- عربي - نصوص الآيات عثماني : وَٱخْتَارَ مُوسَىٰ قَوْمَهُۥ سَبْعِينَ رَجُلًا لِّمِيقَٰتِنَا ۖ فَلَمَّآ أَخَذَتْهُمُ ٱلرَّجْفَةُ قَالَ رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُم مِّن قَبْلُ وَإِيَّٰىَ ۖ أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ ٱلسُّفَهَآءُ مِنَّآ ۖ إِنْ هِىَ إِلَّا فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِهَا مَن تَشَآءُ وَتَهْدِى مَن تَشَآءُ ۖ أَنتَ وَلِيُّنَا فَٱغْفِرْ لَنَا وَٱرْحَمْنَا ۖ وَأَنتَ خَيْرُ ٱلْغَٰفِرِينَ
- عربى - نصوص الآيات : واختار موسى قومه سبعين رجلا لميقاتنا ۖ فلما أخذتهم الرجفة قال رب لو شئت أهلكتهم من قبل وإياي ۖ أتهلكنا بما فعل السفهاء منا ۖ إن هي إلا فتنتك تضل بها من تشاء وتهدي من تشاء ۖ أنت ولينا فاغفر لنا وارحمنا ۖ وأنت خير الغافرين
- عربى - التفسير الميسر : واختار موسى من قومه سبعين رجلا مِن خيارهم، وخرج بهم إلى طور "سيناء" للوقت والأجل الذي واعده الله أن يلقاه فيه بهم للتوبة مما كان من سفهاء بني إسرائيل من عبادة العجل، فلما أتوا ذلك المكان قالوا: لن نؤمن لك -يا موسى- حتى نرى الله جهرة فإنك قد كلَّمته فأرِنَاهُ، فأخذتهم الزلزلة الشديدة فماتوا، فقام موسى يتضرع إلى الله ويقول: رب ماذا أقول لبني إسرائيل إذا أتيتُهم، وقد أهلكتَ خيارهم؟ لو شئت أهلكتهم جميعًا من قبل هذا الحال وأنا معهم، فإن ذلك أخف عليَّ، أتهلكنا بما فعله سفهاء الأحلام منا؟ ما هذه الفعلة التي فعلها قومي من عبادتهم العجل إلا ابتلاءٌ واختبارٌ، تضلُّ بها مَن تشاء مِن خلقك، وتهدي بها من تشاء هدايته، أنت وليُّنا وناصرنا، فاغفر ذنوبنا، وارحمنا برحمتك، وأنت خير مَن صفح عن جُرْم، وستر عن ذنب.
- السعدى : وَاخْتَارَ مُوسَىٰ قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلًا لِّمِيقَاتِنَا ۖ فَلَمَّا أَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ قَالَ رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُم مِّن قَبْلُ وَإِيَّايَ ۖ أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاءُ مِنَّا ۖ إِنْ هِيَ إِلَّا فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِهَا مَن تَشَاءُ وَتَهْدِي مَن تَشَاءُ ۖ أَنتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا ۖ وَأَنتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ
و لما تاب بنو إسرائيل وتراجعوا إلى رشدهم اخْتَارَ مُوسَى منهم سَبْعِينَ رَجُلا من خيارهم، ليعتذروا لقومهم عند ربهم، ووعدهم اللّه ميقاتا يحضرون فيه، فلما حضروه، قالوا: يا موسى، أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً فتجرأوا على اللّه جراءة كبيرة، وأساءوا الأدب معه، فـ أَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فصعقوا وهلكوا. فلم يزل موسى عليه الصلاة والسلام، يتضرع إلى اللّه ويتبتل ويقول رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُمْ مِنْ قَبْلُ أن يحضروا ويكونون في حالة يعتذرون فيها لقومهم، فصاروا هم الظالمين أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاءُ مِنَّا أي: ضعفاء العقول، سفهاء الأحلام، فتضرع إلى اللّه واعتذر بأن المتجرئين على اللّه ليس لهم عقول كاملة، تردعهم عما قالوا وفعلوا، وبأنهم حصل لهم فتنة يخطر بها الإنسان، ويخاف من ذهاب دينه فقال: إِنْ هِيَ إِلا فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِهَا مَنْ تَشَاءُ وَتَهْدِي مَنْ تَشَاءُ أَنْتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ أي: أنت خير من غفر، وأولى من رحم، وأكرم من أعطى وتفضل، فكأن موسى عليه الصلاة والسلام، قال: المقصود يا رب بالقصد الأول لنا كلنا، هو التزام طاعتك والإيمان بك، وأن من حضره عقله ورشده، وتم على ما وهبته من التوفيق، فإنه لم يزل مستقيما، وأما من ضعف عقله، وسفه رأيه، وصرفته الفتنة، فهو الذي فعل ما فعل، لذينك السببين، ومع هذا فأنت أرحم الراحمين، وخير الغافرين، فاغفر لنا وارحمنا. فأجاب اللّه سؤاله، وأحياهم من بعد موتهم، وغفر لهم ذنوبهم.
- الوسيط لطنطاوي : وَاخْتَارَ مُوسَىٰ قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلًا لِّمِيقَاتِنَا ۖ فَلَمَّا أَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ قَالَ رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُم مِّن قَبْلُ وَإِيَّايَ ۖ أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاءُ مِنَّا ۖ إِنْ هِيَ إِلَّا فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِهَا مَن تَشَاءُ وَتَهْدِي مَن تَشَاءُ ۖ أَنتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا ۖ وَأَنتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ
قال الآلوسى: قوله- تعالى- وَاخْتارَ مُوسى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلًا لِمِيقاتِنا تتمة لشرح أحوال بنى إسرائيل وقال البعض: إنه شروع في بيان كيفية استدعاء التوبة وكيفية وقوعها. واختار- من الاختيار بمعنى الانتخاب والاصطفاء- وهو يتعدى إلى اثنين ثانيهما مجرور بمن وقد حذفت هنا وأوصل الفعل والأصل من قومه، والمفعول الأول سبعين» .
أى: اختار موسى سبعين رجلا من قومه للميقات الذي وقته الله له، ودعاهم للذهاب معه.
وهؤلاء السبعون كانوا من خيرتهم أو كانوا خلاصتهم، لأن الجملة الكريمة جعلتهم بدلا من القوم جميعا في الاختيار، وكأن بنى إسرائيل على كثرتهم لا يوجد من بينهم فضلاء سوى هؤلاء السبعين.
وتختلف روايات المفسرين في سبب هذا الميقات وزمانه، فمنهم من يرى أنه الميقات الكلامى الذي كلم الله فيه موسى تكليما فقد كان معه سبعون رجلا من شيوخ بنى إسرائيل ينتظرونه في مكان وضعهم فيه غير مكان المناجاة، فلما تمت مناجاة موسى لربه طلبوا منه أن يخاطبوا الله- تعالى- وأن يكلموه كما كلمه موسى، وأن يروه جهرة فأخذتهم الصاعقة، وكان ذلك قبل أن يخبر الله- تعالى- موسى أن قومه قد عبدوا العجل في غيبته.
والذي نرجحه وعليه المحققون من المفسرين والسياق القرآنى يؤيده أن هذا الميقات الذي جاء في هذه الآية غير الميقات الأول، وأنه كان بعد عبادة بنى إسرائيل للعجل في غيبة موسى، فقد عرفنا أن الله قد أخبره بذلك عند ذهابه إليه لتلقى التوراة، فرجع موسى إليهم مسرعا ووبخهم على صنيعهم وأحرق العجل، وأمره الله- تعالى- بعد ذلك أن يأتيه مع جماعة من بنى إسرائيل ليتوبوا إليه من عبادة العجل فاختار موسى هؤلاء السبعين، وهناك روايات ترجح ذلك منها ما جاء عن محمد بن إسحاق قال: إن موسى- عليه السلام- لما رجع إلى قومه فرأى ما هم فيه من عيادة العجل، وقال لأخيه والسامري ما قال وحرق العجل وذراه في اليم، اختار من بنى إسرائيل سبعين رجلا الخير فالخير، وقال: انطلقوا إلى الله فتوبوا إليه مما صنعتم واسألوه التوبة على من تركتم وراءكم من قومكم، فصوموا وتطهروا وطهروا ثيابكم. فخرج بهم إلى طور سيناء لميقات وقته له ربه، وكان لا يأتيه إلا بإذن منه وعلم، فقال له السبعون- فيما ذكر لي- حين صنعوا ما أمرهم به وخرجوا معه للقاء ربه يا موسى: اطلب لنا نسمع كلام ربنا. فقال: أفعل. فلما دنا موسى من الجيل، وقع عليه عمود الغمام حتى تغشى الجبل كله، ودنا موسى فدخل فيه، وقال للقوم: ادنوا. وكان موسى إذا كلمه الله وقع على جبهة موسى نور ساطع، لا يستطيع أحد من بنى آدم أن ينظر إليه. ودنا القوم حتى إذا دخلوا في الغمام وقعوا سجودا فسمعوه وهو يكلم موسى، يأمره وينهاه، افعل ولا تفعل، فلما انكشف عن موسى الغمام أقبل إليهم فقالوا له: لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وهي الصاعقة التي يحصل منها الاضطراب الشديد فماتوا جميعا فقام موسى يناشد ربه ويدعوه ويرغب إليه ويقول: رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُمْ مِنْ قَبْلُ وَإِيَّايَ قد سفهوا، أتهلك من ورائي من بنى إسرائيل» .
وهكذا نرى أن هؤلاء السبعين المختارين من بنى إسرائيل قد طلبوا من نبيهم موسى-عليه السلام- ما لا يصح لهم أن يطلبوه فأخذتهم الرجفة بسبب ذلك، أو بسبب أنهم عند ما عبد بنو إسرائيل العجل في غيبة موسى لم ينهوهم عن المنكر ولم يأمروهم بالمعروف.
وقوله: فَلَمَّا أَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ قالَ رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُمْ مِنْ قَبْلُ وَإِيَّايَ أى: فلما أخذت هؤلاء السبعين المختارين الرجفة قال موسى يا رب إننى أتمنى لو كانت سبقت مشيئتك أن تهلكهم من قبل خروجهم معى إلى هذا المكان وأن تهلكني معهم حتى لا أقع في حرج شديد مع بنى إسرائيل، لأنهم سيقولون لي: قد ذهبت بخيارنا لإهلاكهم.
ويرى بعض المفسرين أن هذه الرجفة التي أخذتهم وصعقوا منها أدت إلى موتهم جميعا ثم أحياهم الله- تعالى- بعد ذلك، ويرى آخرون أنهم غشى عليهم ثم أفاقوا.
وقد قال موسى هذا القول لاستجلاب العفو من ربه عن هذه الجريمة التي اقترفها قومه. بعد أن من عليهم- سبحانه- بالنعم السابقة الوافرة، وأنقذهم من فرعون وقومه. فكأنه يقول:
يا رب لقد رحمتهم من ذنوب كثيرة ارتكبوها فيما سبق فارحمهم الآن كما رحمتهم من قبل جريا على مقتضى كرمك.
ومفعول المشيئة محذوف، أى: لو شئت إهلاكهم لأهلكتهم.
وقوله وَإِيَّايَ معطوف على الضمير في أَهْلَكْتَهُمْ، وقد قال موسى ذلك تسليما منه لأمر الله وقضائه وإن كان لم يسبق منه ما يوجب هلاكه، بل الذي سبق منه إنما هو الطاعة الكاملة لله رب العالمين.
والاستفهام في قوله أَتُهْلِكُنا بِما فَعَلَ السُّفَهاءُ مِنَّا للاستعطاف الذي بمعنى النفي أى: ألجأ إليك يا مولانا ألا تهلكنا بذنب غيرنا فلئن كان هؤلاء السفهاء قد خرجوا عن طاعتك، وانتهكوا حرماتك. فنحن يا رب مطيعون لك وخاضعون لأمرك.
قوله إِنْ هِيَ إِلَّا فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِها مَنْ تَشاءُ وَتَهْدِي مَنْ تَشاءُ استئناف مقرر لما قبله، وإِنْ نافية. والفتنة: الابتلاء والاختبار، والباء في بِها للسببية أى: ما الفتنة التي وقع فيها السفهاء إلا اختبارك وابتلاؤك وامتحانك لعبادك، فأنت الذي ابتليتهم واختبرتهم، فالأمر كله لك وبيدك. لا يكشفه إلا أنت. كما لم يمتحن به ويختبر إلا أنت. فنحن عائذون بك منك.
ولاجئون منك إليك. ما شئت كان وما لم تشأ لم يكن.
وقوله أَنْتَ وَلِيُّنا فَاغْفِرْ لَنا وَارْحَمْنا وَأَنْتَ خَيْرُ الْغافِرِينَ أى: أنت القائم بأمورنا كلها لا أحد غيرك، فاغفر لنا ما فرط منا، وارحمنا برحمتك التي وسعت كل شيء، وأنت خير الغافرين إذ كل غافر سواك إنما يغفر لغرض نفسانى، كحب الثناء، واجتلاب المنافع، أما أنت- با إلهنا- فمغفرتك لا لطلب عوض أو غرض وإثما هي لمحض الفضل والكرم.
- البغوى : وَاخْتَارَ مُوسَىٰ قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلًا لِّمِيقَاتِنَا ۖ فَلَمَّا أَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ قَالَ رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُم مِّن قَبْلُ وَإِيَّايَ ۖ أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاءُ مِنَّا ۖ إِنْ هِيَ إِلَّا فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِهَا مَن تَشَاءُ وَتَهْدِي مَن تَشَاءُ ۖ أَنتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا ۖ وَأَنتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ
قوله تعالى : ( واختار موسى قومه ) أي : من قومه ، فانتصب لنزع حرف الصفة ، ( سبعين رجلا لميقاتنا ) فيه دليل على أن كلهم لم يعبدوا العجل . قال السدي : أمر الله تعالى موسى أن يأتيه في ناس من بني إسرائيل يعتذرون إليه من عبادة العجل ، فاختار موسى من قومه سبعين رجلا ( فلما ) أتوا ذلك المكان قالوا : لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة فأخذتهم الصاعقة فماتوا .
قال ابن إسحاق : اختارهم ليتوبوا إليه مما صنعوا ويسألوا التوبة على من تركوا وراءهم من قومهم ، فهذا يدل على أن كلهم عبدوا العجل .
وقال قتادة ، وابن جريج ، ومحمد بن كعب : ( أخذتهم الرجفة ) لأنهم لم يزايلوا قومهم حين عبدوا العجل ، ولم يأمروهم بالمعروف ولم ينهوهم عن المنكر .
وقال ابن عباس : إن السبعين الذين قالوا : ( لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة فأخذتكم الصاعقة ) البقرة - 55 ، كانوا قبل السبعين الذين أخذتهم الرجفة ، وإنما أمر الله سبحانه وتعالى موسى عليه السلام أن يختار من قومه سبعين رجلا فاختارهم وبرز بهم ليدعوا ربهم ، فكان فيما دعوا أن قالوا : اللهم أعطنا ما لم تعطه أحدا قبلنا ، ولا تعطه أحدا بعدنا ، فكره الله ذلك من دعائهم ، فأخذتهم الرجفة .
وقال وهب : لم تكن الرجفة صوتا ، ولكن القوم لما رأوا تلك الهيبة أخذتهم الرعدة وقلقوا ورجفوا ، حتى كادت أن تبين مفاصلهم ، فلما رأى موسى ذلك رحمهم وخاف عليهم الموت ، فاشتد عليه فقدهم ، وكانوا له وزراء على الخير ، سامعين مطيعين ، فعند ذلك دعا وبكى وناشد ربه ، فكشف الله عنهم تلك الرجفة ، فاطمأنوا وسمعوا كلام ربهم ، فذلك قوله - عز وجل - : ( قال ) يعني موسى ( رب لو شئت أهلكتهم من قبل ) يعني عن عبادة العجل ( وإياي ) بقتل القبطي . ( أتهلكنا بما فعل السفهاء منا ) يعني عبدة العجل ، وظن موسى أنهم عوقبوا باتخاذهم العجل ، وقال هذا على طريق السؤال ، يسأل : أتهلكنا بفعل السفهاء؟ .
وقال المبرد : قوله " أهلكنا بما فعل السفهاء منا " استفهام استعطاف ، أي : لا تهلكنا ، وقد علم موسى عليه السلام أن الله تعالى أعدل من أن يأخذ بجريرة الجاني غيره .
قوله تعالى ( إن هي إلا فتنتك ) أي : التي وقع فيها السفهاء ، لم تكن إلا اختبارك وابتلاءك ، أضللت بها قوما فافتتنوا ، وهديت قوما فعصمتهم حتى ثبتوا على دينك ، فذلك هو معنى قوله : ( تضل بها من تشاء وتهدي من تشاء أنت ولينا ) ناصرنا وحافظنا ، ( فاغفر لنا وارحمنا وأنت خير الغافرين )
- ابن كثير : وَاخْتَارَ مُوسَىٰ قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلًا لِّمِيقَاتِنَا ۖ فَلَمَّا أَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ قَالَ رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُم مِّن قَبْلُ وَإِيَّايَ ۖ أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاءُ مِنَّا ۖ إِنْ هِيَ إِلَّا فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِهَا مَن تَشَاءُ وَتَهْدِي مَن تَشَاءُ ۖ أَنتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا ۖ وَأَنتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ
قال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس في تفسير هذه الآية : كان الله أمره أن يختار من قومه سبعين رجلا فاختار سبعين رجلا فبرز بهم ليدعوا ربهم ، فكان فيما دعوا الله قالوا : اللهم أعطنا ما لم تعطه أحدا قبلنا ولا تعطه أحدا بعدنا فكره الله ذلك من دعائهم ، ( رب لو شئت أهلكتهم من قبل وإياي ) الآية .
وقال السدي : إن الله أمر موسى أن يأتيه في ناس من بني إسرائيل ، يعتذرون إليه من عبادة العجل ، ووعدهم موعدا ، فاختار موسى قومه سبعين رجلا على عينه ، ثم ذهب بهم ليعتذروا . فلما أتوا ذلك المكان قالوا : لن نؤمن لك يا موسى حتى نرى الله جهرة ، فإنك قد كلمته ، فأرناه . فأخذتهم الصاعقة فماتوا ، فقام موسى يبكي ويدعو الله ويقول : رب ، ماذا أقول لبني إسرائيل إذا لقيتهم وقد أهلكت خيارهم ؟ ( رب لو شئت أهلكتهم من قبل وإياي )
وقال محمد بن إسحاق : اختار موسى من بني إسرائيل سبعين رجلا الخير فالخير ، وقال : انطلقوا إلى الله فتوبوا إليه مما صنعتم ، وسلوه التوبة على من تركتم وراءكم من قومكم ، صوموا وتطهروا ، وطهروا ثيابكم . فخرج بهم إلى طور سيناء ، لميقات وقته له ربه ، وكان لا يأتيه إلا بإذن منه وعلم - فقال له السبعون - فيما ذكر لي - حين صنعوا ما أمرهم به ، وخرجوا معه للقاء ربه ، فقالوا لموسى : اطلب لنا نسمع كلام ربنا . فقال : أفعل . فلما دنا موسى من الجبل ، وقع عليه عمود الغمام ، حتى تغشى الجبل كله . ودنا موسى فدخل فيه ، وقال للقوم : ادنوا . وكان موسى إذا كلمه الله وقع على جبهة موسى نور ساطع ، لا يستطيع أحد من بني آدم أن ينظر إليه . فضرب دونه بالحجاب . ودنا القوم ، حتى إذا دخلوا وقعوا سجودا فسمعوه وهو يكلم موسى ، يأمره وينهاه : افعل ، ولا تفعل . فلما فرغ إليه من أمره ، انكشف عن موسى الغمام ، فأقبل إليهم ، فقالوا لموسى : لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة . فأخذتهم الرجفة - وهي الصاعقة - فافتلتت أرواحهم ، فماتوا جميعا . فقام موسى يناشد ربه ويدعوه ويرغب إليه ، ويقول : ( رب لو شئت أهلكتهم من قبل وإياي ) قد سفهوا ، أفنهلك من ورائي من بني إسرائيل .
وقال سفيان الثوري : حدثني أبو إسحاق ، عن عمارة بن عبد السلولي ، عن علي بن أبي طالب ، رضي الله عنه ، قال : انطلق موسى وهارون وشبر وشبير ، فانطلقوا إلى سفح جبل ، فنام هارون على سرير ، فتوفاه الله ، عز وجل . فلما رجع موسى إلى بني إسرائيل قالوا له : أين هارون ؟ قال : توفاه الله ، عز وجل . قالوا له أنت قتلته ، حسدتنا على خلقه ولينه - أو كلمة نحوها - قال : فاختاروا من شئتم . قال : فاختاروا سبعين رجلا . قال : فذلك قوله تعالى : ( واختار موسى قومه سبعين رجلا ) فلما انتهوا إليه قالوا : يا هارون ، من قتلك ؟ قال : ما قتلني أحد ، ولكن توفاني الله . قالوا : يا موسى ، لن تعصى بعد اليوم . قال : فأخذتهم الرجفة . قال : فجعل موسى ، عليه السلام ، يرجع يمينا وشمالا وقال : يا ( رب لو شئت أهلكتهم من قبل وإياي أتهلكنا بما فعل السفهاء منا إن هي إلا فتنتك تضل بها من تشاء وتهدي من تشاء ) قال : فأحياهم الله وجعلهم أنبياء كلهم .
هذا أثر غريب جدا ، وعمارة بن عبد هذا لا أعرفه . وقد رواه شعبة ، عن أبي إسحاق عن رجل من بني سلول عن علي ، فذكره
وقال ابن عباس ومجاهد وقتادة وابن جريج : إنما أخذتهم الرجفة لأنهم لم يزايلوا قومهم في عبادتهم العجل ، ولا نهوهم ، ويتوجه هذا القول بقول موسى : ( أتهلكنا بما فعل السفهاء منا )
وقوله : ( إن هي إلا فتنتك ) أي : ابتلاؤك واختبارك وامتحانك . قاله ابن عباس ، وسعيد بن جبير ، وأبو العالية ، وربيع بن أنس ، وغير واحد من علماء السلف والخلف . ولا معنى له غير ذلك ; يقول : إن الأمر إلا أمرك ، وإن الحكم إلا لك ، فما شئت كان ، تضل من تشاء ، وتهدي من تشاء ، ولا هادي لمن أضللت ، ولا مضل لمن هديت ، ولا معطي لما منعت ، ولا مانع لما أعطيت ، فالملك كله لك ، والحكم كله لك ، لك الخلق والأمر .
وقوله : ( أنت ولينا فاغفر لنا وارحمنا وأنت خير الغافرين ) الغفر هو : الستر ، وترك المؤاخذة بالذنب ، والرحمة إذا قرنت مع الغفر ، يراد بها ألا يوقعه في مثله في المستقبل ، ( وأنت خير الغافرين ) أي : لا يغفر الذنوب إلا أنت
- القرطبى : وَاخْتَارَ مُوسَىٰ قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلًا لِّمِيقَاتِنَا ۖ فَلَمَّا أَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ قَالَ رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُم مِّن قَبْلُ وَإِيَّايَ ۖ أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاءُ مِنَّا ۖ إِنْ هِيَ إِلَّا فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِهَا مَن تَشَاءُ وَتَهْدِي مَن تَشَاءُ ۖ أَنتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا ۖ وَأَنتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ
قوله تعالى واختار موسى قومه سبعين رجلا لميقاتنا فلما أخذتهم الرجفة قال رب لو شئت أهلكتهم من قبل وإياي أتهلكنا بما فعل السفهاء منا إن هي إلا فتنتك تضل بها من تشاء وتهدي من تشاء أنت ولينا فاغفر لنا وارحمنا وأنت خير الغافرين
قوله تعالى واختار موسى قومه سبعين رجلا لميقاتنا مفعولان ، أحدهما حذفت منه " من " وأنشد سيبويه :
منا الذي اختير الرجال سماحة وبرا إذا هب الرياح الزعازع
وقال الراعي يمدح رجلا :
اخترتك الناس إذ رثت خلائقهم واختل من كان يرجى عنده السول
يريد : اخترتك من الناس . وأصل اختار اختير ; فلما تحركت الياء وقبلها فتحة قلبت ألفا ، نحو قال وباع .
قوله تعالى فلما أخذتهم الرجفة أي ماتوا . والرجفة في اللغة الزلزلة الشديدة . ويروى أنهم زلزلوا حتى ماتوا .
قوله تعالى قال رب لو شئت أهلكتهم من قبل وإياي أي أمتهم ; كما قال عز وجل : إن امرؤ هلك . وإياي عطف . والمعنى : لو شئت أمتنا من قبل أن نخرج إلى الميقات بمحضر بني إسرائيل حتى لا يتهموني . أبو بكر بن أبي شيبة : حدثنا يحيى بن سعيد القطان عن سفيان عن أبي إسحاق عن عمارة بن عبد عن علي رضي الله عنه قال : انطلق موسى وهارون صلى الله عليهما وانطلق شبر وشبير - هما ابنا هارون - فانتهوا إلى جبل فيه سرير ، فقام عليه هارون فقبض روحه . فرجع موسى إلى قومه ، فقالوا : أنت قتلته ، حسدتنا على لينه وعلى خلقه ، أو كلمة نحوها ، الشك من سفيان ، فقال : كيف أقتله ومعي ابناه ! قال : فاختاروا من شئتم ; فاختاروا من كل سبط عشرة . قال : فذلك قوله : واختار موسى قومه سبعين رجلا لميقاتنا فانتهوا إليه ; فقالوا : من قتلك يا هارون ؟ قال : ما قتلني أحد ولكن الله توفاني . قالوا : يا موسى ، ما تعصى .
فأخذتهم الرجفة ، فجعلوا يترددون يمينا وشمالا ، ويقول : لو شئت أهلكتهم من قبل وإياي أتهلكنا بما فعل السفهاء منا إن هي إلا فتنتك قال : فدعا الله فأحياهم وجعلهم أنبياء كلهم . وقيل : أخذتهم الرجفة لقولهم : أرنا الله جهرة كما قال الله تعالى : وإذ قلتم يا موسى لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة فأخذتكم الصاعقة على ما تقدم بيانه في " البقرة " وقال ابن عباس : إنما أخذتهم الرجفة ; لأنهم لم ينهوا من عبد العجل ولم يرضوا عبادته . وقيل : هؤلاء السبعون غير من قالوا أرنا الله جهرة . وقال وهب : ما ماتوا ، ولكن أخذتهم الرجفة من الهيبة حتى كادت أن تبين مفاصلهم ، وخاف موسى عليهم الموت . وقد تقدم في " البقرة " عن وهب أنهم ماتوا يوما وليلة . وقيل غير هذا في معنى سبب أخذهم بالرجفة . والله أعلم بصحة ذلك .
ومقصود الاستفهام في قوله : أتهلكنا الجحد ; أي لست تفعل ذلك . وهو كثير في كلام العرب . وإذا كان نفيا كان بمعنى الإيجاب ; كما قال :
ألستم خير من ركب المطايا وأندى العالمين بطون راح
وقيل : معناه الدعاء والطلب ، أي لا تهلكنا ; وأضاف إلى نفسه . والمراد القوم الذين ماتوا من الرجفة . وقال المبرد : المراد بالاستفهام استفهام استعظام ; كأنه يقول : لا تهلكنا ، وقد علم موسى أن الله لا يهلك أحدا بذنب غيره ; ولكنه كقول عيسى : إن تعذبهم فإنهم عبادك . وقيل : المراد بالسفهاء السبعون . والمعنى : أتهلك بني إسرائيل بما فعل هؤلاء السفهاء في قولهم أرنا الله جهرة .
إن هي إلا فتنتك أي ما هذا إلا اختبارك وامتحانك . وأضاف الفتنة إلى الله عز وجل ولم يضفها إلى نفسه ; كما قال إبراهيم :وإذا مرضت فهو يشفين فأضاف المرض إلى نفسه والشفاء إلى الله تعالى : وقال يوشع : وما أنسانيه إلا الشيطان . وإنما استفاد ذلك موسى عليه السلام من قوله تعالى له : فإنا قد فتنا قومك من بعدك . فلما رجع إلى قومه ورأى العجل منصوبا للعبادة وله خوار قال إن هي إلا فتنتك تضل بها أي بالفتنة .
من تشاء وتهدي من تشاء وهذا رد على القدرية .
- الطبرى : وَاخْتَارَ مُوسَىٰ قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلًا لِّمِيقَاتِنَا ۖ فَلَمَّا أَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ قَالَ رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُم مِّن قَبْلُ وَإِيَّايَ ۖ أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاءُ مِنَّا ۖ إِنْ هِيَ إِلَّا فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِهَا مَن تَشَاءُ وَتَهْدِي مَن تَشَاءُ ۖ أَنتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا ۖ وَأَنتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ
القول في تأويل قوله : وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلا لِمِيقَاتِنَا فَلَمَّا أَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ قَالَ رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُمْ مِنْ قَبْلُ وَإِيَّايَ
قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: واختار موسى من قومه سبعين رجلا للوقت والأجل الذي وعده الله أن يلقاه فيه بهم، (40) للتوبة مما كان من فعل سفهائهم في أمر العجل، كما: -
15152- حدثني موسى بن هارون قال، حدثنا عمرو بن حماد قال، حدثنا أسباط, عن السدي، قال: إن الله أمر موسى عليه السلام أن يأتيه في ناسٍ من بني إسرائيل، يعتذرون إليه من عبادة العجل, ووعدهم موعدًا، فاختار موسى قومه سبعين رجلا على عينه, ثم ذهب بهم ليعتذروا. فلما أتوا ذلك المكان قالوا: لن نؤمن لك يا موسى حتى نرى الله جهرة, فإنك قد كلمته، فأرناه! فأخذتهم الصاعقة فماتوا، فقام موسى يبكي ويدعو الله ويقول: رَبِّ ماذا أقول لبني إسرائيل إذا أتيتهم وقد أهلكت خيارهم, لو شئتَ أهلكتهم من قبل وإيّاي! (41)
15153- حدثنا ابن حميد قال، حدثنا سلمة, عن ابن إسحاق قال: اختار موسى من بني إسرائيل سبعين رجلا الخيِّر فالخيرَ, وقال: انطلقوا إلى الله فتوبوا إليه مما صنعتم, واسألوه التوبة على من تركتم وراءكم من قومكم, صوموا وتَطَهَّروا, وطهِّروا ثيابكم! فخرج بهم إلى طور سيْناء، لميقات وقَّته له ربه. وكان لا يأتيه إلا بإذن منه وعلم. فقال السبعون =فيما ذكر لي= حين صنعوا ما أمرهم به, وخرجوا معه للقاء ربِّه، لموسى: اطلب لنا نسمع كلام ربِّنا! فقال: أفعل. فلما دنا موسى من الجبل, وقع عليه عمودُ الغمام، حتى تغشى الجبلَ كله. ودنا موسى فدخل فيه, وقال للقوم: ادنوا! وكان موسى إذا كلمه الله وقَع على جبهته نور ساطع, لا يستطيع أحد من بني آدم أن ينظر إليه! فضرب دونه بالحجاب. ودنا القوم، حتى إذا دخلوا في الغمام وقَعوا سجودًا, فسمعوه وهو يكلِّم موسى, يأمره وينهاه: افعل، ولا تفعل! فلما فرغ الله من أمره، انكشف عن موسى الغمام. أقبل إليهم, (42) فقالوا لموسى: لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة! فأخذتهم الرجفة= وهي الصاعقة= فَافْتُلِتَتْ أرواحهم، (43) فماتوا جميعًا, وقام موسى عليه السلام يناشد ربّه ويدعوه ويرغب إليه, ويقول: رب لو شئت أهلكتهم من قبلُ وإياي! قد سفهوا! أفتهلك مَنْ ورائي من بني إسرائيل؟ (44)
15154- حدثني المثنى قال، حدثنا عبد الله بن صالح قال، حدثني معاوية, عن علي بن أبي طلحة, عن ابن عباس, قوله: " واختار موسى قومه سبعين رجلا لميقاتنا "، قال: كان الله أمرَه أن يختار من قومه سبعين رجلا فاختار سبعين رجلا فبرزَ بهم ليدعوا ربَّهم. فكان فيما دَعَوُا الله قالوا: اللهم أعطِنا ما لم تعط أحدًا بعدنا! فكره الله ذلك من دعائهم, فأخذتهم الرجفة. قال موسى: ربِّ لو شئت أهلكتهم من قبل وإيَّاي!
15155- حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا خالد بن حيان, عن جعفر, عن ميمون: " واختار موسى قومه سبعين رجلا لميقاتنا "، قال: لموعدهم الذي وعدهم.
15156 - حدثني المثنى قال، حدثنا أبو حذيفة قال، حدثنا شبل, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد: " سبعين رجلا لميقاتنا "، قال: اختارهم لتمام الوعد.
* * *
وقال آخرون: إنما أخذتهم الرجفة من أجل دَعْواهم على موسى قتلَ هارون.
* ذكر من قال ذلك:
15157- حدثنا ابن بشار وابن وكيع قالا حدثنا يحيى بن يمان قال، حدثنا سفيان قال، حدثني أبو إسحاق, عن عمارة بن عبد السَّلولي, عن علي رضي الله عنه قال: انطلق موسى وهارون وشبر وشبير, فانطلقوا إلى سفح جَبَلٍ, فنام هارون على سرير, فتوفاه الله. فلما رجع موسى إلى بني إسرائيل قالوا له: أين هارون؟ قال: توفّاه الله. قالوا: أنت قتلته، حسدتنا على خُلقه ولينه= أو كلمة نحوها= قال: فاختاروا من شئتم! قال: فاختاروا سبعين رجلا. قال: فذلك قوله: " واختار موسى قومه سبعين رجلا لميقاتنا "، قال: فلما انتهوا إليه، قالوا: يا هارون، من قتلك؟ قال: ما قتلني أحد, ولكنني توفّاني الله! قالوا: يا موسى لن تعصَي بعد اليوم! قال: فأخذتهم الرجفة. قال: فجعل موسى يرجع يمينًا وشمالا وقال: " يا رب لو شئت أهلكتهم من قبل وإياي أتهلكنا بما فعل السفهاء منّا إن هي إلا فتنتك تضل بها من تشاء وتهدي من تشاء "، قال: فأحياهم الله وجعلهم أنبياءَ كلهم. (45)
15158- حدثنا محمد بن المثنى قال، حدثنا محمد بن جعفر قال، حدثنا شعبة, عن أبي إسحاق, عن رجل من بني سلول, أنه سمع عليًّا رضي الله عنه يقول في هذه الآية: " واختار موسى قومه سبعين رجلا لميقاتنا "، قال: كان هارون حسنَ الخلق محبَّبًا في بني إسرائيل. قال: فلما مات، دَفَنَه موسى. قال: فلما أتى بني إسرائيل، قالوا له: أين هارون؟ قال: مات! فقالوا: قتلته! قال: فاختار منهم سبعين رجلا. قال: فلما أتوا القبرَ قال موسى: أقُتِلت أو مِتّ! قال مت! فأُصعقوا, فقال موسى: ربِّ ما أقول لبني إسرائيل؟ إذا رجعت يقولون: أنت قتلتهم! قال: فأحيُوا وجُعِلوا أنبياء.
15159- حدثني عبد الله بن الحجاج بن المنهال قال، حدثنا أبي قال، حدثنا الربيع بن حبيب قال: سمعت أبا سعيد =يعني الرقاشي= وقرأ هذه الآية: " واختار موسى قومه سبعين رجلا لميقاتنا "، فقال: كانوا أبناءَ ما عدا عشرين، ولم يتجاوزوا الأربعين, وذلك أن ابن عشرين قد ذهب جهلُه وصباه, وأنّ من لم يتجاوز الأربعين لم يفقد من عقله شيئًا. (46)
* * *
وقال آخرون: إنما أخذت القوم الرَّجفة، لتركهم فِراق عبدة العجل, لا لأنهم كانوا من عَبَدته.
* ذكر من قال ذلك:
15160- حدثنا بشر بن معاذ قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد, عن قتادة, قوله: " واختار موسى قومه سبعين رجلا لميقاتنا "، فقرأ حتى بلغ: السُّفَهَاءُ مِنَّا ، ذكر لنا أن ابن عباس كان يقول: إنما تناولتهم الرجفة، لأنهم لم يزايلوا القوم حين نَصَبُوا العجل, وقد كرهوا أن يجامِعُوهم عليه.
15161- حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج, عن ابن جريج, قوله: " واختار موسى قومه سبعين رجلا لميقاتنا "، ممن لم يكن قال ذلك القول، على أنهم لم يجامعوهم عليه, فأخذتهم الرجفة من أجل أنهم لم يكونوا باينوا قومَهم حين اتخذوا العجل. قال: فلما خرجوا ودعوا, أماتهم الله ثم أحياهم. فلما أخذتهم الرجفة قال: " رب لو شئت أهلكتهم من قبل وإيّاي أتهلكنا بما فعل السفهاء منا ".
15162- حدثني الحارث قال، حدثنا عبد العزيز قال، حدثنا أبو سعد قال، قال مجاهد: " واختار موسى قومه سبعين رجلا لميقاتنا "= و " الميقات "، الموعد= فلما أخذتهم الرجفة بعد أن خرج موسى بالسبعين من قومه يدعون الله ويسألونه أن يكشف عنهم البلاءَ فلم يستجب لهم، علم موسى أنهم قد أصابوا من المعصية ما أصابَه قومهم= قال أبو سعد (47) فحدثني محمد بن كعب القرظي قال: لم يستجب لهم من أجل أنهم لم ينهوهم عن المنكر ويأمروهم بالمعروف. قال: فأخذتهم الرجفة، فماتوا ثم أحياهم الله.
15163- حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا أبو أسامة, عن عون , عن سعيد بن حيان, عن ابن عباس: أن السبعين الذين اختارهم موسى من قومه, إنما أخذتهم الرجفة، أنهم لم يرضَوا ولم ينهَوا عن العجل.
15164- حدثنا ابن بشار قال، حدثنا محمد بن جعفر قال، حدثنا عون قال، حدثنا سعيد بن حيان, عن ابن عباس, بنحوه.
* * *
واختلف أهل العربية في وجه نصب قوله: " قومه سبعين رجلا لميقاتنا ". فقال بعض نحويي البصرة: معناه: واختار موسى من قومه سبعين رجلا = فلما نـزع " من " أعمل الفعل, كما قال الفرزدق:
وَمِنَّـا الَّـذِي اخْـتِيرَ الرِّجَـالَ سَمَاحَةً
وَجُـودًا, إِذَا هَـبَّ الرِّيَـاحُ الزَّعَـازِعُ (48)
وكما قال الآخر: (49)
أَمَـرْتُكَ الْخَـيْرَ, فَـافْعَلْ مَا أُمِرْتَ بِهِ
فَقَــدْ تَــرَكْتُكَ ذَا مَـالٍ وَذَا نَشَـبٍ (50)
وقال الراعي:
اخْـتَرْتُكَ النَّـاسَ إِذْ غَثَّـتْ خَـلائِقُهُمْ
وَاعْتَـلَّ مَـنْ كَـانَ يُرْجَى عِنْدَهُ السُّولُ (51)
* * *
وقال بعض نحويي الكوفة: إنما استُجيز وقوع الفعل عليهم إذا طرحت " من ", لأنه مأخوذ من قولك: " هؤلاء خير القوم " و " خير من القوم ", فلما جازت الإضافة مكان " من " ولم يتغير المعنى, (52) استجازُوا: أن يقولوا: " اخترتكم رجلا ", و " اخترت منكم رجلا "، وقد قال الشاعر: (53)
فَقُلْتُ لَهُ: اخْتَرْهَا قَلُوصًا سَمِينَةً (54)
وقال الراجز: (55)
* تَحْتَ الَّتِي اخْتَارَ لَهُ اللهُ الشَّجَرْ * (56)
بمعنى: اختارَها له الله من الشجر. (57)
* * *
قال أبو جعفر: وهذا القول الثاني أولى عندي في ذلك بالصواب، لدلالة " الاختيار " على طلب " من " التي بمعنى التبعيض, ومن شأن العرب أن تحذف الشيء من حَشْو الكلام إذا عُرِف موضعه, وكان فيما أظهرت دلالةٌ على ما حذفت. فهذا من ذلك إن شاء الله.
* * *
وقد بينا معنى " الرجفة " فيما مضى بشواهدها, وأنّها: ما رجف بالقوم وزعزعهم وحرّكهم، (58) أهلكهم بعدُ فأماتهم، (59) أو أصعقهم, فسلب أفهامهم. (60)
* * *
وقد ذكرنا الرواية في غير هذا الموضع وقول من قال: إنها كانت صاعقة أماتتهم. (61)
15165- حدثني محمد بن عمرو قال، حدثنا أبو عاصم قال، حدثنا عيسى, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد: " فلما أخذتهم الرجفة "، ماتوا ثم أحياهم.
15166- حدثني المثنى قال، حدثنا أبو حذيفة قال، حدثنا شبل, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد: " سبعين رجلا لميقاتنا "، اختارهم موسى لتمام الموعد= " فلما أخذتهم الرجفة "، ماتوا ثم أحياهم الله.
15167- حدثني عبد الكريم قال، حدثنا إبراهيم قال، حدثنا سفيان قال، قال أبو سعد, عن عكرمة, عن ابن عباس: " فلما أخذتهم الرجفة "، قال: رُجف بهم.
* * *
القول في تأويل قوله : أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاءُ مِنَّا إِنْ هِيَ إِلا فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِهَا مَنْ تَشَاءُ وَتَهْدِي مَنْ تَشَاءُ أَنْتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ (155)
قال أبو جعفر: اختلف أهل التأويل في تأويل ذلك.
فقال بعضهم: معنى ذلك: أتهلك هؤلاء الذين أهلكتهم بما فعل السفهاء منا، أي: بعبادة من عبد العجل؟ قالوا: وكان الله إنما أهلكهم لأنهم كانوا ممن يَعبد العجل. وقال موسى ما قال، ولا علم عنده بما كان منهم من ذلك. (62)
* ذكر من قال ذلك:
15168- حدثنا موسى بن هارون قال، حدثنا عمرو قال، حدثنا أسباط, عن السدي: " أتهلكنا بما فعل السفهاء منا "، فأوحى الله إلى موسى: إن هؤلاء السبعين ممن اتخذ العجلَ! فذلك حين يقول موسى: " إن هي إلا فتنتك تُضل بها من تشاء وتهدي من تشاء ". (63)
* * *
وقال آخرون: معنى ذلك: إن إهلاكك هؤلاء الذين أهلكتهم، هلاك لمن وراءهم من بني إسرائيل، إذا انصرفت إليهم وليسوا معي= و " السفهاء "، على هذا القول، كانوا المهلَكين الذين سألوا موسى أن يُرِيهم ربَّهم.
* ذكر من قال ذلك:
15169- حدثنا ابن حميد قال، حدثنا سلمة, عن ابن إسحاق قال: لما أخذت الرجفة السبعين فماتوا جميعًا, قام موسى يناشد ربّه ويدعوه ويرغب إليه، يقول: رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُمْ مِنْ قَبْلُ وَإِيَّايَ ، قد سفهوا، أفتهلك من ورائي من بني إسرائيل بما فعل السفهاء منا؟ أي: إن هذا لهم هلاكٌ, قد اخترت منهم سبعين رجلا الخيِّر فالخيِّر, أرجع إليهم وليس معى رجل واحد! فما الذي يصدِّقونني به، أو يأمنونني عليه بعد هذا؟ (64)
* * *
وقال آخرون في ذلك بما: -
15170- حدثني يونس قال، أخبرنا ابن وهب قال، قال ابن زيد في قوله: " أتهلكنا بما فعل السفهاء منا "، أتؤاخذنا وليس منا رجلٌ واحد تَرَك عبادتك، ولا استبدل بك غيرك؟
* * *
قال أبو جعفر: وأولى القولين بتأويل الآية, قولُ من قال: إن موسى إنما حزن على هلاك السبعين بقوله: " أتهلكنا بما فعل السفهاء منا "، وأنّه إنما عنى ب " السفهاء " عبدةَ العجل. وذلك أنه محالٌ أن يكون موسى صلى الله عليه وسلم كان تخيَّر من قومه لمسألة ربِّه ما أراه أن يسألَ لهم إلا الأفضل فالأفضل منهم, ومحالٌ أن يكون الأفضل كان عنده مَنْ أشرك في عبادة العجل واتخذَه دون الله إلهًا.
* * *
قال: فإن قال قائل: فجائز أن يكون موسى عليه السلام كان معتقدًا أن الله سبحانه يعاقب قومًا بذنوب غيرهم, فيقول: أتهلكنا بذنوب من عبد العجل, ونحن من ذلك برآء؟ قيل: جائز أن يكون معنى " الإهلاك " قبض الأرواح على غير وجه العقوبة, كما قال جل ثناؤه: إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ ، [سورة النساء: 176]= يعني: مات= فيقول: أتميتنا بما فعل السُّفهاء منَّا؟ (65)
* * *
وأما قوله: " إن هي إلا فتنتك "، فإنه يقول جل ثناؤه: ما هذه الفعلة التي فعلَها قومي، من عبادتهم ما عبَدُوا دونك, إلا فتنة منك أصَابتهم= ويعني ب " الفتنة "، الابتلاء والاختبار (66) = يقول: ابتليتهم بها، ليتبين الذي يضلَّ عن الحق بعبادته إياه، والذي يهتدي بترك عبادته. وأضاف إضلالهم وهدايتهم إلى الله, إذ كان ما كان منهم من ذلك عن سببٍ منه جل ثناؤه.
* * *
وبنحو ما قلنا في " الفتنة " قال جماعة من أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
15171- حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا أبى, عن أبي جعفر, عن الربيع, عن أبي العالية: (إن هي إلا فتنتك) ، قال: بليّتك.
15172- .... قال ) ، دثنا حبويه الرازي, عن يعقوب, عن جعفر بن أبي المغيرة, عن سعيد بن جبير: " إلا فتنتك "، : إلا بليتك. (67)
15173- حدثني المثنى قال، حدثنا إسحاق قال، حدثنا عبد الرحمن بن سعد قال، أخبرنا أبو جعفر, (68) عن الربيع بن أنس: " إن هي إلا فتنتك "، قال: بليتك.
15174- .... قال، حدثنا عبد الله بن صالح قال، حدثني معاوية بن صالح, عن علي بن أبي طلحة, عن ابن عباس: " إن هي إلا فتنتك تضل بها من تشاء "، إن هو إلا عذابك تصيبُ به من تشاء, وتصرفه عمن تشاء. (69)
15175- حدثني يونس قال، أخبرنا ابن وهب قال، قال ابن زيد في قوله: " إن هي إلا فتنتك "، أنت فتنتهم.
* * *
وقوله: " أنت ولينا "، يقول: أنت ناصرنا. (70) = " فاغفر لنا "، يقول: فاستر علينا ذنوبَنا بتركك عقابَنا عليها= " وارحمنا "، تعطف علينا برحمتك= " وأنت خير الغافرين "، يقول: خير من صَفَح عن جُرم، وسَتر على ذنب. (71)
------------------------
الهوامش:
(40) (1) انظر تفسير (( الميقات )) فيما سلف 3 : 553 - 555 / 13 : 87 ، 90 .
(41) (2) الأثر : 15152 - مضى مطولا برقم 958 ، ومراجعه هناك .
(42) (1) في المطبوعة : (( وانكشف عن موسى ......... أقبل )) ، غير ما في المخطوطة . كما فعل آنفاً في رقم : 957 .
(43) (2) في المطبوعة والمخطوطة : (( فالتقت أرواحهم )) ، ولا معنى لها ، صوابها ما أثبته . (( افتلتت نفسه )) ( بالبناء للمجهول ) : مات فلتة ، أي بغتة . وانظر ما سلف 2 : 87 ، تعليق : 1 .
(44) (3) الأثر : 15153 - مضى هذا الخبر برقم 957 ، ومراجعه هناك .
(45) الأثر : 15157 - ((عمارة بن عبد السلولي )) ، هو أخو (( سليم بن عبد السلولى )) و (( زيد بن عبد السلولي )) ، قال العجلي : (( هم ثلاثة إخوة : سليم بن عبد ، وعمارة بن عبد ، وزيد بن عبد ، ثقات ، سلوليون ، كوفيون )) . روى عن علي ، وحذيفة . لم يرو عنه غير أبي إسحق الهمداني .قال أحمد بن حنبل : (( عمارة بن عبد ، مستقيم الحديث ، لا يروى عنه غير أبي إسحق )) . وقال أبو حاتم : (( شيخ مجهول لا يحتج بحديثه )) . مترجم في ابن سعد 6 : 158 ، وابن أبي حاتم 3/1/367 ، وميزان الاعتدال 2 : 248 ، ومر ذكره في التعليق على رقم 8754 .
وهذا الخبر ، ذكره ابن كثير في تفسيره 3: 561 ، 562 : (( وهذا أثر غريب جدا ، وعمارة بن عبد هذا ، لا أعرفه )) . فقد تبين مما ذكرت أنه معروف ، وأن ابن كثير لم يستوعب بحثه . وخرجه السيوطي في الدر المنثور 3: 128 ، ونسبه إلى عبد بن حميد ، وابن أبي الدنيا في كتاب : من عاش بعد الموت ، وابن أبي حاتم ، وأبي الشيخ ولم أجده في كتاب (( من عاش بعد الموت )) المطبوع ، فدل هذا علي نقص النسخة المطبوعة منه .
(46) (1) الأثر : 15159 - (( عبد الله بن الحجاج بن المنهال )) لم أجد له ترجمة . وأبوه (( الحجاج بن المنهال الأنماطي )) ، مضى مرارا كثيرة .
و(( الربيع بن حبيب الحنفي )) ، (( أبو سعيد )) . روى عن الحسن ، وابن سيرين ، وأبي جعفر الباقر . روى عنه أبو داود الطيالسي ، ويحيى القطان ، وعبد الصمد بن عبد الوارث . وثقه أحمد ويحيى . مترجم في التهذيب ، والكبير 2/1/253 ، وابن أبي حاتم 1 / 2 / 457 . و (( أبو سعيد الرقاشي )) هو فيما أرجح (( قيس ، مولى أبي ساسان حضين بن المنذر الرقاشي )) . وكان أبو سعيد قليل الحديث . مترجم في ابن سعد 7/1/154 والكبير 4/1/151 ، وابن أبي حاتم 3/2/106 . وهناك أيضا (( أبو سعيد الرقاشي )) ، البصري وهو (( بيان بن جندب الرقاشى )) ، روى عن أنس . مترجم في الكبير 1/2/133 ، وابن أبي حاتم 1 / 1 / 424 ، ولسان الميزان 2 : 69 . قال ابن حبان في الثقات : (( يخطئ )) .
(47) (1) في المخطوطة والمطبوعة : (( قال ابن سعد )) ، والصواب ما أثبت ، كما سلف في إسناد الخبر .
(48) (1) ديوانه : 516 ، النقائض : 696 ، سيبويه 1 : 18 ، الكامل 1 : 21 ، أملى الشجرى 1 : 186 ، الخزانة 3 : 669 ، 672 ، اللسان ( خير ) وغيرها كثير . وهو أول قصيدة ناقض بها جريراً ، وذكر فيها فضائل قومه بني تميم ومآثرهم ، وعنى بهذا البيت أباه غالبا ، وهو أحد أجواد بني تميم ، ثم قال بعده :ومِنَّـا الَّـذِي أَعْطَـى الرَّسُـولُ عَطِيَّةً
أُسَــارَى تَمِيـمٍ ، والعُيُـونُ دَوَامِـعُ
يعني الأقرع بن حابس ، الذي كلم رسول الله في أصحاب الحجرات ، وهم بنو عمرو بن جندب ابن العنبر بن عمرو بن تميم ، فرد رسول الله سبيهم . ثم أفاض في ذكر مآثرهم .
(49) (2) هو أعشى طرود: (( إياس بن عامر بن سليم بن عامر )) . وروى هذا البيت أيضاً في شعر نسب إلى عمرو بن معد يكرب ، وإلى العباس بن مرداس ، وإلى زرعة بن السائب ، وإلى خفاف بن فدية ( الخزانة 1 : 166 ) .
(50) ديوان الأعشين : 284 ، سيبويه 1 : 17 ، والمؤتلف والمختلف : 17 ، الكامل 1 : 21 ، أمالي الشجري 1 : 265 / 2 : 240 ، الخزانة 1 : 164 - 167 ، وغيرها كثير . فمن نسبها إلى أعشى طرود قال من بعد أبيات يذكر وصية أبيه له: إِنِّـي حَـوَيْتُ عَـلَى الأَقْـوَامِ مَكْرُمَة
قِدْمًــا، وَحَـذَّرَنِي مَـا يَتَّقُـونَ أَبِـي
وَقَـالَ لِـي قَـوْلَ ذِي عِلْـمٍ وَتَجْرُبَـةٍ
بِسَــالِفَاتِ أُمُـورِ الدَّهْـرِ وَالحِـقَبِ
أَمَـرْتُكَ الرُّشْـدَ، فـافْعَلْ مَا أُمِرْتَ بِهِ
فَقَــدْ تَــرَكْتُكَ ذَا مَـالٍ وَذَا نَشَـبِ
لا تَبْخَــلَنَّ بِمَــالٍ عَــنْ مَذَاهِبِـهِ
فِـي غَـيْرِ زَلَّـةِ إِسْـرَافٍ وَلا تَغَـبِ
فَــإنّ وُرَّاثَــهُ لَـنْ يَحْـمَدُوكَ بِـهِ
إِذَا أَجَــنُّوكَ بَيْـنَ اللِّبْـنِ وَالخَشَـبِ
(( التغب )) : الهلاك ، يعني إهلاك المال في غير حقه . ويروى : (( ذا مال وذا نسب )) بالسين ، وهو أجود ، لأن النشب هو المال نفسه . وقوله : (( بين النشب والخشب )) ، يعني : ما يسوى عليه في قبره من الطين والخشب .
أما الشعر المنسوب إلى عمرو بن معد يكرب أو غيره فهو : إِنِّـي حَـوَيْتُ عَـلَى الأقْـوَامِ مَكْرُمَـةً
قِدْمًــا، وَحَـذَّرَنِي مَـا يَتَّقُـونَ أَبِـي
فَقَــالَ لِـي قَـوْلَ ذِي رَأيٍ وَمَقْـدِرَةٍ
مُجَـرَّبٍ عَـاقِلٍ نَـزْهٍ عَـنْ الــرَّيَبِ
قَـدْ نِلْـتَ مَجْـدًا فَحَـاذِرْ أَنْ تُدَنِّسُـهُ
أبٌ كَــرِيمٌ، وجَــدٌّ غَـيْرُ مُؤْتَشَـبِ
أَمَـــرْتُكَ الخَــيْرَ................
. . . . . . . . . . . . . . . . . . .
واتْـرُكْ خَـلائِقَ قَـوْمٍ لا خَـلاقَ لَهُمْ
وَاعْمِـدْ لأَخْــلاقِ أَهْلِ الفَضْلِ والأدَبِ
وَإِنْ دُعِيــتَ لِغَـدْرٍ أوْ أُمِـرْتَ بِـهِ
فَـاهْرُبْ بِنَفْسِـكَ عَنْـهُ آبِـدَ الْهَـرَبِ
(51) (1) لم أجد البيت في مكان . وكان في المطبوعة والمخطوطة : (( إذ عنت )) بالعين المهملة والنون . ولا معنى لها ، ورجحت أن الصواب (( غثت )) بالغين والثاء . يقال : (( غثثت في خلقك وحالك غثاثة وغثوثة )) ، ولذلك إذا ساء خلقه وحاله . و (( الغث )) الردئ من كل شيء . و (( اعتل )) ، طلب العلل لمنع العطاء .
(52) (2) في المطبوعة والمخطوطة : (( فإذا جازت الإضافة )) ، وأثبت صواب سياقها من معاني القرآن للفراء ، فهو نص كلامه .
(53) (3) هو الراعي النميري .
(54) (4) طبقات فحول الشعراء ، لابن سلام : 450 ، وما قبلها ، وشرح الحماسة 4 : 37 ، وما قبله ، ومعاني القرآن للفراء 1 : 395 ( وهذا روايته ) ، وغيرها . وهو من شعر قاله الراعى لما نزل به ضيف من بنى كلاب في سنة حصاء مجدبة ، وليس عنده قرى ، والكلابي على ناب له ( وهي الناقة المسنة ) ، فأمر الراعى ابن أخيه حبتراً ، فنحرها من حيث لا يعلم الكلابي ، فأطمعه لحمها ، فقال الراعي في قصيدته يذكر أنه نظر إلى ناقة الكلابي : فَأَبْصَرْتُهَــا كَوْمَــاءَ ذَاتَ عَـرِيَكَـةٍ
هِجَانًـا مِـنَ الَّلاتِـي تَمَتَّعْـنَ بِالصَّوَى
فَــأَوْمَضْتُ إيمَـاضًـا خَفَيًّـا لِحَـبْتَرٍ
وَللــهِ عَيْنًــا حَــبْتَرٍ! أَيَّمَـا فَتَـى
فَقُلْـتُ لَـهُ: أَلْصِـقْ بِـأَبْيَسِ سَـاقِهَا
فَـإنْ يُجْـبَرِ العُرْقُـوبُ لا يَرْقَـأُ النَّسَا
فَقَــامَ إِلَيْهَــا حَــبْتَرٌ بِسِــلاحِهِ،
مَضَـى غَـيْرَ مَنْكُودٍ، ومُنْصُلَهُ انْـتَضَى
كَــأَنِّي وَقَـدْ أشْـبَعْتُهُ مِـنْ سِـنَامِهَا
كَشَـفْتُ غِطَـاءً عَـنْ فُـؤَادِي فَـانْجَلَى
وهذا تصوير جميل جيد ، لهذه الحادثة الطريفة . ثم قال : فَقُلْـتُ لِـرَبِّ النَّـابِ : خُذْهَـا فَتِيَّـةً
وَنَـابٌ عَلَيْهَـا مِثْـلُ نَـابِكَ فِي الحَيَا
أي : خذ مكانها ناقة فتية ، وناقة أخرى مسنة مثل نابك المسنة ، يوم يأتي الخصب ، وتحيي أموالنا .
(55) (1) هو العجاج .
(56) (2) ديوانه : 15 ، معاني القرآن للفراء 1 : 395 ، ومجاز القرآن لأبي عبيدة 1 : 229 ، اللسان ( خير ) ، ورواية الديوان ، ومعاني القرآن : (( تحت الذي )) . وهو من قصيدته في مدح عمر بن عبيد الله بن معمر التيمي ، مضت منها أبيات كثيرة ، انظر ما سلف 10 : 172 ، تعليق : 2 ، وهذا البيت في ذكر نبى الله صلى اله صلى الله عليه وسلم أصحابه ، وبيعتهم تحت الشجرة. وهي بيعة الرضوان في عمرة الحديبية ، فذكر عهد رسول الله ، وعهد الصديق ، وعهد عمر ، وعهد المهاجرين ، وعهد الأنصار ، ثم ذكر بيعة الرضوان فقال : وَعُصْبَـةِ النَّبِـيِّ إِذْ خَـافُوا الحَـصَرْ
شَــدُّوا لَـهُ سُـلْطَانَهُ حَـتَّى اقْتَسَـرْ
بِــالْقَتْلِ أَقْوَامًــا وَأَقْوَامًــا أَسَـرْ
تَحْـتَ الَّـذِي اخْتَـارَ لَـهُ اللـهُ الشَّجَرْ
وفي المخطوطة : (( تحت التي اختارها له الله )) ، وهو خطأ ظاهر ، صوابه ما في المطبوعة .
(57) (3) انظر مجاز القرآن 1 : 229 ، ونصه : (( تحت الشجرة التي اختار له الله من الشجر )) .
(58) (1) في المطبوعة : (( ما رجف بالقوم وأرعبهم )) ، لم يحسن قراءة المخطوطة لأنها غير منقوطة ، ولأنها سيئة الكتابة ، فاجتهد واخطأ . وقد مضى اللفظ على الصواب فيما سلف ، انظر التعليق التالي رقم : 3 ، في المراجع .
(59) (2) في المطبوعة ، زاد (( واو )) فكتب : (( وأهلكهم )) عطفاً على ما قبله ، فأفسد معنى أبي جعفر . و إنما أراد أبو جعفر أن الرجفة : إما أن تعقب الهلاك ، وتصعق من تنزل به فتسلبه فهمه من شدة الروع .
(60) (3) انظر تفسير (( الرجفة )) فيما سلف : 12 : 544 ، 545 ، 566 .
(61) (4) انظر ما سلف قديماً 2 : 84 - 90 ، ثم ما سلف حديثاً ص : 140 .
(62) (1) انظر تفسير (( السفهاء )) فيما سلف من فهارس اللغة ( سفه ) = وتفسير (( الهلاك )) فيما سلف ( هلك ) .
(63) (2) الأثر : 15168 - مضى قديمًا برقم 958 بتمامه ، ومضى صدره قريبًا برقم : 15152
(64) الأثر: 15169 مضى قديما برقم 957 بتمامه ، ومضى قريبا بتمامه رقم: 15153 .
(65) انظر تفسير (( الهلاك )) فيما سلف 9 : 30 / 104 : 147 ، وفهارس اللغة ( هلك ) .
(66) (1) انظر تفسير (( الفتنة )) فيما سلف 12 : 373 ، تعليق : 1 ، والمراجع هناك .
(67) (2) الأثر : 15172 - (( حبويه الرازي )) هو : (( إسحق بن إسماعيل الرازي )) (( أبو يزيد )) ، مضى مرارًا ، آخرها رقم 15015 ، والراوي عن حبويه هو (( ابن وكيع )) ، كما هو ظاهر ، ولذلك وضعت نقطاً مكان اسمه ، في هذا الموضع وما يشابهه من المواضع ، حيث يختصر أبو جعفر شيخه من الإسناد .
(68) (3) في المطبعة والمخطوطة : (( أخبرنا ابن جعفر )) ، وهو خطأ ظاهر جداً ، صوابه ما أثبت . وقد مضى هذا الإسناد وشبهه من رواية أبي جعفر الرازي عن الربيع ، انظر ما سلف قريباً : 15171 .
(69) (4) الأثر : 15174 - شيخ الطبري في هذا الإسناد ، هو (( المثنى )) المذكور في الأثر قبله . وسأضع هذه النقط ، حيث يختصر أبو جعفر شيخه ، ثم لا أنبه إليه ، ومعلوم أن المحذوف هو شيخه في الإسناد قبله .
(70) (1) انظر تفسير (( ولى )) فيما سلف 11 : 282 ، تعليق : 1 ، والمراجع هناك .
(71) (2) انظر تفسير (( المغفرة )) ، و (( الرحمة )) فيما سلف من فهارس اللغة ( غفر ) و ( رحم ) .
- ابن عاشور : وَاخْتَارَ مُوسَىٰ قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلًا لِّمِيقَاتِنَا ۖ فَلَمَّا أَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ قَالَ رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُم مِّن قَبْلُ وَإِيَّايَ ۖ أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاءُ مِنَّا ۖ إِنْ هِيَ إِلَّا فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِهَا مَن تَشَاءُ وَتَهْدِي مَن تَشَاءُ ۖ أَنتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا ۖ وَأَنتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ
عطفت جملة { واختار موسى } على جملة : { واتخذ قوم موسى } [ الأعراف : 148 ] عطَف القصة على القصة : لأن هذه القصة أيضاً من مواقع الموعظة والعبرة بين العبَر المأخوذة من قصة موسى مع بني إسرائيل ، فإن في هذه عبرة بعظمة الله تعالى ورحمته ، ودعاء موسى بما فيه جُماع الخيرات والبشارة بمحمد صلى الله عليه وسلم وملاك شريعته .
والاختيار تمييز المرغوب من بين ما هو مخلوط من مرغوب وضده ، وهو زنة افتعال من الخير صيغ الفعل من غير دلالة على مطاوعة لفعل ( خار ).
وقوله : { سبعين رجلا } بدل من { قَوْمَه } بدلَ بعض من كل ، وقيل إنما نُصب قوَمه على حذف حرف الجر ، والتقدير : اختار من قومه ، قالوا وحذْفُ الجار من المتعلق الذي هو في رتبة المفعول الثاني شائِع في ثلاثة أفعال : اختار ، واستغفر وأمر ، ومنه أمْرُتك الخير وعلى هذا يكون قوله : { سبعين } مفعولاً أول . وأيّاً مَّا كان فبناء نظم الكلام على ذكر القوم ابتداء دون الاقتصار على سبعين رجلاً اقتضاه حال الإيجاز في الحكاية ، وهو من مقاصد القرآن .
وهذا الاختيار وقع عندما أمره الله بالمجيىء للمناجاة التي تقدم ذكرها في قوله تعالى : { وواعدنا موسى ثلاثين ليلة } [ الأعراف : 142 ] الآية ، فقد جاء في التوراة في الإصحاح الرابع والعشرين من سفر الخروج : إن الله أمر موسى أن يصعد طور سينا هو وهارون و ( ناداب ) و ( أبيهو ) و ( يشوع ) وسبعون من شيوخ بني إسرائيل ويكون شيوخ بني إسرائيل في مكان معين من الجبل ويتقد موسى حتى يدخل في السحاب ليسمع كلام الله وأن الله لما تجلى للجبل ارتجف الجبل ومكث موسى أربعين يوماً . وجاء في الإصحاح الثاني والثلاثين والذي يعده ، بعدَ ذكر عبادتهم العجل وكسر الألواح ، أن الله أمر موسى بأن ينحت لوحين من حجر مثل الأولين ليكتب عليهما الكلمات العشر المكتوبة على اللوحين المنكسرين وأن يصعد إلى طور سينا وذكرتْ صفة صعود تقارب الصفة التي في الإصحاح الرابع والعشرين ، وأن الله قال لموسى من أخطأ أمحُوه من كتابي ، وأن موسى سجد لله تعالى واستغفر لقومه قلة امتثالهم وقال فإن عفرْتَ خطيئتهم وإلا فامحُني من كتابك . وجاء في الإصحاح التاسع من سفر التثنية : أن موسى لما صعد الطور في المناجاة الثانية صام أربعين يوماً وأربعين ليلة لا يأكل طعاماً ولا يشرب ماء استغفاراً لخطيئة قومه وطلباً للعفو عنهم .
فتبين مما في التوراة أن الله جعل لموسى ميقاتين للمناجاة ، وأنه اختار سبعين رجلاً للمناجاة الأولى ولم تَذْكر اختيارهم للمناجاة الثانية ، ولما كانت المناجاة الثانية كالتكملة للأولى تعيّن أن موسى استصحب معه السبعين المختارين ، ولذلك وقعت فيها الرجفة مثل المرة الأولى ، ولم يذكر القرآن أن الرجفة أخذتهم في المرة الأولى ، وإنما ذكر أن موسى خَرَّ صعقاً ، ويتعين أن يكون السبعون قد أصابهم ما أصاب موسى لأنهم كانوا في الجبل أيضاً ، وذكر الرجفة في المرة الثانية ولم تذكرها التوراة .
والضمير في أخذتهم الرجفة للسبعين . فالظاهر أن المراد في هذه الآية هو حكاية حال ميقات المناجاة الثانية التي وقع فيها الاستغفار لقومه ، وأن الرجفة المحكية هنا رجفة أخذتهم مثل الرجفة التي أخذتهم في المناجاة الأولى ، لأن الرجفة تكون من تجلي أثر عظيم من آثار الصفات الإلهية كما تقدم ، فإن قول موسى { اتهلكنا بما فعل السفهاء منا } يؤذن بأنه يعني به عبادتهم العجل ، وحضورَهم ذلك . وسكوتهم ، وهي المعنيُ بقوله : { إن هي إلا فتنتك } وقد خشي موسى أن تلك الرجفة مقدمة عذاب كما كان محمد صلى الله عليه وسلم يخشى الريح أن يكون مبدأ عذاب .
ويجوز أن يكون ذلك في المناجاة الأولى وأن قوله : { بما فعل السفهاء منا } يعني به ما صدر من بني إسرائيل من التصلب قبل المناجاة ، كقولهم { لن نصبر على طعام واحد } [ البقرة : 61 ] ، وسؤالهم رؤية الله تعالى . لكن الظاهر أن مثل ذلك لا يطلق عليه ( فَعَل ) في قوله : { بما فعل السفهاء منا }. والحاصل أن موضع العبرة في هذه القصة هو التوقي من غضب الله ، وخوف بطشه ، ومقامُ الرسل من الخشية ، ودعاء موسى ، إلخ .
وقد صيغ نظم الكلام في قوله : { فلما أخذتهم الرجفة } على نحو ما صيغ عليه قوله : { ولما رجع موسى إلى قومه غضبانَ أسفا } [ الأعراف : 150 ] كما تقدم .
والأخذ مجاز في الإصابة الشديدة المتمكنة تمكن الآخذ من المأخوذ .
و ( لو ) في قوله : { لو شئت أهلكتهم } يجوز أن تكون مستعملة في التمني وهو معنى مجازي ناشىء من معنى الامتناع الذي هو معنى ( لو ) الأصلي ومنه قول المثل ( لو ذات سوار لطمتني ) إذ تقدير الجواب . لو لطمتني لكان أهون علي ، وقد صرح بالجواب في الآية وهو { شئت أهلكتهم } أي ليتك أردت إهلاكهم أي السبعين الذين معه . فجملة أهلكتهم بدل اشتمال من جملة { شئت } من قبل خطيئة القوم التي تسبب عنها الرجوع إلى المناجاة .
وعلى هذا التقدير في ( لو ) لا يكون ، في قوله { أهلكتهم } حذف اللام التي من شأنها أن تقترن بجواب ( لو ) وإنما قال : { أهلكتهم } وإياي ولم يقل : أهلكتنا ، للتفرقة بين الإهلاكين لأن إهلاك السبعين لأجل سكوتهم على عبادة العجل ، وإهلاك موسى ، قد يكون لأجل أن لا يشهد هلاك القوم ، قال تعالى :
{ فلما جاء أمرنا نجينا هوداً } [ هود : 58 ] الآية ونظائرها كثيرة ، وقد خشي موسى أن الله يهلك جميع القوم بتلك الرجفة لأن سائر القوم أجدر بالإهلاك من السبعين ، وقد أشارت التوراة إلى هذا في الإصحاح «فرجع موسى إلى الله وقال إن الشعب قد أخطأ خطيئة عظيمة وصنعوا لأنفسهم آلهة فان غفرت لهم خطيئتهم وإلا فامحني من كتابك الذي كتبت . فقال الله لموسى من أخطأ إليّ أمحوه من كتابي» فالمحو من الكتاب هو محو تقدير الله له الحياةَ محوَ غضب ، وهو المحكي في الآية بقوله { لو شئت أهلكتهم من قبل وإياي أتهلكنا بما فعل السفهاء منا } وقد خشي موسى أن تكون تلك الرجفة إمارة غضب ومقدمة إهلاك عقوبة على عبادتهم العجل ، فلذلك قال { اتهلكنا بما فعل السفهاء منا } فالسفهاء هم الذين عبدوا العجل وسمي شركهم سفهاً؛ لأنه شرك مشوب بخسة عقل إذ جعلوا صورة صنعوها بأنفسهم إلهاً لهم .
ويجوز أن يكون حرف ( لو ) مستعملاً في معناه الأصلي : من امتناع جوابه لامتناع شرطه ، فيتجه أن يتساءل عن موجب حذف اللام من جواب ( لو ) ولم يقل : لأهلكتهم مع أن الغالب في جوابها الماضي المثبت أن يقترن باللام فحذف اللام هنا لنكتة أن التلازم بين شرط لو وجوابها هنا قوي لظهور أن الإهلاك من فعل الله وحده فهو كقوله تعالى : { لو نشاء جعلناه أجاجاً } سورة الواقعة ( 70 ) وسيأتي بيانه . ويكون المعنى اعترافاً بمنة العفو عنهم فيما سبق ، وتمهيداً للتعريض بطلب العفو عنهم الآن ، وهو المقصود من قوله { أتهلكنا بما فعل السفهاء } أي أنك لم تشأ إهلاكهم حين تلبسوا بعبادة العجل فلا تهلكهم الآن .
والاستفهام في قوله : { أتهلكنا } مستعمل في التفجع أي : أخشى ذلك ، لأن القوم استحقوا العذاب ويخشى أن يشمل عذابُ الله من كان مع القوم المستحقين وإن لم يشاركهم في سبب العذاب ، كما قال : { واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة } [ الأنفال : 25 ] وفي حديث أم سلمة أنها قالت : " يا رسول الله أنهلك وفينا الصالحون قال نعم إذا كثر الخبثُ " وفي حديث آخر ، " ثم يحشرون على نياتهم " وقد خشي موسى سوء الظنة لنفسه ولأخيه وللبراء من قومه أن يُظنهم الأمم التي يبلغها خبرهم أنهم مجرمون .
وإنما جمع الضمير في قوله : { أتهلكنا } لأن هذا الإهلاك هو الإهلاك المتوقع من استمرار الرجفة ، وتوقعه واحد في زمن واحد ، بخلاف الإهلاك المتقدم ذكره فسببه مختلف فناسب توزيع مفعوله .
وجملة : { أتهلكنا } مستأنفة على طريقة تقطيع كلام الحزين الخائف السائل . وكذلك جملة : { إن هي إلا فتنتك } وجملة { أنت ولينا }.
وضمير { إن هي } راجع إلى ما فعل السفهاء لأن ما صْدقَ ما فعل السفهاء هو الفتنة ، والمعنى : ليست الفتنةُ الحاصلة بعبادة العجل إلا فتنة منك ، أي من تقديرك وخلْق أسباببِ حدوثها ، مثل سخافة عقول القوم ، وإعجابهم بأصنام الكنعانيين ، وعيبة موسى ، وليننِ هارون ، وخشيته من القوم ، وخشية شيوخ إسرائيل من عامتهم ، وغير ذلك مما يعلمه الله وأيقن موسى به إيقاناً إجمالياً .
والخبر في قوله : { إن هي إلا فتنتك } الآية : مستعمل في إنشاء التمجيد بسعة العلم والقدرة ، والتعريض بطلب استبقائهم وهدايتهم ، وليس مستعملاً في الاعتذار لقومه بقرينة قوله : { تضل بها من تشاء } الذي هو في موضع الحال من { فتنتك } فالإضلال بها حال من أحْوالها .
ثم عرَّض بطلب الهداية لهم بقوله : { وتهدي من تشاء } والمجرور في قوله { بها } متعلق بفعل { تضل } وحده ولا يتنازعه معه فعل { تهدي } لأن الفتنة لا تكون سبب هداية بقرينة تسميتها فتنة ، فمن قدر في التفسير : وتهدي بها أو نحوه ، فقد غفل .
والباء : إما للملابسة ، أي تضل من تشاء ملابساً لها ، وإما للسببية ، أي تضل بسبب تلك الفتنة ، فهي من جهة فتنة ، ومن جهة سبب ضلال .
والفتنة ما يقع به اضطراب الأحوال ، ومرجها ، وتشتت البال ، وقد مضى تفسيرها عند قوله تعالى : { وما يعلّمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة } في سورة البقرة ( 102 ). وقوله : { وحسبوا أن لا تكون فتنة } في سورة العقود ( 71 ) وقوله : { ثم لم تكن فتنتهم إلا أن قالوا والله ربنا ما كنا مشركين } في سورة الأنعام ( 23 ).
والقصد من جملة : { أنت ولينا } الاعتراف بالانقطاع لعبادة الله تعالى ، تمهيداً لمطلب المغفرة والرحمة ، لأن شأن الولي أن يرحم مولاه وينصره .
والولي : الذي له وَلاية على أحد ، والوَلايةِ حلف أو عتق يقتضي النصرة والإعانة ، فإن كان من جانبين متكافئين فكلا المتعاقدين يقال له مَولى ، وإن كان أحد الجانبين أقوى قيل للقوي ( ولي ) وللضعيف ( مَولى ) وإذ قد كانت الولاية غير قابلة للتعدد ، لأن المرء لا يتولى غيرَ مواليه ، كان قوله : { أنتَ ولينا } مقتضياً عدم الانتصار بغير الله . وفي صريحه صيغة قصر .
والتفريع عن الولاية في قوله : { فاغفر لنا } تفريع كلام على كلام وليس المراد أن الولي يتعين عليه الغفران .
وقدم المغفرة على الرحمة لأن المغفرة سبب لرحمات كثيرة ، فإن المغفرة تنهية لغضب الله المترتب على الذنب ، فإذا انتهى الغضب تسنى أن يخلفه الرضا . والرضا يقتضي الإحسان .
و { وخيرُ الغافرين } الذي يغفر كثيراً ، وقد تقدم قريب منه في قوله تعالى : { بل الله مولاكم وهو خير الناصرين } في سورة آل عمران ( 150 ).
وإنما عطف جملة : { وأنت خير الغافرين } لأنه خبر في معنى طلب المغفرة العظيمة ، فعطف على الدعاء ، كانه قيل : فاغفر لنا وارحمنا واغفر لنا جميع ذنوبنا ، لأن الزيادة في المغفرة من آثار الرحمة .
- إعراب القرآن : وَاخْتَارَ مُوسَىٰ قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلًا لِّمِيقَاتِنَا ۖ فَلَمَّا أَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ قَالَ رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُم مِّن قَبْلُ وَإِيَّايَ ۖ أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاءُ مِنَّا ۖ إِنْ هِيَ إِلَّا فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِهَا مَن تَشَاءُ وَتَهْدِي مَن تَشَاءُ ۖ أَنتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا ۖ وَأَنتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ
«وَاخْتارَ مُوسى » فعل ماض وفاعل. «قَوْمَهُ» مفعول به منصوب بنزع الخافض أصلها من قومه. والجار والمجرور متعلقان بالفعل قبلهما. «سَبْعِينَ» مفعول به منصوب بالياء. «رَجُلًا» تمييز. «لِمِيقاتِنا» متعلقان بالفعل اختار ، والجملة مستأنفة. «فَلَمَّا» لما ظرفية شرطية. والفاء استئنافية. «أَخَذَتْهُمُ» فعل ماض وتاء التأنيث والهاء مفعوله. «الرَّجْفَةُ» فاعله والجملة في محل جر بالإضافة. «قالَ» الجملة لا محل لها لأنها جواب لما. «رَبِّ» منادى مضاف. وجملة النداء مقول القول. «لَوْ» حرف شرط غير جازم. «شِئْتَ» فعل
ماض وفاعل والجملة لا محل لها جملة فعل الشرط. «أَهْلَكْتَهُمْ» فعل ماض وفاعل ومفعول به. «مِنْ قَبْلُ» ظرف زمان مبني على الضم في محل جر لانقطاعه عن الإضافة ، والجار والمجرور متعلقان بالفعل قبلهما. «وَإِيَّايَ» ضمير منفصل مبني على الفتح في محل نصب معطوف على الهاء في أهلكتهم ، والجملة لا محل لها جواب شرط غير جازم. «أَتُهْلِكُنا» فعل مضارع ومفعوله والفاعل أنت والهمزة للاستفهام. «بِما» ما اسم موصول مبني على السكون في محل جر بحرف الجر ، والجار والمجرور متعلقان بالفعل. «فَعَلَ السُّفَهاءُ» فعل ماض وفاعل. «مِنَّا» متعلقان بمحذوف حال من السفهاء والجملة صلة الموصول. «إِنْ هِيَ إِلَّا فِتْنَتُكَ» مبتدأ وخبر وإن نافية بمعنى ما وإلا أداة حصر ، والجملة مستأنفة مع القول. «تُضِلُّ بِها مَنْ تَشاءُ» فعل مضارع تعلق به الجار والمجرور واسم الموصول مفعوله والجملة في محل نصب حال ، وجملة تشاء صلة الموصول. «وَتَهْدِي مَنْ تَشاءُ» عطف. «أَنْتَ وَلِيُّنا» مبتدأ وخبر. «فَاغْفِرْ لَنا» فعل دعاء تعلق به الجار والمجرور وفاعله أنت ، والفاء هي الفصيحة. والجملة لا محل لها جواب شرط مقدر. «وَارْحَمْنا» عطف «وَأَنْتَ خَيْرُ» مبتدأ وخبر. «الْغافِرِينَ» مضاف إليه والجملة في محل نصب حال بعد واو الحال أو مستأنفة.
- English - Sahih International : And Moses chose from his people seventy men for Our appointment And when the earthquake seized them he said "My Lord if You had willed You could have destroyed them before and me [as well] Would You destroy us for what the foolish among us have done This is not but Your trial by which You send astray whom You will and guide whom You will You are our Protector so forgive us and have mercy upon us; and You are the best of forgivers
- English - Tafheem -Maududi : وَاخْتَارَ مُوسَىٰ قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلًا لِّمِيقَاتِنَا ۖ فَلَمَّا أَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ قَالَ رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُم مِّن قَبْلُ وَإِيَّايَ ۖ أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاءُ مِنَّا ۖ إِنْ هِيَ إِلَّا فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِهَا مَن تَشَاءُ وَتَهْدِي مَن تَشَاءُ ۖ أَنتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا ۖ وَأَنتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ(7:155) And out of his people Moses singled out seventy men for Our appointment. *109Then, when violent shaking seized them, he addressed his Lord: 'Had You willed, O my Lord, You could have destroyed them and me long ago. Will You destroy us for what the fools amongst us did? That was nothing but a trial from You whereby You mislead whom You will and guide whom You will. *110You alone are our guardian. Forgive us, then, and have mercy upon us. You are the best of those who forgive.
- Français - Hamidullah : Et Moïse choisit de son peuple soixante-dix hommes pour un rendez-vous avec Nous Puis lorsqu'ils furent saisis par le tremblement de terre il dit Mon Seigneur si Tu avais voulu Tu les aurais détruits avant et moi avec Vas-Tu nous détruire pour ce que des sots d'entre nous ont fait Ce n'est là qu'une épreuve de Toi par laquelle Tu égares qui Tu veux et guides qui Tu veux Tu es notre Maître Pardonne-nous et fais-nous miséricorde car Tu es le Meilleur des pardonneurs
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Und Musa wählte aus seinem Volk siebzig Männer zu Unserer festgesetzten Zeit Als sie nun das Zittern ergriff sagte er "Mein Herr wenn Du gewollt hättest hättest Du sie schon zuvor vernichtet und auch mich Willst Du uns vernichten für das was die Toren von uns getan haben Es ist doch nur Deine Versuchung mit der Du in die Irre gehen läßt wen Du willst und rechtleitest wen Du willst Du bist unser Schutzherr so vergib uns und erbarme Dich unser Du bist der Beste derer die vergeben
- Spanish - Cortes : Moisés eligió de su pueblo a setenta hombres para asistir a Nuestro encuentro Cuando les sorprendió el Temblor dijo ¡Señor Si hubieras querido les habrías hecho perecer antes y a mí también ¿Vas a hacernos perecer por lo que han hecho los tontos de nuestro pueblo Esto no es más que una prueba Tuya que Te sirve para extraviar o dirigir a quien quieres ¡Tú eres nuestro Amigo Perdónanos pues y apiádate de nosotros Nadie perdona tan bien como Tú
- Português - El Hayek : Então Moisés selecionou setenta homens dentre seu povo para que comparecessem ao lugar por Nós designado; equando o tremor se apossou deles disse Ó Senhor meu quisesses Tu têlosias exterminado antes juntamente comigo Porventura nos exterminarias pelo que cometeram os néscios dentre nós Isto não é mais do que uma prova Tua com a qualdesvias quem faz isso e encaminhas quem Te apraz; Tu és nosso Protetor Perdoanos e apiedaTe de nós porque Tu és omais equânime dos indulgentes
- Россию - Кулиев : Муса Моисей отобрал из своего народа семьдесят мужей для назначенного Нами срока и места Когда же их поразило землетрясение он сказал Господи Если бы Ты пожелал то погубил бы их прежде вместе со мной Неужели Ты погубишь нас за то что совершили глупцы из нас Воистину это является всего лишь Твоим искушением посредством которого Ты вводишь в заблуждение кого пожелаешь и ведешь прямым путем кого пожелаешь Ты - наш Покровитель прости же нас и помилуй ибо Ты - Наилучший из прощающих
- Кулиев -ас-Саади : وَاخْتَارَ مُوسَىٰ قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلًا لِّمِيقَاتِنَا ۖ فَلَمَّا أَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ قَالَ رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُم مِّن قَبْلُ وَإِيَّايَ ۖ أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاءُ مِنَّا ۖ إِنْ هِيَ إِلَّا فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِهَا مَن تَشَاءُ وَتَهْدِي مَن تَشَاءُ ۖ أَنتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا ۖ وَأَنتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ
Муса (Моисей) отобрал из своего народа семьдесят мужей для назначенного Нами срока и места. Когда же их поразило землетрясение, он сказал: «Господи! Если бы Ты пожелал, то погубил бы их прежде вместе со мной. Неужели Ты погубишь нас за то, что совершили глупцы из нас? Воистину, это является всего лишь Твоим искушением, посредством которого Ты вводишь в заблуждение, кого пожелаешь, и ведешь прямым путем, кого пожелаешь. Ты - наш Покровитель, прости же нас и помилуй, ибо Ты - Наилучший из прощающих!Когда сыны Исраила раскаялись и вернулись на прямой путь, Муса выбрал из них семьдесят мужчин. Это были лучшие представители его народа, которым предстояло принести извинения Аллаху за проступок их соплеменников. Аллах назначил для них место и время. Однако, придя туда в назначенное время, они сказали пророку: «О Муса! Позволь нам воочию увидеть Аллаха». Они осмелились на дерзкий поступок и проявили неуважение к Великому Господу. Тогда их поразило землетрясение, и грешники пали замертво. Муса же принялся молить Аллаха и унижаться перед Ним. Он сказал: «Господи! Если бы Ты пожелал, то погубил бы их до того, как они явились к Тебе попросить прощения за преступления своего народа и стали несправедливыми грешниками. Неужели Ты погубишь нас за поступок безрассудных глупцов?» Помолившись Аллаху, он попытался оправдать дерзкий поступок своих соплеменников тем, что они не обладали совершенным разумом, который мог бы удержать их от подобных дел и слов. Муса оправдывал их прегрешение тем, что они впали в искушение, которое может подвергнуть человека большой опасности и даже лишить его веры. Он сказал: «Ты подверг их испытанию, посредством которого Ты вводишь в заблуждение, кого пожелаешь, и ведешь прямым путем, кого пожелаешь. Прости же нас и помилуй, ведь Ты - Наилучший из прощающих, Самый достойный из милостивых и Самый щедрый из дарующих». Смысл этих слов был таков: «Господи! Изначально все мы имели твердое намерение выполнять Твои повеления и верить в Тебя. Если человек обладает здравым рассудком и правильными познаниями и беспрепятственно руководствуется Твоими верными наставлениями, то ему удается следовать прямым путем. Но если он обладает несовершенным разумом, принимает ошибочные решения и впадает в искушение, то под влиянием этих двух факторов он совершает разные грехи. Ты же всегда остаешься Самым милосердным из милосердных и Самым щедрым на прощение. Посему прости нас и смилуйся над нами!» Аллах принял его мольбу, оживил его соплеменников и простил им прегрешения.
- Turkish - Diyanet Isleri : Musa tayin ettiğimiz müddette milletinden yetmiş kişi seçti; onları sarsıntı tutunca dedi ki "Rabbim Dileseydin daha önce beni ve onları yok ederdin aramızdaki beyinsizlerin yaptıklarından ötürü bizi yok eder misin Bu Senin imtihanından başka birşey değildir bununla dilediğini saptırır dilediğini doğru yola iletirsin; bizim dostumuz Sensin; bizi bağışla bize merhamet et Sen bağışlayanların en iyisisin"
- Italiano - Piccardo : Mosè scelse settanta uomini del suo popolo per il Nostro luogo di convegno Dopo che li colse il cataclisma disse “O Signore se Tu avessi voluto già li avresti distrutti in precedenza e me con loro Ci distruggerai per ciò che hanno commesso gli stolti della nostra gente Questa non è se non una prova da parte Tua con la quale svii chi vuoi e guidi chi vuoi Tu sei il nostro Patrono perdonaci e usaci misericordia Tu sei il migliore dei perdonatori
- كوردى - برهان محمد أمين : دوای ماوهیهک موسا حهفتا پیاوی له قهومهکهی ههڵبژارد تا پهشیمانی تهواو دهربڕن لهگوێرهکه پهرستی لهکاتی دیاری کراودا بردنی بۆ لای کێوی طور جا کاتێک تووشی بوومهلهرزهکه بوون و گرتنی موسا وتی پهروهردگارا خۆ ئهگهر بتویستایه پێشتر منیش و ئهوانیشت لهناو دهبرد ئایا ئێمه لهناو دهبهیت بههۆی ئهوهی که ئهو نهفامانهمان کردویانه ئهمه هیچ شتێک نیه تهنها تاقیکردنهوهیهکی زاتی تۆ نهبێت که ئهوهی بتهوێت پێگومڕا دهکهیت ئهوهش بتهوێت هیدایهتی دهدهیت ههر تۆ پشت و پهنای ئێمهی جا داواکارین لێمان خۆش ببیت و بهزهییت پیاماندا بێتهوه تۆ چاکترینی چاوپۆشیکهرانی
- اردو - جالندربرى : اور موسی نے اس میعاد پر جو ہم نے مقرر کی تھی اپنی قوم کے ستر ادمی منتخب کرکے کوہ طور پر حاضر ٹل کیے۔ جب ان کو زلزلے نے پکڑا تو موسی نے کہا کہ اے پروردگار تو چاہتا تو ان کو اور مجھ کو پہلے ہی سے ہلاک کر دیتا۔ کیا تو اس فعل کی سزا میں جو ہم میں سے بےعقل لوگوں نے کیا ہے ہمیں ہلاک کردے گا۔ یہ تو تیری ازمائش ہے۔ اس سے تو جس کو چاہے گمراہ کرے اور جس کو چاہے ہدایت بخشے۔ تو ہی ہمارا کارساز ہے تو ہمیں ہمارے گناہ بخش دے اور ہم پر رحم فرما اور تو سب سے بہتر بخشنے والا ہے
- Bosanski - Korkut : I Musa odabra iz naroda svoga sedamdeset ljudi da u određeno vrijeme stanu pred Nas A kad ih zadesi potres on reče "Gospodaru moj da si htio mogao si i njih i mene uništiti još prije Zar da nas uništiš zbog onoga što su uradili bezumnici naši To je samo iskušenje Tvoje kojim Ti koga hoćeš u zabludi ostavljaš a kome hoćeš na Pravi put ukazuješ; Ti si Gospodar naš pa nam oprosti i smiluj nam se jer Ti praštaš najviše;
- Swedish - Bernström : Och Moses utsåg bland folket sjuttio män som vid en av Oss utsatt tid [skulle be om förlåtelse för deras synd] Och då de [i sin ängslan] började skaka och skälva bad han "Herre Om det hade varit Din vilja skulle Du för länge sedan ha låtit dem gå under och mig [med dem] Vill Du [nu] förgöra oss på grund av det som galningarna i vår mitt har gjort sig skyldiga till Det [som skett] var ingenting annat än en prövning som Du har låtit oss genomgå och därmed låter Du den Du vill gå vilse och vägleder Du den Du vill Du är vår Beskyddare; förlåt oss och förbarma Dig över oss Du är den Bäste av dem som förlåter
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Dan Musa memilih tujuh puluh orang dari kaumnya untuk memohonkan taubat kepada Kami pada waktu yang telah Kami tentukan Maka ketika mereka digoncang gempa bumi Musa berkata "Ya Tuhanku kalau Engkau kehendaki tentulah Engkau membinasakan mereka dan aku sebelum ini Apakah Engkau membinasakan kami karena perbuatan orangorang yang kurang akal di antara kami Itu hanyalah cobaan dari Engkau Engkau sesatkan dengan cobaan itu siapa yang Engkau kehendaki dan Engkau beri petunjuk kepada siapa yang Engkau kehendaki Engkaulah Yang memimpin kami maka ampunilah kami dan berilah kami rahmat dan Engkaulah Pemberi ampun yang sebaikbaiknya"
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : وَاخْتَارَ مُوسَىٰ قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلًا لِّمِيقَاتِنَا ۖ فَلَمَّا أَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ قَالَ رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُم مِّن قَبْلُ وَإِيَّايَ ۖ أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاءُ مِنَّا ۖ إِنْ هِيَ إِلَّا فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِهَا مَن تَشَاءُ وَتَهْدِي مَن تَشَاءُ ۖ أَنتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا ۖ وَأَنتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ
(Dan Musa memilih dari kaumnya) dimaksud sebagian dari kaumnya (sebanyak tujuh puluh orang lelaki) dari kalangan orang-orang yang tidak ikut menyembah anak sapi, ia lakukan hal itu berdasarkan perintah dari Allah swt. (untuk memenuhi waktu yang telah Kami tentukan) waktu yang telah Kami janjikan, agar mereka datang tepat pada waktunya, untuk memohon ampunan dari penyembahan terhadap anak sapi yang telah dilakukan oleh teman-teman mereka. Kemudian Musa keluar bersama mereka. (Maka ketika mereka diguncang gempa bumi) yaitu gempa yang dahsyat. Ibnu Abbas mengatakan, "Sebab mereka tidak melarang kaumnya tatkala menyembah anak sapi itu," selanjutnya Ibnu Abbas mengatakan lagi, "Mereka adalah selain dari orang-orang yang meminta agar dapat melihat Tuhan yang kemudian ditimpa azab berupa sha`iqah" (Ia berkata,) yakni Musa ("Ya Tuhanku! Kalau Engkau kehendaki tentulah Engkau membinasakan sebelum ini) sebelum aku keluar bersama mereka; maksud Musa untuk menentukan nasib kaum Bani Israel sehubungan dengan peristiwa penyembahan anak sapi itu, agar jika mereka terkena azab tidak menuduhku sebagai penyebabnya (dan aku. Apakah Engkau membinasakan kami karena perbuatan orang-orang yang kurang akal di antara kami?) Istifham bermakna isti`thaf, memohon belas kasihan, yakni janganlah Engkau menyiksa kami oleh sebab dosa yang dilakukan oleh selain kami. (Tidak lain) (itu) fitnah yang dilakukan oleh orang-orang yang akalnya kurang (kecuali hanyalah fitnah dari Engkau) dimaksud cobaan dari Engkau (Engkau sesatkan dengan cobaan itu siapa yang Engkau kehendaki) kesesatannya (dan Engkau beri petunjuk kepada siapa yang Engkau kehendaki) kehidayahannya. (Engkaulah yang memimpin kami) yang menguasai perkara-perkara kami (maka ampunilah kami, dan berilah kami rahmat dan Engkaulah Pemberi ampun yang sebaik-baiknya.")
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : আর মূসা বেছে নিলেন নিজের সম্প্রদায় থেকে সত্তর জন লোক আমার প্রতিশ্রুত সময়ের জন্য। তারপর যখন তাদেরকে ভূমিকম্প পাকড়াও করল তখন বললেন হে আমার পরওয়ারদেগার তুমি যদি ইচ্ছা করতে তবে তাদেরকে আগেই ধ্বংস করে দিতে এবং আমাকেও। আমাদেরকে কি সে কর্মের কারণে ধ্বংস করছ যা আমার সম্প্রদায়ের নির্বোধ লোকেরা করেছে এসবই তোমার পরীক্ষা; তুমি যাকে ইচ্ছা এতে পথ ভ্রষ্ট করবে এবং যাকে ইচ্ছা সরলপথে রাখবে। তুমি যে আমাদের রক্ষকসুতরাং আমাদেরকে ক্ষমা করে দাও এবং আমাদের উপর করুনা কর। তাছাড়া তুমিই তো সর্বাধিক ক্ষমাকারী।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : இன்னும் மூஸா நாம் குறிப்பிட்ட நேரத்தில் தூர் மலையில் நம்மைச் சந்திப்பதற்காக தம் சமூகத்தாரிலிருந்து எழுபது ஆண்களைத் தேர்ந்தெடுத்தார்; அவர்களைப் பூகம்பம் பற்றிக்கொண்டபோது அவர் "என் இறைவனே நீ கருதியிருந்தால் இதற்கு முன்னரே அவர்களையும் என்னையும் நீ அழித்திருக்கலாமே எங்களிலுள்ள அறிவிலிகள் செய்த குற்றத்திற்காக எங்கள் யாவரையும் நீ அழித்துவிடுகிறாயா இது உன்னுடைய சோதனையேயன்றி வேறில்லை இதைக்கொண்டு நீ நாடியவர்களை வழிதவற விடுகிறாய்; இன்னும் நீ நாடியவர்களை நேர் வழியில் நடத்துகிறாய் நீ தான் எங்களுடைய பாதுகாவலன் ஆகவே எங்களுக்கு மன்னிப்பு அளிப்பாயாக எங்களுக்கு கிருபை செய்வாயாக மன்னிப்பவர்களிலெல்லாம் நீ தான் மிக்க மேன்மையானவன்" என்று பிரார்த்தித்தார்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : “และมูซาได้เลือก จากพวกพ้องของเขาซึ่งชายเจ็ดสิบคน สำหรับกำหนดเวลาของ เราครั้นเมื่อความไหวอันรุนแรง ได้คร่าพวกเขา เขา กล่าวว่า โอ้พระเจ้าแห่งข้าพระองค์ หากพระองค์ทรงประสงค์แล้ว พระองค์ก็ทรงทำลายพวกเขาไปก่อนแล้ว และข้าพระองค์ด้วย พระองค์จะทรงทำลายพวกข้าพระองค์ เนื่องด้วยสิ่งที่บรรดาผู้โฉดเขลาในหมู่ผู้ข้าพระองค์ได้กระทำขึ้น กระนั้นหรือ มัน มิใช่อื่นใดดอก นอกจากการทดสอบของพระองค์เท่านั้นพระองค์จะทรงให้ผู้ที่พระองค์ทรงประสงค์หลงผิด ไปเนื่องด้วยการทดสอบนั้นและจะทรงแนะนำผู้ที่พระองค์ทรงประสงค์ พระองค์นั้นคือผู้ทรงคุ้มครองพวกข้าพระองค์ ดังนั้นโปรดได้ทรงอภัยให้แก่พวกข้าพระองค์ และเอ็นดูเมตตาพวกข้าพระองค์ด้วยเถิด และพระองค์นั้นคือผู้ทรงเยี่ยมกว่าในหมู่ผู้ให้อภัยทั้งหลาย ”
- Uzbek - Мухаммад Содик : Ва Мусо мийқотимизга қавмидан етмиш кишини танлаб олди Уларни даҳшатли зилзила тутган пайтда Эй Роббим агар хоҳласанг буларни ҳам мени ҳам бундан олдин ҳалок қилсанг бўларди Эсипастларимиз қилган иш туфайли бизни ҳалок қиласанми Бу Сенинг синовингдан бошқа нарса эмас У ила кимни хоҳласанг адаштирасан ва кимни хоҳласанг ҳидоятга соласан Сен валиймизсан бас бизни мағфират қил ва раҳм эт Сенинг Ўзинг мағфират қилувчиларнинг энг яхшисисан Бани Исроил тилладан ясалган бузоқ ҳайкалига ибодат қилиб улкан гуноҳ содир этганлари кейин афсус билан тавба қилганлари учун Аллоҳ таоло Мусога а с улардан етмиш кишини Ўз мийқотига олиб келишни амр қилган эди Мусо а с Бани Исроилнинг ўн икки уруғидан бузоққа ибодат қилмаган етмиш кишини танлаб Аллоҳнинг мийқотига олиб бордилар Улар эса Мусога а с бизга худонинг Ўзини кўрсат деб туриб олдилар Ҳаттоки улар орасидан танлаб олинганларнинг қилмиши шу бўлди Бундай шаккоклик содир этганларидан сўнг уларни даҳшатли зилзила тутиб ўзларидан кетдилар
- 中国语文 - Ma Jian : 穆萨从他的宗族中拣选了7十个人来赴我的约会;当他们为地震所袭击的时候,他说:我的主啊!假若你意欲,那末,以前你早已毁灭他们和我。难道你要为我们中的愚人的行为而毁灭我们吗?这只是你的考验,你借此使你意欲者误入歧途,使你意欲者走上正道。你是我们的保护者,故求你饶恕我们,慈悯我们。你是最善的饶恕者。
- Melayu - Basmeih : Dan Nabi Musa memilih tujuh puluh orang lelaki dari kaumnya untuk di bawa bersama ke Gunung Tursina pada waktu yang telah kami tentukan Maka ketika mereka digegar oleh gempa Nabi Musa merayu dengan berkata "Wahai Tuhanku Jika Engkau kehendaki Engkau boleh binasakan mereka bersamasama denganku sebelum ini Adakah Engkau hendak membinasakan kami disebabkan apa yang telah dilakukan oleh orangorang yang bodoh di antara kami Apa yang mereka telah lakukan itu hanyalah cubaanMu Dengan cubaan itu Engkau sesatkan sesiapa yang Engkau kehendaki dan Engkau beri petunjuk kepada sesiapa yang Engkau kehendaki Engkau jualah Pelindung kami; oleh itu ampunkanlah kami dan berilah rahmat kepada kami kerana Engkau jualah sebaikbaik Pemberi ampun
- Somali - Abduh : Wuxuu ka Doortay Nabi Muuse Qoomkiisa Toddobaatan Nin Ballankanaga Dartiis markay qabatay Gariirku wuxuu Yidhi Eebow haddaad Doonto waad halaagi lahayd horay iyaga iyo Anigaba ma waxaad noo halaagi waxay faleen Sufaho naga mida waa Imtixaankaaga Ciddaad doontana waad Dhumisaa kaad dontana waad hanuunisaa adaa Wali noo ah ee noo Dambi Dhaaf noona Naxariiso adaa Dambi Dhaafe Khayr roon ahe
- Hausa - Gumi : Kuma Mũsã ya zãɓi mutãnensa namiji saba'in dõmin miƙãtinMu To a lõkacin da tsãwa ta kãma su ya ce "Yã Ubangijina Dã Kã so dã Kã halakar da su daga gabãni sũ da ni Shin zã Kahalaka mu sabõda abin da wãwãyen daga gare mu suka aikata Ba ta zama ba fãce fitinarKa Kanã ɓatarwa da ita wanda Kake so kuma kanã shiryarwa da ita wanda Kake so; Kai ne Majiɓincinmu Sai Ka gãfarta mana; kuma Ka yi mana rahama alhãli kuwa Kai ne Mafi alhẽrin mãsu gãfara"
- Swahili - Al-Barwani : Na Musa akawateuwa watu sabiini katika kaumu yake kwa miadi yetu Na ulipo fika mtetemeko mkubwa alisema Ewe Mola wangu Mlezi Ungeli taka ungeli wahiliki wao na mimi zamani Unatuhiliki kwa waliyo yafanya wajinga katika sisi Haya si chochote ila ni mtihani wako umpoteze umtakaye na umhidi umtakaye Wewe ndiye Rafiki Mlinzi wetu Basi tughufirie na uturehemu Na Wewe ndiye mbora wa kughufiria
- Shqiptar - Efendi Nahi : Dhe Musai zgjodhi nga populli i tij shtatëdhjetë njerëz për caktimin Tonë E kur i goditi tërmeti ai Musai tha “O Zoti im Sikur të doje Ti do t’i zhdukje ata dhe mua që më përpara A do të na shkatërrosh për ato vepra që kanë punuar budallenjtë tanë Kjo është vetëm sprovë e Yte me të cilën e shpie në humbje kënd të duash kurse e udhëzon në rrugë të drejtë kënd të duash Ti je i dashuri ynë andaj fanla dhe mëshirona Ti je më i miri i mëshiruesve;
- فارسى - آیتی : موسى براى وعده گاه ما از ميان قومش هفتاد مرد را برگزيد. چون زلزله آنها را فرو گرفت، گفت: اى پروردگار من، اگر مىخواستى ايشان را و مرا پيش از اين هلاك مىكردى. آيا به خاطر اعمالى كه بيخردان ما انجام دادهاند ما را به هلاكت مىرسانى؟ واين جز امتحان تو نيست. هر كس را بخواهى بدان گمراه مىكنى و هر كس را بخواهى هدايت. تو ياور ما هستى، ما را بيامرز و بر ما ببخشاى كه تو بهترين آمرزندگانى.
- tajeki - Оятӣ : Мӯсо барои ваъдагоҳи Мо аз миёни қавмаш ҳафтод мардро бигирифт. Чун зилзила онҳоро фурӯ гирифт, гуфт: «Эй Парвардигори ман, агар мехостӣ онҳоро ва маро пеш аз ин ҳалок мекардӣ. Оё ба хотири корҳое, ки бехирадони мо анҷом додаанд, моро ба ҳалокат мерасонӣ? Ва ин ҷуз имтиҳони Ту нест. Ҳар касро бихоҳӣ, ба он гумроҳ мекунӣ ва ҳар касро бихоҳӣ, ҳидоят. Ту ёвари мо ҳастӣ, моро биёмурз ва бар мо бибахшой, ки Ту беҳтарини бахшояндагонӣ!
- Uyghur - محمد صالح : مۇسا، بىز بەلگىلەپ بەرگەن ۋاقىتتا ئېلىپ كېلىش ئۈچۈن، ئۆز قەۋمىدىن 70 كىشىنى تاللىدى؛ ئۇلارغا زىلزىلە يۈزلەنگەندە، مۇسا: «پەرۋەردىگارىم! خالىغان بولساڭ ئۇلارنى ۋە مېنى بۇرۇنلا ھالاك قىلغان بولاتتىڭ. ئارىمىزدىكى ئەخمەقلەرنىڭ قىلمىشى تۈپەيلىدىن بىزنى ھالاك قىلامسەن؟ بۇ پەقەت سېنىڭ سىنىقىڭدۇر، شۇ ئارقىلىق خالىغان بەندەڭنى ئازدۇرىسەن، خالىغان بەندەڭنى ھىدايەت قىلىسەن، سەن بىزنىڭ ئىگىمىزسەن، بىزگە مەغپىرەت قىلغىن، رەھىم قىلغىن. سەن ئەڭ ياخشى مەغپىرەت قىلغۇچىسەن
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : നാം നിശ്ചയിച്ച സമയത്ത് തന്റെ കൂടെ ഹാജരാകാന് മൂസാ അദ്ദേഹത്തിന്റെ ജനതയില്നിന്ന് എഴുപതുപേരെ തെരഞ്ഞെടുത്തു. പെട്ടെന്ന് ഞെട്ടലുണ്ടാക്കുന്ന പ്രകമ്പനം അവരെ പിടികൂടി. അപ്പോള് മൂസാ പറഞ്ഞു: "എന്റെ നാഥാ, നീ ഇച്ഛിച്ചിരുന്നെങ്കില് നേരത്തെതന്നെ അവരെയും എന്നെയും നിനക്ക് നശിപ്പിക്കാമായിരുന്നു. ഞങ്ങളിലെ ഏതാനും വിഡ്ഢികള് പ്രവര്ത്തിച്ച പാപത്തിന്റെ പേരില് നീ ഞങ്ങളെയൊക്കെ നശിപ്പിക്കുകയാണോ? നിന്റെ ഒരു പരീക്ഷണമല്ലാതൊന്നുമല്ലിത്. അതുവഴി നീ ഇച്ഛിച്ചവരെ നീ വഴികേടിലാക്കുന്നു. നീ ഇച്ഛിച്ചവരെ നേര്വഴിയിലാക്കുകയും ചെയ്യുന്നു. നീയാണ് ഞങ്ങളുടെ രക്ഷകന്. അതിനാല് ഞങ്ങള്ക്കു നീ പൊറുത്തുതരേണമേ. ഞങ്ങളോട് കരുണ കാണിക്കേണമേ. പൊറുക്കുന്നവരില് അത്യുത്തമന് നീയാണല്ലോ.
- عربى - التفسير الميسر : واختار موسى من قومه سبعين رجلا من خيارهم وخرج بهم الى طور "سيناء" للوقت والاجل الذي واعده الله ان يلقاه فيه بهم للتوبه مما كان من سفهاء بني اسرائيل من عباده العجل فلما اتوا ذلك المكان قالوا لن نومن لك يا موسى حتى نرى الله جهره فانك قد كلمته فارناه فاخذتهم الزلزله الشديده فماتوا فقام موسى يتضرع الى الله ويقول رب ماذا اقول لبني اسرائيل اذا اتيتهم وقد اهلكت خيارهم لو شئت اهلكتهم جميعا من قبل هذا الحال وانا معهم فان ذلك اخف علي اتهلكنا بما فعله سفهاء الاحلام منا ما هذه الفعله التي فعلها قومي من عبادتهم العجل الا ابتلاء واختبار تضل بها من تشاء من خلقك وتهدي بها من تشاء هدايته انت ولينا وناصرنا فاغفر ذنوبنا وارحمنا برحمتك وانت خير من صفح عن جرم وستر عن ذنب
*109). Moses was summoned for the second time to Mount Sinai along with seventy chiefs of the nation in order that they might seek pardon for their calf-worship and renew their covenant with God. Reference to this event is not found in the Bible and Talmud. They simply mention that Moses was summoned to receive new tablets as replacements for the ones he had thrown down and broken. (Cf. Exodus 34.)
*110). When a people are put to the test it is an occasion of crucial importance for it helps to distinguish the righteous from the wicked. Like a winnow, it separates out of the mass the useful from the useless. Hence in his wisdom God subjects people to tests. Those who successfully pass through them, owe their success to the support and guidance they receive from God. As for those who are unsuccessful, their failure is the result of their not receiving that support and guidance. This does not detract from the fact that men neither arbitrarily receive or are denied God's support and guidance. Both extending and withholding support and guidance follow a rule which is based on wisdom and justice. The fact, however, remains that man can succeed in the test to which he is put only if God supports and guides him.