- عربي - نصوص الآيات عثماني : وَلَوْ تَرَىٰٓ إِذْ يَتَوَفَّى ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ ۙ ٱلْمَلَٰٓئِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَٰرَهُمْ وَذُوقُواْ عَذَابَ ٱلْحَرِيقِ
- عربى - نصوص الآيات : ولو ترى إذ يتوفى الذين كفروا ۙ الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم وذوقوا عذاب الحريق
- عربى - التفسير الميسر : ولو تعاين -أيها الرسول- حال قبض الملائكة أرواح الكفار وانتزاعها، وهم يضربون وجوههم في حال إقبالهم، ويضربون ظهورهم في حال فرارهم، ويقولون لهم: ذوقوا العذاب المحرق، لرأيت أمرًا عظيمًا، وهذا السياق وإن كان سببه وقعة "بدر"، ولكنه عام في حق كلِّ كافر.
- السعدى : وَلَوْ تَرَىٰ إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا ۙ الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ
يقول تعالى: ولو ترى الذين كفروا بآيات اللّه حين توفاهم الملائكة الموكلون بقبض أرواحهم وقد اشتد بهم القلق وعظم كربهم، و{الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ} يقولون لهم: أخرجوا أنفسكم، ونفوسهم متمنعة مستعصية على الخروج، لعلمها ما أمامها من العذاب الأليم. ولهذا قال: {وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيق أي: العذاب الشديد المحرق
- الوسيط لطنطاوي : وَلَوْ تَرَىٰ إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا ۙ الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ
والخطاب في قوله- تعالى-: وَلَوْ تَرى.. للنبي صلى الله عليه وسلم أو لكل من يصلح للخطاب ولَوْ شرطية، وجوابها محذوف لتفظيع الأمر وتهويله.
والمراد بالذين كفروا: كل كافر، وقيل المراد بهم قتلى غزوة بدر من المشركين.
قال ابن كثير: وهذا السياق وإن كان سببه غزوة بدر، ولكنه علم في حق كل كافر. ولهذا لم يخصصه الله بأهل بدر بل قال- سبحانه- وَلَوْ تَرى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبارَهُمْ ... .
والفعل المضارع هنا وهو تَرى بمعنى الماضي، لأن لو الامتناعية ترد المضارع ماضيا.
والفعل يَتَوَفَّى فاعله محذوف للعلم به وهو الله- عز وجل- وقوله: الَّذِينَ كَفَرُوا هو المفعول وعليه يكون: الْمَلائِكَةُ مبتدأ، وجملة يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ ...
خبر.
والمعنى ولو عاينت وشاهدت أيها العاقل حال الذين كفروا حين يتوفى الله أرواحهم، لعاينت وشاهدت منظرا مخيفا، وأمرا فظيعا تقشعر من هوله الأبدان.
ثم فصل الله- سبحانه- هذا المنظر المخيف بجملة مستأنفة فقال: الْمَلائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبارَهُمْ والمراد بوجوههم: ما أقبل منهم وبأدبارهم: ما أدبر وهو كل الظهر.
أى: الملائكة عند ما يتوفى الله- تعالى- هؤلاء الكفرة يضربون ما أقبل منهم وما أدبر، لإعراضهم عن الحق، وإيثارهم الغي على الرشد.
ومنهم من يرى أن الفعل يَتَوَفَّى فاعله الْمَلائِكَةُ وأن قوله الَّذِينَ كَفَرُوا هو المفعول وقدم على الفاعل للاهتمام به.
وعليه تكون جملة يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ.. حال من الفاعل وهو الملائكة.
فيكون المعنى: ولو رأيت- أيها العاقل- حال الكافرين عند ما تتوفى الملائكة أرواحهم فتضرب منهم الوجوه والأدبار، لرأيت عندئذ ما يؤلم النفس، ويخيف الفؤاد.
ويبدو لنا أن التفسير الأول أبلغ، لأن توضيح وتفصيل الرؤية بالجملة الاسمية المستأنفة خير منه بجملة الحال، ولأن إسناد التوفي إلى الله أكثر مناسبة هنا، إذ أن الله- تعالى- قد بين وظيفة الملائكة هنا فقال: يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبارَهُمْ.
وخص- سبحانه- الضرب للوجوه والأدبار بالذكر، لأن الوجوه أكرم الأعضاء، ولأن الأدبار هي الأماكن التي يكره الناس التحدث عنها فضلا عن الضرب عليها. أو لأن الخزي والنكال في ضربهما أشد وأعظم.
وقوله: وَذُوقُوا عَذابَ الْحَرِيقِ معطوف على قوله يَضْرِبُونَ بتقدير القول.
أى يضربون وجوههم وأدبارهم ويقولون لهم: ذوقوا عذاب تلك النار المحرقة التي كنتم تكذبون بها في الدنيا.
والذوق حقيقة إدراك المطعومات. والأصل فيه أن يكون في أمر مرغوب في ذوقه وطلبه.
والتعبير به هنا عن ذوق العذاب هو لون من التهكم عليهم، والاستهزاء بهم، كما في قوله- تعالى-: فَبَشِّرْهُمْ بِعَذابٍ أَلِيمٍ وهو أيضا يشعر بأن ما وقع عليهم من عذاب إنما هو بمنزلة المقدمة لما هو أشد منه، كما أن الذوق عادة يكون كالمقدمة للمطعوم أو الشيء المذاق.
- البغوى : وَلَوْ تَرَىٰ إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا ۙ الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ
ولو ترى ) يا محمد ، ( إذ يتوفى الذين كفروا الملائكة يضربون ) أي : يقبضون أرواحهم . اختلفوا فيه ، قيل : هذا عند الموت ، تضرب الملائكة وجوه الكفار وأدبارهم بسياط النار .
وقيل : أراد الذين قتلوا من المشركين ببدر كانت الملائكة يضربون ، ( وجوههم وأدبارهم ) قال سعيد بن جبير ومجاهد : يريد أستاههم ، ولكن الله حيي يكني . قال ابن عباس : كان المشركون إذا أقبلوا بوجوههم إلى المسلمين ضربت الملائكة وجوههم بالسيوف ، وإذا ولوا أدركتهم الملائكة فضربوا أدبارهم .
وقال ابن جريج : يريد ما أقبل منهم وما أدبر ، أي : يضربون أجسادهم كلها ، والمراد بالتوفي : القتل . ( وذوقوا عذاب الحريق ) أي : وتقول لهم الملائكة : ذوقوا عذاب الحريق . وقيل : كان مع الملائكة مقامع من حديد يضربون بها الكفار ، فتلتهب النار في جراحاتهم ، فذلك قوله تعالى : " وذوقوا عذاب الحريق " . وقال الحسن : هذا يوم القيامة تقول لهم خزنة جهنم : ذوقوا عذاب الحريق . وقال ابن عباس رضي الله عنهما : يقولون لهم ذلك بعد الموت .
- ابن كثير : وَلَوْ تَرَىٰ إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا ۙ الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ
يقول تعالى : ولو عاينت يا محمد حال توفي الملائكة أرواح الكفار ، لرأيت أمرا عظيما هائلا فظيعا منكرا ؛ إذ يضربون وجوههم وأدبارهم ، ويقولون لهم : ( ذوقوا عذاب الحريق ) .
قال ابن جريج ، عن مجاهد : ( وأدبارهم ) أستاههم ، قال : يوم بدر .
قال ابن جريج ، قال ابن عباس : إذا أقبل المشركون بوجوههم إلى المسلمين ضربوا وجوههم بالسيوف ، وإذا ولوا أدركتهم الملائكة فضربوا أدبارهم .
قال ابن أبي نجيح ، عن مجاهد قوله : ( إذ يتوفى الذين كفروا الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم ) يوم بدر .
وقال وكيع ، عن سفيان الثوري ، عن أبي هاشم إسماعيل بن كثير ، عن مجاهد ، عن شعبة ، عن يعلى بن مسلم ، عن سعيد بن جبير : ( يضربون وجوههم وأدبارهم ) قال : وأستاههم ولكن الله يكني .
وكذا قال عمر مولى غفرة .
وعن الحسن البصري قال : قال رجل : يا رسول الله ، إني رأيت بظهر أبي جهل مثل الشراك قال ما ذاك ؟ قال : ضرب الملائكة .
رواه ابن جرير وهو مرسل .
وهذا السياق - وإن كان سببه وقعة بدر - ولكنه عام في حق كل كافر ؛ ولهذا لم يخصصه تعالى بأهل بدر ، بل قال تعالى : ( ولو ترى إذ يتوفى الذين كفروا الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم ) وفي سورة القتال مثلها وتقدم في سورة الأنعام [ عند ] قوله : ( ولو ترى إذ الظالمون في غمرات الموت والملائكة باسطو أيديهم أخرجوا أنفسكم ) [ الأنعام : 93 ] أي : باسطو أيديهم بالضرب فيهم ، يأمرونهم إذا استصعبت أنفسهم وامتنعت من الخروج من الأجساد أن تخرج قهرا . وذلك إذ بشروهم بالعذاب والغضب من الله ، كما [ جاء ] في حديث البراء : إن ملك الموت - إذا جاء الكافر عند احتضاره في تلك الصورة المنكرة - يقول : اخرجي أيتها النفس الخبيثة إلى سموم وحميم ، وظل من يحموم ، فتتفرق في بدنه ، فيستخرجونها من جسده ، كما يخرج السفود من الصوف المبلول فتخرج معها العروق والعصب ؛ ولهذا أخبر تعالى أن الملائكة تقول لهم : ( وذوقوا عذاب الحريق )
- القرطبى : وَلَوْ تَرَىٰ إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا ۙ الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ
قوله تعالى ولو ترى إذ يتوفى الذين كفروا الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم وذوقوا عذاب الحريق
قيل : أراد من بقي ولم يقتل يوم بدر . وقيل : هي فيمن قتل ببدر . وجواب لو محذوف ، تقديره : لرأيت أمرا عظيما .
يضربون في موضع الحال وجوههم وأدبارهم أي أستاههم ، كنى عنها بالأدبار ، قاله مجاهد وسعيد بن جبير . الحسن : ظهورهم ، وقال : إن رجلا قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم : يا رسول الله ، إني رأيت بظهر أبي جهل مثل الشراك ؟ قال : ذلك ضرب الملائكة . وقيل : هذا الضرب يكون عند الموت . وقد يكون يوم القيامة حين يصيرون بهم إلى النار .
وذوقوا عذاب الحريق قال الفراء : المعنى ويقولون ذوقوا ، فحذف . وقال الحسن : هذا يوم القيامة ، تقول لهم خزنة جهنم : ذوقوا عذاب الحريق . وروي أن في بعض التفاسير أنه كان مع الملائكة مقامع من حديد ، كلما ضربوا التهبت النار في الجراحات ، فذلك قوله : وذوقوا عذاب الحريق . والذوق يكون محسوسا ومعنى . وقد يوضع موضع الابتلاء والاختبار ، تقول : اركب هذا الفرس فذقه . وانظر فلانا فذق ما عنده . قال الشماخ يصف فرسا :
فذاق فأعطته من اللين جانبا كفى ولها أن يغرق السهم حاجز
وأصله من الذوق بالفم .
- الطبرى : وَلَوْ تَرَىٰ إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا ۙ الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ
القول في تأويل قوله : وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ (50)
قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: ولو تعاين، يا محمد، حين يتوفى الملائكةُ أرواحَ الكفار، فتنـزعها من أجسادهم, تضرب الوجوه منهم والأستاه, ويقولون لهم: ذوقوا عذاب النار التي تحرقكم يوم ورودكم جهنم. (49)
* * *
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
16200- حدثني محمد بن عمرو قال، حدثنا أبو عاصم قال، حدثنا عيسى, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد قوله: (إذ يتوفى الذين كفروا الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم)، قال: يوم بدر.
16201- حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا يحيى بن سليم, عن إسماعيل بن كثير, عن مجاهد: (يضربون وجوههم وأدبارهم)، قال: وأستاههم، ولكن الله كريم يَكْنِي. (50)
16202- حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا أبي, حدثنا سفيان, عن أبي هاشم, عن مجاهد, في قوله: (يضربون وجوههم وأدبارهم)، قال: وأستاههم، ولكنه كريم يَكْنِي. (51)
16203- حدثني محمد بن المثنى قال، حدثنا وهب بن جرير قال، أخبرنا شعبة, عن يعلى بن مسلم, عن سعيد بن جبير في قوله: (يضربون وجوههم وأدبارهم)، قال: إن الله كنى, ولو شاء لقال: " أستاههم ", وإنما عنى ب " أدبارهم "، أستاههم.
16204- حدثنا القاسم قال: حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج, عن ابن جريج, عن مجاهد قال: أستاههم، يوم بدر =قال ابن جريج، قال ابن عباس: إذا أقبل المشركون بوجوههم إلى المسلمين، ضربوا وجوههم بالسيوف. وإذا ولّوا، أدركتهم الملائكة فضربوا أدبارهم.
16205- حدثنا محمد بن بشار قال، حدثنا عبد الرحمن قال، حدثنا عباد بن راشد, عن الحسن قال: قال رجل: يا رسول الله، إني رأيت بظهر أبي جهل مثل الشراك! (52) قال: ما ذاك؟ قال: ضربُ الملائكة.
16206- حدثنا محمد قال، حدثنا عبد الرحمن قال، حدثنا إسرائيل, عن منصور, عن مجاهد: أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم: إني حملت على رجل من المشركين فذهبت لأضربه, (53) فنَدرَ رأسُه؟ (54) فقال: سبقك إليه الملك.
16207- حدثني يونس قال، أخبرنا ابن وهب قال: حدثني حرملة: أنه سمع عمر مولى غفرة يقول: إذا سمعت الله يقول: (يضربون وجوههم وأدبارهم)، فإنما يريد: أستاههم. (55)
* * *
قال أبو جعفر: وفي الكلام محذوف، استغني بدلالة الظاهر عليه من ذكره, وهو قوله: " ويقولون "، (ذوقوا عذاب الحريق)، حذفت " يقولون ", كما حذفت من قوله: وَلَوْ تَرَى إِذِ الْمُجْرِمُونَ نَاكِسُو رُءُوسِهِمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا [سورة السجدة: 12]، بمعنى: يقولون: ربنا أبصرنا. (56)
-----------------------
الهوامش :
(49) انظر تفسير " التوفي " فيما سلف 13 : 35 ، تعليق 5 ، والمراجع هناك .
وتفسير " الأدبار " فيما سلف 13 : 435 ، تعليق 2 ، والمراجع هناك .
وتفسير " الذوق " فيما سلف 13 : 528 ، تعليق 2 ، والمراجع هناك .
وتفسير " الحريق " فيما سلف 7 : 446 ، 447 .
(50) الأثر : 16201 - " يحيى بن سليم الطائفي " ، ثقة ، مضى برقم : 4894 ، 9788 ، وكان في المطبوعة : " يحيى بن أسلم " ، وهو خطأ محض ، والمخطوطة مضطربة الكتابة . و " إسماعيل بن كثير الحجازي " ، ثقة ، مضى برقم : 8929 .
(51) في المطبوعة : " ولكن الله " ، وأثبت ما في المخطوطة .
(52) " الشراك " ، سير النعل الذي يكون على ظهرها .
(53) انظر ما أسلفت في تفسير " ذهب يفعل " ، فيما سلف 11 : 128 ، تعليق : 1 ، ثم 11 : 250 ، 251 ، وص 250 تعليق : 1 .
(54) " ندر الشيء " سقط . يقال : " ضرب يده بالسيف فأندرها " ، أي قطعها فسقطت .
(55) الأثر : 16207 - " حرملة بن عمران التجيبي " ، ثقة ، مضى برقم : 6890 ، 13240 . و " عمر ، مولى غفرة " ، هو " عمر بن عبد الله المدني " ، أبو حفص ، ليس به بأس ، كان صاحب مرسلات ورقائق . مترجم في التهذيب وابن أبي حاتم 3 1 119 .
(56) انظر معاني القرآن للفراء 1 : 413 .
- ابن عاشور : وَلَوْ تَرَىٰ إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا ۙ الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ
لمّا وُفِّيَ وصفُ حال المشركين حقَّه ، وفصّلت أحوال هزيمتهم ببدر ، وكيف أمكن الله منهم المسلمين ، على ضُعف هؤلاء وقوة أولئك ، بما شاهده كلّ حاضر حتّى ليوقن السامع أنّ ما نال المشركين يومئذ إنّما هو خذلان من الله إيّاهم ، وإيذان بأنّهم لاقون هلاكهم ما داموا مناوئين لله ورسوله ، انتُقِل إلى وصف ما لقيه من العذاب مَنْ قُتل منهم يوم بدر ، ممّا هو مغيب عن الناس ، ليعلم المؤمنون ويرتدع الكافرون ، والمراد بالذين كفروا هنا الذين قتلوا يوم بدر ، وتكون هذه الآية من تمام الخبر عن قوم بدر .
ويجوز أن يكون المراد بالذين كفروا جميع الكافرين حملاً للموصول على معنى العموم فتكون الآية اعتراضاً مستطرداً في خلال القصّة بمناسبة وَصف ما لقيه المشركون في ذلك اليوم ، الذي عجّل لهم فيه عذاب الموت .
وابتدىء الخبر ب { ولو ترى } مخاطباً به غير معين ، ليعمّ كلّ مخاطب ، أي : لو ترى أيّها السامع ، إذ ليس المقصود بهذا الخبر خصوص النبي صلى الله عليه وسلم حتّى يحمل الخطاب على ظاهره ، بل غير النبي أولى به منه ، لأن الله قادر أن يطلع نبيه على ذلك كما أراه الجنّة في عرض الحائط .
ثمّ إن كان المراد بالذين كفروا مشركي يوم بدر ، وكان ذلك قد مضى يكن مقتضى الظاهر أن يقال : ولو رأيت إذ تَوفَّى الذين كفروا الملائكة . فالإتيان بالمضارع في الموضعين مكانَ الماضي؛ لقصد استحضار تلك الحالة العجيبة ، وهي حالة ضرب الوجوه والأدبار ، ليخيّل للسامع أنّه يشاهد تلك الحالة ، وإن كان المراد المشركين حيثما كانوا كان التعبير بالمضارع على مقتضى الظاهر .
وجواب { لو } محذوف تقديره : لرأيت أمراً عجيباً . وقرأ الجمهور : يتوفّى بياء الغائب وقرأه ابن عامر : تتوفّى بتاء التأنيث رعيا لصورة جمع الملائكة .
والتوفِّي : الإماتة سمّيت توفّياً؛ لأنها تنهي حياة المرء أو تستوفيها { قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم } [ السجدة : 11 ]
وجملة : { يضربون وجوههم وأدبارهم } في موضع الحال إن كان المراد من التوفّي قبض أرواح المشركين يوم بدر حين يقتلهم المسلمون ، أي : يزيدهم الملائكة تعذيباً عند نزع أرواحهم ، وهي بدل اشتمال من جملة : { يتوفى } إن كان المراد بالتوفّي توفياً يتوفّاه الملائكة الكافرين .
وجملة : { وذوقوا عذاب الحريق } معطوفة على جملة : { يضربون } بتقدير القول ، لأنّ هذه الجملة لا موقع لها مع التي قبلها ، إلاّ أن تكون من قول الملائكة ، أي : ويقولون : ذوقوا عذاب الحريق كقوله : { وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ربنا تقبل منا } [ البقرة : 127 ] ، وقوله : { ولو ترى إذ المجرمون ناكسوا رؤوسهم عند ربهم ربنا أبصرنا وسمعنا } [ السجدة : 12 ].
وذكر الوجوه والأدبار للتعميم ، أي : يضربون جميع أجسادهم . فالأدبار : جمع دبر وهو ما دَبَر من الإنسان .
ومنه قوله تعالى : { سيهزم الجمع ويولون الدبر } [ القمر : 45 ]. وكذلك الوجوه كناية عمّا أقبل من الإنسان ، وهذا كقول العرب : ضربته الظهر والبطن ، كناية عمّا أقبل وما أدبر أي ضربته في جميع جسده .
و«الذوق» مستعمل في مطلق الإحساس ، بعلاقة الإطلاق .
وإضافة العذاب إلى الحريق من إضافة الجنس إلى نوعه ، لبيان النوع ، أي عذاباً هو الحريق ، فهي إضافة بيانية .
و { الحريق } هو اضطرام النار ، والمراد به جهنّم ، فلعلّ الله عجّل بأرواح هؤلاء المشركين إلى النار قبل يوم الحساب ، فالأمر مستعمل في التكوين ، أي : يذيقونهم ، أو مستعمل في التشفّي ، أو المراد بقول الملائكة وذوقوا } إنذارهم بأنّهم سيذوقونه ، وإنّما يقع الذوق يوم القيامة ، فيكون الأمر مستعملاً في الإنذار كقوله تعالى : { قل تمتعوا فإن مصيركم إلى النار } [ إبراهيم : 30 ] بناء على أنّ التمتّع يؤذن بشيء سيحدث بعد التمتّع مضاد لما به التمتّع .
- إعراب القرآن : وَلَوْ تَرَىٰ إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا ۙ الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ
«وَلَوْ» حرف شرط غير جازم ، والواو للاستئناف. «تَرى » مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة على الألف للتعذر ، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت. «إِذْ» ظرف بمعنى حين متعلق بالفعل. «يَتَوَفَّى» مثل
ترى ، «الَّذِينَ» اسم موصول في محل نصب مفعول به. «كَفَرُوا» فعل ماض وفاعل والجملة صلة الموصول. «الْمَلائِكَةُ» فاعل. «يَضْرِبُونَ» مضارع والواو فاعل. «وُجُوهَهُمْ» مفعول به. «وَأَدْبارَهُمْ» اسم معطوف. والجملة في محل نصب حال. «وَذُوقُوا» فعل أمر مبني على حذف النون ، والواو فاعله «عَذابَ» مفعوله. «الْحَرِيقِ» مضاف إليه. وجملة وذوقوا مفعول به لفعل محذوف تقديره ويقولون لهم ذوقوا ..
و جملة مقول القول المقدرة معطوفة. وجواب لو محذوف تقديره لو ترى .. لرأيت أمرا عظيما.
- English - Sahih International : And if you could but see when the angels take the souls of those who disbelieved They are striking their faces and their backs and [saying] "Taste the punishment of the Burning Fire
- English - Tafheem -Maududi : وَلَوْ تَرَىٰ إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا ۙ الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ(8:50) And if you could only see when the angels took away the souls of the unbelievers, striking them on their faces and backs, saying: 'Taste the torment of burning.
- Français - Hamidullah : Si tu voyais lorsque les Anges arrachaient les âmes aux mécréants Ils les frappaient sur leurs visages et leurs derrières en disant Goûtez au châtiment du Feu
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Und wenn du sehen würdest wenn die Engel diejenigen abberufen die ungläubig sind wobei sie sie ins Gesicht und auf den Rücken schlagen und sagen "Kostet die Strafe des Brennens
- Spanish - Cortes : Si pudieras ver cuando los ángeles llamen a los que no han creído golpeándoles en el rostro y en la espalda Y ¡Gustad el castigo del fuego de la gehena
- Português - El Hayek : Ah se pudésseis ver a ocasião em que os anjos receberão os incrédulos esbofeteandoos açoitandoos e dizendolhes Provai o suplício do fogo infernal
- Россию - Кулиев : Если бы ты видел как ангелы умерщвляют неверующих Они бьют их по лицу и по спинам со словами Вкусите мучения от обжигающего Огня
- Кулиев -ас-Саади : وَلَوْ تَرَىٰ إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا ۙ الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ
Если бы ты видел, как ангелы умерщвляют неверующих. Они бьют их по лицу и по спинам со словами: «Вкусите мучения от обжигающего Огня!- Turkish - Diyanet Isleri : Melekler inkar edenlerin yüzlerine ve sırtlarına vurarak "Yakıcı azabı tadın bu kendi ellerinizle yaptığınızın karşılığıdır" diyerek canlarını alırken bir görseydin Yoksa Allah kullara asla zulmetmez
- Italiano - Piccardo : Se potessi vedere quando gli Angeli finiranno i miscredenti Li colpiranno nel volto e tra le spalle e [diranno] “Assaggiate il castigo dell’Incendio
- كوردى - برهان محمد أمين : ئهگهر دهتبینی کاتێک فریشتهکان گیانی ئهوانهیان دهکێشا که بێ باوهڕ بوون که دهیانکێشا بهدهم و چاو و پشتیاندا و ڕاپێچیان دهکردن بۆ دۆزهخ و پێیان دهوتن ده بچێژن سزایهکی سوتێنهر
- اردو - جالندربرى : اور کاش تم اس وقت کی کیفیت دیکھو۔ جب فرشتے کافروں کی جانیں نکالتے ہیں ان کے مونہوں اور پیٹھوں پر کوڑے اور ہتھوڑے وغیرہ مارتے ہیں اور کہتے ہیں کہ اب عذاب اتش کا مزہ چکھو
- Bosanski - Korkut : A da si samo vidio kad su meleki nevjernicima duše uzimali i po licima ih njihovim i straga udarali "Iskusite patnju u ognju
- Swedish - Bernström : OM DU kunde se förnekarna av sanningen när änglarna i dödsögonblicket tar emot deras själar och slår dem i ansiktet och i ryggen medan [de ropar] "[Ni skall få] pröva förbränningens plåga
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Kalau kamu melihat ketika para malaikat mencabut jiwa orangorang yang kafir seraya memukul muka dan belakang mereka dan berkata "Rasakanlah olehmu siksa neraka yang membakar" tentulah kamu akan merasa ngeri
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : وَلَوْ تَرَىٰ إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا ۙ الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ
(Kalau kamu melihat) hai Muhammad (ketika dicabut jiwa) boleh dibaca yatawaffaa dan boleh pula dibaca tatawaffaa (orang-orang yang kafir oleh para malaikat seraya memukul) lafal yadhribuuna kedudukan i'rabnya menjadi hal/kata keterangan (muka dan belakang mereka) dengan gada-gada besi. (Dan) para malaikat berkata kepada mereka (rasakanlah oleh kalian siksa yang membakar ini) artinya siksa neraka. Jawabnya lau ialah la raaita amran azhiiman (maka niscaya kamu akan menyaksikan peristiwa yang sangat mengerikan).
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : আর যদি তুমি দেখ যখন ফেরেশতারা কাফেরদের জান কবজ করে; প্রহার করে তাদের মুখে এবং তাদের পশ্চাদদেশে আর বলে জ্বলন্ত আযাবের স্বাদ গ্রহণ কর।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : மலக்குகள் நிராகரிப்போரின் உயிர்களைக் கைப்பற்றும் போது நீங்கள் பார்ப்பீர்களானால் மலக்குகள் அவர்களுடைய முகங்களிலும் முதுகுகளிலும் அடித்துக் கூறுவார்கள்; "எரிக்கும் நரக வேதனையைச் சுவையுங்கள்" என்று
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : “และหากว่าเจ้าเห็นขณะที่มลาอิกะฮ์เอาวิญญาณของบรรดาผู้ปฏิเสธศรัทธาอยู่นั้นพวกเขา จะตีใบหน้าของพวกเขา และหลังของพวกเขา และกล่าวว่า พวกเจ้าจงลิ้มการลงโทษแห่งการเผาไหม้เถิด
- Uzbek - Мухаммад Содик : Агар фаришталар куфр келтирганларнинг жонини олатуриб юзларига ва кетларига уриб Ёнғин азобини тотинг
- 中国语文 - Ma Jian : 众天神将鞭挞不信道者的脸部和脊背,而使他们死去,(并且说):你们尝试烈火的刑罚吧!当时,假若你看见他们的情状,。
- Melayu - Basmeih : Dan amatlah ngerinya kalau engkau melihat wahai orang yang memandang ketika malaikat mengambil nyawa orangorang kafir dengan memukul muka dan belakang mereka sambil berkata "Rasalah kamu azab seksa neraka yang membakar"
- Somali - Abduh : Haddaad Aragto Markay Oofsan Nafta ka qaadi Malaa'igtu kuwii Gaaloobay oy ka Garaaci Wajiyadooda iyo Gadaashooda iyagoo ku Dhihi Dhadhamiya Cadaabka Gubidda waxaad arki lahayd Arrin wayn
- Hausa - Gumi : Kuma dã kã gani a lõkacin da Malã'iku suke karɓar rãyukan waɗanda suka kãfirta sunã dukar fuskõkinsu da ɗuwãwunsu kuma suna cẽwa "Ku ɗanɗani azãbar Gõbara"
- Swahili - Al-Barwani : Na laiti ungeli ona Malaika wanapo wafisha wale walio kufuru wakiwapiga nyuso zao na migongo yao na kuwaambia Ionjeni adhabu ya Moto
- Shqiptar - Efendi Nahi : E sikur t’i shihje ti se si ua merrnin shpirtërat engjëjt – mohuesve duke i rrahur në fytyrë dhe shpinë para e pas dhe duke ju thënë “Shijonie dënimin e zjarrit
- فارسى - آیتی : اگر ببينى آن زمان را كه فرشتگان جان كافران مىستانند، و به صورت و پشتشان مىزنند و مىگويند: عذاب سوزان را بچشيد.
- tajeki - Оятӣ : Агар бубинӣ он замонро, ки фариштагон ҷони кофиронро меситонанд ва ба рӯйҳову пушташон мезананд ва мегӯянд: «Азоби сӯзонро бичашед!»
- Uyghur - محمد صالح : پەرىشتىلەر (بەدرى ئۇرۇشىدا) كاپىرلارنىڭ جانلىرىنى ئېلىۋاتقاندا، ئۇلارنىڭ يۈزلىرىگە ۋە ئارقىلىرىغا ئۇرۇۋاتقانلىقىنى كۆرسەڭ ئىدىڭ (ئەلۋەتتە قورقۇنچلۇق ھالنى كۆرگەن بولاتتىڭ). (پەرىشتىلەر ئۇلارغا) «دوزاخنىڭ كۆيدۈرگۈچى ئازابىنى تېتىڭلار!» (دەيتتى)
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : സത്യനിഷേധികളെ മരിപ്പിക്കുന്ന രംഗം നീ കണ്ടിരുന്നെങ്കില്! മലക്കുകള് അവരുടെ മുഖത്തും പിന്ഭാഷഗത്തും അടിക്കും. അവരോടിങ്ങനെ പറയുകയും ചെയ്യും: "കരിച്ചുകളയുന്ന നരകത്തീയിന്റെ കൊടിയ ശിക്ഷ നിങ്ങള് അനുഭവിച്ചുകൊള്ളുക.”
- عربى - التفسير الميسر : ولو تعاين ايها الرسول حال قبض الملائكه ارواح الكفار وانتزاعها وهم يضربون وجوههم في حال اقبالهم ويضربون ظهورهم في حال فرارهم ويقولون لهم ذوقوا العذاب المحرق لرايت امرا عظيما وهذا السياق وان كان سببه وقعه "بدر" ولكنه عام في حق كل كافر