- عربي - نصوص الآيات عثماني : يَسْـَٔلُونَكَ عَنِ ٱلسَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَىٰهَا ۖ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ رَبِّى ۖ لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَآ إِلَّا هُوَ ۚ ثَقُلَتْ فِى ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضِ ۚ لَا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً ۗ يَسْـَٔلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِىٌّ عَنْهَا ۖ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ ٱللَّهِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ ٱلنَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ
- عربى - نصوص الآيات : يسألونك عن الساعة أيان مرساها ۖ قل إنما علمها عند ربي ۖ لا يجليها لوقتها إلا هو ۚ ثقلت في السماوات والأرض ۚ لا تأتيكم إلا بغتة ۗ يسألونك كأنك حفي عنها ۖ قل إنما علمها عند الله ولكن أكثر الناس لا يعلمون
- عربى - التفسير الميسر : يسألك -أيها الرسول- كفار "مكة" عن الساعة متى قيامها؟ قل لهم: عِلْمُ قيامها عند الله لا يظهرها إلا هو، ثَقُلَ علمها، وخفي على أهل السموات والأرض، فلا يعلم وقت قيامها ملَك مقرَّب ولا نبي مرسل، لا تجيء الساعة إلا فجأة، يسألك هؤلاء القوم عنها كأنك حريص على العلم بها، مستقص بالسؤال عنها، قل لهم: إنما علمها عند الله الذي يعلم غيب السموات والأرض، ولكنَّ أكثر الناس لا يعلمون أن ذلك لا يعلمه إلا الله.
- السعدى : يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا ۖ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي ۖ لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ ۚ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ لَا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً ۗ يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا ۖ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ اللَّهِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ
يقول تعالى لرسوله محمد صلى الله عليه وسلم: يَسْأَلُونَكَ أي: المكذبون لك، المتعنتون عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا أي: متى وقتها الذي تجيء به، ومتى تحل بالخلق؟ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي أي: إنه تعالى مختص بعلمها، لا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلا هُوَ أي: لا يظهرها لوقتها الذي قدر أن تقوم فيه إلا هو. ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ أي: خفي علمها على أهل السماوات والأرض، واشتد أمرها أيضا عليهم، فهم من الساعة مشفقون. لا تَأْتِيكُمْ إِلا بَغْتَةً أي: فجأة من حيث لا تشعرون، لم يستعدوا لها، ولم يتهيأوا لقيامها. يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا أي: هم حريصون على سؤالك عن الساعة، كأنك مستحف عن السؤال عنها، ولم يعلموا أنك - لكمال علمك بربك، وما ينفع السؤال عنه - غير مبال بالسؤال عنها، ولا حريص على ذلك، فلم لا يقتدون بك، ويكفون عن الاستحفاء عن هذا السؤال الخالي من المصلحة المتعذر علمه، فإنه لا يعلمها نبي مرسل، ولا ملك مقرب. وهي من الأمور التي أخفاها الله عن الخلق، لكمال حكمته وسعة علمه. قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ فلذلك حرصوا على ما لا ينبغي الحرص عليه، وخصوصا مثل حال هؤلاء الذين يتركون السؤال عن الأهم، ويدعون ما يجب عليهم من العلم، ثم يذهبون إلى ما لا سبيل لأحد أن يدركه، ولا هم مطالبون بعلمه.
- الوسيط لطنطاوي : يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا ۖ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي ۖ لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ ۚ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ لَا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً ۗ يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا ۖ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ اللَّهِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ
قال الآلوسى: عن ابن عباس أن قوما من اليهود قالوا: يا محمد، أخبرنا متى الساعة إن كنت نبيا. إنا نعلم متى هي، وكان ذلك امتحانا منهم، مع علمهم أن الله- تعالى- قد استأثر بعلمها. وأخرج ابن جرير عن قتادة أن جماعة من قريش قالوا: يا محمد أسر إلينا متى الساعة لما بيننا وبينك من القرابة فنزلت».
وقوله: يَسْئَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْساها استئناف مسوق لبيان بعض أنواع ضلالهم وطغيانهم.
والساعة في الأصل اسم لمدار قليل من الزمان غير معين، وتطلق في عرف الشرع على يوم القيامة وهو المراد بالسؤال هنا.
وأطلق على يوم القيامة ساعة إما لوقوعه بغتة، أو لسرعة ما فيه من الحساب، أو لأنه على طوله قدر يسير عند الله- تعالى-.
وأَيَّانَ ظرف زمان متضمن معنى متى. ومُرْساها مصدر ميمى من أرساها إذا أثبته وأقره، ولا يكاد يستعمل الإرساء إلا في الشيء الثقيل كما في قوله- تعالى- وَالْجِبالَ أَرْساها ونسبته هنا إلى الساعة باعتبار تشبيه المعاني بالأجسام. وأَيَّانَ خبر مقدم ومُرْساها مبتدأ مؤخر.
والمعنى: يسألك يا محمد هؤلاء القوم عن الساعة قائلين أيان مرساها؟.
أى متى إرساؤها واستقرارها، أو متى زمن مجيئها وحصولها؟.
وقوله قُلْ إِنَّما عِلْمُها عِنْدَ رَبِّي جواب عن سؤالهم: أى: قل أيها الرسول الكريم: علم الساعة أو علم قيامها عند ربي وحده ليس عندي ولا عند غيرى من الخلق شيء منه.
والتعبير بإنما المفيد للحصر للاشعار بأنه- سبحانه- هو الذي استأثر بعلم ذلك ولم يخبر أحدا به من ملك مقرب أو نبي مرسل.
وقوله لا يُجَلِّيها لِوَقْتِها إِلَّا هُوَ بيان لاستمرار إخفائها إلى حين قيامها وإقناط كلى عن إظهار أمرها بطريق الإخبار.
والتجلية: الكشف والإظهار. يقال: جلى لي الأمر وانجلى وجلاه تجلية بمعنى: كشفه وأظهره أتم الإظهار.
والمعنى: لا يكشف الحجاب عن خفائها، ولا يظهرها للناس في الوقت الذي يختاره إلا الله وحده.
قال بعضهم: والسبب في إخفاء الساعة عن العباد لكي يكونوا دائما على حذر، فيكون ذلك أدعى للطاعة وأزجر عن المعصية، فإنه متى علمها المكلف ربما تقاصر عن التوبة وأخرها.
ثم عظم- سبحانه- أمر الساعة فقال ثَقُلَتْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ أى: كبرت أو شقت على أهلها لخوفهم من شدائدها وأهوالها وما فيها من محاسبة ومجازاة، وعن السدى: أن من خفى عليه علم شيء كان ثقيلا عليه.
أو المعنى: ثقلت عند الوقوع على نفس السموات حتى انشقت وانتثرت نجومها وكورت شمسها، وعلى نفس الأرض حتى سيرت جبالها، وسجرت بحارها، وقوله: «لا تأتيكم إلا بغتة» أى: لا تأتيكم إلا فجأة وعلى حين غفلة من غير توقع ولا انتظار.
وقد وردت أحاديث متعددة تؤيد وقوع الساعة فجأة، ومنها ما رواه الشيخان عن أبى هريرة أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: «لتقومن الساعة وقد نشر الرجلان ثوبهما بينهما فلا يتبايعانه ولا يطويانه. ولتقومن الساعة وقد انصرف الرجل بلبن لقحته- أى ناقته ذات اللبن- فلا يطعمه ولتقومن الساعة وهو يليط حوضه- أى يطليه بالجص أو الطين- فلا يسقى فيه.
ولتقومن الساعة وقد رفع أحدكم أكلته إلى فمه فلا يطعمها» .
ثم قال- تعالى- يَسْئَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْها قُلْ إِنَّما عِلْمُها عِنْدَ اللَّهِ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ.
أى: يسألونك يا محمد هذا السؤال كأنك حفى عنها أى: كأنك حفى عنها أى: كأنك عالم بها. من حفى عن الشيء إذا بحث عن تعرف حاله بتتبع واستقصاء ومن بحث عن شيء وسأل عنه استحكم علمه به، وعدى حَفِيٌّ بعن اعتبارا لأصل معناه، وهو السؤال والبحث.
قال صاحب الكشاف: كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْها عالم بها. وحقيقته كأنك بليغ في السؤال عنها، لأن من بالغ في المسألة عن الشيء والتنقير عنه. استحكم علمه فيه ورصن- أى ثبت وتمكن-، وهذا التركيب معناه المبالغة ومنه إحفاء الشارب، واحتفاء البقل، استئصاله، وأحفى في المسألة إذا ألحف- أى ألح وتشدد- وحفى بفلان وتحفى به: بالغ في البر به..
وقيل: إن قريشا قالت له إن بيننا وبينك قرابة فقل لنا متى الساعة؟ فقيل: يسألونك عنها كأنك حفى تتحفى بهم فتختصهم بتعليم وقتها لأجل القرابة وتزوى علمها عن غيرهم، ولو أخبرت بوقتها لمصلحة عرفها الله في اخبارك به، لكنت مبلغه للقريب والبعيد من غير تخصيص، كسائر ما أوحى إليك.
ثم قال: فإن قلت: لم كرر يسألونك وإنما علمها عند الله؟ قلت: للتأكيد ولما جاء به من زيادة قوله كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْها وعلى هذا تكرير العلماء والحذاق».
وقال صاحب الانتصاف: وفي هذا النوع من التكرير نكتة لا تلقى إلا في الكتاب العزيز، وهو أجل من أن يشارك فيها. وذاك أن المعهود في أمثال هذا التكرار أن الكلام إذا بنى على مقصد واعترض في أثنائه عارض فأريد الرجوع لتتميم المقصد الأول وقد بعد عهده، طرى بذكر المقصد الأول لتتصل نهايته ببدايته، وقد تقدم لذلك في الكتاب العزيز أمثال، وسيأتى، وهذا منها فإنه لما ابتدأ الكلام. بقوله «يسألونك عن الساعة أيان مرساها» ثم اعترض ذكر الجواب المضمن في قوله قُلْ إِنَّما عِلْمُها عِنْدَ رَبِّي إلى قوله بَغْتَةً أن يدمغ تتميم سؤالهم عنها بوجه من الإنكار عليهم، وهو المضمن في قوله كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْها وهو شديد التعلق بالسؤال وقد بعد عهده، فطري ذكره تطرية عامة، ولا تراه أبدا يطري إلا بنوع من الإجمال كالتذكرة للأول مستغنى عن تفصيله بما تقدم. فمن ثم قيل يَسْئَلُونَكَ ولم يذكر المسئول عنه وهو «الساعة» اكتفاء بما تقدم، فلما كرر السؤال لهذه الفائدة كرر الجواب أيضا مجملا فقال:
قُلْ إِنَّما عِلْمُها عِنْدَ اللَّهِ ويلاحظ هذا في تلخيص الكلام بعد بسطه».
هذا، وإذا كان علم الساعة مرده إلى الله وحده، فإن هناك نصوصا من الكتاب والسنة تحدثت عن أماراتها وعلاماتها، ومن ذلك قوله- تعالى-:
فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً فَقَدْ جاءَ أَشْراطُها. فَأَنَّى لَهُمْ إِذا جاءَتْهُمْ ذِكْراهُمْ.
والأشراط: جمع شرط- بفتح الشين والراء- وهي العلامات الدالة على قربها، وأعظم هذه العلامات بعثة النبي صلّى الله عليه وسلّم إذ بها كمل الدين وما بعد الكمال إلا الزوال.
وقد ثبت في الصحيحين أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كان يقول: «بعثت أنا والساعة كهاتين» ويفرج بين إصبعيه الوسطى والسبابة.
وفي حديث جبريل المشهور أنه سأل النبي صلّى الله عليه وسلّم عن الساعة، فقال له ما المسئول عنها بأعلم من السائل، وسأخبرك عن أشراطها:
«إذا ولدت الأمة ربها- أى سيدها-، وإذا تطاول رعاة الإبل في البنيان» .
ومن علامات الساعة- كما صرحت بذلك الأحاديث- قبض العلم، ففي الصحيحين عن عبد الله بن عمرو أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: «إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من العباد، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يبق عالم اتخذ الناس رؤساء جهالا فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا» ومنها- أى من علامات الساعة- كثرة الزلازل، وتقارب الزمان- أى قلة البركة في الوقت بحيث يمر الشهر كأنه أسبوع-، وظهور الفتن وكثرة الهرج- أى القتل إلى غير ذلك من العلامات التي وردت في الأحاديث النبوية، وقد ساق بعض المفسرين وعلى رأسهم ابن كثير جملة منها.
- البغوى : يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا ۖ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي ۖ لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ ۚ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ لَا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً ۗ يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا ۖ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ اللَّهِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ
قوله تعالى : ( يسألونك عن الساعة أيان مرساها ) قال قتادة : قالت قريش لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - : إن بيننا وبينك قرابة فأسر إلينا متى الساعة؟ فأنزل الله تعالى : " يسئلونك عن الساعة " يعني : القيامة ، ( أيان مرساها ) قال ابن عباس رضي الله عنهما : منتهاها . وقال قتادة : قيامها ، وأصله الثبات ، أي : متى مثبتها؟ ( قل ) يا محمد ( إنما علمها عند ربي ) استأثر بعلمها ولا يعلمها إلا هو ، ( لا يجليها ) لا يكشفها ولا يظهرها . وقال مجاهد : لا يأتي بها ، ( لوقتها إلا هو ثقلت في السماوات والأرض ) يعني : ثقل علمها وخفي أمرها على أهل السماوات والأرض ، وكل خفي ثقيل . قال الحسن : يقول إذا جاء ثقلت وعظمت على أهل السماوات والأرض ، ( لا تأتيكم إلا بغتة ) فجأة على غفلة .
أخبرنا عبد الواحد المليحي ، حدثنا أحمد بن عبد الله النعيمي ، حدثنا محمد بن يوسف ، حدثنا محمد بن إسماعيل ، حدثنا أبو اليمان ، حدثنا شعيب ، حدثنا أبو الزناد عن عبد الرحمن الأعرج ، عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال " لتقومن الساعة وقد نشر الرجلان ثوبهما بينهما فلا يتبايعانه ولا يطويانه ، ولتقومن الساعة وقد انصرف الرجل بلبن لقحته فلا يطعمه ، ولتقومن الساعة وهو يليط حوضه فلا يسقي فيه ، ولتقومن الساعة وقد رفع أكلته إلى فيه فلا يطعمها " .
( يسألونك كأنك حفي عنها ) أي : عالم بها من قولهم أحفيت في المسألة ، أي : بالغت فيها ، معناه : كأنك بالغت في السؤال عنها حتى علمتها ، ( قل إنما علمها عند الله ولكن أكثر الناس لا يعلمون ) أن علمها عند الله حتى سألوا محمدا - صلى الله عليه وسلم - عنها .
- ابن كثير : يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا ۖ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي ۖ لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ ۚ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ لَا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً ۗ يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا ۖ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ اللَّهِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ
يقول تعالى : ( يسألونك عن الساعة ) كما قال تعالى : ( يسألك الناس عن الساعة ) [ الأحزاب : 63 ] قيل : نزلت في قريش . وقيل : في نفر من اليهود . والأول أشبه ; لأن الآية مكية ، وكانوا يسألون عن وقت الساعة ، استبعادا لوقوعها ، وتكذيبا بوجودها ; كما قال تعالى : ( ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين ) [ الأنبياء : 38 ] ، وقال تعالى : ( يستعجل بها الذين لا يؤمنون بها والذين آمنوا مشفقون منها ويعلمون أنها الحق ألا إن الذين يمارون في الساعة لفي ضلال بعيد ) [ الشورى : 18 ]
وقوله : ( أيان مرساها ) قال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس : " منتهاها " أي : متى محطها ؟ وأيان آخر مدة الدنيا الذي هو أول وقت الساعة ؟
( قل إنما علمها عند ربي لا يجليها لوقتها إلا هو ) أمر تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم إذا سئل عن وقت الساعة ، أن يرد علمها إلى الله تعالى ; فإنه هو الذي يجليها لوقتها ، أي : يعلم جلية أمرها ، ومتى يكون على التحديد ، [ أي ] لا يعلم ذلك [ أحد ] إلا هو تعالى ; ولهذا قال : ( ثقلت في السماوات والأرض )
قال عبد الرزاق ، عن معمر ، عن قتادة في قوله : ( ثقلت في السماوات والأرض ) قال : ثقل علمها على أهل السماوات والأرض أنهم لا يعلمون . قال معمر : قال الحسن : إذا جاءت ، ثقلت على أهل السماوات والأرض ، يقول : كبرت عليهم .
وقال الضحاك ، عن ابن عباس في قوله : ( ثقلت في السماوات والأرض ) قال : ليس شيء من الخلق إلا يصيبه من ضرر يوم القيامة .
وقال ابن جريج : ( ثقلت في السماوات والأرض ) قال : إذا جاءت انشقت السماء وانتثرت النجوم ، وكورت الشمس ، وسيرت الجبال ، وكان ما قاله الله ، عز وجل فذلك ثقلها .
واختار ابن جرير ، رحمه الله : أن المراد : ثقل علم وقتها على أهل السماوات والأرض ، كما قال قتادة .
وهو كما قالاه ، كقوله تعالى : ( لا تأتيكم إلا بغتة ) ولا ينفي ذلك ثقل مجيئها على أهل السماوات والأرض ، والله أعلم .
وقال السدي [ في قوله تعالى ] ( ثقلت في السماوات والأرض ) يقول : خفيت في السماوات والأرض ، فلا يعلم قيامها حين تقوم ملك مقرب ، ولا نبي مرسل .
( لا تأتيكم إلا بغتة ) [ قال ] يبغتهم قيامها ، تأتيهم على غفلة .
وقال قتادة في قوله تعالى : ( لا تأتيكم إلا بغتة ) قضى الله أنها ( لا تأتيكم إلا بغتة ) قال : وذكر لنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال " إن الساعة تهيج بالناس ، والرجل يصلح حوضه ، والرجل يسقي ماشيته ، والرجل يقيم سلعته في السوق ويخفض ميزانه ويرفعه "
وقال البخاري : حدثنا أبو اليمان ، أنبأنا شعيب ، حدثنا أبو الزناد عن عبد الرحمن ، عن أبي هريرة ; أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها ، فإذا طلعت فرآها الناس آمنوا أجمعون ، فذلك حين لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا ، ولتقومن الساعة وقد نشر الرجلان ثوبهما بينهما ، فلا يتبايعانه ولا يطويانه . ولتقومن الساعة وقد انصرف الرجل بلبن لقحته فلا يطعمه . ولتقومن الساعة وهو يليط حوضه فلا يسقي فيه . ولتقومن الساعة والرجل قد رفع أكلته إلى فيه فلا يطعمها "
وقال مسلم في صحيحه : حدثني زهير بن حرب ، حدثنا سفيان بن عيينة ، عن أبي الزناد ، عن الأعرج ، عن أبي هريرة يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم قال : " تقوم الساعة والرجل يحلب اللقحة ، فما يصل الإناء إلى فيه حتى تقوم الساعة . والرجلان يتبايعان الثوب فما يتبايعانه حتى تقوم . والرجل يلوط حوضه فما يصدر حتى تقوم "
وقوله [ تعالى ] ( يسألونك كأنك حفي عنها ) اختلف المفسرون في معناه ، فقيل : معناه : كما قال العوفي عن ابن عباس : ( يسألونك كأنك حفي عنها ) يقول : كأن بينك وبينهم مودة ، كأنك صديق لهم . قال ابن عباس : لما سأل الناس محمدا صلى الله عليه وسلم عن الساعة ، سألوه سؤال قوم كأنهم يرون أن محمدا حفي بهم ، فأوحى الله إليه : إنما علمها عنده ، استأثر بعلمها ، فلم يطلع الله عليها ملكا مقربا ولا رسولا .
وقال قتادة : قالت قريش لمحمد صلى الله عليه وسلم : إن بيننا وبينك قرابة ، فأسر إلينا متى الساعة . فقال الله ، عز وجل : ( يسألونك كأنك حفي عنها )
وكذا روي عن مجاهد ، وعكرمة ، وأبي مالك ، والسدي ، وهذا قول . والصحيح عن مجاهد - من رواية ابن أبي نجيح وغيره - : ( يسألونك كأنك حفي عنها ) قال : استحفيت عنها السؤال ، حتى علمت وقتها .
وكذا قال الضحاك ، عن ابن عباس : ( يسألونك كأنك حفي عنها ) يقول : كأنك عالم بها ، لست تعلمها ، ( قل إنما علمها عند الله )
وقال معمر ، عن بعضهم : ( كأنك حفي عنها ) كأنك عالم بها .
وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم : ( كأنك حفي عنها ) كأنك عالم بها ، وقد أخفى الله علمها على خلقه ، وقرأ : ( إن الله عنده علم الساعة ) الآية [ لقمان : 34 ] .
ولهذا القول أرجح في المعنى من الأول ، والله أعلم ; ولهذا قال : ( قل إنما علمها عند الله ولكن أكثر الناس لا يعلمون )
ولهذا لما جاء جبريل ، عليه السلام ، في صورة أعرابي ، يعلم الناس أمر دينهم ، فجلس من رسول الله صلى الله عليه وسلم مجلس السائل المسترشد ، وسأله عن الإسلام ، ثم عن الإيمان ، ثم عن الإحسان ، ثم قال : فمتى الساعة ؟ قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما المسئول عنها بأعلم من السائل " أي : لست أعلم بها منك ولا أحد أعلم بها من أحد ، ثم قرأ النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن الله عنده علم الساعة ) الآية
وفي رواية : فسأله عن أشراط الساعة ، ثم قال : " في خمس لا يعلمهن إلا الله " . وقرأ هذه الآية ، وفي هذا كله يقول له بعد كل جواب : " صدقت " ; ولهذا عجب الصحابة من هذا السائل يسأله ويصدقه ، ثم لما انصرف قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " هذا جبريل أتاكم يعلمكم دينكم "
وفي رواية قال : " وما أتاني في صورة إلا عرفته فيها ، إلا صورته هذه " .
وقد ذكرت هذا الحديث بطرقه وألفاظه من الصحاح والحسان والمسانيد ، في أول شرح صحيح البخاري ، ولله الحمد والمنة
ولما سأله ذلك الأعرابي وناداه بصوت جهوري فقال : يا محمد ، قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : هاء - على نحو من صوته - قال : يا محمد ، متى الساعة ؟ قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ويحك إن الساعة آتية ، فما أعددت لها ؟ " قال : ما أعددت لها كبير صلاة ولا صيام ، ولكني أحب الله ورسوله . فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : " المرء مع من أحب " . فما فرح المسلمون بشيء فرحهم بهذا الحديث
وهذا له طرق متعددة في الصحيحين وغيرهما عن جماعة من الصحابة ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ; أنه قال : " المرء مع من أحب " وهي متواترة عند كثير من الحفاظ المتقنين .
ففيه أنه ، عليه السلام ، كان إذا سئل عن هذا الذي لا يحتاجون إلى علمه ، أرشدهم إلى ما هو الأهم في حقهم ، وهو الاستعداد لوقوع ذلك ، والتهيؤ له قبل نزوله ، وإن لم يعرفوا تعيين وقته .
ولهذا قال مسلم في صحيحه : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب قالا حدثنا أبو أسامة ، عن هشام ، عن أبيه ، عن عائشة ، رضي الله عنها ، قالت : كانت الأعراب إذا قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، سألوه عن الساعة : متى الساعة ؟ فنظر إلى أحدث إنسان منهم فقال : " إن يعش هذا لم يدركه الهرم حتى قامت عليكم ساعتكم " يعني بذلك موتهم الذي يفضي بهم إلى الحصول في برزخ الدار الآخرة .
ثم قال مسلم : وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، حدثنا يونس بن محمد ، عن حماد بن سلمة ، عن ثابت ، عن أنس ; أن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الساعة ، وعنده غلام من الأنصار يقال له محمد ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن يعش هذا الغلام فعسى ألا يدركه الهرم حتى تقوم الساعة " . انفرد به مسلم
وحدثنا حجاج بن الشاعر ، حدثنا سليمان بن حرب ، حدثنا حماد بن زيد ، حدثنا معبد بن هلال العنزي عن أنس بن مالك ، رضي الله عنه ; أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم قال : متى الساعة ؟ فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم هنيهة ، ثم نظر إلى غلام بين يديه من أزد شنوءة ، فقال : " إن عمر هذا لم يدركه الهرم حتى تقوم الساعة " - قال أنس : ذلك الغلام من أترابي
وقال : حدثنا هارون بن عبد الله ، حدثنا عفان بن مسلم ، حدثنا همام ، حدثنا قتادة ، عن أنس قال : مر غلام للمغيرة بن شعبة - وكان من أقراني - فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " إن يؤخر هذا لم يدركه الهرم حتى تقوم الساعة "
ورواه البخاري في كتاب " الأدب " من صحيحه ، عن عمرو بن عاصم ، عن همام بن يحيى ، عن قتادة ، عن أنس ; أن رجلا من أهل البادية قال : يا رسول الله ، متى الساعة ؟ فذكر الحديث ، وفي آخره : " فمر غلام للمغيرة بن شعبة " ، وذكره
وهذا الإطلاق في هذه الروايات محمول على التقييد ب " ساعتكم " في حديث عائشة ، رضي الله عنها .
وقال ابن جريج : أخبرني أبو الزبير : أنه سمع جابر بن عبد الله يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن يموت بشهر ، قال : " تسألوني عن الساعة ، وإنما علمها عند الله . وأقسم بالله ما على ظهر الأرض اليوم من نفس منفوسة ، تأتي عليها مائة سنة " رواه مسلم
وفي الصحيحين ، عن ابن عمر مثله ، قال ابن عمر : وإنما أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم انخرام ذلك القرن .
وقال الإمام أحمد : حدثنا هشيم ، أنبأنا العوام ، عن جبلة بن سحيم ، عن مؤثر بن عفازة عن ابن مسعود ، رضي الله عنه ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " لقيت ليلة أسري بي إبراهيم وموسى وعيسى " ، قال : " فتذاكروا أمر الساعة " ، قال : " فردوا أمرهم إلى إبراهيم ، عليه السلام ، فقال : لا علم لي بها . فردوا أمرهم إلى موسى ، فقال : لا علم لي بها . فردوا أمرهم إلى عيسى ، فقال عيسى : أما وجبتها فلا يعلم بها أحد إلا الله ، عز وجل ، وفيما عهد إلي ربي ، عز وجل ، أن الدجال خارج " ، قال : " ومعي قضيبان ، فإذا رآني ذاب كما يذوب الرصاص " ، قال : " فيهلكه الله ، عز وجل ، إذا رآني ، حتى إن الحجر والشجر يقول : يا مسلم ، إن تحتي كافرا تعالى فاقتله " . قال : " فيهلكهم الله ، عز وجل ، ثم يرجع الناس إلى بلادهم وأوطانهم " ، قال : " فعند ذلك يخرج يأجوج ومأجوج ، وهم من كل حدب ينسلون ، فيطئون بلادهم ، لا يأتون على شيء إلا أهلكوه ، ولا يمرون على ماء إلا شربوه " ، قال : " ثم يرجع الناس إلي فيشكونهم ، فأدعو الله ، عز وجل ، عليهم فيهلكهم ويميتهم ، حتى تجوى الأرض من نتن ريحهم - أي : تنتن - " قال : " فينزل الله المطر ، فيجترف أجسادهم حتى يقذفهم في البحر " .
قال أحمد : قال يزيد بن هارون : ثم تنسف الجبال ، وتمد الأرض مد الأديم - ثم رجع إلى حديث هشيم قال : ففيما عهد إلي ربي ، عز وجل ، أن ذلك إذا كان كذلك ، فإن الساعة كالحامل المتم لا يدري أهلها متى تفاجئهم بولادها ليلا أو نهارا
ورواه ابن ماجه ، عن بندار عن يزيد بن هارون ، عن العوام بن حوشب بسنده ، نحوه
فهؤلاء أكابر أولي العزم من المرسلين ، ليس عندهم علم بوقت الساعة على التعيين ، وإنما ردوا الأمر إلى عيسى عليه السلام ، فتكلم على أشراطها ; لأنه ينزل في آخر هذه الأمة منفذا لأحكام رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ويقتل المسيح الدجال ، ويجعل الله هلاك يأجوج ومأجوج ببركة دعائه ، فأخبر بما أعلمه الله تعالى به .
وقال الإمام أحمد : حدثنا يحيى بن أبي بكير حدثنا عبيد الله بن إياد بن لقيط قال : سمعت أبي يذكر عن حذيفة قال : سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الساعة فقال : " علمها عند ربي لا يجليها لوقتها إلا هو ، ولكن سأخبركم بمشاريطها ، وما يكون بين يديها : إن بين يديها فتنة وهرجا " ، قالوا : يا رسول الله ، الفتنة قد عرفناها ، فالهرج ما هو ؟ قال بلسان الحبشة : " القتل " . قال ويلقى بين الناس التناكر ، فلا يكاد أحد يعرف أحدا " لم يروه أحد من أصحاب الكتب الستة من هذا الوجه .
وقال وكيع : حدثنا ابن أبي خالد ، عن طارق بن شهاب ، قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يزال يذكر من شأن الساعة حتى نزلت : ( يسألونك عن الساعة أيان مرساها ) الآية [ النازعات : 42 ] .
ورواه النسائي من حديث عيسى بن يونس ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، به وهذا إسناد جيد قوي .
فهذا النبي الأمي سيد الرسل وخاتمهم [ محمد ] صلوات الله عليه وسلامه نبي الرحمة ، ونبي التوبة ، ونبي الملحمة ، والعاقب والمقفى ، والحاشر الذي تحشر الناس على قدميه ، مع قوله فيما ثبت عنه في الصحيح من حديث أنس وسهل بن سعد ، رضي الله عنهما : "
بعثت أنا والساعة كهاتين " وقرن بين إصبعيه السبابة والتي تليها . ومع هذا كله ، قد أمره الله تعالى أن يرد علم وقت الساعة إليه إذا سئل عنها ، فقال : ( قل إنما علمها عند الله ولكن أكثر الناس لا يعلمون ) - القرطبى : يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا ۖ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي ۖ لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ ۚ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ لَا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً ۗ يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا ۖ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ اللَّهِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ
قوله تعالى يسألونك عن الساعة أيان مرساها قل إنما علمها عند ربي لا يجليها لوقتها إلا هو ثقلت في السماوات والأرض لا تأتيكم إلا بغتة يسألونك كأنك حفي عنها قل إنما علمها عند الله ولكن أكثر الناس لا يعلمون
قوله تعالى يسألونك عن الساعة أيان مرساها أيان سؤال عن الزمان ; مثل متى . قال الراجز :
أيان تقضي حاجتي أيانا أما ترى لنجحها أوانا
وكانت اليهود تقول للنبي صلى الله عليه وسلم : إن كنت نبيا فأخبرنا عن الساعة متى تقوم . وروي أن المشركين قالوا ذلك لفرط الإنكار .
ومرساها في موضع رفع بالابتداء عند سيبويه ، والخبر : أيان . وهو ظرف مبني على الفتح ، بني لأن فيه معنى الاستفهام . ومرساها بضم الميم ، من أرساها الله ، أي أثبتها ، أي متى مثبتها ، أي متى وقوعها . وبفتح الميم من رست ، أي ثبتت ووقفت ; ومنه وقدور راسيات . قال قتادة : أي ثابتات .
قل إنما علمها عند ربي ابتداء وخبر ، أي لم يبينها لأحد ; حتى يكون العبد أبدا على حذر
لا يجليها أي لا يظهرها . لوقتها أي في وقتها إلا هو والتجلية : إظهار الشيء ; يقال : جلا لي فلان الخبر إذا أظهره وأوضحه .
ثقلت في السماوات والأرض خفي علمها على أهل السماوات والأرض . وكل ما خفي علمه فهو ثقيل على الفؤاد . وقيل : كبر مجيئها على أهل السماوات والأرض ; عن الحسن وغيره . ابن جريج والسدي : عظم وصفها على أهل السماوات والأرض . وقال قتادة : وغيره : المعنى لا تطيقها السماوات والأرض لعظمها : لأن السماء تنشق والنجوم تتناثر والبحار تنضب . وقيل : المعنى ثقلت المسألة عنها .
لا تأتيكم إلا بغتة أي فجأة ، مصدر في موضع الحال
يسألونك كأنك حفي عنها أي عالم بها كثير السؤال عنها . قال ابن فارس : الحفي العالم بالشيء . والحفي : المستقصي في السؤال . قال الأعشى :
فإن تسألي عني فيا رب سائل حفي عن الأعشى به حيث أصعدا
يقال : أحفى في المسألة وفي الطلب ، فهو محف وحفي على التكثير ، مثل مخصب وخصيب . قال محمد بن يزيد : المعنى يسألونك كأنك حفي بالمسألة عنها ، أي ملح . يذهب إلى أنه ليس في الكلام تقديم وتأخير . وقال ابن عباس وغيره : هو على التقديم والتأخير ، والمعنى : يسألونك عنها كأنك حفي بهم أي حفي ببرهم وفرح بسؤالهم . وذلك لأنهم قالوا : بيننا وبينك قرابة فأسر إلينا بوقت الساعة .
قل إنما علمها عند الله ولكن أكثر الناس لا يعلمون ليس هذا تكريرا ، ولكن أحد العلمين لوقوعها والآخر لكنهها .
- الطبرى : يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا ۖ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي ۖ لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ ۚ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ لَا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً ۗ يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا ۖ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ اللَّهِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ
القول في تأويل قوله : يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلا هُوَ
قال أبو جعفر: اختلف أهل التأويل في الذين عنوا بقوله: (يسألونك عن الساعة). فقال بعضهم: عني بذلك قومُ رسول الله صلى الله عليه وسلم من قريش, وكانوا سألوا عن ذلك رسولَ الله صلى الله عليه وسلم.
* ذكر من قال ذلك:
15462 - حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال: حدثنا محمد بن ثور, عن معمر, عن قتادة قال: قالت قريش لمحمد صلى الله عليه وسلم: إنّ بيننا وبينك قرابة, فأسِرَّ إلينا متى الساعة! فقال الله: يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا . (49)
* * *
وقال آخرون: بل عُني به قوم من اليهود.
* ذكر من قال ذلك:
15463 - حدثنا أبو كريب قال: حدثنا يونس بن بكير قال: حدثنا محمد بن إسحاق قال: حدثني محمد بن أبي محمد مولى زيد بن ثابت قال: حدثني سعيد بن جبير أو عكرمة, عن ابن عباس قال: قال جَبَل بن أبي قشير، وشمول بن زيد، لرسول الله صلى الله عليه وسلم (50) يا محمد، أخبرنا متى الساعة إن كنت نبيًّا كما تقول, فإنا نعلم متى هي؟ فأنـزل الله تبارك وتعالى: (يسألونك عن الساعة أيان مرساها قل إنما علمها عند ربي)، إلى قوله: وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ . (51)
15464 - حدثنا ابن وكيع قال: حدثنا أبي, عن إسماعيل بن أبي خالد, عن طارق بن شهاب قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يزال يذكُر من شأن الساعة حتى نـزلت: (يسألونك عن الساعة أيان مرساها). (52)
* * *
قال أبو جعفر: والصواب من القول في ذلك أن يقال: إن قومًا سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الساعة, فأنـزل الله هذه الآية = وجائز أن يكون كانوا من قريش = وجائز أن يكونوا كانوا (53) من اليهود; ولا خبر بذلك عندنا يجوِّز قَطْعَ القول على أيّ ذلك كان.
* * *
قال أبو جعفر: فتأويل الآية إذاً: يسألك القومُ الذين يسألونك عن الساعة (أيان مرساها)؟ يقول: متى قيامها؟
* * *
ومعنى " أيان ": متى، في كلام العرب, ومنه قول الراجز: (54) أَيَّــانَ تَقْضِــي حَــاجَتِي أَيَّانَــا
أَمَـــا تَــرَى لِنُجْحِهَــا إِبَّانَــا (55)
* * *
ومعنى قوله: (مرساها)، قيامها, من قول القائل: " أرساها الله فهي مُرْسَاة ", و " أرساها القوم "، إذا حبسوها, و " رسَت هي، ترسُو رُسُوًّا ".
* * *
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
15465 - حدثني محمد بن الحسين قال: حدثنا أحمد بن المفضل قال: حدثنا أسباط, عن السدي: (يسألونك عن الساعة أيان مرساها)، : يقول متى قيامها.
* * *
15466- حدثنا بشر بن معاذ قال: حدثنا يزيد قال: حدثنا سعيد, عن قتادة قوله: (يسألونك عن الساعة أيان مرساها)، : متى قيامها؟
* * *
وقال آخرون: معنى ذلك: مُنتهاها =وذلك قريب المعنى من معنى مَن قال: معناه: " قيامها ", لأن انتهاءها، بلوغها وقتها. وقد بينا أن أصل ذلك: الحبس والوقوف.
* ذكر من قال ذلك:
15467 - حدثنا المثنى قال: حدثنا عبد الله بن صالح قال: حدثني معاوية, عن علي, عن ابن عباس, قوله: (يسألونك عن الساعة أيان مرساها)، يعني: منتهاها.
* * *
وأما قوله: (قل إنما علمها عند ربي لا يجلِّيها لوقتها إلا هو)، فإنه أمرٌ من الله نبيَّه محمدًا صلى الله عليه وسلم بأن يجيب سائليه عن الساعة بأنه لا يعلم وقت قيامها إلا الله الذي يعلم الغيب, وأنه لا يظهرها لوقتها ولا يعلمها غيرُه جل ذكره، كما: -
15468 - حدثنا بشر بن معاذ قال: حدثنا يزيد قال: حدثنا سعيد, عن قتادة: (قل إنما علمها عند ربي لا يجليها لوقتها إلا هو)، يقول: علمها عند الله, هو يجليها لوقتها, لا يعلم ذلك إلا الله.
15469 - حدثني محمد بن عمرو قال: حدثنا أبو عاصم قال: حدثنا عيسى, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد: (لا يجليها)، : يأتي بها.
15470 - حدثنا القاسم قال: حدثنا الحسين قال: ثني حجاج, عن ابن جريج قال: قال مجاهد: (لا يجليها)، قال: لا يأتي بها إلا هو.
15471 - حدثني محمد بن الحسين قال: حدثنا أحمد بن المفضل قال: حدثنا أسباط, عن السدي: (لا يجليها لوقتها إلا هو)، يقول: لا يرسلها لوقتها إلا هو.
* * *
القول في تأويل قوله : ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لا تَأْتِيكُمْ إِلا بَغْتَةً
قال أبو جعفر: اختلف أهل التأويل في تأويل ذلك.
فقال بعضهم: معنى ذلك: ثقلت الساعة على أهل السموات والأرض أن يعرفوا وقتها ومجيئها، لخفائها عنهم، واستئثار الله بعلمها.
* ذكر من قال ذلك:
15472 - حدثني محمد بن الحسين قال: حدثنا أحمد بن المفضل قال: حدثنا أسباط, عن السدي, قوله: (ثقلت في السموات والأرض)، يقول: خفيت في السموات والأرض, فلم يعلم قيامها متى تقوم مَلَك مقرَّب، ولا نبيٌّ مرسل.
15473 - حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال: حدثنا محمد بن ثور= وحدثنا الحسن بن يحيى قال: أخبرنا عبد الرزاق = جميعًا, عن معمر, عن بعض أهل التأويل: (ثقلت في السموات والأرض) ، قال: ثقل علمها على أهل السموات وأهل الأرض، إنهم لا يعلمون.
* * *
وقال آخرون: معنى ذلك: أنها كَبُرت عند مجيئها على أهل السموات والأرض.
* ذكر من قال ذلك:
15474 - حدثني محمد بن عبد الأعلى قال: حدثنا محمد بن ثور= وحدثنا الحسن بن يحيى قال: أخبرنا عبد الرزاق = جميعًا, عن معمر قال: قال الحسن, في قوله: (ثقلت في السموات والأرض)، يعني: إذا جاءت ثقلت على أهل السماء وأهل الأرض. يقول: كبرت عليهم.
15475 - حدثنا القاسم قال: حدثنا الحسين قال: ثني حجاج, عن ابن جريج: (ثقلت في السموات والأرض) قال: إذا جاءت انشقت السماء, وانتثرت النجوم, وكوِّرت الشمس, وسُيِّرت الجبال, وكان ما قال الله; فذلك ثقلها.
15476 - حدثنا محمد بن الحسين قال: حدثنا أحمد بن المفضل قال: حدثنا أسباط, عن السدي قال: قال بعض الناس في " ثقلت ": عظمت.
* * *
وقال آخرون: معنى قوله: (في السموات والأرض)، : على السموات والأرض.
* ذكر من قال ذلك:
15477 - حدثنا بشر قال: حدثنا يزيد قال: حدثنا سعيد, عن قتادة: (ثقلت في السموات والأرض)، أي: على السموات والأرض.
* * *
قال أبو جعفر: وأولى ذلك عندي بالصواب, قول من قال: معنى ذلك: ثقلت الساعة في السموات والأرض على أهلها، أن يعرفوا وقتها وقيامها; لأن الله أخفى ذلك عن خلقه, فلم يطلع عليه منهم أحدًا. وذلك أن الله أخبرَ بذلك بعد قوله: قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلا هُوَ ، وأخبر بعده أنها لا تأتي إلا بغتة, فالذي هو أولى: أن يكون ما بين ذلك أيضًا خبرًا عن خفاء علمها عن الخلق, إذ كان ما قبله وما بعده كذلك.
* * *
وأما قوله: (لا تأتيكم إلا بغتة)، فإنه يقول: لا تجيء الساعة إلا فجأة, لا تشعرون بمجيئها، (56) كما: -
15478 - حدثني محمد بن الحسين قال: حدثنا أحمد بن المفضل قال: حدثنا أسباط, عن السدي: (لا تأتيكم إلا بغتة)، يقول: يبغتهم قيامها, تأتيهم على غفلة.
15479 - حدثنا بشر قال: حدثنا يزيد قال: حدثنا سعيد, عن قتادة: (لا تأتيكم إلا بغتة)، قضى الله أنها لا تأتيكم إلا بغتة. قال: وذكر لنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: إن الساعة تهيج بالناس والرجل يُصْلِح حوضه، والرجلُ يسقي ماشيته، والرجل يقيم سلعته في السوق، والرجل يخفض ميزانه ويرفعه.
* * *
القول في تأويل قوله : يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ (187)
قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: يسألك هؤلاء القوم عن الساعة, كأنك حَفِيٌّ عنها.
* * *
[ واختلف أهل التأويل في تأويل قوله: (حفي عنها) ] . (57)
فقال بعضهم: يسألونك عنها كأنك حفي بهم. وقالوا: معنى قوله: " عنها " التقديم، وإن كان مؤخرًا.
* ذكر من قال ذلك:
15480 - حدثني محمد بن سعد قال: حدثني أبي قال: حدثني عمي قال: حدثني أبي, عن أبيه, عن ابن عباس, قوله: (يسألونك كأنك حفيّ عنها)، يقول: كأن بينك وبينهم مودة, كأنك صديق لهم. قال ابن عباس: لما سأل الناسُ محمدًا صلى الله عليه وسلم عن الساعة، سألوه سؤال قوم كأنهم يرون أن محمدًا حفي بهم, فأوحى الله إليه: إنما علمها عنده, استأثر بعلمها, فلم يطلع عليها ملكًا ولا رسولا.
15481 - حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال: حدثنا محمد بن ثور, عن معمر قال: قال قتادة: قالت قريش لمحمد صلى الله عليه وسلم: إن بيننا وبينك قرابة, فأسِرَّ إلينا متى الساعة ! فقال الله: (يسألونك كأنك حفي عنها). (58)
15482 - حدثنا بشر قال: حدثنا يزيد قال: حدثنا سعيد, عن قتادة: (يسألونك كأنك حفي عنها)، : أي حفي بهم. قال: قالت قريش: يا محمد، أسرّ إلينا علم الساعة، لما بيننا وبينك من القرابة = لقرابتنا منك.
15483 - حدثنا ابن وكيع قال: حدثنا أبو خالد الأحمر، وهانئ بن سعيد, عن حجاج, عن خصيف, عن مجاهد وعكرمة: (يسألونك كأنك حفي عنها) قال: حفي بهم حين يسألونك.
15484 - حدثني الحارث قال: حدثنا عبد العزيز قال: حدثنا إسرائيل, عن سماك, عن عكرمة, عن ابن عباس: (يسألونك كأنك حفي عنها) قال: قريب منهم, وتحفَّى عليهم = قال: وقال أبو مالك: كأنك حفي بهم. قال: قريب منهم, وتحفَّى عليهم = قال: وقال أبو مالك: كأنك حفي بهم، فتحدثهم. (59)
15485 - حدثني محمد بن الحسين قال: حدثنا أحمد بن المفضل قال: حدثنا أسباط, عن السدي: (يسألونك كأنك حفي عنها)، كأنك صديق لهم.
* * *
وقال آخرون: بل معنى ذلك: كأنك قد استحفيت المسألة عنها فعلمتها.
* ذكر من قال ذلك:
15486 - حدثني محمد بن عمرو قال: حدثنا أبو عاصم قال: حدثنا عيسى, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد: (كأنك حفي عنها)، استحفيت عنها السؤال حتى علمتَها.
15487 - حدثني الحارث قال: حدثنا عبد العزيز قال: حدثنا أبو سعد, عن مجاهد في قوله: (كأنك حفي عنها) قال: استحفيت عنها السؤال حتى علمت وقتها.
15488 - حدثنا ابن وكيع قال: حدثنا المحاربي, عن جويبر, عن الضحاك: (يسألونك كأنك حفي عنها) قال: كأنك عالم بها.
15489 - ... قال: حدثنا حامد بن نوح, عن أبي روق, عن الضحاك: (يسألونك كأنك حفيّ عنها) قال: كأنك تعلمها. (60)
15490 - حدثت عن الحسين بن الفرج قال: سمعت أبا معاذ قال: ثني عبيد بن سليمان, عن الضحاك, قوله: (يسألونك كأنك حفي عنها)، يقول: يسألونك عن الساعة, كأنك عندك علمًا منها = قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي .
15491 - حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال: حدثنا محمد بن ثور, عن معمر, عن بعضهم: (كأنك حفي عنها)، : كأنك عالم بها.
15492 - حدثني يونس قال: أخبرنا ابن وهب قال: قال ابن زيد, في قوله: (كأنك حفي عنها) قال: كأنك عالم بها. وقال: أخفى علمها على خلقه. وقرأ: إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ ، [سورة لقمان: 34] حتى ختم السورة.
15493 - حدثني المثنى قال: حدثنا عبد الله بن صالح قال: ثني معاوية, عن علي بن أبي طلحة, عن ابن عباس, قوله: (يسألونك كأنك حفي عنها)، يقول: كأنك يعجبك سؤالهم إياك =(قل إنما علمها عند الله).
* * *
وقوله: (كأنك حفي عنها)، يقول: لطيف بها. (61)
* * *
فوجَّه هؤلاء تأويل قوله: (كأنك حفي عنها)، إلى حفيّ بها, وقالوا: تقول العرب: " تحفّيت له في المسألة ", و " تحفيت عنه ". قالوا: ولذلك قيل: " أتينا فلانًا نسأل به ", بمعنى نسأل عنه.
* * *
قال أبو جعفر: وأولى القولين في ذلك بالصواب قول من قال: معناه: كأنك حفي بالمسألة عنها فتعلمها.
فإن قال قائل: وكيف قيل: (حفي عنها)، ولم يُقَل: " حفي بها ", إن كان ذلك تأويل الكلام؟
قيل: إن ذلك قيل كذلك, لأن الحفاوة إنما تكون في المسألة, وهي البشاشة للمسئول عند المسألة, والإكثار من السؤال عنه, والسؤال يوصل ب " عن " مرة، وب " الباء " مرة. فيقال: " سألت عنه ", و " سألت به ". فلما وضع قوله: " حفي" موضع السؤال, وصل بأغلب الحرفين اللذين يوصل بهما " السؤال ", وهو " عن ", كما قال الشاعر: (62) سُــؤَالَ حَــفِيٍّ عَـنْ أَخِيـهِ كَأَنَّـهُ
بِذِكْرَتِـــهِ وَسْــنَانُ أَوْ مُتَوَاسِــنُ (63)
* * *
وأما قوله: (قل إنما علمها عند الله)، فإن معناه: قل، يا محمد، لسائليك عن وقت الساعة وحين مجيئها: لا علم لي بذلك, ولا علم به إلا [عند] الله الذي يعلم غيب السموات والأرض (64) =(ولكن أكثر الناس لا يعلمون)، يقول: ولكن أكثر الناس لا يعلمون أن ذلك لا يعلمه إلا الله, بل يحسبون أن علم ذلك يوجد عند بعض خلقه.
------------------------
الهوامش :
(49) الأثر : 15462 - سيأتي برقم : 15481 .
(50) في المطبوعة : ((حمل بن أبي قشير )) ، وهي في المخطوطة كما أثبتها غير منقوطة . والصواب أيضاً في سيرة ابن هشام 2 : 162 ، 218 ، وكتب هناك : (( شمويل )) ، وهما سواء ، وفي المطبوعة هنا (( سمول )) غير منقوطة كما في المخطوطة .
(51) الأثر : 15463 - سيرة ابن هشام 2 : 218 ، وهو تابع الأثر السالف رقم : 12216 .
(52) الأثر : 15464 - (( إسماعيل بن أبي خالد الأحمسى )) ثقة ثبت ، مضى برقم : 5694 ، 5777 ، 12280 . و(( طارق بن شهاب الأحمسى )) ، رأي النبي صلى الله عليه وسلم ، وروى عنه مرسلا ، مضى مرارًا ، رقم : 9744 ، 11682 ، 12073 ، 12075 ، 12085 . وكان في المطبوعة والمخطوطة : (( مخارق بن شهاب )) ، وهو خطأ صرف ، صوابه من ابن كثير . وهذا الخبر ساقه ابن كثير في تفسيره 3 : 609 ، وقال : (( ورواه النسائي من حديث عيسى بن يونس ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، به . وهذا إسناد جيد قوي )) .
(53) في المطبوعة : (( أن يكون كانوا )) مرة أخرى ، ولكنى أثبت ما في المخطوطة .
(54) لم أعرف قائله .
(55) مجاز القرآن لأبي عبيدة 1 : 234 ، اللسان ( أبن ) . و (( إبان الشيء )) ، زمنه ووقته الذي يصلح فيه ، أو يكون فيه .
(56) انظر تفسير (( البغتة )) فيما سلف 11 : 325 ، 360 ، 368 / 12 : 576 .
(57) الزيادة بين القوسين ، يقتضيها نهج أبي جعفر في تفسيره .
(58) الأثر : 15481 - مضى برقم : 15462 .
(59) الأثر : 15484 - (( أبو مالك )) ، في هذا الخبر ، لم أعرف من يكون ؟
(60) الأثر : 15489 - (( جابر بن نوح )) ، مضى برقم : 5694 ، 9863 ، وفي المطبوعة (( حامد بن نوح )) ، وفي المخطوطة ، سيئ الكتابة ، وهذا صوابه .
(61) هذه الجملة التي أفردتها ، لا شك أنها ليست من كلام ابن عباس في الأثر السالف ، ولذلك فصلت بينهما . بقى بعد أنى أخشى أن يكون سقط من الناسخ شيء قبل هذه الجملة ، فإن الذي ذكره أبو جعفر قولان فقط ، لا ثلاثة أقوال ، وهذه الجملة الأخيرة . متعلقة بالقول الأول ، وكأنها تفسير له .
(62) هو المعطل الهذلي .
(63) ديوان الهذليين 3 : 45 من قصيدة له طويلة . وبهذه الرواية التي رواها أبو جعفر (( سؤال حفي )) ، يختل سياق الشعر . وروايته في ديوانه : فــإن تـرني قصـدًا قريبًا، فـإنـه
بعيـد عـلي المـرء الحجـازي أيـن
بعيـد عـلى ذى حاجـة، ولـو أننـى
إذا نفجــت يومـاً بهـا الـدار آمـن
يقـول الـذي أمسـى إلى الحرز أهله:
بـأي الحشـاء أمسـى الخليط المباين
ســؤال الغنـي عـن أخيـه، كأنـه
بذكرتـــه وســنان أو متواســن
و (( الذي أمسى إلى الحرز أهله )) هو الذي صار في مكان حصين آمناً مطمئناً ، فهو يسأل عنه ويقول : (( بأي الحشا )) ، بأي النواحي أمسي فلان ؟ وهو صاحبه المفارق . ثم يقول : إنه يسأل سؤال غير حفي - لا سؤال حفي - (( سؤال غني عن أخيه )) وأنما يذكره كالنائم أو المتناوم ، لقلة حفاوة به . فهذا نقيض رواية أبي جعفر . وكان في المطبوعة : (( يذكره وسنان )) ، والصواب من المخطوطة والديوان .
(64) في المطبوعة : (( ولا يعلم به إلا الله )) وليس بجيد ، وأثبت ما في المخطوطة وزدت ما يقتضيه السياق بين قوسين
- ابن عاشور : يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا ۖ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي ۖ لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ ۚ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ لَا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً ۗ يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا ۖ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ اللَّهِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ
استئناف ابتدائي يذكر به شيء من ضلالهم ومحاولة تعجيزهم النبي صلى الله عليه وسلم بتعيين وقت الساعة .
ومناسبة هذا الاستئناف هي التعرض لتوقع اقتراب أجلهم في قوله : { وأن عسى أن يكون قد اقترب أجلُهم } [ الأعراف : 185 ] سواء أفسر الأجل بأجل إذهاب أهل الشرك من العرب في الدنيا ، وهو الاستئصال ، أم فسر بأجلهم وأجل بقية الناس وهو قيام الساعة ، فإن الكلام على الساعة مناسبة لكلا الأجلين .
وقد عرف من شنشنة المشركين إنكارهم ، البعثَ وتهكمهم بالرسول عليه الصلاة والسلام من أجل إخباره عن البعث { وقال الذين كفروا هل ندلكم على رجل ينبئكم إذا مُزقتم كل مُمزققٍ إنكم لفي خلققٍ جديدٍ أفترى على الله كذباً أم به جنةٌ } [ سبأ : 7 ، 8 ] ، وقد جعلوا يسألون النبي صلى الله عليه وسلم عن الساعة ووقتها تعجيزاً له ، لتوهمهم أنه لما أخبرهم بأمرها فهو يدعي العلم بوقتها { ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين قل لكم ميعاد يوممٍ لا تستأخرون عنه ساعةً ولا تستقدمون } [ سبأ : 29 ، 30 ].
فالسائلون هم المشركون ، وروي ذلك عن قتادة ، والضمير يعود إلى الذين كذبوا بآياتنا ، وقد حكي عنهم مثل هذا السؤال في مواضع من القرآن ، كقوله تعالى في سورة النازعات ( 42 ) { يسألونك عن الساعة أيّانَ مرساها } وقوله { عم يتساءلون عن النبإ العظيم الذي هم فيه مختلفون } [ النبأ : 1 3 ] يعني البعثَ والساعة ، ومن المفسرين من قال : المعني بالسائلين اليهود أرادوا امتحان رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألوه عن الساعة ، وهذا لا يكون سبب نزول الآية ، لأن هذه السورة مكية ، قيل كلها ، وقيل إن آيتين منها نزلتا بالمدينة ، ولم يعُدوا هذه الآية ، فيما اختُلف في مكان نزوله والسور التي حكي فيها مثل هذا السؤال مكية أيضاً نازلة قبل هذه السورة .
والساعة معرّفةً باللام علم بالغلبة في اصطلاح القرآن على وقت فناء هذا العالم الدنيوي والدخول في العالم الأخروي ، وتسمى : يومَ البعث ، ويومَ القيامة .
و { أيّان } اسم يدل على السؤال عن الزمان وهو جامد غير متصرف مركب من ( أي ) الاستفهامية و ( آنَ ) وهو الوقت ، ثم خففت ( أي ) وقلبت همزة ( آن ) ياء ليتأتى الإدغام ، فصارت ( أيّان ) بمعنى أي زمان ، ويتعين الزمان المسؤول عنه بما بعد ( أيان ) ، ولذلك يتعين أن يكون اسمَ معنى لا اسمَ ذات ، إذ لا يخبر بالزمان عن الذات ، وأما استعمالها اسم شرط لعموم الأزمنة فذلك بالنقل من الاستفهام إلى الشرط كما نقلت ( متى ) من الاستفهام إلى الشرطية ، وهي توسيعات في اللغة تَصيرُ معاني متجددة ، وقد ذكروا في اشتقاق ( أيان ) احتمالات يرجعون بها إلى معاني أفعال ، وكلها غير مرضية ، وما ارتأيناه هنا أحسن منها .
فقوله : { أيان } خبر مقدم لصدارة الاستفهام ، و { مرساها } مبتدأ مؤخر ، وهو في الأصل مضاف إليه آن إذ الأصل أي ( آن ) آن مُرسى الساعة .
وجملة : { أيان مُرساها } في موضع نصب بقول محذوف دل عليه فعل { يسألونك } والتقدير : يقولون أيان مرساها ، وهو حكاية لقولهم بالمعنى ، ولذلك كانت الجملة في معنى البدل عن جملة : { يسألونك عن الساعة }.
والمُرْسَى مصدر ميمي من الإرساء وهو الإقرار يقال رَسَا الجبل ثُبت ، وأرساه أثبته وأقره ، والإرساء الاستقرار بعد السير كما قال الأخطل :
وقال رَائدُهم أرْسُوا نزاوِلُها ... ومرسى السفينة استقرارها بعد المخر قال تعالى : { بسم الله مجراها ومرساها } [ هود : 41 ] ، وقد أطلق الإرساء هنا استعارة للوقوع تشبيهاً لوقوع الأمر الذي كان مترقباً أو متردد فيه بوصول السائر في البر أو البحر إلى المكان الذي يريده .
وقد أمر الله رسوله بجوابهم جواب جد وإغضاء عن سوء قصدهم بالسؤال التهكْم ، إظهاراً لنفي الوصمة عن وصف النبوءة من جراء عدم العلم بوقت الشاعة ، وتعليماً للذين يترقبون أن يحصل من جواب الرسول عن سؤال المشركين علْم للجميع بتعيين وقت الساعة فإذا أمْر الساعة مما تتوجه النفوس إلى تطلبه .
فقد ورد في الصحيح أن رجلاً من المسلمين سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : « يا رسول الله متى الساعة؟ فقال رسول الله ماذا أعْدَدْتَ لها؟ فقال ما أعددتُ لها كبيرَ عَمل إلاّ أني أحب الله ورسوله فقال أنتَ مع مَن أحببت » .
وعلْمُ الساعة هو علم تحديد وقتها كما يُنبىء عنه السؤال ، وقوله : { لا يُجليها لوقتها إلاّ هو } ، فإضافة علم إلى ضمير الساعة على تقدير مضاف بينهما أيْ علْم وقتها ، والإضافة من إضافة المصدر إلى مفعوله ، وظرفية ( عند ) مجازية استعملت في تحقيق تعلق علم الله بوقتها .
والحصر حقيقي : لأنه الأصل ، ولما دل عليه توكيده بعَد في قوله : { قل إنما علمها عند الله } ، والقصر الحقيقي يشتمل على معنى الإضافي وزيادة ، لأن علم الساعة بالتحديد مقصور على الله تعالى .
والتعريف بوصف الرب وإضافته إلى ضمير المتكلم إيماءٌ إلى الاستدلال على استئثار الله تعالى بعلم وقت الساعة دون الرسول المسؤول ففيه إيماء إلى خطإهم وإلى شبهة خطإهم .
و ( التجلية ) الكشف ، والمراد بها ما يشمل الكشف بالإخبار والتعيين ، والكشفَ بالإيقاع ، وكلاهما منفيُ الإسناد عن غير الله تعالى ، فهو الذي يعلم وقْتها ، وهو الذي يُظهرها إذا أراد ، فإذا أظهرها فقد أجلاها .
واللام في قوله : { لوقتها } للتوقيت كالتي في قوله تعالى : { أقم الصلاة لدلوك الشمس } [ الإسراء : 78 ].
ومعنى التوقيت ، قريب من معنى ( عندَ ) ، والتحقيقُ : أن معناه ناشىء عن معنى لام الاختصاص .
ومعنى اللام يناسب أحد معنيي الإجلاء ، وهو الإظهار ، لأنه الذي إذا حصل تَم كشف أمرها ، وتحقق الناسُ أن القادر على إجلائها كان عالماً بوقت حلولها .
وفصلت جملة : { لا يجليها لوقتها إلاّ هو } لأنها تتنزل من التي قبلها منزلة التأكيد والتقرير .
وقدم المجرور وهو { لوقتها } على فاعل { يجليها } الواقع استثناء مفرغاً للاهتمام به تنبيهاً على أن تجلية أمرها تكون عند وقت حلولها لأنها تأتي بغتة .
وجملة : { ثقلت في السماوات والأرض } معترضة لقصد الإفادة بهولها ، والإيماء إلى حكمة إخفائها .
وفعل { ثقلت } يجوز أن يكون لمجرد الإخبار بشدة ، أمرها كقوله : { ويذرون وراءهم يوماً ثقيلاً }.
ويجوز أن يكون تعجيباً بصيغة فعُل بضم العين فتقدر الضمة ضمة تحويل الفعل للتعجيب ، وإن كانت هي ضمة أصلية في الفعل ، فيكون من قبيل قوله : { كُبرت كلمة تخرُج من أفواههم } [ الكهف : 5 ].
والثقل مستعار للمشقة كما يستعار العظم والكِبَر ، لأن شدة وقع الشيء في النفوس ومشقته عليها تخيّل لمن خلت به أنه حامل شيئاً ثقيلاً ، ومنه قوله تعالى : { إنا سنلقي عليك قولاً ثقيلاً } [ المزمل : 5 ] أي شديداً تلقيه وهو القرآن ، ووصف الساعة بالثقل باعتبار ما هو مظروف في وقتها من الحوادث ، فوصفها بذلك مجاز عقلي ، والقرينة واضحة ، وهي كون الثقل بمعنى الشدة لا يكون وصفاً للزمان ، ولكنه وصف للأحداث ، فإذا أسند إلى الزمان ، فإسناده إليه إنما هو باعتباره ظرفاً للأحداث ، كقوله : { وقالَ هذا يومٌ عَصيبٌ } [ هود : 77 ].
وثقل الساعة أي شدتها هو عظم ما يحدث فيها من الحوادث المهولة في السماوات والأرض ، من تصادم الكواكب ، وانخرَام سيرها ، ومن زلازل الأرض وفيضان البراكين ، والبحار ، وجفاف المياه ، ونحو ذلك مما ينشأ عن اختلال النظام الذي مكان عليه سير العالم ، وذلك كله يحدث شدة عظيمة على كل ذي إدراك من الموجودات .
ومن بديع الإيجاز تعدية فعل { ثَقُلَت } بحرف الظرفية الدال على مكان حلول الفعل ، وحذفُ ما حقه أن يتعدى إليه وهو حرف ( إلى ) الذي يدل على ما يقع عليه الفعل ، ليعم كل ما تحويه السماوات والأرض مما يقع عملية عملية الثقل بمعنى الشدة .
وجملة : { لا تأتيكم إلاّ بغتة } مستأنفة جاءت تكملة للإخبار عن وقت حلول الساعة ، لأن الإتيان بغتة يحقق مضمون الإخبار عن وقتها بأنه غير معلوم إلاّ لله ، وبأن الله غيرُ مُظهره لأحد ، فدل قوله : { لا تأتيكم إلاّ بغتة } على أن انتفاء إظهار وقتها انتفاءٌ متوغل في نوعه بحيث لا يحصل العلم لأحد بحلولها بالكنه ولا بالإجمال ، وأما ما ذكر لها من أمارات في حديث سُؤال جبريل عن أماراتها فلا ينافي إتيانها بغتة ، لأن تلك الأمارات ممتدةُ الأزمان بحيث لا يحصل معها تهيؤ للعلم بحلولها .
و«البغتة» مصدر على زنة المرّة من البغْت وهو المفاجأة أي الحصول بدون تهيؤ له ، وقد مضى القول فيها عند قوله تعالى : { حتى إذا جاءتهم الساعة بغتةً } في سورة الأنعام ( 31 ).
وجملة : { يسألونك كأنك حفي عنها } مؤكدة لجملة : { يسألونك عن الساعة } ومبينة لكيفية سؤالهم فلذيْنك فُصلت .
وحذف متعلق السؤال لعلمه من الجملة الأولى .
و { حَفي } فعيل فيجوز أن يكون بمعنى فاعل مشتقاً من حَفي به ، مثل غَنيِ فهو غَني إذا أكثر السؤال عن حاله تلطفاً ، ويكون المعنى كأنك أكثرتَ السؤال عن وقتها حتى علمته ، فيكون وصف حَفي كناية عن العالم بالشيء ، لأن كثرة السؤال تقتضي حصول العلم بالمسؤول عنه ، وبهذا المعنى فسر في «الكشاف» فهو من الكناية بالسؤال عن طلب العلم ، لأن السؤال سبب العلم ، كقول السموْأل أوْ عبد الملك بن عبد الرحيم الحارثي أو غيرهما :
سَلي إنَ جهلت الناسَ عنا وعنهم ... فليسَ سواءً عَالم وجَهُول
وقول عامر بن الطُفيل :
طُلْقت إنَ لم تسألي أي فارس ... حَليلُك إذْ لاقى صُداء وخثْعها
وقول أُنَيْفٍ بن زَبّانَ النبهاني :
فلما التقيْنا بيْنَ السيفُ بيننا ... لسائلةٍ عنّا حَفِيٌّ سؤالها
ويجوز أن يكون مشتقاً من أحفاه إذا ألح عليه في فعل ، فيكون فعيلاً بمعنى مُفعل مثل حَكيم ، أي كأنك مُلح في السؤال عنها ، أي ملح على الله في سؤال تعيين وقت الساعة كقوله تعالى : { إنْ يسألكموها فيُحْفكم تبخلوا } [ محمد : 37 ].
وقوله : { كأنك حفي } حال من ضمير المخاطب في قوله : { يسألونك } معترضة بين { يسألونك } ومتعلقه .
ويتعلق قوله : { عنها } على الوجهين بكل من { يسألونك } و { حفيّ } على نحو من التنازع في التعليق .
ويجوز أن يكون { حفيّ } مشتقاً من حَفي به ، كرضي بمعنى بَالغ في الإكرام ، فيكون مستعملاً في صريح معناه ، والتقدير : كأنك حفي بهم أي مكرم لهم وملاطف فيكون تهكماً بالمشركين ، أي يظهرون لك أنك كذلك ليستنزلوك للخوض معهم في تعيين وقت الساعة ، روي عن ابن عباس : كأنك صديق لهم ، وقال قتادة : قالت قريش لمحمد : إن بيننا قرابة فأسِرَّ إليْنا متى الساعة فقال الله تعالى : { يسألونك كأنك حَفي عنها } وعلى هذا الوجه يتعلق { عنها } ب { يسألونك } وحذف متعلق { حفي } لظهوره .
وبهذا تعلم أن تأخير { عنها } للإيفاء بهذه الاعتبارات .
وفي الآية إشارة إلى أن الرسول صلى الله عليه وسلم لا تتعلق همته بتعيين وقت الساعة ، إذ لا فائدة له في ذلك ، ولأنه لو اهتم بذلك لكان في اهتمامه تطلباً لإبطال الحكمة في إخفائها ، وفي هذا إشارة إلى أن انتفاء علمه بوقتها لا ينافي كرامته على الله تعالى بأن الله أعطاه كمالاً نفسياً يصرفه عن تطلب ذلك ، ولو تطلبه لأعْلمه الله به ، كما صرف موسى عليه السلام عن الاستمرار على كراهة الموت حين حل أجله كيلا ينزع روحه وهو كاره ، وهذه سرائر عالية بين الله وبين الصالحين من عباده .
وأكدت جملة الجواب الأولى بقوله : { قل إنما علمها عند الله } تأكيداً لمعناها ليعلم أن ذلك الجواب لا يرجى غيره وأن الحصر المشتمل عليه قوله : { إنما علمها عند ربي } حصر حقيقي ثم عطف على جملة الجواب استدراك عن الحصر في قوله : { قل إنما علمها عند الله } تأكيداً لكونه حصراً حقيقياً ، وإبطالاً لظن الذين يحسبون أن شأن الرسل أن يكونوا عالمين بكل مجهول ، ومن ذلك وقت الساعة بالنسبة إلى أوقاتهم يستطيعون إعلام الناس فيستدلون بعدم علم الساعة على عدم صدق مدعي الرسالة ، وهذا الاعتقاد ضلالة ملازمة للعقول الأفنة ، فإنها تتوهم الحقائق على غيْر ما هي عليه ، وتوقن بما يخيل إليها ، وتجعله أصولاً تبني عليها معارفها ومعاملاتها ، وتجعلها حَكماً في الأمور إثباتاً ونفياً ، وهذا فرط ضلالة ، وإنه لَضغْث على إبَالة بتشديد الباء وتخفيفها ، وقد حكي التاريخ القديم شاهداً مما قلناه وهو ما جاء في سفر دانيال من كتب الأنبياء الملحقة بالتوراة أن ( بُخْتَنَصَّر ) ملك بابل رأى رؤيا أزعجته وتطلب تعبيرها ، فجمع العرافين والمنجمين والسحرة وأمرهم أن يخبروه بصورة ما رآه في حلمه من دون أن يحكيه لهم ، فلما أجابوه بأن هذا ليس في طاقة أحد من البشر ولا يطلع على ما في ضمير الملك إلاّ الآلهة ، غضب ، واغتاظ ، وأمر بقتلهم ، وأنه أحضر دانيال النبي وكان من جملة أسرى بني إسرائيل في ( بابل ) وهدده بالقتل إن لم ينبئه بصورة رؤياه ، ثم بتعبيرها ، وأن دانيال استنظره مدة ، وأنه التجأ إلى الله بالدعاء هو وأصحابه ( عزريا ) و ( ميشاييل ) و ( حننيا ) فدعوا الله لينقذ دانيال من القتل ، وأن الله أوحى إلى دانيال بصورة ما رءاه الملك فأخبر دانيالُ الملكَ بذلك ، ثم عبر له ، فنال حظوة لديه انظر الإصحاح الثاني من سفر دانيال .
- إعراب القرآن : يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا ۖ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي ۖ لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ ۚ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ لَا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً ۗ يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا ۖ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ اللَّهِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ
«يَسْئَلُونَكَ» مضارع مرفوع بثبوت النون تعلق به الجار والمجرور «عَنِ السَّاعَةِ» والواو فاعله والكاف مفعوله ، والجملة مستأنفة. «أَيَّانَ» اسم استفهام في محل نصب على الظرفية الزمانية متعلق بمحذوف خبر «مُرْساها» مبتدأ والهاء مضاف إليه ، والجملة الاسمية بدل من الساعة.
«قُلْ» الجملة مستأنفة. «إِنَّما» كافة ومكفوفة. «عِلْمُها» مبتدأ والهاء في محل جر بالإضافة. «عِنْدَ» ظرف مكان متعلق بمحذوف خبر. «رَبِّي» مضاف إليه مجرور بالكسرة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم ، والياء ضمير متصل في محل جر بالإضافة والجملة مقول القول. «لا» نافية «يُجَلِّيها» فعل مضارع تعلق به الجار والمجرور «لِوَقْتِها» والهاء مفعوله. «إِلَّا هُوَ» إلا أداة حصر هو فاعل. والجملة في محل نصب حال.
و جملة «ثَقُلَتْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ» مستأنفة. «لا تَأْتِيكُمْ» فعل مضارع فاعله مستتر والكاف مفعوله ولا نافية. «إِلَّا» أداة حصر. «بَغْتَةً» حال ، والجملة مستأنفة «يَسْئَلُونَكَ» الجملة مستأنفة. «كَأَنَّكَ» كأن والكاف اسمها. «حَفِيٌّ عَنْها» خبرها تعلق به الجار والمجرور عنهابها «إِنَّما» والجملة في محل نصب حال. «قُلْ» أمر فاعله مستتر. «إِنَّما» كافة ومكفوفة «عِلْمُها» مبتدأ «عِنْدَ اللَّهِ» ظرف مكان ولفظ الجلالة مضاف إليه. «لكِنَّ أَكْثَرَ» لكن واسمها وجملة يعلمون خبرها «النَّاسِ» مضاف إليه «لا يَعْلَمُونَ» مضارع وفاعله ولا نافية.
- English - Sahih International : They ask you [O Muhammad] about the Hour when is its arrival Say "Its knowledge is only with my Lord None will reveal its time except Him It lays heavily upon the heavens and the earth It will not come upon you except unexpectedly" They ask you as if you are familiar with it Say "Its knowledge is only with Allah but most of the people do not know"
- English - Tafheem -Maududi : يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا ۖ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي ۖ لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ ۚ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ لَا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً ۗ يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا ۖ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ اللَّهِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ(7:187) They ask you concerning the Hour, when will its coming be? Say: 'The knowledge of it is with my Lord alone: none but He will disclose it at its time. That will weigh heavily on the heavens and the earth; and it shall not come to you other than all of a sudden.' They ask you - as if you are eagerly inquisitive about it - concerning it. Say to them: 'The knowledge of it is with none except Allah. But most people are unaware of this reality.'
- Français - Hamidullah : Ils t'interrogent sur l'Heure Quand arrivera-t-elle Dis Seul mon Seigneur en a connaissance Lui seul la manifestera en son temps Lourde elle sera dans les cieux et sur la terre et elle ne viendra à vous que soudainement Ils t'interrogent comme si tu en étais averti Dis Seul Allah en a connaissance Mais beaucoup de gens ne savent pas
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Sie fragen dich nach der Stunde für wann sie feststeht Sag Das Wissen darüber ist nur bei meinem Herrn Nur Er wird sie zu ihrer Zeit erscheinen lassen Schwer lastet sie in den Himmeln und auf der Erde Sie wird nur plötzlich über euch kommen Sie fragen dich als ob du gut unterrichtet über sie seiest Sag Das Wissen darüber ist nur bei Allah Aber die meisten Menschen wissen nicht
- Spanish - Cortes : Te preguntan por la Hora ¿Cuándo llegará Di Sólo mi Señor tiene conocimiento de ella Nadie sino Él la manifestará a su tiempo Abruma en los cielos y en la tierra No vendrá a vosotros sino de repente Te preguntan a ti como si estuvieras bien enterado Di Sólo Alá tiene conocimiento de ella Pero la mayoría de los hombres no saben
- Português - El Hayek : Perguntarteão acerca da Hora do Desfecho Quando acontecerá Respondelhes Seu conhecimento está só empoder do meu Senhor e ninguém a não ser Ele pode revelálo; isso a seu devido tempo Pesada será nos céus e na terra evirá inesperadamente Perguntarteão como se tu tivesses pesquisado sobre ela a Hora do Desfecho Respondelhes Seuconhecimento só está em poder de Deus; porém a maioria das pessoas o ignora
- Россию - Кулиев : Они спрашивают тебя о Часе Когда он наступит Скажи Воистину знание об этом принадлежит только моему Господу Никто кроме Него не способен открыть время его наступления Это знание тяжко для небес и земли Он настанет внезапно Они спрашивают тебя словно тебе известно об этом Скажи Воистину знание об этом принадлежит одному Аллаху но большая часть людей не знает этого
- Кулиев -ас-Саади : يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا ۖ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي ۖ لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ ۚ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ لَا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً ۗ يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا ۖ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ اللَّهِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ
Они спрашивают тебя о Часе: «Когда он наступит?» Скажи: «Воистину, знание об этом принадлежит только моему Господу. Никто, кроме Него, не способен открыть время его наступления. Это знание тяжко для небес и земли. Он настанет внезапно». Они спрашивают тебя, словно тебе известно об этом. Скажи: «Воистину, знание об этом принадлежит одному Аллаху, но большая часть людей не знает этого».О Мухаммад! Упрямые неверующие, отказывающиеся уверовать в тебя, спрашивают о сроке наступления Судного дня. Скажи им, что только Аллах ведает об этом. Это знание сокрыто от обитателей небес и земли, поскольку оно является для них тяжелым бременем. Все творения страшатся этого Часа, который наступит внезапно, когда они не будут подозревать о его приближении и не будут готовы к нему. Люди усердно расспрашивают тебя о сроке наступления Судного дня, словно ты жаждешь узнать об этом. Они не знают, что ты не обращаешь внимания на вопросы, которые не могут принести пользы и на которые нельзя получить ответы. Твое поведение свидетельствует о том, что ты прекрасно познал своего Господа и понимаешь, что именно послужит тебе во благо. Знание о сроке наступления Судного дня не открыто ни пророкам, ни приближенным ангелам. Оно относится к тому знанию, которое Аллах сокрыл от творений, руководствуясь Своей совершенной мудростью и безграничным знанием. Он хранит это знание, но большинство людей не понимают этого. Они стремятся узнать то, чего им не следует знать. Некоторые из них отказываются интересоваться тем, что они обязаны изучить, и устремляются за знанием, которое не могут постичь творения и которое им даже не приказано постигать.
- Turkish - Diyanet Isleri : Sana kıyamet saatinin ne zaman gelip çatacağını soruyorlar de ki "Onu ancak Rabbim bilir onun vaktini O'ndan başka belirtecek yoktur Göklerin ve yerin ağırlığını kaldıramayacağı o saat sizlere ansızın gelecektir" Sen sanki öğrenmişsin gibi sana soruyorlar de ki "Onu bilmek ancak Allah'a mahsustur ama insanların çoğu bu gerçeği bilmezler"
- Italiano - Piccardo : Ti chiederanno dell'Ora “Quando giungerà” Di' “La conoscenza di questo appartiene al mio Signore A suo tempo non la paleserà altri che Lui Sarà gravosa nei cieli e sulla terra vi coglierà all'improvviso” Ti interrogano come se tu ne fossi avvertito Di' “La scienza di ciò appartiene ad Allah” Ma la maggior parte degli uomini non lo sa
- كوردى - برهان محمد أمين : ئهی محمدصلى الله عليه وسلم پرسیارت لێدهکهن دهربارهی قیامهت کهی بهرپا دهبێت پێیان بڵێ بهڕاستی زانینی کاتی بهرپا بوونی ههر لای پهروهردگارمه لهکاتێکدا کهس له سات و کاتی خۆیدا دهری ناخات و بهرپای ناکات زاتی پهروهردگار نهبێت بهرپا بوونی قیامهت زۆر گرانه و زۆر دهکهوێت لهسهر دانیشتوانی ئاسمانهکان و زهوی چونکه شیرازهی ههمووی تێکدهچێت و لێکههڵدهوهشێت ڕۆژی قیامهت بهرپا نابێت کوتوپڕ نهبێت له پڕ یهخهتان پێدهگرێت وا پرسیارت لێدهکهن ههر وهک تۆ زۆر عهوداڵی زانینی هاتنی ڕۆژی قیامهت بیت و پرسیاری زۆرت له بارهیهوه کردبێت پێیان بڵێ بهڕاستی زانینی بهرپا بوونی قیامهت تهنها لای خوایه بهڵام زۆربهی خهڵکیش ئهمه نازانن
- اردو - جالندربرى : یہ لوگ تم سے قیامت کے بارے میں پوچھتے ہیں کہ اس کے واقع ہونے کا وقت کب ہے۔ کہہ دو کہ اس کا علم تو میرے پروردگار ہی کو ہے۔ وہی اسے اس کے وقت پر ظاہر کردےگا۔ وہ اسمان وزمین میں ایک بھاری بات ہوگی اور ناگہاں تم پر اجائے گی۔ یہ تم سے اس طرح دریافت کرتے ہیں کہ گویا تم اس سے بخوبی واقف ہو۔ کہو کہ اس کا علم تو خدا ہی کو ہے لیکن اکثر لوگ یہ نہیں جانتے
- Bosanski - Korkut : Pitaju te o Smaku svijeta kada će se zbiti Reci "To zna jedino Gospodar moj On će ga u njegovo vrijeme otkriti a težak će biti nebesima i Zemlji sasvim neočekivano će vam doći" Pitaju te kao da ti o njemu nešto znaš Reci "To samo Allah zna ali većina ljudi ne zna"
- Swedish - Bernström : DE FRÅGAR dig om den Yttersta stunden och när den skall komma Säg "Min Herre ensam har kunskap om detta Han och ingen annan skall lyfta slöjan när tiden är inne [Stundens] tyngd skall kännas i himlarna och på jorden Och den skall komma över er utan förvarning De frågar dig som om du efter ihärdigt sökande hade fått kunskap om detta Säg "Ingen har kunskap om denna [tidpunkt] utom Gud men de flesta människor vet inte [varför den hålls hemlig]"
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Mereka menanyakan kepadamu tentang kiamat "Bilakah terjadinya" Katakanlah "Sesungguhnya pengetahuan tentang kiamat itu adalah pada sisi Tuhanku; tidak seorangpun yang dapat menjelaskan waktu kedatangannya selain Dia Kiamat itu amat berat huru haranya bagi makhluk yang di langit dan di bumi Kiamat itu tidak akan datang kepadamu melainkan dengan tibatiba" Mereka bertanya kepadamu seakanakan kamu benarbenar mengetahuinya Katakanlah "Sesungguhnya pengetahuan tentang bari kiamat itu adalah di sisi Allah tetapi kebanyakan manusia tidak mengetahui"
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا ۖ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي ۖ لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ ۚ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ لَا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً ۗ يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا ۖ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ اللَّهِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ
(Mereka menanyakan kepadamu) yaitu mereka penduduk kota Mekah (tentang kiamat,) tentang hari akhir ("Bilakah) kapan (terjadinya?" Katakanlah,) kepada mereka ("Sesungguhnya pengetahuan tentang kiamat itu) bila terjadinya (adalah pada sisi Tuhanku; tidak seorang pun yang dapat menjelaskan) menerangkan (waktu kedatangannya) huruf lam bermakna fii (selain Dia. Kiamat itu amat berat) amat besar peristiwanya (yang di langit dan di bumi) amat berat dirasakan oleh penduduk keduanya mengingat kengerian huru-haranya. (Kiamat itu tidak akan datang kepadamu melainkan dengan tiba-tiba.") secara sekonyong-konyong (Mereka bertanya kepadamu seolah-olah kamu benar-benar mengetahui) terlalu berlebihan di dalam bertanya (tentang kiamat itu) sehingga engkau memberitahukan tentangnya. (Katakanlah, "Sesungguhnya pengetahuan tentang kiamat itu adalah di sisi Allah) merupakan pengukuhan sebelumnya (tetapi kebanyakan manusia tidak mengetahui.") pengetahuan mengenai kiamat itu hanya ada di sisi Allah swt.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : আপনাকে জিজ্ঞেস করে কেয়ামত কখন অনুষ্ঠিত হবে বলে দিন এর খবর তো আমার পালনকর্তার কাছেই রয়েছে। তিনিই তা অনাবৃত করে দেখাবেন নির্ধারিত সময়ে। আসমান ও যমীনের জন্য সেটি অতি কঠিন বিষয়। যখন তা তোমাদের উপর আসবে অজান্তেই এসে যাবে। আপনাকে জিজ্ঞেস করতে থাকে যেন আপনি তার অনুসন্ধানে লেগে আছেন। বলে দিন এর সংবাদ বিশেষ করে আল্লাহর নিকটই রয়েছে। কিন্তু তা অধিকাংশ লোকই উপলব্ধি করে না।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : அவர்கள் உம்மிடம் இறுதித் தீர்ப்பு நாள் எப்பொழுது வரும் என்று வினவுகிறார்கள்; நீர் கூறும்; "அதன் அறிவு என் இறைவனிடத்தில் தான் இருக்கிறது அது வரும் நேரத்தை அவனைத் தவிர வேறு எவரும் வெளிப்படுத்த இயலாது அது வானங்களிலும் பூமியிலும் பெரும் பளுவான சம்பவமாக நிகழும்; திடுகூறாக அது உங்களிடம் வரும்; அதை முற்றிலும் அறிந்து கொண்டவராக உம்மைக் கருதியே அவர்கள் உம்மைக் கேட்கிறார்கள்; அதன் அறிவு நிச்சயமாக அல்லாஹ்விடமே இருக்கின்றது எனினும் மனிதர்களில் பெரும் பாலோர் அதை அறிய மாட்டார்கள்" என்று கூறுவீராக
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : “พวกเขาจะถามเจ้าถึงยามอวสาน วันกิยามะฮ์ นั้นว่า เมื่อใดเล่ามันจะเกิดขึ้น จงกล่าวเถิดว่าแท้จริง ความรู้ในเรื่องนั้นอยู่ที่พระเจ้าของฉันเท่านั้นไม่มีใครจะเผยมันให้ทราบสำหรับเวลาของมัน ได้ นอกจากพระองค์เท่านั้น มันหนักอึ้ง อยู่ในบรรดาชั้นฟ้า และแผ่นดิน มันจะไม่มายังพวกเจ้า นอกจากโดยกระทันหัน พวกเขาถามเจ้ากันประหนึ่งว่าเจ้านั้นเป็นผู้ที่รู้ในเรื่องนั้น ดี จงกล่าวเถิดแท้จริงความรู้ในเรื่องนั้นอยู่ที่อัลลอฮ์เท่านั้น แต่ทว่ามนุษย์ส่วนมากไม่รู้”
- Uzbek - Мухаммад Содик : Сендан қиёмат соати қачон собит бўлиши ҳақида сўрарлар Сен Унинг илми фақат Роббим ҳузуридадир Уни фақат Ўзигина зоҳир қиладир У осмонлару ерда оғир иш бўладир Сизларга фақат тўсатдан келадир деб айт Худди сен уни билишинг керакдек сендан сўрарлар Сен Унинг илми фақат Аллоҳнинг ҳузуридадир Лекин кўп одамлар билмаслар Kиёмат Аллоҳдан бошқа ҳеч ким билиши мумкин бўлмаган ҳодисадир Лекин мушриклар Пайғамбаримизни с а в синаш ул зотни хижолат қилиш учун қиёмат қачон бўлади деб сўроқ қиладилар Қиёматнинг қачон бўлиш илми Аллоҳнинг Ўзига хос илмидир Уни ҳеч кимга ҳатто Муҳаммадга с а в ҳам билдирмаган У зот фақат қиёматнинг қачон бўлишинигина эмас бошқа ғайб илмларини ҳам билмайдилар Бу билмасликлари эса айб эмас
- 中国语文 - Ma Jian : 他们问你复活在什么时候实现,你说:只有我的主知道,他将在什么时候实现。你说:只有我的主知道那个时候,只有他能在预定的时候显示它。它在天地间是重大的,它将突然降临你们。他们问你,好像你对于它是很熟悉的,你说:只有真主知道它在什么时候实现,但众人大半不知道(这个道理)。
- Melayu - Basmeih : Mereka bertanya kepadamu wahai Muhammad tentang hari kiamat "Bilakah masa datangnya" Katakanlah "Sesungguhnya pengetahuan mengenainya hanyalah ada di sisi Tuhanku tidak ada sesiapa pun yang dapat menerangkan kedatangannya pada waktunya melainkan Dia Huruhara hari kiamat itu amatlah berat menggerunkan makhlukmakhluk yang ada di langit dan di bumi; ia tidak datang kepada kamu melainkan secara mengejut" Mereka bertanya kepadamu seolaholah engkau sedia mengetahuinya Katakanlah "Sesungguhnya pengetahuan mengenai hari kiamat itu adalah di sisi Allah tetapi kebanyakan manusia tidak mengetahui"
- Somali - Abduh : Waxay ku Warsan Saacadda Qiyaame markay Sugnaan waxaad Dhahdaa Ogaanshaheedu waa Eebahay Agtiisa waqtigeeda wax Muujin kara oon Eebe ahayn ma jiro waxay ku Cuslaatay Samooyinka iyo Dhulka waxaan kado ahaynna idiinkuma Timaaddo waxay ku warsan Saacadda sidii adoo og waxaad dhahdaa Ogaanshaheedu waa uun Eebe Agtiisa Dadka Badankiisase ma oga Xaalkaas
- Hausa - Gumi : Sunã tambayar ka daga Sa'a a yaushe tabbatarta take Ka ce "Abin sani kawai saninta a wurin Ubangijina yake Bãbu mai bayyana ta ga lõkacinta fãce shĩ Tã yi nauyi a cikin sammai da ƙasa Bã zã ta zo muku ba fãce kwatsam" sunã tambayar ka kamar kai masani ne gare ta Ka ce "Abin sani kawai saninta a wurin Allah yake kuma amma mafi yawan mutãne bã su sani"
- Swahili - Al-Barwani : Wanakuuliza hiyo Saa ya mwisho itakuwa lini Sema Kuijua kwake kuko kwa Mola Mlezi wangu Haidhihirishi hiyo kwa wakati wake ila Yeye Ni nzito katika mbingu na ardhi Haikujiini ila kwa ghafla tu Wanakuuliza kama kwamba wewe una pupa ya kuijua Sema Ujuzi wake uko kwa Mwenyezi Mungu Lakini aghlabu ya watu hawajui
- Shqiptar - Efendi Nahi : Të pyesin ty kur do të ngjajë Dita e Kijametit Thuaju “Atë e di vetëm Zoti im Kohën kur do të ndodhë ajo do ta tregojë vetëm Ai Tmerret e Ditës së Kijametit do të janë të rënda për qiejtë dhe Tokën do t’u vijë krejtësisht papritmas Të pyesin thuase ti di diçka për të Thuaj “Këtë e di vetëm Perëndia; e shumica e njerëzve nuk e kuptojnë këtë të vërtetë”
- فارسى - آیتی : درباره قيامت از تو مىپرسند كه چه وقت فرا مىرسد. بگو: علم آن نزد پروردگار من است. تنها اوست كه چون زمانش فرا رسد آشكارش مىسازد. فرارسيدن آن بر آسمانيان و زمينيان پوشيده است، جز به ناگهان بر شما نيايد. چنان از تو مىپرسند كه گويى تو از آن آگاهى. بگو: علم آن نزد خداست ولى بيشتر مردم نمىدانند.
- tajeki - Оятӣ : Дар бораи қиёмат аз ту мепурсанд, ки чӣ вақт фаро мерасад. Бигӯ: «Илми он назди Парвардигори ман аст. Танҳо Ӯст, ки чун замонаш фаро расад, ошкораш месозад. Фаро расидани он бар осмониёну заминиён пӯшида аст, ба ногаҳон бар шумо ояд», Чунон аз ту мепурсанд, ки гӯӣ ту аз он огоҳӣ. Бигӯ: «Илми он назди Худост, вале бештари мардум намедонанд».
- Uyghur - محمد صالح : (ئى مۇھەممەد!) ئۇلار سەندىن قىيامەتنىڭ قاچان بولىدىغانلىقىنى سورايدۇ، ئېيتقىنكى، «ئۇنىڭ قاچان بولىدىغانلىقىنى پەقەت پەرۋەردىگارىم (اﷲ) بىلىدۇ، ئۇنى پەقەت ئۆزى بەلگىلىگەن ۋاقىتتا مەيدانغا چىقىرىدۇ، قىيامەت ۋە زېمىننىڭ (ئەھلىگە) ئېغىر (ۋەقەدۇر). ئۇ سىلەرگە تۇيۇقسىز كېلىدۇ». گويا سەن قىيامەت بىلەن ناھايىتى تونۇشتەك، ئۇنى سەندىن سورىشىدۇ. ئېيتقىنكى، «ئۇنىڭ ۋاقتىنى پەقەت اﷲ بىلىدۇ، لېكىن كىشىلەرنىڭ تولىسى ئۇنىڭ ۋاقتىنىڭ مەخپىي بولۇشىدىكى سەۋەبنى) بىلمەيدۇ
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : ആ അന്ത്യനിമിഷത്തെപ്പറ്റി അവര് നിന്നോട് ചോദിക്കുന്നു: അതെപ്പോഴാണ് വന്നെത്തുകയെന്ന്. പറയുക: അതേക്കുറിച്ച അറിവ് എന്റെ നാഥന്റെ വശം മാത്രമേയുള്ളൂ. യഥാസമയം അവനാണത് വെളിപ്പെടുത്തുക. ആകാശഭൂമികളില് അതുണ്ടാക്കുന്ന ആഘാതം വളരെ കടുത്തതായിരിക്കും. തീര്ത്തും യാദൃഛികമായാണ് അത് നിങ്ങളില് വന്നെത്തുക. നീ അതേക്കുറിച്ച് ചുഴിഞ്ഞ് അന്വേഷിച്ചറിഞ്ഞവനാണെന്നപോലെ അവര് നിന്നോട് ചോദിക്കുന്നു. പറയുക: അതേക്കുറിച്ച അറിവ് അല്ലാഹുവിങ്കല് മാത്രമേയുള്ളൂ. എങ്കിലും ഏറെപ്പേരും ഇതൊന്നുമറിയുന്നില്ല.
- عربى - التفسير الميسر : يسالك ايها الرسول كفار "مكه" عن الساعه متى قيامها قل لهم علم قيامها عند الله لا يظهرها الا هو ثقل علمها وخفي على اهل السموات والارض فلا يعلم وقت قيامها ملك مقرب ولا نبي مرسل لا تجيء الساعه الا فجاه يسالك هولاء القوم عنها كانك حريص على العلم بها مستقص بالسوال عنها قل لهم انما علمها عند الله الذي يعلم غيب السموات والارض ولكن اكثر الناس لا يعلمون ان ذلك لا يعلمه الا الله