- عربي - نصوص الآيات عثماني : فَرِحَ ٱلْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلَٰفَ رَسُولِ ٱللَّهِ وَكَرِهُوٓاْ أَن يُجَٰهِدُواْ بِأَمْوَٰلِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ وَقَالُواْ لَا تَنفِرُواْ فِى ٱلْحَرِّ ۗ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا ۚ لَّوْ كَانُواْ يَفْقَهُونَ
- عربى - نصوص الآيات : فرح المخلفون بمقعدهم خلاف رسول الله وكرهوا أن يجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله وقالوا لا تنفروا في الحر ۗ قل نار جهنم أشد حرا ۚ لو كانوا يفقهون
- عربى - التفسير الميسر : فرح المخلفون الذين تخلفوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بقعودهم في (المدينة) مخالفين لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وكرهوا أن يجاهدوا معه بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله، وقال بعضهم لبعض: لا تنفروا في الحرِّ، وكانت غزوة (تبوك) في وقت شدة الحرِّ. قل لهم -أيها الرسول-: نار جهنم أشد حرًا، لو كانوا يعلمون ذلك.
- السعدى : فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلَافَ رَسُولِ اللَّهِ وَكَرِهُوا أَن يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَالُوا لَا تَنفِرُوا فِي الْحَرِّ ۗ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا ۚ لَّوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ
يقول تعالى مبينا تبجح المنافقين بتخلفهم وعدم مبالاتهم بذلك، الدال على عدم الإيمان، واختيار الكفر على الإيمان.
{فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلَافَ رَسُولِ اللَّهِ} وهذا قدر زائد على مجرد التخلف، فإن هذا تخلف محرم، وزيادة رضا بفعل المعصية، وتبجح به.
{وَكَرِهُوا أَنْ يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ} وهذا بخلاف المؤمنين الذين إذا تخلفوا ـ ولو لعذر ـ حزنوا على تخلفهم وتأسفوا غاية الأسف، ويحبون أن يجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل اللّه، لما في قلوبهم من الإيمان، ولما يرجون من فضل اللّه وإحسانه وبره وامتنانه.
{وَقَالُوا} أي: المنافقون {لَا تَنْفِرُوا فِي الْحَرِّ} أي: قالوا إن النفير مشقة علينا بسبب الحر، فقدموا راحة قصيرة منقضية على الراحة الأبدية التامة.
وحذروا من الحر الذي يقي منه الظلال، ويذهبه البكر والآصال، على الحر الشديد الذي لا يقادر قدره، وهو النار الحامية.
ولهذا قال: {قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا لَوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ} لما آثروا ما يفنى على ما يبقى، ولما فروا من المشقة الخفيفة المنقضية، إلى المشقة الشديدة الدائمة.
- الوسيط لطنطاوي : فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلَافَ رَسُولِ اللَّهِ وَكَرِهُوا أَن يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَالُوا لَا تَنفِرُوا فِي الْحَرِّ ۗ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا ۚ لَّوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ
وبعد هذا الحديث الطويل المتنوع عن أحوال المنافقين ومسالكهم الخبيثة ، أخذت السورة الكريمة فى الحديث عن حال المنافقين الذين تخلفوا فى المدينة ، وأبوا أن يخرجوا مع الرسول - صلى الله عليه وسلم - إلى تبوك ، فقال - تعالى - : ( فَرِحَ المخلفون . . . مَعَ الخالفين ) .
وقوله : " المخلفون " اسم مفعول مأخوذ من قولهم خلف فلان فلانا وراءه إذا تركه خلفه .
والمراد بهم : أولئك المنافقيون الذين تخلفوا عن الخروج إلى غزوة تبوك بسبب ضعف إيمانهم ، وسقوط همتهم ، وسوء نيتهم . .
قال الجمل : وقوله ( خِلاَفَ رَسُولِ الله ) فيه ثلاثة أوجه : أحدها : أنه منصوب على المصدر بفعل مقدر مدللو عليه بقوله " مقعدهم " لأنه فى معنى تخلفوا أى : تخلفوا خلاف رسول الله . الثانى : أن خلاف مفعول لأجله والعامل فيه إما فرح مقعد . أى : فرحوا لأجل مخالفتهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حيث مضى هو للجهاد وتخلفوا هم عنه . أو بقعودهم لمخالفتهم له ، وإليه ذهب الطبرى والزجاج ، ويؤيد ذلك قراءة من قرأ : " خلف رسول الله " - بضم الخاء واللام ، الثالث : أن ينتصب على الظرف . أى بعد رسول الله ، يقال : أقام زيد خلاف القوم ، أى : تخلف بعد ذهابهم ، وخلاف يكون ظرفا ، وإليه ذهب أبو عبيدة وغيره ، ويؤيد هذا قراءة ابن عباس ، وأبى حيوه ، وعمرو بن ميمون ، " خلف رسول الله " - بفتح الخاء وسكون اللام .
والمعنى : فرح المخلفون : من هؤلاء المنافقين ، بسبب قعودهم فى المدينة ، وعدم خروجهم إلى تبوك للجهاد مع الرسول صلى الله عليه وسلم - والمؤمنين ، وكرهوا أن يبذلوا شيئا من أموالهم وأنفسهم من أجل إعلاء كلمة الله .
وإنما فرحوا بهذا القعود ، وكرهوا الجهاد؛ لأنهم قوم خلت قلوبهم من الإِيمان بالله واليوم الآخر ، وهبطت نفوسهم عن الارتفاع إلى معالى الأمور ، وآثروا الدنيا وشهواتها الزائلة على الآخرة ونعيمها الباقى .
وفى التعبير بقوله : ( المخلفون ) تحقير لهم ، وإهمال لشأنهم ، حتى لكأنهم شئ من سقط المتاع الذى يخلف ويترك ويهمل؛ لأنه لا قيمة له ، أو لأن ضرره أكبر من نفعه .
قال الآلوسى : وإيثار ما فى النظم الكريم على أن يقال ، وكرهوا أن يخرجوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إيذان بأن الجهاد فى سبيل الله مع كونه من أجل الرغائب التى ينبغى أن يتنافس فيها المتنافسون ، قد كرهوه ، كما فرحوا بأقبح القبائح وهو القعود خلاف رسول الله - صلى الله عليه وسلم ، وفى الكلام تعريض بالمؤمنين الذين آثروا ذلك وأحبوه .
وقوله : ( وَقَالُواْ لاَ تَنفِرُواْ فِي الحر ) حكاية لأقوالهم التى تدل على ضعفهم وجبنهم ، وعلى أنهم قوم لا يصلحون للأعمال التى يصلح لها الرجال .
أى . وقال هؤلاء المنافقون المخلفون لغيرهم ، أقعدوا معنا فى المدينة ، ولا تخرجوا للجهاد مع المؤمنين ، فإن الحر شديد ، والفر طويل ، وقعودكم يريحكم من هذه المتاعب ، ويحمل غيرنا وغيركم على القعود معنا ومعكم ، وبذلك ننال بغيتنا من تثبيط همة المجاهدين عن الجهاد فى سبيل الله .
وقوله : ( قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرّاً ) رد على أقوالهم القبيحة ، وأفعالهم الخبيثة ، أى ، قل يا محمد لهؤلاء المنافقين على سبيل التهكم بهم ، والتحقير من شأنهم : نار جهنم أشد حرا من هذا الحر الذى تخشونه وترونه مانعا من النفير بل هى أشد حرا من نار الدنيا . . .
روى الإِمام مالك عن أبى الزناد عن الأعرج عن أبى هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم . قال : " نار بنى آدم التى توقدونها . جزء من سبعين جزءا من نار جهنم " .
ورحم الله صاحب الكشاف فقد قال : وقوله : ( قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرّاً ) استجهال لهم ، لأن من تصون مشقة ساعة ، فوقع بسبب ذلك التصون فى مشقة الأبد ، كان أجهل من كل جاهل ، ولبعضهم :
مسرة أحقاب تلقيت بعدها ... مساءة يوم أريها شبه الصاب
فكيف بأن تلقى مسرة ساعة ... وراء تقضيها مساءة أحقاب
أى : أن حزن يوم واحد يجعل المسرات الطويلة قبله تتحول إلى ما يشبه الصاب مرارة ، فيكف يكون الحال إذا كانت المسرات ساعة واحدة تعقبها أحقاب طويلة من المساءات؟!! .
وقوله : ( لَّوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ ) تذييل قصد به الزيادة فى توبيخهم وتحقيرهم .
أى : لو كانوا يفقهون أن نار جهنم أشد حرا ويعتبرون بذلك ، لما فرحوا بمقعدهم خلاف رسول الله ، ولما كرهوا الجهاد ، ولما قالوا ما قالوا ، بل لحزنوا واكتأبوا على ما صدر منهم ، ولبادروا بالتوبة والاستغفار ، كما فعل أصحاب القلوب والنفوس النقية من النفاق والشقاق .
- البغوى : فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلَافَ رَسُولِ اللَّهِ وَكَرِهُوا أَن يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَالُوا لَا تَنفِرُوا فِي الْحَرِّ ۗ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا ۚ لَّوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ
( فرح المخلفون ) عن غزوة تبوك . والمخلف : المتروك ( بمقعدهم ) أي بقعودهم ( خلاف رسول الله ) قال أبو عبيدة : أي بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم . وقيل : مخالفة لرسول الله صلى الله عليه وسلم حين سار وأقاموا ، ( وكرهوا أن يجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله وقالوا لا تنفروا في الحر ) وكانت غزوة تبوك في شدة الحر ، ( قل نار جهنم أشد حرا لو كانوا يفقهون ) يعلمون وكذلك هو في مصحف عبد الله بن مسعود .
- ابن كثير : فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلَافَ رَسُولِ اللَّهِ وَكَرِهُوا أَن يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَالُوا لَا تَنفِرُوا فِي الْحَرِّ ۗ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا ۚ لَّوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ
يقول تعالى ذاما للمنافقين المتخلفين عن صحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في غزوة تبوك ، وفرحوا بمقعدهم بعد خروجه ، ( وكرهوا أن يجاهدوا ) معه ( بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله وقالوا ) أي : بعضهم لبعض : ( لا تنفروا في الحر ) ؛ وذلك أن الخروج في غزوة تبوك كان في شدة الحر ، عند طيب الظلال والثمار ، فلهذا قالوا ( لا تنفروا في الحر ) قال الله تعالى لرسوله : ( قل ) لهم : ( نار جهنم ) التي تصيرون إليها بسبب مخالفتكم ( أشد حرا ) مما فررتم منه من الحر ، بل أشد حرا من النار ، كما قال الإمام مالك ، عن أبي الزناد ، عن الأعرج ، عن أبي هريرة ، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : نار بني آدم التي يوقدون بها جزء من سبعين جزءا [ من نار جهنم فقالوا : يا رسول الله ، إن كانت لكافية . قال : إنها فضلت عليها بتسعة وستين جزءا ] أخرجاه في الصحيحين من حديث مالك ، به .
وقال الإمام أحمد : حدثنا سفيان ، عن أبي الزناد ، عن الأعرج ، عن أبي هريرة ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : إن ناركم هذه جزء من سبعين جزءا من نار جهنم ، وضربت بالبحر مرتين ، ولولا ذلك ما جعل [ الله ] فيها منفعة لأحد وهذا أيضا إسناده صحيح .
وقد روى الإمام أبو عيسى الترمذي وابن ماجه ، عن عباس الدوري ، عن يحيى بن أبي بكير عن شريك ، عن عاصم ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : أوقد على النار ألف سنة حتى احمرت ، ثم أوقد عليها ألف سنة حتى ابيضت ، ثم أوقد عليها ألف سنة حتى اسودت ، فهي سوداء كالليل المظلم . ثم قال الترمذي : لا أعلم أحدا رفعه غير يحيى .
كذا قال . وقد رواه الحافظ أبو بكر بن مردويه عن إبراهيم بن محمد ، عن محمد بن الحسين بن مكرم ، عن عبيد الله بن سعد عن عمه ، عن شريك - وهو ابن عبد الله النخعي - به . وروى أيضا ابن مردويه من رواية مبارك بن فضالة ، عن ثابت ، عن أنس قال : تلا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( نارا وقودها الناس والحجارة ) [ التحريم : 6 ] قال : أوقد عليها ألف عام حتى ابيضت ، وألف عام حتى احمرت ، وألف عام حتى اسودت ، فهي سوداء كالليل ، لا يضيء لهبها .
وروى الحافظ أبو القاسم الطبراني من حديث تمام بن نجيح - وقد اختلف فيه - عن الحسن ، عن أنس مرفوعا : لو أن شرارة بالمشرق - أي من نار جهنم - لوجد حرها من بالمغرب .
وروى الحافظ أبو يعلى عن إسحاق بن أبي إسرائيل ، عن أبي عبيدة الحداد ، عن هشام بن حسان عن محمد بن شبيب ، عن جعفر بن أبي وحشية ، عن سعيد بن جبير ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : لو كان هذا المسجد مائة ألف أو يزيدون ، وفيهم رجل من أهل النار فتنفس فأصابهم نفسه ، لاحترق المسجد ومن فيه غريب .
وقال الأعمش عن أبي إسحاق ، عن النعمان بن بشير قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : إن أهون أهل النار عذابا يوم القيامة لمن له نعلان وشراكان من نار ، يغلي منهما دماغه كما يغلي المرجل ، لا يرى أحدا من أهل النار أشد عذابا منه ، وإنه أهونهم عذابا . أخرجاه في الصحيحين ، من حديث الأعمش .
وقال مسلم أيضا : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، حدثنا يحيى بن أبي بكير حدثنا زهير بن محمد ، عن سهيل بن أبي صالح ، عن النعمان بن أبي عياش عن أبي سعيد الخدري ، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : إن أدنى أهل النار عذابا يوم القيامة ينتعل بنعلين من نار ، يغلي دماغه من حرارة نعليه .
وقال الإمام أحمد : حدثنا يحيى ، عن ابن عجلان ، سمعت أبي ، عن أبي هريرة ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : إن أدنى أهل النار عذابا رجل يجعل له نعلان يغلي منهما دماغه .
وهذا إسناد جيد قوي ، رجاله على شرط مسلم ، والله أعلم .
والأحاديث والآثار النبوية في هذا كثيرة ، وقال الله تعالى في كتابه العزيز : ( كلا إنها لظى نزاعة للشوى ) [ المعارج : 15 ، 16 ] وقال تعالى : ( يصب من فوق رءوسهم الحميم يصهر به ما في بطونهم والجلود ولهم مقامع من حديد كلما أرادوا أن يخرجوا منها من غم أعيدوا فيها وذوقوا عذاب الحريق ) [ الحج : 19 - 22 ] وقال تعالى : ( إن الذين كفروا بآياتنا سوف نصليهم نارا كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب ) [ النساء : 56 ] .
وقال تعالى في هذه الآية الكريمة [ الأخرى ] ( قل نار جهنم أشد حرا لو كانوا يفقهون ) أي : لو أنهم يفقهون ويفهمون لنفروا مع الرسول في سبيل الله في الحر ، ليتقوا به حر جهنم ، الذي هو أضعاف أضعاف هذا ، ولكنهم كما قال الآخر :
كالمستجير من الرمضاء بالنار
وقال الآخر :
عمرك بالحمية أفنيته مخافة البارد والحار
وكان أولى بك أن تتقي من المعاصي حذر النار
- القرطبى : فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلَافَ رَسُولِ اللَّهِ وَكَرِهُوا أَن يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَالُوا لَا تَنفِرُوا فِي الْحَرِّ ۗ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا ۚ لَّوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ
قوله تعالى فرح المخلفون بمقعدهم خلاف رسول الله وكرهوا أن يجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله وقالوا لا تنفروا في الحر قل نار جهنم أشد حرا لو كانوا يفقهون
قوله تعالى فرح المخلفون بمقعدهم أي بقعودهم . قعد قعودا ومقعدا ; أي جلس . وأقعده غيره ; عن الجوهري . والمخلف المتروك ; أي خلفهم الله وثبطهم ، أو خلفهم رسول الله والمؤمنون لما علموا تثاقلهم عن الجهاد ; قولان ، وكان هذا في غزوة تبوك .
خلاف رسول الله مفعول من أجله ، وإن شئت كان مصدرا . والخلاف المخالفة . ومن قرأ " خلف رسول الله " أراد التأخر عن الجهاد .
وقالوا لا تنفروا في الحر أي قال بعضهم لبعض ذلك .
قل نار جهنم قل لهم يا محمد نار جهنم . ( أشد حرا لو كانوا يفقهون ) ابتداء وخبر . ( حرا ) نصب على البيان ; أي من ترك أمر الله تعرض لتلك النار .
- الطبرى : فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلَافَ رَسُولِ اللَّهِ وَكَرِهُوا أَن يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَالُوا لَا تَنفِرُوا فِي الْحَرِّ ۗ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا ۚ لَّوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ
القول في تأويل قوله : فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلافَ رَسُولِ اللَّهِ وَكَرِهُوا أَنْ يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَالُوا لا تَنْفِرُوا فِي الْحَرِّ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا لَوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ (81)
قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: فرح الذين خلَّفهم الله عن الغزو مع رسوله والمؤمنين به وجهاد أعدائه =(بمقعدهم خلاف رسول الله)، يقول: بجلوسهم في منازلهم (7) =(خلاف رسول الله)، يقول: على الخلاف لرسول الله في جلوسه ومقعده. وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرهم بالنَّفْر إلى جهاد أعداء الله, فخالفوا أمْرَه وجلسوا في منازلهم.
* * *
وقوله: (خِلاف)، مصدر من قول القائل: " خالف فلان فلانًا فهو يخالفه خِلافًا "، فلذلك جاء مصدره على تقدير " فِعال ", كما يقال: " قاتله فهو يقاتله قتالا ", ولو كان مصدرًا من " خَلَفه " لكانت القراءة: " بمقعدهم خَلْفَ رسول الله ", لأن مصدر: " خلفه "، " خلفٌ" لا " خِلاف ", ولكنه على ما بينت من أنه مصدر: " خالف "، فقرئ: (خلاف رسول الله)، وهي القراءة التي عليها قرأة الأمصار, وهي الصواب عندنا.
* * *
وقد تأول بعضهم ذلك بمعنى: " بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ", (8) واستشهد على ذلك بقول الشاعر: (9)
عَقَــبَ الــرَّبِيعُ خِــلافَهُمْ فَكَأَنَّمَـا
بَسَــطَ الشَّـوَاطِبُ بَيْنَهُـنَّ حَـصِيرَا (10)
وذلك قريبٌ لمعنى ما قلنا, لأنهم قعدوا بعده على الخلافِ له.
* * *
وقوله: (وكرهوا أن يجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله)، يقول تعالى ذكره: وكره هؤلاء المخلفون أن يغزُوا الكفار بأموالهم وأنفسهم (11) =(في سبيل الله)، يعني: في دين الله الذي شرعه لعباده لينصروه, (12) ميلا إلى الدعة والخفض, وإيثارًا للراحة على التعب والمشقة, وشحًّا بالمال أن ينفقوه في طاعة الله.
* * *
=(وقالوا لا تنفروا في الحر)، وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم استنفرهم إلى هذه الغزوة, وهي غزوة تبوك، في حرّ شديدٍ, (13) فقال المنافقون بعضهم لبعض: " لا تَنْفِرُوا فِي الْحَرِّ"، فقال الله لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: (قل) لهم، يا محمد =(نار جهنم)، التي أعدّها الله لمن خالف أمره وعصى رسوله =(أشد حرًّا)، من هذا الحرّ الذي تتواصون بينكم أن لا تنفروا فيه. يقول: الذي هو أشد حرًا، أحرى أن يُحذر ويُتَّقى من الذي هو أقلهما أذًى =(لو كانوا يفقهون)، يقول: لو كان هؤلاء المنافقون يفقهون عن الله وعظَه، ويتدبَّرون آي كتابه, (14) ولكنهم لا يفقهون عن الله, فهم يحذرون من الحرّ أقله مكروهًا وأخفَّه أذًى, ويواقعون أشدَّه مكروهًا (15) وأعظمه على من يصلاه بلاءً.
* * *
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
17033- حدثني محمد بن سعد قال، حدثني أبي قال، حدثني عمي قال، حدثني أبي, عن أبيه, عن ابن عباس قوله: (فرح المخلفون بمقعدهم خلاف رسول الله)، إلى قوله: (يفقهون)، وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرَ الناس أن ينبعثوا معه, وذلك في الصيف, فقال رجال: يا رسول الله, الحرُّ شديدٌ، ولا نستطيع الخروجَ, فلا تنفر في الحرّ ! فقال الله: (قل نار جهنم أشد حرًّا لو كانوا يفقهون)، فأمره الله بالخروج.
17034- حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال، حدثنا محمد بن ثور, عن معمر, عن قتاده في قوله: (بمقعدهم خلاف رسول الله)، قال: هي غزوة تبوك. (16)
17035- حدثني الحارث قال، حدثنا عبد العزيز قال، حدثنا أبو معشر, عن محمد بن كعب القرظي وغيره قالوا: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في حرٍّ شديدٍ إلى تبوك, فقال رجل من بني سَلِمة: لا تنفروا في الحرّ ! فأنـزل الله: (قل نار جهنم)، الآية.
17036- حدثنا ابن حميد قال، حدثنا سلمة, عن ابن إسحاق قال: [ثم] ذكر قول بعضهم لبعض, حين أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجهاد, وأجمع السير إلى تبوك، على شدّة الحرّ وجدب البلاد. يقول الله جل ثناؤه: (وقالوا لا تنفروا في الحر قل نار جهنم أشد حرًّا). (17)
------------------------
الهوامش :
(7) انظر تفسير "القعود" فيما سلف 9 : 85 14 : 277.
(8) هو أبو عبيدة في مجاز القرآن 1 : 264 .
(9) هو الحارث بن خالد المخزومي.
(10) الأغاني 3 : 336 (دار الكتب) 15 : 128 (ساسي) ، ومجاز القرآن لأبي عبيدة 1 : 264 ، واللسان (عقب) ، (خلف) ، من قصيدة روى بعضها أبو الفرج في أغانيه ، يقوله في عائشة بنت طلحة تعريضًا ، وتصريحًا ببسرة جاريتها ، يقول قبله :
يَـا رَبْـع بُسـرَةَ إن أضَـرَّ بِكَ البِلَى
فَلَقــد عَهِــدتُكَ آهــلا مَعْمـورًا
ورواية أبي الفرج " عقب الرذاذ " ، و " الرذاذ " صغار المطر . وأما " الربيع " ، فهو المطر الذي يكون في الربيع . قال أبو الفرج الأصبهاني : " وقوله : عقب الرذاذ ، يقول : جاء الرذاذ بعده . ومنه يقال : عقب لفلان غنى بعد فقر = وعقب الرجل أباه : إذا قام بعده مقامه . وعواقب الأمور ، مأخوذة منه ، واحدتها عاقبة . . . والشواطب : النساء اللواتي يشطبن لحاء السعف ، يعملن منه الحصر . ومنه السيف المشطب ، والشطبية : الشعبة من الشيء . ويقال : بعثنا إلى فلان شطبية من خيلنا ، أي : قطعة " . قلت : وإنما وصف آثار الغيث في الديار ، فشبه أرضها بالحصر المنمقة ، للطرائق التي تبقى في الرمل بعد المطر.
(11) انظر تفسير " الجهاد " فيما سلف ص : 358 ، تعليق : 1 ، والمراجع هناك .
(12) انظر تفسير " سبيل الله " فيما سلف من فهارس اللغة (سبل) .
(13) انظر تفسير " النفر " فيما سلف 58 : 536 14 : 251 ، 254 .
(14) انظر تفسير "فقه" فيما سلف ص : 51 ، تعليق : 1 ، والمراجع هناك.
(15) في المطبوعة والمخطوطة : " ويوافقون أشده مكروهًا " ، وهو خطأ من الناسخ ، والصواب ما أثبت .
(16) في المطبوعة: "من عزوة تبوك"، والصواب ما في المخطوطة .
(17) الأثر : 17036 - سيرة ابن هشام 4 : 196، وهو تابع الأثر السالف رقم : 17012 . والزيادة بين القوسين منه.
- ابن عاشور : فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلَافَ رَسُولِ اللَّهِ وَكَرِهُوا أَن يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَالُوا لَا تَنفِرُوا فِي الْحَرِّ ۗ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا ۚ لَّوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ
استئناف ابتدائي . وهذه الآية تشير إلى ما حصل للمنافقين عند الاستنفار لغزوة تبوك فيكون المراد بالمخلّفين خصوص من تخلّف عن غزوة تبوك من المنافقين .
ومناسبة وقوعها في هذا الموضع أنّ فرحهم بتخلّفهم قد قَوِي لمّا استغفر لهم النبي صلى الله عليه وسلم وظنّوا أنّهم استغفلوه فقضَوا مأربهم ثم حصَّلوا الاستغفار ظنّاً منهم بأنّ معاملة الله إياهم تجري على ظواهر الأمور .
فالمخلَّفون هم الذين تخلّفوا عن غزوة تبوك استأذنوا النبي صلى الله عليه وسلم فأذِن لهم وكانوا من المنافقين فلذلك أطلق عليهم في الآية وصف المخلّفين بصيغة اسم المفعول لأنّ النبي خلَّفهم ، وفيه إيماء إلى أنّه ما أذن لهم في التخلّف إلاّ لعلمه بفساد قلوبهم ، وأنّهم لا يغنون عن المسلمين شيئاً كما قال : { لو خرجوا فيكم ما زادوكم إلا خبالاً } [ التوبة : 47 ].
وذكر فرحهم دلالة على نفاقهم لأنّهم لو كانوا مؤمنين لكان التخلّف نكداً عليهم ونغصاً كما وقع للثلاثة الذين خلّفوا فتاب الله عليهم .
والمَقْعد هنا مصدر ميمي أي بقعودهم .
و { خِلاَف } لغة في خَلْف . يقال : أقام خلاف الحي بمعنى بَعدهم ، أي ظعنوا ولم يظعن . ومن نكتة اختيار لفظ خلاف دون خَلْف أنّه يشير إلى أن قعودهم كان مخالفة لإرادة رسول الله حين استنفر الناس كلّهم للغزو . ولذلك جعله بعضُ المفسّرين منصوباً على المفعول له ، أي بمقعدهم لمخالفة أمر الرسول .
وكراهيتُهم الجهاد بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله خصلة أخرى من خصال النفاق لأنّ الله أمر بذلك في الآية المتقدمة { وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله } [ التوبة : 41 ] الآية ، ولكونها خصلةً أخرى جُعلت جملتها معطوفة ولم تجعل مقترنة بلام التعليل مع أنّ فرحهم بالقعود سببه هو الكراهية للجهاد .
وقولُهم : { لا تنفروا في الحر } خطابُ بعضهم بعضاً وكانت غزوة تبوك في وقت الحرّ حين طابت الظلال .
وجملة : { قل نار جهنم أشد حراً } مستأنفة ابتدائية خطاب للنبيء صلى الله عليه وسلم والمقصود قرع أسماعهم بهذا الكلام .
وكونُ نار جهنّم أشدّ حرّاً من حرّ القيظ أمر معلوم لا يتعلّق الغرض بالإخبار عنه . فتعيّن أنّ الخبر مستعمل في التذكير بما هو معلوم تعريضاً بتجهيلهم لأنّهم حذروا من حرّ قليل وأقحموا أنفسهم فيما يصير بهم إلى حرّ أشدّ . فيكون هذا التذكير كناية عن كونهم واقعين في نار جهنّم لأجل قعودهم عن الغزو في الحرّ ، وفيه كناية عُرضية عن كونهم صائرين إلى نار جهنّم .
وجملة : { لو كانوا يفقهون } تتميم ، للتجهيل والتذكير ، أي يقال لهم ذلك لو كانوا يفقهون الذكرى ، ولكنّهم لا يفقهون ، فلا تجدي فيهم الذكرى والموعظة ، إذا ليس المراد لو كانوا يفقهون أنّ نار جهنم أشدّ حرّاً لأنّه لا يخفى عليهم ولو كانوا يفقهون أنّهم صائرون إلى النار ولكنّهم لا يفقهون ذلك .
- إعراب القرآن : فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلَافَ رَسُولِ اللَّهِ وَكَرِهُوا أَن يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَالُوا لَا تَنفِرُوا فِي الْحَرِّ ۗ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا ۚ لَّوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ
«فَرِحَ» فعل ماض. «الْمُخَلَّفُونَ» فاعل مرفوع وعلامة رفعه الواو جمع مذكر سالم. «بِمَقْعَدِهِمْ» متعلقان بالفعل. «خِلافَ» ظرف مكان متعلق بمقعد. «رَسُولِ» مضاف إليه. «اللَّهِ»
لفظ الجلالة مضاف إليه والجملة الفعلية مستأنفة. «وَكَرِهُوا» فعل ماض وفاعل والمصدر المؤول من «أَنْ» الناصبة والفعل «يُجاهِدُوا» بعدها في محل نصب مفعول به أي وكرهوا المجاهدة. «بِأَمْوالِهِمْ» متعلقان بالفعل «وَأَنْفُسِهِمْ» عطف في سبيل اللّه متعلقان بالفعل والجملة الفعلية معطوفة ، ومثلها جملة قالوا. «لا تَنْفِرُوا» مضارع مجزوم بلا وعلامة جزمه حذف النون ، والواو فاعل. «فِي الْحَرِّ» متعلقان بالفعل ، والجملة مقول القول. «قُلْ» فعل أمر والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت ، والجملة مستأنفة. «نارُ» مبتدأ.
«جَهَنَّمَ» مضاف إليه مجرور وعلامة جره الفتحة نيابة عن الكسرة للعلمية والعجمة. «أَشَدُّ» خبر.
«حَرًّا» تمييز. الجملة الاسمية مفعول به مقول القول. «لَوْ» حرف شرط غير جازم. «كانُوا» كان واسمها وجملة «يَفْقَهُونَ» خبرها. وجملة فعل الشرط ابتدائية لا محل لها. وجواب الشرط محذوف دل عليه ما قبله أي لو كانوا يفقهون .. لما فرحوا.
- English - Sahih International : Those who remained behind rejoiced in their staying [at home] after [the departure of] the Messenger of Allah and disliked to strive with their wealth and their lives in the cause of Allah and said "Do not go forth in the heat" Say "The fire of Hell is more intensive in heat" - if they would but understand
- English - Tafheem -Maududi : فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلَافَ رَسُولِ اللَّهِ وَكَرِهُوا أَن يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَالُوا لَا تَنفِرُوا فِي الْحَرِّ ۗ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا ۚ لَّوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ(9:81) Those who were allowed to remain behind, were happy that they had not gone with Allah's Messenger, and had stayed at home, for they did not like to do Jihad in the Way of Allah with their possessions and their persons. They said to the people, "Do not go forth in this heat." Say to them, "The Fire of Hell is much hotter than this"; would that they understood this!
- Français - Hamidullah : Ceux qui ont été laissés à l'arrière se sont réjouis de pouvoir rester chez eux à l'arrière du Messager d'Allah ils ont répugné à lutter par leurs biens et leurs personnes dans le sentier d'Allah et ont dit Ne partez pas au combat pendant cette chaleur Dis Le feu de l'Enfer est plus intense en chaleur - S'ils comprenaient
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Die Zurückgelassenen waren froh darüber daß sie hinter Allahs Gesandtem daheim sitzen geblieben sind und es war ihnen zuwider sich mit ihrem Besitz und mit ihrer eigenen Person auf Allahs Weg abzumühen Und sie sagten "Rückt nicht in der Hitze aus" Sag Das Feuer der Hölle ist noch heißer; wenn sie es doch verstehen würden
- Spanish - Cortes : Los dejados atrás se alegraron de poder quedarse en casa en contra del Enviado de Alá Les repugnaba luchar por Alá con su hacienda y sus personas y decían No vayáis a la guerra con este calor Di El fuego de la gehena es aún más caliente Si entendieran
- Português - El Hayek : Depois da partida do Mensageiro de Deus os que permaneceram regozijavamse de terem ficado em seus lares erecusado sacrificar os seus bens e pessoas pela causa de Deus; disseram Não partais durante o calor Dizelhes O fogo doinferno é mais ardente ainda Se o compreendessem
- Россию - Кулиев : Оставшиеся позади не принявшиеся участие в походе на Табук радовались тому что они остались позади Посланника Аллаха Им было ненавистно сражаться своим имуществом и своими душами на пути Аллаха и они говорили Не отправляйтесь в поход в такую жару Скажи Огонь Геенны еще жарче Если бы они только понимали
- Кулиев -ас-Саади : فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلَافَ رَسُولِ اللَّهِ وَكَرِهُوا أَن يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَالُوا لَا تَنفِرُوا فِي الْحَرِّ ۗ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا ۚ لَّوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ
Оставшиеся позади (не принявшиеся участие в походе на Табук) радовались тому, что они остались позади посланника Аллаха. Им было ненавистно сражаться своим имуществом и своими душами на пути Аллаха, и они говорили: «Не отправляйтесь в поход в такую жару». Скажи: «Огонь Геенны еще жарче!» Если бы они только понимали!Лицемеры радовались тому, что они остались дома. Они не придавали этому никакого значения, ведь они не были верующими и предпочитали неверие правой вере. Они не просто совершили грех, отказавшись принять участие в походе. Они были довольны тем, что ослушались Аллаха, и радовались этому. Им было ненавистно сражаться на Его пути, жертвуя своим имуществом и рискуя своими жизнями. Они совершенно не походили на тех правоверных, которые были сильно опечалены от того, что им пришлось остаться дома по уважительной причине. Воистину, правоверные любят сражаться на пути Аллаха, жертвуя своим имуществом и рискуя своими жизнями, потому что в их сердцах укоренилась вера и потому что они надеются на милость и добродетель своего Господа. Лицемеры говорили: «Отправляться в поход в такую жару очень тяжело». Они отдали предпочтение тленному и беспокойному земному отдыху перед вечным и совершенным отдыхом в Последней жизни. Они опасались жары, от которой можно укрыться в тени, которая исчезает по утрам и вечерам, и предали забвению палящий огонь Ада, жар которого невозможно даже оценить. Если бы они поняли это, то не стали бы отдавать предпочтение преходящим удовольствиям перед вечным наслаждением и не стали бы отказываться от незначительных и непродолжительных трудностей ради мучительных и вечных страданий.
- Turkish - Diyanet Isleri : Allah'ın Peygamberinin hilafına geri kalanlar oturup kalmalarına sevindiler Allah yolunda mallariyle ve canlariyle cihat hoşlarına gitmedi "Sıcakta savaşa çıkmayın" dediler De ki "Cehennem ateşi daha sıcaktır" Keşke bilseydiler
- Italiano - Piccardo : Coloro che sono rimasti indietro felici di restare nelle loro case [opponendosi così] al Messaggero di Allah e disdegnando la lotta per la causa di Allah con i loro beni e le loro vite dicono “Non andate in missione con questo caldo” Di' “Il fuoco dell'Inferno è ancora più caldo” Se solo comprendessero
- كوردى - برهان محمد أمين : دووڕووهکان ئهوانهی که بهجێهێڵران لهناو مهدینهدا شادمان بوون بهدانیشتنیان و دواکهوتنیان له پێغهمبهرو نهچوونیان بۆ غهزا حهزیان نهکرد جیهادو تێکۆشان به خۆیان و ماڵیان له پێناوی خوادا بکهن و به ئیماندارانیان وت لهم گهرمایهدا دهرمهچن بۆ جیهاد ئهی محمد صلى الله عليه وسلم پێیان بڵێ ئاگری دۆزهخ بهتینتر و بههێزتره لهگهرمیدا ئهگهر تێ بگهن و بیرو هۆشیان بخهنهکار
- اردو - جالندربرى : جو لوگ غزوہٴ تبوک میں پیچھے رہ گئے وہ پیغمبر خدا کی مرضی کے خلاف بیٹھے رہنے سے خوش ہوئے اور اس بات کو ناپسند کیا کہ خدا کی راہ میں اپنے مال اور جان سے جہاد کریں۔ اور اوروں سے بھی کہنے لگے کہ گرمی میں مت نکلنا۔ ان سے کہہ دو کہ دوزخ کی اگ اس سے کہیں زیادہ گرم ہے۔ کاش یہ اس بات کو سمجھتے
- Bosanski - Korkut : Oni koji su izostali iza Allahova Poslanika veselili su se kod kuća svojih – mrsko im je bilo da se bore na Allahovu putu zalažući imetke svoje i živote svoje i jedni drugima su govorili "Ne krećite u boj po vrućini" Reci "Džehennemska vatra je još vruća" – kad bi oni samo znali
- Swedish - Bernström : [HYCKLARNA] som fick stanna hemma gladdes åt att de sluppit ifrån [fälttåget] eftersom de var emot Profetens [plan]; de kände ovilja mot att tvingas kämpa för Guds sak med sina ägodelar och med livet som insats och uppmanade [till och med andra] att inte gå med [i fälttåget] i den hetta [som rådde] Säg "Helvetets lågor är hetare" Om de bara ville förstå
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Orangorang yang ditinggalkan tidak ikut perang itu merasa gembira dengan tinggalnya mereka di belakang Rasulullah dan mereka tidak suka berjihad dengan harta dan jiwa mereka pada jalan Allah dan mereka berkata "Janganlah kamu berangkat pergi berperang dalam panas terik ini" Katakanlah "Api neraka jahannam itu lebih sangat panasnya" jika mereka mengetahui
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلَافَ رَسُولِ اللَّهِ وَكَرِهُوا أَن يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَالُوا لَا تَنفِرُوا فِي الْحَرِّ ۗ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا ۚ لَّوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ
(Orang-orang yang ditinggalkan merasa gembira) yaitu mereka yang tidak ikut ke Tabuk (dengan tinggalnya mereka) dengan ketidakikutan mereka (sesudah) keberangkatan (Rasulullah, dan mereka tidak suka berjihad dengan harta dan jiwa mereka pada jalan Allah dan mereka berkata,) artinya sebagian dari mereka mengatakan kepada sebagian yang lain ("Janganlah kalian berangkat) maksudnya janganlah kalian pergi untuk berjihad (dalam panas terik ini." Katakanlah, "Api neraka Jahanam itu lebih sangat panas) daripada panasnya Tabuk. Yang lebih utama ialah hendaknya mereka menghindarkan diri daripada panasnya Jahanam itu, yaitu dengan ikut berperang dan tidak tinggal di tempat (jika mereka mengetahui) artinya jika mereka mengetahui hal tersebut, tentulah mereka tidak akan tinggal di tempat dan pasti ikut berjihad.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : পেছনে থেকে যাওয়া লোকেরা আল্লাহর রসূল থেকে বিচ্ছিন্ন হয়ে বসে থাকতে পেরে আনন্দ লাভ করেছে; আর জান ও মালের দ্বারা আল্লাহর রাহে জেহাদ করতে অপছন্দ করেছে এবং বলেছে এই গরমের মধ্যে অভিযানে বের হয়ো না। বলে দাও উত্তাপে জাহান্নামের আগুন প্রচন্ডতম। যদি তাদের বিবেচনা শক্তি থাকত।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : தபூக் போரில் கலந்து கொள்ளாமல் பின்தங்கிவிட்டவர்கள் அல்லாஹ்வின் தூதருக்கு விரோதமாகத் தம் வீடுகளில் இருந்து கொண்டதைப் பற்றி மகிழ்ச்சியடைகின்றனர்; அன்றியும் அல்லாஹ்வின் பாதையில் தங்கள் பொருட்களையும் உயிர்களையும் அர்ப்பணம் செய்து போர் புரிவதையும் வெறுத்து மற்றவர்களை நோக்கி; "இந்த வெப்ப காலத்தில் நீங்கள் போருக்குச் செல்லாதீர்கள்" என்றும் அவர்கள் கூறுகின்றனர் அவர்களிடம் "நரக நெருப்பு இன்னும் கடுமையான வெப்பமுடையது" என்று நபியே நீர் கூறுவீராக இதை அவர்கள் விளங்கியிருந்தால் பின் தங்கியிருக்க மாட்டார்கள்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : “บรรรดาผู้ที่ถูกปล่อยให้อยู่เบื้องหลัง นั้นดีใจในการที่พวกเขานั่งอยู่เบื้องหลัง ของร่อซูลุลลอฮ์ และพวกเขาเกลียดในการที่พวกเขาจะต่อสู้ด้วยทรัพย์ของพวกเขา และชีวิตของพวกเขาในทางของอัลลอฮ์ และพวกเขากล่าวว่า ท่านทั้งหลายอย่าออกไปในความร้อนเลย จงกล่าวเถิด มุฮัมมัด ว่า ไฟนรกญะฮัมนัมนั้นร้อนแรงยิ่งกว่า หากพวกเขาเข้าใจ”
- Uzbek - Мухаммад Содик : Улар Аллоҳнинг Расулига хилоф қилиб ортда қолганлар ўтирган жойларида хурсанд бўлдилар ва Аллоҳнинг йўлида моллари ва жонлари билан жиҳод қилишни ёқтирмадилар ҳамда Иссиқда қўзғолманглар дедилар Сен Жаҳаннамнинг оташи иссиқроқ агар тушунсалар деб айт Яъни улар одамларни ҳам ўзларига ўхшаб сафарбарликдан қочишга чақирдилар Улар бу дунёнинг арзимаган иссиғидан қочишмоқдаю аммо ўзларини охиратнинг ашаддий иссиғига дучор қилишмоқда
- 中国语文 - Ma Jian : 使者出征后,在后方的人因能安坐家中而高兴。他们不愿以自己的财产和生命为主道而奋斗,他们互相嘱咐说:你们不要在热天出征。你说:火狱的火是更炽热的,假若他们是明理的。
- Melayu - Basmeih : Orangorang munafik yang ditinggalkan tidak turut berperang itu bersukacita disebabkan mereka tinggal di belakang Rasulullah di Madinah; dan mereka sememangnya tidak suka berjihad dengan harta benda dan jiwa mereka pada jalan Allah dengan sebab kufurnya dan mereka pula menghasut dengan berkata "Janganlah kamu keluar beramairamai untuk berperang pada musim panas ini" Katakanlah wahai Muhammad "Api neraka Jahannam lebih panas membakar" kalaulah mereka itu orangorang yang memahami
- Somali - Abduh : waxay ku farxeen kuwii ka dib dhacay fadhigoodii rasuulka gadaashiisa waxayn naceen inay ku jahaadaan xoolahooda iyo naftooda jidka Eebe waxayna dhaheen ha ku bixina kulaylka waxaad dhahdaa naarta jahannamo yaa ka kulayl daran hadday wax kasi
- Hausa - Gumi : Waɗanda aka bari sun yi farin ciki da zamansu a bãyan Manzon Allah kuma suka ƙi su yi jihãdi da dũkiyõyinsu da rãyukansu a cikin hanyar Allah kuma suka ce "Kada ku fita zuwa yãƙi a cikin zãfi"Ka ce "Wutar Jahannama ce mafi tsanlnin zãfi" Dã sun kasance sunã fahimta
- Swahili - Al-Barwani : Walifurahi walio achwa nyuma kwa kule kubakia kwao nyuma na kumuacha Mtume wa Mwenyezi Mungu Na walichukia kupigana Jihadi kwa mali zao na nafsi zao na wakasema Msitoke nje katika joto Sema Moto wa Jahannamu una joto zaidi laiti wangeli fahamu
- Shqiptar - Efendi Nahi : U gësuan ata që mbetën në shtëpitë e tyre kundër Profetit të Perëndisë – ishte e neveritshme për ta lufta në rrugën e Perëndisë me pasurinë dhe trupin e tyre dhe ata thanë “Mos shkoni në luftë nëpër vapë” Thuaju “Zjarri i xhehennemit është edhe më i nxehtë” Sikur ta dinin ata
- فارسى - آیتی : آنان كه در خانه نشستهاند و از همراهى با رسول خدا تخلف ورزيدهاند خوشحالند. جهاد با مال و جان خويش را، در راه خدا، ناخوش شمردند و گفتند: در هواى گرم به جنگ نرويد. اگر مىفهمند بگو: گرماى آتش جهنم بيشتر است.
- tajeki - Оятӣ : Онон, ки дар хона нишастаанд ва аз ҳамроҳӣ бо расули Худо ақибнишинӣ карданд, хушҳоланд. Ҷиҳод бо молу ҷони хешро дар роҳи Худо нохуш шумурданду гуфтанд: «Дар ҳавои гарм ба ҷанг наравед!» Агар мефаҳманд, бигӯ: «Гармии оташи ҷаҳаннам бештар аст!»
- Uyghur - محمد صالح : رەسۇلۇللاھقا خىلاپلىق قىلىپ (تەبۈك غازىتىغا چىقماي) قېلىپ قالغانلار (يەنى مۇناپىقلار) ئۆيلىرىدە بەخىرامان ئولتۇرغانلىقلىرى بىلەن خۇشال بولۇشتى، ئۇلار اﷲ نىڭ يولىدا ماللىرى بىلەن، جانلىرى بىلەن جىھاد قىلىشنى ياقتۇرمىدى، ئۇلار (بىر - بىرىگە): «ئىسسىقتا چىقماڭلار» دېيىشتى. (ئى مۇھەممەد! ئۇلارغا) ئېيتقىنكى، «جەھەننەمنىڭ ئوتى تېخىمۇ قىزىقتۇر. ئەگەر ئۇلار چۈشىنىدىغان بولسا، (ئەلۋەتتە ئىسسىقتا رەسۇلۇللاھ بىلەن بىرگە چىقاتتى)»
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : ദൈവദൂതനെ ധിക്കരിച്ച് യുദ്ധത്തില്നി്ന്ന് പിന്മാറി വീട്ടിലിരുന്നതില് സന്തോഷിക്കുന്നവരാണവര്. തങ്ങളുടെ ധനംകൊണ്ടും ദേഹംകൊണ്ടും ദൈവമാര്ഗ്ത്തില് സമരം ചെയ്യുന്നത് അവര്ക്ക് അനിഷ്ടകരമായി. അവരിങ്ങനെ പറയുകയും ചെയ്തു: "ഈ കൊടുംചൂടില് നിങ്ങള് യുദ്ധത്തിനിറങ്ങിപ്പുറപ്പെടേണ്ട.” പറയുക: നരകത്തീ കൂടുതല് ചൂടേറിയതാണ്. അവര് ബോധവാന്മാരായിരുന്നെങ്കില് എത്ര നന്നായേനെ.
- عربى - التفسير الميسر : فرح المخلفون الذين تخلفوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بقعودهم في المدينه مخالفين لرسول الله صلى الله عليه وسلم وكرهوا ان يجاهدوا معه باموالهم وانفسهم في سبيل الله وقال بعضهم لبعض لا تنفروا في الحر وكانت غزوه تبوك في وقت شده الحر قل لهم ايها الرسول نار جهنم اشد حرا لو كانوا يعلمون ذلك