- عربي - نصوص الآيات عثماني : ۞ إِنَّ شَرَّ ٱلدَّوَآبِّ عِندَ ٱللَّهِ ٱلصُّمُّ ٱلْبُكْمُ ٱلَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ
- عربى - نصوص الآيات : ۞ إن شر الدواب عند الله الصم البكم الذين لا يعقلون
- عربى - التفسير الميسر : إنَّ شر ما دبَّ على الأرض -مِنْ خَلْق الله- عند الله الصمُّ الذين انسدَّت آذانهم عن سماع الحق فلا يسمعون، البكم الذين خرست ألسنتهم عن النطق به فلا ينطقون، هؤلاء هم الذين لا يعقلون عن الله أمره ونهيه.
- السعدى : ۞ إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ
يقول تعالى: {إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ} من لم تفد فيهم الآيات والنذر، وهم {الصُّمُّ} عن استماع الحق {الْبُكْمُ} عن النطق به. {الَّذِينَ لا يَعْقِلُونَ} ما ينفعهم، ويؤثرونه على ما يضرهم، فهؤلاء شر عند اللّه من جميع الدواب، لأن اللّه أعطاهم أسماعا وأبصارا وأفئدة، ليستعملوها في طاعة اللّه، فاستعملوها في معاصيه وعدموا ـ بذلك ـ الخير الكثير، فإنهم كانوا بصدد أن يكونوا من خيار البرية. فأبوا هذا الطريق، واختاروا لأنفسهم أن يكونوا من شر البرية،والسمع الذي نفاه اللّه عنهم، سمع المعنى المؤثر في القلب، وأما سمع الحجة، فقد قامت حجة اللّه تعالى عليهم بما سمعوه من آياته،وإنما لم يسمعهم السماع النافع، لأنه لم يعلم فيهم خيرا يصلحون به لسماع آياته.
- الوسيط لطنطاوي : ۞ إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ
ثم وصف- سبحانه- الكفار والمنافقين وأشباههم وصفا يحمل العقلاء على النفور منهم، فقال- تعالى-: إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لا يَعْقِلُونَ ...
والدواب: جمع دابة وهي كل ما يدب على الأرض. قال- تعالى-: وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ ماءٍ فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى بَطْنِهِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى رِجْلَيْنِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى أَرْبَعٍ.. .
قال الجمل: «وإطلاق الدابة على الإنسان لما ذكروه في كتب اللغة من أنها تطلق على كل حيوان ولو آدميا، وفي المصباح: الدابة كل حيوان في الأرض مميزا أو غير مميز» .
وقد روى أن هذه الآية نزلت في نفر من بنى عبد الدار، كانوا يقولون: نحن صم بكم عما جاء به محمد، فقتلوا جميعا يوم بدر.
وهذا لا يمنع أن الآية الكريمة يشمل حكمها جميع المشركين والمنافقين، إذ العبرة بعموم اللفظ، لا بخصوص السبب.
والمعنى: إن شر ما يدب على الأرض عِنْدَ اللَّهِ أى: في حكمه وقضائه، هم أولئك الصُّمُّ عن سماع الحق الْبُكْمُ عن النطق به الَّذِينَ لا يَعْقِلُونَ أى لا يعقلون التمييز بينه وبين الباطل.
ووصفهم- سبحانه- بذلك مع أنهم يسمعون وينطقون، لأنهم لم ينتفعوا بهذه الحواس، بل استعملوها فيما يضر ويؤذى، فكان وجودها فيهم كعدمها.
وقدم الصمم على البكم، لأن صممهم عن سماع الحق متقدم على بكمهم فإن السكوت عن النطق بالحق من فروع عدم سماعهم له، كما أن النطق به من فروع سماعه.
وقوله الَّذِينَ لا يَعْقِلُونَ تحقيق لكمال سوء حالهم، لأن الأصم الأبكم إذا كان له عقل ربما فهم بعض الأمور.. أما إذا كان بجانب صممه وبكمه فاقد العقل، فإنه في هذه الحالة يكون قد بلغ الغاية في سوء الحال..
قال صاحب المنار: وقوله: الَّذِينَ لا يَعْقِلُونَ أى: فقدوا فضيلة العقل الذي يميز بين الحق والباطل والخير والشر، إذ لو عقلوا لطلبوا، ولو طلبوا لسمعوا وميزوا، ولو سمعوا لنطقوا وبينوا، وتذكروا وذكروا.. فهم لفقدهم منفعة العقل والسمع والنطق صاروا كالفاقدين لهذه المشاعر والقوى.. بل هم شر من ذلك لأنهم أعطيت لهم المشاعر والقوى فأفسدوها على أنفسهم لعدم استعمالها فيما خلقها الله لأجله، فهم كما قال الشاعر:
خلقوا، وما خلقوا لمكرمة ... فكأنهم خلقوا وما خلقوا
رزقوا وما رزقوا سماح يد ... فكأنهم رزقوا وما رزقوا
ولم يصفهم هنا بالعمى كما وصفهم في آية الأعراف وآيتي البقرة، لأن المقام هنا مقام تعريض بالذين ردوا دعوة الإسلام، ولم يهتدوا بسماع آيات القرآن» .
- البغوى : ۞ إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ
قوله تعالى : ( إن شر الدواب عند الله ) أي : شر من دب على وجه الأرض من خلق الله ( الصم البكم ) عن الحق فلا يسمعونه ولا يقولونه ، ( الذين لا يعقلون ) أمر الله - عز وجل - ، سماهم دوابا لقلة انتفاعهم بعقولهم ، كما قال تعالى : " أولئك كالأنعام بل هم أضل " ، ( الأعراف - 179 ) قال ابن عباس : هم نفر من بني عبد الدار بن قصي ، كانوا يقولون : نحن صم بكم عمي عما جاء به محمد ، فقتلوا جميعا بأحد ، وكانوا أصحاب اللواء لم يسلم منهم إلا رجلان مصعب بن عمير وسويبط بن حرملة .
- ابن كثير : ۞ إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ
ثم أخبر تعالى أن هذا الضرب من بني آدم شر الخلق والخليقة ، فقال : ( إن شر الدواب عند الله الصم ) أي : عن سماع الحق ( البكم ) عن فهمه ؛ ولهذا قال : ( الذين لا يعقلون ) فهؤلاء شر البرية ؛ لأن كل دابة مما سواهم مطيعة لله [ عز وجل ] فيما خلقها له ، وهؤلاء خلقوا للعبادة فكفروا ؛ ولهذا شبههم بالأنعام في قوله : ( ومثل الذين كفروا كمثل الذي ينعق بما لا يسمع إلا دعاء ونداء [ صم بكم عمي فهم لا يعقلون ] ) [ البقرة : 171 ] . وقال في الآية الأخرى : ( أولئك كالأنعام بل هم أضل أولئك هم الغافلون ) [ الأعراف : 179 ] .
وقيل : المراد بهؤلاء المذكورين نفر من بني عبد الدار من قريش . روي عن ابن عباس ومجاهد ، واختاره ابن جرير ، وقال محمد بن إسحاق : هم المنافقون .
قلت : ولا منافاة بين المشركين والمنافقين في هذا ؛ لأن كلا منهم مسلوب الفهم الصحيح ، والقصد إلى العمل الصالح .
- القرطبى : ۞ إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ
وفي البخاري عن ابن عباس إن شر الدواب عند الله الصم البكم الذين لا يعقلون قال : هم نفر من بني عبد الدار . والأصل أشر ، حذفت الهمزة لكثرة الاستعمال . وكذا خير ; الأصل أخير .
- الطبرى : ۞ إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ
القول في تأويل قوله : إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لا يَعْقِلُونَ (22)
قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: إنّ شر ما دبَّ على الأرض من خلق الله عند الله، (39) الذين يصمون عن الحق لئلا يستمعوه، (40) فيعتبروا به ويتعظوا به، وينكُصون عنه إن نطقوا به, (41) الذين لا يعقلون عن الله أمره ونهيه, فيستعملوا بهما أبدانهم.
* * *
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
15856- حدثني يونس قال، أخبرنا ابن وهب قال، قال ابن زيد في قوله: (إن شر الدواب عند الله)، قال: " الدواب "، الخلق.
15857- حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج قال، قال ابن جريج, عن عكرمة قال: وكانوا يقولون: " إنا صم بكم عما يدعو إليه محمد, لا نسمعه منه, ولا نجيبه به بتصديق!" فقتلوا جميعًا بأحد, وكانوا أصحاب اللواء.
15858- حدثني محمد بن عمرو قال، حدثنا أبو عاصم قال، حدثنا عيسى, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد: " الصم البكم الذين لا يعقلون ", قال: الذين لا يتّبعون الحق.
15859- حدثني يونس قال، أخبرنا ابن وهب قال، قال ابن زيد في قوله: (إن شر الدوابّ عند الله الصم البكم الذين لا يعقلون)، وليس بالأصم في الدنيا ولا بالأبكم, ولكن صمّ القلوب وبُكمها وعُميها! وقرأ: فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ [سورة الحج: 46] .
* * *
واختلف فيمن عني بهذه الآية.
فقال بعضهم: عُني بها نفرٌ من المشركين.
* ذكر من قال ذلك:
15860- حدثني المثنى قال، حدثنا أبو حذيفة قال، حدثنا شبل, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد قال، قال ابن عباس: " الصم البكم الذين لا يعقلون "، نفرٌ من بني عبد الدار, لا يتبعون الحق.
15861 - . . . . قال، حدثنا إسحاق قال، حدثنا عبد الله, عن ورقاء, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد, قوله: (الصم البكم الذين لا يعقلون) ، قال: لا يتبعون الحق= قال، قال ابن عباس: هم نَفرٌ من بني عبد الدار.
15861 - حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج, عن ابن جريج, عن مجاهد, نحوه.
* * *
وقال آخرون: عُني بها المنافقون.
* ذكر من قال ذلك:
15862- حدثنا ابن حميد قال، حدثنا سلمة, عن ابن إسحاق: (إن شرّ الدواب عند الله الصم البكم الذين لا يعقلون)، [أي المنافقون الذين نهيتكم أن تكونوا مثلهم، بُكمٌ عن الخير، صم عن الحق، لا يعقلون]، لا يعرفون ما عليهم في ذلك من النقمة والتِّباعة. (42)
* * *
قال أبو جعفر: وأولى القولين في ذلك بالصواب، قولُ من قال بقول ابن عباس: وأنه عُني بهذه الآية مشركو قريش, لأنها في سياق الخبر عنهم.
------------------
الهوامش :
(39) انظر تفسير " دابة " فيما سلف 3 : 275 11 : 344 .
(40) انظر تفسير " الصمم " 1 : 328 - 331 3 : 315 10 : 478 11 : 350 .
(41) انظر تفسير " البكم " فيما سلف 1 : 328 - 331 3 : 315 11 : 350 .
(42) الأثر : 15862 -سيرة ابن هشام 2 : 324 ، وهو تابع الأثر السالف رقم : 15853 . والذي بين القوسين سقط من ناسخ المخطوطة بلا شك ، لأن إسقاطه يجعل الخبر غير مطابق للترجمة ، لأنه عندئذ لا ذكر فيه للمنافقين . هذا فضلا عن أن أبا جعفر ينقل تفسير ابن إسحاق في سيرته بنصه في كل ما مضى ، فلا معنى لاختصاره هنا اختصارًا مخلا ، فثبت أن ذلك من الناسخ فزدته من السيرة .
أما الجملة التي أثبتها الناسخ ، وهي الخارجة عن القوسين . فكانت في المخطوطة : " ... من النعمة والساعة " ، الأولى خطأ ، وصوابها ما أثبت .
فجاء الناشر ، ولم يفهم معنى الكلام ، فجعله هكذا : " ... من النعمة والسعة " ، فصار خلطًا لا خير فيه ، ولا معنى له . ورددته إلى الصواب والحمد لله .
و " التباعة " ، ( بكسر التاء ) ، مثل " التبعة " ( بفتح التاء وكسر الباء ) : ما فيه إثم يتبع به صاحبه . يقال : " ما عليه من الله في هذا تبعة ولا تباعة " ، أي : مطالبة يطلب بإثمها .
- ابن عاشور : ۞ إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ
وجملة : { إن شر الدواب عند الله الصُم البكم الذين لا يعقلون } معترضة ، وسَوقها في هذا الموضع تعريض بالذين { قالوا سمعنا وهم لا يسمعون } بأنهم يشبهون دواب صماء بكماء .
والتعريض قد يكون كناية وليس من أصنافها فإن بينه وبين الكناية عموماً وخصوصاً وجهياً ، لأن التعريض كلام أريد به لازم مدلوله ، وأما الكناية فهي لفظ مفرد يراد به لازم معناه إما الحقيقي كقوله تعالى : { وأمرت لأن أكون أول المسلمين } [ الزمر : 12 ] ، وإما المجازي نحو قولهم للجواد : جبان الكلب إذا لم يكن له كلب ، فأما التعريض فليس إرادة لازم معنى لفظ مفرد ولا لازم معنى تركيب ، وإنما هو إرادة لنطق المتكلم بكلامه ، قال في «الكشاف» عند قوله تعالى : { ولا جناح عليكم فيما عرّضتم به من خطبة النساء } في سورة [ البقرة : 235 ] التعريض أن تذكر شيئاً يدل به على شيء لم تذكره يريد أن تذكر كلاماً دالاً كما يقول المحتاج لغيره جئت لأسلم عليك .
قلت : ومن أمثلة التعريض قول القائل حين يسمع رجلاً يسب مسلماً أو يضربه : المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده ، فكذلك قوله تعالى : { إن شر الدوابّ عند الله الصم البكم } لم يرد به لازم معنى ألفاظ ولا لازم معنى الكلام ، ولكن أريد به لازم النطق به في ذلك المكان بدون مقتض للإخبار من حقيقة ولا مجاز ولا تمثيل .
والفرق بين التعريض وبين ضرب المثل : أن ضرب المثل ذكر كلام يدل على تشبيه هيئة مضربه بهيئة مورده ، والتعريض ليس فيه تشبيه هيئة بهيئة . فالتعريض كلام مستعمل في حقيقته أو مجازه ، ويحصل به قصد التعريض من قرينة سوقه فالتعريض من مستتبعات التراكيب .
وهذه الآية تعريض بتشبيههم بالدواب ، فإن الدواب ضعيفة الإدراك ، فإذا كانت صماء كانت مثلاً في انتفاء الإدراك ، وإذا كانت مع ذلك بكماً انعدم منها ما انعدم منها ما يعرف به صاحبها ما بها ، فانضم عدم الإفهام إلى عدم الفهم ، فقوله : { الصم البكم } خبرَاننِ عن الدواب بمعناهما الحقيقي ، وقوله : { الذين لا يعقلون } خبر ثالث ، وهذا عدول عن التشبيه إلى التوصيف لأن { الذين } مما يناسب المشبّهين إذ هو اسم موصول بصيغة جمع العقلاء وهذا تخلص إلى أحوال المشبهين كما تخلص طرفة في قوله
: ... خذول تُراعي رَبْرباً بخميلة
تَنَاول أطراف البرير وترتدي ... وتبسم عن ألْمى كأنّ منوّراً
توسط حرُ الرمل دعص له نَدِي ... و { شر } اسم تفضيل ، وأصله «أشر» فحذفت همزته تخفياً كما حذفت همزة خير كقوله تعالى : { قل هل أنبئكم بشرٍ من ذلك مثوبةً عند الله } [ المائدة : 60 ] الآية .
والمراد بالدواب معناه الحقيقي ، وظاهر أن الدابة الصمّاء البكماء أخسّ الدواب .
{ عند الله } قيد أريد به زيادة تحقيق كونهم ، أشر الدواب بأن ذلك مقرر في علم الله ، وليس مجرد اصطلاح ادعائي ، أي هذه هي الحقيقة في تفاضل الأنواع لا في تسامح العرف والاصطلاح ، فالعُرف يُعد الإنسان أكمل من البهائم ، والحقيقة تفصل حالات الإنسان فالإنسان المنتفع بمواهبه فيما يُبلغه إلى الكمال هو بحق أفضل من العُجم ، والإنسان الذي دَلّى بنفسه إلى حَضيض تعطيل انتفاعه بمواهبه السامية يصير أحط من العجماوات .
والمشبهون بالصم البكم هم الذين قالوا { سمعنا وهم لا يسمعون } ، شبهوا بالصم في عدم الانتفاع بما سمعوا لأنه مما يكفي سماعه في قبوله والعمل به وشبهوا بالبكم في انقطاع الحجة والعجز عن رد ما جاءهم به القرآن فهمُ ما قبلوا ولا أظهروا عذراً عن عدم قبوله .
ولما وصفهم بانتهاء قبول المعقولات والعجز عن النطق بالحجة أتبعه بانتفاء العقل عنهم أي عقل النظر والتأمل بله عقل التقبل ، وقد وصف بهذه الأوصاف في القرآن كل من المشركين والمنافقين في مواضع كثيرة .
ولعل ما روي عن ابن عباس من قوله إن الآية نزلت في نفر من بني عبد الدار كما تقدم آنفاً إنما عنى بهم نزول قوله تعالى : { إن شر الدواب عند الله الصم البكم الذين لا يعقلون } لأنهم الذين قالوا مقالة تقرب مما جاء في الآية .
- إعراب القرآن : ۞ إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ
«إِنَّ شَرَّ» إن واسمها. «الدَّوَابِّ» مضاف إليه. «عِنْدَ» ظرف مكان متعلق باسم التفضيل شر. «اللَّهِ» مضاف إليه. «الصُّمُّ» خبر أول. «الْبُكْمُ» خبر ثان. «الَّذِينَ» اسم موصول في محل رفع صفة وجملة «لا يَعْقِلُونَ» صلة الموصول. والجملة الاسمية إن شر .. مستأنفة لا محل لها.
- English - Sahih International : Indeed the worst of living creatures in the sight of Allah are the deaf and dumb who do not use reason
- English - Tafheem -Maududi : ۞ إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ(8:22) Indeed the worst kind of all beasts in the sight of Allah are the people that are deaf and dumb, *17 and do not understand.
- Français - Hamidullah : Les pires des bêtes auprès d'Allah sont [en vérité] les sourds-muets qui ne raisonnent pas
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Gewiß die schlimmsten Tiere bei Allah sind die tauben und stummen die nicht begreifen'
- Spanish - Cortes : Los seres peores para Alá son los sordomudos que no razonan
- Português - El Hayek : Aos olhos de Deus os piores animais são os "surdos" e "mudos" que não raciocinam
- Россию - Кулиев : Воистину наихудшими из живых существ перед Аллахом являются глухие и немые которые не способны понимать
- Кулиев -ас-Саади : ۞ إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ
Воистину, наихудшими из живых существ перед Аллахом являются глухие и немые, которые не способны понимать.Самыми скверными из живых существ являются те, которые не извлекают пользы из знамений и назиданий. Они глухи и немы, когда речь заходит об истине. Они не способны понять, что может принести им пользу, дабы отдать этому предпочтение перед тем, что причиняет им сущий вред. Такие творения занимают перед Аллахом худшее положение, нежели самые скверные животные. Аллах одарил их слухом, зрением и разумом для того, чтобы они пользовались ими и повиновались своему Господу, а они пользуются ими для совершения грехов, лишая себя великого блага. Они - антиподы наилучших из творений; они отказались следовать прямым путем и предпочли быть худшими из существ. Слухом, которого они лишены, является способность вникать в услышанное. Однако они не лишены способности слышать вообще, и поэтому Всевышний Аллах довел до их сведения истину. Они слышали Его аяты и знамения, но это не принесло им пользы, поскольку Ему было известно, что в них нет добра и что они не достойны внимать Его знамениям надлежащим образом.
- Turkish - Diyanet Isleri : Allah katında yeryüzündeki canlıların en kötüsü gerçeği akletmeyen sağırlar ve dilsizlerdir
- Italiano - Piccardo : In verità di fronte ad Allah le peggiori bestie sono costoro sordi e muti che non comprendono
- كوردى - برهان محمد أمين : بهڕاستی خراپترین زیندهوهران لای خوا ئهو کهسانهن که کهڕن حهق نابیستن و لاڵن حهق بێژ نین ئهوانهی که ژیر نابن بیرو هۆشیان ناخهنهکارو تێنافکرن و بیرو مێشکیان قفڵ داوه
- اردو - جالندربرى : کچھ شک نہیں کہ خدا کے نزدیک تمام جانداروں سے بدتر بہرے گونگے ہیں جو کچھ نہیں سمجھتے
- Bosanski - Korkut : Najgora bića kod Allaha su oni koji su gluhi i nijemi koji neće da shvaćaju
- Swedish - Bernström : Dessa döva och stumma som inte använder sitt förstånd är inför Gud de uslaste av alla skapade varelser
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Sesungguhnya binatang makhluk yang seburukburuknya pada sisi Allah ialah; orangorang yang pekak dan tuli yang tidak mengerti apaapapun
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : ۞ إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ
(Sesungguhnya binatang, makhluk-makhluk yang seburuk-buruknya di sisi Allah ialah orang-orang yang tuli) tidak mau mendengarkan perkara yang hak (dan bisu) tidak mengucapkan perkara yang hak (yang tidak mengerti apa pun) tentang perkara yang hak.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : নিঃসন্দেহে আল্লাহ তা’আলার নিকট সমস্ত প্রাণীর তুলনায় তারাই মূক ও বধির যারা উপলদ্ধি করে না।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : நிச்சயமாக அல்லாஹ்விடத்தில் உயிர்ப்பிராணிகளில் மிக்க கேவலமானவர்கள் உண்மையை அறிந்து கொள்ளாச் செவிடர்களும் ஊமைகளும் தாம்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : “แท้จริงสัตว์ ที่ชั่วร้ายยิ่ง ณ อัลลอฮฺนั้น คือ ที่หูหนวก ที่เป็นใบ้ ซึ่งเป็นผู้ที่ไม่ใช้ปัญญา
- Uzbek - Мухаммад Содик : Аллоҳнинг ҳузурида ҳайвоннинг энг ёмони албатта кару соқов бўлиб ақл ишлатмайдиганлардир
- 中国语文 - Ma Jian : 据真主看来,最劣等的动物确是那些装聋作哑,不明真理的人。
- Melayu - Basmeih : Sesungguhnya sejahatjahat makhluk yang melata pada sisi hukum dan ketetapan Allah ialah orangorang yang pekak lagi bisu yang tidak mahu memahami sesuatupun dengan akal fikirannya
- Somali - Abduh : Dhul Socod waxaa ugu Shar badan Uxun Eebe agtiisa ma Maqle Xaqa ma hadle oon kasayn Wanaagga
- Hausa - Gumi : Lalle ne mafi sharrin dabbõbi a wurin Allah sũ ne kurãme bẽbãye waɗanda bã su yin hankali
- Swahili - Al-Barwani : Hakika vinyama viovu mbele ya Mwenyezi Mungu ni vile viziwi na bubu visio tumia akili zao
- Shqiptar - Efendi Nahi : Krijesat më të këqia te Perëndia janë ato që janë shurdhë dhe memecë të cilët nuk duan të kuptojnë
- فارسى - آیتی : بدترين جانوران در نزد خدا اين كران و لالان هستند كه در نمىيابند.
- tajeki - Оятӣ : Бадтарини ҷонварон дар назди Худо ин карону гунгон ҳастанд, ки дарнамеёбанд.
- Uyghur - محمد صالح : شۈبھىسىزكى، اﷲ نىڭ نەزىرىدە ھايۋانلارنىڭ ئەڭ يامىنى (ھەقنى ئاڭلىماي) گاس بولۇۋالغان، (ھەقنى سۆزلىمەي) گاچا بولۇۋالغان، (ياخشى - ياماننى پەرق ئەتمەي) ئەقلىنى يوقاتقان كىشىلەردۇر
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : തീര്ച്ചകയായും അല്ലാഹുവിങ്കല് ഏറ്റം നികൃഷ്ടജീവികള് ഒന്നും ചിന്തിച്ചു മനസ്സിലാക്കാത്ത ഊമകളും ബധിരരുമാണ്.
- عربى - التفسير الميسر : ان شر ما دب على الارض من خلق الله عند الله الصم الذين انسدت اذانهم عن سماع الحق فلا يسمعون البكم الذين خرست السنتهم عن النطق به فلا ينطقون هولاء هم الذين لا يعقلون عن الله امره ونهيه
*17). These are the ones who neither hear nor speak the truth. So far as truth is concerned, their ears are deaf and their mouths dumb.