- عربي - نصوص الآيات عثماني : فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِۦٓ أَنجَيْنَا ٱلَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ ٱلسُّوٓءِ وَأَخَذْنَا ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ بِعَذَابٍ بَـِٔيسٍ بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ
- عربى - نصوص الآيات : فلما نسوا ما ذكروا به أنجينا الذين ينهون عن السوء وأخذنا الذين ظلموا بعذاب بئيس بما كانوا يفسقون
- عربى - التفسير الميسر : فلما تركت الطائفة التي اعتدت في يوم السبت ما ذُكِّرت به، واستمرت على غيِّها واعتدائها فيه، ولم تستجب لما وَعَظَتْها به الطائفة الواعظة، أنجى الله الذين ينهون عن معصيته، وأخذ الذين اعتدَوْا في يوم السبت بعذاب أليم شديد؛ بسبب مخالفتهم أمر الله وخروجهم عن طاعته.
- السعدى : فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ
فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أي: تركوا ما ذكروا به، واستمروا على غيهم واعتدائهم. أَنْجَيْنَا من العذاب الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وهكذا سنة اللّه في عباده، أن العقوبة إذا نـزلت نجا منها الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر. وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا وهم الذين اعتدوا في السبت بِعَذَابٍ بَئِيسٍ أي: شديد بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ وأما الفرقة الأخرى التي قالت للناهين: لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ فاختلف المفسرون في نجاتهم وهلاكهم، والظاهر أنهم كانوا من الناجين، لأن اللّه خص الهلاك بالظالمين، وهو لم يذكر أنهم ظالمون. فدل على أن العقوبة خاصة بالمعتدين في السبت، ولأن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فرض كفاية، إذا قام به البعض سقط عن الآخرين، فاكتفوا بإنكار أولئك، ولأنهم أنكروا عليهم بقولهم: لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا فأبدوا من غضبهم عليهم، ما يقتضي أنهم كارهون أشد الكراهة لفعلهم، وأن اللّه سيعاقبهم أشد العقوبة.
- الوسيط لطنطاوي : فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ
ثم بين- سبحانه- عاقبة كل من الفرقة الناهية والعاصية فقال تعالى فَلَمَّا نَسُوا ما ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذابٍ بَئِيسٍ بِما كانُوا يَفْسُقُونَ أى: فلما لج الظالمون في طغيانهم، وعموا وصموا عن النصيحة أنجينا الناصحين، وأخذنا العادين بعذاب شديد لا رحمة فيه بسبب خروجهم على أوامر الله.
والآية الكريمة صريحة في بيان أن الذين أخذوا بالعذاب البئيس هم الظالمون المعتدون وأن الذين نجوا هم الناهون عن السوء، أما الفرقة الثالثة التي لامت الناهين عن السوء على وعظهم للمعتدين، فقد سكتت عنها.
ويرى بعض المفسرين: أنها لم تنج، لأنها لم تنه عن المنكر. فضلا عن أنها لامت الناصحين لغيرهم.
ويرى جمهور المفسرين: أنها نجت، لأنها كانت كارهة لما فعله العادون في السبت ولم ترتكب شيئا مما ارتكبوه، وإذا كانت قد سكتت عن النصيحة، فلأنها كانت يائسة من صلاح المعتدين، ومقتنعة بأن القوم قد أصبحوا محل سخط الله وعذابه، فلا جدوى وراء وعظهم، وإلى هذا الرأى ذهب صاحب الكشاف وغيره.
قال صاحب الكشاف: (فإن قلت: الأمة الذين قالوا لم تعظون قوما الله مهلكهم أو معذبهم عذابا شديدا- من أى الفريقين هم؟ أمن فريق الناجين أم من فريق المعذبين. قلت من فريق الناجين، لأنهم من فريق الناهين، غرضا صحيحا لعلمهم بحال القوم. وإذا علم الناهي حال المنهي، وأن النهى لا يؤثر فيه، سقط عنه النهى، وربما وجب الترك لدخوله في باب العبث، ألا ترى أنك لو ذهبت إلى المكاسين القاعدين على المآصر والجلادين المرتبين للتعذيب، لتعظهم وتكفهم عما هم فيه، كان ذلك عبثا منك، ولم يكن إلا سببا للتلهى بك، أما الآخرون فإنهم لم يعرضوا عنهم، إما لأن يأسهم لم يستحكم كما استحكم يأس الأولين، ولم يخبروهم كما خبروهم. أو لفرط حرصهم وجدهم في أمرهم، كما وصف الله تعالى رسوله عليه الصلاة والسلام في قوله فَلَعَلَّكَ باخِعٌ نَفْسَكَ عَلى آثارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهذَا الْحَدِيثِ أَسَفاً .
وقال الإمام ابن كثير: (ويروى عن ابن عباس- رضى الله عنهما- أنه قال عند ما سئل عن مصير الفرقة اللائمة، ما أدرى ما فعل بهم، ثم صار إلى نجاتهم لما قال له غلامه عكرمة:
ألا ترى أنهم قد كرهوا ما هم عليه وخالفوهم فقال لِمَ تَعِظُونَ قَوْماً اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذاباً شَدِيداً قال عكرمة: فلم أزل به حتى عرفته أنهم نجوا فكساني حلة)
.والذي نرجحه أن مصير هذه الفرقة مفوض إلى الله، لأنه لم يرد نص صحيح في شأنها، فإن الآية الكريمة قد ذكرت صراحة عاقبة كل من الناصحين والعادين ولم تذكر مصير الفرقة اللائمة للناصحين ولعل ذلك مرجعه إلى أنها وقفت من العادين في السبت موقفا سلبيا استحقت معه الإهمال، إن لم تكن بسببه أهلا للمؤاخذة.
- البغوى : فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ
( فلما نسوا ما ذكروا به ) أي : تركوا ما وعظوا به ، ( أنجينا الذين ينهون عن السوء وأخذنا الذين ظلموا ) يعني الفرقة العاصية ، ( بعذاب بئيس ) أي : شديد وجيع ، من البأس وهو الشدة .
واختلف القراء فيه قرأ أهل المدينة وابن عامر " بئيس " بكسر الباء على وزن فعل ، إلا أن ابن عامر يهمزه ، وأبو جعفر ونافع لا يهمزان ، وقرأ عاصم في رواية أبي بكر بفتح الباء وسكون الياء وفتح الهمزة على وزن فيعل مثل صيقل ، وقرأ الآخرون على وزن فعيل مثل بعير وصغير .
( بما كانوا يفسقون ) قال ابن عباس رضي الله عنهما : أسمع الله يقول : " أنجينا الذين ينهون عن السوء وأخذنا الذين ظلموا بعذاب بئيس " ، فلا أدري ما فعل بالفرقة الساكتة؟ قال عكرمة : قلت له : جعلني الله فداك ألا تراهم قد أنكروا وكرهوا ما هم عليه ، وقالوا : لم تعظون قوما الله مهلكهم وإن لم يقل الله أنجيتهم لم يقل : أهلكتهم ، فأعجبه قولي ، فرضي وأمر لي ببردين فكسانيهما .
وقال يمان بن رباب : نجت الطائفتان الذين قالوا لم تعظون قوما والذين قالوا معذرة إلى ربكم ، وأهلك الله الذين أخذوا الحيتان . وهذا قول الحسن .
وقال ابن زيد : نجت الناهية ، وهلكت الفرقتان ، وهذه أشد آية في ترك النهي عن المنكر .
- ابن كثير : فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ
قال تعالى : ( فلما نسوا ما ذكروا به ) أي : فلما أبى الفاعلون المنكر قبول النصيحة ، ( أنجينا الذين ينهون عن السوء وأخذنا الذين ظلموا ) أي : ارتكبوا المعصية ( بعذاب بئيس ) فنص على نجاة الناهين وهلاك الظالمين ، وسكت عن الساكتين ; لأن الجزاء من جنس العمل ، فهم لا يستحقون مدحا فيمدحوا ، ولا ارتكبوا عظيما فيذموا ، ومع هذا فقد اختلف الأئمة فيهم : هل كانوا من الهالكين أو من الناجين ؟ على قولين :
قال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس : ( وإذ قالت أمة منهم لم تعظون قوما الله مهلكهم أو معذبهم عذابا شديدا ) [ قال : ] هي قرية على شاطئ البحر بين مصر والمدينة ، يقال لها : " أيلة " ، فحرم الله عليهم الحيتان يوم سبتهم ، وكانت الحيتان تأتيهم يوم سبتهم شرعا في ساحل البحر ، فإذا مضى يوم السبت لم يقدروا عليها . فمضى على ذلك ما شاء الله ، ثم إن طائفة منهم أخذوا الحيتان يوم سبتهم ، فنهتهم طائفة وقالوا : تأخذونها وقد حرمها الله عليكم يوم سبتكم ؟ فلم يزدادوا إلا غيا وعتوا ، وجعلت طائفة أخرى تنهاهم ، فلما طال ذلك عليهم قالت طائفة من النهاة : تعلمون أن هؤلاء قوم قد حق عليهم العذاب ، ( لم تعظون قوما الله مهلكهم [ أو معذبهم عذابا شديدا ] ) وكانوا أشد غضبا لله من الطائفة الأخرى ؟ فقالوا : ( معذرة إلى ربكم ولعلهم يتقون ) وكل قد كانوا ينهون ، فلما وقع عليهم غضب الله نجت الطائفتان اللتان قالوا : ( لم تعظون قوما الله مهلكهم ) والذين قالوا : ( معذرة إلى ربكم ) وأهلك الله أهل معصيته الذين أخذوا الحيتان ، فجعلهم قردة .
وروى العوفي ، عن ابن عباس قريبا من هذا .
وقال حماد بن زيد ، عن داود بن الحصين ، عن عكرمة ، عن ابن عباس : ( لم تعظون قوما الله مهلكهم أو معذبهم عذابا شديدا ) قال : ما أدري أنجى الذين قالوا : " أتعظون قوما الله مهلكهم " ، أم لا ؟ قال : فلم أزل به حتى عرفته أنهم نجوا ، فكساني حلة .
قال عبد الرزاق : أخبرنا ابن جريج ، حدثني رجل ، عن عكرمة قال : جئت ابن عباس يوما وهو يبكي ، وإذا المصحف في حجره ، فأعظمت أن أدنو ، ثم لم أزل على ذلك حتى تقدمت فجلست ، فقلت : ما يبكيك يا أبا عباس ، جعلني الله فداك ؟ قال : فقال : هؤلاء الورقات . قال : وإذا هو في " سورة الأعراف " ، قال : تعرف أيلة قلت : نعم . قال : فإنه كان بها حي من يهود سيقت الحيتان إليهم يوم السبت ، ثم غاصت لا يقدرون عليها حتى يغوصوا بعد كد ومؤنة شديدة ، كانت تأتيهم يوم السبت شرعا بيضا سمانا كأنها الماخض ، تتبطح ظهورها لبطونها بأفنيتهم . فكانوا كذلك برهة من الدهر ، ثم إن الشيطان أوحى إليهم فقال : إنما نهيتم عن أكلها يوم السبت ، فخذوها فيه ، وكلوها في غيره من الأيام . فقالت ذلك طائفة منهم ، وقالت طائفة : بل نهيتم عن أكلها وأخذها وصيدها يوم السبت . فكانوا كذلك ، حتى جاءت الجمعة المقبلة ، فغدت طائفة بأنفسها وأبنائها ونسائها ، واعتزلت طائفة ذات اليمين ، وتنحت واعتزلت طائفة ذات اليسار وسكتت . وقال الأيمنون : ويلكم ، الله الله ننهاكم أن تتعرضوا لعقوبة الله . وقال الأيسرون : ( لم تعظون قوما الله مهلكهم أو معذبهم عذابا شديدا ) ؟ قال الأيمنون : ( معذرة إلى ربكم ولعلهم يتقون ) إن ينتهوا فهو أحب إلينا ألا يصابوا ولا يهلكوا ، وإن لم ينتهوا فمعذرة إلى ربكم . فمضوا على الخطيئة ، وقال الأيمنون : فقد فعلتم ، يا أعداء الله . والله لا نبايتكم الليلة في مدينتكم ، والله ما نراكم تصبحون حتى يصبحكم الله بخسف أو قذف أو بعض ما عنده من العذاب . فلما أصبحوا ضربوا عليهم الباب ونادوا ، فلم يجابوا ، فوضعوا سلما ، وأعلوا سور المدينة رجلا فالتفت إليهم فقال : أي عباد الله ، قردة والله تعاوي لها أذناب . قال : ففتحوا فدخلوا عليهم ، فعرفت القرود أنسابها من الإنس ، ولا تعرف الإنس أنسابها من القردة ، فجعلت القرود يأتيها نسيبها من الإنس فتشم ثيابه وتبكي ، فتقول : ألم ننهكم عن كذا ؟ فتقول برأسها ، أي نعم . ثم قرأ ابن عباس : ( فلما نسوا ما ذكروا به أنجينا الذين ينهون عن السوء وأخذنا الذين ظلموا بعذاب بئيس ) قال : فأرى الذين نهوا قد نجوا ، ولا أرى الآخرين ذكروا ، ونحن نرى أشياء ننكرها ولا نقول فيها ؟ . قال : قلت : جعلني الله فداك ، ألا ترى أنهم قد كرهوا ما هم عليه ، وخالفوهم وقالوا : ( لم تعظون قوما الله مهلكهم ) ؟ قال : فأمر لي فكسيت ثوبين غليظين
وكذا روى مجاهد ، عنه .
وقال ابن جرير : حدثنا يونس ، أخبرنا أشهب بن عبد العزيز ، عن مالك ، قال : زعم ابن رومان أن قوله تعالى : ( تأتيهم حيتانهم يوم سبتهم شرعا ويوم لا يسبتون لا تأتيهم ) قال : كانت تأتيهم يوم السبت ، فإذا كان المساء ذهبت ، فلا يرى منها شيء إلى يوم السبت الآخر ، فاتخذ - لذلك - رجل خيطا ووتدا ، فربط حوتا منها في الماء يوم السبت ، حتى إذا أمسوا ليلة الأحد ، أخذه فاشتواه ، فوجد الناس ريحه ، فأتوه فسألوه عن ذلك ، فجحدهم ، فلم يزالوا به حتى قال لهم : " فإنه جلد حوت وجدناه " . فلما كان السبت الآخر فعل مثل ذلك - ولا أدري لعله قال : ربط حوتين - فلما أمسى من ليلة الأحد أخذه فاشتواه ، فوجدوا رائحة ، فجاءوا فسألوه فقال لهم : لو شئتم صنعتم كما أصنع . فقالوا له : وما صنعت ؟ فأخبرهم ، ففعلوا مثل ما فعل ، حتى كثر ذلك . وكانت لهم مدينة لها ربض يغلقونها عليهم ، فأصابهم من المسخ ما أصابهم . فغدوا عليهم جيرانهم مما كانوا حولهم ، يطلبون منهم ما يطلب الناس ، فوجدوا المدينة مغلقة عليهم ، فنادوا فلم يجيبوهم ، فتسوروا عليهم ، فإذا هم قردة ، فجعل القرد يدنو يتمسح بمن كان يعرف قبل ذلك ، ويدنو منه ويتمسح به
وقد قدمنا في سورة " البقرة " من الآثار في خبر هذه القرية ما فيه مقنع وكفاية ، ولله الحمد والمنة .
القول الثاني : أن الساكتين كانوا من الهالكين .
قال محمد بن إسحاق ، عن داود بن الحصين ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ; أنه قال : ابتدعوا السبت فابتلوا فيه ، فحرمت عليهم فيه الحيتان ، فكانوا إذا كان يوم السبت ، شرعت لهم الحيتان ينظرون إليها في البحر . فإذا انقضى السبت ، ذهبت فلم تر حتى السبت المقبل ، فإذا جاء السبت جاءت شرعا ، فمكثوا ما شاء الله أن يمكثوا كذلك ، ثم إن رجلا منهم أخذ حوتا فخزم أنفه ثم ، ضرب له وتدا في الساحل ، وربطه وتركه في الماء . فلما كان الغد ، أخذه فشواه فأكله ، ففعل ذلك وهم ينظرون ولا ينكرون ، ولا ينهاه منهم أحد ، إلا عصبة منهم نهوه ، حتى ظهر ذلك في الأسواق ، ففعل علانية . قال : فقالت طائفة للذين ينهونهم : ( لم تعظون قوما الله مهلكهم أو معذبهم عذابا شديدا قالوا معذرة إلى ربكم ) فقالوا : سخط أعمالهم ( ولعلهم يتقون فلما نسوا ما ذكروا به ) إلى قوله : ( قردة خاسئين ) قال ابن عباس : كانوا أثلاثا : ثلث نهوا ، وثلث قالوا : ( لم تعظون قوما الله مهلكهم ) وثلث أصحاب الخطيئة ، فما نجا إلا الذين نهوا وهلك سائرهم .
وهذا إسناد جيد عن ابن عباس ، ولكن رجوعه إلى قول عكرمة في نجاة الساكتين ، أولى من القول بهذا ; لأنه تبين حالهم بعد ذلك ، والله أعلم .
وقوله تعالى : ( وأخذنا الذين ظلموا بعذاب بئيس ) فيه دلالة بالمفهوم على أن الذين بقوا نجوا .
و ) بئيس ) فيه قراءات كثيرة ، ومعناه في قول مجاهد : " الشديد " ، وفي رواية : " أليم " . وقال قتادة : موجع . والكل متقارب ، والله أعلم .
وقوله : ( خاسئين ) أي : ذليلين حقيرين مهانين .
- القرطبى : فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ
قوله تعالى فلما نسوا ما ذكروا به أنجينا الذين ينهون عن السوء وأخذنا الذين ظلموا بعذاب بئيس بما كانوا يفسقون والنسيان يطلق على الساهي . والعامد : التارك ; لقوله تعالى : فلما نسوا ما ذكروا به أي تركوه عن قصد ; ومنه نسوا الله فنسيهم .
ومعنى بعذاب بئيس أي شديد . وفيه إحدى عشرة قراءة : الأولى : قراءة أبي عمرو وحمزة والكسائي ( بئيس ) على وزن فعيل . الثانية : قراءة أهل مكة ( بئيس ) بكسر الباء والوزن واحد . والثالثة : قراءة أهل المدينة ( بيس ) الباء مكسورة بعدها ياء ساكنة بعدها سين مكسورة منونة ، وفيها قولان . قال الكسائي : الأصل فيه " بييس " خفيفة الهمزة ، فالتقت ياءان فحذفت إحداهما وكسر أوله كما يقال : رغيف وشهيد . وقيل : أراد " بئس " على وزن فعل ; فكسر أوله وخفف الهمزة وحذف الكسرة ; كما يقال : رحم ورحم . الرابعة : قراءة الحسن ، الباء مكسورة بعدها همزة ساكنة بعدها سين مفتوحة . الخامسة : قرأ أبو عبد الرحمن المقرئ ( بئس ) الباء مفتوحة والهمزة مكسورة والسين مكسورة منونة . السادسة : قال يعقوب القارئ : وجاء عن بعض القراء ( بعذاب بئس ) الباء مفتوحة والهمزة مكسورة والسين مفتوحة . السابعة : قراءة الأعمش ( بيئس ) على وزن فيعل . وروي عنه ( بيأس ) على وزن فيعل . وروي عنه ( بئس ) بباء مفتوحة وهمزة مشددة مكسورة ، والسين في كله مكسورة منونة ، أعني قراءة الأعمش . العاشرة : قراءة نصر بن عاصم ( بعذاب بيس ) الباء مفتوحة والياء مشددة بغير همز . قال يعقوب القارئ : وجاء عن بعض القراء ( بئيس ) الباء مكسورة بعدها همزة ساكنة بعدها ياء مفتوحة . فهذه إحدى عشرة قراءة ذكرها النحاس . قال علي بن سليمان : العرب تقول جاء ببنات بيس أي بشيء رديء . فمعنى ( بعذاب بيس ) بعذاب رديء . وأما قراءة الحسن فزعم أبو حاتم أنه لا وجه لها ، قال : لأنه لا يقال مررت برجل بئس ، حتى يقال : بئس الرجل ، أو بئس رجلا . قال النحاس : وهذا مردود من كلام أبي حاتم ; حكى النحويون : إن فعلت كذا وكذا فبها ونعمت . يريدون فبها ونعمت الخصلة . والتقدير على قراءة الحسن : بعذاب بئس العذاب .
- الطبرى : فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ
القول في تأويل قوله : فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (165)
قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: فلما تركت الطائفة التي اعتدت في السبت ما أمرها الله به من ترك الاعتداء فيه، وضيَّعت ما وَعظتْها الطائفة الواعظة وذكَّرتها به، (41) من تحذيرها عقوبةَ الله على معصيتها، فتقدّمت على استحلال ما حرم الله عليها (42) أنجى الله الذين ينهون منهم عن " السوء "= يعني عن معصية الله, واسْتحلال حِرْمه (43) = " وأخذنا الذين ظلموا "، يقول: وأخذ الله الذين اعتدوا في السبت، فاستحلوا فيه ما حرَّم الله من صيد السمك وأكله, فأحلَّ بهم بأسَه، وأهلكهم بعذاب شديدٍ بئيس بما كانوا يخالفون أمر الله, (44) فيخرجون من طاعته إلى معصيته, وذلك هو " الفسق ". (45)
* * *
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
15287- حدثنا الحسن بن يحيى قال، أخبرنا عبد الرزاق قال، أخبرنا ابن جريج في قوله: " فلما نسوا ما ذكروا به أنجينا الذين ينهون عن السوء "، قال: فلما نسُوا موعظة المؤمنين إياهم, الذين قالوا: لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا .
15288- حدثني محمد بن المثني قال، حدثنا حرمي قال، حدثني شعبة قال، أخبرني عمارة, عن عكرمة, عن ابن عباس: " أنجينا الذين ينهون عن السوء " قال: يا ليت شعري، ما السُّوء الذي نهوا عنه؟
* * *
وأما قوله: " بعذاب بَئيس "، فإنّ القرأة اختلفت في قراءته.
فقرأته عامة قرأة أهل المدينة: (بِعَذَابٍ بِيسٍ) بكسر الباء وتخفيف الياء، بغير همز, على مثال " فِعْل ".
* * *
وقرأ ذلك بعضُ قرأة الكوفة والبصرة: (بِعَذَابٍ بَئِيسٍ) على مثل " فعيل "، من " البؤس ", بنصب الباء وكسر الهمزة ومدِّها.
* * *
وقرأ ذلك كذلك بعض المكيين, غير أنه كسر باء: (بِئِيسٍ) على مثال " فِعِيل ".
* * *
وقرأه بعض الكوفيين: (بَيْئِسٍ) بفتح الباء وتسكين الياء, وهمزة بعدها مكسورة، على مثال " فَيْعِل ".
* * *
= وذلك شاذ عند أهل العربية, لأن " فَيْعِل " إذا لم يكن من ذوات الياء والواو, فالفتح في عينه الفصيحُ في كلام العرب, وذلك مثل قولهم في نظيره من السالم: " صَيْقَل, ونَيْرَب ", وإنما تُكْسر العين من ذلك في ذوات الياء والواو كقولهم: " سَيِّد " و " ميِّت "، وقد أنشد بعضهم قول امرئ القيس بن عابسٍ الكنديّ:
كِلاهُمَــا كَــانَ رَئيسًــا بَيْئِسَــا
يَضْـرِبُ فِـي يَـوْمِ الهِيَـاجِ القَوْنَسَـا (46)
بكسر العين من " فيعِل ", وهي الهمزة من " بيئس "، فلعلَّ الذي قرأ ذلك كذلك قرأه على هذه.
* * *
وذكر عن آخر من الكوفيين أيضًا أنه قرأه: (بَيْئَسٍ)، نحو القراءة التي ذكرناها قبل هذه, وذلك بفتح الباء وتسكين الياء وفتح الهمزة بعد الياء، على مثال " فَيْعَل " مثل " صَيْقَل ".
* * *
وروي عن بعض البصريين أنه قرأه: (بَئِسٍ) بفتح الباء وكسر الهمزة، على مثال " فَعِل ", كما قال ابن قيس الرقيَّات:
لَيْتَنِـــي أَلْقَـــي رُقَيَّــةَ فِــي
خَــلْوَةٍ مِــنْ غَــيْرِ مَــا بَئِـسِ (47)
* * *
وروي عن آخر منهم أنه قرأ: (بِئْسَ) بكسر الباء وفتح السين، على معنى: بِئْسَ العذاب.
* * *
قال أبو جعفر: وأولى هذه القراءات عندي بالصواب، قراءةُ من قرأه: (بَئِيسٍ) بفتح الباء، وكسر الهمزة ومدّها، على مثال " فَعِيل ", كما قال ذو الإصبع العَدْوانيّ:
حَنَقًـــا عَـــلَيَّ, وَمَــا تَــرَى
لِـــي فِيهِـــمُ أَثَـــرًا بَئيسَــا (48)
= لأن أهل التأويل أجمعوا على أن معناه: شديد, فدلّ ذلك على صحة ما اخترنا. (49)
* ذكر من قال ذلك:
15289- حدثنا الحسن بن يحيى قال، أخبرنا عبد الرزاق قال، أخبرنا ابن جريج قال، أخبرني رجل عن عكرمة, عن ابن عباس في قوله: " وأخذنا الذين ظلموا بعذاب بئيس "، : أليم وجيع.
15290- حدثني محمد بن عمرو قال، حدثنا أبو عاصم قال، حدثنا عيسى, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد: " بعذاب بئيس "، قال: شديد.
15291- حدثني المثني قال، حدثنا أبو حذيفة قال، حدثنا شبل, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد: " بعذاب بئيس "، أليم شديد.
15292- حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال، حدثنا محمد بن ثور, عن معمر, عن قتادة: " بعذاب بئيس " قال: موجع.
15293- حدثني يونس قال، أخبرنا ابن وهب قال، قال ابن زيد: " بعذاب بئيس "، قال: بعذاب شديد.
-------------------
الهوامش :
(41) (1) في المطبوعة : (( وذكرتها ما ذكرتها به )) زاد في الكلام ما لا حاجة إليه به ، وخالف المخطوطة .
(42) (2) انظر تفسير (( النسيان )) فيما سلف من فهارس اللغة ( نسى ) .
(43) (3) (( الحرم )) ( بكسر فسكون ) ، (( هو الحرام )) .
(44) (4) في المطبوعة : (( بما كانوا يفسقون يخالفون )) ، وقوله (( يفسقون )) كانت في المخطوطة ، ولكنه ضرب عليها ، فكان حقاً على الناشر أن يحذفها كما فعلت .
(45) (5) انظر تفسير (( الفسق )) فيما سلف من فهارس اللغة ( فسق ) .
(46) (1) تفسير أبي حيان 4 : 413 .
(47) (1) ديوانه : 386 ، والخزانة 3 : 587 ، والعينى ( بهامش الخزانة ) 4 : 379 ، ورواية صاحب الخزانة (( من غير ما أنس )) ، وشرحها فقال : (( الأنس ، بفتحتين ، بمعنى الإنس ، بكسر الهمزة وسكون النون ، وما زائدة ، وفيه مضاف محذوف ، تقديره : في غير حضور إنس )) ، وهذا في ظني ، اجتهاد من صاحب الخزانة ، وأن البيت مصحف صوابه ما في الطبري . وأما العينى ، فكتب (( من غير ما يبس )) ( بالياء ثم الباء ) ، وهو تصحيف لا شك فيه ، ومثله في الديوان منقولاً عنه . والصواب ما شرحه أبو جعفر .
(48) (2) الأغاني 3 : 102 ، 103 ، ومجاز القرآن لأبي عبيدة 1: 231 من شعر جيد في ابن عم له كان يعاديه ، فكان يتدسس إلى مكارهه ، ويؤلب عليه ، ويسعى بينه وبين عمه ، ويبغيه شراً ، فقال فيه :وَلـــيَ ابْـــنُ عَــمٍّ لا يَـــزَا
لُ إِلَــــىَّ مُنْكَـــرُه دَسِيسَـــا
دَبَّـــتْ لَـــهُ، فـــأحَسَّ بَــعْ
دَ الــبُرْءِ مِــنْ سَــقَمٍ رَسِيسَــا
إِمَّــــا عَلانِيَــــةً، وَإِمَّــــا
مُخْــــمِرًا أَكْــــلا وَهِيسًـــا
إِنِّـــي رَأَيـــتُ بَنــي أَبِــيـ
ـــكَ يحمِّجُــون إِلــيَّ شُوسَــا
حَنَقًــــا عَــــليَّ،.............
. . . . . . . . . . . . . . . . . . .
وقوله : (( دبت له )) ، يعني العداوة . و(( الرسيس )) : أول الحمى ، وقوله : (( مخمرا )) أي يستر ما يريد ، (( أخمر الشيء )) : ستره . (( الأكل الوهيس )) : الشديد ، يعنى ما يغتابه به ويأكل به لحمه . و (( التحميج )) ، إدامة النظر ، والقلب كاره أو محنق . و (( الشوس )) جمع (( أشوس )) ، وهو الذي ينظر بمؤخر عينه مغيظاً يتحرق . وكان في المطبوعة : (( ولن ترى )) ، وأثبت ما في المخطوطة ، وإنما جاء بها من الأغاني .
(49) انظر تفسير "البائس" فيما سلف 12 : 304 ، تعليق: 2 ، والمراجع هناك.
- ابن عاشور : فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ
وضمير { نسوا } عائد إلى { قوماً } والنسيان مستعمل في الإعراض المفضي إلى النسيان كما تقدم عند قوله تعالى : { فلما نسوا ما ذُكروا به } في سورة الأنعام ( 44 ).
والذين ينهون عن السوء } هم الفريقان المذكوران في قوله آنفاً { وإذ قالت أمة منهم لم تعظون قوماً } إلى قوله { ولعلهم يتقون } ، و { الذين ظلموا } هم القوم المذكورون في قوله : { قوماً الله مُهلكهم } إلخ .
والظلم هنا بمعنى العصيان ، وهو ظلم النفس ، حق الله تعالى في عدم الامتثال لأمره .
و { بِيسٍ } قرأه نافع وأبو جعفر بكسر الباء الموحدة مشبعة بياء تحتية ساكنة وبتنوين السين على أن أصله بئْس بسكون الهمزة فخففت الهمزة ياء مثل قولهم : ذِيب في ذِئْب .
وقرأه ابن عامر { بئْس } بالهمزة الساكنة وإبقاء التنوين على أن أصله بَئيس .
وقرأه الجمهور { بَئيس } بفتح الموحدة وهمزة مكسورة بعدها تحتية ساكنة وتنوين السين على أنه مثالُ مبالغة من فعل بَؤُس بفتح الموحدة وضم الهمزة إذا أصابه البؤس ، وهو الشدة من الضر .
أو على أنه مصدر مثل عَذير ونَكير .
وقرأه أبو بكر عن عاصم { بَيْئسَ } بوزنَ صَيْقل ، على أنه اسم للموصوف بفعل البؤس مبالغة ، والمعنى ، على جميع القراءات : أنه عذاب شديد الضر .
وقوله : { بما كانوا يفسقون } تقدم القول في نظيره قريباً .
وقد أجمل هذا العذاب هنا ، فقيل هو عذاب غير المسخ المذكور بعده ، وهو عذاب أصيب به الذين نَسوا ما ذُكروا به ، فيكون المسخ عذاباً ثانياً أصيب به فريق شاهدوا العذاب الذي حل بإخوانهم ، وهو عذاب أشد ، وقع بعد العذاب البيس ، أي أن الله أعذر إليهم فابتدأهم بعذاب الشدة ، فلما لم ينتهوا وعتوا ، سلّط عليهم عذاب المسخ .
وقيل : العذاب البِئس هو المسخ ، فيكون قوله : { فلما عتوا عما نهوا عنه } بياناً»جمال العذاب البئس ، ويكون قوله : { فلما عتوا } بمنزلة التأكيد لقوله : { فلما نسوا } صيغ بهذا الأسلوب لتهويل النسيان والعتو ، ويكون المعنى : أن النسيان ، وهو الإعراض ، وقع مقارناً للعتو .
و { ما ذكّروا به } و { ما نُهوا عنه } ما صْدَقُهما شيء واحد ، فكان مقتضى الظاهر أن يقال : فلما نسوا وَعتوا عما نهوا عنه وذُكروا به قلنا لهم الخ ، فعدل عن مقتضى الظاهر إلى هذا الأسلوب من الإطناب لتهويل أمر العذاب ، وتكثير أشكاله ، ومقام التهويل من مقتضيات الأطناب ، وهذا كإعادة التشبيه في قول لبيد :
فتنازعا سبطاً يطير ظلاله ... كدخان مُشعَلة يشبّ ضرامها
مشمولةٍ غُلِثت بنابت عَرفج ... كدُخان نار ساطع أسنامها
ولكن أسلوب الآية أبلغ وأوفر فائدة ، وأبعد عن التكرير اللفظي ، فما في بيت لبيد كلامٌ بليغ ، وما في الآية كلام معجز .
- إعراب القرآن : فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ
«فَلَمَّا» لما ظرفية شرطية والفاء استئنافية. «نَسُوا» فعل ماض وفاعله واسم الموصول «ما» مفعوله.
«ذُكِّرُوا بِهِ» فعل ماض مبني للمجهول تعلق به الجار والمجرور والواو نائب فاعل. «أَنْجَيْنَا» فعل ماض وفاعله «الَّذِينَ» اسم الموصول مفعوله. «يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ» مضارع تعلق به الجار والمجرور بعده والواو فاعله والجملة صلة الموصول وجملة أنجينا لا محل لها جواب شرط غير جازم. والجملة الفعلية «وَأَخَذْنَا الَّذِينَ» معطوفة وجملة «ظَلَمُوا» صلة الموصول. «بِعَذابٍ» متعلقان بظلموا. «بَئِيسٍ» صفة. «بِما كانُوا» المصدر المؤول من ما والفعل بعدها في محل جر بالباء والجار والمجرور متعلقان بالفعل
أخذنا ، أي أخذنا الذين ظلموا بسبب فسقهم. «يَفْسُقُونَ» الجملة خبر كانوا.
- English - Sahih International : And when they forgot that by which they had been reminded We saved those who had forbidden evil and seized those who wronged with a wretched punishment because they were defiantly disobeying
- English - Tafheem -Maududi : فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ(7:165) Then, when they forgot what they had been exhorted, We delivered those who forbade evil and afflicted the wrong-doers with a grievous chastisement *125 because of their evildoing.
- Français - Hamidullah : Puis lorsqu'ils oublièrent ce qu'on leur avait rappelé Nous sauvâmes ceux qui leur avaient interdit le mal et saisîmes par un châtiment rigoureux les injustes pour leurs actes pervers
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Und als sie vergessen hatten womit sie ermahnt worden waren retteten Wir diejenigen die das Böse verboten und ergriffen diejenigen die Unrecht taten mit schlimmer Strafe dafür daß sie zu freveln pflegten
- Spanish - Cortes : Y cuando hubieron olvidado lo que se les había recordado salvamos a quienes habían prohibido el mal e infligimos un mal castigo a los impíos por haber obrado perversamente
- Português - El Hayek : Mas quando se esqueceram de toda a exortação salvamos aqueles que pregavam contra o mal e infligimos os iníquosum severo castigo por sua transgressão
- Россию - Кулиев : Когда они забыли о том что им напоминали Мы спасли тех которые запрещали творить злодеяния и подвергли ужасным мучениям беззаконников за то что они поступали нечестиво
- Кулиев -ас-Саади : فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ
Когда они забыли о том, что им напоминали, Мы спасли тех, которые запрещали творить злодеяния, и подвергли ужасным мучениям беззаконников за то, что они поступали нечестиво.Пренебрегая увещеваниями, они продолжали преступать Божьи законы, и тогда их постигло суровое наказание, от которого Аллах во все времена спасал тех из Своих рабов, которые призывали к одобряемому и запрещали предосудительное. Что же касается третьей группы людей, которые говорили проповедникам, что не стоит увещевать тех, кого Аллах подвергнет лютой каре, то толкователи Корана разошлись во мнениях относительно их судьбы. Одни считали, что они были погублены, а другие считали, что они обрели спасение. Из очевидного смысла откровений следует, что они были спасены, потому что Аллах подчеркнул, что погублены были только беззаконники. При этом Аллах не сказал, что эта третья группа людей относилась к беззаконникам. Из этого следует, что погублены были только грешники, нарушившие субботу. Призыв совершать одобряемое и воздерживаться от неодобряемого является обязательным предписанием, которое не возлагается на всех представителей религиозной общины, и если часть верующих занимается им, то остальные освобождаются от этой обязанности. Верующие израильтяне довольствовались тем, что часть из них порицала грешников. Что же касается порицания третьей группы, то оно было выражено в их словах: «Зачем вам увещевать людей, которых Аллах погубит или подвергнет тяжким мучениям?» (7:164). Они выразили свое недовольство их поступком, который был ненавистен им, и возвестили, что Аллах может подвергнуть грешников самому страшному наказанию.
- Turkish - Diyanet Isleri : Kendilerine yapılan öğütleri unutunca Biz fenalıktan menedenleri kurtardık ve zalimleri Allah'a karşı gelmelerinden ötürü şiddetli azaba uğrattık
- Italiano - Piccardo : Quando poi dimenticarono quello che era stato loro ricordato salvammo coloro che proibivano il male e colpimmo con severo castigo coloro che erano stati ingiusti e che perversamente agivano
- كوردى - برهان محمد أمين : جا کاتێک فهرامۆشیان کرد ئهوهی ئامۆژگاریان پێی کرابوو ئێمهش ئهوانهی که قهدهغهی خراپهیان دهکرد ڕزگارمان کردن و ئهوانهش که ستهمیان کردو ههوڵیاندا بۆ کردنی ئهوکاره ناڕهوایه بهسزایهکی سهخت گیرۆدهمان کردن بههۆی ئهوهی له سنوور دهرچوو بوون
- اردو - جالندربرى : جب انہوں نے ان باتوں کو فراموش کردیا جن کی ان کو نصیحت کی گئی تھی تو جو لوگ برائی سے منع کرتے تھے ان کو ہم نے نجات دی اور جو ظلم کرتے تھے ان کو برے عذاب میں پکڑ لیا کہ نافرمانی کئے جاتے تھے
- Bosanski - Korkut : I kada zaboraviše ono čime su bili opominjani Mi izbavismo one koji su od nevaljalih djela odvraćali a teškom kaznom kaznismo grješnike zato što su stalno u grijehu bili
- Swedish - Bernström : Och när [sabbatsbrytarna] hade glömt alla påminnelser de fått räddade Vi dem som ville hejda överträdelserna och straffade syndarna för deras olydnad
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Maka tatkala mereka melupakan apa yang diperingatkan kepada mereka Kami selamatkan orangorang yang melarang dari perbuatan jahat dan Kami timpakan kepada orangorang yang zalim siksaan yang keras disebabkan mereka selalu berbuat fasik
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ
(Maka tatkala mereka melupakan) yaitu mereka meninggalkan (apa yang diperingatkan kepada mereka) apa yang dinasihatkan kepada mereka (tentang hal itu) kemudian mereka tidak mau juga menuruti nasihat (Kami selamatkan orang-orang yang melarang dari perbuatan jahat dan Kami timpakan kepada orang-orang yang lalim) yang melakukan pelanggaran (siksaan yang berat) yang keras (disebabkan mereka selalu berbuat fasik.)
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : অতঃপর যখন তারা সেসব বিষয় ভুলে গেল যা তাদেরকে বোঝানো হয়েছিল তখন আমি সেসব লোককে মুক্তি দান করলাম যারা মন্দ কাজ থেকে বারণ করত। আর পাকড়াও করলাম গোনাহগারদেরকে নিকৃষ্ট আযাবের মাধ্যমে তাদের নাফরমানীর দরুন।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : அவர்கள் எது குறித்து உபதேசிக்கப் பட்டார்களோ அதனை அவர்கள் மறந்து விட்டபோது அவர்களைத் தீமையைவிட்டு விலக்கிக் கொண்டிருந்தவர்களை நாம் காப்பாற்றினோம்; வரம்பு மீறி அக்கிரமம் செய்து கொண்டிருந்தவர்களுக்கு அவர்கள் செய்து வந்த பாவத்தின் காரணமாக கடுமையான வேதனையைக் கொடுத்தோம்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : “ครั้นเมื่อพวกเขาลืม สิ่งที่พวกเขาถูกเตือนในสิ่งนั้น เราก็ช่วยเหลือบรรดาผู้ที่ห้ามปรามการทำชั่วให้รอดพ้น และได้จัดการแก่บรรดาผู้ที่อธรรมเหล่านั้น ด้วยการลงโทษอันรุนแรงเนื่องด้วยการที่พวกเขาละเมิด
- Uzbek - Мухаммад Содик : Бас улар ўзларига эслатма бўлган нарсани унутганларида ёмонликдан қайтараётганларга нажот бердик ва зулм қилганларни қилган фосиқликлари туфайли шиддатли азоб ила тутдик
- 中国语文 - Ma Jian : 当他们不采纳忠告的时候,我拯救了戒人作恶者,而以严刑惩罚不义者,因为他们犯了罪。
- Melayu - Basmeih : Maka ketika mereka melupakan tidak menghiraukan apa yang telah diperingatkan kepada mereka Kami selamatkan orangorang yang melarang daripada perbuatan jahat itu dan Kami timpakan orangorang yang zalim dengan azab seksa yang amat berat disebabkan mereka berlaku fasik derhaka
- Somali - Abduh : Markay Halmaameen wixii lagu waaniyey waxaan korinay kuwii Xumaanta Reebayey waxaana ku qabanay kuwii Dulmiga falay Cadaab Xun Faasiqnimadooda Darteed
- Hausa - Gumi : To a lõkacin da suka manta da abin da aka tunãtar da su da shi Mun tsĩrar da waɗanda suke hani daga cũta kuma Muka kãma waɗanda suka yi zãlunci da azãba mai tsanani dõmin abin da suka kasance sunã yi na fasiƙanci
- Swahili - Al-Barwani : Basi walipo yasahau waliyo kumbushwa tuliwaokoa walio kuwa wakikataza maovu na tukawatesa walio dhulumu kwa adhabu mbaya kwa vile walivyo kuwa wakifanya upotovu
- Shqiptar - Efendi Nahi : Dhe kur e harruan atë për të cilën ishin këshilluar Na i shpëtuam ata që të tjerët i pengonin nga të këqiat kurse i ndëshkonim me ndëshkim të ashpër ata që bënin zullum për shkak të mëkateve të tyre
- فارسى - آیتی : چون اندرزى را كه به آنها داده شده بود فراموش كردند، آنان را كه از بدى پرهيز مىكردند نجات داديم و گنهكاران را به سبب گناهشان به عذابى سخت فرو گرفتيم.
- tajeki - Оятӣ : Чун пандеро, ки ба онҳо дода шуда буд, фаромӯш карданд, ононро, ки аз бадӣ парҳез мекарданд, наҷот додем ва гунаҳкоронро ба сабаби гуноҳашон ба азобе сахт фурӯ гирифтем»
- Uyghur - محمد صالح : ئۇلار ئۆزلىرىگە قىلىنغان ۋەز - نەسىھەتنى قوبۇل قىلمىغان چاغدا، يامان ئىشتىن مەنئى قىلغۇچىلارنى قۇتقۇزدۇق، اﷲ نىڭ ئەمرىدىن چىققانلىقلىرى ئۈچۈن، زالىملارنى قاتتىق ئازابقا دۇچار قىلدۇق
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : അങ്ങനെ അവരെ ഓര്മിപ്പിച്ചിരുന്ന ഉപദേശം അവര് പൂര്ണമായും മറന്നപ്പോള്, തിന്മകള് തടഞ്ഞിരുന്നവരെ നാം രക്ഷപ്പെടുത്തി. അതിക്രമം കാണിച്ചവരെയെല്ലാം അവരുടെ പാപവൃത്തികളുടെ പേരില് കൊടും ശിക്ഷയാല് പിടികൂടുകയും ചെയ്തു.
- عربى - التفسير الميسر : فلما تركت الطائفه التي اعتدت في يوم السبت ما ذكرت به واستمرت على غيها واعتدائها فيه ولم تستجب لما وعظتها به الطائفه الواعظه انجى الله الذين ينهون عن معصيته واخذ الذين اعتدوا في يوم السبت بعذاب اليم شديد بسبب مخالفتهم امر الله وخروجهم عن طاعته
*125). This shows that the people in that town were of three categories. One, those who flagrantly violated God's commands. Two, those who were silent spectators to such violations and discouraged those who admonished the criminals, pleading that their efforts were fruitless. Three, those who, moved by their religious commitment, actively enjoined good and forbade evil so that the evil-doers might make amends. In so doing, they were prompted by, a sense of duty, to bring back the evil-doers to the right path, and if the latter did not respond to their call, they would at least be able to establish before their Lord that for their part they had fulfilled their duty to admonish the evil-doers. So, when the town was struck by God's punishment, only the people belonging to the last category were spared for they had displayed God-consciousness and performed the duties incumbent upon them. As for the people of the other two categories, they were reckoned as transgressors and were punished in proportion to their crimes.
Some commentators on the Qur'an are of the opinion that whereas the Qur'an specifically, describes the fate of the people belonging to the first and third categories, it is silent about the treatment meted out to the people of the second category. It cannot be said, therefore, with certainty, whether they were spared or punished. It is reported that Ibn 'Abba's initially believed that God's punishment included the second category as well. It is believed that later his disciple Ikramah convinced him that only the people of the second category would be delivered in the same manner as the people of the third category.
A closer study of the Qur'anic account, however, shows that Ibn 'Abba's earlier viewpoint is sound. It is evident that the people of the town would inevitably have been grouped into two categories on the eve of God's punishment: those who were spared and those who were not. Since the Qur'an states that the people of the third category, had been spared, it may be legitimately assumed that the people belonging to both the first and the second categories were punished. This view is also corroborated by the preceding verse:
Also recall when a party of them said: 'Why do you admonish a people whom Allah is about to destroy or punish severely? They said: 'We admonish them in order to he able to offer an excuse before your Lord, and in the hope that they will guard against disobedience.' (Verse 164.)
Thus it clearly emerges from the above discussion that all the people of the place where evil deeds are publicly committed stand guilty, One cannot be absolved merely on the basis that one had not committed any evil. One may be acquitted only, in the event that one made every possible effort to bring about reform and actively worked in the cause of the truth. This constitutes the divine law pertaining to collective evil as is evident from the teachings of the Qur'an and Hadith. The Qur'an says:
And guard against the mischief that will not only bring punishment to the wrong-doers among you. Know well that Allah is severe in punishment (Al-Anfal 8: 15).
Explaining the above verse the Prophet (peace be on him) remarked: 'God does not punish the generality of a people for the evil committed by a particular section of that people until they observe others committing evil and do not denounce it even though they are in a position to do so. And when they do that, God punishes all, the evil-doers and the people in general.' (Ahmad b. Hanbal. Musnad, vol. 4, p. 192 - Ed.)
Moreover. the verse in question seems to suggest that God's punishment afflicted the town concerned in two stages. The first stage is referred to as 'grevious chastisement', for in the next stage they were turned into apes. We may, therefore, hold that people belonging to both the first and the second categories were subjected to punishment. But the punishment of transforming the persistent evil-doers into apes was confined only to the people of the second category. (God knows best. If I am right that is from God. If I err, that is from me alone. God is All-Forgiving, All-Merciful.)