- عربي - نصوص الآيات عثماني : وَلِلَّهِ ٱلْأَسْمَآءُ ٱلْحُسْنَىٰ فَٱدْعُوهُ بِهَا ۖ وَذَرُواْ ٱلَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِىٓ أَسْمَٰٓئِهِۦ ۚ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ
- عربى - نصوص الآيات : ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها ۖ وذروا الذين يلحدون في أسمائه ۚ سيجزون ما كانوا يعملون
- عربى - التفسير الميسر : ولله سبحانه وتعالى الأسماء الحسنى، الدالة على كمال عظمته، وكل أسمائه حسن، فاطلبوا منه بأسمائه ما تريدون، واتركوا الذين يُغيِّرون في أسمائه بالزيادة أو النقصان أو التحريف، كأن يُسمَّى بها من لا يستحقها، كتسمية المشركين بها آلهتهم، أو أن يجعل لها معنى لم يُردْه الله ولا رسوله، فسوف يجزون جزاء أعمالهم السيئة التي كانوا يعملونها في الدنيا من الكفر بالله، والإلحاد في أسمائه وتكذيب رسوله.
- السعدى : وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ فَادْعُوهُ بِهَا ۖ وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ ۚ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ
هذا بيان لعظيم جلاله وسعة أوصافه، بأن له الأسماء الحسنى، أي: له كل اسم حسن، وضابطه: أنه كل اسم دال على صفة كمال عظيمة، وبذلك كانت حسنى، فإنها لو دلت على غير صفة، بل كانت علما محضا لم تكن حسنى، وكذلك لو دلت على صفة ليست بصفة كمال، بل إما صفة نقص أو صفة منقسمة إلى المدح والقدح، لم تكن حسنى، فكل اسم من أسمائه دال على جميع الصفة التي اشتق منها، مستغرق لجميع معناها. وذلك نحو العليم الدال على أن له علما محيطا عاما لجميع الأشياء، فلا يخرج عن علمه مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء. و كالرحيم الدال على أن له رحمة عظيمة، واسعة لكل شيء. و كالقدير الدال على أن له قدرة عامة، لا يعجزها شيء، ونحو ذلك. ومن تمام كونها "حسنى" أنه لا يدعى إلا بها، ولذلك قال: فَادْعُوهُ بِهَا وهذا شامل لدعاء العبادة، ودعاء المسألة، فيدعى في كل مطلوب بما يناسب ذلك المطلوب، فيقول الداعي مثلا اللّهم اغفر لي وارحمني، إنك أنت الغفور الرحيم، وتب عَلَيَّ يا تواب، وارزقني يا رزاق، والطف بي يا لطيف ونحو ذلك. وقوله: وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ أي: عقوبة وعذابا على إلحادهم في أسمائه، وحقيقة الإلحاد الميل بها عما جعلت له، إما بأن يسمى بها من لا يستحقها، كتسمية المشركين بها لآلهتهم، وإما بنفي معانيها وتحريفها، وأن يجعل لها معنى ما أراده اللّه ولا رسوله، وإما أن يشبه بها غيرها، فالواجب أن يحذر الإلحاد فيها، ويحذر الملحدون فيها، وقد ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه صلى الله عليه وسلم ( أن للّه تسعة وتسعين اسما، من أحصاها دخل الجنة )
- الوسيط لطنطاوي : وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ فَادْعُوهُ بِهَا ۖ وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ ۚ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ
قال القرطبي: قوله- تعالى- وَلِلَّهِ الْأَسْماءُ الْحُسْنى فَادْعُوهُ بِها أمر بإخلاص العبادة لله- تعالى- ومجانبة الملحدين والمشركين. قال مقاتل وغيره من المفسرين: نزلت الآية في رجل من المسلمين كان يقول في صلاته: يا رحمن يا رحيم. فقال رجل من مشركي مكة: أليس يزعم محمد وأصحابه أنهم يعبدون ربا واحدا فما بال هذا يدعو ربين اثنين؟ فنزلت» .
والأسماء: جمع اسم، وهو اللفظ الدال على الذات فقط أو على الذات مع صفة من صفاتها سواء كان مشتقا كالرحمن، والرحيم، أو مصدرا كالرب والسلام.
والحسنى: تأنيث الأحسن أفعل تفضيل، ومعنى ذلك أنها أحسن الأسماء وأجلها، لإنبائها عن أحسن المعاني وأشرفها.
والمعنى: ولله- تعالى- وحده جميع الأسماء الدالة على أحسن المعاني وأكمل الصفات فادعوه أى سموه واذكروه ونادوه بها.
روى الشيخان عن أبى هريرة قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: إن لله تسعة وتسعين اسما من حفظها دخل الجنة والله وتر يحب الوتر» .
قال الآلوسى: والذي أراه أنه لا حصر لأسمائه- عزت أسماؤه- في التسعة والتسعين، ويدل على ذلك ما أخرجه البيهقي عن ابن مسعود قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم «من أصابه هم أو حزن فليقل: اللهم إنى عبدك وابن عبدك وابن أمتك، ناصيتي في يدك ماضى فىّ حكمك، عدل فىّ قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحدا من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن ربيع قلبي ونور صدري وذهاب همي وجلاء حزنى ... إلخ» فهذا الحديث صريح في عدم الحصر.
وحكى النووي اتفاق العلماء على ذلك وأن المقصود من الحديث الإخبار بأن هذه التسعة والتسعين من أحصاها دخل الجنة، وهو لا ينافي أن له- تعالى- أسماء غيرها» .
ثم قال- تعالى- وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمائِهِ سَيُجْزَوْنَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ.
ذروا: فعل أمر لم يرد في اللغة استعمال ماضيه ولا مصدره، وهو بمعنى الترك والإهمال.
ويلحدون من الإلحاد وهو الميل والانحراف، يقال: ألحد إلحادا إذا مال عن القصد والاستقامة، وألحد في دين الله: حاد عنه ومنه لحد القبر لأنه يمال بحفره إلى جانبه بخلاف الضريح فإنه يحفر في وسطه.
والمعنى: ولله- تعالى- أشرف الأسماء وأجلها فسموه بها أيها المؤمنون، واتركوا جميع الذين يلحدون في أسمائه- سبحانه- بالميل بألفاظها أو معانيها عن الحق من تحريف أو تأويل أو تشبيه أو تعطيل أو ما ينافي وصفها بالحسنى اتركوا هؤلاء جميعا فإنهم سيلقون جزاء عملهم من الله رب العالمين.
ومن مظاهر إلحاد الملحدين في أسمائه- تعالى- تسمية أصنامهم بأسماء مشتقة منها، كاللات: من الله- تعالى-، والعزى: من العزيز، ومناة: من المنان وتسميته- تعالى- بما بوهم معنى فاسدا، كقولهم له- سبحانه-: يا أبيض الوجه كذلك من مظاهر الإلحاد في أسمائه- تعالى-، تسميته بما لم يسم به نفسه في كتابه، أو فيما صح من حديث رسوله، إلى غير ذلك مما يفعله الجاهلون والضالون.
ثم تمضى السورة الكريمة في هديها وتوجيهها فتفصل صنوف الخلق، وتمدح من يستحق المدح وتذم من يستحق الذم فتقول:
- البغوى : وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ فَادْعُوهُ بِهَا ۖ وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ ۚ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ
قوله تعالى : ( ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها ) قال مقاتل : وذلك أن رجلا دعا الله في صلاته ودعا الرحمن ، فقال بعض مشركي مكة : إن محمدا - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه يدعون أنهم يعبدون ربا واحدا ، فما بال هذا يدعو اثنين؟ فأنزل الله - عز وجل - : " ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها " . والحسنى تأنيث الأحسن كالكبرى والصغرى ، فادعوه بها .
أخبرنا أحمد بن عبد الله الصالحي ، أنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران ، أنا أبو علي إسماعيل بن محمد الصفار ، أنا أحمد بن منصور المرادي حدثنا عبد الرزاق حدثنا معمر عن همام بن منبه عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " إن لله تسعة وتسعين اسما ، مائة إلا واحدا ، من أحصاها دخل الجنة إنه وتر يحب الوتر " .
( وذروا الذين يلحدون في أسمائه ) قرأ حمزة : " يلحدون " - بفتح الياء والحاء حيث كان - وافقه الكسائي في النحل ، والباقون بضم الياء وكسر الحاء ، ومعنى الإلحاد هو : الميل عن المقصد يقال : ألحد يلحد إلحادا ، ولحد يلحد لحودا : إذا مال . قال يعقوب بن السكيت : الإلحاد هو العدول عن الحق ، وإدخال ما ليس منه فيه ، يقال : ألحد في الدين ، ولحد ، وبه قرأ حمزة .
( وذروا الذين يلحدون في أسمائه ) هم المشركون عدلوا بأسماء الله تعالى عما هي عليه ، فسموا بها أوثانهم فزادوا ونقصوا ، فاشتقوا اللات من " الله " والعزى من " العزيز " ، ومناة من " المنان " ، هذا قول ابن عباس ومجاهد .
وقيل : هو تسميتهم الأصنام آلهة . وروي عن ابن عباس : يلحدون في أسمائه أي يكذبون . وقال أهل المعاني : الإلحاد في أسماء الله : تسميته بما لم يسم به ، ولم ينطق به كتاب الله ولا سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .
وجملته : أن أسماء الله تعالى على التوقيف فإنه يسمى جوادا ولا يسمى سخيا ، وإن كان في معنى الجواد ، ويسمى رحيما ولا يسمى رفيقا ، ويسمى عالما ولا يسمى عاقلا وقال تعالى : " يخادعون الله وهو خادعهم " ( النساء 142 ) وقال عز من قائل : " ومكروا ومكر الله " ( آل عمران - 54 ) ، ولا يقال في الدعاء : يا مخادع ، يا مكار ، بل يدعى بأسمائه التي ورد بها التوقيف على وجه التعظيم ، فيقال : يا الله ، يا رحمن ، يا رحيم ، يا عزيز ، يا كريم ونحو ذلك . ( سيجزون ما كانوا يعملون ) في الآخرة .
- ابن كثير : وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ فَادْعُوهُ بِهَا ۖ وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ ۚ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ
عن أبي هريرة ، رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن لله تسعا وتسعين اسما مائة إلا واحدا ، من أحصاها دخل الجنة ، وهو وتر يحب الوتر " .
أخرجاه في الصحيحين من حديث سفيان بن عيينة ، عن أبي الزناد ، عن الأعرج ، عنه رواه البخاري ، عن أبي اليمان ، عن شعيب بن أبي حمزة ، عن أبي الزناد به وأخرجه الترمذي ، عن الجوزجاني ، عن صفوان بن صالح ، عن الوليد بن مسلم ، عن شعيب فذكر بسنده مثله ، وزاد بعد قوله : " يحب الوتر " : هو الله الذي لا إله إلا هو الرحمن الرحيم ، الملك ، القدوس ، السلام ، المؤمن ، المهيمن ، العزيز ، الجبار ، المتكبر ، الخالق ، البارئ ، المصور ، الغفار ، القهار ، الوهاب ، الرزاق ، الفتاح ، العليم ، القابض ، الباسط ، الخافض ، الرافع ، المعز ، المذل ، السميع ، البصير ، الحكم ، العدل ، اللطيف ، الخبير ، الحليم ، العظيم ، الغفور ، الشكور ، العلي ، الكبير ، الحفيظ ، المقيت ، الحسيب ، الجليل ، الكريم ، الرقيب ، المجيب ، الواسع ، الحكيم ، الودود ، المجيد ، الباعث ، الشهيد ، الحق ، الوكيل ، القوي ، المتين ، الولي ، الحميد ، المحصي ، المبدئ ، المعيد ، المحيي ، المميت ، الحي ، القيوم ، الواجد ، الماجد ، الواحد ، الأحد ، الفرد ، الصمد ، القادر ، المقتدر ، المقدم ، المؤخر ، الأول ، الآخر ، الظاهر ، الباطن ، الوالي ، المتعالي ، البر ، التواب ، المنتقم ، العفو ، الرءوف ، مالك الملك ، ذو الجلال والإكرام ، المقسط ، الجامع ، الغني ، المغني ، المانع ، الضار ، النافع ، النور ، الهادي ، البديع ، الباقي ، الوارث ، الرشيد ، الصبور
ثم قال الترمذي : هذا حديث غريب وقد روي من غير وجه عن أبي هريرة [ رضي الله عنه ] ولا نعلم في كثير من الروايات ذكر الأسماء إلا في هذا الحديث .
ورواه ابن حبان في صحيحه ، من طريق صفوان ، به وقد رواه ابن ماجه في سننه ، من طريق آخر عن موسى بن عقبة ، عن الأعرج ، عن أبي هريرة مرفوعا فسرد الأسماء كنحو ما تقدم بزيادة ونقصان .
والذي عول عليه جماعة من الحفاظ أن سرد الأسماء في هذا الحديث مدرج فيه ، وإنما ذلك كما رواه الوليد بن مسلم وعبد الملك بن محمد الصنعاني ، عن زهير بن محمد : أنه بلغه عن غير واحد من أهل العلم أنهم قالوا ذلك ، أي : أنهم جمعوها من القرآن كما ورد عن جعفر بن محمد وسفيان بن عيينة وأبي زيد اللغوي ، والله أعلم .
ثم ليعلم أن الأسماء الحسنى ليست منحصرة في التسعة والتسعين بدليل ما رواه الإمام أحمد في مسنده ، عن يزيد بن هارون ، عن فضيل بن مرزوق ، عن أبي سلمة الجهني ، عن القاسم بن عبد الرحمن ، عن أبيه ، عن عبد الله بن مسعود ، رضي الله عنه ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : " ما أصاب أحدا قط هم ولا حزن فقال : اللهم إني عبدك ، ابن عبدك ، ابن أمتك ، ناصيتي بيدك ، ماض في حكمك ، عدل في قضاؤك ، أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك ، أو أعلمته أحدا من خلقك ، أو أنزلته في كتابك ، أو استأثرت به في علم الغيب عندك ، أن تجعل القرآن ربيع قلبي ، ونور صدري ، وجلاء حزني ، وذهاب همي ، إلا أذهب الله همه وحزنه وأبدله مكانه فرحا " . فقيل : يا رسول الله ، أفلا نتعلمها ؟ فقال : " بلى ، ينبغي لكل من سمعها أن يتعلمها " .
وقد أخرجه الإمام أبو حاتم بن حبان البستي في صحيحه بمثله
وذكر الفقيه الإمام أبو بكر بن العربي أحد أئمة المالكية في كتابه : " الأحوذي في شرح الترمذي " ; أن بعضهم جمع من الكتاب والسنة من أسماء الله ألف اسم ، فالله أعلم .
وقال العوفي عن ابن عباس في قوله تعالى : ( وذروا الذين يلحدون في أسمائه ) قال : إلحاد الملحدين : أن دعوا " اللات في أسماء الله .
وقال ابن جريج ، عن مجاهد : ( وذروا الذين يلحدون في أسمائه ) قال : اشتقوا "
اللات " من الله ، واشتقوا " العزى " من العزيز .وقال قتادة : ( يلحدون ) يشركون . وقال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس : الإلحاد : التكذيب . وأصل الإلحاد في كلام العرب : العدل عن القصد ، والميل والجور والانحراف ، ومنه اللحد في القبر ، لانحرافه إلى جهة القبلة عن سمت الحفر .
- القرطبى : وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ فَادْعُوهُ بِهَا ۖ وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ ۚ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ
قوله تعالى ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه سيجزون ما كانوا يعملون
قوله تعالى ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها فيه ست مسائل :
الأولى : أمر بإخلاص العبادة لله ، ومجانبة المشركين والملحدين . قال مقاتل وغيره من المفسرين : نزلت الآية في رجل من المسلمين ، كان يقول في صلاته : يا رحمن يا رحيم . فقال رجل من مشركي مكة : أليس يزعم محمد وأصحابه أنهم يعبدون ربا واحدا ، فما بال هذا يدعو ربين اثنين ؟ فأنزل الله سبحانه وتعالى : ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها .
الثانية : جاء في كتاب الترمذي وسنن ابن ماجه وغيرهما حديث عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم نص فيه إن لله تسعة وتسعين اسما الحديث ; في أحدهما ما ليس في الآخر . وقد بينا ذلك في " الكتاب الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى " . قال ابن عطية - وذكر حديث الترمذي - وذلك الحديث ليس بالمتواتر ، وإن كان قد قال فيه أبو عيسى : هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث صفوان بن صالح ، وهو ثقة عند أهل الحديث . وإنما المتواتر منه قوله صلى الله عليه وسلم : إن لله تسعة وتسعين اسما مائة إلا واحدا من أحصاها دخل الجنة . ومعنى " أحصاها " عدها وحفظها . وقيل غير هذا مما بيناه في كتابنا . وذكرنا هناك تصحيح حديث الترمذي ، وذكرنا من الأسماء ما اجتمع عليه وما اختلف فيه مما وقفنا عليه في كتب أئمتنا ما ينيف على مائتي اسم . وذكرنا قبل تعيينها في مقدمة الكتاب اثنين وثلاثين فصلا فيما يتعلق بأحكامها ، فمن أراده وقف عليه هناك وفي غيره من الكتب الموضوعة في هذا الباب . والله الموفق للصواب ، لا رب سواه .
الثالثة : واختلف العلماء من هذا الباب في الاسم والمسمى ، وقد ذكرنا ما للعلماء من ذلك في " الكتاب الأسنى " . قال ابن الحصار : وفي هذه الآية وقوع الاسم على المسمى ووقوعه على التسمية . فقوله : ولله وقع على المسمى ، وقوله : الأسماء وهو جمع اسم واقع على التسميات . يدل على صحة ما قلناه قوله : فادعوه بها ، والهاء في قوله : فادعوه تعود على المسمى سبحانه وتعالى ، فهو المدعو . والهاء في قوله بها تعود على الأسماء ، وهي التسميات التي يدعى بها لا بغيرها . هذا الذي يقتضيه لسان العرب . ومثل ذلك قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : لي خمسة أسماء أنا محمد وأحمد الحديث . وقد تقدم في " البقرة " شيء من هذا والذي يذهب إليه أهل الحق أن الاسم هو المسمى ، أو صفة له تتعلق به ، وأنه غير التسمية . قال ابن العربي عند كلامه على قوله تعالى : ولله الأسماء الحسنى : فيه ثلاثة أقوال . قال بعض علمائنا : في ذلك دليل على أن الاسم المسمى ; لأنه لو كان غيره لوجب أن تكون الأسماء لغير الله تعالى . الثاني : قال آخرون : المراد به التسميات ; لأنه سبحانه واحد والأسماء جمع . قلت : ذكر ابن عطية في تفسيره أن الأسماء في الآية بمعنى التسميات إجماعا من المتأولين لا يجوز غيره . وقال القاضي أبو بكر في كتاب التمهيد : وتأويل قول النبي صلى الله عليه وسلم : لله تسعة وتسعون اسما من أحصاها دخل الجنة أي أن له تسعة وتسعين تسمية بلا خلاف ، وهي عبارات عن كون الله تعالى على أوصاف شتى ، منها ما يستحقه لنفسه ومنها ما يستحقه لصفة تتعلق به ، وأسماؤه العائدة إلى نفسه هي هو ، وما تعلق بصفة له فهي أسماء له . ومنها صفات لذاته . ومنها صفات أفعال . وهذا هو تأويل قوله تعالى : ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها أي التسميات الحسنى . الثالث : قال آخرون منهم : ولله الصفات .
الرابعة : سمى الله سبحانه أسماءه بالحسنى ; لأنها حسنة في الأسماع والقلوب ; فإنها تدل على توحيده وكرمه وجوده ورحمته وإفضاله . والحسنى مصدر وصف به . ويجوز أن يقدر الحسنى فعلى ، مؤنث الأحسن ; كالكبرى تأنيث الأكبر ، والجمع الكبر والحسن . وعلى الأول أفرد كما أفرد وصف ما لا يعقل ; كما قال تعالى : مآرب أخرى و يا جبال أوبي معه
الخامسة : قوله تعالى : فادعوه بها أي اطلبوا منه بأسمائه ; فيطلب بكل اسم ما يليق به ، تقول : يا رحيم ارحمني ، يا حكيم احكم لي ، يا رازق ارزقني ، يا هاد اهدني ، يا فتاح افتح لي ، يا تواب تب علي ; هكذا . فإن دعوت باسم عام قلت : يا مالك ارحمني ، يا عزيز احكم لي ، يا لطيف ارزقني . وإن دعوت بالأعم الأعظم فقلت : يا ألله ; فهو متضمن لكل اسم . ولا تقول : يا رزاق اهدني ; إلا أن تريد يا رزاق ارزقني الخير . قال ابن العربي : وهكذا ، رتب دعاءك تكن من المخلصين . وقد تقدم في " البقرة " شرائط الدعاء ، وفي هذه السورة أيضا . والحمد لله .
السادسة : أدخل القاضي أبو بكر بن العربي عدة من الأسماء في أسمائه سبحانه ، مثل : متم نوره ، وخير الوارثين ، وخير الماكرين ، ورابع ثلاثة ، وسادس خمسة ، والطيب ، والمعلم ; وأمثال ذلك . قال ابن الحصار : واقتدى في ذلك بابن برجان ، إذ ذكر في الأسماء " النظيف " وغير ذلك مما لم يرد في كتاب ولا سنة .
قلت : أما ما ذكر من قوله : " مما لم يرد في كتاب ولا سنة " فقد جاء في صحيح مسلم " الطيب " . وخرج الترمذي " النظيف " . وخرج عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في دعائه رب أعني ولا تعن علي وانصرني ولا تنصر علي وامكر لي ولا تمكر علي الحديث . وقال فيه : حديث حسن صحيح . فعلى هذا جائز أن يقال : يا خير الماكرين امكر لي ولا تمكر علي . والله أعلم .
وقد ذكرنا " الطيب والنظيف " في كتابنا وغيره مما جاء ذكره في الأخبار ، وعن السلف الأخيار ، وما يجوز أن يسمى به ويدعى ، وما يجوز أن يسمى به ولا يدعى ، وما لا يجوز أن يسمى به ولا يدعى . حسب ما ذكره الشيخ أبو الحسن الأشعري . وهناك يتبين لك ذلك إن شاء الله تعالى .
قوله تعالى وذروا الذين يلحدون في أسمائه سيجزون ما كانوا يعملون فيه مسألتان :
الأولى قوله تعالى : يلحدون الإلحاد : الميل وترك القصد ; يقال : ألحد الرجل في الدين . وألحد إذا مال . ومنه اللحد في القبر ; لأنه في ناحيته . وقرئ ( يلحدون ) لغتان والإلحاد يكون بثلاثة أوجه أحدها : بالتغيير فيها كما فعله المشركون ، وذلك أنهم عدلوا بها عما هي عليه فسموا بها أوثانهم ; فاشتقوا اللات من الله ، والعزى من العزيز ، ومناة من المنان قاله ابن عباس وقتادة . الثاني : بالزيادة فيها . الثالث : بالنقصان منها ; كما يفعله الجهال الذين يخترعون أدعية يسمون فيها الله تعالى بغير أسمائه ، ويذكرون بغير ما يذكر من أفعاله ; إلى غير ذلك مما لا يليق به . قال ابن العربي : فحذار منها ، ولا يدعون أحدكم إلا بما في كتاب الله والكتب الخمسة ; وهي البخاري ومسلم والترمذي وأبو داود والنسائي . فهذه الكتب التي يدور الإسلام عليها ، وقد دخل فيها ما في الموطأ الذي هو أصل التصانيف ، وذروا ما سواها ، ولا يقولن أحدكم أختار دعاء كذا وكذا ; فإن الله قد اختار له وأرسل بذلك إلى الخلق رسوله صلى الله عليه وسلم .
الثانية : معنى الزيادة في الأسماء التشبيه ، والنقصان التعطيل . فإن المشبهة وصفوه بما لم يأذن فيه ، والمعطلة سلبوه ما اتصف به ، ولذلك قال أهل الحق : إن ديننا طريق بين طريقين ، لا بتشبيه ولا بتعطيل . وسئل الشيخ أبو الحسن البوشنجي عن التوحيد فقال : إثبات ذات غير مشبهة بالذوات ، ولا معطلة من الصفات . وقد قيل في قوله تعالى : وذروا الذين يلحدون معناه اتركوهم ولا تحاجوهم ولا تعرضوا لهم . فالآية على هذا منسوخة بالقتال ; قاله ابن زيد . وقيل : معناه الوعيد ; كقوله تعالى : ذرني ومن خلقت وحيدا وقوله : ذرهم يأكلوا ويتمتعوا . وهو الظاهر من الآية ; لقوله تعالى : سيجزون ما كانوا يعملون . والله أعلم .
- الطبرى : وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ فَادْعُوهُ بِهَا ۖ وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ ۚ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ
القول في تأويل قوله : وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (180)
قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره (ولله الأسماء الحسنى)، , وهي كما قال ابن عباس: -
15451 - حدثني محمد بن سعد قال: حدثني أبي, قال حدثني عمي ، قال حدثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس: (ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها)، ومن أسمائه: " العزيز الجبار ", وكل أسمائه حسن.
15452 - حدثني يعقوب قال: حدثنا ابن علية, عن هشام بن حسّان, عن ابن سيرين, عن أبي هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إن لله تسعة وتسعين اسمًا, مائة إلا واحدًا, من أحصاها كُلَّها دخل الجنة ". (16)
* * *
وأما قوله: (وذروا الذين يلحدون في أسمائه)، فإنه يعني به المشركين. (17)
* * *
وكان إلحادهم في أسماء الله، أنهم عدَلوا بها عمّا هي عليه, فسموا بها آلهتهم وأوثانهم, وزادوا فيها ونقصوا منها, فسموا بعضها " اللات " اشتقاقًا منهم لها من اسم الله الذي هو " الله ", وسموا بعضها " العُزَّى " اشتقاقًا لها من اسم الله الذي هو " العزيز ".
* * *
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
15453 - حدثني محمد بن سعد قال: حدثني أبي قال: ثني عمي قال: حدثني أبي, عن أبيه, عن ابن عباس: (وذروا الذين يلحدون في أسمائه)، قال: إلحاد الملحدين: أن دعوا " اللات " في أسماء الله.
15454 - حدثنا القاسم قال: حدثنا الحسين قال: حدثني حجاج, عن ابن جريج, عن مجاهد: (وذروا الذين يلحدون في أسمائه) قال: اشتقوا " العزى " من " العزيز ", واشتقوا " اللات " من " الله ".
* * *
واختلف أهل التأويل في تأويل قوله (يلحدون).
فقال بعضهم: يكذّبون.
* ذكر من قال ذلك:
15455 - حدثني المثنى قال: حدثنا عبد الله قال: حدثني معاوية, عن ابن عباس, قوله: (وذروا الذين يلحدون في أسمائه) قال: الإلحاد: التكذيب.
* * *
وقال آخرون: معنى ذلك: يشركون.
* ذكر من قال ذلك.
15456- حدثني محمد بن عبد الأعلى قال: حدثنا أبو ثور, عن معمر, عن قتادة: (يلحدون) قال: يشركون. (18)
* * *
وأصل " الإلحاد " في كلام العرب: العدول عن القصد, والجورُ عنه, والإعراض. ثم يستعمل في كل معوَجّ غير مستقيم, ولذلك قيل للحْد القبر: " لحد ", لأنه في ناحية منه، وليس في وسطه. يقال منه: " ألحد فلانٌ يُلْحِد إلحادًا ", و " لَحد يلْحَد لَحْدًا ولُحُودًا ". (19) وقد ذكر عن الكسائي أنه كان يفرّق بين " الإلحاد " و " اللحٍْد ", فيقول في " الإلحاد ": إنه العدول عن القصد, وفي " اللحد " إنه الركون إلى الشيء. وكان يقرأ جميع ما في القرآن: (يُلْحِدُونَ) بضم الياء وكسر الحاء, إلا التي في النحل, فإنه كان يقرؤها: " يَلْحَدُون " بفتح الياء والحاء, (20) ويزعم أنه بمعنى الركون.
وأما سائر أهل المعرفة بكلام العرب، فيرون أن معناهما واحدٌ, وأنهما لغتان جاءتا في حرفٍ واحدٍ بمعنى واحد.
* * *
واختلفت القرأة في قراءة ذلك. فقرأته عامة قراء أهل المدينة وبعض البصريين والكوفيين: (يُلْحِدُون)، بضم الياء وكسر الحاء من " ألحد يُلْحِد " في جميع القرآن.
* * *
وقرأ ذلك عامة قراء أهل الكوفة: " يَلْحَدُونَ" بفتح الياء والحاء من " لَحَد يَلْحَدُ".
* * *
قال أبو جعفر: والصواب من القول في ذلك، أنهما لغتان بمعنى واحد، فبأيتهما قرأ القارئ فمصيبٌ الصوابَ في ذلك. غير أنِّي أختار القراءة بضمِّ الياء على لغة من قال: " ألحد ", لأنها أشهر اللغتين وأفصحهما.
* * *
وكان ابن زيد يقول في قوله: (وذروا الذين يلحدون في أسمائه)، إنه منسوخٌ.
15457 - حدثني يونس قال: أخبرنا ابن وهب قال: قال ابن زيد, في قوله: (وذَرُوا الذين يلحدون في أسمائه) قال: هؤلاء أهل الكفر, وقد نُسِخ, نَسَخه القتال.
* * *
= ولا معنى لما قال ابن زيد في ذلك من أنه منسوخ, لأن قوله: (وذروا الذين يلحدون في أسمائه)، ليس بأمر من الله لنبيّه صلى الله عليه وسلم بترك المشركين أن يقولوا ذلك، حتى يأذن له في قِتالهم, وإنما هو تهديدٌ من الله للملحدين في أسمائه، ووعيدٌ منه لهم, كما قال في موضع آخر: ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمُ الأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ ، [سورة الحجر: 3] الآية, وكقوله: لِيَكْفُرُوا بِمَا آتَيْنَاهُمْ وَلِيَتَمَتَّعُوا فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ ، [سورة العنكبوت: 66] وهو كلام خرج مخرج الأمر بمعنى الوعيد والتهديد, ومعناه: أنْ مَهِّل الذين يلحدون، يا محمد، في أسماء الله إلى أجل هم بالغوه, (21) فسوف يجزون، إذا جاءهم أجل الله الذي أجلهم إليه، (22) جزاءَ أعمالهم التي كانوا يعملونها قبل ذلك من الكفر بالله، والإلحاد في أسمائه، وتكذيب رسوله.
--------------
الهوامش :
(16) الأثر : 15452 - (( هشام بن حسان القردوسي )) ، ثقة . روى له الجماعة ، مضى برقم : 2827 ، 7287 ، 9837 ، 10258 . وهذا إسناد صحيح . رواه البخاري من طريق أبي الزناد ، عن الأعرج ، عن أبي هريرة ( الفتح 5 : 262 / 11 : 180 - 194) ، شرحه ابن حجر مستقصى غاية الاستقصاء .
ورواه مسلم في صحيحه ، من مثل طريق البخاري ، ثم من طريق معمر ، عن أيوب ، عن ابن سيرين ، عن أبي هريرة ( مسلم 17 : 4 ، 5 ) .
ورواه أحمد في مسنده من طرق ، رقم : 7493 ، 7612 ، 8131 ، 9509 ، 10486 ، 10539 ، 10696 . وانظر تخريجه هناك .
وفي بعض طرقه زيادة : (( وإن الله وتر يحب الوتر )) أو (( إنه وتر يحب الوتر )) .
(17) انظر تفسير (( ذر )) فيما سلف من فهارس اللغة ( وذر ) .
(18) الأثر : 10456 - (( ابن ثور )) هو ((محمد بن ثور الصنعانى )) ، مضى في الإسناد مرارًا ، آخره رقم : 15437 ، حيث صححت خطأ آخر هناك . ثم ما سيأتي: 15459 . وكان في المطبوعة والمخطوطة هنا (( حدثنا أبو ثور )) ، وهو خطأ محض .
(19) ( 2 ) المصدر الثاني (( اللحود )) ، قلما نجده في معاجم اللغة ، فقيده .
(20) آية سورة النحل : 103 على قراءة الكسائى : "لِسَانُ الَّذِي يَلْحَدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ " . وهي قراءة عامة قرأة أهل الكوفة / كما قال بن جرير بعد في تفسيره 14 : 120 ( بولاق ) ، ولم يفرد الكسائي بالذكر هناك ، لأنه خالفهم في قراءة الحرف في غير هذا الموضع .
(21) في المطبوعة : (( أن تمهل )) لم يحسن قراءة المخطوطة .
(22) في المطبوعة : (( الذي أجله إليهم )) ، غير الضمائر ، فأفسد الكلام إفساداً
- ابن عاشور : وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ فَادْعُوهُ بِهَا ۖ وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ ۚ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ
هذا خطاب للمسلمين ، فتوسطه في خلال مذام المشركين؛ لمناسبة أن أفظع أحوال المعدودين لجنهم هو حال إشراكهم بالله غيره ، لأن في ذلك إبطالاً لأخص الصفات بمعنى الإلهية : وهي صفة الوحدانية وما في معناها من الصفات نحو الفرد ، الصمد . وينضوي تحت الشرك تعطيل صفات كثيرة مثل : الباعث ، الحسيب ، والمُعيد ، ونشأ عن عناد أهل الشرك إنكار صفة الرحمن .
فعقبت الآيات التي وصفت ضلال إشراكهم بتنبيه المسلمين للاقبال على دعاء الله بأسمائه الدالة على عظيم صفات الإلهية ، والدوام على ذلك ، وأن يُعرضوا عن شغب المشركين وجدالهم في أسماء الله تعالى .
وقد كان من جملة ما يتورك به المشركون على النبي صلى الله عليه وسلم والمسلمين ، أن أنكروا اسمه تعالى الرحمن ، وهو إنكار لم يقدمهم عليه جهلهم بأن الله موصوف بما يدل عليه وصف ( رحمان ) من شدة الرحمة ، وإنما أقدمهم عليه ما يقدم كل معاند من تطلب التغليظ والتخطئة للمخالف ، ولو فيما يعرف أنه حق ، وذكر ابن عطية ، وغيره . أنه روي في سبب نزول قوله تعالى : { ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها } أن أبا جهل سمع بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ فيذكر الله في قراءته ، ومرة يقرأ فيذكر الرحمان فقال أبو جهل «محمد يزعم أن الإله واحد وهو إنما يعبد آلهة كثيرة» فنزلت هذه الآية .
فعطفُ هذه الآية على التي قبلها عطفُ الإخبار عن أحوال المشركين وضلالهم ، والغرض منها قوله : { وذروا الذين يلحدون في أسمائه }.
وتقديم المجرور المسند على المسند إليه؛ لمجرد الاهتمام المفيد تأكيد استحقاقه إياها ، المستفاد من اللام ، والمعنى أن اتسامه بها أمر ثابت ، وذلك تمهيد لقوله : { فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه } ، وقد التزم مثل هذا التقديم في جميع الآي التي في هذا الغرض مثل قوله في سورة الإسراء ( 110 ) { فله الأسماء الحسنى } وسورة طه ( 8 ) { له الأسماء الحسنى } وفي سورة الحشر ( 24 ) { له الأسماء الحسنى } وكل ذلك تأكيد للرد على المشركين أن يكون بعض الأسماء الواردة في القرآن أو كلام النبي صلى الله عليه وسلم أسماء لله تعالى بتخييلهم أن تعدد الاسم تعدد للمسمى تمويهاً على الدهماء .
والأسماء هي الألفاظ المجعولة أعلاماً على الذات بالتخصيص أو بالغلبة فاسم الجلالة وهو ( الله ) علم على ذات الإله الحق بالتخصيص ، شأن الأعلام ، و ( الرحمن ) و ( الرحيم ) اسمان لله بالغلبة ، وكذلك كل لفظ مفرد دل على صفة من صفات الله ، وأطلق إطلاق الأعلام نحو الرب ، والخالق ، والعزيز ، والحكيم ، والغفور ، ولا يدخل في هذا ما كان مركّباً إضافياً نحو : ذو الجلال ، ورب العرش ، فإن ذلك بالأوصاف أشبه ، وإن كان دالاً على معنى لا يليق إلا بالله نحو : { مَلك يوم الدين } [ الفاتحة : 4 ].
والحسنى مؤنث الأحسن ، وهو المتصف بالحسن الكامل في ذاته ، المقبول لدى العقول السليمة المجردة عن الهوى ، وليس المراد بالحسن الملاءمةَ لجميع الناس ، لأن الملاءمة وصف إضافة نسبي ، فقد يلائم زيداً ما لا يلائم عمراً ، فلذلك فالحسنُ صفة ذاتية للشيء الحسن .
ووصف الأسماء ب { الحسنى } : لأنها دالة على ثبوت صفات كمال حقيقي ، أما بعضها فلأن معانيها الكاملة لم تثبت إلا لله نحو الحي ، والعزيز ، والحكيم ، والغني ، وأما البعض الآخر فلأن معانيها مطلقاً لا يحسن الاتصاف بها إلا في جانب الله نحو المتكبر ، والجبّار ، لأن معاني هذه الصفات وأشباهها كانت نقصاً في المخلوق من حيث أن المتسم بها لم يكن مستحقاً لها لعجزه أو لحاجته ، بخلاف الإله ، لأنه الغني المُطلق ، فكان اتصافُ المخلوق بها منشأ فساد في الأرض ، وكان اتصاف الخالق بها منشأ صلاح ، لأنها مصدر العدالة والجزاء القسطِ .
والتفريع في قوله : { فادعوه بها } تفريع عن كونها أسماء له ، وعن كونها حسنى ، أي فلا حرج في دعائه بها؛ لأنها أسماء متعددة لمسمى واحد ، لا كما يزعم المشركون ، ولأنها حسنى فلا ضير في دعاء الله تعالى بها . وذلك يشير إلى أن الله يُدعى بكل ما دل على صفاته وعلى أفعاله .
وقد دلت الآية على أن كل ما دل على صفة الله تعالى وشأن من شؤونه على وجه التقريب للأفهام بحسب المعتاد يسوغ أن يُطلق منه اسم لله تعالى ما لم يكن مجيئه على وجه المجاز نحو { الله يستهزىء بهم } [ البقرة : 15 ] أو يُوهم معنى نقص في متعارف الناس نحو الماكر من قوله : { واللَّه خَيْرُ الماكرين } [ آل عمران : 54 ].
وليست أسماء الله الحسنى منحصرة في التسعه والتسعين الواردة في الحديث الصحيح عن الأعرج ، وعن أبي رافع ، وعن همام بن منبه ، عن أبي هريرة : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إن لله تسعة وتسعين أسماً مَن أحصاها دخل الجنة " لأن الحديث الصحيح ليس فيه ما يقتضي حصر الأسماء في ذلك العدد ، ولكن تلك الأسماءَ ذات العدد لها تلك المزية ، وقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا فقال يا حنّان يا منّان ولم يقع هذان الاسمان فيما روي من التسعة والتسعين ، وليس في الحديث المروي بأسانيد صحية مشهورة تعيين الأسماء التسعة والتسعين ، ووقع في «جامع الترمذي» من رواية شعيب بن أبي حمزة ، عن الأعرج ، عن أبي هريرة بعد قوله : «دخل الجنة» هو الله الذي لا إله إلا هو الرحمان الرحيم إلى آخرها ، فعيّن صفات لله تعالى تسعاً وتسعين ، وهي المشهورة بين الذين تصدوا لبيانها ، قال الترمذي : «هذا حديث غريب حدَثنا به غير واحد عن صفوان بن صالح وهو ثقة عند أهل الحديث ، ولا نعلم في شيء من الروايات لها إسناد صحيح ذكر الأسماء إلا في هذا الحديث» .
وتعيين هذه الأسماء لا يقتضي أكثر من أن مزيتها أن مَن أحصاها وحفظها دخل الجنة ، فلا يمنع أن تُعد لله أسماء أخرى . وقد عد ابن بَرّحان الإشبيلي في كتابه «أسماء الله الحسنى» مائة واثنتين وثلاثين اسماً مستخرجة من القرآن والأحاديث المقبولة ، وذكر القرطبي : أن له كتاباً سماه «الأسنى في شرح الأسماء الحسنى» ذكر فيه من الأسماء ما يُنيف على مائتي اسم ، وذكر أيضاً أن أبا بكر بن العربي ذكر عدة من أسمائه تعالى مثل مُتمّ نوره ، وخير الوارثين ، وخير الماكرين ، ورابع ثلاثة ، وسادس خمسة ، والطيب ، والمعلم إلخ .
ولا تخفى سماجة عد نحو رَابع ثلاثة ، وسادس خمسة ، فإنها وردت في القرآن في سياق المجاز الواضح ولا مناص من تحكيم الذوق السليم ، وليس مجردَ الوقوف عند صورة ظاهرة من اللفظ ، وذكر ابن كثير في «تفسيره» عن كتاب «الأحوذي في شرح الترمذي» لعله يعني «عارضة الأحوذي» «أن بعضهم جمع من الكتاب والسنة من أسماء الله تعالى ألف اسم» ولم أجده في نسخ «عارضة الأحواذي» لابن العربي ، ولا ذكره القرطبي وهو من خاصة تلاميذ ابن العربي ، والموجود في كتاب «أحكام القرآن» له أنه حضره منها مائة وستة وأربعون اسماً وساقها في كتاب «الأحكام» ، وسقط واحد منها في المطبوعة ، وذكر أنه أبلغها في كتابه «الآمد» ( أي «الامد الأقصى» ) في شرح الأسماء إلى مائة وستة وسبعين اسماً .
قال ابن عطية : واختلف في الاسم الذي يقتضي مدحاً خالصاً ، ولا تتعلق به شبهة ولا اشتراك إلا أنه لم يَرد منصوصاً هل يطلق ويسمى الله به ، فنصُ الباقلاني على جواز ذلك ، ونص أبي الحسن الأشعري على منع ذلك ، والفقهاءُ والجمهور على المنع ، والصواب : أن لا يُسمى الله تعالى إلا باسم قد أطلقته الشريعة ، وأن يكون مدحاً خالصاً لا شبهة فيه ولا اشتراك أمر لا يحسنه ، إلا الأقل من أهل العلوم ، فإذا أبيح ذلك تسور عليه من يظن بنفسه الإحسان ، فادخل في أسماء الله ما لا يجوز إجماعاً . واختلف في الأفعال التي في القرآن نحو { الله يستهزىء بهم } [ البقرة : 15 ] و { مكر اللَّهُ } [ آل عمران : 54 ] ونحو ذلك هل يطلق منها اسم الفاعل ، فقالت فرقة : لا يُطلق ذلك بوجه ، وجوزت فرقة أن يقال ذلك مقيّداً بسببه نحو : اللَّهَ ماكر بالذين يمكرون بالدين ، وأما إطلاق ذلك دون تقييد فممنوع إجماعاً .
والمراد من ترك { الذين يُلحدون في أسمائه } الإمساكُ عن الاسترسال في محاجتهم لظهور أنهم غير قاصدين معرفة الحق ، أو تركُ الإصغاء لكلامهم؛ لئلا يفتنوا عامة المؤمنين بشبهاتهم ، أي اتركوهم ولا تُغلّبوا أنفسكم في مجادلتهم ، فإني سأجْزيهم وقد تقدم معنى «ذر» عند قوله تعالى : { وذر الذين اتخذوا دينهم لعباً ولهواً } في سورة الأنعام ( 70 ).
والإلحاد : الميل عن وسط الشيء إلى جانبه ، وإلى هذا المعنى ترجع مشتقاته كلها ، ولما كان وسط الشيء يشبّه به الحق والصواب ، استتبع ذلك تشبيه العدول عن الحق إلى الباطل بالإلحاد ، فأطلق الإلحاد على الكفر والإفساد ، ويُعدى حينئذ ب ( في ) لتنزيل المجرور بها منزلة المكان للإلحاد ، والأكثر أن يكون ذلك عن تعمد للإفساد ، ويقال : لحَد وألحد ، والأشهر ألحد .
وقرأ من عدا حمزة يُلحدون } بضم الياء وكسر الحاء من ألحد المهموز ، وقرأه حمزة وحده : بفتح الياء والحاء ، من لحد المجرد .
وإضافة الأسماء إلى الله تؤذن بأن المقصود أسماؤه التي ورد في الشرع ما يقتضي تسميته بها .
ومعنى الإلحاد في أسماء الله جعلها مظهراً من مظاهر الكفر ، وذلك بإنكار تسميته تعالى بالأسماء الدالة على صفات ثابتة له ، وهو الأحق بكمال مدلولها فإنهم أنكروا الرحمان ، كما تقدم ، وجعلوا تسميته به في القرآن وسيلة للتشنيع ، ولمز النبي عليه الصلاة والسلام بأنه عدد الآلهة ، ولا أعظم من هذا البهتان والجور في الجدال ، فحُق بأن يُسمى إلحاداً؛ لأنه عدول عن الحق بقصد المكابرة والحسد .
وهذا يناسب أن يكون حرف ( في ) من قوله : { في أسمائه } مستعملاً في معنى التعليل كقول النبي صلى الله عليه وسلم « دَخلتْ امرأة النار في هرة » الحديث ، وقول عُمر بن أبي ربيعة :
وعصيْتُ فيك أقاربي فتقطعت ... بيني وبينهم عُرى أسبابي
وقد جوّز المفسرون احتمالات أخرى في معنى الإلحاد في أسمائه : منها ثلاثة ذكرها الفخر ، وأنا لا أراها مُلاقية لإضافة الأسماء إلى ضميره تعالى ، كما لا يخفى عن الناظر فيها .
وجملة : { سيُجْزون ما كانوا يعملون } تتنزل منزلة التعليل للأمر بترك الملحدين ، فلذلك فصلت ، أي لا تهتموا بإلحادهم ولا تحزنوا له ، لأن الله سيجزيهم بسوء صنيعهم ، وسمي إلحادهم عملاً؛ لأنه من أعمال قلوبهم وألسنتهم .
و ( ما ) موصولة عامة أي سيجزون بجميع ما يعملونه من الكفر ، ومن جملة ذلك إلحادهم في أسمائه .
والسين للاستقبال ، وهي تفيد تأكيد .
وقيل : { ما كانوا يعملون } دون ما عملوا أو ما يعملون للدلالة على أن ذلك العمل سنة لهم ومتجدد منهم .
- إعراب القرآن : وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ فَادْعُوهُ بِهَا ۖ وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ ۚ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ
«وَلِلَّهِ» الواو استئنافية ولفظ الجلالة مجرور باللام ومتعلقان بمحذوف خبر المبتدأ «الْأَسْماءُ» مبتدأ. «الْحُسْنى » صفة مرفوعة بالضمة المقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر. والجملة الاسمية مستأنفة. «فَادْعُوهُ» فعل أمر مبني على حذف النون ، والواو فاعله والهاء مفعوله والفاء هي الفصيحة ، والجملة لا محل لها جواب شرط غير جازم. «بِها» متعلقان بالفعل. «وَذَرُوا» فعل أمر وفاعله. «الَّذِينَ» اسم موصول مفعوله والجملة معطوفة.
«يُلْحِدُونَ» مضارع وفاعله. «فِي أَسْمائِهِ» متعلقان بالفعل والجملة صلة الموصول «سَيُجْزَوْنَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ» مضارع مرفوع مبني للمجهول والواو نائب فاعله واسم الموصول ما مفعوله والجملة مستأنفة ، وجملة كانوا صلة الموصول لا محل لها وجملة يعملون في محل نصب خبر.
- English - Sahih International : And to Allah belong the best names so invoke Him by them And leave [the company of] those who practice deviation concerning His names They will be recompensed for what they have been doing
- English - Tafheem -Maududi : وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ فَادْعُوهُ بِهَا ۖ وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ ۚ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ(7:180) Allah has the most excellent names. *141 So call on Him by His names and shun those who distort them. They shall soon be requited for their deeds. *142
- Français - Hamidullah : C'est à Allah qu'appartiennent les noms les plus beaux Invoquez-Le par ces noms et laissez ceux qui profanent Ses noms ils seront rétribués pour ce qu'ils ont fait
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Allahs sind die schönsten Namen; so ruft Ihn damit an und laßt diejenigen die mit Seinen Namen abwegig umgehen Ihnen wird das vergolten was sie zu tun pflegten
- Spanish - Cortes : Alá posee los nombres más bellos Empléalos pues para invocarle y apártate de quienes los profanen que serán retribuidos con arreglo a sus obras
- Português - El Hayek : Os mais sublimes atributos pertencem a Deus; invocaiO pois e evitai aqueles que profanam os Seus atributos porqueserão castigados pelo que tiverem cometido
- Россию - Кулиев : У Аллаха - самые прекрасные имена Посему взывайте к Нему посредством их и оставьте тех которые уклоняются от истины в отношении Его имен Они непременно получат воздаяние за то что совершали
- Кулиев -ас-Саади : وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ فَادْعُوهُ بِهَا ۖ وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ ۚ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ
У Аллаха - самые прекрасные имена. Посему взывайте к Нему посредством их и оставьте тех, которые уклоняются от истины в отношении Его имен. Они непременно получат воздаяние за то, что совершали.Всевышний разъяснил величие Своих качеств, упомянув о Своих прекрасных именах. Все Его имена прекрасны, и каждое из них указывает на Его величественные и совершенные качества. Именно это делает божественные имена прекрасными. Если бы они не указывали на качества Аллаха и представляли собой пустые слова, то их нельзя было бы назвать прекрасными. И если бы они указывали не на совершенные качества, а на недостатки или качества, которые заслуживают похвалу и порицание одновременно, то они также не были бы прекрасными. Однако имена Всевышнего Аллаха указывают на Его безупречные качества и имеют глубокий смысл. Например, прекрасное имя Знающий свидетельствует о том, что Аллах обладает совершенным знанием, которое объемлет все сущее и даже мельчайшие крупицы на небесах и на земле. Имя Милосердный свидетельствует о том, что Он обладает великой милостью, которая объемлет все сущее. А имя Могущественный означает, что Он обладает совершенным могуществом и способен на любой поступок. Совершенство и прелесть божественных имен также проявляются в том, что рабы могут взывать к своему Господу посредством них. Поступать так разрешается во время молитв, посредством которых человек поклоняется Аллаху, а также во время молитв, в которых он обращается к Нему с просьбами, причем в каждой молитве он может упоминать соответствующее имя своего Господа. Например, молящийся может говорить: «О Боже! Прости меня и помилуй, ведь Ты - Прощающий и Милосердный! Прими мое покаяние, ведь Ты - Принимающий покаяния! Ниспошли мне пропитание, ведь Ты - Дарующий пропитание! Будь ко мне снисходителен, ведь Ты - Снисходительный!» Что же касается заблудших, которые отрицают Его имена, то они непременно будут наказаны. Под отрицанием здесь подразумевается уклонение от их истинного смысла и предназначения. Отрицанием имен Аллаха считается нарекание ими тех, кто не заслуживает этого. Так поступали язычники, которые нарекали своих идолов божественными именами. Отрицанием Его имен считается отрицание или искажение их истинного смысла, а также толкование их вопреки толкованиям Аллаха и Его посланника, да благословит его Аллах и приветствует. Отрицанием Его имен также считается уподобление их именам творений. Мусульманин обязан остерегаться любых форм отрицания божественных имен и предостерегать от этого тех, кто поступает так. Он должен помнить, что посланник Аллаха, да благословит его Аллах и приветствует, сказал: «У Аллаха - девяносто девять имен, сто без одного, и всякий, кто сосчитает их, войдет в Рай».
- Turkish - Diyanet Isleri : En güzel isimler Allah'ındır O'na o isimlerle dua edin O'nun isimleri konusunda eğriliğe sapanları bırakın Onlar yaptıklarının cezasını göreceklerdir
- Italiano - Piccardo : Ad Allah appartengono i nomi più belli invocateLo con quelli e allontanatevi da coloro che profanano i nomi Suoi presto saranno compensati per quello che hanno fatto
- كوردى - برهان محمد أمين : ههر بۆ خوایه ههموو ناوه جوان و پیرۆزهکان جا ئهی ئیمانداران بهو ناوانه دۆعا و نزا بکهن و هاناو هاوار بۆ ئهو زاته بهرن واز بهێنن لهوانهی که له ناوه پیرۆزهکانی خوادا لادان دهکهن و سیفهت و ناوهکانی خوا بهکاردههێنن بۆ غهیری خوا له ئایندهدا پاداشتی ئهو کارو کردهوانهیان وهردهگرن که ئهنجامیان دهدا
- اردو - جالندربرى : اور خدا کے سب نام اچھے ہی اچھے ہیں۔ تو اس کو اس کے ناموں سے پکارا کرو اور جو لوگ اس کے ناموں میں کجی اختیار کرتے ہیں ان کو چھوڑ دو۔ وہ جو کچھ کر رہے ہیں عنقریب اس کی سزا پائیں گے
- Bosanski - Korkut : Allah ima najljepša imena i vi Ga zovite njima a klonite se onih koji iskreću Njegova imena – kako budu radili onako će biti kažnjeni
- Swedish - Bernström : GUDS är fullkomlighetens sköna namn; anropa Honom alltså med dessa [namn] och håll er på avstånd från dem som missbrukar dem De skall få den lön som deras handlingar [förtjänar]
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Hanya milik Allah asmaaul husna maka bermohonlah kepadaNya dengan menyebut asmaaul husna itu dan tinggalkanlah orangorang yang menyimpang dari kebenaran dalam menyebut namanamaNya Nanti mereka akan mendapat balasan terhadap apa yang telah mereka kerjakan
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ فَادْعُوهُ بِهَا ۖ وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ ۚ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ
(Allah mempunyai asma-asma yang baik) yang sembilan puluh sembilan, demikianlah telah disebutkan oleh hadis. Al-husna adalah bentuk muannats dari al-ahsan (maka bermohonlah kepada-Nya) sebutkanlah Dia olehmu (dengan menyebut nama-nama-Nya itu dan tinggalkanlah) maksudnya biarkanlah (orang-orang yang menyimpang dari kebenaran) berasal dan kata alhada dan lahada, yang artinya mereka menyimpang dari perkara yang hak (dalam menyebut nama-nama-Nya) artinya mereka mengambil nama-nama tersebut untuk disebutkan kepada sesembahan-sesembahan mereka, seperti nama Latta yang berakar dari lafal Allah, dan Uzzaa yang berakar dari kata Al-Aziiz, dan Manaat yang berakar dari kata Al-Mannaan (nanti mereka akan mendapat balasan) kelak di akhirat sebagai pembalasannya (terhadap apa yang telah mereka kerjakan) ketentuan ini sebelum turunnya ayat perintah berperang.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : আর আল্লাহর জন্য রয়েছে সব উত্তম নাম। কাজেই সে নাম ধরেই তাঁকে ডাক। আর তাদেরকে বর্জন কর যারা তাঁর নামের ব্যাপারে বাঁকা পথে চলে। তারা নিজেদের কৃতকর্মের ফল শীঘ্রই পাবে।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : அல்லாஹ்வுக்கு அழகிய திருநாமங்கள் இருக்கின்றன் அவற்றைக் கொண்டே நீங்கள் அவனைப் பிரார்த்தியுங்கள் அவனுடைய திருநாமங்களை தவறாக பயன்படுத்துவோர்களை புறக்கணித்து விட்டு விடுங்கள் அவர்களுடைய செயல்களுக்காக அவர்கள் தக்க கூலி கொடுக்கப்படுவார்கள்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : “และอัลลอฮ์นั้นมีบรรดาพระนามอันสวยงาม ดังนั้นพวกเจ้าจงเรียกหาก พระองค์ด้วยพระนามเหล่านั้นเถิด และจงปล่อยบรรดาผู้ที่ทำให้เฉ ในบรรดาพระนามของพระองค์เถิด พวกเขานั้นจะถูกตอบแทนในสิ่งที่พวกเขากระทำ
- Uzbek - Мухаммад Содик : Аллоҳнинг гўзал исмлари бордир Бас Унга ўшаисмлар ила дуо қилинг ва Унинг исмларидан оғадиганларни тек қўйинг Яқинда қилган амалларига яраша жазоланурлар Аллоҳнинг барча исмлари гўзалдир Мўминмусулмон банда Аллоҳга дуо қилганида ўша гўзал исмлар ила дуо қилмоғи лозим Имоми Бухорий ва имом Муслимлар Абу Ҳурайрадан р а ривоят қилган ҳадиси шарифда Пайғамбаримиз с а в Аллоҳнинг тўқсон тўққизта бир кам юзта исми бордир Ким уларни санаб чиқса жаннатга киради Аллоҳ тоқдир тоқни яхши кўради деганлар
- 中国语文 - Ma Jian : 真主有许多极美的名号,故你们要用那些名号呼吁他。妄用真主的名号者, 你们可以置之不理,他们将受自己行为的报酬。
- Melayu - Basmeih : Dan Allah mempunyai namanama yang baik yang mulia maka serulah dan berdoalah kepadaNya dengan menyebut namanama itu dan pulaukanlah orangorang yang berpaling dari kebenaran dalam masa menggunakan namanamaNya Mereka akan mendapat balasan mengenai apa yang mereka telah kerjakan
- Somali - Abduh : Eebe waxaa u Sugnaaday Magacyo Wanaag badan ee ku Barya Iskagana taga kuwa leexin Magacyadiisa waxaannu ka abaal marin waxay Camal falayeen
- Hausa - Gumi : Kuma Allah Yanã da sũnãye mãsu kyau Sai ku rõƙe shi da su kuma ku bar waɗanda suke yin ilhãdi a cikin sũnãyenSa zã a sãka musu abin da suka kasance sunã aikatãwa
- Swahili - Al-Barwani : Na Mwenyezi Mungu ana majina mazuri kabisa basi muombeni kwa hayo Na waacheni wale wanao haribu utakatifu wa majina yake Hao watakuja lipwa waliyo kuwa wakiyatenda
- Shqiptar - Efendi Nahi : Perëndisë i përkasin emrat më të bukur andaj thirreni Atë me to dhe lutjuni e shmangiuni atyre që i shtrembërojnë emërat e Tij Ata do të ndëshkohen ashtu si kanë vepruar
- فارسى - آیتی : از آن خداوند است نيكوترين نامها. بدان نامهايش بخوانيد. آنها را كه به نامهاى خدا الحاد مىورزند واگذاريد. اينان به كيفر اعمال خود خواهند رسيد.
- tajeki - Оятӣ : Аз они Худованд аст некӯтарин номҳо. Ба он номҳояш бихонед. Онҳоро, ки ба номҳои Худо каҷравӣ меварзанд, бигузоред. Инҳо ба ҷазои аъмоли худ хоҳанд расид.
- Uyghur - محمد صالح : اﷲ نىڭ گۈزەل ئىسىملىرى بار، اﷲ نى شۇ (گۈزەل ئىسىملىرى) بىلەن ئاتاڭلار، اﷲ نىڭ ئىسىملىرىنى كەلسە - كەلمەس قوللىنىدىغانلارنى تەرك ئېتىڭلار، ئۇلار (ئاخىرەتتە) قىلمىشلىرىنىڭ جازاسىنى تارتىدۇ
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : അല്ലാഹുവിന് അത്യുല്കൃഷ്ടമായ അനേകം നാമങ്ങളുണ്ട്. ആ നാമങ്ങളില് തന്നെ നിങ്ങളവനെ വിളിച്ചു പ്രാര്ഥിക്കുക. അവന്റെ നാമങ്ങളില് കൃത്രിമം കാണിക്കുന്നവരെ അവഗണിക്കുക. സംശയം വേണ്ട. അവര് പ്രവര്ത്തിച്ചുകൊണ്ടിരിക്കുന്നതിന്റെ ഫലം അവര്ക്ക് കിട്ടുക തന്നെ ചെയ്യും.
- عربى - التفسير الميسر : ولله سبحانه وتعالى الاسماء الحسنى الداله على كمال عظمته وكل اسمائه حسن فاطلبوا منه باسمائه ما تريدون واتركوا الذين يغيرون في اسمائه بالزياده او النقصان او التحريف كان يسمى بها من لا يستحقها كتسميه المشركين بها الهتهم او ان يجعل لها معنى لم يرده الله ولا رسوله فسوف يجزون جزاء اعمالهم السيئه التي كانوا يعملونها في الدنيا من الكفر بالله والالحاد في اسمائه وتكذيب رسوله
*141). Here the present discourse is nearing its end. Before concluding, people are warned in a style which combines admonition with censure against some basic wrongs. People are here being warrned particularly against denial combined with mockery which they, had adopted towards the teachings of the Prophet (peace be on him).
*142). The name of a thing reflects how it is conceptualized. Hence, inappropriate concepts are reflected in inappropriate names, and vice versa. Moreover, the attitude a man adopts towards different things is also based on the concepts he entertains of those things. If a concept about a thing is erroneous, so will be man's relationship with it. On the other hand. a right concept about a thing will lead to establishing, the right relationship with it. In the same way, as this applies to relationships with worldly objects, so it applies to relationships with God. If a man is mistaken about God - be it about His person or attributes - he will choose false words for God. And the falsity of concepts about God affects man's whole ethical attitude. This is understandable since man's whole ethical attitude is directly related to man's concept of God and God's relationship with the universe and man. It is for this reason that the Qur'an asks man to shun profanity in naming God. Only the most beautiful names befit God, and hence man should invoke Him by them. Any profanity in this respect will lead to evil consequences.
The 'most excellent names' used of God express His greatness and paramountcy, holiness, purity, and the perfection and absoluteness of all His attributes. The opposite trend has been termed ilhad in this verse. The word ilhad literally means 'to veer away from the straight direction'. The word is used, for instance, when an arrow misses the mark and strikes elsewhere. (See Raghib al-Isfahani, al-Mufradat, q.v. ilhad - Ed.) The commitment of ilhad in naming God mentioned in the verse consists of choosing names which are below His majestic dignity and which are inconsistent with the reverence due to Him; names which ascribe evil or defect to God, or reflect false notions about Him. Equally blasphemous is the act of calling some creature by a name which befits God alone, The Qur'anic exhortation in the above verse to 'shun those who distort God's names' implies that if misguided people fail to see reason, the righteous should not engross themselves in unnecessary argumentation with them. For such men will themselves suffer dire consequences.