- عربي - نصوص الآيات عثماني : إِذْ أَنتُم بِٱلْعُدْوَةِ ٱلدُّنْيَا وَهُم بِٱلْعُدْوَةِ ٱلْقُصْوَىٰ وَٱلرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنكُمْ ۚ وَلَوْ تَوَاعَدتُّمْ لَٱخْتَلَفْتُمْ فِى ٱلْمِيعَٰدِ ۙ وَلَٰكِن لِّيَقْضِىَ ٱللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا لِّيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنۢ بَيِّنَةٍۢ وَيَحْيَىٰ مَنْ حَىَّ عَنۢ بَيِّنَةٍۢ ۗ وَإِنَّ ٱللَّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ
- عربى - نصوص الآيات : إذ أنتم بالعدوة الدنيا وهم بالعدوة القصوى والركب أسفل منكم ۚ ولو تواعدتم لاختلفتم في الميعاد ۙ ولكن ليقضي الله أمرا كان مفعولا ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حي عن بينة ۗ وإن الله لسميع عليم
- عربى - التفسير الميسر : واذكروا حينما كنتم على جانب الوادي الأقرب إلى "المدينة"، وعدوكم نازل بجانب الوادي الأقصى، وعِير التجارة في مكان أسفل منكم إلى ساحل "البحر الأحمر"، ولو حاولتم أن تضعوا موعدًا لهذا اللقاء لاختلفتم، ولكنَّ الله جمعكم على غير ميعاد؛ ليقضي أمرًا كان مفعولا بنصر أوليائه، وخِذْلان أعدائه بالقتل والأسر؛ وذلك ليهلك من هلك منهم عن حجة لله ثبتت له فعاينها وقطعت عذره، وليحيا مَن حيَّ عن حجة لله قد ثبتت وظهرت له. وإن الله لسميع لأقوال الفريقين، لا يخفى عليه شيء، عليم بنيَّاتهم.
- السعدى : إِذْ أَنتُم بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيَا وَهُم بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوَىٰ وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنكُمْ ۚ وَلَوْ تَوَاعَدتُّمْ لَاخْتَلَفْتُمْ فِي الْمِيعَادِ ۙ وَلَٰكِن لِّيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا لِّيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَن بَيِّنَةٍ وَيَحْيَىٰ مَنْ حَيَّ عَن بَيِّنَةٍ ۗ وَإِنَّ اللَّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ
{إِذْ أَنْتُمْ بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيَا} أي: بعدوة الوادي القريبة من المدينة، وهم بعدوته أي: جانبه البعيدة من المدينة، فقد جمعكم واد واحد. {وَالرَّكْبُ} الذي خرجتم لطلبه، وأراد اللّه غيره {أَسْفَلَ مِنْكُمْ} مما يلي ساحل البحر. {وَلَوْ تَوَاعَدْتُمْ} أنتم وإياهم على هذا الوصف وبهذه الحال {لَاخْتَلَفْتُمْ فِي الْمِيعَادِ} أي: لا بد من تقدم أو تأخر أو اختيار منزل، أو غير ذلك، مما يعرض لكم أو لهم، يصدفكم عن ميعادكم {وَلَكِنْ} اللّه جمعكم على هذه الحال {لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا} أي: مقدرا في الأزل، لا بد من وقوعه. {لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ} أي: ليكون حجة وبينة للمعاند، فيختار الكفر على بصيرة وجزم ببطلانه، فلا يبقى له عذر عند اللّه. {وَيَحْيَا مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ} أي: يزداد المؤمن بصيرة ويقينا، بما أرى اللّه الطائفتين من أدلة الحق وبراهينه، ما هو تذكرة لأولي الألباب. {وَإِنَّ اللَّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ} سميع لجميع الأصوات، باختلاف اللغات، على تفنن الحاجات، عليم بالظواهر والضمائر والسرائر، والغيب والشهادة.
- الوسيط لطنطاوي : إِذْ أَنتُم بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيَا وَهُم بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوَىٰ وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنكُمْ ۚ وَلَوْ تَوَاعَدتُّمْ لَاخْتَلَفْتُمْ فِي الْمِيعَادِ ۙ وَلَٰكِن لِّيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا لِّيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَن بَيِّنَةٍ وَيَحْيَىٰ مَنْ حَيَّ عَن بَيِّنَةٍ ۗ وَإِنَّ اللَّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ
قوله: إِذْ أَنْتُمْ بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيا.. بدل من قوله يَوْمَ الْفُرْقانِ.. أو معمول لفعل محذوف. والتقدير: اذكروا.
والعدوة- مثلثة العين- جانب الوادي وحافته. وهي من العدو بمعنى التجاوز سميت بذلك لأنها عدت..- أى منعت- ما في الوادي من ماء ونحوه أن يتجاوزها.
والدنيا: تأنيث الأدنى بمعنى الأقرب. والقصوى: تأنيث الأقصى بمعنى الأبعد. والركب:
اسم جمع لراكب، وهم العشرة فصاعدا من راكبي الإبل.
قال القرطبي: ولا تقول العرب: ركب إلا للجماعة الراكبى الإبل..
والمراد بهذا الركب: أبو سفيان ومن معه من رجال قريش الذين كانوا قادمين بتجارتهم من بلاد الشام ومتجهين بها إلى مكة، فلما بلغ النبي صلى الله عليه وسلم أمرها، أشار على أصحابه بالخروج لملاقاته، كما سبق أن بينا عند تفسيرنا لقوله- تعالى- كَما أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بِالْحَقِّ ...
والمعنى: اذكروا- أيها المؤمنون- وقت أن خرجتم إلى بدر، فسرتم إلى أن كنتم بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيا أى: بجانب الوادي وحافته الأقرب إلى المدينة، وكان أعداؤكم الذين قدموا لنجدة العير بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوى أى: بالجانب الآخر الأبعد من المدينة، وكان أبو سفيان ومن معه من حراس العير أَسْفَلَ مِنْكُمْ أى: في مكان أسفل من المكان الذي أنتم فيه، بالقرب من ساحل البحر الأحمر، على بعد ثلاثة أميال منكم.
قال الجمل: قوله وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنْكُمْ الأحسن في هذه الواو، والواو التي قبلها الداخلة على هُمْ أن تكون عاطفة ما بعدها على أَنْتُمْ لأنها مبدأ تقسيم أحوالهم وأحوال عدوهم ويجوز أن يكونا واو حال، وأسفل منصوب على الظرف النائب عن الخبر، وهو في الحقيقة صفة لظرف مكان محذوف. أى: والركب في مكان أسفل من مكانكم وكان الركب على ثلاثة أميال من بدر..»
وقال الإمام الزمخشري- رحمه الله- فإن قلت: ما فائدة هذا التوقيت، وذكر مراكز الفريقين، وأن العير كانت أسفل منهم؟.
قلت: الفائدة فيه الإخبار عن الحال الدالة على قوة الشأن للعدو، وتكامل عدته، وتمهد أسباب الغلبة له، وضعف شأن المسلمين، والتياث أمرهم، وأن غلبتهم في هذه الحال ليس إلا صنعا من الله- سبحانه- ودليلا على أن ذلك أمر لم يتيسر إلا بحوله وقوته وباهر قدرته.
وذلك أن العدوة القصوى التي أناخ بها المشركون، كان فيها الماء، وكانت أرضا لا بأس بها. ولا ماء بالعدوة الدنيا، وهي خبار- أى أرض لينة رخوة- تسوخ فيها الأرجل، ولا يمشى فيها إلا بتعب ومشقة.
وكانت العير وراء ظهور العدو، مع كثرة عددهم، فكانت الحماية دونها تضاعف حميتهم، وتشحذ في المقاتلة عنها نياتهم، ولهذا كانت العرب تخرج إلى الحرب بظعنهم وأموالهم، ليبعثهم الذب عن الحريم على بذل جهودهم في القتال.
وفيه تصوير ما دبر- سبحانه- من أمر غزوة بدر لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْراً كانَ مَفْعُولًا ومن إعزاز دينه، وإعلاء كلمته، حين وعد المسلمين إحدى الطائفتين مبهمة غير مبينة حتى خرجوا ليأخذوا العير راغبين في الخروج، وأقلق قريشا ما بلغهم من تعرض المسلمين لأموالهم، فنفروا ليمنعوا عيرهم، وسبب الأسباب حتى أناخ هؤلاء بالعدوة الدنيا وهؤلاء بالعدوة القصوى، ووراءهم العير يحامون عليها، حتى قامت الحرب في ساق، وكان ما كان» .
وقوله: وَلَوْ تَواعَدْتُمْ لَاخْتَلَفْتُمْ فِي الْمِيعادِ، وَلكِنْ لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْراً كانَ مَفْعُولًا بيان لتدبير الله الحكيم، وإرادته النافذة.
أى: ولو تواعدتم وأهل مكة على موعد تلتقون فيه للقتال، لتخلفتم عن الميعاد المضروب بينكم، لأن كل فريق منكم كان سيتهيب الإقدام على صاحبه، ولكن الله- تعالى- بتدبيره الخفى شاء أن يجمعكم للقتال على غير ميعاد، ليقضى- سبحانه- أمرا كان مفعولا، أى:
ثابتا في علمه وحكمته، وهو: إعزاز الإسلام وأهله، وخذلان الشرك وحزبه.
روى ابن جرير من حديث كعب بن مالك- رضى الله عنه- قال: إنما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون يريدون عير قريش، حتى جمع الله بينهم وبين عدوهم على غير ميعاد.
وروى- أيضا- عن عمير بن إسحاق قال: أقبل أبو سفيان في الكرب من الشام، وخرج أبو جهل ليمنعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه فالتقوا ببدر، ولا يشعر هؤلاء بهؤلاء، ولا هؤلاء بهؤلاء، حتى التقى السقاة قال: ونظر الناس بعضهم إلى بعض»
وقوله لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ بدل من قوله لِيَقْضِيَ بإعادة الحروف، أو هو متعلق بقوله مَفْعُولًا.
والمراد بالهلاك والحياة هنا ما يشمل الحسى والمعنوي منهما.
والمراد بالبينة الحجة الظاهرة الدالة على حقية الإسلام وبطلان الكفر.
قال الآلوسى: أى: ليموت من يموت عن حجة عاينها، ويعيش من يعيش عن حجة شاهدها، فلا يبقى محل للتعلل بالأعذار، فإن وقعة بدر من الآيات الواضحة والحجج الغر المحجّلة.
ويجوز أن يراد بالحياة: الإيمان، وبالموت: الكفر على سبيل الاستعارة أو المجاز المرسل بأن يراد بالبينة: إظهار كمال القدرة الدالة على الحجة الدامغة.
أى: ليصدر كفر من كفر وإيمان من آمن عن وضوح وبينة وإلى هذا ذهب قتادة وابن إسحاق. والظاهر أن عَنْ هنا بمعنى بعد كقوله- تعالى- عَمَّا قَلِيلٍ لَيُصْبِحُنَّ نادِمِينَ.
وقرأ نافع وابن كثير وأبو بكر ويعقوب حيي على وزن تعب- بفك الإدغام.
وقرأ الباقون بإدغام الياء الأولى في الثانية على وزن شد ومد .
وقوله وَإِنَّ اللَّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ تذييل قصد به الترغيب في الإيمان- والترهيب من الكفر، أى: وإن الله لسميع لأقوال أهل الإيمان والكفر عليم بما تنطوى عليه قلوبهم وضمائرهم، وسيجازى- سبحانه- كل إنسان بما يستحقه من ثواب أو عقاب على حساب ما يعلم وما يسمع منه.
- البغوى : إِذْ أَنتُم بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيَا وَهُم بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوَىٰ وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنكُمْ ۚ وَلَوْ تَوَاعَدتُّمْ لَاخْتَلَفْتُمْ فِي الْمِيعَادِ ۙ وَلَٰكِن لِّيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا لِّيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَن بَيِّنَةٍ وَيَحْيَىٰ مَنْ حَيَّ عَن بَيِّنَةٍ ۗ وَإِنَّ اللَّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ
( إذ أنتم ) أي : إذ أنتم نزول يا معشر المسلمين ، ( بالعدوة الدنيا ) أي : بشفير الوادي الأدنى إلى المدينة ، والدنيا تأنيث الأدنى ، ( وهم ) يعني عدوكم من المشركين ، ( بالعدوة القصوى ) بشفير الوادي الأقصى من المدينة ، والقصوى تأنيث الأقصى .
قرأ ابن كثير وأهل البصرة " بالعدوة " بكسر العين فيهما ، والباقون بضمهما ، وهما لغتان كالكسوة والكسوة والرشوة والرشوة . ( والركب ) يعني : العير يريد أبا سفيان وأصحابه ، ( أسفل منكم ) أي : في موضع أسفل منكم إلى ساحل البحر ، على ثلاثة أميال من بدر ، ( ولو تواعدتم لاختلفتم في الميعاد ) وذلك أن المسلمين خرجوا ليأخذوا العير وخرج الكفار ليمنعوها ، فالتقوا على غير ميعاد ، فقال تعالى : " ولو تواعدتم لاختلفتم في الميعاد " ، لقلتكم وكثرة عدوكم ، ( ولكن ) الله جمعكم على غير ميعاد ، ( ليقضي الله أمرا كان مفعولا ) من نصر أوليائه وإعزاز دينه وإهلاك أعدائه ، ( ليهلك من هلك عن بينة ) أي : ليموت من يموت على بينة رآها وعبرة عاينها وحجة قامت عليه . ( ويحيا من حي عن بينة ) ويعيش من يعيش على بينة لوعده : " وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا " " الإسراء - 15 ) . وقال محمد بن إسحاق : معناه ليكفر من كفر بعد حجة قامت عليه ، ويؤمن من آمن على مثل ذلك ، فالهلاك هو الكفر ، والحياة هي الإيمان .
وقال قتادة : ليضل من ضل عن بينة ، ويهدي من اهتدى على بينة .
قرأ أهل الحجاز وأبو بكر ويعقوب : "
حيي " بيائين ، مثل " خشي " وقرأ الآخرون : بياء واحدة مشددة ، لأنه مكتوب بياء واحدة .( وإن الله لسميع ) لدعائكم ، ( عليم ) بنياتكم .
- ابن كثير : إِذْ أَنتُم بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيَا وَهُم بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوَىٰ وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنكُمْ ۚ وَلَوْ تَوَاعَدتُّمْ لَاخْتَلَفْتُمْ فِي الْمِيعَادِ ۙ وَلَٰكِن لِّيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا لِّيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَن بَيِّنَةٍ وَيَحْيَىٰ مَنْ حَيَّ عَن بَيِّنَةٍ ۗ وَإِنَّ اللَّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ
يقول تعالى [ مخبرا ] عن يوم الفرقان : ( إذ أنتم بالعدوة الدنيا ) أي : إذ أنتم نزول بعدوة الوادي الدنيا القريبة إلى المدينة ، ) وهم ) - أي : المشركون - نزول ( بالعدوة القصوى ) أي : البعيدة التي من ناحية مكة ، ) والركب ) أي : العير الذي فيه أبو سفيان بما معه من التجارة ( أسفل منكم ) أي : مما يلي سيف البحر ( ولو تواعدتم ) أي : أنتم والمشركون إلى مكان ( لاختلفتم في الميعاد )
قال محمد بن إسحاق : وحدثني يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير ، عن أبيه في هذه الآية قال : ولو كان ذلك عن ميعاد منكم ومنهم ، ثم بلغكم كثرة عددهم وقلة عددكم ، ما لقيتموهم ، ( ولكن ليقضي الله أمرا كان مفعولا ) أي : ليقضي الله ما أراد بقدرته من إعزاز الإسلام وأهله ، وإذلال الشرك وأهله ، عن غير ملأ منكم ، ففعل ما أراد من ذلك بلطفه .
وفي حديث كعب بن مالك قال : إنما خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والمسلمون يريدون عير قريش ، حتى جمع الله بينهم وبين عدوهم على غير ميعاد .
وقال ابن جرير : حدثني يعقوب ، حدثني ابن علية ، عن ابن عون ، عن عمير بن إسحاق قال : أقبل أبو سفيان في الركب من الشام ، وخرج أبو جهل ليمنعه من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه ، فالتقوا ببدر ، لا يشعر هؤلاء بهؤلاء ، ولا هؤلاء بهؤلاء ، حتى التقت السقاة ، ونهد الناس بعضهم لبعض .
وقال محمد بن إسحاق في السيرة : ومضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على وجهه ذلك حتى إذا كان قريبا من " الصفراء " بعث بسبس بن عمرو ، وعدي بن أبي الزغباء الجهنيين ، يلتمسان الخبر عن أبي سفيان ، فانطلقا حتى إذا وردا بدرا فأناخا بعيريهما إلى تل من البطحاء ، فاستقيا في شن لهما من الماء ، فسمعا جاريتين تختصمان ، تقول إحداهما لصاحبتها : اقضيني حقي ، وتقول الأخرى : إنما تأتي العير غدا أو بعد غد ، فأقضيك حقك . فخلص بينهما مجدي بن عمرو ، وقال : صدقت ، فسمع ذلك بسبس وعدي ، فجلسا على بعيريهما ، حتى أتيا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخبراه الخبر . وأقبل أبو سفيان حين وليا وقد حذر ، فتقدم أمام عيره وقال لمجدي بن عمرو : هل أحسست على هذا الماء من أحد تنكره ؟ فقال : لا والله ، إلا أني قد رأيت راكبين أناخا إلى هذا التل ، فاستقيا في شن لهما ، ثم انطلقا . فجاء أبو سفيان إلى مناخ بعيريهما ، فأخذ من أبعارهما ، ففته ، فإذا فيه النوى ، فقال : هذه والله علائف يثرب . ثم رجع سريعا فضرب وجه عيره ، فانطلق بها فساحل حتى إذا رأى أن قد أحرز عيره بعث إلى قريش فقال : إن الله قد نجى عيركم وأموالكم ورجالكم ، فارجعوا .
فقال أبو جهل : والله لا نرجع حتى نأتي بدرا - وكانت بدر سوقا من أسواق العرب - فنقيم بها ثلاثا ، فنطعم بها الطعام ، وننحر بها الجزر ونسقي بها الخمر ، وتعزف علينا القيان ، وتسمع بنا العرب وبسيرنا ، فلا يزالون يهابوننا بعدها أبدا .
فقال الأخنس بن شريق : يا معشر بني زهرة ، إن الله قد نجى أموالكم ، ونجى صاحبكم ، فارجعوا . فأطاعوه ، فرجعت بنو زهرة ، فلم يشهدوها ولا بنو عدي .
قال محمد بن إسحاق : وحدثني يزيد بن رومان ، عن عروة بن الزبير قال : وبعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين دنا من بدر - علي بن أبي طالب ، وسعد بن أبي وقاص ، والزبير بن العوام ، في نفر من أصحابه ، يتجسسون له الخبر فأصابوا سقاة لقريش : غلاما لبني سعيد بن العاص ، وغلاما لبني الحجاج ، فأتوا بهما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فوجدوه يصلي ، فجعل أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يسألونهما : لمن أنتما ؟ فيقولان : نحن سقاة لقريش ، بعثونا نسقيهم من الماء . فكره القوم خبرهما ، ورجوا أن يكونا لأبي سفيان ، فضربوهما فلما ذلقوهما قالا نحن لأبي سفيان . فتركوهما ، وركع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وسجد سجدتين ، ثم سلم وقال : إذا صدقاكم ضربتموهما ، وإذا كذباكم تركتموهما . صدقا ، والله إنهما لقريش ، أخبراني عن قريش " . قالا هم وراء هذا الكثيب الذي ترى بالعدوة القصوى - والكثيب : العقنقل - فقال لهما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : كم القوم ؟ قالا كثير . قال : ما عدتهم ؟ قالا ما ندري . قال : كم ينحرون كل يوم ؟ قالا يوما تسعا ، ويوما عشرا ، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : القوم ما بين التسعمائة إلى الألف . ثم قال لهما : فمن فيهم من أشراف قريش ؟ قالا عتبة بن ربيعة ، وشيبة بن ربيعة ، وأبو البختري بن هشام ، وحكيم بن حزام ، ونوفل بن خويلد ، والحارث بن عامر بن نوفل ، وطعيمة بن عدي بن [ نوفل ، والنضر بن الحارث ، وزمعة بن الأسود ، وأبو جهل بن هشام ، وأمية ] بن خلف ، ونبيه ومنبه ابنا الحجاج ، وسهيل بن عمرو ، وعمرو بن عبد ود . فأقبل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على الناس فقال : هذه مكة قد ألقت إليكم أفلاذ كبدها .
قال محمد بن إسحاق - رحمه الله تعالى - : وحدثني عبد الله بن أبي بكر بن حزم : أن سعد بن معاذ قال لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما التقى الناس يوم بدر : يا رسول الله ، ألا نبني لك عريشا تكون فيه ، وننيخ إليك ركائبك ، ونلقى عدونا ، فإن أظفرنا الله عليهم وأعزنا فذاك ما نحب ، وإن تكن الأخرى فتجلس على ركائبك ، وتلحق بمن وراءنا من قومنا ، فقد - والله - تخلف عنك أقوام ما نحن بأشد لك حبا منهم ، لو علموا أنك تلقى حربا ما تخلفوا عنك ، ويوادونك وينصرونك . فأثنى عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خيرا ، ودعا له به . فبني له عريش ، فكان فيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكر ، ما معهما غيرهما .
قال ابن إسحاق : وارتحلت قريش حين أصبحت ، فلما أقبلت ورآها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تصوب من العقنقل - وهو الكثيب - الذي جاءوا منه إلى الوادي قال : اللهم هذه قريش قد أقبلت بفخرها وخيلائها تحادك وتكذب رسولك ، اللهم أحنهم الغداة .
وقوله : ( ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حي عن بينة ) قال محمد بن إسحاق : أي ليكفر من كفر بعد الحجة ، لما رأى من الآية والعبرة ، ويؤمن من آمن على مثل ذلك .
وهذا تفسير جيد . وبسط ذلك أنه تعالى يقول : إنما جمعكم مع عدوكم في مكان واحد على غير ميعاد ، لينصركم عليهم ، ويرفع كلمة الحق على الباطل ، ليصير الأمر ظاهرا ، والحجة قاطعة ، والبراهين ساطعة ، ولا يبقى لأحد حجة ولا شبهة ، فحينئذ يهلك من هلك أي : يستمر في الكفر من استمر فيه على بصيرة من أمره أنه مبطل ، لقيام الحجة عليه ، ( ويحيى من حي ) أي : يؤمن من آمن ( عن بينة ) أي : حجة وبصيرة . والإيمان هو حياة القلوب ، قال الله تعالى : ( أومن كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس ) [ الأنعام : 122 ] ، وقالت عائشة في قصة الإفك : في هلك من هلك أي : قال فيها ما قال من الكذب والبهتان والإفك .
وقوله : ( وإن الله لسميع ) أي : لدعائكم وتضرعكم واستغاثتكم به ) عليم ) أي : بكم وأنكم تستحقون النصر على أعدائكم الكفرة المعاندين .
- القرطبى : إِذْ أَنتُم بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيَا وَهُم بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوَىٰ وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنكُمْ ۚ وَلَوْ تَوَاعَدتُّمْ لَاخْتَلَفْتُمْ فِي الْمِيعَادِ ۙ وَلَٰكِن لِّيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا لِّيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَن بَيِّنَةٍ وَيَحْيَىٰ مَنْ حَيَّ عَن بَيِّنَةٍ ۗ وَإِنَّ اللَّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ
قوله تعالى إذ أنتم بالعدوة الدنيا وهم بالعدوة القصوى والركب أسفل منكم ولو تواعدتم لاختلفتم في الميعاد ولكن ليقضي الله أمرا كان مفعولا ليهلك من هلك عن بينة ويحيا من حي عن بينة وإن الله لسميع عليم
قوله تعالى إذ أنتم بالعدوة الدنيا وهم بالعدوة القصوى أي أنزلنا إذ أنتم على هذه الصفة . أو يكون المعنى : واذكروا إذ أنتم . والعدوة : جانب الوادي . وقرئ بضم العين وكسرها ، فعلى الضم يكون الجمع عدى ، وعلى الكسر عدى ، مثل لحية ولحى ، وفرية وفرى . والدنيا : تأنيث الأدنى . والقصوى : تأنيث الأقصى . من دنا يدنو ، وقصا يقصو . ويقال : القصيا ، والأصل الواو ، وهي لغة أهل الحجاز قصوى . فالدنيا كانت مما يلي المدينة ، والقصوى مما يلي مكة . أي إذ أنتم نزول بشفير الوادي بالجانب الأدنى إلى المدينة ، وعدوكم بالجانب الأقصى .
والركب أسفل منكم يعني ركب أبي سفيان وغيره . كانوا في موضع أسفل منهم إلى ساحل البحر فيه الأمتعة . وقيل : هي الإبل التي كانت تحمل أمتعتهم ، وكانت في موضع يأمنون عليها توفيقا من الله عز وجل لهم ، فذكرهم نعمه عليهم . والركب ابتداء أسفل منكم ظرف في موضع الخبر . أي مكانا أسفل منكم . وأجاز الأخفش والكسائي والفراء ( والركب أسفل منكم ) أي أشد تسفلا منكم . والركب جمع راكب . ولا تقول العرب : ركب إلا للجماعة الراكبي الإبل . وحكى ابن السكيت وأكثر أهل اللغة أنه لا يقال راكب وركب إلا للذي على الإبل ، ولا يقال لمن كان على فرس أو غيرها راكب . والركب والأركب والركبان والراكبون لا يكونون إلا على جمال ، عن ابن فارس .
ولو تواعدتم لاختلفتم في الميعاد أي لم يكن يقع الاتفاق لكثرتهم وقلتكم ، فإنكم لو عرفتم كثرتهم لتأخرتم فوفق الله عز وجل لكم .
ليقضي الله أمرا كان مفعولا من نصر المؤمنين وإظهار الدين . واللام في ليقضي متعلقة بمحذوف . والمعنى : جمعهم ليقضي الله ، ثم كررها فقال : ليهلك أي جمعهم هنالك ليقضي أمرا .
ليهلك من هلك من في موضع رفع . ويحيا في موضع نصب عطف على ليهلك . والبينة إقامة الحجة والبرهان . أي ليموت من يموت عن بينة رآها وعبرة عاينها ، فقامت عليه الحجة . وكذلك حياة من يحيا . وقال ابن إسحاق : ليكفر من كفر بعد حجة قامت عليه وقطعت عذره ، ويؤمن من آمن على ذلك . وقرئ ( من حيي ) بياءين على الأصل . وبياء واحدة مشددة ، الأولى قراءة أهل المدينة والبزي وأبي بكر . والثانية قراءة الباقين ، وهي اختيار أبي عبيد ، لأنها كذلك وقعت في المصحف .
- الطبرى : إِذْ أَنتُم بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيَا وَهُم بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوَىٰ وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنكُمْ ۚ وَلَوْ تَوَاعَدتُّمْ لَاخْتَلَفْتُمْ فِي الْمِيعَادِ ۙ وَلَٰكِن لِّيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا لِّيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَن بَيِّنَةٍ وَيَحْيَىٰ مَنْ حَيَّ عَن بَيِّنَةٍ ۗ وَإِنَّ اللَّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ
القول في تأويل قوله : إِذْ أَنْتُمْ بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيَا وَهُمْ بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوَى وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنْكُمْ
قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: أيقنوا، أيها المؤمنون، واعلموا أن قسم الغنيمة على ما بيَّنه لكم ربكم، إن كنتم آمنتم بالله وما أنـزل على عبده يوم بدر, إذ فرق بين الحق والباطل من نصر رسوله= " إذ أنتم "، حينئذ، " بالعدوة الدنيا "، يقول: بشفير الوادي الأدنى إلى المدينة (41) = " وهم بالعدوة القصوى " ، يقول: وعدوكم من المشركين نـزولٌ بشَفير الوادي الأقصى إلى مكة= " والركب أسفل منكم " ، يقول: والعير فيه أبو سفيان وأصحابه في موضع أسفل منكم إلى ساحل البحر.
* * *
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
16139 - حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال، حدثنا محمد بن ثور, عن معمر, عن قتادة: " إذ أنتم بالعدوة الدنيا "، قال: شفير الوادي الأدنى، وهم بشفير الوادي الأقصى= " والركب أسفل منكم " ، قال: أبو سفيان وأصحابه، أسفلَ منهم.
16140- حدثنا بشر قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد, عن قتادة قوله: " إذ أنتم بالعدوة الدنيا وهم بالعدوة القصوى "، وهما شفير الوادي. كان نبيُّ الله بأعلى الوادي، والمشركون أسفلَه = " والركب أسفل منكم " ، يعني: أبا سفيان, [انحدر بالعير على حوزته]، (42) حتى قدم بها مكة.
16141 - حدثنا ابن حميد قال، حدثنا سلمة, عن ابن إسحاق: " إذ أنتم بالعدوة الدنيا وهم بالعدوة القصوى "، من الوادي إلى مكة= " والركب أسفل منكم "، أي: عير أبي سفيان التي خرجتم لتأخذوها وخرجوا ليمنعوها، عن غير ميعاد منكم ولا منهم. (43)
16142 - حدثني محمد بن عمرو قال، حدثنا أبو عاصم قال، حدثنا عيسى, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد قوله: " والركب أسفل منكم "، قال: أبو سفيان وأصحابه، مقبلون من الشأم تجارًا, لم يشعروا بأصحاب بدر, ولم يشعر محمد صلى الله عليه وسلم بكفار قريش، ولا كفار قريش بمحمد وأصحابه, حتى التقى على ماء بدر من يسقي لهم كلهم. (44) فاقتتلوا, (45) فغلبهم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فأسروهم.
16143- حدثني المثنى قال، حدثنا أبو حذيفة قال، حدثنا شبل, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد, بنحوه.
16144- حدثني المثنى قال، حدثنا إسحاق قال، حدثنا عبد الله, عن ورقاء, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد مثله.
16145 - حدثني محمد بن الحسين قال، حدثنا أحمد بن المفضل قال، حدثنا أسباط, عن السدي قال: ذكر منازل القوم والعير فقال: " إذ أنتم بالعدوة الدنيا وهم بالعدوة القصوى "، والركب: هو أبو سفيان (46) = " أسفل منكم "، على شاطئ البحر.
* * *
واختلفت القرأة في قراءة قوله: " إذ أنتم بالعدوة " .
فقرأ ذلك عامة قرأة المدنيين والكوفيين: ( بِالعُدْوَةِ )، بضم العين.
* * *
وقرأه بعض المكيين والبصريين: ( بِالعِدْوَةِ)، بكسر العين.
* * *
قال أبو جعفر: وهما لغتان مشهورتان بمعنى واحد, فبأيتهما قرأ القارئ فمصيبٌ، يُنْشَد بيت الراعي:
وَعَيْنَـــانِ حُـــمْرٌ مَآقِيهِمَـــا
كَمَــا نَظَــرَ العِــدْوَةَ الجُــؤْذَرُ (47)
بكسر العين من " العدوة ", وكذلك ينشد بيت أوس بن حجر:
وَفَـارِس لَـوْ تَحُـلُّ الخَـيْلُ عِدْوَتَـهُ
وَلَّـوْا سِـرَاعًا, وَمَـا هَمُّـوا بِإقْبَـالِ (48)
* * *
القول في تأويل قوله : وَلَوْ تَوَاعَدْتُمْ لاخْتَلَفْتُمْ فِي الْمِيعَادِ وَلَكِنْ لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولا
قال أبو جعفر: يعنى تعالى ذكره: ولو كان اجتماعكم في الموضع الذي اجتمعتم فيه، أنتم أيها المؤمنون وعدوكم من المشركين، عن ميعاد منكم ومنهم, = " لاختلفتم في الميعاد "، لكثرة عدد عدوكم، وقلة عددكم، ولكن الله جمعكم على غير ميعاد بينكم وبينهم (49) = " ليقضي الله أمرًا كان مفعولا "، وذلك القضاء من الله، (50) كان نصره أولياءه من المؤمنين بالله ورسوله, وهلاك أعدائه وأعدائهم ببدر بالقتل والأسر، كما:-
16146 - حدثنا ابن حميد قال، حدثنا سلمة, عن ابن إسحاق: " ولو تواعدتم لاختلفتم في الميعاد " ، ولو كان ذلك عن ميعاد منكم ومنهم، ثم بلغكم كثرة عددهم وقلة عددكم، ما لقيتموهم= " ولكن ليقضي الله أمرًا كان مفعولا " ، أي: ليقضي الله ما أراد بقدرته، من إعزاز الإسلام وأهله, وإذلال الشرك وأهله, عن غير مَلأ منكم، (51) ففعل ما أراد من ذلك بلطفه. (52)
16147 - حدثني يونس قال، أخبرنا ابن وهب قال، قال ابن زيد:،أخبرني يونس بن شهاب قال، أخبرني عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك: أن عبد الله بن كعب قال: سمعت كعب بن مالك يقول في غزوة بدر: إنما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون يريدون عِيَر قريش, حتى جمع الله بينهم وبين عدوهم على غير ميعاد. (53)
16148 - حدثني يعقوب قال، حدثنا ابن علية, عن ابن عون, عن عمير بن إسحاق قال: أقبل أبو سفيان في الركب من الشام, وخرج أبو جهل ليمنعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه, فالتقوا ببدر, ولا يشعر هؤلاء بهؤلاء، ولا هؤلاء بهؤلاء, حتى التقت السُّقَاة. قال: ونَهَدَ الناسُ بعضهم لبعض. (54)
* * *
القول في تأويل قوله : لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَا مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ وَإِنَّ اللَّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ (42)
قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: ولكن الله جمعهم هنالك، ليقضي أمرًا كان مفعولا= " ليهلك من هلك عن بينة " .
* * *
وهذه اللام في قوله: " ليهلك " مكررة على " اللام " في قوله: لِيَقْضِيَ ، كأنه قال: ولكن ليهلك من هلك عن بينة, جَمَعكم.
* * *
ويعني بقوله: " ليهلك من هلك عن بينة " ، ليموت من مات من خلقه، (55) عن حجة لله قد أثبتت له وقطعت عذره, وعبرة قد عاينها ورآها (56) = " ويحيا من حي عن بينة " ، يقول: وليعيش من عاش منهم عن حجة لله قد أُثبتت له وظهرت لعينه فعلمها، جمعنا بينكم وبين عدوكم هنالك.
* * *
وقال ابن إسحاق في ذلك بما:-
16149 - حدثنا ابن حميد قال، حدثنا سلمة, عن ابن إسحاق: " ليهلك من هلك عن بينة " ، [ أي ليكفر من كفر بعد الحجة]، (57) لما رأى من الآية والعبرة, (58) ويؤمن من آمن على مثل ذلك. (59)
* * *
وأما قوله: " وإن الله لسميع عليم " ، فإن معناه: " وإن الله "، أيها المؤمنون، = " لسميع " ، لقولكم وقول غيركم، حين يُري الله نبيه في منامه ويريكم، عدوكم في أعينكم قليلا وهم كثير, ويراكم عدوكم في أعينهم قليلا= " عليم "، بما تضمره نفوسكم، وتنطوي عليه قلوبكم, حينئذ وفي كل حال. (60)
يقول جل ثناؤه لهم ولعباده: فاتقوا ربكم، (61) أيها الناس، في منطقكم: أن تنطقوا بغير حق, وفي قلوبكم: أن تعتقدوا فيها غيرَ الرُّشد, فإن الله لا يخفى عليه خافية من ظاهر أو باطن.
--------------------
الهوامش :
(41) " شفير الوادي " : ناحية من أعلاه ، وهو حده وحرفه .
(42) هكذا كتب هذه الجملة بين القوسين ناشر المطبوعة ، ولا أدري ما هو . والذي في المخطوطة : " انخدم بالعير على حورمة " هكذا ، ولم أستطع أن أجد لقراءتها وجهًا اطمئن غليه ، ولم أجد الخبر في مكان آخر .
(43) الأثر : 16141 - سيرة ابن هشام 2 : 328 ، وهو تابع الأثر السالف رقم : 16137.
(44) ( 3 ) في المطبوعة : " حتى التقيا " ، وأثبت ما في المخطوطة .
(45) " فاقتتلوا " ، مكررة في المخطوطة مرتين ، وأنا في ريب من هذه الجملة كلها .
(46) في المطبوعة : " أبو سفيان وعيره " ، زاد ما ليس في المخطوطة .
(47) لم أجد البيت في مكان آخر ، وللراعي أبيات كثيرة مفرقة على هذا الوزن ، كأنه منها .
(48) من قصيدته في رثاء فضالة بن كلدة الأسدي ، والبيت في منتهى الطلب ، وليس في ديوانه ، يقول قبله : أمْ مَلِعَادِيَـــةٍ تـــردِي مُلَمْلَمَــةٍ
كأنَّهَـا عَـارِضٌ فـي هَضْـبِ أوْعالِ
لَهَـا لَمَّـا رأوك عَـلَى نَهْـدٍ مَرَاكِلُـهُ
يَسْــعَى بِـبزِّ كَـمِيٍّ غَـيْرِ مِعْـزَالِ
وَفَــارِسٍ لا يَحُــلُّ القَـوْمُ عُدْوَتَـهُ
. . . . . . . . . . . . . . . . . . .
وهذه أجود من روايته " لو تحل " ، فالنفي هنا حق الكلام .
(49) انظر تفسير " الميعاد " فيما سلف 6 : 222
(50) انظر تفسير " القضاء " فيما سلف 11 : 267 ، تعليق : 1 ، والمراجع هناك .
(51) في المطبوعة : " عن غير بلاء " ، وفي سيرة ابن هشام ، في أصل المطبوعة مثله ، وهو كلام فاسد جدًا . وفي مخطوطة الطبري ، ومخطوطات ابن هشام ومطبوعة أوربا ، : " عن غير ملأ " ، كما أثبتها .
يقال : " ما كان هذا الأمر عن ملأ منا " ، أي : عن تشاور واجتماع . وفي حديث عمر حين طعن : " أكان هذا عن ملأ منكم ؟ " ، أي : عن مشاورة من أشرافكم وجماعتكم .
ثم غير ناشر المطبوعة الكلمة التي بعدها ، كتب " فعل " ، مكان " ففعل " . وكل هذا عبث وذهاب ورع .
(52) الأثر : 16146 - سيرة ابن هشام 2 : 328 ، وهو تابع الأثر السالف رقم : 16141.
(53) الأثر : 16147 - " " عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك الأنصاري " ، ثقة ، روى عن أبيه . وروى عنه الزهري . كان أعلم قومه وأوعاهم . مترجم في التهذيب ، وابن أبي حاتم 2 2 249 .
و "
عبد الله بن كعب بن مالك الأنصاري " ، ثقة ، كان قائد أبيه حين عمى ، روى عن أبيه . روى . روى عنه ابنه عبد الرحمن ، وروى عنه الزهري . مترجم في التهذيب ، وابن أبي حاتم 2 2 142 .وكان في المخطوطة : "
إنما يخرج رسول الله " ، وهو جيد عربي . ولكنه في المراجع " إنما خرج " ، فأثبته كما في المطبوعة .وهذا الخبر جزء من خبر كعب بن مالك ، الطويل في امر غزوة تبوك ، وما كان من تخلفه حتى تاب الله عليه .
ورواه أحمد في مسنده 3 : 456 ، 457 ، 459 6 : 387 .
ورواه البخاري في صحيحه ( الفتح 8 : 86 ) .
ورواه مسلم في صحيحه من هذه الطريق 17 : 87 .
(54) الأثر : 16148 - "
ابن عون " ، هو " عبد الله بن عون المزني " ، مضى مرارًا .و "
عمير بن إسحاق القرشي " ، لم يرو عنه غير ابن عون ، متكلم فيه . مضى برقم : 7776 .وكان في المطبوعة : "
عمر بن إسحاق " ، لم يحسن قراءة المخطوطة .وقوله : "
نهد الناس بعضهم لبعض " ، نهضوا إلى القتال . يقال : " نهد القوم إلى عدوهم ، ولعدوهم " ، أي : صمدوا له وشرعوا في قتاله . و " نهدوا يسألونه " ، أي : شرعوا ونهضوا .وكأن ناشر المطبوعة لم يفهمها أو لم يحسن قراءتها ، فكتب مكان "
نهد " : " نظر الناس ... " ، وهذا من طول عبثه بهذا النص الجليل ، حتى ألف العبث واستمر عليه واستمرأه .(55) انظر تفسير "
هلك " فيما سلف ص : 149 ، تعليق : 1 ، والمراجع هناك .(56) انظر تفسير "
بينة " فيما سلف من فهارس اللغة ( بين ) .(57) هذه الزيادة بين القوسين لا بد منها ، أضفتها من سيرة ابن هشام .
(58) في المطبوعة : "
من الآيات والعبر " ، وفي المخطوطة : " من الآيات والعبرة " ، وأثبت الصواب من سيرة ابن هشام .(59) الأثر : 16149 - سيرة ابن هشام 2 : 328 ، وهو تابع الأثر السالف رقم : 16146 .
(60) انظر تفسير "
سميع " و " عليم " فيما سلف من فهارس اللغة ( سمع ) ، ( علم ) .(61) في المطبوعة والمخطوطة : "
واتقوا " بالواو ، و " والفاء " ، هنا حق الكلام . - ابن عاشور : إِذْ أَنتُم بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيَا وَهُم بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوَىٰ وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنكُمْ ۚ وَلَوْ تَوَاعَدتُّمْ لَاخْتَلَفْتُمْ فِي الْمِيعَادِ ۙ وَلَٰكِن لِّيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا لِّيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَن بَيِّنَةٍ وَيَحْيَىٰ مَنْ حَيَّ عَن بَيِّنَةٍ ۗ وَإِنَّ اللَّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ
{ إذ } بدل من { يوم التقى الجمعان } [ الأنفال : 41 ] فهو ظرف ب { لأنزلنا } [ الأنفال : 41 ] أي زمن أنتم بالعدوة الدنيا ، وقد أريد من هذا الظرف وما أضيف إليه تذكيرهم بحالة حرجة كان المسلمون فيها ، وتنبيههم للطف عظيم حفّهم من الله تعالى ، وهي حالة موقع جيش المسلمين من جيش المشركين ، وكيف التقى الجيشان في مكان واحد عن غير ميعاد ، ووجَد المسلمون أنفسهم أمام عدوّ قوي العِدّة والعُدّة والمَكانة من حسن الموقع . ولولا هذا المقصد من وصف هذه الهيئة لما كان من داع لهذا الإطناب إذ ليس من أغراض القرآن وصف المنازل إذا لم تكن فيه عبرة .
والعدوة بتثليث العين صفة الوادي وشاطئه ، والضمّ والكسر في العين أفصح وعليهما القراءات المشهورة ، فقرأه الجمهور بضمّ العين ، وقرأه ابن كثير ، وأبو عمرو ، و يعقوب بكسر العين .
والمراد بها شاطىء وادي بدر . وبدر اسم ماء . { والدنيا } هي القريبة أي العدوة التي من جهة المدينة ، فهي أقربُ لجيش المسلمين من العُدوة التي من جهة مكة . و { العدوة القصوى } هي التي ممّا يلي مكة ، وهي كثيب ، وهي قصوى بالنسبة لموقع بلد المسلمين .
والوصف ب { الدنيا } و { القصوى } يَشعُر المخاطبون بفائدته ، وهي أنّ المسلمين كانوا حريصين أن يسبقوا المشركين إلى العدوة القصوى ، لأنّها أصلب أرضاً فليس للوصف بالدنو والقصُو أثر في تفضيل إحدى العدوتين على الأخرى ، ولكنّه صادف أن كانت القصوى أسعدَ بنزول الجيش ، فلمّا سبق جيشُ المشركين إليها اغتمّ المسلمون ، فلمّا نزل المسلمون بالعدوة الدنيا أرسل الله المطر وكان الوادي دَهْساً فلبّد المطرُ الأرضَ ولم يعقهم عن المسير وأصاب الأرض التي بها قريش فعطّلهم عن الرحيل ، فلم يبلغوا بدراً إلاّ بعد أن وصل المسلمون وتخيروا أحسن موقع وسبقوا إلى الماء ، فاتّخذوا حوضاً يكفيهم وغوروا الماء ، فلمّا وصل المشركون إلى الماء وجدوه قد احتازه المسلمون ، فكان المسلمون يشربون ولا يجد المشركون ماء .
وضمير { وهم } عائد إلى ما في لفظ { الجمعان } من معنى : جمعكم وجمع المشركين ، فلمّا قال : { إذ أنتم بالعدوة الدنيا } لم يبق معاد لضمير { وهم } إلاّ الجمع الآخر وهو جمع المشركين .
و { الركب } هو ركب قريش الراجعون من الشام ، وهو العِير . { أَسْفَلَ } من الفريقين أي أخفض من منازلهما ، لأن العيِر كانوا سائِرين في طريق الساحل ، وقد تركوا ماءَ بدر عن يسارهم . ذلك أنّ أبا سفيان لمّا بلغه أنّ المسلمين خرجوا لتلقي عيره رجع بالعير عن الطريق التي تمرّ ببدر ، وسلك طريق الساحل لينجو بالعير ، فكان مسيره في السهول المنخفضة ، وكان رجال الركب أربعين رجلاً .
والمعنى : والركب بالجهة السفلى منكم ، وهي جهة البحر وضمير { منكم } خطاب للمسلمين المخاطبين بقوله : { إذ أنتم بالعدوة الدنيا } والمعنى أنّ جيش المسلمين كان بين جماعتين للمشركين ، وهما جيش أبي سفيان بالعدوة القصوى ، وعير القوم أسفل من العدوة الدنيا ، فلو علم العدوّ بهذا الوضع لطبّق جماعتيه على جيش المسلمين ، ولكن الله صرفهم عن التفطّن لذلك وصرف المسلمين عن ذلك ، وقد كانوا يطمعون أن يصادفوا العير فينتهبوها كما قال تعالى :
{ وتودون أن غير ذات الشوكة تكون لكم } [ الأنفال : 7 ] ولو حاولوا ذلك لوقعوا بين جماعتين من العدوّ .
وانتصب { أسفل } على الظرفية المكانية وهو في محلّ رفع خبر عن ( الركب ) أي والركب قد فاتكم وكنتم تأملون أن تدركوه فتنتهبوا ما فيه من المتاع .
والغرض من التقييد بهذا الوقت ، وبتلك الحالة : إحضارها في ذكْرهم ، لأجل ما يلزم ذلك من شكر نعمة الله ، ومن حسن الظنّ بوعده والاعتماد عليه في أمورهم ، فإنّهم كانوا حينئذ في أشدّ ما يكون فيه جيش تجاه عدوّه ، لأنّهم يعلمون أنّ تلك الحالة كان ظاهرها ملائِماً للعدوّ ، إذ كان العدوّ في شوكة واكتمال عدّة ، وقد تمهدت له أسباب الغلبة بحسن موقع جيشه ، إذ كان بالعدوة التي فيها الماء لسقياهم والتي أرضها متوسّطة الصلابة ، فَأما جيش المسلمين فقد وجدوا أنفسهم أمام العدوّ في عدوة تسوخ في أرضها الأرجل من لين رمْلها ، مع قلّة مائِها ، وكانت العير قد فاتت المسلمين وحلّت وراء ظهور جيش المشركين ، فكانت في مأمن من أن ينالها المسلمون ، وكان المشركون واثقين بمكنة الذبّ عن عيرهم ، فكانت ظاهرةُ هذه الحالة ظاهرةَ خيبة وخوف للمسلمين ، وظاهرةَ فوز وقوة للمشركين ، فكان من عجيب عناية الله بالمسلمين أن قلب تلك الحالة رَأساً على عَقب ، فأنزل من السماء مطراً تعبّدت به الأرض لجيش المسلمين فساروا فيها غير مشفوق عليهم ، وتطهّروا وسَقَوا ، وصَارت به الأرض لجيش المشركين وحلاً يثقل فيها السيرَ وفاضت المياه عليهم ، وألقى الله في قلوبهم تهوين أمر المسلمين ، فلم يأخذوا حذرهم ولا أعدّوا للحرب عدّتها ، وجعلوا مقامهم هنالك مقام لهو وطرب ، فجعل الله ذلك سبباً لنصر المسلمين عليهم ، ورأوا كيف أنجز الله لهم ما وعدهم من النصر الذي لم يكونوا يتوقّعونه . فالذين خوطبوا بهذه الآية هم أعلم السامعين بفائدة التوقيت الذي في قوله : { إذ أنتم بالعدوة الدنيا } الآية . ولذلك تعيّن على المفسّر وصف الحالة التي تضمنّتها الآية ، ولولا ذلك لكان هذا التقييد بالوقت قليل الجدوى .
وجملة { ولو تواعدتم لاختلفتم في الميعاد } في موضع الحال من { الجمعان } [ الأنفال : 41 ] وعامل الحال فعل { التقى } [ الأنفال : 41 ] أي في حال لقاء على غير ميعاد ، قد جاء ألزم ممّا لو كان على ميعاد ، فإنّ اللقاء الذي يكون موعوداً قد يتأخّر فيه أحد المتواعدَين عن وقته ، وهذا اللقاء قد جاء في إبان متّحد وفي مكان متجاور متقابل .
ومعنى الاختلاف في الميعاد : اختلاف وقته بأن يتأخّر أحد الفريقين عن الوقت المحدود فلم يأتوا على سواء .
والتلازم بين شرط { لو } وجوابها خفي هنا وقد أشكل على المفسّرين ، ومنهم من اضطرّ إلى تقدير كلام محذوف تقديره : ثم علمتم قلّتكم وكثرتكم ، وفيه أنّ ذلك يفضي إلى التخلّف عن الحضور لا إلى الاختلاف . ومنهم من قدر : وعلمتم قلّتكم وشعر المشركون بالخوف منكم لِما ألقى الله في قلوبهم من الرعب ، أي يجعل أحد الفريقين يتثاقل فلم تحضروا على ميعاد ، وهو يفضي إلى ما أفضى إليه القول الذي قبله ، ومنهم من جعل ذلك لما لا يخلو عنه الناس من عروض العوارض والقواطع ، وهذا أقرب ، ومع ذلك لا ينثلج له الصدر .
فالوجه في تفسير هذه الآية أنّ { لو } هذه من قبيل ( لو ) الصُهَيْبِية فإنَّ لها استعمالات ملاكها : أن لا يقصد من ( لو ) ربطُ انتفاء مضمون جوابها بانتفاء مضمون شرطها ، أي ربط حصول نقيض مضمون الجواب بحصول نقيض مضمون الشرط ، بل يقصد أنّ مضمون الجواب حاصل لا محالة ، سواء فرض حصول مضمون شرطها أو فرض انتفاؤه ، إمّا لأنّ مضمون الجواب أولى بالحصول عند انتفاء مضمون الشرط ، نحو قوله تعالى : { ولو سمعوا ما استجابوا لكم } [ فاطر : 14 ] ، وإمّا بقطع النظر عن أولَوية مضمون الجواب بالحصول عند انتفاء مضمون الشرط نحو قوله تعالى : { ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه } [ الأنعام : 28 ]. ومحصّل هذا أنّ مَضمون الجزاء مستمرُّ الحصول في جميع الأحوال في فرض المتكلم ، فيأتي بجملة الشرط متضمنّةً الحالةَ التي هي عند السامع مظنةُ أن يحصلُ فيها نقيضُ مضمون الجواب . ومن هذا قول طفيل في الثناء على بني جعفر بن كِلاب
: ... أبَوْا أنْ يمَلُّونا ولَوْ أنَّ أمَّنا
تلاَقِي الذي لاَقَوْه منا لَمَلَّتِ ... أي فكيف بغيرِ أمِّنا .
وقد تقدّمت الإشارة إلى هذا عند قوله تعالى : { ولو أسمعهم لتولوا وهم معرضون } في هذه السورة [ 23 ] ، وكنا أحلنا عليه وعلى ما في هذه الآية عند قوله تعالى : { ولو أنّنا نزّلنا إليهم الملائكة } الآية في سورة [ الأنعام : 111 ].
والمعنى : لو تواعدتم لاختلفتم في الميعاد ، أي في وقت ما تواعدتم عليه ، لأن غالب أحوال المتواعِدَين أن لا يستوي وفاؤهما بما تواعدا عليه في وقت الوفاء به ، أي في وقت واحدٍ ، لأنّ التوقيت كان في تلك الأزمان تقريباً يقدّرونه بأجزاء النهار كالضحى والعَصر والغروب ، لا ينضبط بالدرج والدقائق الفلَكية ، والمعنى : فبالأحرى وأنتم لم تتواعدوا وقد أتيتم سواء في اتّحاد وقت حلولكم في العُدوتين فاعلموا أنّ ذلك تيسير بقدر الله لأنّه قدر ذلك لتعلموا أنّ نصركم من عنده على نحو قوله : { وما رميت إذ رميت ولكنّ الله رمى } [ الأنفال : 17 ].
وهذا غير ما يقال ، في تقارب حصول حاللٍ لأناس : «كأنهم كانوا على ميعاد» كما قال الأسود بن يَعفر يرثي هلاك أحلافه وأنصاره
. ... جَرَتتِ الرياحُ على محلّ ديارهم
فكأنهم كانوا على مِيعاد ... فإنّ ذلك تشبيه للحصول المتعاقب .
وضمير { اختلفتم } على الوجوه كلّها شامل للفريقين : المخاطبِين والغائبِين ، على تغليب المخاطبين ، كما هو الشأن في الضمائر مثله .
وقد ظهر موقع الاستدراك في قوله : { ولكن ليقضى الله أمراً كان مفعولا } إذ التقدير : ولكن لم تتواعدوا وجئتم على غيرِ اتّعاد ليقضي اللَّهَ أي ليحقّق ويُنجز ما أراده من نصركم على المشركين . ولمّا كان تعليل الاستدراك المفادِ بلكِنْ قد وقع بفعللٍ مسند إلى الله كان مفيداً أنّ مجيئهم إلى العُدوتين على غير تواعد كان بتقدير من الله عِنايةً بالمسلمين .
ومعنى { أمراً } هنا الشيء العظيم ، فتنكيره للتعظيم ، أو يجعل بمعنى الشأن وهم لا يطلقون ( الأمر ) بهذا المعنى إلاّ على شيءٍ مهمّ ، ولعلّ سبب ذلك أنه ما سمّي ( أمراً ) لا باعتبار أنّه ممّا يؤمر بفعله أو بعمله كقوله تعالى : { وكان أمراً مقضياً } [ مريم : 21 ] وقوله : { وكان أمر الله قدراً مقدوراً } [ الأحزاب : 38 ].
و { كان } تدلّ على تحقّق ثبوت معنى خبرها لاسمها من الماضي مثل { وكان حقا علينا نصر المؤمنين } [ الروم : 47 ] أي ثبت له استحقاق الحَقية علينا من قديم الزمن . وكذلك قوله : { وكان أمراً مقضياً } [ مريم : 21 ]. فمعنى { كان مفعولا } أنّه ثبت له في علم الله أنّه يُفعل . فاشتق له صيغة مفعول من فَعَل للدلالة على أنّه حين قدرت مفعوليته فقد صار كأنّه فُعل ، فوصف لذلك باسم المفعول الذي شأنه أن يطلق على من اتّصف بتسلط الفعل في الحال لا في الاستقبال .
فحاصل المعنى : لينجز الله ويوقع حدثاً عظيماً متّصفاً منذ القدم بأنّه محقّق الوقوع عند إبّانه ، أي حقيقاً بأن يُفعل حتّى كأنّه قد فعل لأنّه لا يمنعه ما يحفّ به من الموانع المعتادة .
وجملة : { ليهلك من هلك عن بينة } في موضع بدل الاشتمال من جملة : { ليقضي الله أمراً كان مفعولا } لأنّ الأمر هو نصر المسلمين وقهر المشركين وذلك قد اشتمل على إهلاك المهزومين وإحياء المنصورين وحَفّه من الأحوال الدالّة على عناية الله بالمسلمين وإهانته المشركين ما فيه بيّنه للفريقين تقطع عذر الهالكين ، وتقتضي شكرَ الأحياء . ودخول لام التعليل على فعل { يهلك } تأكيد للام الداخلة على ل { يقضي } في الجملة المبدل منها . ولو لم تدخل اللام لقيل : يَهْلِكُ مرفوعاً .
والهلاك : الموت والاضمحلال ، ولذلك قوبل بالحياة . والهَلاك والحياة مستعاران لمعنى ذهاب الشوكة ، ولمعنى نهوض الأمة وقوتها ، لأنّ حقيقة الهلاك الموت ، وهو أشد الضرّ فلذلك يشبَّه بالهلاك كلّ ما كان ضُرّاً شديداً ، قال تعالى : { يهلكون أنفسهم } [ التوبة : 42 ] ، وبضدّه الحياة هي أنفع شيء في طبع الإنسان فلذلك يشبه بها ما كان مرغوباً ، قال تعالى : { لينذر من كان حياً } [ يس : 70 ] وقد جمع التشبيهين قوله تعالى : { أو من كان ميتاً فأحييناه } [ الأنعام : 122 ]. فإن الكفار كانوا في عزّة ومنعة ، وكان المسلمون في قِلّة ، فلما قضى الله بالنصر للمسلمين يوم بدر أخفق أمر المشركين ووهنوا ، وصار أمر المسلمين إلى جدّة ونهوض ، وكان كلّ ذلك ، عن بينة ، أي عن حجّة ظاهرة تدلّ على تأييد الله قوماً وخذلِه آخرين بدون ريببٍ .
ومن البعيد حمل { يهلك } و { يحيى } على الحقيقة لأنّه وإن تحمَّله المعنى في قوله : { ليهلك من هلك } فلا يتحمّله في قوله : { ويحيى ممن حي } لأنّ حياة الأحياء ثابتة لهم من قبل يوم بدر .
ودلّ معنى المجاوزة الذي في { عن } على أنّ المعنى ، أن يكون الهلاك والحياة صادرين عن بيّنة وبارزين منها .
وقرأ نافع ، والبَزّي عن ابن كثير ، وأبو بكر عن عاصم ، ويعقوب ، وخلف «حَييَ» بإظهار الياءَيْن ، وقرأه البقية : «حَيَّ» بإدغام إحدى الياءين في الأخرى على قياس الإدغام وهما وجهان فصيحان .
و { عن } للمجاوزة المجازية ، وهي بمعنى ( بعد ) ، أي : بعد بيّنة يتبيّن بها سبب الأمرين : هلاك من هلك ، وحياة من حيي .
وقوله : { وإن الله لسميع عليم } تذييل يشير إلى أنّ الله سميع دعاء المسلمين طلب النصر ، وسميع ما جرى بينهم من الحوار في شأن الخروج إلى بدر ومن مودّتهم أن تكون غير ذات الشوكة هي إحدى الطائفتين التي يلاقونها ، وغير ذلك ، وعليم بما يجول في خواطرهم من غير الأمور المسموعة وبما يصلح بهم ويبني عليه مجد مستقبلهم .
- إعراب القرآن : إِذْ أَنتُم بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيَا وَهُم بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوَىٰ وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنكُمْ ۚ وَلَوْ تَوَاعَدتُّمْ لَاخْتَلَفْتُمْ فِي الْمِيعَادِ ۙ وَلَٰكِن لِّيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا لِّيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَن بَيِّنَةٍ وَيَحْيَىٰ مَنْ حَيَّ عَن بَيِّنَةٍ ۗ وَإِنَّ اللَّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ
«إِذْ» ظرف لما مضى من الزمان ، بدل من الظرف يوم قبله. «أَنْتُمْ» ضمير منفصل مبتدأ. «بِالْعُدْوَةِ» متعلقان بمحذوف خبره. «الدُّنْيا» صفة مجرورة وعلامة جرها الكسرة المقدرة على الألف للتعذر ، والجملة في محل جر بالإضافة. «وَهُمْ بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوى » اعرابها كسابقتها. «وَالرَّكْبُ» مبتدأ والواو حالية. «أَسْفَلَ» ظرف مكان متعلق بمحذوف خبره. «مِنْكُمْ» متعلقان بمحذوف الخبر والجملة في محل نصب حال. «وَلَوْ» حرف شرط والواو للاستئناف. «تَواعَدْتُمْ» فعل ماض والتاء فاعل ، والجملة مستأنفة. «لَاخْتَلَفْتُمْ» فعل ماض وفاعل. «فِي الْمِيعادِ» متعلقان بالفعل ، والجملة لا محل لها جواب شرط غير جازم. «وَلكِنْ» حرف استدراك. الواو عاطفة. «لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْراً» فعل مضارع وفاعل ومفعول به. والمصدر المؤول من الفعل وأن المضمرة بعد لام التعليل في محل جر بحرف الجر ، والجار والمجرور متعلقان بفعل محذوف تقديره قدّر اللّه .. «كانَ مَفْعُولًا» كان وخبرها واسمها ضمير مستتر والجملة في محل نصب صفة. «لِيَهْلِكَ» المصدر المؤول بدل من مصدر ليقضي أو متعلق بمفعولا. «مَنْ» اسم موصول مبني على السكون في محل رفع فاعل وجملة هلك صلة الموصول. «عَنْ بَيِّنَةٍ» متعلقان بالفعل. «وَيَحْيى مَنْ حَيَّ» إعرابه كسابقه. «وَإِنَّ اللَّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ» إن واسمها وخبرها واللام المزحلقة والجملة مستأنفة لا محل لها.
- English - Sahih International : [Remember] when you were on the near side of the valley and they were on the farther side and the caravan was lower [in position] than you If you had made an appointment [to meet] you would have missed the appointment But [it was] so that Allah might accomplish a matter already destined - that those who perished [through disbelief] would perish upon evidence and those who lived [in faith] would live upon evidence; and indeed Allah is Hearing and Knowing
- English - Tafheem -Maududi : إِذْ أَنتُم بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيَا وَهُم بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوَىٰ وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنكُمْ ۚ وَلَوْ تَوَاعَدتُّمْ لَاخْتَلَفْتُمْ فِي الْمِيعَادِ ۙ وَلَٰكِن لِّيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا لِّيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَن بَيِّنَةٍ وَيَحْيَىٰ مَنْ حَيَّ عَن بَيِّنَةٍ ۗ وَإِنَّ اللَّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ(8:42) And recall when you were encamped at the nearer end of the valley (of Badr) and they were at the farther end and the caravan below you (along the seaside). Had you made a mutual appointment to meet in encounter, you would have declined. But encounter was brought about so that Allah might accomplish what He had decreed, and that he who was to perish should perish through a clear proof, and who was to survive might survive through a clear proof. *34 Surely Allah is All-Hearing, All-Knowing. *35
- Français - Hamidullah : Vous étiez sur le versant le plus proche et eux les ennemis sur le versant le plus éloigné tandis que la caravane était plus bas que vous Si vous vous étiez donné rendez-vous vous l'auriez manqué effrayés par le nombre de l'ennemi Mais il fallait qu'Allah accomplît un ordre qui devait être exécuté pour que sur preuve pérît celui qui devait périr et vécût sur preuve celui qui devait vivre Et certes Allah est Audient et Omniscient
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Als ihr auf der näheren Talseite wart sie auf der ferneren Talseite und die Karawane unterhalb von euch Und wenn ihr euch verabredet hättet wäret ihr über die Verabredung fürwahr uneinig gewesen aber es geschah so damit Allah eine Angelegenheit entscheide die ausgeführt werden sollte damit wer umkam auf Grund eines klaren Beweises umkäme und wer am Leben bliebe auf Grund eines klaren Beweises am Leben bliebe Allah ist wahrlich Allhörend und Allwissend
- Spanish - Cortes : Cuando estabais en la ladera más próxima y ellos en la más lejana mientras que la caravana estaba más baja que vosotros Si hubierais intentado daros cita no os habríais puesto de acuerdo sobre ella pero para que Alá decidiera algo que debía hacerse Para que ante una prueba clara pereciera quien debía perecer y ante una prueba clara sobreviviera quien debía sobrevivir Alá todo lo oye todo lo sabe
- Português - El Hayek : Recordaivos de quanto estáveis acampados na rampa do vale mais próxima a Madina e eles na mais afastada e suacaravana se encontrava mais abaixo Se tivésseis marcado um encontro com o inimigo tervosíeis desencontrado e osenfrentastes para que Deus cumprisse Sua decisão prescrita a fim de que perecessem aqueles que com razão deveriamsucumbir e sobrevivessem aqueles que com razão deveriam sobreviver; sabei que Deus é Oniouvinte Sapientíssimo
- Россию - Кулиев : Вот вы находились на ближней стороне долины они - на дальней стороне а караван был ниже вас Если бы вы условились то разошлись бы во времени и месте Однако все произошло так чтобы Аллах довел до конца дело которое уже было свершившимся дабы погиб тот кто погиб при полной ясности и дабы выжил тот кто выжил при полной ясности Воистину Аллах - Слышащий Знающий
- Кулиев -ас-Саади : إِذْ أَنتُم بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيَا وَهُم بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوَىٰ وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنكُمْ ۚ وَلَوْ تَوَاعَدتُّمْ لَاخْتَلَفْتُمْ فِي الْمِيعَادِ ۙ وَلَٰكِن لِّيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا لِّيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَن بَيِّنَةٍ وَيَحْيَىٰ مَنْ حَيَّ عَن بَيِّنَةٍ ۗ وَإِنَّ اللَّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ
Вот вы находились на ближней стороне долины, они - на дальней стороне, а караван был ниже вас. Если бы вы условились, то разошлись бы во времени и месте. Однако все произошло так, чтобы Аллах довел до конца дело, которое уже было свершившимся, дабы погиб тот, кто погиб при полной ясности, и дабы выжил тот, кто выжил при полной ясности. Воистину, Аллах - Слышащий, Знающий.Вы находились на той стороне долины, которая была ближе к Медине, а ваш противник находился на другой стороне. Все вы поместились в этой долине, а караван в это время находился уже у берега моря. Вы отправились в путь, чтобы захватить караван, однако Аллаху было угодно, чтобы все произошло иначе. Если бы вы заранее запланировали эту встречу, то выбор места и времени сражения или другие обстоятельства побудили бы вас разминуться. Однако Аллах собрал вас вместе, чтобы свершилось то, что было предопределено и должно было свершиться. Аллах пожелал, чтобы это событие стало ясным знамением для тех, кто упрямо отказывается признать истину, и чтобы неверующие убедились в порочности своих воззрений и лишились возможности оправдаться перед Аллахом, и чтобы правоверные обрели еще большую убежденность и уверенность. Достичь этого удалось благодаря тому, что Аллах показал обоим отрядам знамения и доказательства, служащие назиданием для каждого благоразумного человека. Среди Его прекрасных имен - Слышащий, Знающий. Он слышит любые голоса, понимает любые языки и внимает любым просьбам. Он знает обо всем, что совершается открыто или тайно, и ведает обо всем сокровенном и очевидном.
- Turkish - Diyanet Isleri : Siz vadiye en yakın ve onlar da en uzak yamaçta idiler; kervanın süvarileri sizden daha aşağıdaydı Savaş için buluşmak üzere sözleşmeye kalksaydınız vaktini tayinde anlaşmazlığa düşerdiniz; fakat Allah mahvolan apaçık belgeden ötürü mahvolsun yaşayan da apaçık belgeden ötürü yaşasın diye olacak işi yaptı Doğrusu Allah işitir ve bilir
- Italiano - Piccardo : Eravate sul versante più vicino e loro erano su quello più lontano e la carovana era più in basso di voi Se vi foste dati un appuntamento sareste stati discordi sul luogo Era necessario che Allah realizzasse un ordine che doveva essere eseguito affinché chi doveva morire morisse con una prova e chi doveva vivere vivesse con una prova In verità Allah tutto ascolta e conosce
- كوردى - برهان محمد أمين : کاتێک ئێوه له دامێنی خواری شیوهکه و نزیکتر بوون به مهدینه و ئهوانیش له سهرهوهی شیوهکهوه بوون و دوورتر له مهدینه کاروانهکهش لهخوارترتانهوه بوو خۆ ئهگهر بڕیارو بهڵێنتان بدایه بهیهکتر بگهن لهوکات و شوێنهدا ئهوه دوو بهرهکی لهنێوانتاندا دروست دهبوو بهڵام خوا دهیهوێت بارودۆخێک پێش بهێنێت که بڕیاری لهسهردراوه که سهرکهوتنی موسوڵمانانه و شکستی بێ باوهڕانه بۆ ئهوهی لهناو بچێت و بههانهی نهمێنێت ئهوهی که له زانستی خوادا لهناوچووه و بۆ ئهوهی بژی لهسهر بهرچاو ڕوونی و بهڵگه ئهوهی له زانستی خوادا دهژی لهسهر دینداری سهرئهنجامی شهڕی بهدر بۆ ئهوه بوو تا باوهڕو بێ باوهڕی بۆ ههردوولا ڕوون بێتو بێگومان خوا بیسهرو زانایه
- اردو - جالندربرى : جس وقت تم مدینے سے قریب کے ناکے پر تھے اور کافر بعید کے ناکے پر اور قافلہ تم سے نیچے اتر گیا تھا۔ اور اگر تم جنگ کے لیے اپس میں قرارداد کرلیتے تو وقت معین پر جمع ہونے میں تقدیم وتاخیر ہو جاتی۔ لیکن خدا کو منظور تھا کہ جو کام ہو کر رہنے والا تھا اسے کر ہی ڈالے تاکہ جو مرے بصیرت پر یعنی یقین جان کر مرے اور جو جیتا رہے وہ بھی بصیرت پر یعنی حق پہچان کر جیتا رہے۔ اور کچھ شک نہیں کہ خدا سنتا جانتا ہے
- Bosanski - Korkut : kada ste vi bili u dolini bližoj oni u dolini daljoj a karavana niže vas O vremenu borbe ne biste se dogovorili i da ste se dogovarali ali se ona dogodila da bi Allah dao da se ispuni ono što se moralo dogoditi da nevjernik ostane nevjernik poslije očigledna dokaza i da vjernik ostane vjernik poslije očigledna dokaza – a Allah doista sve čuje i sve zna –
- Swedish - Bernström : [Minns] att ni befann er i dalens främre ände och [fienden] i den bortre änden med karavanen långt under er Om [båda sidor] hade gjort upp om att drabba samman skulle ni säkert ha dragit er ur spelet men [striden kom till stånd] därför att Guds vilja måste ske så att de som stupade skulle stupa som klart bevis [för sanningen] och att de som fick behålla livet skulle behålla det som klart bevis [för sanningen] Gud hör allt vet allt
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Yaitu di hari ketika kamu berada di pinggir lembah yang dekat dan mereka berada di pinggir lembah yang jauh sedang kafilah itu berada di bawah kamu Sekiranya kamu mengadakan persetujuan untuk menentukan hari pertempuran pastilah kamu tidak sependapat dalam menentukan hari pertempuran itu akan tetapi Allah mempertemukan dua pasukan itu agar Dia melakukan suatu urusan yang mesti dilaksanakan yaitu agar orang yang binasa itu binasanya dengan keterangan yang nyata dan agar orang yang hidup itu hidupnya dengan keterangan yang nyata pula Sesungguhnya Allah Maha Mendengar lagi Maha Mengetahui
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : إِذْ أَنتُم بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيَا وَهُم بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوَىٰ وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنكُمْ ۚ وَلَوْ تَوَاعَدتُّمْ لَاخْتَلَفْتُمْ فِي الْمِيعَادِ ۙ وَلَٰكِن لِّيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا لِّيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَن بَيِّنَةٍ وَيَحْيَىٰ مَنْ حَيَّ عَن بَيِّنَةٍ ۗ وَإِنَّ اللَّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ
(Yaitu di hari ketika) lafal ini merupakan badal dari lafal yaum (kalian) berada (di pinggir lembah) yang dekat dari kota Madinah; huruf `ain boleh dibaca damah dan boleh dibaca kasrah, artinya di pinggir lembah (dan mereka berada di pinggir lembah yang jauh) dari kota Madinah (sedang kafilah) iring-iringan perdagangan orang-orang kafir berada di tempat (yang lebih rendah daripada kalian) yaitu dekat dengan pantai (Sekiranya kalian mengadakan persetujuan) antara kalian dan pasukan kaum musyrikin untuk menentukan hari pertempuran (pastilah kalian tidak akan sependapat untuk menentukan hari pertempuran itu akan tetapi) Allah mempertemukan antara kalian dan mereka tanpa persetujuan terlebih dahulu (agar Dia melakukan suatu urusan yang mesti dilaksanakan) yang urusan tersebut telah berada dalam pengetahuan-Nya, yaitu memenangkan Islam dan menghapus kekafiran, maka Allah melaksanakan hal tersebut (yaitu agar orang yang binasa itu) yakni orang kafir (binasanya berdasarkan keterangan yang nyata) artinya sesudah adanya hujah yang jelas tegak di hadapannya; yaitu melalui dimenangkannya pasukan kaum muslimin sekali pun jumlah mereka sedikit atas pasukan musuh yang jumlahnya sangat banyak itu (dan agar orang yang hidup itu) orang yang mukmin (hidupnya dengan keterangan yang nyata pula. Sesungguhnya Allah Maha Mendengar lagi Maha Mengetahui).
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : আর যখন তোমরা ছিলে সমরাঙ্গনের এ প্রান্তে আর তারা ছিল সে প্রান্তে অথচ কাফেলা তোমাদের থেকে নীচে নেমে গিয়েছিল। এমতাবস্থায় যদি তোমরা পারস্পরিক অঙ্গীকারাবদ্ধ হতে তবে তোমরা এক সঙ্গে সে ওয়াদা পালন করতে পারতে না। কিন্তু আল্লাহ তা’আলা এমন এক কাজ করতে চেয়েছিলেন যা নির্ধারিত হয়ে গিয়েছিল যাতে সে সব লোক নিহত হওয়ার ছিল প্রমাণ প্রতিষ্ঠার পর এবং যাদের বাঁচার ছিল তারা বেঁচে থাকে প্রমাণ প্রতিষ্ঠার পর। আর নিশ্চিতই আল্লাহ শ্রবণকারী বিজ্ঞ।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : பத்ரு போர்க்களத்தில் மதீனா பக்கம் பள்ளத்தாக்கில் நீங்களும் எதிரிகள் தூரமான கோடியிலும் குறைஷி வியாபாரிகளாகிய வாகனக்காரர்கள் உங்கள் கீழ்ப்புறத்திலும் இருந்தீர்கள் நீங்களும் அவர்களும் சந்திக்கும் காலம் இடம் பற்றி வாக்குறுதி செய்திருந்த போதிலும் அதை நிறைவேற்றுவதில் நிச்சயமாகக் கருத்து வேற்றுமை கொண்டிருப்பீர்கள்; ஆனால் செய்யப்பட வேண்டிய காரியத்தை அல்லாஹ் நிறைவேற்றுவதற்காகவும் அழிந்தவர்கள் தக்க முகாந்தரத்துடன் அழிவதற்காகவும் தப்பிப் பிழைத்தவர்கள் தக்க முகாந்தரத்தைக் கொண்டே தப்பிக்கவும் இவ்வாறு அவன் செய்தான் நிச்சயமாக அல்லாஹ் செவியேற்பவனாகவும் அறிபவனாகவும் இருக்கின்றான்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : “จงรำลึกขณะที่พวกเจ้าอยู่ด้านหุบเขาที่ใกล้กว่า และพวกเขาอยู่ด้านหุบเขาที่ไกลกว่า และกองคาราวานนั้นอยู่ต่ำกว่าพวกเจ้า และถ้าหากพวกเจ้าต่างได้สัญญา กัน แน่นอนพวกเจ้าก็ย่อมขัดแย้งกัน แล้วในสัญญานั้นแต่ทว่าเพื่อที่อัลลอฮฺจะได้ทรงให้งานหนึ่ง เสร็จสิ้นไป ซึ่งงานนั้นได้ถูกกระทำไว้แล้ว เพื่อว่าผู้พินาศ จะได้พินาศลงโดยหลักฐานอันชัดแจ้ง และผู้มีชีวิตอยู่ จะได้มีชีวิตอยู่โดยหลักฐานอันชัดแจ้ง และแท้จริงอัลลอฮฺนั้นเป็นผู้ทรงได้ยินผู้ทรงรอบรู้”
- Uzbek - Мухаммад Содик : Ўшанда сизлар водийнинг Мадинага яқин тарафида улар узоқ тарафида отлиқлар эса сиздан пастда эди Агар ваъдалашиб олганингизда ҳам келишилган жой ва вақтда хилоф қилардингиз Лекин Аллоҳ қилиниш керак бўлган ишни ҳал этиш учун ҳалок бўладиган одам очиқойдин ҳужжат билан ҳалок бўлиши учун яшаши керак бўлган одам очиқойдин ҳужжат билан яшаши учун тўқнашдингиз Ва албатта Аллоҳ эшитгувчи ва билгувчи зотдир Яъни Бадр уруши куни сизлар эй мусулмонлар водийнинг Мадинага яқин тарафига келиб тушдингиз Мушриклар водийнинг Мадинадан узоқ тарафига келиб тушдилар Карвондаги отлиқлар эса сиз турган жойнинг пастроғидан юриб соҳил бўйлаб ўтиб кетди Сиз билан мушриклар ўртасида тепалик бўлиб бирбирингизни кўрмас эдингиз
- 中国语文 - Ma Jian : 当时,你们在山谷的近岸,敌军在远岸,而商队在你们的下面。假若你们约定相会,必定爽约,但(真主集合你们),以便他判决一件必行的事,以便灭亡者见明证而后灭亡,生存者见明证而后生存。真主确是全聪的,确是全知的。
- Melayu - Basmeih : Iaitu ketika kamu berada di tepi lembah yang dekat ke Madinah dan mereka pihak musuh berada di tepi lembah yang jauh dari Madinah sedang Kafilah pembawa dagangan musuh berada di tempat yang rendah dari tempat kamu di tepi laut Dan kalaulah kamu berjanji dengan mereka mengenai peperangan itu nescaya kamu akan berselisih pada menentukan harinya Akan tetapi pertemuan angkatan kamu dengan angkatan mereka yang tidak disangkasangka itu ialah supaya Allah melakukan suatu perkara kemenangan Islam yang telah ditetapkan berlakunya iaitu supaya orang kafir musyrik yang binasa itu binasa dengan keterangan yang membuktikan kesalahannya dan supaya orang Islam yang hidup itu hidup dengan keterangan yang membuktikan kebenarannya; kerana sesungguhnya Allah Maha Mendengar lagi Maha Mengetahui
- Somali - Abduh : Xusuusta markaad ahaydeen Dhinicii u Dhawaa Badar Gaaladuna ahayd Dhinicii ka Fogaa Badar Safarkiina idinka Hooseeyey hadaad isu yahoohdan Ballana waad isku Khilaafi lahaydeen Ballanka Eebaase Falay inuu Xukumo Amar uu Fali in Cidto Ciddii Noolaanna si Cad u Noolaato Eebana waa Maqle Og
- Hausa - Gumi : A lõkacin da kuke a gãɓa ta kusa sũ kuma sunã a gãɓa tanẽsa kuma ãyarin yana a wuri mafi gangarãwa daga gare ku kuma dã kun yi wa jũna wa'adi dã kun sãɓa ga wa'adin; kuma amma dõmin Allah Ya hukunta abin da yake ya kasance abin aikatãwa Dõmin wanda yake halaka ya halaka daga shaida kuma mai rãyuwa ya rãyu daga shaida kuma lalle Allah ne haƙĩƙa Mai ji Masani
- Swahili - Al-Barwani : Kumbukeni pale mlipo kuwa nyinyi kwenye ng'ambo ya karibu ya bonde na wao wakawa ng'ambo ya mbali na msafara ulipo kuwa chini yenu Na ingeli kuwa mmeagana mngeli khitalifiana katika miadi Lakini mkakutana ili Mwenyezi Mungu atimize jambo lilio kuwa lazima litendeke kwa sababu aangamie wa kuangamia kwa dalili zilizo dhaahiri na asalimike wa kusalimika kwa dalili zilizo dhaahiri Na Mwenyezi Mungu ni Mwenye kusikia Mwenye kujua
- Shqiptar - Efendi Nahi : Kujtoje kur ju ishit në luginën e afërme e ata në luginën e largët ndërsa karavani përfundi jush E sikur t’i kishit premtuar njëritjetrit nuk do t’ishit pajtuar për kohën e konfliktit por Perëndia e plotësojë atë ngjarje që ish e caktuar për t’u shkatërruar ai që është i padrejtë me dokumente të qarta e të jetojë ai që është i drejtë – me dokumente të qarta Se Perëndia me të vërtetë dëgjon të gjitha dhe di çdo gjë
- فارسى - آیتی : شما در كرانه نزديكتر بيابان بوديد و آنها در كرانه دورتر بودند و آن قافله در مكانى فروتر از شما بود. اگر شما با يكديگر زمان جنگ را تعيين مىكرديد باز هم از آن تخلف مىورزيديد تا كارى كه خدا مقرر كرده است واقع شود، تا هر كه هلاك مىشود به دليلى هلاك شود و هر كه زنده مىماند به دليلى زنده ماند. هرآينه خدا شنوا و داناست.
- tajeki - Оятӣ : Шумо дар каронаи наздиктари биёбон будед ва онҳо дар каронаи дуртар буданд ва он қофила дар маконе пасттар аз шумо буд. Агар шумо бо якдигар замони ҷангро таъйин мекардед, боз ҳам аз он хилоф меварзидед, то коре, ки Худо муқаррар кардааст, воқеъ шавад, то ҳар кӣ ҳалок мешавад, ба далеле ҳалок шавад ва ҳар кӣ зинда мемонад, ба далеле зинда монад. Албатта Худо шунавову доност!
- Uyghur - محمد صالح : ئۆز ۋاقتىدا سىلەر ۋادىنىڭ (مەدىنىگە) يېقىن تەرىپىدە ئىدىڭلار، ئۇلار ۋادىنىڭ (مەدىنىگە) يىراق تەرىپىدە ئىدى. (قۇرەيشنىڭ) سودا كارۋىنى بولسا سىلەرنىڭ تۆۋىنىڭلاردا ئىدى. (مۇشرىكلار بىلەن ئۇچرىشىشنى) ۋەدىلەشكەن بولساڭلار، سىلەر (ئۆزۈڭلارنىڭ ئازلىقىنى، مۇشرىكلارنىڭ كۆپلۈكىنى كۆرۈپ) ئەلۋەتتە بۇنىڭغا خىلاپلىق قىلغان بولاتتىڭلار، لېكىن اﷲ بولۇشقا تېگىشلىك ئىشنى (يەنى مۇسۇلمانلارنى ئەزىز، مۇشرىكلارنى خار قىلىشنى) ئەمەلگە ئاشۇرۇش ئۈچۈن (سىلەرنى بەدرىدە مۇشرىكلار بىلەن ۋەدىسىز ئۇچراشتۇردى). اﷲ نىڭ مۇنداق قىلىشى ھالاك بولىدىغانلارنىڭ روشەن دەلىلنى كۆرۈپ ئاندىن ھالاك بولۇشى، ياشايدىغانلارنىڭ روشەن دەلىلنى كۆرۈپ ئاندىن ياشىشى ئۈچۈن ئىدى. اﷲ (بەندىلىرىنىڭ سۆزلىرىنى)، ئەلۋەتتە، ئاڭلاپ تۇرغۇچىدۇر، (نىيەتلىرىنى) بىلىپ تۇرغۇچىدۇر
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : നിങ്ങള് താഴ്വരയുടെ അടുത്ത ഭാഗത്തും അവര് അകന്ന ഭാഗത്തും കച്ചവടസംഘം നിങ്ങള്ക്കു താഴെയുമായ സന്ദര്ഭംങ. നിങ്ങള് പരസ്പരം ഏറ്റുമുട്ടാന് നേരത്തെ തീരുമാനിച്ചിരുന്നെങ്കില് നിങ്ങളതിനു വിരുദ്ധമായി പ്രവര്ത്തിങക്കുമായിരുന്നു. എന്നാല് ഉറപ്പായും ഉണ്ടാകേണ്ട ഒരു കാര്യം നടപ്പില് വരുത്താനാണ് അല്ലാഹു ഇങ്ങനെ ചെയ്തത്. അഥവാ നശിക്കേണ്ടവന് വ്യക്തമായ തെളിവോടെ നശിക്കാനും ജീവിക്കേണ്ടവന് വ്യക്തമായ തെളിവോടെ ജീവിക്കാനും വേണ്ടിയാണിത്. അല്ലാഹു എല്ലാം കേള്ക്കുിന്നവനും അറിയുന്നവനും തന്നെ; തീര്ച്ചേ.
- عربى - التفسير الميسر : واذكروا حينما كنتم على جانب الوادي الاقرب الى "المدينه" وعدوكم نازل بجانب الوادي الاقصى وعير التجاره في مكان اسفل منكم الى ساحل "البحر الاحمر" ولو حاولتم ان تضعوا موعدا لهذا اللقاء لاختلفتم ولكن الله جمعكم على غير ميعاد ليقضي امرا كان مفعولا بنصر اوليائه وخذلان اعدائه بالقتل والاسر وذلك ليهلك من هلك منهم عن حجه لله ثبتت له فعاينها وقطعت عذره وليحيا من حي عن حجه لله قد ثبتت وظهرت له وان الله لسميع لاقوال الفريقين لا يخفى عليه شيء عليم بنياتهم
*34). The living and the dead spoken of in the above verse do not signify the individuals who survived the battle or those killed during it. The reference here is to the ideological entities of Islam and Jahiliyah.
*35). God is neither blind nor deaf nor ignorant. On the contrary, He is All-Knowing, All-Seeing, All-Wise. Hence, we find reflection of God's knowledge, wisdom and justice in history.