- عربي - نصوص الآيات عثماني : إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ يُنفِقُونَ أَمْوَٰلَهُمْ لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ ۚ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ ۗ وَٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ إِلَىٰ جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ
- عربى - نصوص الآيات : إن الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله ۚ فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون ۗ والذين كفروا إلى جهنم يحشرون
- عربى - التفسير الميسر : إن الذين جحدوا وحدانية الله وعصوا رسوله ينفقون أموالهم فيعطونها أمثالهم من المشركين وأهل الضلال، ليصدوا عن سبيل الله ويمنعوا المؤمنين عن الإيمان بالله ورسوله، فينفقون أموالهم في ذلك، ثم تكون عاقبة نفقتهم تلك ندامة وحسرة عليهم؛ لأن أموالهم تذهب، ولا يظفرون بما يأمُلون مِن إطفاء نور الله والصد عن سبيله، ثم يهزمهم المؤمنون آخر الأمر. والذين كفروا إلى جهنم يحشرون فيعذبون فيها.
- السعدى : إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ ۚ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ ۗ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَىٰ جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ
يقول تعالى مبينا لعداوة المشركين وكيدهم ومكرهم، ومبارزتهم للّه ولرسوله، وسعيهم في إطفاء نوره وإخماد كلمته، وأن وبال مكرهم سيعود عليهم، ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله، فقال: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ} أي: ليبطلوا الحق وينصروا الباطل، ويبطل توحيد الرحمن، ويقوم دين عبادة الأوثان. {َسَيُنْفِقُونَهَا} أي: فسيصدرون هذه النفقة، وتخف عليهم لتمسكهم بالباطل، وشدة بغضهم للحق، ولكنها ستكون عليهم حسرة، أي: ندامة وخزيا وذلا ويغلبون فتذهب أموالهم وما أملوا، ويعذبون في الآخرة أشد العذاب. ولهذا قال: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ} أي: يجمعون إليها، ليذوقوا عذابها، وذلك لأنها دار الخبث والخبثاء
- الوسيط لطنطاوي : إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ ۚ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ ۗ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَىٰ جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ
ثم حكى- سبحانه- ما كانوا يفعلونه من إنفاق أموالهم لا في الخير ولكن في الشرور والآثام وتوعدهم على ذلك بسوء المصير فقال- تعالى-: إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ، فَسَيُنْفِقُونَها ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ، وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ ...
روى المفسرون في سبب نزول هذه الآية روايات منها ما ذكره محمد بن إسحاق عن الزهري وغيره قالوا: لما أصيبت قريش يوم بدر، ورجع فلّهم- أى جيشهم المهزوم- إلى مكة ورجع أبو سفيان بعيره، مشى عبد الله بن ربيعة وعكرمة بن أبى جهل، وصفوان بن أمية في رجال من قريش أصيب آباؤهم وأبناؤهم وإخوانهم في بدر، فكلموا أبا سفيان بن حرب، ومن كانت له في تلك العير من قريش تجارة، فقالوا: يا معشر قريش إن محمدا قد وتركم وقتل خياركم، فأعينونا بهذا المال على حربه، لعلنا أن ندرك منه ثأرا بمن أصيب منا.
ففعلوا. قال: ففيهم- كما ذكر عن ابن عباس- أنزل الله- تعالى- إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ.. الآية .
وروى ابن جرير عن سعيد بن جبير قال: نزلت في أبى سفيان بن حرب، استأجر يوم غزوة أحد ألفين من الأحابيش من بنى كنانة، فقاتل بهم النبي صلى الله عليه وسلم:
وروى عن الكلبي والضحاك ومقاتل أنها نزلت في المطعمين يوم بدر، وكانوا اثنى عشر رجلا من قريش.. كان كل واحد منهم يطعم الناس كل يوم عشر جزر .
قال ابن كثير: وعلى كل تقدير فهي عامة وإن كان سبب نزولها خاصا.
أى: أن الآية الكريمة تتناول بوعيدها كل من يبذل أمواله في الصد عن سبيل الله، وفي تأييد الباطل ومعارضة الحق.
المعنى: إن الذين كفروا بالحق لما جاءهم يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ لا في وجوه الخير، وإنما ينفقونها لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ أى: ينفقونها ليمنعوا الناس عن الدخول في الدين الذي يوصلهم إلى رضا الله وإلى طريقه القويم.
واللام في قوله: لِيَصُدُّوا لام الصيرورة، ويصح أن تكون للتعليل لأن غرضهم منع الناس عن الدخول في دين الله الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم، والذي يرونه دينا مخالفا لما كان عليه الآباء والأجداد فيجب محاربته في زعمهم.
وقوله: فَسَيُنْفِقُونَها ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ ... بيان لما سيؤول إليه أمرهم في الدنيا من الخيبة والهزيمة والندامة.
أى: فسينفقون هذه الأموال في الشرور والعدوان، ثم تكون عاقبة ذلك حسرة وندامة عليهم، لأنهم لم يصلوا- ولن يصلوا- من وراء إنفاقها إلى ما يبغون ويؤملون. وفضلا عن كل هذا فستكون نهايتهم الهزيمة والإذلال في الدنيا، لأن سنة الله قد اقتضت أن يجعل النصر في النهاية لأتباع الحق لا لأتباع الباطل.
وقوله: فَسَيُنْفِقُونَها خبر إن في قوله إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا.. واقترن الخبر بالفاء لتضمن المبتدأ الموصول مع صلته معنى الشرط، فصار الخبر بمنزلة الجزاء بحسب المعنى.
وفي تكرير الإنفاق في شبه الشرط والجزاء، إشعار بكمال سوء إنفاقهم، حيث إنهم لم ينفقوا أموالهم في خير أو ما يشبه الخير، وإنما أنفقوها في الشرور المحضة.
وجاء العطف بحرف ثُمَّ للدلالة على البون الشاسع بين ما قصدوه من نفقتهم وبين ما آل ويئول إليه أمرهم. فهم قد قصدوا بنفقتهم الوقوف في وجه الحق والانتصار على المؤمنين.. ولكن هذا القصد ذهب أدراج الرياح، فقد ذهبت أموالهم سدى، وغلبوا المرة بعد المرة، وعاد المؤمنون إلى مكة فاتحين ظافرين بعد أن خرجوا منها مهاجرين.
وقوله: وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ بيان لسوء مصيرهم في الآخرة، بعد بيان حسرتهم وهزيمتهم في الدنيا.
أى: أن هؤلاء الكافرين ستكون عاقبة إنفاقهم لأموالهم الحسرة والهزيمة في الدنيا، أما في الآخرة فسيكون مصيرهم الحشر والسوق إلى نار جهنم لا إلى غيرها.
- البغوى : إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ ۚ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ ۗ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَىٰ جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ
قوله تعالى : ( إن الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله ) أي : ليصرفوا عن دين الله .
قال الكلبي ومقاتل : نزلت في المطعمين يوم بدر وكانوا اثنى عشر رجلا أبو جهل بن هشام ، وعتبة ، وشيبة ابنا ربيعة بن عبد شمس ، ونبيه ومنبه ابنا الحجاج ، وأبو البختري بن هشام ، والنضر بن الحارث ، وحكيم بن حزام ، وأبي بن خلف ، وزمعة بن الأسود ، والحارث بن عامر بن نوفل والعباس بن عبد المطلب ، وكلهم من قريش ، كان يطعم كل واحد منهم كل يوم عشر جزر .
وقال الحكم بن عيينة : نزلت في أبي سفيان أنفق على المشركين يوم أحد أربعين أوقية .
قال الله تعالى : ( فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ) يريد : ما أنفقوا في الدنيا يصير حسرة عليهم في الآخرة ، ( ثم يغلبون ) ولا يظفرون ، ( والذين كفروا ) منهم ، ( إلى جهنم يحشرون ) خص الكفار لأن منهم من أسلم .
- ابن كثير : إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ ۚ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ ۗ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَىٰ جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ
قال محمد بن إسحاق : حدثني الزهري ، ومحمد بن يحيى بن حبان ، وعاصم بن عمر بن قتادة ، والحصين بن عبد الرحمن بن عمرو بن سعيد بن معاذ ، قالوا : لما أصيبت قريش يوم بدر ، ورجع فلهم إلى مكة ، ورجع أبو سفيان بعيره ، مشى عبد الله بن أبي ربيعة ، وعكرمة بن أبي جهل وصفوان بن أمية ، في رجال من قريش أصيب آباؤهم ، وأبناؤهم وإخوانهم ببدر ، فكلموا أبا سفيان بن حرب ومن كانت له في تلك العير من قريش تجارة ، فقالوا : يا معشر قريش ، إن محمدا قد وتركم وقتل خياركم ، فأعينونا بهذا المال على حربه ، لعلنا أن ندرك منه ثأرا بمن أصيب منا ! ففعلوا . قال : ففيهم - كما ذكر عن ابن عباس - أنزل الله - عز وجل - : ( إن الذين كفروا ينفقون أموالهم [ ليصدوا عن سبيل الله ] ) إلى قوله : ( والذين كفروا إلى جهنم يحشرون )
وهكذا روي عن مجاهد ، وسعيد بن جبير ، والحكم بن عتيبة ، وقتادة ، والسدي ، وابن أبزى : أنها نزلت في أبي سفيان ونفقته الأموال في أحد لقتال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .
وقال الضحاك : نزلت في أهل بدر .
وعلى كل تقدير ، فهي عامة . وإن كان سبب نزولها خاصا ، فقد أخبر تعالى أن الكفار ينفقون أموالهم ليصدوا عن اتباع طريق الحق ، فسيفعلون ذلك ، ثم تذهب أموالهم ، ( ثم تكون عليهم حسرة ) أي : ندامة ؛ حيث لم تجد شيئا ؛ لأنهم أرادوا إطفاء نور الله وظهور كلمتهم على كلمة الحق ، والله متم نوره ولو كره الكافرون ، وناصر دينه ، ومعلن كلمته ، ومظهر دينه على كل دين . فهذا الخزي لهم في الدنيا ، ولهم في الآخرة عذاب النار ، فمن عاش منهم ، رأى بعينه وسمع بأذنه ما يسوءه ، ومن قتل منهم أو مات ، فإلى الخزي الأبدي والعذاب السرمدي ؛ ولهذا قال : ( فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون والذين كفروا إلى جهنم يحشرون ) وقوله تعالى : ( ليميز الله الخبيث من الطيب ) قال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس في قوله : ( ليميز الله الخبيث من الطيب ) فيميز أهل السعادة من أهل الشقاء وقال السدي : يميز المؤمن من الكافر . وهذا يحتمل أن يكون هذا التمييز في الآخرة ، كما قال تعالى : ( ثم نقول للذين أشركوا مكانكم أنتم وشركاؤكم فزيلنا بينهم ) [ يونس : 28 ] ، وقال تعالى ( ويوم تقوم الساعة يومئذ يتفرقون ) [ الروم : 14 ] ، وقال في الآية الأخرى : ( يومئذ يصدعون ) [ الروم : 43 ] ، وقال تعالى : ( وامتازوا اليوم أيها المجرمون ) [ يس : 59 ] .
ويحتمل أن يكون هذا التمييز في الدنيا ، بما يظهر من أعمالهم للمؤمنين ، وتكون " اللام " معللة لما جعل الله للكفار من مال ينفقون في الصد عن سبيل الله ، أي : إنما أقدرناهم على ذلك
- القرطبى : إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ ۚ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ ۗ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَىٰ جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ
لا يوجد تفسير لهذه الأية
- الطبرى : إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ ۚ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ ۗ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَىٰ جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ
القول في تأويل قوله : إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ (36)
قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: إن الذين كفروا بالله ورسوله ينفقون أموالهم, (24) فيعطونها أمثالهم من المشركين ليتقوَّوا بها على قتال رسول الله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين به, ليصدّوا المؤمنين بالله ورسوله عن الإيمان بالله ورسوله, (25) فسينفقون أموالهم في ذلك، ثم تكون نفقتهم تلك عليهم= " حسرة "، يقول: تصير ندامة عليهم, (26) لأن أموالهم تذهب, ولا يظفرون بما يأملون ويطمعون فيه من إطفاء نور الله, وإعلاء كلمة الكفر على كلمة الله, لأن الله مُعْلي كلمته, وجاعل كلمة الكفر السفلى, ثم يغلبهم المؤمنون, ويحشر الله الذين كفروا به وبرسوله إلى جهنم, فيعذبون فيها، (27) فأعظم بها حسرة وندامة لمن عاش منهم ومن هلك! أما الحيّ، فحُرِب ماله وذهبَ باطلا في غير دَرَك نفع، ورجع مغلوبًا مقهورًا محروبًا مسلوبًا. (28) وأما الهالك، فقتل وسُلب، وعُجِّل به إلى نار الله يخلُد فيها, نعوذ بالله من غضبه.
وكان الذي تولَّى النفقةَ التي ذكرها الله في هذه الآية فيما ذُكر، أبا سفيان.
* ذكر من قال ذلك:
16056- حدثنا ابن حميد قال: حدثنا يعقوب القمي, عن جعفر, عن سعيد بن جبير في قوله: " إن الذين كفروا ينفقون أموالهم " الآية، " والذين كفروا إلى جهنم يحشرون "، قال: نـزلت في أبي سفيان بن حرب. استأجر يوم أحد ألفين من الأحابيش من بني كنانة, (29) فقاتل بهم النبيَّ صلى الله عليه وسلم , وهم الذين يقول فيهم كعب بن مالك:
وَجِئْنَـا إلَـى مَـوْجٍ مِنَ البَحْرِ وَسْطَه
أَحَــابِيشُ, مِنْهُــمْ حَاسِـرٌ وَمُقَنَّـعُ (30)
ثَلاثَـــةُ آلافٍ, ونَحْــنُ نَصِيَّــةٌ
ثَــلاثُ مِئِــينَ إن كَـثُرْنَ, فَـأرْبَعُ (31)
16057- حدثنا ابن وكيع قال: حدثنا إسحاق بن إسماعيل, عن يعقوب القمي, عن جعفر, عن ابن أبزى: " إن الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله "، قال: نـزلت في أبي سفيان, استأجر يوم أحد ألفين ليقاتل بهم رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، سوى من استجاش من العرب. (32)
16058- ......قال، أخبرنا أبي عن خطاب بن عثمان العصفري, عن الحكم بن عتيبة: " إن الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله "، قال: نـزلت في أبي سفيان. أنفق على المشركين يوم أحد أربعين أوقية من ذهب, وكانت الأوقية يومئذ اثنين وأربعين مثقالا. (33)
16059 - حدثنا بشر قال: حدثنا يزيد قال: حدثنا سعيد, عن قتادة, قوله: " إن الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله "، الآية ، قال: لما قدم أبو سفيان بالعير إلى مكة أشَّبَ الناس ودعاهم إلى القتال، (34) حتى غزا نبيَّ الله من العام المقبل. وكانت بدر في رمضان يوم الجمعة صبيحة سابع عشرة من شهر رمضان. وكانت أحد في شوال يوم السبت لإحدى عشرة خلت منه في العام الرابع.
16060 - حدثني محمد بن الحسين قال: حدثنا أحمد بن المفضل قال: حدثنا أسباط, عن السدي قال: قال الله فيما كان المشركون، ومنهم أبو سفيان، يستأجرون الرجال يقاتلون محمدًا بهم: " إن الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله "، وهو محمد صلى الله عليه وسلم= " فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة " ، يقول: ندامة يوم القيامة وويلٌ (35) = " ثم يغلبون " .
16061 - حدثني محمد بن عمرو قال: حدثنا أبو عاصم قال: حدثنا عيسى, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد في قول الله: " ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله " ، الآية حتى قوله: أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ، قال: في نفقة أبي سفيان على الكفار يوم أحد.
16062- حدثني المثنى قال: حدثنا أبو حذيفة قال: حدثنا شبل, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد, مثله.
16063 - حدثنا ابن حميد قال: حدثنا سلمة, عن ابن إسحاق قال: حدثنا محمد بن مسلم بن عبيد الله بن شهاب الزهري، ومحمد بن يحيى بن حبان، وعاصم بن عمر بن قتادة، والحصين بن عبد الرحمن بن عمرو بن سعد بن معاذ، (36) [وغيرهم من علمائنا، كلهم قد حدث بعض الحديث عن يوم أحد. وقد اجتمع حديثهم كله فيما سقت من الحديث عن يوم أحد، قالوا: أو من قاله منهم: لما أصيب] يوم بدر من كفار قريش من أصحاب القليب ، (37) ورجع فَلُّهم إلى مكة, (38) ورجع أبو سفيان بعِيره, مشى عبد الله بن أبي ربيعة، (39) وعكرمة بن أبي جهل وصفوان بن أمية، في رجال من قريش أصيب آباؤهم وأبناؤهم وإخوانهم ببدر, فكلموا أبا سفيان بن حرب ومن كان له في تلك العير من قريش تجارة, فقالوا: يا معشر قريش, إن محمدًا قد وَتَرَكم وقتل خيارَكم, (40) فأعينونا بهذا المال على حربه، لعلنا أن ندرك منه ثأرًا بمن أصيب منا! ففعلوا. قال: ففيهم، كما ذكر عن ابن عباس، (41) أنـزل الله: " إن الذين كفروا ينفقون أموالهم " إلى قوله: " والذين كفروا إلى جهنم يحشرون " . (42)
16064 - حدثنا ابن حميد قال: حدثنا سلمة, عن ابن إسحاق: " إن الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله "، إلى قوله: " يحشرون " ، يعني النفرَ الذين مشوا إلى أبي سفيان، وإلى من كان له مال من قريش في تلك التجارة, فسألوهم أن يُقَوُّوهم على حرب رسول الله صلى الله عليه وسلم، (43) ففعلوا. (44)
16065 - حدثني يونس قال: أخبرنا ابن وهب قال: أخبرني سعيد بن أبي أيوب, عن عطاء بن دينار في قول الله: " إن الذين كفروا ينفقون أموالهم "، الآية, نـزلت في أبي سفيان بن حرب. (45)
* * *
وقال بعضهم: عني بذلك المشركون من أهل بدر.
* ذكر من قال ذلك:
16066 - حدثت عن الحسين بن الفرج قال: سمعت أبا معاذ قال: حدثنا عبيد بن سليمان قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: " إن الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله " الآية، قال: هم أهل بدر.
* * *
قال أبو جعفر: والصواب من القول في ذلك عندي ما قلنا, وهو أن يقال: إن الله أخبرَ عن الذين كفروا به من مشركي قريش، أنهم ينفقون أموالهم ليصدُّوا عن سبيل الله. لم يخبرنا بأيّ أولئك عَنى, غير أنه عم بالخبر " الذين كفروا ". وجائز أن يكون عَنَى المنفقين أموالهم لقتال رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه بأحد= وجائز أن يكون عنى المنفقين منهم ذلك ببدر= وجائز أن يكون عنى الفريقين. وإذا كان ذلك كذلك, فالصواب في ذلك أن يعمّ كما عم جل ثناؤه الذين كفروا من قريش.
----------------------
الهوامش :
(24) انظر تفسير " الإنفاق " فيما سلف من فهارس اللغة ( نفق ) .
(25) انظر تفسير " الصد " فيما سلف 12 : 559 تعليق : 2 ، والمراجع هناك .
(26) انظر تفسير " الحسرة " فيما سلف 3 : 295 7 : 335 11 : 325 .
(27) انظر تفسير " الحشر " فيما سلف ص : 472 تعليق : 2 ، والمراجع هناك .
(28) في المطبوعة : " محزونًا مسلوبًا " ، والسياق يتقضى ما أثبت .
" محروب " ، مسلوب المال .
(29) " الأحابيش " ، هم بنو الحارث بن عبد مناة بن كنانة ، وعضل ، والديش ، من بني الهون بن خزيمة ، والمطلق ، والحيا ، من خزاعة . وسميت " الأحابش " ، لاجتماعها وانضمامها محالفة قريش ، في قتال بني ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة . ( انظر المحبر : 246 ، 267 ) و ( نسب قريش : 9 ) .
(30) سيرة ابن هشام 3 : 141 ، طبقات فحول الشعراء : 183 ، نسب قريش : 9 وغيرها.
ويعني بقوله : " فجئنا إلى موج " ، جيش الكفار يوم أحد ، يموج موجه . وكان عدة المشركين بأحد ثلاثة آلاف . و " الحاسر " ، الذي لا درع له ، ولا بيضة على رأسه . و " المقنع " ، الدارع الذي ليس لبس سلاحه ، ووضع البيضة على رأسه .
(31) " نصية " ، أي : خيار أشراف ، أهل جلد وقتال . يقال : " انتصى الشيء " ، اختار ناصيته ، أي أكرم ما فيه . وكان في المطبوعة : " ونحن نظنه " ، وهو خطأ صرف ، وهي في المخطوطة ، كما كتبتها غير منقوطة .
وهكذا جاء الرواية في المخطوطة : " إن كثرن فأربع " ، كأنه يعني أنهم كانوا ثلاثمئة ، فإن كثروا فأربعمئة . وهو لا يصح ، لأن عدة المسلمين يوم أحد كانت سبعمئة . فصواب الرواية ما أنشده ابن إسحاق وابن سلام .
" إنْ كَثُرْنَا وَأَرْبَعُ "
(32) " استجاش " ، طلب منه الجيش وجمعه على عدوه .
(33) الأثر : 16058 - " خطاب بن عثمان العصفري " ، لم أجد له ترجمة في غير ابن أبي حاتم 1 2 286 ، وقال : " خطاب العصفري " روى عن الشعبي ، روى عنه وكيع ، ومحمد بن ربيعة ، وأبو نعيم . سمعت أبي يقول ذلك .
وسألته عنه فقال : " شيخ " . ولم يذكر أن اسم أبيه " عثمان " .
(34) في المطبوعة : " أنشد الناس " ، وهو لا معنى له . وفي المخطوطة : " أنسب " ، غير منقوطة ، وصواب قراءتها ما أثبت . و " التأشيب " ، التحريش بين القوم ، و " التأشيب " ، التجميع ، يقال : " تأشب به أصحابه " ، أي : اجتمعوا إليه وطافوا به . أراد أنه جمعهم وحرضهم على القتال .
(35) في المطبوعة : " وويلا " ، وأثبت ما في المخطوطة ، وهو صواب أيضًا .
(36) في المطبوعة والمخطوطة : " الحصين بن عبد الرحمن وعمرو بن سعد بن معاذ " ، وهو خطأ ، فقد مضى مرارًا مثله . وصوابه من سيرة ابن هشام .
(37) هذه الزيادة بين القوسين من سيرة ابن هشام ، وإنما فعلت ذلك ، لأن المطبوعة خالفت المخطوطة لخطأ فيها ، فكتب في لمطبوعة : " قالوا : أما أصابت المسلمين يوم بدر ... " ، وكان في المخطوطة : " قالوا : لما أصيبت قريش ، أو من قاله منهم ، يوم بدر " ، وهو غير مستقيم ، فرجح قوله : " أو من قال منهم " ، أن الناسخ قد عجل في نقل بقية الإسناد ، وخلط الكلام فاضطرب . فلذلك أثبته بنصه من السيرة .
(38) " الفل " ( بفتح الفاء ) : المنهزمون ، الراجعون من جيش قد هزم .
(39) في المطبوعة : " عبد الله بن ربيعة " ، خطأ محض .
(40) " وتر القوم " ، أدرك فيهم مكروهًا بقتل أو غيره . و " الموتور " الذي قتل له قتيل فلم يدرك بدمه .
(41) الذي في سيرة ابن هشام : " قال ابن إسحاق ، ففيهم ، كما ذكر لي بعض أهل العلم " ، ولم يسند الكلام إلى ابن عباس .
(42) الأثر : 16063 - سيرة ابن هشام 3 : 64 .
(43) في المطبوعة : " أن يعينوهم "، وفي سيرة ابن هشام : " يقووهم بها " ، بزيادة .
(44) الأثر : 16064 سيرة ابن هشام 2 : 327 ، وهو تابع الأثر السالف رقم : 16053 .
(45) الأثر : 16065 - " سعيد بن أبي أيوب مقلاص المصري " ، مضى مرارًا آخرها رقم : 13178 . وكان في المخطوطة : " سعيد بن أيوب " ، وصححه ناشر المطبوعة .
و " عطاء بن دينار الهذلي المصري " ، مضى أيضًا برقم : 160 ، 13178 ، بمثل هذا الإسناد .
- ابن عاشور : إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ ۚ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ ۗ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَىٰ جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ
لما ذُكر صدهم المسلمين عن المسجد الحرام الموجب لتعذيبهم ، عُقب بذكر محاولتهم استيصال المسلمين وصدهم عن الإسلام وهو المعني ب { سبيل الله } وجعلت الجملة مستأنفة ، غير معطوفة ، اهتماماً بها أي أنهم ينفقون أموالهم وهي أعز الأشياء عليهم للصد عن الإسلام ، وأتى بصيغة المضارع في { ينفقون } للإشارة إلى أن ذلك دأبهم وأن الإنفاق مستمر لإعداد العُدد لغزو المسلمين ، فإنفاقهم حصل في الماضي ويحصل في الحال والاستقبال ، وأشعرت لام التعليل بأن الإنفاق مستمر لأنه منوط بعلة ملازمة لنفوسهم وهي بغض الإسلام وصدهم الناس عنه .
وهذا الإنفاق : أنهم كانوا يطعمون جيشهم يوم بدر اللحم كل يوم ، وكان المطعمون اثني عشر رجلاً وهم أبو جهل ، وأمية بن خلف ، والعباس بن عبد المطلب وعتبة بن ربيعة ، والحارث بن عامر بن نوفل ، وطعمية بن عدي بن نوفل ، وأبو البَخْترِي والعاصي بن هاشم ، وحكيم بن حزام ، والنضر بن الحارث ، ونُبَيْه بنُ حجاج السهمي ، وأخوه مُنَبه ، وسهيل بن عَمرو العامري ، كانوا يطعمون في كل يوم عشر جزائر . وهذا الإنفاق وقع يوم بدر ، وقد مضى ، فالتعبير عنه بصيغة المضارع لاستحضار حالة الإنفاق وأنها حالة عجيبة في وفرة النفقات .
وهو جمع بالإضافة يجعله من صيغ العموم ، فكأنه قيل ينفقون أموالهم كلها مبالغة ، وإلاّ فإنهم ينفقون بعض أموالهم .
والفاء في { فسينفقونها } تفريع على العلة لأنهم لما كان الإنفاق دأبهم لتلك العلة المذكورة ، كان مما يتفرع على ذلك تكرر هذا الانفاق في المستقبل ، أي ستكون لهم شدائد من بأس المسلمين تضطرهم إلى تكرير الانفاق على الجيوش لدفاع قوة المسلمين .
وضمير { ينفقونها } راجع إلى الأموال لا بقيد كونها المنفَقة بل الأموال الباقية أو بما يكتسبونه .
و { ثم } للتراخي الحقيقي والرتبي ، أي وبعد ذلك تكون تلك الأموال التي ينفقونها حسرة عليهم ، والحسرة شدة الندامة والتلهفُ على ما فات ، وأسندت الحسرة إلى الأموال لأنها سبب الحسرة بإنفاقها . ثم إن الإخبار عنها بنفس الحسرة مبالغة مثل الإخبار بالمصادر ، لأن الأموال سبب التَحَسر لا سبب الحسرة نفسها .
وهذا إنذار بأنهم لا يحصلون من إنفاقهم على طائِل فيما أنفقوا لأجله ، لأن المنفق إنما يتحسر ويندم إذا لم يحصُل له المقصود من إنفاقه . ومعنى ذلك أنهم ينفقون ليغلبوا فلا يغلِبون ، فقد أنفقوا بعد ذلك على الجيش يومَ أُحُد : استأجر أبو سفيان ألفين من الأحابيش لقتال المسلمين يوم أُحُد . والأحابيش : فِرَق من كنانة تجمعت من أفذاذ شتى وحالفوا قريشاً وسكنوا حول مكة سمّو أحابيش جمع أحبوش وهو الجماعة أي الجماعات فكان ما أحرزوه من النصر كِفاءً لنصر يوم بدر ، بل كان نصر يوم بدر أعظمَ .
ولذلك اقتنع أبو سيفيان يوم أُحُد أن يقول «يوم بيوم بدر والحرب سجال» وكان يحسب أن النبي صلى الله عليه وسلم قد قُتل وأن أبا بكر وعمر قتلا فخاب في حسابه ، ثم أنفقوا على الأحزاب حين هاجموا المدينة ثم انصرفوا بلا طائِل ، فكان إنفاقهم حسرة عليهم .
وقوله : { ثم يُغلبون } ارتقاء في الإنذار بخيبتهم وخذلانهم ، فإنهم بعد أن لم يحصلوا من إنفاقهم على طائِل تُوعدوا بأنهم سيغلبهم المسلمون بعد أن غلبوهم أيضاً يومَ بدر ، وهو إنذار لهم بغلب فتح مكة وانقطاععِ دابر أمرهم ، وهذا كالإنذار في قوله : { قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون إلى جهنم وبئس المهاد } [ آل عمران : 12 ] وإسناد الفعل إلى المجهول لكون فاعل الفعل معلوماً بالسياق فإن أهل مكة ما كانوا يقاتلون غير المسلمين وكانت مكة لَقاحاً .
و { ثم } للتراخي الحقيقي والرتبي مثل التي قبلها .
كان مقتضى الظاهر أن يقال وإلى حهنم يحشرون كما قال في الآية الأخرى : { قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون إلى جهنم وبئس المهاد } [ آل عمران : 12 ] فعدل عن الإضمار هنا إلى الإظهار تخريجاً على خلاف مقتضى الظاهر ، للإفصاح عن التشنيع بهم في هذا الإنذار حتى يعاد استحضار وصفهم بالكفر بإصرح عبارة ، وهذا كقول عويف القوافي
: ... اللؤْم أكرم من وَبْرٍ ووالِده
واللؤْم أكرمُ من وَبْر ومَا وَلدَا ... لقصد زيادة تشنيع وَبْرٍ المهجو بتقرير اسمه واسم اللؤم الذي شبه به تشبيهاً بليغاً .
وعرّفوا بالموصولية إيماء إلى أن علة استحقاقهم الأمرين في الدنيا والآخرة هو وصف الكفر ، فيعلم أن هذا يحصل لمن لم يقلعوا عن هذا الوصف قبل حلول الأمرين بهم .
- إعراب القرآن : إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ ۚ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ ۗ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَىٰ جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ
«إِنَّ الَّذِينَ» إن واسمها وجملة «كَفَرُوا» صلة الموصول وجملة إن الذين ابتدائية لا محل لها. «يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ» فعل مضارع وفاعله ومفعوله ، والجملة في محل رفع خبر إن. «لِيَصُدُّوا» مضارع منصوب بأن المضمرة بعد لام التعليل ، والمصدر المؤول في محل جر باللام ، والجار والمجرور متعلقان بالفعل ينفقون. «عَنْ سَبِيلِ» متعلقان بيصدوا. «اللَّهِ» لفظ الجلالة مضاف إليه. «فَسَيُنْفِقُونَها» الفاء حرف استئناف. «يُنْفِقُونَ» مضارع وفاعله والهاء مفعوله والجملة مستأنفة. «ثُمَّ تَكُونُ» مضارع ناقص واسمها ضمير مستتر يعود على الأموال. «حَسْرَةً» خبرها. والجار والمجرور «عَلَيْهِمْ» متعلقان بمحذوف حال من حسرة لأنه تأخر عنه ، والجملة معطوفة وكذلك جملة «ثُمَّ يُغْلَبُونَ» معطوفة. «وَالَّذِينَ كَفَرُوا» عطف على الذين في أول الآية. «إِلى جَهَنَّمَ» متعلقان بالفعل يحشرون. وجهنم مجرور بالفتحة نيابة عن الكسرة للعلمية والعجمة ، وجملة «يُحْشَرُونَ» خبر.
- English - Sahih International : Indeed those who disbelieve spend their wealth to avert [people] from the way of Allah So they will spend it; then it will be for them a [source of] regret; then they will be overcome And those who have disbelieved - unto Hell they will be gathered
- English - Tafheem -Maududi : إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ ۚ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ ۗ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَىٰ جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ(8:36) Surely those who deny the truth spend their wealth to hinder people from the way of Allah, and will continue to so spend until their efforts become a source of intense regret for them, and then they will be vanquished, and then these deniers of the truth will be driven to Hell,
- Français - Hamidullah : Ceux qui ne croient pas dépensent leurs biens pour éloigner les gens du sentier d'Allah Or après les avoir dépensés ils seront pour eux un sujet de regret Puis ils seront vaincus et tous ceux qui ne croient pas seront rassemblés vers l'Enfer
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Diejenigen die ungläubig sind geben ihren Besitz aus um von Allahs Weg abzuhalten Sie werden ihn ausgeben und hierauf wird es eine gramvolle Reue für sie sein Hierauf werden sie besiegt werden Und diejenigen die ungläubig sind werden zur Hölle versammelt werden
- Spanish - Cortes : Los infieles gastan su hacienda en desviar a otros del camino de Alá La gastarán y después se lamentarán Luego serán vencidos Y los infieles serán congregados hacia la gehena
- Português - El Hayek : Eis que os incrédulos malversam as suas riquezas para desviarem os fiéis da senda de Deus Porém malversálasãocompletamente e isso será a causa da sua atribulação; então será vencidos Os incrédulos serão congregados no inferno
- Россию - Кулиев : Воистину неверующие расходуют свое имущество для того чтобы сбить других с пути Аллаха Они будут расходовать его а затем будут сожалеть об этом а вслед за тем они будут повержены Неверующие будут собраны в Геенне
- Кулиев -ас-Саади : إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ ۚ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ ۗ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَىٰ جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ
Воистину, неверующие расходуют свое имущество для того, чтобы сбить других с пути Аллаха. Они будут расходовать его, а затем будут сожалеть об этом, а вслед за тем они будут повержены. Неверующие будут собраны в Геенне,- Turkish - Diyanet Isleri : Doğrusu inkar edenler mallarını Allah'ın yolundan insanları alıkoymak için sarfederler ve daha da sarfedeceklerdir; ama sonra içleri yanacak hem de mağlup olacaklardır Bu Allah'ın temizi murdardan ayırması ve murdarları üstüste koyup hepsini yığarak cehenneme yerleştirmesi içindir; inkar edenler cehenneme toplanacaklardır İşte onlar mahvolanlardır
- Italiano - Piccardo : I miscredenti dilapidano i loro beni per distogliere [le genti] dal sentiero di Allah Li dilapideranno poi li rimpiangeranno e infine soccomberanno I miscredenti saranno radunati nell'Inferno
- كوردى - برهان محمد أمين : بێگومان ئهوانهی بێ باوهڕن ماڵ و سامانی خۆیان بهخت دهکهن بۆ ئهوهی بهشێنهیی بهربهست دانێن و ڕێگری بکهن له بهردهم ئاین و ڕێبازی خوادا جا ماڵ و سامانیان له ئایندهدا بۆ ئهو مهبهسته خهرج دهکهن پاشان دهبێته پهشیمانی و داخ و حهسرهت لهسهریان لهدوایدا شکست دههێنن بێگومان ئهوانهش که بێ باوهڕ بوون بۆ دۆزهخ کۆ دهکرێنهوه و ڕاپێچ دهکرێن
- اردو - جالندربرى : جو لوگ کافر ہیں اپنا مال خرچ کرتے ہیں کہ لوگوں کو خدا کے رستے سے روکیں۔ سو ابھی اور خرچ کریں گے مگر اخر وہ خرچ کرنا ان کے لیے موجب افسوس ہوگا اور وہ مغلوب ہوجائیں گے۔ اور کافر لوگ دوزخ کی طرف ہانکے جائیں گے
- Bosanski - Korkut : Oni koji ne vjeruju troše imanja svoja da bi od Allahova puta odvraćali Oni će ih sigurno utrošiti zatim će zbog toga žaliti i na kraju će pobijeđeni biti A oni koji ne budu vjerovali – u Džehennem će biti potjerani
- Swedish - Bernström : Med sina rikedomar försöker förnekarna hindra [människor] att följa Guds väg och med det kommer de att fortsätta; men en dag skall de känna ånger och gräma sig [över dessa handlingar] och till sist skall de besegras Förnekarna skall föras samman framför helvetet
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Sesungguhnya orangorang yang kafir menafkahkan harta mereka untuk menghalangi orang dari jalan Allah Mereka akan menafkahkan harta itu kemudian menjadi sesalan bagi mereka dan mereka akan dikalahkan Dan ke dalam Jahannamlah orangorang yang kafir itu dikumpulkan
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ ۚ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ ۗ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَىٰ جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ
Sesungguhnya orang-orang yang kafir itu menafkahkan harta mereka) di dalam memerangi Nabi saw. (untuk menghalangi orang dari jalan Allah. Mereka akan menafkahkan harta itu kemudian hal itu) pada akhirnya (menjadi sesalan bagi mereka sendiri) mereka akan merasa menyesal karena harta mereka terbuang secara percuma dan tujuan mereka tidak berhasil (kemudian mereka dikalahkan) di dunia. (Dan orang-orang yang kafir itu) dari kalangan orang-orang Quraisy (ke neraka Jahanam) kelak di akhirat (akan dikumpulkan) mereka digiring ke dalamnya.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : নিঃসন্দেহে যেসব লোক কাফের তারা ব্যয় করে নিজেদের ধনসম্পদ যাতে করে বাধাদান করতে পারে আল্লাহর পথে। বস্তুতঃ এখন তারা আরো ব্যয় করবে। তারপর তাই তাদের জন্য আক্ষেপের কারণ হয়ে এবং শেষ পর্যন্ত তারা হেরে যাবে। আর যারা কাফের তাদেরকে দোযখের দিকে তাড়িয়ে নিয়ে যাওয়া হবে।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : நிச்சயமாக நிராகரிப்பவர்கள் அல்லாஹ்வின் பாதையை விட்டும் தடுப்பதற்காக தங்கள் செல்வங்களை செலவு செய்கின்றனர்; இவ்வாறே அவர்கள் தொடர்ந்து அவற்றை செலவு செய்து கொண்டிருப்பார்கள் முடிவில் அது அவர்களுக்கே துக்கமாக அமைந்துவிடும்; பின்னர் அவர்கள் வெற்றி கொள்ளப்படுவார்கள்; இறுதியில் நிராகரிப்பவர்கள் நரகத்தில் ஒன்று சேர்க்கப்படுவார்கள்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : “แท้จริงบรรดาผู้ที่ปฏิเสธศรัทธานั้น พวกเขาจะบริจาคทรัพย์สินของพวกเขา เพื่อขัดขวางผู้คน ให้ออกจากจากการงานของอัลลอฮฺ แล้วพวกเขาก็จะบริจาคมันต่อไปภายหลังทรัพย์สินนั้นก็จะกลายเป็นความเสียใจ แก่พวกเขา แล้วพวกเขาก็จะได้รับความปราชัยด้วย และบรรดาผู้ที่ปฏิเสธศรัทธานั้นพวกเขาจะถูกต้อนไปสู่นรกญะฮันนัม”
- Uzbek - Мухаммад Содик : Албатта куфр келтирганлар молларини Аллоҳнинг йўлидан тўсиш учун сарфларлар Бас уларни сарфлайдилару сўнгра ўзларига ҳасрат бўладир кейин маблуғ бўларлар Куфр келтирганлар жаҳаннамга тўпланурлар Ушбу сураи карима тафсири муқаддимасида келтирилган Бадр уруши ҳақидаги ривоятларда Макка мушрикларининг бойлари мусулмонларга Пайғамбарга с а в қарши қанчалик молу мулк сарифлаганликларини кўриб ўтдик Кофирлар одамларини Аллоҳнинг йўлидан қайтариш учун ундан кейин ҳам ҳозир ҳам ҳисобсиз маблағларини сарфламоқдалар Улар ўзларича бу харажатларни эзгулик йўлида савоб учун сарфлаяпмиз деб ўйлайдилар Улар хоҳлаганларича сарфлайверсинлар лекин бир куни келиб худди шу сарфлаган моллари ўзларига ҳасратнадомат бўлиб қайтади Бунга Бадр урушига харжланган моллар мисол бўла олади Мингминглаб сарф қилсалар ҳам мақсадларига эриша олмай мағлуб бўлдилар Охиратда эса жаҳаннамда тўпланадилар
- 中国语文 - Ma Jian : 不信道的人花费他们的钱财,以便阻止(别人遵循)真主的大道;他们在花费之后,必定悔恨,而且被战胜。不信道的人只被集合到火狱去。
- Melayu - Basmeih : Sesungguhnya orangorang kafir yang selalu membelanjakan harta mereka untuk menghalangi manusia dari jalan Allah maka mereka tetap membelanjakannya kemudian harta yang dibelanjakan itu menyebabkan penyesalan kepada mereka tambahan pula mereka dikalahkan Dan ingatlah orangorang kafir itu akhirnya dihimpunkan dalam neraka jahanam
- Somali - Abduh : Kuwii Gaaloobay waxay ku Bixin Xoolahooda inay ka Celiyaan Dadka Jidka Eebe way Bixin doonaan waxayna ku noqon Qoomamo markaasaa laga Adkaan kuwa Gaaloobayna Xaga Jahannamaa Loo kulmin
- Hausa - Gumi : Lalle ne waɗanda suka kãfirta sunã ciyar da dũkiyõyinsu dõmin su kange daga hanyar Allah; to zã a su ciyar da ita sa' an nan kuma ta kasance nadãma a kansu sa'an nan kuma a rinjãye su Kuma waɗanda suka kãfirta zuwa ga Jahannama ake tãra su;
- Swahili - Al-Barwani : Hakika wale walio kufuru hutoa mali yao ili kuzuilia Njia ya Mwenyezi Mungu Basi watayatoa kisha yatakuwa juu yao majuto na kisha watashindwa Na wale walio kufuru watakusanywa kwenye Jahannam
- Shqiptar - Efendi Nahi : Me të vërtetë mohuesit e ndajnë shpenzojnë pasurinë e tyre për t’i penguar njerëzit nga rruga e Perëndisë Ata do ta ndajnë atë pasuri e pastaj do ta ankojnë atë humbje sepse do të jenë të mundur E ata që nuk besojnë do të tubohen në xhehennem
- فارسى - آیتی : كافران اموالشان را خرج مىكنند تا مردم را از راه خدا بازدارند. اموالشان را خرج خواهند كرد و حسرت خواهند برد، سپس مغلوب مىشوند. و كافران را در جهنم گرد مىآورند.
- tajeki - Оятӣ : Кофирон амволашонро харҷ мекунанд, то мардумро аз роҳи Худо боздоранд. Амволашонро харҷ хоҳанд кард ва ҳасрат хоҳанд бурд, сипас мағлуб мешаванд. Ва кофиронро дар ҷаҳаннам гирд меоваранд!
- Uyghur - محمد صالح : شۈبھىسىزكى، كاپىرلار مال - مۈلۈكلىرىنى (باشقىلارنى) اﷲ نىڭ يولىدىن توسۇش ئۈچۈن سەرپ قىلىدۇ، سەرپ قىلىنغاندىن كېيىن ئۇلارنىڭ مال - مۈلۈكلىرى ئۇلارغا ھەسرەت ئېلىپ كېلىدۇ، ئاخىر ئۇلار يېڭىلىدۇ. كاپىرلار جەھەننەمگىلا ھەيدەپ كىرگۈزۈلىدۇ
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : സത്യനിഷേധികള് തങ്ങളുടെ ധനം ചെലവഴിക്കുന്നത് തീര്ച്ചളയായും അല്ലാഹുവിന്റെ മാര്ഗയത്തില് നിന്ന് ജനങ്ങളെ തടയാനാണ്. ഇനിയും അവരത് ചെലവഴിച്ചുകൊണ്ടേയിരിക്കും. അവസാനം അതവരുടെ തന്നെ ഖേദത്തിനു കാരണമായിത്തീരും. അങ്ങനെയവര് തീര്ത്തും പരാജിതരാവും. ഒടുവില് ഈ സത്യനിഷേധികളെ നരകത്തീയില് ഒരുമിച്ചു കൂട്ടും.
- عربى - التفسير الميسر : ان الذين جحدوا وحدانيه الله وعصوا رسوله ينفقون اموالهم فيعطونها امثالهم من المشركين واهل الضلال ليصدوا عن سبيل الله ويمنعوا المومنين عن الايمان بالله ورسوله فينفقون اموالهم في ذلك ثم تكون عاقبه نفقتهم تلك ندامه وحسره عليهم لان اموالهم تذهب ولا يظفرون بما ياملون من اطفاء نور الله والصد عن سبيله ثم يهزمهم المومنون اخر الامر والذين كفروا الى جهنم يحشرون فيعذبون فيها