- عربي - نصوص الآيات عثماني : وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ ۚ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِى ٱلْأَرْضِ جَمِيعًا مَّآ أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَٰكِنَّ ٱللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ ۚ إِنَّهُۥ عَزِيزٌ حَكِيمٌ
- عربى - نصوص الآيات : وألف بين قلوبهم ۚ لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم ۚ إنه عزيز حكيم
- عربى - التفسير الميسر : وإن أراد الذين عاهدوك المكر بك فإن الله سيكفيك خداعهم؛ إنه هو الذي أنزل عليك نصره وقوَّاك بالمؤمنين من المهاجرين والأنصار، وجَمَع بين قلوبهم بعد التفرق، لو أنفقت مال الدنيا على جمع قلوبهم ما استطعت إلى ذلك سبيلا ولكن الله جمع بينها على الإيمان فأصبحوا إخوانًا متحابين، إنه عزيز في مُلْكه، حكيم في أمره وتدبيره.
- السعدى : وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ ۚ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَّا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ ۚ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ
{وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ} فاجتمعوا وائتلفوا، وازدادت قوتهم بسبب اجتماعهم، ولم يكن هذا بسعي أحد، ولا بقوة غير قوة اللّه،فلو أنفقت ما في الأرض جميعا من ذهب وفضة وغيرهما لتأليفهم بعد تلك النفرة والفرقة الشديدة {مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ} لأنه لا يقدر على تقليب القلوب إلا اللّه تعالى. {وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} ومن عزته أن ألف بين قلوبهم، وجمعها بعد الفرقة كما قال تعالى: {وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا}.
- الوسيط لطنطاوي : وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ ۚ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَّا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ ۚ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ
ثم بين- سبحانه- بعض مظاهر فضله في كيفية تأييده لرسوله بالمؤمنين فقال- تعالى-: وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ ما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً ما أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ.
أى: أن من مظاهر فضل الله عليك يا محمد أن أيدك- سبحانه- بنصره وأن أيدك بالمؤمنين، بأن حبب إليهم الإيمان وزينه في قلوبهم، وجعل منهم قوة موحدة، فصاروا بفضله- تعالى- كالنفس الواحدة، بعد أن كانوا متنازعين متفرقين وأنت يا محمد لَوْ أَنْفَقْتَ ما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً من الذهب والفضة وغيرهما ما استطعت أن تؤلف بين قلوبهم المتنافرة المتنازعة وَلكِنَّ اللَّهَ بفضله وقدرته هو وحده الذي أَلَّفَ بَيْنَهُمْ فصاروا إخوانا متحابين متصافين إِنَّهُ- سبحانه- عَزِيزٌ أى: غالب في ملكه وسلطانه على كل ظاهر وباطن حَكِيمٌ في كل أفعاله وأحكامه..
وهذه الآية الكريمة يؤيدها التاريخ، ويشهد بصدقها أحداثه، فنحن نعلم أن العرب- وخصوصا الأوس والخزرج- كانوا قبل الإسلام في حالة شديدة من التفرق والتخاصم والتنازع والتحارب.. فلما دخلوا في الإسلام تحول بغضهم إلى حب، وتخاصمهم إلى مودة، وتفرقهم إلى اتحاد ... وصاروا في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم، إلى مستوى لم يعرفه التاريخ من قبل ...
ولقد أجاد صاحب الكشاف- رحمه الله- في تصويره لهذه المعاني حيث قال: «التأليف بين قلوب من بعث إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم من الآيات الباهرة، لأن العرب- لما فيهم من الحمية والعصبية، والانطواء على الضغينة..- لا يكاد يأتلف منهم قلبان، ثم ائتلفت قلوبهم على اتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم واتحدوا، وأنشأوا يرمون عن قوس واحدة، وذلك لما نظم الله من ألفتهم، وجمع من كلمتهم، وأحدث بينهم من التحاب والتواد، وأماط عنهم من التباغض والتماقت، وكلفهم من الحب، في الله والبغض في الله، ولا يقدر على ذلك إلا من يملك القلوب، فهو يقلبها كيف يشاء، ويصنع فيها ما يريد.
قيل: هم الأوس والخزرج، كان بينهم من الحروب والوقائع ما أهلك سادتهم ورؤساءهم، ودق جماجمهم. ولم يكن لبغضائهم أمد ومنتهى. وبينهما التجاور الذي يهيج الضغائن، ويديم التحاسد والتنافس. وعادة كل طائفتين كانتا بهذه المثابة أن تتجنب هذه ما آثرته أختها، وتكرهه وتنفر منه.
فأنساهم الله- تعالى- ذلك كله، حتى اتفقوا على الطاعة، وتصافوا وصاروا أنصارا، وعادوا أعوانا، وما ذاك إلا بلطيف صنعه، وبليغ قدرته» . هذا، وفي الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما خطب الأنصار في شأن غنائم «حنين» قال لهم: يا معشر الأنصار!! ألم أجدكم ضلالا فهداكم الله بي وعالة فأغناكم الله بي؟ وكنتم متفرقين فألفكم الله بي؟
فكانوا يقولون كلما قال شيئا: الله ورسوله أمن».
وروى الحاكم أن ابن عباس كان يقول: إن الرحم لتقطع، وإن النعمة لتنكر، وإن الله إذا قارب بين القلوب لم يزحزحها شيء. ثم يقرأ قوله- تعالى-: لَوْ أَنْفَقْتَ ما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً، ما أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ ....
ثم مضت السورة الكريمة في تثبيت الطمأنينة في قلب النبي صلى الله عليه وسلم وفي قلوب أصحابه، فبينت لهم أن الله كافيهم وناصرهم، وأن القلة منهم تغلب الكثرة من أعداء الله وأعدائهم فقال- تعالى-:
- البغوى : وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ ۚ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَّا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ ۚ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ
( وألف بين قلوبهم ) أي : بين الأوس والخزرج ، كانت بينهم إحن وثارات في الجاهلية ، فصيرهم الله إخوانا بعد أن كانوا أعداء ، ( لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم إنه عزيز حكيم )
- ابن كثير : وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ ۚ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَّا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ ۚ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ
( لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم ) أي : لما كان بينهم من العداوة والبغضاء فإن الأنصار كانت بينهم حروب كثيرة في الجاهلية ، بين الأوس والخزرج ، وأمور يلزم منها التسلسل في الشر ، حتى قطع الله ذلك بنور الإيمان ، كما قال تعالى : ( واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون ) [ آل عمران : 103 ] .
وفي الصحيحين أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما خطب الأنصار في شأن غنائم حنين قال لهم : يا معشر الأنصار ، ألم أجدكم ضلالا فهداكم الله بي ، وعالة فأغناكم الله بي ، وكنتم متفرقين فألفكم الله بي ، كلما قال شيئا قالوا : الله ورسوله أمن .
ولهذا قال تعالى : ( ولكن الله ألف بينهم إنه عزيز حكيم ) أي : عزيز الجناب ، فلا يخيب رجاء من توكل عليه ، حكيم في أفعاله وأحكامه .
قال الحافظ أبو بكر البيهقي : أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أنبأنا علي بن بشر الصيرفي القزويني في منزلنا ، أنبأنا أبو عبد الله محمد بن الحسن القنديلي الإستراباذي ، حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن النعمان الصفار ، حدثنا ميمون بن الحكم ، حدثنا بكر بن الشرود ، عن محمد بن مسلم الطائفي ، عن إبراهيم بن ميسرة ، عن طاوس ، عن ابن عباس قال : قرابة الرحم تقطع ، ومنة النعمة تكفر ، ولم ير مثل تقارب القلوب ؛ يقول الله تعالى : ( لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم ) وذلك موجود في الشعر :
إذا مت ذو القربى إليك برحمه فغشك واستغنى فليس بذي رحم ولكن ذا القربى الذي إن دعوته
أجاب ومن يرمي العدو الذي ترمي
قال : ومن ذلك قول القائل :
ولقد صحبت الناس ثم سبرتهم وبلوت ما وصلوا من الأسباب
فإذا القرابة لا تقرب قاطعا وإذا المودة أقرب الأسباب
قال البيهقي : لا أدري هذا موصول بكلام ابن عباس ، أو هو من قول من دونه من الرواة ؟ .
وقال أبو إسحاق السبيعي ، عن أبي الأحوص ، عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - سمعته يقول : ( لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم ) الآية ، قال : هم المتحابون في الله ، وفي رواية : نزلت في المتحابين في الله .
رواه النسائي والحاكم في مستدركه ، وقال : صحيح .
وقال عبد الرزاق : أخبرنا معمر ، عن ابن طاوس ، عن أبيه ، عن ابن عباس قال : إن الرحم لتقطع ، وإن النعمة لتكفر ، وإن الله إذا قارب بين القلوب لم يزحزحها شيء ، ثم قرأ : ( لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم )
رواه الحاكم أيضا .
وقال أبو عمرو الأوزاعي : حدثني عبدة بن أبي لبابة ، عن مجاهد - ولقيته فأخذ بيدي فقال : إذا تراءى المتحابان في الله ، فأخذ أحدهما بيد صاحبه ، وضحك إليه ، تحاتت خطاياهما كما يتحات ورق الشجر . قال عبدة : فقلت له : إن هذا ليسير ! فقال : لا تقل ذلك ؛ فإن الله تعالى يقول : ( لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم ) ! . قال عبدة : فعرفت أنه أفقه مني .
وقال ابن جرير : حدثنا أبو كريب ، حدثنا ابن يمان عن إبراهيم الخوزي عن الوليد بن أبي مغيث ، عن مجاهد قال : إذا التقى المسلمان فتصافحا غفر لهما ، قال : قلت لمجاهد : بمصافحة يغفر لهما ؟ فقال مجاهد : أما سمعته يقول : ( لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم ) ؟ فقال الوليد لمجاهد : أنت أعلم مني .
وكذا روى طلحة بن مصرف ، عن مجاهد .
وقال ابن عون ، عن عمير بن إسحاق قال : كنا نحدث أن أول ما يرفع من الناس - [ أو قال : عن الناس ] - الألفة .
وقال الحافظ أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني - رحمه الله - : حدثنا الحسين بن إسحاق التستري ، حدثنا عبيد الله بن عمر القواريري ، حدثنا سالم بن غيلان ، سمعت جعدا أبا عثمان ، حدثني أبو عثمان النهدي ، عن سلمان الفارسي : أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : إن المسلم إذا لقي أخاه المسلم ، فأخذ بيده ، تحاتت عنهما ذنوبهما ، كما يتحات الورق عن الشجرة اليابسة في يوم ريح عاصف ، وإلا غفر لهما ولو كانت ذنوبهما مثل زبد البحار .
- القرطبى : وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ ۚ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَّا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ ۚ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ
وألف بين قلوبهم أي جمع بين قلوب الأوس والخزرج . وكان تألف القلوب مع العصبية الشديدة في العرب من آيات النبي صلى الله عليه وسلم ومعجزاته ، لأن أحدهم كان يلطم اللطمة فيقاتل عنها حتى يستقيدها . وكانوا أشد خلق الله حمية ، فألف الله بالإيمان بينهم ، حتى قاتل الرجل أباه وأخاه بسبب الدين . وقيل : أراد التأليف بين المهاجرين والأنصار . والمعنى متقارب .
- الطبرى : وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ ۚ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَّا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ ۚ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ
القول في تأويل قوله : وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (63)
قال أبو جعفر: يريد جل ثناؤه بقوله: (وألف بين قلوبهم)، وجمع بين قلوب المؤمنين من الأوس والخزرج، بعد التفرق والتشتت، على دينه الحق, فصيَّرهم به جميعًا بعد أن كانوا أشتاتًا, وإخوانًا بعد أن كانوا أعداء.
وقوله: (لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم)، يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: لو أنفقت، يا محمد، ما في الأرض جميعا من ذهب ووَرِق وعَرَض, ما جمعت أنت بين قلوبهم بحيْلك, (5) ولكن الله جمعها على الهدى فأتلفت واجتمعت، تقوية من الله لك وتأييدًا منه ومعونة على عدوك. يقول جل ثناؤه: والذي فعل ذلك وسبَّبه لك حتى صاروا لك أعوانًا وأنصارًا ويدًا واحدة على من بغاك سوءًا هو الذي إن رام عدوٌّ منك مرامًا يكفيك كيده وينصرك عليه, فثق به وامض لأمره، وتوكل عليه.
* * *
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
16256- حدثني محمد بن الحسين قال، حدثنا أحمد بن المفضل قال، حدثنا أسباط, عن السدي: (وألف بين قلوبهم)، قال: هؤلاء الأنصار، ألف بين قلوبهم من بعد حرب، فيما كان بينهم. (6)
16257- حدثنا محمد بن المثنى قال، حدثنا محمد بن جعفر قال، حدثنا شعبة, عن بشير بن ثابت، رجل من الأنصار: أنه قال في هذه الآية: (لو أنفقت ما في الأرض جميعًا ما ألفت بين قلوبهم)، يعني: الأنصار (7)
16258- حدثنا ابن حميد قال، حدثنا سلمة, عن ابن إسحاق: (وألف بين قلوبهم)، على الهدى الذي بعثك به إليهم =(لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم)، بدينه الذي جمعهم عليه =يعني الأوس والخزرج. (8)
16259- حدثنا أبو كريب قال، حدثنا ابن يمان, عن إبراهيم الخوزيّ, عن الوليد بن أبي مغيث، عن مجاهد قال: إذا التقى المسلمان فتصافحا غُفِر لهما. قال قلت لمجاهد: بمصافحةٍ يغفر لهما؟ (9) فقال مجاهد: أما سمعته يقول: (لو أنفقت ما في الأرض جميعًا ما ألفت بين قلوبهم) ؟ فقال الوليد لمجاهد: أنت أعلم مني. (10)
16260- حدثنا عبد الكريم بن أبي عمير قال، حدثني الوليد, عن أبي عمرو قال، حدثني عبدة بن أبي لبابة, عن مجاهد, ولقيته وأخذ بيدي فقال: إذا تراءى المتحابَّان في الله، (11) فأخذ أحدهما بيد صاحبه وضحك إليه, تحاتّت خطاياهما كما يتحاتُّ ورق الشجر. (12) قال عبدة: فقلت له: إنّ هذا ليسير! قال: لا تقل ذلك, فإن الله يقول: (لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم)! قال عبدة: فعرفت أنه أفقه مني. (13)
16261- حدثني محمد بن خلف قال، حدثنا عبيد الله بن موسى قال، حدثنا فضيل بن غزوان قال، أتيت أبا إسحاق فسلمت عليه فقلت (14) أتعرفني؟ فقال فضيل: نعم! لولا الحياء منك لقبَّلتك = حدثني أبو الأحوص, عن عبد الله, قال: نـزلت هذه الآية في المتحابين في الله: (لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم). (15)
16262- حدثني يعقوب قال، حدثنا ابن علية قال، أخبرنا ابن عون, عن عمير بن إسحاق قال: كنا نُحدَّث أن أوّل ما يرفع من الناس =أو قال: عن الناس= الألفة. (16)
16263- حدثني محمد بن عبد الله بن عبد الحكم قال، حدثنا أيوب بن سويد, عن الأوزاعي قال، حدثني عبدة بن أبى لبابة, عن مجاهد =ثم ذكر نحو حديث عبد الكريم, عن الوليد. (17)
16264- حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا أبو أسامة، وابن نمير، وحفص بن غياث=, عن فضيل بن غزوان, عن أبي إسحاق, عن أبي الأحوص قال: سمعت عبد الله يقول: (لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم)، الآية, قال: هم المتحابون في الله. (18)
* * *
وقوله: (إنه عزيز حكيم)، يقول: إن الله الذي ألف بين قلوب الأوس والخزرج بعد تشتت كلمتهما وتعاديهما، وجعلهم لك أنصارًا =(عزيز)، لا يقهره شيء، ولا يردّ قضاءه رادٌّ, ولكنه ينفذ في خلقه حكمه. يقول: فعليه فتوكل, وبه فثق=(حكيم)، في تدبير خلقه. (19)
------------------
الهوامش :
(5) " الحيل " ( بفتح فسكون ) ، القوة ، مثل " الحول " ، يقال : " إنه لشديد الحيل " ، وفي الحديث : " اللهم ذا الحيل الشديد " . وهو لا يزال يستعمل كذلك في عامية مصر .
(6) ما بين " من بعد حرب " و " فيما كان بينهم " ، بياض في المخطوطة ، فيه معقوفة بالحمرة ، لا أدري أهو بياض تركه لسقط ، أم هو سهو من الناسخ ملأه بالحمرة .
(7) الأثر : 16257 - " بشير بن ثابت الأنصاري " ، مولى النعمان " بن بشير " ، ذكره ابن حبان في الثقات . روى عنه شعبة . مترجم في التهذيب ، والكبير 1 2 97 ، وابن أبي حاتم 1 1 372 .
(8) الأثر : 16258 - سيرة ابن هشام 2 : 331 ، وهو تابع الأثر السالف رقم : 16254 .
(9) في المخطوطة : " يغفر الله له " والذي في المطبوعة أجود .
(10) الأثر : 16259 - " إبراهيم الخوزي " ، هو : " إبراهيم بن يزيد الخوزي الأموي " ، مولى عمر بن عبد العزيز ، ضعيف ، مضى برقم : 7484 ، وكان في المطبوعة والمخطوطة : " إبراهيم الجزري " ، وهو خطأ محض .
و " الوليد بن أبي مغيث " ، نسب إلى جده ، ولم أجده منسوبًا إليه في غير هذا المكان ، وإنما هو : " الوليد بن عبد الله بن أبي مغيث " ، مولى بني عبد الدار ، ثقة . روى عن يوسف بن ماهك ، ومحمد بن الحنفية . مترجم في التهذيب ، والكبير 4 2 146 ، وابن أبي حاتم 4 2 9 .
(11) " تراءى الرجلان " ، رأى أحدهما الآخر .
(12) " تحات ورق الشجر " ، تساقط من غصنه إذا ذبل ، ثم انتثر .
(13) الأثر : 16260 - " عبد الكريم بن أبي عمير " ، شيخ الطبري ، سلف برقم : 7578 ، 11368 ، 12867 .
و " الوليد " ، هو " الوليد بن مسلم " ، سلف مرارًا .
و " أبو عمرو " ، هو الأوزاعي الإمام .
و " عبدة بن أبي لبابة الأسدي " ، مضى برقم : 5859 .
وانظر الخبر الآتي رقم : 16263 .
(14) في المستدرك : " لقيت أبا إسحاق بعد ما ذهب بصره " .
(15) الأثر : 16261 - " أبو إسحاق " هو : السبيعي .
و " أبو الأحوص " ، هو " عوف بن مالك بن نضلة " ، تابعي ثقة ، مضى مرارًا .
و " عبد الله " ، هو " عبد الله بن مسعود " .
وهذا الخبر رواه الحاكم في المستدرك 2 : 329 ، من طريق يعلي بن عبيد ، عن فضيل ، وقال : " هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ، ولم يخرجاه " ، ووافقه الذهبي .
ورواه الهيثمي في مجمع الزوائد 7 : 27 ، 28 ، من طريق أخرى ، وقال : " رواه البزار ، ورجاله رجال الصحيح ، غير جنادة بن مسلم ، وهو ثقة " .
وخرجه السيوطي في الدر المنثور 3 : 199 ، وزاد نسبته إلى ابن المبارك ، وابن أبي شيبة ، وابن أبي الدنيا في كتاب الإخوان ، والنسائي ، وابن أبي حاتم ، وأبي الشيخ ، وابن مردويه ، والبيهقي في شعب الإيمان .
وسيأتي من طريق أخرى رقم : 16264 .
(16) الأثر : 16262 - " عمير بن إسحاق " ، مضى قريبًا برقم : 16148 .
(17) الأثر : 16263 - انظر ما سلف رقم : 16260 ، والتعليق عليه .
(18) الأثر : 16264 - طريق أخرى للأثر السالف رقم : 16261 .
(19) انظر تفسير " عزيز " و " حكيم " فيما سلف من فهارس اللغة ( عزز ) ، ( حكم ) .
- ابن عاشور : وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ ۚ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَّا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ ۚ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ
والتأليف بين قلوب المؤمنين مِنّة أخرى على الرسول ، إذ جعَل أتباعه متحابّين وذلك أعون له على سياستهم ، وأرجى لاجتناء النفع بهم ، إذ يكونون على قلب رجل واحد ، وقد كان العرب يفضلون الجيش المؤلف من قبيلة واحدة ، لأنّ ذلك أبعد عن حصول التنازع بينهم .
وهو أيضاً منة على المؤمنين إذ نزع من قلوبهم الأحقاد والإحن ، التي كانت دأب الناس في الجاهلية ، فكانت سبب التقاتل بين القبائل ، بعضها مع بعض ، وبين بطون القبيلة الواحدة . وأقوالهم في ذلك كثيرة . ومنها قول الفضل بن العبّاس اللهَبي
مَهْلاً بني عمّنا مهلاً موالينا ... لا تنبشوا بيننا ما كان مدفونا
اللَّه يعلم أنّا لا نحبكمو ... ولا نلومكمو أنْ لا تحبونا
فلمّا آمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم انقلبت البغضاء بينهم مودّة ، كما قال تعالى : { واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا } [ آل عمران : 103 ] ، وما كان ذلك التآلف والتحابّ إلاّ بتقدير الله تعالى فإنّه لم يحصل من قبل بوشائِج الأنساب ، ولا بدعوات ذوي الألباب .
ولذلك استأنف بعدَ قوله : { وألف بين قلوبهم } قوله : { لو أنفقت ما في الأرض جميعاً ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم } استئنافا ناشئاً عن مساق الامتنان بهذا الائتلاف ، فهو بياني ، أي : لو حاولت تأليفهم ببذل المال العظيم ما حصل التآلف بينهم .
فقوله : { ما في الأرض جميعاً } مبالغة حسنة لوقوعها مع حرف ( لو ) الدالّ على عدم الوقوع . وأمّا ترتّب الجزاء على الشرط فلا مبالغة فيه ، فكان التأليف بينهم من آيات هذا الدين ، لما نظّم الله من ألفتهم ، وأماط عنهم من التباغض . ومن أعظم مشاهد ذلك ما حدث بين الأوس والخزرج من الإحن قبل الإسلام ممّا نشأت عنه حرب بُعاث بينهم ، ثم أصبحوا بعد حين إخواناً أنصاراً لله تعالى ، وأزال الله من قلوبهم البغضاءِ بينهم .
و { جميعاً } منصوباً على الحال من { ما في الأرض } وهو اسم على وزن فعيل بمعنى مجتمع ، وسيأتي بيانه عند قوله تعالى :
{ فكيدوني جميعاً ثم لا تنظرون } في سورة [ هود : 55 ].
وموقع الاستدراك في قوله : ولكن الله ألف بينهم } لأجل ما يتوهّم من تعذّر التأليف بينهم في قوله : { لو أنفقت ما في الأرض جميعاً ما ألفت بين قلوبهم } أي ولكن تكوين الله يلين به الصلب ويحصل به المتعذر .
والخطاب في { أنفقت } و { ألَّفت } للرسول صلى الله عليه وسلم باعتبار أنّه أول من دعا إلى الله . وإذْ كان هذا التكوين صنعاً عجيباً ذَيّل الله الخبر عنه بقوله : { إنه عزيز حكيم } أي قوي القدرة فلا يعجزه شيء ، محكم التكوين فهو يكوّن المتعذر ، ويجعله كالأمر المسنون المألوف .
والتأكيد ب«إنَّ» لمجرّد الاهتمام بالخبر باعتبار جعله دليلاً على بديع صنع الله تعالى .
- إعراب القرآن : وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ ۚ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَّا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ ۚ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ
«وَأَلَّفَ» فعل ماض تعلق به الظرف «بَيْنَ». «قُلُوبِهِمْ» مضاف إليه والهاء في محل جر بالإضافة ، والجملة معطوفة. «لَوْ» حرف شرط غير جازم. «أَنْفَقْتَ» فعل ماض وفاعل واسم الموصول «ما» بعده مفعول به.
«فِي الْأَرْضِ» متعلقان بمحذوف صلة الموصول. «جَمِيعاً» حال. «ما أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ» ما نافية والجملة لا محل لها جواب شرط غير جازم. «وَلكِنَّ» حرف مشبه بالفعل. «اللَّهَ» لفظ الجلالة اسمها وجملة «أَلَّفَ بَيْنَهُمْ» في محل رفع خبر. «إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ» إن واسمها وخبراها ، والجملة مستأنفة.
- English - Sahih International : And brought together their hearts If you had spent all that is in the earth you could not have brought their hearts together; but Allah brought them together Indeed He is Exalted in Might and Wise
- English - Tafheem -Maududi : وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ ۚ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَّا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ ۚ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ(8:63) and joined their hearts. Had you given away all the riches of the earth you could not have joined their hearts, but it is Allah Who joined their hearts. *46 Indeed He is All-Mighty. All-Wise.
- Français - Hamidullah : Il a uni leurs cœurs par la foi Aurais-tu dépensé tout ce qui est sur terre tu n'aurais pu unir leurs cœurs; mais c'est Allah qui les a unis car Il est Puissant et Sage
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Und Er hat ihre Herzen zusammengefügt Wenn du alles was auf der Erde ist dafür ausgegeben hättest hättest du ihre Herzen nicht zusammenfügen können Aber Allah hat sie zusammengefügt Gewiß Er ist Allmächtig und Allweise
- Spanish - Cortes : cuyos corazones Él ha reconciliado Tú aunque hubieras gastado todo cuanto hay en la tierra no habrías sido capaz de reconciliar sus corazones Alá en cambio los ha reconciliado Es poderoso sabio
- Português - El Hayek : E foi Quem conciliou os seus corações E ainda que tivesses despendido tudo quanto há na terra não terias conseguidoconciliar os seus corações; porém Deus o conseguiu porque é Poderoso Prudentíssimo
- Россию - Кулиев : Он сплотил их сердца Если бы ты израсходовал все что есть на земле то не смог бы сплотить их сердца однако Аллах сплотил их Воистину Он - Могущественный Мудрый
- Кулиев -ас-Саади : وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ ۚ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَّا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ ۚ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ
Он сплотил их сердца. Если бы ты израсходовал все, что есть на земле, то не смог бы сплотить их сердца, однако Аллах сплотил их. Воистину, Он - Могущественный, Мудрый.Аллах защитит тебя от всего, что может доставить тебе неприятность. Он заботится о твоих интересах и нуждах. Он столько раз оберегал тебя и оказывал тебе помощь, что ты можешь быть уверен в Его поддержке. Он оказывал тебе помощь с небес, после чего уже никто не мог сопротивляться тебе. Он собрал вокруг тебя правоверных, которые также оказывают тебе поддержку. Он сплотил их сердца и объединил их, благодаря чему их сила приумножилась. Добиться такого невозможно благодаря усилиям творений, поскольку на такое не способен никто, кроме Аллаха. Если бы ты израсходовал все золото и серебро земли, а также все остальные драгоценности, чтобы сплотить сердца людей, которые были разобщены и разрознены, тебе все равно не удалось бы добиться этого, ибо только Всевышний Аллах ворочает сердцами творений. Благодаря Своему могуществу Он сплотил сердца правоверных мусульман и положил конец их разрозненности. Всевышний сказал: «Крепко держитесь за вервь Аллаха все вместе и не разделяйтесь. Помните о милости, которую Аллах оказал вам, когда вы были врагами, а Он сплотил ваши сердца, и по Его милости вы стали братьями. Вы были на краю Огненной пропасти, и Он спас вас от нее. Так Аллах разъясняет вам Свои знамения, - быть может, вы последуете прямым путем» (3:103).
- Turkish - Diyanet Isleri : Seni aldatmak isterlerse bil ki şüphesiz Allah sana kafidir Seni ve inananları yardımıyla destekleyen kalblerini uzlaştıran O'dur Eğer yeryüzünde olan her şeyi sarfetsen bile sen onların kalblerini uzlaştıramazdın ama Allah onları uzlaştırdı Doğrusu O Güçlü'dür Hakim'dir
- Italiano - Piccardo : instillando la solidarietà nei loro cuori Se avessi speso tutto quello che c'è sulla terra non avresti potuto unire i loro cuori; è Allah che ha destato la solidarietà tra loro Allah è eccelso saggio
- كوردى - برهان محمد أمين : دڵهکانیشیانی بهست بهیهکهوه ئهگهر ههرچی دارایی زهوی ههیه ههر ههموویت خهرج بکردایه تا دڵهکانیانت پهیوهند بکردایه به یهکهوه ئهوه نهتدهتوانی ئهو دڵانه پهیوهست بکهیت بهیهکهوه بهڵام خوا بههۆی ئاینی ئیسلامهوه خۆشی و یهکێتی و برایهتی له نێوانیاندا بهرپاکرد چونکه بهڕاستی ئهو زاته باڵادهست و دانایه
- اردو - جالندربرى : اور ان کے دلوں میں الفت پیدا کردی۔ اور اگر تم دنیا بھر کی دولت خرچ کرتے تب بھی ان کے دلوں میں الفت نہ پیدا کرسکتے۔ مگر خدا ہی نے ان میں الفت ڈال دی۔ بےشک وہ زبردست اور حکمت والا ہے
- Bosanski - Korkut : i On je sjedinio srca njihova Da si ti potrošio sve ono što na Zemlji postoji ti ne bi sjedinio srca njihova ali ih je Allah sjedinio – On je zaista silan i mudar
- Swedish - Bernström : och som Han har förenat i varm tillgivenhet [och gjort till bröder] Om du så gav ut allt i världen hade du inte kunnat knyta dem till varandra med sådana band men Gud lät denna tillgivenhet växa fram [och gjorde dem till bröder] Han är allsmäktig vis
- Indonesia - Bahasa Indonesia : dan Yang mempersatukan hati mereka orangorang yang beriman Walaupun kamu membelanjakan semua kekayaan yang berada di bumi niscaya kamu tidak dapat mempersatukan hati mereka akan tetapi Allah telah mempersatukan hati mereka Sesungguhnya Dia Maha Gagah lagi Maha Bijaksana
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ ۚ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَّا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ ۚ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ
(Dan yang mempersatukan) menghimpun (hati mereka) sesudah mengalami ujian-ujian. (Walaupun kamu membelanjakan semua kekayaan yang berada di bumi niscaya kamu tidak dapat mempersatukan hati mereka akan tetapi Allah telah mempersatukan hati mereka) dengan kekuasaan-Nya. (Sesungguhnya Dia Maha Perkasa) Maha Menang atas semua perkara-Nya (lagi Maha Bijaksana) tiada sesuatu pun yang terlepas daripada kebijaksanaan-Nya.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : আর প্রীতি সঞ্চার করেছেন তাদের অন্তরে। যদি তুমি সেসব কিছু ব্যয় করে ফেলতে যা কিছু যমীনের বুকে রয়েছে তাদের মনে প্রীতি সঞ্চার করতে পারতে না। কিন্তু আল্লাহ তাদের মনে প্রীতি সঞ্চার করেছেন। নিঃসন্দেহে তিনি পরাক্রমশালী সুকৌশলী।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : மேலும் முஃமின்களாகிய அவர்கள் உள்ளங்களுக்கிடையில் அன்பின் பிணைப்பை உண்டாக்கினான்; பூமியிலுள்ள செல்வங்கள் அனைத்தையும் நீர் செலவு செய்த போதிலும் அவர்கள் உள்ளங்களுக்கிடையே அத்தகைய அன்பின் பிணைப்பை உண்டாக்கியிருக்க முடியாது ஆனால் நிச்சயமாக அல்லாஹ் அவர்களிடையே அப்பிணைப்பை ஏற்படுத்தியுள்ளான்; மெய்யாகவே அவன் மிகைத்தவனாகவும் ஞானமுள்ளவனாகவும் இருக்கின்றான்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : “และได้ทรงให้สนิทสนมระหว่างหัวใจของพวกเขา หากเจ้าได้จ่ายสิ่งที่อยู่ในแผ่นดินทั้งหมด เจ้าก็ไม่สามารถให้สนิทสนมระหว่างหัวใจของพวกเขาได้ แต่ทว่าอัลลอฮฺนั้นได้ทรงให้สนิทสนมระหว่างพวกเขา และแท้จริงพระองค์นั้นคือผู้ทรงเดชานุภาพ ผู้ทรงปรีชาญาณ”
- Uzbek - Мухаммад Содик : Ҳамда уларнинг қалбларини бирлаштирган зотдир Агар ер юзидаги ҳамма нарсани сарф қилсанг ҳам уларнинг қалбларини бирлаштира олмас эдинг Лекин Аллоҳ уларни бирлаштирди Албатта У ғолиб ва ҳикматли зотдир Инсоният тарихида турли халқлар қабилауруғлар ва миллатларни Исломчалик бирлаштирган тузум ёки мафкура йўқ Бўлмайди ҳам Кишилар қалбидан Ислом муносиб ўрин олган жойларда ва замонларда миллатчилик маҳаллийчилик ва тарафкашликнинг салбий кўринишлари тамоман йўқолган Бу масалалар халқлар бошига битган бало бўлгани ҳаммага маълум Чунки Ислом биродарлиги ирқ насаб тил қабила қавм асосида эмас Аллоҳга муҳаббат асосида бўлади
- 中国语文 - Ma Jian : 他曾联合信士们的心;假若你费尽大地上所有的财富,你仍不能联合他们的心;但真主已联合他们了。他确是万能的,确是至睿的。
- Melayu - Basmeih : Dan Dia lah yang menyatupadukan di antara hati mereka yang beriman itu Kalaulah engkau belanjakan segala harta benda yang ada di bumi nescaya engkau tidak dapat juga menyatupadukan di antara hati mereka akan tetapi Allah telah menyatupadukan di antara hati mereka Sesungguhnya Ia Maha Kuasa lagi Maha Bijaksana
- Somali - Abduh : Isuna soo Dumay Quluubtooda haddaad Bixiso waxa Dhulka ku Sugan oo Dhan Maadan isu Dunteen Quluubtooda Eebaase isu Dumay Dhexdooda Illeen isagaa Adkaade falsan ehe
- Hausa - Gumi : Kuma Ya sanya sõyayya a tsakãnin zukãtansu Dã kã ciyar da abin da yake cikin ƙasa gabã ɗaya dã ba ka sanya sõyayya a tsakãnin zukãtansu ba kuma amma Allah Yã sanya sõyayya a tsakãninsu Lalle Shi ne Mabuwãyi Mai hikima
- Swahili - Al-Barwani : Na akaziunga nyoyo zao Na lau wewe ungeli toa vyote viliomo duniani usingeli weza kuziunga nyoyo zao lakini Mwenyezi Mungu ndiye aliye waunganisha Hakika Yeye ndiye Mtukufu Mwenye nguvu na Mwenye hikima
- Shqiptar - Efendi Nahi : dhe Ai i bashkoi zemrat e tyre Sikur ti të shpenzoje tërë atë pasuri që gjendet në Tokë nuk do të mund t’i bashkoje zemrat e tyre por Perëndia i bashkoi ato Ai me të vërtetë është i Plotëfuqishëm dhe i Gjithëdijshëm
- فارسى - آیتی : دلهايشان را به يكديگر مهربان ساخت. اگر تو همه آنچه را كه در روى زمين است انفاق مىكردى، دلهاى ايشان را به يكديگر مهربان نمىساختى. ولى خدا دلهايشان را به يكديگر مهربان ساخت كه او پيروزمند و حكيم است.
- tajeki - Оятӣ : Дилҳояшонро ба якдигар меҳрубон сохт. Агар ту ҳамаи он чиро, ки дар рӯи замин аст, харҷ мекарди, дилҳои онҳоро ба якдигар меҳрубон намесохтӣ, Вале Худо дилҳояшонро ба якдигар меҳрубон сохт, ки Ӯ пирузманду ҳаким аст!
- Uyghur - محمد صالح : اﷲ مۆمىنلەرنىڭ دىللىرىنى بىرلەشتۈردى. سەن يەر يۈزىدىكى پۈتۈن بايلىقنى سەرپ قىلىپمۇ ئۇلارنىڭ دىللىرىنى بىرلەشتۈرەلمەيتىڭ؛ لېكىن اﷲ (ئۆزىنىڭ قۇدرەت كامىلەسى بىلەن) ئۇلارنى ئىناق قىلدى. شۈبھىسىزكى، اﷲ غالىبتۇر، ھېكمەت بىلەن ئىش قىلغۇچىدۇر
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : സത്യവിശ്വാസികളുടെ മനസ്സുകള്ക്കി ടയില് ഇണക്കമുണ്ടാക്കിയതും അവനാണ്. ഭൂമിയിലുള്ളതൊക്കെ ചെലവഴിച്ചാലും അവരുടെ മനസ്സുകളെ കൂട്ടിയിണക്കാന് നിനക്കു കഴിയുമായിരുന്നില്ല. എന്നാല് അല്ലാഹു അവരെ തമ്മിലിണക്കിച്ചേര്ത്തികരിക്കുന്നു. അവന് പ്രതാപിയും യുക്തിമാനും തന്നെ.
- عربى - التفسير الميسر : وان اراد الذين عاهدوك المكر بك فان الله سيكفيك خداعهم انه هو الذي انزل عليك نصره وقواك بالمومنين من المهاجرين والانصار وجمع بين قلوبهم بعد التفرق لو انفقت مال الدنيا على جمع قلوبهم ما استطعت الى ذلك سبيلا ولكن الله جمع بينها على الايمان فاصبحوا اخوانا متحابين انه عزيز في ملكه حكيم في امره وتدبيره
*46). Here the allusion is to that strong bond of love and brotherhood that developed among the Arabs who embraced Islam and whose conversion brought them solidarity. This strong solidarity existed despite the fact that they came from a variety of tribes which had long-standing traditions of mutual enmity. This was a special favour of God on the Muslims, especially evident in the case of the Aws and Khazraj. It was barely a couple of years before their acceptance of Islam that the two clans virtually thirsted for each other's blood. During the battle of Bu'ath both seemed set to exterminate each other. (Ibn Hisham, vol. 1. pp. 427-8-Ed.) To turn such severe enmity into deep cordiality and brotherhood within a span of two or three years and to join together mutually repellent elements into a unity as firm as that of a solid wall as was witnessed in regards to the Muslim community during the life of Prophet (peace be upon him) was doubtlessly beyond the power of any mortal. Were anyone to depend on worldly factors alone, it would have been impossible to bring about such an achievement. God's support was the deciding factor in this development and this only serves to emphasize that Muslims should always seek and depend on God's support and favour rather than on worldly factors.