- عربي - نصوص الآيات عثماني : إِن تَسْتَفْتِحُواْ فَقَدْ جَآءَكُمُ ٱلْفَتْحُ ۖ وَإِن تَنتَهُواْ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ وَإِن تَعُودُواْ نَعُدْ وَلَن تُغْنِىَ عَنكُمْ فِئَتُكُمْ شَيْـًٔا وَلَوْ كَثُرَتْ وَأَنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلْمُؤْمِنِينَ
- عربى - نصوص الآيات : إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح ۖ وإن تنتهوا فهو خير لكم ۖ وإن تعودوا نعد ولن تغني عنكم فئتكم شيئا ولو كثرت وأن الله مع المؤمنين
- عربى - التفسير الميسر : إن تطلبوا -أيها الكفار- من الله أن يوقع بأسه وعذابه على المعتدين الظالمين فقد أجاب الله طلبكم، حين أوقع بكم مِن عقابه ما كان نكالا لكم وعبرة للمتقين، فإن تنتهوا -أيها الكفار- عن الكفر بالله ورسوله وقتال نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، فهو خير لكم في دنياكم وأخراكم، وإن تعودوا إلى الحرب وقتال محمد صلى الله عليه وسلم وقتال أتباعه المؤمنين نَعُدْ بهزيمتكم كما هُزمتم يوم "بدر"، ولن تغني عنكم جماعتكم شيئًا، كما لم تغن عنكم يوم "بدر" مع كثرة عددكم وعتادكم وقلة عدد المؤمنين وعدتهم، وأن الله مع المؤمنين بتأييده ونصره.
- السعدى : إِن تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جَاءَكُمُ الْفَتْحُ ۖ وَإِن تَنتَهُوا فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ وَإِن تَعُودُوا نَعُدْ وَلَن تُغْنِيَ عَنكُمْ فِئَتُكُمْ شَيْئًا وَلَوْ كَثُرَتْ وَأَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ
{إِنْ تَسْتَفْتِحُوا} أيها المشركون، أي: تطلبوا من اللّه أن يوقع بأسه وعذابه على المعتدين الظالمين. {فَقَدْ جَاءَكُمُ الْفَتْحُ} حين أوقع اللّه بكم من عقابه، ما كان نكالاً لكم وعبرة للمتقين {وَإِنْ تَنْتَهُوا} عن الاستفتاح {فَهُوَ خَيْرٌ} لأنه ربما أمهلتم، ولم يعجل لكم النقمة. {وإن تعودوا} إلى الاستفتاح وقتال حزب الله المؤمنين {نَعُدْ} في نصرهم عليكم. {وَلَنْ تُغْنِيَ عَنْكُمْ فِئَتُكُمْ} أي: أعوانكم وأنصاركم، الذين تحاربون وتقاتلون، معتمدين عليهم، شَيئا وأن الله مع الْمؤمنين. ومن كان اللّه معه فهو المنصور وإن كان ضعيفا قليلا عدده، وهذه المعية التي أخبر اللّه أنه يؤيد بها المؤمنين، تكون بحسب ما قاموا به من أعمال الإيمان. فإذا أديل العدو على المؤمنين في بعض الأوقات، فليس ذلك إلا تفريطا من المؤمنين وعدم قيام بواجب الإيمان ومقتضاه، وإلا فلو قاموا بما أمر اللّه به من كل وجه، لما انهزم لهم راية [انهزاما مستقرا] ولا أديل عليهم عدوهم أبدا.
- الوسيط لطنطاوي : إِن تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جَاءَكُمُ الْفَتْحُ ۖ وَإِن تَنتَهُوا فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ وَإِن تَعُودُوا نَعُدْ وَلَن تُغْنِيَ عَنكُمْ فِئَتُكُمْ شَيْئًا وَلَوْ كَثُرَتْ وَأَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ
وبعد أن ذكر- سبحانه- عباده المؤمنين بما حباهم به من منن في غزوة بدر، ليستمروا على طاعتهم له ولرسوله.. أتبع ذلك بتوجيه الخطاب إلى الكافرين الذين حملهم الرسوخ في الكفر على أن يدعو الله أن يجعل الدائرة في بدر على أضل الفريقين فقال- تعالى-: إِنْ تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جاءَكُمُ الْفَتْحُ، وَإِنْ تَنْتَهُوا فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ، وَإِنْ تَعُودُوا نَعُدْ، وَلَنْ تُغْنِيَ عَنْكُمْ فِئَتُكُمْ شَيْئاً وَلَوْ كَثُرَتْ، وَأَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ.
روى الإمام أحمد والنسائي والحاكم وصححه، عن ثعلبة، أن أبا جهل قال حين التقى القوم- في بدر-: اللهم أقطعنا للرحم، وآتانا بما لا نعرفه، فأحنه- أى فأهلكه- الغداة. فكان المستفتح .
وعن السدى أن المشركين حين خرجوا من مكة إلى بدر أخذوا بأستار الكعبة فاستنصروا الله وقالوا: اللهم انصر أهدى الجندين، وأكرم الفئتين، وخير القبيلتين. فقال- تعالى- إِنْ تَسْتَفْتِحُوا.. الآية.
قال الراغب: وقوله: إِنْ تَسْتَفْتِحُوا ... أى: إن طلبتم الظفر، أو طلبتم الفتاح أى الحكم.. والفتح إزالة الإغلاق والإشكال ... ويقال: فتح القضية فتاحا. أى فصل الأمر فيها وأزال الإغلاق عنها. قال- تعالى-: رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنا وَبَيْنَ قَوْمِنا بِالْحَقِّ وَأَنْتَ خَيْرُ الْفاتِحِينَ. والاستفتاح: الاستنصار- أى طلب النصر- قال- تعالى- وَكانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا ....
والمعنى: إن تطلبوا الفتح أى: القضاء والفصل بينكم وبين أعدائكم المؤمنين فَقَدْ جاءَكُمُ الْفَتْحُ أى: فقد جاءكم الفصل والقضاء فيما طلبتم حيث حكم الله وقضى بينكم وبين المؤمنين، بأن أعزهم ونصرهم لأنهم على الحق، وخذلكم وأذلكم لأنكم على الباطل.
فالخطاب مسوق للكافرين على سبيل التهكم بهم، والتوبيخ لهم، حيث طلبوا من الله- تعالى- القضاء بينهم وبين المؤمنين، والنصر عليهم، فكان الأمر على عكس ما أرادوا حيث حكم الله فيهم بحكمه العادل وهو خذلانهم لكفرهم وجحودهم، وإعلاء كلمة المؤمنين، لأنهم على الطريق القويم.
وقوله: وَإِنْ تَنْتَهُوا فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ أى: وإن تنتهوا عن الكفر وعداوة الحق، يكن هذا الانتهاء خيرا لكم من الكفر ومحاربة الحق.
وقوله: وَإِنْ تَعُودُوا نَعُدْ وَلَنْ تُغْنِيَ عَنْكُمْ فِئَتُكُمْ شَيْئاً وَلَوْ كَثُرَتْ ... تحذير لهم من التمادي في الباطل بعد ترغيبهم في الانقياد للحق.
أى: وَإِنْ تَعُودُوا إلى محاربة الرسول صلى الله عليه وسلم والمؤمنين وعداوتهم نَعُدْ
عليكم بالهزيمة والذلة. وعلى المؤمنين بالنصر والعزة، ولن تستطيع فئتكم وجماعتكم- ولو كثرت- أن تدفع عنكم شيئا من تلك الهزيمة وهذه الذلة، فإن الكثرة والقوة لا وزن لها ولا قيمة إذا لم يكن الله مع أصحابها بعونه وتأييده.
وقوله: وَأَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ تذييل قصد به تثبيت المؤمنين، وإلقاء الطمأنينة في نفوسهم.
أى: وأن الله مع المؤمنين بعونه وتأييده، ومن كان الله معه فلن يغلبه غالب مهما بلغت قوته.
قال الجمل: «قرأ نافع وابن عامر وحفص عن عاصم بفتح «أن» والباقون بكسرها.
فالفتح من أوجه:
أحدها: أنه على لام العلة والمعلل تقديره، ولأن الله مع المؤمنين كان كيت وكيت.
والثاني: أن التقدير: ولأن الله مع المؤمنين امتنع عنادهم. والثالث أنه خبر مبتدأ محذوف.
أى: والأمر أن الله مع المؤمنين.
والوجه الأخير يقرب في المعنى من قراءة الكسر لأنه استئناف.
هذا وما جرينا عليه من أن الخطاب في قوله- تعالى- إِنْ تَسْتَفْتِحُوا.. للمشركين هو رأى جمهور المفسرين.
ومنهم من يرى أن الخطاب في الآية الكريمة للمؤمنين، وعليه يكون المعنى: إِنْ تَسْتَفْتِحُوا ... أى تطلبوا- أيها المؤمنون- النصر على أعدائكم فَقَدْ جاءَكُمُ الْفَتْحُ أى: فقد جاءكم النصر من عند الله كما طلبتم.
وَإِنْ تَنْتَهُوا أى عن المنازعة في أمر الأنفال، وعن التكاسل في طاعة الله ورسوله، فَهُوَ أى هذا الانتهاء خَيْرٌ لَكُمْ.
وَإِنْ تَعُودُوا إلى المنازعات والتكاسل نَعُدْ عليكم بالإنكار وتهييج الأعداء.
وَلَنْ تُغْنِيَ عَنْكُمْ فِئَتُكُمْ شَيْئاً وَلَوْ كَثُرَتْ أى: ولن تفيدكم كثرتكم شيئا مهما كثرت إن لم يكن الله معكم بنصره.
وأن الله- تعالى- مع المؤمنين الصادقين في إيمانهم وطاعتهم له.
والذي يبدو لنا أن كون الخطاب للكافرين أرجح، لأن أسباب النزول تؤيده، فقد سبق أن بينا أن الكافرين عند خروجهم إلى بدر تعلقوا بأستار الكعبة وقالوا: اللهم انصر أهدى الجندين.. وأن أبا جهل قال حين التقى القوم:
اللهم أينا أقطع للرحم.. فأحنه الغداة. قال ابن جرير: فكان ذلك استفتاحه، فأنزل الله في ذلك إِنْ تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جاءَكُمُ الْفَتْحُ...
ولعل مما يرجح أن الخطاب في قوله- تعالى- إِنْ تَسْتَفْتِحُوا ... للكافرين، أن بعض المفسرين- كابن جرير وابن كثير- ساروا في تفسيرهم للآية على ذلك، وأهملوا الرأى القائل بأن الخطاب للمؤمنين فلم يذكروه أصلا.
أما صاحب الكشاف فقد ذكره بصيغة «وقيل» وصدر كلامه بكون الخطاب للكافرين فقال: قوله- تعالى-: إِنْ تَسْتَفْتِحُوا.. خطاب لأهل مكة على سبيل التهكم، وذلك أنهم حين أرادوا أن ينفروا تعلقوا بأستار الكعبة وقالوا: اللهم انصر أقرانا للضيف، وأوصلنا للرحم، وأفكنا للعانى ... ».
وبذلك نرى هذه الآيات الكريمة التي افتتحت بنداء المؤمنين، قد أمرتهم بالثبات عند لقاء الأعداء.. وبينت لهم جوانب من مظاهر فضل الله عليهم، ورعايته لهم.. ورغبت المشركين في الانتهاء عن شركهم وعن محاربتهم للحق، وحذرتهم من التمادي في باطلهم وطغيانهم..
وأخبرتهم في ختامها بأن الله- تعالى- مع المؤمنين بتأييده ونصره.
ثم وجهت السورة الكريمة نداء ثانيا إلى المؤمنين، أمرتهم بطاعة الله ورسوله، ونهتهم عن التشبه بالكافرين وأمثالهم من المنافقين.
فقال- تعالى-:
- البغوى : إِن تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جَاءَكُمُ الْفَتْحُ ۖ وَإِن تَنتَهُوا فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ وَإِن تَعُودُوا نَعُدْ وَلَن تُغْنِيَ عَنكُمْ فِئَتُكُمْ شَيْئًا وَلَوْ كَثُرَتْ وَأَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ
قوله تعالى : ( إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح ) وذلك أن أبا جهل قال يوم بدر لما التقى الناس : اللهم أقطعنا للرحم وآتانا بما لم نعرف فأحنه الغداة ، فكان هو المستفتح على نفسه .
أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي ، أنا أحمد بن عبد الله النعيمي ، أنا محمد بن يوسف ، ثنا محمد بن إسماعيل ، ثنا يعقوب بن إبراهيم ، حدثنا إبراهيم بن سعد عن أبيه عن جده قال : قال عبد الرحمن بن عوف : إني لفي الصف يوم بدر إذ التفت فإذا عن يميني وعن يساري فتيان ، حديثا السن ، فكأني لم آمن بمكانهما ، إذ قال لي أحدهما سرا من صاحبه : يا عم أرني أبا جهل ، فقلت : يا ابن أخي وما تصنع به؟ فقال : عاهدت الله - عز وجل - إن رأيته أن أقتله أو أموت دونه . فقال لي الآخر سرا من صاحبه مثله ، فما سرني أني بين رجلين بمكانهما ، فأشرت لهما إليه ، فشدا عليه مثل الصقرين حتى ضرباه ، وهما ابنا عفراء .
وأخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي ، أنا أحمد بن عبد الله النعيمي ، أنا محمد بن يوسف ، ثنا محمد بن إسماعيل ، ثنا محمد بن المثنى ، ثنا ابن أبي عدي ، عن سليمان التيمي عن أنس رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم بدر : " من ينظر لنا ما صنع أبو جهل " ؟ قال : فانطلق ابن مسعود فوجده قد ضربه ابنا عفراء حتى برد ، قال : فأخذ بلحيته فقال : أنت أبو جهل ؟ فقال : وهل فوق رجل قتله قومه أو قتلتموه .
قال محمد بن إسحاق حدثني عبد الله بن أبي بكر قال : قال معاذ بن عمرو بن الجموح لما فرغ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من غزوه أمر بأبي جهل بن هشام أن يلتمس في القتلى ، فقال : اللهم لا يعجزنك ، قال فلما سمعتها جعلته من شأني فعمدت نحوه فضربته ضربة أطنت قدمه بنصف ساقه . قال : وضربني ابنه عكرمة على عاتقي ، فطرح يدي فتعلقت بجلدة من جنبي ، وأجهضني القتال عنه ، فلقد قاتلت عامة يومي ، وإني لأسحبها خلفي ، فلما آذتني جعلت عليها قدمي ، ثم تمطيت بها حتى طرحتها ، ثم مر بأبي جهل وهو عقير معوذ بن عفراء ، فضربه حتى أثبته ، فتركه وبه رمق ، فمر عبد الله بن مسعود بأبي جهل قال عبد الله بن مسعود : وجدته بآخر رمق فعرفته فوضعت رجلي على عنقه ، ثم قلت : هل أخزاك الله يا عدو الله؟ قال : وبماذا أخزاني ، أعمد من رجل قتلتموه أخبرني لمن الدائرة؟ قلت : لله ولرسوله .
وروي عن ابن مسعود أنه قال : قال لي أبو جهل : لقد ارتقيت يا رويعي الغنم مرتقى صعبا ، ثم احتززت رأسه ، ثم جئت به إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقلت : يا رسول الله هذا رأس أبي جهل ، فقال : آلله الذي لا إله غيره ؟ قلت : نعم ، والذي لا إله غيره ، ثم ألقيته بين يدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فحمد الله - عز وجل - .
وقال السدي والكلبي : كان المشركون حين خرجوا إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - من مكة أخذوا بأستار الكعبة وقالوا : اللهم انصر أعلى الجندين وأهدى الفئتين وأكرم الحزبين وأفضل الدينين ففيه نزلت : " إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح " أي : إن تستنصروا فقد جاءكم النصر .
وقال عكرمة : قال المشركون والله لا نعرف ما جاء به محمد فافتح بيننا وبينه بالحق ، فأنزل الله - عز وجل - : " إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح " أي : إن تستقضوا فقد جاءكم القضاء .
وقال أبي بن كعب : هذا خطاب لأصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، قال الله تعالى للمسلمين : " إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح " أي : إن تستنصروا فقد جاءكم الفتح والنصر .
أخبرنا أحمد بن عبد الله الصالحي ، أنا أحمد بن الحسن الحيري ، أنا حاجب بن أحمد ، ثنا عبد الرحيم بن منيب ، ثنا الفضل بن موسى ، ثنا إسماعيل بن أبي خالد عن قيس عن خباب رضي الله عنه قال : شكونا إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو متوسد بردة له في ظل الكعبة وقد لقينا من المشركين شدة ، فقلنا : ألا تدعو الله لنا ، ألا تستنصر لنا؟ فجلس محمارا لونه أو وجهه فقال لنا : قد كان من قبلكم يؤخذ الرجل ، ويحفر له في الأرض ثم يجاء بالمنشار فيجعل فوق رأسه ثم يجعل بفرقتين ما يصرفه ذلك عن دينه ، ويمشط بأمشاط الحديد ما دون لحمه من عظم وعصب ، وما يصرفه عن دينه ، والله ليتمن هذا الأمر حتى يسير الراكب منكم من صنعاء إلى حضرموت لا يخشى إلا الله ، ولكنكم تعجلون " .
قوله : ( وإن تنتهوا ) يقول للكفار ، إن تنتهوا عن الكفر بالله وقتال نبيه - صلى الله عليه وسلم - ، ( فهو خير لكم وإن تعودوا ) لحربه وقتاله ، ( نعد ) بمثل الواقعة التي وقعت بكم يوم بدر . وقيل : وإن تعودوا إلى الدعاء والاستفتاح نعد للفتح لمحمد - صلى الله عليه وسلم - ، ( ولن تغني عنكم فئتكم ) جماعتكم ، ( شيئا ولو كثرت وأن الله مع المؤمنين ) قرأ أهل المدينة وابن عامر وحفص "
وأن الله " بفتح الهمزة ، أي : ولأن الله مع المؤمنين ، كذلك " لن تغني عنكم فئتكم شيئا " ، وقيل : هو عطف على قوله : " ذلكم وأن الله موهن كيد الكافرين " ، وقرأ الآخرون : " وإن الله " بكسر الألف على الابتداء . - ابن كثير : إِن تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جَاءَكُمُ الْفَتْحُ ۖ وَإِن تَنتَهُوا فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ وَإِن تَعُودُوا نَعُدْ وَلَن تُغْنِيَ عَنكُمْ فِئَتُكُمْ شَيْئًا وَلَوْ كَثُرَتْ وَأَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ
يقول تعالى للكفار ( إن تستفتحوا ) أي : تستنصروا وتستقضوا الله وتستحكموه أن يفصل بينكم وبين أعدائكم المؤمنين ، فقد جاءكم ما سألتم ، كما قال محمد بن إسحاق وغيره ، عن الزهري ، عن عبد الله بن ثعلبة بن صعير ؛ أن أبا جهل قال يوم بدر : اللهم أقطعنا للرحم وآتانا بما لا نعرف فأحنه الغداة - وكان ذلك استفتاحا منه - فنزلت : ( إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح ) إلى آخر الآية .
وقال الإمام أحمد : حدثنا يزيد - يعني ابن هارون - أخبرنا محمد بن إسحاق ، حدثني الزهري ، عن عبد الله بن ثعلبة : أن أبا جهل قال حين التقى القوم : اللهم ، أقطعنا للرحم ، وآتانا بما لا نعرف ، فأحنه الغداة ، فكان المستفتح .
وأخرجه النسائي في التفسير من حديث ، صالح بن كيسان ، عن الزهري ، به وكذا رواه الحاكم .
في مستدركه من طريق الزهري ، به وقال : صحيح على شرط الشيخين ، ولم يخرجاه . وروي [ نحو ] هذا عن ابن عباس ، ومجاهد ، والضحاك ، وقتادة ، ويزيد بن رومان ، وغير واحد .
وقال السدي : كان المشركون حين خرجوا من مكة إلى بدر ، أخذوا بأستار الكعبة فاستنصروا الله وقالوا : اللهم انصر أعلى الجندين ، وأكرم الفئتين ، وخير القبيلتين . فقال الله : ( إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح ) يقول : قد نصرت ما قلتم ، وهو محمد - صلى الله عليه وسلم - .
وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم : هو قوله تعالى إخبارا عنهم : ( وإذ قالوا اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك [ فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم ] ) [ الأنفال : 32 ] .
وقوله : ( وإن تنتهوا ) أي : عما أنتم فيه من الكفر بالله والتكذيب لرسوله ، ( فهو خير لكم ) أي : في الدنيا والآخرة . [ وقوله ] ( وإن تعودوا نعد ) كقوله ( وإن عدتم عدنا ) [ الإسراء : 8 ] معناه : وإن عدتم إلى ما كنتم فيه من الكفر والضلالة ، نعد لكم بمثل هذه الواقعة .
وقال السدي : ( وإن تعودوا ) أي : إلى الاستفتاح ) نعد ) إلى الفتح لمحمد - صلى الله عليه وسلم - والنصر له ، وتظفيره على أعدائه ، والأول أقوى .
( ولن تغني عنكم فئتكم شيئا ولو كثرت ) أي : ولو جمعتم من الجموع ما عسى أن تجمعوا ، فإن من كان الله معه فلا غالب له ، فإن الله مع المؤمنين ، وهم الحزب النبوي ، والجناب المصطفوي .
- القرطبى : إِن تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جَاءَكُمُ الْفَتْحُ ۖ وَإِن تَنتَهُوا فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ وَإِن تَعُودُوا نَعُدْ وَلَن تُغْنِيَ عَنكُمْ فِئَتُكُمْ شَيْئًا وَلَوْ كَثُرَتْ وَأَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ
قوله تعالى إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح وإن تنتهوا فهو خير لكم وإن تعودوا نعد ولن تغني عنكم فئتكم شيئا ولو كثرت وأن الله مع المؤمنين قوله تعالى : إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح شرط وجوابه . وفيه ثلاثة أقوال : يكون خطابا للكفار ; لأنهم استفتحوا فقالوا : اللهم أقطعنا للرحم وأظلمنا لصاحبه فانصره عليه ; قاله الحسن ومجاهد وغيرهما . وكان هذا القول منهم وقت خروجهم لنصرة العير . وقيل : قاله أبو جهل وقت القتال . وقال النضر بن الحارث : اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم . وهو ممن قتل ببدر . والاستفتاح : طلب النصر ; أي قد جاءكم الفتح ولكنه كان للمسلمين عليكم . أي فقد جاءكم ما بان به الأمر ، وانكشف لكم الحق ، ( وإن تنتهوا ) أي عن الكفر ( فهو خير لكم ) . ( وإن تعودوا ) أي إلى هذا القول وقتال محمد . نعد إلى نصر المؤمنين . ولن تغني عنكم فئتكم أي جماعتكم شيئا ولو كثرت أي في العدد .
الثاني : يكون خطابا للمؤمنين ; أي إن تستنصروا فقد جاءكم النصر . وإن تنتهوا أي عن مثل ما فعلتموه من أخذ الغنائم والأسرى قبل الإذن ; فهو خير لكم وإن تعودوا أي إلى مثل ذلك نعد إلى توبيخكم . كما قال : لولا كتاب من الله سبق الآية .
والقول الثالث : أن يكون إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح خطابا للمؤمنين ، وما بعده للكفار . أي وإن تعودوا إلى القتال نعد إلى مثل وقعة بدر . القشيري : والصحيح أنه خطاب للكفار ; فإنهم لما نفروا إلى نصرة العير تعلقوا بأستار الكعبة وقالوا : اللهم انصر أهدى الطائفتين ، وأفضل الدينين . المهدوي : وروي أن المشركين خرجوا معهم بأستار الكعبة يستفتحون بها ، أي يستنصرون .
قلت : ولا تعارض لاحتمال أن يكونوا فعلوا الحالتين .
" وأن الله مع المؤمنين " بكسر الألف على الاستئناف ، وبفتحها عطف على قوله : وأن الله موهن كيد الكافرين . أو على قوله : أني معكم . والمعنى : ولأن الله ; والتقدير لكثرتها وأن الله . أي من كان الله في نصره لم تغلبه فئة وإن كثرت .
- الطبرى : إِن تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جَاءَكُمُ الْفَتْحُ ۖ وَإِن تَنتَهُوا فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ وَإِن تَعُودُوا نَعُدْ وَلَن تُغْنِيَ عَنكُمْ فِئَتُكُمْ شَيْئًا وَلَوْ كَثُرَتْ وَأَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ
القول في تأويل قوله : إِنْ تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جَاءَكُمُ الْفَتْحُ وَإِنْ تَنْتَهُوا فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَإِنْ تَعُودُوا نَعُدْ وَلَنْ تُغْنِيَ عَنْكُمْ فِئَتُكُمْ شَيْئًا وَلَوْ كَثُرَتْ وَأَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ (19)
قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره للمشركين الذين حاربوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ببدر: (إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح)، يعني: إن تستحكموا الله على أقطع الحزبين للرحم، وأظلم الفئتين, وتستنصروه عليه, فقد جاءكم حكم الله، ونصرُه المظلوم على الظالم, والمحق على المبطل. (18)
* * *
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
15831- حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا المحاربي, عن جويبر, عن الضحاك: (إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح)، قال: إن تستقضوا فقد جاءكم القضاء.
15832- . . . . قال: حدثنا سويد بن عمرو الكلبي, عن حماد بن زيد, عن أيوب, عن عكرمة: (إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح)، قال: إن تستقضوا فقد جاءكم القضاء.
15833- حدثنا ابن المثنى قال، حدثنا عبد الله بن صالح قال، حدثني معاوية, عن علي, عن ابن عباس قوله: (إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح)، يعني بذلك المشركين: إن تستنصروا فقد جاءكم المدد.
15834- حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج, عن ابن جريج قال، أخبرني عبد الله بن كثير, عن ابن عباس قوله: (إن تستفتحوا)، قال: إن تستقضوا القضاء= وإنه كان يقول: (وإن تنتهوا فهو خير لكم وإن تعودوا نعد ولن تغني عنكم فئتكم شيئًا)، قلت: للمشركين؟ قال: لا نعلمه إلا ذلك (19)
15835- حدثني محمد بن عمرو قال، حدثنا أبو عاصم قال، حدثنا عيسى, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد قوله: (إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح)، قال: كفار قريش في قولهم: " ربنا افتح بيننا وبين محمد وأصحابه "! ففُتح بينهم يوم بدر.
15836 - حدثني المثنى قال، حدثنا أبو حذيفة قال، حدثنا شبل, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد, نحوه.
15837- حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال، حدثنا محمد بن ثور, عن معمر, عن الزهري: (إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح)، قال: استفتح أبو جهل فقال: اللهم = يعني محمدًا ونفسه = " أيُّنا كان أفجرَ لك، اللهم وأقطعَ للرحم، فأحِنْه اليوم "! (20) قال الله: (إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح) .
15838 - حدثنا الحسن بن يحيى قال، أخبرنا عبد الرزاق قال، أخبرنا معمر, عن الزهري في قوله: (إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح)، قال: استفتح أبو جهل بن هشام فقال: " اللهم أيُّنا كان أفجر لك وأقطعَ للرحم، فأحنه اليوم!" يعني محمدًا عليه الصلاة والسلام ونفسه. قال الله عز وجل: (إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح)، فضربه ابنا عفراء: عوف ومعوِّذ, وأجهزَ عليه ابن مسعود.
15839- حدثني المثنى قال، حدثنا أبو صالح قال، حدثني الليث قال، حدثنى عقيل, عن ابن شهاب قال، أخبرني عبد الله بن ثعلبة بن صُعَير العدوي، حليف بني زهرة, أن المستفتح يومئذ أبو جهل, وأنه قال حين التقى القوم: " أينا أقطعُ للرحم، وآتانا بما لا يُعرف، فأحِنْه الغداة "! فكان ذلك استفتاحه, فأنـزل الله في ذلك: (إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح)، الآية. (21)
15840- حدثنا بشر قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد, عن قتادة قوله: ( تستفتحوا فقد جاءكم الفتح)، الآية, يقول: قد كانت بدرٌ قضاءً وعِبْرةً لمن اعتبر.
15841- حدثني محمد بن الحسين قال، حدثنا أحمد بن المفضل قال، حدثنا أسباط, عن السدي قال: كان المشركون حين خرجوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم من مكة, أخذوا بأستار الكعبة واستنصروا الله وقالوا: " اللهم انصر أعز الجندين, وأكرم الفئتين, وخير القبيلتين "! فقال الله: (إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح)، يقول: نصرت ما قلتم, وهو محمد صلى الله عليه وسلم .
15842- حدثنا عن الحسين بن الفرج قال، سمعت أبا معاذ يقول، حدثنا عبيد بن سليمان قال، سمعت الضحاك يقول في قوله: (إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح) إلى قوله: (وأن الله مع المؤمنين)، وذلك حين خرج المشركون ينظرون عِيرَهم, وإن أهلَ العير، أبا سفيان وأصحابه، أرسلوا إلى المشركين بمكة يستنصرونهم, فقال أبو جهل: " أينا كان خيرًا عندك فانصره "! وهو قوله: (إن تستفتحوا)، يقول: تستنصروا.
15843- حدثني يونس قال، أخبرنا ابن وهب قال، قال ابن زيد في قوله: (إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح)، قال: إن تستفتحوا العذاب, فعُذِّبوا يوم بدر. قال: وكان استفتاحهم بمكة, قالوا: اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ، [سورة الأنفال: 32]. قال: فجاءهم العذاب يوم بدر. وأخبر عن يوم أحد: (وإن تعودوا نعد ولن تغني عنكم فئتكم شيئًا ولو كثرت وأن الله مع المؤمنين) .
15844- حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا ابن فضيل, عن مطرف, عن عطية قال: قال أبو جهل يوم بدر: " اللهم انصر أهدى الفئتين, وخير الفئتين وأفضل " فنـزلت: (إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح) .
15845 - . . . . قال، حدثنا عبد الأعلى, عن معمر, عن الزهري: أن أبا جهل هو الذي استفتح يوم بدر وقال: " اللهم أينا كان أفجر وأقطع لرحمه, فأحِنْه اليوم "! فأنـزل الله: (إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح) .
15846 - . . . . قال، حدثنا يزيد بن هارون, عن ابن إسحاق, عن الزهري, عن عبد الله بن ثعلبة بن صعير: أن أبا جهل, قال يوم بدر: اللهمّ أقطعنا لرحمه, وآتانا بما لا نعرف, فأحنه الغداة!". وكان ذلك استفتاحًا منه, فنـزلت: (إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح)، الآية. (22)
15847 - . . . . قال، حدثنا يحيى بن آدم, عن إبراهيم بن سعد, عن صالح بن كيسان, عن الزهري, عن عبد الله بن ثعلبة بن صعير قال: كان المستفتح يوم بدر أبا جهل, قال: "
اللهم أقطعنا للرحم, وآتانا بما لا نعرف, فأحنه الغداة!"، فأنـزل الله: (إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح) . (23)15848 - حدثنا ابن حميد قال، حدثنا سلمة, عن ابن إسحاق قال، حدثني محمد بن مسلم الزهري, عن عبد الله بن ثعلبة بن صعير, حليف بني زهرة قال: لما التقى الناس, ودنا بعضهم من بعض, قال أبو جهل: "
اللهم أقطعنا للرحم, وآتانا بما لا نعرف, فأحنه الغداة!"، فكان هو المستفتح على نفسه= (24) قال ابن إسحاق: فقال الله: (إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح)، لقول أبي جهل: " اللهم أقطعنا للرحم, وآتانا بما لا نعرف, فأحنه للغداة!" قال: " الاستفتاح "، الإنصاف في الدعاء. (25)15849- حدثني الحارث قال، حدثنا عبد العزيز قال، حدثنا أبو معشر, عن يزيد بن رومان وغيره: قال أبو جهل يوم بدر: "
اللهم انصر أحب الدينين إليك, دينَنا العتيق, أم دينهم الحديث "! فأنـزل الله: (إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح)، إلى قوله: (وأن الله مع المؤمنين) .* * *
وأما قوله: (وإن تنتهوا فهو خير لكم)، فإنه يقول: "
وإن تنتهوا "، يا معشر قريش، وجماعة الكفار، عن الكفر بالله ورسوله, وقتال نبيه صلى الله عليه وسلم والمؤمنين به= " فهو خير لكم "، في دنياكم وآخرتكم (26) =(وإن تعودوا نعد)، يقول: وإن تعودوا لحربه وقتاله وقتال أتباعه المؤمنين= " نعد "، أي: بمثل الواقعة التي أوقعت بكم يوم بدر.* * *
وقوله: (ولن تغني عنكم فئتكم شيئًا ولو كثرت)، يقول: وإن تعودوا نعد لهلاككم بأيدي أوليائي وهزيمتكم, ولن تغني عنكم عند عودي لقتلكم بأيديهم وسَبْيكم وهزمكم (27) "
فئتكم شيئًا ولو كثرت ", يعني: جندهم وجماعتهم من المشركين, (28) كما لم يغنوا عنهم يوم بدر مع كثرة عددهم وقلة عدد المؤمنين شيئًا=(وأن الله مع المؤمنين)، يقول جل ذكره: وأن الله مع من آمن به من عباده على من كفر به منهم, ينصرهم عليهم, أو يظهرهم كما أظهرهم يوم بدر على المشركين. (29)* * *
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
15850- حدثنا ابن حميد قال، حدثنا سلمة, عن ابن إسحاق في قوله: (وإن تنتهوا فهو خير لكم)، قال: يقول لقريش= "
وإن تعودوا نعد "، لمثل الواقعة التي أصابتكم يوم بدر=( ولن تغني عنكم فئتكم شيئًا ولو كثرت وأن الله مع المؤمنين)، أي: وإن كثر عددكم في أنفسكم لن يغني عنكم شيئًا. وإني مع المؤمنين، أنصرهم على من خالفهم. (30)* * *
وقد قيل: إن معنى قوله: (وإن تعودوا نعد)، وإن تعودوا للاستفتاح، نعد لفتح محمد صلى الله عليه وسلم .
وهذا القول لا معنى له، لأن الله تعالى قد كان ضمن لنبيه عليه السلام حين أذن له في حرب أعدائه إظهارَ دينه وإعلاءَ كلمته، من قبل أن يستفتح أبو جهل وحزبه, فلا وجه لأن يقال والأمر كذلك: "
إن تنتهوا عن الاستفتاح فهو خير لكم، وإن تعودوا نعد "، لأن الله قد كان وعد نبيه صلى الله عليه وسلم الفتح بقوله: أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ ، [سورة الحج: 39]، استفتح المشركون أو لم يستفتحوا.* ذكر من قال ذلك:
15851- حدثنا محمد بن الحسين قال، حدثنا أحمد بن المفضل قال، حدثنا أسباط, عن السدي: (وإن تعودوا نعد)، إن تستفتحوا الثانية نفتح لمحمد صلى الله عليه وسلم =(ولن تغني عنكم فئتكم شيئًا ولو كثرت وأن الله مع المؤمنين)، محمد وأصحابه.
* * *
واختلفت القرأة في قراءة قوله: ( وأن الله مع المؤمنين).
ففتحها عامة قرأة أهل المدينة بمعنى: ولن تغني عنكم فئتكم شيئًا ولو كثرت وأن الله لمع المؤمنين= (31) فعطف ب "
أن " على موضع " ولو كثرت "، كأنه قال: لكثرتها, ولأن الله مع المؤمنين. ويكون موضع " أن " حينئذ نصبًا على هذا القول. (32)* * *
وكان بعض أهل العربية يزعم أن فتحها إذا فتحت، على: وَأَنَّ اللَّهَ مُوهِنُ كَيْدِ الْكَافِرِينَ , (وأن الله مع المؤمنين)، عطفًا بالأخرى على الأولى.
* * *
وقرأ ذلك عامة قرأة الكوفيين والبصريين: "
وَإِنَّ اللهَ"، بكسر الألف على الابتداء, واعتلوا بأنها في قراءة عبد الله: " وإنَّ اللهَ لَمَعَ الْمُؤْمِنِينَ".* * *
قال أبو جعفر: وأولى القراءتين بالصواب, قراءة من كسر "
إن " للابتداء, لتقضِّي الخبر قبل ذلك عما يقتضي قوله: (وأن الله مع المؤمنين) . (33)--------------------------
الهوامش :
(18) انظر تفسير "
الاستفتاح " و " الفتح " فيما سلف 2 : 254 10 : 405 ، 406 12 : 563 .(19) في المطبوعة والمخطوطة ، "
لا نعلم " ، والجيد ما أثبت .(20) يقال : "
أحانه الله " ، أهلكه . و " الحين " ( بفتح فسكون ) : الهلاك ، أو هو أجل الهلاك على التحقيق .(21) الأثر : 15839 - "
عبد الله بن ثعلبة بن صعير العدوي " ، مسح رسول الله صلى الله عليه وسلم وجهه ورأسه زمن الفتح ، ودعا له . وقال أبو حاتم : " رأى النبي صلى الله عليه وسلم وهو صغير " ، وقال البخاري في التاريخ : " عبد الله بن ثعلية ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، مرسل ، إلا أن يكون عن أبيه ، وهو أشبه " . مترجم في الإصابة ، والتهذيب ، وأسد الغابة ، والاستيعاب : 341 ، وابن أبي حاتم 2 2 19 .وهذا الخبر سيأتي من طريق ابن إسحاق ، عن الزهري ، برقم : 15846 ، 15848 ، ومن طريق صالح بن كيسان ، عن الزهري ، رقم : 15847 .
ورواه أحمد في مسنده 5 : 431 ، 4 من طريق يزيد بن هارون ، عن ابن إسحاق ، عن الزهري ، وص : 431 ، 432 ، من طريق يعقوب بن إبراهيم بن سعد ، عن أبيه ، عن ابن إسحاق ، عن الزهري .
ورواه الحاكم في المستدرك 2 : 328 من طريق يزيد بن هارون ، عن محمد بن إسحاق ، عن الزهري = ثم من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل ، عن أبيه ، عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد ، عن أبيه ، عن صالح بن كيسان ، عن الزهري ، وقال : "
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ، ولم يخرجاه " ، ووافقه الذهبي .وهذا الإسناد الثاني الذي ذكره الحاكم ، لم أجده في المسند ، و "
إبراهيم بن سعد " يروي عن " صالح بن كيسان " ، وعن " الزهري " ، عن " ابن إسحاق " .(22) الأثر : 15846 - انظر تخريج الأثر رقم : 15839 ، والخبرين التاليين .
(23) الأثر : 15847 - انظر تخريج الآثار السالفة ، والذي سيليه .
(24) قول : "
على نفسه " ، ليست في سيرة ابن هشام 2 : 280 . وانظر تخريج الخبر ، بعد .(25) الأثر : 15848 - هما خبران ، أولهما إلى قوله : "
المستفتح على نفسه " ، رواه ابن هشام في سيرته 2 : 280 ، وسائر الخبر ، رواه في سيرته 2 : 324 ، وهو تابع الأثر : 15830 .وانظر تخريج الأثر رقم : 15839 .
(26) انظر تفسير "
الانتهاء " فيما سلف 20 : 566 ، تعليق : 1 والمراجع هناك .(27) انظر تفسير "
أغنى " فيما سلف 7 : 133 .(28) انظر تفسير "
فئة " فيما سلف ص : 435 ، تعليق : 3 ، والمراجع هناك .(29) انظر تفسير "
مع " فيما سلف ص : 428 ، تعليق : 2 ، والمراجع هناك .(30) الأثر : 15850 - سيرة ابن هشام 2 : 324 ، وهو تابع الأثر السالف رقم : 15848 ، في القسم الثاني منه .
وكان في المطبوعة و "
إن الله مع المؤمنين ينصرهم " ، وفي المخطوطة مثله إلا أن فيها " أنصرهم " ، وأثبت نص ما في سيرة ابن هشام ، والذي في المخطوطة بعضه سهو من الناسخ وعجلة .(31) في المطبوعة : "
مع المؤمنين " بغير لام ، وأثبت ما في المخطوطة ، وأنا في شك منه .(32) انظر معاني القرآن للفراء 1 : 407 .
(33) في المطبوعة : "
عما يقضي قوله " ، والصواب ما في المخطوطة . - ابن عاشور : إِن تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جَاءَكُمُ الْفَتْحُ ۖ وَإِن تَنتَهُوا فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ وَإِن تَعُودُوا نَعُدْ وَلَن تُغْنِيَ عَنكُمْ فِئَتُكُمْ شَيْئًا وَلَوْ كَثُرَتْ وَأَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ
جمهور المفسرين جعلوا الخطاب موجهاً إلى المشركين ، فيكون الكلام اعتراضاً خوطب به المشركون في خلال خطبات المسلمين بمناسبة قوله : { ذلكم وأن الله موهن كيد الكافرين } [ الأنفال : 18 ] والخطاب التفات من طريق الغيبة الذي اقتضاه قوله : { وأن الله موهن كيد الكافرين } [ الأنفال : 18 ] وذكر المفسرون في سبب نزولها أن أبا جهل وأصحابه لما أزمعوا الخروج إلى بدر استنصروا الله تجاه الكعبة ، وأنهم قبل أن يشرعوا في القتال يومَ بدر استنصروا الله أيضاً وقالوا ربنا افتح بيننا وبين محمد وأصحابه ، فخوطبوا بأن قد جاءهم الفتح على سبيل التهكم أي الفتح الذي هو نصر المسلمين عليهم .
وإنما كان تهكماً لأن في معنى { جاءكم الفتح } استعارة المجيء للحصول عندهم تشبيهاً بمجيء المُنجد لأن جعل الفتح جاءيا إياهم . يقتضي أن النصر كان في جانبهم ولمنفعتهم ، والواقع يخالف ذلك ، فعُلم أن الخبر مستعمل في التهكم بقرينة مخالفته الواقع بمسمع المخاطبين ومرآهم .
وحَمل ابن عطية فعل { جاءكم } على معنى : فقد تبين لكم النصر ورأيتموه أنه عليكم لا لكم ، وعلى هذا يكون المجيء بمعنى الظهور : مثل { وجاء ربك } [ الفجر : 22 ] ومثل { جاء الحق وزهق الباطل } [ الإسراء : 81 ] ولا يكون في الكلام تهكم .
وصيغ { تستفتحوا } بصيغة المضارع مع أن الفعل مضى لقصد استحضار الحالة من تكريرهم الدعاء بالنصر على المسلمين ، وبذلك تظهر مناسبة عطف { وإن تنتهوا فهو خير لكم } إلى قوله { وأن الله مع المؤمنين } أي تنتهوا عن كفركم بعد ظهور الحق في جانب المسلمين .
وعطف الوعيدُ على ذلك بقوله : { وإن تَعُودوا نعد } أي : إن تعودوا إلى العناد والقتال نعد ، أي نعد إلى هزمكم كما فعلنا بكم يوم بدر .
ثم أيْأسهم من الانتصار في المستقبل كله بقوله : { ولن تُغني عنكم فئتكم شيئاً ولو كثرت } أي لا تنفعكم جماعتكم على كثرتها كما لم تغن عنكم يوم بدر ، فإن المشركين كانوا يومئذٍ واثقين بالنصر على المسلمين لِكثرة عَددهم وعُدَدهم . والظاهر أن جملة : { إن تعودوا } معطوفة على جملة الجزاء وهي : { فقد جاءكم الفتح }.
و { لو } اتصالية أي { لن } تغني عنكم في حال من الأحوال ولو كانت في حال كثرة على فئةِ أعدَائِكم ، وصاحب الحال المقترنة ب ( لو ) الاتصالية قد يكون متصفاً بمضمونها ، وقد يَكون متصفاً بنقيضه ، فإن كان المراد من العَود في قوله : { وإن تعودوا } العود إلى طلب النصر للمُحق فالمعنى واضح ، وإن كان المراد منه العود إلى محاربة المسلمين فقد يشكل بأن المشركين انتصروا على المسلمين يومَ أُحُد فلم يتحقق معنى نَعُد ولا موقع لجملة : { ولن تغني عنكم فئتكم } فإن فئتهم أغنت عنهم يوم أُحُد .
والجواب عن هذا إشكال أن الشرط لم يكن بأداة شرط مما يفيد العموم مثل ( مَهْما ) فلا يُبطله تخلف حصول مضمون الجزاء عن حصول الشرط في مرة ، أو نقول إن الله قضى للمسلمين بالنصر يوم اُحُد ، ونصرهم وعلم المشركون أنهم قد غُلبوا ثم دارت الهزيمة على المسلمين؛ لأنهم لم يمتثلوا لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فبرَحوا عن الموضع الذي أمرهم أن لا يبرحوا عنه طلباً للغنيمة فعوقبوا بالهزيمة كما قال :
{ وما أصابكم يوم التقى الجمعان فبإذن الله } [ آل عمران : 166 ] وقال { إن الذين تَولوا منكم يوم التقى الجمعان إنما استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا } وقد مضى ذلك في سورة [ آل عمران : 155 ] ، وبعدُ ففي هذا الوعيد بشارة أن النصر الحاسم سيكون للمسلمين وهو نصر يوم فتح مكة .
وجملة : وأن الله مع المؤمنين } على هذا التفسير زيادة في تأييس المشركين من النصر ، وتنويه بفضل المؤمنين بأن النصر الذي انتصروه هو من الله لا بأسبابهم فإنهم دون المشركين عدداً وعُدة .
ومن المفسرين من جعل الخطاب بهذه الآية للمسلمين ، ونسب إلى أُبيّ بن كعب وعطاء ، لكون خطاب المشركين بعد الهجرة قد صار نادراً ، لأنهم أصبحوا بُعداء عن سماع القرآن ، فتكون الجملة مستأنفة استينافاً بيانياً فإنهم لما ذُكروا باستجابة دعائهم بقوله : { إذ تستغيثون ربكم } [ الأنفال : 9 ] الآيات ، وأمروا بالثبات للمشركين ، وذكروا بنصر الله تعالى إياهم يوم بدر بقوله : { فلم تقتلوهم إلى قوله مُوهن كيد الكافرين } [ الأنفال : 17 ، 18 ] كان ذلك كله يثير سؤالاً يختلج في نفوسهم أن يقولوا أيكون كذلك شأننا كلما جاهدنا أم هذه مزية لوقعة بدر ، فكانت هذه الآية مفيدة جواب هذا التساؤل . فالمعنى : إن تستنصروا في المستقبل قوله فقد جاءكم الفتح ، والتعبير بالفعل الماضي في جواب الشرط للتنبيه على تحقيق وقوعه ، ويَكون قوله { فقد جاءكم الفتح } دليلاً على كلام محذوف ، والتقدير : إن تستنصروا في المستقبل ننصركم فقد نصرناكم يوم بدر .
والاستفتاح على هذا التفسير كناية عن الخروج للجهاد ، لأن ذلك يستلزم طلب النصر ومعنى { وإن تنتهوا فهو خير لكم } أي إن تمسكوا عن الجهاد حيث لا يتعين فهو أي الإمساك ، خير لكم لتستجمعوا قوتكم وأعدادكم ، فأنتم في حال الجهاد منتصرون ، وفي حال السلم قائمون بأمر الدين وتدبير شؤونكم الصالحة ، فيكون كقول النبي صلى الله عليه وسلم لا تمنّوا لقاء العدو ، وقيل المراد وإن تنتهوا عن التشاجر في أمر الغنيمة أو عن التفاخر بانتصاركم يوم بدر فهو خير لكم من وقوعه . وأما قوله : { وإن تعودوا نعد } على هذا التفسير فهو إن تعودوا إلى طلب النصر نعد فننصركم أي لا يُنقص ذلك من عطائنا كما قال زهير
: ... سألنا فأعطيتكم وعدنا فعُدْتُم
ومن أكثر التَسآل يوماً سيُحرم ... يُعلّمهم الله صدق التوجه إليه ، ويكون موقع { ولن تغني عنكم فئتكم شيئاً } زيادة تقرير لمضمون { إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح } وقوله : { وإن تعودوا نعد } أي لا تعتمدوا إلاّ على نصر الله .
فموقع قوله : { ولن تغني عنكم فئتكم شيئاً } بمنزلة التعليل لتعليق مجيء الفتح على أن { تستفتحوا } المشعر بأن النصر غير مضمون الحصول إلاّ إذا استنصروا بالله تعالى وجملَه { ولو كثرت } في موضع الحال ، و { لو } اتصالية ، وصاحب الحال متصف بضد مضمونها ، أي : ولو كثرت فكيف وفئتكم قليلة ، وعلى هذا الوجه يكون في قوله : { وأن الله مع المؤمنين } إظهار في مقام الإضمار ، لأن مقتضى الظاهر أن يقال : وإن الله معكم ، فعدل إلى الاسم الظاهر للإيماء إلى أن سبب عناية الله بهم هو إيمانهم . فهذان تفسيران للآية والوجدان يكون كلاهما مراداً .
والفتح حقيقته إزالة شيء مجعول حَاجزاً دون شيء آخر ، حفظاً له من الضياع أو الافتكاك والسرقة ، فالجدار حاجز ، والباب حاجز ، والسد حاجز ، والصندوق حاجز ، والعِدل تجعل فيه الثياب والمتاع حاجز ، فإذا أزيل الحاجز أو فرج فيه فرجة يسلك منها إلى المحجوز سميت تلك الإزالة فتحاً ، وذلك هو المعنى الحقيقي ، إذ هو المعنى الذي لا يخلو عن اعتباره جميع استعمال مادة الفتح وهو بهذا المعنى يستعار لإعطاء الشيء العزيز النوال استعارةً مفردةً أو تمثيلية وقد تقدم عند قوله تعالى : { فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء } [ الأنعام : 44 ] وقوله تعالى : { ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات } الآية في سورة [ الأعراف : 96 ] فالاستفتاح هنا طلب الفتح أي النصر ، والمعنى إن تستنصروا الله فقد جاءكم النصر .
وكثر إطلاق الفتح على حلول قوم بأرض أو بلدِ غيرهم في حرب أو غارة ، وعلى النصر ، وعلى الحُكْم ، وعلى معان أُخر ، على وجه المجاز أو الكناية وقوله : وأن الله مع المؤمنين } وقرأه نافع ، وابن عامر ، وحفص عن عاصم ، وأبو جعفر ، بفتح همزة { أن } على تقدير لام التعليل عطفاً على قوله : { وأن الله موهن كيد الكافرين } [ الأنفال : 18 ]
وقرأه الباقون بكسر الهمزة ، فهو تذييل للآية في معنى التعليل ، لأن التذييل لما فيه من العموم يصلح لإفادة تعليل المذيّل ، لأنه بمنزلة المقدمة الكبرى للمقدمة الصغرى .
- إعراب القرآن : إِن تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جَاءَكُمُ الْفَتْحُ ۖ وَإِن تَنتَهُوا فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ وَإِن تَعُودُوا نَعُدْ وَلَن تُغْنِيَ عَنكُمْ فِئَتُكُمْ شَيْئًا وَلَوْ كَثُرَتْ وَأَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ
«إِنْ» حرف شرط جازم. «تَسْتَفْتِحُوا» مضارع مجزوم والواو فاعله والجملة ابتدائية. «فَقَدْ» الفاء رابطة للجواب قد حرف تحقيق. «جاءَكُمُ الْفَتْحُ» فعل ماض ومفعوله وفاعله والجملة في محل جزم جواب الشرط ، ومثل ذلك وإن «تَنْتَهُوا». «فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ» الجملة في محل جواب الشرط «وَإِنْ تَعُودُوا» اعرابها كسابقتها «نَعُدْ» مضارع مجزوم جواب الشرط. «وَلَنْ» الواو عاطفة ولن ناصبة «تُغْنِيَ» مضارع منصوب تعلق به الجار والمجرور «عَنْكُمْ» «فِئَتُكُمْ» فاعل «شَيْئاً» نائب مفعول مطلق أو مفعول به. «وَلَوْ» الواو حالية.
لو شرطية غير جازمة. «كَثُرَتْ» فعل ماض وجواب الشرط محذوف دل عليه ما قبله ، والجملة في محل نصب حال. «وَأَنَّ اللَّهَ» أن ولفظ الجلالة اسمها والظرف «مَعَ» متعلق بمحذوف خبرها. «الْمُؤْمِنِينَ» مضاف إليه. وأن واسمها وخبرها في تأويل مصدر في محل جر باللام أي ولأن اللّه مع المؤمنين.
- English - Sahih International : If you [disbelievers] seek the victory - the defeat has come to you And if you desist [from hostilities] it is best for you; but if you return [to war] We will return and never will you be availed by your [large] company at all even if it should increase; and [that is] because Allah is with the believers
- English - Tafheem -Maududi : إِن تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جَاءَكُمُ الْفَتْحُ ۖ وَإِن تَنتَهُوا فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ وَإِن تَعُودُوا نَعُدْ وَلَن تُغْنِيَ عَنكُمْ فِئَتُكُمْ شَيْئًا وَلَوْ كَثُرَتْ وَأَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ(8:19) (Tell the unbelievers:) 'If you have sought a judgement, then surely a judgement has come to you. *15And if you desist from disobedience, it is all the better for you. But if you revert to your mischief, We will again chastise you; and your host, howsoever numerous, will never be of any avail to you. Know well, Allah is with the believers.'
- Français - Hamidullah : Si vous avez imploré l'arbitrage d'Allah vous connaissez maintenant la sentence [d'Allah] Et si vous cessez [la mécréance et l'hostilité contre le Prophète] c'est mieux pour vous Mais si vous revenez Nous reviendrons et votre masse même nombreuse ne vous sera d'aucune utilité Car Allah est vraiment avec les croyants
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Wenn ihr nach einer Entscheidung sucht so ist nunmehr die Entscheidung zu euch gekommen Und wenn ihr aufhört so ist es besser für euch Aber wenn ihr dazu zurückkehrt kehren Wir auch zurück Und eure Schar wird euch nichts nützen auch wenn sie zahlreich sein sollte Und wisset daß Allah mit den Gläubigen ist
- Spanish - Cortes : Si buscáis un fallo ahí lo tenéis Más os valdría renunciar a vuestra hostilidad Y si reanudáis la lucha Nosotros también la reanudaremos y vuestras huestes no os servirán de nada por numerosas que sean ¡Alá está con los creyentes
- Português - El Hayek : Ó incrédulos se imploráveis a vitória eis a vitória que vos foi dada; se desistirdes será melhor para vós; porém sereincidirdes voltaremos a vos combater e de nada servirá o vosso exército por numeroso que seja porque Deus está comos fiéis
- Россию - Кулиев : Если вы неверующие просили вынести приговор то приговор уже явился к вам Если вы прекратите то так будет лучше для вас Но если вы возобновите то и Мы возобновим если вы вновь станете сражаться против верующих то Мы вновь нанесем вам поражение и ваш отряд не принесет вам никакой пользы даже если будет многочисленным Воистину Аллах - с верующими
- Кулиев -ас-Саади : إِن تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جَاءَكُمُ الْفَتْحُ ۖ وَإِن تَنتَهُوا فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ وَإِن تَعُودُوا نَعُدْ وَلَن تُغْنِيَ عَنكُمْ فِئَتُكُمْ شَيْئًا وَلَوْ كَثُرَتْ وَأَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ
Если вы (неверующие) просили вынести приговор, то приговор уже явился к вам. Если вы прекратите, то так будет лучше для вас. Но если вы возобновите, то и Мы возобновим (если вы вновь станете сражаться против верующих, то Мы вновь нанесем вам поражение), и ваш отряд не принесет вам никакой пользы, даже если будет многочисленным. Воистину, Аллах - с верующими.О многобожники! Вы призывали Аллаха наслать наказание на несправедливых преступников, и вот Он подверг вас мучительному наказанию. Оно доставило вам страдания и стало назидательным уроком для богобоязненных праведников. Если вы перестанете призывать Аллаха поскорее вынести приговор, так будет лучше для вас, поскольку Он может даровать вам отсрочку и не станет подвергать вас скорому наказанию. Но если вы не послушаетесь, то ваши помощники и союзники, на которых вы опираетесь в боях и сражениях, не принесут вам пользы, даже если ваше войско будет самым многочисленным. Аллах всегда помогает богобоязненным праведникам. И если Он поддерживает кого-либо, то победа всегда оказывается на их стороне, даже если они слабы и малочисленны. Присутствие Аллаха рядом с творениями, о котором говорится в этом аяте, означает, что Он поддерживает правоверных, что зависит от праведных деяний мусульман. Если Аллах иногда позволяет противнику одолеть правоверных, то причиной этого обязательно являются упущения со стороны правоверных, не выполняющих обязательных требований веры. А если они будут надлежащим образом выполнять все, что приказал Аллах, то никогда не будут окончательно повергнуты. После упоминания о том, что Аллах всегда помогает богобоязненным праведникам, Всевышний повелел им поступать в соответствии с требованиями веры, благодаря которой они могут заслужить Его поддержку:
- Turkish - Diyanet Isleri : Ey inkarcılar Zafer istiyorsanız işte zafer geldi aleyhinize çıktı Peygambere karşı gelmekten vazgeçerseniz sizin iyiliğinize olur yok tekrar dönerseniz biz de döneriz; topluluğunuz çok da olsa size hiçbir fayda vermez Allah inananlarla beraberdir
- Italiano - Piccardo : Se è la vittoria che volevate ebbene la vittoria vi è giunta Se desisterete sarà meglio per voi Se invece ritornerete Noi ritorneremo Le vostre truppe quand'anche fossero numerose non potranno proteggervi In verità Allah è con i credenti
- كوردى - برهان محمد أمين : ئیمانداران ئهگهر ئێوه داوای یارمهتی و سهرکهوتن دهکهن ئهوه بهڕاستی سهرکهوتنتان بۆ هات و ئهگهر وازبهێنن له سهرپێچی فهرمانهکانی پێغهمبهر ئهوه چاکتره بۆتان خۆ ئهگهر بگهڕێنهوه بۆ سهرپێچی کردن ئێمهش دهگهڕێینهوه بۆ شکست پێتانداتان ئهوکاته دهستهو تاقمتان ههرگیز هیچ سوودێکتان پێناگهیهنێت ههرچهند زۆریش بێت ژمارهتان چونکه له ڕاستیشدا ههمیشه خوا لهگهڵ ئیماندارانی دامهزراو و لێبڕاودایه
- اردو - جالندربرى : کافرو اگر تم محمد صلی الله علیہ والہ وسلم پر فتح چاہتے ہو تو تمہارے پاس فتح اچکی۔ دیکھو اگر تم اپنے افعال سے باز اجاو تو تمہارے حق میں بہتر ہے۔ اور اگر پھر نافرمانی کرو گے تو ہم بھی پھر تمہیں عذاب کریں گے اور تمہاری جماعت خواہ کتنی ہی کثیر ہو تمہارے کچھ بھی کام نہ ائے گی۔ اور خدا تو مومنوں کے ساتھ ہے
- Bosanski - Korkut : Ako ste se molili da pobijedite – pa došla vam je eto "pobjeda" A da se okanite bolje bi vam bilo I ako se ponovo vratite Mi ćemo se ponovo vratiti i nimalo vam neće koristiti tabor vaš ma koliko brojan bio jer je Allah na strani vjernika
- Swedish - Bernström : Om det var ett avgörande som ni [förnekare] sökte har ni nu fått ett avgörande till stånd och om ni upphör [att trotsa Gud] är detta för ert eget bästa Men om ni på nytt [griper till vapen] skall Vi på nytt [låta er besegras] och er armé skall vara er till ingen nytta hur stark den än är Gud står på de troendes sida
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Jika kamu orangorang musyrikin mencari keputusan maka telah datang keputusan kepadamu; dan jika kamu berhenti; maka itulah yang lehih baik bagimu; dan jika kamu kembali niscaya Kami kembali pula; dan angkatan perangmu sekalikali tidak akan dapat menolak dari kamu sesuatu bahayapun biarpun dia banyak dan sesungguhnya Allah beserta orangorang yang beriman
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : إِن تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جَاءَكُمُ الْفَتْحُ ۖ وَإِن تَنتَهُوا فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ وَإِن تَعُودُوا نَعُدْ وَلَن تُغْنِيَ عَنكُمْ فِئَتُكُمْ شَيْئًا وَلَوْ كَثُرَتْ وَأَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ
(Jika kalian mencari keputusan) hai orang-orang kafir, yakni kamu sekalian meminta keputusan, di mana salah seorang dari kamu yaitu Abu Jahal mengatakan, "Ya Allah! Siapakah dari kami yang paling memutuskan silaturahmi dan yang paling banyak melakukan hal-hal yang tidak dikenal pada kalangan kami, maka semoga Engkau membinasakannya (maka telah datang kepadamu keputusan) ketentuan binasanya orang-orang yang melakukan hal itu, mereka adalah Abu Jahal dan orang-orang yang terbunuh bersamanya, bukannya Nabi saw. dan kaum mukminin (dan jika kalian berhenti) dari perbuatan kafir dan memerangi Nabi saw. (maka itulah yang lebih baik bagi kalian; dan jika kalian kembali) untuk memerangi Nabi saw. (niscaya Kami kembali) untuk memberikan pertolongan kepada Nabi saw. atas kalian (dan tidak akan dapat mencukupi) menolak (angkatan perang kalian dari kalian) yakni golongan kalian (sesuatu bahaya pun biar pun angkatan perang itu banyak dan sesungguhnya Allah beserta orang-orang yang beriman) huruf inna dibaca kasrah sebagai jumlah isti`naf, dan dibaca anna dengan memperkirakan adanya huruf lam, bentuk lengkapnya ialah lama`al mu`miina.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : তোমরা যদি মীমাংসা কামনা কর তাহলে তোমাদের নিকট মীমাংসা পৌছে গেছে। আর যদি তোমরা প্রত্যাবর্তন কর তবে তা তোমাদের জন্য উত্তম এবং তোমরা যদি তাই কর তবে আমি ও তেমনি করব। বস্তুতঃ তোমাদের কোনই কাজে আসবে না তোমাদের দলবল তা যত বেশীই হোক। জেনে রেখ আল্লাহ রয়েছেন ঈমানদারদের সাথে।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : நிராகரிப்பவர்களே நீங்கள் வெற்றியின் மூலம் தீர்ப்பைத் தேடிக் கொண்டிருந்தால் நிச்சயமாக அவ்வெற்றி முஃமின்களுக்கு வந்து விட்டது இனியேனும் நீங்கள் தவறை விட்டு விலகிக் கொண்டால் அது உங்களுக்கு நலமாக இருக்கும்; நீங்கள் மீண்டும் போருக்கு வந்தால் நாங்களும் வருவோம்; உங்களுடைய படை எவ்வளவு அதிகமாக இருந்தாலும் அது உங்களுக்கு எத்தகைய பலனையும் அளிக்காது மெய்யாகவே அல்லாஹ் முஃமின்களோடு தான் இருக்கின்றான் என்று முஃமின்களே கூறி விடுங்கள்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : “หากพวกเจ้าขอให้มีการชี้ขาด แน่นอนการชี้ขาดนั้นก็ได้มายังพวกเจ้าแล้ว และถ้าหากพวกเจ้าหยุดยั้ง มันก็เป็นการดีแก่พวกเจ้า และหากพวกเจ้ากลับ ทำการรุกรานอีก เราก็จะกลับ ช่วยเหลือให้พวกเจ้าแพ้อีก พรรคพวกของเจ้านั้นไม่สามารถที่จะอำนวยประโยชน์ย่างใดให้แก่พวกเจ้า ได้เลย และแม้ว่าพวกเขาจะมากมายก็ตามและแท้จริงอัลลอฮฺนั้น อยู่ร่วม กับผู้ศรัทธาทั้งหลาย”
- Uzbek - Мухаммад Содик : Агар орани очишни сўраган бўлсангиз бас батаҳқиқ сизга орани очиш келди Агар тўхтасангиз бу ўзингиз учун яхшидир Агар сиз қайтсангиз Биз ҳам қайтамиз Сизнинг гуруҳингиз қанча кўп бўлса ҳам сизга ҳеч бир ҳожатингизни чиқара олмас Албатта Аллоҳ мўминлар билан биргадир
- 中国语文 - Ma Jian : 如果你们祈祷胜利,那末,胜利已降临你们了;如果你们停战,那对于你们是更好的。如果你们卷土重来,我就再次援助信土们,你们的部队虽多,对于你们却无裨益,真主确实是和信士们在一起的。
- Melayu - Basmeih : Jika kamu hai orangorang musyrik memohon supaya diberi kemenangan bagi pihak yang benar maka sesungguhnya kemenangan yang kamu pohonkan itu telah datang dan disaksikan oleh kamu; dan jika kamu berhenti daripada memusuhi Nabi Muhammad saw maka yang demikian amat baik bagi kamu dan jika kamu kembali memusuhinya Kami juga kembali menolongnya mengalahkan kamu; dan golongan angkatan perang kamu tidak sekalikali akan dapat menyelamatkan kamu sedikitpun sekalipun ia lebih ramai; dan yang demikian itu adalah kerana sesungguhnya Allah beserta orangorang yang beriman
- Somali - Abduh : Haddaad kala Xukumid Dalabteen Gaaloy waxaa idiin Yimid Gargaarkii Nabiga inaadse Reebtoontaan yaa idiin Khayr roon haddaad ku noqotaan Xumaantana waxaannu ku Noqon Gargaarka Nabiga waxna idiinma tarayso Kooxdiinnu haba badnadeene Eebana wuxuu la Jiraa Mu'miniinta
- Hausa - Gumi : Idan kun yi alfãnun cin nasara to lalle nasarar tã je muku kuma idan kun hanu to Shi ne Mafi alhẽri a gare ku kuma idan kun kõma zã Mu kõma kuma jama'arku bã zã ta wadãtar muku da kõme ba kõ dã tã yi yawa Kuma lalle ne cẽwa Allah Yanã tãre da mũminai
- Swahili - Al-Barwani : Kama mnataka hukumu basi hukumu imekwisha kujieni Na mkiacha itakuwa ndio kheri kwenu Na mkirejea Sisi pia tutarejea Na jeshi lenu halitakufaeni kitu japo likiwa kubwa Kwani hakika Mwenyezi yu pamoja na Waumini
- Shqiptar - Efendi Nahi : Nëse ju mohuesit kërkuat fitoren; e që pra fitorja ju erdhi kundër jush Por nëse tërhiqeni nga kundërshtimi kjo do të jetë për ju shumë më e dobishme Nëse ktheheni në luftë edhe Na do të kthehemi në ndihmë Shoqëria juaj nuk do t’ju bëjë dobi asgjë sikur madje të jetë e shumënumërt Sepse Perëndia me të vërtetë është me besimtarët
- فارسى - آیتی : اگر پيروزى خواهيد پيروزيتان فراز آمد، و اگر از كفر باز ايستيد برايتان بهتر است، و اگر بازگرديد بازمىگرديم، و سپاه شما هر چند فراوان باشد برايتان سودى نخواهد داشت كه خدا با مؤمنان است.
- tajeki - Оятӣ : Агар пирӯзӣ хоҳед, пирӯзиятон фаро расид ва агар аз куфр бозистед, бароятон беҳтар аст ва агар бозгардед, бозмегардем ва сипоҳи шумо ҳарчанд фаровон бошад, бароятон нафъе нахоҳад дошт, ки Ху до бо мӯъминон аст.
- Uyghur - محمد صالح : (ئى كۇففارلار جامائەسى!) ئەگەر سىلەر غەلىبىنى تىلىسەڭلار، غەلىبە ئاللىقاچان سىلەرگە كەلدى (يەنى ئۇ سىلەرنىڭ زىيىنىڭلارغا كەلدى). ئەگەر (پەيغەمبەر بىلەن دۈشمەنلىشىشتىن) يانساڭلار، بۇ سىلەر ئۈچۈن ياخشىدۇر، ئەگەر ئۇنىڭ بىلەن يەنە ئۇرۇشساڭلار، بىز ئۇنىڭغا يەنە ياردەم بېرىمىز، قوشۇنۇڭلار كۆپ بولغان تەقدىردىمۇ، ئۇ سىلەردىن ھېچ نەرسىنى دەپئى قىلىپ بېرەلمەيدۇ، اﷲ ھەقىقەتەن مۆمىنلەر بىلەن بىللىدۇر
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : നിങ്ങള് വിജയമാണ് ആഗ്രഹിച്ചിരുന്നതെങ്കില് ആ വിജയമിതാ നിങ്ങള്ക്കുു വന്നെത്തിയിരിക്കുന്നു. അഥവാ, നിങ്ങള് അതിക്രമത്തില് നിന്ന് വിരമിക്കുകയാണെങ്കില് അതാണ് നിങ്ങള്ക്കു്ത്തമം. നിങ്ങള് അതാവര്ത്തിങക്കുകയാണെങ്കില് നാമും അതാവര്ത്തി ക്കും. നിങ്ങളുടെ സംഘബലം എത്ര വലുതായാലും അത് നിങ്ങള്ക്കൊണട്ടും ഉപകരിക്കുകയില്ല. അല്ലാഹു സത്യവിശ്വാസികള്ക്കൊണപ്പമാണ്; തീര്ച്ചല.
- عربى - التفسير الميسر : ان تطلبوا ايها الكفار من الله ان يوقع باسه وعذابه على المعتدين الظالمين فقد اجاب الله طلبكم حين اوقع بكم من عقابه ما كان نكالا لكم وعبره للمتقين فان تنتهوا ايها الكفار عن الكفر بالله ورسوله وقتال نبيه محمد صلى الله عليه وسلم فهو خير لكم في دنياكم واخراكم وان تعودوا الى الحرب وقتال محمد صلى الله عليه وسلم وقتال اتباعه المومنين نعد بهزيمتكم كما هزمتم يوم "بدر" ولن تغني عنكم جماعتكم شيئا كما لم تغن عنكم يوم "بدر" مع كثره عددكم وعتادكم وقله عدد المومنين وعدتهم وان الله مع المومنين بتاييده ونصره
*15). Before marching out from Makka the unbelievers held the covering of the Ka'bah and prayed: 'O God! Grant victory to the better of the two parties.' Abu Jahl, in particular invoked God's judgement: 'O God! Grant victory to the one who is in the right and cause humiliation to the wrong-doer.' God answered these prayers fully and the outcome of the battle clearly pointed to the party which was in the right.