- عربي - نصوص الآيات عثماني : إِذْ يَقُولُ ٱلْمُنَٰفِقُونَ وَٱلَّذِينَ فِى قُلُوبِهِم مَّرَضٌ غَرَّ هَٰٓؤُلَآءِ دِينُهُمْ ۗ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى ٱللَّهِ فَإِنَّ ٱللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ
- عربى - نصوص الآيات : إذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض غر هؤلاء دينهم ۗ ومن يتوكل على الله فإن الله عزيز حكيم
- عربى - التفسير الميسر : واذكروا حين يقول أهل الشرك والنفاق ومرضى القلوب، وهم يرون قلة المسلمين وكثرة عدوهم: غرَّ هؤلاء المسلمين دينُهم، فأوردهم هذه الموارد، ولم يدرك هؤلاء المنافقون أنه من يتوكل على الله ويثق بوعده فإن الله لن يخذله، فإن الله عزيز لا يعجزه شيء، حكيم في تدبيره وصنعه.
- السعدى : إِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ غَرَّ هَٰؤُلَاءِ دِينُهُمْ ۗ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ
{إِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ} أي: شك وشبهة، من ضعفاء الإيمان، للمؤمنين حين أقدموا ـ مع قِلَّتهم ـ على قتال المشركين مع كثرتهم. {غَرَّ هَؤُلَاءِ دِينُهُمْ} أي: أوردهم الدين الذي هم عليه هذه الموارد التي لا يدان لهم بها، ولا استطاعة لهم بها،يقولونه احتقارا لهم واستخفافا لعقولهم، وهم ـ واللّه ـ الأخِفَّاءُ عقولا، الضعفاء أحلاما. فإن الإيمان يوجب لصاحبه الإقدام على الأمور الهائلة التي لا يقدم عليها الجيوش العظام،فإن المؤمن المتوكل على اللّه، الذي يعلم أنه ما من حول ولا قوة ولا استطاعة لأحد إلا باللّه تعالى،وأن الخلق لو اجتمعوا كلهم على نفع شخص بمثقال ذرة لم ينفعوه، ولو اجتمعوا على أن يضروه لم يضروه إلا بشيء قد كتبه اللّه عليه، وعلم أنه على الحق، وأن اللّه تعالى حكيم رحيم في كل ما قدره وقضاه، فإنه لا يبالي بما أقدم عليه من قوة وكثرة، وكان واثقا بربه، مطمئن القلب لا فزعا ولا جبانا، ولهذا قال {وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ} لا يغالب قوته قوة. {حَكِيمٌ} فيما قضاه وأجراه.
- الوسيط لطنطاوي : إِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ غَرَّ هَٰؤُلَاءِ دِينُهُمْ ۗ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ
هذا، وقوله- تعالى- بعد ذلك: إِذْ يَقُولُ الْمُنافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ غَرَّ هؤُلاءِ دِينُهُمْ.. بيان لصنفين آخرين من أعداء المسلمين بعد بيان العدو الرئيسى وهم المشركون الذين خرجوا بطرا ورئاء الناس لمحاربة الإسلام وقد شجعهم الشيطان على ذلك.
قال الفخر الرازي: أما المنافقون فهم قوم من الأوس والخزرج- كانوا يظهرون الإسلام ويخفون الكفر ولم يخرج منهم أحد إلى بدر سوى عبد الله بن أبى- وأما الذين في قلوبهم مرض فهم قوم من قريش أسلموا ولم يهاجروا.
ثم إن قريشا لما خرجوا لحرب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أولئك: نخرج مع قومنا فإن كان محمد في كثرة خرجنا إليه، وإن كان في قلة أقمنا في قومنا..
وعامل الإعراب في «إذ» فيه وجهان: الأول: التقدير، والله شديد العقاب إذ يقول المنافقون» ..
والثاني: اذكروا إذ يقول المنافقون..» .
وقوله: غَرَّ أى: خدع، من الغرور وهو كل ما يغر الإنسان من مال وجاه وشهرة وشيطان.
أى: اذكروا- أيها المؤمنون- وقت أن قال المنافقون والذين في قلوبهم مرض: غر هؤلاء دينهم: أى خدعهم، لأنكم أقدمتم على قتال قوم يفوقونكم عدة وعددا، وهذا القتال- في زعمهم- لون من إلقاء النفس إلى التهلكة، لأنهم قوم لا يدركون حقيقة أسباب النصر وأسباب الهزيمة، فهم لخراب بواطنهم من العقيدة السليمة، لا يعرفون أثرها في الإقدام من أجل نصرة الحق ولا يقدرون ما عليه أصحابها من صلة طيبة بالله- عز وجل- الذي بيده النصر والهزيمة..
وماداموا قد فقدوا تلك المعرفة، وهذا التقدير، فلا تستبعدوا منهم- أيها المؤمنون- أن يقولوا هذا القول عنكم، فذلك مبلغهم من العلم، وتلك موازينهم في قياس الأمور ...
والحق، أن الإنسان عند ما يتدبر ما قاله المنافقون والذين في قلوبهم مرض في حق المؤمنين عند ما أقدموا على حرب أعدائهم في بدر ...
أقول: عند ما يتدبر ذلك ليرى أن هذا القول دأب كل المنافقين والذين في قلوبهم مرض في كل زمان ومكان.
إننا في عصرنا الحاضر رأينا كثيرين من أصحاب العقيدة السليمة، والنفوس النقية، والقلوب المضحية بكل شيء في سبيل نصرة الحق.. رأينا هؤلاء يبلغون رسالات الله دون أن يخشوا أحدا سواه ويهاجمون الطغاة والمبطلين والفجار، ليمكنوا لدين الله في الأرض، حتى ولو أدت بهم هذه المهاجمة إلى بذل أرواحهم.
ورأينا في مقابل هؤلاء الصادقين أقواما- ممن آثروا شهوات الدنيا على كل شيء- لا يكتفون بالصمت وهم يشاهدون أصحاب العقيدة السليمة يصارعون الطغاة.
بل هم- بسبب خلو نفوسهم من المثل العليا- يلقون باللوم على هؤلاء المؤمنين، ويقولون ما حكاه القرآن من أقوال في أشباههم السابقين من المنافقين والذين في قلوبهم مرض: غر هؤلاء دينهم.
إنهم لا يدركون الأمور ببصيرة المؤمن، ولا يزنونها بميزان الإيمان.
إن المؤمن يرى التضحية في سبيل الحق مؤدية إلى إحدى الحسنين النصر أو الشهادة.
أما هؤلاء المنافقون والذين في قلوبهم مرض، فلا يرون الحياة إلا متعة وشهوة وغنيمة فَإِنْ أُعْطُوا مِنْها رَضُوا وَإِنْ لَمْ يُعْطَوْا مِنْها إِذا هُمْ يَسْخَطُونَ .
وقوله- تعالى- وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ حض للمؤمنين على التمسك بما يدعوهم إليه إيمانهم من استقامة وقوة..
أى: ومن يكل أمره إلى الله، ويثق به- ينصره- سبحانه- على أعدائه، فإنه- عز وجل- عزيز لا يغلبه شيء، حكيم فيما يدبر من أمر خلقه.
وبذلك نرى أن هذه الآيات الكريمة، قد صورت تصويرا بديعا ما عليه الكافرون وأشباههم من بطر ومفاخرة وصد عن سبيل الله.. ومن طاعة للشيطان أوردتهم المهالك.
وحكت ما قالوه من أقوال تدل على جبنهم وجهلهم وانطماس بصيرتهم.
ونهت المؤمنين عن التشبه بهم، لأن البطر والمفاخرة والبغي، واتباع الشيطان: كل ذلك يؤدى إلى خزي الدنيا وعذاب الآخرة.
ولقد كان أبو جهل قمة في البغي والبطر والمراءاة عند ما قال- بعد أن نصحه الناصحون بالرجوع عن الحرب فقد نجت العير: «لا لن نرجع حتى نرد بدرا، فنقيم ثلاثا، ننحر الجزر، ونشرب الخمر، وتعزف القيان علينا، فلن تزال العرب تهابنا أبدا» .
وعند ما بلغت مقالة أبى جهل أبا سفيان قال: «وا قوماه!! هذا عمل عمرو بن هشام «يعنى أبا جهل» كره أن يرجع لأنه ترأس على الناس فبغى، والبغي منقصة وشؤم. إن أصاب محمد النفير ذللنا» .
وصدقت فراسة أبى سفيان، فقد أصاب محمد صلى الله عليه وسلم النفير وتسر بل المشركون بالذل والهوان في بدر بسبب بطرهم وريائهم وصدهم عن سبيل الله، واتباعهم لخطوات الشيطان.
فاللهم نسألك أن توفقنا إلى ما يرضيك، وأن تجنبنا البطر والرياء وسوء الأخلاق.
وبعد هذا البيان لأحوال الكافرين في حياتهم انتقل القرآن لبيان أحوالهم عند مماتهم.
فقال- تعالى-:
- البغوى : إِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ غَرَّ هَٰؤُلَاءِ دِينُهُمْ ۗ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ
قوله تعالى : ( إذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض ) شك ونفاق ، ( غر هؤلاء دينهم ) يعني : غر المؤمنين دينهم ، هؤلاء قوم كانوا مستضعفين بمكة قد أسلموا ، وحبسهم أقرباؤهم من الهجرة ، فلما خرجت قريش إلى بدر ، أخرجوهم كرها ، فلما نظروا إلى قلة المسلمين ارتابوا وارتدوا ، وقالوا : غر هؤلاء دينهم ، فقتلوا جميعا ، منهم : قيس بن الوليد بن المغيرة ، وأبو قيس بن الفاكه بن المغيرة المخزوميان ، والحارث بن زمعة بن الأسود بن المطلب ، وعلي بن أمية بن خلف الجمحي ، والعاص بن منبه بن الحجاج . قال الله تعالى : ( ومن يتوكل على الله ) أي : ومن يسلم أمره إلى الله ويثق به ، ( فإن الله عزيز ) قوي يفعل بأعدائه ما يشاء ، ( حكيم )
- ابن كثير : إِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ غَرَّ هَٰؤُلَاءِ دِينُهُمْ ۗ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ
وقوله : ( إذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض غر هؤلاء دينهم ) قال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس في هذه الآية قال : لما دنا القوم بعضهم من بعض قلل الله المسلمين في أعين المشركين ، وقلل المشركين في أعين المسلمين فقال المشركون : ( غر هؤلاء دينهم ) وإنما قالوا ذلك من قلتهم في أعينهم ، فظنوا أنهم سيهزمونهم ، لا يشكون في ذلك ، فقال الله : ( ومن يتوكل على الله فإن الله عزيز حكيم )
وقال قتادة : رأوا عصابة من المؤمنين تشددت لأمر الله ، وذكر لنا أن أبا جهل عدو الله لما أشرف على محمد - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه قال : والله لا يعبدوا الله بعد اليوم ، قسوة وعتوا .
وقال ابن جريج في قوله : ( إذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض ) هم قوم كانوا من المنافقين بمكة ، قالوه يوم بدر .
وقال عامر الشعبي : كان ناس من أهل مكة قد تكلموا بالإسلام ، فخرجوا مع المشركين يوم بدر ، فلما رأوا قلة المسلمين قالوا : ( غر هؤلاء دينهم )
وقال مجاهد في قوله - عز وجل - : ( إذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض غر هؤلاء دينهم ) قال : فئة من قريش : [ أبو ] قيس بن الوليد بن المغيرة ، وأبو قيس بن الفاكه بن المغيرة ، والحارث بن زمعة بن الأسود بن المطلب ، وعلي بن أمية بن خلف ، والعاص بن منبه بن الحجاج ، خرجوا مع قريش من مكة وهم على الارتياب فحبسهم ارتيابهم ، فلما رأوا قلة أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قالوا : ( غر هؤلاء دينهم ) حتى قدموا على ما قدموا عليه ، مع قلة عددهم وكثرة عدوهم .
وهكذا قال محمد بن إسحاق بن يسار ، سواء .
وقال ابن جرير : حدثنا محمد بن عبد الأعلى ، حدثنا محمد بن ثور ، عن معمر ، عن الحسن في هذه الآية ، قال : هم قوم لم يشهدوا القتال يوم بدر ، فسموا منافقين - قال معمر : وقال بعضهم : هم قوم كانوا أقروا بالإسلام ، وهم بمكة فخرجوا مع المشركين يوم بدر ، فلما رأوا قلة المسلمين قالوا : ( غر هؤلاء دينهم )
وقوله : ( ومن يتوكل على الله ) أي : يعتمد على جنابه ، ( فإن الله عزيز ) أي : لا يضام من التجأ إليه ، فإن الله عزيز منيع الجناب ، عظيم السلطان ، حكيم في أفعاله ، لا يضعها إلا في مواضعها ، فينصر من يستحق النصر ، ويخذل من هو أهل لذلك .
- القرطبى : إِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ غَرَّ هَٰؤُلَاءِ دِينُهُمْ ۗ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ
قوله تعالى إذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض غر هؤلاء دينهم ومن يتوكل على الله فإن الله عزيز حكيم قيل : المنافقون : الذين أظهروا الإيمان وأبطنوا الكفر . والذين في قلوبهم مرض : الشاكون ، وهم دون المنافقين ، لأنهم حديثو عهد بالإسلام ، وفيهم بعض ضعف نية . قالوا عند الخروج إلى القتال وعند التقاء الصفين : غر هؤلاء دينهم . وقيل : هما واحد ، وهو أولى . ألا ترى إلى قوله عز وجل : الذين يؤمنون بالغيب ثم قال والذين يؤمنون بما أنزل إليك وهما لواحد .
- الطبرى : إِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ غَرَّ هَٰؤُلَاءِ دِينُهُمْ ۗ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ
القول في تأويل قوله : إِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ غَرَّ هَؤُلاءِ دِينُهُمْ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (49)
قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: وَإِنَّ اللَّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ ، في هذه الأحوال =(وإذ يقول المنافقون)، وكرّ بقوله: (إذ يقول المنافقون)، على قوله: إِذْ يُرِيكَهُمُ اللَّهُ فِي مَنَامِكَ قَلِيلا =(والذين في قلوبهم مرض)، يعني: شك في الإسلام، لم يصحَّ يقينهم، ولم تُشرح بالإيمان صدورهم (40) =(غر هؤلاء دينهم)، يقول: غر هؤلاء الذين يقاتلون المشركين من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم من أنفسهم، دينُهم (41) = وذلك الإسلام.
* * *
وذُكر أن الذين قالوا هذا القول، كانوا نفرًا ممن كان قد تكلم بالإسلام من مشركي قريش، ولم يستحكم الإسلام في قلوبهم.
* ذكر من قال ذلك:
16193- حدثنا محمد بن المثنى قال، حدثنا عبد الأعلى قال، حدثنا داود، عن عامر في هذه الآية: (إذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض غر هؤلاء دينهم)، قال: كان ناسٌ من أهل مكة تكلموا بالإسلام, فخرجوا مع المشركين يوم بدر, فلما رأوا قلة المسلمين قالوا: (غر هؤلاء دينهم).
16194- حدثني إسحاق بن شاهين قال، حدثنا خالد, عن داود, عن عامر, مثله. (42)
16195- حدثني الحارث قال، حدثنا عبد العزيز قال، حدثنا يحيى بن زكريا, عن ابن جريج, عن مجاهد في قوله: (إذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض غرّ هؤلاء دينهم)، قال: فئة من قريش: أبو قيس بن الوليد بن المغيرة, (43) وأبو قيس بن الفاكه بن المغيرة, والحارث بن زمعة بن الأسود بن المطلب, وعلي بن أمية بن خلف, والعاصي بن منبّه بن الحجاج; خرجوا مع قريش من مكة وهم على الارتياب، فحبسهم ارتيابهم. فلما رأوا قلة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا: (غرّ هؤلاء دينهم)، حتى قدموا على ما قدموا عليه، مع قلة عددهم وكثرة عدوهم، فشرَّد بهم من خلفهم. (44)
16196- حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال، حدثنا محمد بن ثور, عن معمر, عن الحسن: (إذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض غر هؤلاء دينهم)، قال: هم قوم لم يشهدوا القتال يوم بدر, فسموا " منافقين " =قال معمر: وقال بعضهم: قوم كانوا أقرُّوا بالإسلام وهم بمكة، فخرجوا مع المشركين يوم بدر, فلما رأوا قلة المسلمين قالوا: (غر هؤلاء دينهم).
16197- حدثنا بشر قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد, عن قتادة قوله: (إذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض) إلى قوله: (فإن الله عزيز حكيم)، قال: رأوا عصابة من المؤمنين تشرّدت لأمر الله. (45) وذكر لنا أن أبا جهل عدو الله لما أشرف على محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه قال: " والله لا يُعبد الله بعد اليوم!" ، قسوة وعُتُوًّا.
16198- حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج قال، قال ابن جريج في قوله: (إذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض)، قال: ناس كانوا من المنافقين بمكة, قالوه يوم بدر, وهم يومئذ ثلاث مئة وبضعة عشر رجلا.
16199- ... قال حدثني حجاج, عن ابن جريج في قوله: (إذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض)، قال: لما دنا القوم بعضهم من بعض, فقلَّل الله المسلمين في أعين المشركين, وقلَّل المشركين في أعين المسلمين, فقال المشركون: (غر هؤلاء دينهم)، وإنما قالوا ذلك من قلتهم في أعينهم, وظنوا أنهم سيهزمونهم لا يشكون في ذلك, فقال الله: (ومن يتوكل على الله فإنّ الله عزيز حكيم).
* * *
وأما قوله: (ومن يتوكل على الله)، فإن معناه: ومن يسلم أمره إلى الله، ويثق به، ويرض بقضائه, فإن الله حافظه وناصره (46) =لأنه " عزيز "، لا يغلبه شيء، ولا يقهره أحد, فجارُه منيع، ومن يتوكل عليه مكفيٌّ. (47)
وهذا أمرٌ من الله جل ثناؤه المؤمنين به من أصحاب رسول الله وغيرهم، أن يفوِّضوا أمرهم إليه، ويسلموا لقضائه, كيما يكفيهم أعداءهم, ولا يستذلهم من ناوأهم, لأنه " عزيز " غير مغلوب, فجاره غير مقهور = " حكيم "، يقول: هو فيما يدبر من أمر خلقه حكيم، لا يدخل تدبيره خلل. (48)
--------------
الهوامش :
(40) انظر تفسير " مرض " فيما سلف 1 : 278 - 281 10 : 404 .
(41) انظر تفسير " الغرور " فيما سلف 12 : 475 ، تعليق : 1 ، والمراجع هناك .
(42) الأثر : 16194 - " إسحاق بن شاهين الواسطي " ، شيخ الطبري مضى برقم : 7211 ، 9788 . وكان في المخطوطة " أبو إسحاق بن شاهين " ، وهو خطأ ، صوابه ما في المطبوعة . وكنيته " أبو بشر " .
(43) مكان " أبو قيس بن " ، بياض في المخطوطة ، وفوق البياض حرف ( ط ) دلالة على الخطأ ، وبعدها " الوليد بن المغيرة " ، فكتب ناشر المطبوعة : " قيس بن الوليد بن المغيرة " ، وأخطأ ، إنما هو " أبو قيس بن الوليد " ، وهو الذي شهد بدرًا ، وقتله حمزة بن عبد المطلب . فأثبته . والظاهر أن البياض لا يراد به إلا هذا الذي أثبته ، لا زيادة عليه .
(44) في المطبوعة ، حذف " فشرد بهم من خلفهم " ، وهي ثابتة في المخطوطة .
(45) في المطبوعة : " تشددت " ، وفي المخطوطة : " تسردت " ، وكأن صواب قراءتها ما أثبت ، " تشرد في الأرض " هرب ونفر ، وكأنه يعني هجرتهم إلى الله ورسوله . هكذا اجتهدت ، والله أعلم .
(46) انظر تفسير " التوكل " فيما سلف 13 : 385 ، تعليق : 3 ، والمراجع هناك .
(47) في المطبوعة : " . . . عليه يكفه " ، غير ما في المخطوطة ، وهو محض الصواب .
(48) انظر تفسير " عزيز " ، و " حكيم " فيما سلف من فهارس اللغة ( عزز ) ، ( حكم ) .
- ابن عاشور : إِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ غَرَّ هَٰؤُلَاءِ دِينُهُمْ ۗ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ
يتعلّق { إذ يقول } بأقرب الأفعال إليه وهو قوله : { زين لهم الشيطان أعمالهم } [ الأنفال : 48 ] مع ما عطف عليه من الأفعال ، لأنّ { إذ } لا تقتضي أكثر من المقارنة في الزمان بين ما تضاف إليه وبين متعلَّقها ، فتعين أن يكون قول المنافقين واقعاً في وقت تزيين الشيطان أعمال المشركين فيتم تعليق وقت قول المنافقين بوقت تزيين الشيطان أعمال المشركين ، وإنّما تُطلب المناسبة لذكر هذا الخبر عقب الذي وَليه هو ، وتلك هي أنّ كلا الخبرين يتضمّن قوّة جيش المشركين ، وضعف جيش المسلمين ، ويقينَ أولياء الشيطان بأنّ النصر سيكون للمشركين على المسلمين . فالخبر الأول عن طائفة أعانت المشركين بتأمينهم من عدوّ يخشونه فانحازت إليهم علناً ، وذلك يستلزم تقبيح ما أقحم المسلمون فيه أنفسهم إذ عمدوا إلى قتال قوم أقوياء . والخبر الثاني : عن طائفتين شوَّهتا صنيع المسلمين حَمَّقتَاهُم ونَسَبَتاهم إلى الغرور فأسرّوا ذلك ولم يبوحوا به ، وتحدّثوا به فيما بينهم ، أو أسرّوه في نفوسهم .
فنَظْم الكلام هكذا : وزيَّن الشيطان للمشركين أعمالهم حين كان المنافقون يقبحون أعمال المسلمين ويصفونهم بالغرور وقلّة التدبير من اعتقادهم في دينهم الذي أوقعهم في هذا الغرور ويجول في نفوس الذين في قلوبهم مرض مثل هذا .
و«القول» هنا مستعمل في حقيقته ومجازه : الشامل لحديث النفس ، لأنّ المنافقين يقولون ذلك بألسنتهم ، وأمّا الذين في قلوبهم مرض وهم طائفة غير المنافقين ، بل هم مَن لم يتمكّن الإيمان من قلوبهم . فيقولونه في أنفسهم لما لهم من الشكّ في صدق وعد النبي صلى الله عليه وسلم لأنّهم غير موالين للمنافقين ، ويجوز أن يتحدّثوا به بين جماعتهم .
و«المرض» هنا مجاز في اختلال الاعتقاد ، شبه بالمرض بِوجهِ سوء عاقبته عليهم . وقد تقدّم في قوله تعالى : { في قلوبهم مرض } في أول [ البقرة : 10 ].
وأشاروا { بهؤلاء } إلى المسلمين الذين خرجوا إلى بدر ، وقد جرت الإشارة على غير مشاهد ، لأنّهم مذكورون في حديثهم أو مستحضَرون في أذهانهم ، فكانوا بمنزلة الحاضر المشاهد لهم وهم يتعارفون بمثل هذه الإشارة في حديثهم عن المسلمين .
والغرور : الإيقاع في المضرّة بإيهام المنفعة ، وقد تقدّم عند قوله تعالى : { لا يغرنك تقلب الذين كفروا في البلاد } في سورة [ آل عمران : 196 ] ، وقوله : { زخرف القول غروراً } في سورة [ الأنعام : 112 ].
والدين هو الإسلام ، وإسنادهم الغرور إلى الدين باعتبار ما فيه من الوعد بالنصر من نحو قوله : { إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين } [ الأنفال : 65 ] الآية ، أي غرّهم ذلك فخرجوا وهم عدد قليل للقاء جيش كثير ، والمعنى : إذ يقولون ذلك عند اللقاء وقبل حصول النصر . فإطلاق الغرور هنا مجاز ، وإسناده إلى الدين حقيقة عقلية .
وجملة : { ومن يتوكل على الله فإن الله عزيز حكيم } معطوفة على جملة : { وإذ زين لهم الشيطان أعمالهم }
[ الأنفال : 48 ] لأنّها من جملة الأخبار المسوقة؛ لبيان عناية الله تعالى بالمسلمين ، وللامتنان عليهم ، فالمناسبة بينها وبين الجملة التي قبلها : أنها كالعلّة لخيبة ظنون المشركين ونصرائهم ، أي أنّ الله خيّب ظنونهم لأنّ المسلمين توكّلوا عليه وهو عزيز لا يغلب ، فمن تمسك بالاعتماد عليه نصره ، وهو حكيم يكوّن أسباب النصر من حيث يجهلها البشر .
والتوكّل : الاستسلام والتفويض ، وقد تقدّم عند قوله تعالى : { فإذا عزمت فتوكل على الله } في سورة [ آل عمران : 159 ].
وجعل قوله : فإن الله عزيز حكيم } جواباً للشرط باعتبار لازمه وهو عزّة المُتَوكِّل على الله وإلفائه منجياً من مضيق أمره ، فهو كناية عن الجواب وهذا من وجوه البيان وهو كثير الوقوع في القرآن ، وعليه قول زهير :
من يلقَ يوما على عِلاته هَرِماً ... يَلْقَ السماحة فيه والندى خُلقا
أي ينل من كرمه ولا يتخلّف ذلك عنه في حال من الأحوال ، وقولُ الربيع بن زياد العبسي : ... مَن كان مسروراً بمقتل مالك
فليأت نسوتنا بوجهِ نهار ... يجدِ النساء حواسراً يندبنه
بالليل قبل تبلُّج الأسفار ... أي من كان مسروراً بمقتله فسروره لا يدوم إلاّ بعض يوم ثم يحزنه أخذ الثأرِ إمّا من ذلك المسرور إن كان هو القاتل أو من أحد قومه وذلك يُحزن قومه .
- إعراب القرآن : إِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ غَرَّ هَٰؤُلَاءِ دِينُهُمْ ۗ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ
«إِذْ» متعلق باذكر المحذوف. «يَقُولُ» مضارع. «الْمُنافِقُونَ» فاعل مرفوع وعلامة رفعه الواو لأنه جمع مذكر سالم ، والجملة في محل جر بالإضافة. «وَالَّذِينَ» اسم الموصول معطوف على المنافقون. «فِي قُلُوبِهِمْ» متعلقان بمحذوف خبر مقدم «مَرَضٌ» مبتدأ مؤخر ، والجملة الاسمية صلة الموصول لا محل لها. «غَرَّ» فعل ماض. «هؤُلاءِ» اسم إشارة مبني على الكسر في محل نصب مفعول به مقدم. «دِينُهُمْ» فاعل مؤخر ، والجملة في محل نصب مفعول به. «وَمَنْ» اسم شرط جازم في محل رفع مبتدأ. «يَتَوَكَّلْ» مضارع مجزوم.
«عَلَى اللَّهِ» متعلقان بالفعل والجملة مع الجواب خبر المبتدأ. «فَإِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ» إن واسمها وخبراها ، والجملة في محل جزم جواب الشرط بعد الفاء الرابطة.
- English - Sahih International : [Remember] when the hypocrites and those in whose hearts was disease said "Their religion has deluded those [Muslims]" But whoever relies upon Allah - then indeed Allah is Exalted in Might and Wise
- English - Tafheem -Maududi : إِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ غَرَّ هَٰؤُلَاءِ دِينُهُمْ ۗ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ(8:49) And recall when the hypocrites and those whose hearts were diseased said: 'Their faith has deluded these (believers). *39 But he who puts his trust in Allah shall find Allah All-Mighty. All-Wise.'
- Français - Hamidullah : Et rappelez-vous quand les hypocrites et ceux qui ont une maladie au cœur [dont la foi est douteuse] disaient Ces gens-là leur religion les trompe Mais quiconque place sa confiance en Allah sera victorieux car Allah est Puissant et Sage
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Als die Heuchler und diejenigen in deren Herzen Krankheit ist sagten "Getäuscht hat diese da ihre Religion" Wer sich aber auf Allah verläßt - so ist Allah Allmächtig und Allwissend
- Spanish - Cortes : Cuando los hipócritas y los enfermos de corazón dijeron A éstos les ha engañado su religión Pero quien confía en Alá Alá es poderoso sabio
- Português - El Hayek : Os hipócritas e aqueles que abrigam a morbidez em seus corações dizem dos fiéis A estes sua religião os temalucinado Mas quem se encomenda a Deus saiba que Ele é Poderoso Prudentíssimo
- Россию - Кулиев : Вот лицемеры и те чьи сердца были поражены недугом сказали Эти люди обмануты своей религией Но если кто уповает на Аллаха то ведь Аллах - Могущественный Мудрый
- Кулиев -ас-Саади : إِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ غَرَّ هَٰؤُلَاءِ دِينُهُمْ ۗ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ
Вот лицемеры и те, чьи сердца были поражены недугом, сказали: «Эти люди обмануты своей религией». Но если кто уповает на Аллаха, то ведь Аллах - Могущественный, Мудрый.Лицемеры и маловеры, в чьих сердцах живет сомнение, сказали о верующих, которые малыми силами вступили в битву с многочисленным противником: «Религия заставила этих людей попасть в затруднительное положение, из которого им не удастся выбраться». Они выразили свое презрительное отношение к правоверным, желая подчеркнуть их безрассудство. Однако, клянусь Аллахом, они сами были безрассудными и неразумными людьми. Вера может подтолкнуть человека на опасные поступки, на которые не решится даже самая великая армия, потому что правоверный всегда уповает на Аллаха и знает, что человек обретает силу и могущество только благодаря Нему. Он знает, что если все творения объединятся, чтобы принести одному человеку хотя бы крупицу добра, они не смогут сделать этого, пока этого не пожелает Аллах, и если все творения объединятся для того, чтобы причинить ему вред, смогут навредить ему только тем, что Аллах предписал ему. Он знает, что исповедует истину и что предопределение Всевышнего Аллаха всегда преисполнено мудрости и сострадания. Именно поэтому он со спокойной душой вступает в сражение с любым противником, независимо от его силы и многочисленности. Он твердо верит в своего Господа и не знает страха и малодушия. Он прекрасно понимает, что никто не способен одержать верх над Аллахом и что любое Его решение преисполнено мудрости.
- Turkish - Diyanet Isleri : İkiyüzlüler ve kalblerinde hastalık bulunanlar "Müslümanları dinleri aldattı" diyorlardı; oysa kim Allah'a güvenirse bilmelidir ki Allah güçlüdür hakimdir
- Italiano - Piccardo : Gli ipocriti e quelli nei cui cuori c'è una malattia dicevano “Quella gente è accecata dalla loro religione” Chi confida in Allah sappia che Egli è eccelso e saggio
- كوردى - برهان محمد أمين : کاتێک دووڕووهکان و ئهوانهی له دڵیاندا نهخۆشی بێ ئیمانی تیا جێگیر بوو به ئیماندارانیان دهوت ئا ئهوانه ئاینهکهیان له خۆبایی کردوون ئهگینا بهو ژماره کهمهوه چۆن خۆیان دهگرن خوایش دهفهرمووێت ئهوهی پشت بهخوا ببهستێت ئهوه بهڕاستی خوا باڵادهست و دانایه
- اردو - جالندربرى : اس وقت منافق اور کافر جن کے دلوں میں مرض تھا کہتے تھے کہ ان لوگوں کو ان کے دین نے مغرور کر رکھا ہے اور جو شخص خدا پر بھروسہ رکھتا ہے تو خدا غالب حکمت والا ہے
- Bosanski - Korkut : kada su licemjeri i oni čija su srca bolesna govorili "Ove je obmanula vjera njihova" A onaj ko se u Allaha pouzda – pa Allah je zaista silan i mudar
- Swedish - Bernström : Och hycklarna och de vars hjärtan är sjuka av tvivel sade "Dessa [troende] har vilseletts av sin tro" Men den som litar till Gud [vet att] Gud är allsmäktig vis
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Ingatlah ketika orangorang munafik dan orangorang yang ada penyakit di dalam hatinya berkata "Mereka itu orangorang mukmin ditipu oleh agamanya" Allah berfirman "Barangsiapa yang bertawakkal kepada Allah maka sesungguhnya Allah Maha Perkasa lagi Maha Bijaksana"
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : إِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ غَرَّ هَٰؤُلَاءِ دِينُهُمْ ۗ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ
(Ingatlah ketika orang-orang munafik dan orang-orang yang ada penyakit di dalam hatinya berkata,) lemah keyakinan ("Mereka itu ditipu) yakni kaum Muslimin (oleh agamanya) sebab mereka mau keluar untuk berperang sekalipun jumlah mereka sedikit sedangkan jumlah musuh yang dihadapinya sangat besar bilangannya. Mereka menduga bahwa diri mereka pasti menang oleh sebab jumlah mereka. Maka Allah menjawab mereka melalui firman selanjutnya, (Barang siapa yang bertawakal kepada Allah) percaya bahwa bersama dengan Allah pasti ia menang (maka sesungguhnya Allah Maha Perkasa) menguasai semua perkara-Nya (lagi Maha Bijaksana") di dalam ciptaan-Nya.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : যখন মোনাফেকরা বলতে লাগল এবং যাদের অন্তর ব্যাধিগ্রস্ত এরা নিজেদের ধর্মের উপর গর্বিত। বস্তুতঃ যারা ভরসা করে আল্লাহর উপর সে নিশ্চিন্ত কেননা আল্লাহ অতি পরাক্রমশীল সুবিজ্ঞ।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : நயவஞ்சகர்களும் தம் இருதயங்களில் நோய் உள்ளவர்களும் முஸ்லீம்களைச் சுட்டிக்காட்டி 'இவர்களை இவர்களுiடைய மார்க்கம் மயக்கி ஏமாற்றி விட்டது' என்று கூறினார்கள் அல்லாஹ்வை எவர் முற்றிலும் நம்புகிறாரோ நிச்சயமாக அல்லாஹ் சக்தியில் மிகைத்தவனாகவும் ஞானமுடையவனாகவும் இருக்கின்றான் என்பதில் உறுதி கொள்வார்களாக
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : “จงรำลึกขณะที่บรรดามุนาฟิก และบรรดาผู้ที่ในหัวใจของพวกเขามีโรค กล่าวว่า ที่ได้ลวงผู้คนเหล่า นี้นั้น คือศาสนาของพวกเขา และผู้ใดมอบหมายแด่อัลลอฮฺ แท้จริงอัลลอฮฺนั้นคือผู้ทรงเดชานุภาพผู้ทรงปรีชาญาณ”
- Uzbek - Мухаммад Содик : Ўшанда мунофиқлар ва дилларида мараз бўлганлар Анавиларни дини мағрур қилиб юборди дедилар Ким Аллоҳга таваккул қилса бас албатта Аллоҳ ғолиб ва ҳикматли зотдир
- 中国语文 - Ma Jian : 当时,伪信的人和心中有病的人都说:这等人的宗教已欺骗他们了。谁信赖真主,(谁必胜利),因为真主确是强大的,确是至睿的。
- Melayu - Basmeih : Ingatlah ketika orangorang munafik dan orangorang yang ada penyakit syak dalam hatinya berkata "Orangorang Islam itu telah diperdayakan oleh ugama mereka sehingga mereka berani menentang kami yang lebih besar bilangannya" Dan yang sebenarnya sesiapa yang bertawakal kepada Allah dengan sepenuhpenuh yakin maka Allah akan menolongnya untuk mengalahkan musuh yang lebih besar bilangannya kerana Allah Maha Kuasa lagi Maha Bijaksana
- Somali - Abduh : Markay dhahayeen Munaafiqiintu iyo kuwa Cudurku Qalbiga kaga jiro waxaa Dhagray Kuwaas Diintooda Ciddii Eebe tala saarata Ilaahay waa Adkaade Falsan
- Hausa - Gumi : A lõkacin da munãfukai da waɗanda suke akwai cũtã a cikin zukãtansu suke cẽwa "Addĩnin waɗannan yã rũɗe su" Kuma wanda ya dõgara ga Allah to lalle ne Allah Mabuwãyi ne Mai hikima
- Swahili - Al-Barwani : Na walipo sema wanaafiki na wale wenye ugonjwa nyoyoni mwao Watu hawa dini yao imewadanganya Na Mwenye kumtegemea Mwenyezi Mungu basi hakika Mwenyezi Mungu ni Mwenye nguvu Ametukuka na Mwenye hikima
- Shqiptar - Efendi Nahi : Kujtoje kur hipokritët dhe ata në zemrat e të cilëve kishte sëmundje dyshim thoshin “Këta i ka mashtruar feja e tyre” Por ai që mbështetet në Perëndinë me të vërtetë Perëndia është i Plotëfuqishëm dhe i Gjithëdijshëm
- فارسى - آیتی : منافقان و آن كسان كه در دل بيماريى دارند گفتند: اينان را دينشان بفريفته است. و هر كس كه به خدا توكل كند او را پيروزمند و حكيم خواهد يافت.
- tajeki - Оятӣ : Мунофиқон ва он касоне, ки дар дил беморие доранд, гуфтанд: «Инҳоро динашон фирефта аст». Ва ҳар кас, ки ба Худо таваккул кунад, ӯро пирӯзманд ва ҳаким хоҳад ёфт!
- Uyghur - محمد صالح : ئۆز ۋاقتىدا مۇناپىقلار ۋە دىللىرىدا كېسىلى (يەنى شەك) بارلار: «بۇلارنى (يەنى مۇسۇلمانلارنى) ئۇلارنىڭ دىنى ئالدىدى (يەنى مۇسۇلمانلار ئۆز دىنىغا مەغرۇر بولۇپ، ئۆزلىرىنى يېڭىلمەس دەپ گۇمان قىلىپ، ئاز سانلىق تۇرۇقلۇق كۆپ سانلىقلار بىلەن ئۇرۇشۇشقا چىقتى)» دېدى. كىمكى اﷲ قا يۆلىنىدىكەن (اﷲ ئۇنىڭغا ئەلۋەتتە ياردەم بېرىدۇ). چۈنكى اﷲ غالىبتۇر، ھېكمەت بىلەن ئىش قىلغۇچىدۇر
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : കപടവിശ്വാസികളും ദീനംബാധിച്ച മനസ്സുള്ളവരും പറഞ്ഞുകൊണ്ടിരുന്ന സന്ദര്ഭംഅ: "ഇക്കൂട്ടരെ അവരുടെ മതം വഞ്ചിച്ചിരിക്കുന്നു.” ആരെങ്കിലും അല്ലാഹുവില് ഭരമേല്പി"ക്കുന്നുവെങ്കില്, സംശയം വേണ്ട, അല്ലാഹു അജയ്യനും യുക്തിമാനുമാണ്.
- عربى - التفسير الميسر : واذكروا حين يقول اهل الشرك والنفاق ومرضى القلوب وهم يرون قله المسلمين وكثره عدوهم غر هولاء المسلمين دينهم فاوردهم هذه الموارد ولم يدرك هولاء المنافقون انه من يتوكل على الله ويثق بوعده فان الله لن يخذله فان الله عزيز لا يعجزه شيء حكيم في تدبيره وصنعه
*39). Observing that a small band of resourceless Muslims was getting ready to confront the powerful Quraysh, the hypocrites as well as those who were heedless of God and cared only for worldly interests, often tended to say to one another that the religious passion of the Muslims had driven them to utter fanaticism and zealotry. They were sure that the Muslims would face a total rout on the battlefield. They were puzzled by how the Prophet (peace be on him), in whom the Muslims believed, had cast such a spell over them that they were altogether incapable of rational calculation and were hence rushing straight into the very mouth of death.