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق وإن يروا كل آية لا يؤمنوا بها وإن يروا سبيل الرشد لا يتخذوه سبيلا وإن يروا سبيل الغي يتخذوه سبيلا ۚ ذلك بأنهم كذبوا بآياتنا وكانوا عنها غافلين
- عربى - التفسير الميسر : سأصرف عن فَهْم الحجج والأدلة الدالة على عظمتي وشريعتي وأحكامي قلوب المتكبرين عن طاعتي، والمتكبرين على الناس بغير الحق، فلا يتبعون نبيًا ولا يصغون إليه لتكبرهم، وإنْ يَرَ هؤلاء المتكبرون عن الإيمان كل آية لا يؤمنوا بها لإعراضهم ومحادَّتهم لله ورسوله، وإن يروا طريق الصلاح لا يتخذوه طريقًا، وإن يروا طريق الضلال، أي الكفر يتخذوه طريقًا ودينًا؛ وذلك بسبب تكذيبهم بآيات الله وغفلتهم عن النظر فيها والتفكر في دلالاتها.
- السعدى : سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِن يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَّا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِن يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِن يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ
سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ أي: عن الاعتبار في الآيات الأفقية والنفسية، والفهم لآيات الكتاب الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الأرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أي: يتكبرون على عباد اللّه وعلى الحق، وعلى من جاء به، فمن كان بهذه الصفة، حرمه اللّه خيرا كثيرا وخذله، ولم يفقه من آيات اللّه ما ينتفع به، بل ربما انقلبت عليه الحقائق، واستحسن القبيح. وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لا يُؤْمِنُوا بِهَا لإعراضهم واعتراضهم، ومحادتهم للّه ورسوله، وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ أي: الهدى والاستقامة، وهو الصراط الموصل إلى اللّه، وإلى دار كرامته لا يَتَّخِذُوهُ أي: لا يسلكوه ولا يرغبوا فيه وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ أي: الغواية الموصل لصاحبه إلى دار الشقاء يَتَّخِذُوهُ سَبِيلا والسبب في انحرافهم هذا الانحراف ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ فردهم لآيات اللّه، وغفلتهم عما يراد بها واحتقارهم لها - هو الذي أوجب لهم من سلوك طريق الغي، وترك طريق الرشد ما أوجب.
- الوسيط لطنطاوي : سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِن يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَّا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِن يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِن يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ
قوله- تعالى- سَأَصْرِفُ عَنْ آياتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ استئناف مسوق لبيان أن أعداء دعاة الحق هم المستكبرون، لأن من شأن التكبر أن يصرف أهله عن النظر والاستدلال على وجوه الخير. ومعنى صرف هؤلاء المتكبرين عن الانتفاع بآيات الله وحججه، منعهم عن ذلك بالطبع على قلوبهم لسوء استعدادهم لا يتفكرون ولا يتدبرون ولا يعتبرون.
أى: سأطبع على قلوب هؤلاء الذين يعدون أنفسهم كبراء، ويرون أنفسهم أنهم أعلى شأنا من غيرهم، مع أنهم أجهل الناس عقلا، وأتعسهم حالا.
وقوله بِغَيْرِ الْحَقِّ صلة للتكبر على معنى يتكبرون ويتطاولون بما ليس بحق وهو دينهم الباطل، وسفههم المفرط، أو متعلق بمحذوف هو حال من فاعله، أى يتكبرون متلبسين بغير الحق.
ثم بين- سبحانه- ما هم عليه من عناد وجحود فقال: وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لا يُؤْمِنُوا بِها أى: وإن يروا كل آية من الآيات التي تهدى إلى الحق وترشد إلى الخير لا يؤمنوا بها لفساد قلوبهم، وحسدهم لغيرهم على ما آتاه الله من فضله، وتكبرهم على الناس. والجملة الكريمة معطوفة على جملة يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ داخلة معها في حكم الصلة.
والمقصود بالآية إما المنزلة فيكون المراد برؤيتها مشاهدتها والإحساس بها عن طريق السماع.
وإمّا ما يعمها وغيرها من المعجزات، فيكون المراد برؤيتها مطلق المشاهدة المنتظمة للسماع والإبصار.
وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ أى: الصلاح والاستقامة والسداد لا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا أى:
لا يتوجهون إليه ولا يسلكونه لمخالفته لأهوائهم وشهواتهم وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الغَيِّ أى:
طريق الضلال عن الحق يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا أى: طريقا يميلون إليه، ويسيرون فيه بدون تفكر أو تدبر. وهذا شأن من مرد على الضلال، وانغمس في الشرور والآثام. إنه لإلفه المنكرات صار الحسن عنده قبيحا والقبيح حسنا، وصدق الله إذ يقول: أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً.
ثم ختم- سبحانه- الآية ببيان الأسباب التي أدت بهم إلى هذا الضلال العجيب فقال- تعالى: ذلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآياتِنا وَكانُوا عَنْها غافِلِينَ أى: ذلك المذكور من التكبر وعدم الإيمان بشيء من الدلائل الدالة على الحق وإعراضهم عن سبيل الهدى. وإقبالهم التام على طريق الغواية، كائن بسبب أنهم كذبوا بآياتنا الدالة على بطلان ما هم عليه من أباطيل، وبسبب أنهم كانوا عن هذه الآيات غافلين لاهين لا يتفكرون فيها، ولا يعتبرون بما اشتملت عليه من عظات.
فالله- تعالى- لم يخلقهم مطبوعين على شيء مما ذكر طبعا، ولم يجبرهم ويكرههم عليه إكراها، بل كان ذلك بكسبهم واختيارهم للتكذيب بآياته الدالة على الحق.
واسم الإشارة ذلِكَ مبتدأ، وخبره الجار والمجرور بعده، أى: ذلك الصرف بسبب تكذيبهم.
- البغوى : سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِن يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَّا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِن يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِن يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ
قوله تعالى : ( سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق ) قال ابن عباس : يريد الذين يتجبرون على عبادي ويحاربون أوليائي حتى لا يؤمنوا بي ، يعني : سأصرفهم عن قبول آياتي والتصديق بها عوقبوا بحرمان الهداية لعنادهم للحق ، كقوله : ( فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم ) .
قال سفيان بن عيينة : سأمنعهم فهم القرآن . قال ابن جريج : يعني عن خلق السماوات والأرض وما فيها أي أصرفهم عن أن يتفكروا فيها ويعتبروا بها . وقيل : حكم الآية لأهل مصر خاصة ، وأراد بالآيات الآيات التسع التي أعطاها الله تعالى موسى عليه السلام . والأكثرون على أن الآية عامة ( وإن يروا ) يعني : هؤلاء المتكبرين ( كل آية لا يؤمنوا بها وإن يروا سبيل الرشد ) قرأ حمزة والكسائي " الرشد " بفتح الراء والشين ، والآخرون بضم الراء وسكون الشين وهما لغتان كالسقم والسقم والبخل والبخل والحزن والحزن .
وكان أبو عمرو يفرق بينهما ، فيقول : الرشد - بالضم - الصلاح في الأمر ، وبالفتح الاستقامة في الدين . معنى الآية : إن يروا طريق الهدى والسداد ( لا يتخذوه ) لأنفسهم ( سبيلا ( وإن يروا سبيل الغي ) أي طريق الضلال ( يتخذوه سبيلا ذلك بأنهم كذبوا بآياتنا وكانوا عنها غافلين ) عن التفكير فيها والاتعاظ بها غافلين ساهين .
- ابن كثير : سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِن يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَّا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِن يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِن يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ
يقول تعالى : ( ( 147 ) سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق ) أي : سأمنع فهم الحجج والأدلة على عظمتي وشريعتي وأحكامي قلوب المتكبرين عن طاعتي ، ويتكبرون على الناس بغير حق ، أي : كما استكبروا بغير حق أذلهم الله بالجهل ، كما قال تعالى : ( ونقلب أفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أول مرة ) [ الأنعام : 110 ] وقال تعالى : ( فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم ) [ الصف : 5 ]
وقال بعض السلف : لا ينال العلم حيي ولا مستكبر .
وقال آخر : من لم يصبر على ذل التعلم ساعة ، بقي في ذل الجهل أبدا .
وقال سفيان بن عيينة في قوله : ( سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق ) قال : أنزع عنهم فهم القرآن ، وأصرفهم عن آياتي .
قال ابن جرير : وهذا يدل على أن هذا خطاب لهذه الأمة
قلت : ليس هذا بلازم ; لأن ابن عيينة إنما أراد أن هذا مطرد في حق كل أمة ، ولا فرق بين أحد وأحد في هذا ، والله أعلم .
وقوله : ( وإن يروا كل آية لا يؤمنوا بها ) كما قال تعالى : ( إن الذين حقت عليهم كلمة ربك لا يؤمنون ولو جاءتهم كل آية حتى يروا العذاب الأليم ) [ يونس : 96 ، 97 ] .
وقوله : ( وإن يروا سبيل الرشد لا يتخذوه سبيلا ) أي : وإن ظهر لهم سبيل الرشد ، أي : طريق النجاة لا يسلكوها ، وإن ظهر لهم طريق الهلاك والضلال يتخذوه سبيلا .
ثم علل مصيرهم إلى هذه الحال بقوله : ( ذلك بأنهم كذبوا بآياتنا ) أي : كذبت بها قلوبهم ، ( وكانوا عنها غافلين ) أي : لا يعلمون شيئا مما فيها .
- القرطبى : سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِن يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَّا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِن يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِن يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ
قوله تعالى سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق وإن يروا كل آية لا يؤمنوا بها وإن يروا سبيل الرشد لا يتخذوه سبيلا وإن يروا سبيل الغي يتخذوه سبيلا ذلك بأنهم كذبوا بآياتنا وكانوا عنها غافلين
قوله تعالى سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق قال قتادة : سأمنعهم فهم كتابي . وقاله سفيان بن عيينة . وقيل : سأصرفهم عن الإيمان بها . وقيل : سأصرفهم عن نفعها ; وذلك مجازاة على تكبرهم . نظيره : فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم . والآيات - على هذا - المعجزات أو الكتب المنزلة . وقيل : خلق السماوات والأرض . أي أصرفهم عن الاعتبار بها . يتكبرون يرون أنهم أفضل الخلق . وهذا ظن باطل ; فلهذا قال : بغير الحق فلا يتبعون نبيا ولا يصغون إليه لتكبرهم .
قوله تعالى وإن يروا كل آية لا يؤمنوا بها وإن يروا سبيل الرشد لا يتخذوه سبيلا وإن يروا سبيل الغي يتخذوه سبيلايعني : هؤلاء المتكبرون أخبر عنهم أنهم يتركون طريق الرشاد ويتبعون سبيل الغي والضلال ; أي الكفر يتخذونه دينا .
ثم علل فقال : ذلك بأنهم كذبوا بآياتنا أي ذلك الفعل الذي فعلته بهم بتكذيبهم وكانوا عنها غافلين أي كانوا في تركهم تدبر الحق كالغافلين . ويحتمل أن يكونوا غافلين عما يجازون به ; كما يقال : ما أغفل فلان عما يراد به ; وقرأ مالك بن دينار ( وإن يروا ) بضم الياء في الحرفين ; أي يفعل ذلك بهم . وقرأ أهل المدينة وأهل البصرة " سبيل الرشد " بضم الراء وإسكان الشين . وأهل الكوفة إلا عاصما ( الرشد ) بفتح الراء والشين . قال أبو عبيد : فرق أبو عمرو بين الرشد والرشد فقال : الرشد في الصلاح . والرشد في الدين . قال النحاس : سيبويه يذهب إلى أن الرشد والرشد مثل السخط والسخط ، وكذا قال الكسائي . والصحيح عن أبي عمرو غير ما قال أبو عبيد . قال إسماعيل بن إسحاق : حدثنا نصر بن علي عن أبيه عن أبي عمرو بن العلاء قال : إذا كان الرشد وسط الآية فهو مسكن ، وإذا كان رأس الآية فهو محرك . قال النحاس : يعني برأس الآية نحو وهيئ لنا من أمرنا رشدا فهما عنده لغتان بمعنى واحد ; إلا أنه فتح هذا لتتفق الآيات . ويقال : رشد يرشد ، ورشد يرشد . وحكى سيبويه رشد يرشد . وحقيقة الرشد والرشد في اللغة أن يظفر الإنسان بما يريد ، وهو ضد الخيبة .
- الطبرى : سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِن يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَّا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِن يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِن يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ
القول في تأويل قوله : سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ
قال أبو جعفر: اختلف أهل التأويل في معنى ذلك.
فقال بعضهم: معناه: سأنـزع عنهم فهم الكتاب.
* ذكر من قال ذلك:
15122- حدثنا أحمد بن منصور المروزي قال، حدثني محمد بن عبد الله بن بكر قال: سمعت ابن عيينة يقول في قول الله: " سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق "، قال يقول: أنـزع عنهم فهم القرآن, وأصرفهم عن آياتي. (17)
* * *
قال أبو جعفر: وتأويل ابن عيينة هذا يدل على أن هذا الكلام كان عنده من الله وعيدًا لأهل الكفر بالله ممن بعث إليه نبينا صلى الله عليه وسلم، دون قوم موسى, لأن القرآن إنما أنـزل على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم دون، موسى عليه السلام .
* * *
وقال آخرون في ذلك: معناه: سأصرفهم عن الاعتبار بالحجج.
* ذكر من قال ذلك:
15123- حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج, عن ابن جريج: " سأصرف عن آياتي"، عن خلق السماوات والأرض والآيات فيها, سأصرفهم عن أن يتفكروا فيها ويعتبروا.
* * *
قال أبو جعفر: وأولى الأقوال في ذلك بالصواب أن يقال: إن الله أخبر أنه سيصرف عن آياته, وهي أدلته وأعلامه على حقيقة ما أمر به عباده وفرض عليهم من طاعته في توحيده وعدله، (18) وغير ذلك من فرائضه. والسماوات والأرض, وكل موجود من خلقه، فمن آياته, والقرآن أيضًا من آياته، (19) وقد عم بالخبر أنه يصرف عن آياته المتكبرين في الأرض بغير الحق, وهم الذين حقَّت عليهم كلمة الله أنهم لا يؤمنون, فهم عن فهم جميع آياته والاعتبار والادّكار بها مصروفون، لأنهم لو وفِّقوا لفهم بعض ذلك فهُدوا للاعتبار به، اتعظوا وأنابوا إلى الحق, وذلك غير كائن منهم, لأنه جلّ ثناؤه قال: وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لا يُؤْمِنُوا بِهَا ، فلا تبديل لكلمات الله.
* * *
القول في تأويل قوله : وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ (146)
قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: وإن ير هؤلاء الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق و= " وتكبرهم فيها بغير الحق "، تجبرهم فيها, واستكبارهم عن الإيمان بالله ورسوله، والإذعان لأمره ونهيه, (20) وهم لله عبيدٌ يغذوهم بنعمته، (21) ويريح عليهم رزقه بكرة وعشيًّا، (22) = " كل آية "، يقول: كل حجة لله على وحدانيته وربوبيته, وكل دلالة على أنه لا تنبغي العبادة إلا له خالصة دون غيره. (23) = " لا يؤمنوا بها "، يقول: لا يصدقوا بتلك الآية أنها دالة على ما هي فيه حجة, ولكنهم يقولون: " هي سحر وكذب " = " وإن يروا سبيل الرشد لا يتخذوه سبيلا "، يقول: وإن ير هؤلاء الذين وصف صفتهم طريق الهدى والسداد الذي إن سلكوه نجوا من الهلكة والعطب، وصاروا إلى نعيم الأبد، لا يسلكوه ولا يتخذوه لأنفسهم طريقًا, جهلا منهم وحيرة (24) = " وإن يروا سبيل الغي"، يقول: وإن يروا طريق الهلاك الذي إن سلكوه ضلّوا وهلكوا.
* * *
وقد بينا معنى " الغي" فيما مضى قبل، بما أغنى عن إعادته. (25) " يتخذوه سبيلا "، يقول: يسلكوه ويجعلوه لأنفسهم طريقًا، لصرف الله إياهم عن آياته، وطبعه على قلوبهم, فهم لا يفلحون ولا ينجحون= " ذلك بأنهم كذبوا بآياتنا وكانوا عنها غافلين "، يقول تعالى ذكره: صرفناهم عن آياتنا أن يعقلوها ويفهموها فيعتبروا بها و يذكروا فينيبوا، عقوبةً منا لهم على تكذيبهم بآياتنا = " وكانوا عنها غافلين "، يقول: وكانوا عن آياتنا وأدلتنا الشاهدة على حقيقة ما أمرناهم به ونهيناهم عنه= " غافلين "، لا يتفكرون فيها, لاهين عنها، لا يعتبرون بها, فحق عليهم حينئذ قول ربنا فعَطِبوا. (26)
* * *
واختلف القرأة في قراءة قوله: " الرشد ".
فقرأ ذلك عامة قرأة المدينة وبعض المكيين وبعض البصريين: (الرُّشْدِ)، بضم " الراء " وتسكين " الشين ".
* * *
وقرأ ذلك عامة قرأة أهل الكوفة وبعض المكيين: (الرَّشَدِ)، بفتح " الراء " و " الشين ".
* * *
ثم اختلف أهل المعرفة بكلام العرب في معنى ذلك إذا ضمت راؤه وسكنت شينه, وفيه إذا فتحتا جميعًا.
فذكر عن أبي عمرو بن العلاء أنه كان يقول: معناه إذا ضمت راؤه وسكنت شينه: الصلاح, كما قال الله: فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْدًا ، [سورة النساء: 6]، بمعنى: صلاحًا. وكذلك كان يقرؤه هو= ومعناه إذا فتحت راؤه وشينه: الرشد في الدين, كما قال جل ثناؤه: تُعَلِّمَنِي مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا [سورة الكهف: 66]، (27) بمعنى الاستقامة والصواب في الدين.
* * *
وكان الكسائي يقول: هما لغتان بمعنى واحد, مثل: " السُّقم " و " السَّقَم ", و " الحُزْن " و " الحَزَن " وكذلك " الرُّشْد " و " الرَّشَد ".
* * *
قال أبو جعفر: والصواب من القول في ذلك عندي أن يقال: إنهما قراءتان مستفيضةٌ القراءة بهما في قرأة الأمصار، متفقتا المعنى, فبأيتهما قرأ القارئ فمصيبٌ الصوابَ بها.
-------------------
الهوامش :
(17) (2) الأثر : 15122 - (( أحمد بن منصور بن سيار الرمادى )) ، شيخ الطبري ، مضى برقم : 10260 ، 10521 . و (( محمد بن عبد الله بن بكر بن سليمان الخزاعى الصنعانى الخلنجى )) ، صدوق . روى عنه النسائى ، وأبو حاتم وغيرهما . مترجم في التهذيب ، وابن أبي حاتم 3/2/295 .
(18) (1) في المطبوعة : (( على حقيقة ما امر به عباده )) ، فعل بها ما فعل بسوابقها . انظر ما سلف ص : 68 ، تعليق : 4 ، والمراجع هناك .
(19) (2) انظر تفسير (( آية )) فيما سلف من فهارس اللغة ( أيى ) .
(20) (1) انظر تفسير (( التكبر )) فيما سلف : 70 ، تعليق : 1 ، والمراجع هناك .
(21) (2) في المطبوعة : (( يغدوهم )) بالدال المهملة ، والصواب ما أثبت .
(22) (3) (( أراح عليه حقه )) ، رده عليه ، يقول الشاعر :إلا تريحــى علينــا الحـق طائعـة
دُونَ القُضَـاةِ ، فَقَاضِينَـا إلَـى حَـكَمِ
(23) (4) انظر تفسير (( آية )) فيما سلف من فهارس اللغة ( أيى ) .
(24) (5) انظر تفسير (( السبيل )) فيما سلف من فهارس اللغة ( سبل ) . = وتفسير (( الرشد )) فيما سلف 3 : 482 / 5 : 416 / 7 : 576 .
(25) (6) انظر تفسير (( الغي )) فيما سلف 5 : 416 / 12 : 333 .
(26) (1) انظر تفسير (( الغفلة )) فيما سلف ص : 75 ، تعليق : 4 ، والمراجع هناك .
(27) (2) قراءتنا وقراءة السبعة : (( رشدا )) ( بضم الراء وسكون الشين ) ، وقراءة أبي عمرو من السبعة كما ذكر أبو جعفر ، ولذلك استدل بها أبو عمرو في هذا الموضع . ولم يذكر هذه القراءة أبو جعفر في تفسير الآية من سورة الكهف .
- ابن عاشور : سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِن يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَّا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِن يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِن يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ
يجوز أن تكون هذه الآية تكملة لما خاطب الله به موسى وقومه ، فتكون جملة { سأصرف } الخ بأسهم ، استئنافاً بيانياً ، لأن بني إسرائيل كانوا يهابون أولئك الأقوام ويخْشوْن ، فكأنهم تساءلوا كيف تُرينا دارهم وَتعدُنا بها ، وهلْ لا نهلك قبل الحلول بها ، كما حكى الله عنهم { قالوا يا موسى إن فيها قوماً جبّارين } الآية في سورة العقود ( 22 ) وقد حكى ذلك في الإصحاح الرابع عشر من سفر العدد ، فاجيبوا بأن الله سيصرف أولئك عن آياتِه .
والصرف الدفع أي سَأَصُدُّ عن آياتي ، أي عن تعطيلها وإبطالها .
والآيات الشريعة ، ووعد الله أهلها بأن يورثهم أرض الشام ، فيكون المعنى سأتَوَلّى دفعهم عنكم ، ويكون هذا مثل ما ورد في التوراة في الإصحاح الرابع والثلاثين «ها أنا طاردٌ من قُدَّامِك الأُموريين الخ» ، فالصرف على هذا الوجه عناية من الله بموسى وقومِه بما يُهيء لهم من أسباب النصر على أولئك الأقوام الأقوياء ، كإلقاء الرعببِ في قلوبهم ، وتشتيت كلمتهم ، وإيجاد الحوادث التي تفت في ساعد عُدتهم أو تكونُ الجملة جواباً لسؤال من يقول : إذا دخلنا أرض العدو فلعلهم يؤمنون بهدينا ، ويتبعون ديننا ، فلا نحتاج إلى قتالهم ، فأجيبوا بأن الله يَصرفهم عن إتباع آياته؛ لأنهم جُبلوا على التكبر في الأرض ، والإعراضضِ عن الآيات ، فالصرف هنا صرف تكويني في نفوس الأقوام ، وعن الحسن : أن من الكفار من يبالغ في كفره وينتهي إلى حد إذا وصل إليه مَات قلبه .
وفي قَصِّ الله تعالى هذا الكلامَ على محمد صلى الله عليه وسلم تعريض بكفار العرب بأن الله دافِعُهم عن تعطيل آياته ، وبأنه مانع كثيراً منهم عن الإيمان بها لما ذكرناه آنفاً .
ويجوز أن تكون جملة { سأصرف عن آياتي } من خطاب الله تعالى لرسوله محمد صلى الله عليه وسلم رَوى الطبري ذلك عن سفيان بن عيينة ، فتكون الجملة معترضة في أثناء قصة بني إسرائيل بمناسبة قوله : { سأُريكم دار الفاسقين } [ الأعراف : 145 ] تعريضاً بأن حال مشركي العرب كحال أولئك الفاسقين ، وتصريحاً بسبب إدامتهم العناد والإعراض عن الإيمان ، فتكون الجملة مستأنفة استينافاً ابتدائياً ، وتأتي في معنى الصرف عن الآيات الوجوه السابقة واقتران فعل { سأصرف } بسين الاستقبال القريب تنبهه على أن الله يُعجل ذلك الصرف .
وتقديم المجرور على مفعول { أصرف } للاهتمام بالآيات ، ولأن ذكره عقب الفعل المتعلق هو به أحسنُ .
وتعريف المصروفين عن الآيات بطريق الموصولية للإيماء بالصلة إلى علة الصرف . وهي ما تضمنته الصلات المذكورة ، لأن من صارت تلك الصفات حالات له يَنصره الله ، أو لأنه إذا صار ذلك حاله رين على قلبه ، فصرف قلبه عن إدراك دلالة الآيات وزالت منه الأهلية لذلك الفهم الشريف .
والأوصاف التي تضمنتها الصلات في الآية تنطبق على مشركي أهل مكة أتَمّ الانطباق .
والتكبر الاتصاف بالكبر . وقد صيغ له الصيغة الدالة على التكلف ، وقد بينا ذلك عند قوله تعالى : { أبَى واستكبر } [ البقرة : 34 ] وقوله : { استكْبرتم } في سورة البقرة ( 87 ) ، والمعنى : أنهم يُعْجبَون بأنفسهم ، ويعُدون أنفسهم عظماءَ فلا يأتمرون لآمر ، ولا ينتصحون لناصح .
وزيادة قوله : في الأرض } لتفضيح تكبرهم ، والتشهير بهم بأن كبرهم مظروف في الأرض ، أي ليس هو خفياً مقتصراً على أنفسهم ، بل هو مبثوث في الأرض ، أي مبثوث أثره ، فهو تكبر شائع في بقاع الأرض كقوله : { يبغون في الأرض بغير الحق } [ يونس : 23 ] وقوله : { ويفسدون في الأرض أولئك هم الخاسرون } [ البقرة : 27 ] وقوله : { ولا تمش في الأرض مَرحاً } [ الإسراء : 37 ] وقولُ مرة بن عَدّاءَ الفقعسي :
فهلاّ أعدوني لِمثلي تفاقَدوا ... وفي الأرْض مبثوثٌ شجاعٌ وعقرب
وقوله : { بغير الحق } زيادة لتشنيع التكبر بذكر ما هو صفة لازمة له ، وهو مغايرة الحق ، أي : باطل وهي حال لازمة للتكبر ، كاشفة لوصفه ، إذ التكبر لا يكون بحق في جانب الخلق ، وإنما هو وصف لله بحق؛ لأنه العظيم على كل موجود ، وليس تكبر الله بمقصود أن يحترز عنه هنا حتى يجعل القيد { بغير الحق } للاحتراز عنه ، كما في «الكشاف» .
ومن المفسرين من حاول جعل قوله : { بغير الحق } قيداً للتكبر ، وجعل من التكبر ما هو حق ، لأن للمحق أن يتكبر على المبطل ، ومنه المقالة الشمهورة «الكِبْر على المتكبر صدقة» وهذه المقالة المستشهد بها جرت على المجاز أو الغلط .
وقوله : { وإن يَروا كل آية لا يؤمنوا بها } عطف على قوله : { يتكبرون } فهو في حكم الصلة ، والقول فيه كالقول في قوله : { لا يؤمنون ولو جاءتهم كل آية } في سورة يونس ( 96 ، 97 ) وكل مستعملة في معنى الكثرة ، كما تقدم في قوله تعالى : { ولئن أتيتَ الذين أوتوا الكتاب بكل آية } في سورة البقرة ( 145 ).
والسبيل مستعار لوسيلة الشيء بقرينة إضافته إلى الرشد وإلى الغي . والرؤية مستعارة للإدراك .
والاتخاذ حقيقته مطاوع أخّذه بالتشديد ، إذا جعله آخذاً ، ثم أطلق على أخذ الشيء ولو لم يعطه إياه غيرُه ، وهوَ هنا مستعار للملازمة ، أي لا يلازمون طريق الرشد ، ويلازمون طريق الغي .
والرشد الصلاح وفعل النافع ، وقد تقدم في قوله تعالى : { فإن آنستم منهم رشداً } في سورة النساء ( 6 ) والمراد به هنا : الشيء الصالح كله من الإيمان والأعمال الصالحة .
والغي الفساد والضلال ، وهو ضد الرشد بهذا المعنى ، كما أن السفه ضد الرشد بمعنى حسن النظر في المال ، فالمعنى : أن يدركوا الشيءَ الصالح لم يعملوا به . لغلبة الهوى على قلوبهم ، وإن يدركوا الفساد عملوا به لغلبة الهوى ، فالعمل به حمل للنفس على كلفة ، وذلك تأباه الأنفس التي نشأت على متابعة مَرغوبها ، وذلك شأن الناس الذين لم يروّضوا أنفسهم بالهدى الإلهي ، ولا بالحكمة ونصائح الحكماء والعقلاء ، بخلاف الغي ، فإنه ما ظهر في العالم إلاّ من آثار شهوات النفوس ودعواتها التي يزيَن لها الظاهر العاجل ، وتجهل عواقب السوء الآجلة ، كما جاء في الحديث : { حفّت الجنة بالمكاره وُحفّت النار بالشهوات }.
والتعبير في الصلات الأربع بالأفعال المضارعة : لإفادة تجدد تلك الأفعال منهم واستمرارهم عليها .
وقرأ الجمهور : { الرُشد } بضم فسكون وقرأه حمزة ، والكسائي ، وخلف : بفتحتين ، وهما لغتان فيه .
وجملة : { ذلك بأنهم كذبوا بآياتنا } مستأنفة استئنافاً بيانياً ، لأن توسيمهم بتلك الصلات يثير سؤالاً .
والمشار إليه بذلك ما تضمنه الكلام السابق ، نُزّل منزلة الموجود في الخارج وهو ما تضمنه قوله : { سأصرف عن آياتي } إلى آخر الآية ، واستعمل له اسم إشارة المفرد؛ لتأويل المشار إليه بالمذكور كقوله تعالى : { والذين لا يدعون مع الله إلهاً آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلاّ بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاماً } [ الفرقان : 68 ] أي من يفعل المذكور ، وهذا الاستعمال كثير في اسم الإشارة ، وألحق به الضمير كما تقدم في قوله تعالى : { ذلك بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله } في سورة البقرة ( 61 ).
والباء السببية أي : كِبْرُهم . وعدمُ إيمانهم ، واتباعُهم سبيل الغي ، وإعراضُهم عن سبيل الرشد سببه تَكذيبهم بالآيات ، فأفادت الجملة بيان سبب الكبر ، وما عطف عليه من الأوصاف التي هي سبب صرفهم عن الآيات ، فكان ذلك سبب السبب ، وهذا أحسن من إرجاع الإشارة إلى الصرف المأخوذة من { سأصرف } لأن هذا المحمل يجعل التكذيب سبباً ثانياً للصرف ، وجعله سبباً للسبب أرشق .
واجتلبت ( أن ) الدالة على المصدرية والتوكيد؛ لتحقيق هذا التسبب وتأكيده ، لأنه محل عرابة .
وجعل المسند فعلاً ماضياً ، لإفادة أن وصف التكذيب قديم راسخ فيهم ، فكان رسوخ ذلك فيهم سبباً في أن خُلق الطبعُ والختمُ على قلوبهم فلا يشعرون بنقائصهم ، ولا يصلحون أنفسهم ، فلا يزالون متكبرين معرضين غاوين .
ومعنى { كذبوا بآياتنا } إنهم ابتدأوا بالتكذيب ، ولم ينظروا ، ولم يهتموا بالتأمل في الآيات فداموا على الكبر وما معه ، فصرف الله قلوبهم عن الانتفاع بالآيات ، وليس المراد الإخبار بأنهم حصل منهم التكذيب ، لأن ذلك قد علم من قوله : { وإن يروا كل آية لا يؤمنوا بها }.
والغفلة انصراف العقل والذهن عن تذكر شيء بقصدٍ أو بغير قصد ، وأكثر استعماله في القرآن فيما كان عن قصد بإعراض وتشاغل ، والمذموم منها ما كان عن قصد ، وهو مناط التكليف والمؤاخذة ، فأما الغفلة عن غير قصد فلا مؤاخذة عليها ، وهي المقصود من قول علماء أصول الفقه : يمتنع تكليف الغافل .
وللتنبيه على أن غفلتهم عن قصد صيغ الإخبار عنهم بصيغة { كانوا عنها غافلين } للدلالة على استمرار غفلتهم . وكونها دأباً لهم ، وإنما تكون كذلك إذا كانوا قد التزموها ، فأما لو كانت عن غير قصد . فإنها قد تعتريهم وقد تفارقهم .
- إعراب القرآن : سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِن يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَّا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِن يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِن يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ
«سَأَصْرِفُ عَنْ آياتِيَ» فعل مضارع تعلق به الجار والمجرور ، «الَّذِينَ» اسم الموصول مفعوله والفاعل ضمير مستتر تقديره أنا والجملة مستأنفة. «يَتَكَبَّرُونَ» فعل مضارع وفاعل. «فِي الْأَرْضِ» متعلقان بيتكبرون والجملة صلة. «بِغَيْرِ» متعلقان بمحذوف حال. «الْحَقِّ» مضاف إليه «وَإِنْ» شرطية «يَرَوْا» فعل مضارع مجزوم وعلامة جزمه حذف النون لأنه فعل الشرط والواو فاعل و«كُلَّ» مفعول به. «آيَةٍ» مضاف إليه «لا يُؤْمِنُوا» مضارع مجزوم لأنه جواب الشرط ، ولا نافية لا عمل لها. «بِها» متعلقان بالفعل قبلهما والجملة لا محل لها جواب شرط لم تقترن بالفاء أو إذا الفجائية. «وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا» صدر الآية سبق إعرابها لا يتخذوه سبيلا فعل مضارع وفاعله ومفعولاه ، والجملة لا محل لها كسابقتها. «ذلِكَ» اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. واللام للبعد والكاف حرف خطاب. «بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا» أن وما بعدها في تأويل مصدر في محل جر بالباء ، والجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ. «وَكانُوا» كان واسمها. «عَنْها» متعلقان بالخبر «غافِلِينَ» والجملة معطوفة على جملة الخبر كذبوا.
- English - Sahih International : I will turn away from My signs those who are arrogant upon the earth without right; and if they should see every sign they will not believe in it And if they see the way of consciousness they will not adopt it as a way; but if they see the way of error they will adopt it as a way That is because they have denied Our signs and they were heedless of them
- English - Tafheem -Maududi : سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِن يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَّا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِن يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِن يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ(7:146) I shall turn away from My signs those who, without any right, behaved haughtily in the earth, *104 even if they may, witness each and every, sign, they shall not believe therein. And even if they see the right path, they shall still not follow it; but if they see the path of error. they shall choose it for their path. This is because they rejected Our signs as false and were heedless to them.
- Français - Hamidullah : J'écarterai de Mes signes ceux qui sans raison s'enflent d'orgueil sur terre Même s'ils voyaient tous les miracles ils n'y croiraient pas Et s'ils voient le bon sentier ils ne le prennent pas comme sentier Mais s'ils voient le sentier de l'erreur ils le prennent comme sentier C'est qu'en vérité ils traitent de mensonges Nos preuves et ils ne leur accordaient aucune attention
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Ich werde von meinen Zeichen diejenigen abwenden die auf der Erde ohne Recht hochmütig sind Wenn sie auch jedes Zeichen sehen glauben sie nicht daran Und wenn sie den Weg der Besonnenheit sehen nehmen sie ihn sich nicht zum Weg Wenn sie aber den Weg der Verirrung sehen nehmen sie ihn sich zum Weg Dies weil sie Unsere Zeichen für Lüge erklären und ihnen gegenüber unachtsam sind
- Spanish - Cortes : Apartaré de Mis signos a quienes se ensoberbezcan sin razón en la tierra Sea cual sea el signo que ven no creen en él Si ven el camino de la buena dirección no lo toman como camino pero si ven el camino del descarrío sí que lo toman como camino Y esto es así porque han desmentido Nuestros signos y no han hecho caso de ellos
- Português - El Hayek : Afastarei do Meus versículos aqueles que se envaidecem sem razão na terra e mesmo quando virem todo o sinal nelenão crerão; e mesmo quando virem a senda da retidão não a adotarão por guia Em troca se virem a senda do erro tomálaão por guia Isso porque rejeitaram os Nossos sinais e os negligenciaram
- Россию - Кулиев : Я отвращу от Моих знамений тех которые возгордились на земле без всякого права на то Какое бы знамение они ни увидели они не уверуют в него Если они увидят правый путь то не последуют этим путем а если они увидят путь заблуждения то последуют им Это потому что они сочли ложью Наши знамения и пренебрегли ими
- Кулиев -ас-Саади : سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِن يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَّا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِن يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِن يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ
Я отвращу от Моих знамений тех, которые возгордились на земле без всякого права на то. Какое бы знамение они ни увидели, они не уверуют в него. Если они увидят правый путь, то не последуют этим путем, а если они увидят путь заблуждения, то последуют им. Это потому, что они сочли ложью Наши знамения и пренебрегли ими».Мы ниспослали на скрижалях все, в знании чего нуждаются Божьи рабы. В них были и призыв творить добро, и предостережение от злодеяний. Наряду с этим откровения разъясняли религиозные предписания, правильные воззрения, прекрасные нравственные качества и правила общения. Всевышний Аллах сказал: «О Муса! Выполняй эти предписания с усердием и рвением и прикажи своему народу выполнять обязательные и желательные предписания твоей религии, поскольку это - самые прекрасные законы на свете». Из этих слов следует, что повеления Аллаха во всех религиозных законодательствах были совершенными, справедливыми и прекрасными. Потом Аллах возвестил, что покажет правоверным жилища грешников. Они были погублены, а их жилища стали назиданием для последующих поколений, но задумываются над ними только правоверные, обладающие твердой убежденностью и смиряющиеся перед своим Господом. Что же касается всех остальных, то Всевышний Аллах отвращает их от знамений, которые разбросаны по свету и находятся в них самих, и не позволяет им правильно понять Его писание. Таково воздаяние за то, что они высокомерно относятся к Его рабам и надменно отвергают истину и ее проповедников. Всякого, кто обладает такими качествами, Всевышний Аллах лишает великого блага, оставляет без Своей поддержки и отворачивает от знамений, которые могут принести ему пользу. Может случиться так, что истина перевернется в глазах такого человека, и тогда он принимает порочные деяния за добропорядочные поступки. Какие бы знамения он ни увидел, он все равно не обращается в правую веру, потому что отворачивается от них, противится им и враждует с Аллахом и Его посланником. Если перед ним открывается прямой путь, ведущий к Аллаху и обители Божьей милости, он отказывается следовать им. Если же перед ним открывается путь заблуждения, ведущий в обитель злосчастья, то он следует им, и причина этого в том, что он счел ложью знамения Аллаха и пренебрег ими. Именно непринятие Божьих знамений и пренебрежительное отношение к ним побудило его встать на путь заблуждения и отказаться от правого пути.
- Turkish - Diyanet Isleri : Yeryüzünde haksız yere büyüklük taslayanları ayetlerimden yüz çevirteceğim Onlar bütün ayetleri görseler yine de inanmazlar; doğru yolu görseler yol olarak benimsemezler; azgınlık yolunu görseler hemen onu yol edinirler Bu onların mucizelerimizi yalan saymaları ve onlardan habersiz görünmelerinden ileri gelir
- Italiano - Piccardo : Presto allontanerò dai segni Miei coloro che sono orgogliosi sulla terra Quand'anche vedessero ogni segno non crederanno; se vedessero la retta via non la seguirebbero; se vedessero il sentiero della perdizione lo sceglierebbero come loro via Ciò in quanto tacciano di menzogna i Nostri segni e sono noncuranti di essi
- كوردى - برهان محمد أمين : ئهو کهسانهی که بهناحهق فیز دهکهن له زهویداو خۆیان بهگهورهتر دهنوێنن له خهڵکی لهمهودوا ڕووی دڵیان وهردهچهرخێنم له تێگهیشتنی ئایهت و فهرمانهکانم خۆ ئهوانه ئهگهر ههر بهڵگه و نیشانهیهک ببینن ئهوه باوهڕی پێناکهن ئهگهر ڕێبازی بهرژهوهندی دنیاو قیامهت ببینن ئهوه نایگرنهبهر خۆ ئهگهر ڕێبازی ئارهزوو پهرستی و گومڕایی ببینن ئهوه دهیگرنه بهرو پهیڕهوی دهکهن ئهوه لهبهر ئهوهیه چونکه بهڕاستی ئهوان بڕوایان بهئایهت و فهرمانهکانی ئێمه نهبوو لێیان بێئاگا بوون
- اردو - جالندربرى : جو لوگ زمین میں ناحق غرور کرتے ہیں ان کو اپنی ایتوں سے پھیر دوں گا۔ اگر یہ سب نشانیاں بھی دیکھ لیں تب بھی ان پر ایمان نہ لائیں اور اگر راستی کا رستہ دیکھیں تو اسے اپنا رستہ نہ بنائیں۔ اور اگر گمراہی کی راہ دیکھیں تو اسے رستہ بنالیں۔ یہ اس لیے کہ انہوں نے ہماری ایات کو جھٹلایا اور ان سے غفلت کرتے رہے
- Bosanski - Korkut : Odvratiću od znamenja Mojih one koji se budu bez ikakva osnova na Zemlji oholili I kakav god oni dokaz vide neće ga vjerovati ako vide Pravi put – neće ga kao put prihvatiti a ako vide stranputicu – kao put će je prihvatiti To zato što će dokaze Naše poricati i što će prema njima ravnodušni biti
- Swedish - Bernström : och Jag skall låta dem som utan fog uppträder med högmod på jorden vända sig ifrån Mina budskap och fastän de ser alla tecken kommer de inte att tro på dem och även om de ser rättrådighetens väg kommer de inte att välja den Om de ser misstagens och syndens väg kommer de däremot att slå in på den Så skall det vara därför att de har påstått att Våra budskap är lögn och har över huvud taget inte fäst avseende vid dem
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Aku akan memalingkan orangorang yang menyombongkan dirinya di muka bumi tanpa alasan yang benar dari tandatanda kekuasaanKu Mereka jika melihat tiaptiap ayatKu mereka tidak beriman kepadanya Dan jika mereka melihat jalan yang membawa kepada petunjuk mereka tidak mau menempuhnya tetapi jika mereka melihat jalan kesesatan mereka terus memenempuhnya Yang demikian itu adalah karena mereka mendustakan ayatayat Kami dan mereka selalu lalai dari padanya
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِن يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَّا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِن يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِن يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ
(Aku akan memalingkan dari ayat-ayat-Ku) dari bukti-bukti yang menunjukkan kekuasaan-Ku, yaitu berupa hasil-hasil ciptaan-Ku dan lain-lainnya (orang-orang yang menyombongkan dirinya di muka bumi tanpa alasan yang benar) yaitu Aku akan menjadikan mereka terhina sehingga tidak lagi mereka berlaku sombong di muka bumi (jika mereka melihat tiap-tiap ayat-Ku, mereka tidak beriman kepadanya. Dan jika mereka melihat jalan) yakni titian (yang membawa kepada petunjuk) hidayah yang datang dari sisi Tuhan (mereka tidak mau menjalankannya sebagai jalan hidup) yang mereka tempuh (tetapi jika mereka melihat jalan kesesatan) jalan yang salah (mereka terus menempuhnya. Yang demikian itu) berpalingnya mereka itu (adalah karena mereka mendustakan ayat-ayat Kami dan mereka selalu lalai daripadanya) contoh mengenai mereka telah disebutkan.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : আমি আমার নিদর্শনসমূহ হতে তাদেরকে ফিরিয়ে রাখি যারা পৃথিবীতে অন্যায়ভাবে গর্ব করে। যদি তারা সমস্ত নিদর্শন প্রত্যক্ষ করে ফেলে তবুও তা বিশ্বাস করবে না। আর যদি হেদায়েতের পথ দেখে তবে সে পথ গ্রহণ করে না। অথচ গোমরাহীর পথ দেখলে তাই গ্রহণ করে নেয়। এর কারণ তারা আমার নিদর্শনসমূহকে মিথ্যা বলে মনে করেছে এবং তা থেকে বেখবর রয়ে গেছে।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : எவ்வித நியாயமுமின்றி பூமியில் பெருமையடித்து நடப்பவர்களை என் கட்டளைகளை விட்டும் திருப்பி வைத்து விடுவேன்; அவர்கள் எல்லா அத்தாட்சிகளையும் கண்ட போதிலும் அவற்றை நம்ப மாட்டார்கள்; அவர்கள் நேர் வழியைக் கண்டால் அதனைத் தங்களுக்குரிய வழியென ஏற்றுக் கொள்ள மாட்டார்கள் ஆனால் தவறான வழியைக் கண்டால் அதனைத் தங்களுக்கு நேர் வழியென எடுத்துக் கொள்வார்கள்; ஏனெனில் அவர்கள் நம் அத்தாட்சிகளைப் பொய்யெனக் கூறினார்கள் இன்னும் அவற்றைப் புறக்கணித்தும் இருந்தார்கள்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : “ข้าจะหันเห ออกจากบรรดาโองการของข้า ซึ่งบรรดาผู้ที่ยะโสในแผ่นดินโดยไม่บังควร และแม้ว่าพวกเขาจะได้เห็นสัญญาณทุกอย่างพวกเขาก็จะไม่ศรัทธาต่อสัญญาณนั้น และหากพวกเขาเห็นทางแห่งความถูกต้อง พวกเขาก็จะไม่ถือมันเป็นทาง และหากพวกเขาเห็นทางแห่งความผิด พวกเขาก็ยึดถือมันเป็นทาง นั่นก็เพราะว่าพวกเขาปฏิเสธบรรดาโองการของเราและพวกเขาจึงได้เป็นผู้ละเลยโองการเหล่านั้น”
- Uzbek - Мухаммад Содик : Энди ер юзида ноҳақдан мутакаббирлик қилаётганларни барча оятларни кўрсалар ҳам уларга иймон келтирмаётганларни тўғрилик йўлини кўрсалар ҳам уни ўзларига йўл тутмаётганларни агар адашув йўлини кўрсалар уни ўзларига йўл тутаётганларни Ўз оятларимдан бураман Бундай бўлиши уларнинг оятларимизни ёлғонга чиқаришлари ва улардан ғофил бўлишлари сабабидандир
- 中国语文 - Ma Jian : 我将使那些在地方上妄自尊大的人离弃我的迹象,即使他们看见一切迹象,他们也不信它;如果他们看见正道,他们不把它当作道路;如果他们看见邪道,他们把它当作道路。这是因为他们不信我的迹象,而且忽视它。
- Melayu - Basmeih : Aku akan memalingkan hati orangorang yang sombong takbur di muka bumi dengan tiada alasan yang benar dari memahami ayatayatKu yang menunjukkan kekuasaanKu; dan mereka yang bersifat demikian jika mereka melihat sebarang keterangan bukti mereka tidak beriman kepadanya dan jika mereka melihat jalan yang membawa kepada hidayah petunjuk mereka tidak mengambilnya sebagai jalan yang dilalui Dan sebaliknya jika mereka melihat jalan kesesatan mereka terus mengambilnya sebagai jalan yang dilalui Yang demikian itu kerana mereka mendustakan ayatayat Kami dan mereka sentiasa lalai daripadanya
- Somali - Abduh : Waxaan ka lilaa Aayaadkayga kuwa isku Kibriya Dhulka Xaq darro hadday arkaan Aayaad kasta ma Rumeeyaan hadday arkaan Jidka Hanuunka kama Yeeshaan Waddo hadday Arkaan Waddada Baadidana waxay ka yccshaan Jid waxaana ugu Waran inay Beeniyeen Aayaadkanaga oy ahaayeeo kuwo Halmaamay
- Hausa - Gumi : Zã Ni karkatar da waɗanda suke yin girman kai a cikin ƙasa bã da wani hakki ba daga ãyõyiNa Kuma idan sun ga dukan ãyã bã zã su yi ĩmãni da ita ba kuma idan sun ga hanyar shiriya bã zã su riƙe ta hanya ba kuma idan sun ga hanyar ɓata sai su riƙe ta hanya Wancan ne dõmin lalle ne su sun ƙaryata da ãyõyinMu kuma sun kasance daga barinsu gãfilai
- Swahili - Al-Barwani : Nitawatenga na Ishara zangu wale wanao fanya kiburi katika nchi bila ya haki Na wao wakiona kila Ishara hawaiamini Wakiiona njia ya uwongofu hawaishiki kuwa ndiyo njia; lakini wakiiona njia ya upotofu wanaishika kuwa ndiyo njia Hayo ni kwa sababu wamezikanusha Ishara zetu na wameghafilika nazo
- Shqiptar - Efendi Nahi : Do t’i shmangi prej argumenteve të Mia ata që madhështohen pa të drejtë në Tokë Nëse shohin çfarëdo dokumenti; nuk e besojnë atë Nëse shohin rrugën e drejtë nuk e ndjekin atë e nëse shohin rrugën e gabuar e marrin atë – rrugë Kjo është për shkak se ata i përgënjeshtruan dokumentet Tona dhe ishin të pakujdesshëm ndaj tyre
- فارسى - آیتی : آن كسانى را كه به ناحق در زمين سركشى مىكنند، زودا كه از آيات خويش رويگردان سازم، چنان كه هر آيتى را كه ببينند ايمان نياورند و اگر طريق هدايت ببينند از آن نروند و اگر طريق گمراهى ببينند از آن بروند. زيرا اينان آيات را دروغ انگاشتند و از آن غفلت ورزيدند.
- tajeki - Оятӣ : Он касонеро, ки ба ноҳақ дар замин саркашӣ мекунанд, ба зудӣ аз оёти хеш рӯйгардон созам, чунон ки ҳар оятеро, ки бубинанд, имон наёваранд ва агар тариқи ҳидоят бубинанд, ба он нараванд ва агар тариқи гумроҳӣ бубинанд, бо он бираванд. Зеро онҳо оётро дурӯғ бароварданд ва аз он ғафлат карданд.
- Uyghur - محمد صالح : يەر يۈزىدە ناھەق تەكەببۇرلۇق قىلىدىغانلارغا مېنىڭ ئايەتلىرىمنى پەھىم قىلدۇرمايمەن، ئۇلار بارلىق مۆجىزىلەرنى كۆگەندىمۇ ئۇنىڭغا ئىشەنمەيدۇ، ئۇلار ئەگەر توغرا يولنى كۆرسە، ئۇنىڭدا ماڭمايدۇ، گۇمراھلىق يولىنى كۆرسە ئۇنىڭدا ماڭىدۇ، بۇ شۇنىڭ ئۈچۈنكى، ئۇلار بىزنىڭ ئايەتلىرىمىزنى ئىنكار قىلدى ۋە ئۇنىڭدىن غاپىل بولدى
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : ഭൂമിയില് അന്യായമായി അഹങ്കരിച്ചു നടക്കുന്നവരെ ഞാനെന്റെ വചനങ്ങളില് നിന്ന് തെറ്റിച്ചുകളയും. എന്തു തെളിവു കണ്ടാലും അവരതില് വിശ്വസിക്കുകയില്ല. നേര്വഴി കണ്ടാലും അവര് ആ മാര്ഗം സ്വീകരിക്കുകയില്ല. ദുര്മാര്ഗം കണ്ടാലോ അവര് ആ പാത പിന്തുടരുകയും ചെയ്യും. നമ്മുടെ വചനങ്ങളെ കള്ളമാക്കിത്തള്ളുകയും അവയെ അപ്പാടെ അവഗണിക്കുകയും ചെയ്തതിനാലാണിത്.
- عربى - التفسير الميسر : ساصرف عن فهم الحجج والادله الداله على عظمتي وشريعتي واحكامي قلوب المتكبرين عن طاعتي والمتكبرين على الناس بغير الحق فلا يتبعون نبيا ولا يصغون اليه لتكبرهم وان ير هولاء المتكبرون عن الايمان كل ايه لا يومنوا بها لاعراضهم ومحادتهم لله ورسوله وان يروا طريق الصلاح لا يتخذوه طريقا وان يروا طريق الضلال اي الكفر يتخذوه طريقا ودينا وذلك بسبب تكذيبهم بايات الله وغفلتهم عن النظر فيها والتفكر في دلالاتها
*104). It is God's law that evil-doers do not and cannot take any lesson from the otherwise instructive events which they observe. The arrogance mentioned here refers to man's delusion that he is on a higher plane than God's creatures and servants. It is this which prompts him to disregard God's command and to adopt an attitude which suggests that he neither considers himself God's servant, nor God his Lord. Such egotism has no basis in fact; it is sheer vanity. For as long as man live on God's earth, what can justify his living as a servant of anyone other than the Lord of the universe? It is for this reason that the Qur'an declares this arrogance to be 'without any right'.