- عربي - نصوص الآيات عثماني : وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِّنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا ۙ ٱللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا ۖ قَالُواْ مَعْذِرَةً إِلَىٰ رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ
- عربى - نصوص الآيات : وإذ قالت أمة منهم لم تعظون قوما ۙ الله مهلكهم أو معذبهم عذابا شديدا ۖ قالوا معذرة إلى ربكم ولعلهم يتقون
- عربى - التفسير الميسر : واذكر -أيها الرسول- إذ قالت جماعة منهم لجماعة أخرى كانت تعظ المعتدين في يوم السبت، وتنهاهم عن معصية الله فيه: لِمَ تعظون قومًا الله مهلكهم في الدنيا بمعصيتهم إياه أو معذبهم عذابا شديدًا في الآخرة؟ قال الذين كانوا ينهَوْنهم عن معصية الله: نَعِظهم وننهاهم لِنُعْذَر فيهم، ونؤدي فرض الله علينا في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ورجاء أن يتقوا الله، فيخافوه، ويتوبوا من معصيتهم ربهم وتعذِّيهم على ما حرَّم عليهم.
- السعدى : وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِّنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا ۙ اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا ۖ قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَىٰ رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ
معظمهم اعتدوا وتجرؤوا، وأعلنوا بذلك. وفرقة أعلنت بنهيهم والإنكار عليهم. وفرقة اكتفت بإنكار أولئك عليهم، ونهيهم لهم، وقالوا لهم: لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا كأنهم يقولون: لا فائدة في وعظ من اقتحم محارم اللّه، ولم يصغ للنصيح، بل استمر على اعتدائه وطغيانه، فإنه لا بد أن يعاقبهم اللّه، إما بهلاك أو عذاب شديد. فقال الواعظون: نعظهم وننهاهم مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ أي: لنعذر فيهم. وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أي: يتركون ما هم فيه من المعصية، فلا نيأس من هدايتهم، فربما نجع فيهم الوعظ، وأثر فيهم اللوم. وهذا المقصود الأعظم من إنكار المنكر ليكون معذرة، وإقامة حجة على المأمور المنهي، ولعل اللّه أن يهديه، فيعمل بمقتضى ذلك الأمر، والنهي.
- الوسيط لطنطاوي : وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِّنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا ۙ اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا ۖ قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَىٰ رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ
ثم بين- سبحانه- طوائف هذه القرية وحال كل طائفة فقال تعالى وَإِذْ قالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْماً اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذاباً شَدِيداً، قالُوا مَعْذِرَةً إِلى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ.
والذي يفهم من الآية الكريمة، - وعليه جمهور المفسرين- أن أهل القرية كانوا ثلاث فرق.
1- فرقة المعتدين في السبت، المتجاوزين حدود الله عن تعمد وإصرار.
2- فرقة الناصحين لهم بالانتهاء عن تعديهم وفسوقهم.
3- فرقة اللائمين للناصحين ليأسهم من صلاح العادين في السبت.
وهذه الفرقة الثالثة هي التي عبر القرآن الكريم عنها بقوله: وَإِذْ قالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْماً اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذاباً شَدِيداً أى: قالت فرقة من أهل القرية، لإخوانهم الذين لم يألوا جهدا في نصيحة العادين في السبت، لم تعظون قوما لا فائدة من وعظهم ولا جدوى من تحذيرهم، لأن الله تعالى قد قضى باستئصالهم وتطهير الأرض منهم، أو بتعذيبهم عذابا شديدا، جزاء تماديهم في الشر، وصممهم عن سماع الموعظة فكان رد الناصحين عليهم مَعْذِرَةً إِلى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ.
فهم قد عللوا نصيحتهم للعادين بعلتين:
الأولى: الاعتذار إلى الله- تعالى- من مغبة التقصير في واجب الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر.
والثانية: الأمل في صلاحهم وانتفاعهم بالموعظة حتى ينجو من العقوبة، ويسيروا في طريق المهتدين.
وقيل: إن أهل القرية كانوا فرقتين، فرقه أقدمت على الذنب فاعتدت في السبت، وفرقة أحجمت عن الأقدام، ونصحت المعتدين بعدم التجاوز لحدود الله- تعالى- فلما داومت الفرقة الواعظة على نصيحتها للفرقة العادية، قالت لها الفرقة العادية على سبيل التهكم والاستهزاء: لم تعظون قوما الله مهلكهم أو معذبهم عذابا شديدا في زعمكم؟ فاجابتهم الناصحة بقولها. معذرة إلى ربكم ولعلهم يتقون.
والذي نرجحه أن أهل القرية كانوا ثلاث فرق كما قال جمهور المفسرين- لأن هذا هو الظاهر من الضمائر في الآية الكريمة، إذ لو كانوا فرقتين لقالت الناهية للعاصية (ولعلكم تتقون) بكاف الخطاب، بدل قولهم (ولعلهم يتقون) الذي يدل على أن المحاورة قد دارت بين الفرقة اللائمة، والفرقة الناصحة.
قال الإمام القرطبي عند تفسيره الآية الكريمة: إن بنى إسرائيل افترقت ثلاث فرق «فرقة عصت وصدت، وكانوا، نحوا من سبعين ألفا، فرقة نهت واعتزلت، وكانوا نحوا من اثنى عشر ألفا، وفرقة اعتزلت ولم تنه ولم تعص، وأن هذه الطائفة هي التي قالت للناهية، لم تعظون قوما- عصاة- الله مهلكهم، أو معذبهم على غلبة الظن. وما عهد حينئذ من فعل الله تعالى بالأمم العاصية؟) .
وقوله مَعْذِرَةً بالنصب على أنها مفعول لأجله أى: وعظناهم لأجل المعذرة، أو منصوبة على أنها مصدر لفعل مقدر من لفظها أى: نعتذر معذرة وقرئت «معذرة» بالرفع على أنها خبر لمبتدأ محذوف أى: موعظتنا معذرة وقد اختار سيبويه هذا الوجه وقال في تعليله: لأنهم لم يريدوا أن يعتذروا اعتذارا مستأنفا ولكنهم قيل لهم لم تعظون؟ فقالوا موعظتنا معذرة.
- البغوى : وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِّنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا ۙ اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا ۖ قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَىٰ رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ
قوله تعالى : ( وإذ قالت أمة منهم لم تعظون قوما الله مهلكهم ) اختلفوا في الذين قالوا هذا ، قيل : كانوا من الفرقة الهالكة ، وذلك أنهم لما قيل لهم انتهوا عن هذا العمل السيئ ، قبل أن ينزل بكم العذاب وإنا نعلم أن الله منزل بكم بأسه إن لم تنتهوا أجابوا وقالوا : ( لم تعظون قوما الله مهلكهم ) ، ( أو ) علمتم أنه ( معذبهم عذابا شديدا قالوا ) أي : قال الناهون ( معذرة ) أي : موعظتنا معذرة ( إلى ربكم ) قرأ حفص : " معذرة " بالنصب أي نفعل ذلك معذرة إلى ربكم . والأصح أنها من قول الفرقة الساكتة ، قالوا لم تعظون قوما الله مهلكهم ، قالوا معذرة إلى ربكم ، ومعناه أن الأمر بالمعروف واجب علينا فعلينا موعظة هؤلاء عذرا إلى الله ، ( ولعلهم يتقون ) أي : يتقون الله ويتركوا المعصية ، ولو كان الخطاب مع المعتدين لكان يقول ولعلكم تتقون .
- ابن كثير : وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِّنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا ۙ اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا ۖ قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَىٰ رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ
خبر تعالى عن أهل هذه القرية أنهم صاروا إلى ثلاث فرق : فرقة ارتكبت المحذور ، واحتالوا على اصطياد السمك يوم السبت ، كما تقدم بيانه في سورة البقرة . وفرقة نهت عن ذلك ، [ وأنكرت ] واعتزلتهم . وفرقة سكتت فلم تفعل ولم تنه ، ولكنها قالت للمنكرة : ( لم تعظون قوما الله مهلكهم أو معذبهم عذابا شديدا ) ؟ أي : لم تنهون هؤلاء ، وقد علمتم أنهم هلكوا واستحقوا العقوبة من الله ؟ فلا فائدة في نهيكم إياهم . قالت لهم المنكرة : ( معذرة إلى ربكم ) قرأ بعضهم بالرفع ، كأنه على تقديره : هذا معذرة وقرأ آخرون بالنصب ، أي : نفعل ذلك ( معذرة إلى ربكم ) أي : فيما أخذ علينا من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ) ولعلهم يتقون ) يقولون : ولعل بهذا الإنكار يتقون ما هم فيه ويتركونه ، ويرجعون إلى الله تائبين ، فإذا تابوا تاب الله عليهم ورحمهم .
- القرطبى : وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِّنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا ۙ اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا ۖ قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَىٰ رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ
ويكون المعنى في قوله تعالى وإذ قالت أمة منهم لم تعظون قوما الله مهلكهم أو معذبهم عذابا شديدا أي قال الفاعلون للواعظين حين وعظوهم : إذا علمتم أن الله مهلكنا فلم تعظوننا ؟ فمسخهم الله قردة .
قالوا معذرة إلى ربكم ولعلهم يتقون أي قال الواعظون : موعظتنا إياكم معذرة إلى ربكم ; أي إنما يجب علينا أن نعظكم لعلكم تتقون . أسند هذا القول الطبري عن ابن الكلبي . وقال جمهور المفسرين : إن بني إسرائيل افترقت ثلاث فرق ، وهو الظاهر من الضمائر في الآية . فرقة عصت وصادت ، وكانوا نحوا من سبعين ألفا . وفرقة اعتزلت ولم تنه ولم تعص ، وأن هذه الطائفة قالت للناهية : لم تعظون قوما - تريد العاصية - الله مهلكهم أو معذبهم على غلبة الظن ، وما عهد من فعل الله تعالى حينئذ بالأمم العاصية . فقالت الناهية : موعظتنا معذرة إلى الله لعلهم يتقون . ولو كانوا فرقتين لقالت الناهية للعاصية : ولعلكم تتقون ، بالكاف . ثم اختلف بعد هذا ; فقالت فرقة : إن الطائفة التي لم تنه ولم تعص هلكت مع العاصية عقوبة على ترك النهي ; قاله ابن عباس . وقال أيضا : ما أدري ما فعل بهم ; وهو الظاهر من الآية . وقال عكرمة : قلت لابن عباس لما قال ما أدري ما فعل بهم : ألا ترى أنهم قد كرهوا ما هم عليه وخالفوهم فقالوا : لم تعظون قوما الله مهلكهم ؟ فلم أزل به حتى عرفته أنهم قد نجوا ; فكساني حلة . وهذا مذهب الحسن . ومما يدل على أنه إنما هلكت الفرقة العادية لا غير قوله : وأخذنا الذين ظلموا . وقوله : ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم في السبت الآية . وقرأ عيسى وطلحة معذرة بالنصب . ونصبه عند الكسائي من وجهين : أحدهما على المصدر . والثاني على تقدير فعلنا ذلك معذرة . وهي قراءة حفص عن عاصم . والباقون بالرفع : وهو الاختيار ; لأنهم لم يريدوا أن يعتذروا اعتذارا مستأنفا من أمر ليموا عليه ، ولكنهم قيل لهم : لم تعظون ؟ فقالوا : موعظتنا معذرة . ولو قال رجل لرجل : معذرة إلى الله وإليك من كذا ، يريد اعتذارا ; لنصب . هذا قول سيبويه . ودلت الآية على القول بسد الذرائع . وقد مضى في " البقرة " ومضى فيها الكلام في الممسوخ هل ينسل أم لا ، مبينا . والحمد لله . ومضى في " آل عمران " و " المائدة " الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر . ومضى في " النساء " اعتزال أهل الفساد ومجانبتهم ، وأن من جالسهم كان مثلهم ، فلا معنى للإعادة .
- الطبرى : وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِّنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا ۙ اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا ۖ قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَىٰ رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ
القول في تأويل قوله : وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (164) (1)
قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: واذكر أيضًا، يا محمد= " إذ قالت أمة منهم ", جماعة منهم لجماعة كانت تعظ المعتدين في السبت، وتنهاهم عن معصية الله فيه = (2) " لم تعظون قومًا الله مهلكهم "، في الدنيا بمعصيتهم إياه, وخلافهم أمره, واستحلالهم ما حرم عليهم= " أو معذبهم عذابًا شديدًا "، في الآخرة، قال الذين كانوا ينهونهم عن معصية الله مجيبيهم عن قولهم: عظتنا إياهم معذرةٌ إلى ربكم، نؤدِّي فرضه علينا في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر= " ولعلهم يتقون "، يقول: ولعلهم أن يتقوا الله فيخافوه, فينيبوا إلى طاعته، ويتوبوا من معصيتهم إياه، وتعدِّيهم على ما حرّم عليهم من اعتدائهم في السبت، كما: -
15264- حدثنا ابن حميد قال، حدثنا سلمة, عن ابن إسحاق, عن داود بن الحصين, عن عكرمة, عن ابن عباس: " قالوا معذرة إلى ربكم "، لسخطنا أعمالهم. (3)
* * *
= " ولعلهم يتقون "، : أي ينـزعون عما هم عليه. (4)
* * *
15265- حدثني يونس قال، أخبرنا ابن وهب قال، قال ابن زيد, في قوله: " ولعلهم يتقون " قال: يتركون هذا العمل الذي هم عليه.
* * *
واختلفت القرأة في قراءة قوله: " قالوا معذرة " . (5) فقرأ دلك عامة قرأة الحجاز والكوفة والبصرة: (مَعْذِرَةٌ) بالرفع، على ما وصفتُ من معناها.
* * *
وقرأ ذلك بعض أهل الكوفة: (مَعْذِرَةً) نصبًا, بمعنى: إعذارًا وعظناهم وفعلنا ذلك.
* * *
واختلف أهل العلم في هذه الفرقة التي قالت: " لم تعظون قوما الله مهلكهم "، هل كانت من الناجية, أم من الهالكة!
فقال بعضهم: كانت من الناجية, لأنها كانت هي الناهيةَ الفرقةَ الهالكةَ عن الاعتداء في السبت. (6)
* ذكر من قال ذلك:
15266- حدثني المثني قال، حدثنا عبد الله بن صالح قال، حدثني معاوية, عن علي, عن ابن عباس قوله: " وإذ قالت أمة منهم لم تعظون قومًا الله مهلكهم أو معذبهم عذابًا شديدًا "، هي قرية على شاطئ البحر بين مكة والمدينة، يقال لها: " أيلة ", فحرم الله عليهم الحيتان يوم سبتهم, فكانت الحيتان تأتيهم يوم سبتهم شرعًا في ساحل البحر. فإذا مضى يوم السبت، لم يقدروا عليها. فمكثوا بذلك ما شاء الله، ثم إن طائفة منهم أخذوا الحيتان يوم سبتهم, فنهتهم طائفة، وقالوا: تأخذونها، وقد حرمها الله عليكم يوم سبتكم ! فلم يزدادوا إلا غيًّا وعتوًّا, وجعلت طائفة أخرى تنهاهم. فلما طال ذلك عليهم، قالت طائفة من النهاة: تعلَّموا أنّ هؤلاء قوم قد حق عليهم العذاب، (7) لم تعظون قومًا الله مهلكهم، وكانوا أشد غضَبًا لله من الطائفة الأخرى, فقالوا: " معذرة إلى ربكم ولعلهم يتقون "، وكلّ قد كانوا ينهون، فلما وقع عليهم غضب الله, نجت الطائفتان اللتان قالوا: " لم تعظون قومًا الله مهلكهم "، والذين قالوا: " معذرة إلى ربكم "، وأهلك الله أهل معصيته الذين أخذوا الحيتان, فجعلهم قردة وخنازير.
15267- حدثني محمد بن سعد قال، حدثني أبي ، قال حدثني عمي قال، حدثني أبي, عن أبيه, عن ابن عباس: وَاسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ ، إلى قوله: وَيَوْمَ لا يَسْبِتُونَ لا تَأْتِيهِمْ ، وذلك أن أهل قرية كانت حاضرة البحر، كانت تأتيهم حيتانهم يوم سبتهم. يقول: إذا كانوا يوم يسبتون تأتيهم شرعًا= يعني: من كل مكان= ويوم لا يسبتون لا تأتيهم، وأنهم قالوا: لو أنا أخذنا من هذه الحيتان يوم تجيء ما يكفينا فيما سوى ذلك من الأيام! فوعظهم قوم مؤمنون ونهوهم. وقالت طائفة من المؤمنين: إن هؤلاء قوم قد هموا بأمر ليسوا بمنتهين دونه, والله مخزيهم ومعذبهم عذابًا شديدًا. قال المؤمنون بعضهم لبعض: " معذرة إلى ربكم ولعلهم يتقون "، إن كان هلاك، فلعلنا ننجو، وإما أن ينتهوا فيكون لنا أجرًا. وقد كان الله جعل على بني إسرائيل يومًا يعبدونه ويتفرغون له فيه, وهو يوم الاثنين. فتعدى الخبثاء من الاثنين إلى السبت, وقالوا: هو يوم السبت! فنهاهم موسى, فاختلفوا فيه, فجعل عليهم السبت, ونهاهم أن يعملوا فيه وأن يعتدوا فيه، وأنّ رجلا منهم ذهب ليحتطب, فأخذه موسى عليه السلام فسأله: هل أمرك بهذا أحد؟ فلم يجد أحدًا أمره, فرجمه أصحابه.
15268- حدثني موسى قال، حدثنا عمرو قال، حدثنا أسباط, عن السدي قال: قال بعض الذين نهوهم لبعض: " لم تعظون قومًا الله مهلكهم أو معذبهم عذابًا شديدًا "، يقول: لم تعظونهم، وقد وعظتموهم فلم يطيعوكم؟ فقال بعضهم: " معذرة إلى ربكم ولعلهم يتقون ".
15269- حدثنا محمد بن المثني قال، حدثنا معاذ بن هانئ قال، حدثنا حماد, عن داود, عن عكرمة, عن ابن عباس: " وإذ قالت أمة منهم لم تعظون قومًا الله مهلكهم أو معذبهم عذابًا شديدًا "، قال: ما أدري أنجا الذين قالوا: " لم تعظون قوما الله مهلكهم " أم لا! قال: فلم أزل به حتى عرَّفته أنهم قد نجوا, فكساني حلة. (8)
15270- حدثني المثني قال، حدثنا حماد, عن داود, عن عكرمة قال: قرأ ابن عباس هذه الآية, فذكر نحوه= إلا أنه قال في حديثه: فما زلت أبصِّره حتى عرَف أنهم قد نجوا.
15271- حدثني سلام بن سالم الخزاعي قال، حدثنا يحيى بن سليم الطائفي قال، حدثنا ابن جريج, عن عكرمة قال: دخلت على ابن عباس والمصحف في حجره، وهو يبكي, فقلت: ما يبكيك، جعلني الله فداءك؟ قال: فقرأ: وَاسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ ، إلى قوله: بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ قال ابن عباس: لا أسمع الفرقة الثالثة ذكرت، نخاف أن نكون مثلهم! فقلت: أما تسمع الله يقول: فَلَمَّا عَتَوْا عَنْ مَا نُهُوا عَنْهُ ؟ فسُرِّي عنه، وكساني حُلّة . (9)
15272- حدثنا الحسن بن يحيى قال، أخبرنا عبد الرزاق قال، أخبرنا ابن جريج قال، حدثني رجل, عن عكرمة قال: جئت ابن عباس يومًا وهو يبكي, وإذا المصحف في حجره, فأعظمت أن أدنو, ثم لم أزل على ذلك حتى تقدَّمت فجلستُ, فقلت: ما يبكيك يا ابن عباس، جعلني الله فداءك؟ فقال: هؤلاء الورقات! قال: وإذا هو في " سورة الأعراف "، قال: تعرف أيلة! قلت: نعم! قال: فإنه كان حيّ من يهود، سيقت الحيتان إليهم يوم السبت، ثم غاصت لا يقدرون عليها حتى يغُوصوا، بعد كدٍّ ومؤنة شديدة, كانت تأتيهم يوم السبت شرعًا بيضًا سمانًا كأنها الماخض, (10) تنبطحُ ظهورُها لبطونها بأفنيتهم وأبنيتهم. (11) فكانوا كذلك برهة من الدهر, ثم إن الشيطان أوحى إليهم فقال: إنما نهيتم عن أكلها يوم السبت, فخذوها فيه، وكلوها في غيره من الأيام ! فقالت ذلك طائفة منهم, وقالت طائفة منهم: بل نُهيتم عن أكلها وأخذِها وصيدها في يوم السبت. وكانوا كذلك، حتى جاءت الجمعة المقبلة, فعدت طائفة بأنفسها وأبنائها ونسائها, واعتزلت طائفة ذات اليمين، وتنحَّت, واعتزلت طائفة ذات اليسار وسكتت. وقال الأيمنون: ويلكم! اللهَ، اللهَ، ننهاكم أن تتعرّضوا لعقوبة الله! (12) وقال الأيسرون: " لم تعظون قوما الله مهلكهم أو معذبهم عذابًا شديدًا "؟ قال الأيمنون: " معذرة إلى ربكم ولعلهم يتقون "! أي: ينتهون, فهو أحب إلينا أن لا يصابوا ولا يهلكوا, وإن لم ينتهوا فمعذرة إلى ربكم. فمضوا على الخطيئة, فقال الأيمنون: قد فعلتم، يا أعداء الله! والله لا نُبَايتكم الليلة في مدينتكم, (13) والله ما نراكم تصبحون حتى يصيبكم الله بخسف أو قذف أو بعض ما عنده بالعذاب ! (14) فلما أصبحوا ضربوا عليهم الباب ونادوا, فلم يجابوا, فوضعوا سلّمًا، وأعلوا سور المدينة رجلا فالتفت إليهم فقال: أي عبادَ الله، قردةٌ والله تعاوَى لها أذناب! قال: ففتحوا فدخلوا عليهم, فعرفت القردةُ أنسابها من الإنس, ولا تعرف الإنس أنسابها من القردة, فجعلت القرود تأتي نسيبها من الإنس فتشمّ ثيابه وتبكي, فتقولُ لهم: ألم ننهكم عن كذا؟ فتقول برأسها: نعم! ثم قرأ ابن عباس: فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ . قال: فأرى اليهود الذين نَهَوْا قد نجوا, ولا أرى الآخرين ذُكروا, ونحن نرى أشياء ننكرها فلا نقول فيها! قال قلت: إنَّ، جعلني الله فداك, (15) ألا ترى أنهم قد كَرِهوا ما هم عليه، وخالفوهم وقالوا: " لم تعظون قومًا الله مهلكهم أو معذبهم "؟ قال: فأمرَ بي فكسيِت بُرْدَين غليظين.
15273- حدثنا بشر بن معاذ قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد, عن قتادة، وَاسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ ، ذُكر لنا أنه إذا كان يوم السبت أقبلت الحيتان، حتى تتبطَّح على سواحلهم وأفنيتهم، (16) لما بلغها من أمر الله في الماء, فإذا كان في غير يوم السبت، بعدت في الماء حتى يطلبها طالبهم. فأتاهم الشيطان فقال: إنما حرم عليكم أكلها يوم السبت, فاصطادوها يوم السبت وكلوها فيما بعد! ..... (17) قوله: " وإذ قالت أمة منهم لم تعظون قوما الله مهلكهم أو معذبهم عذابًا شديدًا قالوا معذرة إلى ربكم ولعلهم يتقون "، صار القوم ثلاثة أصناف، (18) أما صنف فأمسكوا عن حرمة الله ونهوا عن معصية الله، وأما صنف فأمسك عن حرمة الله هيبةً لله، وأما صنف فانتهك الحرمة ووقع في الخطيئة.
15274- حدثني محمد بن عمرو قال، حدثنا أبو عاصم قال، حدثنا عيسى, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد, عن ابن عباس في قول الله: حَاضِرَةَ الْبَحْرِ ، قال: حرمت عليهم الحيتان يوم السبت, وكانت تأتيهم يوم السبت شُرّعًا, بلاء ابتلوا به, ولا تأتيهم في غيره إلا أن يطلبوها, بلاء أيضًا، بما كانوا يفسقون. فأخذوها يوم السبت استحلالا ومعصية, فقال الله لهم: كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ ، إلا طائفة منهم لم يعتدوا ونهوهم, فقال بعضهم لبعض: " لم تعظون قومًا ".
15275- حدثني يونس قال، أخبرنا ابن وهب قال، قال ابن زيد في قوله: " وإذ قالت أمة منهم لم تعظون قوما الله مهلكهم " حتى بلغ " ولعلهم يتقون "، لعلّهم يتركون ما هم عليه. قال: كانوا قد بُلوا بكفّ الحيتان عنهم, وكانوا يسبتون في يوم السبت ولا يعملون فيه شيئًا, فإذا كان يوم السبت أتتهم الحيتانُ شُرّعًا, وإذا كان غير يوم السبت لم يأت حوتٌ واحد. قال: وكانوا قومًا قد قَرِموا بحب الحيتان ولقوا منه بلاءً, (19) فأخذ رجل منهم حوتًا فربط في ذنبه خيطًا, ثم ربطه إلى خَشَفَةٍ، (20) ثم تركه في الماء, حتى إذا غربت الشمس من يوم الأحد، اجتره بالخيط ثم شواه. فوجد جارٌ له ريح حوت, فقال: يا فلان، إني أجد في بيتك ريح نًونٍ! (21) فقال: لا! قال: فتطلع في تنُّوره فإذا هو فيه، فأخبره حينئذ الخبرَ, فقال: إني أرى الله سيعذِّبك. قال: فلما لم يره عجَّل عذابًا, فلما أتى السبت الآخر أخذ اثنين فربَطَهما, ثم اطلع جارٌ له عليه، فلما رآه لم يعجِّل عذابًا، جعلوا يصيدونه, (22) فاطلع أهل القرية عليهم, فنهاهم الذين ينهون عن المنكر, فكانوا فرقتين: فرقة تنهاهم وتكفّ, وفرقة تنهاهم ولا تكف. فقال الذين نهوا وكفوا، للذين ينهون ولا يكفون: " لم تعظون قوما الله مهلكهم أو معذبهم عذابًا شديدًا "؟ فقال الآخرون: " معذرة إلى ربكم ولعلهم يتقون ". فقال الله: فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ . إلى قوله: بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ قَالَ اللَّهُ فَلَمَّا عَتَوْا عَنْ مَا نُهُوا عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ . وقال لهم أهل تلك القرية: عملتم بعمل سَوْء, من كان يريد يعتزل ويتطهَّر فليعتزل هؤلاء ! قال: فاعتزل هؤلاء وهؤلاء في مدينتهم, وضربوا بينهم سورًا, فجعلوا في ذلك السور أبوابًا يخرج بعضُهم إلى بعض. قال: فلما كان الليل طرقهم الله بعذابٍ, (23) فأصبح أولئك المؤمنون لا يرون منهم أحدًا, فدخلوا عليهم فإذا هم قردة, الرجل وأزواجه وأولاده، فجعلوا يدخلون على الرجل يعرفونه فيقولون: يا فلان، ألم نحذرك سطوات الله؟ ألم نحذرك نقمات الله؟ ونحذرك ونحذرك؟ قال: فليس إلا بكاء! (24) قال: وإنما عذب الله الذين ظلموا، الذين أقاموا على ذلك. قال: وأما الذين نَهَوْا، فكلهم قد نهى, ولكن بعضهم أفضل من بعض. فقرأ: أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ .
15276- حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا المحاربي, عن داود, عن عكرمة قال: قرأ ابن عباس هذه الآية: " لم تعظون قوما الله مهلكهم أو معذبهم عذابًا شديدًا "، قال: لا أدري أنجا القوم أو هلكوا؟ فما زلت أبصِّره حتى عرف أنهم نجوا, وكساني حُلَّة.
15277- حدثني يونس قال، أخبرني أشهب بن عبد العزيز, عن مالك قال: زعم ابن رُومان أن قوله: تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعًا وَيَوْمَ لا يَسْبِتُونَ لا تَأْتِيهِمْ ، قال: كانت تأتيهم يوم السبت, فإذا كان المساء ذهبتْ، فلا يرى منها شيء إلى السبت. فاتخذ لذلك رجل منهم خيطًا ووتدًا, فربط حوتًا منها في الماء يوم السبت, حتى إذا أمسوا ليلة الأحد أخذه فاشتواه, فوجد الناس ريحه, فأتوه فسألوه عن ذلك, فجحدهم, فلم يزالوا به حتى قال لهم: فإنه جلد حوتٍ وجدناه! فلما كان السبت الآخر فعل مثل ذلك= ولا أدري لعله قال: ربط حوتين= فلما أمسى من ليلة الأحد أخذه فاشتواه, فوجدوا ريحه, فجاءوا فسألوه, فقال لهم: لو شئتم صنعتم كما أصنع! فقالوا له: وما صنعت؟ فأخبرهم, ففعلوا مثل ما فعل, حتى كثر ذلك. وكانت لهم مدينة لها رَبض, (25) فغلَّقوها, فأصابهم من المسْخ ما أصابهم. فغدا إليهم جيرانهم ممن كان يكون حولهم, يطلبون منهم ما يطلب الناس, فوجدوا المدينة مغلقة عليهم, فنادوا فلم يجيبوهم, فتسوَّروا عليهم, فإذا هم قردة, فجعل القرد يدنو يتمسَّح بمن كان يعرف قبل ذلك، ويدنو منه ويتمسَّح به.
* * *
وقال آخرون: بل الفرقة التي قالت: " لم تعظون قومًا الله مهلكهم "، كانت من الفرقة الهالكة.
* ذكر من قال ذلك:
15278- حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا ابن إدريس, عن محمد بن إسحاق, عن داود بن حصين, عن عكرمة, عن ابن عباس: وَاسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إلى قوله: شُرَّعًا ، قال: قال ابن عباس: ابتدعوا السبت فابتلُوا فيه, فحرِّمت عليهم فيه الحيتان, فكانوا إذا كان يوم السبت شَرَعت لهم الحيتان ينظرون إليها في البحر. فإذا انقضى السبتُ، ذهبتْ فلم تُرَ حتى السبت المقبل، فإذا جاء السبت جاءت شرَّعًا. فمكثوا ما شاء الله أن يمكثوا كذلك, ثم إنّ رجلا منهم أخذ حوتًا فخزمه بأنفه, (26) ثم ضرب له وَتِدًا في الساحل، وربطه وتركه في الماء. فلما كان الغد، أخذه فشواه فأكله. ففعل ذلك وهم ينظرُون ولا ينكرون, ولا ينهاه منهم أحد إلا عصبة منهم نَهوه, حتى ظهر ذلك في الأسواق وفُعِل علانيةً. قال: فقالت طائفة للذين يَنهون: " لم تعظون قومًا الله مهلكهم أو معذبهم عذابًا شديدًا قالوا معذرة إلى ربكم "، في سخطنا أعمالهم، وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ * فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ ، إلى قوله: قُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ ، قال ابن عباس: كانوا أثلاثًا: ثلث نَهوا, وثلث قالوا: " لم تعظون قوما الله مهلكهم "، وثلث أصحاب الخطيئة، فما نجا إلا الذين نهوا, وهلك سائرهم. فأصبح الذين نهوا عن السوء ذات يوم في مجالسهم يتفقَّدون الناس لا يرونهم, فَعَلوْا على دورهم, (27) فجعلوا يقولون: إنّ للناس لشأنًا, فانظروا ما شأنهم ! فاطلعوا في دورهم, فإذا القوم قد مسخوا في ديارهم قردة, يعرفون الرجل بعينه وإنه لقرد, ويعرفون المرأة بعينها وإنها لقردة، قال الله: فَجَعَلْنَاهَا نَكَالا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ [سورة البقرة: 66].
15279- حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا أبي, عن أبي بكر الهذلي, عن عكرمة, عن ابن عباس: أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ الآية، قال ابن عباس: نجا الناهون, وهلك الفاعلون, ولا أدري ما صنع بالساكتين!
15280- حدثنا ابن عبد الأعلى قال، حدثنا محمد بن ثور, عن معمر, عن قتادة, عن ابن عباس: " لم تعظون قومًا الله مهلكهم "، قال: هم ثلاث فرق: الفرقة التي وَعَظت, والموعوظة التي وُعِظت, والله أعلم ما فعلت الفرقة الثالثة, وهم الذين قالوا: " لم تعظون قوما الله مهلكهم ".
=وقال الكلبي: هما فرقتان: الفرقة التي وَعَظت, والتي قالت: " لم تعظون قومًا الله مهلكهم " قال: هي الموعوظة.
15281- حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا عمران بن عيينة, عن عطاء بن السائب, عن سعيد بن جبير, عن ابن عباس قال: لأن أكون علمتُ من هؤلاء الذين قالوا: " لم تعظون قومًا الله مهلكهم أو معذبهم عذابًا شديدًا "، أحبُّ إليّ مما عُدِل به!
15282- حدثنا ابن حميد قال، حدثنا جرير, عن عطاء قال، قال ابن عباس: " وإذ قالت أمة منهم لم تعظون قومًا الله مهلكهم "، قال: أسمع، الله يقول: أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ ، فليت شعري ما فُعِل بهؤلاء الذين قالوا: " لم تعظون قومًا الله مهلكهم "؟
15283- حدثنا ابن حميد قال، حدثنا يعقوب, عن جعفر, عن ماهان الحنفي أبي صالح في قوله: تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعًا وَيَوْمَ لا يَسْبِتُونَ لا تَأْتِيهِمْ ، قال: كانوا في المدينة التي على ساحل البحر, وكانت الأيام ستةً, الأحد إلى الجمعة. فوضعت اليهود يوم السبْت, وسبّتوه على أنفسهم, فسبَّته الله عليهم, ولم يكن السبت قبل ذلك, فوكّده الله عليهم, وابتلاهم فيه بالحيتَانِ, فجعلت تشرع يوم السبت, فيتقون أن يصيبُوا منها, حتى قال رجل منهم: والله ما السَّبت بيوم وَكّده الله علينا, ونحن وكّدناه على أنفسنا, فلو تناولت من هذا السمك ! فتناول حوتًا من الحيتان, فسمع بذلك جارُه, فخاف العقوبة، فهرب من منـزله. فلما مكث ما شاء الله ولم تصبه عقوبة، تناول غيرُه أيضًا في يوم السبت. فلما لم تصبهم العقوبة، كثر مَنْ تناول في يوم السبت, واتخذوا يوم السبت، وليلةَ السبت عيدًا يشربون فيه الخمورَ، ويلعبون فيه بالمعازف. فقال لهم خيارهم وصلحاؤهم: ويحكم, انتهوا عما تفعلون, إن الله مهلككم أو معذِّبكم عذابًا شديدًا، أفلا تعقلون؟ ولا تعدوا في السبت! فأبوا, فقال خِيارهم: نضرب بيننا وبينهم حائطًا. ففعلوا، وكان إذا كان ليلة السبت تأذَّوا بما يسمعون من أصواتهم وأصوات المعازف، حتى إذا كانت الليلة التي مُسِخوا فيها, سكنت أصواتهم أوّل الليل, فقال خيارهم: ما شأن قومكم قد سكنت أصواتهم الليلة؟ فقال بعضهم: لعل الخمر غلبَتهم فناموا! فلما أصبحوا، لم يسمعوا لهم حسًّا، فقال بعضهم لبعض: ما لنا لا نسمع من قومكم حسًّا؟ فقالوا لرجل: اصعد الحائط وانظر ما شأنهم. فصعد الحائط، فرآهم يموجُ بعضهم في بعض, قد مُسخوا قردةً, فقال لقومه: تعالوا فانظروا إلى قومكم ما لَقُوا! فصعدوا, فجعلوا ينظرون إلى الرجل فيتوسَّمُون فيه, فيقولون: أي فلان، أنت فلان؟ فيومئ بيده إلى صدره أن نعم، (28) بما كسبت يداي. (29)
15284- حدثني يعقوب وابن وكيع قالا حدثنا ابن علية, عن أيوب قال، تلا الحسن ذات يوم: وَاسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعًا وَيَوْمَ لا يَسْبِتُونَ لا تَأْتِيهِمْ كَذَلِكَ نَبْلُوهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ ، فقال: حوتٌ حرمه الله عليهم في يوم، (30) وأحله لهم فيما سوى ذلك, فكان يأتيهم في اليوم الذي حرَّمه الله عليهم كأنه المخاض، (31) لا يمتنع من أحد. وقلَّما رأيت أحدًا يكثر الاهتمامَ بالذنب إلا واقعه، (32) فجعلوا يَهتمُّون ويمْسِكون، حتى أخذوه, فأكلوا أوْخَم أكلة أكلها قوم قطُّ, (33) أبقاه خزيًا في الدنيا، وأشدُّه عقوبة في الآخرة! (34) وايم الله، [ما حوتُ أخذه قوم فأكلوه، أعظم عند الله من قتل رجل مؤمن] ! (35) وللمؤمن أعظم حرمة عند الله من حوت, ولكن الله جعل موعدَ قومٍ الساعة وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ ، [سورة القمر: 46].
15285- حدثني يونس قال، أخبرنا سفيان, عن أبي موسى, عن الحسن قال: جاءتهم الحيتان تشرع في حياضهم كأنها المخاض, (36) فأكلوا والله أوخم أكلة أكلها قوم قط, (37) أسوأه عقوبة في الدنيا، وأشدُّه عذابًا في الآخرة!
وقال الحسن: وقتل المؤمن والله أعظم من أكل الحيتان!
15286- حدثنا ابن حميد قال، حدثنا جرير, عن عطاء قال: كنت جالسًا في المسجد، فإذا شيخ قد جاء وجلس الناسُ إليه, فقالوا: هذا من أصحاب عبد الله بن مسعود! قال: قال ابن مسعود: وَاسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ الآية، قال: لما حرم عليهم السبت، كانت الحيتان تأتي يوم السبت, وتأمن فتجيء، (38) فلا يستطيعون أن يمسوها. وكان إذا ذهب السبت ذهبت, فكانوا يتصيّدون كما يتصيد الناس. فلما أرادوا أن يعدوا في السبت, اصطادوا, فنهاهم قوم من صالحيهم, فأبوا, وكَثَرَهم الفجَّار, (39) فأراد الفجار قتالهم, فكان فيهم من لا يشتهون قتاله, أبو أحدهم وأخوه أو قريبه. فلما نهوهم وأبوا، قال الصالحون: إذًا نُتَّهم! وإنا نجعل بيننا وبينهم حائطًا! (40) ففعلوا, فلما فقدوا أصواتهم قالوا: لو نظرتم إلى إخوانكم ما فعلوا ! فنظروا، فإذا هم قد مُسخوا قردةً, يعرفون الكبير بكبره، والصغير بصغره, فجعلوا يبكون إليهم. وكان هذا بعد موسى صلى الله عليه وسلم.
--------------------
الهوامش :
(1) (2) ضبطت الآية (( معذرة )) بالنصب على قراءتنا في مصحفنا ، وتفسير أبي جعفر واختياره في القراءة ، رفع (( معذرة )) ، فتنبه إليه .
(2) (3) انظر تفسير (( أمة )) فيما سلف ص 176 ، تعليق : 3 ، والمراجع هناك .
(3) الأثر: 15264 مضى مطولا برقم: 1139 (2: 170) .
(4) (2) انظر تفسير (( اتقى ) فيما سلف من فهارس اللغة ( وقى ) .
(5) (3) انظر ذكر هذه الآية وإعرابها فيما سلف 2 : 107 ، 108 .
(6) (1) في المطبوعة والمخطوطة : (( لأنها كانت من الناهية )) ، ولا معنى لقوله : (( من )) ، هنا ، والصواب ما أثبت .
(7) (2) في المطبوعة والمخطوطة : (( تعلمون ) ، والصواب ما أثبت : (( تعلموا )) فعل أمر ، بتشديد اللام ، بمعنى : اعلموا .
(8) الأثر : 15269 - (( معاذ بن هانئ القيسى )) ، ثقة ، روى عن همام بن يحيى ، ومحمد بن مسلم الطائفي ، وحماد بن سلمة ، وغيرهم 0 0مترجم في التهذيب ، والكبير 4/1/367 ، وابن أبي حاتم 4/1/250 .
(9) (1 ) الأثر: 15271 - مضى صدر هذا الخبر ، وجزء آخر منه فيما سلف برقم : 15254 .
(10) (2) (( الماخض )) ، التي قد دنا ولادها من الشاء وغيرها . وفي حديث الزكاة : (( فاعمد إلى شاة قد امتلأت مخاضاً ، وشحماً )) ، أي نتاجاً ، يعنى بذلك سمنها وبضاضتها .
(11) (3) في المطبوعة وابن كثير 3 : 577 : (( تنتطح )) ولامعنى لها هنا ، وفي المخطوطة (( تلتطح )) ، كانها من قولهم (( لطح الرجل به الأرض )) ، و (( لطحه بالأرض )) ، إاذا ضربه بالأرض . وقاس منه (( التطح )) أي تتقلب ضاربة بظهورها وبطونها الأرض . وصوابها ما أثبت (( تنبطح )) أو ((تتبطح )) ( بتشديد الطاء ) ، أي تتمرغ في البطحاء . وانظر ما سيأتي في ص : 190 ، تعليق : 02 وقد حذف هذه الكلمة السيوطي في روايته للخبر في الدر المنثور 3 : 137 ، كعادته إذا أشكل عليه الكلام .
(12) (1) هذه الجملة : (( وقال الأيمنون ....)) ساقطة من المخطوطة ، ثابتة في المطبوعة . وفي المطبوعة : (( الله ينهاكم عن أن تعترضوا لعقوبة الله )) ، ولا أدرى من أين جاء بها . وأثبت نص ابن كثير في تفسيره 3 : 557 ، وفي الدر المنثور 3 : 137 : (( ويلكم ، لا تتعرضوا لعقوبة الله )) .
(13) (2) في المطبوعة : (( والله لا نبايتنكم )) وفي ابن كثير : 3: 577 : (( لنأتينكم )) ، وفي الدر المنثور 3 : 137 : (( لنسبايتنكم )) ، ومثله في المخطوطة ، وأرجح أن الصواب ما أثبت ، يعنون أنهم لن يبيتوا معهم في مدينتهم . فهذا ظاهر السياق .
(14) (3) في المخطوطة والمطبوعة ، والدر المنثور : (( ما أراكم )) ، والصواب من ابن كثير .
(15) (1) في المطبوعة ، والدر المنثور : (( أي جعلني الله فداك )) ، ولا معنى لها ، وحذفها ابن كثير في روايته الخبر . وأثبت ما في المخطوطة ، وقوله : (( إن )) ( مكسورة الألف مشددة النون ) بمعنى : نعم ، يعنى : إنه قد كان ، وإنهم قد نجوا . قال أبو عبيد في مثله : (( وهذا اختصار من كلام العرب ، يكتفي منه بالضمير ، لأنه قد علم معناه )) . وقد قال مسعود بن عبد الله الأسدي : قَالُوا :غَـــدَرْتَ! فَقُلْــتُ: إنّ! وَرُبّمَــا
نَـالَ العُـلَى وشَـفَى الغَلِيـلَ الغـادِرُ
(16) في المطبوعة : (( تنتطح )) ، وهي في المخطوطة واضحة كما أثبتها ، وانظر التعليق السالف ص : 188 ، رقم : 3 .
(17) وضعت هذه النقط ، لدلالة على خرم في الخبر لاشك فيه ، فإنه غير متصل . ولكن كهذا هو في المخطوطة . وفي المخطوطة لم يسق الآية هكذا بل كتب : ( قوله : (( وإذ قالت أمة منهم لم تعظون قوماً )) ، فقرأ حتى بلغ (( ولعلهم يتقون )) ) ، فكان هذا دليلاً أيضاً على الخرم الذي وقع في نسخة التفسير . ولكن انظر بعض هذا الخبر بهذا الإسناد فيما سلف : 1140.
(18) في المطبوعة : (( فصار )) ، وأثبت ما في المخطوطة بغير فاء ، لأنى لا أعلم ما قبله من السقط الذي حدث ، ما هو .
(19) (( قرم إلى اللحم )) ( بكسر الراء ) ((قرماً)) بفتحتين: اشتدت شهوته إليه. وقوله : (( لقوامنه )) ، الضمير في ((منة))عائد إلى مصدر ((قرموا)) ، أي: القرم.
(20) (2) في المطبوعة : (( خسفة )) ، ولا معنى لها ، وهي في المخطوطة غير منقوطة ، والصواب ما أثبت . و (( الخشفة )) بالخاء المعجمة و (( الحشفة )) بالحاء المهلة ( وبفتح الخاء والشين ) : هي حجارة تنبت في الأرض نباتاً ، أو صخرة رخوة في سهل من الأرض .
(21) (3) (( النون )) : الحوت والسمك .
(22) (4) قوله : (( جعلوا يصيدونه )) ، فخالف السياق المفرد السابق ، فأخشى أن يكون سقط من الكلام ما معناه أن بعض جيرانه اتبعوه وفشا فيهم ، فجعلوا يصيدونه ...
(23) (1) في المطبوعة : (( بعذابه )) ، وأثبت ما في المخطوطة .
(24) (2) في المخطوطة : (( فليس إلا تكاكا )) ، ولا أدرى ما وجهها ، وقد سلف في الخبر رقم 15272 ، في آخره : (( فتشم ثيابه فتبكي)) ، فتركت ما في المطبوعة على حاله ، حتى يتبين لما في المخطوطة وجه مرضى من الصواب .
(25) (1) (( الربض )) ( بفتحتين ) : هو الفضاء حول المدينة .
(26) (1) في المطبوعة : (( فخرم أنفه )) ، وأثبت ما في المخطوطة ، وهذا صواب قراءته ونقطه . (( خزم الدابة )) ثقب في أنفها ثقباً ، وجعل فيه خزامة من شعر أو غيره ، و(( الخزامة )) ( بكسر الخاء ) الحلقة المعقودة .
(27) (2) في المطبوعة : (( فعلقوا عليهم دورهم )) ، أراد أن يجتهد فأخطأ أشنع الخطأ ، والصواب البين ما في المخطوطة ، كما أثبته .
(28) (1) في المخطوطة والمطبوعة : (( أي نعم )) ، والصواب الجيد ما أثبت .
(29) (2) الأثر : 15283 - ( ما هان أبو صالح الحنفي )) ، قال البخاري (( ما هان ، أبو سالم الحنفي ، ...وقال بعضهم : ما هان ، أبو صالح ، ولا يصح )) وقد مضى ذلك برقم 3226 ، 13291 ، وهو مترجم في التهذيب و الكبير 4 / 2 / 67 ، ، وابن أبي حاتم 4 / 1 / 434 .
(30) (3) في المطبوعة : (( كان حوتاً حرمه الله )) ، وأثبت ما في المخطوطة .
(31) (4) في المخطوطة : (( كأنه المحاصر )) غير منقوطة ، وكأن ما في المطبوعة هو الصواب ، وقد سلف في ص : 188 ، وتعليق : 2 ، : (( كانت تأتيهم ... بيضاً سماناً كأنها بالمخاض )) ، وفسرته هناك بأنه أراد بالمخاض ، الشاة أو الناقة التي دنا ولادها ، وأنه عنى بذلك سمنها وترارتها . و(( الماخض )) : الإبل الحوامل ، يريد التي امتلأت حملا وسمناً .
(32) (1) (( الاهتمام )) ، يريد : الهم به ، لا من (( الاهتمام )) بمعنى الاغتمام والحزن . وهو صريح القياس : (( اهتم بالأمر )) ، بمعنى (( هم به )) ، ولم تذكرها معاجم اللغة .
(33) (2) استعمال (( قط )) مع غير النفي ، أعنى في المثبت ، مما أنكروه ، وقد جاء في الكلام كثيراً ، ونبه إليه ابن مالك في مشكلات الجامع الصحيح : 193 ، قال : (( وفي قوله : ونحن أكثر ما كنا قط ، استعمال قط غير مسبوقة بنفي ، وهو مما خفي على كثير من النحويين . لأن المعهود استعمالها لاستغراق الزمان الماضي بعد نفي ، نحو : ما فعلت ذلك قط وقد جاءت في هذا الحديث دون نفي . وله نظائر )) . وانظر الخبر الآتي رقم 15285 .
(34) (3) قوله : (( أبقاه خزياً )) ، أعاد الضمير مع (( أفعل )) التفضيل بالإفراد والتذكير ، وهي عائدة إلى (( أكلة )) ، وهي مؤنثة ، وذلك صريح العربية ، وقد مضت الإشارة إلى ذلك فيما سلف 5 : 488 ، تعليق : 1 : 5 : 557 ، تعليق 1 / 6 : 395 ، 396 ، تعليق : 2 / 7 : 87 ، تعليق : 4 والأثر رقم : 14813 . وكان في المطبوعة : (( أثقله خزياً )) ، والصواب من الدر المنثور 3 : 138 ، وفي المخطوطة : (( أبقى خزياً في الدنيا ، وأشد عقوبة في الآخرة )) .
(35) (4) هذه الجملة التي بين القوسين في المطبوعة ، ولم ترد في المخطوطة ، ولا في الدر المنثور 3 : 138 ، ونصها في المخطوطة : (( وايم الله ، للمؤمن أعظم حرمة )) ، فلا أدرى ، أهي زيادة من ناسخ لنسخة أخرى ، أم سقطت من ناسخ نسختنا .
(36) (5) في المخطوطة : (( كأنها المحاصر )) ، كما سلف في الخبر السالف ، انظر ص 196 ، تعليق : 4
(37) (6) انظر التعليق السالف رقم : 3 .
(38) (1) في المطبوعة : (( وتجئ )) ، وأثبت ما في المخطوطة .
(39) (2) (( كثرهم الفجار )) ، أي : غلبوهم بكثرتهم .
(40) (3) في المخطوطة : (( أدانهم ، و أنا نجعل بيننا وبينكم حائطاً )) ، هكذا ، فرأيت قراءتها كما أثبتها . أما في المطبوعة ، فقد غير الجملة وغير ضمائرها فكتب : (( إذًا نباينهم ، وأنا نجعل بيننا وبينهم حائطاً )) . وقوله (( إذا نتهم )) ، يعنى : إذا نتهم بما فعلتم من العدوان في السبت ، ويأخذنا الله بالعقاب ، ونحن براء مما فعلتم .
- ابن عاشور : وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِّنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا ۙ اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا ۖ قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَىٰ رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ
جملة : { وإذ قالت أمة منهم } عطف على قوله : { إذ يعدون } [ الأعراف : 163 ] والتقدير : واسألَ بني إسرائيل إذ قالت أمة منهم ، فإذْ فيه اسم زمان للماضي وليست ظرفاً ، ولها حكم { إذْ } [ الأعراف : 163 ] أختها ، المعطوفة هي عليها ، فالتقدير : واسألهم عن وقت قالت أمة ، أي عن زمنَ قول أمة منهم ، والضمير المجرور بمن عائِد إلى ما عاد إليه ضمير { أسألهم } [ الأعراف : 163 ] وليس عائداً إلى القرية ، لأن المقصود توبيخ بني إسرائيل كلهم ، فإن كان هذا القول حصل في تلك القرية كما ذكره المفسرون كان غير منظور إلى حصوله في تلك القرية ، بل منظوراً إليه بأنه مظهر آخر من مظاهر عصيانهم وعتوهم وقلة جدوى الموعظة فيهم ، وأن ذلك شأن معلوم منهم عند علمائهم وصلحائهم ، ولذلك لما عطفت هذه القصة أعيد معها لفظ اسم الزمان فقيل : { وإذْ قالت أمة } ولم يقل : وقالت أمة .
والأمة الجماعة من الناس المشتركة في هذا القول ، قال المفسرون : إن أمة من بني إسرائيل كانت دائبة على القيام بالموعظة والنهى عن المنكر ، وأمة كانت قامت بذلك ثم أيست من إتعاظ الموعوظين وأيقنت أن قد حقت على الموعوظين المصمين آذانهم كلمة العذاب ، وأمة كانت سادرة في غلوائها ، لا ترعوي عن ضلالتها ، ولا ترقب الله في أعمالها .
وقد أجملت الآية ما كان من الأمة القائلة إيجازاً في الكلام ، اعتماداً على القرينة لأن قولهم : { الله مهلكهم } يدل على أنهم كانوا منكرين على الموعوظين ، وإنهم ما علموا أن الله مهلكهم إلاّ بعدَ أن مارسوا أمرهم ، وسبروا غورهم ، ورأوا أنهم لا تغني معهم العظات ، ولا يكون ذلك إلاّ بعد التقدم لهم بالموعظة ، وبقرينة قوله بعد ذلك { أنجينا الذين ينهون عن السوء وأخذنا الذين ظلموا بعذاب بئيس } إذ جعل الناس فريقين ، فعلمنا أن القائلين من الفريق الناجي ، لأنهم ليسوا بظالمين ، وعلمنا أنهم ينهون عن السوء .
وقد تقدم ذكر الوعظ عند قوله تعالى : { فأعرض عنهم وعظْهم } في سورة النساء ( 63 ) وعند قوله آنفاً { موعظة وتفصيلاً لكل شيء } في هذه السورة ( 145 ).
واللام في { لمَ تعظون } للتعليم ، فالمستفهم عنه من نوع العلل ، والاستفهام إنكاري في معنى النفي ، فيدل على انتفاء جميع العلل التي من شأنها أن يوعظَ لتحصيلها ، وذلك يفضي إلى اليأس من حصول إتعاظهم ، والمخاطب ب { تعظون } أمة أخرى .
ووصف القوم بأن الله مهلكهم : مبني على أنهم تحققتْ فيهم الحال التي أخبر الله بأنه يهلك أو يعذب من تحققتْ فيه ، وقد أيقن القائلون بأنها قد تحققت فيهم ، وأيقن المقول لهم بذلك حتى جاز أن يصفهم القائلون للمخاطبين بهذا الوصف الكاشف لهم بأنهم موصوفون بالمصير إلى أحد الوعيدين .
واسما الفاعل في قوله : { مهلكهم أو معذبهم } مستعملان في معنى الاستقبال بقرينة المقام ، وبقرينة التردد بين الإهلاك والعذاب ، فإنها تؤذن بأن أحد الأمرين غير معين الحصول ، لأنه مستقبل ولكن لا يخلو حالهم عن أحدهما .
وفصلت جملة { قالوا } لوقوعها في سياق المحاورة ، كما تقدم غير مرة أي قال المخاطبون بِ { لمَ تعظون قوماً } الخ .
والمعذرة بفتح الميم وكسر الذال مصدر ميمي لفعل ( اعتذر ) على غير قياس ، ومعنى اعتذر أظهر العذر بضم العين وسكون الذال والعذر السبب الذي تبطل به المؤاخذة بذنب أو تقصير ، فهو بمنزلة الحجة التي يبديها المؤاخَذ بذنب؛ ليظهر أنه بريء مما نسب إليه ، أو متأول فيه ، ويقال : عذَره إذا قبل عذره وتحقق براءته ، ويعدّى فعل الاعتذار بإلى لما فيه من معنى الإنهاء والإبلاغ .
وارتفع { معذرة } على أنه خبر لمبتدإ محذوف دل عليه قول السائلين { لم تعظون } والتقديرُ موعظتنا معذرة منا إلى الله .
وبالرفع قرأه الجمهور ، وقرأه حفص عن عاصم بالنصب على المفعول لأجله أي وعظناهم لأجل المعذرة .
وقوله : { ولعلهم يتقون } علة ثانية للاستمرار على الموعظة أي رجاء لتأثير الموعظة فيهم بتكرارها .
فالمعنى : أن صلحاء القوم كانوا فريقين . فريق منهم أيِس من نجاح الموعظة وتحقق حلول الوعيد بالقوم ، لتوغلهم في المعاصي ، وفريق لم ينقطع رجاؤُهم من حصول أثر الموعظة بزيادة التكرار ، فأنكر الفريقُ الأول على الفريق الثاني استمرارهم على كلفة الموعظة . واعتذر الفريق الثاني بقولهم : { معذرة إلى ربكم ولعلهم يتقون } فالفريق الأول أخذوا بالطرف الراجح الموجب للظن . والفريق الثاني أخذوا بالطرف المرجوح جمعاً بينه وبين الراجح لقصد الاحتياط ، ليكون لهم عذراً عند الله إن سألهم لماذا أقلعتم عن الموعظة ولما عسى أن يحصل من تقوى الموعوظين بزيادة الموعظة ، فاستعمال حرف الرجاء في موقعه ، لأن الرجاء يقال على جنسه بالتشكيك فمنه قوي ومنه ضعيف .
- إعراب القرآن : وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِّنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا ۙ اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا ۖ قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَىٰ رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ
«وَإِذْ» عطف على إذ الأولى في الآية السابقة. «قالَتْ أُمَّةٌ» فعل ماض وفاعل. «مِنْهُمْ» متعلقان بمحذوف صفة لأمة والجملة في محل جر بالإضافة. «لِمَ» ما اسم استفهام في محل جر باللام ، والجار والمجرور متعلقان بتعظون. والجملة الفعلية لم «تَعِظُونَ» الجملة مقول القول. «قَوْماً» مفعول به «اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ» لفظ الجلالة مبتدأ ومهلكهم خبر والهاء مضاف إليه والجملة مقول القول «أَوْ مُعَذِّبُهُمْ» عطف. «عَذاباً» مفعول مطلق. «شَدِيداً» صفة. «قالُوا» الجملة مستأنفة. «مَعْذِرَةً» مفعول لأجله أي وعظناهم لأجل المعذرة أو مفعول مطلق : لنعتذر معذرة. وبالرفع خبر لمبتدأ محذوف تقديره موعظتنا معذرة .. «إِلى رَبِّكُمْ» متعلقان بمعذرة. والجملة المقدرة مقول القول. «وَلَعَلَّهُمْ» لعل واسمها وجملة «يَتَّقُونَ» في محل رفع خبر وجملة
- English - Sahih International : And when a community among them said "Why do you advise [or warn] a people whom Allah is [about] to destroy or to punish with a severe punishment" they [the advisors] said "To be absolved before your Lord and perhaps they may fear Him"
- English - Tafheem -Maududi : وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِّنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا ۙ اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا ۖ قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَىٰ رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ(7:164) And recall when a party of them said: 'Why do you admonish a people whom Allah is about to destroy or punish severely?' They said: 'We admonish them in order to be able to offer an excuse before Your Lord, and in the hope that they will guard against disobedience.'
- Français - Hamidullah : Et quand parmi eux une communauté dit Pourquoi exhortez-vous un peuple qu'Allah va anéantir ou châtier d'un châtiment sévère Ils répondirent Pour dégager notre responsabilité vis-à-vis de votre Seigneur; et que peut-être ils deviendront pieux
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Und als eine Gemeinschaft von ihnen sagte "Warum ermahnt ihr Leute die Allah vernichten oder mit strenger Strafe strafen wird" sagten sie "Als eine Entschuldigung bei eurem Herrn und auf daß sie gottesfürchtig werden mögen"
- Spanish - Cortes : Y cuando unos dijeron ¿Por qué exhortáis a un pueblo que Alá va a hacer perecer o a castigar severamente Dijeron Para que vuestro Señor nos disculpe Quizás así teman a Alá
- Português - El Hayek : Recordate de quando um grupo deles disse Por que exortais um povo que Deus exterminará ou atormentaráseveramente Outro grupo disse Fazemolo para que tenhamos uma desculpa ante o vosso Senhor; quem sabe O temerão depois disso
- Россию - Кулиев : Вот некоторые из них сказали Зачем вам увещевать людей которых Аллах погубит или подвергнет тяжким мучениям Они сказали Чтобы оправдаться перед вашим Господом Быть может они устрашатся
- Кулиев -ас-Саади : وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِّنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا ۙ اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا ۖ قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَىٰ رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ
Вот некоторые из них сказали: «Зачем вам увещевать людей, которых Аллах погубит или подвергнет тяжким мучениям?» Они сказали: «Чтобы оправдаться перед вашим Господом. Быть может, они устрашатся».Большинство людей дерзко преступали закон и во всеуслышание говорили об этом. Некоторые из них открыто заявили, что поступать так запрещено и стали порицать ослушников. Остальные же не стали порицать грешников и не говорили открыто о запрете ловить рыбу в субботу. Они сказали: «Бесполезно увещевать людей, которые открыто нарушают запреты Аллаха, не прислушиваются к добрым наставникам и продолжают бесчинствовать и совершать преступления. Аллах непременно либо погубит таких грешников, либо подвергнет их суровому наказанию». Верующие, которые увещевали их, сказали: «Мы предостерегаем их от наказания и призываем их отречься от греха для того, чтобы оправдаться перед нашим Господом. Может быть, они отрекутся от своих прегрешений. Мы не теряем надежды на то, что они встанут на прямой путь. Наши проповеди и порицания могут произвести на них впечатление и принести им пользу». В этом аяте упоминается великая польза, которую приносит призыв к отречению от грехов. Во-первых, праведники снимают с себя ответственность за прегрешения нечестивцев. Во-вторых, увещеваемые люди узнают истину и лишаются возможности оправдаться собственной неосведомленностью. В-третьих, Всемогущий Аллах может наставить их на прямой путь, и тогда они станут руководствоваться тем, к чему их призывали и от чего их предостерегали.
- Turkish - Diyanet Isleri : Aralarından bir topluluk "Allah'ın yok edeceği veya şiddetli azaba uğratacağı bir millete niçin öğüt veriyorsunuz" dediler Öğüt verenler "Rabbinize hiç değilse bir özür beyan edebilmemiz içindir belki Allah'a karşı gelmekten sakınırlar" dediler
- Italiano - Piccardo : E quando alcuni di loro dissero “Perché ammonite un popolo che Allah distruggerà o punirà con duro castigo” Risposero “Per avere una scusa di fronte al vostro Signore e affinché [Lo] temano”
- كوردى - برهان محمد أمين : دیاره که ههندێک لهو جولهکانه فهرمانی خوایان شکاندووه بهههر فێڵێک بووه ڕاوی خۆیان کردوه بۆیه دهستهیهک له پیاو چاکانیان کهوتوونهته ئامۆژگاری کردنی دهست درێژکاران کهچی کاتێکیش دهستهیهک لهوان وتیان بۆچی ئامۆژگاری کهسانێک دهکهن که خوا ههر لهناوبهریانه یان سزادهریانه بهسزایهکی توند له وهڵامیاندا وتیان ئاخر بابهڵگهیهکی دڵسۆزی و غهمخۆری بێت بۆ لای پهروهردگارتان و بهو هیوایه ئهوان له خوا بترسن
- اردو - جالندربرى : اور جب ان میں سے ایک جماعت نے کہا کہ تم ایسے لوگوں کو کیوں نصیحت کرتے ہو جن کو الله ہلاک کرنے والا یا سخت عذاب دینے والا ہے تو انہوں نے کہا اس لیے کہ تمہارے پروردگار کے سامنے معذرت کرسکیں اور عجب نہیں کہ وہ پرہیزگاری اختیار کریں
- Bosanski - Korkut : A kad neki od njih rekoše "Zašto opominjete narod koji će Allah uništiti ili ga teškim mukama namučiti" – oni odgovoriše "Da bismo se pred Gospodarom vašim opravdali i da bi se oni grijeha klonili"
- Swedish - Bernström : Och då några frågade dem [som ville varna sabbatsbrytarna] "Varför förmanar ni människor som Gud kommer att låta förgås eller drabbas av ett strängt straff" svarade de [som ville varna] "För att fria oss från skuld inför er Herre och i förhoppningen att de skall frukta Gud"
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Dan ingatlah ketika suatu umat di antara mereka berkata "Mengapa kamu menasehati kaum yang Allah akan membinasakan mereka atau mengazab mereka dengan azab yang amat keras" Mereka menjawab "Agar kami mempunyai alasan pelepas tanggung jawab kepada Tuhanmu dan supaya mereka bertakwa
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِّنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا ۙ اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا ۖ قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَىٰ رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ
(Dan ketika) diathafkan kepada lafal idz yang sebelumnya (suatu umat di antara mereka berkata,) yaitu kaum yang tidak ikut berburu dan juga tidak melarang orang-orang yang berburu ("Mengapa kamu menasihati kaum yang Allah akan membinasakan mereka atau mengazab mereka dengan azab yang keras?" Mereka menjawab,) nasihat kami ("Agar kami mempunyai alasan) yang bisa dijadikan sebagai pelepas tanggung jawab (kepada Tuhanmu) supaya kami tidak dituduh lalai dalam masalah tidak memberikan larangan kepada mereka (dan supaya mereka bertakwa.") tidak berani melakukan perburuan lagi.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : আর যখন তাদের মধ্যে থেকে এক সম্প্রদায় বলল কেন সে লোকদের সদুপদেশ দিচ্ছেন যাদেরকে আল্লাহ ধ্বংস করে দিতে চান কিংবা আযাব দিতে চান কঠিন আযাব সে বললঃ তোমাদের পালনকর্তার সামনে দোষ ফুরাবার জন্য এবং এজন্য যেন তারা ভীত হয়।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : அவ்வூரிலிருந்த நல்லடியார் சிலர் அறிவுரை சொன்ன போது அவர்களில் சிலர் "அல்லாஹ் எவர்களை அழிக்கவோ அல்லது கடினமான வேதனைக்குள்ளாக்கவோ நாடியிருக்கிறானோ அந்த கூட்டத்தார்களுக்கு நீங்கள் ஏன் உபதேசம் செய்கிறீர்கள்" என்று கேட்டார்கள்; அதற்கு அந்த நல்லடியார்கள்; "எங்கள் இறைவனிடம் நம் பொறுப்பிலிருந்து நீங்கி விடுவதற்காகவும் இன்னும் அவர்கள் ஒருவேளை தாங்கள் செய்து வருவதிலிருந்து விலகிவிடலாம் என்பதற்காகவும் நாங்கள் உபதேசம் செய்கிறோம் என்று கூறினார்கள்"
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : “และจงรำลึกขณะที่กลุ่มหนึ่ง ในพวกเขากล่าวว่า เพราะเหตุใดเล่าพวกท่านจึงตักเตือนกลุ่มชน ที่อัลลอฮ์จะทรงเป็นผู้ทำลายพวกเขาหรือเป็นผู้ลงโทษพวกเขาอย่างรุนแรง พวกเขากล่าวว่า การที่เราตักเตือนนั้น เพื่อเป็นข้ออ้าง ต่อพระเจ้าของพวกเจ้า และเพื่อว่าพวกเขาจะได้ยำเกรง”
- Uzbek - Мухаммад Содик : Улардан бир жамоат Аллоҳ ҳалок қилувчи ёки шиддатли азобла азобловчи қавмга ваъз қилиб нима қиласиз деганида улар Роббингизга узр бўлиши учун ва шоядки тақво қилсалар деб дедилар Яъни Аллоҳ олдидаги бурчимизни адо этдик Охират куни Аллоҳ сўраб қолса узр бўлиши учун уларга насиҳат қилдик ва яна шоядки насиҳат таъсир этиб тақво қилиб қолсалар деган умидимиз бор эди дедилар
- 中国语文 - Ma Jian : 当时,他们中有一伙人说:真主要加以毁灭,或加以严惩的民众,你们何必劝戒他们呢?他们说:因为求得你们主的原谅,而且希望他们能敬畏。
- Melayu - Basmeih : Dan ingatlah ketika segolongan di antara mereka berkata "Mengapa kamu menasihati kaum yang Allah akan membinasakan mereka atau mengazabkan mereka dengan azab yang amat berat" Orangorang yang memberi nasihat itu menjawab "Nasihat itu ialah untuk melepaskan diri dari bersalah kepada Tuhan kamu dan supaya mereka bertaqwa"
- Somali - Abduh : Ka Warran markay Tidhi Umad ka mida maxaad u Wacdiyeysaan qoom Eebe halaagi ama u Cadaabi si daran waxayna dhaheen waa Eebe u Cudur daarasho iyo inay Dhawrsadaan inay u Dhawyihiin
- Hausa - Gumi : Kuma a lõkacin da wata al'umma daga gare su ta ce "Don me kuke yin wa'azi ga mutãne waɗanda Allah Yake Mai halaka su kõ kuwa Mai yi musu azãba azãba mai tsanani" Suka ce "Dõmin nẽman hanzari zuwa ga Ubangijinku kuma tsammãninsu sunã yin taƙawa"
- Swahili - Al-Barwani : Na kikundi kati yao walisema Kwa nini mnawawaidhi watu ambao tangu hapo Mwenyezi Mungu atawateketeza au atawaadhibu adhabu kali Wakasema Ili uwe ni udhuru kwa Mola Mlezi wenu na huenda nao wakamchamngu
- Shqiptar - Efendi Nahi : Kujtoje kur disa prej tyre thanë “Pse e këshilloni popullin të cilin Perëndia do ta zhdukë ose do ta ndëshkojë me ndëshkim të ashpër” Këshilltarët u përgjegjën “Për t’u arsyetuar para Zotit tuaj dhe për t’i ruajtur ata nga mëkatet”
- فارسى - آیتی : و آنگاه كه گروهى از ايشان گفتند: چرا قومى را پند مىدهيد كه خدا هلاكشان خواهد كرد و به عذابى دردناك مبتلا خواهد ساخت؟ گفتند: تا ما را نزد پروردگارتان عذرى باشد. و باشد كه پرهيزگار شوند.
- tajeki - Оятӣ : Ва он гоҳ ки гурӯҳе аз онҳо гуфтанд; «Чаро қавмеро панд медиҳед, ки Худо ҳалокашон хоҳад кард ва ба азобе дарднок мубтало хоҳад сохт?» Гуфтанд: «То моро назди Парвардигоратон узре бошад. Ва шояд, ки парҳезгор шаванд».
- Uyghur - محمد صالح : ئۆز ۋاقتىدا ئۇلارنىڭ ئىچىدىكى بىر جامائە ئادەملەر: اﷲ ھالاك قىلىدىغان ياكى قاتتىق ئازابلايدىغان قەۋمگە نېمە ئۈچۈن ۋەز - نەسىھەت قىلىسىلەر؟» دېدى. ئۇلار (يەنى ۋەز - نەسىھەت قىلغۇچىلار): «پەرۋەردىگارىڭلارنىڭ ئالدىدا (گۇناھقا سۈكۈت قىلىپ تۇردۇق دەپ) ئۆزرە ئېيتماسلىقىمىز ۋە ئۇلارنىڭ اﷲ تىن قورقۇپ (گۇناھتىن چەكلىنىشلىرىنى ئۈمىد قىلغانلىقىمىز ئۈچۈن شۇنداق قىلدۇق)» دېدى
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : അവരില് ഒരു വിഭാഗം ഇങ്ങനെ പറഞ്ഞതോര്ക്കുക: "അല്ലാഹു നിശ്ശേഷം നശിപ്പിക്കുകയോ അല്ലെങ്കില് കഠിനമായി ശിക്ഷിക്കുകയോ ചെയ്യാനിരിക്കുന്ന ജനത്തെ നിങ്ങളെന്തിന് ഉപദേശിക്കുന്നു?” അവര് മറുപടി പറഞ്ഞു: "നിങ്ങളുടെ നാഥന്റെ അടുത്ത് ഞങ്ങള് ബാധ്യത നിറവേറ്റിയിട്ടുണ്ടെന്ന് ന്യായം ബോധിപ്പിക്കാന്. ഒരുവേള അവര് സൂക്ഷ്മതയുള്ളവരായേക്കാമല്ലോ.”
- عربى - التفسير الميسر : واذكر ايها الرسول اذ قالت جماعه منهم لجماعه اخرى كانت تعظ المعتدين في يوم السبت وتنهاهم عن معصيه الله فيه لم تعظون قوما الله مهلكهم في الدنيا بمعصيتهم اياه او معذبهم عذابا شديدا في الاخره قال الذين كانوا ينهونهم عن معصيه الله نعظهم وننهاهم لنعذر فيهم ونودي فرض الله علينا في الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ورجاء ان يتقوا الله فيخافوه ويتوبوا من معصيتهم ربهم وتعذيهم على ما حرم عليهم