- عربي - نصوص الآيات عثماني : عَفَا ٱللَّهُ عَنكَ لِمَ أَذِنتَ لَهُمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكَ ٱلَّذِينَ صَدَقُواْ وَتَعْلَمَ ٱلْكَٰذِبِينَ
- عربى - نصوص الآيات : عفا الله عنك لم أذنت لهم حتى يتبين لك الذين صدقوا وتعلم الكاذبين
- عربى - التفسير الميسر : عفا الله عنك -أيها النبي- عمَّا وقع منك مِن تَرْك الأولى والأكمل، وهو إذنك للمنافقين في القعود عن الجهاد، لأي سبب أَذِنْتَ لهؤلاء بالتخلف عن الغزوة، حتى يظهر لك الذين صدقوا في اعتذارهم وتعلم الكاذبين منهم في ذلك؟
- السعدى : عَفَا اللَّهُ عَنكَ لِمَ أَذِنتَ لَهُمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ
يقول تعالى لرسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ {عَفَا اللَّهُ عَنْكَ} أي: سامحك وغفر لك ما أجريت.
{لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ} في التخلف {حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ} بأن تمتحنهم، ليتبين لك الصادق من الكاذب، فتعذر من يستحق العذر ممن لا يستحق ذلك.
- الوسيط لطنطاوي : عَفَا اللَّهُ عَنكَ لِمَ أَذِنتَ لَهُمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ
ثم عاتب الله : تعالى . نبيه - صلى الله عليه وسلم - عتاباً رقيقاً لأنه اذن للمنافقين بالتخلف عن الجهاد حين طلبوا منه ذلك ، دون أن يتبين أحوالهم فقال . تعالى . ( عَفَا الله عَنكَ لِمَ أَذِنتَ ) .
قال ابن كثير . قال مجاهد . نزلت هذه الآية فى أناس قالوا : استأذنوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فإن أذن لكم فاقعدوا . وإن لم يأذن لكم فاقعدوا .
والعفو : يطلق على التجاوز عن الذنب أو التقصير ، كما يطلق على ترك المؤاخذة على عدم فعل الأولى والأفضل ، وهو المراد هنا .
والمعنى : عفا الله عنك يا محمد ، وتجاوز عن مؤاخذتك فيما فعلته مع هؤلاء المنافقين من سماحك لهم بالتخلف عن الجهاد معك فى غزوة تبوك ، حين اعتذروا إليك بالأعذار الكاذبة ، وكان الأولى بك أن تتريث وتتأنى فى السماح لهم بالتخلف ، حتى تيبين لك الذين صدقوا فى اعتذارهم من الذين كذبوا فيه ، فقد كانوا - إلا قليلا منهم - كاذبين فى معاذيرهم ، وكانوا مصرين على القعود عن الجهاد حتى ولو لم تأذن لهم به .
وقدم سبحانه . العفو على العتاب . وهو قوله : ( لِمَ أَذِنتَ لَهُمْ ) - للإِشارة إلى المكانة السامية التى له - صلى الله عليه وسلم - عند ربه .
قال بعض العلماء : هل سمعتم بعتاب أحسن من هذا؟ لقد خاطبه سبحانه بالعفو قبل أن يذكر المفعو عنه .
وقال العلامة أبو السعود ما ملخصه : وعبر - سبحانه - عن الفريق الأول بالموصول الذى صلته فعل دال على الحدوث ، وعن الفريق الثانى باسم الفاعل المفيد للدوام ، للإِيذان بأن ما ظهر من الأولين صدق حادث فى أمر خاص غير مصحح لنظمهم فى سلك الصادقين ، وبأن ما صدر من الآخرين ، وإن كان كاذباً حادثاً متعلقاً بأمر خاص لكنه أمر جار على عادتهم المستمرة ، ناشئ عن رسوخهم فى الكذب .
وعبر عن ظهور الصدق بالتبين ، وعما يتعلق بالكذب بالعلم ، لما هو المشهور من أن مدلول الخبر هو الصدق ، والكذب احتمال عقلى ، فظهور صدق الخبر إنما هو تبين ذلك المدلول ، وانقطاع احتمال نقيضه بعدما كان محتملا له احتمالا عقلياً ، وأما كذبه فأمر حادث لا دلالة للخبر عليه فى الجملة حتى يكون ظهوره تبيناً له ، بل نقيض لمدلوله . فما يتعلق به يكون علما مستأنفاً .
هذا ، ومن الأمور التى تكلم عنها العلماء عند تفسيرهم لهذه الآية ما يأتى :
1- أن النبى - صلى الله عليه وسلم - كان يحكم بمقتضى اجتهاده فى بعض الوقائع . وقد بسط القول فى هذه المسألة صاحب المنار فقال ما ملخصه :
وقد كان الإِذن المعاتب عليه اجتهاداً منه - صلى الله عليه وسلم - فيما لا نص فيه من الوحى ، وهو جائز وواقع من الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم . وليسوا بمعصومين من الخطأ فيه ، وإنما العصمة المتفق عليها خاصة بتبليغ الوحى ببيانه والعمل به ، فيستحيل على الرسول أن يكذب أو أن يخطئ فيها يبلغه عن ربه أو يخالفه بالعمل .
ويؤيده " حديث طلحة فى تأبير النخل إذ رآهم - صلى الله عليه وسلم - يلقحونها فقال : " ما أظن يغنى ذلك شيئاً " فأخذوا بذلك فتركوه ظناً منهم أن قوله هذا من أمر الدين ، فنفضت النخل وسقط ثمرها . فأخبر بذلك فقال : " إن كان ينفعهم ذلك فليصنعوه ، فانى ظننت ظناً فلا تؤاخذونى بالظن ، ولكن إذا حدثتكم عن الله شيئاً فخذوا به ، فانى لن أكذب على الله عز وجل " " .
وقد صرح علماء الأصول بجواز الخطأ فى الاجتهاد على الأنبياء . عليهم الصلاة والسلام : قالوا : ولكن لا يقرهم الله على ذلك ، بل يبين لهم الصواب فيه . .
2- أن من الواجب على المسلم التريث فى الحكم على الأمور .
قال الفخر الرازى : دلت الآية على وجوب الاحتراز عن العجلة ، ووجوب التثبت والتأنى ، وترك الاغترار بظاهر الأمور ، والمبالغة فى التفحص ، حتى يمكنه أن يعامل كل فريق بما يستتحقه من التقريب أو الإِبعاد .
3- أن المتببع لآراء العلماء عند تفسيرهم لهذه الآية يرى لهم ثلاثة أقوال :
أما القول الأول فهو لجمهور العلماء : وملخصه : أن المراد بالعفو فى قوله سبحانه : ( عَفَا الله عَنكَ ) عدم مؤاخذته : - صلى الله عليه وسلم - فى تركه الأولى والأفضل ، لأنه كان من الأفضل لهألا يأذن للمنافقين فى التخلف عن الجهاد حتى يتبين أمرهم .
وهذا القول هو الذى نختاره ونرجحه ، لأنه هو المناسب لسياق الآية ولما ورد فى سبب نزولها :
وأما القول الثانى فهو لصاحب الكشاف : وملخصه : أن العفو هنا كناية عن الجناية ، فقد قال : قوله ( عَفَا الله عَنكَ ) كناية عن الجناية لأن العفو مرادف لها ، ومعناه . أخطأت وبئس ما فعلت ، وقوله ( لِمَ أَذِنتَ لَهُمْ ) بيان لما كنى عنه بالعفو .
ولم يرتض كثير من العلماء ما ذهب إليه صاحب الكشاف من أن العفو هنا كناية عن الجناية ، ووصفوا ما ذهب إليه بالخطأ وإساءة الأدب .
قال أبو السعود : ولقد أخطأ وأساء الأدب وبئسما فعل فيما قال وكتب من زعم أن الكلام كناية عن الجناية ، وأن معناه أخطأت ، وبئس ما فعلت .
هب أنه كناية ، أليس إيثارها على التصريح بالجناية للتلطيف فى الخطاب والتخفيف فى العقاب؟
وقال الشيخ أحمد بن المنير : ليس له - أى الزمخشرى : - أن يفسر هذه الآية بهذا التفسير ، وهو بين أحد أمرين : إما أن لا يكون هو المراد وإما أن يكون هو المراد ، ولكن قد أحل الله نبيه الكريم عن مخاطبته بصريح العتب ، وخصوصاً فى حق المصطفى - عليه الصلاة والسلام - فالزمخشرى على كلا التقديرين ذهل عما يجب فى حقه - صلى الله عليه وسلم - .
ولقد أحسن من قال فى هذه الآية : إن من لطف الله - تعالى - بنبيه ، أن بدأه بالعفو قبل العتب ، ولو قال له ابتداء ( لِمَ أَذِنتَ لَهُمْ ) لتفطر قلبه - عليه الصلاة والسلام .
فمثل هذا الأدب يجب احتذاؤه فى حق سيد البشر - عليه الصلاة والسلام .
وأما القول الثالث فهو للامام الفخرى الرازى ، ولمن حذا حذوه كالقرطبى وغيره ، وملخص هذا القول أنه يجوز أن يكون المراد بالعفو هنا المبالغة فى تعظيم النبى - صلى الله عليه وسلم توقيره ، أو أن قوله - سبحانه : ( عَفَا الله عَنكَ ) افتتاح كلام .
قال الفخر الرازى ما ملخصه : لا نسلم أن قوله - تعالى - ( عَفَا الله عَنكَ ) يوجب الذنب ، ولم لا يجوز أن يقال : إن الله يدل على مبالغة الله ، تعالى فى تعظيمه وتوقيره ، كما يقول الرجل لغيره إذا كان معظما عنده ، عفا الله عنك ما صنعت فى أمرى . . فلا يكون غرضه من هذا الكلام إلا مزيد التبجيل والتعظيم .
ويؤيد ذلك قول على بن الجهم يخاطب المتوكل وقد أمر بنفيه :
عفا الله عنك ألا حرمة ... تعوذ بعفوك أن أبعد
ألم ترى عبداً عدا طوره ... ومولى عقا ورشيداً هدى
أقلنى أقالك من لم يزل ... يقيك ، ويصرف عنك الردى
وقال القرطبى : قوله : - تعالى - ( عَفَا الله عَنكَ لِمَ أَذِنتَ لَهُمْ ) قيل : هو افتتاح كلام؛ كما تقول : أصلحك الله وأعزك وحرمك كان كذا وكذا . .
والذى نراه أن القول الأول هو الراجح لما سبق أن بيناه .
- البغوى : عَفَا اللَّهُ عَنكَ لِمَ أَذِنتَ لَهُمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ
( عفا الله عنك ) قال عمرو بن ميمون : اثنان فعلهما رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يؤمر بهما : إذنه للمنافقين ، وأخذه الفدية من أسارى بدر ، فعاتبه الله كما تسمعون . قال سفيان بن عيينة : انظروا إلى هذا اللطف بدأ بالعفو قبل أن يعيره بالذنب .
وقيل : إن الله عز وجل وقره ورفع محله بافتتاح الكلام بالدعاء له ، كما يقول الرجل لمن يخاطبه إذا كان كريما عنده : عفا الله عنك ما صنعت في حاجتي؟ ورضي الله عنك ألا زرتني . وقيل معناه : أدام الله لك العفو .
( لم أذنت لهم ) أي : في التخلف عنك ( حتى يتبين لك الذين صدقوا ) في أعذارهم ، ( وتعلم الكاذبين ) فيها ، أي : تعلم من لا عذر له . قال ابن عباس رضي الله عنه : لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرف المنافقين يومئذ .
- ابن كثير : عَفَا اللَّهُ عَنكَ لِمَ أَذِنتَ لَهُمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ
قال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي ، حدثنا أبو حصين بن [ يحيى بن ] سليمان الرازي ، حدثنا سفيان بن عيينة ، عن مسعر عن عون قال : هل سمعتم بمعاتبة أحسن من هذا ؟ بدأ بالعفو قبل المعاتبة فقال : ( عفا الله عنك لم أذنت لهم ) وكذا قال مورق العجلي وغيره .
وقال قتادة : عاتبه كما تسمعون ، ثم أنزل التي في سورة النور ، فرخص له في أن يأذن لهم إن شاء : ( فإذا استأذنوك لبعض شأنهم فأذن لمن شئت منهم ) [ النور : 62 ] وكذا روي عن عطاء الخراساني .
وقال مجاهد : نزلت هذه الآية في أناس قالوا : استأذنوا رسول الله ، فإن أذن لكم فاقعدوا ، وإن لم يأذن لكم فاقعدوا .
ولهذا قال تعالى : ( حتى يتبين لك الذين صدقوا ) أي : في إبداء الأعذار ، ( وتعلم الكاذبين )
- القرطبى : عَفَا اللَّهُ عَنكَ لِمَ أَذِنتَ لَهُمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ
قوله تعالى عفا الله عنك لم أذنت لهم حتى يتبين لك الذين صدقوا وتعلم الكاذبين
قوله تعالى عفا الله عنك لم أذنت لهم قيل : هو افتتاح كلام ، كما تقول : أصلحك الله وأعزك ورحمك كان كذا وكذا . وعلى هذا التأويل يحسن الوقف على قوله : عفا الله عنك ، حكاه مكي والمهدوي والنحاس . وأخبره بالعفو قبل الذنب لئلا يطير قلبه فرقا . وقيل : المعنى عفا الله عنك ما كان من ذنبك في أن أذنت لهم ، فلا يحسن الوقف على قوله : عفا الله عنك على هذا التقدير ، حكاه المهدوي واختاره النحاس . ثم قيل : في الإذن قولان : الأول : لم أذنت لهم في الخروج معك ، وفي خروجهم بلا عدة ونية صادقة فساد . الثاني : - لم أذنت لهم في القعود لما اعتلوا بأعذار ، ذكرها القشيري قال : وهذا عتاب تلطف إذ قال : عفا الله عنك . وكان عليه السلام أذن من غير وحي نزل فيه . قال قتادة وعمرو بن ميمون : ثنتان فعلهما النبي صلى الله عليه وسلم ولم يؤمر بهما : إذنه لطائفة من المنافقين في التخلف عنه ولم يكن له أن يمضي شيئا إلا بوحي ، وأخذه من الأسارى الفدية فعاتبه الله كما تسمعون . قال بعض العلماء : إنما بدر منه ترك الأولى فقدم الله العفو على الخطاب الذي هو في صورة العتاب .
قوله تعالى حتى يتبين لك الذين صدقوا وتعلم الكاذبين أي ليتبين لك من صدق ممن نافق . قال ابن عباس : وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن يومئذ يعرف المنافقين وإنما عرفهم بعد نزول سورة ( التوبة ) . وقال مجاهد : هؤلاء قوم قالوا : نستأذن في الجلوس فإن أذن لنا جلسنا وإن لم يؤذن لنا جلسنا . وقال قتادة : نسخ هذه الآية بقوله في سورة " النور " : فإذا استأذنوك لبعض شأنهم فأذن لمن شئت منهم . ذكره النحاس في معاني القرآن له .
- الطبرى : عَفَا اللَّهُ عَنكَ لِمَ أَذِنتَ لَهُمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ
القول في تأويل قوله : عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ (43)
قال أبو جعفر: وهذا عتاب من الله تعالى ذكره، عاتبَ به نبيَّه صلى الله عليه وسلم في إذنه لمن أذن له في التخلف عنه، حين شخص إلى تبوك لغزو الروم، من المنافقين.
يقول جل ثناؤه: (عفا الله عنك)، يا محمد، ما كان منك في إذنك لهؤلاء المنافقين الذين استأذنوك في ترك الخروج معك, وفي التخلف عنك، من قبل أن تعلم صدقه من كذبه (24)
=(لم أذنت لهم)، لأي شيء أذنت لهم؟ = (حتى يتبين لك الذين صدقوا وتعلم الكاذبين)، يقول: ما كان ينبغي لك أن تأذن لهم في التخلف عنك إذ قالوا لك: (لو استطعنا لخرجنا معك), حتى تعرف مَن له العذر منهم في تخلفه، ومن لا عذر له منهم, فيكون إذنك لمن أذنتَ له منهم على علم منك بعذره, وتعلمَ مَنِ الكاذبُ منهم المتخلفُ نفاقًا وشكًّا في دين الله.
* * *
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
16763- حدثنا محمد بن عمرو قال، حدثنا أبو عاصم قال، حدثنا عيسى, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد: (عفا الله عنك لم أذنت لهم)، قال: ناسٌ قالوا: استأذِنوا رسول الله صلى الله عليه وسلم, فإن أذن لكم فاقعدوا وإن لم يأذن لكم فاقعدوا.
16764- حدثنا بشر قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد, عن قتادة قوله: (عفا الله عنك لم أذنت لهم حتى يتبين لك الذين صدقوا)، الآية, عاتبه كما تسمعون, ثم أنـزل الله التي في " سورة النور ", فرخص له في أن يأذن لهم إن شاء, فقال: فَإِذَا اسْتَأْذَنُوكَ لِبَعْضِ شَأْنِهِمْ فَأْذَنْ لِمَنْ شِئْتَ مِنْهُمْ ، [سورة النور: 62]، فجعله الله رخصةً في ذلك من ذلك.
16765- حدثني الحارث قال، حدثنا عبد العزيز قال، حدثنا سفيان بن عيينة, عن عمرو بن دينار, عن عمرو بن ميمون الأودي قال: اثنتان فعلهما رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يؤمر فيهما بشيء: إذنه للمنافقين, وأخذه من الأسارى, فأنـزل الله: (عفا الله عنك لم أذنت لهم)، الآية.
16766- حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا عبيد بن سليمان قال، قرأت على سعيد بن أبي عروبة, قال: هكذا سمعته من قتادة, قوله: (عفا الله عنك لم أذنت لهم)، الآية, ثم أنـزل الله بعد ذلك في " سورة النور ": فَإِذَا اسْتَأْذَنُوكَ لِبَعْضِ شَأْنِهِمْ فَأْذَنْ لِمَنْ شِئْتَ مِنْهُمْ ، الآية.
16767- حدثنا صالح بن مسمار قال، حدثنا النضر بن شميل قال، أخبرنا موسى بن سَرْوان, قال: سألت مورِّقًا عن قوله: (عفا الله عنك)، قال: عاتبه ربه. (25)
------------------
الهوامش :
(24) انظر تفسير " العفو " فيما سلف من فهارس اللغة (عفا).
(25) الأثر : 16767 - "صالح بن مسمار المروزي السلمي"، شيخ الطبري، مضى برقم: 224.
و "النضر بن شميل المازني" الإمام النحوي، ثقة، روى له الجماعة، مضى برقم: 11512 .
و " موسى بن سروان العجلي " ، ويقال : " ثروان " و " فروان " مضى برقم : 11411 ، وكان في المطبوعة هنا " موسى بن مروان " ، وهو خطأ ، وأثبت ما في المخطوطة .
و " مورق " ، هو " مورق بن مشمرج العجلي " ، ثقة عابد من العباد الخشن . مترجم في التهذيب ، والكبير 4 2 51 ، وابن أبي حاتم 4 1 403 .
- ابن عاشور : عَفَا اللَّهُ عَنكَ لِمَ أَذِنتَ لَهُمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ
استأذن فريق من المنافقين النبي صلى الله عليه وسلم أن يتخلّفوا عن الغزوة ، منهم عبد الله بنُ أبَيْ ابن سَلُول ، والجِدّ بن قَيس ، ورفاعة بن التابوت ، وكانوا تسعة وثلاثين واعتذروا بأعذار كاذبة وأذن النبي صلى الله عليه وسلم لمن استأذنه حملا للناس على الصدق ، إذ كان ظاهر حالهم الإيمان ، وعلماً بأنّ المعتذرين إذا ألجئوا إلى الخروج لا يغنون شيئاً ، كما قال تعالى : { لو خرجوا فيكم ما زادوكم إلا خبالاً } [ التوبة : 47 ] فعاتب الله نبيئه صلى الله عليه وسلم في أنْ أذن لهم ، لأنّه لو لم يأذن لهم لقعدوا ، فيكون ذلك دليلاً للنبيء صلى الله عليه وسلم على نفاقهم وكذبهم في دعوى الإيمان ، كما قال الله تعالى : { ولو نشاء لأريناكهم فلعرفتهم بسيماهم } [ محمد : 30 ].
والجملة مستأنفة استئنافاً ابتدائياً لأنّه غرض أنف .
وافتتاح العتاب بالإعلام بالعفو إكرام عظيم ، ولطافة شريفة ، فأخبره بالعفو قبل أن يباشره بالعِتاب . وفي هذا الافتتاح كناية عن خفّة موجِب العتاب لأنّه بمنزلة أن يقال : ما كان ينبغي ، وتسمية الصفح عن ذلك عَفْواً ناظر إلى مغزى قول أهل الحقيقة : حسنات الأبرار سيّئاتُ المقرَّبين .
وألقي إليه العتاب بصيغة الاستفهام عن العلّة إيماء إلى أنّه ما أذن لهم إلاّ لسبب تَأوَّلَه ورجَا منه الصلاح على الجلمة بحيث يُسْأل عن مثله في استعمال السؤال من سائل يطلب العلم وهذا من صيغ التلطّف في الإنكار أو اللوم ، بأن يظهر المنكِر نفسه كالسائِل عن العلّة التي خفيت عليه ، ثم أعقبه بأنّ ترك الإذن كان أجدر بتبيين حالهم ، وهو غرض آخر لم يتعلّق به قصد النبي صلى الله عليه وسلم
وحذف متعلِّق { أذنت } لظهوره من السياق ، أي لم أذنت لهم في القعود والتخلف .
و { حتَّى } غاية لفعل { أذنت } لأنّه لما وقع في حيز الاستفهام الإنكاري كان في حكم المنفي فالمعنى : لا مقتضيَ للإذن لهم إلى أن يتبيّن الصادق من الكاذب .
وفي زيادة { لك } بعد قوله : { يتبين } زيادة ملاطفة بأنّ العتاب ما كان إلاّ عن تفريط في شيء يعود نفعه إليه ، والمراد بالذين صدقوا : الصادقون في إيمانهم ، وبالكافرين الكاذبين فيما أظهروه من الإيمان ، وهم المنافقون . فالمراد بالذين صدقوا المؤمنون .
- إعراب القرآن : عَفَا اللَّهُ عَنكَ لِمَ أَذِنتَ لَهُمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ
«عَفَا» فعل ماض. «اللَّهُ» لفظ الجلالة فاعله. «عَنْكَ» متعلقان بالفعل ، والجملة ابتدائية. «لِمَ» اللام حرف جر. «ما» اسم استفهام في محل جر باللام ، والجار والمجرور متعلقان «أَذِنْتَ». وحذفت ألف ما لتمييزها عن ما الموصولة. «حَتَّى» حرف غاية وجر «يَتَبَيَّنَ» مضارع منصوب بأن المضمرة بعد حتى ، والمصدر المؤول من أن المضمرة والفعل في محل جر بحتى. والجار والمجرور متعلقان بفعل محذوف «لَكَ» متعلقان بالفعل. «الَّذِينَ» اسم موصول في محل رفع فاعل. «صَدَقُوا» فعل ماض وفاعل والجملة صلة الموصول.
«وَتَعْلَمَ الْكاذِبِينَ» مضارع ومفعوله وفاعله ضمير مستتر تقديره أنت ، والجملة معطوفة.
- English - Sahih International : May Allah pardon you [O Muhammad]; why did you give them permission [to remain behind] [You should not have] until it was evident to you who were truthful and you knew [who were] the liars
- English - Tafheem -Maududi : عَفَا اللَّهُ عَنكَ لِمَ أَذِنتَ لَهُمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ(9:43) O Prophet, may Allah forgive you: why did you give them leave to stay behind? (You yourself should not have given them leave), so that it would have become clear to you which of them spoke the truth, and you would have also known which of them were liars. *45
- Français - Hamidullah : Qu'Allah te pardonne Pourquoi leur as-tu donné permission avant que tu ne puisses distinguer ceux qui disaient vrai et reconnaître les menteurs
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Allah verzeihe dir Warum hast du ihnen erlaubt zurückzubleiben bevor sich dir diejenigen klar gezeigt haben die wahrhaftig sind und du die Lügner kennst
- Spanish - Cortes : ¡Que Alá te perdone ¿Por qué les has dispensado antes de haber distinguido a los sinceros de los que mienten
- Português - El Hayek : Deus te indultou Por que os dispensaste da luta antes que se pudesse distinguir entre os sinceros e os mentirosos
- Россию - Кулиев : Да простит тебя Аллах Почему ты разрешил им остаться дома пока тебе не стало ясно кто говорит правду а кто является лжецом
- Кулиев -ас-Саади : عَفَا اللَّهُ عَنكَ لِمَ أَذِنتَ لَهُمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ
Да простит тебя Аллах! Почему ты разрешил им остаться дома, пока тебе не стало ясно, кто говорит правду, а кто является лжецом?О Мухаммад! Пусть Аллах простит тебя за то, что ты позволил людям остаться в городе и не принять участия в походе! Тебе следовало испытать их, чтобы выяснить, кто из них говорит правду, а кто лжет. Ты должен был разрешить остаться в городе только тем, кто действительно имеет оправдание.
- Turkish - Diyanet Isleri : Allah seni affetsin; doğrular sana belli olup yalancıları bilmeden önce niçin onlara izin verdin
- Italiano - Piccardo : Che Allah ti perdoni perché li hai dispensati [dal combattere] prima che tu potessi distinguere chi diceva il vero e chi era bugiardo
- كوردى - برهان محمد أمين : خوا لێت خۆش بێت ئهی پێغهمبهر صلى الله عليه وسلم بۆ مۆڵهتت دانێ نهدهبوایه مۆڵهتیان بدهیتێ ههتا بهچاکی بۆت دهربکهوێت کێ ڕاسته و باوهڕ دامهزراوه کێش درۆزن و دوورووه
- اردو - جالندربرى : خدا تمہیں معاف کرے۔ تم نے پیشتر اس کے کہ تم پر وہ لوگ بھی ظاہر ہو جاتے ہیں جو سچے ہیں اور وہ بھی تمہیں معلوم ہو جاتے جو جھوٹے ہیں ان کو اجازت کیوں دی
- Bosanski - Korkut : Neka ti Allah oprosti što si dozvolio da izostanu dok se nisi uvjerio koji od njih govore istinu a koji lažu
- Swedish - Bernström : Gud förlåter dig men varför lät du dem [stanna hemma] innan du hade klart för dig vilka som talade sanning och vilka som ljög
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Semoga Allah memaafkanmu Mengapa kamu memberi izin kepada mereka untuk tidak pergi berperang sebelum jelas bagimu orangorang yang benar dalam keuzurannya dan sebelum kamu ketahui orangorang yang berdusta
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : عَفَا اللَّهُ عَنكَ لِمَ أَذِنتَ لَهُمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ
Rasulullah saw. memberi izin kepada segolongan orang-orang untuk tidak ikut berjihad yang keputusannya ini berdasarkan ijtihad dari diri beliau sendiri. Maka turunlah wahyu kepada Rasulullah saw. sebagai teguran hanya saja Allah swt. di dalam wahyu-Nya kali ini mendahulukan maaf atas perbuatan yang telah dilakukannya; dimaksud sebagai penenang hati. (Semoga Allah memaafkanmu, mengapa kamu memberi izin kepada mereka) untuk tidak ikut berjihad dan mengapa kamu tidak membiarkan mereka (sebelum jelas bagimu orang-orang yang benar) dalam keuzurannya (dan sebelum kamu ketahui orang-orang yang berdusta?) dalam hal ini.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : আল্লাহ আপনাকে ক্ষমা করুন আপনি কেন তাদের অব্যাহতি দিলেন যে পর্যন্ত না আপনার কাছে পরিষ্কার হয়ে যেত সত্যবাদীরা এবং জেনে নিতেন মিথ্যাবাদীদের।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : நபியே அல்லாஹ் உம்மை மன்னித் தருள்வானாக அவர்களில் உண்மை சொன்னவர்கள் யார் பொய்யர்கள் யார் என்பதை நீர் தெளிவாக அறிவதற்குமுன் ஏன் அவர்களுக்கு போருக்கு புறப்படாதிருக்க அனுமதியளித்தீர்கள்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : “อัลลอฮ์นั้นได้ทรงอภัยโทษให้แก่เจ้า แล้วเพราะเหตุใดเล่าเจ้าจึงอนุมัติให้แก่พวกเขา จนกว่าจะได้ประจักษ์แก่เจ้าก่อน ซึ่งบรรดาผู้ที่พูดจริง และจนกว่าเจ้าจะได้รู้บรรดาผู้ที่กล่าวเท็จ”
- Uzbek - Мухаммад Содик : Аллоҳ сени авф қилди Нима учун уларга то сенга ростгўй бўлганлар равшан бўлмай туриб ва ёлғончиларни билмасингдан туриб изн бердинг Пайғамбар с а в мунофиқлардан баъзиларига урушга бормасликка изн бериб қўйган эдилар Аслида шошилиб рухсат бергандан кўра кутиб турганларида яхши бўлар эди Чунки изн олганларнинг кимлиги билинмай қолди Изн бўлмаганда ҳам сафарбарликдан қолар эдилар Шунда уларнинг мунофиқлиги ҳаммага ошкор бўларди
- 中国语文 - Ma Jian : 真主已原谅你了!认清诚实者和撒谎者之前,你为什么就准许他们不出征呢?
- Melayu - Basmeih : Allah memaafkanmu wahai Muhammad mengapa engkau izinkan mereka tidak turut berperang sebelum nyata bagimu orangorang yang benar dan sebelum engkau mengetahui orangorang yang berdusta
- Somali - Abduh : Eebe ha ku caliyee maxaad u idantay intay kaaga cadaato kuwa runta sheegi ood ka ogaato Reenaalayaasha
- Hausa - Gumi : Allah Ya yãfe maka laifi Dõmin me ka yi musu izinin zama Sai waɗanda suka yi gaskiya ssun bayyana a gare ka kuma ka san maƙaryata
- Swahili - Al-Barwani : Mwenyezi Mungu amekusamehe Kwa nini ukawapa ruhusa kabla ya kubainikia kwako wanao sema kweli na ukawajua waongo
- Shqiptar - Efendi Nahi : Të faltë Perëndia ty që u lejove atyre të mungojnë nga lufta; derisa të kuptosh se kush të flet të vërtetën dhe derisa t’i njohësh gënjeshtarët
- فارسى - آیتی : خدايت عفو كند. چرا به آنان اذن ماندن دادى؟ مىبايست آنها كه راست مىگفتند آشكار شوند و تو دروغگويان را هم بشناسى.
- tajeki - Оятӣ : Худоят афв кунад, Чаро ба онон рухсати мондан додӣ? Мебоист онҳо, ки рост мегуфтанд, ошкор шаванд ва ту дурӯғгӯёнро ҳам бишносӣ.
- Uyghur - محمد صالح : (ئى مۇھەممەد!) اﷲ سېنى كەچۈردى، (ئۆزرىسىدە) راستچىللار بىلەن يالغانچىلار (ساڭا ئېنىق بولمىغۇچە نېمىشقا ئۇلارغا چىقماسلىققا) رۇخسەت بەردىڭ
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : അല്ലാഹു നിനക്ക് മാപ്പേകിയിരിക്കുന്നു. അവരില് സത്യം പറഞ്ഞവര് ആരെന്ന് നിനക്ക് വ്യക്തമാവുകയും കള്ളം പറഞ്ഞവരെ തിരിച്ചറിയുകയും ചെയ്യുംവരെ നീ അവര്ക്ക്മ വിട്ടുനില്ക്കാുന് അനുവാദം നല്കി്യതെന്തിന്?
- عربى - التفسير الميسر : عفا الله عنك ايها النبي عما وقع منك من ترك الاولى والاكمل وهو اذنك للمنافقين في القعود عن الجهاد لاي سبب اذنت لهولاء بالتخلف عن الغزوه حتى يظهر لك الذين صدقوا في اعتذارهم وتعلم الكاذبين منهم في ذلك
*45) Allah did not approve of the exemption which the Holy Prophet had granted to the hypocrites who had put forward lame excuses. Though he knew it well that they were inventing false excuses, he gave them leave to stay behind because of his inherent kindness. But Allah warned him that such a leniency was not well placed as he gave them an opportunity of hiding their hypocrisy. Had they remained behind without getting an exemption, the false profession of their faith would have been exposed.