- عربي - نصوص الآيات عثماني : وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِن قَوْمٍ خِيَانَةً فَٱنۢبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَىٰ سَوَآءٍ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يُحِبُّ ٱلْخَآئِنِينَ
- عربى - نصوص الآيات : وإما تخافن من قوم خيانة فانبذ إليهم على سواء ۚ إن الله لا يحب الخائنين
- عربى - التفسير الميسر : وإن خفت -أيها الرسول- من قومٍ خيانة ظهرت بوادرها فألق إليهم عهدهم، كي يكون الطرفان مستويين في العلم بأنه لا عهد بعد اليوم. إن الله لا يحب الخائنين في عهودهم الناقضين للعهد والميثاق.
- السعدى : وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِن قَوْمٍ خِيَانَةً فَانبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَىٰ سَوَاءٍ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ
أي: وإذا كان بينك وبين قوم عهد وميثاق على ترك القتال فخفت منهم خيانة،بأن ظهر من قرائن أحوالهم ما يدل على خيانتهم من غير تصريح منهم بالخيانة. {فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ} عهدهم، أي: ارمه عليهم، وأخبرهم أنه لا عهد بينك وبينهم. {عَلَى سَوَاءٍ} أي: حتى يستوي علمك وعلمهم بذلك، ولا يحل لك أن تغدرهم، أو تسعى في شيء مما منعه موجب العهد، حتى تخبرهم بذلك. {إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ} بل يبغضهم أشد البغض، فلا بد من أمر بيِّنٍ يبرئكم من الخيانة. ودلت الآية على أنه إذا وجدت الخيانة المحققة منهم لم يحتج أن ينبذ إليهم عهدهم، لأنه لم يخف منهم، بل علم ذلك، ولعدم الفائدة ولقوله: {عَلَى سَوَاءٍ} وهنا قد كان معلوما عند الجميع غدرهم. ودل مفهومها أيضًا أنه إذا لم يُخَفْ منهم خيانة، بأن لم يوجد منهم ما يدل على ذلك، أنه لا يجوز نبذ العهد إليهم، بل يجب الوفاء إلى أن تتم مدته.
- الوسيط لطنطاوي : وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِن قَوْمٍ خِيَانَةً فَانبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَىٰ سَوَاءٍ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ
وَإِمَّا تَخافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلى سَواءٍ، إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْخائِنِينَ.
وقوله: تَخافَنَّ من الخوف والمراد به هنا العلم.
وقوله: فَانْبِذْ من النبذ بمعنى الطرح، وهو مجاز عن إعلامهم بأنهم لا عهد لهم بعد اليوم، فشبه- سبحانه- العهد بالشيء الذي يرمى لعدم الرغبة فيه، وثبت النبذ له على سبيل التخييل، ومفعول «فانبذ» محذوف أى: فانبذ إليهم عهودهم.
قال الجمل: وقوله: عَلى سَواءٍ حال من الفاعل والمفعول معا، أى: فاعل الفعل وهو ضمير النبي صلى الله عليه وسلم ومفعوله وهو المجرور بإلى.
أى: حال كونكم مستوين في العلم بطرح العهد. فعلمك أنت به لأنه فعل نفسك، وعلمهم به بإعلامك إياهم، فكأنه قيل في الآية: فانبذ عهدهم وأعلمهم بنبذه، ولا تقاتلهم بغتة لئلا يتهموك بالغدر وليس هذا من شأنك ولا من صفاتك».
والمعنى: وإما تعلمن- يا محمد- من قوم بينك وبينهم عهد أنهم على وشك نقضه منهم، بأمارات تلوح لك تدل على غدرهم، فاطرح إليهم عهدهم على طريق مستو ظاهر: بأن تعلمهم بنبذك عهدهم قبل أن تحاربهم، حتى تكون أنت وهم في العلم بنبذ العهد سواء، لأن الله- تعالى- لا يحب الخائنين وإن من مظاهر الخيانة التي يبغضها الله- تعالى- أن يحارب أحد المتعاهد معه دون أن بعلمه بإنهاء عهده.
قال ابن كثير: قال الإمام أحمد حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة عن أبى الفيض عن سليم بن عامر قال: كان بين معاوية وبين الروم عهد، وكان يسير نحو بلادهم ليقرب منها، حتى إذا انقضى العهد غزاهم فإذا شيخ على دابة يقول: الله أكبر الله أكبر، وفاء لا غدرا: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من كان بينه وبين قوم عهد فلا يحلن عقدة، ولا يشدها حتى ينقضي أمدها أو ينبذ إليهم على سواء» .
قال: فبلغ ذلك معاوية فرجع، فإذا بالشيخ عمرو بن عيسة.
ثم قال ابن كثير، وهذا الحديث رواه أبو داود الطيالسي عن شعبة، وأخرجه أبو داود والترمذي والنسائي وابن حبان في صحيحه من طرق عن شعبة به، وقال الترمذي حسن صحيح.
وروى الإمام أحمد عن سلمان الفارسي أنه انتهى إلى حصن أو مدينة فقال لأصحابه:
دعوني أدعوهم كما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعوهم، فقال: إنما كنت رجلا منكم فهداني الله إلى الإسلام فإن أسلمتم فلكم ما لنا وعليكم ما علينا، وإن أنتم أبيتم، فأدوا الجزية وأنتم صاغرون فإن أبيتم نابذناكم على سواء، إن الله لا يحب الخائنين، يفعل ذلك بهم ثلاثة أيام، فلما كان اليوم الرابع غدا الناس إليها ففتحوها بعون الله» .
وقال الفخر الرازي: قال أهل العلم: آثار نقض العهد إذا ظهرت، فإما أن تظهر ظهورا محتملا، أو ظهورا مقطوعا به.
فإن كان الأول: وجب الإعلام على ما هو مذكور في هذه الآية، وذلك لأن بنى قريظة عاهدوا النبي صلى الله عليه وسلم ثم أجابوا أبا سفيان ومن معه من المشركين إلى مظاهرتهم على رسول الله، فحصل لرسول الله صلى الله عليه وسلم خوف الغدر منهم به وأصحابه، فهنا يجب على الإمام أن ينبذ إليهم عهودهم على سواء ويؤذنهم بالحرب.
أما إذا ظهر نقض العهد ظهورا مقطوعا به، فهنا لا حاجة إلى نبذ العهد، وذلك كما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم بأهل مكة، فإنهم لما نقضوا العهد بقتل خزاعة وهم في ذمة النبي صلى الله عليه وسلم وصل إليهم جيش رسول الله بمر الظهران، وذلك على أربعة فراسخ من مكة .
أى: أنهم لم يعلموا بجيش رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي جاء لمحاربتهم إلا بعد وصوله إلى هذا المكان.
وبذلك ترى أن تعاليم الإسلام ترتفع بالبشرية إلى أسمى آفاق الوفاء والشرف والأمان..
وتحقر من شأن الخيانة والخائنين، وتتوعدهم بالطرد من رحمة الله، وبالبعد عن رضوانه ومحبته.
- البغوى : وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِن قَوْمٍ خِيَانَةً فَانبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَىٰ سَوَاءٍ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ
( وإما تخافن ) أي : تعلمن يا محمد ، ( من قوم ) معاهدين ، ( خيانة ) نقض عهد بما يظهر لكم منهم من آثار الغدر كما ظهر من قريظة والنضير ، ( فانبذ إليهم ) فاطرح إليهم عهدهم ، ( على سواء ) يقول : أعلمهم قبل حربك إياهم أنك قد فسخت العهد بينك وبينهم حتى تكون أنت وهم في العلم بنقض العهد سواء ، فلا يتوهموا أنك نقضت العهد بنصب الحرب معهم ، ( إن الله لا يحب الخائنين )
أخبرنا محمد بن الحسن المروزي ، أنا أبو سهل محمد بن عمر بن طرفة السجزي ، أنا أبو سليمان الخطابي أنا أبو بكر محمد بن بكر بن محمد بن عبد الرزاق بن داسة التمار ، ثنا أبو داود سليمان بن الأشعث السجستاني ، ثنا حفص بن عمر النمري ، ثنا شعبة عن أبي الفيض عن سليم بن عامر عن رجل من حمير قال : كان بين معاوية وبين الروم عهد ، وكان يسير نحو بلادهم ، حتى إذا انقضى العهد غزاهم ، فجاء رجل على فرس وهو يقول : الله أكبر الله أكبر ، وفاء لا غدر ، فنظر فإذا هو عمرو بن عبسة ، فأرسل إليه معاوية فسأله فقال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : " من كان بينه وبين قوم عهد فلا يشد عقدة ولا يحلها حتى ينقضي أمدها أو ينبذ إليهم على سواء " . فرجع معاوية رضي الله عنه .
- ابن كثير : وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِن قَوْمٍ خِيَانَةً فَانبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَىٰ سَوَاءٍ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ
( وإما تخافن من قوم خيانة فانبذ إليهم على سواء إن الله لا يحب الخائنين )
يقول تعالى لنبيه ، صلوات الله وسلامه عليه ( وإما تخافن من قوم ) قد عاهدتهم ( خيانة ) أي : نقضا لما بينك وبينهم من المواثيق والعهود ، ( فانبذ إليهم ) أي : عهدهم ( على سواء ) أي : أعلمهم بأنك قد نقضت عهدهم حتى يبقى علمك وعلمهم بأنك حرب لهم ، وهم حرب لك ، وأنه لا عهد بينك وبينهم على السواء ، أي : تستوي أنت وهم في ذلك ، قال الراجز :
فاضرب وجوه الغدر [ الأعداء ]
حتى يجيبوك إلى السواء
وعن الوليد بن مسلم أنه قال في قوله : ( فانبذ إليهم على سواء ) أي : على مهل ، ( إن الله لا يحب الخائنين ) أي : حتى ولو في حق الكافرين ، لا يحبها أيضا .
قال الإمام أحمد : حدثنا محمد بن جعفر ، حدثنا شعبة عن أبي الفيض ، عن سليم بن عامر ، قال : كان معاوية يسير في أرض الروم ، وكان بينه وبينهم أمد ، فأراد أن يدنو منهم ، فإذا انقضى الأمد غزاهم ، فإذا شيخ على دابة يقول : الله أكبر [ الله أكبر ] وفاء لا غدرا ، إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : ومن كان بينه وبين قوم عهد فلا يحلن عقدة ولا يشدها حتى ينقضي أمدها ، أو ينبذ إليهم على سواء قال : فبلغ ذلك معاوية ، فرجع ، وإذا الشيخ عمرو بن عبسة ، رضي الله عنه .
وهذا الحديث رواه أبو داود الطيالسي ، عن شعبة وأخرجه أبو داود ، والترمذي ، والنسائي ، وابن حبان في صحيحه من طرق عن شعبة ، به ، وقال الترمذي : حسن صحيح .
وقال الإمام أحمد أيضا : حدثنا محمد بن عبد الله الزبيري ، حدثنا إسرائيل ، عن عطاء بن السائب ، عن أبي البختري عن سلمان - يعني الفارسي - رضي الله عنه - : أنه انتهى إلى حصن - أو : مدينة - فقال لأصحابه : دعوني أدعوهم كما رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يدعوهم ، فقال : إنما كنت رجلا منهم فهداني الله - عز وجل - للإسلام ، فإذا أسلمتم فلكم ما لنا وعليكم ما علينا ، وإن أبيتم فأدوا الجزية وأنتم صاغرون ، فإن أبيتم نابذناكم على سواء ، ( إن الله لا يحب الخائنين ) يفعل بهم ذلك ثلاثة أيام ، فلما كان اليوم الرابع غدا الناس إليها ففتحوها بعون الله .
- القرطبى : وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِن قَوْمٍ خِيَانَةً فَانبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَىٰ سَوَاءٍ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ
قوله تعالى وإما تخافن من قوم خيانة فانبذ إليهم على سواء إن الله لا يحب الخائنين
فيه ثلاث مسائل :
قوله تعالى وإما تخافن من قوم خيانة أي غشا ونقضا للعهد . فانبذ إليهم على سواء وهذه الآية نزلت في بني قريظة وبني النضير . وحكاه الطبري عن مجاهد . قال ابن عطية : والذي يظهر في ألفاظ القرآن أن أمر بني قريظة انقضى عند قوله فشرد بهم من خلفهم ثم ابتدأ تبارك وتعالى في هذه الآية بأمره فيما يصنعه في المستقبل مع من يخاف منه خيانة ، فتترتب فيهم هذه الآية . وبنو قريظة لم يكونوا في حد من تخاف خيانته ، وإنما كانت خيانتهم ظاهرة مشهورة .
الثانية : قال ابن العربي : فإن قيل كيف يجوز نقض العهد مع خوف الخيانة ، والخوف ظن لا يقين معه ، فكيف يسقط يقين العهد مع ظن الخيانة . فالجواب من وجهين : أحدهما - أن الخوف قد يأتي بمعنى اليقين ، كما قد يأتي الرجاء بمعنى العلم ، قال الله تعالى : ما لكم لا ترجون لله وقارا . الثاني - إذا ظهرت آثار الخيانة وثبتت دلائلها ، وجب نبذ العهد لئلا يوقع التمادي عليه في الهلكة ، وجاز إسقاط اليقين هنا ضرورة . وأما إذا علم اليقين فيستغنى عن نبذ العهد إليهم ، وقد سار النبي صلى الله عليه وسلم إلى أهل مكة عام الفتح ، لما اشتهر منهم نقض العهد من غير أن ينبذ إليهم عهدهم . والنبذ : الرمي والرفض . وقال الأزهري : معناه إذا عاهدت قوما فعلمت منهم النقض بالعهد فلا توقع بهم سابقا إلى النقض حتى تلقي إليهم أنك قد نقضت العهد والمواعدة ، فيكونوا في علم النقض مستويين ، ثم أوقع بهم . قال النحاس : هذا من معجز ما جاء في القرآن مما لا يوجد في الكلام مثله على اختصاره وكثرة معانيه . والمعنى : وإما تخافن من قوم بينك وبينهم عهد خيانة فانبذ إليهم العهد ، أي قل لهم قد نبذت إليكم عهدكم ، وأنا مقاتلكم ، ليعلموا ذلك فيكونوا معك في العلم سواء ، ولا تقاتلهم وبينك وبينهم عهد وهم يثقون بك ، فيكون ذلك خيانة وغدرا . ثم بين هذا بقوله : إن الله لا يحب الخائنين .
قلت : ما ذكره الأزهري والنحاس من إنباذ العهد مع العلم بنقضه يرده فعل النبي صلى الله عليه وسلم في فتح مكة ، فإنهم لما نقضوا لم يوجه إليهم بل قال : اللهم اقطع خبري عنهم وغزاهم . وهو أيضا معنى الآية ، لأن في قطع العهد منهم ونكثه مع العلم به حصول نقض عهدهم والاستواء معهم . فأما مع غير العلم بنقض العهد منهم فلا يحل ولا يجوز . روى الترمذي وأبو داود عن سليم بن عامر قال : كان بين معاوية والروم عهد وكان يسير نحو بلادهم ليقرب حتى إذا انقضى العهد غزاهم ، فجاءه رجل على فرس أو برذون وهو يقول : الله أكبر ، الله أكبر ، وفاء لا غدر ، فنظروا فإذا هو عمرو بن عنبسة ، فأرسل إليه معاوية فسأل فقال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : من كان بينه وبين قوم عهد فلا يشد عقدة ولا يحلها حتى ينقضي أمدها أو ينبذ إليهم على سواء فرجع معاوية بالناس . قال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح . والسواء : المساواة والاعتدال . وقال الراجز :
فاضرب وجوه الغدر الأعداء حتى يجيبوك إلى السواء
وقال الكسائي : السواء العدل . وقد يكون بمعنى الوسط ، ومنه قوله تعالى : في سواء الجحيم . ومنه قول حسان :
يا ويح أصحاب النبي ورهطه بعد المغيب في سواء الملحد
الفراء : ويقال فانبذ إليهم على سواء جهرا لا سرا .
الثالثة : روى مسلم عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لكل غادر لواء يوم القيامة يرفع له بقدر غدره ألا ولا غادر أعظم غدرا من أمير عامة . قال علماؤنا رحمة الله عليهم : إنما كان الغدر في حق الإمام أعظم وأفحش منه في غيره لما في ذلك من المفسدة ، فإنهم إذا غدروا وعلم ذلك منهم ولم ينبذوا بالعهد لم يأمنهم العدو على عهد ولا صلح ، فتشتد شوكته ويعظم ضرره ، ويكون ذلك منفرا عن الدخول في الدين ، وموجبا لذم أئمة المسلمين . فأما إذا لم يكن للعدو عهد فينبغي أن يتحيل عليه بكل حيلة ، وتدار عليه كل خديعة . وعليه يحمل قوله صلى الله عليه وسلم : الحرب خدعة . وقد اختلف العلماء هل يجاهد مع الإمام الغادر ، على قولين . فذهب أكثرهم إلى أنه لا يقاتل معه ، بخلاف الخائن والفاسق . وذهب بعضهم إلى الجهاد معه . والقولان في مذهبنا .
- الطبرى : وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِن قَوْمٍ خِيَانَةً فَانبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَىٰ سَوَاءٍ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ
القول في تأويل قوله : وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ (58)
قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: (وإما تخافن)، يا محمد، من عدو لك بينك وبينه عهد وعقد، أن ينكث عهد. وينقض عقده، ويغدر بك =وذلك هو " الخيانة " والغدر (13) =(فانبذ إليهم على سواء)، يقول: فناجزهم بالحرب, وأعلمهم قبل حربك إياهم أنك قد فسخت العهد بينك وبينهم، بما كان منهم من ظهور أمار الغدر والخيانة منهم، (14) حتى تصير أنتَ وهم على سواء في العلم بأنك لهم محارب, فيأخذوا للحرب آلتها, وتبرأ من الغدر =(إن الله لا يحب الخائنين)، الغادرين بمن كان منه في أمان وعهد بينه وبينه أن يغدر به فيحاربه، قبل إعلامه إياه أنه له حرب، وأنه قد فاسخه العقد.
* * *
فإن قال قائل: وكيف يجوز نقضُ العهد بخوف الخيانة، و " الخوف " ظنٌّ = لا يقين؟ (15)
قيل: إن الأمر بخلاف ما إليه ذهبت, وإنما معناه: إذا ظهرت أمارُ الخيانة من عدوك، (16) وخفت وقوعهم بك, فألق إليهم مقاليد السَّلم وآذنهم بالحرب. (17) وذلك كالذي كان من بني قريظة إذ أجابوا أبا سفيان ومن معه من المشركين إلى مظاهرتهم على رسول الله صلى الله عليه وسلم ومحاربتهم معهم، (18) بعد العهد الذي كانوا عاهدوا رسولَ الله صلى الله عليه وسلم على المسالمة, ولن يقاتلوا رسولَ الله صلى الله عليه وسلم . (19) فكانت إجابتهم إياه إلى ذلك، موجبًا لرسول الله صلى الله عليه وسلم خوف الغدر به وبأصحابه منهم. فكذلك حكم كل قوم أهل موادعةٍ للمؤمنين، ظهر لإمام المسلمين منهم من دلائل الغدر مثل الذي ظهرَ لرسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه من قريظة منها, فحقٌّ على إمام المسلمين أن ينبذ إليهم على سواء، ويؤذنهم بالحرب.
* * *
ومعنى قوله: (على سواء)، أي: حتى يستوي علمك وعلمهم بأن كل فريق منكم حرب لصاحبه لا سِلْم. (20)
* * *
وقيل: نـزلت الآية في قريظة.
* ذكر من قال ذلك:
16221- حدثني محمد بن عمرو قال: حدثنا أبو عاصم قال: حدثنا عيسى, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد: (فانبذ إليهم على سواء)، قال: قريظة.
* * *
وقد كان بعضهم يقول: " السواء "، في هذا الموضع، المَهَل. (21)
* ذكر من قال ذلك:
16222- حدثني علي بن سهل قال: حدثنا الوليد بن مسلم قال: إنه مما تبين لنا أن قوله: (فانبذ إليهم على سواء)، أنه: على مهل =كما حدثنا بكير، عن مقاتل بن حيان في قول الله: بَرَاءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ * فَسِيحُوا فِي الأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ ، [التوبة: 1-2]
* * *
وأما أهل العلم بكلام العرب, فإنهم في معناه مختلفون.
فكان بعضهم يقول: معناه: فانبذ إليهم على عدل =يعني: حتى يعتدل علمك وعلمهم بما عليه بعضكما لبعض من المحاربة، واستشهدوا لقولهم ذلك بقول الراجز: (22)
وَاضْــرِبْ وُجُـوهَ الغُـدُرِ الأعْـدَاءِ
حَــتَّى يُجِــيبُوكَ إلَــى السَّــوَاءِ (23)
يعني: إلى العدل.
* * *
وكان آخرون يقولون: معناه: الوسَط، من قول حسان:
يَـا وَيْـحَ أَنْصَـارِ الرَّسُـولِ ورَهْطِهِ
بَعْــدَ الُمغيَّـبِ فِـي سَـوَاءِ المُلْحَـدِ (24)
بمعنى: في وسط اللَّحْد.
* * *
وكذلك هذه المعاني متقاربة, لأن " العدل "، وسط لا يعلو فوق الحق ولا يقصّر عنه, وكذلك " الوسط" عدل, واستواء علم الفريقين فيما عليه بعضهم لبعض بعد المهادنة، (25) عدل من الفعل ووسط. وأما الذي قاله الوليد بن مسلم من أن معناه: " المهل ", فما لا أعلم له وجهًا في كلام العرب.
--------------------
الهوامش :
(13) انظر تفسير " الخيانة " فيما سلف 13 : 480 ، تعليق : 1 ، والمراجع هناك .
(14) انظر تفسير " النبذ " فيما سلف 2 : 401 ، 402 7 : 459 . وفي المطبوعة : " آثار الغدر " ، وأثبت ما في المخطوطة ، و " الأمار " و " الأمارة " ، العلامة ، ويقال : " أمار " جمع " أمارة " .
(15) انظر تفسير " الخوف " فيما سلف 11 : 373 ، تعليق : 5 ، والمراجع هناك .
(16) في المطبوعة : " آثار الخيانة " ، وأثبت ما في المخطوطة ، وانظر التعليق السالف رقم : 2 .
(17) في المخطوطة : " وأد " ، وبعدها بياض ، صوابه ما في المطبوعة .
(18) في المطبوعة : " ومحاربتهم معه " ، وأثبت ما في المخطوطة .
(19) في المخطوطة : " ولم يقاتلوا " ، وما في المطبوعة شبيه بالصواب .
(20) انظر تفسير " السواء " فيما سلف 10 : 488 ، تعليق : 2 ، والمراجع هناك .
(21) في المطبوعة : " وقد قال بعضهم " ، غير الجملة كلها بلا شيء .
(22) لم أعرف قائله .
(23) كان في المطبوعة : " الغدر للأعداء " . وهو خطأ ، صوابه من المخطوطة و " الغدر " ( بضمتين ) ، جمع " غدور " ، مثل " صبور " ، وهو الغادر المستمرئ للغدر .
(24) سلف البيت وتخريجه وشرحه فيما مضى 2 : 496 ، تعليق 2 .
(25) في المطبوعة : " واستواء الفريقين " ، وفي المخطوطة " واستواء على الفريقين " . وصواب قراءتها ما أثبت ، وهو حق المعنى .
- ابن عاشور : وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِن قَوْمٍ خِيَانَةً فَانبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَىٰ سَوَاءٍ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ
عطف حكم عام لمعاملة جميع الأقوام الخائنين بعد الحكم الخاصّ بقوم معينين الذين تلوح منهم بوارق الغدر والخيانة ، بحيث يبدو من أعمالهم ما فيه مخيلة بعدم وفائهم ، فأمَره الله أن يردّ إليهم عهدهم ، إذ لا فائدة فيه وإذ هم ينتفعون من مسالمة المؤمنين لهم ، ولا ينتفع المؤمنون من مسالمتهم عند الحاجة .
والخوف توقع ضر من شيء ، وهو الخوف الحقّ المحمود . وأمّا تخيل الضرّ بدون أمارة فليس من الخوف وإنّما هو الهَوس والتوهّم . وخوف الخيانة ظهور بوارقها . وبلوغُ إضمارهم إيّاها ، بما يتّصل بالمسلمين من أخبار أولئك وما يأتي به تجسّس أحوالهم كقوله تعالى : { فإن خفتم أن لا يقيما حدود الله فلا جناح عليهما فيما افتدت به } [ البقرة : 229 ] وقوله : { فإن خفتم أن لا تعدلوا فواحدة } [ النساء : 3 ].
وقد تقدم عند قوله تعالى : { فإن خفتم أن لا يقيما حدود الله } في سورة [ البقرة : 229 ].
وقوم } نكرة في سياق الشرط فتفيد العموم ، أي كلّ قوم تخاف منهم خيانة .
والخيانة : ضد الأمانة ، وهي هنا : نقض العهد ، لأنّ الوفاء من الأمانة . وقد تقدّم معنى الخيانة عند قوله تعالى : { يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول } في هذه السورة [ 27 ].
والنبذ : الطرح وإلقاء الشيء . وقد مضى عند قوله تعالى : { أوكلما عاهدوا عهدا نبذه فريق منهم } في سورة [ البقرة : 100 ].
وإنّما رتّب نبذ العهد على خوف الخيانة ، دون وقوعها ، لأن شؤون المعاملات السياسية والحربية تجري على حسب الظنون ومخائل الأحوال ولا ينتظر تحقّق وقوع الأمر المظنون لأنّه إذا تريَّث وُلاة الأمور في ذلك يكونون قد عرضوا الأمة للخطر ، أو للتورّط في غفلة وضياع مصلحة ، ولا تُدار سياسة الأمّة بما يدار به القضاء في الحقوق ، لأنّ الحقوق إذا فاتت كانت بليّتها على واحد ، وأمكن تدارك فائتها . ومصالح الأمّة إذا فاتت تمكّن منها عدوّها ، فلذلك علّق نبذ العهد بتوقّع خيانة المعاهدين من الأعداء ، ومن أمثال العرب : خُذ اللص قبل يَأخُذَك ، أي وقد علمت أنّه لص .
وعلى سواء } صفة لمصدر محذوف ، أي نبذاً على سواء ، أو حال من الضمير في ( انبذ ) أي حالة كونك على سواء .
و { على } فيه للاستعلاء المجازي فهي تؤذن بأنّ مدخولها ممّا شأنه أن يعتلى عليه . و { سواء } وصف بمعنى مستو ، كما تقدم في قوله تعالى : { سواء عليهم أأنذرتهم } في سورة [ البقرة : 6 ]. وإنما يصلح للاستواء مع معنى ( على ) الطريق ، فعلم أن سواء } وصف لموصوف محذوف يدلّ عليه وصفه ، كما في قوله تعالى : { على ذات ألواح } [ القمر : 13 ] ، أي سفينة ذات ألواح . وقوله النابغة
: ... كما لقيت ذاتُ الصَّفا من حليفها
أي الحية ذات الصفا .
ووصف النبذ أو النابذ بأنّه على سواء ، تمثيل بحال الماشي على طريق جادّة لا التواء فيها ، فلا مخاتلة لصاحبها كقوله تعالى :
{ فقل آذنتكم على سواء } [ الأنبياء : 109 ] وهذا كما يقال ، في ضدّه : هو يتبعُ بنيات الطريق ، أي يراوغ ويخاتل .
والمعنى : فانبذ إليهم نبذاً واضحاً علناً مكشوفاً .
ومفَعول ( انبذ ) محذوف بقرينة ما تقدّم من قوله : { ثم ينقضون عهدهم } [ الأنفال : 56 ] وقوله : { وإما تخافنّ من قوم خيانة } أي انبذ عهدهم .
وعُدّي «انبِذْ» ب ( إلى ) لتضمينه معنى اردد إليهم عهدهم ، وقد فهم من ذلك لا يستمرّ على عهدهم لئلا يقع في كيدهم وأنّه لا يخونهم لأنّ أمره ينبذ عهده معهم ليستلزم أنّه لا يخونهم .
وجملة : { إن الله لا يحب الخائنين } تذييل لما اقتضته جملة : { وإما تخافن من قوم خيانة } إلخ تصريحاً واستلزاماً . والمعنى : لأنّ الله لا يحبّهم ، لأنّهم متّصفون بالخيانة فلا تستمرَّ على عهدهم فتكون معاهداً لمن لا يحبّهم الله؛ ولأنّ الله لا يحبّ أن تكون أنت من الخائنين كما قال تعالى : { ولا تجادل عن الذين يختانون أنفسهم إن الله لا يحب من كان خواناً أثيما } في سورة [ النساء : 107 ]. وذكر القرطبي عن النحّاس أنّه قال : هذا من معجز ما جاء في القرآن مما لا يوجد في الكلام مثله على اختصاره وكثرة معانيه .
قلت : وموقع ( إنّ ) فيه موقع التعليل للأمر برد عهدهم ونبذه إليهم فهي مغنية غناء فاء التفريع كما قال عبد القاهر ، وتقدّم في غير موضع وهذا من نكت الإعجاز .
- إعراب القرآن : وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِن قَوْمٍ خِيَانَةً فَانبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَىٰ سَوَاءٍ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ
«وَإِمَّا تَخافَنَّ ..» إعرابها الآية السابقة ، وهي معطوفة «عَلى سَواءٍ» جار ومجرور متعلقان بمحذوف حال ، ومفعول انبذ محذوف تقديره انبذ عهدهم. «إِنَّ اللَّهَ» الجملة تعليلية وجملة لا يحب خبر إن.
«الْخائِنِينَ» مفعول به.
- English - Sahih International : If you [have reason to] fear from a people betrayal throw [their treaty] back to them [putting you] on equal terms Indeed Allah does not like traitors
- English - Tafheem -Maududi : وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِن قَوْمٍ خِيَانَةً فَانبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَىٰ سَوَاءٍ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ(8:58) And if you fear treachery from any people (with whom you have a covenant) then publicly throw their covenant at them. *43 Allah does not love the treacherous.
- Français - Hamidullah : Et si jamais tu crains vraiment une trahison de la part d'un peuple dénonce alors le pacte que tu as conclu avec d'une façon franche et loyale car Allah n'aime pas les traîtres
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Und wenn du dann von irgendwelchen Leuten Verrat befürchtest so verwirf ihnen die Verpflichtung in gleicher Weise Gewiß Allah liebt nicht die Verräter
- Spanish - Cortes : Si temes una traición por parte de una gente denuncia con equidad la alianza con ella Alá no ama a los traidores
- Português - El Hayek : E se suspeitas da traição de um povo rompe o teu pacto do mesmo modo porque Deus não estima os traidores
- Россию - Кулиев : А если ты опасаешься измены со стороны людей то отбрось договорные обязательства чтобы все оказались равны Воистину Аллах не любит изменников
- Кулиев -ас-Саади : وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِن قَوْمٍ خِيَانَةً فَانبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَىٰ سَوَاءٍ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ
А если ты опасаешься измены со стороны людей, то отбрось договорные обязательства, чтобы все оказались равны. Воистину, Аллах не любит изменников.Если после заключения договора о прекращении военных действий поведение другой стороны вызывает у тебя опасение, и ты подозреваешь, что они могут предательски расторгнуть договор, то тебе разрешается отказаться от договорных обязательств. Брось им договор и открыто сообщи о его расторжении, чтобы обе стороны были осведомлены о том, что между ними больше нет никаких соглашений. Ты не имеешь права вероломно нарушать договор и совершать любые действия, противоречащие мирному соглашению, до тех пор, пока не оповестишь другую сторону о его расторжении. Аллах не любит предателей и изменников. Более того, Аллах ненавидит их, и поэтому мусульмане всегда должны поступать открыто, избегая вероломства. Из этого аята следует, что если факт вероломного предательства со стороны неверующих обнародован, то мусульманам не обязательно оповещать их о расторжении мирного договора, ибо если предательство неверующих обнаружилось, то объявление о расторжении договора становится бессмысленным, поскольку обе стороны одинаково хорошо осведомлены о нарушении условий договора. Из этого аята также следует, что если мусульмане не опасаются предательства со стороны неверующих и если неверующие не совершают поступков, свидетельствующих о возможном нарушении мирного договора с их стороны, то мусульмане не имеют права расторгать договор и обязаны выполнять условия подписанного соглашения до истечения его срока.
- Turkish - Diyanet Isleri : Eğer bir topluluğun anlaşmaya hıyanet etmesinden korkarsan sen de onlara karşı anlaşmayı bozarak aynı şekilde davran Doğrusu Allah hainleri sevmez
- Italiano - Piccardo : E se veramente temi il tradimento da parte di un popolo denunciane l'alleanza in tutta lealtà ché veramente Allah non ama i traditori
- كوردى - برهان محمد أمين : خۆ ئهگهر بێگومان ترسایت له دهستهیهک که پهیمانت لهگهڵدا بهستوون پهیمانهکه ههڵوهشێننهوهو خیانهتت لێ بکهن ئهوه تۆیش لهم کاتهدا پهیمانهکه بدهرهوه بهروویاندا بهشێوهیهکی ڕێک و ڕاست پێیان بڵێ که پهیمانهکهیان نرخی نهماوه چونکه بهڕاستی خوا کهسانی پهیمان شکێن و ناپاکی خۆش ناوێت
- اردو - جالندربرى : اور اگر تم کو کسی قوم سے دغا بازی کا خوف ہو تو ان کا عہد انہیں کی طرف پھینک دو اور برابر کا جواب دو کچھ شک نہیں کہ خدا دغابازوں کو دوست نہیں رکھتا
- Bosanski - Korkut : Čim primijetiš vjerolomstvo nekog plemena i ti njemu isto tako otkaži ugovor – Allah uistinu ne voli vjerolomnike
- Swedish - Bernström : Men om du misstänker svek hos dem [som du har slutit fördrag med] säg då upp fördraget så att [läget blir klart och] ni är jämställda Gud är sannerligen inte de svekfullas vän
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Dan jika kamu khawatir akan terjadinya pengkhianatan dari suatu golongan maka kembalikanlah perjanjian itu kepada mereka dengan cara yang jujur Sesungguhnya Allah tidak menyukai orangorang yang berkhianat
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِن قَوْمٍ خِيَانَةً فَانبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَىٰ سَوَاءٍ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ
(Dan jika kamu merasa khawatir dari suatu kaum) yang telah mengadakan perjanjian denganmu (akan perbuatan khianat) terhadap janjinya melalui tanda-tanda yang terlihat jelas olehmu (maka kembalikanlah perjanjian itu) lemparkanlah perjanjian mereka itu (kepada mereka dengan cara yang jujur) lafal sawaaun menjadi kata keterangan, artinya: secara adil antara kamu dan mereka, supaya kedua belah pihak mengetahui bersama siapakah yang merusak perjanjian terlebih dahulu. Yaitu dengan cara kamu memberitahukan kepada mereka tentang pelanggaran tersebut, supaya mereka tidak menuduhmu berbuat khianat bila kamu mengadakan tindakan. (Sesungguhnya Allah tidak menyukai orang-orang yang berkhianat).
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : তবে কোন সম্প্রদায়ের ধোঁকা দেয়ার ব্যাপারে যদি তোমাদের ভয় থাকে তবে তাদের চুক্তি তাদের দিকেই ছুঁড়ে ফেলে দাও এমনভাবে যেন হয়ে যাও তোমরাও তারা সমান। নিশ্চয়ই আল্লাহ ধোকাবাজ প্রতারককে পছন্দ করেন না।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : உம்முடன் உடன்படிக்கை செய்திருக்கும் எந்தக் கூட்டத்தாரும் மோசம் செய்வார்கள் என நீர் பயந்தால் அதற்குச் சமமாகவே அவ்வுடன்படிக்கையை அவர்களிடம் எறிந்துவிடும்; நிச்சயமாக அல்லாஹ் மோசம் செய்பவர்களை நேசிப்பதில்லை
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : “และถ้าหากเจ้าเกรงว่าจะมีการทุจริต จากพวกหนึ่งพวกใด ก็จงโอน สัญญา กลับคืนแก่พวกเขาไปโดยตั้งอยู่บนความเท่าเทียม กัน แท้จริงอัลลอฮฺนั้นไม่ทรงชอบบรรดาผู้ที่ทุจริต”
- Uzbek - Мухаммад Содик : Агар бир қавмнинг хиёнатидан қўрқадиган бўлсанг уларга тенгматенг аҳд бузилганини ўртага ташла Албатта Аллоҳ хоинларни севмас Яъни бирор кофир қавм билан аҳдлашган бўлсанг аммо содир бўлаётган гапсўз ва тасарруфлардан баъзи бир маълумотлардан аҳдга хиёнат қилаётганларини билиб қолсанг уларга аҳд икки томондан баробар бузилганини билдир Аҳдга ишониб хотиржам турган томонга ёмонлик қилиш хоинлик бўлади
- 中国语文 - Ma Jian : 如果你怕某部落不忠于盟约,你就应当公开地把他们的盟约掷还他们。真主确是不喜欢欺诈者的。
- Melayu - Basmeih : Dan jika engkau mengetahui adanya perbuatan khianat dari sesuatu kaum yang mengikat perjanjian setia denganmu maka campakkanlah perjanjian itu kepada mereka dengan cara terus terang dan adil Sesungguhnya Allah tidak suka kepada orangorang yang khianat
- Somali - Abduh : Haddaad ka Cabsato Qoom Khayaanadii u Tuur Ogaysii Ballankii si siman Illeen Eebe ma Jeela Khaa'imiinta
- Hausa - Gumi : Kuma in ka ji tsõron wata yaudara daga wasu mutãne to ka jẽfar da alkawarin zuwa gare su a kan daidaita Lalle ne Allah bã Ya son mayaudara
- Swahili - Al-Barwani : Na ukichelea khiana kwa watu fulani basi watupilie ahadi yao kwa usawa Hakika Mwenyezi Mungu hawapendi makhaini
- Shqiptar - Efendi Nahi : Posa të vërejsh që ndonjë fis e thei besën edhe ti thyeja atij – në të njëjtën mënyrë prishja marrëveshjen – se Perëndia me të vërtetë nuk i don ata që tradhëtojnë
- فارسى - آیتی : اگر مىدانى كه گروهى در پيمان خيانت مىورزند، به آنان اعلام كن كه همانند خودشان عمل خواهى كرد. زيرا خدا خائنان را دوست ندارد.
- tajeki - Оятӣ : Агар медонӣ, ки гурӯҳе дар паймон хиёнат мекунанд, ба онон эълом кун, ки монанди худашон амал хоҳӣ кард. Зеро Худо хоинонро дӯст надорад!
- Uyghur - محمد صالح : ئەگەر سەن (مۇئاھىدە تۈزگەن) قەۋمدىن خىيانەت (ئالامەتلىرىنى) سەزسەڭ، مۇئاھىدىسىنى ئۇلارغا ئوچۇق - يورۇقلۇق بىلەن تاشلاپ بەرگىن (يەنى سەن بىلەن مۇئاھىدە تۈزۈشكەن قەۋمدىن خىيانەت شەپىسى كۆرۈلسە، ئۇلارغا تۇيۇقسىز ھۇجۇم قىلماستىن، مۇئاھىدىنىڭ ئەمەلدىن قالغانلىقىنى ئالدى بىلەن ئۇلارغا ئۇقتۇرۇپ قويغىن). اﷲ ھەقىقەتەن خائىنلارنى دوست تۇتمايدۇ
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : ഉടമ്പടിയിലേര്പ്പെ ട്ട ഏതെങ്കിലും ജനത നിങ്ങളെ വഞ്ചിക്കുമെന്ന് നിങ്ങളാശങ്കിക്കുന്നുവെങ്കില് അവരുമായുള്ള കരാര് പരസ്യമായി ദുര്ബലലപ്പെടുത്തുക. വഞ്ചകരെ അല്ലാഹു ഇഷ്ടപ്പെടുന്നില്ല; തീര്ച്ചു.
- عربى - التفسير الميسر : وان خفت ايها الرسول من قوم خيانه ظهرت بوادرها فالق اليهم عهدهم كي يكون الطرفان مستويين في العلم بانه لا عهد بعد اليوم ان الله لا يحب الخائنين في عهودهم الناقضين للعهد والميثاق
*43). According to the above verse, it is not lawful for Muslims to decide unilaterally that their treaty with an ally is annulled either because of their grievance that their ally did not fully observe the terms of the treaty in the past or on ground of the fear that he would treacherously breach it in the future. There is no justification for Muslims to make such a decision nor to behave as if no treaty bound the two parties. On the contrary, whenever the Muslims are forced into such a situation they are required to inform the other party, before embarking on any hostile action, that the treaty was terminated. This step is necessary in order that both parties are clear in their minds as to where things stand. Guided by this principle, the Prophet (peace be on him) laid down a basic rule of Islamic international law in the following words: 'Whoever is bound in treaty with a people may not dissolve it until either its term expires, or he flings it at them (i.e. publicly declares that it had been annulled).' (Abu Da'ud, 'Jihad', Babfi al-Iman yakunbaynaha al-'Aduw 'Ahad, vol. 2, p. 75; Ahmad b. Hanbal, Musnad, vol. 4, pp. 111 and 113 - Ed.) The Prophet (peace be on him) further elucidated this by sayling: 'Do not be treacherous even to him who is treacherous to you' (Abu Da'ud, Kitab al-Buyu', 'Bab fi al-Rajul Ya'khudh Hakkahu man tahe Yadih', vol. 2, p. 260 - Ed.)
These directives were not given merely in order that preachers might preach them from the pulpit or embellish them in religious books. On the contrary, Muslims were required to foliow these directive in their everyday lives, and they did in fact do so. Once Mu'awiyah during his reign, concentrated his troops on the borders of the Roman Empire in order to carry out a sudden attack immediately after the expiry of the treaty. 'Amr b. 'Anbasah, a Companion, strongly opposed this manoeuvre. He supported his opposition by reference to a tradition from the Prophet (peace he on him) in which he condemned such an act of treachery. Ultimately Mu'awiyah had to yield and call off his troops. (See the comments on the verse by Qurtubi and Ibn Kathir. See also Ahmad b. Hanbal, Musnad , vol. 4, pp. 113 and 389 - Ed,)
To annul a treaty unilaterally and to launch an armed attack without any warning was common practice in the time of ancient jahiliyah (Ignorance). That practice remains in vogue in the civilized jahiliyah of the present day as well. Recent instances in point are the Russian invasion of Germany and the Russian and British military action against Iran during the Second World War. Such actions are usually justified on the ground that a previous warning would have put the enemy on the alert and would have enabled him to put up even stiffer resistance. It is also justified by saying that a military initiative has the effect of pre-empting a similar military initiative by the enemy. If such pleading can absolve people of their moral obligations, then every offence is justifiable. In such a case even those who commit theft, robbery, illegitimate sexual intercourse, homicide, or forgery can proffer either one pretext or the other for so doing. It is also amazing that acts which are deemed unlawful for individuals are deemed perfectly lawful when they are committed by nations.
It should also be pointed out that an unannounced attack. according to Islamic law, is lawful in one situation: when the ally has clearly violated the treaty and has blatantly indulged in hostile action. Only in such an eventuality it is not binding on Muslims to first declare the dissolution of the treaty. Not only that, in such a circumstance it is also lawful to launch an unannounced military action. In deriving this legal rule, Muslim jurists have drawn on the Prophet's own conduct in regard to the Quraysh who had breached the Hudaybiyah Treaty in dealing with Bana Khuza'ah. In this instance the Prophet (peace be on him) did not notify them that the treaty had been annulled. On the contrary, he invaded Makka without warning. (See Qurtubi's comments on the verse - Ed.) Nonetheless, while acting on this exceptional provision one should be cautious and take into account the totality of circumstances in which the Prophet (peace be on him) took this step. That alone will help one to properly follow the Prophet's example. For one should try to imitate the Prophet's example in its totality rather than just one or other aspect of it depending on one's whim. What we know from the Sirah and Hadith with regard to this is the following:
First, that the Quraysh had so openly violated the treaty that its annulment had become absolutely clear. Even men of the Quraysh themselves acknowledged that the treaty was no longer in operation. It is because of this realization that the Qurayrsh had deputed Abu Sufyan to Madina to negotiate for its renewal (Al-Tabari. Ta'rikh, vol. 3, p. 46 -Ed.) This fact clearly indicates that the Quraysh were in no doubt that the treaty stood dissolved. It is immaterial whether the party which annulled the treaty verbally declared so or not for it had been violated so blatantly that no room for doubt was left.
Second, after the annulment of the treaty the Prophet (peace be on him) did not say anything, either in clear or ambiguous terms, which could justify the impression that he still regarded the Quraysh to be his allies or that the treaty relations with them were still intact. All relevant reports, on the contrary, suggest that when Abu Sufyan pleaded for the renewal of the treaty, the Prophet (peace be on him) did not accede to that request, (Ibn Hisham. vol. 2, p. 395 - Ed.)
Third, the Prophet (peace he on him) himself initiated military action against the Quraysh and he did so openly. There was no element of duplicity or fraud in the Prophet's behaviour; there was no trace of pretence to be at peace while secretly engaging in belligerent activities.
This is the full picture of the Prophet's attitude on the occasion. Hence the directive of flinging the treaty in the face of the other party as embodied in the above verse (i.e. informing the other party that the treaty had been terminated) may only be disregarded in very special circumstances such as those existing then. And should it be disregarded then this should be done in the straightforward and graceful manner adopted by the Prophet (peace be on him).
Moreover, if some dispute arises with a people with whom the Muslims have a treaty and the dispute remains unresolved even after direct negotiations or international mediation; or if the other party appears bent upon forcing a military solution to the problem, it would be lawful for Muslims to resort to force. However, according to the above verse, force may be used by Muslims after making a clear proclamation of the annulment of the treaty, and that the action taken should be overt. To carry out military action by stealth is an immoral act and can nowhere be found among the teachings of Islam.