- عربي - نصوص الآيات عثماني : وَٱذْكُرُوٓاْ إِذْ أَنتُمْ قَلِيلٌ مُّسْتَضْعَفُونَ فِى ٱلْأَرْضِ تَخَافُونَ أَن يَتَخَطَّفَكُمُ ٱلنَّاسُ فَـَٔاوَىٰكُمْ وَأَيَّدَكُم بِنَصْرِهِۦ وَرَزَقَكُم مِّنَ ٱلطَّيِّبَٰتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ
- عربى - نصوص الآيات : واذكروا إذ أنتم قليل مستضعفون في الأرض تخافون أن يتخطفكم الناس فآواكم وأيدكم بنصره ورزقكم من الطيبات لعلكم تشكرون
- عربى - التفسير الميسر : واذكروا أيها المؤمنون نِعَم الله عليكم إذ أنتم بـ"مكة" قليلو العدد مقهورون، تخافون أن يأخذكم الكفار بسرعة، فجعل لكم مأوى تأوون إليه وهو "المدينة"، وقوَّاكم بنصره عليهم يوم "بدر"، وأطعمكم من الطيبات -التي من جملتها الغنائم-؛ لكي تشكروا له على ما رزقكم وأنعم به عليكم.
- السعدى : وَاذْكُرُوا إِذْ أَنتُمْ قَلِيلٌ مُّسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ تَخَافُونَ أَن يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُم بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ
يقول تعالى ممتنا على عباده في نصرهم بعد الذلة، وتكثيرهم بعد القلة، وإغنائهم بعد العيلة. {وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الأرْضِ} أي: مقهورون تحت حكم غيركم {تَخَافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ} أي: يأخذونكم. {فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ} فجعل لكم بلدا تأوون إليه، وانتصر من أعدائكم على أيديكم، وغنمتم من أموالهم ما كنتم به أغنياء. {لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} اللّه على منته العظيمة وإحسانه التام، بأن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا.
- الوسيط لطنطاوي : وَاذْكُرُوا إِذْ أَنتُمْ قَلِيلٌ مُّسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ تَخَافُونَ أَن يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُم بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ
وبعد أن أمر- سبحانه- المؤمنين بالاستجابة له ونهاهم عن الوقوع في المعاصي.. أخذ في تذكيرهم بجانب من فضله عليهم فقال: وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ تَخافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ....
أى: اذْكُرُوا يا معشر المؤمنين إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ أى: وقت أن كنتم قلة مستضعفة في أرض مكة تحت أيدى كفار قريش. أو في أرض الجزيرة العربية حيث كانت الدولة لغيركم من الفرس والروم.
وقوله: تَخافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ أى: تخافون أن يأخذكم أعداؤكم أخذا سريعا. لقوتهم وضعفكم. يقال خطفه- من باب تعب- أى: استلبه بسرعة.
والمراد بالتذكر في قوله: اذْكُرُوا أن يتنبهوا بعقولهم وقلوبهم إلى نعم الله، وأن يداوموا على شكرها حتى يزيدهم- سبحانه- من فضله.
وإِذْ ظرف بمعنى وقت. وأَنْتُمْ مبتدأ، أخبر عنه بثلاثة أخبار بعده وهي قَلِيلٌ ومُسْتَضْعَفُونَ وتَخافُونَ.
والمراد بالناس: كفار قريش، أوهم وغيرهم من كفار العرب والفرس والروم.
وقوله: فَآواكُمْ وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّباتِ بيان لما من به عليهم من نعم بعد أن كانوا محرومين منها.
أى: اذكروا وقت أن كنتم قلة ضعيفة مستضعفة تخشى- أن يأخذها أعداؤها أخذا سريعا، فرفع الله عنكم بفضله هذه الحال، وأبدلكم خيرا منها، بأن آواكم إلى المدينة، وألف بين قلوبكم يا معشر المهاجرين والأنصار وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ في غزوة بدر، وقذف في قلوب أعدائكم الرعب منكم وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّباتِ أى: ورزقكم من الغنائم التي أحلها لكم بعد أن كانت محرمة على الذين من قبلكم، كما رزقكم- أيضا بكثير من المطاعم والمشارب الطيبة التي لم تكن متوفرة لكم قبل ذلك.
وقوله لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ تذييل قصد به حضهم على مداومة الشكر والطاعة لله- عز وجل- أى: نقلكم الله- تعالى- من الشدة إلى الرخاء، ومن القلة إلى الكثرة، ومن الضعف إلى القوة، ومن الخوف إلى الأمن، ومن الفقر إلى الغنى.. حتى تستمروا على طاعة الله وشكره، ولا يشغلكم عن ذلك أى شاغل.
قال ابن جرير: قال قتادة في قوله- تعالى- وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ..:
«كان هذا الحي من العرب أذل الناس ذلا، وأشقاه عيشا وأجوعه بطونا، وأعراه جلودا، وأبينه ضلالا، من عاش منهم عاش شقيا، ومن مات منهم ردى في النار، يؤكلون ولا يأكلون، والله ما نعلم قبيلا من حاضر أهل الأرض يومئذ كانوا أشر منهم منزلا، حتى جاء الله بالإسلام، فمكن به في البلاد، ووسع به في الرزق، وجعلكم به ملوكا على رقاب الناس. فبالاسلام أعطى الله ما رأيتم، فاشكروا الله على نعمه، فإن ربكم منعم يحب الشكر، وأهل الشكر في مزيد من الله- تعالى-» .
وبذلك نرى أن هذه الآيات الثلاثة قد جمعت بين الترغيب والترهيب والتذكير ... الترغيب
كما في قوله- تعالى-: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ....
والترهيب كما في قوله- تعالى-: وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً....
والتذكير كما في قوله- تعالى- وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ....
وبالترغيب في الطاعات، وبالترهيب من المعاصي، وبالتذكير بالنعم، ينجح الدعاة في دعوتهم إلى الله.
ثم وجه- سبحانه- بعد ذلك نداء رابعا وخامسا إلى المؤمنين فقال:
- البغوى : وَاذْكُرُوا إِذْ أَنتُمْ قَلِيلٌ مُّسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ تَخَافُونَ أَن يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُم بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ
قوله تعالى : ( واذكروا إذ أنتم قليل مستضعفون في الأرض ) يقول : واذكروا يا معشر المهاجرين إذ أنتم قليل في العدد ، مستضعفون في أرض مكة ، في ابتداء الإسلام ، ( تخافون أن يتخطفكم الناس ) يذهب بكم الناس ، يعني : كفار مكة . وقال عكرمة : كفار العرب : وقال وهب : فارس والروم ، ( فآواكم ) إلى المدينة ، ( وأيدكم بنصره ) أي : قواكم يوم بدر بالأنصار . وقال الكلبي : قواكم يوم بدر بالملائكة ، ( ورزقكم من الطيبات ) يعني : الغنائم ، أحلها لكم ولم يحلها لأحد قبلكم ، ( لعلكم تشكرون )
- ابن كثير : وَاذْكُرُوا إِذْ أَنتُمْ قَلِيلٌ مُّسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ تَخَافُونَ أَن يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُم بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ
ينبه تعالى عباده المؤمنين على نعمه عليهم وإحسانه إليهم ، حيث كانوا قليلين فكثرهم ، ومستضعفين خائفين فقواهم ونصرهم ، وفقراء عالة فرزقهم من الطيبات ، واستشكرهم فأطاعوه ، وامتثلوا جميع ما أمرهم . وهذا كان حال المؤمنين حال مقامهم بمكة قليلين مستخفين مضطرين يخافون أن يتخطفهم الناس من سائر بلاد الله ، من مشرك ومجوسي ورومي ، كلهم أعداء لهم لقلتهم وعدم قوتهم ، فلم يزل ذلك دأبهم حتى أذن الله لهم في الهجرة إلى المدينة ، فآواهم إليها ، وقيض لهم أهلها ، آووا ونصروا يوم بدر وغيره وآسوا بأموالهم ، وبذلوا مهجهم في طاعة الله وطاعة رسوله .
قال قتادة بن دعامة السدوسي - رحمه الله - في قوله تعالى : ( واذكروا إذ أنتم قليل مستضعفون في الأرض ) قال : كان هذا الحي من العرب أذل الناس ذلا وأشقاه عيشا ، وأجوعه بطونا ، وأعراه جلودا ، وأبينه ضلالا مكعومين على رأس حجر ، بين الأسدين فارس والروم ، ولا والله ما في بلادهم يومئذ من شيء يحسدون عليه ، من عاش منهم عاش شقيا ، ومن مات منهم ردي في النار ، يؤكلون ولا يأكلون ، والله ما نعلم قبيلا من حاضر أهل الأرض يومئذ كانوا أشر منزلا منهم ، حتى جاء الله بالإسلام فمكن به في البلاد ، ووسع به في الرزق ، وجعلهم به ملوكا على رقاب الناس . وبالإسلام أعطى الله ما رأيتم ، فاشكروا لله نعمه ، فإن ربكم منعم يحب الشكر ، وأهل الشكر في مزيد من الله [ تعالى ] .
- القرطبى : وَاذْكُرُوا إِذْ أَنتُمْ قَلِيلٌ مُّسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ تَخَافُونَ أَن يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُم بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ
قوله تعالى واذكروا إذ أنتم قليل مستضعفون في الأرض تخافون أن يتخطفكم الناس فآواكم وأيدكم بنصره ورزقكم من الطيبات لعلكم تشكرون
قوله تعالى واذكروا إذ أنتم قليل قال الكلبي : نزلت في المهاجرين ; يعني وصف حالهم قبل الهجرة وفي ابتداء الإسلام .
مستضعفون نعت .
في الأرض أي أرض مكة تخافون نعت أن يتخطفكم في موضع نصب . والخطف : الأخذ بسرعة الناس رفع على الفاعل . قتادة وعكرمة : هم مشركو قريش . وهب بن منبه : فارس والروم .
فآواكم قال ابن عباس : إلى الأنصار . السدي : إلى المدينة ; والمعنى واحد . آوى إليه " بالمد " : ضم إليه . وأوى إليه " بالقصر " : انضم إليه .
وأيدكم قواكم بنصره أي بعونه . وقيل : بالأنصار . وقيل : بالملائكة يوم بدر .
ورزقكم من الطيبات أي الغنائم لعلكم تشكرون قد تقدم معناه .
- الطبرى : وَاذْكُرُوا إِذْ أَنتُمْ قَلِيلٌ مُّسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ تَخَافُونَ أَن يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُم بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ
القول في تأويل قوله : وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الأَرْضِ تَخَافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (26)
قال أبو جعفر: وهذا تذكيرٌ من الله عز وجل أصحابَ رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومناصحة. يقول: أطيعوا الله ورسوله، أيها المؤمنون, واستجيبوا له إذا دعاكم لما يحييكم، ولا تخالفوا أمرَه وإن أمركم بما فيه عليكم المشقة والشدة, فإن الله يهوِّنه عليكم بطاعتكم إياه، ويعجِّل لكم منه ما تحبون, كما فعل بكم إذ آمنتم به واتبعتموه وأنتم قليلٌ يستضعفكم الكفار فيفتنونكم عن دينكم، (1) وينالونكم بالمكروه في أنفسكم وأعراضكم، (2) تخافون منهم أن يتخطفوكم فيقتلوكم ويصطلموا جميعكم (3) =(فآواكم)، يقول: فجعل لكم مأوى تأوون إليه منهم (4) =(وأيدكم بنصره)، يقول: وقواكم بنصره عليهم حتى قتلتم منهم من قتلتم ببدر (5) =(ورزقكم من الطيبات)، يقول: وأطعمكم غنيمتهم حلالا طيبًا (6) =(لعلكم تشكرون)، يقول: لكي تشكروه على ما رزقكم وأنعم به عليكم من ذلك وغيره من نعمه عندكم. (7)
* * *
واختلف أهل التأويل في " الناس " الذين عنوا بقوله: (أن يتخطفكم الناس).
فقال بعضهم: كفار قريش.
* ذكر من قال ذلك.
15914- حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج, عن ابن جريج, عن عكرمة قوله: (واذكروا إذ أنتم قليل مستضعفون في الأرض تخافون أن يتخطفكم الناس)، قال: يعني بمكة، مع النبي صلى الله عليه وسلم ومن تبعه من قريش وحلفائها ومواليها قبل الهجرة.
15915- حدثنا ابن عبد الأعلى قال، حدثنا محمد بن ثور, عن معمر, عن الكلبي= أو قتادة أو كلاهما (8) =(واذكروا إذ أنتم قليل مستضعفون) أنها نـزلت في يوم بدر, كانوا يومئذ يخافون أن يتخطفهم الناس, فآواهم الله وأيدهم بنصره.
15916- حدثني المثنى قال، حدثنا إسحاق قال، حدثنا عبد الرزاق, عن معمر, عن قتادة, بنحوه.
* * *
وقال آخرون: بل عُني به غيرُ قريش.
* ذكر من قال ذلك.
15917- حدثني المثنى قال، حدثنا إسحاق قال، حدثنا عبد الرزاق قال، أخبرني أبي قال، سمعت وهب بن منبه يقول في قوله عز وجل: (تخافون أن يتخطفكم الناس)، قال: فارس.
15918- . . . . قال ، حدثنا إسحاق قال، حدثنا إسماعيل بن عبد الكريم قال، حدثني عبد الصمد: أنه سمع وهب بن منبه يقول, وقرأ: (واذكروا إذ أنتم قليل مستضعفون في الأرض تخافون أن يتخطفكم الناس)، و " الناس " إذ ذاك، فارس والروم.
15919- . . . . قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد, عن قتادة قوله: (واذكروا إذ أنتم قليل مستضعفون في الأرض)، قال: كان هذا الحي من العرب أذلَّ الناس ذلا وأشقاهُ عيشًا, وأجوعَه بطونًا, (9) وأعراه جلودًا, وأبينَه ضلالا [مكعومين، على رأس حجر، بين الأسدين فارس والروم، ولا والله ما في بلادهم يومئذ من شيء يحسدون عليه]. (10) من عاش منهم عاش شقيًّا, ومن مات منهم رُدِّي في النار, يوكلون ولا يأكلون, والله ما نعلم قبيلا من حاضر أهل الأرض يومئذ كانوا أشرَّ منهم منـزلا (11) حتى جاء الله بالإسلام, فمكن به في البلاد, ووسَّع به في الرزق, وجعلكم به ملوكًا على رقاب الناس. فبالإسلام أعطى الله ما رأيتم, فاشكروا الله على نعمه, فإن ربكم منعمٌ يحب الشكر، وأهل الشكر في مزيد من الله تبارك وتعالى. (12)
* * *
قال أبو جعفر: وأولى القولين في ذلك عندي بالصواب, قولُ من قال: " عُني بذلك مشركو قريش "، لأن المسلمين لم يكونوا يخافون على أنفسهم قبل الهجرة من غيرهم, لأنهم كانوا أدنى الكفار منهم إليهم, وأشدَّهم عليهم يومئذ، مع كثرة عددهم، وقلة عدد المسلمين.
* * *
وأما قوله: (فآواكم)، فإنه يعني: آواكم المدينة,
وكذلك قوله: (وأيدكم بنصره)، بالأنصار.
* * *
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
15920- حدثني محمد بن الحسين قال، حدثنا أحمد بن مفضل قال، حدثنا أسباط, عن السدي: (فآواكم)، قال: إلى الأنصار بالمدينة=(وأيدكم بنصره)، وهؤلاء أصحابُ محمد صلى الله عليه وسلم، أيدهم بنصره يوم بدر.
15921- حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج, عن ابن جريج, عن عكرمة: (فآواكم وأيدكم بنصره ورزقكم من الطيبات)، يعني بالمدينة.
---------------------
الهوامش :
(1) انظر تفسير " القليل " فيما سلف 1 : 329 8 : 439 ، 577 9 : 331 .
(2) انظر تفسير " المستضعف " فيما سلف 12 : 542 13 : 76 ، 131 .
(3) انظر تفسير " الخطف " فيما سلف 1 : 357 .
(4) وانظر تفسير " المأوى " فيما سلف ص : 441 ، تعليق : 3 ، والمراجع هناك .
(5) انظر تفسير " أيد " فيما سلف 2 : 319 ، 320 5 : 379 6 : 242 11 : 213 ، 214 .
(6) انظر تفسير " الرزق " فيما سلف من فهارس اللغة ( رزق ) .
= و " الطيبات " فيما سلف منها ( طيب ) .
(7) في المطبوعة : " لكي تشكروا " ، وفي المخطوطة : " لكي تشكرون " ، ورجحت ما أثبت .
(8) هكذا في المخطوطة والمطبوعة : " أو كلاهما " ، وهو جائز .
(9) في المطبوعة : " بطونًا " وأثبت ما في المخطوطة .
(10) هذه الجملة بين القوسين لا بد منها ، فإن الترجمة أن فارس والروم هما المعنيان بهذا. وقد أثبتها من رواية الطبري قبل ، كما سيأتي في التخريج . وإغفال ذكرها في الخبر ، يوقع في اللبس والغموض .
(11) قوله : " أشر منهم منزلا " لم ترد في الخبر الماضي ، وكان مكانها : " والله ما نعلم قبيلا يومئذ من حاضر الأرض كانوا أصغر حظًا ، وأدق فيها شأنًا ، منهم " .
(12) الأثر : 15919 - مضى هذا الخبر بإسناده مطولا فيما سلف رقم : 7591 ، ومنه اجتلبت الزيادة والتصحيح .
- ابن عاشور : وَاذْكُرُوا إِذْ أَنتُمْ قَلِيلٌ مُّسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ تَخَافُونَ أَن يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُم بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ
عُطف على الأمر بالاستجابة لله فيما يدعوهم إليه ، وعلى إعلامهم بأن الله لا تخفى عليه نياتُهم ، وعلى التحذير من فتنة الخلاف على الرسول صلى الله عليه وسلم تذكيرُهم بنعمة الله عليهم بالعزة والنصر ، بعد الضعف والقلة والخوف ، ليذكروا كيف يسر الله لهم أسباب النصر من غير مظانها ، حتى أوصلهم إلى مكافحة عدوهم وأن يتقيَ أعداؤُهم بأسَهم ، فكيف لا يستجيبون لله فيما بعد ذلك ، وهم قد كثروا وعزوا وانتصروا ، فالخطاب للمؤمنين يومئذٍ ، ومجيء هذه الخطابات بعد وصفهم بالذين آمنوا إيماء إلى أن الإيمان هو الذي ساقَ لهم هذه الخيرات كلها ، وأنه سيكون هذا أثَرَه فيهم كلما احتفظوا عليه كُفُوه من قبللِ سُؤالهم ، ومن قبل تسديد حالهم ، فكيف لا يكونون بعد ترفّه حالهم أشد استجابة وأثبت قلوباً .
وفعل { واذكروا } مشتق من الذكر بضم الدال وهو التذكر لا ذكر اللسان ، أي تَذَكروا .
و { إذْ } اسم زمان مجرد عن الظرفية ، فهو منصوب على المفعول به ، أي اذكروا زمن كنتم قليلاً .
وجملة : { أنتم قليل } مضاف إليها { إذْ } ليحصل تعريف المضاف ، وجيء بالجملة اسمية للدلالة على ثبات وصف القلة والاستضعاف فيهم .
وأخبر ب { قليل } وهو مفرد عن ضمير الجماعة لأن قليلاً وكثيراً قد يجيئان غير مطابقين لما جريا عليه ، كما تقدم عند قوله تعالى : { معه ربيون كثيرٌ } في سورة [ آل عمران : 146 ].
والأرض يراد بها الدنيا كما تقدم عند قوله تعالى : { ولا تفسدوا في الأرض } في سورة [ الأعراف : 56 ] فالتعريف شبيه بتعريف الجنس ، أو أريد بها أرض مكة ، فالتعريف للعهد ، والمعنى تذكير المؤمنين بأيام إقامتهم بمكة قليلاً مستضعفين بين المشركين ، فإنهم كانوا حينئذٍ طائفة قليلة العدد قد جفاهم قومهم وعادوهم فصاروا لا قوم لهم وكانوا على دين لا يعرفه أحد من أهل العالم فلا يطمعون في نصرِ موافق لهم في دينهم وإذا كانوا كذلك وهم في مكة فهم كذلك في غيرها من الأرض فآواهم الله بأن صرف أهل مكة عن استيصالهم ثم بأن قيّض الإنصار أهلَ العقبة الأولى وأهلَ العقبة الثانية ، فأسْلموا وصاروا أنصاراً لهم بيثرب ، ثم أخرجهم من مكة إلى بلاد الحبشة فئاواهم بها ، ثم أمرهم بالهجرة إلى يثرب فئاواهم بها ، ثم صار جميع المؤمنين بها أعداء للمشركين فنصرهم هنالك على المشركين يوم بدر ، فالله الذي يسّر لهم ذلك كله قبل أن يكون لهم فيه كسب أو تعمّل ، أفلا يكون ناصراً لهم بعد أن ازدادوا وعزوا وسعَوا للنصر بأسبابه ، وأفلا يستجيبونهم له إذا دعاهم لما يحييهم وحالهم أقرب إلى النصر منها يوم كانوا قليلاً مستضعفين .
والتخطف شدة الخطف ، والخطف : الأخذ بسرعة ، وقد تقدم عند قوله تعالى : { يكاد البرق يخطف أبصارهم }
[ البقرة : 20 ] وهو هنا مستعار للغلبة السريعة لأن الغلبة شبه الأخذ ، فإذا كانت سريعة أشبهت الخطف ، قال تعالى : { ويتخطف الناس من حولهم } [ العنكبوت : 27 ] أي يأخذكم أعداؤكم بدون كبرى مشقة ، ولا طول محاربة إذ كنتم لقمة سَايغة لهم ، وكانوا أشد منكم قوة ، لولا أن الله صرفهم عنكم ، وقد كان المؤمنون خائفين في مكة ، وكانوا خائفين في طرق هجرتيْهم ، وكانوا خائفين يوم بدَر ، حتى أذاقهم الله نعمة الأمن من بعد النصر يوم بدر .
و { الناس } مراد بهم ناس معهودون وهم الأعداء ، المشركون من أهل مكة وغيرهم ، أي طائفة معروفة من جنس الناس من العراب الموالين لهم .
وما رزقهم الله من الطيبات : هي الأموال التي غنموها يوم بدر .
والإيواء : جعل الغيْر ءاوياً ، أي راجِعاً إلى الذي يجعله ، فيؤول معناه إلى الحفظ والرعاية .
والتأييد : التقوية أي جعل الشيء ذا أيد ، أي ذا قدرة على العمل ، لأن اليد يكنى بها عن القدرة قال تعالى : { واذْكر عبدنا داود ذا الأيد } [ ص : 17 ].
وجملة : { ورزقكم من الطيبات } إدماج بذكر نعمة توفير الرزق في خلال المنة بنعمة النصر وتوفير العَدد بعد الضعف والقلة ، فإن الأمن ووفرة العدد يجلبان سعة الرزق .
ومضمون هذه الآية صادق أيضاً على المسلمين في كل عصر من عصور النبوة والخلافة الراشدة ، فجماعتهم لم تزل في ازدياد عزة ومنعة ، ولم تزل منصورة على الأمم العظيمة التي كانوا يخافونها من قبل أن يؤمنوا ، فقد نصرهم الله على هوازن يوم حُنين ، ونصرهم على الروم يوم تَبوك ونصرهم على الفرس يوم القادسية ، وعلى الروم في مصر ، وفي برقة ، وفي إفريقية ، وفي بلاد الجلالقة ، وفي بلاد الفرنجة من أوروبا ، فلما زاغ المسلمون وتفرقوا أخذ أمرهم يقِف ثم ينقبض ابتداء من ظهور الدعوة العباسية ، وهي أعظم تفرق وقع في الدولة الإسلامية .
وقد نبههم الله تعالى بقوله : { لعلكم تشكرون } فلما أعطوا حق الشكر دام أمرهم في تصاعد ، وحين نَسوه أخذ أمرهم في تراجع ولله عاقبة الأمور .
ولم يزل النبي صلى الله عليه وسلم ينبه المسلمين بالموعظة أن لا يحيدوا عن أسباب بقاء عزهم ، وفي الحديث ، عن حذيفة بن اليمان قال : « قلت يا رسول الله إنّا كنا في جاهلية وشر ، فجاءنا الله بهذا الخير فهل بعد هذا الخَيْر من شَر » قال : نعم « قلت : وهل بعد ذلك الشر من خير؟ قال : نعم وفيه دَخَن » الحديث ، وفي الحديث الآخر « بُدىء هذا الدين غريباً وسيَعْود كما بُدىء » .
- إعراب القرآن : وَاذْكُرُوا إِذْ أَنتُمْ قَلِيلٌ مُّسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ تَخَافُونَ أَن يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُم بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ
«وَاذْكُرُوا» الجملة معطوفة. «إِذْ» ظرف لما مضى من الزمان متعلق بالفعل. «أَنْتُمْ» ضمير منفصل مبتدأ.
«قَلِيلٌ» خبر أول. «مُسْتَضْعَفُونَ» خبر ثان مرفوع وعلامة رفعه الواو لأنه جمع مذكر سالم. «فِي الْأَرْضِ» متعلقان ب : مستضعفون. «تَخافُونَ» مضارع مرفوع بثبوت النون والواو فاعل ، والجملة خبر ثالث. «أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ» مضارع منصوب والكاف مفعول به ، والمصدر المؤول من أن والفعل في محل نصب مفعول به. «النَّاسُ» فاعل. «فَآواكُمْ» آوى فعل ماض مبني على الفتحة المقدرة على الألف والكاف مفعول به. والفاعل ضمير مستتر تقديره هو والجملة معطوفة. «وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ» فعل ماض تعلق به الجار والمجرور والفاعل هو والكاف مفعوله والجملة معطوفة. «وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّباتِ» الجملة معطوفة. «لَعَلَّكُمْ» لعل والكاف اسمها وجملة «تَشْكُرُونَ» خبرها. وجملة لعلكم تعليلية لا محل لها.
- English - Sahih International : And remember when you were few and oppressed in the land fearing that people might abduct you but He sheltered you supported you with His victory and provided you with good things - that you might be grateful
- English - Tafheem -Maududi : وَاذْكُرُوا إِذْ أَنتُمْ قَلِيلٌ مُّسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ تَخَافُونَ أَن يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُم بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ(8:26) And recall when you were few in numbers and deemed weak in the land, fearful lest people do away with you. Then He provided you refuge, strengthened you with His help, and provided you sustenance with good things that you may be grateful. *21
- Français - Hamidullah : Et rappelez-vous quand vous étiez peu nombreux opprimés sur terre craignant de vous faire enlever par des gens Il vous donna asile vous renforça de Son secours et vous attribua de bonnes choses afin que vous soyez reconnaissants
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Und gedenkt als ihr wenige wart und auf der Erde unterdrückt wurdet und fürchtetet daß euch die Menschen wegschnappen würden Da hat Er euch Zuflucht gewährt euch mit Seiner Hilfe gestärkt und euch mit einigen von den guten Dingen versorgt auf daß ihr dankbar sein möget
- Spanish - Cortes : ¡Y recordad cuando erais pocos oprimidos en el país temerosos de que la gente os capturara Entonces os procuró refugio os fortaleció con Su auxilio y os proveyó de cosas buenas Quizás así fuerais agradecidos
- Português - El Hayek : E recordaivos de quando na vossa metrópole Makka éreis um punhado de subjugados; e temíeis que os homens incrédulos vos saqueassem; e Ele vos agraciou com todo bem para que Lhe agradecêsseis
- Россию - Кулиев : Помните что вы были малочисленны и считались слабыми на земле Вы опасались что люди схватят вас но Он дал вам убежище подкрепил вас Своей помощью и наделил вас благами чтобы вы были благодарны
- Кулиев -ас-Саади : وَاذْكُرُوا إِذْ أَنتُمْ قَلِيلٌ مُّسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ تَخَافُونَ أَن يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُم بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ
Помните, что вы были малочисленны и считались слабыми на земле. Вы опасались, что люди схватят вас, но Он дал вам убежище, подкрепил вас Своей помощью и наделил вас благами, чтобы вы были благодарны.Всевышний напомнил Своим рабам о милости, которую Он оказал им, одарив их победой после того, как они были унижены, приумножив их ряды после того, как они были малочисленны, наделив их богатством после того, как они были бедны. Они считались слабым народом и находились под властью других людей, но Аллах оказал им поддержку и ниспослал им многочисленные блага. Они нашли убежище в другом городе, одержали верх над своими противниками и завладели богатыми трофеями, благодаря которым стали богатыми и обеспеченными людьми. Быть может, они будут благодарны Аллаху за эту великую милость и совершенную добродетель. Быть может, они будут поклоняться только Ему одному, никого не приобщая к Нему в сотоварищи.
- Turkish - Diyanet Isleri : Yeryüzünde az sayıda olduğunuz ve zayıf sayıldığınız için insanların sizi esir olarak alıp götürmesinden korktuğunuz zamanları hatırlayın Allah şükredesiniz diye sizi barındırmış yardımıyla desteklemiş temiz şeylerle rızıklandırmıştır
- Italiano - Piccardo : Ricordate quando eravate pochi oppressi sulla terra e timorosi che gli altri si impadronissero di voi Poi vi diede sicurezza e vi soccorse con il Suo aiuto e vi dette cibo eccellente Sarete mai riconoscenti
- كوردى - برهان محمد أمين : یادی ئهوکاته بکهنهوه که ئێوه زۆر کهم و لاوازکراوو بێ هێزبوون لهزهویدا دهترسان که خهڵکی بتانڕفێنن بتانکوژن یان ئازارتان بدهن جا خوای باڵادهست جێ و ڕێی بۆ سازکردن و بههێزی کردن بهسهرکهوتن و یارمهتی خۆی و له ڕزق و ڕۆزیی و نازو نیعمهته پاکهکان بههرهوهری کردن بۆ ئهوهی سوپاسگوزاری بکهن ئهمهش مژدهیهکی بهردهوامه و پشت بهخوا بهم زووانه دێتهوه دی
- اردو - جالندربرى : اور اس وقت کو یاد کرو جب تم زمین مکہ میں قلیل اور ضعیف سمجھے جاتے تھے اور ڈرتے رہتے تھے کہ لوگ تمہیں اڑا نہ لے جائیں یعنی بےخان وماں نہ کردیں تو اس نے تم کو جگہ دی اور اپنی مدد سے تم کو تقویت بخشی اور پاکیزہ چیزیں کھانے کو دیں تاکہ اس کا شکر کرو
- Bosanski - Korkut : I sjetite se kada vas je bilo malo kad ste na Zemlji bili potlačeni – bojali ste se da vas ljudi ne pohvataju pa vam je On sklonište dao i Svojom pomoći vas pomogao i plijenom vas opskrbio da biste bili zahvalni
- Swedish - Bernström : Kom ihåg den tid då ni var få och svaga och levde i rädsla för övergrepp från andras [sida]; då skänkte Han er en fristad gav er hjälp och försörjde er med goda ting kanske visar ni tacksamhet
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Dan ingatlah hai para muhajirin ketika kamu masih berjumlah sedikit lagi tertindas di muka bumi Mekah kamu takut orangorang Mekah akan menculik kamu maka Allah memberi kamu tempat menetap Madinah dan dijadikanNya kamu kuat dengan pertolonganNya dan diberiNya kamu rezeki dari yang baikbaik agar kamu bersyukur
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : وَاذْكُرُوا إِذْ أَنتُمْ قَلِيلٌ مُّسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ تَخَافُونَ أَن يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُم بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ
(Dan ingatlah hai para Muhajirin ketika kalian masih berjumlah sedikit lagi tertindas di muka bumi) yakni Mekah (kalian takut orang-orang Mekah akan menculik kalian) mengambil kalian dengan cepat (maka Allah memberi kalian tempat menetap) yaitu kota Madinah (dan didukung-Nya kalian) Dia membuat kalian menjadi kuat (dengan pertolongan-Nya) ketika perang Badar, yaitu melalui bantuan para malaikat (dan diberi-Nya kalian rezeki dari yang baik-baik) berupa ganimah (agar kalian bersyukur) terhadap nikmat-nikmat-Nya. Ayat ini diturunkan berkenaan dengan Abu Lubabah alias Marwan bin Abdul Munzir. Nabi saw. telah mengutusnya kepada orang-orang Bani Quraizhah dengan membawa pesan darinya, supaya mereka mau tunduk di bawah kekuasaan Nabi saw. Maka Abu Lubabah bermusyawarah dengan mereka; akan tetapi ia mengisyaratkan dengan tangannya kepada mereka, bahwa jika mereka tunduk maka hukumannya adalah sembelih (maut). Abu Lubabah sengaja berbuat demikian demi untuk melindungi anak-anak dan harta bendanya yang berada di antara mereka.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : আর স্মরণ কর যখন তোমরা ছিলে অল্প পরাজিত অবস্থায় পড়েছিলে দেশে; ভীতসস্ত্রস্ত্র ছিলে যে তোমাদের না অন্যেরা ছোঁ মেরে নিয়ে যায়। অতঃপর তিনি তোমাদিগকে আশ্রয়ের ঠিকানা দিয়েছেন স্বীয় সাহায্যের দ্বারা তোমাদিগকে শক্তি দান করেছেন এবং পরিচ্ছন্ন জীবিকা দিয়েছেন যাতে তোমরা শুকরিয়া আদায় কর।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : "நீங்கள் பூமியில் மக்காவில் சிறு தொகையினராகவும் பலஹீனர்களாகவும் இருந்த நிலையில் உங்களை எந்த நேரத்திலும் மனிதர்கள் இறாஞ்சிக் கொண்டு சென்று விடுவார்கள் என்று நீங்கள் பயப்பட்டுக் கொண்டிருந்த போது அவன் உங்களுக்கு மதீனாவில் புகலிடம் அளித்துத் தன் உதவியைக் கொண்டு உங்களை பலப்படுத்தினான் இன்னும் பரிசுத்தமான ஆகாரங்களையும் அவன் உங்களுக்கு அளித்தான்; இவற்றை நினைவு கூர்ந்து அவனுக்கு நீங்கள் நன்றி செலுத்துவீர்காளாக"
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : “และพวกเจ้าจงรำลึก ขณะที่พวกเจ้ามีจำนวนน้อยซึ่งเป็นผู้อ่อนแอในแผ่นดินโดยที่พวกเจ้ากลัวว่าผู้คนจะโฉบเฉี่ยว พวกเจ้าไปแล้วพระองค์ได้ทรงให้พวกเจ้ามีที่พักพิง และได้ทรงสนับสนุนพวกเจ้าด้วยการช่วยเหลือของพระองค์ และได้ทรงประทานปัจจัยยังชีพแก่พวกเจ้าจากสิ่งที่ดี ๆ ทั้งหลาย เพื่อว่าพวกเจ้าจะได้ขอบคุณ”
- Uzbek - Мухаммад Содик : Сиз ер юзида оз сонли заифҳол бўлиб одамлар сизни тутиб олишидан қўрқиб юрган ҳолингизни эсланг Бас У зот сизга жой берди Ўз нусрати ила қўллади ва сизларга пок нарсаларни ризқ қилиб берди Шоядки шукр қилсангиз Аллоҳ таоло мусулмонларга жуда қийин пайтларида ҳам Ўзи ёрдам берганини эслатмоқда Исломий даъватнинг бошланишида мусулмонлар оз сонли заифҳол эдилар Маккада қўрқиб бекиниб юрардилар
- 中国语文 - Ma Jian : 你们应当记得,当时你们在地方上是少数,是被人认为软弱可欺的,你们生怕当别人的俘虏,但他使你们安居,并以他的援助辅助你们,以佳美的食物供给你们,以便你们感谢。
- Melayu - Basmeih : Dan ingatlah ketika kamu sedikit bilangannya serta tertindas di bumi kamu takut orangorang menangkap dan melarikan kamu maka Allah memberi kamu tempat bermustautin dan diperkuatkanNya kamu dengan pertolonganNya serta dikurniakanNya kamu dari rezeki yang baikbaik supaya kamu bersyukur
- Somali - Abduh : Xusuustana markaad ahaydeen kuwo yaroo lagu Tabar darraysto Dhulka Makaad idinkoo ka Cabsan in Dadku idin dafo oo markaas uu idin Dhaweeyey Dumay idinkuna Xoojiyey Gargaarkiisa idinkuna Arzaaqay Wanaag Xalaal inaad ky Mahdisaan
- Hausa - Gumi : Ku tuna a lõkacin da kuke kaɗan waɗanda ake raunanarwã a cikin ƙasa kunã tsõron mutãne su cafe ku sai Ya tattara ku a wurin natsuwa Maɗina kuma Ya ƙarfafã ku da taimakonSa kuma Ya azurtã ku daga abũbuwa mãsu dãɗi; Tsammãninku kunã gõdẽwa
- Swahili - Al-Barwani : Na kumbukeni mlipo kuwa wachache mkionekana wanyonge katika nchi mnaogopa watu wasikunyakueni naye akakupeni pahala pazuri pa kukaa na akakutieni nguvu kwa nusura yake na akakupeni riziki nzuri ili mpate kushukuru
- Shqiptar - Efendi Nahi : Dhe kujtohuni kur ishit pak në numër ju konsideronin të dobët e druajshit se njerëzit do t’ju përlajnë në Tokë; e Ai me ndihmën e Tij ju strehoi dhe ju forcoi juve e ju furnizoi me të mira për t’iu falenderuar
- فارسى - آیتی : و به ياد آوريد آن هنگام را كه اندك بوديد و در شمار زبونشدگان اين سرزمين، بيم آن داشتيد كه مردم شما را از ميان بردارند و خدا پناهتان داد و يارى كرد و پيروز گردانيد و از چيزهاى پاكيزه روزى داد، باشد كه سپاس گوييد.
- tajeki - Оятӣ : Ва ба ёд оваред он ҳангомро, ки андак будед ва д а р шумори хоршудагони ин сарзамин бими он доштед, ки мардум шуморо аз миён бардоранд ва Ху до паноҳатон дод ва ёрӣ кард ва пирӯз гардонид ва аз чизҳои покиза рӯзи дод, ки шояд шукр гӯед!
- Uyghur - محمد صالح : ياد ئېيتىڭلاركى، ئۆز ۋاقتىدا سىلەر (مەككە) زېمىنىدا ئاز سانلىق بولۇپ، بوزەك قىلىنغان ئىدىڭلار، كىشىلەر (يەنى مۇشرىكلار) نىڭ تالان - تاراج قىلىشىدىن قورقاتتىڭلار، شۈكۈر قىلىشىڭلار ئۈچۈن اﷲ سىلەرنى (مەدىنىدە) يەرلەشتۈردى، (بەدرى ئۇرۇشىدا) ئۆز ياردىمى بىلەن سىلەرنى كۈچلەندۈردى. سىلەرگە ھالال نەرسىلەر (يەنى غەنىيمەتلەر) نى رىزىق قىلىپ بەردى
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : ഓര്ക്കു ക: നിങ്ങള് എണ്ണത്തില് വളരെ കുറവായിരുന്ന കാലം! ഭൂമിയില് നിങ്ങളന്ന് നന്നെ ദുര്ബകലരായാണ് കരുതപ്പെട്ടിരുന്നത്. ആളുകള് നിങ്ങളെ റാഞ്ചിയെടുത്തേക്കുമോയെന്നുപോലും നിങ്ങള് ഭയപ്പെട്ടിരുന്നു. പിന്നീട് അല്ലാഹു നിങ്ങള്ക്ക് അഭയമേകി. തന്റെ സഹായത്താല് നിങ്ങളെ പ്രബലരാക്കി. നിങ്ങള്ക്ക്ു ഉത്തമമായ ജീവിതവിഭവങ്ങള് നല്കിഅ. നിങ്ങള് നന്ദിയുള്ളവരാകാന്.
- عربى - التفسير الميسر : واذكروا ايها المومنون نعم الله عليكم اذ انتم بـ"مكه" قليلو العدد مقهورون تخافون ان ياخذكم الكفار بسرعه فجعل لكم ماوى تاوون اليه وهو "المدينه" وقواكم بنصره عليهم يوم "بدر" واطعمكم من الطيبات التي من جملتها الغنائم لكي تشكروا له على ما رزقكم وانعم به عليكم
*21). The reference to gratefulness in the verse is worthy of reflection. Bearing in mind the subject under discussion, it appears that gratefulness does not simply mean that Muslims should acknowledge God's favour to them insofar as He rescued them from their state of abject weakness. God had not only salvaged them from an insecure life in Makka and provided them with a haven of security in Madina where they enjoyed an abundance of livelihood. Gratefulness does not simply require all that. Apart from acknowledging God's favour, gratefulness also demands that Muslims should faithfully obey God and His Messenger out of a consciousness of God's munificence, out of loyalty and devotion to the Prophet's mission, and should cast aside all dangers, hardships and misfortunes that might confront them. In their struggle for God's cause Muslims should have complete trust in God Who has helped them on earlier occasions and Who has delivered them from dangers. The Muslims should also have faith that if they work sincerely in God's cause He will certainly help and protect them. Hence, the gratefulness expected of the Muslims does not simply consist of a verbal acknowledgement of God's benefaction. Gratefulness to God should manifest itself in actual deeds as well. If someone were to acknowledge the favour of his Lord, and yet is slack in seeking His good pleasure, lacks sincerity in serving Him, and entertains doubts that God's benefaction will continue in the future, then that can hardly be characterized as gratitude.