- عربي - نصوص الآيات عثماني : وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ ٱلْجِنِّ وَٱلْإِنسِ ۖ لَهُمْ قُلُوبٌ لَّا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَّا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ ءَاذَانٌ لَّا يَسْمَعُونَ بِهَآ ۚ أُوْلَٰٓئِكَ كَٱلْأَنْعَٰمِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ ۚ أُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلْغَٰفِلُونَ
- عربى - نصوص الآيات : ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والإنس ۖ لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها ۚ أولئك كالأنعام بل هم أضل ۚ أولئك هم الغافلون
- عربى - التفسير الميسر : ولقد خلقنا للنار -التي يعذِّب الله فيها مَن يستحق العذاب في الآخرة - كثيرًا من الجن والإنس، لهم قلوب لا يعقلون بها، فلا يرجون ثوابًا ولا يخافون عقابًا، ولهم أعين لا ينظرون بها إلى آيات الله وأدلته، ولهم آذان لا يسمعون بها آيات كتاب الله فيتفكروا فيها، هؤلاء كالبهائم التي لا تَفْقَهُ ما يقال لها، ولا تفهم ما تبصره، ولا تعقل بقلوبها الخير والشر فتميز بينهما، بل هم أضل منها؛ لأن البهائم تبصر منافعها ومضارها وتتبع راعيها، وهم بخلاف ذلك، أولئك هم الغافلون عن الإيمان بالله وطاعته.
- السعدى : وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ ۖ لَهُمْ قُلُوبٌ لَّا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَّا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَّا يَسْمَعُونَ بِهَا ۚ أُولَٰئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ
يقول تعالى مبينا كثرة الغاوين الضالين، المتبعين إبليس اللعين: وَلَقَدْ ذَرَأْنَا أي: أنشأنا وبثثنا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالإنْسِ صارت البهائم أحسن حالة منهم. لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا أي: لا يصل إليها فقه ولا علم، إلا مجرد قيام الحجة. وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِهَا ما ينفعهم، بل فقدوا منفعتها وفائدتها. وَلَهُمْ آذَانٌ لا يَسْمَعُونَ بِهَا سماعا يصل معناه إلى قلوبهم. أُولَئِكَ الذين بهذه الأوصاف القبيحة كَالأنْعَامِ أي: البهائم، التي فقدت العقول، وهؤلاء آثروا ما يفنى على ما يبقى، فسلبوا خاصية العقل. بَلْ هُمْ أَضَلُّ من البهائم، فإن الأنعام مستعملة فيما خلقت له، ولها أذهان، تدرك بها، مضرتها من منفعتها، فلذلك كانت أحسن حالا منهم. أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ الذين غفلوا عن أنفع الأشياء، غفلوا عن الإيمان باللّه وطاعته وذكره. خلقت لهم الأفئدة والأسماع والأبصار، لتكون عونا لهم على القيام بأوامر اللّه وحقوقه، فاستعانوا بها على ضد هذا المقصود. فهؤلاء حقيقون بأن يكونوا ممن ذرأ اللّه لجهنم وخلقهم لها، فخلقهم للنار، وبأعمال أهلها يعملون. وأما من استعمل هذه الجوارح في عبادة اللّه، وانصبغ قلبه بالإيمان باللّه ومحبته، ولم يغفل عن اللّه، فهؤلاء، أهل الجنة، وبأعمال أهل الجنة يعملون.
- الوسيط لطنطاوي : وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ ۖ لَهُمْ قُلُوبٌ لَّا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَّا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَّا يَسْمَعُونَ بِهَا ۚ أُولَٰئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ
وقوله وَلَقَدْ ذَرَأْنا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِنَ الْجِنِّ كلام مستأنف مقرر لمضمون ما قبله ومفصل له.
و «الذرء» الخلق. يقال: ذرأ الله خلقه يذرؤهم ذرءا، أى: خلقهم. واللام في لِجَهَنَّمَ للعاقبة والصيرورة.
أى: ولقد خلقنا لدخول جهنم والتعذيب بها كثيرا من الجن والانس وهم الكفار المعرضون عن الآيات وتدبرها، الذين علم الله منهم أزلا اختيارهم الكفر فشاءه منهم وخلقه فيهم وجعل مصيرهم النار لذلك.
ثم بين- سبحانه- صفاتهم التي أدت بهم إلى هذا المصير السيئ فقال. لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِها أى: لا يفقهون بها الآيات الهادية إلى الكمالات مع أن دلائل الإيمان مبثوثة في ثنايا الكون تدركها القلوب المتفتحة، والبصائر المستنيرة.
وجملة لَهُمْ قُلُوبٌ في محل نصب صفة أخرى لقوله كَثِيراً وجملة لا يَفْقَهُونَ بِها في محل رفع صفة لقلوب.
وقوله وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِها أى: لهم أعين لا يبصرون بها ما في هذا الكون من براهين تشهد بوحدانية الله، مع أنها معروضة للأبصار مكشوفة للأنظار، فهم كما قال- تعالى-، وَكَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْها وَهُمْ عَنْها مُعْرِضُونَ فهم لهم أعين ترى وتبصر ولكن بدون تأمل أو اعتبار، فكأن وجودها وعدمه سواء.
وقوله وَلَهُمْ آذانٌ لا يَسْمَعُونَ بِها أى: لا يسمعون بها الآيات والمواعظ سماع تدبر واتعاظ، أى أنهم لا ينتفعون بشيء من هذه الجوارح التي جعلها الله سببا للهداية.
قال صاحب الكشاف: «هم المطبوع على قلوبهم الذين علم الله أنه لا لطف لهم: وجعلهم في أنهم لا يلقون أذهانهم إلى معرفة الحق، ولا ينظرون بأعينهم إلى ما خلق الله نظر اعتبار، ولا يسمعون ما يتلى عليهم من آيات سماع تدبر كأنهم عدموا فهم القلوب، وإبصار العيون واستماع الآذان، وجعلهم- لإعراقهم في الكفر وشدة شكائمهم فيه، وأنه لا يأتى منهم إلا أفعال أهل النار- مخلوقين للنار، دلالة على توغلهم في الموبقات، وتوغلهم فيما يؤهلهم لدخول النار»
وقوله أُولئِكَ كَالْأَنْعامِ أى: أولئك الموصوفون بتلك الصفات المذكورة كالأنعام السارحة التي لا تنتفع بشيء من هذه الجوارح التي جعلها الله سببا للهداية.
وقوله بَلْ هُمْ أَضَلُّ تنقيص لهم عن رتبة الأنعام، أى: بل هم أسوأ حالا من الأنعام، إذ أن الأنعام ليس لها سوى الاستعدادات الفطرية التي تهديها أما الإنسان فقد زود إلى جانب الفطرة بالقلب الواعي، والعقل المدرك، والعين المبصرة، وزود بالقدرة على اتباع الهدى أو اتباع الضلال، فإذا لم يفتح بصره وقلبه وسمعه على الحق فإنه يكون أضل من الأنعام الموكولة إلى استعداداتها الفطرية.
وقوله أُولئِكَ هُمُ الْغافِلُونَ أى أولئك المنعوتون بما ذكرهم الكاملون في الغفلة عما فيه صلاحهم وخيرهم وسعادتهم، بسبب استحواذ الهوى والشيطان عليهم ولا يظلم ربك أحدا.
وبعد أن بين- سبحانه- حال المخلوقين لجهنم بسبب غفلتهم وإهمالهم لعقولهم وحواسهم، أعقبه ببيان العلاج الذي يشفى من ذلك، وبالنهى عن اتباع المائلين عن الحق فقال- تعالى-:
- البغوى : وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ ۖ لَهُمْ قُلُوبٌ لَّا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَّا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَّا يَسْمَعُونَ بِهَا ۚ أُولَٰئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ
( ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والإنس ) أخبر الله تعالى أنه خلق كثيرا من الجن والإنس للنار ، وهم الذين حقت عليهم الكلمة الأزلية بالشقاوة ، ومن خلقه الله لجهنم فلا حيلة له في الخلاص منها .
أخبرنا أبو بكر يعقوب بن أحمد بن محمد بن علي الصيرفي ، أنا أبو محمد الحسن بن أحمد المخلدي ، أنا أحمد بن محمد بن أبي حمزة البلخي ، حدثنا موسى بن محمد بن الحكم الشطوي ، حدثنا حفص بن غياث ، عن طلحة بن يحيى ، عن عائشة بنت طلحة عن عائشة أم المؤمنين قالت : أدرك النبي - صلى الله عليه وسلم - جنازة صبي من صبيان الأنصار ، فقالت عائشة : طوبى له عصفور من عصافير الجنة ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " وما يدريك؟ إن الله خلق الجنة وخلق لها أهلا وهم في أصلاب آبائهم ، وخلق النار وخلق لها أهلا وهم في أصلاب آبائهم " . وقيل : اللام في قوله " لجهنم " لام العاقبة ، أي : ذرأناهم ، وعاقبة أمرهم جهنم ، كقوله تعالى : فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدوا وحزنا " ( القصص 8 ) ، ثم وصفهم فقال : ( لهم قلوب لا يفقهون بها ) أي لا يعلمون بها الخير والهدى . ( ولهم أعين لا يبصرون بها ) طريق الحق وسبيل الرشاد ، ( ولهم آذان لا يسمعون بها ) مواعظ القرآن فيتفكرون فيها ويعتبرون بها ، ثم ضرب لهم مثلا في الجهل والاقتصار على الأكل والشرب ، فقال : ( أولئك كالأنعام بل هم أضل ) أي : كالأنعام في أن همتهم في الأكل والشرب والتمتع بالشهوات ، بل هم أضل لأن الأنعام تميز بين المضار والمنافع ، فلا تقدم على المضار ، وهؤلاء يقدمون على النار معاندة ، مع العلم بالهلاك ، ( أولئك هم الغافلون )
- ابن كثير : وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ ۖ لَهُمْ قُلُوبٌ لَّا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَّا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَّا يَسْمَعُونَ بِهَا ۚ أُولَٰئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ
يقول تعالى : ( ولقد ذرأنا ) أي : خلقنا وجعلنا ( لجهنم كثيرا من الجن والإنس ) أي : هيأناهم لها ، وبعمل أهلها يعملون ، فإنه تعالى لما أراد أن يخلق الخلائق ، علم ما هم عاملون قبل كونهم ، فكتب ذلك عنده في كتاب قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة ، كما ورد في صحيح مسلم ، عن عبد الله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إن الله قدر مقادير الخلق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة ، وكان عرشه على الماء "
وفي صحيح مسلم أيضا ، من حديث عائشة بنت طلحة ، عن خالتها عائشة أم المؤمنين ، رضي الله عنها ، أنها قالت : دعي رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى جنازة صبي من الأنصار ، فقلت : يا رسول الله طوبى له ، عصفور من عصافير الجنة ، لم يعمل السوء ولم يدركه . فقال [ رسول الله صلى الله عليه وسلم ] أو غير ذلك يا عائشة ؟ إن الله خلق الجنة ، وخلق لها أهلا وهم في أصلاب آبائهم ، وخلق النار ، وخلق لها أهلا وهم في أصلاب آبائهم "
وفي الصحيحين من حديث ابن مسعود [ رضي الله عنه ] ثم يبعث إليه الملك ، فيؤمر بأربع كلمات ، فيكتب : رزقه ، وأجله ، وعمله ، وشقي أم سعيد "
.وتقدم أن الله [ تعالى ] لما استخرج ذرية آدم من صلبه وجعلهم فريقين : أصحاب اليمين وأصحاب الشمال ، قال : " هؤلاء للجنة ولا أبالي ، وهؤلاء للنار ولا أبالي " .
والأحاديث في هذا كثيرة ، ومسألة القدر كبيرة ليس هذا موضع بسطها .
وقوله تعالى : ( لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها ) يعني : ليس ينتفعون بشيء من هذه الجوارح التي جعلها الله [ سببا للهداية ] كما قال تعالى : ( وجعلنا لهم سمعا وأبصارا وأفئدة فما أغنى عنهم سمعهم ولا أبصارهم ولا أفئدتهم من شيء إذ كانوا يجحدون بآيات الله [ وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون ] ) [ الأحقاف : 26 ] وقال تعالى : ( صم بكم عمي فهم لا يرجعون ) [ البقرة : 18 ] هذا في حق المنافقين ، وقال في حق الكافرين : ( صم بكم عمي فهم لا يعقلون ) [ البقرة : 171 ] ولم يكونوا صما بكما عميا إلا عن الهدى ، كما قال تعالى : ( ولو علم الله فيهم خيرا لأسمعهم ولو أسمعهم لتولوا وهم معرضون ) [ الأنفال : 23 ] ، وقال : ( فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور ) [ الحج : 46 ] ، وقال ( ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين وإنهم ليصدونهم عن السبيل ويحسبون أنهم مهتدون ) [ الزخرف : 36 ، 37 ] .
وقوله تعالى : ( أولئك كالأنعام ) أي : هؤلاء الذين لا يسمعون الحق ولا يعونه ولا يبصرون الهدى ، كالأنعام السارحة التي لا تنتفع بهذه الحواس منها إلا في الذي يعيشها من ظاهر الحياة الدنيا كما قال تعالى : ( ومثل الذين كفروا كمثل الذي ينعق بما لا يسمع إلا دعاء ونداء [ صم بكم عمي ] ) [ البقرة : 171 ] أي : ومثلهم - في حال دعائهم إلى الإيمان - كمثل الأنعام إذا دعاها راعيها لا تسمع إلا صوته ، ولا تفقه ما يقول ; ولهذا قال في هؤلاء : ( بل هم أضل ) أي : من الدواب ; لأن الدواب قد تستجيب مع ذلك لراعيها إذا أبس بها ، وإن لم تفقه كلامه ، بخلاف هؤلاء ; ولأن الدواب تفقه ما خلقت له إما بطبعها وإما بتسخيرها ، بخلاف الكافر فإنه إنما خلق ليعبد الله ويوحده ، فكفر بالله وأشرك به ; ولهذا من أطاع الله من البشر كان أشرف من مثله من الملائكة في معاده ، ومن كفر به من البشر ، كانت الدواب أتم منه ; ولهذا قال تعالى : ( أولئك كالأنعام بل هم أضل أولئك هم الغافلون )
- القرطبى : وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ ۖ لَهُمْ قُلُوبٌ لَّا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَّا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَّا يَسْمَعُونَ بِهَا ۚ أُولَٰئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ
قوله تعالى ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والإنس لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها أولئك كالأنعام بل هم أضل أولئك هم الغافلون قوله تعالى ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والإنس أخبر تعالى أنه خلق للنار أهلا بعدله ثم وصفهم فقال لهم قلوب لا يفقهون بها بمنزلة من لا يفقه ; لأنهم لا ينتفعون بها ، ولا يعقلون ثوابا ولا يخافون عقابا .
وأعين لا يبصرون بها الهدى . وآذان لا يسمعون بها المواعظ . وليس الغرض نفي الإدراكات عن حواسهم جملة كما بيناه في البقرة .
أولئك كالأنعام بل هم أضل لأنهم لا يهتدون إلى ثواب ، فهم كالأنعام ; أي همتهم الأكل والشرب ، وهم أضل ; لأن الأنعام تبصر منافعها ومضارها وتتبع مالكها ، وهم بخلاف ذلك . وقال عطاء : الأنعام تعرف الله ، والكافر لا يعرفه . وقيل : الأنعام مطيعة لله تعالى ، والكافر غير مطيع .
أولئك هم الغافلون أي تركوا التدبر وأعرضوا عن الجنة والنار .
- الطبرى : وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ ۖ لَهُمْ قُلُوبٌ لَّا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَّا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَّا يَسْمَعُونَ بِهَا ۚ أُولَٰئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ
القول في تأويل قوله : وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لا يَسْمَعُونَ بِهَا
قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: ولقد خلقنا لجهنّم كثيرًا من الجن والإنس.
* * *
يقال منه: ذرأ الله خلقه يذرؤهم ذَرْءًا. (1)
* * *
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
15443 - حدثني علي بن الحسين الأزدي قال: حدثنا يحيى بن يمان, عن مبارك بن فضالة, عن الحسن, في قوله: (ولقد ذرأنا لجهنم كثيرًا من الجن والإنس) قال: مما خلقنا. (2)
15444 - .... حدثنا أبو كريب قال: حدثنا ابن أبي زائدة, عن مبارك, عن الحسن, في قوله: (ولقد ذرأنا لجهنم) قال: خلقنا.
15445 - .... قال: حدثنا زكريا, عن عتاب بن بشير, عن علي بن بذيمة, عن سعيد بن جبير قال: أولاد الزنا ممّا ذرأ الله لجهنم.
15446 - قال: حدثنا زكريا بن عدي، وعثمان الأحول, عن مروان بن معاوية, عن الحسن بن عمرو, عن معاوية بن إسحاق, عن جليس له بالطائف, عن عبد الله بن عمرو, عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن الله لما ذرأ لجهنم ما ذرأ, كان ولدُ الزنا ممن ذرأ لجهنم ". (3)
15447 - حدثني محمد بن الحسين قال: حدثنا أحمد بن المفضل قال: حدثنا أسباط, عن السدي: (ولقد ذرأنا لجهنم)، يقول: خلقنا.
15448 - حدثني الحارث قال: حدثنا عبد العزيز قال: حدثنا أبو سعد قال: سمعت مجاهدًا يقول في قوله: (ولقد ذرأنا لجهنم) قال: لقد خلقنا لجهنم كثيرًا من الجن و الإنس.
15449 - حدثني المثنى قال: حدثنا عبد الله قال: حدثني معاوية, عن علي, عن ابن عباس: (ولقد ذرأنا لجهنم)، خلقنا.
* * *
قال أبو جعفر: وقال جل ثناؤه: (ولقد ذرأنا لجهنم كثيرًا من الجن والإنس )، لنفاذ علمه فيهم بأنهم يصيرون إليها بكفرهم بربِّهم.
* * *
وأما قوله: (لهم قلوبٌ لا يفقهون بها)، فإن معناه: لهؤلاء الذين ذرأهم الله لجهنم من خلقه قلوب لا يتفكرون بها في آيات الله, ولا يتدبرون بها أدلته على وحدانيته, ولا يعتبرون بها حُجَجه لرسله, (4) فيعلموا توحيد ربِّهم, ويعرفوا حقيقة نبوّة أنبيائهم. فوصفهم ربُّنا جل ثناؤه بأنهم: " لا يفقهون بها "، لإعراضهم عن الحق وتركهم تدبُّر صحة [نبوّة] الرسل، (5) وبُطُول الكفر. وكذلك قوله: (ولهم أعين لا يبصرون بها)، معناه: ولهم أعين لا ينظرون بها إلى آيات الله وأدلته, فيتأملوها ويتفكروا فيها, فيعلموا بها صحة ما تدعوهم إليه رسلهم, وفسادِ ما هم عليه مقيمون، من الشرك بالله، وتكذيب رسله; فوصفهم الله بتركهم إعمالها في الحقّ، بأنهم لا يبصرون بها. (6)
وكذلك قوله: (ولهم آذان لا يسمعون بها)، آيات كتاب الله، فيعتبروها ويتفكروا فيها, ولكنهم يعرضون عنها, ويقولون: لا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ ، [سورة فصلت: 26]. وذلك نظير وصف الله إياهم في موضع آخر بقوله: صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَعْقِلُونَ ، [سورة البقرة: 171] .والعرب تقول ذلك للتارك استعمالَ بعض جوارحه فيما يصلح له, ومنه قول مسكين الدارمي:
أَعْمَــى إِذَا مَــا جَـارَتِي خَرَجَـتْ
حَــتَّى يُــوَارِيَ جَــارَتِي السِّـتْرُ (7)
وَأَصَــمُّ عَمَّـا كَـــانَ بَيْنَهُمَــا
سَــمْعِي وَمَـا بِالسَّـمْعِ مِـنْ وَقْــرِ
فوصف نفسه لتركه النظر والاستماع بالعمى والصمم. ومنه قول الآخر: (8) وَعَــوْرَاءُ اللِّئَــامِ صَمَمْـتُ عَنْهَـا
وَإِنِّــي لَــوْ أَشَــاءُ بِهَـا سَـمِيعُ (9)
وَبَـادِرَةٍ وَزَعْـــتُ النَّفْـسَ عَنْهَـا
وَقَـدْ تَثِقَـتْ مِـنَ الْغَضَـبِ الضُّلُـوعُ (10)
وذلك كثير في كلام العرب وأشعارها. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* * *
* ذكر من قال ذلك:
15450 - حدثني الحارث قال: حدثنا عبد العزيز قال: حدثنا أبو سعد قال: سمعت مجاهدًا يقول في قوله: (لهم قلوب لا يفقهون بها) قال: لا يفقهون بها شيئًا من أمر الآخرة =(ولهم أعين لا يبصرون بها)، الهدى=(ولهم آذان لا يسمعون بها) الحقَّ، ثم جعلهم كالأنعام سواءً, ثم جعلهم شرًّا من الأنعام, (11) فقال: بَلْ هُمْ أَضَلُّ ، ثم أخبر أنهم هم الغافلون.
* * *
القول في تأويل قوله : أُولَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ (179)
قال أبو جعفر: يعني جل ثناؤه بقوله: (أولئك كالأنعام)، هؤلاء الذين ذرأهم لجهنم، هم كالأنعام, وهي البهائم التي لا تفقه ما يقال لها، (12) ولا تفهم ما أبصرته لما يصلح وما لا يَصْلُح، (13) ولا تعقل بقلوبها الخيرَ من الشر، فتميز بينهما. فشبههم الله بها, إذ كانوا لا يتذكَّرون ما يرون بأبصارهم من حُججه, ولا يتفكرون فيما يسمعون من آي كتابه. ثم قال: (بل هم أضل)، يقول: هؤلاء الكفرة الذين ذَرَأهم لجهنم، أشدُّ ذهابًا عن الحق، وألزم لطريق الباطل من البهائم، (14) لأن البهائم لا اختيار لها ولا تمييز، فتختار وتميز, وإنما هي مسَخَّرة، ومع ذلك تهرب من المضارِّ، وتطلب لأنفسها من الغذاء الأصلح. والذين وصفَ الله صفتهم في هذه الآية, مع ما أعطوا من الأفهام والعقول المميِّزة بين المصالح والمضارّ, تترك ما فيه صلاحُ دنياها وآخرتها، وتطلب ما فيه مضارّها, فالبهائم منها أسدُّ، وهي منها أضل، كما وصفها به ربُّنا جل ثناؤه.
وقوله: (أولئك هم الغافلون)، يقول تعالى ذكره: هؤلاء الذين وصفتُ صفتهم, القومُ الذين غفلوا =يعني: سهوًا (15) عن آياتي وحُججي, وتركوا تدبُّرها والاعتبارَ بها والاستدلالَ على ما دلّت عليه من توحيد ربّها, لا البهائم التي قد عرّفها ربُّها ما سخَّرها له.
----------------
الهوامش :
(1) انظر تفسير (( ذرأ )) فيما سلف 12 : 130 ، 131 ، وهناك زيادة في مصادره .
(2) ( 1) الأثر : 15443 - (( على بن الحسن الأزدي )) ، وفي المطبوعة والمخطوطة : (( على بن الحسين )) ، وتبعت ما مضى برقم 10258 ، لموافقته لما في تاريخ الطبري . وقد ذكرت هناك أنى لم أجد له ترجمة ، وبينت مواضع روايته عنه في التاريخ . ووقع هناك خطأ ، فإن الذي في الإسناد (( على بن الحسن )) ، وكتبت أنا في الهامش والتعليق : (( على بن الحسين )) ، وكذلك فعلت في الفهارس ، فليصحح ذلك . ووقع خطأ آخر في الفهارس ، كتبت رقم : ( 10285 ) ، وصوابه ( 10258 ) .
(3) الأثر : 15446 - (( زكريا بن عدى بن زريق التيمى )) ، شيخ أبي كريب ، وهو راوى الخبر ، ثقة جليل ، مضى برقم : 1566 .
(( عثمان الأحول )) ، شيخ أبي كريب ، هو (( عثمان بن سعيد القرشي )) ، الزيات الأحول الطيب الصائغ . مضى برقم : 137 ، 11547 .
و (( مروان بن معاوية الفزارى )) ، الحافظ الثقة ، مضى برقم : 1222 ، 3322 ، 3842 ، 7685 . و (( الحسن بن عمرو الفقيمى التميمى )) ، ثقة أخرج له البخاري في صحيحه ، مضى برقم : 3765 . و (( معاوية بن إسحق بن طلحة التيمى )) ، تابعى ثقة ، مضى برقم : 3226 . وهذا إسناد ضعيف ، لجهالة من روى عنه (( معاوية بن إسحق )) ، وهو(( جليس له بالطائف )) . وخرجه السيوطي في الدر المنثور 3 : 147 ، وزاد نسبته إلى ابن أبي حاتم ، وأبي الشيخ وابن مردويه .
(4) انظر تفسير (( الفقه )) فيما سلف 11 : 572 ، تعليق : 2 ، والمراجع هناك .
(5) في المطبوعة والمخطوطة : (( صحة الرشد )) ، ولا معنى لها ، واستظهرت الصواب من سياق تفسيره ، وزدت ] نبوة [ بين القوسين ، لتطلب الكلام لها .
(6) في المطبوعة : (( بأنهم لا يبصرون )) ، وأثبت ما في المخطوطة .
(7) أمالي المرتضى 1: 43 : 44 ثم 474 ، من قصيدة رواها وشرحها ، وخزانة الأدب 1 : 468 ، وصواب رواية البيت الأول : (( جارتى الخدر )) ، لأن قبله : مــا ضــر جــارى إذ أجـاوره
أن لا يكـــون لبيتـــه ســـتر
ورواية الشطر الثاني : (( سمعى ، وما بى غيره وقر )) ، بغير إقواء .
(8) هو عبد الله بن مرة العجلي .
(9) حماسة البحترى : 172 ، وأنسيت أين قراتها في غير الحماسة . والذي في حماسة البحترى : (( وعوراء الكلام )) ، وكانت في المخطوطة : و (( عوراء اللام )) ، وكأن الصواب ما في الحماسة .
و (( العوراء )) ، الكلمة القبيحة ، أو التي تهوى جهلا في غير عقل ولا رشد . ومن أجود ما قيل في ذلك ، قول حاتم الطائي ، أو الأعور الشني :وعَـوْرَاءُ جَـاءَتْ مِــنْ أخٍ فَرَدَدْتُهـا
بسَــالِمَةِ العَيْنيــن طَالِبــة عُـذْرَا
ولــو أنَّنـى إذ قَالهـا قلـتُ مثلَهـا
ولـم أعْـفُ عنهـا، أوْرَثتْ بيْنَنَا غَمْرَا
فـأعْرَضْتُ عَنْــهُ وانتظـرتُ به غَدا
لعــلَّ غــدًا يُبْـدِي لمنتظـرٍ أمْـرَا
وقلــتُ لـه: عـد بـالأخوة بينَنـا!
ولـم أتَّخِـذ مـا كـان من جَهْلِه قمرَا
لأنــزع ضبًّـا كامنًـا فـي فــؤادِه
وأُقَلِّـمُ أظفـارًا أطَـالَ بهــا الحـفرَا
(10) في المطبوعة : (( ولو بنيت من العصب )) ، وهو كلام فاسد ، غير ما في المخطوطة ، وكان فيها (( وقد نتقت من العصب )) ، غير منقوطة ، فلم يفهمها ، فأتى بما لا يعقل . وفي حماسة البحترى : (( إذا تيقت )) ، ووضع كسرة تحت التاء ، وفتح القاف . ولا معنى له .
و (( البادرة )) ، الخطأ والسقطات التي تسبق من المرء إذا ما غضب واحتد ، من فعل أو قول .
و ( وزع النفس عن الشيء )) ، كفها وحبسها . و (( تئق الرجل )) ، امتلأ غضباً وغيظاً . و (( التأق )) ، شدة الامتلاء حتى لا موضع لمزيد .
(11) في المخطوطة : (( ثم جعلهم كالأنعام ، ثم جعلهم سواء شراً من الأنعام )) ، فحذف ناشر المطبوعة كلمة (( سواء )) ، ولكنى أثبتها في حاق مكانها .
(12) انظر تفسير (( الأنعام )) فيما سلف 12 : 139 ، تعليق : 2 ، والمراجع هناك .
(13) في المطبوعة : (( مما يصلح ، ومما لا يصلح )) ، أثبت ما في المخطوطة وهو جيد .
(14) انظر تفسير (( الضلال )) فيما سلف من فهارس اللغة ( ضلل ) .
(15) انظر تفسير (( غفل )) فيما سلف ص : 115 ، تعليق : 1 ، والمراجع هناك .
- ابن عاشور : وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ ۖ لَهُمْ قُلُوبٌ لَّا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَّا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَّا يَسْمَعُونَ بِهَا ۚ أُولَٰئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ
عطف على جملة : { واتلُ عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا } [ الأعراف : 175 ] ، والمناسبة أن صاحب القصة المعطوف عليها انتقل من صورة الهدى إلى الضلال ، لأن الله لما خلقه خلقه ليكون من أهل جهنم ، مع مالها من المناسبة للتذييل الذي ختمت به القصة وهو قوله : { من يهد الله فهو المهتدي } [ الأعراف : 178 ] الآية .
وتأكيد الخبر بلام القسم وبقد؛ لقصد تحقيقه لأن غرابته تُنزل سامعه خالي الذهن منه منزلةَ المتردد في تأويله ، ولأن المخبرَ عنهم قد وصفوا ب { لهم قلوب لا يفقهون بها } إلى قوله { بل هم أضل } ، والمعني بهم المشركون ، وهم ينكرون أنهم في ضلال ويحسبون أنهم يحسنون صنعاً ، وكانوا يحسبون أنهم أصحاب أحلام وأفهام ، ولذلك قالوا للرسول صلى الله عليه وسلم في معرض التهكم { قلوبنا في أكنةٍ مما تدعونا إليه وفي آذاننا وَقْرٌ } [ فصلت : 5 ].
والذرْء الخلق وقد تقدم في قوله : { وجعلوا لله مما ذَرَأ من الحرث والأنعام نصيباً } في سورة الأنعام ( 136 ).
واللام في لجهنم } للتعليل ، أي خلقنا كثيراً لأجل جهنم .
وجهنم مستعملة هنا في الأفعال الموجبة لها بعلاقة المسببية ، لأنهم خلقوا لأعمال الضلالة المفضية إلى الكون في جهنم ، ولم يُخلقوا لأجل جهنم ، لأن جهنم لا يقصد إيجاد خلق لتعميرها ، وليست اللام لام العاقبة؛ لعدم انطباق حقيقتها عليها ، وفي «الكشاف» جعلهم لاغراقهم في الكفر ، وأنهم لا يأتي منهم إلا أفعال أهل النار ، مخلوقين للنار دلالة على تمكنهم فيما يؤهلهم لدخول النار اه ، وهذا يقتضي أن تكون الاستعارة في { ذرأنا } وهو تكلف راعى به قواعد الاعتزال في خَلق أفعال العباد وفي نسبة ذلك إلى الله تعالى .
وتقديم المجرور على المفعول في قوله : { لجهنم كثيراً } ليظهر تعلقه ب { ذرَأنَا }.
ومعنى خلق الكثير لاعمال الشر المفضية إلى النار : أن الله خلق كثيراً فجعل في نفوسهم قُوَى من شأنها إفساد ما أودعه في الناس من استقامة الفطرة المشار إليها في قوله : { وإذْ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذرياتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى } [ الأعراف : 172 ] وهي قوى الشهوة والغضب فخلقها أشد سلطانا على نفوسهم من القوة الفطرية المسماة الحكمة ، فجعلت الشهوةُ والغضب المسمّيْن بالهوى تغلب قوة الفطرة ، وهي الحكمة والرشاد ، فترجح نفوسهم دواعيَ الشهوة والغضب فتتبعها وتُعرض عن الفطرة ، فدلائلُ الحق قائمة في نفوسهم ، ولكنهم ينصرفون عنها؛ لغلبة الهوى عليهم فَبِحَسَب خلقة نفوسهم غير ذات عزيمة على مقاومة الشهوات : جُعلوا كأنهم خلقوا لجهنم ، وكأنهم لم تخلق فيهم دواعي الحق في الفطرة .
والجن خَلْق غير مَرْئي لنا ، وظاهر القرآن أنهم عقلاء ، وأنهم مطبوعون على ما خلقوا لأجله من نفع أو ضر ، وخير أو شر ، ومنهم الشياطين ، وهذا الخلق لا قبل لنا بتفصيل نظامه ولا كيفيات تلقيه لمراد الله تعالى منه .
وقوله : { لهم قلوب } حال أو صفة لخصوص الإنس ، لأنهم الذين لهم : قلوب ، وعقول ، وعيون وآذان ، ولم يعرف للجن مثلُ ذلك ، وقد قدم الجن على الإنس في الذكر ، ليتعين كون الصفات الواردة من بعدُ صفات للإنس وبقرينة قوله : { أولئك كالأنعام }.
و { القلوب } اسم لموقع العُقول في اللغة العربية ، وقد تقدم عند قوله تعالى : { ختم الله على قلوبهم } في سورة البقرة ( 7 ).
والفقه تقدم عند قوله : { لعلهم يفقهون } في سورة الأنعام ( 65 ).
ومعنى نفي الفقه والإبصار والسمع عن آلالتها الكائنة فيهم أنهم عطلوا أعمالها بترك استعمالها في أهم ما تصلح له : وهو معرفة ما يحصل به الخير الأبدي ، ويدفع به الضر الأبدي ، لأن الآت الإدراك والعلم خلقها الله لتحصيل المنافع ودفع المضار ، فلما لم يستعملوها في جلب أفضل المنافع ودفع أكبر المضار ، نفي عنهم عملها على وجه العموم للمبالغة ، لأن الفعل في حيز النفي يعم ، مثل النكرة ، فهذا عام أريد به الخصوص للمبالغة لعدم الاعتداد بما يعلمون من غير هذا ، فالنفي إستعارة بتشبيه بعض الموجود بالمعدوم كله .
وليس في تقديم الأعين على الآذان مخالفة لما جرى عليه اصطلاح القرآن من تقديم السمع على البصر لتشريف السمع يتلقى ما أمر الله به كما تقدم عند قوله تعالى : { ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوةٌ } [ البقرة : 7 ] لأن الترتيب في آية سورة الأعراف هذه سلك طريق الترقي من القلوب التي هي مقر المدركات إلى الآت الإدراك الأعين ثم الآذان فللاذان المرتبة الأولى في الارتقاء .
وجملة : { أولئك كالأنعام } مستأنفة لابتداء كلام بتفظيع حالهم فجعل ابتداء كلام ليكون أدعى للسامعين . وعرّفوا بالإشارة لزيادة تمييزهم بتلك الصفات ، وللتنبيه على أنهم بسببها أحرياء بما سيذكر من تسويتهم بالأنعام أو جعلهم أضل من الأنعام ، وتشبيههم بالأنعام في عدم الانتفاع بما ينتفع به العقلاء فكأن قلوبهم وأعينهم وآذانهم ، قلوب الأنعام وأعينها وآذانها ، في أنها لا تقيس الأشياء على أمثالها ، ولا تنتفع ببعض للدلائل العقلية فلا تعرف كثيراً مما يفضي بها إلى سوء العاقبة .
و ( بل ) في قوله : { بل هم أضل } للانتقال والترقي في التشبيه في الضلال وعدم الانتفاع بما يمكن الانتفاع به ، ولما كان وجه الشبه المستفاد من قوله : { كالأنعام } يؤول إلى معنى الضلال ، كان الارتقاء في التشبيه بطريقة اسم التفضيل في الضلال .
ووجه كونهم أضل من الأنعام : أن الأنعام لا يبلغ بها ضلالها إلى إيقاعها في مهاوي الشقاء الأبدي ، لأن لها إلهاماً تتفصى به عن المهالك كالتردي من الجبال والسقوط في الهوّات ، هذا إذا حمل التفضيل في الضلال على التفضيل في جنسه وهو الأظهر ، وإن حمل على التفضيل في كيفية الضلال ومقارناته كان وجهه أن الأنعام قد خلق إدراكها محدوداً لا يتجاوز ما خلقت لأجله ، فنقصان انتفاعها بمشاعرها ليس عن تقصير منها ، فلا تكون بمحل الملامة ، وأما أهل الضلالة فإنهم حجروا أنفسهم عن مدركاتهم ، بتقصير منهم وإعراض عن النظر والاستدلال فهم أضل سبيلاً من الأنعام .
وجملة : { أولئك هم الغافلون } تعليل لكونهم أضل من الأنعام وهو بلوغهم حد النهاية في الغفلة ، وبلوغهم هذا الحد أفيد بصيغة القصر الادعائي إذ ادُّعي انحصار صفة الغفلة فيهم بحيث لا يوجد غافل غيرهم لعدم الاعتداد بغفلة غيرهم كل غفلة في جانب غفلتهم كلا غفلة ، لأن غفلة هؤلاء تعلقت بأجدر الأشياء بأن لا يغفل عنه ، وهو ما تقضي الغفلة عنه بالغافل إلى الشقاء الأبدي ، فهي غفلة لا تدارك منها ، وعثرة لا لعى لها .
والغفلة عدم الشعور بما يحق الشعور به ، وأطلق على ضلالهم لفظ الغفلة بناء على تشبيه الإيمان بأنه أمر بيّن واضح يعد عدم الشعور به غفلة ، ففي قوله : { هم الغافلون } استعارة مكنية ضمنية ، والغفلة من روادف المشبه به ، وفي وصف { الغافلون } استعارة مصرحة بأنهم جاهلون أو منكرون .
وقد وقع التدرج في وصفهم بهذه الأوصاف من نفي انتفاعهم ، بمداركهم ثم تشبيههم بالأنعام ، ثم الترقي إلى أنهم أضل من الأنعام ، ثم قصر الغفلة عليهم .
- إعراب القرآن : وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ ۖ لَهُمْ قُلُوبٌ لَّا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَّا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَّا يَسْمَعُونَ بِهَا ۚ أُولَٰئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ
«وَلَقَدْ» اللام واقعة في جواب القسم ، قد حرف تحقيق ، والواو للاستئناف. «ذَرَأْنا» فعل ماض وفاعل.
«لِجَهَنَّمَ» متعلقان بالفعل. «كَثِيراً» مفعول به. «مِنَ الْجِنِّ» متعلقان بمحذوف صفة لكثيرا. «وَالْإِنْسِ» عطف «لَهُمْ» متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ «قُلُوبٌ» مبتدأ مؤخر ، والجملة الاسمية في محل نصب صفة
لكثيرا. «لا يَفْقَهُونَ» مضارع مرفوع وعلامة رفعه ثبوت النون والواو فاعل ولا نافية لا عمل لها. «بِها» متعلقان بالفعل ، والجملة في محل رفع صفة قلوب.
«وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِها ، وَلَهُمْ آذانٌ لا يَسْمَعُونَ بِها» إعرابهما كإعراب الآية السابقة. «أُولئِكَ» مبتدأ «كَالْأَنْعامِ» متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ أولئك والجملة الاسمية مستأنفة. «بَلْ» حرف إضراب «هُمْ أَضَلُّ» مبتدأ وخبر. والجملة معطوفة. «أُولئِكَ هُمُ الْغافِلُونَ» إعرابها كإعراب «فَأُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ».
- English - Sahih International : And We have certainly created for Hell many of the jinn and mankind They have hearts with which they do not understand they have eyes with which they do not see and they have ears with which they do not hear Those are like livestock; rather they are more astray It is they who are the heedless
- English - Tafheem -Maududi : وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ ۖ لَهُمْ قُلُوبٌ لَّا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَّا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَّا يَسْمَعُونَ بِهَا ۚ أُولَٰئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ(7:179) And certainly We have created for Hell many of the jinn and mankind; *140 they have hearts with which they fail to understand; and they have eyes with which they fail to see; and they have cars with which they fail to hear. They are like cattle - indeed, even more astray. Such are utterly heedless.
- Français - Hamidullah : Nous avons destiné beaucoup de djinns et d'hommes pour l'Enfer Ils ont des cœurs mais ne comprennent pas Ils ont des yeux mais ne voient pas Ils ont des oreilles mais n'entendent pas Ceux-là sont comme les bestiaux même plus égarés encore Tels sont les insouciants
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Wir haben ja schon viele von den Ginn und den Menschen für die Hölle erschaffen Sie haben Herzen mit denen sie nicht verstehen; sie haben Augen mit denen sie nicht sehen; und sie haben Ohren mit denen sie nicht hören Jene sind wie das Vieh Aber nein Sie irren noch weiter ab Jene sind überhaupt die Unachtsamen
- Spanish - Cortes : Hemos creado para la gehena a muchos de los genios y de los hombres Tienen corazones con los que no comprenden ojos con los que no ven oídos con los que no oyen Son como rebaños No aún más extraviados Esos tales son los que no se preocupan
- Português - El Hayek : Temos criado para o inferno numerosos gênios e humanos com corações com os quais não compreendem olhos com osquais não vêem e ouvidos com os quais não ouvem São como as bestas quiçá pior porque são displicentes
- Россию - Кулиев : Мы сотворили для Геенны много джиннов и людей У них есть сердца которые не разумеют и глаза которые не видят и уши которые не слышат Они подобны скотине но являются еще более заблудшими Именно они являются беспечными невеждами
- Кулиев -ас-Саади : وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ ۖ لَهُمْ قُلُوبٌ لَّا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَّا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَّا يَسْمَعُونَ بِهَا ۚ أُولَٰئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ
Мы сотворили для Геенны много джиннов и людей. У них есть сердца, которые не разумеют, и глаза, которые не видят, и уши, которые не слышат. Они подобны скотине, но являются еще более заблудшими. Именно они являются беспечными невеждами.Всевышний разъяснил, как много заблудших грешников, следующих путем проклятого Иблиса. Аллах сотворил джиннов и людей, которым суждено попасть в Преисподнюю, и их положение хуже, чем положение животных. Они имеют сердца, которые не способны воспринимать истину. Полезные знания не проникают в них, но лишают этих грешников возможности оправдаться собственной неосведомленностью. Они имеют глаза, которые не способны увидеть то, что может принести им пользу. Напротив, они упускают из виду все полезное и необходимое. У них есть уши, которые не способны услышать истину и донести услышанное до сердец. Эти отвратительные качества делают неверующих подобными скотине, которая лишена здравого разума. Они предпочитают тленные блага вечным удовольствиям и лишаются пользы, которую приносит людям здравый разум. Более того, неверующие являются еще более заблудшими, чем животные, ведь животные служат для того, ради чего они были сотворены. Они обладают умом, который позволяет им отличать то, что приносит им пользу, от того, что вредит им. А это значит, что положение животных предпочтительнее положения заблудших неверующих. Аллах назвал их небрежными рабами, потому что они пренебрегли самым полезным из того, что есть на свете, - верой в Аллаха, покорностью Ему и поминанием Его. Он одарил их разумом, слухом и зрением для того, чтобы эти качества помогали им выполнять Его повеления и их обязанности, однако они воспользовались этими способностями не по назначению. Они действительно заслуживают оказаться среди тех, кого Аллах сотворил для Преисподней. Они сотворены для Ада и совершают деяния его обитателей. Что же касается праведников, которые используют свои способности для поклонения Аллаху, не предают Его забвению и украшают свои души верой в Него и любовью к Нему, то они являются обитателями Рая и совершают поступки его обитателей.
- Turkish - Diyanet Isleri : And olsun ki cehennem için de birçok cin ve insan yarattık; onların kalbleri vardır ama anlamazlar; gözleri vardır ama görmezler; kulakları vardır ama işitmezler İşte bunlar hayvanlar gibi hatta daha sapıktırlar İşte bunlar gafillerdir
- Italiano - Piccardo : In verità creammo molti dei dèmoni e molti degli uomini per l'Inferno hanno cuori che non comprendono occhi che non vedono e orecchi che non sentono sono come bestiame anzi ancor peggio Questi sono gli incuranti
- كوردى - برهان محمد أمين : سوێند به خوا بێگومان ئێمه زۆر له پهری و ئادهمیزادمان بۆ دۆزهخ دروست کردوه ئهوانه دهزگای دڵیان ههیه و کهچی حهقی پێ تێناگهن چاویشیان ههیه کهچی حهقی پێ نابینن گوێیان ههیه کهچی حهقی پێ نابیستن ئا ئهوانه وهکو ئاژهڵ وان له شوێنکهوتنی ئارهزوودا بهڵکو ئهوانه وێڵ تریشن ئا ئهوانه ههر غافڵ و بێ ئاگان له حهق
- اردو - جالندربرى : اور ہم نے بہت سے جن اور انسان دوزخ کے لیے پیدا کیے ہیں۔ ان کے دل ہیں لیکن ان سے سمجھتے نہیں اور ان کی انکھیں ہیں مگر ان سے دیکھتے نہیں اور ان کے کان ہیں پر ان سے سنتے نہیں۔ یہ لوگ بالکل چارپایوں کی طرح ہیں بلکہ ان سے بھی بھٹکے ہوئے۔ یہی وہ ہیں جو غفلت میں پڑے ہوئے ہیں
- Bosanski - Korkut : Mi smo za Džehennem mnoge džine i ljude stvorili; oni srca imaju – a njima ne shvaćaju oni oči imaju – a njima ne vide oni uši imaju – a njima ne čuju; oni su kao stoka čak i gori – oni su zaista nemarni
- Swedish - Bernström : Vi har sänt skaror av osynliga väsen och människor till helvetet de har hjärtan som ingenting förstår ögon som ingenting ser och öron som ingenting hör De är som kreatur nej de är ännu vilsnare de är de tanklösa de likgiltiga
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Dan sesungguhnya Kami jadikan untuk isi neraka Jahannam kebanyakan dari jin dan manusia mereka mempunyai hati tetapi tidak dipergunakannya untuk memahami ayatayat Allah dan mereka mempunyai mata tetapi tidak dipergunakannya untuk melihat tandatanda kekuasaan Allah dan mereka mempunyai telinga tetapi tidak dipergunakannya untuk mendengar ayatayat Allah Mereka itu sebagai binatang ternak bahkan mereka lebih sesat lagi Mereka itulah orangorang yang lalai
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ ۖ لَهُمْ قُلُوبٌ لَّا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَّا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَّا يَسْمَعُونَ بِهَا ۚ أُولَٰئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ
(Dan sesungguhnya Kami jadikan) Kami ciptakan (untuk isi neraka Jahanam kebanyakan dari jin dan manusia, mereka mempunyai hati tetapi tidak dipergunakan untuk memahami ayat-ayat Allah) yakni perkara hak (dan mereka mempunyai mata tetapi tidak dipergunakannya untuk melihat tanda-tanda kekuasaan Allah) yaitu bukti-bukti yang menunjukkan kekuasaan Allah dengan penglihatan yang disertai pemikiran (dan mereka mempunyai telinga tetapi tidak dipergunakannya untuk mendengar ayat-ayat Allah) ayat-ayat Allah dan nasihat-nasihat-Nya dengan pendengaran yang disertai pemikiran dan ketaatan (mereka itu sebagai binatang ternak) dalam hal tidak mau mengetahui, melihat dan mendengar (bahkan mereka lebih sesat) dari hewan ternak itu sebab hewan ternak akan mencari hal-hal yang bermanfaat bagi dirinya dan ia akan lari dari hal-hal yang membahayakan dirinya tetapi mereka itu berani menyuguhkan dirinya ke dalam neraka dengan menentang (mereka itulah orang-orang yang lalai)
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : আর আমি সৃষ্টি করেছি দোযখের জন্য বহু জ্বিন ও মানুষ। তাদের অন্তর রয়েছে তার দ্বারা বিবেচনা করে না তাদের চোখ রয়েছে তার দ্বারা দেখে না আর তাদের কান রয়েছে তার দ্বারা শোনে না। তারা চতুষ্পদ জন্তুর মত; বরং তাদের চেয়েও নিকৃষ্টতর। তারাই হল গাফেল শৈথিল্যপরায়ণ।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : நிச்சயமாக நாம் ஜின்களிலிருந்தும் மனிதர்களிலிருந்தும் அநேகரை நரகத்திற்கென்றே படைத்துள்ளோம்; அவர்களுக்கு இருதயங்கள் இருக்கின்றன ஆனால் அவற்றைக் கொண்டு அவர்கள் நல்லுணர்வு பெற மாட்டார்கள்; அவர்களுக்குக் கண்கள் உண்டு; ஆனால் அவற்றைக் கொண்டு அவர்கள் இறைவனின் அத்தாட்சிகளைப் பார்ப்பதில்லை அவர்களுக்குக் காதுகள் உண்டு ஆனால் அவற்றைக் கொண்டு அவர்கள் நற்போதனையைக் கேட்கமாட்டார்கள் இத்தகையோர் கால்நடைகளைப் போன்றவர்கள் இல்லை அவற்றை விடவும் வழி கேடர்கள்; இவர்கள் தாம் நம்வசனங்களை அலட்சியம் செய்தவர்களாவார்கள்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : ”และแน่นอนเราได้บังเกิดสำหรับญฮันนัม ซึ่งมากมายจากญิน และมนุษย์ โดยที่พวกเขามีหัวใจซึ่งพวกเขาไม่ใช้มันทำความเข้าใจและพวกเขามีตา ซึ่งพวกเขาไม่ใช่มันมอง และพวกเขามีหู ซึ่งพวกเขาไม่ใช้มันฟังชนเหล่านี้แหละประหนึ่งปศุสัตว์ ใช่แต่เท่านั้น พวกเขาเป็นผู้หลงผิดยิ่งกว่า ชนเหล่านี้แหละ พวกเขาคือผู้ทีเผลอเรอ
- Uzbek - Мухаммад Содик : Батаҳқиқ жаҳаннам учун кўплаб жин ва инсларни яратдик Уларнинг диллари бору тушуна олмаслар Кўзлари бору кўра олмаслар Қулоқлари бору эшита олмаслар Ана ўшалар чорва ҳайвонлари кабидирлар Балки улардан ҳам баттарроқдирлар Ана ўшалар ғофилдирлар
- 中国语文 - Ma Jian : 我确已为火狱而创造了许多精灵和人类,他们有心却不用去思维,他们有眼却不用去观察,他们有耳却不用去听闻。这等人好像牲畜一样,甚至比牲畜还要迷误。这等人是疏忽的。
- Melayu - Basmeih : Dan sesungguhnya Kami jadikan untuk neraka jahanam banyak dari jin dan manusia yang mempunyai hati tetapi tidak mahu memahami dengannya ayatayat Allah dan yang mempunyai mata tetapi tidak mahu melihat dengannya bukti keesaan Allah dan yang mempunyai telinga tetapi tidak mahu mendengar dengannya ajaran dan nasihat; mereka itu seperti binatang ternak bahkan mereka lebih sesat lagi; mereka itulah orangorang yang lalai
- Somali - Abduh : Waxaan u Abuuray Jahannamo wax badan oo Jinni iyo Insiba leh waxayna Leeyihiin Quluub ayna wax ku Kasayn waxayna Leeyihiin Indho ayna wax ku Arkayn waxayna Leeyihiin Dhago ayna wax ku Maqlayn Kuwaasina waa Xoolo oo kale waana ka sii Dhunsanyihiin kuwaasina waa uun kuwa Halmaansan
- Hausa - Gumi : Kuma lalle ne haƙĩƙa Mun halitta sabõda Jahannama mãsu yawa daga aljannu da mutãne sunã da zukãta ba su fahimta da su kuma sunã da idãnu bã su gani da su kuma sunã da kunnuwa ba su ji da su; waɗancan kamar bisãshe suke Ã'a sũ ne mafi ɓacẽwa; Waɗancan sũ ne gafalallu
- Swahili - Al-Barwani : Na tumeiumbia Jahannamu majini wengi na watu Wana nyoyo lakini hawafahamu kwazo Na wana macho lakini hawaoni kwayo Na wana masikio lakini hawasikii kwayo Hao ni kama nyama howa bali wao ni wapotofu zaidi Hao ndio walio ghafilika
- Shqiptar - Efendi Nahi : Na kemi krijuar me të vërtetë shumë xhind dhe njerëz për xhehennem ata kanë zemra mend me të cilat nuk kuptojnë kanë sy me të cilët nuk shohin kanë veshë me të cilët nuk dëgjojnë Ata janë si shtazë madje edhe më të zi Ata janë të pakujdesshëm
- فارسى - آیتی : براى جهنم بسيارى از جن و انس را بيافريديم. ايشان را دلهايى است كه بدان نمىفهمند و چشمهايى است كه بدان نمىبينند و گوشهايى است كه بدان نمىشنوند. اينان همانند چارپايانند حتى گمراهتر از آنهايند. اينان خود غافلانند.
- tajeki - Оятӣ : Барои ҷаҳаннам бисёре аз ҷинну инсро биёфаридем. Онҳоро дилҳоест, ки ба он намефаҳманд ва чашмҳоест, ки ба он намебинанд ва гушҳоест, ки ба он намешунаванд. Инҳо ҳамонанди чорпоёнанд, ҳатто гумроҳтар аз онҳоянд. Инҳо худ ғофилонанд.
- Uyghur - محمد صالح : شەك - شۈبھىسىزكى، جىن ۋە ئىنسانلاردىن نۇرغۇنلىرىنى دوزاخقا (يېقىلغۇ بولۇش ئۈچۈن) ياراتتۇق، ئۇلار دىللىرى بولغىنى بىلەنمۇ، ئۇ ئارقىلىق ھەقنى چۈشەنمەيدۇ. ئۇلار كۆزلىرى بولغان بىلەنمۇ، ئۇ ئارقىلىق (اﷲ نىڭ قۇدرىتىنىڭ دەلىللىرىنى) كۆرمەيدۇ. ئۇلار قۇلاقلىرى بولغىنى بىلەنمۇ، ئۇ ئارقىلىق (اﷲ نىڭ ئايەتلىرىنى ئىبرەت ئىلىپ) تىڭشىمايدۇ. ئۇلار گويا ھايۋانغا ئوخشايدۇ، ھايۋاندىنمۇ بەتتەر گۇمراھتۇر، ئەنە شۇلار غاپىلدۇر
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : ജിന്നുകളിലും മനുഷ്യരിലും ധാരാളം പേരെ നാം നരകത്തിനുവേണ്ടി സൃഷ്ടിച്ചിട്ടുണ്ട്. അവര്ക്ക് ഹൃദയങ്ങളുണ്ട്; അതുപയോഗിച്ച് അവര് പഠിക്കുന്നില്ല. കണ്ണുകളുണ്ട്; അതുകൊണ്ട് കണ്ടറിയുന്നില്ല. കാതുകളുണ്ട്; അതുപയോഗിച്ച് കേട്ടു മനസ്സിലാക്കുന്നില്ല. അവര് നാല്ക്കാലികളെപ്പോലെയാണ്. എന്നല്ല, അവരാണ് പിഴച്ചവര്. അവര് തന്നെയാണ് ഒരു ശ്രദ്ധയുമില്ലാത്തവര്.
- عربى - التفسير الميسر : ولقد خلقنا للنار التي يعذب الله فيها من يستحق العذاب في الاخره كثيرا من الجن والانس لهم قلوب لا يعقلون بها فلا يرجون ثوابا ولا يخافون عقابا ولهم اعين لا ينظرون بها الى ايات الله وادلته ولهم اذان لا يسمعون بها ايات كتاب الله فيتفكروا فيها هولاء كالبهائم التي لا تفقه ما يقال لها ولا تفهم ما تبصره ولا تعقل بقلوبها الخير والشر فتميز بينهما بل هم اضل منها لان البهائم تبصر منافعها ومضارها وتتبع راعيها وهم بخلاف ذلك اولئك هم الغافلون عن الايمان بالله وطاعته
*140). This does not mean that God has created some people for the specific purpose of fuelling Hell. What it does mean is that even though God has bestowed upon men faculties of observation, hearing and reasoning, some people do not use them properly. Thus, because of their own failings, they end up in Hell.
The words employed to give expression to the idea are ones which reflect deep grief and sorrow. This can perhaps be grasped by the occasional outbursts of sorrow by human beings. If a mother is struck by the sudden death of her sons in a war, she is prone to exclaim: 'I had brought up my sons that they might serve as cannon fodder!' Her exclamatory, utterance does not mean that that was the real purpose of the upbringing. What she intends to convey by such an utterance is a strong condemnation of those criminals because of whom all her painful efforts to bring up her sons have gone to waste.