- عربي - نصوص الآيات عثماني : ثُمَّ أَنزَلَ ٱللَّهُ سَكِينَتَهُۥ عَلَىٰ رَسُولِهِۦ وَعَلَى ٱلْمُؤْمِنِينَ وَأَنزَلَ جُنُودًا لَّمْ تَرَوْهَا وَعَذَّبَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ ۚ وَذَٰلِكَ جَزَآءُ ٱلْكَٰفِرِينَ
- عربى - نصوص الآيات : ثم أنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وأنزل جنودا لم تروها وعذب الذين كفروا ۚ وذلك جزاء الكافرين
- عربى - التفسير الميسر : ثم أنزل الله الطمأنينة على رسوله وعلى المؤمنين فثبتوا، وأمدَّهم بجنود من الملائكة لم يروها، فنصرهم على عدوهم، وعذَّب الذين كفروا. وتلك عقوبة الله للصادِّين عن دينه، المكذِّبين لرسوله.
- السعدى : ثُمَّ أَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنزَلَ جُنُودًا لَّمْ تَرَوْهَا وَعَذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُوا ۚ وَذَٰلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ
{ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ} والسكينة ما يجعله اللّه في القلوب وقت القلاقل والزلازل والمفظعات، مما يثبتها، ويسكنها ويجعلها مطمئنة، وهي من نعم اللّه العظيمة على العباد.
{وَأَنْزَلَ جُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا} وهم الملائكة، أنزلهم اللّه معونة للمسلمين يوم حنين، يثبتونهم، ويبشرونهم بالنصر.
{وَعَذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُوا} بالهزيمة والقتل، واستيلاء المسلمين على نسائهم وأولادهم وأموالهم.
{وَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ} يعذبهم اللّه في الدنيا، ثم يردهم في الآخرة إلى عذاب غليظ.
- الوسيط لطنطاوي : ثُمَّ أَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنزَلَ جُنُودًا لَّمْ تَرَوْهَا وَعَذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُوا ۚ وَذَٰلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ
وبعد هذا الخوف الشديد الذى أصاب المؤمنين فى مبدأ لقائهم بأعدائهم فى غزوة حنين ، يجئ نصر الله الذى عبر عنه - سبحانه - بقوله : ( ثُمَّ أَنَزلَ الله سَكِينَتَهُ على رَسُولِهِ وَعَلَى المؤمنين ) .
والسكينة : الطمأنينة والرحمة والأمنة وهى فعلية من السكون : وهو ثبوت الشيئ بعد التحرك . أو من السكن وهو كل ما سكنت إليه واطمأنت به من أهل وغيرهم .
أى : ثم أنزل الله - تعالى - على رسوله - صلى الله عليه وسلم - وعلى المؤمنين رحمته التى تسكن إليها القلوب ، وتطمئن بها اطمئناناً يستتبع النصر القريب .
وقد كان الرسول - صلى الله عليه وسلم - فى حاجة إلى هذه السكينة؛ لأنه مع شجاعته وثباته ووقوفه فى وجه الأعداء كالطود الأشم . أصابه الحزن والآسى لفرار هذا العدد الكبير من أصحابه عنه .
وكان المؤمنون الذين ثتبوا من حوله فى حاجة إلى هذه السكينة؛ ليزدادوا ثباتاً على ثباتهم ، وإيماناً على إيمانهم .
وكان الذين فروا فى حاجة إلى السكينة ، ليعود إليهم ثباتهم ، فيقبلوا على قتالهم أعدائهم بعد أن دعاهم رسولهم - صلى الله عليه وسلم - إلى ذلك .
وقوله : ( وَأَنزَلَ جُنُوداً لَّمْ تَرَوْهَا ) بيان لنعمة أخرى سوى إنزال السكينة .
أى : وأنزل مع هذه السكينة جنوداً من الملائكة لم تروها بأبصاركم ، ولكنكم وجدتم آثرها فى قلوبكم ، حيث عاد إليكم ثباتكم وإقدامكم .
وقوله : ( وَعذَّبَ الذين كَفَرُواْ ) ، بيان لنعمة ثالثة سوى السابقتين .
أى : أنزل سكينته وأنزل جنوداً لم تروها ، وعذب الذين كفروا بأن سلطكم عليهم فقتلتم منهم من قتلتم ، وأسرتم من أسرتم .
وقوله : ( وذلك جَزَآءُ الكافرين ) أى وذلك الذى نزل بهؤلاء الكافرين من التعذيب جزاء لهم على كفرهم ، وصدهم عن سبيل الله .
- البغوى : ثُمَّ أَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنزَلَ جُنُودًا لَّمْ تَرَوْهَا وَعَذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُوا ۚ وَذَٰلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ
( ثم أنزل الله ) بعد الهزيمة ، ( سكينته ) يعني : الأمنة والطمأنينة ، وهي فعيلة من السكون ( على رسوله وعلى المؤمنين وأنزل جنودا لم تروها ) يعني : الملائكة . قيل : لا للقتال ، ولكن لتجبين الكفار وتشجيع المسلمين ، لأنه يروى : أن الملائكة لم يقاتلوا إلا يوم بدر ، ( وعذب الذين كفروا ) بالقتل والأسر وسبي العيال وسلب الأموال ، ( وذلك جزاء الكافرين ) .
- ابن كثير : ثُمَّ أَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنزَلَ جُنُودًا لَّمْ تَرَوْهَا وَعَذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُوا ۚ وَذَٰلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ
ولهذا قال تعالى : ( ثم أنزل الله سكينته على رسوله ) أي : طمأنينته وثباته على رسوله ، ( وعلى المؤمنين ) أي : الذين معه ، ( وأنزل جنودا لم تروها ) وهم الملائكة ، كما قال الإمام أبو جعفر بن جرير :
[ حدثنا القاسم قال ] حدثني الحسن بن عرفة قال : حدثني المعتمر بن سليمان ، عن عوف - هو ابن أبي جميلة الأعرابي - قال : سمعت عبد الرحمن مولى ابن برثن ، حدثني رجل كان مع المشركين يوم حنين قال : لما التقينا نحن وأصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم حنين لم يقوموا لنا حلب شاة - قال : فلما كشفناهم جعلنا نسوقهم في آثارهم ، حتى انتهينا إلى صاحب البغلة البيضاء ، فإذا هو رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : فتلقانا عنده رجال بيض حسان الوجوه ، فقالوا لنا : شاهت الوجوه ، ارجعوا . قال : فانهزمنا ، وركبوا أكتافنا ، فكانت إياها .
وقال الحافظ أبو بكر البيهقي : أنبأنا أبو عبد الله الحافظ ، حدثني محمد بن أحمد بن بالويه ، حدثنا إسحاق بن الحسن الحربي حدثنا عفان بن مسلم ، حدثنا عبد الواحد بن زياد ، حدثنا الحارث بن حصيرة ، حدثنا القاسم بن عبد الرحمن ، عن أبيه قال : قال ابن مسعود - رضي الله عنه - : كنت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم حنين ، فولى عنه الناس ، وبقيت معه في ثمانين رجلا من المهاجرين والأنصار ، قدمنا ولم نولهم الدبر ، وهم الذين أنزل الله عليهم السكينة . قال : ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - على بغلته يمضي قدما ، فحادت بغلته ، فمال عن السرج ، فقلت : ارتفع رفعك الله . قال : ناولني كفا من التراب . فناولته ، قال : فضرب به وجوههم ، فامتلأت أعينهم ترابا ، قال : أين المهاجرون والأنصار ؟ قلت : هم هناك . قال : اهتف بهم . فهتفت بهم ، فجاءوا وسيوفهم بأيمانهم ، كأنها الشهب ، وولى المشركون أدبارهم .
ورواه الإمام أحمد في مسنده عن عفان ، به نحوه .
وقال الوليد بن مسلم : حدثني عبد الله بن المبارك ، عن أبي بكر الهذلي ، عن عكرمة مولى ابن عباس ، عن شيبة بن عثمان قال : لما رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم حنين قد عري ، ذكرت أبي وعمي وقتل علي وحمزة إياهما ، فقلت : اليوم أدرك ثأري منه - قال : فذهبت لأجيئه عن يمينه ، فإذا أنا بالعباس بن عبد المطلب قائما ، عليه درع بيضاء كأنها فضة ، يكشف عنها العجاج ، فقلت : عمه ولن يخذله - قال : فجئته عن يساره ، فإذا أنا بأبي سفيان بن الحارث بن عبد المطلب ، فقلت : ابن عمه ولن يخذله . فجئته من خلفه ، فلم يبق إلا أن أسوره سورة بالسيف ، إذ رفع لي شواظ من نار بيني وبينه كأنه برق ، فخفت أن تمحشني ، فوضعت يدي على بصري ومشيت القهقرى ، فالتفت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقال : يا شيب ، يا شيب ادن مني اللهم أذهب عنه الشيطان . قال : فرفعت إليه بصري ، ولهو أحب إلي من سمعي وبصري ، فقال : يا شيب قاتل الكفار .
رواه البيهقي من حديث الوليد ، فذكره ثم روى من حديث أيوب بن جابر ، عن صدقة بن سعيد ، عن مصعب بن شيبة عن أبيه قال : خرجت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم حنين ، والله ما أخرجني إسلام ولا معرفة به ، ولكني أبيت أن تظهر هوازن على قريش ، فقلت وأنا واقف معه : يا رسول الله ، إني أرى خيلا بلقا ، فقال : يا شيبة ، إنه لا يراها إلا كافر . فضرب بيده في صدري ، ثم قال : اللهم اهد شيبة ، ثم ضربها الثانية ، ثم قال : اللهم اهد شيبة ، ثم ضربها الثالثة ثم قال : اللهم اهد شيبة . قال : فوالله ما رفع يده عن صدري في الثالثة حتى ما كان أحد من خلق الله أحب إلي منه ، وذكر تمام الحديث في التقاء الناس وانهزام المسلمين ونداء العباس واستنصار رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى هزم الله المشر .
قال محمد بن إسحاق : حدثني والدي إسحاق بن يسار ، عمن حدثه ، عن جبير بن مطعم - رضي الله عنه - قال : إنا لمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم حنين ، والناس يقتتلون ، إذ نظرت إلى مثل البجاد الأسود يهوي من السماء ، حتى وقع بيننا وبين القوم ، فإذا نمل منثور قد ملأ الوادي ، فلم يكن إلا هزيمة القوم ، فما كنا نشك أنها الملائكة .
وقال سعيد بن السائب بن يسار ، عن أبيه قال : سمعت يزيد بن عامر السوائي - وكان شهد حنينا مع المشركين ثم أسلم بعد - فكنا نسأله عن الرعب الذي ألقى الله في قلوب المشركين يوم حنين ، فكان يأخذ الحصاة فيرمي بها في الطست فيطن ، فيقول : كنا نجد في أجوافنا مثل هذا .
وقد تقدم له شاهد من حديث يزيد بن أبي أسيد فالله أعلم .
وفي صحيح مسلم ، عن محمد بن رافع ، عن عبد الرزاق أنبأنا معمر ، عن همام قال : هذا ما حدثنا أبو هريرة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : نصرت بالرعب ، وأوتيت جوامع الكلم .
ولهذا قال تعالى : ( ثم أنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وأنزل جنودا لم تروها وعذب الذين كفروا وذلك جزاء الكافرين )
- القرطبى : ثُمَّ أَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنزَلَ جُنُودًا لَّمْ تَرَوْهَا وَعَذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُوا ۚ وَذَٰلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ
قوله تعالى ثم أنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين أي أنزل عليهم ما يسكنهم ويذهب خوفهم ، حتى اجترءوا على قتال المشركين بعد أن ولوا .
وأنزل جنودا لم تروها وهم الملائكة ، يقوون المؤمنين بما يلقون في قلوبهم من الخواطر والتثبيت ، ويضعفون الكافرين بالتجبين لهم من حيث لا يرونهم ومن غير قتال ؛ لأن الملائكة لم تقاتل إلا يوم بدر . وروي أن رجلا من بني نصر قال للمؤمنين بعد القتال : أين الخيل البلق ، والرجال الذين كانوا عليها بيض ، ما كنا فيهم إلا كهيئة الشامة ، وما كان قتلنا إلا بأيديهم . أخبروا النبي صلى الله عليه وسلم بذلك فقال : تلك الملائكة .
وعذب الذين كفروا أي بأسيافكم
وذلك جزاء الكافرين
- الطبرى : ثُمَّ أَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنزَلَ جُنُودًا لَّمْ تَرَوْهَا وَعَذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُوا ۚ وَذَٰلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ
القول في تأويل قوله : ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنْزَلَ جُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَعَذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ (26)
قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: ثم من بعد ما ضاقت عليكم الأرض بما رحبت، وتوليتكم الأعداءَ أدباركم, كشف الله نازل البلاء عنكم, بإنـزاله السكينة = وهي الأمنة والطمأنينة = عليكم.
* * *
= وقد بينا أنها " فعيلة "، من " السكون "، فيما مضى من كتابنا هذا قبل، بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع. (46)
* * *
=(وأنـزل جنودًا لم تروها)، وهي الملائكة التي ذكرتُ في الأخبار التي قد مضى ذكرها =(وعذب الذين كفروا)، يقول: وعذب الله الذين جحدوا وحدانيّته ورسالةَ رسوله محمدٍ صلى الله عليه وسلم، بالقتل وسَبْي الأهلين والذراريّ، وسلب الأموال والذلة =(وذلك جزاء الكافرين)، يقول: هذا الذي فعلنا بهم من القتل والسبي =(جزاء الكافرين), يقول: هو ثواب أهل جحود وحدانيته ورسالة رسوله. (47)
16588- حدثني محمد بن الحسين قال، حدثنا أحمد بن المفضل قال، حدثنا أسباط, عن السدي: (وعذب الذين كفروا)، يقول: قتلهم بالسيف.
16589- حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا أبو داود الحفري, عن يعقوب, عن جعفر, عن سعيد: (وعذب الذين كفروا)، قال: بالهزيمة والقتل.
16590- حدثني يونس قال، أخبرنا ابن وهب قال، قال ابن زيد في قوله: (وعذب الذين كفروا وذلك جزاء الكافرين)، قال: من بَقي منهم.
------------------------
الهوامش:
(46) انظر تفسير " السكينة " فيما سلف 3 : 66 ، 70 /5 : 326 - 330 .
(47) انظر تفسير " الجزاء " فيما سلف من فهارس اللغة ( جزى ) .
- ابن عاشور : ثُمَّ أَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنزَلَ جُنُودًا لَّمْ تَرَوْهَا وَعَذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُوا ۚ وَذَٰلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ
عطف على قوله : { ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم } [ التوبة : 25 ].
و { ثم } دالّة على التراخي الرتبي فإنّ نزول السكينة ونزول الملائكة أعظم من النصر الأول يوم حنين ، على أنّ التراخي الزمني مراد؛ تنزيلاً لعظم الشدة وهول المصيبة منزلة طول مدّتها ، فإن أزمان الشدّة تخيّل طويلة وإن قَصُرت .
والسكينة : الثبات واطمئنان النفس وقد تقدّم بيانها عند قوله تعالى : { أن يأتيكم التابوت فيه سكينة من ربكم } في سورة البقرة ( 248 ) ، وتعليقها بإنزال الله ، وإضافتها إلى ضميره : تنويه بشأنها وبركتها ، وإشارة إلى أنّها سكينة خارقة للعادة ليست لها أسباب ومقدّمات ظاهرة ، وإنّما حصلت بمحض تقدير الله وتكوينه أُنُفاً كرامةً لنبيئه وإجابة لندائِه الناسَ ، ولذلك قدّم ذكر الرسول قبل ذكر المؤمنين .
وإعادة حرف على } بعد حرف العطف : تنبيه على تجديد تعليق الفعل بالمجرور الثاني للإيماء إلى التفاوت بين السكينتين : فسكينة الرسول عليه الصلاة والسلام سكينة اطمئنان على المسلمين الذين معه وثقة بالنصر ، وسكينة المؤمنين سكينة ثبات وشجاعة بعد الجزع والخوف .
والجنود جمع جند . والجند اسم جَمع لا واحد له من لفظه ، وهو الجماعة المهيّئة للحرب ، وواحدهُ بياء النسب : جُندي ، وقد تقدّم عند قوله تعالى : { فلما فصل طالوت بالجنود } في سورة البقرة ( 249 ). وقد يطلق الجند على الأمّة العظيمة ذات القوة ، كما في قوله تعالى : { هل أتاك حديث الجنود فرعون وثمود } في سورة البروج ( 17 ، 18 ) والمراد بالجنود هنا جماعات من الملائكة موكّلون بهزيمة المشركين كما دلّ عليه فعل أنزل ، أي أرسلها الله لنصرة المؤمنين وإلقاء الرعب في قلوب المشركين ، ولذلك قال : لم تروها } ولكون الملائكة ملائكةَ النصر أطلق عليها اسم الجنود .
وتعذيبه الذين كفروا : هو تعذيب القتل والأسر والسبي .
والإشارة ب { وذلك جزاء الكافرين } إلى العذاب المأخوذ من { عَذَّب } .
- إعراب القرآن : ثُمَّ أَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنزَلَ جُنُودًا لَّمْ تَرَوْهَا وَعَذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُوا ۚ وَذَٰلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ
«ثُمَّ» عاطفة «أَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ» فعل ماض وفاعله ومفعوله والجار والمجرور «عَلى رَسُولِهِ» والجار والمجرور «وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ» عطف ، و«اللَّهُ» لفظ الجلالة فاعله ، «سَكِينَتَهُ» مفعوله والجملة معطوفة ومثلها جملة «وَأَنْزَلَ جُنُوداً» معطوفة. «لَمْ» جازمة. «تَرَوْها» مضارع مجزوم بحذف النون ، والواو فاعل والهاء مفعول به والجملة في محل نصب صفة. و«عَذَّبَ الَّذِينَ» فعل ماض ومفعول به والفاعل ضمير مستتر تقديره هو والجملة معطوفة وجملة «كَفَرُوا» صلة الموصول لا محل لها. «وَذلِكَ» اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ ، واللام للبعد والكاف للخطاب. «جَزاءُ» خبر. «الْكافِرِينَ» مضاف إليه مجرور وعلامة جره الياء لأنه جمع مذكر سالم ، والجملة الاسمية مستأنفة.
- English - Sahih International : Then Allah sent down His tranquillity upon His Messenger and upon the believers and sent down soldiers angels whom you did not see and punished those who disbelieved And that is the recompense of the disbelievers
- English - Tafheem -Maududi : ثُمَّ أَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنزَلَ جُنُودًا لَّمْ تَرَوْهَا وَعَذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُوا ۚ وَذَٰلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ(9:26) Then Allah sent down His sakinat (peace and tranquillityupon His Messenger and the Believers and sent (to your aidforces which you could not see and chastised those who denied the Truth: for this is the due recompense of those who deny the Truth.
- Français - Hamidullah : Puis Allah fit descendre Sa quiétude [Sa sakîna] sur Son messager et sur les croyants Il fit descendre des troupes Anges que vous ne voyiez pas et châtia ceux qui ont mécru Telle est la rétribution des mécréants
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Daraufhin sandte Allah Seine innere Ruhe auf Seinen Gesandten und auf die Gläubigen herab und Er sandte Heerscharen die ihr nicht saht herab und strafte diejenigen die ungläubig waren Das war der Lohn der Ungläubigen
- Spanish - Cortes : Alá entonces envió de los alto Su sakina sobre Su Enviado y sobre los creyentes Hizo también descender legiones invisibles a vuestros ojos y castigó a los que no creían Ésa es la retribución de los infieles
- Português - El Hayek : Então Deus infundiu a paz ao Seu Mensageiro e aos fiéis e enviou tropas que não avistastes e castigou os incrédulos; tal é a recompensa dos que não crêem
- Россию - Кулиев : Потом Аллах ниспослал спокойствие Своему Посланнику и верующим ниспослал воинов которых вы не видите и подверг мучениям тех кто не верует Таково возмездие неверующим
- Кулиев -ас-Саади : ثُمَّ أَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنزَلَ جُنُودًا لَّمْ تَرَوْهَا وَعَذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُوا ۚ وَذَٰلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ
Потом Аллах ниспослал спокойствие Своему Посланнику и верующим, ниспослал воинов, которых вы не видите, и подверг мучениям тех, кто не верует. Таково возмездие неверующим!Мусульмане были обольщены своей многочисленностью, однако она не принесла им никакой пользы. Потери и отступление настолько обеспокоили мусульман, что земля показалась им тесной, несмотря на свои бескрайние просторы. Они отступали, однако Аллах вселил в сердца Своего посланника, да благословит его Аллах и приветствует, и правоверных уверенность, которая помогает людям проявить стойкость даже в самые трудные и беспокойные мгновения. Мусульмане успокоились и поверили в победу, и это было одной из величайших милостей Аллаха по отношению к ним. Наряду с этим Аллах ниспослал воинов, которых мусульмане не могли увидеть. Это были ангелы, которым было велено помочь правоверным, придать им уверенность и обрадовать их скорой победой. Так Аллах нанес многобожникам сокрушительное поражение, позволил мусульманам убить их мужчин, пленить их женщин и детей, а также овладеть их имуществом. Таково наказание, которое уготовано неверующим в мирской жизни, а в Последней жизни их ожидает еще более суровое возмездие.
- Turkish - Diyanet Isleri : Bozgundan sonra Allah Peygamberine müminlere güvenlik verdi ve görmediğiniz askerler indirdi; inkar edenleri azaba uğrattı İnkarcıların cezası budur
- Italiano - Piccardo : Allora Allah fece scendere la Sua pace sul Suo Messaggero e sui credenti Fece scendere armate che non vedeste e castigò i miscredenti Questa è la mercede degli empi
- كوردى - برهان محمد أمين : پاشان خوای گهوره ئارامی و ئاسوودهیی دابهزانده سهر پێغهمبهرهکهی و سهر ئیمانداران و سهربازانێکی دابهزان که نهتاندیووه سزای ئهوانهشیدا که بێ باوهڕان بوون ئهوهش سزای و پاداشتی بێ باوهڕانه
- اردو - جالندربرى : پھر خدا نے اپنے پیغمبر پر اور مومنوں پر اپنی طرف سے تسکین نازل فرمائی اور تمہاری مدد کو فرشتوں کے لشکر جو تمہیں نظر نہیں اتے تھے اسمان سے اتارے اور کافروں کو عذاب دیا۔ اور کفر کرنے والوں کی یہی سزا ہے
- Bosanski - Korkut : Zatim je Allah na Poslanika Svoga i na vjernike milost Svoju spustio i vojske koje vi niste vidjeli poslao i one koji nisu vjerovali na muke stavio; i to je bila kazna za nevjernike
- Swedish - Bernström : Då lät Gud ett djupt lugn falla över Sändebudet och de troende och sände härskaror osynliga för er [till er hjälp] Och Han straffade dem som förnekade sanningen; detta är förnekarnas lön
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Kemudian Allah menurunkan ketenangan kepada RasulNya dan kepada orangorang yang beriman dan Allah menurunkan bala tentara yang kamu tiada melihatnya dan Allah menimpakan bencana kepada orangorang yang kafir dan demikianlah pembalasan kepada orangorang yang kafir
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : ثُمَّ أَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنزَلَ جُنُودًا لَّمْ تَرَوْهَا وَعَذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُوا ۚ وَذَٰلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ
(Kemudian Allah menurunkan ketenangan) rasa aman (kepada Rasul-Nya dan kepada orang-orang Mukmin) sehingga mereka kembali lagi bergabung dengan Nabi saw. sewaktu Abbas memanggil/menyeru mereka atas instruksi dari Nabi, lalu mereka meneruskan peperangan itu (dan Allah menurunkan bala tentara yang kalian tiada melihatnya) yakni para malaikat (dan Allah menimpakan bencana kepada orang-orang kafir) sehingga banyak di antara mereka yang terbunuh dan tertawan (dan demikianlah pembalasan kepada orang-orang kafir).
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : তারপর আল্লাহ নাযিল করেন নিজের পক্ষ থেকে সান্ত্বনা তাঁর রসূল ও মুমিনদের প্রতি এবং অবতীর্ণ করেন এমন সেনাবাহিনী যাদের তোমরা দেখতে পাওনি। আর শাস্তি প্রদান করেন কাফেরদের এবং এটি হল কাফেরদের কর্মফল।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : பின்னர் அல்லாஹ் தன்னுடைய தூதர் மீதும் முஃமின்கள் மீதும் தன்னுடைய சாந்தியை இறக்கியருளினான்; நீங்கள் பார்க்க முடியாப் படைகளையும் இறக்கி வைத்தான் அதன் மூலம் நிராகரிப்போரை வேதனைக் குள்ளாக்கினான் இன்னும் இதுவே நிராகரிப்போரின் கூலியாகும்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : “และอัลลอฮ์ก็ได้ทรงประทานลงมาซึ่งความสงบใจจากพระองค์แก่ร่อซูลของพระองค์และแก่บรรดาผู้ศรัทธาเหล่านั้น และได้ทรงให้ไพร่พลลง มา ซึ่งพวกเจ้าไม่เห็นพวกเขา และได้ทรงลงโทษบรรดาผู้ปฏิเสธศรัทธาเหล่านั้น และนั่นคือการตอบแทนแก่บรรดาผู้ปฏิเสธศรัทธา
- Uzbek - Мухаммад Содик : Сўнгра Аллоҳ сокинлигини Пайғамбарига ва мўминларга туширди ҳамда сиз кўрмайдиган лашкарларни туширди ва куфр келтирганларни азоблади Ана ўша кофирларнинг жазосидир
- 中国语文 - Ma Jian : 后来,真主把宁静降于其使者和信士们,并降下你们所未见的军队,他惩治了不信道者,那是不信道者的报酬。
- Melayu - Basmeih : Kemudian Allah menurunkan semangat tenang tenteram kepada RasulNya dan kepada orangorang yang beriman dan Allah menurunkan tentera yang kamu tidak melihatnya serta Ia menyeksa orangorang kafir itu dengan kekalahan yang membawa kehancuran; dan yang demikian itu ialah balasan bagi orangorang yang kafir
- Somali - Abduh : markaas Eebe ku soo dajiyey xasilkiisii Rasuulkiisii iyo Mu'miniintii kuna soo dejiyey junuud aydaan arkayn uuna cadaabay kuwii gaaloobay taasina waa abaalka gaalada
- Hausa - Gumi : Sa'an nan kuma Allah Ya saukar da natsuwarSa a kan ManzonSa kuma a kan mũminai kuma Ya saukar da rundunõni waɗanda ba ku gan su ba kuma Ya azabtar da waɗanda suka kãfirta Wancan ne sakamakon kãfirai
- Swahili - Al-Barwani : Kisha Mwenyezi Mungu akateremsha utulivu wake juu ya Mtume wake na juu ya Waumini Na akateremsha majeshi ambayo hamkuyaona na akawaadhibu wale walio kufuru Na hayo ndiyo malipo ya makafiri
- Shqiptar - Efendi Nahi : Pastaj Perëndia ia dërgoi qetësinë e Tij Pejgamberit të vet dhe besimtarëve dhe e dërgoi ushtrinë të cilën ju nuk e keni parë e i dënoi ata që kanë mohuar Ky është ndëshkimi i mohuesve
- فارسى - آیتی : آنگاه خدا آرامش خويش را بر پيامبرش و بر مؤمنان نازل كرد و لشكريانى كه آنها را نمىديديد فرو فرستاد و كافران را عذاب كرد، و اين است كيفر كافران.
- tajeki - Оятӣ : Он гоҳ Худо оромиши худро бар паёмбараш ва бар мӯъминон нозил кард ва лашкариёне, ки онҳоро намедидед, поён фиристод ва кофиронро азоб кард ва ин аст ҷазои кофирон.
- Uyghur - محمد صالح : ئاندىن پەيغەمبىرىگە ۋە مۆمىنلەرگە (مەرھەمەت قىلىپ) خاتىرجەملىك بېغىشلىدى، سىلەرگە قوشۇنلارنى (يەنى سىلەرگە ياردەمگە پەرىشتىلەرنى) چۈشۈردى، ئۇلارنى سىلەر كۆرمىدىڭلار (شۇنىڭ بىلەن سىلەر غەلىبە قىلدىڭلار)، اﷲ كاپىرلارنى (ئۆلتۈرۈش ۋە ئەسىر ئېلىنىش بىلەن) ئازابلىدى، كاپىرلارنىڭ جازاسى ئەنە شۇ
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : പിന്നീട് അല്ലാഹു തന്റെ ദൂതന്നും സത്യവിശ്വാസികള്ക്കും തന്നില് നിന്നുള്ള സമാധാനം സമ്മാനിച്ചു. നിങ്ങള്ക്ക്യ കാണാനാവാത്ത കുറേ പോരാളികളെ ഇറക്കിത്തന്നു. സത്യനിഷേധികളെ അവന് ശിക്ഷിക്കുകയും ചെയ്തു. അതുതന്നെയാണ് സത്യനിഷേധികള്ക്കുഷള്ള പ്രതിഫലം.
- عربى - التفسير الميسر : ثم انزل الله الطمانينه على رسوله وعلى المومنين فثبتوا وامدهم بجنود من الملائكه لم يروها فنصرهم على عدوهم وعذب الذين كفروا وتلك عقوبه الله للصادين عن دينه المكذبين لرسوله