- عربي - نصوص الآيات عثماني : وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مِنۢ بَعْدُ وَهَاجَرُواْ وَجَٰهَدُواْ مَعَكُمْ فَأُوْلَٰٓئِكَ مِنكُمْ ۚ وَأُوْلُواْ ٱلْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَىٰ بِبَعْضٍۢ فِى كِتَٰبِ ٱللَّهِ ۗ إِنَّ ٱللَّهَ بِكُلِّ شَىْءٍ عَلِيمٌۢ
- عربى - نصوص الآيات : والذين آمنوا من بعد وهاجروا وجاهدوا معكم فأولئك منكم ۚ وأولو الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله ۗ إن الله بكل شيء عليم
- عربى - التفسير الميسر : والذين آمنوا مِن بعد هؤلاء المهاجرين والأنصار، وهاجروا وجاهدوا معكم في سبيل الله، فأولئك منكم -أيها المؤمنون- لهم ما لكم وعليهم ما عليكم، وأولو القرابة بعضهم أولى ببعض في التوارث في حكم الله من عامة المسلمين. إن الله بكل شيء عليم يعلم ما يصلح عباده مِن توريث بعضهم من بعض في القرابة والنسب دون التوارث بالحِلْف، وغير ذلك مما كان في أول الإسلام.
- السعدى : وَالَّذِينَ آمَنُوا مِن بَعْدُ وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا مَعَكُمْ فَأُولَٰئِكَ مِنكُمْ ۚ وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَىٰ بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ
وكذلك من جاء بعد هؤلاء المهاجرين والأنصار، ممن اتبعهم بإحسان فآمن وهاجر وجاهد في سبيل اللّه. {فَأُولَئِكَ مِنْكُمْ} لهم ما لكم وعليهم ما عليكم فهذه الموالاة الإيمانية ـ وقد كانت في أول الإسلام ـ لها وقع كبير وشأن عظيم، حتى إن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ آخى بين المهاجرين والأنصارأخوة خاصة، غير الأخوة الإيمانية العامة، وحتى كانوا يتوارثون بها، فأنزل اللّه {وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ} فلا يرثه إلا أقاربه من العصبات وأصحاب الفروض،فإن لم يكونوا، فأقرب قراباته من ذوي الأرحام، كما دل عليه عموم هذه الآية الكريمة، وقوله: {فِي كِتَابِ اللَّهِ} أي: في حكمه وشرعه. {إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} ومنه ما يعلمه من أحوالكم التي يجري من شرائعه الدينية عليكم ما يناسبها.
- الوسيط لطنطاوي : وَالَّذِينَ آمَنُوا مِن بَعْدُ وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا مَعَكُمْ فَأُولَٰئِكَ مِنكُمْ ۚ وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَىٰ بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ
ثم ختم- سبحانه- السورة الكريمة ببيان القسم الرابع من أقسام المؤمنين في العهد النبوي فقال: وَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْ بَعْدُ وَهاجَرُوا وَجاهَدُوا مَعَكُمْ فَأُولئِكَ مِنْكُمْ ...
أى: والذين آمنوا من بعد المؤمنين السابقين إلى الإيمان والهجرة، وهاجروا إلى المدينة، وجاهدوا مع المهاجرين السابقين والأنصار من أجل إعلاء كلمة الله، فأولئك الذين هذا شأنهم مِنْكُمْ أى: من جملتكم- أيها المهاجرون والأنصار في استحقاق الموالاة والنصرة، واستحقاق الأجر من الله، إلا أن هذا الأجر ينقص عن أجركم، لأنه لا يتساوى السابق في الإيمان والهجرة والجهاد مع المتأخر في ذلك.
قالوا: والمراد بهذا القسم الرابع من أقسام المؤمنين، أهل الهجرة الثانية التي وقعت بعد الهجرة الأولى، وقيل المراد بهذا القسم المهاجرون بعد صلح الحديبية، أو بعد غزوة بدر، أو بعد نزول هذه الآية، فيكون الفعل الماضي آمَنُوا وما بعده بمعنى المستقبل.
وقوله: وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللَّهِ.. بيان لحقوق الأقارب بالنسب والأرحام جمع رحم، وأصله رحم المرأة الذي هو موضع تكوين الولد في بطنها، وسمى به الأقارب، لأنهم في الغالب من رحم واحدة وأولو الأرحام في اصطلاح علماء الفرائض: هم الذين لا يرثون بفرض ولا تعصيب.
أى: وذوو القرابة بعضهم أولى في التوارث وفي غير ذلك مما تقتضيه مطالب الحياة من التكافل والتراحم.
وقوله: فِي كِتابِ اللَّهِ أى: في حكمه الذي كتبه على عباده المؤمنين، وأوجب به عليهم صلة الأرحام في هذه الآية وغيرها.
قال الآلوسى: «أخرج الطيالسي والطبراني وغيرهما عن ابن عباس قال: آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أصحابه، وورث بعضهم من بعض حتى نزلت هذه الآية فتركوا ذلك وتوارثوا بالنسب».
أى أن هذه الآية الكريمة نسخت ما كان بين المهاجرين والأنصار من التوارث بسبب الهجرة والمؤاخاة.
وقوله: إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ تذييل ختمت به السورة الكريمة لحض المؤمنين على التمسك بما اشتملت عليه من آداب وتشريعات وأحكام لينالوا رضاه وثوابه.
أى: إن الله- تعالى- مطلع على كل شيء مما يدور ويجرى في هذا الكون، ولا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء، وسيجازى الذين أساؤوا بما عملوا، ويجازى الذين أحسنوا بالحسنى.
وبذلك نرى الآيات الكريمة قد مدحت المهاجرين والأنصار مدحا عظيما، كما مدحت المؤمنين من بعدهم، وحضت على الجهاد في سبيل الله، وأمرت بالوفاء بالعهود، وبالوقوف صفا واحدا في وجه الكفار حتى تكون كلمة الله هي العليا وكلمة الذين كفروا هي السفلى.
وبعد: فهذا ما وفق الله إليه في تفسير سورة الأنفال، أو سورة بدر- كما سماها ابن عباس- لأنها تحدثت باستفاضة عن أحداث هذه الغزوة وعن أحوال المشتركين فيها، وعن بشارات النصر التي تقدمتها وصاحبتها وعن غنائمها وأسراها.
كما تحدثت عن صفات المؤمنين الصادقين، وعن الأقوال والأعمال التي يجب عليهم أن يتمسكوا بها لينالوا رضا الله ونصره، وعن رذائل المشركين ومسالكهم القبيحة لمحاربة الدعوة الاسلامية، وعن المبادئ التي يجب أن يسير عليها المسلمون في حربهم وسلمهم، وعن سنن الله في خلقه التي لا تتغير ولا تتبدل، والتي من أهمها:
أنه- سبحانه- لا يسلب نعمة عن قوم إلا بسبب معاصيهم وتنكبهم الطريق القويم، قال- تعالى-: ذلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّراً نِعْمَةً أَنْعَمَها عَلى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا ما بِأَنْفُسِهِمْ.
وأنه- سبحانه- قد جعل العاقبة الحسنة للمؤمنين، والعاقبة السيئة للفاسقين، وأخبر المنحرفين عن صراطه بأنه سيغفر لهم ما سلف من خطاياهم متى أقلعوا عنها، وأخلصوا له العبادة.
قال- تعالى- قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ ما قَدْ سَلَفَ وَإِنْ يَعُودُوا فَقَدْ مَضَتْ سُنَّتُ الْأَوَّلِينَ، وَقاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ، فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ بِما يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ، وَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَوْلاكُمْ نِعْمَ الْمَوْلى وَنِعْمَ النَّصِيرُ.
وختاما: نسأل الله- تعالى- أن يوفقنا للمداومة على خدمة كتابه، وأن يهيئ لنا من أمرنا رشدا، وأن يتمم لنا نورنا ويغفر لنا إنه على كل شيء قدير.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم د. محمد سيد طنطاوى
- البغوى : وَالَّذِينَ آمَنُوا مِن بَعْدُ وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا مَعَكُمْ فَأُولَٰئِكَ مِنكُمْ ۚ وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَىٰ بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ
( والذين آمنوا من بعد وهاجروا وجاهدوا معكم فأولئك منكم وأولو الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله إن الله بكل شيء عليم )
قوله : ( والذين آمنوا من بعد وهاجروا وجاهدوا معكم فأولئك منكم ) أي : معكم ، يريد : أنتم منهم وهو منكم ، ( وأولو الأرحام بعضهم أولى ببعض ) وهذا نسخ التوارث بالهجرة ورد الميراث إلى ذوي الأرحام .
قوله ( في كتاب الله ) أي : في حكم الله - عز وجل - . وقيل : أراد بكتاب الله القرآن ، يعني : القسمة التي بينها في سورة النساء ، ( إن الله بكل شيء عليم ) .
- ابن كثير : وَالَّذِينَ آمَنُوا مِن بَعْدُ وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا مَعَكُمْ فَأُولَٰئِكَ مِنكُمْ ۚ وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَىٰ بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ
وأما قوله تعالى : ( وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله ) أي : في حكم الله ، وليس المراد بقوله : ( وأولوا الأرحام ) خصوصية ما يطلقه علماء الفرائض على القرابة الذين لا فرض لهم ولا هم عصبة ، بل يدلون بوارث ، كالخالة ، والخال ، والعمة ، وأولاد البنات ، وأولاد الأخوات ، ونحوهم ، كما قد يزعمه بعضهم ويحتج بالآية ، ويعتقد ذلك صريحا في المسألة ، بل الحق أن الآية عامة تشمل جميع القرابات . كما نص ابن عباس ، ومجاهد ، وعكرمة ، والحسن ، وقتادة وغير واحد : على أنها ناسخة للإرث بالحلف والإخاء اللذين كانوا يتوارثون بهما أو لا وعلى هذا فتشمل ذوي الأرحام بالاسم الخاص . ومن لم يورثهم يحتج بأدلة من أقواها حديث : إن الله قد أعطى كل ذي حق حقه ، فلا وصية لوارث ، قالوا : فلو كان ذا حق لكان له فرض في كتاب الله مسمى ، فلما لم يكن كذلك لم يكن وارثا ، والله أعلم .
آخر [ تفسير ] سورة " الأنفال " ، ولله الحمد والمنة ، وعليه [ الثقة و ] التكلان وهو حسبنا ونعم الوكيل .
- القرطبى : وَالَّذِينَ آمَنُوا مِن بَعْدُ وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا مَعَكُمْ فَأُولَٰئِكَ مِنكُمْ ۚ وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَىٰ بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ
قوله تعالى والذين آمنوا من بعد وهاجروا يريد من بعد الحديبية وبيعة الرضوان . وذلك أن الهجرة من بعد ذلك كانت أقل رتبة من الهجرة الأولى . والهجرة الثانية هي التي وقع فيها الصلح ، ووضعت الحرب أوزارها نحو عامين ثم كان فتح مكة . ولهذا قال عليه السلام : لا هجرة بعد الفتح . فبين أن من آمن وهاجر من بعد يلتحق بهم . ومعنى منكم أي مثلكم في النصر والموالاة .
قوله تعالى وأولو الأرحام ابتداء . والواحد ذو ، والرحم مؤنثة ، والجمع أرحام . والمراد بها هاهنا العصبات دون المولود بالرحم . ومما يبين أن المراد بالرحم العصبات قول العرب : وصلتك رحم . لا يريدون قرابة الأم . قالت قتيلة بنت الحارث - أخت النضر بن الحارث - كذا قال ابن هشام . قال السهيلي : الصحيح أنها بنت النضر لا أخته ، كذا وقع في كتاب الدلائل - ترثي أباها حين قتله النبي صلى الله عليه وسلم صبرا بالصفراء :
يا راكبا إن الأثيل مظنة من صبح خامسة وأنت موفق أبلغ بها ميتا بأن تحية ما إن تزال بها النجائب تخفق مني إليك وعبرة مسفوحة جادت بواكفها وأخرى تخنق هل يسمعني النضر إن ناديته أم كيف يسمع ميت لا ينطق أمحمد يا خير ضنء كريمة في قومها والفحل فحل معرق ما كان ضرك لو مننت وربما من الفتى وهو المغيظ المحنق لو كنت قابل فدية لفديته بأعز ما يفدى به ما ينفق فالنضر أقرب من أسرت قرابة وأحقهم إن كان عتق يعتق ظلت سيوف بني أبيه تنوشه لله أرحام هناك تشقق صبرا يقاد إلى المنية متعبا رسف المقيد وهو عان موثق السابعة : واختلف السلف ومن بعدهم في توريث ذوي الأرحام - وهو من لا سهم له في الكتاب - من قرابة الميت وليس بعصبة ، كأولاد البنات ، وأولاد الأخوات وبنات الأخ ، والعمة والخالة ، والعم أخ الأب للأم ، والجد أبي الأم ، والجدة أم الأم ، ومن أدلى بهم . فقال قوم : لا يرث من لا فرض له من ذوي الأرحام . وروي عن أبي بكر الصديق وزيد بن ثابت وابن عمر ، ورواية عن علي ، وهو قول أهل المدينة ، وروي عن مكحول والأوزاعي ، وبه قال الشافعي رضي الله عنه . وقال بتوريثهم : عمر بن الخطاب وابن مسعود ومعاذ وأبو الدرداء وعائشة وعلي في رواية عنه ، وهو قول الكوفيين وأحمد وإسحاق . واحتجوا بالآية ، وقالوا : وقد اجتمع في ذوي الأرحام سببان : القرابة والإسلام ، فهم أولى ممن له سبب واحد وهو الإسلام . أجاب الأولون فقالوا : هذه آية مجملة جامعة ، والظاهر بكل رحم قرب أو بعد ، وآيات المواريث مفسرة والمفسر قاض على المجمل ومبين . قالوا : وقد جعل النبي صلى الله عليه وسلم الولاء سببا ثابتا ، أقام المولى فيه مقام العصبة فقال : الولاء لمن أعتق . ونهى عن بيع الولاء وعن هبته . احتج الآخرون بما روى أبو داود والدارقطني عن المقدام قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من ترك كلا فإلي - وربما قال فإلى الله وإلى رسوله - ومن ترك مالا فلورثته فأنا وارث من لا وارث له أعقل عنه وأرثه والخال وارث من لا وارث له يعقل عنه ويرثه . وروى الدارقطني عن طاوس قال قالت عائشة رضي الله عنها : الله مولى من لا مولى له ، والخال وارث من لا وارث له . موقوف . وروي عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : الخال وارث . وروي عن أبي هريرة قال : سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ميراث العمة والخالة فقال : لا أدري حتى يأتيني جبريل . ثم قال : أين السائل عن ميراث العمة والخالة ؟ قال : فأتى الرجل فقال : سارني جبريل أنه لا شيء لهما . قال الدارقطني : لم يسنده غير مسعدة عن محمد بن عمرو وهو ضعيف ، والصواب مرسل . وروي عن الشعبي قال قال زياد بن أبي سفيان لجليسه : هل تدري كيف قضى عمر في العمة والخالة ؟ قال لا . قال : إني لأعلم خلق الله كيف قضى فيهما عمر ، جعل الخالة بمنزلة الأم ، والعمة بمنزلة الأب .
بعونه تعالى تم الجزء السابع من الجامع لأحكام القرآن ويليه الجزء الثامن ، وأوله تفسير سورة " براءة " .
- الطبرى : وَالَّذِينَ آمَنُوا مِن بَعْدُ وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا مَعَكُمْ فَأُولَٰئِكَ مِنكُمْ ۚ وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَىٰ بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ
القول في تأويل قوله : وَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْ بَعْدُ وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا مَعَكُمْ فَأُولَئِكَ مِنْكُمْ
قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: " والذين آمنوا "، بالله ورسوله، من بعد تبياني ما بيَّنت من ولاية المهاجرين والأنصار بعضهم بعضًا، وانقطاع ولايتهم ممن آمن ولم يهاجر حتى يهاجر =(وهاجروا)، دارَ الكفر إلى دار الإسلام =(وجاهدوا معكم)، أيها المؤمنون =(فأولئك منكم)، في الولاية، يجب عليكم لهم من الحق والنصرة في الدين والموارثة، مثل الذي يجب لكم عليهم، ولبعضكم على بعض، (45) كما:-
16352- حدثنا ابن حميد قال، حدثنا سلمة، عن ابن إسحاق, قال: ثم ردّ المواريث إلى الأرحام ممن أسلم بعد الولاية من المهاجرين والأنصار دونهم، إلى الأرحام التي بينهم، (46) فقال: (والذين آمنوا من بعد وهاجروا وجاهدوا معكم فأولئك منكم وأولو الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله)، أي: بالميراث (47) = إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ . (48)
* * *
القول في تأويل قوله : وَأُولُو الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (75)
قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: والمتناسبون بالأرحام =(بعضهم أولى ببعض)، في الميراث, إذا كانوا ممن قسم الله له منه نصيبًا وحظًّا، من الحليف والولي =(في كتاب الله)، يقول: في حكم الله الذي كتبه في اللوح المحفوظ والسابق من القضاء (49) =(إن الله بكل شيء عليم)، يقول: إن الله عالم بما يصلح عباده، في توريثه بعضهم من بعض في القرابة والنسب، دون الحلف بالعقد, وبغير ذلك من الأمور كلها, لا يخفى عليه شيء منها. (50)
* * *
وبنحو ما قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
16353- حدثنا أحمد بن المقدام قال، حدثنا المعتمر بن سليمان قال، حدثنا أبي, قال، حدثنا قتادة أنه قال: كان لا يرث الأعرابيُّ المهاجرَ، حتى أنـزل الله: ( وأولو الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله).
16354- حدثنا محمد بن المثنى قال، حدثنا معاذ بن معاذ قال، حدثنا ابن عون, عن عيسى بن الحارث: أن أخاه شريح بن الحارث كانت له سُرِّيَّة، فولدت منه جارية, فلما شبت الجارية زُوِّجت, فولدت غلامًا, ثم ماتت السرِّية, واختصم شريح بن الحارث والغلام إلى شريح القاضي في ميراثها, فجعل شريح بن الحارث يقول: ليس له ميراث في كتاب الله! قال: فقضى شريح بالميراث للغلام. قال: ( وأولو الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله)، فركب ميسرة بن يزيد إلى ابن الزبير, فأخبره بقضاء شريح وقوله, فكتب ابن الزبير إلى شريح: " إن ميسرة أخبرني أنك قضيت بكذا وكذا "، وقلت: ( وأولو الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله)، وإنه ليس كذلك, إنما نـزلت هذه الآية: أنّ الرجل كان يعاقد الرجل يقول: " ترثني وأرثك ", فنـزلت: ( وأولو الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله) . فجاء بالكتاب إلى شريح, فقال شريح: أعتقها حيتان بطنها! (51) وأبى أن يرجع عن قضائه. (52)
16355- حدثني يعقوب بن إبراهيم قال، حدثنا ابن علية, عن ابن عون قال، حدثني عيسى بن الحارث قال: كانت لشريح بن الحارث سُرِّية, فذكر نحوه = إلا إنه قال في حديثه: كان الرجل يعاقد الرجل يقول: " ترثني وأرثك "، فلما نـزلت تُرِك ذلك. (53)
آخر تفسير " سورة الأنفال "
والحمد لله وحده، وصلى الله على سيدنا محمد وآله.
--------------------
الهوامش :
(45) انظر تفسير " هاجر " ، و " جاهد " فيما سلف ص : 88 ، تعليق : 1 ، والمراجع هناك .
(46) في المطبوعة والمخطوطة : " ثم المواريث إلى الأرحام التي بينهم " ، أسقط من الكلام تمام الكلام الذي أثبته من سيرة ابن هشام ، وسبب ذلك كما فعل في رقم : 16350 ، هو ذكر " الأرحام " مرتين ، فاختلط عليه بصره فنقل ما نقل .
(47) في المطبوعة : " أي : في الميراث " ، وهو خطأ ، صوابه في المخطوطة والسيرة .
(48) الأثر : 16352 - سيرة ابن هشام 2 : 333 ، وهو تابع الأثر السالف رقم : 16350 .
(49) انظر تفسير " كتاب " فيما سلف ص : 64 ، تعليق 1 ، والمراجع هناك .
(50) انظر تفسير " عليم " فيما سلف من فهارس اللغة ( علم ) .
(51) في المطبوعة : " جنين " ، غير ما في المخطوطة . وفي أخبار القضاة لوكيع " جنان بطنها " ، والذي هنا ، وفي أخبار القضاة ، مشكل ، فأثبته حتى أعرف صوابه ، أو يعرفه غيري .
(52) الأثر : 16354 ، 16355 - رواه وكيع في أخبار القضاة 2 : 320 ، 321 ، من طريق عمرو بن بشر ، عن حسن بن عيسى ، عن عبد الله ، عن ابن عون ، بنحوه .
(53) الأثر : 16354 ، 16355 - رواه وكيع في أخبار القضاة 2 : 320 ، 321 ، من طريق عمرو بن بشر ، عن حسن بن عيسى ، عن عبد الله ، عن ابن عون ، بنحوه .
- ابن عاشور : وَالَّذِينَ آمَنُوا مِن بَعْدُ وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا مَعَكُمْ فَأُولَٰئِكَ مِنكُمْ ۚ وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَىٰ بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ
بعد أن منع الله ولاية المسلمين للذين آمنوا ولم يهجروا بالصراحة ، ابتداءً ونفى عن الذين لم يهاجروا تحقيق الإيمان ، وكان ذلك مثيراً في نفوس السامعين أن يتساءلوا هل لأولئك تمكن من تدارك أمرهم بِرأببِ هذه الثَّلمة عنهم ، ففتح الله باب التدارك بهذه الآية : { والذين آمنوا من بعد وهاجروا وجاهدوا معكم فأولئك منكم }.
فكانت هذه الآية بياناً ، وكان مقتضى الظاهر أن تكون مفصولة غير معطوفة ، ولكن عدل عن الفصل إلى العطف تغليباً لمقام التقسيم الذي استوعبته هذه الآيات .
ودخول الفاء على الخبر وهو { فأولئك منكم } لتضمين الموصول معنى الشرط من جهة أنّه جاء كالجواب عن سؤال السائِل ، فكأنّه قيل : وأمّا الذين آمنوا من بعد وهاجروا الخ ، أي : مهما يكن من حال الذين آمنوا ولم يهاجروا ، ومن حال الذين آمنوا وهاجروا والذين آووا ونصروا ، ف { الذين آمنوا من بعد وهاجروا وجاهدوا معكم فأولئك منكم } وبذلك صار فعل { آمنوا } تمهيداً لما بعده من { هاجروا وجاهدوا } لأن قوله : { من بعد } قرينة على أنّ المراد : إذا حصل منهم ما لم يكن حاصلاً في وقت نزول الآيات السابقة ، ليكون أصحاب هذه الصلة قسماً مغايراً للأقسام السابقة . فليس المعنى أنّهم آمنوا من بعد نزول هذه الآية ، لأنّ الذين لم يكونوا مؤمنين ثم يؤمنون من بعد لا حاجة إلى بيان حكم الاعتداد بإيمانهم ، فإنّ من المعلوم أنّ الإسلام يجُبُّ ما قبَله ، وإنّما المقصود : بيان أنّهم إن تداركوا أمرهم بأن هاجروا قُبلوا وصاروا من المؤمنين المهاجرين ، فيتعيّن أنّ المضاف إليه المحذوفَ الذي يشير إليه بناء { بعدُ } على الضمّ أن تقديره : من بعد ما قلناه في الآيات السابقة ، وإلاّ صار هذا الكلام إعادة لبعض ما تقدّم ، وبذلك تسقط الاحتمالات التي تردّد فيها بعض المفسّرين في تقدير ما أضيف إليه ( بعد ).
وفي قوله : { معكم } إيذان بأنّهم دُون المخاطبين الذين لم يستقرّوا بدار الكفر بعد أن هاجر منها المؤمنون ، وأنّهم فرطوا في الجهاد مدة .
والإتيان باسم الإشارة للذين آمنوا من بعدُ وهاجروا ، دون الضمير ، للاعتناء بالخبر وتمييزهم بذلك الحكم .
و«من» في قوله : { منكم } تبعيضية ، ويعتبر الضمير المجرور بمن ، جماعة المهاجرين أي فقد صاروا منكم ، أي من جماعتكم وبذلك يعلم أنّ ولايتهم للمسلمين .
{ وَأُوْلُواْ الأرحام بَعْضُهُمْ أولى بِبَعْضٍ فِي كتاب الله إِنَّ الله بِكُلِّ شَىْءٍ عَلِيمٌ }.
قال جمهور المفسّرين قوله : { فأولئك منكم } أي مثلكم في النصر والموالاة ، قال مالك : إنّ الآية ليست في المواريث ، وقال أبو بكر بن العربي : قوله : { فأولئك منكم } «يعني في الموالاة والميراث على اختلاف الأقوال ، أي اختلاف القائلين في أنّ المهاجر يرث الأنصاري والعكس ، وهو قول فرقة .
وقالوا : إنّها نسخت بآية المواريث .
عطف جملة على جملة فلا يقتضي اتّحاداً بين المعطوفة والمعطوف عليها ، ولكن وقوع هذه الآية بإثر التقاسيم يؤذن بأنّ لها حظّاً في إتمام التقسيم ، وقد جعلت في المصاحف مع التي قبلها آية واحدة .
فيظهر أنّ التقاسيم السابقة لمّا أثبتت ولاية بين المؤمنين ، ونفت ولايةً من بينهم وبين الكافرين ، ومِن بينهم وبين الذين آمنوا ولم يهاجروا حتّى يهاجروا ، ثم عادت على الذين يهاجرون من المؤمنين بعد تقاعسهم عن الهجرة بالبقاء في دَار الكفر مدّة ، فبيّنت أنّهم إن تداركوا أمرهم وهاجروا يدخلون بذلك في ولاية المسلمين ، وكان ذلك قد يشغل السامعين عن وَلاية ذوي أرحامهم من المسلمين ، جاءت هذه الآية تذكّر بأنّ ولاية الأرحام قائمة وأنّها مرجّحة لغيرها من الولاية فموقعها كموقع الشروط ، وشأن الصفات والغايات بعد الجُمل المتعاطفة أنّها تعود إلى جميع تلك الجمل ، وعلى هذا الوجه لا تكون هذه الآية ناسخة لما اقتضته الآيات قبلها من الولاية بين المهاجرين والأنصار بل مقيّدةً الإطلاقَ الذي فيها .
وظاهر لفظ { الأرحام } جَمْعُ رَحِم وهو مقّر الولد في بطن أمّه ، فمن العلماء من أبقاه على ظاهره في اللغة ، فجعل المراد من أولي الأرحام ذوي القرابة الناشئة عن الأمومة ، وهو ما درج عليه جمهور المفسّرين ، ومنهم من جعل المراد من الأرحام العصابات دون المولودين بالرحم . قاله القرطبي ، واستدلّ له بأنّ لفظ الرحم يراد به العصابة ، كقول العرب في الدعاء «وصلتْك رحم» ، وكقول قُتَيّلة بنتتِ النضر بن الحارث
: ... ظَلّتْ سيوف بني أبيه تَنوشه
للَّه أرحام هناك تمزّق ... حيث عَبرت عن نَوش بني أبيه بتمزيق أرحام .
وعُلم من قوله : { أولى } هو صيغة تفضيل أنّ الولاية بين ذوي الأرحام لا تعتبر إلا بالنسبة لمحلّ الولاية الشرعية فأولوا الأرحام أوْلى بالولاية ممّن ثبتت لهم ولاية تامّة أو ناقصة كالذين آمنوا ولم يهاجروا في ولاية النصر في الدين إذا لم يقم دونها مانع من كفر أو ترك هجرة ، فالمؤمنون بعضهم لبعض أولياء ولاية الإيمان ، وأولو الأرحام منهم بعضهم لبعض أولياء ولايةَ النسب ، ولولاية الإسلام حقوق مبيّنة بالكتاب والسنّة ، ولولاية الأرحام حقوق مبيّنة أيضاً ، بحيث لا تُزاحم إحدى الولايتين الأخرى ، والاعتناءُ بهذا البيان مؤذن بما لوشائج الأرحام من الاعتبار في نظر الشريعة ، فلذلك عَلقت أولوية الأرحام بأنّها كائنة في كتاب الله أي في حكمه .
وكتابُ الله قضاؤه وشرعه ، وهو مصدر ، إمّا باق على معنى المصدرية ، أو هو بمعنى المفعول ، أي مكتوبة كقول الراعي
: ... كانَ كتابُها مفعولاً
وجَعْلُ تلك الأولوية كائنة في كتاب الله كنايةٌ عن عدم تعبيره ، ا لأنّهم كانوا إذا أرادوا توكيد عهد كتبوه . قال الحارث بن حِلَّزة
: ... حَذر الجَوْر والتَّطَاخِي وهل ينْ
قُض ما في المهارق الأهواء ... فتقييد أولوية أولي الأرحام بأنّها في كتاب الله للدلالة على أنّ ذلك حكم فطري قدّره الله وأثبته بما وضع في الناس من الميل إلى قراباتهم ، كما ورد في الحديث :
« إن الله لما خلق الرحِمَ أخذت بقائمة من قوائم العرش وقالت: هذا مقام العائذِ بك من القَطيعة » الحديثَ. فلمّا كانت ولاية الأرحام أمراً مقرراً في الفطرة ، ولم تكن ولاية الدين معروفة في الجاهلية بيّن الله أنّ ولاية الدين لا تُبطل ولاية الرحم إلاّ إذا تعارضتا ، لأنّ أواصر العقيدة والرأي أقوى من أواصر الجسد ، فلا يغيّره ما ورد هنا من أحكام ولاية الناس بعضهم بعضاً ، وبذلك الاعتبار الأصلي لولاية ذوي الأرحام كانوا مقدمين على أهل الولاية ، حيث تكون الولاية ، وينتفي التفضيل بانتفاء أصلها ، فلا ولاية لأولي الأرحام إذا كانوا غير مسلمين .
واختلف العلماء في أنّ ولاية الأرحام هنا هل تشمل ولاية الميراث : فقال مالك بن أنس هذه الآية ليست في المواريث أي فهي ولاية النصر وحسن الصحبة ، أي فنقصر على موردها ولم يرها مساوية للعام الوارد على سبب خاصّ إذ ليست صيغتها صيغة عموم ، لأن مناط الحكم قوله : { أولى ببعض }.
وقال جماعة تشمل ولاية الميراث ، ثم اختلفوا فمنهم من قال : نُسِخت هذه الولاية بآية المواريث ، فبطل توريث ذوي الأرحام بقول النبي صلى الله عليه وسلم « ألْحِقوا الفرائض بأهلها فما بقي فلأِوْلى رجللٍ ذَكَرٍ » فيكون تخصيصاً للعموم عندهم .
وقال جماعة يرث ذوو الأرحام وهم مقدمون على أبناء الأعمام ، وهذا قول أبي حنيفة وفقهاء الكوفة ، فتكون هذه الآية مقيِّدة لإطلاق آية المواريث ، وقد علمت ممَّا تقدّم كلّه أنّ في هذه الآيات غموضاً جعلها مرامي لمختلف الأفهام والأقوال . وأيَّامّاً كانت فقد جاء بعدها من القرآن والسنة ما أغنى عن زيادة البسط .
وقوله : { إن الله بكل شيء عليم } تذييل هو مؤذن بالتعليل؛ لتقرير أوْلويّة ذوي الأرحام بعضهم ببعض فيما فيه اعتداد بالولاية ، أي إنّما اعتبرت تلك الأولويّة في الولاية ، لأنّ الله قد علم أنّ لآصرة الرحم حقّاً في الولاية هو ثابت ما لم يمانعه مانع معتبر في الشرع ، لأنّ الله بكلّ شيء عليم وهذا الحكم ممّا علم ، الله أنّ إثباته رفق ورأفة بالأمّة .
- إعراب القرآن : وَالَّذِينَ آمَنُوا مِن بَعْدُ وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا مَعَكُمْ فَأُولَٰئِكَ مِنكُمْ ۚ وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَىٰ بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ
و الذين آمنوا .. كإعراب سابقتها. «مَعَكُمْ» ظرف مكان متعلق بالفعل. «فَأُولئِكَ» اسم إشارة مبني على الكسر في محل رفع مبتدأ. والفاء رابطة لما في اسم الموصول من شبه الشرط. «مِنْكُمْ» متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ ، والجملة الاسمية خبر اسم الموصول. «وَأُولُوا» مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الواو لأنه ملحق بجمع المذكرالسالم. «الْأَرْحامِ» مضاف إليه. «بَعْضُهُمْ» مبتدأ. «أَوْلى » خبره مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة على الألف للتعذر. «بِبَعْضٍ» متعلقان بالخبر أولى. والجملة الاسمية بعضهم أولى ببعض في محل رفع خبر أولو ، والجملة مستأنفة. «فِي كِتابِ» متعلقان بمحذوف خبر هذا منزّل في كتاب اللّه. «إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ» إن واسمها وخبرها. «بِكُلِّ» متعلقان بالخبر «عَلِيمٌ» و«شَيْ ءٍ» مضاف إليه والجملة مستأنفة.
- English - Sahih International : And those who believed after [the initial emigration] and emigrated and fought with you - they are of you But those of [blood] relationship are more entitled [to inheritance] in the decree of Allah Indeed Allah is Knowing of all things
- English - Tafheem -Maududi : وَالَّذِينَ آمَنُوا مِن بَعْدُ وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا مَعَكُمْ فَأُولَٰئِكَ مِنكُمْ ۚ وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَىٰ بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ(8:75) And those who believed afterwards and migrated and strove along with you: they belong to you. But those related by blood are nearer to one another according to the Book of Allah. *53 Allah has knowledge of everything.
- Français - Hamidullah : Et ceux qui après cela ont cru et émigré et lutté en votre compagnie ceux-là sont des vôtres Cependant ceux qui sont liés par la parenté ont priorité les uns envers les autres d'après le Livre d'Allah Certes Allah est Omniscient
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Und diejenigen die danach geglaubt haben und ausgewandert sind und sich mit euch abgemüht haben sie gehören zu euch Aber die Blutsverwandten stehen einander am nächsten; dies steht im Buch Allahs Gewiß Allah weiß über alles Bescheid
- Spanish - Cortes : Quienes después creyeron emigraron y combatieron con vosotros ésos son de los vuestros Con todo y según la Escritura de Alá los unidos por lazos de consanguinidad están más cerca unos de otros Alá es omnisciente
- Português - El Hayek : E aqueles que creram depois migraram e combateram junto a vós serão dos vossos; porém os parentes carnais têmprioridade sobre os outros segundo o Livro de Deus; sabei que Deus é Onisciente
- Россию - Кулиев : Те которые уверовали впоследствии совершили переселение и сражались вместе с вами являются одними из вас Однако родственники ближе друг к другу Таково предписание Аллаха Воистину Аллах ведает о всякой вещи
- Кулиев -ас-Саади : وَالَّذِينَ آمَنُوا مِن بَعْدُ وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا مَعَكُمْ فَأُولَٰئِكَ مِنكُمْ ۚ وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَىٰ بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ
Те, которые уверовали впоследствии, совершили переселение и сражались вместе с вами, являются одними из вас. Однако родственники ближе друг к другу. Таково предписание Аллаха. Воистину, Аллах ведает о всякой вещи.В предыдущих аятах говорилось о любви и дружбе между уверовавшими мухаджирами и ансарами. В этом откровении Аллах похвалил их и поведал об их вознаграждении. Он назвал мухаджиров и ансаров истинно верующими, ведь они подтвердили свою веру тем, что совершили переселение, оказали поддержку Его религии, возлюбили друг друга и сражались против своих врагов - неверующих и лицемеров. Аллах отпустил им грехи, простил их ошибки и приготовил для них великое вознаграждение в Садах блаженства. Некоторые из них получили вознаграждение и в мирской жизни, что доставило им удовольствие и вселило в их сердца спокойствие и уверенность. То же самое относится к верующим, которые обратились в ислам после мухаджиров и ансаров и верно последовали по их стопам, которые уверовали, совершили переселение и приняли участие в джихаде. Они стали одними из правоверных, на них были возложены такие же обязанности, как и на мухаджиров и ансаров, и им полагалось такое же вознаграждение, как и мухаджирам и ансарам. Религиозное братство занимало важное место в жизни первых мусульман. Пророк Мухаммад, да благословит его Аллах и приветствует, призвал мухаджиров и ансаров побрататься особым образом, и они стали больше, чем просто братья по вере. Некоторые из них даже стали наследовать имущество друг от друга, и тогда Всевышний Аллах сообщил, что кровные родственники имеют больше прав на наследство. Оно должно распределяться среди тех родственников, которые имеют право на определенную долю в нем (зуль фараид), а если таких родственников нет, то оно должно достаться другим наиболее близким родственникам. Таково предписание Аллаха, Который прекрасно осведомлен о Своих рабах и ниспосылает им законы, полностью соответствующие их нуждам.
- Turkish - Diyanet Isleri : Sonra inanıp hicret eden ve sizinle birlikte savaşanlar işte onlar sizdendir Birbirinin mirasçısı olan akraba Allah'ın Kitap'ına göre birbirine daha yakındır Doğrusu Allah her şeyi bilir
- Italiano - Piccardo : Coloro che in seguito hanno creduto e sono emigrati e hanno lottato insieme con voi sono anch'essi dei vostri ma nel Libro di Allah i parenti hanno legami prioritari gli uni verso gli altri In verità Allah è onnisciente
- كوردى - برهان محمد أمين : ئهوانهش که باوهڕیان هێناوه له دوای کۆچ کردنی یهکهم و کۆچیان کردو ههوڵ و کۆششیاندا له پێناوی گهیاندنی بهرنامهی خوا لهگهڵ ئێوهدا ئا ئهوانهش له ئێوهن پلهی ئێوهیان ههیه ئهوانهش که سهرهڕای پهیوهندی ئیمانی پهیوهندی خزمایهتیشیان ههیه ههندێکیان شایستهترن بهههندێکی تریانهوه له بهرنامهی خوادا واته ئهوان شایستهترن له میرات بهریدا بۆ یهکتری بهڕاستی خوا به ههموو شتێک زاناو ئاگایه
- اردو - جالندربرى : اور جو لوگ بعد میں ایمان لائے اور وطن سے ہجرت کرگئے اور تمہارے ساتھ ہو کر جہاد کرتے رہے وہ بھی تم ہی میں سے ہیں۔ اور رشتہ دار خدا کے حکم کی رو سے ایک دوسرے کے زیادہ حقدار ہیں۔ کچھ شک نہیں کہ خدا ہر چیز سے واقف ہے
- Bosanski - Korkut : A oni koji kasnije vjernici postanu pa se isele i u borbi zajedno s vama učestvuju – i oni su vaši A rođaci su prema Allahovoj Knjizi jedni drugima preči – Allah zaista sve zna
- Swedish - Bernström : Och de som hädanefter antar tron och utvandrar från ondskans rike och tillsammans med er strävar och kämpar [för Guds sak] de skall vara ett med er De som är knutna till varandra genom blodsband står dock enligt Guds beslut [ändå] närmare varandra Gud har vetskap om allt
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Dan orangorang yang beriman sesudah itu kemudian berhijrah serta berjihad bersamamu maka orangorang itu termasuk golonganmu juga Orangorang yang mempunyai hubungan kerabat itu sebagiannya lebih berhak terhadap sesamanya daripada yang bukan kerabat di dalam kitab Allah Sesungguhnya Allah Maha Mengetahui segala sesuatu
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : وَالَّذِينَ آمَنُوا مِن بَعْدُ وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا مَعَكُمْ فَأُولَٰئِكَ مِنكُمْ ۚ وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَىٰ بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ
(Dan orang-orang yang beriman sesudah itu) sesudah orang-orang yang lebih dahulu beriman dan berhijrah (kemudian berhijrah dan berjihad bersama kalian, maka orang-orang itu termasuk golongan kalian) hai orang-orang Muhajirin dan orang-orang Ansar. (Orang-orang yang mempunyai hubungan kerabat itu) yakni orang-orang yang mempunyai hubungan persaudaraan (sebagiannya lebih berhak terhadap sesamanya) dalam hal waris-mewarisi daripada orang-orang yang mewarisi karena persaudaraan iman dan hijrah yang telah disebutkan pada ayat terdahulu tadi (di dalam Kitabullah) di Lohmahfuz. (Sesungguhnya Allah Maha Mengetahui segala sesuatu) yang antara lain ialah hikmah yang terkandung di dalam hal-ihwal waris-mewarisi.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : আর যারা ঈমান এনেছে পরবর্তী পর্যায়ে এবং ঘরবাড়ী ছেড়েছে এবং তোমাদের সাথে সম্মিলিত হয়ে জেহাদ করেছে তারাও তোমাদেরই অন্তর্ভুক্ত। বস্তুতঃ যারা আত্নীয় আল্লাহর বিধান মতে তারা পরস্পর বেশী হকদার। নিশ্চয়ই আল্লাহ যাবতীয় বিষয়ে সক্ষম ও অবগত।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : இதன் பின்னரும் எவர்கள் ஈமான் கொண்டு தம் ஊரைத்துறந்து உங்களுடன் சேர்ந்து மாhக்கத்திற்காகப் போர் புரிகின்றார்களோ அவர்களும் உங்களை சேர்ந்தவர்களே இன்னும் அல்லாஹ்வின் வேதவிதிப்படி உங்கள் உறவினர்களே ஒருவர் மற்றொருவருக்கு மிக நெருக்கமுடையவர்களும் ஆவார்கள் நிச்சயமாக அல்லாஹ் எல்லாப் பொருட்களையும் நன்கறிந்தவனாக இருக்கின்றான்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : “และบรรดาผู้ที่ได้ศรัทธาที่หลัง และได้อพยพ และต่อสู้ร่วมกับพวกเจ้านั้น ชนเหล่านี้แหละเป็นส่วนหึ่งของพวกเจ้า และบรรดาญาตินั้น บางส่วนของพวกเขาเป็นผู้สมควรต่ออีกบางส่วน ในคัมภีร์ของอัลลอฮฺ แท้จริงอัลลอฮฺนั้นทรงรอบรู้ในทุกสิ่งทุกอย่าง”
- Uzbek - Мухаммад Содик : Кейин иймон келтириб ҳижрат қилган ва сизлар билан жиҳод қилганлар ҳам сизлардандир Аллоҳнинг китобида қариндошлар бирбирларига ҳақлироқдирлар Албатта Аллоҳ ҳар бир нарсани билгувчи зотдир ҳижратнинг аввалида мерос маълум муддат мусулмон биродарлиги асосида тақсимланган Ушбу оят нозил бўлгандан бошлаб мерос мусулмон қариндошлар орасида бўладиган бўлди
- 中国语文 - Ma Jian : 此后信道而且迁居,并与你们共同奋斗的人,这等人是你们的同道。骨肉至亲互为监护人,这是载在天经中的,真主确是全知万物的。
- Melayu - Basmeih : Dan orangorang yang beriman sesudah itu kemudian mereka berhijrah dan berjihad bersamasama kamu maka adalah mereka dari golongan kamu Dalam pada itu orangorang yang mempunyai pertalian kerabat setengahnya lebih berhak atas setengahnya yang lain menurut hukum Kitab Allah; sesungguhnya Allah Maha Mengetahui akan tiaptiap sesuatu
- Somali - Abduh : Kuwa Rumeeya Gadaal oo Hijrooda oo Jahaada la Jirkiinna kuwaasu waa idinka mid Qaraabadaana Qaarkeed Qaar ku Mudanyahay Xukunka Eebe Ilaahayna waxkasta waa ogyahay
- Hausa - Gumi : Kuma waɗanda suka yi ĩmãni daga bãya kuma suka yi hijira kuma suka yi jihãdi tãre da ku to waɗannan daga gare ku suke Kuma ma'abũta zumunta sãshensu ne waliyyan sãshe a cikin Littãfin Allah Lalle Allah ne ga dukkan kõme Masani
- Swahili - Al-Barwani : Na watakao amini baadaye na wakahajiri na wakapigana Jihadi pamoja nanyi basi hao ni katika nyinyi Na jamaa wa nasaba wanastahikiana wenyewe kwa wenyewe zaidi katika Kitabu cha Mwenyezi Mungu Hakika Mwenyezi Mungu ni Mwenye kujua kila kitu
- Shqiptar - Efendi Nahi : E ata që u bënë besimtarë më vonë që emigrojnë dhe luftojnë bashkë me ju ata radhiten me ju kurse ata besimtarë që janë në lidhje farefisnore – sipas Librit të Perëndisë – janë më të afërt për njëritjetrin Me të vërtetë Perëndia është i dijshëm për çdo gjë
- فارسى - آیتی : و كسانى كه بعداً ايمان آوردهاند و مهاجرت كردهاند و همراه شما جهاد كردهاند، از شما هستند. به حكم كتاب خدا، خويشاوندان به يكديگر سزاوارترند. و خدا بر هر چيزى داناست.
- tajeki - Оятӣ : Ва касоне, ки баъдан имон овардаанд ва муҳоҷират кардаанд ва ҳамроҳи шумо ҷиҳод кардаанд, аз шумо ҳастанд. Ба ҳукми китоби Худо хешовандон ба якдигар сазовортаранд. Ва Худо бар ҳар чизе доност!
- Uyghur - محمد صالح : كېيىن ئىمان ئېيتىپ (مەدىنىگە) ھىجرەت قىلغانلار ۋە سىلەر بىلەن بىللە جىھاد قىلغانلار سىلەردىن سانىلىدۇ. اﷲ نىڭ ھۆكمىدە، ئۇرۇق - تۇغقانلار بىر - بىرىگە مىراسخور بولۇشقا (ياتلاردىن) ئەڭ ھەقلىقتۇر، شۈبھىسىزكى، اﷲ ھەر شەيئىنى بىلىپ تۇرغۇچىدۇر
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : പിന്നീട് സത്യവിശ്വാസം സ്വീകരിക്കുകയും സ്വദേശം വെടിഞ്ഞ് വരികയും നിങ്ങളോടൊത്ത് ദൈവമാര്ഗ ത്തില് സമരം നടത്തുകയും ചെയ്തവരും നിങ്ങളോടൊപ്പം തന്നെ. എങ്കിലും ദൈവിക നിയമമനുസരിച്ച് രക്തബന്ധമുളളവര് അന്യോന്യം കൂടുതല് അടുത്തവരാണ്. അല്ലാഹു എല്ലാ കാര്യങ്ങളെക്കുറിച്ചും നന്നായറിയുന്നവനാണ്.
- عربى - التفسير الميسر : والذين امنوا من بعد هولاء المهاجرين والانصار وهاجروا وجاهدوا معكم في سبيل الله فاولئك منكم ايها المومنون لهم ما لكم وعليهم ما عليكم واولو القرابه بعضهم اولى ببعض في التوارث في حكم الله من عامه المسلمين ان الله بكل شيء عليم يعلم ما يصلح عباده من توريث بعضهم من بعض في القرابه والنسب دون التوارث بالحلف وغير ذلك مما كان في اول الاسلام
*53). The purpose of the verse is to make it clear that the basis of inheritance is blood relationship and marriage rather than the mere bond of Islamic brotherhood. What occasioned this statement was the misunderstanding which had arisen after migration to Madina, when the Prophet (peace be on him) established fraternal relations between the Ansar and the Muhajirun and made pairs of them declaring that they were 'brothers' of each other. (See Ibn Hisham, vol. 1, pp. 504-6 - Ed.)