- عربي - نصوص الآيات عثماني : ۞ وَٱكْتُبْ لَنَا فِى هَٰذِهِ ٱلدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِى ٱلْءَاخِرَةِ إِنَّا هُدْنَآ إِلَيْكَ ۚ قَالَ عَذَابِىٓ أُصِيبُ بِهِۦ مَنْ أَشَآءُ ۖ وَرَحْمَتِى وَسِعَتْ كُلَّ شَىْءٍۢ ۚ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ ٱلزَّكَوٰةَ وَٱلَّذِينَ هُم بِـَٔايَٰتِنَا يُؤْمِنُونَ
- عربى - نصوص الآيات : ۞ واكتب لنا في هذه الدنيا حسنة وفي الآخرة إنا هدنا إليك ۚ قال عذابي أصيب به من أشاء ۖ ورحمتي وسعت كل شيء ۚ فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم بآياتنا يؤمنون
- عربى - التفسير الميسر : واجعلنا ممن كتبتَ له الصالحات من الأعمال في الدنيا وفي الآخرة، إنا رجعنا تائبين إليك، قال الله تعالى لموسى: عذابي أصيب به مَن أشاء مِن خلقي، كما أصبتُ هؤلاء الذين أصبتهم من قومك، ورحمتي وسعت خلقي كلَّهم، فسأكتبها للذين يخافون الله، ويخشون عقابه، فيؤدون فرائضه، ويجتنبون معاصيه، والذين هم بدلائل التوحيد وبراهينه يصدقون.
- السعدى : ۞ وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَٰذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ ۚ قَالَ عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاءُ ۖ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ ۚ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ
وقال موسى في تمام دعائه وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً من علم نافع، ورزق واسع، وعمل صالح. وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً :وهي ما أعد اللّه لأوليائه الصالحين من الثواب. إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ أي: رجعنا مقرين بتقصيرنا، منيبين في جميع أمورنا. قَالَ اللّه تعالى عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاءُ ممن كان شقيا، متعرضا لأسبابه، وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ من العالم العلوي والسفلي، البر والفاجر، المؤمن والكافر، فلا مخلوق إلا وقد وصلت إليه رحمة اللّه، وغمره فضله وإحسانه، ولكن الرحمة الخاصة المقتضية لسعادة الدنيا والآخرة، ليست لكل أحد، ولهذا قال عنها: فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ المعاصي، صغارها وكبارها. وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ الواجبة مستحقيها وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ ومن تمام الإيمان بآيات اللّه معرفة معناها، والعمل بمقتضاها، ومن ذلك اتباع النبي صلى الله عليه وسلم ظاهرا وباطنا، في أصول الدين وفروعه.
- الوسيط لطنطاوي : ۞ وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَٰذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ ۚ قَالَ عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاءُ ۖ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ ۚ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ
ثم أضاف موسى إلى هذه الدعوات الطيبات دعوات أخرى فقال- كما حكى القرآن عنه- وَاكْتُبْ لَنا فِي هذِهِ الدُّنْيا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ أى: وأثبت لنا في هذه الدنيا ما يحسن من نعمة وطاعة وعافية وتوفيق، وأثبتت لنا في الآخرة- أيضا- ما يحسن من مغفرة ورحمة وجنة عرضها السموات والأرض.
وقوله إِنَّا هُدْنا إِلَيْكَ استئناف مسوق لتعليل الدعاء فإن التوبة الصادقة تجعل الدعاء جديرا بالإجابة، أى: لأنا تبنا إليك من المعاصي التي جئناك للاعتذار منها. فاكتب لنا الحسنات في الدارين، ولا تحرمنا من عطائك الجزيل.
وهدنا: بمعنى تبنا. يقال: هاد يهود إذا رجع وتاب.
وصدرت الجملة الكريمة ب «إن» المفيدة للتحقيق لإظهار كمال النشاط والرغبة في مضمونها. وقوله: قالَ عَذابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشاءُ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ استئناف وقع جوابا عن سؤال ينساق إليه الجواب، كأنه قيل: فماذا قال الله- تعالى- عند دعاء موسى، فكان الجواب: قال عذابي ... إلخ.
ثم قال الله- تعالى- لموسى ردا على دعائه: يا موسى إن عذابي الذي تخشى أن يصيب قومك أصيب به من أشاء تعذيبه من العصاة، فلا يتعين ان يكون قومك محلا له بعد توبتهم، فقد اقتضت حكمتى ان أجازي الذين أساءوا بما عملوا وأجازي الذين أحسنوا بالحسنى.
وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فلا تضيق عن قومك، ولا عن غيرهم من خلقي ممن هم أهل لها.
وقد استفاضت الآيات والأحاديث التي تصرح بأن رحمة الله- تعالى- قد وسعت كل شيء ومن ذلك قوله صلّى الله عليه وسلّم: إن لله عز وجل مائة رحمة فمنها رحمة يتراحم بها الخلق، وبها تعطف الوحوش على أولادها، وأخر تسعة وتسعين إلى يوم القيامة.
ثم بين- سبحانه- من هم أهل لرحمته فقال: فَسَأَكْتُبُها لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآياتِنا يُؤْمِنُونَ.
أى: فسأكتب رحمتي للذين يصونون أنفسهم عن كل ما يغضب الله ويؤدون الزكاة المفروضة عليهم في أموالهم.
وتخصيص إيتاء الزكاة بالذكر مع اقتضاء التقوى له للتعريض بقوم موسى. لأن إيتاءها كان شاقا على نفوسهم لحرصهم الشديد على المال.
ولعل الصلاة لم تذكر مع أنها مقدمة على سائر العبادات. اكتفاء عنها بالاتقاء الذي هو عبارة عن فعل الواجبات بأسرها. وترك المنهيات عن آخرها.
وسأكتبها كذلك للذين هم بآياتنا يؤمنون إيمانا تاما خالصا لا رياء فيه. ولا نقص معه.
ثم أضاف- سبحانه- صفات أخرى لمن هم أهل لرحمته ورضوانه.
وهذه الصفات تنطبق كل الانطباق على محمد صلّى الله عليه وسلّم الذي أمر بنو إسرائيل وغيرهم باتباعه فقال تعالى:
- البغوى : ۞ وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَٰذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ ۚ قَالَ عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاءُ ۖ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ ۚ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ
( واكتب لنا ) أوجب لنا ( في هذه الدنيا حسنة ) النعمة والعافية ، ( وفي الآخرة ) أي : وفي الآخرة ( حسنة ) أي المغفرة والجنة ، ( إنا هدنا إليك ) أي : تبنا إليك ، ( قال ) الله تعالى : ( عذابي أصيب به من أشاء ) من خلقي ، ( ورحمتي وسعت كل شيء ) عمت كل شيء ، قال الحسن وقتادة : وسعت رحمته في الدنيا البر والفاجر ، وهي يوم القيامة للمتقين خاصة . وقال عطية العوفي : وسعت كل شيء ولكن لا تجب إلا للذين يتقون ، وذلك أن الكافر يرزق ، ويدفع عنه بالمؤمنين لسعة رحمة الله للمؤمنين ، فيعيش فيها ، فإذا صار إلى الآخرة وجبت للمؤمنين خاصة ، كالمستضيء بنار غيره إذا ذهب صاحب السراج بسراجه . قال ابن عباس - رضي الله عنهما - وقتادة ، وابن جريج : لما نزلت : " ورحمتي وسعت كل شيء " قال إبليس : أنا من ذلك الشيء ، فقال الله سبحانه وتعالى : ( فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم بآياتنا يؤمنون ) فتمناها اليهود والنصارى ، وقالوا : نحن نتقي ونؤمن ، ونؤتي الزكاة ، فجعلها الله لهذه الأمة فقال :
- ابن كثير : ۞ وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَٰذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ ۚ قَالَ عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاءُ ۖ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ ۚ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ
( واكتب لنا في هذه الدنيا حسنة وفي الآخرة ) هناك الفصل الأول من الدعاء دفع المحذور ، وهذا لتحصيل المقصود ( واكتب لنا في هذه الدنيا حسنة وفي الآخرة ) أي : أوجب لنا وأثبت لنا فيهما حسنة ، وقد تقدم تفسير ذلك في سورة البقرة . [ الآية : 201 ]
( إنا هدنا إليك ) أي : تبنا ورجعنا وأنبنا إليك . قاله ابن عباس ، وسعيد بن جبير ، ومجاهد ، وأبو العالية ، والضحاك ، وإبراهيم التيمي ، والسدي ، وقتادة ، وغير واحد . وهو كذلك لغة .
وقال ابن جرير : حدثنا ابن وكيع ، حدثنا أبي ، عن شريك ، عن جابر ، عن عبد الله بن نجي عن علي رضي الله عنه قال : إنما سميت اليهود لأنهم قالوا : ( إنا هدنا إليك )
جابر - هو ابن يزيد الجعفي - ضعيف .
قال تعالى مجيبا لموسى في قوله : ( إن هي إلا فتنتك [ تضل بها من تشاء وتهدي من تشاء ] ) الآية : ( عذابي أصيب به من أشاء ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون ) أي : أفعل ما أشاء ، وأحكم ما أريد ، ولي الحكمة والعدل في كل ذلك ، سبحانه لا إله إلا هو .
وقوله تعالى : ( ورحمتي وسعت كل شيء ) آية عظيمة الشمول والعموم ، كقوله إخبارا عن حملة العرش ومن حوله أنهم يقولون : ( ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما ) [ غافر : 7 ]
وقال الإمام أحمد : حدثنا عبد الصمد ، حدثنا أبي ، حدثنا الجريري ، عن أبي عبد الله الجشمي ، حدثنا جندب - هو ابن عبد الله البجلي ، رضي الله عنه - قال : جاء أعرابي فأناخ راحلته ثم عقلها ثم صلى خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم . فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى راحلته فأطلق عقالها ، ثم ركبها ، ثم نادى : اللهم ، ارحمني ومحمدا ، ولا تشرك في رحمتنا أحدا . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أتقولون هذا أضل أم بعيره ؟ ألم تسمعوا ما قال ؟ " قالوا : بلى . قال : " لقد حظرت رحمة واسعة ; إن الله ، عز وجل ، خلق مائة رحمة ، فأنزل رحمة واحدة يتعاطف بها الخلق ; جنها وإنسها وبهائمها ، وأخر عنده تسعا وتسعين رحمة ، أتقولون هو أضل أم بعيره ؟ " .
رواه أبو داود عن علي بن نصر ، عن عبد الصمد بن عبد الوارث ، به
وقال الإمام أحمد أيضا : حدثنا يحيى بن سعيد عن سليمان ، عن أبي عثمان ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إن لله عز وجل ، مائة رحمة ، فمنها رحمة يتراحم بها الخلق ، وبها تعطف الوحوش على أولادها ، وأخر تسعا وتسعين إلى يوم القيامة " .
تفرد بإخراجه مسلم ، فرواه من حديث سليمان - هو ابن طرخان - وداود بن أبي هند كلاهما ، عن أبي عثمان - واسمه عبد الرحمن بن مل - عن سلمان هو الفارسي ، عن النبي صلى الله عليه وسلم به
وقال الإمام أحمد : حدثنا عفان ، حدثنا حماد ، عن عاصم بن بهدلة ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة ; أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لله مائة رحمة ، عنده تسعة وتسعون ، وجعل عندكم واحدة تتراحمون بها بين الجن والإنس وبين الخلق ، فإذا كان يوم القيامة ضمها إليه " . تفرد به أحمد من هذا الوجه
وقال أحمد : حدثنا عفان ، حدثنا عبد الواحد ، حدثنا الأعمش ، عن أبي صالح ، عن أبي سعيد قال : قال : رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لله مائة رحمة ، فقسم منها جزءا واحدا بين الخلق ، فيه يتراحم الناس والوحش والطير " .
ورواه ابن ماجه من حديث أبي معاوية ، عن الأعمش ، به
وقال الحافظ أبو القاسم الطبراني : حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ، حدثنا أحمد بن يونس ، حدثنا سعد أبو غيلان الشيباني ، عن حماد بن أبي سليمان ، عن إبراهيم ، عن صلة بن زفر ، عن حذيفة بن اليمان ، رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " والذي نفسي بيده ، ليدخلن الجنة الفاجر في دينه ، الأحمق في معيشته . والذي نفسي بيده ، ليدخلن الجنة الذي قد محشته النار بذنبه . والذي نفسي بيده ، ليغفرن الله يوم القيامة مغفرة يتطاول لها إبليس رجاء أن تصيبه " .
هذا حديث غريب جدا ، " وسعد " هذا لا أعرفه
وقوله : ( فسأكتبها للذين يتقون ) الآية ، يعني : فسأوجب حصول رحمتي منة مني وإحسانا إليهم ، كما قال تعالى : ( كتب ربكم على نفسه الرحمة ) [ الأنعام : 54 ]
وقوله : ( للذين يتقون ) أي : سأجعلها للمتصفين بهذه الصفات ، وهم أمة محمد صلى الله عليه وسلم الذين يتقون ، أي : الشرك والعظائم من الذنوب .
( ويؤتون الزكاة ) قيل : زكاة النفوس . وقيل : [ زكاة ] الأموال . ويحتمل أن تكون عامة لهما ; فإن الآية مكية ( والذين هم بآياتنا يؤمنون ) أي : يصدقون .
- القرطبى : ۞ وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَٰذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ ۚ قَالَ عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاءُ ۖ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ ۚ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ
قوله تعالى واكتب لنا في هذه الدنيا حسنة وفي الآخرة إنا هدنا إليك قال عذابي أصيب به من أشاء ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم بآياتنا يؤمنون
قوله تعالى واكتب لنا في هذه الدنيا حسنة أي وفقنا للأعمال الصالحة التي تكتب لنا بها الحسنات .
وفي الآخرة أي جزاء عليها .
إنا هدنا إليك أي تبنا ; قاله مجاهد وأبو العالية وقتادة : والهود : التوبة وقد تقدم في " البقرة " .
قال عذابي أصيب به من أشاء أي المستحقين له ، أي هذه الرجفة والصاعقة عذاب مني أصيب به من أشاء . وقيل : المعنى من أشاء أي من أشاء أن أضله .
قوله تعالى ورحمتي وسعت كل شيء عموم ، أي لا نهاية لها ، أي من دخل فيها لم تعجز عنه . وقيل : وسعت كل شيء من الخلق حتى إن البهيمة لها رحمة وعطف على ولدها . قال بعض المفسرين : طمع في هذه الآية كل شيء حتى إبليس ، فقال : أنا شيء ; فقال الله تعالى : فسأكتبها للذين يتقون فقالت اليهود والنصارى : نحن متقون ; فقال الله تعالى : الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الآية . فخرجت الآية عن العموم ، والحمد لله .
روى حماد بن سلمة عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : كتبها الله عز وجل لهذه الأمة .
- الطبرى : ۞ وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَٰذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ ۚ قَالَ عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاءُ ۖ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ ۚ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ
القول في تأويل قوله : وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ
قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: مخبرًا عن دعاء نبيه موسى عليه السلام أنه قال فيه: " واكتب لنا "، أي: اجعلنا ممن كتَبت له= " في هذه الدنيا حسنَةً"، وهي الصالحات من الأعمال (1) = " وفي الآخرة "، ممن كتبتَ له المغفرة لذنوبه، كما : -
15176- حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج, عن ابن جريج قوله: " واكتب لنا في هذه الدنيا حسنة "، قال: مغفرة.
* * *
وقوله: " إنا هُدنا إليك "، يقول: إنا تبنا إليك. (2)
* * *
وبنحو ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
15177- حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا جرير، وابن فضيل، وعمران بن عيينة, عن عطاء, عن سعيد بن جبير= وقال عمران: عن ابن عباس = " إنا هدنا إليك " قال: تبنا إليك.
15178- قال حدثنا زيد بن حباب, عن حماد بن سلمة, عن عطاء, عن سعيد بن جبير، قال: تبنا إليك.
15179- .... قال، حدثنا جابر بن نوح, عن أبي روق، عن الضحاك, عن ابن عباس قال: تبنا إليك.
15180- .... قال، حدثنا عبد الله بن بكر, عن حاتم بن أبي صغيرة, عن سماك: أن ابن عباس قال في هذه الآية: " إنا هدنا إليك "، قال: تبنا إليك. (3)
15181- حدثني المثنى قال، حدثنا الحجاج قال، حدثنا حماد, عن عطاء بن السائب, عن سعيد بن جبير= قال: أحسبه عن ابن عباس: " إنا هدنا إليك "، قال: تبنا إليك.
15182- حدثني محمد بن سعد قال، حدثني أبي قال، حدثني عمي قال، حدثني أبي, عن أبيه, عن ابن عباس: " إنا هدنا إليك "، يقول تبنا إليك.
15183- حدثنا محمد بن بشار قال، حدثني يحيى بن سعيد قال، حدثنا سفيان قال، حدثنا عبد الرحمن بن الأصبهاني، عن سعيد بن جبير في قوله: " إنا هدنا إليك "، قال: تبنا إليك.
15184- .... قال، حدثنا عبد الرحمن، ووكيع بن الجراح قالا حدثنا سفيان، عن عبد الرحمن بن الأصبهاني, عن سعيد بن جبير، بمثله.
15185- حدثني ابن وكيع قال، حدثنا أبي, عن سفيان, عن ابن الأصبهاني, عن سعيد بن جبير, مثله.
15186- .... قال، حدثنا جرير, عن مغيرة, عن إبراهيم قال: تبنا إليك.
15187- .... قال، حدثنا محمد بن يزيد، عن العوام عن إبراهيم التيمي قال: تبنا إليك.
15187م- حدثني المثنى قال، حدثنا عمرو بن عون قال، أخبرنا هشيم, عن العوام, عن إبراهيم التيمي، مثله.
15188- حدثنا بشر بن معاذ قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد, عن قتادة: " إنا هدنا إليك "، أي: إنا تبنا إليك.
15189- حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال، حدثنا محمد بن ثور, عن معمر, عن قتادة, في قوله: " هدنا إليك "، قال: تبنا.
15190- حدثنا موسى قال، حدثنا عمرو قال، حدثنا أسباط, عن السدي: " إنا هدنا إليك "، يقول: تبنا إليك.
15191- حدثنا محمد بن عمرو قال، حدثنا أبو عاصم قال، حدثنا عيسى, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد: " إنا هدنا إليك "، يقول: تبنا إليك.
15192- حدثني المثني قال، حدثنا أبو حذيفة قال، حدثنا شبل, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد, مثله.
15193- حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا أبي, عن أبي جعفر الرازي, عن الربيع بن أنس, عن أبي العالية، قال: " هدنا إليك "، قال: تبنا إليك.
15194- ... قال، حدثنا أبي, عن أبي حجير, عن الضحاك، قال: تبنا إليك. (4)
15195- .... قال، حدثنا المحاربي, عن جويبر, عن الضحاك قال: تبنا إليك.
15196- وحدثت عن الحسين بن الفرج قال، سمعت أبا معاذ يقول، أخبرنا عبيد بن سليمان قال، سمعت الضحاك يقول, فذكر مثله.
15197- ... قال، حدثنا أبي، وعبيد الله, عن شريك, عن جابر, عن مجاهد قال: تبنا إليك.
15198- ... قال، حدثنا حبويه أبو يزيد, عن يعقوب, عن جعفر, عن سعيد بن جبير, مثله. (5)
15199- ... قال، حدثنا أبي, عن شريك, عن جابر, عن عبد الله بن يحيى, عن علي عليه السلام قال: إنما سميت " اليهود "، لأنهم قالوا: " هدنا إليك ". (6)
15200- حدثني المثني قال، حدثنا عبد الله بن صالح قال، حدثني معاوية, عن علي, عن ابن عباس: " إنا هدنا إليك "، يعني: تبنا إليك.
15201- حدثنا ابن البرقي قال، حدثنا عمرو قال، سمعت رجلا يسأل سعيدًا: " إنا هدنا إليك "، قال: إنا هدنا إليك.
* * *
وقد بينا معنى ذلك بشواهده فيما مضى قبل، بما أغنى عن إعادته. (7)
* * *
القول في تأويل قوله : قَالَ عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاءُ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ (156)
قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: قال الله لموسى: هذا الذي أصبتُ به قومك من الرجفة، عذابي أصيب به من أشاء من خلقي, كما أصيب به هؤلاء الذين أصبتهم به من قومك (8) = " ورحمتي وسعت كل شيء "، يقول: ورحمتي عمَّت خلقي كلهم. (9)
* * *
وقد اختلف أهل التأويل في تأويل ذلك.
فقال بعضهم: مخرجه عامٌّ، ومعناه خاص, والمراد به: ورحمتي وَسِعت المؤمنين بي من أمة محمّدٍ صلى الله عليه وسلم. واستشهد بالذي بعده من الكلام, وهو قوله: " فسأكتبها للذين يتقون "، الآية.
* ذكر من قال ذلك:
15202- حدثني المثني قال، حدثنا أبو سلمة المنقري قال، حدثنا حماد بن سلمة قال، أخبرنا عطاء بن السائب, عن سعيد بن جبير, عن ابن عباس: أنه قرأ: " ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون ". قال: جعلها الله لهذه الأمة. (10)
15203- حدثني عبد الكريم قال، حدثنا إبراهيم بن بشار قال، قال سفيان قال، أبو بكر الهذلي: فلما نـزلت: " ورحمتي وسعت كل شيء "، قال إبليس: أنا من " الشيء "! فنـزعها الله من إبليس، قال: (فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ) ، فقال اليهود: نحن نتقي ونؤتي الزكاة ونؤمن بآيات ربنا! فنـزعها الله من اليهود فقال: الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ ، قال: نـزعها الله عن إبليس، وعن اليهود، وجعلها لهذه الأمة. (11)
15204- حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج, عن ابن جريج قال: لما نـزلت: " ورحمتي وسعت كل شيء "، قال إبليس: أنا من " كل شيء!". قال الله: (فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ) ، الآية. فقالت اليهود: ونحن نتقي ونؤتي الزكاة! فأنـزل الله: الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ ، قال: نـزعها الله عن إبليس، وعن اليهود, وجعلها لأمة محمدٍ: سأكتبها للذين يتّقون من قومك.
15205- حدثنا بشر بن معاذ قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد, عن قتادة قوله: " عذابي أصيب به من أشاء ورحمتي وسعت كل شيء "، فقال إبليس: أنا من ذلك " الشيء "! فأنـزل الله: " فسأكتبها للذين يتقون " معاصي الله= " والذين هم بآياتنا يؤمنون "، فتمنتها اليهود والنصارى، فأنـزل الله شرطًا وَثيقًا بَيِّنًا, فقال: الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ ، فهو نبيّكم، كان أميًّا لا يكتُب صلى الله عليه وسلم.
15206- حدثني يعقوب قال، حدثنا ابن علية قال، أخبرنا خالد الحذاء, عن أنيس بن أبي العريان, عن ابن عباس في قوله: وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ ، قال: فلم يعطها, فقال: " عذابي أصيب به من أشاء ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون " إلى قوله: الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ . (12)
15207- حدثني ابن وكيعٍ قال، حدثنا ابن علية، وعبد الأعلى, عن خالد, عن أنيس أبي العُريان= قال عبد الأعلى، عن أنيس أبي العُرْيان= وقال: قال ابن عباس: وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ ، قال: فلم يعطها موسى، قال: " عذابي أصيب به من أشاء ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها "، إلى آخر الآية.
15208- حدثني المثني قال، حدثنا عبد الله بن صالح قال، حدثني معاوية, عن علي, عن ابن عباس قال: كان الله كتب في الألواح ذكر محمد وذكرَ أمته، وما ذَخَر لهم عنده، وما يسَّر عليهم في دينهم، وما وَسَّع عليهم فيما أحلّ لهم, فقال: " عذابي أصيب به من أشاء ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون " = يعني: الشركَ= الآية.
* * *
وقال آخرون: بل ذلك على العموم في الدنيا، وعلى الخصوص في الآخرة.
* ذكر من قال ذلك:
15209- حدثنا الحسن بن يحيى قال، أخبرنا عبد الرزاق قال، أخبرنا معمر, عن الحسن وقتادة في قوله: " ورحمتي وسعت كل شيء "، قالا وسعت في الدنيا البَرَّ والفاجر, وهي يوم القيامة للذين اتَّقوا خاصَّةً.
* * *
وقال آخرون: هي على العموم, وهي التوبة.
* ذكر من قال ذلك:
15210- حدثني يونس قال، أخبرنا ابن وهب قال، قال ابن زيد في قوله: أَنْتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ * وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ ، قال: سأل موسى هذا, فقال الله: " عذابي أصيب به من أشاء "= العذاب الذي ذَكر= " ورحمتي"، التوبةُ =(وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون)، قال: فرحمته التوبةُ التي سأل موسى عليه السلام، كتبها الله لنا.
* * *
وأما قوله: " فسأكتبها للذين يتقون "، فإنه يقول: فسأكتب رحمتي التي وسعت كل شيء= ومعنى " أكتب " في هذا الموضع: أكتب في اللوح الذي كُتِب فيه التوراة " للذين يتقون "، (13) يقول: للقوم الذين يخافون الله ويخشون عقابه على الكفر به والمعصية له في أمره ونهيه, فيؤدُّون فرائضه, ويجتنبون معاصيه. (14) وقد اختلف أهل التأويل في المعنى الذي وصف الله هؤلاء القوم بأنّهم يتقونه. فقال بعضهم: هو الشرك.
* ذكر من قال ذلك:
15211- حدثني المثني قال، حدثنا عبد الله بن صالح قال، حدثني معاوية, عن علي, عن ابن عباس: " فسأكتبها للذين يتقون "، يعني الشرك.
* * *
وقال آخرون: بل هو المعاصي كلها.
* ذكر من قال ذلك:
15212- حدثنا بشر قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد, عن قتادة " فسأكتبها للذين يتقون "، معاصي الله.
* * *
وأما " الزكاة وإيتاؤها "، فقد بيَّنا صفتها فيما مضى، بما أغنى عن إعادته. (15)
* * *
وقد ذكر عن ابن عباس في هذا الموضع أنه قال في ذلك ما: -
15213- حدثني المثني قال، حدثنا عبد الله قال، حدثني معاوية, عن علي, عن ابن عباس: " ويؤتون الزكاة "، قال: يطيعون الله ورسولَه.
* * *
فكأنّ ابن عباس تأوَّل ذلك بمعنى أنه العمل بما يزكِّي النفسَ ويطهِّرها من صالحات الأعمال.
* * *
وأما قوله: " والذين هم بآياتنا يؤمنون "، فإنه يقول: وللقوم الذين هم بأعلامنا وأدلتنا يصدِّقون ويقرُّون. (16)
----------------
الهوامش :
(1) (3) انظر تفسير (( الحسنة )) فيما سلف من فهارس اللغة ( حسن ) .
(2) (4) انظر تفسير (( هاد )) فيما سلف 12 : 198 ، تعليق : 1 ، والمراجع هناك .
(3) (1) الأثر : 15180 - (( عبد الله بن بكر بن حبيب السهمي )) ، ثقة ، من شيوخ أحمد ، مضى برقم : 8284 ، 10885 ، 11232 . و(( حاتم بن أبي صغيرة )) ، هو (( حاتم بن مسلم )) (( أبو يونس )) القشيري ، وقيل : الباهلي ، و(( أبو صغيرة)) ، هو أبو أمه ، ثقة . روى له الجماعة . مترجم في التهذيب ، والكبير 2 / 1 / 71 ، وابن أبي حاتم 1/2/257 . وكان في المخطوطة والمطبوعة : (( حاتم بن أبي مغيرة )) ، بالميم في أوله ، وهو خطأ محض .
(4) (1) الأثر : 15194 - (( أبو حجير )) الذي يروى عن الضحاك ، ويروى عنه وكيع ، قال أحمد ابن حنبل : (( ما حدثني عنه إلا وكيع )) ، مترجم في لسان الميزان 6 : 363 . ولم أجد له ترجمة في غيره من كتب الرجال .
(5) (2) الأثر : 15198 - (( حبويه )) ، (( أبو يزيد )) ، مضى قريباً برقم 15172 .
(6) (3) الأثر : 15199- (( جابر بن عبد الله بن يحيى )) ، هكذا هو في المخطوطة ، وفي المطبوعة (( جابر ، عن عبد الله بن يحيى )) ، ولم أجد لشيء من ذلك ذكراً في الكتب . وهو محرف بلا شك عن شيء آخر . وانظر ما سلف رقم 1094 ، عن ابن جريج . بمعنى هذا الخبر .
(7) (4) انظر تفسير (( هاد )) فيما سلف ص : 152 ، تعليق . 4 ، والمراجع هناك .
(8) (1) انظر تفسير (( الإصابة ))فيما سلف من فهارس اللغة ( صوب ) .
(9) (2) انظر تفسير (( وسع )) فيما سلف 12 : 562 ، تعليق 2 ، والمراجع هناك .
(10) (3) الأثر : 15202 - (( أبو سلمة المنقري )) ، هو (( أبو سلمة التبوذكي )) : (( موسى بن إسماعيل المنقري )) ، مولاهم ، روى عنه البخاري ، وأبو داود ، وروى له الباقون من أصحاب الكتب الستة بالواسطة . ثقة إمام . مترجم في التهذيب ، والكبير 4/1/280 ، وابن أبي حاتم 4/1/136 .
(11) (1) الأثر : 15203 - لا(( عبد الكريم )) ، هو (( عبد الكريم بن الهيثم بن زياد القطان )) ، شيخ الطبري ، ثقة ، مضى برقم : 892 . و(( إبراهيم بن بشار الرمادى )) ، ثقة . مضى برقم 892 ، 6321 . و (( سفيان )) هو : ابن عيينة . و (( أبو بكر الهذلى )) ضعيف مضى مرارًا ، آخرها رقم 14690 .
(12) (1) الأثران 15206 ، 15207 - (( أنيس أبو العريان المجاشعى )) ، بغير ( ابن ) بينهما ، مترجم في الكبير 1 / 2 / 44 ، وابن أبي حاتم 1/1/333 ، ولم يشر واحد منها إلى انه : (( أنيس ابن أبي العريان )) . وفي المخطوطة في الخبر الأول : (( أنيس بن أبي العريان )) بإثبات ( ابن ) ، وفي الخبر الثاني في الموضعين كليهما (( أنيس بن العريان )) بغير ( ابن ) كما أثبتها ، وأما في المطبوعة ، فإنه جعله في المواضع كلها (( أنيس ابن أبي العريان )) ، وهو تصرف معيب لا شك في ذلك . والظاهر أنه اختلف على ابن علية رواية اسمه ، رواه مرة (( أنيس بن أبي العريان )) ، ثم رواه أخرى (( أنيس أبي العريان )) ، كما في الأثر الثاني منهما ، وذكر الطبري قول عبد الأعلى ، ليؤيد به هذه الرواية عن ابن علية . فإن صح هذا الاختلاف على ابن عيينة ، وإلا فإنه ينبغي أن يكون أحد أمرين:
إما أن يكون صواب الخبر الأول: (( أنيس أبي العريان )) .
والثاني (( أنيس أبي العريان )) في الأولى ، وعن عبد الأعلى (( أنيس ابن أبي العريان )) . أو : أن يكون الأول عن ابن عيينة : (( أنيس بن أبي العريان )) ، والثاني أيضاً : (( أنيس ابن أبي العريان )) ، وعن عبد الأعلى : (( أنيس بن أبي العريان )) . والله أعلم بالصواب في كل ذلك ، ولا مرجح عندي ..
(13) (1) في المطبوعة والمخطوطة : (( الذين يتقون )) بغير لام ، والصواب ما أثبت .
(14) (2) انظر تفسير (( التقوى )) فيما سلف من فهارس اللغة ( وقى ) .
(15) (1) انظر تفسير (( إيتاء الزكاة )) فيما سلف 1 : 573 ، 574 ، وما بعده في فهارس اللغة ( زكا ) و( أتى) .
(16) (2) انظر تفسير (( الآيات )) و (( والإيمان )) فيما سلف من فهارس اللغة ( أيي) و ( أمن) .
- ابن عاشور : ۞ وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَٰذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ ۚ قَالَ عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاءُ ۖ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ ۚ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ
و { اكتُب } مستعار لمعنى العطاء المحقَق حصوله ، المجدد مرة بعد مرة ، لأن الذي يريد تحقيقَ عقد أو عدة ، أو عطاء ، وتعلّقه بالتجدد في المستقبل يكتب به في صحيفة ، فلا يقبل النكران ، ولا النقصان ، ولا الرجوع ، وتسمى تلك الكتابة عهداً ، ومنه ما كتبوه في صحيفة القطيعة ، وما كتبوه من حلف ذي المجاز ، قال الحارث بن حلزة :
حذر الجَور والتطاخي وهل ينقض ما في المهارق الأهواء
ولو كان العطاء أو التعاقد لمرة واحدة لم يحتج للكتابة ، لأن الحوز أو التمكين مغن عن الكتابة ، كما قال تعالى :
{ إلا أن تكون تجارة حاضرة تديرونها بينكم فليس عليكم جناح أن لا تكتبوها } [ البقرة : 282 ] فالمعنى : آتنا الحسنة تلو الحسنة في أزمان حياتنا وفي يوم القيامة ، دل على هذا المعنى لفظ { اكتب } ولولاه لكان دعاء صادقاً باعطاء حسنة واحدة ، فيحتاج إلى الاستعانة على العموم بقرينة الدعاء ، فإن النكرة يراد بها العموم في سياق الدعاء كقول الحريري في المقامة الخامسة :
يا أهل ذا المغنى وُقيتم ضُرا ... ( أي كل ضر وليس المراد وقيتم ضرا معيّنا ).
والحسنة الحالة الحسنة ، وهي : في الدنيا المرضية للناس ، ولله تعالى ، فتجمع خير الدنيا والدين ، وفي الآخرة حالة الكمال ، وقد تقدم بيانها في تفسير قوله تعالى : { ومنهم من يقول ربنا آتنا في الدنيا حسنة } في سورة البقرة ( 201 ).
وجملة : إنا هدنا إليك } مسوقة مساق التعليل للطلب والاستجابة ، ولذلك فصلت ولان موقع حرف التأكيد في أولها موقع الاهتمام ، فيفيد التعليل والربط ، ويغني غناء فاء السببية كما تقدم غير مرة .
و { هُدْنا } معناه تبنا ، يقال : هَادَ يهود إذا رجع وتاب فهو مَضموم الهاء في هذه الآية باتفاق القراءات المتواترة والمعنى تبنا مما عسى أن نكون ألممنا به من ذنب وتقصير ، وهذا إخبار عن نفسه ، وعن المختارين من قومه ، بما يعلم من صدق سرائرهم .
جملة : { قال } الخ جوابٌ لكلام موسى عليه السلام ، فلذلك فصلت لوقوعها على طريقة المحاورة ، كما تقدم غير مرة ، وكلام موسى ، وإن كان طلبا ، وهو لا يستدعي جواباً ، فإن جواب الطالب عناية به وفضْل .
والمراد بالعذاب هنا عذاب الدنيا ، لأن الكلام جواب لقول موسى : { أتهلكنا بما فعل السفهاء منا } والإهلاك عذاب ، فبيّن اللَّهُ له أن عذاب الدنيا يصيب الله به من يشاء من عباده ، وقد اجمل الله سبب المشيئة وهو أعلم به ، وموسى يعلمه إجمالاً ، فالكلام يتضمن طمأنة موسى من أن يناله العذاب هو والبزآء من قومه ، لأن الله أعظم من أن يعاملهم معاملةَ المجرمين . والمعنى إني قادر على تخصيص العذاب بمن عصوا وتنجية من لم يشارك في العصيان ، وجاء الكلام على طريقة مجملة شأن كلام مَن لا يُسأل عما يعقل .
وقوله : { ورحمتي وسعت كل شيء } مقابل قول موسى : { فاغفر لنا وارحمنا }. وهو وعد تعريض بحصول الرحمة المسؤولة له ولمن معه من المختارين ، لأنها لما وسعت كل شيء فهم أرجى الناس بها ، وأن العاصين هم أيضاً مغمورون بالرحمة ، فمنها رحمة الإمهال والرزق ، ولكن رحمة الله عباده ذات مراتب متفاوتة .
وقوله : { عذابي أصيب به من اشاء } إلى قوله { كل شيء } جواب إجمالي ، هو تمهيد للجواب التفصيلي في قوله : { فسأكتبها }.
والتفريع في قوله : { فسأكتبها } تفريع على سعة الرحمة ، لأنها لما وسعت كل شيء كان منها ما يكتب أي يعطى في المستقبل للذين أجريت عليهم الصفات ويتضمن ذلك وعداً لموسى ولصلحاء قومه لتحقق تلك الصفات فيهم ، وهو وعد ناظر إلى قول موسى { إنا هدنا إليك } والضمير المنصوب في { أكْتُبها } عائدِ إلى { رحمتي } فهو ضمير جنس ، وهو مساو للمعرف بلام الجنس ، أي اكتب فَردا من هذا الجنس لأصحاب هذه الصفات ، وليس المراد أنه يكتب جميع الرحمة لهؤلاء لأن هذا غير معروف في الاستعمال في الإخبار عن الأجناس ، لكن يُعلم من السياق أن هذا النوع من الرحمة نوع عظيم بقرينة الثناء على متعلِقها بصفات توذن باستحقاقها ، وبقرينة السكوت عن غيره ، فيعلم أن لهذا المتعلِق رحمة خاصة عظيمة وأن غيره داخل في بعض مراتب عموم الرحمة المعلومة من قوله : { وَسِعت كل شيء } وقد أفصح عن هذا المعنى الحصر في قوله في آخر الآية { أولئك هم المفلحون }.
وتقدم معنى { أكتبها } قريباً .
وقد تقدم معنى : { وسعت كل شيء } في قوله تعالى : { وسع ربنا كل شيء علما } في هذه السورة ( 89 ).
والمعنى : أن الرحمة التي سألها موسى له ولقومه وعدَ اللَّهُ بإعطائِها لمن كان منهم متصفاً بأنه من المتقين والمؤتين الزكاة ، ولمن كان من المؤمنين بآيات الله ، والآياتُ تصدق : بدلاِئل صدق الرسل ، وبكلمات الله التي شرع بها للناس رَشادهم وهديهم ، ولا سيما القرآن لأن كل مقدار ثلاث آيات منه هو آية لأنهُ معجز فدال على صدق الرسول ، وهو المقصود هنا ، وهم الذين يتبعون الرسول الامي إذا جاءهم ، أي يطيعونه فيما يأمرهم ، ولما جعلت هذه الأشياء بسبب تلك الرحمة علم أن التحصيل على بعضها يحصّل بعض تلك الرحمة بما يناسبه ، بشرط الإيمان ، كما علم من آيات أخرى خاطب الله بها موسى كقوله آنفاً { والذين عملوا السيئات ثم تابوا من بعدها وآمنوا } [ الأعراف : 153 ] فتشمل هذه الرحمة من اتقى وآمن وآتى الزكاة من بني إسرائيل قبل بعثة محمد صلى الله عليه وسلم فإن أتباعهم إياه متعذر الحصول قبل بعثته ، ولكن يجب أن يكونوا عازمين على اتباعه عند مجيئه إن كانوا عالمين بذلك كما قال تعالى : { وإذ أخذ الله ميثاقَ النبيئين لما آتيناكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمننّ به ولتنصرنه قال أأقررتم وأخذتم على ذلكم إصري قالوا أقررنا قال فاشهدوا وأنا معكم من الشاهدين فمن تولى بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون } [ آل عمران : 81 ، 82 ]. وتشمل الرحمة أيضاً الذين يؤمنون بآيات الله ، والمعنى بها الآيات التي ستجيء في المستقبل ، لأن آيات موسى قد استقر الإيمان بها يومئذ ، وهذا موجب إعادة اسم الموصول في ذكر أصحاب هذه الصلة ، للإشارة إلى أنهم طائفة أخرى ، وهم من يكون عند بعثة محمد عليه الصلاة والسلام ، ولذلك أبدل منهم قوله : { الذين يتبعون الرسولَ } إلخ .
- إعراب القرآن : ۞ وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَٰذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ ۚ قَالَ عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاءُ ۖ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ ۚ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ
«وَاكْتُبْ لَنا» فعل دعاء تعلق به الجار والمجرور وفاعله أنت. «فِي هذِهِ» اسم الإشارة في محل جر متعلقان بمحذوف حال. «الدُّنْيا» بدل. «حَسَنَةً» مفعول به. «وَفِي الْآخِرَةِ» عطف. «إِنَّا» إن ونا اسمها. «هُدْنا» فعل ماض تعلق به الجار والمجرور «إِلَيْكَ». ونا فاعله ، والجملة في محل رفع خبر إنا ، وجملة إنا هدنا إليك تعليلية لا محل لها. وجملة قال مستأنفة. «عَذابِي» مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم والياء في محل جر بالإضافة. «أُصِيبُ بِهِ» مضارع تعلق به الجار والمجرور واسم الموصول : «مَنْ» مفعوله وفاعله مستتر والجملة في محل رفع خبر ، وجملة «أَشاءُ» صلة. «وَرَحْمَتِي» مبتدأ ، «وَسِعَتْ كُلَّ شَيْ ءٍ» وسعت ماض وتاء التأنيث وكل مفعوله وشيء مضاف إليه والجملة خبر. وجملة ورحمتي .... معطوفة. «فَسَأَكْتُبُها لِلَّذِينَ» فعل مضارع تعلق به الجار والمجرور بعده فاعله أنا ، والها مفعوله والفاء عاطفة والجملة معطوفة ، وجملة «يَتَّقُونَ» صلة الموصول لا محل لها. «وَيُؤْتُونَ» فعل مضارع وفاعل «الزَّكاةَ» مفعول به. والجملة معطوفة «وَالَّذِينَ» اسم موصول في محل رفع مبتدأ. «هُمْ» مبتدأ خبره جملة يؤمنون. «بِآياتِنا» متعلقان بالفعل بعدهما. والجملة الاسمية «هُمْ ... يُؤْمِنُونَ» في محل رفع خبر المبتدأ الذين.
- English - Sahih International : And decree for us in this world [that which is] good and [also] in the Hereafter; indeed we have turned back to You" [Allah] said "My punishment - I afflict with it whom I will but My mercy encompasses all things" So I will decree it [especially] for those who fear Me and give zakah and those who believe in Our verses -
- English - Tafheem -Maududi : ۞ وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَٰذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ ۚ قَالَ عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاءُ ۖ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ ۚ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ(7:156) And ordain for us what is good in this world and in the World to Come for to You have we turned.'He replied: 'I afflict whomsoever I wish with My chastisement. As for My mercy, it encompasses everything. *111 will show mercy to those who abstain from evil, pay Zakat and have faith in Our signs.'
- Français - Hamidullah : Et prescris pour nous le bien ici-bas ainsi que dans l'au-delà Nous voilà revenus vers Toi repentis Et Allah dit Je ferai que Mon châtiment atteigne qui Je veux Et Ma miséricorde embrasse toute chose Je la prescrirai à ceux qui Me craignent acquittent la Zakât et ont foi en Nos signes
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Und bestimme für uns in diesem Diesseits Gutes und auch im Jenseits Gewiß wir haben zu Dir zurückgefunden" Er sagte "Mit Meiner Strafe treffe Ich wen Ich will aber Meine Barmherzigkeit umfaßt alles Ich werde sie für die bestimmen die gottesfürchtig sind und die Abgabe entrichten und die an Unsere Zeichen glauben
- Spanish - Cortes : Destínanos bien en la vida de acá y en la otra Nos hemos vuelto a Ti Dijo Inflijo Mi castigo a quien quiero pero Mi misericordia es omnímoda Destinaré a ella a quienes teman a Alá y den el azaque y a quienes crean en Nuestros signos
- Português - El Hayek : Concedenos uma graça tanto neste mundo como no outro porque a Ti nos voltamos contritos Disse Com Meu castigoaçoito quem quero e Minha clemência abrange tudo e a concederei aos tementes a Deus que pagam o zakat e crêem nosNossos versículos
- Россию - Кулиев : Предпиши для нас добро в этом мире и в Последней жизни ибо мы возвращаемся к Тебе каемся перед Тобой Он сказал Я поражаю Своим наказанием кого пожелаю а Моя милость объемлет всякую вещь Я предпишу ее для тех которые будут богобоязненны станут выплачивать закят и уверуют в Наши знамения
- Кулиев -ас-Саади : ۞ وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَٰذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ ۚ قَالَ عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاءُ ۖ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ ۚ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ
Предпиши для нас добро в этом мире и в Последней жизни, ибо мы возвращаемся к Тебе (каемся Тебе)». Он сказал: «Я поражаю Своим наказанием, кого пожелаю, а Моя милость объемлет всякую вещь. Я предпишу ее для тех, которые будут богобоязненны, станут выплачивать закят и уверуют в Наши знамения,- Turkish - Diyanet Isleri : "Bu dünyada ve ahirette bizim için güzel olanı yaz; biz Sana yöneldik" dedi Allah "Azabıma dilediğim kimseyi uğratırım rahmetim herşeyi kaplamıştır; bunu Allah'a karşı gelmekten sakınanlara zekat verenlere ayetlerimize inanıp yanlarındaki Tevrat ve İncil'de yazılı buldukları okuyup yazması olmayan peygambere uyanlara yazacağız O peygamber onlara uygun olanı emreder ve fenalıktan meneder temiz şeyleri helal murdar şeyleri haram kılar onların ağır yüklerini indirir zor tekliflerini hafifletir Bu peygambere inanan hürmet eden yardım eden onunla gönderilen nura uyanlar yok mu İşte onlar saadete erenlerdir" dedi
- Italiano - Piccardo : Annoveraci un bene in questa vita terrena e un bene nell'Altra vita Ecco che pentiti ritorniamo a Te” E [Allah] disse “Farò sì che il Mio castigo colpisca chi voglio ma la Mia misericordia abbraccia ogni cosa la riserverò a coloro che [Mi] temono e pagano la decima a coloro che credono nei Nostri segni
- كوردى - برهان محمد أمين : داواکارین که له دنیادا چاکهمان بۆ پێش بهێنیت و له قیامهتیشدا ئێمه بهڕاستی ڕێنموویی کراوین بۆ لای زاتی تۆ خوای گهوره له وهڵامیاندا فهرمووی سزاو تۆڵهم تووشی کهسێک دهکهم که بمهوێت و شایسته بێت ڕهحمهت و میهرهبانیم ههموو شتێکی گرتۆتهوه جا لهمهودوا ئهو ڕهحمهت و میهرهبانیهم تۆمار دهکهم و بڕیار دهدهم بۆ ئهو کهسانهی که تهقواو پارێزکاری دهکهن و زهکات دهدهن و ئهوانیش که باوهڕی تهواو بهئایهت و فهرمانهکانی ئێمه دههێنن
- اردو - جالندربرى : اور ہمارے لیے اس دنیا میں بھی بھلائی لکھ دے اور اخرت میں بھی۔ ہم تیری طرف رجوع ہوچکے۔ فرمایا کہ جو میرا عذاب ہے اسے تو جس پر چاہتا ہوں نازل کرتا ہوں اور جو میری رحمت ہے وہ ہر چیز کو شامل ہے۔ میں اس کو ان لوگوں کے لیے لکھ دوں گا جو پرہیزگاری کرتے اور زکوه دیتے اور ہماری ایتوں پر ایمان رکھتے ہیں
- Bosanski - Korkut : I dosudi nam milost na ovome svijetu i na onome svijetu – mi se vraćamo Tebi" – "Kaznom Svojom Ja kažnjavam koga hoću" – reče On – "a milost Moja obuhvaća sve; daću je onima koji se budu grijeha klonili i zekat davali i onima koji u dokaze Naše budu vjerovali
- Swedish - Bernström : Låt gott komma oss till del i detta liv och i det eviga livet Ja Vi vänder tillbaka till Dig [i djup ånger]" [Gud] svarade "Jag låter Mitt straff drabba den Jag vill; men Min nåd och Min barmhärtighet når överallt och Min nåd skänker Jag dem som fruktar Gud och ger åt de behövande och som tror på Mina budskap;
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Dan tetapkanlah untuk kami kebajikan di dunia ini dan di akhirat; sesungguhnya kami kembali bertaubat kepada Engkau Allah berfirman "SiksaKu akan Kutimpakan kepada siapa yang Aku kehendaki dan rahmatKu meliputi segala sesuatu Maka akan Aku tetapkan rahmatKu untuk orangorang yang bertakwa yang menunaikan zakat dan orangorang yang beriman kepada ayatayat Kami"
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : ۞ وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَٰذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ ۚ قَالَ عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاءُ ۖ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ ۚ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ
(Dan tetapkanlah) pastikanlah (untuk kami kebaikan di dunia ini dan di akhirat) kebaikan (sesungguhnya kami kembali pada jalan hidayah) maksudnya kami telah bertobat (kepada-Mu. Allah berfirman,) Maha Tinggi Allah ("Siksa-Ku akan Kutimpakan kepada siapa yang Aku kehendaki) Aku ingin menyiksanya (dan rahmat-Ku meliputi) menyeluruh (segala sesuatu) yang ada di dunia (Maka akan Aku tetapkan rahmat-Ku) di akhirat kelak (untuk orang-orang yang bertakwa yang menunaikan zakat dan orang-orang yang beriman kepada ayat-ayat Kami.")
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : আর পৃথিবীতে এবং আখেরাতে আমাদের জন্য কল্যাণ লিখে দাও। আমরা তোমার দিকে প্রত্যাবর্তন করছি। আল্লাহ তা’আলা বললেন আমার আযাব তারই উপর পরিব্যাপ্ত। সুতরাং তা তাদের জন্য লিখে দেব যারা ভয় রাখে যাকাত দান করে এবং যারা আমার আয়তসমুহের উপর বিশ্বাস স্থাপন করে।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : "இன்னும் இவ்வுலகத்திலும் மறுமையிலும் எங்களுக்கு அழகிய நன்மைகளையே விதித்தருள்வாயாக நிச்சயமாக நாங்கள் உன்னையே முன்னோக்குகிறோம்" என்றும் பிரார்த்தித்தார் அதற்கு இறைவன் "என்னுடைய அருளானது எல்லாப் பொருள்களிலும் விரிந்து பரந்து சூழ்ந்து நிற்கிறது எனினும் அதனை பயபக்தியுடன் பேணி நடப்போருக்கும் முறையாக ஜகாத்து கொடுத்து வருவோருக்கும் நம்முடைய வசனங்களை நம்புகிறவர்களுக்கும் நான் விதித்தருள் செய்வேன்" என்று கூறினான்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : “และโปรดได้ทรงกำหนด ความดีให้แก่พวกข้าพระองค์ในโลกนี้ และในปรโลกด้วยแท้จริงพวกข้าพระองค์สำนึกผิดและกลับมายังพระองค์แล้ว พระองค์ตรัสว่า การลงโทษของข้านั้น ข้าจะให้มันประสบแก่ผู้ที่ข้าประสงค์ และการเอ็นดูเมตตาของข้านั้น กว้างขวางทั่วทุกสิ่งซึ่งข้าจะกำหนดมันให้แก่บรรดาผู้ที่ยำเกรง และชำระซะกาต และแก่บรรดาผู้ที่พวกเขาศรัทธาต่อบรรดาโองการของเรา ”
- Uzbek - Мухаммад Содик : Ва бизга бу дунёда ҳам охиратда ҳам яхшиликни ёзиб қўй Биз сенинг Ўзингга тавба қилдик деди У зот Азобим ила кимни хоҳласам тутаман Раҳматим эса ҳамма нарсадан кенгдир Уни тақво қилганларга закот берганларга оятларимизга иймон келтирганга ёзажакман
- 中国语文 - Ma Jian : 求你在今世和后世为我们注定幸福,我们确已对你悔过了。主说:我的刑罚,是用去惩治我欲惩治的人的,我的慈恩是包罗万物的。我将注定以我的慈恩归于敬畏真主,完纳天课,而且信仰我的迹象者。
- Melayu - Basmeih : "Dan tetapkanlah untuk Kami kebaikan dalam dunia ini dan juga di akhirat sesungguhnya kami kembali bertaubat kepadaMu" Allah berfirman "AzabKu akan Aku timpakan kepada sesiapa yang Aku kehendaki dan rahmatKu meliputi tiaptiap sesuatu; maka Aku akan menentukannya bagi orangorang yang bertaqwa dan yang memberi zakat serta orangorang yang beriman kepada ayatayat Kami
- Somali - Abduh : Noona qor adduunyadan Wanaag iyo Aakhiraba waannu kuu noqonaye wuxuu Yidhi Cadaabkaygu wuxuu ku dhici Ciddaan Doono Naxariistayduna waxay u Waasac Noqotay wax kasta waxaana u qori kuwa Dhawrsada oo Bixiya Zakada iyo Kuwa Aayaadkaygana Rumeeya
- Hausa - Gumi : "Kuma Ka rubũta mana alhẽri a cikin wannan dũniya kuma a cikin Lãhira Lalle ne mũ mun tũba zuwa gare Ka" Ya ce "AzãbaTa Inã sãmu da ita wanda Nike so kuma rahamaTa ta yalwaci dukan kõme Sa'an nan zã Ni rubũta ta ga waɗanda suke yin taƙawa kuma sunã bãyar da zakka da waɗanda suke game da ãyõyinMu mũminai ne"
- Swahili - Al-Barwani : Na utuandikie mema katika dunia hii na katika Akhera Sisi tumerejea kwako Mwenyezi Mungu akasema Adhabu yangu nitamsibu nayo nimtakaye Na rehema yangu imeenea kila kitu Lakini nitawaandikia khasa wanao mchamngu na wanao toa Zaka na wale ambao wanaziamini Ishara zetu
- Shqiptar - Efendi Nahi : dhe caktona të mira neve në këtë botë dhe në tjetrën Se ne me të vërtetë te Ti kthehemi” Perëndia tha “Unë e godas me dënimin Tim kë dua e mëshira Ime përfshinë çdo gjë; ua jap atyre që ruhen nga mëkatet dhe japin zeqatin dhe atyre që u besojnë argumenteve Tona”
- فارسى - آیتی : براى ما در دنيا و آخرت نيكى بنويس. ما به سوى تو بازگشتهايم گفت: عذاب خود را به هر كس كه بخواهم مىرسانم و رحمت من همه چيز را دربرمىگيرد. آن را براى كسانى كه پرهيزگارى مىكنند و زكات مىدهند و به آيات ما ايمان مىآورند مقرر خواهم داشت.
- tajeki - Оятӣ : Барои мо дар дунё ва охират некӣ бинавис! Мо ба сӯи ту бозгаштаем». Гуфт: «Азоби худро ба ҳар кас, ки бихоҳам, мерасонам ва раҳмати ман ҳама чизро дар бар мегирад, Онро барои касоне, ки парҳезгорӣ мекунанд ва закот медиҳанд ва ба оёти Мо имон меоваранд, муқаррар хоҳам дошт,
- Uyghur - محمد صالح : بىزگە بۇ دۇنيادا ۋە ئاخىرەتتە تېگىشلىك ياخشىلىق قىلغىن، بىز ھەقىقەتەن ساڭا تەۋبە قىلدۇق» دېدى. اﷲ ئېيتتى: «ئازابىم بىلەن (بەندىلىرىمدىن) خالىغان كىشىنى ئازابلايمەن، مېنىڭ رەھمىتىم مەخلۇقاتنىڭ ھەممىسىگە ئورتاقتۇر. رەھمىتىمنى (كۇفرىدىن ۋە گۇناھتىن) ساقلانغۇچىلارغا، (ماللىرىنىڭ) زاكىتىنى بېرىدىغانلارغا ۋە بىزنىڭ ئايەتلىرىمىزگە ئىمان ئېيتىدىغانلارغا تېگىشلىك قىلىمەن»
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : "ഞങ്ങള്ക്കു നീ ഈ ലോകത്തും പരലോകത്തും നന്മ വിധിക്കേണമേ. തീര്ച്ചയായും ഞങ്ങള് നിന്നിലേക്ക് പശ്ചാത്തപിച്ചു മടങ്ങിയിരിക്കുന്നു.” അല്ലാഹു അറിയിച്ചു: "എന്റെ ശിക്ഷ ഞാനുദ്ദേശിക്കുന്നവരെ ബാധിക്കും. എന്നാല് എന്റെ കാരുണ്യം എല്ലാ വസ്തുക്കളെയും ചൂഴ്ന്നുനില്ക്കുന്നു. സൂക്ഷ്മത പാലിക്കുകയും സകാത്ത് നല്കുകയും നമ്മുടെ പ്രമാണങ്ങളില് വിശ്വസിക്കുകയും ചെയ്യുന്നവര്ക്ക് നാമത് രേഖപ്പെടുത്തുന്നു.”
- عربى - التفسير الميسر : واجعلنا ممن كتبت له الصالحات من الاعمال في الدنيا وفي الاخره انا رجعنا تائبين اليك قال الله تعالى لموسى عذابي اصيب به من اشاء من خلقي كما اصبت هولاء الذين اصبتهم من قومك ورحمتي وسعت خلقي كلهم فساكتبها للذين يخافون الله ويخشون عقابه فيودون فرائضه ويجتنبون معاصيه والذين هم بدلائل التوحيد وبراهينه يصدقون
*111). It is false to assume that the general rule underlying God's governance of His realm is that of wrath which is occasionally tempered with mercy and benevolence. On the contrary, the general rule is that of mercy and benevolence and wrath is the exception which is aroused when man's transgression and rebellion exceed all reasonable limits.