- عربي - نصوص الآيات عثماني : كَيْفَ يَكُونُ لِلْمُشْرِكِينَ عَهْدٌ عِندَ ٱللَّهِ وَعِندَ رَسُولِهِۦٓ إِلَّا ٱلَّذِينَ عَٰهَدتُّمْ عِندَ ٱلْمَسْجِدِ ٱلْحَرَامِ ۖ فَمَا ٱسْتَقَٰمُواْ لَكُمْ فَٱسْتَقِيمُواْ لَهُمْ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلْمُتَّقِينَ
- عربى - نصوص الآيات : كيف يكون للمشركين عهد عند الله وعند رسوله إلا الذين عاهدتم عند المسجد الحرام ۖ فما استقاموا لكم فاستقيموا لهم ۚ إن الله يحب المتقين
- عربى - التفسير الميسر : لا ينبغي أن يكون للمشركين عهد عند الله وعند رسوله، إلا الذين عاهدتم عند المسجد الحرام في صلح (الحديبية) فما أقاموا على الوفاء بعهدكم فأقيموا لهم على مثل ذلك. إن الله يحب المتقين الموفِّين بعهودهم.
- السعدى : كَيْفَ يَكُونُ لِلْمُشْرِكِينَ عَهْدٌ عِندَ اللَّهِ وَعِندَ رَسُولِهِ إِلَّا الَّذِينَ عَاهَدتُّمْ عِندَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ۖ فَمَا اسْتَقَامُوا لَكُمْ فَاسْتَقِيمُوا لَهُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ
هذا بيان للحكمة الموجبة لأن يتبرأ اللّه ورسوله من المشركين، فقال: {كَيْفَ يَكُونُ لِلْمُشْرِكِينَ عَهْدٌ عِنْدَ اللَّهِ وَعِنْدَ رَسُولِهِ} هل قاموا بواجب الإيمان، أم تركوا رسول اللّه والمؤمنين من أذيتهم؟ أما حاربوا الحق ونصروا الباطل؟ أما سعوا في الأرض فسادا؟ فيحق عليهم أن يتبرأ اللّه منهم، وأن لا يكون لهم عهد عنده ولا عند رسوله. {إِلَّا الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ} من المشركين {عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ} فإن لهم في العهد وخصوصا في هذا المكان الفاضل حرمة، أوجب أن يراعوا فيها. {فَمَا اسْتَقَامُوا لَكُمْ فَاسْتَقِيمُوا لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ}
- الوسيط لطنطاوي : كَيْفَ يَكُونُ لِلْمُشْرِكِينَ عَهْدٌ عِندَ اللَّهِ وَعِندَ رَسُولِهِ إِلَّا الَّذِينَ عَاهَدتُّمْ عِندَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ۖ فَمَا اسْتَقَامُوا لَكُمْ فَاسْتَقِيمُوا لَهُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ
بعد كل ذلك أخذت السورة الكريمة فى بيان الاسباب التى أوجبت البراءة من عهود المشركين ، والحِكَم التى من أجلها أمر الله بقتالهم والتضييق عليهم فقال - تعالى - : ( كَيْفَ يَكُونُ لِلْمُشْرِكِينَ . . . لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنتَهُونَ ) .
وقوله - سبحانه - : ( كَيْفَ يَكُونُ لِلْمُشْرِكِينَ عَهْدٌ عِندَ الله وَعِندَ رَسُولِهِ ) الاستفهام فيه للانكار والاستبعاد لأن يكون للمشركين عهد . وهو إنكار للوقوع لا للواقع . أى؛ تحذير للمؤمنين من أن يقع منهم ذلك فى المستقبل .
والمراد بالمشركين أولئك الذين نقضوا عهودهم ، لأن البراءة إنما هى فى شأنهم والعهد : ما يتفق شخصان او طائفتان من الناس على التزامه بينهما ، فإن أكداه ووثقاه بما يقتضى زيادة العناية بالوفاء به سمى ميثاقا ، لاشتقاقه من الوثاق - بفتح الواو - وهو الحبل أو القيد . وإن أكداه بالميمين خاصة سمى يمينا .
ومسى بذلك لوضع كل من المتعاقدين يمينه فى يمين الآخر عند عقده .
والمعنى : لا ينبغى ولا يجوز أن يكون للمشركين عهد عند الله وعند رسوله لأن هؤلاء المشركين لا يدينون لله بالعبودية ، ولا لرسوله بالطاعة ، ولأنهم قوم دأبهم الخيانة . وعادتهم الغدر ، ومن كان كذلك لا يكون له عهد عند الله ولا عند رسوله .
قالوا : وفى توجيه الإِنكار إلى كيفية ثبوت العهد من المبالغة ما ليس فى توجيهه إلى ثبوته ، لأن كل موجود يجب أن يكون وجوده على حال من الأحوال ، فإذا انتفت جميع أحوال وجوده ، فقد انتفى وجوده بالطريق البرهانى . وتكرير كلمة ( عِندَ ) للايذان بعدم الاعتداء بعهودهم عند كل من الله - تعالى - ورسوله - صلى الله عليه وسلم - على حدة .
و ( يَكُونُ ) من الكون التام و ( كَيْفَ ) محلها النصب على التشبيه بالحال أو الظرف . أو من الكون الناقص فيكون قوله ( عَهْدٌ ) اسمها ، وقوله ( كَيْفَ ) خبرها وهو واجب التقديم ، لأن الاستفهام له صدر الكلام .
وقوله : ( إِلاَّ الذين عَاهَدْتُمْ عِندَ المسجد الحرام فَمَا استقاموا لَكُمْ فاستقيموا لَهُمْ . . ) استثناء من المشركين الذين استنكرت الآية أن تكون لهم عهود عند الله وعند رسوله .
والمراد بالمشركين الذين استثنوا هنا : أولئك الذين سبق الحديث عنهم فى قوله - تعالى - قبل ذلك ( إِلاَّ الذين عَاهَدتُّم مِّنَ المشركين ثُمَّ لَمْ يَنقُصُوكُمْ شَيْئاً وَلَمْ يُظَاهِرُواْ عَلَيْكُمْ أَحَداً فأتموا إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إلى مُدَّتِهِمْ ) وهم - كما رجحه ابن جرير والخازن - بنو خزيمه وبنو مدلج وبنو مضرة من قبائل بنى بكر ، وكانوا قد وفوا بعهودهم مع المسلمين .
وأيد ذكر استثنائهم هنا ، لتأكيد هذا الحكم وتقريره .
والمراد بالمسجد الحرام : جميع الحرم ، فيكون الكلام على حذف مضاف .
أى : عند قرب المسجد الحرام .
والتعرض لكون المعاهدة عند المسجد الحرام ، لزيادة بيان اصحابها ، وللإِشعار بسبب وجوب الوفاء بها .
والمعنى : لا ينبغى ولا يصح أن يكون للشمركين عهد عند الله وعند رسوله ، لكن الذين عاهدتموهم - أيها المؤمنون - عند المسجد الحرام من المشركين ولم ينقضوا عهودهم ( فَمَا استقاموا لَكُمْ فاستقيموا لَهُمْ ) .
أى : فاستقيموا لهم مدة استقامتهم لكم ، فتكون ( مَا ) مصدرية منصوبة المحل على الظرفية .
ويصح أن تكون شرطية وعائدة محذوف فيكون المعنى : فأى زمان استقاموا لكم فيه فاستقيموا لهم ، إذ لا يجوز أن يكون نقض العهد من جهتكم .
وقوله : ( إِنَّ الله يُحِبُّ المتقين ) تذييل قصد به التعليل لوجوب الامتثال ، وتبيين أن الوفاء بالعهد إلى مدته مع الموفين بعهدهم من تقوى الله التى يحبها لعباده ، ويحبهم بسبب تمسكهم بها .
هذا ، وقد أخذ العلماء من هذه الآية : ان العهد المعتد به فى شريعة الإِسلام ، هو عهد الأوفياء غير الناكثين ، وأن من استقام على عهده عاملناه بمقتضى استقامته ، وأن الالتزام بالعهود من تقوى الله التى يحبها لعباده .
- البغوى : كَيْفَ يَكُونُ لِلْمُشْرِكِينَ عَهْدٌ عِندَ اللَّهِ وَعِندَ رَسُولِهِ إِلَّا الَّذِينَ عَاهَدتُّمْ عِندَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ۖ فَمَا اسْتَقَامُوا لَكُمْ فَاسْتَقِيمُوا لَهُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ
قوله تعالى : ( كيف يكون للمشركين عهد عند الله وعند رسوله ) هذا على وجه التعجب ، ومعناه جحد ، أي : لا يكون لهم عهد عند الله ، ولا عند رسوله ، وهم يغدرون وينقضون العهد ، ثم استثنى فقال جل وعلا ( إلا الذين عاهدتم عند المسجد الحرام ) قال ابن عباس : هم قريش . وقال قتادة : هم أهل مكة الذين عاهدهم رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية .
قال الله تعالى : ( فما استقاموا لكم ) أي : على العهد ، ( فاستقيموا لهم ) فلم يستقيموا ، ونقضوا العهد ، وأعانوا بني بكر على خزاعة ، فضرب لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد الفتح أربعة أشهر يختارون من أمرهم : إما أن يسلموا ، وإما أن يلحقوا بأي بلاد شاءوا ، فأسلموا قبل الأربعة الأشهر . قال السدي والكلبي وابن إسحاق : هم من قبائل بكر : بنو خزيمة وبنو مدلج وبنو ضمرة وبنو الديل ، وهم الذين كانوا قد دخلوا في عهد قريش يوم الحديبية ، ولم يكن نقض العهد إلا قريش وبنو الديل من بني بكر ، فأمر بإتمام العهد لمن لم ينقض وهم بنو ضمرة .
وهذا القول أقرب إلى الصواب ؛ لأن هذه الآيات نزلت بعد نقض قريش العهد وبعد فتح مكة ، فكيف يقول لشيء قد مضى : " فما استقاموا لكم فاستقيموا لهم " ؟ وإنما هم الذين قال عز وجل : " إلا الذين عاهدتم من المشركين ثم لم ينقصوكم شيئا " كما نقصتكم قريش ، ولم يظاهروا عليكم أحدا كما ظاهرت قريش بني بكر على خزاعة حلفاء رسول الله صلى الله عليه وسلم . ( إن الله يحب المتقين ) .
- ابن كثير : كَيْفَ يَكُونُ لِلْمُشْرِكِينَ عَهْدٌ عِندَ اللَّهِ وَعِندَ رَسُولِهِ إِلَّا الَّذِينَ عَاهَدتُّمْ عِندَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ۖ فَمَا اسْتَقَامُوا لَكُمْ فَاسْتَقِيمُوا لَهُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ
يبين تعالى حكمته في البراءة من المشركين ونظرته إياهم أربعة أشهر ، ثم بعد ذلك السيف المرهف أين ثقفوا ، فقال تعالى : ( كيف يكون للمشركين عهد ) وأمان ويتركون فيما هم فيه وهم مشركون بالله كافرون به وبرسوله ، ( إلا الذين عاهدتم عند المسجد الحرام ) يعني يوم الحديبية ، كما قال تعالى : ( هم الذين كفروا وصدوكم عن المسجد الحرام والهدي معكوفا أن يبلغ محله ) الآية [ الفتح : 25 ] ، ( فما استقاموا لكم فاستقيموا لهم ) أي : مهما تمسكوا بما عاقدتموهم عليه وعاهدتموهم من ترك الحرب بينكم وبينهم عشر سنين ( فاستقيموا لهم إن الله يحب المتقين ) وقد فعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذلك والمسلمون ، استمر العقد والهدنة مع أهل مكة من ذي القعدة في سنة ست ، إلى أن نقضت قريش العهد ومالئوا حلفاءهم بني بكر على خزاعة أحلاف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقتلوهم معهم في الحرم أيضا ، فعند ذلك غزاهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في رمضان سنة ثمان ، ففتح الله عليه البلد الحرام ، ومكنه من نواصيهم ، ولله الحمد والمنة ، فأطلق من أسلم منهم بعد القهر والغلبة عليهم ، فسموا الطلقاء ، وكانوا قريبا من ألفين ، ومن استمر على كفره وفر من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعث إليه بالأمان والتسيير في الأرض أربعة أشهر ، يذهب حيث شاء : منهم صفوان بن أمية ، وعكرمة بن أبي جهل وغيرهما ، ثم هداهم الله بعد ذلك إلى الإسلام التام ، والله المحمود على جميع ما يقدره ويفعله .
- القرطبى : كَيْفَ يَكُونُ لِلْمُشْرِكِينَ عَهْدٌ عِندَ اللَّهِ وَعِندَ رَسُولِهِ إِلَّا الَّذِينَ عَاهَدتُّمْ عِندَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ۖ فَمَا اسْتَقَامُوا لَكُمْ فَاسْتَقِيمُوا لَهُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ
قوله تعالى كيف يكون للمشركين عهد عند الله وعند رسوله إلا الذين عاهدتم عند المسجد الحرام فما استقاموا لكم فاستقيموا لهم إن الله يحب المتقين
قوله تعالى كيف يكون للمشركين عهد عند الله وعند رسوله إلا الذين عاهدتم عند المسجد الحرام " كيف " هنا للتعجب ، كما تقول : كيف يسبقني فلان أي لا ينبغي أن يسبقني . و عهد اسم يكون . وفي الآية إضمار ، أي كيف يكون للمشركين عهد مع إضمار الغدر ، كما قال :
وخبرتماني إنما الموت بالقرى فكيف وهاتا هضبة وكثيب
التقدير : فكيف مات ، عن الزجاج . وقيل : المعنى كيف يكون للمشركين عهد عند الله يأمنون به عذابه غدا ، وكيف يكون لهم عند رسوله عهد يأمنون به عذاب الدنيا . ثم استثنى فقال : إلا الذين عاهدتم عند المسجد الحرام . قال محمد بن إسحاق : هم بنو بكر ، أي ليس العهد إلا لهؤلاء الذين لم ينقضوا ولم ينكثوا .
قوله تعالى فما استقاموا لكم فاستقيموا لهم إن الله يحب المتقين أي فما أقاموا على الوفاء بعهدكم فأقيموا لهم على مثل ذلك . ابن زيد : فلم يستقيموا فضرب لهم أجلا أربعة أشهر فأما من لا عهد له فقاتلوه حيث وجدتموه إلا أن يتوب .
- الطبرى : كَيْفَ يَكُونُ لِلْمُشْرِكِينَ عَهْدٌ عِندَ اللَّهِ وَعِندَ رَسُولِهِ إِلَّا الَّذِينَ عَاهَدتُّمْ عِندَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ۖ فَمَا اسْتَقَامُوا لَكُمْ فَاسْتَقِيمُوا لَهُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ
القول في تأويل قوله : كَيْفَ يَكُونُ لِلْمُشْرِكِينَ عَهْدٌ عِنْدَ اللَّهِ وَعِنْدَ رَسُولِهِ إِلا الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ فَمَا اسْتَقَامُوا لَكُمْ فَاسْتَقِيمُوا لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ (7)
قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: أنّى يكون أيها المؤمنون بالله ورسوله, وبأيِّ معنى، يكون للمشركين بربهم عهدٌ وذمة عند الله وعند رسوله, يوفّى لهم به, ويتركوا من أجله آمنين يتصرفون في البلاد؟ (1) وإنما معناه: لا عهد لهم, وأن الواجب على المؤمنين قتلهم حيث وجدوهم، إلا الذين أعطوا العهد عند المسجد الحرام منهم, فإن الله جل ثناؤه أمرَ المؤمنين بالوفاء لهم بعهدهم، والاستقامة لهم عليه, ما داموا عليه للمؤمنين مستقيمين.
* * *
واختلف أهل التأويل في الذين عنوا بقوله: (إلا الذين عاهدتم عند المسجد الحرام).
فقال بعضهم: هم قوم من جذيمة بن الدُّئِل.
* ذكر من قال ذلك:
16490- حدثني محمد بن الحسين قال، حدثنا أحمد بن مفضل قال، حدثنا أسباط, عن السدي: (كيف يكون للمشركين عهد عند الله وعند رسوله إلا الذين عاهدتم عند المسجد الحرام فما استقاموا لكم فاستقيموا لهم)، هم بنو جذيمة بن الدُّئِل. (2)
16491- حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج, عن ابن جريج, عن محمد بن عباد بن جعفر قوله: (إلا الذين عاهدتم من المشركين)، قال: هم جذيمة بكر كنانة. (3)
16492- حدثنا ابن حميد قال، حدثنا سلمة, عن ابن إسحاق: (كيف يكون للمشركين)، الذين كانوا هم وأنتم على العهد العام، (4) بأن لا تخيفوهم ولا يخيفوكم في الحرمة ولا في الشهر الحرام (5) =(عهد عند الله وعند رسوله إلا الذين عاهدتم عند المسجد الحرام)، وهي قبائل بني بكر الذين كانوا دخلوا في عهد قريش وعقدهم يوم الحديبية، إلى المدة التي كانت بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين قريش, فلم يكن نَقَضَها إلا هذا الحيُّ من قريش، وبنو الدُّئِل من بكر. فأمر بإتمام العهد لمن لم يكن نقض عهده من بني بكر إلى مدته =(فما استقاموا لكم)، الآية. (6)
* * *
وقال آخرون: هم قريش.
* ذكر من قال ذلك:
16493- حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج, عن ابن جريج, قال: قال ابن عباس قوله: (إلا الذين عاهدتم عند المسجد الحرام)، هم قريش.
16494- حدثني المثنى قال، حدثنا عبد الله بن صالح قال، حدثني معاوية, عن علي, عن ابن عباس: (إلا الذين عاهدتم عند المسجد الحرام)، يعني: أهل مكة.
16495- حدثني محمد بن سعد قال، حدثني أبي قال، حدثني عمي قال، حدثني أبي, عن أبيه, عن ابن عباس: (إلا الذين عاهدتم عند المسجد الحرام)، يقول: هم قوم كان بينهم وبين النبي صلى الله عليه وسلم مدة, ولا ينبغي لمشرك أن يدخل المسجد الحرام ولا يعطي المسلمَ الجزيةَ.(فما استقاموا لكم فاستقيموا لهم)، يعني: أهل العهد من المشركين.
16496- حدثني يونس قال: أخبرنا ابن وهب قال، قال ابن زيد في قوله: (إلا الذين عاهدتم عند المسجد الحرام فما استقاموا لكم فاستقيموا لهم)، قال: هؤلاء قريش. وقد نسخ هذا الأشهر التي ضربت لهم, وغدروا بهم فلم يستقيموا, كما قال الله. فضرب لهم بعد الفتح أربعة أشهر، يختارون من أمرهم: إما أن يسلموا, وإما أن يلحقوا بأيِّ بلاد شاؤوا. قال: فأسلموا قبل الأربعة الأشهر, وقبل قَتْلٍ. (7)
16497- حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال، حدثنا محمد بن ثور, عن معمر، عن قتادة: (إلا الذين عاهدتم عند المسجد الحرام فما استقاموا لكم فاستقيموا لهم)، قال: هو يوم الحديبية، (8) قال: فلم يستقيموا, نقضوا عهدهم، أي أعانوا بني بكرٍ حِلْفِ قريش، على خزاعة حِلْفِ النبي صلى الله عليه وسلم. (9)
* * *
وقال آخرون: هم قوم من خزاعة.
* ذكر من قال ذلك:
16498- حدثنا أحمد بن إسحاق قال، حدثنا أبو أحمد قال، حدثنا ابن عيينة, عن ابن جريج, عن مجاهد: (إلا الذين عاهدتم عند المسجد الحرام)، قال: أهل العهد من خزاعة.
* * *
قال أبو جعفر: وأولى هذه الأقوال بالصواب عندي، قولُ من قال: هم بعضُ بني بكر من كنانة, ممن كان أقام على عهده، ولم يكن دخل في نقض ما كان بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين قريش يوم الحديبية من العهد مع قريش، حين نقضوه بمعونتهم حلفاءَهم من بني الدُّئِل، على حلفاء رسول الله صلى الله عليه وسلم من خزاعة.
* * *
وإنما قلتُ: هذا القول أولى الأقوال في ذلك بالصواب، لأن الله أمر نبيه والمؤمنين بإتمام العهد لمن كانوا عاهدوه عند المسجد الحرام, ما استقاموا على عهدهم. وقد بينَّا أن هذه الآيات إنما نادى بها عليّ في سنة تسع من الهجرة, وذلك بعد فتح مكة بسنة, فلم يكن بمكة من قريش ولا خزاعة كافرٌ يومئذ بينه وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم عهدٌ، فيؤمر بالوفاء له بعهده ما استقام على عهده, لأنّ من كان منهم من ساكني مكة، كان قد نقض العهد وحورب قبل نـزول هذه الآيات.
* * *
وأما قوله: (إن الله يحب المتقين)، فإن معناه: إن الله يحب من اتقى الله وراقبه في أداء فرائضه, والوفاء بعهده لمن عاهده, واجتناب معاصيه, وترك الغدر بعهوده لمن عاهده.
-----------------------
الهوامش :
(1) انظر تفسير "العهد" و"المعاهدة" فيما سلف ص: 132، تعليق: 1، والمراجع هناك.
(2) هكذا جاء هنا " بنو جذيمة بن الدئل " ، وفي رقم : 16491 : " جذيمة بكر كنانة " . ولا أعلم في " الدئل بن بكر بن عبد مناة بن كنانة " ، " جذيمة " فإن " جذيمة كنانة " إنما هم : " بنو جذيمة بن عامر بن عبد مناة بن كنانة " ، أبناء عمومة " الدئل " ، و " بكر بن عبد مناة " .
وبنو جذيمة بن عامر بن عبد مناة ، هم أهل الغميصاء ، الذين أوقع بهم خالد بن الوليد بعد الفتح ، فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا رضي الله عنه ليتلافى خطأ خالد بن الوليد ، فودي لهم الدماء وما أصيب من الأموال ، حتى إنه إنه ليدي لهم ميلغة الكلب .
( انظر سيرة ابن هشام 4 : 70 - 73 ) .
(3) الأثر : 16491 - راجع التعليق السالف . وكان في المطبوعة : " بكر ، من كنانة " ، وأثبت ما في المخطوطة .
(4) في المطبوعة والمخطوطة : " كانوا وأنتم " ، واثبتت ما في سيرة ابن هشام .
(5) في المطبوعة : " بأن لا تمنعوهم ولا يمنعوكم من الحرم " ، غير ما في المخطوطة ، لأنه لم يحسن قراءتها . والصواب ما في المخطوطة ، مطابقا لما في السيرة .
وقوله : " في الحرمة " ، يعني في مكة البلد الحرام ، وسائر مناسك الحج ، وهي بضم الحاء وسكون الراء . وهي من " الحرمة " ، وهو ما لا يحل انتهاكه . وقد قصرت كتب اللغة في إثبات لفظ " الحرمة " بهذا المعنى الذي فسرته ، وهو كثير في أخبارهم بالمعنى الذي ذكرت ، فأثبته هناك . ومن أجل هذا ظن الناشر أنه حين كتب " من الحرم " ، أن " الحرمة " لا تأتي بمعنى " الحرم " .
(6) الأثر : 16492 - سيرة ابن هشام 4 : 189 ، وهو تابع الأثر السالف رقم : 16481 .
(7) في المطبوعة والمخطوطة : " وقبل وقبل " ، ولا معنى له ، ولكنه في المخطوطة غير منقوط والصواب إن شاء الله ما أثبت .
(8) كان في المطبوعة : " هم قوم جذيمة " ، وهذا كلام فاسد كل الفساد . وفي المخطوطة :
" هم يوم الحديبية " ، وصواب قراءته ما أثبت . وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما كتب الهدنة بينه وبين قريش عام الحديبية ، تواثبت بنو بكر بن عبد مناة فقالت : " نحن في عقد قريش وعهدهم " ، وتواثبت خزاعة فقالت : " نحن في عقد محمد وعهده " ( سيرة ابن هشام 3 : 332 ) . ثم كان بعد ذلك بمدة أن تظاهرت بنو بكر وقريش على خزاعة ، وهم حلف رسول الله ، فكان ذلك أحد الأسباب الموجبة المسير إلى مكة وفتحها . وهذا ما دل عليه سائر الخبر .
(9) هو " حلفه " ، أي : حليفة ، وهو الذي بينه وبينه عهد .
- ابن عاشور : كَيْفَ يَكُونُ لِلْمُشْرِكِينَ عَهْدٌ عِندَ اللَّهِ وَعِندَ رَسُولِهِ إِلَّا الَّذِينَ عَاهَدتُّمْ عِندَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ۖ فَمَا اسْتَقَامُوا لَكُمْ فَاسْتَقِيمُوا لَهُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ
استئناف بياني ، نشأ عن قوله : { براءة من الله ورسوله } [ التوبة : 1 ] ثم عن قوله : { أن الله بريء من المشركين } [ التوبة : 3 ] وعن قوله { فاقتلوا المشركين } [ التوبة : 5 ] التي كانت تدرجاً في إبطال ما بينهم وبين المسلمين من عهود سابقة ، لأنّ ذلك يثير سؤالاً في نفوس السامعين من المسلمين الذين لم يطلعوا على دخيلة الأمر ، فلعلّ بعض قبائل العرب من المشركين يتعجّب من هذه البراءة ، ويسأل عن سببها ، وكيف أنهيت العهود وأعلنت الحرب ، فكان المقام مقام بيان سبب ذلك ، وأنّه أمران : بُعد ما بين العقائد ، وسبق الغدر .
والاستفهام ب { كيف } : إنكاري إنكاراً لحالة كيان العهد بين المشركين وأهل الإسلام ، أي دوام العهد في المستقبل مع الذين عاهدوهم يوم الحديبية وما بعده ففعل { يكون } مستعمل في معنى الدوام مثل قوله تعالى : { يا أيها الذين آمنوا آمنوا بالله } [ النساء : 136 ] كما دلّ عليه قوله بعده { فما استقاموا لكم فاستقيموا لهم }. وليس ذلك إنكاراً على وقوع العهد ، فإن العهد قد انعقد بإذن من الله ، وسمّاه الله فتحاً في قوله : { إنا فتحنا لك فتحاً مبيناً } [ الفتح : 1 ] وسمّي رضى المؤمنين به يومئذ سكينة في قوله : { هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين } [ الفتح : 4 ].
والمعنى : أنّ الشأن أن لا يكون لكم عهد مع أهل الشرك ، للبون العظيم بين دين التوحيد ودين الشرك ، فكيف يمكن اتّفاق أهليهما ، أي فما كان العهد المنعقد مَعهم إلاّ أمراً موقّتاً بمصلحة . ففي وصفهم بالمشركين إيماء إلى علّة الإنكار على دوام العهد معهم .
وهذا يؤيّد ما فسّرنا به وجه إضافة البراءة إلى الله ورسوله ، وإسنادِ العهد إلى ضمير المسلمين ، في قوله تعالى : { براءة من الله ورسوله إلى الذين عاهدتم } [ التوبة : 1 ].
ومعنى { عند } الاستقرار المجازي ، بمعنى الدوام أي إنّما هو عهد موقّت ، وقد كانت قريش نكثوا عهدهم الذي عاهدوه يوم الحديبية ، إذْ أعانوا بني بكر بالسلاح والرجال على خزاعة ، وكانت خزاعة داخلة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وكان ذلك سبب التجهيز لغزوة فتح مكة .
واستثناء { إلا الذين عاهدتم } ، من معنى النفي الذي استعمل فيه الاستفهام ب { كيف يكون للمشركين عهد } ، أي لا يكون عهد المشركين إلا المشركين الذين عاهدتم عند المسجد الحرام .
والذين عاهدوهم عند المسجد الحرام : هم بنو ضمرة ، وبنو جذيمة بن الدّيل ، من كنانة؛ وبنو بكر من كنانة .
فالموصول هنا للعهد ، وهم أخصّ من الذين مضى فيهم قوله : { إلا الذين عاهدتم من المشركين ثم لم ينقصوكم شيئاً } [ التوبة : 4 ].
والمقصود من تخصيصهم بالذكر : التنويه بخصلة وفائهم بما عاهدوا عليه ويتعّين أن يكون هؤلاء عاهدوا النبي صلى الله عليه وسلم في عمرة القضاء عند المسجد الحرام ، ودخلوا في الصلح الذي عقده مع قريش بخصوصهم ، زيادة على دخولهم في الصلح الأعمّ ، ولم ينقضوا عهدهم ، ولا ظاهروا عدوّا على المسلمين ، إلى وقت نزول براءة .
على أنّ معاهدتهم عند المسجد الحرام أبعد عن مظنّة النكث لأنّ المعاهدة عنده أوقع في نفوس المشركين من الحلف المجرّد ، كما قال تعالى : { إنّهم لا أيمان لهم } [ التوبة : 12 ].
وليس المراد كُلَّ من عاهد عند المسجد الحرام كما قد يتوهّمه المتوهّم ، لأنّ النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن مأذوناً بأن يعاهد فريقاً آخر منهم .
وقوله : { فما استقاموا لكم فاستقيموا لهم } تفريع على الاستثناء . فالتقدير : إلاّ الذين عاهدتم عند المسجد الحرام فاستقيموا لهم ما استقاموا لكم ، أي ما داموا مستقيمين لكم . والظاهر أنّ استثناء هؤلاء؛ لأنّ لعهدهم حرمة زائِدة لوقوعه عند المسجد الحرام حول الكعبة .
و { مَا } ظرفية مضمّنة معنى الشرط ، والفاء الداخلة على فاء التفريع . والفاء الواقعة في قوله : { فاستقيموا لهم } فاء جواب الشرط ، وأصل ذلك أنّ الظرف والمجرور إذا قدّم على متعلّقه قد يُشرب معنى الشرط فتدخل الفاء في جوابه ، ومنه قوله تعالى : { وفي ذلك فليتنافس المتنافسون } [ المطففين : 26 ] لوجوب جعل الفاء غير تفريعية ، لأنّه قد سبقها العطف بالواو ، وقولُ النبي صلى الله عليه وسلم " كمَا تكونوا يولّ عليكم " بجزم الفعلين ، وقوله لمن سأله أن يجاهد وسأله الرسول «ألك أبوان» قال : نعم قال : «ففيهما فجاهد» في روايته بفاءَيْن .
والاستقامة : حقيقتها عدم الاعوجاج ، والسين والتاء للمبالغة مثل استجاب واستحبّ ، وإذا قام الشيء انطلقت قامته ولم يكن فيه اعوجاج ، وهي هنا مستعارة لحسن المعاملة وترك القتال ، لأنّ سوء المعاملة يطلق عليه الالتواء والاعوجاج ، فكذلك يطلق على ضدّه الاستقامة .
وجملة : { إن الله يحب المتقين } تعليل للأمر بالاستقامة . وموقع { إنّ } أولها ، للاهتمام وهو مؤذن بالتعليل لأن { إنّ } في مثل هذا تغني غناء فاء ، وقد أنبأ ذلك ، التعليل ، أنّ الاستقامة لهم من التقوى وإلاّ لم تكن مناسبة للإخبار بأنّ الله يحبّ المتّقين . عقب الأمر بالاستقامة لهم ، وهذا من الإيجاز . ولأنّ في الاستقامة لهم حفظاً للعهد الذي هو من قبيل اليمين .
- إعراب القرآن : كَيْفَ يَكُونُ لِلْمُشْرِكِينَ عَهْدٌ عِندَ اللَّهِ وَعِندَ رَسُولِهِ إِلَّا الَّذِينَ عَاهَدتُّمْ عِندَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ۖ فَمَا اسْتَقَامُوا لَكُمْ فَاسْتَقِيمُوا لَهُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ
«كَيْفَ» اسم استفهام مبني على الفتح في محل نصب حال. «يَكُونُ» مضارع تام مرفوع. «لِلْمُشْرِكِينَ» متعلقان بالفعل. «عَهْدٌ» فاعل. «عِنْدَ» ظرف مكان متعلق بالفعل. «اللَّهِ» لفظ الجلالة مضاف إليه «وَعِنْدَ» عطف. «رَسُولِهِ» مضاف إليه. ويمكن إعراب يكون فعل مضارع ناقص واسم الاستفهام كيف خبرها المقدم.
«لِلْمُشْرِكِينَ» متعلقان بمحذوف حال من عهد كان صفة له فلما تقدم عليه صار حالا. «عِنْدَ» ظرف مكان متعلق بمحذوف صفة لعهد. «إِلَّا» أداة استثناء. «الَّذِينَ» اسم موصول في محل نصب على الاستثناء.
«عاهَدْتُمْ» فعل ماض والتاء فاعل. «عِنْدَ» متعلق بالفعل. «الْمَسْجِدِ» مضاف إليه. «الْحَرامِ» صفة والجملة صلة الموصول. «فَمَا» الفاء استئنافية. «ما» شرطية مبتدأ خبره جملتا الشرط «اسْتَقامُوا» ماض وفاعله والفعل في محل جزم فعل الشرط «لَكُمْ» متعلقان بالفعل «فَاسْتَقِيمُوا» الفاء رابطة وفعل أمر وفاعله والجملة في محل جزم جواب الشرط «إِنَّ اللَّهَ» إن ولفظ الجلالة اسمها. وجملة «يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ» خبرها.
- English - Sahih International : How can there be for the polytheists a treaty in the sight of Allah and with His Messenger except for those with whom you made a treaty at al-Masjid al-Haram So as long as they are upright toward you be upright toward them Indeed Allah loves the righteous [who fear Him]
- English - Tafheem -Maududi : كَيْفَ يَكُونُ لِلْمُشْرِكِينَ عَهْدٌ عِندَ اللَّهِ وَعِندَ رَسُولِهِ إِلَّا الَّذِينَ عَاهَدتُّمْ عِندَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ۖ فَمَا اسْتَقَامُوا لَكُمْ فَاسْتَقِيمُوا لَهُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ(9:7) How shall a treaty with these mushriks be regarded as abiding by Allah and His Messenger? -excepting those with whom you made a treaty at the Masjid-i-Haram: *9 so long as they behave rightly with you, you also should behave rightly with them, for Allah loves the righteous people.
- Français - Hamidullah : Comment y aurait-il pour les associateurs un pacte admis par Allah et par Son messager A l'exception de ceux avec lesquels vous avez conclu un pacte près de la Mosquée sacrée Tant qu'ils sont droits envers vous soyez droits envers eux Car Allah aime les pieux
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Wie sollte es denn für die Götzendiener bei Allah und bei Seinem Gesandten einen Vertrag geben außer für diejenigen mit denen ihr bei der geschützten Gebetsstätte einen Vertrag abgeschlossen habt Solange sie sich euch gegenüber recht verhalten verhaltet auch ihr euch ihnen gegenüber recht Gewiß Allah liebt die Gottesfürchtigen
- Spanish - Cortes : ¿Cómo podrán los asociadores concertar una alianza con Alá y con Su Enviado a no ser aquéllos con quienes concertasteis una alianza junto a la Mezquita Sagrada Mientras cumplan con vosotros cumplid con ellos Alá ama a quienes Le temen
- Português - El Hayek : Como podem os idólatras fazer um tratado com Deus e Seu Mensageiro Exceto aqueles com os quais tenhas feito umtratado junto à Sagrada Mesquita Sê verdadeiro com eles tanto quanto forem verdadeiros para contigo pois Deus estimaos tementes
- Россию - Кулиев : Может ли быть у многобожников договор с Аллахом и Его Посланником не считая тех с которыми вы заключили договор у Заповедной мечети Пока они верны вам вы также будьте верны им Воистину Аллах любит богобоязненных
- Кулиев -ас-Саади : كَيْفَ يَكُونُ لِلْمُشْرِكِينَ عَهْدٌ عِندَ اللَّهِ وَعِندَ رَسُولِهِ إِلَّا الَّذِينَ عَاهَدتُّمْ عِندَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ۖ فَمَا اسْتَقَامُوا لَكُمْ فَاسْتَقِيمُوا لَهُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ
Может ли быть у многобожников договор с Аллахом и Его посланником, не считая тех, с которыми вы заключили договор у Заповедной мечети? Пока они верны вам, вы также будьте верны им. Воистину, Аллах любит богобоязненных.Всевышний разъяснил причину, по которой Он и Его посланник, да благословит его Аллах и приветствует, отреклись от всех соглашений и договоров с многобожниками. Может ли быть у многобожников договор с Аллахом и Его посланником, да благословит его Аллах и приветствует? Разве они выполняют свои обязанности и исповедуют правую веру? Разве они перестали причинять страдания посланнику Аллаха, да благословит его Аллах и приветствует, и правоверным? Разве они больше не сражаются с истиной, отстаивая ложь? Разве они не распространяют на земле нечестие? А если так, то они заслуживают того, чтобы Аллах отрекся от них и чтобы у них не было никаких договоров ни с Аллахом, ни с Его посланником, да благословит его Аллах и приветствует. И только договоры, заключенные с многобожниками возле Заповедной мечети, на священной мекканской земле, остаются в силе. Пока многобожники соблюдают эти договоры, мусульмане должны выполнять свои обязательства перед ними, ведь Аллах любит богобоязненных рабов.
- Turkish - Diyanet Isleri : Mescidi Haram'ın yanında andlaştıklarınızın dışında puta tapanların Allah katında ve Peygamberi önünde nasıl bir andlaşmaları olabilir Size doğru davrandıkça siz de onlara doğru davranın Allah sözleşmelerini bozmaktan sakınanları sever
- Italiano - Piccardo : Come potrebbe esserci un patto tra Allah e il Suo Messaggero e i politeisti ad eccezione di coloro con i quali stipulaste un accordo presso la Santa Moschea Finché si comportano rettamente con voi comportatevi rettamente verso di loro Allah ama i timorati
- كوردى - برهان محمد أمين : چۆن پهیمان دهبێت بۆ هاوهڵگهران ئهوانهی که چهندهها جار پهیمان دهشکێنن لای خواو لای پێغهمبهرهکهی پهیمان نابێت جگه لهوانهی که له پاڵ مزگهوتی حهرام و کهعبهدا پهیمانتان لهگهڵیاندا مۆرکرد ههتا ئهوان پابهند و ڕاست و دروست بن لهسهر پهیمانهکهیان بهرامبهر ئێوهوه ئهوه ئێوهش پابهندو ڕاست و ڕهوان بن بۆیان چونکه بهڕاستی خوا پارێزکارانی خۆش دهوێت
- اردو - جالندربرى : بھلا مشرکوں کے لیے جنہوں نے عہد توڑ ڈالا خدا اور اس کے رسول کے نزدیک عہد کیونکر قائم رہ سکتا ہے ہاں جن لوگوں کے ساتھ تم نے مسجد محترم یعنی خانہ کعبہ کے نزدیک عہد کیا ہے اگر وہ اپنے عہد پر قائم رہیں تو تم بھی اپنے قول وقرار پر قائم رہو۔ بےشک خدا پرہیز گاروں کو دوست رکھتا ہے
- Bosanski - Korkut : Kako će mnogobošci imati ugovor sa Allahom i Poslanikom Njegovim – Ali s onima s kojima ste ugovor kod Časnog hrama zaključili sve dok se oni ugovora budu pridržavali pridržavajte se i vi jer Allah zaista voli pobožne
- Swedish - Bernström : HUR SKULLE avgudadyrkarna kunna [göra anspråk på] fördragsenligt [beskydd] av Gud och Hans Sändebud bortsett från dem som ni slöt avtal med om vapenvila i närheten av den heliga Moskén [Vad dem beträffar] skall ni stå fast vid ert ord till dem så länge de står fast vid sitt ord till er Gud älskar dem som fruktar Honom
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Bagaimana bisa ada perjanjian aman dari sisi Allah dan RasulNya dengan orangorang musyrikin kecuali orangorang yang kamu telah mengadakan perjanjian dengan mereka di dekat Masjidil haraam maka selama mereka berlaku lurus terhadapmu hendaklah kamu berlaku lurus pula terhadap mereka Sesungguhnya Allah menyukai orangorang yang bertakwa
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : كَيْفَ يَكُونُ لِلْمُشْرِكِينَ عَهْدٌ عِندَ اللَّهِ وَعِندَ رَسُولِهِ إِلَّا الَّذِينَ عَاهَدتُّمْ عِندَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ۖ فَمَا اسْتَقَامُوا لَكُمْ فَاسْتَقِيمُوا لَهُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ
(Bagaimana) tidak mungkin (bisa ada perjanjian aman dari Allah dan Rasul-Nya dengan orang-orang musyrik) sedangkan mereka masih tetap dalam kekafirannya terhadap Allah dan Rasul-Nya lagi berbuat khianat (kecuali orang-orang yang kalian telah mengadakan perjanjian dengan mereka di dekat Masjidilharam) ketika perang Hudaibiah; mereka adalah orang-orang Quraisy yang dikecualikan sebelumnya (maka selama mereka berlaku lurus terhadap kalian) selagi mereka menepati perjanjiannya dan tidak merusaknya (hendaklah kalian berlaku lurus pula terhadap mereka) dengan menunaikan perjanjian itu. Huruf maa pada lafal famastaqaamuu adalah maa syarthiyah. (Sesungguhnya Allah menyukai orang-orang yang bertakwa) Nabi saw. telah menepati perjanjiannya dengan mereka, sehingga mereka sendirilah yang merusak perjanjian itu, karena mereka membantu Bani Bakar untuk memerangi Bani Khuza'ah.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : মুশরিকদের চুক্তি আল্লাহর নিকট ও তাঁর রসূলের নিকট কিরূপে বলবৎ থাকবে। তবে যাদের সাথে তোমরা চুক্তি সম্পাদন করেছ মসজিদুলহারামের নিকট। অতএব যে পর্যন্ত তারা তোমাদের জন্যে সরল থাকে তোমরাও তাদের জন্য সরল থাক। নিঃসন্দেহের আল্লাহ সাবধানীদের পছন্দ করেন।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : அல்லாஹ்விடத்திலும் அவனுடைய தூதரிடத்திலும் முஷ்ரிக்குகளுக்கு எப்படி உடன்படிக்கை இருக்க முடியும் ஆனால் நீங்கள் மஸ்ஜிதுல் ஹராம் கஃபத்துல்லாஹ் முன் எவர்களுடன் உடன்படிக்கை செய்து கொண்டீர்களோ அவர்களைத் தவிர அவர்கள் தம் உடன்படிக்கைப்படி உங்களுடன் நேர்மையாக நடந்து கொள்ளும்வரை நீங்களும் அவர்களுடன் நேர்மையாக நடந்துகொள்ளுங்கள் நிச்சயமாக அல்லாஹ் பயபக்தியுடையோரை நேசிக்கின்றான்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : “จะเป็นไปได้อย่างไรแก่มุชริกีนที่จะมีสัญญาใด ๆ ณ ที่อัลลอฮ์ และร่อซูลของพระองค์ได้ นอกจากบรรดาผู้ที่พวกเจ้าได้ทำสัญญาไว้ที่ อัลมัศยิดดิลฮะรอม เท่านั้น ดังนั้นตราบใดที่พวกเขาเที่ยงธรรมต่อพวกเจ้า ก็จงเที่ยงธรรมต่อพวกเขา แท้จริงอัลลอฮ์นั้นทรงชอบบรรดาผู้ทีความยำเกรง”
- Uzbek - Мухаммад Содик : Қандай қилиб мушрикларга Аллоҳнинг ҳузурида ва Унинг Расулининг ҳузурида аҳд бўлсин Магар сиз билан Масжидул Ҳаром олдида аҳдлашганлар сизга нисбатан мудом мустақим турсалар сиз ҳам мустақим туринг Албатта Аллоҳ тақводорларни севадир Аҳду паймон уларнинг фақат бир тоифасига яъни мусулмонлар билан Масжидул Ҳаром олдида яъни Ҳудайбияда аҳдлашган мушрикларгагина бўлиши мумкин Агар улар аҳдларида турсалар мусулмонлар ҳам аҳдида туради Модомики улар аҳдларида турган экан мусулмонлар ҳам вафоли бўлишлари шарт Чунки Ислом–аҳдга вафо динидир
- 中国语文 - Ma Jian : 在真主及其使者看来,以物配主者怎么会有盟约呢?但在禁寺附近与你们缔结盟约的人,在他们为你们遵守盟约的期间,你们当为他们遵守盟约。真主确是喜爱敬畏者的。
- Melayu - Basmeih : Bagaimanakah dapat diakui adanya perjanjian keamanan di sisi Allah dan RasulNya bagi orangorang musyrik sedang mereka mencabulinya Kecuali orangorang musyrik yang kamu telah mengikat perjanjian setia dengan mereka dekat Masjid AlHaraam Maka selagi mereka berlaku lurus terhadap kamu hendaklah kamu berlaku lurus pula terhadap mereka; sesungguhnya Allah mengasihi orangorang yang bertaqwa
- Somali - Abduh : siday ugu ahaan gaalada ballan Eebe agtiisa iyo Rasuulkiisa agtiisa kuwaad kula ballanteen Masaajidka Xur mada leh Agtiisa mooyee ee hadday idin toosnaadaan u loosanaada Eebe wuxuu jecel yahay kuwa Dhawrsadee
- Hausa - Gumi : Yãya wani alkawari a wurin Allah a wurin ManzonSa yake kasancẽwa ga mushirikai fãce ga waɗanda kuka yi wa alkawari wurin Masallaci Mai alfarma To matuƙar sun tsaya sõsai gare ku sai ku tsayu sõsai gare su Lalle ne Allah Yanã son mãsu taƙawa
- Swahili - Al-Barwani : Itakuwaje iwepo ahadi na washirikina mbele ya Mwenyezi Mungu na mbele ya Mtume wake ila wale mlio ahidiana nao kwenye Msikiti Mtakatifu Basi maadamu wanakwenda nanyi sawa nanyi pia nendeni sawa nao Hakika Mwenyezi Mungu huwapenda wachamngu
- Shqiptar - Efendi Nahi : Si mund të kenë idhujtarët marrëveshje me Perëndinë dhe Pejgamberin e Tij – Mirëpo me ata që keni lidhur ju marrëveshje te Mesxhidilharami derisa t’i përmbahen ata marrëveshjes – përmbajuni edhe ju sepse Perëndia i don ata që ruhen prej mëkateve
- فارسى - آیتی : چگونه مشركان را با خدا و پيامبر او پيمانى باشد؟ مگر آنهايى كه نزد مسجد الحرام با ايشان پيمان بستيد. اگر بر سر پيمانشان ايستادند، بر سر پيمانتان بايستيد. خدا پرهيزگاران را دوست دارد.
- tajeki - Оятӣ : Чӣ гуна мушриконро бо Худо ва паёмбари Ӯ паймоне бошад? Ғайри онҳое, ки назди Масҷидулҳаром бо онҳо паймон бастед. Агар бар сари паймонашон истоданд, бар сари паймонатон биистед. Худо парҳезгоронро дӯст дорад!
- Uyghur - محمد صالح : اﷲ نىڭ ۋە ئۇنىڭ پەيغەمبىرىنىڭ قارىشىچە، (ئەھدىسىگە ۋاپا قىلمايدىغان) مۇشرىكلاردا قانداقمۇ مۇئاھىدە دېگەن نەرسە بولسۇن؟ ئەمما مەسجىدى ھەرەم قېشىدا سىلەر بىلەن ئەھدە تۈزۈشكەن مۇشرىكلار ئەگەر ئەھدىسىگە ۋاپا قىلىدىكەن، سىلەرمۇ ۋاپا قىلىڭلار، شۈبھىسىزكى، اﷲ تەقۋادارلارنى (يەنى پەرۋەردىگاردىن قورققان، ئەھدىسىگە ۋاپا قىلغان، خىيانەت قىلمىغانلارنى) دوست تۇتىدۇ
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : ആ ബഹുദൈവ വിശ്വാസികള്ക്ക് അല്ലാഹുവിന്റെയും അവന്റെ ദൂതന്റെയും അടുക്കല് കരാര് നിലനില്ക്കു ന്നതെങ്ങനെ? മസ്ജിദുല് ഹറാമിനടുത്തുവെച്ച് നിങ്ങളുമായി കരാര് ചെയ്തവര്ക്കൊ ഴികെ. അവര് നിങ്ങളോട് നന്നായി വര്ത്തി ക്കുകയാണെങ്കില് നിങ്ങള് അവരോടും നല്ലനിലയില് വര്ത്തിിക്കുക. തീര്ച്ച്യായും അല്ലാഹു സൂക്ഷ്മത പുലര്ത്തു ന്നവരെയാണ് ഇഷ്ടപ്പെടുന്നത്.
- عربى - التفسير الميسر : لا ينبغي ان يكون للمشركين عهد عند الله وعند رسوله الا الذين عاهدتم عند المسجد الحرام في صلح الحديبيه فما اقاموا على الوفاء بعهدكم فاقيموا لهم على مثل ذلك ان الله يحب المتقين الموفين بعهودهم
*9) That is: Bani Kinanah and Bani Khuza`ah and Bani Damrah.