- عربي - نصوص الآيات عثماني : كَيْفَ وَإِن يَظْهَرُواْ عَلَيْكُمْ لَا يَرْقُبُواْ فِيكُمْ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً ۚ يُرْضُونَكُم بِأَفْوَٰهِهِمْ وَتَأْبَىٰ قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فَٰسِقُونَ
- عربى - نصوص الآيات : كيف وإن يظهروا عليكم لا يرقبوا فيكم إلا ولا ذمة ۚ يرضونكم بأفواههم وتأبى قلوبهم وأكثرهم فاسقون
- عربى - التفسير الميسر : إن شأن المشركين أن يلتزموا بالعهود ما دامت الغلبة لغيرهم، أما إذا شعروا بالقوة على المؤمنين فإنهم لا يراعون القرابة ولا العهد، فلا يغرنكم منهم ما يعاملونكم به وقت الخوف منكم، فإنهم يقولون لكم كلامًا بألسنتهم؛ لترضوا عنهم، ولكن قلوبهم تأبى ذلك، وأكثرهم متمردون على الإسلام ناقضون للعهد.
- السعدى : كَيْفَ وَإِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لَا يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً ۚ يُرْضُونَكُم بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَىٰ قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ
أي: {كَيْفَ} يكون للمشركين عند اللّه عهد وميثاق {و} الحال أنهم {وَإِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ} بالقدرة والسلطة، لا يرحموكم، و {لَا يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً} أي: لا ذمة ولا قرابة، ولا يخافون اللّه فيكم، بل يسومونكم سوء العذاب، فهذه حالكم معهم لو ظهروا. ولا يغرنكم منهم ما يعاملونكم به وقت الخوف منكم، فإنهم {يُرْضُونَكُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَى قُلُوبُهُمْ} الميل والمحبة لكم، بل هم الأعداء حقا، المبغضون لكم صدقًا، {وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ} لا ديانة لهم ولا مروءة.
- الوسيط لطنطاوي : كَيْفَ وَإِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لَا يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً ۚ يُرْضُونَكُم بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَىٰ قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ
وقوله - سبحانه - ( كَيْفَ وَإِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لاَ يَرْقُبُواْ فِيكُمْ إِلاًّ وَلاَ ذِمَّةً . . . ) لاستبعاد ثبات المشركين على العهد ، ولاستنكار ان يكون لهم عهد حقيق بالمرعاة ، وبيان لما يكون عليه أمرهم عند ظهورهم على المؤمنين .
وفائدة هذا التكرار للفظ ( كَيْفَ ) : التأكيد والتمهيد لتعداد الأسباب التى تدعو المؤمنين إلى مجاهدتهم والإِغلاظ عليهم ، والحذر منهم .
قال الآلوسى : وحذف الفعل كيف هنا لكونه معلوماً من الآية السابقة ، وللإِيذان بأن النفس مستضحرة له ، مترقبة لورود ما يوجب استنكاره .
وقد كثر الحذف للفعل المستفهم عنه مع كيف ويدل عليه بجملة حالية بعده . ومن ذلك قول كعب الغنوى يرثى أخاه أبا المغوار :
وخبرتمانى أنما الموت بالقرى ... فيكف وماتا هضبة وقليب
يريد فكيف مات والحال ما ذكر .
والمراد هنا : كيف يكون لهم عهد معتد به عند الله وعند رسوله وحالهم أنهم ( وَإِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لاَ يَرْقُبُواْ فِيكُمْ إِلاًّ وَلاَ ذِمَّةً ) .
وقوله : ( يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ ) يظفروا بكم ويغلبوكم . يقال : ظهرت على فلان أى : غلبته ومنه قوله - تعالى - ( فَأَيَّدْنَا الذين آمَنُواْ على عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُواْ ظَاهِرِينَ ) أى : غالبين .
وقوله : ( لاَ يَرْقُبُواْ فِيكُمْ ) أى : لا يراعوا فى شأنكم . يقال : رقب فلان الشئ يرقبه إذا رعاه وحفظه . . ورقيب القوم حارسهم .
والإِل : يطلق على العهد ، وعلى القرابة ، وعلى الحلق .
قال ابن جرير - بعد أن ساق أوالا فى معنى الإِل - وأولى الأقوال فى ذلك بالصواب أن يقال : والإِل : اسم يشتمل على معان ثلاثة : وهى العهد والعقد ، والحلف ، والقرابة . . ومن ادلالة على أنه يكون بمعنى القرابة قول ابن مقبل :
أفسد الناس خلوف خلفوا ... قطعوا الإِل وأعراق الرحم
أى قطعوا القرابة .
ومن الدلالة على أنه يكون بمعنى العهد قول القائل :
وجدناهم كاذبا إلهم ... وذو الإِل والعهد لا يكذب
وإذا كان الكلمة تشمل هذه المعانى الثلاثة ، ولم يكن الله خص من ذلك معنى دون معنى ، فالصواب أن يعم ذلك كما عم بها - جل ثناؤه - معانيها الثلاثة . .
والذمة : كل أمر لزمك بحيث إذا ضيعته لزمك مذمة أو هى ما يتذمم به أى يجتنب فيه الذم .
والمعنى : بأية صفة أو بأية كيفية يكون للمشركين عهد عند الله وعند رسوله ، والحال المعهود منهم أن إن يظفروا بكم ويغلبوكم ، لا يراعوا فى أمركم لا عهدا ولا حلفا ولا قرابة ولا حقا من الحقوق .
وقوله - تعالى - ( يُرْضُونَكُم بِأَفْوَاهِهِمْ وتأبى قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ ) زيادة بيان للأحال القبيحة الملازمة لهؤلاء المشركين .
أى : أن هؤلاء المشركين إن غلبوكم - أيها المؤمنون - فلعوا بكم الأفاعيل ، وتفتنوا فى إيذاكم من غير أن يقيموا وزنا لما بينكم وبينهم من عهود وموايثق ، وقرابات وصلات . . أما إذا كانت الغلبة لكم فإنهم في هذه الحالة ( يُرْضُونَكُم بِأَفْوَاهِهِمْ ) أى : يعطونكم من ألسنتهم كلاما معسولا إرضاء لكم ، وهم فى الوقت نفسه ( وتأبى قُلُوبُهُمْ ) المملوءة حقدا عليكم وبغضا لكم تصديق ألسنتهم ، فهم كما وصفهم - سبحانه - فى آية أخرى : ( يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِهِم مَّا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ ) وقوله : ( وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ ) أى : خارجون عن حدود الحق ، منفصلون عن كل فضيلة ومكرمة ، إذ الفسق هو الخروج والانفصال . يقال : فسقت الرطبة إذا خرجت عن قشرتها وفسق فلان إذا خرج عن حدود الشرع .
وإنما وصف أكرهم بالفسوق ، لأن هؤلاء الاكثرين منهم ، هم الناقضون لعهودهم ، الخارجون على حدود ربهم ، أما الأقلون منهم فهم الذين وفوا بعهودهم ، ولم ينقصوا المؤمنين شيئا ، ولم يظاهروا عليهم أحدا .
وبذلك نرى أن الاية الكريمة قد وصفت هؤلاء المشركين وصفا فى نهاية الذم والقبح ، لأنهم إن كانوا أقوياء فجروا واسرفوا فى الإِيذاء ، نابذين كل عهد وقراءة وعرف . . أما إذا شعروا بالضعف فإنهم يقدمون للمؤمنين الكلام اللين الذى تنطق به ألسنتهم ، وتأباه قلوبهم الحاقدة الغادرة .
أى أن الغدر ملازم لهم فى حالتى قوتهم وضعفهم ، لأنهم فى حالة قوتهم ( لاَ يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلاًّ وَلاَ ذِمَّةً ) . وفى حالة ضعفهم يخادعون ويداهون حتى تحين لهم الفرصة للانقضاض على المؤمنين .
- البغوى : كَيْفَ وَإِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لَا يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً ۚ يُرْضُونَكُم بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَىٰ قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ
قوله تعالى : ( كيف وإن يظهروا عليكم ) هذا مردود على الآية الأولى تقديره : كيف يكون لهم عهد عند الله كيف وإن يظهروا عليكم! ( لا يرقبوا فيكم إلا ولا ذمة ) قال الأخفش : كيف لا تقتلونهم وهم إن يظهروا عليكم أي : يظفروا بكم ، لا يرقبوا : لا يحفظوا؟ وقال الضحاك : لا ينتظروا . وقال قطرب : لا يراعوا فيكم إلا . قال ابن عباس والضحاك : قرابة . وقال يمان : رحما . وقال قتادة : الإل الحلف . وقال السدي : هو العهد . وكذلك الذمة ، إلا أنه كرر لاختلاف اللفظين . وقال أبو مجلز ومجاهد : الإل هو الله عز وجل . وكان عبيد بن عمير يقرأ : " جبر إل " بالتشديد ، يعني : " عبد الله " . وفي الخبر أن ناسا قدموا على أبي بكر من قوم مسيلمة الكذاب ، فاستقرأهم أبو بكر كتاب مسيلمة فقرؤوا ، فقال أبو بكر رضي الله عنه : إن هذا الكلام لم يخرج من إل ، أي : من الله .
والدليل على هذا التأويل قراءة عكرمة " لا يرقبون في مؤمن إيلا " بالياء ، يعني : الله عز وجل . مثل جبرائيل وميكائيل . ولا ذمة أي : عهدا . ( يرضونكم بأفواههم ) أي : يعطونكم بألسنتهم خلاف ما في قلوبهم ، ( وتأبى قلوبهم ) الإيمان ، ( وأكثرهم فاسقون ) .
فإن قيل : هذا في المشركين وكلهم فاسقون فكيف قال : " وأكثرهم فاسقون " ؟ قيل : أراد بالفسق : نقض العهد ، وكان في المشركين من وفى بعهده ، وأكثرهم نقضوا ، فلهذا قال : " وأكثرهم فاسقون " .
- ابن كثير : كَيْفَ وَإِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لَا يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً ۚ يُرْضُونَكُم بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَىٰ قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ
يقول تعالى محرضا للمؤمنين على معاداة المشركين والتبري منهم ، ومبينا أنهم لا يستحقون أن يكون لهم عهد لشركهم بالله وكفرهم برسول الله ولو أنهم إذ ظهروا على المسلمين وأديلوا عليهم ، لم يبقوا ولم يذروا ، ولا راقبوا فيهم إلا ولا ذمة .
قال علي بن أبي طلحة ، وعكرمة ، والعوفي عن ابن عباس : " الإل " : القرابة ، " والذمة " : العهد . وكذا قال الضحاك والسدي ، كما قال تميم بن مقبل :
أفسد الناس خلوف خلفوا قطعوا الإل وأعراق الرحم
وقال حسان بن ثابت - رضي الله عنه - :
وجدناهم كاذبا إلهم وذو الإل والعهد لا يكذب
وقال ابن أبي نجيح ، عن مجاهد : ( لا يرقبون في مؤمن إلا ) قال : الله . وفي رواية : لا يرقبون الله ولا غيره .
وقال ابن جرير : حدثني يعقوب ، حدثنا ابن علية ، عن سليمان ، عن أبي مجلز في قوله تعالى : ( لا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة ) مثل قوله : " جبرائيل " ، " ميكائيل " ، " إسرافيل " ، [ كأنه يقول : يضيف " جبر " ، و " ميكا " ، و " إسراف " ، إلى " إيل " ، يقول عبد الله : ( لا يرقبون في مؤمن إلا ) ] كأنه يقول : لا يرقبون الله .
والقول الأول أشهر وأظهر ، وعليه الأكثر .
وعن مجاهد أيضا : " الإل " : العهد . وقال قتادة : " الإل " : الحلف .
- القرطبى : كَيْفَ وَإِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لَا يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً ۚ يُرْضُونَكُم بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَىٰ قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ
قوله تعالى كيف وإن يظهروا عليكم لا يرقبوا فيكم إلا ولا ذمة يرضونكم بأفواههم وتأبى قلوبهم وأكثرهم فاسقون
قوله تعالى كيف وإن يظهروا عليكم أعاد التعجب من أن يكون لهم عهد مع خبث أعمالهم ، أي كيف يكون لهم عهد وإن يظهروا عليكم لا يرقبوا فيكم إلا ولا ذمة . يقال : ظهرت على فلان أي غلبته ، وظهرت البيت علوته ، ومنه فما اسطاعوا أن يظهروه أي يعلوا عليه .
قوله تعالى لا يرقبوا فيكم يرقبوا يحافظوا . والرقيب الحافظ . وقد تقدم .
إلا عهدا ، عن مجاهد وابن زيد . وعن مجاهد أيضا : هو اسم من أسماء الله عز وجل . ابن عباس والضحاك : قرابة . الحسن : جوارا . قتادة : حلفا ، وذمة عهدا . أبو عبيدة : يمينا . وعنه أيضا : إلا العهد ، والذمة التذمم . الأزهري : اسم الله بالعبرانية ، وأصله من الأليل وهو البريق ، يقال أل لونه يؤل ألا ، أي صفا ولمع . وقيل : أصله من الحدة ، ومنه الألة للحربة ، ومنه أذن مؤللة أي محددة . ومنه قول طرفة بن العبد يصف أذني ناقته بالحدة والانتصاب .
مؤللتان تعرف العتق فيهما كسامعتي شاة بحومل مفرد
فإذا قيل للعهد والجوار والقرابة " إل " فمعناه أن الأذن تصرف إلى تلك الجهة ، أي تحدد لها . والعهد يسمى " إلا " لصفائه وظهوره . ويجمع في القلة آلال . وفي الكثرة إلال . وقال الجوهري وغيره : الإل بالكسر هو الله عز وجل ، والإل أيضا العهد والقرابة . قال حسان :
لعمرك إن إلك من قريش كإل السقب من رأل النعام
قوله تعالى ولا ذمة أي عهدا . وهي كل حرمة يلزمك إذا ضيعتها ذنب . قال ابن عباس والضحاك وابن زيد : الذمة العهد . ومن جعل الإل العهد فالتكرير لاختلاف اللفظين . وقال أبو عبيدة معمر : الذمة التذمم . وقال أبو عبيد : الذمة الأمان في قوله عليه السلام : ويسعى بذمتهم أدناهم . وجمع ذمة ذمم . وبئر ذمة - بفتح الذال - قليلة الماء ، وجمعها ذمام . قال ذو الرمة :
على حميريات كأن عيونها ذمام الركايا أنكزتها المواتح
أنكزتها أذهبت ماءها . وأهل الذمة أهل العقد .
قوله تعالى يرضونكم بأفواههم أي يقولون بألسنتهم ما يرضي ظاهره . وتأبى قلوبهم وأكثرهم فاسقون أي ناقضون العهد . وكل كافر فاسق ، ولكنه أراد هاهنا المجاهرين بالقبائح ونقض العهد .
- الطبرى : كَيْفَ وَإِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لَا يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً ۚ يُرْضُونَكُم بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَىٰ قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ
القول في تأويل قوله : كَيْفَ وَإِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لا يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلا وَلا ذِمَّةً يُرْضُونَكُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَى قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ (8)
قال أبو جعفر: يعني جل ثناؤه بقوله: كيف يكون لهؤلاء المشركين الذين نقضوا عهدهم أو لمن لا عهد له منهم منكم، أيها المؤمنون، عهد وذمة, وهم =(إن يظهروا عليكم)، يغلبوكم =(لا يرقبوا فيكم إلا ولا ذمة).
* * *
واكتفى بـ " كيف " دليلا على معنى الكلام, لتقدم ما يراد من المعني بها قبلها. وكذلك تفعل العرب، إذا أعادت الحرف بعد مضيّ معناه، استجازوا حذف الفعل, كما قال الشاعر: (10)
وَخَبَّرْتُمَـانِي أَنَّمَـا الْمَـوْتُ فِي الْقُرَى
فَكَــيْفَ وَهَــذِي هَضْبَـةٌ وَكَـثِيبُ (11)
فحذف الفعل بعد " كيف "، لتقدم ما يراد بعدها قبلها. ومعنى الكلام: فكيف يكون الموت في القرى، وهذي هضبة وكثيب، لا ينجو فيهما منه أحد.
* * *
واختلف أهل التأويل في تأويل قوله: (لا يرقبوا فيكم إلا ولا ذمة).
فقال بعضهم، معناه: لا يرقبوا الله فيكم ولا عهدًا.
* ذكر من قال ذلك:
16499- حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا أبي, عن سفيان, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد: لا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلا ، [سورة التوبة: 10]، قال: الله.
16500- حدثني يعقوب قال، حدثنا ابن علية, عن سليمان, عن أبي مجلز في قوله: لا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلا وَلا ذِمَّةً ، قال: مثل قوله: " جبرائيل "، " ميكائيل "، " إسرافيل ", كأنه يقول: يضيف " جَبْر " و " ميكا " و " إسراف "، إلى " إيل ", (12) يقول: عبد الله = لا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلا ، كأنه يقول: لا يرقبون الله.
16501- حدثني محمد بن عبد الأعلى قال، حدثني محمد بن ثور, عن معمر, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد: (إلا ولا ذمة)، لا يرقبون الله ولا غيره.
* * *
وقال آخرون: " الإلّ"، القرابة.
* ذكر من قال ذلك:
16502- حدثني المثنى قال، حدثنا عبد الله بن صالح قال، حدثني معاوية, عن علي, عن ابن عباس قوله: لا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلا وَلا ذِمَّةً ، يقول: قرابةً ولا عهدًا. وقوله: (وإن يظهروا عليكم لا يرقبوا فيكم إلا ولا ذمة)، قال: " الإل "، يعني: القرابة, و " الذمة "، العهد.
16503- حدثني محمد بن سعد قال، حدثني أبي قال، حدثني عمي قال، حدثني أبي, عن أبيه, عن ابن عباس: (لا يرقبوا فيكم إلا ولا ذمة)، " الإلّ"، القرابة, و " الذمة "، العهد، يعني أهل العهد من المشركين, يقول: ذمتهم.
16504- حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا أبو معاوية وعبدة، عن جويبر, عن الضحاك، " الإل "، القرابة. (13)
16505- حدثنا أحمد بن إسحاق قال، حدثنا أبو أحمد قال، حدثنا محمد بن عبد الله, عن سلمة بن كهيل, عن عكرمة, عن ابن عباس: لا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلا وَلا ذِمَّةً ، قال: " الإلّ"، القرابة، و " الذمة "، العهد.
16506- حدثت عن الحسين بن الفرج قال، سمعت أبا معاذ قال، أخبرنا عبيد بن سليمان, قال سمعت، الضحاك يقول في قوله: لا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلا وَلا ذِمَّةً ، " الإل "، القرابة, و " الذمة "، الميثاق.
16507- حدثني محمد بن الحسين قال، حدثنا أحمد بن المفضل قال، حدثنا أسباط, عن السدي: (كيف وإن يظهروا عليكم)، المشركون =(لا يرقبوا فيكم)، عهدًا ولا قرابة ولا ميثاقًا.
* * *
وقال آخرون: معناه: الحلف.
* ذكر من قال ذلك:
16508- حدثنا بشر بن معاذ قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد, عن قتادة قوله: (لا يرقبوا فيكم إلا ولا ذمة)، قال: " الإل "، الحلف, و " الذمة "، العهد.
* * *
وقال آخرون: " الإلّ"، هو العهد، ولكنه كرِّر لما اختلف اللفظان، وإن كان معناهما واحدًا.
* ذكر من قال ذلك:
16509- حدثني محمد بن عمرو قال، حدثنا أبو عاصم قال، حدثنا عيسى, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد: (إلا)، قال: عهدًا.
16510- حدثني يونس قال، أخبرنا ابن وهب قال، قال ابن زيد في قوله: (لا يرقبوا فيكم إلا ولا ذمة)، قال: لا يرقبوا فيكم عهدًا ولا ذمة. قال: إحداهما من صاحبتها كهيئة " غفور "، " رحيم ", قال: فالكلمة واحدة، وهي تفترق. قال: والعهد هو " الذمة ".
16511- حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا أبي, عن أبيه, عن خصيف, عن مجاهد (ولا ذمة)، قال: العهد.
16512- حدثني الحارث قال، حدثنا عبد العزيز قال، حدثنا قيس, عن خصيف, عن مجاهد: (ولا ذمة)، قال: " الذمة "، العهد.
* * *
قال أبو جعفر: وأولى الأقوال في ذلك بالصواب أن يقال: إن الله تعالى ذكره أخبر عن هؤلاء المشركين الذين أمر نبيَّه والمؤمنين بقتلهم بعد انسلاخ الأشهر الحرم، وحصرهم والقعود لهم على كل مرصد: أنهم لو ظهروا على المؤمنين لم يرقبوا فيهم " إلا ".
و " الإلّ": اسم يشتمل على معان ثلاثة: وهي العهد، والعقد, والحلف, والقرابة, وهو أيضا بمعنى " الله ". فإذْ كانت الكلمة تشمل هذه المعاني الثلاثة, ولم يكن الله خصّ من ذلك معنى دون معنى, فالصواب أن يُعَمّ ذلك كما عمّ بها جل ثناؤه معانيها الثلاثة, فيقال: لا يرقبون في مؤمنٍ اللهَ, ولا قرابةً, ولا عهدًا, ولا ميثاقًا.
ومن الدلالة على أنه يكون بمعنى " القرابة " قول ابن مقبل:
أَفْسَــدَ النَّــاسَ خُــلُوفٌ خَــلَفُوا
قَطَعُـــوا الإلَّ وَأَعْــرَاقَ الرَّحِــمْ (14)
بمعنى: قطعوا القرابة، وقول حسان بن ثابت:
لَعَمْــرُكَ إِنَّ إِلَّــكَ مِــنْ قُـرَيْشٍ
كَــإلِّ السَّــقْبِ مِــنْ رَأْلِ النَّعـامِ (15)
وأما معناه إذا كان بمعنى " العهد "، فقول القائل: (16)
وَجَدْنَــاهُمُ كَاذِبًـــا إلُّهُـــمْ
وَذُو الإلِّ وَالْعَهْــــدِ لا يَكْـــذِبُ
* * *
وقد زعم بعض من ينسب إلى معرفة كلام العرب من البصريين: أن " الإلّ"، و " العهد "، و " الميثاق "، و " اليمين " واحد = وأن " الذمة " في هذا الموضع، التذمم ممن لا عهد له, والجمع: " ذِمَم ". (17)
* * *
وكان ابن إسحاق يقول: عنى بهذه الآية أهل العهد العام.
16513- حدثنا ابن حميد قال، حدثنا سلمة, عن ابن إسحاق: (كيف وإن يظهروا عليكم)، أي: المشركون الذين لا عهد لهم إلى مدة من أهل العهد العام =(لا يرقبوا فيكم إلا ولا ذمة). (18)
* * *
فأما قوله: (يرضونكم بأفواههم)، فإنه يقول: يعطونكم بألسنتهم من القول، خلاف ما يضمرونه لكم في نفوسهم من العداوة والبغضاء (19) =(وتأبى قلوبهم)، أي: تأبَى عليهم قلوبهم أن يذعنوا لكم، بتصديق ما يبدونه لكم بألسنتهم. يحذِّر جل ثناؤه أمرَهم المؤمنين، ويشحذهم على قتلهم واجتياحهم حيث وجدوا من أرض الله, وأن لا يقصِّروا في مكروههم بكل ما قدروا عليه =(وأكثرهم فاسقون)، يقول: وأكثرهم مخالفون عهدَكم، ناقضون له, كافرون بربهم، خارجون عن طاعته. (20)
---------------------
الهوامش :
(10) هو كعب بن سعد الغنوي .
(11) الأصمعيات : 99 ، طبقات فحول الشعراء : 176 ، أمالي القالي : 151 ، جمهرة أشعار العرب : 135 ، ومعاني القرآن للفراء : 1 : 424 وغيرها كثير . وهي من أشهر المرائي وأنبلها . وكان لكعب بن سعد أخ يقال له " أبو المغوار " ، فأخذ المدينة وباء ، فنصحوه بأن يفر بأخيه من الأرض الوبيئة ، لينجو من طوارق الموت ، فلما خرج به إلى البادية هلك أخوه ، فتفجع عليه تفجع العربي النبيل .
(12) في المخطوطة : " كأنه يقول : يضاف جبر " ، وفي المخطوطة : " كأنه يقول جبر يضف جبر . . . " . وفي المخطوطة أيضا " سراف " بغير ألف .
(13) الأثر : 16504 - في المطبوعة : " عن حوشب ، عن الضحاك " ، غير ما في المخطوطة ، وهو الصواب وهذا إسناد مضى مثله مرارا .
(14) من أبيات مفرقة ، لم أجدها مجموعة في مكان ، وهذا بيت لم أجده أيضا في مكان آخر .
و " خلوف " جمع " خلف " ( بفتح فسكون ) ، وهو بقية السوء والأشرار تخلف من سبقها. وفي المخطوطة : " أخلفوا " بالألف ، والصواب ما في المطبوعة . و " الأعراق " جمع " عرق " وعرق كل شيء : أصله الذي منه ثبت . ويقال منه : " تداركه أعراق خير ، وأعراق شر " .
(15) ديوانه : 407 ، واللسان ( ألل ) ، من أبيات هجا بها أبا سفيان بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم ، ابن عم الرسول صلى الله عليه وسلم ، وأخوه من الرضاعة ، وكان ممن يشبه برسول الله صلى الله عليه وسلم . وكان أبو سفيان ممن يؤذي النبي صلى الله عليه وسلم ، ويهجوه ، ويؤذي المسلمين ، فانبرى له حسان فأخذ منه كل ما أخذ . ثم أسلم في فتح مكة ، وشهد حنينا ، وثبت فيمن ثبت مع نبي الله ، وظل آخذا بلجام بغلة رسول الله يكفها ورسول الله يركضها إلى الكفار. ثم ظل أبو سفيان بعد ذلك لا يرفع رأسه إلى رسول الله حياء منه .
ولكن كان من هجاء حسان له ، بعد البيت :
فَــإنَّكَ إِن تَمُــتَّ إلــى قُــرَيْشٍ
كَــذَاتِ البَـــوِّ جائِلَــةَ المَــرَامِ
وَأَنْـــتَ مُنَــوَّطٌ بِهِــمُ هَجِــينٌ
كمــا نِيــطَ السَّــرَائِحُ بــالخِدَامِ
فَــلا تَفْخَــر بِقَـوْمٍ لَسْـتَ مِنْهُـمْ
ولا تَــكُ كاللِّئَــامِ بَنِــي هِشــامِ
" السقب " ، ولد الناقة ساعة يولد . و " الرأل " ، ولد النعام . يقول : ما قرابتك في قريش ، إلا كقرابة الفصيل ، من ولد النعام ! .
(16) لم أعرف قائله .
(17) هو أبو عبيدة في مجاز القرآن 1 : 253 .
(18) الأثر : 16513 - سيرة ابن هشام 4 : 189 ، وهو تابع الأثر السالف رقم : 16492 .
(19) انظر تفسير " بدت البغضاء من أفواههم " 7 : 145 - 147 / و " يقولون بأفواههم " 7 : 378 / و " قالوا آمنا بأفواههم " ، 10 : 301 - 308 .
(20) انظر تفسير " الفسق " فيما سلف من فهارس اللغة ( فسق ) .
- ابن عاشور : كَيْفَ وَإِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لَا يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً ۚ يُرْضُونَكُم بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَىٰ قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ
{ كَيْفَ وَإِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لاَ يَرْقُبُواْ فِيكُمْ إِلاًّ وَلاَ ذِمَّةً }.
و { كيف } هذه مؤكدة ل { كيف } [ التوبة : 7 ] التي في الآية قبلها ، فهي معترضة بين الجملتين وجملة : { وإن يظهروا عليكم } إلخ يجوز أن تكون جملة حالية ، والواو للحال ويجوز أن يكون معطوفة على جملة { كيف يكون للمشركين عهد } [ التوبة : 7 ] إخباراً عن دخائلهم .
وفي إعادة الاستفهام إشعار بأنّ جملة الحال لها مزيد تعلّق بتوجّه الإنكار على دوام العهد للمشركين ، حتّى كأنّها مستقلّة بالإنكار ، لا مجرّدُ قيد للأمر الذي توجّه إليه الإنكار ابتداء ، فيؤول المعنى الحاصل من هذا النظم إلى إنكار دوام العهد مع المشركين في ذاته ، ابتداء ، لأنّهم ليسوا أهلاً لذلك ، وإلى إنكار دوامه بالخصوص في هذه الحالة . وهي حالة ما يبطنونه من نية الغدر إن ظهروا على المسلمين ، ممّا قامت عليه القرائن والأمارات ، كما فعلت هوازن عقب فتح مكة . فجملة : { وإن يظهروا عليكم } معطوفة على جملة { كيف يكون للمشركين عهد } [ التوبة : 7 ].
وضمير { يظهروا } عائد إلى المشركين في قوله : { كيف يكون للمشركين عهد عند الله } [ التوبة : 7 ] ومعنى { وإن يظهروا } إن ينتصروا . وتقدّم بيان هذا الفعل آنفاً عند قوله تعالى : { ولم يظاهروا عليكم أحدا } [ التوبة : 4 ]. والمعنى : لو انتصر المشركون ، بعد ضعفهم ، وبعد أن جرّبوا من العهد معكم أنّه كان سبباً في قوتكم ، لنقضوا العهد . وضمير { عليكم } خطاب للمؤمنين .
ومعنى { لا يرقبوا } لا يوفوا ولا يراعوا ، يقال : رقَب الشيء ، إذا نظر إليه نظر تعهّد ومراعاة ، ومنه سمّي الرقيب ، وسمّي المرْقَبَ مكان الحراسة ، وقد أطلق هنا على المراعاة والوفاء بالعهد ، لأنّ من أبطل العمل بشيء فكأنّه لم يَره وصرف نظره عنه .
والإلّ : الحلف والعهد؛ ويطلق الإلّ على النسب والقرابة . وقد كانت بين المشركين وبين المسلمين أنساب وقرابات ، فيصحّ أن يراد هنا كلا معنييه .
والذمّة ما يمتّ به من الأواصر من صحبة وخلة وجوار ممّا يجب في المروءة أن يحفظ ويحمى ، يقال : في ذمّتي كذا ، أي ألتزم به وأحفظه .
استئناف ابتدائي ، أي هم يقولون لكم ما يرضيكم ، كيداً ولو تمكّنوا منكم لم يرقبوا فيكم إلاّ ولا ذمّة . من يسمع كلاماً فيأباه .
والإباية : الامتناع من شيء مطلوب وإسناد الإباية إلى القلوب استعارة ، فقلوبهم لمّا نوت الغدر شبّهت بمن يطلب منه شيء فيأبى .
وجملة : { وأكثرهم فاسقون } في موضع الحال من واو الجماعة في { يرضونكم } مقصود منها الذمّ بأن أكثرهم موصوف ، مع ذلك ، بالخروج عن مهيع المروءة والرُّجلة ، إذ نجد أكثرهم خالعين زمام الحياة ، فجمعوا المذمة الدينية والمذمّة العرفية . فالفسق هنا الخروج عن الكمال العرفي بين الناس ، وليس المراد الخروج عن مهيع الدين لأنّ ذلك وصف لجميعهم لا لأكثرهم ، ولأنّه قد عرف من وصفهم بالكفر .
- إعراب القرآن : كَيْفَ وَإِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لَا يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً ۚ يُرْضُونَكُم بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَىٰ قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ
«كَيْفَ» اسم استفهام في محل نصب حال لفعل محذوف أي كيف تعاهدونهم ..؟ وإن الواو حالية وإن شرطية. «يَظْهَرُوا» مضارع مجزوم وعلامة جزمه حذف النون والواو فاعل. «عَلَيْكُمْ» متعلقان بالفعل ، والجملة استئنافية. «لا يَرْقُبُوا» مضارع مجزوم جواب الشرط ، ولا نافية. «فِيكُمْ» متعلقان بالفعل ، والجملة لا محل لها جواب شرط لم يقترن بإذا أو الفاء. «إِلًّا» مفعول به. «وَلا» الواو عاطفة. «ذِمَّةً» اسم معطوف. «يُرْضُونَكُمْ» مضارع مرفوع بثبوت النون والواو فاعل والكاف مفعوله والميم لجمع الذكور.
و الجملة مستأنفة. «بِأَفْواهِهِمْ» متعلقان بالفعل «وَتَأْبى قُلُوبُهُمْ» الجملة معطوفة. «وَأَكْثَرُهُمْ فاسِقُونَ» مبتدأ وخبر والجملة في محل نصب حال.
- English - Sahih International : How [can there be a treaty] while if they gain dominance over you they do not observe concerning you any pact of kinship or covenant of protection They satisfy you with their mouths but their hearts refuse [compliance] and most of them are defiantly disobedient
- English - Tafheem -Maududi : كَيْفَ وَإِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لَا يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً ۚ يُرْضُونَكُم بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَىٰ قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ(9:8) But how can a treaty be regarded as abiding with the other mushriks? Since if they get power over you, they will not respect ties of kindred with you nor honour any treaty obligations. They try to conciliate you with their tongues, while their hearts are averse to their tongues, *10 for most of them are evil-doers. *11
- Français - Hamidullah : Comment donc Quand ils triomphent de vous ils ne respectent à votre égard ni parenté ni pacte conclu Ils vous satisfont de leurs bouches tandis que leurs cœurs se refusent; et la plupart d'entre eux sont des pervers
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Wie sollte es einen Vertrag geben wo sie doch wenn sie die Oberhand über euch bekommen euch gegenüber weder Verwandtschaftsbande noch Schutzvertrag beachten Sie stellen euch mit ihren Mündern zufrieden aber ihre Herzen weigern sich Und die meisten von ihnen sind Frevler
- Spanish - Cortes : ¿Cómo si cuando os vencen no respetan alianza ni compromiso con vosotros Os satisfacen con la boca pero sus corazones se oponen y la mayoría son unos perversos
- Português - El Hayek : Como pode haver qualquer tratado quanto se tivessem a supremacia sobre vós não respeitariam parentesco nemcompromisso Satisfazemvos com palavras ainda que seus corações as neguem a sua maioria é depravada
- Россию - Кулиев : Какой там какой договор может быть с многобожниками Если они одолеют вас то не станут соблюдать перед вами ни родственных ни договорных обязательств На словах они пытаются угодить вам но в сердцах они питают к вам отвращение ведь большинство их являются нечестивцами
- Кулиев -ас-Саади : كَيْفَ وَإِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لَا يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً ۚ يُرْضُونَكُم بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَىٰ قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَКакой там (какой договор может быть с многобожниками)? Если они одолеют вас, то не станут соблюдать перед вами ни родственных, ни договорных обязательств. На словах они пытаются угодить вам, но в сердцах они питают к вам отвращение, ведь большинство их являются нечестивцами.
О мусульмане! Какой договор может быть у многобожников с Аллахом? Если они обретут достаточно силы для того, чтобы одолеть вас, то не пощадят вас и позабудут о своих родственных связях и договорных обязательствах. Они не будут обращаться с вами по-доброму, опасаясь разгневать Аллаха, а подвергнут вас ужасным мучениям. Они непременно поступят так, если смогут одержать верх над вами. Поэтому вам не следует обольщаться той любезностью, которую они проявляют, пока опасаются вас. Они делают вид, что склоняются на вашу сторону и питают к вам искренние чувства, но в действительности они - ваши заклятые враги, питающие к вам лютую ненависть. И большинство их - грешники, лишенные набожности и мужества.
- Turkish - Diyanet Isleri : Nasıl olabilir ki size üstün gelselerdi ne bir yakınlık ne de bir ahd gözetirlerdi Kalpleriyle istemezlerken sizi ağızlarıyla hoşnut etmeye uğraşırlar; çokları fasıktırlar
- Italiano - Piccardo : Come [ci può essere un patto] quando hanno il sopravvento su di voi non vi rispettano né per la parentela né per i giuramenti A parole vi compiaceranno ma nel loro cuore vi rinnegano La maggior parte di loro è ingiusta
- كوردى - برهان محمد أمين : چۆن پابهندی پهیمان دهبن لهگهڵ ئێوهدا کاری چاک لهوانه ناوهشێتهوه خۆ ئهگهر له کاتێکدا دهستیان بهسهرتاندا بڕوات ئهوه هیچ سنوورێک ناپارێزن نهخزمایهتی دهفامن نهپهیمان بهدهم و زاریان ڕازیتان دهکهن دڵهکانیشیان دژو بێزارن لهوهی که بهدهم دهیڵێن دژی ڕاگرتنی پهیمانهکانیانن زۆربهشیان له سنوور دهرچوون و پهیمان شکێنن
- اردو - جالندربرى : بھلا ان سے عہد کیونکر پورا کیا جائے جب ان کا یہ حال ہے کہ اگر تم پر غلبہ پالیں تو نہ قرابت کا لحاظ کریں نہ عہد کا۔ یہ منہ سے تو تمہیں خوش کر دیتے ہیں لیکن ان کے دل ان باتوں کو قبول نہیں کرتے۔ اور ان میں اکثر نافرمان ہیں
- Bosanski - Korkut : Kako kada oni ako bi vas pobijedili ne bi kad ste vi u pitanju ni srodstvo ni sporazum poštivali Oni vam se ustima svojim umiljavaju ali im se srca protive većina njih su nevjernici
- Swedish - Bernström : Hur [skulle ett sådant fördrag vara möjligt] Om de är er överlägsna i styrka tar de gentemot er varken hänsyn till släktskapsband eller till gällande regler om skydd De låter tillmötesgående i sitt tal men innerst inne känner de avsky [för er] och de flesta av dem är trotsiga syndare
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Bagaimana bisa ada perjanjian dari sisi Allah dan RasulNya dengan orangorang musyrikin padahal jika mereka memperoleh kemenangan terhadap kamu mereka tidak memelihara hubungan kekerabatan terhadap kamu dan tidak pula mengindahkan perjanjian Mereka menyenangkan hatimu dengan mulutnya sedang hatinya menolak Dan kebanyakan mereka adalah orangorang yang fasik tidak menepati perjanjian
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : كَيْفَ وَإِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لَا يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً ۚ يُرْضُونَكُم بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَىٰ قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ
(Bagaimana bisa) ada perjanjian bagi orang-orang musyrikin (padahal jika mereka memperoleh kemenangan atas kalian) mereka mendapat kemenangan atas kalian (mereka tidak memelihara) tidak lagi mengindahkan (hubungan kekerabatan) hubungan kefamilian (dan tidak pula mengindahkan perjanjian) bahkan mereka akan berupaya sekuat tenaga untuk menyakiti dan mengganggu kalian. Jumlah syarat merupakan hal atau kata keterangan. (Mereka menyenangkan hati kalian dengan mulutnya) yakni melalui kata-kata manis mereka (sedangkan hatinya menolak) untuk menunaikan perjanjian itu. (Dan kebanyakan mereka adalah orang-orang yang fasik) selalu merusak perjanjian.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : কিরূপে তারা তোমাদের উপর জয়ী হলে তোমাদের আত্নীয়তার ও অঙ্গীকারের কোন মর্যাদা দেবে না। তারা মুখে তোমাদের সন্তুষ্ট করে কিন্তু তাদের অন্তরসমূহ তা অস্বীকার করে আর তাদের অধিকাংশ প্রতিশ্রুতি ভঙ্গকারী।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : எனினும் அவர்களுடன் எப்படி உடன்படிக்கை இருக்க முடியும் உங்கள் மேல் அவர்கள் வெற்றி கொண்டால் உங்களிடையே உள்ள உறவின் முறையையும் உங்களிடையே இருக்கும் உடன்படிக்கையையும் அவர்கள் பொருட்படுத்துவதேயில்லை அவர்கள் தம் வாய்மொழிகளைக் கொண்டுதான் உங்களைத் திருப்திபடுத்துகிறார்கள்; ஆனால் அவர்களின் உள்ளங்கள் அதனை மறுக்கின்றன அவர்களில் பெரும்பாலோர் பாவிகளாக இருக்கின்றனர்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : “จะมีสัญญาใด อย่างไรเล่า และหากพวกเขามีชัยชนะเหนือพวกเจ้า พวกเขาก็ไม่คำนึงถึงเครือญาติ และพันธะสัญญาใด ๆ ในหมู่พวกเจ้า พวกเขาทำให้พวกเจ้าพึงพอใจด้วยลมปากของพวกเขาเท่านั้น โดยที่หัวใจของพวกเขาปฏิเสธ และส่วนมากของพวกเขานั้นเป็นผู้ละเมิด”
- Uzbek - Мухаммад Содик : Қандай қилиб уларга аҳд бўлсинки улар агар сиздан устун келсалар на аҳдга ва на бурчга риоя этмаслар Сизни оғизлари билан рози қиладилару қалблари кўнмайдир Уларнинг кўплари фосиқлардир
- 中国语文 - Ma Jian : 他们怎么会有盟约呢?如果他们战胜你们,他们对你们就不顾戚谊,不重盟约。他们用甜言蜜语使你们喜欢,他们的内心却不肯实践诺言,他们大半是违约的。
- Melayu - Basmeih : Bagaimana boleh dikekalkan perjanjian kaum kafir musyrik itu padahal kalau mereka dapat mengalahkan kamu mereka tidak akan menghormati perhubungan kerabat terhadap kamu dan tidak akan menghormati perjanjian setianya Mereka menjadikan kamu bersenang hati hanya dengan mulut mereka sedang hati mereka menolaknya; dan kebanyakan mereka adalah orangorang yang fasik
- Somali - Abduh : waa sidee hadday idinka adkaadaan ayna idiin dbawrayn Qaraabanimo iyo ballan midna waxay idinku raalli galin afkooda wayna diidi quluubtoodu badankooduna waa faasiqiin
- Hausa - Gumi : Yãya alhãli idan sun ci nasara a kanku bã zã su tsare wata zumun ta ba a cikinku kuma haka wata amãna sunã yardar da ku da bãkunansu kuma zukãtansu sunã ƙi Kuma mafi yawansu fãsiƙai ne
- Swahili - Al-Barwani : Itakuwaje Nao wakikushindeni hawatazami kwenu udugu wala ahadi Wanakufurahisheni kwa midomo yao tu na nyoyo zao zinakataa hayo Na wengi wao ni wapotovu
- Shqiptar - Efendi Nahi : Si me pasë marrëveshje nëse ju mundin ata nuk e respektojnë as farefisninë as marrëveshjen Ata ju kënaqin me fjalë ndërsa zemrat e tyre ju kundërshtojnë; shumica e tyre janë mëkatarë
- فارسى - آیتی : چگونه پيمانى باشد كه اگر بر شما پيروز شوند به هيچ عهد و سوگند و خويشاوندى وفا نكنند؟ به زبان خشنودتان مىسازند و در دل سر مىپيچند و بيشترين عصيانگرانند.
- tajeki - Оятӣ : Чӣ гуна паймоне бошад, ки агар бар шумо пирӯз шаванд, ба ҳеҷ аҳду савганд ва хешовандӣ вафо накунанд? Бо забоп хушнудатон месозанд ва дар дил сар мепечанд ва бештарин фосиқонанд.
- Uyghur - محمد صالح : مۇشرىكلار ئەھدىسىگە قانداقمۇ ۋاپا قىلسۇن؟ ئەگەر ئۇلار سىلەرنىڭ ئۈستۈڭلاردىن غەلىبە قىلسا، سىلەرنىڭ توغراڭلاردا نە تۇغقانچىلىققا، نە ئەھدىگە رىئايە قىلمايدۇ. سىلەرنى ئېغىزلىرىدا خۇش قىلىدۇ، دىللىرىدا (ۋەدىسىدە تۇرۇشنى) خالىمايدۇ (يەنى ئاغزىدا چىرايلىق سۆزلىگىنى بىلەن، كۆڭۈللىرى ئاداۋەت، نىفاق بىلەن تولغان). ئۇلارنىڭ تولىسى پاسىقلاردۇر
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : അതെങ്ങനെ നിലനില്ക്കാനാണ്? അവര്ക്ക് നിങ്ങളെ കീഴ്പെടുത്താന് സാധിച്ചാല് നിങ്ങളുമായുള്ള കുടുംബബന്ധമോ സന്ധിവ്യവസ്ഥകളോ ഒന്നും അവര് പരിഗണിക്കുകയില്ല. വാക്കുകള് കൊണ്ട് അവര് നിങ്ങളെ തൃപ്തിപ്പെടുത്തും. എന്നാല് അവരുടെ മനസ്സുകളത് നിരാകരിക്കും. അവരിലേറെപ്പേരും അധാര്മി്കരാണ്.
- عربى - التفسير الميسر : ان شان المشركين ان يلتزموا بالعهود ما دامت الغلبه لغيرهم اما اذا شعروا بالقوه على المومنين فانهم لا يراعون القرابه ولا العهد فلا يغرنكم منهم ما يعاملونكم به وقت الخوف منكم فانهم يقولون لكم كلاما بالسنتهم لترضوا عنهم ولكن قلوبهم تابى ذلك واكثرهم متمردون على الاسلام ناقضون للعهد
*10) That is, "Though outwardly they negotiated for peace treaties, they cherished evil intentions in their hearts, and waited for an opportune moment to break them. And this was borne by later experiences."
*11) They were evil-doers because they had no sense of moral responsibilities nor did they hesitate to break moral limits.