- عربي - نصوص الآيات عثماني : وَلَمَّا سُقِطَ فِىٓ أَيْدِيهِمْ وَرَأَوْاْ أَنَّهُمْ قَدْ ضَلُّواْ قَالُواْ لَئِن لَّمْ يَرْحَمْنَا رَبُّنَا وَيَغْفِرْ لَنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ ٱلْخَٰسِرِينَ
- عربى - نصوص الآيات : ولما سقط في أيديهم ورأوا أنهم قد ضلوا قالوا لئن لم يرحمنا ربنا ويغفر لنا لنكونن من الخاسرين
- عربى - التفسير الميسر : ولما ندم الذين عبدوا العجل مِن دون الله عند رجوع موسى إليهم، ورأوا أنهم قد ضلُّوا عن قصد السبيل، وذهبوا عن دين الله، أخذوا في الإقرار بالعبودية والاستغفار، فقالوا: لئن لم يرحمنا ربنا بقَبول توبتنا، ويستر بها ذنوبنا، لنكونن من الهالكين الذين ذهبت أعمالهم.
- السعدى : وَلَمَّا سُقِطَ فِي أَيْدِيهِمْ وَرَأَوْا أَنَّهُمْ قَدْ ضَلُّوا قَالُوا لَئِن لَّمْ يَرْحَمْنَا رَبُّنَا وَيَغْفِرْ لَنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ
وَلَمَّا رجع موسى إلى قومه، فوجدهم على هذه الحال، وأخبرهم بضلالهم ندموا و سُقِطَ فِي أَيْدِيهِمْ أي: من الهم والندم على فعلهم، وَرَأَوْا أَنَّهُمْ قَدْ ضَلُّوا فتنصلوا، إلى اللّه وتضرعوا و قَالُوا لَئِنْ لَمْ يَرْحَمْنَا رَبُّنَا فيدلنا عليه، ويرزقنا عبادته، ويوفقنا لصالح الأعمال، وَيَغْفِرْ لَنَا ما صدر منا من عبادة العجل لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ الذين خسروا الدنيا والآخرة.
- الوسيط لطنطاوي : وَلَمَّا سُقِطَ فِي أَيْدِيهِمْ وَرَأَوْا أَنَّهُمْ قَدْ ضَلُّوا قَالُوا لَئِن لَّمْ يَرْحَمْنَا رَبُّنَا وَيَغْفِرْ لَنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ
ثم بين- سبحانه- ما كان منهم بعد أن رأوا ضلالهم فقال تعالى: وَلَمَّا سُقِطَ فِي أَيْدِيهِمْ وَرَأَوْا أَنَّهُمْ قَدْ ضَلُّوا، قالُوا لَئِنْ لَمْ يَرْحَمْنا رَبُّنا وَيَغْفِرْ لَنا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخاسِرِينَ أى وحين اشتد ندمهم على عبادة العجل، وتبينوا ضلالهم واضحا كأنهم أبصروه بعيونهم قالوا متحسرين لَئِنْ لَمْ يَرْحَمْنا رَبُّنا وَيَغْفِرْ لَنا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخاسِرِينَ أى لنكونن من الهالكين الذين حبطت أعمالهم.
وكان هذا الندم بعد رجوع موسى إليهم من الميقات وقد أعطاه الله التوراة، بدليل أنه لما نصحهم هارون بترك عبادة العجل قالوا لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عاكِفِينَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنا مُوسى وبدليل أن موسى- عليه السلام- لما رجع أنكر عليهم ما هم عليه وهذا دليل على أنهم كانوا مستمرين على عبادته إلى أن رجع موسى إليهم وبصرهم بما هم عليه من ضلال مبين.
ولذلك قال ابن جرير عند تفسيره لقوله تعالى وَلَمَّا سُقِطَ فِي أَيْدِيهِمْ (ولما ندم الذين عبدوا العجل الذي وصف- جل ثناؤه- صفته، عند رجوع موسى إليهم، واستسلموا لموسى وحكمه فيهم، وكذلك تقول العرب لكل نادم على أمر فات منه أو سلف، وعاجز عن شيء: قد سقط في يديه وأسقط، لغتان فصيحتان، وأصله من الاستئسار، وذلك بأن يضرب الرجل الرجل أو يصرعه، فيرمى به من بين يديه إلى الأرض ليأسره، فالمرمى به مسقوط في يدي الساقط به، فقيل لكل عاجز عن شيء ومتندم على ما فاته: سقط في يديه وأسقط) وعبر- سبحانه- عن شدة ندمهم بقوله تعالى: وَلَمَّا سُقِطَ فِي أَيْدِيهِمْ لأن من شأن من اشتد ندمه وحسرته أن يعض يده غما فتصير يده مسقوطا فيها، لأن فاه قد وقع فيها. وكأن أصل الكلام ولما سقطت أفواههم في أيديهم، أى ندموا أشد الندم.
قال صاحب تاج العروس: وفي (العباب) هذا نظم لم يسمع به قبل القرآن ولا عرفته العرب (والأصل فيه نزول الشيء من أعلى إلى أسفل) ، ووقوعه على الأرض، ثم اتسع فيه فقيل للخطأ من الكلام (سقط) لأنهم شبهوه بما لا يحتاج إليه، وذكر اليد لأن الندم يحدث في القلب. وأثره يظهر في اليد، كقوله تعالى: فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلى ما أَنْفَقَ فِيها ولأن اليد هي الجارحة العظمى، فربما يسند إليها ما لم تباشره كقوله تعالى: ذلِكَ بِما قَدَّمَتْ يَداكَ . اه.
- البغوى : وَلَمَّا سُقِطَ فِي أَيْدِيهِمْ وَرَأَوْا أَنَّهُمْ قَدْ ضَلُّوا قَالُوا لَئِن لَّمْ يَرْحَمْنَا رَبُّنَا وَيَغْفِرْ لَنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ
( ولما سقط في أيديهم ) أي ندموا على عبادة العجل ، تقول العرب لكل نادم على أمر : قد سقط في يديه ، ( ورأوا أنهم قد ضلوا قالوا لئن لم يرحمنا ربنا ) يتب علينا ربنا ، ( ويغفر لنا ) يتجاوز عنا ، ( لنكونن من الخاسرين ) قرأ حمزة والكسائي : " ترحمنا وتغفر لنا " بالتاء فيهما " ربنا " بنصب الباء . وكان هذا الندم والاستغفار منهم بعد رجوع موسى إليهم .
- ابن كثير : وَلَمَّا سُقِطَ فِي أَيْدِيهِمْ وَرَأَوْا أَنَّهُمْ قَدْ ضَلُّوا قَالُوا لَئِن لَّمْ يَرْحَمْنَا رَبُّنَا وَيَغْفِرْ لَنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ
وقوله : ( ولما سقط في أيديهم ) أي : ندموا على ما فعلوا ، ( ورأوا أنهم قد ضلوا قالوا لئن لم يرحمنا ربنا ويغفر لنا ) وقرأ بعضهم : " لئن لم ترحمنا " بالتاء المثناة من فوق ، " ربنا " منادى ، " وتغفر لنا " ، ( لنكونن من الخاسرين ) أي : من الهالكين وهذا اعتراف منهم بذنبهم والتجاء إلى الله عز وجل .
- القرطبى : وَلَمَّا سُقِطَ فِي أَيْدِيهِمْ وَرَأَوْا أَنَّهُمْ قَدْ ضَلُّوا قَالُوا لَئِن لَّمْ يَرْحَمْنَا رَبُّنَا وَيَغْفِرْ لَنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ
قوله تعالى ولما سقط في أيديهم ورأوا أنهم قد ضلوا قالوا لئن لم يرحمنا ربنا ويغفر لنا لنكونن من الخاسرين
قوله تعالى ولما سقط في أيديهم أي بعد عود موسى من الميقات . يقال للنادم المتحير : قد سقط في يده . قال الأخفش : يقال سقط في يده ، وأسقط . ومن قال : سقط في أيديهم على بناء الفاعل ; فالمعنى عنده : سقط الندم ; قاله الأزهري والنحاس وغيرهما . والندم يكون في القلب ، ولكنه ذكر اليد لأنه يقال لمن تحصل على شيء : قد حصل في يده أمر كذا ; لأن مباشرة الأشياء في الغالب باليد ; قال الله تعالى : ذلك بما قدمت يداك . وأيضا : الندم وإن حل في القلب فأثره يظهر في البدن ; لأن النادم يعض يده ويضرب إحدى يديه على الأخرى ; قال الله تعالى : فأصبح يقلب كفيه على ما أنفق فيها أي ندم . ويوم يعض الظالم على يديه أي من الندم . والنادم يضع ذقنه في يده . وقيل : أصله من الاستئسار ، وهو أن يضرب الرجل الرجل أو يصرعه فيرمي به من يديه إلى الأرض ليأسره أو يكتفه ; فالمرمي مسقوط به في يد الساقط .
ورأوا أنهم قد ضلوا أي انقلبوا بمعصية الله قالوا لئن لم يرحمنا ربنا ويغفر لنا لنكونن من الخاسرين أخذوا في الإقرار بالعبودية والاستغفار . وقرأ حمزة والكسائي : ( لئن لم ترحمنا ربنا وتغفر لنا ) بالتاء على الخطاب . وفيه معنى الاستغاثة والتضرع والابتهال في السؤال والدعاء . " ربنا " بالنصب على حذف النداء . وهو أيضا أبلغ في الدعاء والخضوع . فقراءتهما أبلغ في الاستكانة والتضرع ، فهي أولى .
- الطبرى : وَلَمَّا سُقِطَ فِي أَيْدِيهِمْ وَرَأَوْا أَنَّهُمْ قَدْ ضَلُّوا قَالُوا لَئِن لَّمْ يَرْحَمْنَا رَبُّنَا وَيَغْفِرْ لَنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ
القول في تأويل قوله : وَلَمَّا سُقِطَ فِي أَيْدِيهِمْ وَرَأَوْا أَنَّهُمْ قَدْ ضَلُّوا قَالُوا لَئِنْ لَمْ يَرْحَمْنَا رَبُّنَا وَيَغْفِرْ لَنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ (149)
قال أبو جعفر: يعني تعالى ذكره بقوله: " ولما سقط في أيديهم "، : ولما ندم الذين عبدوا العجل الذي وصف جل ثناؤه صفته، عند رجوع موسى إليهم, واستسلموا لموسى وحكمه فيهم.
* * *
وكذلك تقول العرب لكل نادم على أمر فات منه أو سلف، وعاجز عن شيء: " قد سُقِط في يديه " و " أسقط"، لغتان فصيحتان, وأصله من الاستئسار, وذلك أن يضرب الرجل الرجل أو يصرعه, فيرمي به من يديه إلى الأرض ليأسره، فيكتفه. فالمرميّ به مسقوط في يدي الساقط به. فقيل لكل عاجز عن شيء، وضارع لعجزه، (35) متندِّمٍ على ما قاله: " سقط في يديه " و " أسقط". (36)
* * *
وعنى بقوله: " ورأوا أنهم قد ضلوا "، ورأوا أنهم قد جاروا عن قصد السبيل، وذهبوا عن دين الله, وكفروا بربهم، قالوا تائبين إلى الله منيبين إليه من كفرهم به: " لئن لم يرحمنا ربنا ويغفر لنا لنكونن من الخاسرين ".
* * *
ثم اختلفت القرأة في قرأة ذلك.
فقرأه بعض قرأة أهل المدينة ومكة والكوفة والبصرة: ( لَئِنْ لَمْ يَرْحَمْنَا رَبُّنَا ) بالرفع، على وجه الخبر.
* * *
وقرأ ذلك عامة قرأة أهل الكوفة: (لَئِنْ لَمْ تَرْحَمْنَا رَبَّنَا)، بالنصب، بتأويل: لئن لم ترحمنا يا ربنا= على وجه الخطاب منهم لربهم. واعتلّ قارئو ذلك كذلك بأنه في إحدى القراءتين: ( قَالُوا رَبَّنَا لَئِنْ لَمْ تَرْحَمْنَا رَبَّنَا وتَغْفِرْ لَنَا ), وذلك دليل على الخطاب. (37)
* * *
قال أبو جعفر: والذي هو أولى بالصواب من القراءة في ذلك، القراءة على وجه الخبر بالياء في (يَرْحَمْنَا)، وبالرفع في قوله: (رَبُّنَا), لأنه لم يتقدم ذلك ما يوجب أن يكون موجَّهًا إلى الخطاب.
* * *
والقراءة التي حكيت على ما ذكرنا من قراءتها: ( قَالُوا رَبَّنَا لَئِنْ لَمْ تَرْحَمْنَا)، (38) لا نعرف صحتها من الوجه الذي يجب التسليم إليه.
* * *
ومعنى قوله: (لئن لم يرحمنا ربنا ويغفر لنا)، : لئن لم يتعطف علينا ربنا بالتوبة برحمته, ويتغمد بها ذنوبنا, لنكونن من الهالكين الذين حبطت أعمالهم. (39)
* * *
------------------------
الهوامش:
(35) (1) في المطبوعة : (( ومضارع لعجزه )) ، والصواب من المخطوطة .
(36) (2) انظر معاني القرآن للفراء 1 : 393 ، ومجاز القرآن لأبي عبيدة 1 : 228 ، والذي قاله أبو جعفر تفصيل جيد ، وبيان عن أصل الحرف ، قلما تصيبه في كتب اللغة .
(37) (3) في المطبوعة والمخطوطة : (( قالوا لئن ترحمنا ربنا وتغفر لنا )) كسياق الآية في مصحفنا ، وهذا لا دليل فيه على الخطاب . ولكن ما أثبته هو الذي فيه الدليل على الخطاب ، لتقديم قوله : (( ربنا )) ، وهي قراءة أبي بن كعب ، وهي كذلك في مصحف عبد الله بن مسعود ، كما ذكر الفراء في معاني القرآن 1 : 393 . فقوله : (( واعتل قارئو ذلك كذلك بأنه في إحدى القراءتين )) ، أرجح أنه يعني إحدى قراءتي عبد الله بن مسعود ، وأيضاً ، فإن الآية ستأتى بعد أسطر على الصواب في المخطوطة ، ولكن يغيرها ناشر المطبوعة ، كما في التعليق التالي .
(38) (1) في المطبوعة : (( قالوا لئن ترحمنا ربنا )) ، بتأخير (( ربنا )) ، والصواب تقديمها كما في المخطوطة . وهو تصرف سيئ من الناشر . انظر التعليق لسالف .
(39) (2) انظر تفسير (( الرحمة )) و (( المغفرة )) و(( الخسران )) فيما سلف ( رحم ) ( غفر ) ( خسر ) .
- ابن عاشور : وَلَمَّا سُقِطَ فِي أَيْدِيهِمْ وَرَأَوْا أَنَّهُمْ قَدْ ضَلُّوا قَالُوا لَئِن لَّمْ يَرْحَمْنَا رَبُّنَا وَيَغْفِرْ لَنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ
كان مقتضى الظاهر في ترتيب حكاية الحوادث أن يتأخر قوله : { ولما سُقط في أيديهم } الآية ، عن قوله : { ولما رَجع موسى إلى قومه غضبانَ أسِفاً } [ الأعراف : 150 ] لأنهم ما سُقط في أيديهم إلاّ بعد أن رجع موسى ورأوا فَرْط غضبه وسمعوا توبيخه أخاه وإيّاهم ، وإنما خولف مقتضى الترتيب تعجيلاً بذكر ما كان لاتخاذهم العجل من عاقبة الندامة وتبين الضلالة ، موعظة للسامعين لكيلا يعجلوا في التحول عن سنتهم ، حتى يتبينوا عواقب ما هم متحولون إليه .
و { سُقط في أيديهم } مبني للمجهول ، كلمة أجراها القرآن مجرى المثل إذا أُنظمت على إيجاز بديع وكناية واستعارة ، فإن اليد تستعار للقوة والنصرة إذ بها يُضرب بالسيففِ والرمح ، ولذلك حين يَدْعون على أنفسهم بالسوء يقولون : «شَلّتْ من يديّ الأنامل» ، وهي آلةُ القدرة قال تعالى : { ذَا الأيد } [ ص : 17 ] ، ويقال : ما لي بذلك يدٌ ، أوْ ما لي بذلك يَداننِ أي لا أستطيعه ، والمرء إذا حصل له شلل في عضد ولم يستطع تحريكه يحسن أن يقال : سَقط في يده ساقط ، أي نزل به نازل .
ولما كان ذكر فاعل السقوط المجهول لا يزيد على كونه مشتقاً من فعله ، ساغ أن يُبنى فعله للمجهول فمعنى «سُقط في يده» سَقط في يده ساقِط فأبطل حركة يده ، إذ المقصود أن حركة يده تعطلت بسبب غير معلوم ، إلاّ بأنه شيء دخل في يده فصيّرها عاجزة عن العمل وذلك كناية عن كونه قد فجأه ما أوجب حيرته في أمره ، كما يقال : فُتَ في ساعده .
وقد استعمل في الآية في معنى الندم وتبيُّن الخطأ لهم ، فهو تمثيل لحالهم بحال من سُقط في يده حين العمل . فالمعنى أنهم تبين لهم خطأهم وسوء معاملتهم ربهم ونبيهم ، فالندامة هي معنى التركيب كله ، وأما الكناية فهي في بعض أجزاء المركب وهو سقط في اليد ، قال ابن عطية «وحُدثت عن أبي مروان بن سراج» أنه كان يقول قول العرب : سقط في يده مما أعياني معناه ، وقال الزجاح هو نظم لم يُسمع قبل القرآن ، ولم تعرفه العرب .
قلت وهو القول الفصل ، فإني لم أره في شيء من كلامهم قبل القرآن ، فقول ابن سراج : قول العرب سقط في يده ، لعله يريد العرب الذين بعدَ القرآن .
والمعنى لما رجع موسى إليهم وهددهم وأحرق العجل كما ذكر في سورة طه ، وأوجز هنا إذ من المعلوم أنهم ما سقط في أيديهم ورأوا أنهم ضلوا بعد تصميمهم وتصلبهم في عبادة العجل وقولهم : { لن نبرح عليه عاكفين } [ طه : 91 ] ، إلاّ بسبب حادث حدث ينكشف لهم بسببه ضلالهم ، فطيّ ذلك من قبيل الإيجاز ليبنى عليه أن ضلالهم لم يلبث أن انكشف لهم ، ولذلك قرن بهذا حكاية اتخاذهم العجل للمبادرة ببيان انكشاف ضلالهم تنهية لقصة ضلالهم ، وكأنه قيل : فسقط في أيديهم ورأوا أنهم قد ضلوا ثم قيل ولما سقط أيديهم قالوا .
وقولهم : { لئن لم يرْحمنْا ربنا ويغفر لنا لنكونن من الخاسرين } توبة وإنابة ، وقد علموا أنهم أخطأوا خطيئة عظيمة ، ولذلك أكدوا التعليق الشرطي بالقسم الذي وطَأتْه اللامُ . وقدموا الرحمة على المغفرة؛ لأنها سببها .
ومجيء خبر كان مقترناً بحرف ( مِن ) التبعيضية؛ لأن ذلك أقوى في إثبات الخسارة من لنكونن خاسرين كما تقدم في قوله تعالى : { قد ضللتُ إذاً وما أنا من المهتدين } [ الأنعام : 55 ] وقرأه الجمهور { يرحمنا ربنا ويغفر } بياء الغيبة في أول الفعلين وبرفع ربُّنا ، وقرأ حمزة والكسائي وخلف بتاء الخطاب في أول الفعلين ونصب ربّنا على النداء ، أي قالوا ذلك كله لأنهم دعوا ربهم وتداولوا ذلك بينهم .
- إعراب القرآن : وَلَمَّا سُقِطَ فِي أَيْدِيهِمْ وَرَأَوْا أَنَّهُمْ قَدْ ضَلُّوا قَالُوا لَئِن لَّمْ يَرْحَمْنَا رَبُّنَا وَيَغْفِرْ لَنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ
«وَلَمَّا» ظرفية شرطية. «سُقِطَ» فعل ماض مبني للمجهول. «فِي أَيْدِيهِمْ» اسم مجرور وعلامة جره الكسرة المقدرة على الياء منع من ظهورها الثقل ، والهاء ضمير متصل في محل جر بالإضافة. والميم علامة جمع الذكور والجار والمجرور متعلقان بمحذوف نائب فاعل. والجملة في محل جر بالإضافة. «وَرَأَوْا» فعل ماض مبني على الضمة المقدرة على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين ، والواو فاعل. «أَنَّهُمْ» أن واسمها وجملة «قَدْ ضَلُّوا» في محل رفع خبرها. وأن وما بعدها سدت مسد مفعولي رأوا. «قالُوا» ماض وفاعله والجملة لا محل لها لأنها جواب شرط غير جازم. «لَئِنْ» اللام موطئة للقسم وإن شرطية. «لَمْ» حرف جازم.
«يَرْحَمْنا» مضارع مجزوم ومفعوله و«رَبُّنا» فاعله ، والجملة ابتدائية لا محل لها. «وَيَغْفِرْ» عطف. «لَنا» متعلقان بيغفر. «لَنَكُونَنَّ» فعل مضارع ناقص مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة ، واللام واقعة في جواب القسم ، واسمها ضمير مستتر تقديره نحن ، والجملة لا محل لها جواب القسم. وحذف جواب الشرط لدلالة جواب القسم عليه. «مِنَ الْخاسِرِينَ» متعلقان بمحذوف خبر الفعل الناقص.
- English - Sahih International : And when regret overcame them and they saw that they had gone astray they said "If our Lord does not have mercy upon us and forgive us we will surely be among the losers"
- English - Tafheem -Maududi : وَلَمَّا سُقِطَ فِي أَيْدِيهِمْ وَرَأَوْا أَنَّهُمْ قَدْ ضَلُّوا قَالُوا لَئِن لَّمْ يَرْحَمْنَا رَبُّنَا وَيَغْفِرْ لَنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ(7:149) And when they were afflicted with remorse and realized that they had fallen into error, they said: 'If our Lord does not have mercy on us and does not pardon us, we shall be among the losers.'
- Français - Hamidullah : Et quand ils éprouvèrent des regrets et qu'ils virent qu'ils étaient bel et bien égarés ils dirent Si notre Seigneur ne nous fait pas miséricorde et ne nous pardonne pas nous serons très certainement du nombre des perdants
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Und als sich bei ihnen die Reue einstellte und sie sahen daß sie bereits irregegangen waren sagten sie "Wenn sich unser Herr nicht unser erbarmt und uns vergibt werden wir ganz gewiß zu den Verlierern gehören"
- Spanish - Cortes : Y cuando se arrepintieron y vieron que se habían extraviado dijeron Si nuestro Señor no se apiada de nosotros y nos perdona seremos ciertamente de los que pierden
- Português - El Hayek : Mas quando se aperceberam de que estavam desviados disseram Se nosso Senhor não se apiedar de nós e não nosperdoar contarnosemos entre os desventurados
- Россию - Кулиев : Когда же они пожалели о содеянном и увидели что впали в заблуждение то сказали Если наш Господь не смилостивится над нами и не простит нас то мы непременно окажемся в числе потерпевших убыток
- Кулиев -ас-Саади : وَلَمَّا سُقِطَ فِي أَيْدِيهِمْ وَرَأَوْا أَنَّهُمْ قَدْ ضَلُّوا قَالُوا لَئِن لَّمْ يَرْحَمْنَا رَبُّنَا وَيَغْفِرْ لَنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ
Когда же они пожалели о содеянном и увидели, что впали в заблуждение, то сказали: «Если наш Господь не смилостивится над нами и не простит нас, то мы непременно окажемся в числе потерпевших убыток».Вернувшись к своему народу, Муса увидел, что содеяли его соплеменники. Он разъяснил им их ошибку, и они пожалели о содеянном и опечалились. Осознав свою вину, они смирились перед Господом и сказали: «Если Аллах не смилостивится над нами, не укажет нам на прямой путь, не поможет нам поклоняться Ему одному, не вдохновит нас на праведные дела и не простит нам поклонение тельцу, то мы окажемся в числе потерпевших убыток - тех, кто лишен блага как в этом мире, так и после смерти».
- Turkish - Diyanet Isleri : Elleri böğründe çaresiz kalıp kendilerinin sapıtmış olduklarını görünce "Eğer Rabbimiz bize acımaz ve bizi bağışlamazsa and olsun ki mahvoluruz" dediler
- Italiano - Piccardo : Quando li si convinse di ciò e si accorsero che si erano traviati dissero “Se il nostro Signore non ci usa misericordia e non ci perdona saremo tra coloro che si sono perduti”
- كوردى - برهان محمد أمين : کاتێکیش که له دهستیان چوو و پهشیمان بوونهوه و ڕاستییان بۆ دهرکهوت و گوێرهکه بوو به پهند لهبهر چاویان زانیان و دڵنیا بوون که بهڕاستی گومڕا بوون و وتیان سوێند به خوا ئهگهر پهروهردگارمان بهزهیی پیاماندا نهیهتهوه و لێمان خۆش نهبێت ئهوه بهڕاستی له زهرهرمهندانین
- اردو - جالندربرى : اور جب وہ نادم ہوئے اور دیکھا کہ گمراہ ہوگئے ہیں تو کہنے لگے کہ اگر ہمارا پروردگار ہم پر رحم نہیں کرے گا اور ہم کو معاف نہیں فرمائے گا تو ہم برباد ہوجائیں گے
- Bosanski - Korkut : I pošto se poslije gorko pokajaše i uvidješe da su zabludjeli oni rekoše "Ako se Gospodar naš na nas ne sažali i ako nam ne oprosti doista ćemo biti izgubljeni"
- Swedish - Bernström : Och när de [sedan] beklämda och ångerfulla insåg sitt fel sade de "Om inte vår Herre förbarmar sig över oss och ger oss Sin förlåtelse är vi bestämt ohjälpligt förlorade"
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Dan setelah mereka sangat menyesali perbuatannya dan mengetahui bahwa mereka telah sesat merekapun berkata "Sungguh jika Tuhan kami tidak memberi rahmat kepada kami dan tidak mengampuni kami pastilah kami menjadi orangorang yang merugi"
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : وَلَمَّا سُقِطَ فِي أَيْدِيهِمْ وَرَأَوْا أَنَّهُمْ قَدْ ضَلُّوا قَالُوا لَئِن لَّمْ يَرْحَمْنَا رَبُّنَا وَيَغْفِرْ لَنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ
(Dan setelah mereka menyesali perbuatannya) mereka menyesal mengambil sebagai sesembahan mereka (dan mereka melihat) mereka mengetahui (bahwa mereka telah sesat) oleh sebab perbuatan itu; penyesalan itu datang setelah Musa kembali kepada mereka (mereka pun berkata, "Sungguh jika Tuhan kami tidak memberi rahmat kepada kami dan tidak mengampuni kami) dengan memakai ya dan ta pada kedua fi'ilnya (pastilah kami menjadi orang-orang yang merugi.").
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : অতঃপর যখন তারা অনুতপ্ত হল এবং বুঝতে পারল যে আমরা নিশ্চিতই গোমরাহ হয়ে পড়েছি তখন বলতে লাগল আমাদের প্রতি যদি আমাদের পরওয়ারদেগার করুণা না করেন তবে অবশ্যই আমরা ধবংস হয়ে যাব।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : அவர்கள் செய்துவிட்ட தவறு பற்றி கைசேதப் பட்டு நிச்சயமாக தாங்களே வழி தவறி விட்டதை அறிந்து கொண்ட போது அவர்கள்; "எங்கள் இறைவன் எங்களுக்குக் கிருபை செய்து எங்களை மன்னிக்கா விட்டால் நிச்சயமாக நாங்கள் நஷ்டமடைந்தவர்களாகி விடுவோம்" என்று கூறினார்கள்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : “และเมื่อได้ถูกตกลงในเมืองของพวกเขา และพวกเขาได้เห็นว่าพวกเขาได้หลงผิดไปแล้ว พวกเขาจึงกล่าวว่า แน่นอนถ้าหากพระเจ้าของเรามิได้เอ็นดูเมตตาแก่เรา และมิได้อภัยโทษให้แก่เราแล้ว แน่นอนพวกเราก็จะต้องอยู่ในหมู่ผู้ขาดทุน”
- Uzbek - Мухаммад Содик : Қўллари тушган пайтда ва ўзларининг адашганларини билганларида Агар Роббимиз бизга раҳм қилмаса ва мағфират этмаса албатта зиёнкорлардан бўламиз дедилар
- 中国语文 - Ma Jian : 当他们已经悔恨,而且知道自己确已迷误的时候,他们说:如果我们的主不慈悯我们,不饶恕我们,我们一定变成亏折的人了。
- Melayu - Basmeih : Dan setelah mereka menyesal akan apa yang mereka lakukan dan mengetahui bahawa mereka telah sesat berkatalah mereka "Sesungguhnya jika Tuhan kami tidak memberi rahmat kepada kami dan mengampunkan kami nescaya menjadilah kami dari orangorang yang rugi"
- Somali - Abduh : Markii Gacmahooda lagu Riday Nidaamoodeen oy arkeen inay Dhumeen waxay Dhaheen Hadduusan noo Naxariisan Eebahanno oosan noo Dambi Dhaafin waxaan Noqonaynaa kuwo Khasaara
- Hausa - Gumi : Kuma a lõkacin da suka yi nadãma kuma suka ga cẽwalalle ne sũ haƙĩƙa sun ɓace suka ce "Haƙĩƙa idan UbangijinMu bai yi mana rahama ba kuma Ya gãfarta mana lalle ne munã kasancẽwa daga mãsu hasãra"
- Swahili - Al-Barwani : Na walipo juta na wakaona ya kwamba wamekwisha potea walisema Ikiwa Mola wetu Mlezi hakuturehemu na akatusamehe bila ya shaka tutakuwa miongoni mwa walio khasiri
- Shqiptar - Efendi Nahi : Dhe pasi u penduan shumë pastaj dhe panë se janë trullosur ata thanë “Nëse Zoti ynë nuk na mëshiron dhe nuk na falë me të vërtetë do të jemi të humbur”
- فارسى - آیتی : و چون از آن كار پشيمان شدند و ديدند كه در گمراهى افتادهاند، گفتند: اگر پروردگارمان به ما رحم نكند و ما را نيامرزد، در زمره زيانكردگان خواهيم بود.
- tajeki - Оятӣ : Ва чун аз он кор пушаймон шуданд ва диданд, ки дар гумроҳӣ афтодаанд, гуфтанд: «Агар Парвардигорамон ба мо раҳм накунад ва моро наёмурзад, дар зумраи зиёнкардагон хоҳем буд».
- Uyghur - محمد صالح : ئۇلار (موزايغا چوقۇنغانلىقلىرىغا) پۇشايمان قىلغان ۋە راست ئازغانلىقلىرىنى چۈشەنگەن چاغدا: «ئەگەر پەرۋەردىگارىمىز بىزگە رەھىم قىلمىسا ۋە مەغپىرەت قىلمىسا، بىز ئەلۋەتتە زىيان تارتقۇچىلاردىن بولىمىز» دېدى
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : പിന്നീട് അവര്ക്ക് കുറ്റവിചാരമുണ്ടാവുകയും തങ്ങള് പിഴച്ചുപോയതായി അവര് കണ്ടറിയുകയും ചെയ്തു. അപ്പോള് അവര് പറഞ്ഞു: "ഞങ്ങളുടെ നാഥന് ഞങ്ങളോടു കരുണ കാണിക്കുകയും ഞങ്ങള്ക്ക് പൊറുത്തുതരികയും ചെയ്തില്ലെങ്കില് തീര്ച്ചയായും ഞങ്ങള് നഷ്ടപ്പെട്ടവരില് പെട്ടുപോകും.”
- عربى - التفسير الميسر : ولما ندم الذين عبدوا العجل من دون الله عند رجوع موسى اليهم وراوا انهم قد ضلوا عن قصد السبيل وذهبوا عن دين الله اخذوا في الاقرار بالعبوديه والاستغفار فقالوا لئن لم يرحمنا ربنا بقبول توبتنا ويستر بها ذنوبنا لنكونن من الهالكين الذين ذهبت اعمالهم