- عربي - نصوص الآيات عثماني : وَمَا لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ ٱللَّهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ ٱلْمَسْجِدِ ٱلْحَرَامِ وَمَا كَانُوٓاْ أَوْلِيَآءَهُۥٓ ۚ إِنْ أَوْلِيَآؤُهُۥٓ إِلَّا ٱلْمُتَّقُونَ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ
- عربى - نصوص الآيات : وما لهم ألا يعذبهم الله وهم يصدون عن المسجد الحرام وما كانوا أولياءه ۚ إن أولياؤه إلا المتقون ولكن أكثرهم لا يعلمون
- عربى - التفسير الميسر : وكيف لا يستحقُّون عذاب الله، وهم يصدون أولياءه المؤمنين عن الطواف بالكعبة والصلاة في المسجد الحرام؟ وما كانوا أولياء الله، إنْ أولياء الله إلا الذين يتقونه بأداء فرائضه واجتناب معاصيه، ولكن أكثر الكفار لا يعلمون؛ فلذلك ادَّعوا لأنفسهم أمرًا، غيرهم أولى به.
- السعدى : وَمَا لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَا كَانُوا أَوْلِيَاءَهُ ۚ إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلَّا الْمُتَّقُونَ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ
فهذا مانع يمنع من وقوع العذاب بهم، بعد ما انعقدت أسبابه ثم قال: {وَمَا لَهُمْ أَلا يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ} أي: أي شيء يمنعهم من عذاب اللّه، وقد فعلوا ما يوجب ذلك، وهو صد الناس عن المسجد الحرام، خصوصا صدهم النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأصحابه، الذين هم أولى به منهم، ولهذا قال: {وَمَا كَانُوا} أي: المشركون {أَوْلِيَاءَهُ} يحتمل أن الضمير يعود إلى اللّه، أي: أولياء اللّه. ويحتمل أن يعود إلى المسجد الحرام، أي: وما كانوا أولى به من غيرهم. {إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلا الْمُتَّقُونَ} وهم الذين آمنوا باللّه ورسوله، وأفردوا اللّه بالتوحيد والعبادة، وأخلصوا له الدين. {وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ} فلذلك ادَّعَوْا لأنفسهم أمرا غيرهم أولى به.
- الوسيط لطنطاوي : وَمَا لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَا كَانُوا أَوْلِيَاءَهُ ۚ إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلَّا الْمُتَّقُونَ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ
ثم بين- سبحانه- بعض الجرائم التي ارتكبها المشركون، والتي تجعلهم مستحقين لعذاب الله، فقال- تعالى-: وَما لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ، وَما كانُوا أَوْلِياءَهُ، إِنْ أَوْلِياؤُهُ إِلَّا الْمُتَّقُونَ وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ.
والمعنى: وأى شيء يمنع من عذاب مشركي قريش بعد خروجك- يا محمد- وخروج المؤمنين المستضعفين من بين أظهرهم؟ إنه لا مانع أبدا من وقع العذاب عليهم وقد وجد مقتضية منهم، حيث اجترحوا من المنكرات والسيئات ما يجعلهم مستحقين للعقاب الشديد.
فالاستفهام في قوله وَما لَهُمْ.. إنكارى بمعنى النفي. أى: لا مانع من تعذيب الله لهم وقوله وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ جملة حالية مبينة لجريمة من جرائمهم الشنيعة، أى: لا مانع يمنع من تعذيبهم: وكيف لا يعذبون وحالهم أنهم يمنعون المؤمنين عن الطواف بالمسجد الحرام، ومن زيارته. ومن مباشرة عباداتهم عنده..؟ إنهم لا بد أن يعذبوا على هذه الجرائم.
ولقد أوقع الله بهم عذابه في الدنيا: ومن ذلك ما حدث لهم يوم بدر من قتل صناديدهم ومن أسر وجهائهم.
وأما عذابهم في الآخرة فهو أشد وأبقى من عذابهم في الدنيا.
وقوله: وَما كانُوا أَوْلِياءَهُ رد على ما كانوا يقولونه بالباطل: نحن ولاة البيت الحرام، فلنا أن نصد من نشاء عن دخوله، ولنا أن نبيح لمن نشاء دخوله.
أى: إن هؤلاء المشركين ما كانوا في يوم من الأيام أهلا لولاية البيت الحرام بسبب شركهم وعداوتهم- لله تعالى- رب هذا البيت.
وقوله إِنْ أَوْلِياؤُهُ إِلَّا الْمُتَّقُونَ وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ بيان للمستحقين لولاية البيت الحرام، بعد نفيها عن المشركين.
أى: إن هؤلاء المشركين ليسوا أهلا لولاية البيت الحرام، وليسوا أهلا لأن يكونوا أولياء لله- تعالى- بسبب كفرهم وجحودهم، وإنما المستحقون لذلك هم المتقون الذين صانوا أنفسهم عن الكفر وعن الشرك وعن كل ما يغضب الله، ولكن أكثر هؤلاء المشركين لا يعلمون ذلك بسبب جهلهم وتماديهم في الجحود والضلال.
وقد جاءت جملة إِنْ أَوْلِياؤُهُ إِلَّا الْمُتَّقُونَ مؤكدة بأقوى ألوان التأكيد، لنفى كل ولاية على البيت الحرام سوى ولايتهم هم.
ونفى- سبحانه- العلم عن أكثر المشركين، لأن قلة منهم كانت تعلم أنه لا ولاية لها على المسجد الحرام ولكنها كانت تجحد ذلك عنادا وغرورا. أو أن المراد بالأكثر الكل، لأن للأكثر حكم الكل في كثير من الأحكام، كما أن الأقل قد لا يعتبر فينزل منزلة العدم.
- البغوى : وَمَا لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَا كَانُوا أَوْلِيَاءَهُ ۚ إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلَّا الْمُتَّقُونَ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ
قوله تعالى : ( وما لهم ألا يعذبهم الله ) أي : وما يمنعهم من أن يعذبوا ، يريد بعد خروجك من بينهم ، ( وهم يصدون عن المسجد الحرام ) أي : يمنعون المؤمنين من الطواف بالبيت .
وقيل : أراد بالعذاب الأول عذاب الاستئصال ، وأراد بقوله " وما لهم ألا يعذبهم الله " أي : بالسيف .
وقيل : أراد بالأول عذاب الدنيا ، وبهذه الآية عذاب الآخرة .
وقال الحسن : الآية الأولى وهي قوله : " وما كان الله ليعذبهم " منسوخة بقوله تعالى : " وما لهم ألا يعذبهم الله " .
( وما كانوا أولياءه ) قال الحسن : كان المشركون يقولون نحن أولياء المسجد الحرام ، فرد الله عليهم بقوله : " وما كانوا أولياءه " أي : أولياء البيت ، ( إن أولياؤه ) أي : ليس أولياء البيت ، ( إلا المتقون ) يعني : المؤمنين الذين يتقون الشرك ، ( ولكن أكثرهم لا يعلمون )
- ابن كثير : وَمَا لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَا كَانُوا أَوْلِيَاءَهُ ۚ إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلَّا الْمُتَّقُونَ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ
يخبر تعالى أنهم أهل لأن يعذبهم ، ولكن لم يوقع ذلك بهم لبركة مقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بين أظهرهم ؛ ولهذا لما خرج من بين أظهرهم ، أوقع الله بهم بأسه يوم بدر ، فقتل صناديدهم وأسرت سراتهم . وأرشدهم تعالى إلى الاستغفار من الذنوب ، التي هم متلبسون بها من الشرك والفساد .
قال قتادة والسدي وغيرهما : لم يكن القوم يستغفرون ، ولو كانوا يستغفرون لما عذبوا .
واختاره ابن جرير ، فلولا ما كان بين أظهرهم من المستضعفين من المؤمنين المستغفرين ، لأوقع بهم البأس الذي لا يرد ، ولكن دفع عنهم بسبب أولئك ، كما قال تعالى في يوم الحديبية : ( هم الذين كفروا وصدوكم عن المسجد الحرام والهدي معكوفا أن يبلغ محله ولولا رجال مؤمنون ونساء مؤمنات لم تعلموهم أن تطئوهم فتصيبكم منهم معرة بغير علم ليدخل الله في رحمته من يشاء لو تزيلوا لعذبنا الذين كفروا منهم عذابا أليما ) [ الفتح : 25 ] .
قال ابن جرير : حدثنا ابن حميد ، حدثنا يعقوب ، عن جعفر بن أبي المغيرة ، عن ابن أبزى قال : كان النبي - صلى الله عليه وسلم - بمكة ، فأنزل الله : ( وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم ) قال : فخرج النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى المدينة ، فأنزل الله : ( وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون ) قال : وكان أولئك البقية من المؤمنين الذين بقوا فيها يستغفرون - يعني بمكة - فلما خرجوا ، أنزل الله : ( وما لهم ألا يعذبهم الله وهم يصدون عن المسجد الحرام وما كانوا أولياءه ) قال : فأذن الله في فتح مكة ، فهو العذاب الذي وعدهم .
وروي عن ابن عباس ، وأبي مالك والضحاك ، وغير واحد نحو هذا .
وقد قيل : إن هذه الآية ناسخة لقوله : ( وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون ) على أن يكون المراد صدور الاستغفار منهم أنفسهم .
قال ابن جرير : حدثنا ابن حميد ، حدثنا يحيى بن واضح ، عن الحسين بن واقد ، عن يزيد النحوي ، عن عكرمة والحسن البصري قالا قال في " الأنفال " : ( وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون ) فنسختها الآية التي تليها : ( وما لهم ألا يعذبهم الله ) إلى قوله : ( فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون ) فقوتلوا بمكة ، فأصابهم فيها الجوع والضر .
وكذا رواه ابن أبي حاتم من حديث أبي تميلة يحيى بن واضح .
وقال ابن أبي حاتم : حدثنا الحسن بن محمد بن الصباح ، حدثنا حجاج بن محمد ، عن ابن جريج وعثمان بن عطاء ، عن عطاء ، عن ابن عباس : ( وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون ) ثم استثنى أهل الشرك فقال [ تعالى ] : ( وما لهم ألا يعذبهم الله وهم يصدون عن المسجد الحرام )
وقوله : ( وما لهم ألا يعذبهم الله وهم يصدون عن المسجد الحرام وما كانوا أولياءه إن أولياؤه إلا المتقون ولكن أكثرهم لا يعلمون ) أي : وكيف لا يعذبهم الله وهم يصدون عن المسجد الحرام أي الذي ببكة ، يصدون المؤمنين الذين هم أهله عن الصلاة عنده والطواف به ؛ ولهذا قال : ( وما كانوا أولياءه ) أي : هم ليسوا أهل المسجد الحرام ، وإنما أهله النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه ، كما قال تعالى : ( ما كان للمشركين أن يعمروا مساجد الله شاهدين على أنفسهم بالكفر أولئك حبطت أعمالهم وفي النار هم خالدون إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وآتى الزكاة ولم يخش إلا الله فعسى أولئك أن يكونوا من المهتدين ) [ التوبة : 17 ، 18 ] ، وقال تعالى : ( وصد عن سبيل الله وكفر به والمسجد الحرام وإخراج أهله منه أكبر عند الله [ والفتنة أكبر من القتل ] ) الآية [ البقرة : 217 ] . .
وقال الحافظ أبو بكر بن مردويه في تفسير هذه الآية : حدثنا سليمان بن أحمد - هو الطبراني - حدثنا جعفر بن إلياس بن صدقة المصري ، حدثنا نعيم بن حماد ، حدثنا نوح بن أبي مريم ، عن يحيى بن سعيد الأنصاري ، عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال : سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : من آلك ؟ قال : كل تقي ، وتلا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( إن أولياؤه إلا المتقون )
وقال الحاكم في مستدركه : حدثنا أبو بكر الشافعي ، حدثنا إسحاق بن الحسن ، حدثنا أبو حذيفة ، حدثنا سفيان ، عن عبد الله بن عثمان بن خثيم عن إسماعيل بن عبيد بن رفاعة ، عن أبيه ، عن جده قال : جمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قريشا فقال : هل فيكم من غيركم ؟ قالوا : فينا ابن أختنا وفينا حليفنا ، وفينا مولانا . فقال : حليفنا منا ، وابن أختنا منا ، ومولانا منا ، إن أوليائي منكم المتقون .
ثم قال : هذا [ حديث ] صحيح ، ولم يخرجاه .
وقال عروة ، والسدي ، ومحمد بن إسحاق في قوله تعالى : ( إن أولياؤه إلا المتقون ) قال : هم محمد - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه ، رضي الله عنهم .
وقال مجاهد : هم المجاهدون ، من كانوا ، وحيث كانوا .
ثم ذكر تعالى ما كانوا يعتمدونه عند المسجد الحرام ، وما كانوا يعاملونه به
- القرطبى : وَمَا لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَا كَانُوا أَوْلِيَاءَهُ ۚ إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلَّا الْمُتَّقُونَ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ
قوله تعالى وما لهم ألا يعذبهم الله وهم يصدون عن المسجد الحرام وما كانوا أولياءه إن أولياؤه إلا المتقون ولكن أكثرهم لا يعلمون قوله تعالى : وما لهم ألا يعذبهم الله المعنى : وما يمنعهم من أن يعذبوا . أي إنهم مستحقون العذاب لما ارتكبوا من القبائح والأسباب ، ولكن لكل أجل كتاب ; فعذبهم الله بالسيف بعد خروج النبي صلى الله عليه وسلم . وفي ذلك نزلت : سأل سائل بعذاب واقع وقال الأخفش : إن " أن " زائدة . قال النحاس : لو كان كما قال لرفع يعذبهم ولكن أكثرهم لا يعلمون أي إن المتقين أولياؤه .
- الطبرى : وَمَا لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَا كَانُوا أَوْلِيَاءَهُ ۚ إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلَّا الْمُتَّقُونَ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ
القول في تأويل قوله : وَمَا لَهُمْ أَلا يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ
واختلف أهل العربية في وجه دخول " أن " في قوله: " وما لهم ألا يعذبهم الله ".
فقال بعض نحويي البصرة: هي زائدة ههنا, وقد عملت كما عملت " لا " وهي زائدة, وجاء في الشعر: (1)
لَـوْ لَـمْ تَكـنْ غَطَفَـانُ لا ذُنُوبَ لَهَا
إلَــيَّ, لامَ ذَوُو أحْسَــابِهَا عُمَــرَا (2)
وقد أنكر ذلك من قوله بعض أهل العربية وقال: لم تدخل " أن " إلا لمعنى صحيح, لأن معنى: " وما لهم "، ما يمنعهم من أن يعذبوا. قال: فدخلت " أن " لهذا المعنى, وأخرج ب " لا ", ليعلم أنه بمعنى الجحد, لأن المنع جحد. قال: و " لا " في البيت صحيح معناها, لأن الجحد إذا وقع عليه جحد صار خبرًا. (3)
وقال: ألا ترى إلى قولك: " ما زيد ليس قائما ", فقد أوجبت القيام؟ قال: وكذلك " لا " في هذا البيت. (4)
* * *
القول في تأويل قوله : وَمَا كَانُوا أَوْلِيَاءَهُ إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلا الْمُتَّقُونَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ (34)
قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: وما لهؤلاء المشركين ألا يعذبهم الله وهم يصدون عن المسجد الحرام, ولم يكونوا أولياء الله= " إن أولياؤه "، (5) يقول: ما أولياء الله= " إلا المتقون ", يعني: الذين يتقون الله بأداء فرائضه, واجتناب معاصيه. (6)
= " ولكن أكثرهم لا يعلمون " يقول: ولكن أكثر المشركين لا يعلمون أن أولياء الله المتقون، بل يحسبون أنهم أولياء الله .
* * *
وبنحو ما قلنا قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
16018 - حدثني محمد بن الحسين قال: حدثنا أحمد بن المفضل قال: حدثنا أسباط, عن السدي: " وما كانوا أولياءه إن أولياؤه إلا المتقون "، هم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم .
16019 - حدثني محمد بن عمرو قال: حدثنا أبو عاصم قال: حدثنا عيسى, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد, في قول الله: " إن أولياؤه إلا المتقون "، مَن كانوا، وحيث كانوا.
16020- حدثني المثنى قال: حدثنا أبو حذيفة قال: حدثنا شبل, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد, مثله.
16021 - حدثنا ابن حميد قال: حدثنا سلمة, عن ابن إسحاق: " وما كانوا أولياءه إن أولياؤه إلا المتقون "، الذين يحرمون حرمته, (7) ويقيمون الصلاة عنده, أي: أنت= يعني النبي صلى الله عليه وسلم= ومن آمن بك= يقول: " ولكن أكثرهم لا يعلمون ". (8)
---------------------
الهوامش :
(1) هو الفرزدق .
(2) سلف البيت وتخريجه 5 : 302 ، 303 ، وروايته هناك: " إذن للام ذود أحسابها " ، وقد فسرته هناك ، وزعمت أن " الذنوب " بفتح الذال بمعنى : الحظ والنصيب عن الشرف والحسب والمروءة .
أمَّا رواية البيت كما جاءت هنا ، وفي الديوان ، توجب أن تكون " الذنوب " جمع " ذنب " .فهذا فرق ما بين الروايتين والمعنيين .
(3) يعني بقوله : " خبرًا " ، أي : إثباتًا .
(4) انظر معاني القرآن للفراء 1 : 163 - 166 ، وما سلف من التفسير 5 : 300 - 305 .
(5) انظر تفسير " ولي " فيما سلف من فهارس اللغة ( ولي ) .
(6) وتفسير " التقوى " فيما سلف من فهارس اللغة ( وقى ) .
(7) في المطبوعة والمخطوطة مكان : " يحرمون حرمنه " ، " يخرجون منه " ، وهذا من عجائب التحريف من طريق الاختصار !! ، والصواب من سيرة ابن هشام .
(8) الأثر : 16021 - سيرة ابن هشام 2 : 325 ، 326 ، وهو تابع الأثر السالف رقم : 16003 .
- ابن عاشور : وَمَا لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَا كَانُوا أَوْلِيَاءَهُ ۚ إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلَّا الْمُتَّقُونَ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ
عطف على قوله : { وما كان الله ليعذبهم وأنتَ فيهم } [ الأنفال : 33 ] وهو ارتقاء في بيان أنهم أحقاء بتعذيب الله إياهم ، بياناً بالصراحة .
و { ما } استفهامية ، والاستفهام إنكاري ، وهي في محل المبتدأ و { لهم } خبره ، واللام للاستحقاق والتقدير ما الذي ثبت لهم لأن ينتفي عنهم عذاب الله فكلمة ( ما ) اسم استفهام إنكاري ، والمعنى : لم يثبت لهم شيء .
و { أنْ لا يعذبهم } مجرور بلام جر محذوفة بعد ( إن ) على الشائِع من حذف الجر مع ( أنْ ) والتقدير : أي شيء كان لهم في عدم تعذيبهم أي لم يكن شيء في عدم تعذيبهم أو مِن عدم تعذيبهم أي أنهم لا شيء يمنعهم من العذاب ، والمقصود الكناية عن استحقاقهم العذاب وحلوله بهم ، أوْ توقع حلوله بهم ، تقول العرب : مَالك أنْ لا تُكْرِمَ ، أي : أنت حقيق بأن تكَرم ولا يمنعك من الإكرام شيء ، فاللفظ نفي لمانع الفعل ، والمقصود أن الفعل توفرت أسبابه ثم انتفت موانعه ، فلم يبق ما يحول بينك وبينه .
وقد يتركون ( أن ) ويقولون : مالك لا تفعل فتكون الجملة المنفية بعد الاستفهام في موضع الحال وتكون تلك الحال هي مُثير الاستفهام الإنكاري ، وهذا هو المعنى الجاري على الاستعمال .
وجوزوا أن تكون { ما } في الآية نافية فيكون { أن لا يعذبهم } اسمها و { لهم } خبرها والتقدير وما عدم التعذيب كائناً لهم .
وجملة : { وهم يصدون عن المسجد الحرام } في موضع الحال على التقديرين .
والصد الصرف ، ومفعول { يصدون } محذوف دل عليه السياق ، أي يصدون المؤمنين عن المسجد الحرام بقرينة قوله : { إنْ أولياؤه إلاّ المتقون } فكان الصد عن المسجد الحرام جريمة عظيمة يستحق فاعلوه عذاب الدنيا قبيل عذاب الآخرة ، لأنه يؤول إلى الصد عن التوحيد لأن ذلك المسجد بنَاه مُؤسسه ليكون علَماً على توحيد الله ومأوى للموحدين ، فصدهم المسلمين عنه ، لأنهم آمنوا بإله واحد ، صرف له عن كونه علَماً على التوحيد ، إذ صار الموحدون مَعدودين غيرَ أهل لزيادته ، فقد جعلوا مضادين له ، فلزم أن يكون ذلك المسجد مضاداً للتوحيد وأهلِه ، ولذلك عقب بقوله : { وما كانوا أولياءه إن أولياؤه إلاّ المتقون } وهذا كقوله : { ومن يُرد فيه بإلحادٍ بظلممٍ نذقه من عذاببٍ أليمٍ } [ الحج : 25 ] ، والظلم الشرك لقوله : { إن الشرك لظلمٌ عظيمٌ } [ لقمان : 13 ].
وهذا الصد الذي ذكرتْه الآية : هو عزمهم على صدّ المسلمين المهاجرين عن أن يحجوا ويعْتمروا ، ولعلهم أعلنوا بذلك بحيث كان المسلمون لا يدخلون مكة . وفي «الكشاف» : «كانوا يقولون نحن وُلاَة البيت والحرم فنصد من نشاء ونُدخل من نشاء» .
قلت : ويشهد لذلك قضية سعد بن معاذ مع أبي جهل ففي «صحيح البخاري» عن عبد الله بن مسعود ، أنه حدث عن سعد بن معاذ : «أنه كان صديقاً لأمية بن خلف ، وكان أمية إذا مرَّ بالمدينة نزل على سعد ، وكان سعد إذا مرَّ بمكة نزل على أمية ، فلما هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة انطلق سعد معتمراً فنزل على أمية بمكة فقال لأمية انظُرْ لي ساعة خلوة لعليَ أطوف بالبيت فخرج قريباً من نصف النهار ، فلقيهما أبو جهل ، فقال : يا أبا صفوان مَن ( كنية أمية بن خلف ) هذا معك فقال : هذا سعد ، فقال له أبو جهل : ألا أراك تطوف باليبت آمناً وقد آوَيْتُم الصباة أما والله لولا أنك مع أبي صفوان ما رجعتَ إلى أهلك سالماً» الحديث .
وقد أفادت الآية : أنهم استحقوا العذاب فنبهت على أن ما أصابهم يوم بدر ، من القتل والأسر ، هو من العذاب ، ولكن الله قد رحم هذه الأمة تكرمة لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم فلم يؤاخذ عامتهم بظلم الخاصة بل سلط على كل أحد من العذاب ما يُجازي كفره وظُلمه وإذايته النبي صلى الله عليه وسلم والمسلمين ، ولذلك عذب بالقتل والأسر والإهانة نفراً عُرفوا بالغلو في كفرهم وأذاهم ، مثل النضر بن الحارث ، وطعيمة بن عدي ، وعُقبة بن أبي مُعَيط ، وأبي جهل ، وعذب بالخوف والجوع من كانوا دون هؤلاء كفراً واستبقاهم وأمهلهم فكان عاقبة أمرهم أن أسلموا بقرب أو بُعد وهؤلاء مثل أبي سفيان ، وحكيم بن حزام ، وخالد بن الوليد ، فكان جزاؤه إياهم على حسب علمه ، وحقق بذلك رجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ قال : " لعل الله أن يخرج من أصلابهم من يعبده " وجملة : { وما كانوا أولياءه } في موضع الحال من ضمير { يصُدون } والمقصود من هذه الحال إظهار اعتدائهم في صدهم عن المسجد الحرام ، فإن مَن صدّ عما هو له من الخير كان ظالماً ، ومَن صدّ عما ليس من حقه كان أشدّ ظلماً ، ولذلك قال تعالى : { ومَن أظْلَم ممن منعَ مساجد الله أن يُذكر فيها اسمه } [ البقرة : 114 ] أي لا أظلمَ منه أحد لأنه منع شيئاً عن مستحقه .
وجملة : { إن أولياؤه إلاّ المتقون } تعيين لأوليائه الحق ، وتقرير لمضمون { وما كانوا أولياءه } مع زيادة ما أفاده القصر من تعيين أوليائِه ، فهي بمنزلة الدليل على نفي ولاية المشركين ، ولذلك فصلت .
وإنما لم يُكتف بجملة القصر مع اقتضائه أن غير المتقين ليسوا أولياء المسجد الحرام ، لقصد التصريح بظلم المشركين في صدهم المسلمين عن المسجد الحرام بأنهم لا ولاية لهم عليه ، فكانت جملة : { وما كانوا أولياءه } أشد تعلقاً بجملة : { وهم يصدون عن المسجد الحرام } من جملة : { إِن أولياؤه إلاّ المتقون } وكانت جملة : { إن أولياءه إلا المتقون } كالدليل ، فانتظم الاستدلال أبدع انتظام ، ولما في إناطة ولاية المسجد الحرام بالمتقين من الإشارة إلى أن المشركين الذين سلبت عنهم ولايته ليسوا من المتقين ، فهو مذمة لهم وتحقيق للنفي بحجة .
والاستدراك الذي أفاده { لكن } ناشىء عن المقدمتين اللتين تضمنتهما جملتا { وما كانوا أولياءه ، إن أولياؤه إلاّ المتقون } لأن ذلك يثير فرض سائل يسأل عن الموجب الذي أقحمهم في الصد عننِ المسجد الحرام ، ويحسبون أنهم حقيقون بولايته لما تقدم عن «الكشاف» ، فحذف مفعول { يعلمون } لدلالة الاستدراك عليه لتعلق الاستدراك بقوله : { وما كانوا أولياءه }.
وإنما نفَى العلم عن أكثرهم دون أن يقال ولكنهم لا يعلمون فاقتضى أن منهم من يعلم أنهم ليسوا أولياء المسجد الحرام ، وهم من أيقنوا بصدق الرسول صلى الله عليه وسلم واستفاقوا من غفلتهم القديمة ، ولكن حملهم على المشايعة للصادين عن المسجد الحرام ، العنادُ وطلبُ الرئاسة ، وموافقة الدهماء على ضلالهم ، وهؤلاء هم عقلاء أهل مكة ومن تهيأ للإيمان منهم مثل العباسسِ وعَقيل بن أبي طالب وأبي سفيان بن حرب وحَكيم بن حزم وخالد بن الوليد ، ومن استبقاهم الله للإسلام فكانوا من نصرائه من بعد نزول هذه الآية .
- إعراب القرآن : وَمَا لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَا كَانُوا أَوْلِيَاءَهُ ۚ إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلَّا الْمُتَّقُونَ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ
«وَما» الواو استئنافية. «ما» اسم استفهام في محل رفع مبتدأ. «لَهُمْ» جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ ، والجملة الاسمية مستأنفة. «إِنْ» حرف ناصب. «لا» نافية. «يُعَذِّبَهُمُ» مضارع منصوب والهاء مفعوله ، والمصدر المؤول من أن والفعل في محل جر بحرف الجر ، والجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبر. «اللَّهُ» لفظ الجلالة فاعل. «وَهُمْ» ضمير منفصل مبتدأ ، والواو حالية. «يَصُدُّونَ» مضارع مرفوع بثبوت النون ، والواو فاعله. «عَنِ الْمَسْجِدِ» متعلقان بالفعل. «الْحَرامِ» صفة. والجملة الفعلية في محل رفع خبر المبتدأ. «وَما» الواو حالية ، وما نافية. «كانُوا أَوْلِياءَهُ» كان واسمها وخبرها ، والجملة في محل نصب حال.
«إِنْ» نافية. «أَوْلِياؤُهُ» مبتدأ مرفوع بالضمة ، والهاء في محل جر بالإضافة. «أَلَّا» أداة حصر. «الْمُتَّقُونَ» خبر مرفوع وعلامة رفعه الواو لأنه جمع مذكر سالم ، والجملة الاسمية مستأنفة. «وَلكِنَّ» حرف مشبه
بالفعل. «أَكْثَرَهُمْ» اسمها. «لا يَعْلَمُونَ» مضارع مرفوع بثبوت النون والواو فاعله ، ولا نافية ، والجملة في محل رفع خبر لكن والجملة الاسمية ولكن أكثرهم .. حالية.
- English - Sahih International : But why should Allah not punish them while they obstruct [people] from al-Masjid al- Haram and they were not [fit to be] its guardians Its [true] guardians are not but the righteous but most of them do not know
- English - Tafheem -Maududi : وَمَا لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَا كَانُوا أَوْلِيَاءَهُ ۚ إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلَّا الْمُتَّقُونَ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ(8:34) But what prevents Allah from chastising them now when they are hindering people from the Holy Mosque, even though they are not even its true guardians. For its true guardians are none but the God-fearing, though most of them do not know that.
- Français - Hamidullah : Qu'ont-ils donc pour qu'Allah ne les châtie pas alors qu'ils repoussent les croyants de la Mosquée sacrée quoiqu'ils n'en soient pas les gardiens car ses gardiens ne sont que les pieux Mais la plupart d'entre eux ne le savent pas
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Und was haben sie nun daß Allah sie nicht strafen sollte wo sie euch von der geschützten Gebetsstätte abhalten Und sie waren nicht ihre Beschützer Ihre Beschützer sind ja nur die Gottesfürchtigen' Aber die meisten von ihnen wissen nicht
- Spanish - Cortes : Y ¿por qué no va Alá a castigarles si apartan de la Mezquita Sagrada Ni tampoco son amigos de Él Sólo son amigos Suyos los que Le temen pero la mayoría no saben
- Português - El Hayek : E por que Deus não há de castigálos sendo que impedem a entrada dos fiéis na Sagrada Mesquita apesar de nãoserem os seus guardiões Ninguém o é a não ser os tementes; porém a maioria deles o ignora
- Россию - Кулиев : Но как же Аллаху не подвергнуть их мучениям если они не допускают мусульман к Заповедной мечети не будучи Его угодниками Его угодниками являются только богобоязненные но большинство их не ведает об этом
- Кулиев -ас-Саади : وَمَا لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَا كَانُوا أَوْلِيَاءَهُ ۚ إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلَّا الْمُتَّقُونَ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ
Но как же Аллаху не подвергнуть их мучениям, если они не допускают мусульман к Заповедной мечети, не будучи Его приближенными? Его приближенными являются только богобоязненные, но большинство их не ведает об этом.Что может уберечь язычников от наказания, если они совершают злодеяния, обрекающие их на страдания? Они не позволяют людям, - в том числе Пророку Мухаммаду, да благословит его Аллах и приветствует, и его сподвижникам, - приближаться к Заповедной мечети. А ведь Пророк, да благословит его Аллах и приветствует, и его сподвижники имеют больше прав находиться возле этой мечети, поскольку язычники вообще не являются приближенными Аллаха. Согласно одному толкованию, местоимение в этом аяте относится к Аллаху, и тогда смысл этого откровения заключается в том, что язычники не являются Его приближенными. Согласно другому толкованию, это местоимение относится к Заповедной мечети, и тогда этот аят означает, что язычники не имеют на Заповедную мечеть больше прав, чем остальные люди. Приближенными Аллаха являются только праведники, которые веруют в Него и Его посланника, исповедуют единобожие, поклоняются и служат только Ему одному. Однако большинство людей не ведает этого, и поэтому они приписывают себе качества, которых другие заслуживают в большей степени.
- Turkish - Diyanet Isleri : Yoksa Mescidi Haram'a girmekten menederlerken Allah onlara niçin azab etmesin Hem de O'nun dostu değiller; O'nun dostları ancak karşı gelmekten sakınanlardır Fakat çoğu bunu bilmiyorlar
- Italiano - Piccardo : Ma perché mai Allah non li dovrebbe punire Impediscono [ai credenti l'accesso al]la Santa Moschea anche se non ne sono affatto i custodi Solo i timorati [di Allah] ne sono [i veri] custodi ma la maggior parte di loro lo ignora
- كوردى - برهان محمد أمين : ئایا چی ههیه بۆ ئهوان که خوا سزایان نهدات لهکاتێکدا که ئهوان ڕێگری دهکهن و نایهڵن خهڵکی ڕووبکاته مزگهوتی حهرام کهعبه ئهوانه ههر شایستهی ئهوه نین که سهرپهرشتیاری بن هیچ تاقمێک شایستهی سهرپهرشتیاری کهعبه نیه بێجگه له خواناس و پارێزکاران بهڵام زۆربهشیان لهو ڕاستیانه بێئاگان
- اردو - جالندربرى : اور اب ان کے لیے کون سی وجہ ہے کہ وہ انہیں عذاب نہ دے جب کہ وہ مسجد محترم میں نماز پڑھنے سے روکتے ہیں اور وہ اس مسجد کے متولی بھی نہیں۔ اس کے متولی تو صرف پرہیزگار ہیں۔ لیکن ان میں اکثر نہیں جانتے
- Bosanski - Korkut : A zaslužuju da ih Allah kazni kad brane drugima pristup Časnome hramu a oni nisu njegovi čuvari Čuvari njegovi trebaju biti samo oni koji se Allaha boje ali većina njih ne zna
- Swedish - Bernström : Men vad kan de nu peka på [som orsak] för att Gud inte skulle straffa dem De spärrar vägen till den heliga Moskén [för de troende] trots att de inte är dess [rättmätiga] beskyddare inga andra än de gudfruktiga kan vara dess beskyddare men de flesta av dem förstår inte detta
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Kenapa Allah tidak mengazab mereka padahal mereka menghalangi orang untuk mendatangi Masjidilharam dan mereka bukanlah orangorang yang berhak menguasainya Orangorang yang berhak menguasainya hanyalah orangorang yang bertakwa tetapi kebanyakan mereka tidak mengetahui
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : وَمَا لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَا كَانُوا أَوْلِيَاءَهُ ۚ إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلَّا الْمُتَّقُونَ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ
(Mengapa Allah tidak mengazab mereka) dengan pedang sesudah engkau dan kaum mukminin yang lemah keluar dari Mekah. Berdasarkan pendapat yang pertama, ayat ini menasakh ayat sebelumnya; dan ternyata Allah swt. mengazab mereka dalam perang Badar dan perang-perang yang lain (padahal mereka menghalangi) mencegah Nabi saw. dan kaum muslimin (untuk mendatangi Masjidilharam) yakni untuk melakukan tawaf di dalamnya (dan mereka bukanlah orang-orang yang berhak menguasainya?) seperti menurut dugaan mereka. (Tiada lain) tidak lain (orang-orang yang berhak menguasainya hanyalah orang-orang yang bertakwa tetapi kebanyakan mereka tidak mengetahui) bahwasanya tidak ada hak bagi orang-orang kafir untuk menguasai Masjidilharam.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : আর তাদের মধ্যে এমন কি বিষয় রয়েছে যার ফলে আল্লাহ তাদের উপর আযাব দান করবেন না। অথচ তারা মসজিদেহারামে যেতে বাধাদান করে অথচ তাদের সে অধিকার নেই। এর অধিকার তো তাদেরই রয়েছে যারা পরহেযগার। কিন্তু তাদের অধিকাংশই সে বিষয়ে অবহিত নয়।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : இக்காரணங்கள்; இல்லாது அல்லாஹ் அவர்களை வேதனை செய்யாமலிருக்க வேறு காரணம் என்ன இருக்கிறது அவர்கள் கஃபாவின் காரியஸ்தர்களாக இல்லாத நிலையில் அந்த சங்கையான பள்ளிக்கு மக்கள் செல்வதைத் தடுக்கின்றனர்; அதன் காரியஸ்தர்கள் பயபக்தியுடையவர்களேயன்றி வேறெவரும் இருக்கமுடியாது எனினும் அவர்களில் பெரும் பாலோர் இதனை அறியமாட்டார்கள்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : และมีอะไร แก่พวกเขากระนั้นหรือที่อัลลอฮฺจะไม่ทรงลงโทษพวกเขาทั้งๆที่พวกเขาขัดขวาง มิให้เข้ามัศยิดิลฮะรอม และพวกเขาก็มิใช่เป็นผู้ปกครองมัศยิดนั้นด้วยบรรดาผู้ปกครองมัศยิดนั้นใช่ใครอื่นไม่นอกจากบรรดาผู้ยำเกรงเท่านั้นแต่ทว่าส่วนมากของพวกเขาไม่รู้”คือมีสิ่งใด
- Uzbek - Мухаммад Содик : Нега энди Аллоҳ уларни азобламас экан Улар Масжидул Ҳаромдан тўсмоқдалар Ҳолбуки унинг валийлари эмаслар Унинг валийлари тақводорлардан ўзга ҳеч ким эмас Лекин кўплари билмайдилар
- 中国语文 - Ma Jian : 他们阻止别人入禁寺的时候,真主怎能不惩治他们呢?他们不是禁寺的保护者,禁寺的保护者只能是敬畏的人,但他们大半不知道。
- Melayu - Basmeih : Dan mengapa mereka tidak patut diseksa oleh Allah sedang mereka menyekat orangorang Islam dari masjid AlHaraam padahal mereka bukanlah orangorang yang berhak menguasainya kerana mereka kafir musyrik Sebenarnya orangorang yang berhak menguasainya hanyalah orangorang yang bertaqwa tetapi kebanyakan mereka tidak mengetahui
- Somali - Abduh : Muxuusanse Eebe u Cadaabayn iyagoo ka Celin Dadka Masjidka Xurmada leh mana aha Ehelkiisa Ehelkiisu waxaan kuwa dhawrsada ahayn ma aha Badan koodse ma Oga
- Hausa - Gumi : Kuma mẽne ne a gare su da Allah ba zai yi musu azãba ba alhãli kuwa sũ sunã kangẽwa daga Masallaci Mai alfarma kuma ba su kasance majiɓintanSa ba Bãbu majiɓintanSa fãce mãsu taƙawa Kuma mafi yawansu ba su sani ba
- Swahili - Al-Barwani : Lakini wana jambo gani hata Mwenyezi Mungu asiwaadhibu na hali ya kuwa wanawazuilia watu Msikiti Mtakatifu Wala wao hawakuwa ndio walinzi wake bali walinzi wake hawakuwa ila wachaMngu tu Lakini wengi katika wao hawajui
- Shqiptar - Efendi Nahi : Ç’kanë ata e përse të mos i dënojë Perëndia sepse ata e pengojnë vizitën në Mesxhidilharam Qabe edhe pse ata nuk janë padronë kujdestarë të tij Padronë të tij duhet të bëhen vetëm ata që i druajnë Perëndisë por shumica e tyre nuk e dinë
- فارسى - آیتی : چرا خدا عذابشان نكند، حال آنكه مردم را از مسجدالحرام باز مىدارند و صاحبان آن نيستند؟ صاحبان آن تنها پرهيزگارانند ولى بيشترينشان نمىدانند.
- tajeki - Оятӣ : Чаро Худо азобашон накунад, ҳол он ки мардумро аз Масҷидулҳаром бозмедоранд ва соҳибони он нестанд? Соҳибони он танҳо парҳезгоронанд, ва ле бештаринашон намедонанд!
- Uyghur - محمد صالح : ئۇلار (باشقىلارنىڭ) مەسجىدى ھەرەمغا كىرىشىنى توسۇۋاتسا، اﷲ ئۇلارغا نېمىشقا ئازاب قىلمىسۇن؟ ئۇلار مەسجىدى ھەرەمنىڭ ئىگىلىرى ئەمەس، مەسجىدى ھەرەمنىڭ ئىگىلىرى تەقۋادارلاردىن باشقىلار ئەمەستۇر، لېكىن (بۇنى) ئۇلارنىڭ تولىسى بىلمەيدۇ
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : എന്നാല് ഇപ്പോള് എന്തിന് അല്ലാഹു അവരെ ശിക്ഷിക്കാതിരിക്കണം? അവര് മസ്ജിദുല് ഹറാമില് നിന്ന് വിശ്വാസികളെ തടഞ്ഞുകൊണ്ടിരിക്കുന്നു. അവരാണെങ്കില് അതിന്റെ മേല്നോ്ട്ടത്തിനര്ഹളരല്ലതാനും. ദൈവഭക്തന്മാരല്ലാതെ അതിന്റെ കൈകാര്യകര്ത്താ ക്കളാകാവതല്ല. എങ്കിലും അവരിലേറെപ്പേരും അതറിയുന്നില്ല.
- عربى - التفسير الميسر : وكيف لا يستحقون عذاب الله وهم يصدون اولياءه المومنين عن الطواف بالكعبه والصلاه في المسجد الحرام وما كانوا اولياء الله ان اولياء الله الا الذين يتقونه باداء فرائضه واجتناب معاصيه ولكن اكثر الكفار لا يعلمون فلذلك ادعوا لانفسهم امرا غيرهم اولى به