- عربي - نصوص الآيات عثماني : يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ ٱنفِرُواْ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ ٱثَّاقَلْتُمْ إِلَى ٱلْأَرْضِ ۚ أَرَضِيتُم بِٱلْحَيَوٰةِ ٱلدُّنْيَا مِنَ ٱلْءَاخِرَةِ ۚ فَمَا مَتَٰعُ ٱلْحَيَوٰةِ ٱلدُّنْيَا فِى ٱلْءَاخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ
- عربى - نصوص الآيات : يا أيها الذين آمنوا ما لكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله اثاقلتم إلى الأرض ۚ أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة ۚ فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل
- عربى - التفسير الميسر : يا أيها الذين صدَّقوا الله ورسوله وعملوا بشرعه، ما بالكم إذا قيل لكم: اخرجوا إلى الجهاد في سبيل الله لقتال أعدائكم تكاسلتم ولزمتم مساكنكم؟ هل آثرتم حظوظكم الدنيوية على نعيم الآخرة؟ فما تستمتعون به في الدنيا قليل زائل، أما نعيم الآخرة الذي أعده الله للمؤمنين المجاهدين فكثير دائم.
- السعدى : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ ۚ أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ ۚ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ
اعلم أن كثيرا من هذه السورة الكريمة، نزلت في غزوة تبوك، إذ ندب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ المسلمين إلى غزو الروم، وكان الوقت حارًا، والزاد قليلا، والمعيشة عسرة، فحصل من بعض المسلمين من التثاقل ما أوجب أن يعاتبهم اللّه تعالى عليه ويستنهضهم، فقال تعالى:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا} ألا تعملون بمقتضى الإيمان، وداعي اليقين من المبادرة لأمر اللّه، والمسارعة إلى رضاه، وجهاد أعدائه والنصرة لدينكم، فـ {مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ} أي: تكاسلتم، وملتم إلى الأرض والدعة والسكون فيها.
{أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ} أي: ما حالكم إلا حال من رضي بالدنيا وسعى لها ولم يبال بالآخرة، فكأنه ما آمن بها.
{فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} التي مالت بكم، وقدمتموها على الآخرة {إِلَّا قَلِيلٌ} أفليس قد جعل اللّه لكم عقولا تَزِنُون بها الأمور، وأيها أحق بالإيثار؟.
أفليست الدنيا ـ من أولها إلى آخرها ـ لا نسبة لها في الآخرة. فما مقدار عمر الإنسان القصير جدا من الدنيا حتى يجعله الغاية التي لا غاية وراءها، فيجعل سعيه وكده وهمه وإرادته لا يتعدى حياته الدنيا القصيرة المملوءة بالأكدار، المشحونة بالأخطار.
فبأي رَأْيٍ رأيتم إيثارها على الدار الآخرة الجامعة لكل نعيم، التي فيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين، وأنتم فيها خالدون، فواللّه ما آثر الدنيا على الآخرة من وقر الإيمان في قلبه، ولا من جزل رأيه، ولا من عُدَّ من أولي الألباب،
- الوسيط لطنطاوي : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ ۚ أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ ۚ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ
وقد بدأت السورة حديثها عن عزوة تبوك بتوجيه نداء إلى المؤمنين نعت فيها على المتثاقلين عن الجهاد ، وحرضت عليه بشتى ألوان التحريض قال تعالى : ( ياأيها الذين آمَنُواْ . . . إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ ) .
قال الإِمام ابن كثير : هذا شروع فى عتاب فى عتاب من تخلف عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فى غزوة تبوك ، حين طابت الثمار والظلال فى شدة الحر ، وحمارة القيظ .
وتبوك : اسم لمكان معروف فى أقصى بلاد الشام من ناحية الجنوب ، ويبعد عن المدينة المنور من الجهة الشمالية بحوالى ستمائة كيلو متر .
وكانت غزوة تبوك فى شهر رجب من السنة التاسعة ، وهى آخر غزوة لرسول الله ، - صلى الله عليه وسلم - .
وكان السبب فيها أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - بلغة أن الروم قد جمعوا له جوعا كثيرة على أطارف الشام ، وأنهم يريدون أن يتجهوا إلى الجنوب لمهاجمة المدينة .
فاستنفر - صلى الله عليه وسلم - الناس إلى قتال الروم ، وكان - صلى الله عليه وسلم - قلما يخرج إلى غزوة إلا ورى بغيرها حتى يبقى الأمر سراً .
ولكنه فى هذه الغزوة صرح للمسلمين بوجهته وهى قتال الروم ، وذلك لبعد المسافة ، وضيق الحال ، وشدة الحر ، وكثرة العدو .
وقد لبى المؤمنون دعوة رسولهم - صلى الله عليه وسلم - لقتال الروم ، وصبروا على الشدائد ، والمتاعب وبذلوا الكثير من أموالهم ، ولم يتخلف منهم إلا القليل .
أما المنافقون وكثير من الأعراب ، فقد تخلفوا عنها ، وحرضوا غيرهم على ذلك ، وحكت السورة . فى كثير من آياتها الآتية . ما كان منهم من جبن ومن تخذيل الناس عن القتال ، ومن تحريض لهم على القعود وعدم الخروج .
وبعد أن وصل الرسول - صلى الله عليه وسلم - والمؤمنون إلى تبوك ، لم يجدوا جموعا للروم . فأقاموا هناك بضع عشرة ليلة ، ثم عادوا إلى المدينة .
وقوله - سبحانه - : ( انفروا ) من النفر وهو التنقل بسرعة من مكان إلى مكان لسبب من الأسباب الداعية لذلك .
يقال : نفر فلان إلى الحرب ينفر وينفر نفراً ونفوراً ، إذا خرج بسرعة ويقال : استنفر الإِمام الناس ، إذا حرضهم على الخروج للجهاد . ومنه قوله - صلى الله عليه وسلم - : " وإذا استنفرتم فانفروا " أى : وإذا دعاكم الإِمام إلى الخروج معه للجهاد فاخرجوا معه بدون تثاقل .
واسم القوم الذين يخرجون للجهاد : النفير والنفرة والنفر .
ويقال : نفر فلان من الشئ ، إذا فزع منه ، وأدبر عنه ، ومنه قوله - تعالى - ( وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي القرآن وَحْدَهُ وَلَّوْاْ على أَدْبَارِهِمْ نُفُوراً ) وقوله : ( اثاقلتم ) : من الثقل ضد الخفة . يقال : تثاقل فلان عن الشئ ، إذا تباطأ عنه ولم يهتم به . . ويقال : تثاقل القوم : إذا لم ينهضوا لنجدة المستجير بهم . وأصل ( اثاقلتم ) تثاقلتم ، فأبدلت التاء ثاء ثم أدغمت فيها ، ثم اجتلبت همزة الوصل من أجل التوصل للنطق بالساكن .
والمعنى : أيها الذين آمنوا بالله ورسوله ، ( مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفروا فِي سَبِيلِ الله اثاقلتم إِلَى الأرض ) أى : ما الذى جعلكم تباطأتم عن الخروج إلى الجهاد ، حين دعاكم رسولكم - صلى الله عليه وسلم - إلى قتال الروم ، وإلى النهوض لإِعلاء كلمة الله ، ونصرة دينه؟
وقد ناداهم - سبحانه - بصفة الإِيمان ، لتحريك حرارة العقيدة فى قلوبهم ، وتوجيه عقولهم إلى ما يستدعيه الإِيمان الصادق من طاعة الله ولرسوله .
والاستفهام فى قوله : ( مَا لَكُمْ ) لإِنكار واستبعاد صدور هذا التثاقل منهم ، مع أن هذا يتنافى مع الإِيمان والطاعة .
قال الجمل : و " ما " مبتدأ ، و " لكم " خبر ، وقوله " اثاقلتم " حال . وقوله : ( إِذَا قِيلَ لَكُمُ ) ظرف لهذه الحال مقدم عليها .
والتقدير : أى شئ ثبت لكم من الأعذار . حال كونكم متثاقلين فى وقت قول الرسول لكم : انفوا فى سبيل الله .
وقوله ( إِلَى الأرض ) متعلق بقوله : " اثاقلتم " على تضمينه معنى الميل إلى الراحة ، والإِخلاد إلى الأرض ، ولذا عدى بإلى .
أى : اثاقلتم مائلين إلى الراحة وإلى شهوات الدنيا الفانية ، وإلى الإِقامة بأرضكم ودياركم ، وكرهتم الجهاد مع أنه ذروة سنام الإِسلام .
وإن التعبير بقوله ، سبحانه ، ( اثاقلتم ) لفى أسمى درجات البلاغة ، وأعلى مراتب التصوير الصادق ، لأنه بلفظه وجرسه يمثل الجسم المسترخى الثقيل الذى استقر على الأرض . . . والذى كلما حاول الرافعون أن يرفعوه عاد إليه ثقله فسقط من بين أيديهم ، وأخلد إلى الأرض .
وذلك لأن ما استولى عليه من حب للذائذ الدنيا وشهواتها ، أثقل بكثير من حبه لنعيم الآخرة وخيراتها .
وقوله ، سبحانه ، : ( أَرَضِيتُمْ بالحياة الدنيا مِنَ الآخرة ) إنكار آخر لتباطئهم عن الجهاد ، وتعجب من ركونهم إلى الدنيا مع أن إيمانهم يتنافى مع ذلك .
وقوله . ( فَمَا مَتَاعُ الحياة الدنيا فِي الآخرة ) بيان لحقارة متاع الدنيا بالنسبة لنعنيم الآخرة الدائم :
والمعنى : أى شئ حال بينكم ، أيها المؤمنون ، وبين المسارعة إلى الجهاد عندما دعاكم رسولكم - صلى الله عليه وسلم - إليه . أرضيتم براحة الحياة الدنيا ولذائذها النقاصة .
إن كان أمركم كذلك ، فقد أخطأتم الصواب ، لأن متاع الحياة الدنيا مهما كثر فهو قليل مستحقر بجانب متاع الآخرة الباقى ، ونعيهما الخالد .
قال الآلوسى ما ملخصه : " فى " من قوله ( فَمَا مَتَاعُ الحياة الدنيا فِي الآخرة ) تسمى بفى القياسية . لأن المقيص يوضع فى جنب ما يقاس به . وفى ترشيح الحياة الدنيا بما يؤذن بنفاستها ، ويستدعى الرغبة فيها . وتجريد الآخرة عن ذلك مثل مبالغة فى بيان حقارة الدنيا ودناءتها وعظم شأن الآخر ورفعتها .
وقد أخرج أحمد ومسلم والترمذى والنسائى وغيرهم عن المستورد ، أخى بنى فهر ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " ما الدنيا فى الآخرة إلا كما يجعل أحدكم إصبعه هذه فى اليمن ، فلينظر بم ترجع " .
وقال الفخر الرازى : اعلم أن هذه الآية تدل على وجوب الجهد فى كل حال ، لأنه ، سبحانه ، نص على أن تثاقلهم عن الجهاد أمر منكر ، ولو لم يكن الجهاد واجبا لما كان هذا التثاقل منكرا . وليس لقائل أن يقول : الجهاد إنما يجب فى الوقت الذى يخاف هجوم الكفار فيه ، لأنه عليه اللاسم ، ما كان يخاف هجوم الروم عليه ، ومع ذلك فقد أوجب الجهاد معهم . . وأيضاً هو واجب على الكفاية ، فإذا قام به البعض سقط عن الباقين . والخطاب فى الآية للمؤمنين الذين تقاعسوا فى الخروج إلى غزوة تبوك مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .
- البغوى : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ ۚ أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ ۚ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ
قوله عز وجل : ( يا أيها الذين آمنوا ما لكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله اثاقلتم إلى الأرض ) الآية ، نزلت في الحث على غزوة تبوك ، وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم لما رجع من الطائف أمر بالجهاد لغزوة الروم ، وكان ذلك في زمان عسرة من الناس ، وشدة من الحر ، حين طابت الثمار والظلال ، ولم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد غزوة إلا ورى بغيرها حتى كانت تلك الغزوة ، غزاها رسول الله صلى الله عليه وسلم في حر شديد ، واستقبل سفرا بعيدا ، ومفاوز هائلة ، وعدوا كثيرا ، فجلى للمسلمين أمرهم ليتأهبوا أهبة عدوهم ، فشق عليهم الخروج وتثاقلوا فأنزل الله تعالى : ( ( يا أيها الذين آمنوا ما لكم إذا قيل لكم ) أي : قال لكم رسول الله : ( انفروا ) اخرجوا في سبيل الله ( اثاقلتم إلى الأرض ) أي : لزمتم أرضكم ومساكنكم ، ( أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة ) أي : بخفض الدنيا ودعتها من نعيم الآخرة . ( فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل ) .
- ابن كثير : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ ۚ أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ ۚ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ
هذا شروع في عتاب من تخلف عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في غزوة تبوك ، حين طابت الثمار والظلال في شدة الحر وحمارة القيظ ، فقال تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا ما لكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله ) أي : إذا دعيتم إلى الجهاد في سبيل الله ( اثاقلتم إلى الأرض ) أي : تكاسلتم وملتم إلى المقام في الدعة والخفض وطيب الثمار ، ( أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة ) أي : ما لكم فعلتم هكذا ؟ أرضا منكم بالدنيا بدلا من الآخرة .
ثم زهد تبارك وتعالى في الدنيا ، ورغب في الآخرة ، فقال : ( فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل ) كما قال الإمام أحمد .
حدثنا وكيع ويحيى بن سعيد قالا حدثنا إسماعيل بن أبي خالد ، عن قيس ، عن المستورد أخي بني فهر قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ما الدنيا في الآخرة إلا كما يجعل إصبعه هذه في اليم ، فلينظر بم ترجع ؟ وأشار بالسبابة .
انفرد بإخراجه مسلم .
وقال ابن أبي حاتم : حدثنا بشر بن مسلم بن عبد الحميد الحمصي ، حدثنا الربيع بن روح ، حدثنا محمد بن خالد الوهبي ، حدثنا زياد - يعني الجصاص - عن أبي عثمان قال : قلت : يا أبا هريرة ، سمعت من إخواني بالبصرة أنك تقول : سمعت نبي الله يقول : إن الله يجزي بالحسنة ألف ألف حسنة ، قال أبو هريرة : بل سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : إن الله يجزي بالحسنة ألفي ألف حسنة ، ثم تلا هذه الآية : ( فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل )
فالدنيا ما مضى منها وما بقي منها عند الله قليل .
وقال [ سفيان ] الثوري ، عن الأعمش في الآية : ( فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل ) قال : كزاد الراكب .
وقال عبد العزيز بن أبي حازم عن أبيه : لما حضرت عبد العزيز بن مروان الوفاة قال : ائتوني بكفني الذي أكفن فيه أنظر إليه ، فلما وضع بين يديه نظر إليه فقال : أما لي من كبير ما أخلف من الدنيا إلا هذا ؟ ثم ولى ظهره فبكى وهو يقول أف لك من دار ، إن كان كثيرك لقليل ، وإن كان قليلك لقصير ، وإن كنا منك لفي غرور .
- القرطبى : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ ۚ أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ ۚ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ
قوله تعالى : ياأيها الذين آمنوا ما لكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله اثاقلتم إلى الأرض أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل
فيه مسألتان :
الأولى : قوله تعالى ما لكم " ما " حرف استفهام معناه التقرير والتوبيخ . التقدير : أي شيء يمنعكم عن كذا كما تقول : ما لك عن فلان معرضا . ولا خلاف أن هذه الآية نزلت عتابا على تخلف من تخلف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك ، وكانت سنة تسع من الهجرة بعد الفتح بعام ، وسيأتي ذكرها في آخر السورة إن شاء الله . والنفر : هو التنقل بسرعة من مكان إلى مكان لأمر يحدث ، يقال في ابن آدم : نفر إلى الأمر ينفر نفورا . وقوم نفور ، ومنه قوله تعالى : ولوا على أدبارهم نفورا . ويقال في الدابة : نفرت تنفر - بضم الفاء وكسرها - نفارا ونفورا . يقال : في الدابة نفار ، وهو اسم مثل الحران . ونفر الحاج من منى نفرا .
الثانية : قوله تعالى اثاقلتم إلى قال المفسرون : معناه اثاقلتم إلى نعيم الأرض ، أو إلى الإقامة بالأرض . وهو توبيخ على ترك الجهاد وعتاب على التقاعد عن المبادرة إلى الخروج ، وهو نحو من أخلد إلى الأرض . وأصله تثاقلتم ، أدغمت التاء في الثاء لقربها منها ، واحتاجت إلى ألف الوصل لتصل إلى النطق بالساكن ، ومثله اداركوا ، وادارأتم ، واطيرنا ، وازينت . وأنشد الكسائي :
تولي الضجيع إذا ما استافها خصرا عذب المذاق إذا ما اتابع القبل
وقرأ الأعمش " تثاقلتم " على الأصل . حكاه المهدوي .
وكانت تبوك - ودعا الناس إليها - في حرارة القيظ وطيب الثمار وبرد الظلال - كما جاء في الحديث الصحيح على ما يأتي - فاستولى على الناس الكسل فتقاعدوا وتثاقلوا فوبخهم الله بقوله هذا وعاب عليهم الإيثار للدنيا على الآخرة .
ومعنى أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة أي بدلا ، التقدير : أرضيتم بنعيم الدنيا بدلا من نعيم الآخرة ف ( من ) تتضمن معنى البدل ، كقوله تعالى : ولو نشاء لجعلنا منكم ملائكة في الأرض يخلفون أي بدلا منكم .
وقال الشاعر :
فليت لنا من ماء زمزم شربة مبردة باتت على طهيان
ويروى من ماء حمنان . أراد : ليت لنا بدلا من ماء زمزم شربة مبردة . والطهيان : عود ينصب في ناحية الدار للهواء ، يعلق عليه الماء حتى يبرد . عاتبهم الله على إيثار الراحة في الدنيا على الراحة في الآخرة ، إذ لا تنال راحة الآخرة إلا بنصب الدنيا . قال صلى الله عليه وسلم لعائشة وقد طافت راكبة : أجرك على قدر نصبك . خرجه البخاري .
- الطبرى : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ ۚ أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ ۚ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ
القول في تأويل قوله : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلا قَلِيلٌ (38)
قال أبو جعفر: وهذه الآية حثٌّ من الله جل ثناؤه المؤمنين به من أصحاب رسوله على غزو الروم, وذلك غزوة رسول الله صلى الله عليه وسلم تبوك.
يقول جل ثناؤه: يا أيها الذين صدقوا الله ورسوله =(ما لكم)، أيّ شيء أمرُكم =(إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله)، يقول: إذا قال لكم رسولُ الله محمدٌ =(انفروا) ، أي: اخرجوا من منازلكم إلى مغزاكم.
* * *
وأصل " النفر "، مفارقة مكان إلى مكان لأمرٍ هاجه على ذلك. ومنه: " نفورًا الدابة ". غير أنه يقال: من النفر إلى الغزو: " نَفَر فلان إلى ثغر كذا ينْفِر نَفْرًا ونَفِيرًا ", وأحسب أن هذا من الفروق التي يفرِّقون بها بين اختلاف المخبر عنه، (14) وإن اتفقت معاني الخبر. (15)
* * *
فمعنى الكلام: ما لكم أيها المؤمنون، إذا قيل لكم: اخرجُوا غزاة = " في سبيل الله "، أي: في جهاد أعداء الله (16) =(اثَّاقلتم إلى الأرض)، يقول: تثاقلتم إلى لزوم أرضكم ومساكنكم والجلوس فيها.
* * *
وقيل: " اثّاقلتم " لإدغام " التاء " في " الثاء " فأحدثتْ لها ألف. (17) ليُتَوصَّل إلى الكلام بها، لأن " التاء " مدغمة في " الثاء ". ولو أسقطت الألف، وابتدئ بها، لم تكن إلا متحركة, فأحدثت الألف لتقع الحركة بها, كما قال جل ثناؤه: حَتَّى إِذَا ادَّارَكُوا فِيهَا جَمِيعًا ، [سورة الأعراف: 38]، وكما قال الشاعر: (18)
تُـولِي الضَّجِـيعَ إذَا مَا اسْتَافَهَا خَصِرًا
عَـذْبَ المَـذَاقِ, إذَا مَـا أتَّـابَعَ القُبَـلُ (19)
[فهو من " الثقل "، ومجازه مجاز " افتعلتم "]، من " التثاقل ". (20)
وقوله: (أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة)، يقول جل ثناؤه, أرضيتم بحظ الدنيا والدّعة فيها، عوضًا من نعيم الآخرة، وما عند الله للمتقين في جنانه =(فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة)، يقول: فما الذي يستمتع به المتمتعون في الدنيا من عيشها ولذَّاتها في نعيم الآخرة والكرامة التي أعدَّها الله لأوليائه وأهل طاعته (21) =(إلا قليل)، يسير. يقول لهم: فاطلبوا، أيها المؤمنون، نعيم الآخرة، وشرف الكرامة التي عند الله لأوليائه، (22) بطاعتِه والمسارعة إلى الإجابة إلى أمره في النفير لجهاد عدوِّه.
* * *
وبنحو ما قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
16719- حدثني محمد بن عمرو قال، حدثنا أبو عاصم قال، حدثنا عيسى, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد: (ما لكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله اثاقلتم إلى الأرض)، أمروا بغزوة تبوك بعد الفتح، وبعد الطائف, وبعد حنين. أمروا بالنَّفير في الصيف، حين خُرِفت النخل, (23) وطابت الثمار, واشتَهُوا الظلال, وشقّ عليهم المخرج.
16720- حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج, عن ابن جريج, عن مجاهد قوله: (يا أيها الذين آمنوا ما لكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله اثاقلتم إلى الأرض) الآية, قال: هذا حين أمروا بغزوة تبوك بعد الفتح وحنين وبعد الطائف. أمرهم بالنَّفير في الصيف, حين اختُرِفت النخل, وطابت الثمار, واشتهوا الظلال, وشقَّ عليهم المخرج. قال: فقالوا: " الثقيل ", ذو الحاجة, والضَّيْعة, والشغل, (24) والمنتشرُ به أمره في ذلك كله. فأنـزل الله: انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالا ، [سورة التوبة: 41]
------------------------
الهوامش :
(14) يعني أبو جعفر ، أنهم لم يقولوا في النفر إلى الغزو " نفورا " في مصدره ، وقد أثبتت كتب اللغة أنه يقال في مصدره "نفر إلى الغزو نفورا".
(15) انظر "النفر" فيما سلف 8 : 536 ، ولم يفسره هناك.
(16) انظر تفسير "سبيل الله" فيما سلف من فهارس اللغة (سبل).
(17) في المطبوعة: "لأنه أدغم التاء في الثاء فأحدث لها ألف" ، وكان في المخطوطة: "لأنه غام" ، فلم يحسن قراءتها، فغير الكلام ، فأثبته على الصواب من المخطوطة . وانظر ما سلف في الإدغام 2 : 224 .
(18) لم أعرف قائله
(19) مضى شرحه وتفسيره آنفًا 2 : 223، ومعاني القرآن للفراء 1 : 438.
(20) مكان هذه الجملة في المطبوعة: "فهو بنى الفعل افتعلتم من التثاقل" ، وهو كلام غث جدا. وفي المخطوطة : " فهو بين الفعل افتعلتم من التثاقل " ، غير منقوط ، وصححت هذه العبارة اجتهادا ، مؤتنسًا بما قاله أبو عبيدة في مجاز القرآن 1 : 260 ، قال : " ومجاز : اثاقلتم ، مجاز : افتعلتم ، من التثاقل ، فأدغمت التاء في الثاء ، فثقلت وشددت " . يعني أبو عبيدة : أنك لو بنيت " افتعل " من " الثقل " ، كان واجبا إدغام التاء في الثاء . وانظر أيضًا معاني القرآن للفراء 1 : 437 ، 438 .
(21) انظر تفسير "متاع" فيما سلف من فهارس اللغة (متع).
(22) في المطبوعة: "وترف الكرامة" ، والصواب ما في المخطوطة.
(23) "خرف النخل يخرفه خرفًا ، واخترفه اخترافًا" ، صرم ثمره واجتناه بعد أن يطيب.
(24) في المطبوعة: "فقالوا: منا الثقيل وذو الحاجة والضيعة ..." ، غير ما في المخطوطة ، وكان في المخطوطة ما أثبت. وهو مقبول، مع شكي في أن يكون سقط من الكلام شيء. وقوله : " الثقيل : ذو الحاجة والضيعة " هو تفسير قوله تعالى : (انفروا خفافًا وثقالا) ، جمع " ثقيل " ، كما سترى في تفسير الآية ص : 262 وما بعدها .
- ابن عاشور : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ ۚ أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ ۚ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ
هذا ابتداء خطاب للمؤمنين للتحريض على الجهاد في سبيل الله ، بطريقة العتاب على التباطىء بإجابة دعوة النفير إلى الجهاد ، والمقصود بذلك غزوة تبوك . قال ابن عطية : «لا اختلاف بين العلماء في أنّ هذه الآية نزلت عتاباً على تخلّف مَن تخلّف عن غزوة تبوك ، إذ تخلّف عنها قبائل ورجال من المؤمنين والمنافقون» فالكلام متّصل بقوله : { وقاتلوا المشركين كافة } [ التوبة : 36 ] وبقوله { قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر إلى قوله فذوقوا ما كنتم تكنزون } [ التوبة : 29 35 ] كما أشرنا إليه في تفسير تلك الآيات .
وهو خطاب للذين حصل منهم التثاقل ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم استنفر المسلمين إلى تلك الغزوة ، وكان ذلك في وقت حرّ شديد ، واستقبل سفراً بعيداً ومفازاً ، حين نضجت الثمار ، وطابت الظلال ، وكان المسلمون يومئذٍ في شدّة حاجة إلى الظهر والعُدّة . فلذلك سُمّيت غزوة العُسرة كما سيأتي في هذه السورة ، فجلى رسولُ الله للمسلمين أمرهم ليتأهّبوا أهبة عدوّهم ، وأخبرهم بوجههِ الذي يريد ، وكان قبل ذلك لا يريد غزوة إلاّ وَرَّى بما يوهم مكاناً غير المكان المقصود ، فحصل لبعض المسلمين تثاقل ، ومن بعضهم تخلّف ، فوجه الله إليهم هذا الملام المعقّب بالوعيد .
فإنّ نحن جرَينا على أنّ نزول السورة كان دفعة واحدة ، وأنّه بعد غزوة تبوك ، كما هو الأرجح ، وهو قول جمهور المفسّرين ، كان محمل هذه الآية أنّها عتاب على ما مضى وكانت { إذا } مستعملة ظرفاً للماضي ، على خلاف غالب استعمالها ، كقوله تعالى : { وإذا رأوا تجارة أو لهواً انفضوا إليها } [ الجمعة : 11 ] وقوله : { ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم قلت لا أجد } [ التوبة : 92 ] الآية ، فإنّ قوله : { وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله } [ النساء : 75 ] صالح لإفادَة ذلك ، وتحذيرٌ من العودة إليه ، لأنّ قوله : { إلاَّ تنفروا } و { إلاّ تنصروه } و { انفروا خفافاً } مراد به ما يستقبل حين يُدعَون إلى غزوة أخرى ، وسنبيّن ذلك مفصّلاً في مواضعه من الآيات .
وإن جرينا على ما عَزاه ابن عطية إلى النقاش : أنّ قوله تعالى : { يا أيها الذين آمنوا ما لكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله اثاقلتم إلى الأرض } هي أول آية نزلت من سورة براءة ، كانت الآية عتاباً على تكاسلٍ وتثاقلٍ ظهرا على بعض الناس ، فكانت { إذا } ظرفاً للمستقبل ، على ما هو الغالب فيها ، وكان قوله : { إلا تنفروا يعذبكم عذاباً أليماً } [ التوبة : 39 ] تحذيراً من ترك الخروج إلى غزوة تبوك ، وهذا كلّه بعيد ممّا ثبت في «السيرة» وما ترجّح في نزول هذه السورة .
و { مَا } في قوله : و { ما لكم } اسم استفهام إنكاري ، والمعنى : أي شيء ، و { لكم خبر عن الاستفهام أي : أي شيء ثَبت لكم .
وإذا }
ظرف تعلّق بمعنى الاستفهام الإنكاري على معنى : أنّ الإنكار حاصل في ذلك الزمان الذي قيل لهم فيه : انفروا ، وليس مضمّناً معنى الشرط لأنّه ظرفُ مُضيّ .وجملة { اثاقلتم } في موضع الحال من ضمير الجماعة ، وتلك الحالة هي محل الإنكار ، أي : ما لكم متثاقلين . يقال : ما لكَ فعلت كذا ، وما لك تَفعل كذا كقوله : { ما لكم لا تناصرون } [ الصافات : 25 ] ، وما لك فاعِلاً ، كقوله : { فما لكم في المنافقين فئتين } [ النساء : 88 ].
والنَّفْر : الخروج السريع من موضع إلى غيره لأمرٍ يحدث ، وأكثر ما يطلق على الخروج إلى الحرب ، ومصدره حينئذٍ النفير .
وسبيل الله : الجهاد ، سمّي بذلك لأنّه كالطريق الموصّل إلى الله ، أي إلى رضاه .
و { اثَّاقلتم } أصله تثاقلتم قلبت التاء المثنّاة ثاء مثلّثة لتقارب مخرجيهما طلباً للإدغام ، واجتلبت همزة الوصل لإمكان تسكين الحرف الأول من الكلمة عند إدغامه .
( والتثاقل ) تكلّف الثقل ، أي إظهار أنّه ثقيل لا يستطيع النهوض .
والثِقَل حالة في الجسم تقتضي شدّة تطلّبه للنزول إلى أسفل ، وعُسرَ انتقاله ، وهو مستعمل هنا في البطء مجازاً مرسلاً ، وفيه تعريض بأنّ بُطأهم ليس عن عجز ، ولكنّه عن تعلّق بالإقامة في بلادهم وأموالهم .
وعُدّي التثاقل ب { إلى } لأنّه ضمن معنى المَيل والإخلاد ، كأنّه تثاقل يطلب فاعله الوصول إلى الأرض للقعود والسكون بها .
والأرض ما يمشي عليه الناس .
ومجموع قوله : { اثاقلتم إلى الأرض } تمثيل لحال الكارهين للغزو المتطلّبين للعُذر عن الجهاد كسلاً وجبناً بحال من يُطلب منه النهوض والخروج ، فيقابل ذلك الطلب بالالتصاق بالأرض ، والتمكّن من القعود ، فيأبى النهوض فضلاً عن السير .
وقوله : { إلى الأرض } كلام موجه بديع : لأنّ تباطؤهم عن الغزو ، وتطلّبهم العذر ، كان أعظم بواعثه رغبتهم البقاء في حوائطهم وثمارهم ، حتّى جعل بعض المفسّرين معنى اثاقلتم إلى الأرض : ملتم إلى أرضكم ودياركم .
والاستفهام في { أرضيتم بالحياة الدنيا } إنكاري توبيخي ، إذ لا يليق ذلك بالمؤمنين .
و { مِنْ } في { من الآخرة } للبدل : أي كيف ترضون بالحياة الدنيا بدلاً عن الآخرة . ومثل ذلك لا يُرضَى به والمراد بالحياة الدنيا ، وبالآخرة : منافعهما ، فإنّهم لمّا حاولوا التخلّف عن الجهاد قد آثروا الراحة في الدنيا على الثواب الحاصل للمجاهدين في الآخرة .
واختير فعل { رَضيتم } دون نحو آثرتم أو فضّلتم : مبالغة في الإنكار ، لأن فعل ( رضي بكذا ) يدلّ على انشراح النفس ، ومنه قول أبي بكر الصديق في حديث الغار «فشرب حتّى رضيت» .
والمَتاع : اسم مصدر تمتّع ، فهو الالتذاذ والتنعّم ، كقوله : { متاعاً لكم ولأنعامكم } [ عبس : 32 ] ووصفه ب { قليل } بمعنى ضعيف ودنيء استعير القليل للتافه .
ويحتمل أن يكون المتاع هنا مراداً به الشيء المتمتّع به ، من إطلاق المصدر على المفعول ، كالخلق بمعنى المخلوق فالإخبار عنه بالقليل حقيقة .
وحرف { في } من قوله : { في الآخرة } دالّ على معنى المقايسة ، وقد جعلوا المقايسة من معاني { في } كما في «التسهيل» و«المغني» ، واستشهدوا بهذه الآية أخذاً من «الكشاف» ولم يتكلّم على هذا المعنى شارحوهما ولا شارحو «الكشّاف» ، وقد تكرّر نظيره في القرآن كقوله في سورة الرعد ( 26 )
{ وما الحياة الدنيا في الآخرة إلا متاع } ، وقوله في حديث مسلم ما الدنيا في الآخرة إلاّ كمثَل ما يجعل أحدكم أصبعه في اليمّ فلينظر بم يرجع وهو في التحقيق ( مِن ) الظرفية المجازية : أي متاع الحياة الدنيا إذا أقحم في خيرات الآخرة كان قليلاً بالنسبة إلى كثرة خيرات الآخرة ، فلزم أنّه ما ظهرت قلّته إلاّ عندما قيس بخيرات عظيمة ونسب إليها ، فالتحقيق أنّ المقايسة معنى حاصل لاستعماللِ حرف الظرفية ، وليس معنى موضوعاً له حرف ( في ).
- إعراب القرآن : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ ۚ أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ ۚ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ
«يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا» سبق اعرابها «ما لَكُمْ» ما اسم استفهام مبني على السكون في محل رفع مبتدأ.
«لَكُمْ» متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ. والجملة الاسمية ابتدائية. «إِذا» ظرف لما يستقبل من الزمان ، خافض لشرطه ، منصوب بجوابه. «قِيلَ» فعل ماض مبني للمجهول ، ونائب الفاعل ضمير مستتر أي القول «لَكُمْ» متعلقان بالفعل ، والجملة في محل جر بالإضافة.
«انْفِرُوا» فعل أمر مبني على حذف النون ، والواو فاعل. «فِي سَبِيلِ» متعلقان بالفعل. «اللَّهِ» لفظ الجلالة مضاف إليه والجملة في محل نصب مفعول به وأجاز بعضهم إعرابها نائب فاعل. «اثَّاقَلْتُمْ» أصلها تثاقلتم فعل ماض مبني على السكون والتاء فاعل ، والجملة لا محل لها جواب شرط وقيل حالية أي عذركم حالة كونكم متثاقلين. «إِلَى الْأَرْضِ» متعلقان بالفعل اثاقلتم. «أَرَضِيتُمْ» فعل ماض والتاء فاعله ، والهمزة للاستفهام ، «بِالْحَياةِ» متعلقان بالفعل. «الدُّنْيا» صفة مجرورة وعلامة جرها الكسرة المقدرة على الألف للتعذر. «مِنَ الْآخِرَةِ» متعلقان بمحذوف حال أي بديلا من الآخرة ، والجملة مستأنفة. «فَما» الفاء
استئنافية. ما نافية. «مَتاعُ» مبتدأ. «الْحَياةِ» مضاف إليه. «الدُّنْيا» صفة. «فِي الْآخِرَةِ» متعلقان بمحذوف حال من متاع أي محسوبا في الآخرة. «إِلَّا» أداة حصر. «قَلِيلٌ» خبر المبتدأ والجملة الاسمية مستأنفة.
- English - Sahih International : O you who have believed what is [the matter] with you that when you are told to go forth in the cause of Allah you adhere heavily to the earth Are you satisfied with the life of this world rather than the Hereafter But what is the enjoyment of worldly life compared to the Hereafter except a [very] little
- English - Tafheem -Maududi : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ ۚ أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ ۚ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ(9:38) O *38 you who believed! what was amiss with you that, when you were asked to march forth on the Way of Allah, you clung to the earth? What! did you prefer the life of this world to the life of the Hereafter? If it is so, you should know that all these goods of this worldly life will prove to be but little in the Hereafter. *39
- Français - Hamidullah : O vous qui croyez Qu'avez-vous Lorsque l'on vous a dit Elancez-vous dans le sentier d'Allah vous vous êtes appesantis sur la terre La vie présente vous agrée-t-elle plus que l'au-delà - Or la jouissance de la vie présente ne sera que peu de chose comparée à l'au-delà
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : O die ihr glaubt was ist mit euch daß wenn zu euch gesagt wird "Rückt aus auf Allahs Weg" ihr euch schwer zur Erde sinken laßt Seid ihr mit dem diesseitigen Leben mehr zufrieden als mit dem Jenseits Aber der Genuß des diesseitigen Lebens wird im Jenseits nur gering erscheinen
- Spanish - Cortes : ¡Creyentes ¿Qué os pasa ¿Por qué cuando se os dice ¡Id a la guerra por la causa de Alá permanecéis clavados en tierra ¿Preferís la vida de acá a la otra Y ¿qué es el breve disfrute de la vidad de acá comparado con la otra sino bien poco
- Português - El Hayek : Ó fiéis que sucedeu quando vos foi dito para partirdes para o combate pela causa de Deus e vós ficastes apegados àterra Acaso preferíeis a vida terrena à outra Que ínfimos são os gozos deste mundo comparados com os do outro
- Россию - Кулиев : О те которые уверовали Почему когда вас призывают выступить в поход на пути Аллаха вы тяжело припадаете к земле Неужели вы довольствуетесь мирской жизнью больше чем Последней жизнью Но преходящее удовольствие мирской жизни по сравнению с Последней жизнью ничтожно
- Кулиев -ас-Саади : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ ۚ أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ ۚ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ
О те, которые уверовали! Почему, когда вас призывают выступить в поход на пути Аллаха, вы тяжело припадаете к земле? Неужели вы довольствуетесь мирской жизнью больше, чем Последней жизнью? Но преходящее удовольствие мирской жизни по сравнению с Последней жизнью ничтожно.Неужели вы не знаете, что правая вера и твердая убежденность требуют от вас без промедления выполнять повеления Аллаха, стремиться снискать Его благосклонность и бороться с врагами вашей религии? Почему, когда вас призывают отправиться на священную войну, вы приникаете к земле и ищите спокойной жизни? Вы поступаете так, как поступают люди, довольствующиеся мирской жизнью, стремящиеся только к земным благам и не обращающие внимания на жизнь будущую. Вы поступаете так, словно не уверовали в жизнь после смерти. А ведь мирские блага, которые вы предпочитаете Последней жизни, по сравнению с ней, ничтожно малы. Разве Всевышний Аллах не наделил вас разумом, благодаря которому вы можете определить, чему действительно следует отдавать предпочтение? Разве мирские удовольствия от первого до последнего не являются ничтожными по сравнению с райскими наслаждениями? Разве короткая земная жизнь заслуживает того, чтобы человек делал ее единственной целью своего существования и связывал с ней свои помыслы и устремления? Неужели все ваши желания ограничиваются преходящими мирскими удовольствиями, преисполненными беспокойства и опасностей? Что заставило вас предпочесть земной мир бесконечной Последней жизни со всевозможными благами, которыми наслаждаются души и упиваются взоры? Клянусь Аллахом, человек никогда не отдаст предпочтение мирской жизни перед жизнью будущей, если вера глубоко запала ему в душу, если он способен здраво мыслить или действительно относится к числу благоразумных мужей. После упоминания об этом Аллах пригрозил наказать мусульман, если те откажутся сражаться на Его пути. Всевышний сказал:
- Turkish - Diyanet Isleri : Ey inananlar Size ne oldu ki "Allah yolunda savaşa çıkın" dendiği zaman yere çöküp kaldınız Oysa dünya hayatının geçimi ahirete göre pek az bir şeydir
- Italiano - Piccardo : O voi che credete Perché quando vi si dice “Lanciatevi [in campo] per la causa di Allah” siete [come] inchiodati alla terra La vita terrena vi attira di più di quella ultima Di fronte all'altra vita il godimento di quella terrena è ben poca cosa
- كوردى - برهان محمد أمين : ئهی ئهو کهسانهی ئیمان و باوهڕتان هێناوه ئهوه بۆچی کاتێک پێتان دهوترێت ڕاپهڕن و ئامادهبن و هێرش بهرن له پێناوی ئاینی خوادا دژی ئهو خوانهناسانهی که خۆیان ئاماده کردووه بۆ کوژاندنهوهی نووری خوا ئێوه لهشتان دادههێزرێت و دهلکێن بهزهویداو زهمین گیردهبن ئهڵبهته ئهم بانگهوازه ههرکاتێک لهلایهن سهرکردایهتی حهکیم و داناو بڕوا پێ کراوهوه بڕیار درا که ههڵقوڵاوی ناو کۆمهڵگهی ئیماندارانه و ئهزموونی ساڵهها جیهادو خهباتی ژێر زهمینی ههیه دهبێت لهلایهن ههموو ئیماندارانهوه پهیڕهوی بکرێت ئایا ئێوه ڕازین به ژیانی دنیاو بهگرنگتری دهزانن له ژیانی نهبڕاوهی قیامهت له بهههشتی بهرین بێگومان ژیانی دنیا به بهراورد لهگهڵ ژیانی پڕ له شادیی قیامهتدا زۆر زۆر کهم تهمهن و کهم خۆشی یه
- اردو - جالندربرى : مومنو تمہیں کیا ہوا ہے کہ جب تم سے کہا جاتا ہے کہ خدا کی راہ میں جہاد کے لیے نکلو تو تم کاہلی کے سبب سے زمین پر گرے جاتے ہو یعنی گھروں سے نکلنا نہیں چاہتے کیا تم اخرت کی نعمتوں کو چھوڑ کر دینا کی زندگی پر خوش ہو بیٹھے ہو۔ دنیا کی زندگی کے فائدے تو اخرت کے مقابل بہت ہی کم ہیں
- Bosanski - Korkut : O vjernici zašto ste neki oklijevali kada vam je bilo rečeno "Krenite u borbu na Allahovu putu" kao da ste za zemlju prikovani Zar vam je draži život na ovome svijetu od onoga svijeta A uživanje na ovome svijetu prema onome na onome svijetu nije ništa
- Swedish - Bernström : TROENDE Hur är det fatt med er När ni kallas att kämpa för Guds sak klamrar ni er fast vid det jordiska; är ni så intagna av vad denna världen [kan erbjuda] att ni [glömmer] evigheten Detta liv ger er bara torftiga fröjder jämfört med den eviga glädjen
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Hai orangorang yang beriman apakah sebabnya bila dikatakan kepadamu "Berangkatlah untuk berperang pada jalan Allah" kamu merasa berat dan ingin tinggal di tempatmu Apakah kamu puas dengan kehidupan di dunia sebagai ganti kehidupan di akhirat Padahal kenikmatan hidup di dunia ini dibandingkan dengan kehidupan diakhirat hanyalah sedikit
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ ۚ أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ ۚ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ
Ayat ini diturunkan sewaktu Nabi saw. menyeru kaum muslimin untuk berangkat ke perang Tabuk sedangkan pada saat itu udara sangat panas dan cuacanya sulit sehingga hal itu membuat mereka berat untuk melakukannya (Hai orang-orang yang beriman apakah sebabnya apabila dikatakan kepada kalian, "Berangkatlah untuk berperang pada jalan Allah lalu kalian merasa berat) lafal itstsaaqaltum pada asalnya tatsaaqaltum kemudian huruf ta diganti dengan huruf tsa lalu diidgamkan atau digabungkan dengan huruf tsa yang asli setelah itu ditarik hamzah washal sehingga jadilah itstsaaqaltum. Artinya kalian malas dan enggan untuk melakukan jihad (dan ingin tinggal di tempat kalian saja?) artinya ingin tetap di tempat tinggal, istifham/kata tanya pada permulaan ayat mengandung makna taubikh/celaan. (Apakah kalian puas dengan kehidupan di dunia) dengan kesenang-kesenangannya (sebagai ganti kehidupan akhirat?) sebagai ganti kenikmatan ukhrawi (padahal kenikmatan hidup di dunia ini di) dibandingkan dengan kenikmatan (akhirat hanyalah sedikit") sangat kecil dan tidak ada artinya.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : হে ঈমানদারগণ তোমাদের কি হল যখন আল্লাহর পথে বের হবার জন্যে তোমাদের বলা হয় তখন মাটি জড়িয়ে ধর তোমরা কি আখেরাতের পরিবর্তে দুনিয়ার জীবনে পরিতুষ্ট হয়ে গেলে অথচ আখেরাতের তুলনায় দুনিয়ার জীবনের উপকরণ অতি অল্প।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : ஈமான் கொண்டவர்களே அல்லாஹ்வின் பாதையில் போருக்குப் புறப்பட்டுச் செல்லுங்கள் என்று உங்களுக்குக் கூறப்பட்டால் நீங்கள் பூமியின் பக்கம் சாய்ந்து விடுகிறீர்களே உங்களுக்கு உன்ன நேர்ந்து விட்டது மறுமையைவிட இவ்வுலக வாழ்க்கையைக் கொண்டே நீங்கள் திருப்தியடைந்து விட்டீர்களா மறுமையின் வாழ்க்கைக்கு முன்பு இவ்வுலக வாழ்க்கையின் இன்பம் மிகவும் அற்பமானது
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : “บรรดาผู้ศรัทธาทั้งหลาย มีอะไรเกิดขึ้นแก่พวกเจ้ากระนั้นหรือ เมื่อได้ถูกกล่าวแก่พวกเจ้าว่า จงออกไปต่อสู้ในทางของอัลลอฮ์ เถิด พวกเจ้าก็แนบหนักอยู่กับพื้นดิน พวกเจ้าพึงพอใจต่อชีวิตความเป็นอยู่แห่งโลกนี้ แทน ปรโลกกระนั้นหรือ สิ่งอำนวยความสุขแห่งชีวิตความเป็นอยู่ในโลกนี้นั้น ในปรโลกแล้ว ไม่มีอะไรนอกจากสิ่งเล็กน้อยเท่านั้น
- Uzbek - Мухаммад Содик : Эй иймон келтирганлар Сизга нима бўлдики Аллоҳнинг йўлида қўзғолинг дейилса ерга ёпишиб олдингиз Ёки охиратни қўйиб ҳаёти дунёга рози бўлдингизми Охират олдида бу ҳаёти дунё жуда озку Бу ояти карима Табук урушига оммавий сафарбарлик эълон қилингандан сўнг юз берган баъзи ҳолатлар туфайли нозил бўлган
- 中国语文 - Ma Jian : 信道的人们啊!教你们为真主而出征的时候,你们怎么依恋故乡,懒得出发呢?难道你们愿以后世的幸福换取今世的生活吗?今世的享受比起后世的幸福来是微不足道的。
- Melayu - Basmeih : Wahai orangorang yang beriman Mengapa kamu apabila dikatakan kepada kamu "Pergilah beramairamai untuk berperang pada jalan Allah" kamu merasa keberatan dan suka tinggal menikmati kesenangan di tempat masingmasing Adakah kamu lebih suka dengan kehidupan dunia daripada akhirat Kesukaan kamu itu salah kerana kesenangan hidup di dunia ini hanya sedikit jua berbanding dengan kesenangan hidup di akhirat kelak
- Somali - Abduh : kuwa xaqa rumeeyow maxaad leedihiin oo marka laydin dhaho ku baxa jidka Eebe aad ugu cuslaataan dhulka ma waxaad ku ralli noqotaan nolosha adduun aakhiro ka sokow nolosha adduunyo marka aakharo loo dayo waa uun raaxo yar
- Hausa - Gumi : Yã kũ waɗanda suka yi ĩmãni Mẽne ne a gare ku idan ance muku "Ku fita da yãƙi a cikin hanyar Allah" sai ku yi nauyi zuwa ga ƙasa Shin kun yarda da rãyuwar dũniya ne daga ta Lãhira To jin dãɗin rãyuwar dũniya bai zama ba a cikin Lãhira fãce kaɗan
- Swahili - Al-Barwani : Enyi mlio amini Mna nini mnapo ambiwa Nendeni katika Njia ya Mwenyezi Mungu mnajitia uzito katika ardhi Je mmeridhia maisha ya dunia kuliko ya Akhera Lakini starehe za maisha ya dunia kulinganisha na ya Akhera ni chache
- Shqiptar - Efendi Nahi : O besimtarë Çka kini që ngurroni thuajse jeni ngjitur për tokë – kur ju thuhet “Dilni në luftë në rrugën e Perëndisë A jeni të kënaqur me jetën e kësaj bote në vend të përhershmes amshueshmës E kënaqësia e kësaj bote në krahasim me atë të botës tjetër – është shumë e vogël
- فارسى - آیتی : اى كسانى كه ايمان آوردهايد، چيست كه چون به شما گويند كه براى جنگ در راه خدا بسيج شويد، گويى به زمين مىچسبيد؟ آيا به جاى زندگى اخروى به زندگى دنيا راضى شدهايد؟ متاع اين دنيا در برابر متاع آخرت جز اندكى هيچ نيست.
- tajeki - Оятӣ : Эй касоне, ки имон овардаед, барои чӣ чун ба шумо гӯянд, ки барои ҷанг дар роҳи Худо ҷамъ шавед, гӯё ба замин мечаспед? Оё ба ҷои зиндагии ухравӣ ба зиндагии дунё розӣ шудаед? Матоъи ин дунё дар баробари матоъи охират ғайри андаке ҳеҷ нест.
- Uyghur - محمد صالح : ئى مۆمىنلەر! سىلەرگە اﷲ نىڭ يولىدا جىھاد قىلىشقا چىقىڭلار دېيىلسە، نېمىشقا يۇرتۇڭلاردىن ئايرىلغىڭلار كەلمەيدۇ؟ دۇنيا ھاياتىنى ئاخىرەتتىكى (بەخت) بىلەن تېگىشىشكە رازى بولدۇڭلارمۇ؟ دۇنيا ھاياتىدىن بەھرىمەن بولۇش ئاخىرەتنىڭ نېمەتلىرى بىلەن سېلىشتۇرغاندا، ئەرزىمەس نەرسىدۇر
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : വിശ്വസിച്ചവരേ, നിങ്ങള്ക്കെകന്തുപറ്റി? അല്ലാഹുവിന്റെ മാര്ഗേത്തില് ഇറങ്ങിത്തിരിക്കുകയെന്നു പറയുമ്പോള് നിങ്ങള് ഭൂമിയോട് അള്ളിപ്പിടിക്കുകയാണല്ലോ. പരലോകത്തെക്കാള് ഐഹികജീവിതംകൊണ്ട് നിങ്ങള് തൃപ്തിപ്പെട്ടിരിക്കയാണോ? എന്നാല് പരലോകത്തെ അപേക്ഷിച്ച് ഐഹികജീവിത വിഭവം നന്നെ നിസ്സാരമാണ്.
- عربى - التفسير الميسر : يا ايها الذين صدقوا الله ورسوله وعملوا بشرعه ما بالكم اذا قيل لكم اخرجوا الى الجهاد في سبيل الله لقتال اعدائكم تكاسلتم ولزمتم مساكنكم هل اثرتم حظوظكم الدنيويه على نعيم الاخره فما تستمتعون به في الدنيا قليل زائل اما نعيم الاخره الذي اعده الله للمومنين المجاهدين فكثير دائم
*38) From here begins the discourse (vv. 38-72) which was sent down at the time when the Holy Prophet was engaged in making preparations for the Campaign to Tabuk.
*39) ".... you should know that the goods ... Hereafter" may imply two meanings. First: "When you will find that the life in the Hereafter is eternal and see that the good things and the provisions of enjoyment are countless, you will realize that the potential and the actual enjoyments of the temporary life of this world were nothing as compared with the blessings of that great Kingdom. At that time you will regret why you deprived yourselves of this everlasting happiness and bliss for the sake of the little-very little-sort-lived enjoyments of the mortal life of this world. " Second: "The goods of this worldly life are of no value in the Hereafter, howsoever abundant they might be. You shall have to give up each and everything as soon as you breathe your last, for nothing of this world can go with you to the Next World. Of course, you will get credit for what you sacrificed for the pleasure and love of Allah, and lout of Islam."