- عربي - نصوص الآيات عثماني : وَمِنْهُمُ ٱلَّذِينَ يُؤْذُونَ ٱلنَّبِىَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ ۚ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍۢ لَّكُمْ يُؤْمِنُ بِٱللَّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةٌ لِّلَّذِينَ ءَامَنُواْ مِنكُمْ ۚ وَٱلَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ ٱللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ
- عربى - نصوص الآيات : ومنهم الذين يؤذون النبي ويقولون هو أذن ۚ قل أذن خير لكم يؤمن بالله ويؤمن للمؤمنين ورحمة للذين آمنوا منكم ۚ والذين يؤذون رسول الله لهم عذاب أليم
- عربى - التفسير الميسر : ومن المنافقين قوم يؤذون رسول الله صلى الله عليه وسلم بالكلام، ويقولون: إنه يستمع لكل ما يقال له فيصدقه، قل لهم -أيها النبي-: إن محمدًا هو أذن تستمع لكل خير، يؤمن بالله ويصدق المؤمنين فيما يخبرونه، وهو رحمة لمن اتبعه واهتدى بهداه. والذين يؤذون رسول الله محمدًا صلى الله عليه وسلم بأي نوع من أنواع الإيذاء، لهم عذاب مؤلم موجع.
- السعدى : وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ ۚ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَّكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةٌ لِّلَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ ۚ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ
أي: ومن هؤلاء المنافقين {الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ} بالأقوال الردية، والعيب له ولدينه، {وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ} أي: لا يبالون بما يقولون من الأذية للنبي، ويقولون: إذا بلغه عنا بعض ذلك، جئنا نعتذر إليه، فيقبل منا، لأنه أذن، أي: يقبل كل ما يقال له، لا يميز بين صادق وكاذب، وقصدهم ـ قبحهم اللّه ـ فيما بينهم، أنهم غير مكترثين بذلك، ولا مهتمين به، لأنه إذا لم يبلغه فهذا مطلوبهم، وإن بلغه اكتفوا بمجرد الاعتذار الباطل.
فأساءوا كل الإساءة من أوجه كثيرة، أعظمها أذية نبيهم الذي جاء لهدايتهم، وإخراجهم من الشقاء والهلاك إلى الهدى والسعادة.
ومنها: عدم اهتمامهم أيضًا بذلك، وهو قدر زائد على مجرد الأذية.
ومنها: قدحهم في عقل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وعدم إدراكه وتفريقه بين الصادق والكاذب، وهو أكمل الخلق عقلا، وأتمهم إدراكا، وأثقبهم رأيا وبصيرة، ولهذا قال تعالى: {قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ} أي: يقبل من قال له خيرا وصدقا.
وأما إعراضه وعدم تعنيفه لكثير من المنافقين المعتذرين بالأعذار الكذب، فلسعة خلقه، وعدم اهتمامه بشأنهم ، وامتثاله لأمر اللّه في قوله: {سَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ إِذَا انْقَلَبْتُمْ إِلَيْهِمْ لِتُعْرِضُوا عَنْهُمْ فَأَعْرِضُوا عَنْهُمْ إِنَّهُمْ رِجْسٌ}
وأما حقيقة ما في قلبه ورأيه، فقال عنه: {يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ} الصادقين المصدقين، ويعلم الصادق من الكاذب، وإن كان كثيرا ما يعرض عن الذين يعرف كذبهم وعدم صدقهم، {وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ} فإنهم به يهتدون، وبأخلاقه يقتدون.
وأما غير المؤمنين فإنهم لم يقبلوا هذه الرحمة بل ردوها، فخسروا دنياهم وآخرتهم، {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللَّهِ} بالقول أو الفعل {لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} في الدنيا والآخرة، ومن العذاب الأليم أنه يتحتم قتل مؤذيه وشاتمه.
- الوسيط لطنطاوي : وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ ۚ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَّكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةٌ لِّلَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ ۚ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ
وبعد هذا الحديث عن الصدقات التى كان المنافقون يلمزون الرسول - صلى الله عليه وسلم - فيها ، أخذت السورة فى مواصلة حديثها عن رذائل المنافقين ، وعن سوء أدبهم . . فقال تعالى - : ( وَمِنْهُمُ الذين يُؤْذُونَ النبي . . . ) .
روى المفسرون فى سبب نزول هذه الآية روايات منها ما أخرجه ابن أبى حاتم عن السدى أنها نزلت فى جماعة من المنافقين منهم الجلاس بن سويد بن صامت ورفاعة ابن عبد المنذر ، وديعة بن ثابت وغيرهم ، قالوا مالا ينبغى فى حقه - صلى الله عليه وسلم - .
فقال رجل منهم لا تفعلوا فإنا نخاف أن يبلغ محمداً ما تقولونه فيقع فينا . فقال الجلاس : بل نقول ما شئنا ، ثم نأتيه فيصدقنا بما نقول فإن محمداً أذن .
فمرادهم بقولهم " هو أذن " أى : كثير الاستماع والتصديق لكل ما يقال له .
قال صاحب الكشاف : الأذن : الرجل الذى يصدق كل ما يسمع ، ويقبل قول كل أحد سمى بالجارحة التى هى آلة السماع كأن جملته أذن سامعة ونظيره قولهم للربيئة - أى الطليعة - عين .
وقال بعضهم : " الأذن " الرجل المستمع القابل لما يقال له . وصفوا به الذكر والانثى والواحد والجمع . فيقال : رجل أذن ، وامرأة أذن ورجال ونساء أذن ، فلا ينثى ولا يجمع . إنما سموه باسم العضو تهويلا وتشنيعاً فهو مجاز مرسل أطلق فيه الجزع على الكل مبالغة بجعل جملته - لفرط استماعه - آلة السماع ، كما سمى الجاسوس عيناً لذلك .
والمعنى : ومن هؤلاء المنافقين قوم يؤذون النبى - صلى الله عليه وسلم - فيقولون عنه أنه كثير السماع والتصديق لكل ما يقال له بدون تمييز بين الحق والباطل .
وقوله : ( قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَّكُمْ ) رد عليهم بما يخرس ألسنتهم ويكبت أنفسهم وهو من قبيل إضافة الموصوف إلى الصفة على سبيل المبالغة فى المدح كقولهم رجل صدق أى قد بلغ النهاية فى الصدق والاستقامة .
والمعنى : قبل لهم يا محمد على سبيل التوبيخ والتبكيت : سلمنا . كما تزعمون . أنى كثير السماع والتصديق لما يقال ، لكن هذه الكثرة ليست للشر والخير بدون تمييز وإنما هى للخير ولما وافق الشرع فحسب .
ويجوز أن تكون الإِضافة فيه على معنى " فى " ، أى هو اذن فى الخير والحق ، وليس بأذن فى غير ذلك من وجوه الباطل والشر .
وهذه الجملة الكريمة من أسمى الأساليب وأحكمها فى الرد على المرجفين والفاسقين ، لأنه - سبحانه - صدقهم فى كونه - صلى الله عليه وسلم - أذناً ، وذلك بما هو مدح له ، حيث وصفه بأنه أذن خير لا شر .
قال صاحب الإِنصاف : لا شئ أبلغ من الرد عليهم بهذا الوجه ، لأن فى الأول إطماع لهم بالموافقة ثم كر على طمعهم بالحسم ، وأعقبهم فى تنقصه باليأس ، منه ، ولا شئ أقطع من الإِطماع ثم اليأس يتلوه ويعقبه .
وقوله : ( يُؤْمِنُ بالله وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةٌ لِّلَّذِينَ آمَنُواْ مِنكُمْ ) تفسير وتوضيح لكونه - صلى الله عليه وسلم - أذن خير لهم لا أذن شر عليهم .
أى : أن من مظاهر كونه - صلى الله عليه وسلم - أذن خير ، أنه " يؤمن بالله " إيماناً حقاً لا يحوم حوله شئ من الرياء ، أو الخداع أو غيرهما من ألوان السوء " ويؤمن للمؤمنين " أى : يصدقهم فيما يقولونه من أقوال توافق الشرع لأنهم أصحابه الذين أطاعوه ، واتبعوا النور الذى أنزل معه ، فهم أهل للتصديق والقبول . دون غيرهم من المنافقين والفاسقين .
قال الفخر الرازى : فإن قيل لماذا عدى الإِيمان إلى الله بالباء ، وإلى المؤمنين باللام؟
قلنا : لأن الإِيمان المعدى إلى الله المراد منه التصديق الذى هو نقيض الكفر فعدى بالباء . والإِيمان المعدى إلى المؤمنين المراد منه الاستماع منهم ، والتسليم لقولهم فعدى باللام ، كما فى قوله ( وَمَآ أَنتَ بِمُؤْمِنٍ لَّنَا ) أى بمصدق لنا . وقوله : ( أَنُؤْمِنُ لَكَ واتبعك الأرذلون ) وقوله : ( قَالَ آمَنتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ ) وقوله : ( وَرَحْمَةٌ لِّلَّذِينَ آمَنُواْ مِنكُمْ ) معطوف على قوله : ( أُذُنُ خَيْرٍ لَّكُمْ ) .
أى : أن هذا الرسول الكريم بجانب أنه أذن خير لكم هو رحمة للذين آمنوا منكم - أيها المنافقون - إيماناً صحيحاً ، لأنه عن طريق إرشاده لهم إلى الخير ، واتباعهم لهذا الإِرشاد يصلون إلى ما يسعدهم فى دنياهم وآخرتهم .
وعلى هذا يكون المارد بالذين آمنوا من المنافقين : أولئك الذيم صدقوا فى إيمانهم ، وأخلصوا لله قلوبهم ، وتركوا النفاق والرياء .
أو أن المراد بالذين آمنوا بهم : أولئك الذين أظهروا الإِيمان ، فيكون المعنى : أن هذا الرسول الكريم رحمة للذين أظهروا الإِيمان منكم - أيها المنافقون - حيث إنه - صلى الله عليه وسلم - عاملهم بحسب الظاهر ، دون أن يشكف أسرارهم ، أو يهتك أستارهم؛ لأن الحكمة تقتضى ذلك .
وعلى هذا المعنى سار صاحب الكشاف فقد قال : وهو رحمة لمن آمن منكم ، أى : أظهر الإِيمان - أيها المنافقون - ، حيث يسمع منكم ، ويقبل إيمانكم الظاهر ، ولا يكشف أسراركم ، ولا يفضحكم ، ولا يفعل بكم ما يفعل بالمشركين ، مراعاة لما رأى الله من المصلحة فى الإِبقاء عليكم . .
وقوله : ( والذين يُؤْذُونَ رَسُولَ الله لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ) تذييل قصد به تهديدهم وزجرهم عن التعرض لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - بآية إساءة .
أى : والذين يؤذون رسول الله بأى لون من ألوان الأذى ، لهم عذاب أليم فى دنياهم وآخرتهم؛ لأنهم بإيذائهم له يكونون قد استهانوا بمن أرسله الله رحمة للعالمين .
- البغوى : وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ ۚ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَّكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةٌ لِّلَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ ۚ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ
( ومنهم الذين يؤذون النبي ويقولون هو أذن ) نزلت في جماعة من المنافقين كانوا يؤذون النبي صلى الله عليه وسلم ، ويقولون ما لا ينبغي ، فقال بعضهم : لا تفعلوا ، فإنا نخاف أن يبلغه ما تقولون فيقع بنا . فقال الجلاس بن سويد منهم : بل نقول ما شئنا ، ثم نأتيه فننكر ما قلنا ، ونحلف فيصدقنا بما نقول ، فإنما محمد أذن أي : أذن سامعة ، يقال : فلان أذن وأذنة على وزن فعلة إذا كان يسمع كل ما قيل له ويقبله . وأصله من أذن يأذن أذنا أي : استمع . وقيل : هو أذن أي : ذو أذن سامعة .
وقال محمد بن إسحاق بن يسار : نزلت في رجل من المنافقين يقال له نبتل بن الحارث ، وكان رجلا أذلم ، ثائر شعر الرأس ، أحمر العينين ، أسفع الخدين ، مشوه الخلقة ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : " من أحب أن ينظر إلى الشيطان فلينظر إلى نبتل بن الحارث " ، وكان ينم حديث النبي صلى الله عليه وسلم إلى المنافقين ، فقيل له : لا تفعل ، فقال : إنما محمد أذن فمن حدثه شيئا صدقه ، فنقول ما شئنا ، ثم نأتيه ونحلف بالله فيصدقنا . فأنزل الله تعالى هذه الآية .
قوله تعالى : ( قل أذن خير لكم ) قرأه العامة بالإضافة ، أي : مستمع خير وصلاح لكم ، لا مستمع شر وفساد . وقرأ الأعمش والبرجمي عن أبي بكر : " أذن خير لكم " مرفوعين منونين ، يعني : أن يسمع منكم ويصدقكم خير لكم من أن يكذبكم ولا يقبل قولكم ، ثم كذبهم فقال : ( يؤمن بالله ) أي : لا بل يؤمن بالله ، ( ويؤمن للمؤمنين ) أي : يصدق المؤمنين ويقبل منهم لا من المنافقين . يقال : أمنته وأمنت له بمعنى صدقته . ( ورحمة ) قرأ حمزة : " ورحمة " بالخفض على معنى أذن خير لكم ، وأذن رحمة ، وقرأ الآخرون : " ورحمة " بالرفع ، أي : هو أذن خير ، وهو رحمة ( للذين آمنوا منكم ) لأنه كان سبب إيمان المؤمنين . ( والذين يؤذون رسول الله لهم عذاب أليم ) .
- ابن كثير : وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ ۚ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَّكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةٌ لِّلَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ ۚ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ
يقول تعالى : ومن المنافقين قوم يؤذون رسول - الله - صلى الله عليه وسلم - بالكلام فيه ويقولون : ( هو أذن ) أي : من قال له شيئا صدقه ، ومن حدثه فينا صدقه ، فإذا جئنا وحلفنا له صدقنا . روي معناه عن ابن عباس ، ومجاهد ، وقتادة . قال الله تعالى : ( قل أذن خير لكم ) أي : هو أذن خير ، يعرف الصادق من الكاذب ، ( يؤمن بالله ويؤمن للمؤمنين ) أي : ويصدق المؤمنين ، ( ورحمة للذين آمنوا منكم ) أي : وهو حجة على الكافرين ؛ ولهذا قال : ( والذين يؤذون رسول الله لهم عذاب أليم ) .
- القرطبى : وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ ۚ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَّكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةٌ لِّلَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ ۚ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ
قوله تعالى ومنهم الذين يؤذون النبي ويقولون هو أذن قل أذن خير لكم يؤمن بالله ويؤمن للمؤمنين ورحمة للذين آمنوا منكم والذين يؤذون رسول الله لهم عذاب أليم
بين تعالى أن في المنافقين من كان يبسط لسانه بالوقيعة في أذية النبي صلى الله عليه وسلم ويقول : إن عاتبني حلفت له بأني ما قلت هذا فيقبله ، فإنه أذن سامعة . قال الجوهري : يقال رجل أذن إذا كان يسمع مقال كل أحد ، يستوي فيه الواحد والجمع . وروى علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله تعالى : هو أذن قال : مستمع وقابل . وهذه الآية نزلت في عتاب بن قشير ، قال : إنما محمد أذن يقبل كل ما قيل له . وقيل : هو نبتل بن الحارث ، قاله ابن إسحاق . وكان نبتل رجلا جسيما ثائر شعر الرأس واللحية ، آدم أحمر العينين أسفع الخدين مشوه الخلقة ، وهو الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم : من أراد أن ينظر إلى الشيطان فلينظر إلى نبتل بن الحارث . السفعة بالضم : سواد مشرب بحمرة . والرجل أسفع ، عند الجوهري . وقرئ ( أذن ) بضم الذال وسكونها .
قل أذن خير لكم أي هو أذن خير لا أذن شر ، أي يسمع الخير ولا يسمع الشر . وقرأ قل أذن خير لكم بالرفع والتنوين ، الحسن وعاصم في رواية أبي بكر . والباقون بالإضافة ، وقرأ حمزة ( ورحمة ) بالخفض . والباقون بالرفع عطف على ( أذن ) ، والتقدير : قل هو أذن خير وهو رحمة ، أي هو مستمع خير لا مستمع شر ، أي هو مستمع ما يحب استماعه ، وهو رحمة . ومن خفض فعلى العطف على ( خير ) . قال النحاس : وهذا عند أهل العربية بعيد ؛ لأنه قد تباعد ما بين الاسمين ، وهذا يقبح في المخفوض . المهدوي : ومن جر الرحمة فعلى العطف على ( خير ) والمعنى مستمع خير ومستمع رحمة ؛ لأن الرحمة من الخير . ولا يصح عطف الرحمة على المؤمنين ؛ لأن المعنى يصدق بالله ويصدق المؤمنين ; فاللام زائدة في قول الكوفيين . ومثله ( لربهم يرهبون ) أي يرهبون ربهم . وقال أبو علي : كقوله ( ردف لكم ) وهي عند المبرد متعلقة بمصدر دل عليه الفعل ، التقدير : إيمانه للمؤمنين ، أي تصديقه للمؤمنين لا للكفار . أو يكون محمولا على المعنى ، فإن معنى يؤمن يصدق ، فعدي باللام كما عدي في قوله تعالى : مصدقا لما بين يديه .
- الطبرى : وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ ۚ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَّكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةٌ لِّلَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ ۚ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ
القول في تأويل قوله : وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ
قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: ومن هؤلاء المنافقين جماعة يؤذون رسول الله صلى الله عليه وسلم ويعيبونه (55) =(ويقولون هو أذن)، سامعةٌ, يسمع من كل أحدٍ ما يقول فيقبله ويصدِّقه.
* * *
وهو من قولهم: " رجل أذنة "، مثل " فعلة " (56) إذا كان يسرع الاستماع والقبول, كما يقال: " هو يَقَن، ويَقِن " إذا كان ذا يقين بكل ما حُدِّث. وأصله من " أذِن له يأذَن "، إذا استمع له. ومنه الخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم: " ما أذِن الله لشيء كأذَنِه لنبيّ يتغنى بالقرآن "، (57) ومنه قول عدي بن زيد:
أَيُّهـــا القَلْــبُ تَعَلَّــلْ بِــدَدَنْ
إنَّ هَمِّـــي فِـــي سَــمَاعِ وَأَذَنْ (58)
وذكر أن هذه الآية نـزلت في نبتل بن الحارث. (59)
16899- حدثنا ابن حميد قال، حدثنا سلمة, عن ابن إسحاق قال، ذكر الله غشَّهم (60) = يعني: المنافقين = وأذاهم للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: (ومنهم الذين يؤذون النبيّ ويقولون هو أذن)، الآية. وكان الذي يقول تلك المقالة، فيما بلغني، نبتل بن الحارث، أخو بني عمرو بن عوف, وفيه نـزلت هذه الآية، وذلك أنه قال: " إنما محمد أذُنٌ! من حدّثه شيئًا صدّقه !" ، يقول الله: (قل أذن خير لكم)، أي: يسمع الخير ويصدِّق به. (61)
* * *
واختلفت القرأة في قراءة قوله: (قل أذن خير لكم).
فقرأ ذلك عامة قرأة الأمصار: ( قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ )، بإضافة " الأذن " إلى " الخير ", يعني: قل لهم، يا محمد: هو أذن خير، لا أذن شرٍّ.
* * *
وذكر عن الحسن البصري أنه قرأ ذلك: (قُلْ أُذُنٌ خَيْرٌ لَكُمْ)، بتنوين " أذن ", ويصير " خير " خبرًا له, بمعنى: قل: من يسمع منكم، أيها المنافقون، ما تقولون ويصدقكم، إن كان محمد كما وصفتموه، من أنكم إذا أتيتموه، فأنكرتم (62) ما ذكر له عنكم من أذاكم إياه وعيبكم له، سمع منكم وصدقكم = خيرٌ لكم من أن يكذبكم ولا يقبل منكم ما تقولون. ثم كذبهم فقال: بل لا يقبل إلا من المؤمنين =(يؤمن بالله ويؤمن للمؤمنين).
* * *
قال أبو جعفر: والصواب من القراءة عندي في ذلك, قراءةُ من قرأ: ( قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ )، بإضافة " الأذن " إلى " الخير ", وخفض " الخير ", يعني: قل هو أذن خير لكم, لا أذن شر. (63)
* * *
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
16900- حدثني المثنى قال، حدثني عبد الله بن صالح قال، حدثني معاوية, عن علي, عن ابن عباس قوله: (ومنهم الذين يؤذون النبي ويقولون هو أذن)، يسمع من كل أحد.
16901- حدثنا بشر بن معاذ قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد, عن قتادة قوله: (ومنهم الذين يؤذون النبي ويقولون هو أذن)، قال: كانوا يقولون: " إنما محمد أذن، لا يحدَّث عنا شيئًا، إلا هو أذن يسمع ما يقال له ".
16902- حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا ابن نمير, عن ورقاء, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد: (ويقولون هو أذن)، نقول ما شئنا, ونحلف، فيصدقنا.
16903- حدثنا محمد بن عمرو قال، حدثنا أبو عاصم قال، حدثنا عيسى, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد في قوله: (هو أذن)، قال: يقولون: " نقول ما شئنا, ثم نحلف له فيصدقنا ".
16904- حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثنا حجاج, عن ابن جريج, عن مجاهد, نحوه.
* * *
وأما قوله: (يؤمن بالله)، فإنه يقول: يصدِّق بالله وحده لا شريك له.
وقوله: (ويؤمن للمؤمنين)، يقول: ويصدق المؤمنين، لا الكافرين ولا المنافقين.
وهذا تكذيب من الله للمنافقين الذين قالوا: " محمد أذن!", يقول جل ثناؤه: إنما محمد صلى الله عليه وسلم مستمعُ خيرٍ, يصدِّق بالله وبما جاءه من عنده, ويصدق المؤمنين، لا أهل النفاق والكفر بالله.
* * *
وقيل: (ويؤمن للمؤمنين)، معناه: ويؤمن المؤمنين, لأن العرب تقول فيما ذكر لنا عنها: "آمنتُ له وآمنتُه ", بمعنى: صدّقته, كما قيل: رَدِفَ لَكُمْ بَعْضُ الَّذِي تَسْتَعْجِلُونَ ، [سورة النمل: 72]، ومعناه: ردفكم = وكما قال: لِلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ [سورة الأعراف: 154]، ومعناه: للذين هم ربّهم يرهبون. (64)
* * *
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
16905- حدثني المثنى قال، حدثني عبد الله قال: حدثنى معاوية, عن علي, عن ابن عباس: (يؤمن بالله ويؤمن للمؤمنين)، يعني: يؤمن بالله، ويصدق المؤمنين.
* * *
وأما قوله: (ورحمة للذين آمنوا منكم)، فإن القرأة اختلفت في قراءته, فقرأ ذلك عامة قرأة الأمصار: ( وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ آمَنُوا )، بمعنى: قل هو أذن خير لكم, وهو رحمة للذين آمنوا منكم = فرفع " الرحمة "، عطفًا بها على " الأذن ".
* * *
وقرأه بعض الكوفيين: (وَرَحْمَةٍ)، عطفا بها على " الخير ", بتأويل: قل أذن خير لكم, وأذن رحمة. (65)
* * *
قال أبو جعفر: وأولى القراءتين بالصواب في ذلك عندي، قراءةُ من قرأه: (وَرَحْمَةٌ)، بالرفع، عطفًا بها على " الأذن ", بمعنى: وهو رحمة للذين آمنوا منكم. وجعله الله رحمة لمن اتبعه واهتدى بهداه، وصدَّق بما جاء به من عند ربه, لأن الله استنقذهم به من الضلالة، وأورثهم باتِّباعه جنّاته.
* * *
القول في تأويل قوله : وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (61)
قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: لهؤلاء المنافقين الذين يعيبون رسول الله صلى الله عليه وسلم, ويقولون: " هو أذن "، وأمثالِهم من مكذِّبيه, والقائلين فيه الهُجْرَ والباطل، (66) عذابٌ من الله موجع لهم في نار جهنم. (67)
--------------------------
الهوامش :
(55) انظر تفسير "الأذى" فيما سلف 8 : 84 - 86 ، و ص : 85 ، تعليق : 2 ، والمراجع هناك.
(56) هكذا جاء في المطبوعة والمخطوطة: "رجل أذنة مثل فعلة" ، وهذا شيء لم أعرف ضبطه، ولم أجد له ما يؤيده في مراجع اللغة ، والذي فيها أنه يقال : "رجل أذن" (بضم فسكون) و "أذن" (بضمتين)، ولا أدري أهذه على وزن "فعلة" (بضم ففتح): "همزة" و "لمزة" ، أم على نحو وزن غيره. وأنا في ارتياب شديد من صواب ما ذكره هنا، وأخشى أن يكون سقط من الناسخ شيء، أو أن يكون حرف الكلام.
(57) هذا الحديث، استدل به بغير إسناد، وهو حديث صحيح، رواه مسلم في صحيحه (6 : 78 ، 79) من حديث أبي هريرة.
(58) أمالي الشريف المرتضى 1 : 33 ، واللسان (أذن) و (ددن) ، و "الدد" (بفتح الدال) و "الددن"، اللهو. و "السماع"، الغناء، والمغنية يقال لها "المسمعة".
(59) في المخطوطة والمطبوعة : " في ربيع بن الحارث " ، وهو خطأ محض، لا شك فيه.
(60) في المطبوعة: "ذكر الله عيبهم"، أخطأ، والصواب ما في المخطوطة، وسيرة ابن هشام.
(61) الأثر : 16899 - سيرة ابن هشام 4 : 195، وهو تابع الأثر السلف رقم : 16783 ، وانظر خبر نبتل بن الحارث أيضًا في سيرة ابن هشام 2 : 168.
(62) في المطبوعة: "إذا آذيتموه فأنكرتم"، وهو كلام لا معنى له، لم يحسن قراءة المخطوطة، والصواب ما أثبت.
(63) انظر معاني القرآن للفراء 1 : 444.
(64) انظر معاني القرآن للفراء 1 : 444 .
(65) انظر معاني القرآن للفراء 1 : 444.
(66) انظر تفسير "الأذى" فيما سلف ص : 324 ، تعليق : 1 ، والمراجع هناك.
(67) انظر تفسير "أليم" فيما سلف من فهارس اللغة (ألم).
- ابن عاشور : وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ ۚ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَّكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةٌ لِّلَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ ۚ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ
عطف ذكر فيه خلق آخر من أخلاق المنافقين : وهو تعلّلهم على ما يعاملهم به النبي والمسلمون من الحَذر ، وما يطَّلعون عليه من فلتات نفاقهم ، يزعمون أن ذلك إرجاف من المرجفين بهم إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأنّه يُصدّق القالَة فيهم ، ويتّهمهم بما يبلغه عنهم ممّا هم منه برآء يعتذرون بذلك للمسلمين ، وفيه زيادة في الأذى للرسول صلى الله عليه وسلم وإلقاء الشكّ في نفوس المسلمين في كمالات نبيئهم عليه الصلاة والسلام .
والتعبير بالنبي إظهار في مقام الإضمار لأنّ قبله { ومنهم من يلمزك في الصدقات } [ التوبة : 58 ] فكان مقتضى الظاهر أن يقال : «ومنهم الذين يؤذونك» فعُدل عن الإضمار إلى إظهار وصف النبي للإيذان بشناعة قولهم ولزيادة تنزيه النبي بالثناء عليه بوصف النبوءة بحيث لا تحكى مقالتهم فيه إلاّ بعد تقديم ما يشير إلى تنزيهه والتعريض بجرمهم فيما قالوه .
وهؤلاء فريق كانوا يقولون في حق النبي صلى الله عليه وسلم ما يؤذيه إذا بلغه . وقد عُدّ من هؤلاء المنافقين ، القائلين ذلك : الجُلاَسُ بن سُويد ، قبل توبته ، ونَبْتَل بن الحارث ، وعتاب بن قشير ، ووديعة بن ثابت . فمنهم من قال : إن كان ما يقول محمّد حقّاً فنحن شرّ من الحمير ، وقال بعضهم : نقول فيه ما شئنا ثم نذهب إليه ونحلف له أنّا ما قلنا فيقبل قولنا .
والأذَى : الإضرار الخفيف ، وأكثر ما يطلق على الضرّ بالقول والدسائس ، ومنه قوله تعالى : { لن يضروكم إلا أذى } وقد تقدّم في سورة آل عمران ( 111 ) ، وعند قوله تعالى : { وأوذوا حتى أتاهم نصرنا } في سورة الأنعام ( 34 ).
ومضمون جملة : ويقولون هو أذن } عطفُ خاصّ على عامّ ، لأنّ قولهم ذلك هو من الأذى .
والأذن الجارحة التي بها حاسّة السمع . ومعنى { هو أذن } الإخبار عنه بأنّه آلة سمع .
والإخبار ب { هو أذن } من صيغ التشبيه البليغ ، أي كالأذن في تلقّي المسموعات لا يردّ منها شيئاً ، وهو كناية عن تصديقه بكلّ ما يسمع من دون تمييز بين المقبول والمردود . روي أنّ قائل هذا هو نَبْتَل بن الحارث أحد المنافقين .
وجملة : { قل أذن خير لكم } جملة { قل } مستأنفة استينافاً ابتدائياً ، على طريقة المقاولة والمحاورة ، لإبطال قولهم بقلب مقصدهم إغاظةً لهم ، وكمداً لمقاصدهم ، وهو من الأسلوب الحكيم الذي يَحمِل فيه المخاطَبُ كلامَ المتكلّم على غير ما يريده ، تنبيهاً له على أنّه الأولى بأن يراد ، وقد مضى عند قوله تعالى : { يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج } [ البقرة : 189 ] ومنه ما جَرَى بين الحجّاج والقبعثرَى إذ قال له الحجاج متوعّدا إيّاه «لأحْمِلَنَّك على الأدهْم ( أراد لألْزِمنَّك القَيْد لا تفارقه ) فقال القبعثري : «مثل الأمير يحمل على الأدهم والأشهب» فصرف مراده إلى أنّه أراد بالحمل معنى الركوب وإلى إرادة الفَرس الذي هو أدهم اللون من كلمة الأدهم .
وهذا من غيرة الله على رسوله عليه الصلاة والسلام ، ولذلك لم يعقّبه بالردّ والزجر ، كما أعقب ما قبله من قوله : { ومنهم من يقول ائذن لي } [ التوبة : 49 ]. إلى هنا بل أعقبه ببيان بطلانه فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بأن يبلغهم ما هو إبطال لزعمهم من أصله بصرف مقالتهم إلى معنى لائق بالرسول ، حتّى لا يبقى للمحكي أثر ، وهذا من لطائف القرآن .
ومعنى { أذن خير } أنّه يسمع ما يبلغه عنكم ولا يؤاخذكم؛ ويسمع معاذيركم ويقبلها منكم ، فقبولهُ ما يسمعه ينفعكم ولا يضرّكم فهذا أذن في الخبر ، أي في سماعه والمعاملة به وليَس أذناً في الشر .
وهذا الكلام إبطال لأن يكون { أذن } بالمعنى الذي أرادوه من الذم فإنّ الوصف بالأذن لا يختصّ بمن يقبل الكلام المفضي إلى شرّ بل هو أعمّ ، فلذلك صحّ تخصيصه هنا بما فيه خير . وهذا إعمال في غير المراد منه . وهو ضرب من المجاز المرسل بعلاقة الإطلاق والتقييد في أحد الجانبين ، فلا يُشكلْ عليك بأنّ وصف { أذن } إذا كان مقصوداً به الذّم كيف يضاف إلى الخير ، لأنّ محلّ الذمّ في هذا الوصف هو قبول كلّ ما يسمع ممّا يترتّب عليه شرّ أو خير ، بدون تمييز ، لأنّ ذلك يوقع صاحبه في اضطراب أعماله ومعاملاته ، فأمّا إذا كان صاحبه لا يقبل إلاّ الخير ، ويرفض ما هو شرّ من القول ، فقد صار الوصف نافعاً ، لأنّ صاحبه التزم أن لا يقبل إلاّ الخير ، وأن يحمل الناس عليه . هذا تحقيق معنى المقابلة ، وتصحيح إضافة هذا الوصف إلى الخير ، فأمّا حملهُ على غير هذا المعنى فيصيّره إلى أنّه من طريقة القول بالموجَب على وجه التنازل وإرخاء العنان ، أي هو أذن كما قلتم وَقد انتفعتم بوصفه ذلك إذ قبل منكم معاذيركم وتبرُّؤكم ممّا يبلغه عنكم ، وهذا ليس بالرشيق لأنّ ما كان خيراً لهم قد يكون شرّاً لغيرهم .
وقرأ نافع وحده { أذْن } بسكون الذال فيهما وقرأ الباقون بضمّ الذال فيهما .
وجملة { يؤمن بالله } تمهيد لقوله بعده { ويؤمن للمؤمنين } إذ هو المقصود من الجواب لتمحّضه للخير وبعده عن الشرّ بأنّه يؤمن بالله فهو يعامل الناس بما أمر الله به من المعاملة بالعفو ، والصفح ، والأمر بالمعروف ، والإعراض عن الجاهلين ، وبأنْ لا يؤاخذ أحد إلاّ ببيّنة ، فالناس في أمن من جانبه فيما يبلُغ إليه لأنّه لا يعامل إلاّ بالوجه المعروف فكونه يؤمن بالله وازع له عن المؤاخذة بالظنّة والتهمة .
والإيمان للمؤمنين تصديقهم في ما يخبرونه ، يقال : آمن لفلان بمعنى صدَّقه ، ولذلك عدّي باللام دون الباء كما في قوله تعالى : { وما أنت بمؤمن لنا ولو كنا صادقين } [ يوسف : 17 ] فتصديقه إيّاهم لأنّهم صادقون لا يكذبون ، لأنّ الإيمان وازع لهم عن أن يخبروه الكذب ، فكما أنّ الرسول لا يؤاخذ أحداً بخبر الكاذب فهو يعامل الناس بشهادة المؤمنين ، فقوله : { ويؤمن للمؤمنين } ثناء عليه بذلك يتضمّن الأمر به ، فهو ضدّ قوله :
{ يأيها الذين آمنو إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا } [ الحجرات : 6 ].
وعطف جملة { ورحمة } على جملتي { يؤمن بالله ويؤمن للمؤمنين } لأن كونه رحمة للذين يؤمنون بعد علمه بنفاقهم أثرٌ لإغضائه عن إجرامهم ولإمهالهم حتّى يَتمكن من الإيمان مَن وفّقه الله للإيمان منهم ، ولو آخذهم بحالهم دون مهل لكان من سَبْققِ السيففِ العذل ، فالمراد من الإيمان في قوله : { آمنوا } الإيمان بالفعل ، لا التظاهر بالإيمان ، كما فَسّر به المفسّرون ، يعنون بالمؤمنين المتظاهرين بالإيمان المبطنين للكفر ، وهم المنافقون .
وقرأ حمزة بجرّ { ورحمةٍ } عطفاً على خير ، أي أذن رحمةٍ ، والمآل واحد .
وقد جاء ذكر هذه الخصلة مع الخصلتين الأخريَين على عادة القرآن في انتهاز فرصة الإرشاد إلى الخير ، بالترغيب والترهيب ، فرغَّبَهم في الإيمان ليكفِّروا عن سيّئاتهم الفارطة ، ثم أعقب الترغيب بالترهيب من عواقب إيذاء الرسول بقوله : { والذين يؤذون رسول الله لهم عذاب أليم } وهو إنذار بعذاب الآخرة وعذاب الدنيا . وفي ذكر النبي بوصف { رسول الله } إيماء إلى استحقاق مُؤذيه العذاب الأليم ، فهو من تعليق الحكم بالمشتقّ المؤذن بالعلية .
وفي الموصول إيماء إلى أنّ علّة العذاب هي الإيذاء ، فالعلةُ مركبة .
- إعراب القرآن : وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ ۚ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَّكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةٌ لِّلَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ ۚ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ
«وَمِنْهُمُ» جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر ، والواو استئنافية. «الَّذِينَ» اسم موصول في محل رفع مبتدأ. «يُؤْذُونَ» فعل مضارع مرفوع بثبوت النون ، والواو فاعل. «النَّبِيَّ» مفعول به. والجملة صلة الموصول. «وَيَقُولُونَ» الجملة معطوفة. «هُوَ» ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ. «أُذُنٌ» خبر ، والجملة مقول القول. «قُلْ» فعل أمر والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت. «أُذُنٌ» خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو أذن خير ، وخير مضاف إليه ، والجملة مقول القول كذلك. وجملة قل هو أذن .. مستأنفة. «لَكُمْ» متعلقان بخير قبلهما. «يُؤْمِنُ بِاللَّهِ» مضارع تعلق به الجار والمجرور بعده ، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو ، والجملة في محل رفع صفة أذن. وجملة «يُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ» معطوفة. «وَرَحْمَةٌ» عطف على أذن.
«لِلَّذِينَ» متعلقان برحمة. «آمَنُوا» الجملة صلة «مِنْكُمْ» متعلقان بمحذوف حال. «وَالَّذِينَ» اسم موصول في محل رفع مبتدأ ، والواو للاستئناف. «يُؤْذُونَ» مضارع مرفوع بثبوت النون ، والواو فاعل. «رَسُولَ» مفعول به. «اللَّهِ» لفظ الجلالة مضاف إليه والجملة صلة الموصول. «لَهُمْ» متعلقان بمحذوف خبر مقدم.
«عَذابٌ» مبتدأ. «أَلِيمٌ» صفة. والجملة الاسمية في محل رفع خبر المبتدأ.
- English - Sahih International : And among them are those who abuse the Prophet and say "He is an ear" Say "[It is] an ear of goodness for you that believes in Allah and believes the believers and [is] a mercy to those who believe among you" And those who abuse the Messenger of Allah - for them is a painful punishment
- English - Tafheem -Maududi : وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ ۚ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَّكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةٌ لِّلَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ ۚ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ(9:61) There are some among them who injure the Prophet and say, "This man readily believes whatever he hears.', *69 Say, "It is good for you that he is so: *70 He believes in Allah and puts his trust in the believers *71 and is a blessing for those who are true believers among you. As regards those who injure the Messenger of Allah, there is a painful chastisement for them."
- Français - Hamidullah : Et il en est parmi eux ceux qui font du tort au Prophète et disent Il est tout oreille - Dis Une oreille pour votre bien Il croit en Allah et fait confiance aux croyants et il est une miséricorde pour ceux d'entre vous qui croient Et ceux qui font du tort au Messager d'Allah auront un châtiment douloureux
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Unter ihnen gibt es diejenigen die dem Propheten Leid zufügen und sagen "Er ist ein Ohr" Sag Er ist ein Ohr des Guten für euch Er glaubt an Allah und glaubt den Gläubigen und er ist eine Barmherzigkeit für diejenigen von euch die glauben Für diejenigen aber die Allahs Gesandtem Leid zufügen wird es schmerzhafte Strafe geben
- Spanish - Cortes : Hay entre ellos quienes molestan al Profeta y dicen ¡Es todo oídos Di Por vuestro bien es todo oídos Cree en Alá y tiene fe en los creyentes Es misericordioso para aquéllos de vosotros que creen Quienes molesten al Enviado de Alá tendrán un castigo doloroso
- Português - El Hayek : Entre eles há aqueles que injuriam o Profeta e dizem Ele é todo ouvidos Dizelhes É todo ouvidos sim mas para ovosso bem; crê em Deus acredita nos fiéis e é uma misericórdia para aqueles que de vós crêem Mas aqueles queinjuriarem o Mensageiro de Deus sofrerão um doloroso castigo
- Россию - Кулиев : Среди них есть такие которые обижают Пророка и говорят Он есть ухо выслушивает любые новости Скажи Он слушает только то что лучше для вас Он верует в Аллаха и доверяет верующим Он является милостью для тех которые уверовали Тем же которые обижают Посланника Аллаха уготованы мучительные страдания
- Кулиев -ас-Саади : وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ ۚ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَّكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةٌ لِّلَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ ۚ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ
Среди них есть такие, которые обижают Пророка и говорят: «Он есть ухо (выслушивает любые новости)». Скажи: «Он слушает только то, что лучше для вас. Он верует в Аллаха и доверяет верующим. Он является милостью для тех, которые уверовали». Тем же, которые обижают посланника Аллаха, уготованы мучительные страдания.Среди лицемеров есть такие, которые оскорбляют Пророка Мухаммада, да благословит его Аллах и приветствует, стремясь опорочить его и его религию. Они не обращают внимания на обидные высказывания в его адрес, говоря: «Если до его сведения дойдут слова, которые мы говорим о нем, то мы попросим у него прощения, и он простит нас, потому что он как ухо: он верит всему, что говорят, не делая различий между правдивым человеком и лжецом». Да осрамит их Аллах! Беседуя между собой, они не придают никакого значения последствиям своих слов. Они не хотят, чтобы люди рассказали об их высказываниях Пророку Мухаммаду, да благословит его Аллах и приветствует, но полагают, что, если даже это произойдет, они смогут обелить себя голословными оправданиями. Они совершают тяжкий грех, имеющий сразу несколько негативных сторон. Во-первых, они оскорбляют Пророка, да благословит его Аллах и приветствует, который явился для того, чтобы спасти людей от несчастья и погибели, наставить их на прямой путь и помочь им обрести счастье. Во-вторых, они не придают особого значения своим порочным словам, что делает их оскорбления еще более тяжкими. В-третьих, они считают Пророка, да благословит его Аллах и приветствует, безрассудным человеком, не способным различить между правдивыми людьми и лжецами, хотя в действительности он был самым благоразумным, здравомыслящим и рассудительным из всех людей. Именно поэтому Всевышний возвестил, что он верил только тем, кто произносил добрые речи и был правдив. Пророк Мухаммад, да благословит его Аллах и приветствует, действительно отворачивался от многих лицемеров, не порицая их за то, что они приводили в свое оправдание лживые доводы, однако он поступал так из-за своего благородства. Он не обращал внимания на их происки и подчинялся велению Аллаха, сказавшего: «Когда вы вернетесь к ним, они будут клясться Аллахом, чтобы вы отвернулись от них (оставили их в покое). Отвернитесь же от них, ибо они - нечисть» (9:95). Он веровал в Аллаха и доверял правоверным, которые говорили правду и признавали истину. Он отличал правдивых людей от лжецов и зачастую просто отворачивался от тех, кого мог уличить во лжи. Он проявлял такую снисходительность ради правоверных мусульман, которые следовали его путем и брали пример с его благонравия и поведения. Он был милостью только для правоверных, потому что все остальные люди отказались принять эту милость. Более того, они отвергли ее, погубив тем самым свою мирскую и последующую жизни. Они осмелились обидеть посланника Аллаха, да благословит его Аллах и приветствует, словом и делом, и за это им уготовано мучительное наказание при жизни на земле и после смерти. Одной из форм этого наказания является вынесение смертного приговора каждому, кто обижает или оскорбляет Пророка Мухаммада, да благословит его Аллах и приветствует.
- Turkish - Diyanet Isleri : İkiyüzlülerin içinde "O her şeye kulak kesiliyor" diyerek Peygamberi incitenler vardır De ki "O kulak Allah'a inanan ve müminlere inanan sizin için hayırlı olan içinizden inanan kimselere rahmet olan bir kulaktır" Allah'ın Peygamberini incitenlere can yakıcı azab vardır
- Italiano - Piccardo : Tra loro ci sono quelli che dileggiano il Profeta e dicono “È tutto orecchi” Di' “È tutto orecchi per il vostro bene crede in Allah e ha fiducia nei credenti ed è una [testimonianza di] misericordia per coloro fra voi che credono Quelli che tormentano il Messaggero di Allah avranno doloroso castigo”
- كوردى - برهان محمد أمين : ههندێکی تر له دووڕووهکان ئهوهنده نهفامن ئازاری دڵی پێغهمبهر صلى الله عليه وسلم دهدهن بهوهی که دهڵێن محمد گوێ بۆ ههموو کهس دهگرێت پێیان بڵێ گوێ بیستی خێره بۆتان باوهڕی پتهوی بهخوا ههیه باوهڕی به ڕاستگۆی ئیماندارانیش ههیه ڕهحمهتیشه بۆ ئهوانهتان که باوهڕیان هێناوه بهڵام ئهوانهی ئازاری پێغهمبهری خوا دهدهن سزایهکی بهئێش بۆیان ئامادهیه
- اردو - جالندربرى : اور ان میں بعض ایسے ہیں جو پیغمبر کو ایذا دیتے ہیں اور کہتے ہیں کہ یہ شخص نرا کان ہے۔ ان سے کہہ دو کہ وہ کان ہے تو تمہاری بھلائی کے لیے۔ وہ خدا کا اور مومنوں کی بات کا یقین رکھتا ہے اور جو لوگ تم میں سے ایمان لائے ہیں ان کے لیے رحمت ہے۔ اور جو لوگ رسول خدا کو رنج پہنچاتے ہیں ان کے لیے عذاب الیم تیار ہے
- Bosanski - Korkut : Ima ih koji vrijeđaju Vjerovjesnika govoreći "On vjeruje što god čuje" Reci "On čuje ono što je dobro vjeruje u Allaha i ima vjere u vjernike i milost je onima između vas koji vjeruju" A one koji Allahova Poslanika vrijeđaju čeka patnja nesnosna
- Swedish - Bernström : OCH DET finns de bland dem som förtalar Profeten och [spydigt] säger "Han är idel öra" Säg "Ja han är idel öra [för det som gäller] ert bästa Han tror på Gud [och Hans ord] och han litar på de troendes uppriktighet och [genom honom flödar] nåd över dem av er som har tron Men på dem som talar illa om Guds Sändebud [väntar] ett plågsamt straff"
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Di antara mereka orangorang munafik ada yang menyakiti Nabi dan mengatakan "Nabi mempercayai semua apa yang didengarnya" Katakanlah "Ia mempercayai semua yang baik bagi kamu ia beriman kepada Allah mempercayai orangorang mukmin dan menjadi rahmat bagi orangorang yang beriman di antara kamu" Dan orangorang yang menyakiti Rasulullah itu bagi mereka azab yang pedih
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ ۚ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَّكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةٌ لِّلَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ ۚ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ
(Di antara mereka) orang-orang munafik (ada yang menyakiti Nabi) dengan mencelanya dan menyampaikan perkataannya kepada kaum munafikin (dan mereka mengatakan) bilamana mereka dicegah dari perbuatan tersebut supaya jangan menyakiti nabi ("Nabi mempercayai semua apa yang didengarnya.") yakni Nabi selalu mendengar apa yang dikatakan kepadanya dan selalu menerimanya. Bilamana kami bersumpah kepadanya bahwa kami tidak menyatakannya, maka dia mempercayai kami. (Katakanlah,) "Ia (mempercayai) mendengarkan (semua yang baik bagi kalian) bukannya mendengarkan hal-hal yang buruk (ia beriman kepada Allah, mempercayai) artinya selalu percaya (orang-orang mukmin) atas semua berita yang telah disampaikan mereka, akan tetapi ia tidak mempercayai orang-orang selain mereka. Huruf lam di sini adalah lam zaidah; dimaksud untuk memberikan pengertian yang membedakan antara iman karena sadar dan iman karena faktor lainnya (dan menjadi rahmat) bila dibaca rafa' maka diathafkan kepada lafal udzunun, dan bila dibaca jar maka diathafkan kepada lafal khairin (bagi orang-orang yang beriman di antara kalian." Dan orang-orang yang menyakiti Rasulullah itu, bagi mereka siksa yang pedih).
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : আর তাদের মধ্যে কেউ কেউ নবীকে ক্লেশ দেয় এবং বলে এ লোকটি তো কানসর্বস্ব। আপনি বলে দিন কান হলেও তোমাদেরই মঙ্গলের জন্য আল্লাহর উপর বিশ্বাস রাখে এবং বিশ্বাস রাখে মুসলমানদের কথার উপর। বস্তুতঃ তোমাদের মধ্যে যারা ঈমানদার তাদের জন্য তিনি রহমতবিশেষ। আর যারা আল্লাহর রসূলের প্রতি কুৎসা রটনা করে তাদের জন্য রয়েছে বেদনাদায়ক আযাব।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : இந்த நபியிடம் யார் எதைச் சொன்னாலும் அவர் கேட்டுக் கொள்பவராகவே இருக்கிறார் எனக்கூறி நபியைத்துன்புறுத்துவோரும் அவர்களில் இருக்கிறார்கள்; நபியே நீர் கூறும்; "நபி அவ்வாறு செவியேற்பது உங்களுக்கே நன்மையாகும் அவர் அல்லாஹ்வை நம்புகிறார்; முஃமின்களையும் நம்புகிறார்; அன்றியும் உங்களில் ஈமான் கொண்டவர்கள் மீது அவர் கருணையுடையோராகவும் இருக்கின்றார்" எனவே எவர்கள் அல்லாஹ்வின் தூதரை துன்புறுத்துகிறார்களோ அவர்களுக்கு நோவினை தரும் வேதனையுண்டு
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : “และในหมู่พวกเขานั้นมีบรรดาผู้ที่ก่อความเดือดร้อนแก่นะบี โดยที่พวกเขากล่าวว่า เขาคือหู จงกล่าวเถิด มุฮัมมัด ว่า คือหูแห่งความดีสำหรับพวกท่าน โดยที่ศรัทธาต่ออัลลอฮ์ และเชื่อถือต่อผู้ศรัทธาทั้งหลาย และเป็นการเอ็นดูเมตตา แก่บรรดาผู้ศรัทธาในหมู่พวกท่านและบรรดาผู้ที่ก่อความเดือดร้อนแก่ร่อซูลของอัลลอฮ์ นั้นพวกเขาจะได้รับการลงโทษอันเจ็บปวด”
- Uzbek - Мухаммад Содик : Улардан Пайғамбарга озор берадиган ва У қулоқдир дейдиганлар бор Сен У сизга яхшилик нарсаларга қулоқдир Аллоҳга иймон келтирадир мўминларга ишонадир сизлардан иймон келтирганларга раҳматдир Аллоҳнинг Расулига озор берадиганларга аламли азоб бордир деб айт Пайғамбаримиз с а в ҳамма билан яхши муомалада бўлардилар Ҳамманинг дардига қулоқ осар эдилар Мунофиқлар бу юксак одоб намунасидан ҳам эгри хулоса чиқариб моғор босган қалблари ҳиқду ҳасадга тўлиб фитна гап ўйлаб чиқардилар Пайғамбаримизга с а в қулоқ деб лақаб қўйдилар
- 中国语文 - Ma Jian : 他们中有人伤害先知,称他为耳朵,你说:他对于你们是好耳朵,他信仰真主,信任信士们,他是你们中信道者的慈恩。伤害先知的人们,将受痛苦的刑罚。
- Melayu - Basmeih : Dan di antara mereka yang munafik itu ada orangorang yang menyakiti Nabi sambil mereka berkata "Bahawa dia Nabi Muhammad orang yang suka mendengar dan percaya pada apa yang didengarnya" Katakanlah "Dia mendengar dan percaya apa yang baik bagi kamu ia beriman kepada Allah dan percaya kepada orang mukmin dan ia pula menjadi rahmat bagi orangorang yang beriman di antara kamu" Dan orangorang yang menyakiti Rasulullah itu bagi mereka azab seksa yang tidak terperi sakitnya
- Somali - Abduh : waxaa ka mid ah munaafiqiinta kuwa dhiba nabiga oo dhaha waa wax walba maqle waxaad dhahdaa waa Khayr maqlihiinna wuxuuna rumayn Eebe wuxuuna u rumayn Mu'miniinta waana u naxariista kuwa rumeeyey oo idinka mid ah kuwa dhiba Rassulka Eebe waxay mudan cadaab daran
- Hausa - Gumi : Kuma daga cikinsu akwai waɗanda suke cũtar Annabi kuma sunã cẽwa "Shi kunne ne" Ka ce "Kunnen alhẽri gare ku Yanã ĩmãni da Allah kuma Yanã yarda da mũminai kuma rahama ne ga waɗanda suka yi ĩmãni daga gare ku"Kuma waɗanda suke cũtar Manzon Allah sunã da azãba mai raɗaɗi
- Swahili - Al-Barwani : Na miongoni mwao wapo wanao muudhi Nabii na kusema Yeye huyu ni sikio tu Sema Basi ni sikio la kheri kwenu Anamuamini Mwenyezi Mungu na ana imani na Waumini naye ni rehema kwa wanao amini miongoni mwenu Na wanao muudhi Mtume wa Mwenyezi Mungu watapata adhabu chungu
- Shqiptar - Efendi Nahi : Ka asosh që e shqetësojnë Pejgamberin dhe thonë “Ai është vesh dëgjon çdo gjë që i thuhet” Thuaj o Muhammed “Ai dëgjon atë që është e mirë për ju beson në Perëndinë dhe u beson besimtarëve Dhe ai është mëshirë për ata që besojnë” E ata që e shqetësojnë Profetin e Perëndisë i pret ndëshkim i dhembshëm
- فارسى - آیتی : بعضى از ايشان پيامبر را مىآزارند و مىگويند كه او به سخن هر كس گوش مىدهد. بگو: او براى شما شنونده سخن خير است. به خدا ايمان دارد و مؤمنان را باور دارد، و رحمتى است براى آنهايى كه ايمان آوردهاند. و آنان كه رسول خدا را بيازارند به شكنجهاى دردآور گرفتار خواهند شد.
- tajeki - Оятӣ : Баъзе аз онҳо паёмбарро меозоранду мегӯянд, ки ӯ ба сухани ҳар кас гӯш медиҳад. Бигӯ: «Ӯ барои шумо шунавандаи сухани хайр аст. Ба Худо имон дорад ва мӯъминонро бовар дорад ва раҳматест барои онҳое, ки имон овардаанд. Ва онон, ки расули Худоро биёзоранд, ба шиканҷае дардовар гирифтор хоҳанд шуд.
- Uyghur - محمد صالح : ئۇلارنىڭ بەزىلىرى پەيغەمبەرگە (سۆزى ۋە ھەرىكىتى ئارقىلىق) ئەزىيەت يەتكۈزىدۇ ۋە (پەيغەمبەرنى) «ئاڭلىغان نەرسىسىنىڭ ھەممىسىگە ئىشىنىدۇ» دەيدۇ. ئېيتقىنكى، «(دۇرۇس، ئۇ) سىلەرگە پايدىلىق سۆزلەرنى ئاڭلاپ ئىشىنىدۇ، اﷲ نىڭ سۆزلىرىگە ئىشىنىدۇ، مۆمىنلەرنىڭ سۆزىگە (ئۇلارنىڭ ئىخلاسىنى بىلگەنلىكتىن) ئىشىنىدۇ، ئۇ سىلەردىن ئىمان ئېيتقانلار ئۈچۈن رەھمەتتۇر» اﷲ نىڭ پەيغەمبىرىگە ئەزىيەت يەتكۈزىدىغانلار قاتتىق ئازابقا دۇچار بولىدۇ
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : നബിയെ ദ്രോഹിക്കുന്ന ചിലരും അവരിലുണ്ട്. അദ്ദേഹം എല്ലാറ്റിനും ചെവികൊടുക്കുന്നവനാണെന്ന് അവരാക്ഷേപിക്കുന്നു. പറയുക: അദ്ദേഹം നിങ്ങള്ക്ക്ു ഗുണകരമായതിനെ ചെവിക്കൊള്ളുന്നവനാകുന്നു. അദ്ദേഹം അല്ലാഹുവില് വിശ്വസിക്കുന്നു. സത്യവിശ്വാസികളില് വിശ്വാസമര്പ്പിതക്കുന്നു. നിങ്ങളില് സത്യവിശ്വാസം സ്വീകരിച്ചവര്ക്ക് അദ്ദേഹം മഹത്തായ അനുഗ്രഹമാണ്. അല്ലാഹുവിന്റെ ദൂതനെ ദ്രോഹിക്കുന്നവര്ക്ക്ഹ നോവേറിയ ശിക്ഷയുണ്ട്.
- عربى - التفسير الميسر : ومن المنافقين قوم يوذون رسول الله صلى الله عليه وسلم بالكلام ويقولون انه يستمع لكل ما يقال له فيصدقه قل لهم ايها النبي ان محمدا هو اذن تستمع لكل خير يومن بالله ويصدق المومنين فيما يخبرونه وهو رحمه لمن اتبعه واهتدى بهداه والذين يوذون رسول الله محمدا صلى الله عليه وسلم باي نوع من انواع الايذاء لهم عذاب مولم موجع
*69) This was one of the charges which the hypocrites levelled against the Holy Prophet. As he used to listen to everyone and Iet him say freely whatever he had to say, they would find fault with him, saying, "He is a credulous person. Everyone can approach him freely and may say whatever he pleases, and he readily believes whatever he hears!" Though it was a good thing that he heard everyone, the hypocrites intentionally spread it as a vice, so that the poor and humble Muslims should be kept away from coming near the Holy Prophet. The hypocrites did not like that these true Believers should inform the Holy Prophet about their plots, mischiefs and hostile talks. They resented it very much that the Holy Prophet listened to and believed in the talk of these humble people against such "respectable" people as they.
*70) The answer to this charge implies two things. First, "Though the Prophet listens to everything, he attends only to that which is good and is for the welfare of the Community, for he is not the one who would listen to or encourage mischievous things." Secondly, "It is good for yourselves that he listens patently to everyone; otherwise he would not have allowed you to put forward lame excuses for your negligence from the struggle in the Way of Allah. Had he not been forbearing, he would not have paid attention to your false professions of faith and hypocritical expressions of good wishes for Islam, but would have taken you to task for your mischiefs and made it difficult for you to live at AI-Madinah. It is thus obvious that it is good for you that he listens to everyone."
*71) That is, "You are wrong that he listens to everyone. He puts his trust only in the true Believers. Accordingly, he believed only in those things about you that were conveyed to him by good and trustworthy people, who were neither liars nor tale-bearers. Therefore, whatever they said about you was true and should leave been taken as true."